You are on page 1of 37

‫التضرع إلى ال‬

‫السأباب – الثآار – العلجا‬

‫تقديم الشيخ ‪:‬‬


‫صالح بن محمد الونيان‬

‫كتبه ‪:‬‬
‫نواف بن عبيد الرعوجي‬

‫) ‪( 1‬‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫تقديم‬

‫الحمد ل رب العالمين ‪ ،‬والصلةا والسلما على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ‪ ،‬وبعد ‪:‬‬
‫فلقد قرأت الرسأالة التى كتبها الخأ الفاضل ) نواف بن عبيد الرعوجي ( الموسأومة‬
‫ب ـ " التضرع إلى ال " فألفيتها رسأالة قيمة جدير بالمسلم والمسلمة أن يقرأها ويعمل بما فيها‬
‫لن الحاجة إلى التضرع إلى ال تعالى داعية كل وقت‪.‬‬

‫أسأأل ال أن ينفع بها وأن يثيب كاتبها على ما قدما خيرا‬


‫وصلى ال وسألم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬

‫كتبه‬
‫د‪ .‬صالح بن محمد الونيان‬
‫فرع جامعة الماما محمد بن سأعود السألمية بالقصيم‬
‫وإماما وخطيب جامع الخليج فى بريدةا‬
‫بتاريخ ‪ 1419 / 5 / 23‬هـ‬

‫) ‪( 2‬‬
‫مقدمة‬

‫الحمد ل رب العالمين‪ ،‬والصلةا والسلما على أشرف النبياء والمرسألين‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫فإن هذا الكتيب أصلهه محاضرةا ألقيت فى جامع حى المن ببريدةا فى يوما الحد الموافق ‪/ 25‬‬
‫‪ 10/1418‬هـ ‪ ،‬بعنوان ) التضرع إلى ال (‪.‬‬
‫فأضفت عليها بعض الضافات اليسيرةا ‪ ،‬فأرجو من ال أن تجد القبول وأن ينفع بها ويجعلها‬
‫خالصة‬
‫لوجهه الكريم‪.‬‬
‫فما كان من صواب فمن ال ‪ ،‬وما كان من خطأ أو نقص فمن نفسى والشيطان ‪ ،‬وأسأتغفر ال‪.‬‬

‫كتبه‬

‫نواف بن عبيد بن سأعد الرعوجي‬

‫القصيم‪ -‬ص‪ .‬ب‪ 407 :‬بريدةا‬

‫) ‪( 3‬‬
‫التضرع إلى ال‬
‫إن الحمد ل نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سأيئات أعمالنا‬
‫من يهده ال فل مضل له ومن يضلل فل هادى له ‪ ،‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له‬
‫وأشهد أن محمدا عبده ورسأوله‪.‬‬

‫قال تعالى ‪:‬‬


‫)‪(1‬‬
‫)ييا أييـيها الذذيين آيمهنوا اتلـهقوا ال لهي يحلق تهـيقاتذذه يول تيهموتهلن إذلل يوأينمـتهمم هممسلذهموين(‬
‫ث ذم منـههيمـا ذريجــالا‬
‫س يواذحـيدسةا يويخليـيق ذم منـيهـا يزمويجيهـا يوبيـ ل‬‫س اتلـهقوا يربلهكهم الذذيِ يخلييقهكمم ذممن نيـمفـ س‬ ‫)ييا أييـيها اللنا ه‬
‫)‪(2‬‬
‫ساءيهلوين بذذه يوامليمريحايما إذلن ال لهي يكاين يعليميهكمم يرذقيبا (‬ ‫ل لذ‬
‫ساءا يواتلـهقوا ال هي ا ذيِ تي ي‬
‫ذ ذ‬
‫يكثيرا يون ي‬
‫صـلذمح ليهكـمم أيمعيمــاليهكمم يوييـغمذفـمر ليهكـمم ذهنـهـوبيهكمم‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫)ييا أييـيها الذيين آيمهنوا اتلـهقوا ال لهي يوهقولـهـوا قي ـمولا يسأـديدا ا‪ .‬يه م‬
‫)‪(3‬‬
‫يويممن يهذطذع ال لهي يويرهسأوليهه فيـيقمد يفايز فيـموزا يعذظيما (‬

