Professional Documents
Culture Documents
كتبه :
نواف بن عبيد الرعوجي
) ( 1
بسم ال الرحمن الرحيم
تقديم
الحمد ل رب العالمين ،والصلةا والسلما على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ،وبعد :
فلقد قرأت الرسأالة التى كتبها الخأ الفاضل ) نواف بن عبيد الرعوجي ( الموسأومة
ب ـ " التضرع إلى ال " فألفيتها رسأالة قيمة جدير بالمسلم والمسلمة أن يقرأها ويعمل بما فيها
لن الحاجة إلى التضرع إلى ال تعالى داعية كل وقت.
كتبه
د .صالح بن محمد الونيان
فرع جامعة الماما محمد بن سأعود السألمية بالقصيم
وإماما وخطيب جامع الخليج فى بريدةا
بتاريخ 1419 / 5 / 23هـ
) ( 2
مقدمة
فإن هذا الكتيب أصلهه محاضرةا ألقيت فى جامع حى المن ببريدةا فى يوما الحد الموافق / 25
10/1418هـ ،بعنوان ) التضرع إلى ال (.
فأضفت عليها بعض الضافات اليسيرةا ،فأرجو من ال أن تجد القبول وأن ينفع بها ويجعلها
خالصة
لوجهه الكريم.
فما كان من صواب فمن ال ،وما كان من خطأ أو نقص فمن نفسى والشيطان ،وأسأتغفر ال.
كتبه
) ( 3
التضرع إلى ال
إن الحمد ل نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ،ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سأيئات أعمالنا
من يهده ال فل مضل له ومن يضلل فل هادى له ،وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسأوله.
أما بعد
أيها الخوةا ..أيتها الوجوه الساجدةا لربها ...سألما ال عليكم ورحمته وبركاته.
قال صلى ال عليه وسألم ) :ما جلس قوما مجلسا لم يذكروا ال فيه ،ولم يصلوا على نبيهم إل
كان عليهم ترةا ،فإن شاء عذبهم ،وإن شاء غفر لهم ( ] .رواه الترمذى [.
وقال صلى ال عليه وسألم فى الحديث الخر ) :ما من قوما يقومون من مجلس ول يذكرون ال إل
قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرةا ( ] رواه أبو داود[.
أسأأل ال أن نكون ممن ذكر ال عز وجل فى هذا المجلس.
يقول تبارك وتعالى ) :وذفي أينمـهفذسهكم أييفل تهـمب ذ
صهروين( )الذريات(21: م ي
ضلرهعوين * ضلراذء لييع لههمم ييـتي ي
ك فيأييخمذيناههمم ذبالمبيأميسأاذء يوال ل
ويقول ال تعالى ):يولييقمد أيمريسأملينا إذيلى أهيمسم ذممن قيـمبلذ ي
شمييطاهن يما يكاهنوا ييـمعيمهلوين*فيـليلما ت قهـهلوبهـههمم يويزيلين ليهههم ال ل س م ذ فيـليمول إذمذ يجاءيههمم بيأمهسأينا تي ي
ضلرهعوا يوليكمن قي ي
ب هككل يشميسء يحلتى إذيذا فيذرهحوا بذيما هأوهتوا أييخمذيناههمم بيـغمتيةا فيذإيذا ههمم ذ
سوا يما ذهككهروا بذه فيـتيمحينا يعليميذهمم يأبمـيوا ي ني ه
سوين( )سأورةا النعاما .(44: 42 ذ
هممبل ه
قال القرطبى فى قوله سأبحانه " ففروا إلى ال " أى فاهربوا أيها الناس من عقاب ال إلى رحمته
باليمان به واتباع أمره والعمل بطاعته ،وفى هذا المعنى دعاء النبى صلى ال عليه وسألم ) :اللهم
أعوذ برضاك من سأخطك وبمعافاتك من عقوبتك ،وأعوذ بك منك ل أحصى ثآناء عليك أنت
كما أثآنيت على نفسك ( ] أخرجه مسلم [.
إن التضرع إلى ال هو اللتجاء إلى ال عز وجل وحده وما تضرع أحد إلى ال إل اسأتجاب ال له.
وقال ابن القيم رحمه ال فى كلما بديع يبين أن كل الناس كلهم فقراء إلى ال عز وجل من غنى
وفقير من صغير وكبير ،من ذكر وأنثى ،كلهم ضعفاء.
ويقول ابن القيم ) :والرسأل من الملئاكة عليهم الصلةا والسلما بين صاعد إليه بالمر ونازل من
عنده وأوامره على تعاقب الليل والنهار نافذةا بإرادته ومشيئته يسمع ضجيج الصوات باختلف
اللغات على تفنن الحاجات فل يشغله سأمع عن سأمع ول يغلظه كثرةا المسائال ول يتبرعم بإلحاح
) ( 5
الملحين وذووا الحاجات ،وأحاط بصره بجميع المرئايات ،فيرى النملة السوداء على الصخرةا
السماء فى الليلة الظلماء.
ض هكلل ييـموسما ههيو ذفي يشأمسن( )سأورةا الرحمن(29: سماوا ذ
ت يوامليمر ذ ذ
قال تعالى ) :ييمسأيلههه يممن في ال ل ي ي
يغفر ذنب ا ويفرجا هم ا ويكشف كرب ا ،يجير كسيرا ،ويغيث لهفان ا ،ويفك عاني ا ،ويشبع جائاع ا ،
ويكسو عاري ا ،ويشفي مريض ا ،ويعافى مبتلى ،ويقبل تائاب ا ويجازى محسن ا وينصر مظلوم ا ،ويقصم
جبارا ،ويقيل عثرةا ،ويستر عورةا ،ويؤمن روعة ،فل يتعاظم ذنبا أن يغفره ،ول حاجة هيسألها أن
يعطيها ،لو أن أهل سأماواته وأهل أراضيه ،إنسهم وجنهم ،وحيهم وميتهم ،ورطبهم ويابسهم
كلهم قاموا فى صعيد واحد فسألوا فأعطى هكلا مسألته ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرةا ".
إنه أكرما الكرمين ،إنه أجود الجودين.
) ( 6
سينا يوإذمن ليمم تيـغمذفمر ليينا يوتيـمريحممينا
انظر ماذا قال ؟ إنهما تضرعا إلى ال عز وجل )يقال يربلـينا ظيليممينا أينمـهف ي
خاذسأذريين( )سأورةا العراف(23: لينيهكونيلن ذمين الم ي
ذ ذ ذ ذ س
ب يعليميه إذنلهه ههيو التلـلوا ه
ب وفى آية أخرى يقول ال عز وجل ) :فيـتيـليلقى آيدهما ممن يربكه يكليمات فيـيتا ي
اللرذحيهم( )سأورةا البقرةا(37:
ب اللرذحيهم( )سأورةا البقرةا(37: ذ
ب يعليميه إذنلهه ههيو التلـلوا ه
ذ ذ ذ س
) فيـتيـليلقى آيدهما ممن يربكه يكليمات فيـيتا ي
ثآم بعد ذلك اسأمع أخى الكريم تضرع نوح عليه السلما ،حينما أغرق ال قومه ،فقال مخاطب ل
عز وجل حينما رأى ابنه فلذةا كبده يغرق ،فأخذته شفقة البوةا ،فقال كما ذكر ال عز وجل
قصتهما
ت أيمحيكهم الميحاكذذميين *يقايل ييا ب إذلن ابمذني ذممن أيمهذلي يوإذلن يومعيديك الميحيق يوأينم ي ح يربلهه فيـيقايل ير ك)يوينايدى هنو ر
ك بذذه ذعملرم إذكني أيذعظه ي
ك أيمن س لي ي صالسح يفل تيمسأيلمذن يما ليمي ي
ك إذنله يعمل يغيـر ذ
س ممن أيمهل ي ه ي ر م ه ي
هنوح إذنله ليي ذ ذ
ه ه م ي
س ذلي بذذه ذعملرم يوإذلل تيـغمذفمر ذلي ك يما ليمي ي تيهكوين ذمين الميجاذهذليين * يقايل ير ك
ب إذكني أيهعوذه بذ ي
ك أيمن أيمسأأيلي ي
خاذسأذريين( )سأورةا هود.( 47-45: يوتيـمريحممذني أيهكمن ذمين الم ي
ثآم بعد ذلك أخى الكريم اسأتمع إلى تضرع نوح عليه السلما ،لما اشتد عليه كفر قومه حينما أبو
واسأتكبروا ودعاهم سأنين طويلة ،وهذا درس للدعاةا الذين إذا دعوا بعض الشخاص مدةا بسيطة ولم
يروا لذلك نتيجة أصابهم الملل وتركوا دعوتهم.
