You are on page 1of 11

‫الصدقة‬

‫“الصدقة” تعد باب من أهم األبواب للنفقة‪ ،‬إذ حث اإلسالم على الصدقة وأكد على‬

‫أهميتها وحرص على تبيان عظيم األجر والثواب الذي يناله المتصدق‪ .‬والصدقة‬

‫واحدة من العبادات العظيمة التي لها أثر كبير في نفوس الفقراء والمحتاجين وكذلك‬

‫المتصدق نفسه والمجتمع بصفة عامة‪ .‬قد ورد العديد من النصوص اإلسالمية” آيات‬

‫قرآنية‪ ،‬أحاديث نبوية شريفة” تحث على اإلنفاق في سبيل هللا وأشترط اإلسالم أن‬

‫يكون هذا المال قد أتى من مصادر مشروعه وأن يكون حالال طيبا وأال يتبع‬

‫التصدق منا وال أذى للفقراء‪ .‬كما نبه اإلسالم لضرورة اإلسراع في تقديم الصدقات‬

‫قبل فوات األوان‪ ،‬ووعد هللا المتصدقين بجزيل األجر والثواب‪.‬‬

‫التعريف‪:‬‬

‫لصدقة لغة العطية‪ ،‬والجمع منها صدقات‪ ،‬ويقال‪ :‬تصدقت أي أعطيته صدقة‪ ،‬واسم‬

‫صدِّق أي المعطي‪ ،‬وقد ورد كال اللفظين في القرآن الكريم‬


‫الفاعل ال ُمتصدِّق‪ ،‬أو ال ُم ِّ‬

‫صدِّقينَ َو ْال ُمتَ َ‬


‫ص ِّدقَات)‪ ،‬وال ُم ِّ‬
‫صدِّق‬ ‫(و ْال ُمتَ َ‬
‫أ ِّما ال ُمتصدِّق ورد في قول هللا ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬

‫صدِّقينَ َو ْال ُم َّ‬


‫ص ِّدقَات)‪ ،‬أ ِّما الصدقة في االصطالح‪:‬‬ ‫ورد في قول هللا ‪-‬تعالى‪ْ :-‬‬
‫(ال ُم َّ‬

‫فهي العطية التي يبتغي بها المسلم رضا هللا ‪-‬تعالى‪ -‬وثوابه‪ .‬يُقصد بالصدقة لغة‬

‫العطية‪ ،‬وفي االصطالح العطية التي يبذلها المسلم بغية نيل ثواب هللا ‪-‬تعالى‪-‬‬

‫ورضاه‬
‫ال يقتصر مفهوم الصدقة في الشرع على صدقة المال وحسب‪ ،‬بل تتعدِّد أنواع‬

‫ليتقرب بها إلى ربِّه‪ ،‬فك ِّل إماط ٍة لألذى من الطريق‬


‫ِّ‬ ‫الصدقات التي يقدِّمها العبد؛‬

‫مسلم صدقةٌ‪ ،‬والمرأة بحجابها تتصدِّق على نفسها‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫صدقةٌ‪ ،‬وك ِّل تب ِّ‬
‫س ٍم في وجه‬

‫وتربية األوالد صدقةٌ‪ ،‬وإعانة الرجل ألخيه فيحمل له أمتعته صدقةٌ‪ ،‬والرجل إذ‬

‫يضع اللقمة في فم زوجته صدقةٌ‪ ،‬ويستطيع المسلم أن ِّ‬


‫يحول ك ِّل عادةٍ من عاداته‬

‫يتقرب بها إلى هللا سبحانه‪ ،‬وبهذا يسهل على الفقير‬


‫ت ِّ‬ ‫التي يفعلها يوم ِّيا ً إلى صدقا ٍ‬

‫التصدِّق أيضاً‪ ،‬فلم يدع اإلسالم أداء الصدقة حكرا ً على أهل المال واألغنياء فقط‪.‬‬