‫أما بعد‬
‫أيها الخوةا ‪ ..‬أيتها الوجوه الساجدةا لربها ‪ ...‬سألما ال عليكم ورحمته وبركاته‪.‬‬
‫قال صلى ال عليه وسألم ‪ ) :‬ما جلس قوما مجلسا لم يذكروا ال فيه ‪ ،‬ولم يصلوا على نبيهم إل‬
‫كان عليهم ترةا ‪ ،‬فإن شاء عذبهم ‪ ،‬وإن شاء غفر لهم (‪ ] .‬رواه الترمذى [‪.‬‬
‫وقال صلى ال عليه وسألم فى الحديث الخر ‪ ) :‬ما من قوما يقومون من مجلس ول يذكرون ال إل‬
‫قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرةا ( ] رواه أبو داود[‪.‬‬
‫أسأأل ال أن نكون ممن ذكر ال عز وجل فى هذا المجلس‪.‬‬
‫يقول تبارك وتعالى ‪) :‬وذفي أينمـهفذسهكم أييفل تهـمب ذ‬
‫صهروين( )الذريات‪(21:‬‬ ‫م‬ ‫ي‬
‫ضلرهعوين *‬ ‫ضلراذء لييع لههمم ييـتي ي‬
‫ك فيأييخمذيناههمم ذبالمبيأميسأاذء يوال ل‬
‫ويقول ال تعالى ‪):‬يولييقمد أيمريسأملينا إذيلى أهيمسم ذممن قيـمبلذ ي‬
‫شمييطاهن يما يكاهنوا ييـمعيمهلوين*فيـليلما‬ ‫ت قهـهلوبهـههمم يويزيلين ليهههم ال ل‬ ‫س م‬ ‫ذ‬ ‫فيـليمول إذمذ يجاءيههمم بيأمهسأينا تي ي‬
‫ضلرهعوا يوليكمن قي ي‬
‫ب هككل يشميسء يحلتى إذيذا فيذرهحوا بذيما هأوهتوا أييخمذيناههمم بيـغمتيةا فيذإيذا ههمم‬ ‫ذ‬
‫سوا يما ذهككهروا بذه فيـتيمحينا يعليميذهمم يأبمـيوا ي‬ ‫ني ه‬
‫سوين( )سأورةا النعاما ‪.(44: 42‬‬ ‫ذ‬
‫هممبل ه‬

‫‪) ( )12‬آل عمران‪(102:‬‬


‫) ( )النساء‪(1:‬‬
‫‪) ( )3‬الحزاب)‪70: 71‬‬
‫) ‪( 4‬‬
‫ويقول سأبحانه فى سأورةا العراف ‪) :‬يويما أيمريسأملينا ذفي قيـمرييسة ذممن نيبذيي إذلل أييخمذينا أيمهلييها ذبالمبيأميسأاذء‬
‫ضلرهعوين( )سأورةا العراف‪(94:‬‬ ‫ضلراذء لييع لههمم يي ل‬
‫يوال ل‬
‫ضلل يممن تيمدهعوين إذلل إذلياهه فيـليلما‬ ‫ضير ذفي المبيمحذر ي‬ ‫سهكهم ال ي‬ ‫ويقول سأبحانه فى سأورةا السأراء ‪):‬يوإذيذا يم ل‬
‫ساهن يكهفورا( )سأورةا السأراء‪(67:‬‬ ‫ذ‬ ‫نيلجاهكمم إذيلى املبيـكر أيمعير م‬
‫ضتهمم يويكاين املنم ي‬
‫ويقول ال تعالى عن حال المشركين وقد يتصف فيه بعض الناس فى هذا الزمان والعياذ بال ‪:‬‬
‫ك يديعوا ال لهي ممخلذ ذ‬
‫صيين ليهه الكديين فيـليلما نيلجاههمم إذيلى املبيـكر إذيذا ههمم يه م‬
‫شذرهكوين( )سأورةا‬ ‫)فيذإيذا ركذبوا ذفي المهفمل ذ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫يه‬
‫العنكبوت‪ (65:‬لما أمنوا لما اطمأنوا انظروا كيف فعلوا إذا هم يشركون نقضوا العهود والعياذ بال‬
‫ف ييـمعليهموين( )العنكبوت‪(66:‬‬
‫سمو ي‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫)لييمكهفهروا بيما آتي مـيـيناههمم يولييتييمتلـهعوا في ي‬
‫ويقول ال عز وجل )فيذفيروا إذيلى ال لذه إذكني ليهكمم ذممنهه نيذذيرر همذبيرن( )الذريات‪(50:‬‬

‫قال القرطبى فى قوله سأبحانه " ففروا إلى ال " أى فاهربوا أيها الناس من عقاب ال إلى رحمته‬
‫باليمان به واتباع أمره والعمل بطاعته ‪ ،‬وفى هذا المعنى دعاء النبى صلى ال عليه وسألم ‪ ) :‬اللهم‬
‫أعوذ برضاك من سأخطك وبمعافاتك من عقوبتك ‪ ،‬وأعوذ بك منك ل أحصى ثآناء عليك أنت‬
‫كما أثآنيت على نفسك ( ] أخرجه مسلم [‪.‬‬
‫إن التضرع إلى ال هو اللتجاء إلى ال عز وجل وحده وما تضرع أحد إلى ال إل اسأتجاب ال له‪.‬‬

‫قال شيخ السألما ابن تيميه رحمه ال ‪:‬‬


‫" فالعبد لبد له من رازق ‪ ،‬وهو محتاجا إلى ذلك ‪ ،‬فإذا طلب رزقه من ال صار عبدا له فقيرا إليه‬
‫وإذا طلب رزقه من ال صار عبدا له فقيرا إليه ‪،‬وإذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق‬
‫فقيرا إليه "‪.‬‬

‫وقال ابن القيم رحمه ال فى كلما بديع يبين أن كل الناس كلهم فقراء إلى ال عز وجل من غنى‬
‫وفقير من صغير وكبير ‪ ،‬من ذكر وأنثى ‪ ،‬كلهم ضعفاء‪.‬‬
‫ويقول ابن القيم ‪ ) :‬والرسأل من الملئاكة عليهم الصلةا والسلما بين صاعد إليه بالمر ونازل من‬
‫عنده وأوامره على تعاقب الليل والنهار نافذةا بإرادته ومشيئته يسمع ضجيج الصوات باختلف‬
‫اللغات على تفنن الحاجات فل يشغله سأمع عن سأمع ول يغلظه كثرةا المسائال ول يتبرعم بإلحاح‬