) ( 7
ض ذمين الميكافذذريين يدليارا ( )سأورةا
ب ل تييذمر يعيلى امليمر ذ
ح ير ك
يقول نوح عليه السلما مخاطب ربه )يويقايل هنو ر
نوح(26:
س بذيما يكاهنوا ييـمفيعهلوين( ذ )يوهأوذحي إذيلى هنوسح أينلهه ليمن يهـمؤذمين ذممن قيـموذم ي ذ
ك إلل يممن قيمد آيمين يفل تيـمبتيئ م ي
)سأورةا هود(36:
واسأتمع إلى تضرع يونس عليه السلما يونس ابن ملتى عليه السلما لما كان وحيدا فى بطن الحوت
واجتمعت عليه الظلمات ،ظلمة بطن الحوت ،وظلمة الليل البهيم ،وظلمة البحر الشديد ،ينادى
جيـيناهه ذمين ذ ك إذكني هكمن ه ذ
ت مين اللظالذميين .يفامسأتي ي م
جبـينا ليهه يوني ل م ال عز وجل يقول ) :ل إذليهي إذلل أينم ي
ت هسأمبيحاني ي
ك نهـمنذجي المهممؤذمذنيين( )سأورةا النبياء.( 88 -87: المغيكم يويكيذلذ ي
فال عز وجل اسأتجاب له فأنجاه من بطن الحوت ودعوةا يونس دعوةا المكروب ،ما دعى بها
مكروب إل أنجاه ال عز وجل ،ولقد تضرع قوما يونس لما أنذرهم يونس عليه السلما فأبوا وكفروا ،
ولما غادر يونس غادر قومه غضباناا.
س ليلما آيمهنوا ذل ذ
ت فيـنيـيفيعيها إييمانهـيها إل قيـمويما هيونه ي
ت قيـمرييةر آيمني م
قال ال عز وجل عن ذلك ) :فيـليمول يكاني م
حيياذةا اليدنمـييا يويمتلـمعيناههمم إذيلى ذحيسن( )سأورةا يونس.(98: ذ ذ
ب المخمزذيِ في الم ي
شمفينا يع منـههمم يعيذا ي
يك ي
نعم عادوا إلى ربهم فكشف ال عنهم لما رأى صدقهم وتضرعهم.
ولما أصاب نبى ال أيوب عليه السلما وابتله ،حتى أنه هجره الخوان واشتد عليه المرض ،التجأ
إلى خالقه وموله.
ت أيمريحهم اللراذحذميين( سنذيي ال ي
ضير يوأينم ي ب إذمذ ينايدى يربلهه أيكني يم ل
قال ال عز وجل عنه ) :يوأيييو ي
)سأورةا النبياء.(83:
) ( 8
أحس بضعف النسان أحس بضعفه دعى ربه فقال :
ت أيمريحهم اللراذحذميين( )سأورةا النبياء(83: سنذيي ال ي
ضير يوأينم ي ب إذمذ ينايدى يربلهه أيكني يم ل
)يوأيييو ي
ذكره يصفته صفة الرحمة سأبحانه وتعالى ثآم بعد ذلك يتضرع يعقوب عليه السلما لما فقد ابنه قال
تعالى فى قصته مع أبناءه )يقايل إذنليما أيمشهكو بيـكثي يوهحمزذني إذيلى ال لذه يوأيمعليهم ذمين ال لذه يما ل تيـمعليهموين(
)سأورةا يوسأف.(86:
شكى حزنه إلى خالقه وموله ،ويتضرع موسأى عليه السلما لما رأى قوةا فرعون وخشى من ظلمه
ت فذمريعموين يويميليهه ذزينيةا يوأيمميوالا ذفي
ك آتيـمي يورأى أن فرعون ربما أنه أهلك قومه )يويقايل همويسأى يربلـينا إذنل ي
س يعيلى أيمميوالذذهمم يوامشهدمد يعيلى قهـهلوبذذهمم يفل يهـمؤذمهنوا ذ ضيلوا يعمن يسأذبيلذ ي
ك يربلـينا اطمم م
المحياذةا اليدنمـيا ربلـينا لذي ذ
ي ي ه يي
ب امليذلييم( )سأورةا يونس(88: يحلتى ييـيرهوا الميعيذا ي
ب إذكني ل وفى موضع آخر تضرع موسأى عليه السلما لما رأى عصيان قومه له فتبرأ منهم )يقايل ير ك
ك إذلل نيـمفذسي يوأيذخي يفافمـهرمق بي مـيـنيـينا يوبيـميين الميقموذما الميفاذسأذقيين( )سأورةا المائادةا(25: أيمملذ ه
وفى أصعب اللحظات وأشدها تصور أخى الكريم ذلك الموقف ..موسأى ومعه شرذمة قليلة من
أتباعه ،وفرعون بسلطانه وقوته وبطشه مع جنوده وحراسأه يلحق بهم وبينه وبينهم مسافة .فرعون من
خلفهم والبحر أمامهم ،وأصحاب موسأى يحدثآونه بأن فرعون قد أدركهم ،فاسأتمع إلى اليمان
الحقيقي واللتجاء إلى ال )يقايل يكلل إذلن يمذعيي يركبي يسأييـمهذديذن( )سأورةا الشعراء(62:
فيؤمر أن يضرب بعصاه البحر فينفلق البحر ويكون بأمر ال أرضا يابسة بعد أن كان موجا
متلطم).(1
وبعد هذا اقرأ تضرع عيسى عليه السلما لما حاول قومه أن يعجزوه حينما طلبوا أن ينزل ال لهم
سى ابمهن يممريييم ال لههلم يربلـينا أينمذزمل يع يمليـينا يمائاذيداةا ذ
مائادةا ،بعد ذلك تضرع عيسى عليه السلما ) ،يقايل عي ي
خيـهر اللراذزذقيين( ت يم ك يوامرهزقمـينا يوأينم يسيماذء تيهكوهن ليينا ذعيدا ذليلولذينا يوآذخذرينا يوآييةا ذممن ي
ذمين ال ل
)سأورةا المائادةا.(114:
ولقد تضرع إبراهيم عليه الصلةا والسلما ،لبما هاجر إلى مكة هو وزوجة وابنه إسأماعيل فتركهما فى
وادى موحش.
أخى القارئ ..انظر كيف كان منزلة التضرع فى رفع العقوبة والبلء عن المم
ضلراذء لييع لههمم ييـتي ي
ضلرهعوين *فيـليمول ك فيأييخمذيناههمم ذبالمبيأميسأاذء يوال ل
قال تعالى ) :يولييقمد أيمريسأملينا إذيلى أهيمسم ذممن قيـمبلذ ي
طاهن يما يكاهنوا ييـمعيمهلوين( شمي يت قهـهلوبهـههمم يويزيلين ليهههم ال ل س م ذ إذمذ يجاءيههمم بيأمهسأينا تي ي
ضلرهعوا يوليكمن قي ي
)سأورةا النعاما .( 43-42
ولقد تضرع خاتم النبيين والمرسألين محمد صلى ال عليه وسألم لما التقى بالمشركين فى أول
مواجهة بين الحق والباطل بعد هجرته من مكة ،فقد كان يصلى ويرفع يديه ويقول ) :اللهم
اهزمهم ،اللهم إن تهلك هذه العصابة ل تعبد فى الرض ( حتى إنه سأقط الرداء – بأبى وأمي –
عليه الصلةا والسلما وفى أكثر من موقف يتكرر ذلك.
قال ابن الجوزيِ رحمه ال تعالى فى كتابه صيد الخاطر ) :من أراد أن يعلم حقيقة الرضا عن ال
عز وجل فى أفعاله وأن يدرى من أين ينشأ الرضا فليتفكر فى أحوال رسأول ال صلى ال عليه وسألم
فإن تكاملت معرفته بالحق سأبحانه رأى أن الخالق مالك وللمالك – أن يتصرف فى مملوكه ورآه
حكيما ل يصنع شيئا عبث ،فسلم تسليم مملوك الحكيم فكانت العجائاب تجرى عليه ول يوحد
منه تغير ول من الطبع تأفف ول يقول بلسان الحال لو كان كذا بل يثبت للقدار ثآبوت الجبل
لعواصف الرياح(.
هذا سأيد الرسأل صلى ال عليه وسألم هبعث إلى الخلق وحده ،والكفر قد مل الفاق ،فجعل يفر
من مكان إلى مكان واسأتتر فى دار الخيرزان وهم يضربونه ،وخرجا إلى الطائاف ،حتى إنهم أدموا
) ( 10
قدميه ووضعوا يسألى الجزور فوق رأسأه ،وهو سأاكت ويخرجا بعد ذلك ول يتكلم ،ثآم يدعو خالقه
سأبحانه وتعالى.
) ( 11
أنواع التضرع إلى ال
أخى القارئ إن التضرع إلى ال عز وجل يكون بأشياء كثيرةا منها :
-1تقوى ال عز وجل :
فعن ابن مسعود رضى ال عنه أن النبى صلى ال عليه وسألم يقول ) :اللهم إنى أسأألك الهدى
والتقى والعفاف والغنى( ] رواه مسلم [.
وعن أبى ذر رضى ال عنه ومعاذ بن جبل رضى ال عنه ،عن رسأول ال صلى ال عليه وسألم قال:
) اتق ال حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ،وخالق الناس بخلق حسن (]رواه الترمذى
[.