‫فضائل وفوائد الصدقة‪:‬‬

‫هناك العديد من الفضائل والفوائد المترتبة على الصدقة ومنها ما يأتي‪ :‬تكفير‬

‫الذنوب والخطايا‪ :‬وذلك لقول رسول هللا ‪-‬صلِّى هللا عليه وسلِّم‪( :-‬وال َّ‬
‫ص َدقةُ تطف ُ‬
‫ئ‬

‫الخطيئةَ كما يُطف ُ‬


‫ئ الما ُء ال َّن َ‬
‫ار)‪ .‬أحد أسباب النجاة من حر يوم القيامة‪ :‬وذلك لقول‬

‫امرئ في ظ ِّل صدقته‪ ،‬حتى يُق َ‬


‫ضى بين‬ ‫ٍ‬ ‫رسول هللا ‪-‬صلِّى هللا عليه وسلِّم‪ (:-‬ك ُّل‬

‫(و َما أَنفَ ْقتُم ِّمن َ‬


‫ش ْيءٍ‬ ‫الناس)‪ .‬أحد أسباب البركة والزيادة‪ :‬وذلك لقول هللا ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬

‫فَ ُه َو ي ُْخلفُهُ َوه َُو َخي ُْر َّ‬


‫الرازقينَ )‪ .‬أحد أسباب النصر والرزق‪ :‬وذلك لقول رسول هللا ‪-‬‬

‫ص ُرونَ وت ُ ْرزَ قُونَ َّإال ب ُ‬


‫ض َعفَائ ُك ْم)‪ .‬فضائل الصدقة‬ ‫صلِّى هللا عليه وسلِّم‪ْ :-‬‬
‫(هل ت ُ ْن َ‬

‫وفوائدها عديدة‪ ،‬ال سيما أ ِّنها سبب في تكفير الذنوب والخطايا‪ ،‬والنجاة من حر يوم‬

‫القيامة‪.‬‬

‫أهمية الصدقة‬
‫يجب على المسلم أن يقوم باألعمال الصالحة‪ ،‬ويقوم بأتباع أوامر هللا تعالى‪ ،‬وهللا‬

‫أمرنا في القرآن الكريم باألنفاق‪ ،‬وبزل المال في سبيل هللا‪ ،‬ولمستحقيه‪ ،‬وفيما يلي‬

‫سنتعرف سويا ً على فوائد الصدقة للمسلم‪:‬‬

‫الصدقة تمحي الخطيئة‪ ،‬وتزيلها‪ ،‬وتجعلها كزبد البحر‪.‬‬

‫الصدقة تزيد البركة‪ ،‬فما ينقص مال من إخراج صدقة أبداً‪.‬‬

‫الصدقة ترفع وتزيد ميزان المسلم‪ ،‬فتجعله ينال البر‪.‬‬

‫الصدقة تشفى أمراض القلوب وتطهر من الذنوب‪.‬‬

‫الصدقة تساعد في الحصول على رضا هللا تعالى‪.‬‬

‫الصدقة هي المال الباقي‪ ،‬فما عند هللا خير وأبقى‪.‬‬

‫تتسبب الصدقة في دخول المتصدق الجنة‪.‬‬

‫المالئكة تدعي للمتصدق‪ ،‬وتستغفر له‪ ،‬من كل ذنب‪.‬‬

‫الصدقة تطهر المال من شبه الحرام‪ ،‬ومن اللغو والكذب‪.‬‬

‫يضاف هللا األجر لمن يشاء‪ ،‬فروعة الصدقة تكمن في إحسان النية‪ ،‬أثناء‬

‫إخراجها‪.‬‬

‫الصدقة ثقيلة على غير المؤمن‪ ،‬فما من مؤمن إال ويشعر بلذة عند التصدق‬

‫واإلنفاق في سبيل هللا‪.‬‬


‫في الدين اإلسالمي الحنيف‪ ،‬يقال داو مرضاكم بالصدقة‪ ،‬فالصدقة تشفي من‬

‫األسقام وتساعد في التطهر من المعاصي‪.‬‬

‫يشعر المتصدق الصادق في نيته‪ ،‬فانشراح صدر وهدوء قلب وسكينة ال بعدها‬

‫سكينة‪ ،‬وإن هذا الشعور وحده كافي ليتصدق العبد ويحيا قلبه‪.‬‬

‫ثمار الصدقة‪:‬‬

‫ينال المتصدِّق أجورا ً عظيمةً في الدنيا واآلخرة من هللا تعالى‪ ،‬ومن ثمار إيتاء‬