‫) ‪( 5‬‬
‫الملحين وذووا الحاجات ‪ ،‬وأحاط بصره بجميع المرئايات ‪ ،‬فيرى النملة السوداء على الصخرةا‬
‫السماء فى الليلة الظلماء‪.‬‬
‫ض هكلل ييـموسما ههيو ذفي يشأمسن( )سأورةا الرحمن‪(29:‬‬ ‫سماوا ذ‬
‫ت يوامليمر ذ‬ ‫ذ‬
‫قال تعالى ‪) :‬ييمسأيلههه يممن في ال ل ي ي‬
‫يغفر ذنب ا ويفرجا هم ا ويكشف كرب ا ‪ ،‬يجير كسيرا ‪ ،‬ويغيث لهفان ا ‪ ،‬ويفك عاني ا ‪ ،‬ويشبع جائاع ا ‪،‬‬
‫ويكسو عاري ا ‪ ،‬ويشفي مريض ا ‪ ،‬ويعافى مبتلى ‪ ،‬ويقبل تائاب ا ويجازى محسن ا وينصر مظلوم ا ‪ ،‬ويقصم‬
‫جبارا ‪ ،‬ويقيل عثرةا ‪ ،‬ويستر عورةا ‪ ،‬ويؤمن روعة ‪ ،‬فل يتعاظم ذنبا أن يغفره ‪ ،‬ول حاجة هيسألها أن‬
‫يعطيها ‪ ،‬لو أن أهل سأماواته وأهل أراضيه ‪ ،‬إنسهم وجنهم ‪ ،‬وحيهم وميتهم ‪ ،‬ورطبهم ويابسهم‬
‫كلهم قاموا فى صعيد واحد فسألوا فأعطى هكلا مسألته ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرةا "‪.‬‬
‫إنه أكرما الكرمين ‪ ،‬إنه أجود الجودين‪.‬‬

‫من يا طبيب بطبه أرداكا‬ ‫قل للطبيب تخطفته يد الردى‬


‫عجزت فنون الطب من عافاكا‬ ‫قل للمريض نجا وعوفي بعدما‬
‫من بالمنايا يا صحيح دهاكا‬ ‫قل للصحيح يموت ل من علة‬
‫فهوى بها من الذى أهواكا‬ ‫قل للبصير وكان يحذر حفراةا‬
‫بل ارتطاما من يقود خطاكا‬ ‫بل سأاءل العمى خط ا بين أزحم‬
‫راع ومرعا من الذى يرعاكا‬ ‫قل للجنين يعيش معزولا بل‬
‫عند الولدةا من الذى أبكاكا‬ ‫قل للوليد بكا وأجهش بالبكا‬
‫فاسأأله من يا نخل شوق نواكا‬ ‫وإذا رأيت النخل مشقوق النوى‬
‫فاسأأله من ذا بالسموما حشاكا‬ ‫وإذا ترى الثعبان ينفث هسأمهه‬
‫وهذا السم يمل فاكا‬ ‫واسأأله كيف تعيش أو تحيا‬
‫الذى صفاكا‬ ‫للشهدس‬
‫ثمنمنحلكا‬ ‫وقلدما وفر‬
‫شهد بين‬
‫كان‬ ‫كيف تقاطرت‬ ‫اللبنالنخل‬
‫المصفى‬ ‫واسأألئالبطون‬
‫بل سأا‬

‫أيها الحبة ‪:‬‬


‫إن القارئ لكتاب ال عز وجل ‪ ،‬والمتأمل فى كتاب ال عز وجل يجد أن النبياء وهم خير خلق ال‬
‫تضرعوا إلى ال عز وجل ‪ ،‬ولعلنا نقف معكم وقفه سأريعة مع تضرعات لبعض النبياء ‪ ،‬ولو نظرنا‬
‫إلى بداية الخلق لسمعنا تضرع أبونا عليه السلما ‪ ،‬وأمنا حواء لما أغواهم إبليس عليه لعنة ال‬
‫أغواهم بأكل الشجرةا فأكل منها فبدت لهما سأوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ‪ ،‬ثآم‬