وعن أبى هريرةا رضى ال عنه ،أن النبى صلى ال عليه وسألم سأهئل أكثر ما يدخل الناس الجنة
فقال ) :تقوى ال ،وحسن الخلق ( ] رواه أحمد وابن ماجه والترمذى [.
قال الحسن رحمه ال تعالى ) :ما زالت التقوى بالمتقين ،حتى تركوا كثيرا من الحلل مخافة
الحراما (.
قال الشاعر :
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى خبل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى
إن التقوى هى رأس المال ل تحقرن صغيرةا إن الجبال من الحصى
ولكن التقى هو السعيد ولست أرى السعادةا جمع مال
-2الصلةا :
وكذلك من التضرع إلى ال عز وجل ) الصلةا ( كثرةا الصلةا ،وقال ال عز وجل فى أكثر من آية:
صليةا يوآهتوا اللزيكايةا يوامريكهعوا يميع اللراكذذعيين( )سأورةا البقرةا(43:
)يوأيذقيهموا ال ل
وهذا دليل على صلةا الجماعة ،كما قال أهل العلم ،وأمر ال عز وجل بالمحافظة عليها :
طى يوهقوهموا لذلذه يقانذذتيين( )سأورةا البقرةا(238:
صلذةا المهومسأ ي صليوا ذ
ت يوال ل )يحافذ ه
ظوا يعيلى ال ل ي
وهذا أيها الحبة ..رد على من يصليها متى ما أراد وفى أى وقت شاء ،إنما وقتها ال عز وجل
بأوقات وأمر بالمحافظة عليها.
وهنا حديث ابن عمر – متفق عليه ) : -بنى السألما على خمس :شهادةا أن ل إله إل ال وأن
محمدا رسأول ال ،وإقاما الصلةا ،وإيتاء الزكاةا ،وحج البيت ،وصوما رمضان(].متفق عليه [.
) ( 12
وكما فى الحديث الصحيح الخر عن ابن مسعود رضى ال عنه أن رجلا أصاب من امرأةاس قهـمبلة ،فأتى
صليةا طيرفيذي النلـيهاذر وهزيلفا ذمن ال لميذل إذلن المحسينا ذ
ت يهمذذهمبين النبى ،فأخبره فأنزل ال تعالى )يوأيقذذم ال ل
يي ي ي ي
ك ذذمكيرى ذلللذاكذذريين( )سأورةا هود .(114:فقال الرجل :إلى هذا قال " :لجميع أمتى ت يذلذ ي
سيكيئا ذ
ال ل
كلهم ( .متفق عليه .
وهذه أيها الخوةا بشارةا لنا يممن مبنا ل يخطى يمن ذمبنا ل يجهل وإذا كنا نحافظ على الص ي
لةا فهى
كفارةار لتلك المعاصي والجهالت التى فعلناها.
قال عمر بن الخطاب " :إن الرجل ليشيب عارضاه فى السألما وما أكمل ل تعالى صلةا ،قيل :
وكيف ذلك؟ قال :ل يتم ركوعها وسأجودها وخشوعها " .
وهذا وللسأف الشديد قد يقع من بعض الناس فهو يصلى مجرد حركات ومجرد أنها عادةا ولكن ل
يستحضر أنها عبادةا والصلةا أيها الخوةا أمر ال عز وجل بإقامتها ولم يقل :أدوا الصلةا ،وإنما
قال :أقيموا ،وإقامة الصلةا تكون بالمحافظة على أركانها وواجباتها وشروطها.
قال الحسن – رحمه ال تعالى ) :كل صلةا ل يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسأرع (.
ثآم اسأتمع إلى سأعيد بن المسيب حينما يقول رحمه ال " منذ أربعين سأنة لم أر إل ظهر الماما ".
ال أكبر ..كانوا يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والبصار ،وكان عبدال بن الزبير ،كما جاء فى
سأير أعلما النبلء لما وصفه الذهبي قال :انه يقف ويطيل الوقوف فيأتى الطير ويقع على رأسأه ظانا
أنه خشبة ،وحتى أنه لما هرمي بالمنجنيق أتى إلى ثآوبه فما انتفل من صلته ،نعم خشعوا وخشعت
جوارحهم ،وكان زين العابدين رضى ال عنه إذا أراد أن يصلى تضطرب أوصاله ،ويغشى عليه
فيقولون :ما بالك رحمك ال ؟ فيقول :أل تدرون من سأوف أقابل إنه ملك الملوك.
وكذلك كان النبى صلى ال عليه وسألم إذا حزبه أمر يعمد إلى الصلةا ،فعن عبدال بن عمرو
قال :انكسفت الشمس يوما على عهده صلى ال عليه وسألم فقاما رسأول ال صلى ال عليه
وسألم يصلى حتى لم يكد يركع إلى أن قال فى الحديث فجعل ينفخ ويبكى ،ويقول :ربى ألم
تعدني أن ل تعذبهم وأنا فيهم ربى ألم تعدني أن ل تعذبهم وهم يستغفرون ،ونحن نستغفرك ،
فلما صلى ركعتين انجلت الشمس ] .أخرجه النسائاى وأبو داود [.
) ( 13
كانوا يتضرعون إلى ال عز وجل فى الصلةا ،كما قال النبى صلى ال عليه وسألم " :وهجعلت قرةا
عينى فى الصلةا ".
" حبب إلبى من الدنيا النساء والطيب وهجعلت قهرةا عيني فى الصلةا " ] سأند الماما أحمد [.
قيل لعامر بن قيس رحمه ال :هل تحدث نفسك فى شئ من أمور الدنيا فى الصلةا – كما هى
ب إلبى من أجد هذا .
حالنا وللسأف الشديد – ؟ فقال :لئن تختلف السأنة فبي أح ب
وكان مسلم بن يسار إذا دخل المنزل سأكت أهله ،وإذا قاما إلى الصلةا تكلموا وضحكوا لما
يعلمون من خشوعه فى الصلةا رحمه ال عز وجل.
وفى الحديث عن عمر بن الخطاب أن النبى صلى ال عليه وسألم قال ) :إن ال يرفع بهذا
الكتاب أقواما ويضع به آخرين ( ] رواه مسلم [.
فهذا سأالرم مولى حذيفة كان من الموالى ،وقد رفعه ال عز وجل بهذا الكتاب ،وهذا دليل على أنه
تنزيل من رب العالمين.
وفى الحديث الخر عن أبى أمامة رضى ال عنه ،قال :سأمعت رسأول ال صلى ال عليه وسألم
يقول ) :اقرؤا القرآن فإنه يأتى يوما القيامة شفيع ا لصحابه ( ] .رواه مسلم [.
وقال أنس بن مالك " :رب تال للقرآن ،والقرآن يلعنه " والعياذ بال ،يقرأ )يأل ليمعنيةه ال لذه يعيلى
ظالذذميين()سأورةا هود :من الية (18 ال ل
ت ال لذه يعيلى الميكاذذذبيين()سأورةا آل عمران :من الية (61 وهو يظلم نفسه ،ويقرأ ي)نيمجيعمل ليمعني ي
وقد يقع فيه بعض الناس يظن أنه يقرأ القرآن ،والقرآن يلعنه ؛ لنه ما عمل بهذا الكتاب العزيز
ب إذلن
وإنما خالفه كما قال ال عز وجل على لسانه صلى ال عليه وسألم ) :يويقايل اللرهسأوهل ييا ير ك
ذ
قيـمومي اتليخهذوا يهيذا المهقمرآين يممه ه
جورا( )سأورةا الفرقان(30:
قال عمرو بن العاص " :كل آية فى القرآن درجة فى الجنة ومصباح فى بيوتكم " .
) ( 14
وعن ابن مسعود رضى ال عنه قال :أقرأ عليك القرآن وعليك هأنزل ؟ قال " :نعم ،أحب أن
ف إذيذا ذج مئـينا
أسأمعه من غيرى " ،قال :فقرأ من سأورةا النساء حتى إذا وصلت إلى قوله تعالى ) :فييكمي ي
ك يعيلى يههؤلذء يشذهيدا ( )سأورةا النساء(41: ذممن هككل أهلمسة بذ ي
شذهيسد يوذج مئـينا بذ ي
قال " :حسبك الن " .
قال :فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ] .أخرجه البخارى ومسلم [
أيها الحبة ...هكذا كانوا إذا سأمعوا القرآن ..هكذا كانوا إذا قرؤوا القرآن.
ب الذذيين امجتيـيرهحوا ال ل
سيكيئا ذ
ت أيمن ذ
وقاما تميم الداريِ رضى ال عنه ليلة يقرأ قول ال عز وجل )أيمما يحس ي
صالذحا ذ ذ ذ
ت يسأيواءا يممحيياههمم يويميماتهـههمم يسأاءي يما ييمحهكهموين( نيمجيعليههمم يكالذيين آيمهنوا يويعمهلوا ال ل ي
)سأورةا الجاثآـية(21:
وهو يرددها حتى أصبح الصباح وكان يبكى ،وكان ابن عباس فى خبده خبطان مثل شراك النعل من
كثرةا البكاء.