‫الصدقات ما يأتي‪ :‬النجاة من غضب هللا ‪-‬تعالى‪ -‬ونزول نقمته‪ .‬محو الخطايا عن‬

‫المتصدِّق‪ .‬النجاة من النار‪ .‬وقوف المتصدِّق في ظ ِّل صدقته يوم القيامة‪ .‬الصدقة‬

‫سببٌ لشفاء بعض األمراض البدنيِّة‪ .‬الصدقة سببٌ لصفاء القلب ورقِّته‪ .‬الصدقة‬

‫سببٌ لدفع الباليا والمصائب عن العباد‪ .‬فوز المتصدِّق بدعاء المالئكة به بالعطاء‬

‫والبركة‪ .‬مضاعفة األجور من هللا للمتصدِّقين‪.‬‬

‫آداب الصدقة‪:‬‬

‫هناك العديد من اآلداب التي يجدر بالمسلم االلتزام بها عند دفع الصدقة واخراجها‬

‫ومنها ما يأتي‪ :‬تنقية القلب من الرياء والمباهاة والتفاخر‪ :‬وهي أمور تع ِّد سببا في‬

‫العقاب يوم القيامة‪ ،‬وملئ القلب باإلخالص هلل ‪-‬تعالى‪ -‬فقد قال رسول هللا ‪ -‬صلِّى هللا‬

‫أوس ْع عليكَ حتَّى لم أدعْكَ تحتا ُج‬ ‫عليه وسلِّم‪( :-‬يؤتى بصاحب المال فيقو ُل َّ ُ‬
‫َّللا ألم ِّ‬

‫حم وأتصد َُّق‬ ‫رب قا َل فماذا عملتَ فيما آتيتُك قا َل كنتُ أص ُل َّ‬
‫الر َ‬ ‫إلى أح ٍد قا َل بلى يا ِّ‬

‫ٌ‬
‫فالن َجوا ٌد‬ ‫َّللا لَه كذَبتَ وتقو ُل المالئكةُ لَه كذَبتَ ويقو ُل َّ ُ‬
‫َّللا بل أردتَ أن يقا َل‬ ‫فيقو ُل َّ ُ‬
‫يوم القيامة)‪.‬‬
‫ار َ‬‫وقد قي َل ذلكَ ) إلى قوله (أولئك الثَّالثةُ َّأو ُل خلق هللا تُس َّع ُر به ُم ال َّن ُ‬

‫ِّ‬
‫المن واألذى‪ :‬وهما سببان في ابطال الصدقة وعدم قبولها لقول هللا ‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫مجانبة‬

‫ص َدقَات ُكم ب ْال َم ِّن َو ْاألَذَ ٰى َكالَّذي يُنف ُق َمالَهُ رئَا َء ال َّناس‬
‫( َيا أ َ ُّي َها الَّذينَ آ َمنُوا َال تُبْطلُوا َ‬

‫َو َال يُؤْ م ُن باللَّـه َو ْال َي ْوم ْاآلخر)‪ ،‬والعلم ِّ‬


‫بأن الم ِّنة هلل ‪-‬تعالى‪ -‬وحده الذي أعطاه المال‬

‫بأن الفقير صاحب الم ِّنة عليه لقبوله صدقته فأمكنه من كسب‬
‫وأنعم عليه به‪ ،‬والعلم ِّ‬

‫األجر والثواب من هللا ‪-‬تعالى‪ .-‬اإلسرار بالصدقة وعدم البوح بها واإلعالن‬

‫عنها‪ِّ :‬إال إذا كان في ذلك مصلحة راجحة‪ ،‬حيقث قال هللا ‪-‬تعالى‪( :-‬إن‬

‫ي َوإن ت ُ ْخفُوهَا َوتُؤْ تُوهَا ْالفُقَ َرا َء فَ ُه َو َخي ٌْر لَّ ُك ْم َويُ َكفِّ ُر‬ ‫ت ُ ْبدُوا ال َّ‬
‫ص َدقَات فَنع َّما ه َ‬