‫) ‪( 6‬‬
‫سينا يوإذمن ليمم تيـغمذفمر ليينا يوتيـمريحممينا‬
‫انظر ماذا قال ؟ إنهما تضرعا إلى ال عز وجل )يقال يربلـينا ظيليممينا أينمـهف ي‬
‫خاذسأذريين( )سأورةا العراف‪(23:‬‬ ‫لينيهكونيلن ذمين الم ي‬
‫ذ‬ ‫ذ ذ ذ س‬
‫ب يعليميه إذنلهه ههيو التلـلوا ه‬
‫ب‬ ‫وفى آية أخرى يقول ال عز وجل ‪) :‬فيـتيـليلقى آيدهما ممن يربكه يكليمات فيـيتا ي‬
‫اللرذحيهم( )سأورةا البقرةا‪(37:‬‬
‫ب اللرذحيهم( )سأورةا البقرةا‪(37:‬‬ ‫ذ‬
‫ب يعليميه إذنلهه ههيو التلـلوا ه‬
‫ذ ذ ذ س‬
‫) فيـتيـليلقى آيدهما ممن يربكه يكليمات فيـيتا ي‬
‫ثآم بعد ذلك اسأمع أخى الكريم تضرع نوح عليه السلما ‪ ،‬حينما أغرق ال قومه ‪ ،‬فقال مخاطب ل‬
‫عز وجل حينما رأى ابنه فلذةا كبده يغرق ‪ ،‬فأخذته شفقة البوةا ‪ ،‬فقال كما ذكر ال عز وجل‬
‫قصتهما‬
‫ت أيمحيكهم الميحاكذذميين *يقايل ييا‬ ‫ب إذلن ابمذني ذممن أيمهذلي يوإذلن يومعيديك الميحيق يوأينم ي‬ ‫ح يربلهه فيـيقايل ير ك‬‫)يوينايدى هنو ر‬
‫ك بذذه ذعملرم إذكني أيذعظه ي‬
‫ك أيمن‬ ‫س لي ي‬ ‫صالسح يفل تيمسأيلمذن يما ليمي ي‬
‫ك إذنله يعمل يغيـر ذ‬
‫س ممن أيمهل ي ه ي ر م ه ي‬
‫هنوح إذنله ليي ذ ذ‬
‫ه ه م ي‬
‫س ذلي بذذه ذعملرم يوإذلل تيـغمذفمر ذلي‬ ‫ك يما ليمي ي‬ ‫تيهكوين ذمين الميجاذهذليين * يقايل ير ك‬
‫ب إذكني أيهعوذه بذ ي‬
‫ك أيمن أيمسأأيلي ي‬
‫خاذسأذريين( )سأورةا هود‪.( 47-45:‬‬ ‫يوتيـمريحممذني أيهكمن ذمين الم ي‬

‫ثآم بعد ذلك أخى الكريم اسأتمع إلى تضرع نوح عليه السلما ‪ ،‬لما اشتد عليه كفر قومه حينما أبو‬
‫واسأتكبروا ودعاهم سأنين طويلة ‪ ،‬وهذا درس للدعاةا الذين إذا دعوا بعض الشخاص مدةا بسيطة ولم‬
‫يروا لذلك نتيجة أصابهم الملل وتركوا دعوتهم‪.‬‬

‫) ‪( 7‬‬
‫ض ذمين الميكافذذريين يدليارا ( )سأورةا‬
‫ب ل تييذمر يعيلى امليمر ذ‬
‫ح ير ك‬
‫يقول نوح عليه السلما مخاطب ربه )يويقايل هنو ر‬
‫نوح‪(26:‬‬
‫س بذيما يكاهنوا ييـمفيعهلوين(‬ ‫ذ‬ ‫)يوهأوذحي إذيلى هنوسح أينلهه ليمن يهـمؤذمين ذممن قيـموذم ي ذ‬
‫ك إلل يممن قيمد آيمين يفل تيـمبتيئ م‬ ‫ي‬
‫)سأورةا هود‪(36:‬‬
‫واسأتمع إلى تضرع يونس عليه السلما يونس ابن ملتى عليه السلما لما كان وحيدا فى بطن الحوت‬
‫واجتمعت عليه الظلمات ‪ ،‬ظلمة بطن الحوت ‪ ،‬وظلمة الليل البهيم ‪ ،‬وظلمة البحر الشديد ‪ ،‬ينادى‬
‫جيـيناهه ذمين‬ ‫ذ‬ ‫ك إذكني هكمن ه ذ‬
‫ت مين اللظالذميين ‪.‬يفامسأتي ي م‬
‫جبـينا ليهه يوني ل م‬ ‫ال عز وجل يقول ‪) :‬ل إذليهي إذلل أينم ي‬
‫ت هسأمبيحاني ي‬
‫ك نهـمنذجي المهممؤذمذنيين( )سأورةا النبياء‪.( 88 -87:‬‬ ‫المغيكم يويكيذلذ ي‬

‫فال عز وجل اسأتجاب له فأنجاه من بطن الحوت ودعوةا يونس دعوةا المكروب ‪ ،‬ما دعى بها‬
‫مكروب إل أنجاه ال عز وجل ‪ ،‬ولقد تضرع قوما يونس لما أنذرهم يونس عليه السلما فأبوا وكفروا ‪،‬‬
‫ولما غادر يونس غادر قومه غضباناا‪.‬‬
‫س ليلما آيمهنوا‬ ‫ذل‬ ‫ذ‬
‫ت فيـنيـيفيعيها إييمانهـيها إل قيـمويما هيونه ي‬
‫ت قيـمرييةر آيمني م‬
‫قال ال عز وجل عن ذلك ‪) :‬فيـليمول يكاني م‬
‫حيياذةا اليدنمـييا يويمتلـمعيناههمم إذيلى ذحيسن( )سأورةا يونس‪.(98:‬‬ ‫ذ ذ‬
‫ب المخمزذيِ في الم ي‬
‫شمفينا يع منـههمم يعيذا ي‬
‫يك ي‬
‫نعم عادوا إلى ربهم فكشف ال عنهم لما رأى صدقهم وتضرعهم‪.‬‬