يقول القاسأم محمد بن أبى بكر :دخلت على عائاشة وهى تقرأ قوله تعالى ):فييملن ال لهه يع يمليـينا يويويقاينا
سهموذما( )سأورةا الطور(27:
ب ال ل
يعيذا ي
قال :وهى ترددها وتبكى ،يقول :فانتظرتها حتى إذا أطالت ذهبت إلى السوق ،ثآم رجعت فإذا
هى ترددها وتبكى ،يقول :فانصرفت وهى ل تزال ترددها رحمهما ال أجمعين وجمعنا بهم.
وإني أيها الخوةا أعرف شخصا قد توفى عليه رحمة ال عز وجل كان يقول :وال إني لتندما إلب
على إننى فى القبر ل أقرأ القرآن ؛ لنه كان كثير القراءةا.
ك الذذيين يهيدى ال لهه فيبذههيداهههم اقمـتيذدمه ()سأورةا النعاما :من الية (90
قال تعالى ) هأوليئذ ي
قال الشاعر :
إذا جمعتنا يا جرير المجامع أولئك آبائاي يجئني بمثلهم
) ( 15
ب ليهكمم إذلن الذذيين ييمستيمكبذهروين يعمن ذعيبايدذتي يسأييمدهخهلوين يجيهنليم ذ ذ
ويقول ):يويقايل يربيهكهم امدهعوني أيمسأتيج م
يداذخذريين( )غافر(60:
وهذا أمر من ال عز وجل بالدعاء ووعد بالجابة تفضلا منه ورحمة.
فعن أبى هريرةا رضى ال عنه قال :قال رسأول ال صلى ال عليه وسألم ) :إن ال عز وجل يقول :
أنا عند حسن ظن عبدى بى وأنا معه إذا دعاني ( ] .متفق عليه [.
يقول على بن أبى طالب رضى ال عنه " :ادفعوا أفواجا البلء بالدعاء ".
ويقول أنس بن مالك " :ل تعجزون عن الدعاء ،فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد ".
والدعاء أيها الخوةا من الشخص الذى يكون مطعمه حراما وملبسه حراما ل يستجاب له .كما أخبر
ب ل يقبل إل طيب ا ،ثآم ذكر
بذلك النبي صلى ال عليه وسألم فى حديث أبي هريرةا " :إن ال طي ه
الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ،ومطعمه حراما ومشربه حراما
وملبسه حراما وهغذى بالحراما فأنى يستجاب لذلك " ] .رواه مسلم [.
وفى الحديث الخر حينما قال صلى ال عليه وسألم لسعد " :أطب مطعمك تستجاب دعوتك ".
نعم أيها الخوةا ربما أن الكثير منا يدعو ول يستجيب ال عز وجل بسبب أن مطعمه حراما فلينظر
فى نفسه.
وفى الحديث الصحيح المتفق عليه عن أبى هريرةا رضى ال عنه قال :سأبعة يظلهم ال فى ظله يوما
ل ظل إل ظله ،وذكر منهم " :ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه
"
] متفق عليه [.
وفى الحديث الصحيح أن الصدقة لتطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار حديث معاذ بن جبل
الصحيح.
وقال عثمان الحكيم إذا أخطات خطيئة فأعطى الصدقة.
) ( 16
وقال الماما أحمد " :المؤمن فى ظل صدقته يوما القيامة ".
وروى عن عائاشة رضى ال عنها أنهم ذابحوا شاةا فقال النبى صلى ال عليه وسألم " :ما بقى منها ؟
قالت عائاشة :ما بقى منها إل كتفها .فقال رسأول ال صلى ال عليه وسألم :بقى كلها غير
كتفها" ] .رواه الترمذى [.
وكان الحسن البصرى رحمه ال يحمل دائاما معه هسأبكرا فى جيبه وإذا رأى فقيرا أعطى الفقير ،
سبكر .-
فسأله الناس عن ذلك ؟ فقال :تال أنى أحبه – يقصد بذلك ال ه
وال عز وجل يقول ) :ليمن تيـيناهلوا المبذلر يحلتى تهـمنذفهقوا ذملما تهذحيبوين يويما تهـمنذفهقوا ذممن يشميسء فيذإلن ال لهي بذذه
يعذليرم( )سأورةا آل عمران.(92:
نعم أيها الخأ الكريم ...أنفق ينفق ال عليك ...نعم أطفئ غضب الرب عز وجل بصدقة.
-6الصوما :
ومن أنواع التضرع إلى ال عز وجل الصوما ،والصوما يورث التقوى ،كما قال ال تعالى ) :ييا أييـيها
ب يعيلى الذذيين ذممن قيـمبلذهكمم لييع لهكمم تيـتلـهقوين( ذ
صيياهما يكيما هكت ي
ب يعليميهكهم ال ك ذ لذ
ا ذيين آيمهنوا هكت ي
)سأورةا البقرةا.(183:
وعن أبى هريرةا رضى ال عنه قال :قال رسأول ال صلى ال عليه وسألم ) :قال ال عز وجل كل
عمل ابن آدما له إل الصوما فإنه لي وأنا أجزيِ به ( ] رواه البخارى ومسلم [.
وما جعل ذلك إل لعظمة الصوما ،وعن أبى سأعيد الخدرى رضى ال عنه قال :قال رسأول ال صلى
ال عليه وسألم ) :ما من عبد يصوما يوما فى سأبيل ال إل باعد ال بذلك اليوما وجهه عن النار
سأبعين خريفاا ( ] .رواه البخارى ومسلم [.
وكان ابن مسعود رضـى الـ عنـه يبكـي عنـد الوفـاةا ،فلمـا سأـئل :مـا يبكيـك ؟ قـال :أبكـى علـى ظمـأ
الهواجر.
) ( 17
وكان بعض السلف ل يفطر جميع الياما يصوما يوم ا ويفطر يوم ا ،وكما تعلمون فى الجارية التى لما
باعها سأيدها إلى بعض الناس فلما اشتراها أحدهم ،وحينما أتى الليل أيقظتهم للصلةا .قالت :
الصلةا الصلةا فقالوا :الصبح يقصدون بذلك صلةا الفجر .فقالت ل إنما تقصد صلةا الليل ،
فقالوا :ل ،إنما إذا خرجا الصبح أيقظنا ،فقالت بئس القوما أنتم ل تعرفون الصوما إل الفريضة ،ول
تعرفون الصلةا إل المكتوبة ،ارجعونى إلى سأيدى ...نعم هكذا تعودوا وعودوا من تحت ايديهم.
-7بر الوالدين :
من أنواع التضرع إلى ال عز وجل بر الوالدين ،وهو المقرون بعبادةا ال عز وجل ،كما قال ال عز
ذ ذ ذ ذذ ل
وجل ) :يوامعبههدوا ال هي يول تهمشذرهكوا به يشميئا يوبالميواليديمذن إمح ي
سانا ()سأورةا النساء :من الية (36
سانا (. صيـينا ا مذلنم ذ ذ ذ ذ
ساين بيواليديمه إمح ي
ي وكما أوصى ال عز وجل النسان ،وقال ) :يويو ل م
)سأورةا الحقاف :من الية (15
وفى حديث ابن مسعود رضى ال عنه قال :قال رسأول ال صلى ال عليه وسألم لما سأأله رجل :
" أى العمل أحب إلى ال " قال عليه الصلةا والسلما " :الصلةا على وقتها " قال :قلت :
ثآم أى؟ قال " :بر الوالدين " قلت :ثآم أى ؟ قال " :الجهاد فى سأبيل ال " ] متفق عليه [.
قال الماما أحمد " :بر الوالدين كفارةا للكبائار " ،قيل لعلى بن الحسين رضى ال عنه وكان من أببر
الناس بأمه أنك من أبر الناس بأمك ول تأكل معها في صحفة ؟ فقال :أخاف أن تسبق يدى يدها
إلى ما تسبق إليه عيناها فأكون قد عققتها ...انظروا إلى برهل رحمه ال.
ورأى عبدال بن عمر رضى ال عنهما رجلا يحمل امرأةا عجوزا على ظهره ويطوف بها البيت الحراما
فسأله من هذه ؟ قال :إنها أمى .قال :أترى أنى قد وفيتها حقها يا ابن عمر؟ فقال له ابن عمر :
وال مهما فعلت بها فلم يعدل ذلك طلقة واحدةا فيك سأاعة ولدتها.
وكما تعلمون قصة أصحاب الغار لما تضرعوا إلى ال عز وجل حينما أطبقت عليهم الصخرةا فقد
تضرع أحدهم ببرهب بوالديه .أن بر الوالدين هو أحد أنواع التضرع إلى ال عز وجل ويقول عليه
الصلةا والسلما " :رضى الوالدين فى رضى ال ،وسأخط ال فى سأخط الوالدين " .
اسأمع أخي الكريم ..اسأمع يا من عققت والديك .اسأمع بارك ال فيك ...قال النبى صلى ال عليه
وسألم ) :ل يدخل الجنة قاطع ( .قال سأفيان أى قاطع رحم.
نعوذ بال أن يكون من ذرياتنا من هو قاطع.