‫سيِّئَات ُك ْم َواللَّـهُ ب َما ت َ ْع َملُونَ خَب ٌ‬


‫ير)‪ .‬كون الصدقة من كسب طيب‪:‬‬ ‫عن ُكم ِّمن َ‬
‫َ‬

‫فذلك أدعى في قبولها وزيادة الثواب المترتب عليها حيث قال رسول هللا ‪-‬‬

‫ب‪ ،‬وال َي ْق َب ُل َّ ُ‬
‫َّللا َّإال‬ ‫ط ِّي ٍ‬ ‫ح ٌد ب َ‬
‫ص َدقَ ٍة من َ‬ ‫صلِّى هللا عليه وسلِّم‪( :-‬ما ت َ َ‬
‫صدَّقَ أ َ‬

‫الرحْ َمن حتَّى تَ ُكونَ‬


‫ف َّ‬‫َت تَ ْم َرة ً فَت َْربُو في َك ِّ‬
‫وإن كان ْ‬ ‫ِّب‪َّ ،‬إال أ َخذَها َّ‬
‫الرحْ َم ُن ب َيمينه ْ‬ ‫َّ‬
‫الطي َ‬

‫ظ َم منَ ال َج َبل كما ي َُربِّي أ َح ُد ُك ْم فَلُ َّوهُ‪ْ ،‬أو فَصيلَهُ)‪ .‬قصد المحتاجين والبحث عنهم‪:‬‬
‫أ ْع َ‬

‫بحيث ال تُعطى الصدقة ِّإال ل َمن ُ‬


‫عرفت حاجته وفقره‪ ،‬ويجدر بالمسلم تقديم ذوي‬

‫الرحم حال كونهم من أهل الحاجة وال يوجد من يصلهم بالمال فيكون حقهم في‬

‫صدقةَ‬ ‫الصدقة أعظم من حق غيرهم لقول رسول هللا ‪-‬صلِّى هللا عليه وسلِّم‪َّ :-‬‬
‫(إن ال َّ‬

‫الرحم اثنتان ص َدقةٌ وصلةٌ)‪ .‬حر ِّ‬


‫ي بالمسلم االلتزام‬ ‫على المسْكين صدقةٌ وعلى ذي َّ‬
‫ِّ‬
‫المن‬ ‫بآداب الصدقة التي ت ِّمت اإلشارة إليها ال سيما اإلخالص هلل ‪-‬تعالى‪ ،-‬ومجانبة‬

‫واألذى‪ ،‬واإلسرار وعدم البوح بها‪.‬‬

‫شروط قبول الصدقة‪:‬‬

‫يُشترط لقبول األعمال الصالحة والتي منها الصدقة شروط ثالثة وهي كما يأتي‪:‬‬

‫إن هللا ‪-‬تعالى‪ -‬ال يقبل العمل ِّإال من المؤمن لقوله ‪-‬‬
‫اإليمان باهلل ‪-‬تعالى‪ :-‬حيث ِّ‬

‫خاف ُ‬
‫ظل ًما َوال هَض ًما)‪.‬‬ ‫صالحات َوه َُو ُمؤم ٌن فَال َي ُ‬
‫(و َمن َيع َمل منَ ال ِّ‬
‫تعالى‪َ :-‬‬

‫إن هللا ‪-‬تعالى‪ -‬ال يقبل العمل ِّإال إذا كان خالصا له‬
‫اإلخالص هلل ‪-‬تعالى‪ :-‬حيث ِّ‬

‫ع َم ًال صال ًحا َوال يُشرك‬


‫وحده لقوله ‪-‬تعالى‪( :-‬فَ َمن كانَ َيرجو لقا َء َربِّه فَل َيع َمل َ‬

‫بعبا َدة َربِّه أ َ َحدًا)‪ .‬موافقة الهدي النبوي‪ :‬حيث ِّ‬


‫إن هللا ‪-‬تعالى‪ -‬ال يقبل العمل ِّإال إذا‬

‫ع َم ًال‬ ‫كان م ِّما جاء به رسول هللا‪ ،‬وذلك لقوله ‪-‬صلِّى هللا عليه وسلِّم‪َ ( :-‬من َ‬
‫عم َل َ‬