‫ب للنسان أن يرزقه ال عز وجل‬


‫وهذا زكريا عليه السلما يبلغ من العمر عتي ا ولم يرزق بذرية وقد هحبب ي‬
‫ب ل تييذمرذني فيـمردا يوأينم ي‬
‫ت‬ ‫ذرية طيبة ‪ ،‬فيتضرع إلى ال عز وجل‪ .‬قال تعالى ‪) :‬يويزيكذرليا إذمذ ينايدى يربلهه ير ك‬
‫ساذرهعوين ذفي‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صليمحينا ليهه يزمويجهه إنلـههمم يكاهنوا يه ي‬‫هبـينا ليهه ييمحييى يوأي م‬ ‫خيـهر الميواذرثآيين *يفامسأتي ي م‬
‫جبـينا ليهه يويو ي م‬ ‫يم‬
‫ت يوييمدهعونيـينا يريغب ا يويريهب ا يويكاهنوا ليينا يخاذشذعيين( )النبياء ‪.( 90– 89‬‬ ‫خيـرا ذ‬
‫الم ي م ي‬

‫ولما أصاب نبى ال أيوب عليه السلما وابتله ‪ ،‬حتى أنه هجره الخوان واشتد عليه المرض ‪ ،‬التجأ‬
‫إلى خالقه وموله‪.‬‬
‫ت أيمريحهم اللراذحذميين(‬ ‫سنذيي ال ي‬
‫ضير يوأينم ي‬ ‫ب إذمذ ينايدى يربلهه أيكني يم ل‬
‫قال ال عز وجل عنه ‪) :‬يوأيييو ي‬
‫)سأورةا النبياء‪.(83:‬‬

‫) ‪( 8‬‬
‫أحس بضعف النسان أحس بضعفه دعى ربه فقال ‪:‬‬
‫ت أيمريحهم اللراذحذميين( )سأورةا النبياء‪(83:‬‬ ‫سنذيي ال ي‬
‫ضير يوأينم ي‬ ‫ب إذمذ ينايدى يربلهه أيكني يم ل‬
‫)يوأيييو ي‬
‫ذكره يصفته صفة الرحمة سأبحانه وتعالى ثآم بعد ذلك يتضرع يعقوب عليه السلما لما فقد ابنه قال‬
‫تعالى فى قصته مع أبناءه )يقايل إذنليما أيمشهكو بيـكثي يوهحمزذني إذيلى ال لذه يوأيمعليهم ذمين ال لذه يما ل تيـمعليهموين(‬
‫)سأورةا يوسأف‪.(86:‬‬
‫شكى حزنه إلى خالقه وموله ‪ ،‬ويتضرع موسأى عليه السلما لما رأى قوةا فرعون وخشى من ظلمه‬
‫ت فذمريعموين يويميليهه ذزينيةا يوأيمميوالا ذفي‬
‫ك آتيـمي ي‬‫ورأى أن فرعون ربما أنه أهلك قومه )يويقايل همويسأى يربلـينا إذنل ي‬
‫س يعيلى أيمميوالذذهمم يوامشهدمد يعيلى قهـهلوبذذهمم يفل يهـمؤذمهنوا‬ ‫ذ‬ ‫ضيلوا يعمن يسأذبيلذ ي‬
‫ك يربلـينا اطمم م‬
‫المحياذةا اليدنمـيا ربلـينا لذي ذ‬
‫ي ي ه‬ ‫يي‬
‫ب امليذلييم( )سأورةا يونس‪(88:‬‬ ‫يحلتى ييـيرهوا الميعيذا ي‬
‫ب إذكني ل‬ ‫وفى موضع آخر تضرع موسأى عليه السلما لما رأى عصيان قومه له فتبرأ منهم )يقايل ير ك‬
‫ك إذلل نيـمفذسي يوأيذخي يفافمـهرمق بي مـيـنيـينا يوبيـميين الميقموذما الميفاذسأذقيين( )سأورةا المائادةا‪(25:‬‬ ‫أيمملذ ه‬
‫وفى أصعب اللحظات وأشدها تصور أخى الكريم ذلك الموقف ‪ ..‬موسأى ومعه شرذمة قليلة من‬
‫أتباعه ‪ ،‬وفرعون بسلطانه وقوته وبطشه مع جنوده وحراسأه يلحق بهم وبينه وبينهم مسافة‪ .‬فرعون من‬
‫خلفهم والبحر أمامهم ‪ ،‬وأصحاب موسأى يحدثآونه بأن فرعون قد أدركهم ‪ ،‬فاسأتمع إلى اليمان‬
‫الحقيقي واللتجاء إلى ال )يقايل يكلل إذلن يمذعيي يركبي يسأييـمهذديذن( )سأورةا الشعراء‪(62:‬‬
‫فيؤمر أن يضرب بعصاه البحر فينفلق البحر ويكون بأمر ال أرضا يابسة بعد أن كان موجا‬
‫متلطم)‪.(1‬‬
‫وبعد هذا اقرأ تضرع عيسى عليه السلما لما حاول قومه أن يعجزوه حينما طلبوا أن ينزل ال لهم‬
‫سى ابمهن يممريييم ال لههلم يربلـينا أينمذزمل يع يمليـينا يمائاذيداةا‬ ‫ذ‬
‫مائادةا ‪ ،‬بعد ذلك تضرع عيسى عليه السلما ‪) ،‬يقايل عي ي‬
‫خيـهر اللراذزذقيين(‬ ‫ت يم‬ ‫ك يوامرهزقمـينا يوأينم ي‬‫سيماذء تيهكوهن ليينا ذعيدا ذليلولذينا يوآذخذرينا يوآييةا ذممن ي‬
‫ذمين ال ل‬
‫)سأورةا المائادةا‪.(114:‬‬
‫ولقد تضرع إبراهيم عليه الصلةا والسلما ‪ ،‬لبما هاجر إلى مكة هو وزوجة وابنه إسأماعيل فتركهما فى‬
‫وادى موحش‪.‬‬