) ( 19
وقوله صلى ال عليه وسألم – وهذه بشرى لمن بكى من خشية ال " : -ل يلج النار رجل بكى
من خشية ال حتى يعود اللبن فى الضرع ،ول يجتمع غبار في سأبيل ال ودخان جهنم ".
] رواه الترمذى وقال :حديث حسن صحيح ورواه النسائاي [ .
وفى الحديث الخر عن ابن عباس قال :سأمعت رسأول ال صلى ال عليه وسألم يقول ) :عينان
ل تمسهما النار :عين بكت من خشية ال ،وعين باتت تحرس فى سأبيل ال ( ] .رواه
الترمذيِ ،وصححه اللباني [.
نعم بكى النبي صلى ال عليه وسألم وبكى أبو بكر ،وعمر ،وصحابته رضى ال عنهم.
فعن على رضى ال عنه قال :ما كان فينا فارس يوما بدر غير المقداما ،ولقد رأيتمونا وما فينا قائام
إل رسأول ال صلى ال عليه وسألم تحت شجرةا يصلى ،ويبكى حتى أصبح ].رواه ابن خزيمة فى
صحيحه ،وصححه اللباني [.
وعن عبدال بن الشخير رضى ال عنه قال :رأيت رسأول ال صلى ال عليه وسألم يصلى بنا وفى
صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ...وأزير المرجل هو صوت القدر الذى يغلي على النار .وروى
هذا الحديث أبو داود والنسائاي ،وصححه اللباني.
وكان أبو بكر رضى ال عنه رجل بكاء وفى ذلك تعلمون قصة مرض النبى صلى ال عليه وسألم لما
أمر عائاشة قال :مروا أبا بكر فليصلي .فقالت يا رسأول ال إنه رجرل بكاء ،وكان رضى ال عنه
بذلك معروف ا ،وكان عمر كذلك رجرل بكاء .يقول عبدال بن الشداد قال :سأمعت نشيج عمر وأنا
فى آخر الصفوف يقرأ قوله عز وجل ) :فإنما أشكو بثي وحزنى إلى ال وأعلم من ال ما ل تعلمون
(
] يوسأف .[ 86
) ( 21
-10التوبة والسأتغفار :
ومن أنواع التضرع إلى ال عز وجل التوبة والسأتغفار.
سههمم ذييكهروا ال لهي يفامسأتيـغميفهروا لذهذهنوبذذهمم قال ال عز وجل ) :يوالذذيين إذيذا فيـيعهلوا يفاذح ي
شةا أيمو ظيليهموا أينمـهف ي
ك يجيزاهؤههمم يمغمذفيرةار ذممن صيروا يعيلى يما فيـيعهلوا يوههمم ييـمعليهموين * هأوليئذ ي ومن يـغمذفر اليذهنوب إذلل ال لهه وليم ي ذ
ي مه ي يي م ي ه
ت تيمجذريِ ذممن تيمحتذيها املينمـيهاهر يخالذذديين ذفييها يونذمعيم أيمجهر الميعاذمذليين(.
يربكذهمم يويجلنا ر
)سأورةا آل عمران .(136-135:ثآم بعد ذلك يقول ال عز وجل عن نوح ) :فقلت اسأتغفروا
ربكم إنه كان غفارا يرسأل السماء عليكم مدرارا ( ] نوح .[ 11 – 10 :
وعــن أبــى هري ـرةا رضــى ال ـ عنــه قــال :سأــمعت رسأــول ال ـ صــلى ال ـ عليــه وسأــلم يقــول " :وال ـ إنــي
لسأتغفر ال وأتوب إليه فى اليوما أكثر من سأبعين مرةا " ] .رواه البخاريِ [.
قال على بن أبي طالب رضى ال عنه :العجب من يهلك ومعه النجاةا .قيل :وما هي ؟ قال :
السأتغفار.
قالت رابعة العدوية رحمها اللله :اسأتغفارنا يحتاجا إلى اسأتغفار كثير.
قال بعض العلماء :العبد بين ذنب ونعمة ل يصلحها إل الحمد والسأتغفار .
وقال الفضيل :السأتغفار بل إقلع هى توبة الكذابين.
وروى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى ال عنه صعد المنبر يوما يستسقي فلم يزد على
السأتغفار ،وقراءةا اليات فى السأتغفار ثآم قال :لقد طلبت الغيث بمخارجا السماء التي يستنزل
بها المطر.
-11المحبة فى ال والبغض فى ال :
ومن أنواع التضرع إلى ال عز وجل المحبة فى ال والبغض فى ال ،كما قال ال عز وجل :
صبيمحتهمم بذنذمعيمتذذه إذمخيوانا ( ت ال لذه يعليميهكمم إذمذ هكمنتهمم أيمعيداءا فيأيل ي
ف بيـميين قهـهلوبذهكمم فيأي م )يوامذهكهروا نذمعيم ي
)آل عمران :من الية (103
وقال تعالى ) :يوالذذيين تيـبيـلوهأوا اللداير يوا مذلييماين ذممن قيـمبلذذهمم يهذحيبوين يممن يهايجير إذليميذهمم يول ييذجهدوين ذفي
صةر يويممن هيويق هشلح نيـمفذسذه ذ ذ ذ ذ
صا يصهدوذرهمم يحايجةا ملما هأوهتوا يويهـمؤثآهروين يعيلى أينمـهفسذهمم يوليمو يكاين بذذهمم يخ ي ه
حوين( ] الحشر [ 9 : ذ فيهأوليئذ ي
ك هههم المهممفل ه
وفى الحديث الصحيح عن أبى هريرةا رضى ال عنه قال فى حديث السبعة ،وذكر منهم :
" ورجلن تحاببا فى ال اجتمعا عليه وتفرقا عليه ".
) ( 22
وفى حديث أنس بن مالك رضى ال عنه قال :أن رجلا سأأل النبي صلى ال عليه وسألم :متى
الساعة ؟ قال " :وما أعددت لها ؟ " قال :ل شئ إل أني أحب ال ورسأوله.
قال " :أنت مع من أحببت " .قال أنس :فما فرحنا بشئ فرحنا بقول النبي صلى ال عليه وسألم :
) أنت مع من أحببت ( .يقول أنس :فأنا أحب النبي صلى ال عليه وسألم ،وأبا بكر وعمر وأرجو
أن أكون معهم بحبي إياهم ] .متفق عليه [.
وإنا نحب النبي صلى ال عليه وسألم وأبا بكر وعمر وأنس ،ونسأل ال عز وجل أن يحشرنا معهم.
وفى حديث ابن مسعود الخر ،أن رجلا يحب القوما ولما يلحق بهم .فقال النبى صلى ال عليه
وسألم ) :المرء مع من أحب ( .
هذه بشرى لكل من يحب الصالحين ،ولم يلحق بهم .ويقول ال عز وجل فى الحديث القدسأى " :
أين المتحابون بجللي ؟ اليوما أظلهم فى ظلي يوما ل ظل إل ظلي ".
وفى الحديث الصحيح الخر " :أن من أوثآق عرى اليمان الحب فى ال والبغض فى ال ".
وهذه هى عقيدةا الولء والبراء وربما أنها مفقودةا عند بعض الناس.
) ( 23
ض يأممروين ذبالممعرو ذ ذ ويقول ال عز وجل ) :يوالمهممؤذمهنوين يوالمهممؤذمينا ه
ف يوييـ منـيهموين يعذن ي مه ضههمم أيموليياءه بيـمع س ي ه ه ت بيـمع ه
ك يسأييـمريحهمهههم ال لهه إذلن ال لهي يعذزيرزصليةا يويهـمؤهتوين اللزيكايةا يويهذطيهعوين ال لهي يويرهسأوليهه هأوليئذ ي
المهممنيكذر يويهذقيهموين ال ل
يحذكيرم( ]التوبة[71:
وفى الحديث الخر عن حذيفة بن اليمان رضى ال عنه ،عن النبي صلى ال عليه وسألم قال :
) والذيِ نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهلن عن المنكر أو ليوشكلن الل أى يبعث عليكم عقاب ا
من عنده ثآم تدعون فل يستجاب لكم ( ] رواه الترمذيِ [.
نعوذ بال أن ندعوا ال فل يستجاب لنا .قال حذيفة ابن اليمان رضى ال عنه عندما سأئل عن ميت
الحياء قال " :إن ميت الحياء الذيِ ل ينكر منكرا بيده ول بلسانه ول بقلبه " .
قال الشاعر :
وأمر بالمعروف وأنهى عن المناهي
فذاك من شأن أرباب الكمال
) ( 24
آثآار التضرع
وللتضرع آثآار كثيرةا ،ولعلنا نأخذ بعض من آثآاره :
-1دواما اتصال القلب بخالقه بما يعطيه قوةا وثآباتا وتعلقا بال عز وجــل وتــوكلا عليــه ومــن ثآــم يكفيــه
ال عز وجل همه فعلم أن له رب فدعاه.