‫ليس عليه أ ْم ُرنا فَهو َردٌّ)‪ .‬يُشترط لقبول الصدقة والتي توافق الهدي النبوي اإليمان‬
‫َ‬

‫باهلل ‪-‬تعالى‪ -‬واإلخالص له‪.‬‬

‫أنواع الصدقة‪:‬‬

‫هناك نوعين رئيسيين للصدقة وهما‪:‬‬

‫صدقة الفرض‪ :‬وتطلق على الزكاة‪ ،‬التي يُقصد بها لغة الزيادة والنمو‪ ،‬وفي‬

‫االصطالح‪ :‬اخراج جزء مخصوص من المال لفئات مخصوصة بشروط‬

‫مخصوصة من بلوغ النصاب وحوالن الحول‪ ،‬وهي من أركان اإلسالم الخمسة وقد‬

‫الز َكاة َ)‪ ،‬وقوله ‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫(وأَقي ُموا ال َّ‬


‫ص َالة َ َوآتُوا َّ‬ ‫د ِّل على فرضيتها قول هللا ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫ط ِّه ُرهُم َوتُزَ ِّكيهم بها)‪ ،‬وس ِّميت الزكاة بالصدقة ِّ‬
‫ألن المسلم‬ ‫( ُخذ من أَموالهم َ‬
‫ص َدقَةً ت ُ َ‬

‫يتحرى بها الصدق واإلخالص هلل ‪-‬تعالى‪.-‬‬


‫ِّ‬

‫صدقة التطوع‪ :‬وهي الصدقة التي تُستحب في سائر األوقات دون تخصيص‬

‫ض اللَّـه‬
‫لمقدارها وفئاتها‪ ،‬وقد د ِّل على استحبابها قول هللا ‪-‬تعالى‪َّ ( :-‬من ذَا الَّذي يُ ْقر ُ‬

‫يرةً)‪.‬‬ ‫ضاعفَهُ لَهُ أ َ ْ‬


‫ض َعافًا َكث َ‬ ‫س ًنا فَيُ َ‬ ‫قَ ْر ً‬
‫ضا َح َ‬

‫وتنقسم صدقة التطوع إلى نوعين هما‪:‬‬

‫صدقة جارية‪ :‬وهي الصدقة التي يستمر ثوابها وأجرها بعد موت اإلنسان‪ ،‬ومن‬

‫األمثلة عليها‪ :‬بناء المساجد‪ ،‬حفر اآلبار‪ ،‬غرس األشجار‪.‬‬

‫صدقة غير جارية‪ :‬وهي الصدقة التي ال يستمر ثوابها بعد موت اإلنسان ومن‬

‫االمثلة عليها‪ :‬رعاية المسنين‪ ،‬وكفالة األيتام‪ ،‬تفطير الصائمين‪ ،‬اطعام الفقراء‪.‬‬

‫الصدقة الخفية‪ :‬وهي الصدقة التي ال يعلم عنها أحد‪ ،‬وهي صدقة غير معلومة‪،‬‬

‫وهي التي تخرج بإخالص وصدق‪ ،‬وال يشوبها عكر الرياء‪ ،‬وتعد أفضل أنواع‬

‫الصدقات المحببة هلل الخالق عز وجل‪.‬‬

‫الصدقة بعد الواجبات‪ :‬كالصيام والطاعات والحج وهكذا‬

‫الصدقة في سبيل هللا‪ :‬أعظم أمر ينفق فيه المال هو الجهاد في سبيل هللا عز وجل‪،‬‬

‫والجهاد بالمال أعظم من الجهاد بالنفس‪ ،‬كما أقر القرآن الكريم‪.‬‬


‫األنفاق على الولد‪ :‬إن اإلنفاق على األوالد يعتبر صدقة كما علمنا الحبيب المصطفى‬