‫‪ ( )1‬إذا صح اليإمان للشيخ الفاضل عبدا السلوم‪.‬‬


‫) ‪( 9‬‬
‫ت يممن آيمين ذم منـههمم‬
‫ب امجعل يهيذا بـيلدا آذمنا وارهزمق أيمهليهه ذمن الثلمرا ذ‬
‫ي يي‬ ‫يم‬ ‫ي‬
‫ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫قال تعالى ‪) :‬يوإمذ يقايل إبمـيراهيهم ير ك ي م‬
‫صيهر(‬‫ب اللناذر وبذمئس المم ذ‬
‫ذ‬ ‫ذا‬
‫ي‬ ‫ع‬ ‫لى‬ ‫ي‬ ‫ذ‬
‫إ‬ ‫ه‬‫ر‬‫ي‬ ‫ط‬
‫ي‬ ‫ض‬
‫م‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ثآ‬
‫ه‬ ‫ل‬
‫ا‬ ‫ذبال لذه وامليـوذما املذخذر يقايل ومن يكيفر فيأهمتكـعه قيذ‬
‫لي‬
‫ي ي ي‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫يي م ي ي هه‬ ‫ي يم‬
‫)سأورةا البقرةا‪(126:‬‬
‫وفى عدةا مواضع من القرآن نجده عليه السلما يتضرع إلى ال عز وجل باختلف الحوال‪.‬‬
‫ولقد تضرع كذلك أيها الحبة ‪ ..‬الكريم ابن الكريم يوسأف عليه السلما ‪ ،‬حينما خشى الفتنة على‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ف يعكني يكمييدههلن‬ ‫ب إذليلي ملما ييمدهعونيذني إذليميه يوإذلل تي م‬
‫صذر م‬ ‫سمجهن أييح ي‬
‫ب ال ك‬
‫نفسه من كيد النساء )يقايل ير ك‬
‫جاذهذليين( )سأور يوسأف‪(33:‬‬ ‫ذ‬
‫ب إذليميذهلن يوأيهكمن مين الم ي‬ ‫أي م‬
‫ص ه‬

‫أخى القارئ ‪ ..‬انظر كيف كان منزلة التضرع فى رفع العقوبة والبلء عن المم‬
‫ضلراذء لييع لههمم ييـتي ي‬
‫ضلرهعوين *فيـليمول‬ ‫ك فيأييخمذيناههمم ذبالمبيأميسأاذء يوال ل‬
‫قال تعالى ‪) :‬يولييقمد أيمريسأملينا إذيلى أهيمسم ذممن قيـمبلذ ي‬
‫طاهن يما يكاهنوا ييـمعيمهلوين(‬ ‫شمي ي‬‫ت قهـهلوبهـههمم يويزيلين ليهههم ال ل‬ ‫س م‬ ‫ذ‬ ‫إذمذ يجاءيههمم بيأمهسأينا تي ي‬
‫ضلرهعوا يوليكمن قي ي‬
‫)سأورةا النعاما ‪.( 43-42‬‬
‫ولقد تضرع خاتم النبيين والمرسألين محمد صلى ال عليه وسألم لما التقى بالمشركين فى أول‬
‫مواجهة بين الحق والباطل بعد هجرته من مكة ‪ ،‬فقد كان يصلى ويرفع يديه ويقول ‪ ) :‬اللهم‬
‫اهزمهم ‪ ،‬اللهم إن تهلك هذه العصابة ل تعبد فى الرض ( حتى إنه سأقط الرداء – بأبى وأمي –‬
‫عليه الصلةا والسلما وفى أكثر من موقف يتكرر ذلك‪.‬‬

‫قال ابن الجوزيِ رحمه ال تعالى فى كتابه صيد الخاطر ‪ ) :‬من أراد أن يعلم حقيقة الرضا عن ال‬
‫عز وجل فى أفعاله وأن يدرى من أين ينشأ الرضا فليتفكر فى أحوال رسأول ال صلى ال عليه وسألم‬
‫فإن تكاملت معرفته بالحق سأبحانه رأى أن الخالق مالك وللمالك – أن يتصرف فى مملوكه ورآه‬
‫حكيما ل يصنع شيئا عبث ‪ ،‬فسلم تسليم مملوك الحكيم فكانت العجائاب تجرى عليه ول يوحد‬
‫منه تغير ول من الطبع تأفف ول يقول بلسان الحال لو كان كذا بل يثبت للقدار ثآبوت الجبل‬
‫لعواصف الرياح(‪.‬‬

‫هذا سأيد الرسأل صلى ال عليه وسألم هبعث إلى الخلق وحده ‪ ،‬والكفر قد مل الفاق ‪ ،‬فجعل يفر‬
‫من مكان إلى مكان واسأتتر فى دار الخيرزان وهم يضربونه ‪ ،‬وخرجا إلى الطائاف ‪ ،‬حتى إنهم أدموا‬

‫) ‪( 10‬‬
‫قدميه ووضعوا يسألى الجزور فوق رأسأه ‪ ،‬وهو سأاكت ويخرجا بعد ذلك ول يتكلم ‪ ،‬ثآم يدعو خالقه‬
‫سأبحانه وتعالى‪.‬‬