-2تعاهد النفس عن الغفلة وترويضها على لزوما الخيرات حتى تسهل عليها ،والتضرع أنواعه كثيرةا
فيختار ما يشاء ويعوبد النفس على ذلك.
-3أن التضرع إلى ال عز وجل سأبب لمحبة ال تعالى للعبد وولية العبد ل وال عز وجل جعل
من آذى وليه فقد آذاه وكان سأمعه وبصره ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها إن كثير
التضرع يكون كذلك ،فال يحب عبده بحسب تضرعه إليه فإذا تقرب إلى ال شبرا تقرب ال
إليه ذراعا ،وإذا تقرب إليه ذراعا تقرب ال إليه باعا ،وإذا أتاه يمشي أتاه هرولة ،فالتضرع
يوجب محبة ال عز وجل.
-4أن التضرع إلى ال عز وجل سأبب للنجاةا من الشدائاد والمصاعب ،وكم من شخص تضرع إليه
فى الشدائاد والنـزائال فأنجاه ال من شدته ومن كربه ،وهذا دليل على جوده سأبحانه وكرمه
ورحمته.
-5أن التضرع إلى ال عز وجل ينهى صاحبه عن فعل الفواحش كما قال ال عز وجل عن الصلةا
شاذء يوالمهممنيكذر() سأورةا العنكبوت :من الية (45ولو كنا نصليها ) :إذلن ال ل
صليةا تيـ منـيهى يعذن الميفمح ي
كما أمرنا ال عز وجل لنهتنا عن كثير من الفواحش وعن كثير من المنكرات).(1
ويقول تعالى عن الربا ) :يويذهروا يما بيذقيي ذمين الكربا إذمن هكمنتهمم هممؤذمذنيين()البقرةا :من الية (278
والتضرع إلى ال يبعد عن المعاصى.
-6أن التضرع إلى ال عز وجل سأبب لمحو الخطايا والذنوب.
ولذا اقرأ إن شئت أجر وفضل منتظر الصلةا ،وإن الملئاكة لتدعو له وتقول :اللهم ارحمه
اللهم اغفر له ،اللهم تب عليه ،ومنتظر الصلةا يكون ممن قال فيهم ) :تيـتييجايفى هجهنوبهـههمم يعذن
ضاذجذع ييمدهعوين يربلـههمم يخموفا يوطييمعا يوذملما يريزقمـيناههمم يهـمنذفهقوين( )سأورةا السجدةا(16:
الميم ي
قال أنس ابن مالك رضى ال عنه :هذه الية نزلت فى انتظار الصلةا التي تدعى العتمة – يعنى
العشاء ] .-صححه اللباني [.
) ( 26
وعن عائاشة رضى ال عنها أن رسأول ال صلى ال عليه وسألم قال ) :ما من امرئ تكون له صلةا
بليل فغلب عليه النوما إل كتب ال له أجر صلته وكان نومه صدقة عليه ( ].أخرجه النسائاى [.
وهذا من فضل ال عز وجل.
) ( 27
-6ينظر إلى أى الطاعات التى تقوى نفسه عليها ويجتهد فيها ،فربما أن ال عز وجل فتح عليه
فى كثرةا الصوما فليكثر من الصوما ويستشعر أنه ل ،أو فتح ال عليه فى النفاق فى المال ،
فالسألما شامل لجميع الطبقات والنفسيات ،ويجمع ما اختلف عليه المزجة والذواق ،ول
الحمد والمنة.
-7قراءةا سأيرةا الرسأول صلى ال عليه وسألم وصحابته والتابعين من بعدهم والصالحين ،فى
تضرعهم إلى ال عز وجل وخوفهم من خالقهم لكى تقوى نفسه ويتخذهم قدوةا له ،فأمرهم
عجيب وحالهم غريب ،فهم صدقوا ال ما عاهدوا ال عليه ،فمنهم من قضى نحبه ومنهم من
ينتظر وما بدلوا تبديل ،ويرى حاله والضعف الذى يعيشه فى جنب ال ويقارن بين الحالين
ليستنفر همته.
-8التوكل على ال عز وجل حق التوكل وعبادته عن علم وصدق واسأتشعار أسأماء ال الحسنى
وصفاته العليا ،والتفكر فى قدرته وفى عقابه وفى رحمته ،فهذا سأبب من أسأباب التضرع إلى
ال عز وجل.
-9الزهد فى هذه الدنيا الفانية ومحبة ال ولقائاه.
) ( 28
** رسأائال عاجلة
لبعض فئات المجتمع
* رسأالة إلى الب الكريم :
أيها الب الكريم ..أل تحب أن يرزقك ال ذرية صالحة طيبة تحمل اسأمك واسأم آبائاك على خير
محمل ول تذكر أنت ولهم إل بخير يطيعونك فى الصغر ويبرونك فى الكبر ويتقربون إلى ال
بحبك والجلوس معك والسأتئناس بك يرفعون أيديهم تضرعا إلى خالقهم :رب اغفر لي ولوالديِ ،
ويكثرون الدعاء لك فى أفضل أوقات الجابة وألسنتهم تلهج بالدعاء لك والثناء عليك ويتكدرون
إذا رأوك مهموما فيحزنون لحزنك ويفرحون لفرحك يطلبون رضاك لعلمهم أن ارتباط رضى ال
برضاك ،كما قال النبى صلى ال عليه وسألم.
فيا أيها الب الفاضل :تضرع إلى ال أن يرزقك ذرية صالحة طيبة ،كما قال زكريا عليه السلما :
ك يسأذميهع اليديعاذء()سأورةا آل عمران :من الية (38 ب ذلي ذممن ليهدنم ي
ك ذهكريلةا طييكبيةا إذنل ي ب يه م
)ير ك
* رسأالة إلى عاق :
يا من عق أمه وأباه ونسى المعروف الذى أسأديِ إليه وجحد فضل والديه ،فكم من والد لم يسمع
كلمة طيبة من أولده ،أو لم يرى فعلا جميلا لهم ،نكس رأسأه عند القريب والبعيد ،وسأاءت
سأمعته بسبب أولده ،تردت حالته الصحية ،لما يرى من العجائاب والهوال منهم.
ألم تسمع أخي الكريم :أن ابن ا ضرب أباه والعياذ بال ،وأن ابن ا ترك أمه تعيش فى بيت لوحدها ،
وهى تترجاه ،وتبكى وتقول اجعلوني خادمة عندكم ،المهم أن أجلس معكم ،فما كان رد هذا
البن إل أن أخرجا لها خمسمائاة ر وقال خذى هذا مصرف وسأوف أزورك فى كل شهر ،فأنا
مشغول ،ثآم يخرجا من عندها ،وتمر الشهور ،ولم ير أمه ثآم يشم الجيران رائاحة كريهة فى بيت
الما فلما نظروا فى البيت وجدوا الما المسكينة قد فارقت الحياةا منذ مدةا ...ألم يقشعر جسمك
لهذه القصة ؟!.
أيها البن العاق ...تضرع إلى خالقك أن يرزقك التوبة الصادقة وارجع إلى مولك قبل أن تجازى
على فعلك فى الدنيا والخرةا وتندما ولت سأاعة ندما والجزاء من جنس " بروا آباءكم تبركم أبناؤكم "
.
) ( 29
*رسأالة إلى شاب أعزب :
إلى من يريد العفاف ..أخى الشاب ..أل تحب أن يرزقك ال زوجة صالحة تسرك بحضورك
وتحفظك فى غيابك ؟ أل تحب أن تعيش حياةا طيبة ل نكد فيها ول كدر؟ قال النبى صلى ال
عليه وسألم ) :الدنيا متاع وخير المتاع المرأةا الصالحة ( ] .متفق عليه [.
تذكرك بالمعروف إذا نسيت وتنهاك عن المنكر إذا فعلت حالك وحالها .كما قال تعالى :
ض يأممروين ذبالممعرو ذ
ف يوييـ منـيهموين يعذن المهممنيكذر ()سأورةا ذ )يوالمهممؤذمهنوين يوالمهممؤذمينا ه
ي مه ضههمم أيموليياءه بيـمع س ي ه ه
ت بيـمع ه
التوبة :من الية (71
ألم تعلم أنه يوجد من يفتقد الزوجة الصالحة ،ويعيش فى بيت كلما ولج فيه بادرت إليه الهموما
وانساقت إليه المشاكل جميعا كل ذلك من فقد الزوجة الصالحة أظنك بل أعتقد أنك ل تحب أن
تكون كذلك ،فالمرأةا الصالحة هى شريكة الحياةا ومربية الجيال.
فهى نصف المجتمع والشطر الخر المكمل للرجل بل شك ول ريب أنك تحب المرأةا الصالحة
التى توقظك لصلةا الليل ،تحب المرأةا التى تدين ال بحبك والعمل لجل سأعادتك إذا فتضرع إلى
ب ليينا ذممن أيمزيواذجينا
ال عز وجل واظفر بذات الدين تربت يداك ،ول تنسى أن تقول ) :يربلـينا يه م
يوذهكرلياتذينا قهـلريةا أيمعيهسن يوامجيعملينا لذملهمتلذقيين إذيماما ()سأورةا الفرقان :من الية (74
) ( 30
أخي الشاب ...اغتنم شبابك ،تضرع إلى ال عز وجل بأن يهديك بقلب خالص صادق ،فإذا
فعلت ذلك فإنه أكرما الكرمين ،وأجود الجودين ،ول نتمنى على ال الماني.