‫رضي هللا عنه وأرضاه‪ ،‬من أنفق على أوالده واحتسبها عند هللا فهي صدقة له‪.‬‬

‫الصدقة التي يتمتع صاحبها بالصحة والغناء‪ :‬وهي الصدقة التي يخرجها صاحبها‬

‫بنية خالصة هلل‪ ،‬وهو في حالة من الرخاء‪ ،‬ال شدة وال بالء‪.‬‬

‫الصدقة لألقارب‪ :‬وهي الصدقة التي تنفع صاحبها‪ ،‬ضعف‪ ،‬فاألولى بأنه يتصدق‬

‫واألخرى ألنه يصل رحمه‪ ،‬وينفق على أقاربه‪ ،‬ولكنها مشروطه بأن يكون هذا‬

‫القريب محتاج أو يتيم أو من يمأل قلبهم العدوة‪.‬‬

‫الصدقة على الجار‪ :‬أوصى هللا تعالى عز وجل بالجار‪ ،‬والرسول صلى هللا عليه‬

‫وسلم كذلك‪ ،‬لذا للجار علينا حق‪ ،‬إذا كان محتاج نساعده‪ ،‬وإذا جاع نطعمه‪.‬‬

‫صدقات المال‪:‬‬
‫طى‬‫تعرف صدقات المال بأ ّنها ما يُخرج من ما ٍل إلى الفقراء والمساكين‪ ،‬أو قيل ما يُ ْع َ‬
‫ّ‬
‫على وجه القُربى إلى هللا دون إكراهٍ‪ ،‬وتتعدّد أوجه تقديم الصدقات‪ ،‬ويفضّل بعضها‬
‫على اآلخر‪ ،‬وفيما يأتي تفصيل ذلك‪ :‬أفضل أشكال صدقة المال على اإلطالق الصدقة‬
‫أفضل الصدقات هي التي تُخرج في ‪.‬الخفيّة؛ أل ّنها أقرب إلخالص النيّة هلل سبحانه‬
‫وقوته‪ ،‬ال ضعفه واقتراب أجله‬ ‫للصدقات التي تكون بعد أداء ‪.‬حالة صحة اإلنسان ّ‬
‫ب فض ٌل عند هللا سبحانه‬ ‫أفضل الصدقات التي يقدّمها العبد رغم عوزه وحاجته ‪.‬واج ٍ‬
‫من أفضل الصدقات ما يُنفق على األوالد أو يُصرف للجيران أو الرحم أو ‪.‬وفقره‬
‫‪.‬تقديم الصدقة للجهاد في سبيل هللا ‪.‬الصاحب والصديق‬

‫‪:‬الفئات التي تستحق الصدقة‬

‫أن الفئات ال ُمست َِحقَّة لصدقة الفرض ثمانية وذلك من خالل قوله ‪-‬‬ ‫بيّن هللا ‪-‬تعالى‪ّ -‬‬
‫علَيها َوال ُم َؤلَّفَ ِة قُلو ُب ُهم َو ِفي‬
‫العاملينَ َ‬
‫ساكين َو ِ‬
‫ِ‬ ‫صدَقاتُ ِللفُقَ ِ‬
‫راء َوال َم‬ ‫تعالى‪ِ ( :-‬إ َّن َما ال َّ‬
‫علي ٌم َحكي ٌم)‪،‬‬ ‫ضةً ِمنَ اللَّـ ِه َواللَّـهُ َ‬
‫سبي ِل فَري َ‬ ‫سبي ِل اللَّـ ِه َو ِ‬
‫ابن ال َّ‬ ‫الغارمينَ َوفي َ‬ ‫ب َو ِ‬ ‫الرقا ِ‬
‫ِّ‬
‫أ ّما صدقة التطوع فتستحب لكل مسلم‪ ،‬مع مراعاة األشد حاجة إليها‪ ،‬وتقديم ذوي‬
‫الرحم من أهل الحاجة والفقر لقول رسول هللا ‪-‬صلّى اله عليه وسلّم‪ -‬الذي أشير إليه‬
‫وصلةٌ)‪.‬‬
‫اثنتان صدَقةٌ ِ‬
‫ِ‬ ‫حم‬ ‫ْكين صدقةٌ وعلى ذي َّ‬
‫الر ِ‬ ‫صدقةَ على المس ِ‬ ‫مسبقا‪َّ :‬‬
‫(إن ال َّ‬
‫الفئات التي تستحق صدقة الفرض ثمانية وهي‪ :‬الفقراء‪ ،‬والمساكين‪ ،‬والعاملين عليها‪،‬‬
‫والمؤلفة قلوبهم‪ ،‬وفي الرقاب‪ ،‬والغارمون‪ ،‬وفي سبيل هللا‪ ،‬وابن السبيل‪ ،‬أما صدقة‬
‫‪.‬التطوع فتستحب لكل مسلم‬