‫) ‪( 11‬‬
‫أنواع التضرع إلى ال‬
‫أخى القارئ إن التضرع إلى ال عز وجل يكون بأشياء كثيرةا منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬تقوى ال عز وجل ‪:‬‬
‫فعن ابن مسعود رضى ال عنه أن النبى صلى ال عليه وسألم يقول ‪ ) :‬اللهم إنى أسأألك الهدى‬
‫والتقى والعفاف والغنى( ] رواه مسلم [‪.‬‬
‫وعن أبى ذر رضى ال عنه ومعاذ بن جبل رضى ال عنه ‪ ،‬عن رسأول ال صلى ال عليه وسألم قال‪:‬‬
‫) اتق ال حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ‪ ،‬وخالق الناس بخلق حسن (]رواه الترمذى‬
‫[‪.‬‬
‫وعن أبى هريرةا رضى ال عنه ‪ ،‬أن النبى صلى ال عليه وسألم سأهئل أكثر ما يدخل الناس الجنة‬
‫فقال ‪) :‬تقوى ال ‪ ،‬وحسن الخلق ( ] رواه أحمد وابن ماجه والترمذى [‪.‬‬
‫قال الحسن رحمه ال تعالى ‪ ) :‬ما زالت التقوى بالمتقين ‪ ،‬حتى تركوا كثيرا من الحلل مخافة‬
‫الحراما (‪.‬‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى‬ ‫خبل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى‬
‫إن التقوى هى رأس المال‬ ‫ل تحقرن صغيرةا إن الجبال من الحصى‬
‫ولكن التقى هو السعيد‬ ‫ولست أرى السعادةا جمع مال‬

‫‪ -2‬الصلةا ‪:‬‬
‫وكذلك من التضرع إلى ال عز وجل ) الصلةا ( كثرةا الصلةا ‪ ،‬وقال ال عز وجل فى أكثر من آية‪:‬‬
‫صليةا يوآهتوا اللزيكايةا يوامريكهعوا يميع اللراكذذعيين( )سأورةا البقرةا‪(43:‬‬
‫)يوأيذقيهموا ال ل‬
‫وهذا دليل على صلةا الجماعة ‪ ،‬كما قال أهل العلم ‪ ،‬وأمر ال عز وجل بالمحافظة عليها ‪:‬‬
‫طى يوهقوهموا لذلذه يقانذذتيين( )سأورةا البقرةا‪(238:‬‬
‫صلذةا المهومسأ ي‬ ‫صليوا ذ‬
‫ت يوال ل‬ ‫)يحافذ ه‬
‫ظوا يعيلى ال ل ي‬
‫وهذا أيها الحبة ‪ ..‬رد على من يصليها متى ما أراد وفى أى وقت شاء ‪ ،‬إنما وقتها ال عز وجل‬
‫بأوقات وأمر بالمحافظة عليها‪.‬‬
‫وهنا حديث ابن عمر – متفق عليه ‪ ) : -‬بنى السألما على خمس ‪ :‬شهادةا أن ل إله إل ال وأن‬
‫محمدا رسأول ال ‪ ،‬وإقاما الصلةا ‪ ،‬وإيتاء الزكاةا ‪ ،‬وحج البيت ‪ ،‬وصوما رمضان(‪].‬متفق عليه [‪.‬‬

‫) ‪( 12‬‬
‫وكما فى الحديث الصحيح الخر عن ابن مسعود رضى ال عنه أن رجلا أصاب من امرأةاس قهـمبلة ‪،‬فأتى‬
‫صليةا طيرفيذي النلـيهاذر وهزيلفا ذمن ال لميذل إذلن المحسينا ذ‬
‫ت يهمذذهمبين‬ ‫النبى ‪ ،‬فأخبره فأنزل ال تعالى )يوأيقذذم ال ل‬
‫يي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ك ذذمكيرى ذلللذاكذذريين( )سأورةا هود‪ .(114:‬فقال الرجل ‪ :‬إلى هذا قال ‪ " :‬لجميع أمتى‬ ‫ت يذلذ ي‬
‫سيكيئا ذ‬
‫ال ل‬
‫كلهم ( ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬
‫وهذه أيها الخوةا بشارةا لنا يممن مبنا ل يخطى يمن ذمبنا ل يجهل وإذا كنا نحافظ على الص ي‬
‫لةا فهى‬
‫كفارةار لتلك المعاصي والجهالت التى فعلناها‪.‬‬
‫قال عمر بن الخطاب ‪ " :‬إن الرجل ليشيب عارضاه فى السألما وما أكمل ل تعالى صلةا ‪ ،‬قيل ‪:‬‬
‫وكيف ذلك؟ قال ‪ :‬ل يتم ركوعها وسأجودها وخشوعها " ‪.‬‬
‫وهذا وللسأف الشديد قد يقع من بعض الناس فهو يصلى مجرد حركات ومجرد أنها عادةا ولكن ل‬
‫يستحضر أنها عبادةا والصلةا أيها الخوةا أمر ال عز وجل بإقامتها ولم يقل ‪ :‬أدوا الصلةا ‪ ،‬وإنما‬
‫قال ‪ :‬أقيموا ‪ ،‬وإقامة الصلةا تكون بالمحافظة على أركانها وواجباتها وشروطها‪.‬‬
‫قال الحسن – رحمه ال تعالى ‪ ) :‬كل صلةا ل يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسأرع (‪.‬‬
‫ثآم اسأتمع إلى سأعيد بن المسيب حينما يقول رحمه ال " منذ أربعين سأنة لم أر إل ظهر الماما "‪.‬‬
‫ال أكبر ‪ ..‬كانوا يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والبصار ‪ ،‬وكان عبدال بن الزبير ‪ ،‬كما جاء فى‬
‫سأير أعلما النبلء لما وصفه الذهبي قال ‪ :‬انه يقف ويطيل الوقوف فيأتى الطير ويقع على رأسأه ظانا‬
‫أنه خشبة ‪ ،‬وحتى أنه لما هرمي بالمنجنيق أتى إلى ثآوبه فما انتفل من صلته ‪ ،‬نعم خشعوا وخشعت‬
‫جوارحهم ‪ ،‬وكان زين العابدين رضى ال عنه إذا أراد أن يصلى تضطرب أوصاله ‪ ،‬ويغشى عليه‬
‫فيقولون ‪ :‬ما بالك رحمك ال ؟ فيقول ‪ :‬أل تدرون من سأوف أقابل إنه ملك الملوك‪.‬‬
‫وكذلك كان النبى صلى ال عليه وسألم إذا حزبه أمر يعمد إلى الصلةا ‪ ،‬فعن عبدال بن عمرو‬
‫قال‪ :‬انكسفت الشمس يوما على عهده صلى ال عليه وسألم فقاما رسأول ال صلى ال عليه‬
‫وسألم يصلى حتى لم يكد يركع إلى أن قال فى الحديث فجعل ينفخ ويبكى ‪ ،‬ويقول ‪ :‬ربى ألم‬
‫تعدني أن ل تعذبهم وأنا فيهم ربى ألم تعدني أن ل تعذبهم وهم يستغفرون ‪ ،‬ونحن نستغفرك ‪،‬‬
‫فلما صلى ركعتين انجلت الشمس ‪ ] .‬أخرجه النسائاى وأبو داود [‪.‬‬