نعم أخى الشاب :أتظن أن الهداية تأتى إليك فى بيتك أو أنك تستيقظ من النوما فإذا علمات
الهداية ظهرت عليك ،إنما الهداية تريد عملا ،تريد أن تدعو ال بقلب خالص صادق.
فالمعصية هى معصية الرب ..شقاء فى الدنيا وعذاب فى الخرةا ،حياةا زائافة ،حياةا براقة يعجب
بها من يراها ،ويعلم حقيقتها من دخلها وجبربها ،حياةا إشكال ل حقيقة.
أخى الشاب ...أريد أن أطرح عليك سأؤال ،وكن مع نفسك صريح وأجب عليه بوضوح ..الذى
يصنع أى صناعة من جديد ،أو غيره ،ولنقول مثلا صنع سأيارةا لها مميزات خاصة بها وأجهزةا
معقدةا أل يكون هو أعلم الناس بها فهو صنعها لعمل معين وأخبر من حوله بأن السيارةا إذا
اسأتخدمت لشغل غير الذى صنعت له تتعطل ..أل نأخذ بقوله ونعمل به حتى نستخدما السيارةا
اسأتخدام ا صحيحاا.
فال عز وجل خالقك هو أعلم بك من نفسك ،حدد لك ،فنهاك عن أشياء وأباح لك أشياء فإن
خرجت عما امرك به وقعت فيما نهاك عنه ،وإن خرجت عن طبيعتك عشت حياةا غير طبيعية ،
حياةا تتلطم فيها أمواجا ،ربما أغرقتك فى يوما من الياما.
) ( 31
وأحذر أخي المسلم أن يكون مالك عدوا لك فى آخرتك.
قال تعالى ) :ييا أييـيها الذذيين آيمهنوا ل تهـملذههكمم أيمميوالههكمم يول أيمولهدهكمم يعمن ذذمكذر ال لذه يويممن ييـمفيعمل يذلذ ي
ك
خاذسأهروين( )سأورةا المنافقون(9: فيهأوليئذ ي
ك هههم الم ي
أخي المسلم ..واعلم أن المال يدخل صاحبه النار إذا أسأاء التصرف به ،ويدخل صاحبه الجنة
إذا أحسن التصرف به ..فهذا المال قد أطغى قارون وأدخله ال به النار.
وإذا أخلص صاحب المال وابتغى به وجه ال عز وجل كان له خيرا فى الدنيا والخرةا ،فاقرأ ما
ورد فى فضل إنفاق المال من القرآن والسنة.
واعلم أن هذا المال ما هو إل عارية عندك ،فالمال مال ال ،وما أنت إل مؤتمن عليه سأوف تسأل
عنه يوما القيامة ،كما أخبر بذلك النبي صلى ال عليه وسألم ) :ل تزول قدما عبد يوما القيامة حتى
يسأل عن أربع :عن شبابه فيما أبله ،وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه .".... ،
أخي المريض ..أنت ل تعلم الغيب ؟! فربما أن مرضك هذا خير لك فى دنياك وأخراك ،إما
لتكفير السيئات وأنت مأجور عليه ،كما ثآبت فى الحديث الصحيح " :حتى الشوكة يشاكها " .
فمتى اسأتشعرت واحتسبت ذلك فأنت مأجور عند ال عز وجل .وقد حدثآني أحد الخوةا أن جدته
من أمه أصيبت بمرض ألزمها الفراش سأنين طويلة ،يقول :كلما دخلت عليها لزورها أسأمع منها
التسبيح والتهليل والشكر ل على هذه البلوى ،وتعدد نعم ال عليها.
يقول صاحبى :فأنظر إليها متعجب ا من هذا الحتساب والتأدب مع ال عز وجل.
أخى المريض ..كثيرا من المرضى يتوكلون على علجا الطبيب وينسون أن الطبيب ما هو إل مخلوق
من خلق ال إن شاء ال وفقه للعلجا وإن شاء لم يوفقه للعلجا ،فلماذا يا أخوتى ل نتوكل على ال
فمن الناس من يذهب إلى الطبيب ولسان حاله يقول :الطبيب عنده الدواء .ونسى هداه ال أن
الذهاب إلى الطبيب وسأيلة وسأبب ،وليست غاية ،وليعتقد المريض أن الشفاء بيد ال وأن ال قد
) ( 32
يوفق الطبيب للعلجا ،وقد ل يوفقه ،وهذا حقيقة مدخل فى العقيدةا ،فعلينا أن ننتبه لذلك وننبه
إخواننا.
أخي المريض ..هل جربت السأتشفاء بالقرآن ،قد تقول :القرآن هو كلما ال نقرأه فى الصلةا
ونتعبد ال فيه .أقول :ليس هذا أردت ،إنما أن تستشفي بالقرآن ،أيِ تداويِ نفسك بكتاب ال
فهو شفاء كما قال تعالى ) :يونهـنيـكزهل ذمين المهقمرآذن يما ههيو ذشيفاءر يويرمحيمةر لذملهممؤذمذنيين()سأورةا السأراء :من
الية (82فلماذا ل تجرب ذلك ؟ ولماذا ل تعود إخوانك وأولدك على الرقى الشرعية الصحيحة؟
يقول ابن القيم " :وإنه ليمر بي فى بعض الوقات أمراض تخور قوايِ لها ،ثآم أرقي نفسي بالرقى
الشرعية فأجد نشاطا وعافية " .فل نكون أزهد الناس بكتاب ال.
ذ
ب إذلن قيـمومي اتليخهذوا يهيذا المهقمرآين يممه ه
جورا ( )سأورةا الفرقان(30: قال تعالى ) :يويقايل اللرهسأوهل ييا ير ك
وذكر ابن القيم عنده هذه الية أنواع هجر القرآن وذكر منها :هجر السأتشفاء به.
ومن الناس من يشتكي إلى الناس ول يشتكي إلى ربه ول يفزع إليه ،ول ينزل حوائاجه عند ربه فإذا
حصل الذى عليه والمصيبة ل يرجع إلى نفسه ويلومها.
ألما قويِ اليمان فإن ال منحه السكينة فى قلبه والرضا واليقين ،ولعلنا نأخذ بعض المور التى قد
تكون ظاهرةا لنا فى ابتلء المريض بمرضه :
-1ليعلم العبد أنه ابتلء من ال عز وجل ،وكهل يبتلى على قدر دينه ،النبياء ،فالمثل والمثل.
-2ليتضرع العبد إليه وليسمع ال صوت عبده ويبث إليه حزنه وشكواه.
-3ليتعظ الناس ويخافون من ال عز وجل.
-4ليرى العبد فضل ال عليه إذا رأى غيره من المرضى.
-5تعظيم الجر والمثوبة للمريض حتى يلقى ال وما عليه خطيئة.
-6ليعلم الخلق صفة من صفات الخالق أنه هيمرض ويشفي ،كما قال إبراهيم عليه السلما ) :يوإذيذا
شذفيذن( )سأورةا الشعراء(80:
ت فيـههيو يي م يمذر م
ض ه
فدل على قوةا العقيدةا الراسأخة فى القلب وارتباطه بال.
وليعلم المريض أن ليس هناك كما يقال مرض ليس له دواء ،فهذا غير صحيح .لقول النبي صلى
ال عليه وسألم " :ما أنزل ال داء إل أنزل دواء ،علمه من علمه ،وجهله من جهله ").(1
( )1هناك كتاب لشيخنا عبدا الجعيثن كتاب " تحفة المريإض " يإحسن الرجوع إليه.
) ( 33
* رسأالة إلى عقيم :
أخي وفقك ال ..ل شك أنك تريد أن يهبك ال ذرية صالحة ،وكم أعيش معك الهم وبوديِ أن
أبديِ لك رأي ا أسأأل ال عز وجل أن يكون سأديدا ،وقبل أن أطرح الرأيِ عليك أعلم أنك ذهبت
إلى المستشفى وبحثت عن العلجا مرارا وتكرارا ،فقطعت المسافات الطويلة ،للبحث عن العلجا
،وكم من مرةا حزنت لكلمة سأمعتها من قريب أو بعيد ،حينما يتكلمون معك عن الموضوع دونما
إحساس أو شعور منهم ،وقد تكون أنت حساسأا وتؤل كلمة ل تحتمل التأويل ،وذلك من شدةا ما
تجد فى نفسك ،وربما فى يوما من الياما كادت حياتك الزوجية أن تنتهي بسبب هذا الشيء ،
وربما إذا رأيت طفلا صغيرا معه حلوى أو طفلة صغيرةا تركض خلف أبيها وتناديه " بابا بابا " ] مع
التحفظ على اللفظ [ ،وتنقطع أنياط قلبك ،وربما خرجت دمعة من عينك مثل رأس الذبابة.