‫آيات قرآنية تحث على الصدق‪:‬‬

‫ي الَّذينَ آ َمنُواْ يُقي ُمواْ ال َّ‬


‫صالَة َ َويُنفقُواْ م َّما َرزَ ْقنَا ُه ْم‬ ‫‪-1‬في سورة ابراهيم‪{ :‬قُل لِّع َباد َ‬
‫ْ‬
‫عالن َيةً ِّمن قَبْل أَن َيأت َ‬
‫ي َي ْو ٌم الَّ َب ْي ٌع فيه َوالَ خالَلٌ}‪.‬‬ ‫س ِّرا ً َو َ‬

‫ف‬
‫ع ُ‬ ‫سنا ً يُ َ‬
‫ضا َ‬ ‫َّللا قَ ْرضا ً َح َ‬
‫ضوا َّ َ‬ ‫ص ِّدقينَ َو ْال ُم َّ‬
‫ص ِّدقَات َوأ َ ْق َر ُ‬ ‫‪-2‬في سورة الحديد‪{ :‬إ َّن ْال ُم َّ‬

‫لَ ُه ْم َولَ ُه ْم أَجْ ٌر َكري ٌم}‪.‬‬

‫َّللا…} وأيضا‪َ { :‬يا أ َ ُّي َها الَّذينَ آ َمنُواْ أَنفقُواْ م َّما‬ ‫{وأَنفقُواْ في َ‬
‫سبيل ِّ‬ ‫‪-3‬في سورة البقرة‪َ :‬‬

‫س ْبت ُ ْم}‪.‬‬ ‫َرزَ ْقنَا ُكم} وكذلك آية ‪{ :‬أ َ ُّي َها الَّذينَ آ َمنُواْ أَنفقُواْ من َ‬
‫ط ِّي َبات َما َك َ‬

‫ط ْعت ُ ْم َوا ْس َمعُوا َوأَطيعُوا َوأَنفقُوا َخيْرا ً ِّألَنفُس ُك ْم‬


‫َّللا َما ا ْستَ َ‬
‫‪-4‬في سورة التغابن‪{ :‬فَاتَّقُوا َّ َ‬

‫ش َّح َن ْفسه فَأ ُ ْولَئكَ ُه ُم ْال ُم ْفل ُحونَ }‪.‬‬


‫َو َمن يُوقَ ُ‬

‫‪-5‬في سورة آل عمران‪{ :‬لَن تَنَالُواْ ْالب َّر َحتَّى تُنفقُواْ م َّما تُحبُّونَ }‪.‬‬

‫أحاديث عن فضل الصدقة‪:‬‬

‫س ْب َعةٌ‬
‫‪-1‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪ ،‬عن النبي صلِّى هللا عليه وسلِّم أنه قال‪َ “ :‬‬

‫شأ َ في ع َبا َدة َّ‬


‫َّللا‪،‬‬ ‫وم ال ظ َّل َّإال ظلُّهُ‪ :‬إ َما ٌم َ‬
‫ع ْدلٌ‪ ،‬وشَابٌّ َن َ‬ ‫َّللا تَعَالَى في ظلِّه َي َ‬
‫يُظلُّ ُه ُم َّ ُ‬