أخي حفظك ال ..اعلم وفقك ال أن هذا مكتوب ،وأنك ل تدريِ أين تكون الخيرةا ،فالخيرةا
مخفية ،فربما لو رزقك ال ذرية لكانوا عاقين .وهذه من المور التي ل تعلمها فهو حكيم عليم.
سى أيمن تيمكيرههوا يشميئا يوههيو ي م
خيـرر ليهكمم ()سأورةا البقرةا :من الية (216 قال تعالى ) :يويع ي
حدثآني أحد الخوةا أن امرأةا لم تنجب لفترةا طويلة ،فقالت :اللهم ارزقني ولدا حتى لو كان
يضربني .فرزقها ال ولدا ،فلما كبر ضربها ،وأراها الويل والعقوق والعياذ بال.
ألما رأيي لك فهو أن تتضرع إلى ال عز وجل ،فهل جربت بارك ال فيك في منتصف الليل عندما
تناما العيون وتهدأ الحركة ،أن تقوما من فراشك وتحسن الوضوء وتصلى ركعات ل خاشعا ل تحدث
فيها نفسك وتشكو حالك وتبث همك إلى مولك إلى يمن إذا أراد أن يقول للشيء كن فيكون.
فاسأأل بما تريد بعد أن تثني عليه بالصلةا والسلما على نبينا محمد ،ثآم تدعوه وتستمر فى دعائاك
حتى ينزل ال الفرجا ،وكم سأمعنا أن شخص ا رزقه ال ذرية بعد سأنين طويلة من زواجه ،فالمر بيد
ال والفرجا قريب .فهل جربت ذلك؟
) ( 34
حين ولت عن هداها أمتي هانت وذلت
حين حادت عن علها حين يا قوما اسأتكانت
وتمادات فى هواها وارتضت كل خسيس
يقول ابن القيم :
إن ابتلء المؤمنين بغلبة عدوهم لهم ،وقهرهم ،وكسرهم لهم أحيانا فيه حكمة عظيمة ،ل يعلمها
على التفصيل إل ال عز وجل.
فمنها :اسأتخراجا عبوديتهم وذلهم ل ،وانكسارهم له ،وافتقارهم إليه ،وسأؤاله نصرهم على
أعدائاهم ،ولو كانوا دائام ا منصورين قاهرين غالبين لبطروا وأشروا.
ولو كانوا دائام ا مقهورين مغلوبين منصورا عليهم عدوهم لما قامت للدين قائامة ،ول كانت للحق
دولة.
فاقتضت حكمة أحكم الحاكمين أن صبرفهم بين غلبهم تارةا ،وكونهم مغلوبين تارةا ،فإذا غلبوا
تضرعوا إلى ربهم ،وأنابوا إليه ،وخضعوا له ،وانكسروا له ،وتابوا إليه ،وإذا غلبوا أقاموا دينه
وشعائاره ،وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ،وجاهدوا عدوه ،ونصروا أولياءه ،ومنها :أنهم لو
كانوا دائاما منصورين ،غالبين ،فاهرين ،لدخل معهم من ليس قصده الدين ،ومتابعة الرسأول ،
فإنه إنما ينضاف إلى من له الغلبة والعزةا ،ولو كانوا مقهورين مغلوبين دائاما لما يدخل معهم أحد.
فاقتضت الحكمة اللهية أن كانت لهم الدولة تارةا ،وعليهم تارةا ،فيتميز بذلك بين من يريد ال
ورسأوله ،ومن ليس له مراد إل الدنيا والجاه .ومنها :أنه سأبحانه يحب من عباده تكميل عبوديتهم
على السراء والضراء ،وفي حال العافية والبلء ،وفى حال ادالتهم والدلة عليهم.
فلله سأبحانه على العباد فى كلتا الحالتين عبودية بمقتضى تلك الحال ،ل تحصل إل بها ،ول
يستقيم القلب بدونها ،كما ل يستقيم البدان إل بالحر والبرد ،والجوع والعطش ،والتعب ،
والنصب ،وأضدادها .
فتلك المحن والبليا شرط في حصول الكمال النساني والسأتقامة المطلوبة منه ،ووجود الملزوما
بدون لزمة ممتنع.
ومنها :أن امتحانهم بإدالة عدوهم عليهم يمحصهم ،ويخلصهم ويهذبهم ،كما قال تعالى فى
حكمة إدالة الكفار على المؤمنين يوما أحد :
) ( 35
ذذ ذ ذ
ح
س الميقمويما قيـمر رح فيـيقمد يم ل سمسهكمم قيـمر ر )يول تيذههنوا يول تيمحيزهنوا يوأينمـتههم امليمعليموين إمن هكمنتهمم هممؤمنيين * إمن ييمم ي
س يوذلييـمعلييم ال لهه الذذيين آيمهنوا يوييـتلذخيذ ذممنهكمم هشيهيداءي يوال لهه ل يهذح ي
ب ك امليلياهما نهيداذولهيها بيـميين اللنا ذذمثمـلههه يوتذمل ي
ص ال لهه الذذيين آيمهنوا يوييمميحيق الميكافذذريين * أيمما يحذسمبتهمم أيمن تيمدهخهلوا الميجنلةي يوليلما ذ ذذ
اللظالميين * يوليهيمكح ي
صابذذرين * ولييقمد هكمنتم تيمنلـوين الممو ي ذ ذ لذ
ت ممن قيـمبذل أيمن تيـمليقموهه هم ي م يم ييـمعليذم ال لهه ا ذيين يجايههدوا ممنهكمم يوييـمعلييم ال ل ي ي
ت أيمو قهتذيل ت ذممن قيـمبلذذه اليرهسأهل أيفيذإمن يما يفيـيقمد يريأيمـتههموهه يوأينمـتهمم تيـمنظههروين *يويما هميحلمرد إذلل يرهسأورل قيمد يخلي م
شاكذذريين( ب يعيلى يعذقبيـميذه فيـليمن يي ه ذ
ضلر ال لهي يشميئا يويسأييمجذزيِ ال لهه ال ل انمـيقليمبتهمم يعيلى أيمعيقابذهكمم يويممن ييـ منـيقل م
)سأورةا آل عمران (144 : 139
شرهمفذكر سأبحانه أنواعا من الحكم التي لجلها هأديل عليهم الكفار ،بعد أن ثآبتهم وقواهم وب ب
بأنهم العلون بما أعطوا من اليمان ،وسألهم بأنهم وإن مسهم القرح فى طاعته وطاعة رسأوله ،
فقد مس أعداءهم القرح فى عداوةا رسأوله .ثآم أخبرهم أنه سأبحانه بحكمته يجعل الياما دولا بين
الناس فيصيب كلا منهم نصيبه منها ،كالرزاق والجال .ثآم أخبرهم أنه فعل ذلك ليعلم المؤمنين
منهم وهو سأبحانه بكل شيء عليم قبل كونه وبعد كونه ،ولكنه أراد أن يعلمهم موجودين
مشاهدين يعلم إيمانهم واقع ا ،ثآم أخبر أنه يحب أن يتخذ منهم شهداء ،فإن الشهادةا درجة عالية
عنده ،ومنـزلة رفيعة ل هتنال إل بالقتل فى سأبيله ،فلول إدالة العدو لم تحصل درجة الشهادةا التي
هي من أحب الشياء إليه ،وأنفعها للعبد.
ثآم أخبر سأبحانه أنه يريد تمحيص المؤمنين ،أيِ :تخليصهم من ذنوبهم بالتوبة والرجوع إليه
واسأتغفاره من الذنوب التي أديل بها عليهم العدو ،وأنه مع ذلك يريد أن يمحق الكافرين ببغيهم
وطغيانهم وعدوانهم إذا انتصروا ،ثآم أنكر عليهم حسبانهم وظنهم دخول الجنة بغير جهاد ول صبر
،وأن حكمته تأبى ذلك ،فل يدخلونها إل بالجهاد والصبر ،ولو كانوا دائاما منصورين غالبين لما
جاهدهم أحد ،ولما ابتلوا بما يصبرون عليه من أذى أعدائاهم.
فهذا بعض ذحيكمه فى نصرةا عدوهم عليهم ،وإدالته فى بعض الحيان.
) ( 36
الخاتمة
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرةا أعين واجعلنا للمتقين إمام ا ،اللهم يا حبي يا قيوما يا ذا الجلل
والكراما إنا نسألك أن ل تدع لنا فى مقامنا هذا ذنبا إل غفرته ،ول هما إل فرجته ،ول ذنبا إل
غفرته ،ول والدا إل رحمته ،ول والدا إل أصلحته ،ول مجاهدا إل نصرته ،ول ظالما إل خذلته
ول مريضا إل شفيته ،ول عقيما إل رزقته ذرية صالحة ،ول شابا إل هديته وأصلحته ،ول دينا إل
قضيته ،ول حاجة من حوائاج الدنيا هى لك رضا ولنا فيها صلح إل أعنتنا على قضائاها ويسرتها لنا
برحمتك يا أرحم الراحمين.
وصلى ال وسألم على نبينا محمد.
) ( 37