‫َّللا‪ ،‬اجْ تَمعا عليه وتَفَ َّرقَا عليه‪،‬‬


‫ور ُج َالن تَ َحابَّا في َّ‬ ‫ور ُج ٌل قَ ْلبُهُ ُمعَلَّ ٌق في ال َم َ‬
‫ساجد‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ص َدقَ ٍة‬ ‫ور ُج ٌل تَ َ‬
‫صدَّقَ ب َ‬ ‫َّللا‪َ ،‬‬ ‫ب و َج َما ٍل فَقالَ‪ :‬إ ِّني أَخ ُ‬
‫َاف َّ َ‬ ‫ع ْتهُ ا ْم َرأَة ٌ ذَاتُ َم ْنص ٍ‬
‫ور ُج ٌل َد َ‬
‫َ‬

‫ع ْي َناهُ”‪.‬‬
‫ت َ‬ ‫َّللا خَاليًا‪ ،‬فَفَا َ‬
‫ض ْ‬ ‫فأخفَاهَا حتَّى ال تَ ْعلَ َم ش َمالُهُ ما ت ُ ْنف ُق َيمينُهُ‪َ ،‬‬
‫ور ُج ٌل ذَ َك َر َّ َ‬ ‫ْ‬

‫‪-2‬عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪ ،‬عن النبي صلِّى هللا عليه وسلِّم أنه قال‪“ :‬ال‬

‫ب‪َّ ،‬إال أ َخذَها َّ ُ‬


‫َّللا ب َيمينه‪ ،‬في َُر ِّبيها كما ي َُر ِّبي أ َح ُد ُك ْم‬ ‫ب َ‬
‫ط ِّي ٍ‬ ‫صد َُّق أ َح ٌد بتَ ْم َرةٍ من َك ْس ٍ‬
‫َيتَ َ‬

‫ح منَ ال َكسْب‬ ‫صهُ‪ ،‬حتَّى تَ ُكونَ م ْث َل ال َج َبل‪ْ ،‬أو أ ْع َ‬


‫ظ َم‪ .‬في َحديث َر ْو ٍ‬ ‫فَلُ َّوهُ‪ْ ،‬أو قَلُو َ‬

‫ضعُها في َحقِّها‪ .‬وفي َحديث ُ‬


‫سلَيْمانَ فَ َي َ‬
‫ضعُها في َم ْوضعها”‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الط ِّيب فَ َي َ‬

‫امرئ في ظ ِّل صدقته حتَّى يقضى‬


‫ٍ‬ ‫‪-3‬قال النبي الكريم صلِّى هللا عليه وسلِّم‪“ :‬ك ُّل‬

‫صدقة حتَّى يفُ َّك عنها لَ َ‬


‫حيي سبعينَ شيطا ًنا”‪.‬‬ ‫بينَ ال َّناس‪ ،‬ال يخر ُج رج ٌل شيئًا من ال َّ‬

‫الصدقة هي من اعظم االعمال التي يقوم بها ال ُمسلم‪ ،‬والتي تعود عليه باألجر‬

‫والثواب العظيمين في الدنيا واألخرة‪ ،‬كما اخبرنا النبي محمد صلى هللا عليه وسلم‬

‫حينما قال‪( :‬صنائع المعروف تقي مصارع السوء‪ ،‬وصدقة السر تطفئ غضب‬

‫الرب‪ ،‬وصلة الرحم تزيد في العمر)‪،‬والصدقة هي التي تقوم بتمنيه المال وتزيده‬

‫بركة‪ ،‬والتصدق يقوم بدفع األذى والبالء عن صاحبة‪ ،‬وكما اخبرنا الرسول محمد‬

‫صلى هللا عليه وسلم حينما قال‪َ ( :‬د ُاووا َمرضا ُك ْم بال َّ‬
‫صدقة)‪ ،‬وعن أنس رضي هللا‬

‫عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬صنائع المعروف تقي مصارع السوء‬

‫واآلفات والمهلكات‪ ،‬وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في اآلخرة)‪ ،‬ومن‬

‫خالل موضوع خاتمة عن الصدقة سنتعرف على ماهي فضل الصدقة وأحاديث عن‬

‫فضلها من القران والسنة النبوية الشريفة في األسفل‪.‬‬


‫الطالبة‪ :‬شموخ خالد القوسي‬

‫الصف ‪4/1‬‬

You might also like