‫) ‪( 13‬‬
‫كانوا يتضرعون إلى ال عز وجل فى الصلةا ‪ ،‬كما قال النبى صلى ال عليه وسألم ‪ " :‬وهجعلت قرةا‬
‫عينى فى الصلةا "‪.‬‬
‫" حبب إلبى من الدنيا النساء والطيب وهجعلت قهرةا عيني فى الصلةا " ] سأند الماما أحمد [‪.‬‬
‫قيل لعامر بن قيس رحمه ال ‪ :‬هل تحدث نفسك فى شئ من أمور الدنيا فى الصلةا – كما هى‬
‫ب إلبى من أجد هذا ‪.‬‬
‫حالنا وللسأف الشديد – ؟ فقال ‪ :‬لئن تختلف السأنة فبي أح ب‬
‫وكان مسلم بن يسار إذا دخل المنزل سأكت أهله ‪ ،‬وإذا قاما إلى الصلةا تكلموا وضحكوا لما‬
‫يعلمون من خشوعه فى الصلةا رحمه ال عز وجل‪.‬‬

‫‪ -3‬قراءةا القرآن ‪:‬‬


‫ومن أنواع التضرع إلى ال عز وجل ‪ :‬قراءةا القرآن‪.‬‬
‫شهر المهممؤذمذنيين الذذيين‬
‫يقول ال عز وجل عن هذا القرآن ‪) :‬إذلن يهيذا المهقمرآين ييـمهذديِ لذلذتي ذهيي أيقمـيوهما يويهـبي ك‬
‫صالذحا ذ‬
‫ت أيلن ليههمم أيمجرا يكذبيراا( )سأورةا السأراء‪(9:‬‬ ‫ييـمعيمهلوين ال ل ي‬

‫وفى الحديث عن عمر بن الخطاب أن النبى صلى ال عليه وسألم قال ‪ ) :‬إن ال يرفع بهذا‬
‫الكتاب أقواما ويضع به آخرين ( ] رواه مسلم [‪.‬‬
‫فهذا سأالرم مولى حذيفة كان من الموالى ‪ ،‬وقد رفعه ال عز وجل بهذا الكتاب ‪ ،‬وهذا دليل على أنه‬
‫تنزيل من رب العالمين‪.‬‬
‫وفى الحديث الخر عن أبى أمامة رضى ال عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬سأمعت رسأول ال صلى ال عليه وسألم‬
‫يقول ‪ ) :‬اقرؤا القرآن فإنه يأتى يوما القيامة شفيع ا لصحابه (‪ ] .‬رواه مسلم [‪.‬‬
‫وقال أنس بن مالك ‪ " :‬رب تال للقرآن ‪ ،‬والقرآن يلعنه " والعياذ بال ‪ ،‬يقرأ )يأل ليمعنيةه ال لذه يعيلى‬
‫ظالذذميين()سأورةا هود‪ :‬من الية ‪(18‬‬ ‫ال ل‬
‫ت ال لذه يعيلى الميكاذذذبيين()سأورةا آل عمران‪ :‬من الية ‪(61‬‬ ‫وهو يظلم نفسه ‪ ،‬ويقرأ ي)نيمجيعمل ليمعني ي‬
‫وقد يقع فيه بعض الناس يظن أنه يقرأ القرآن ‪ ،‬والقرآن يلعنه ؛ لنه ما عمل بهذا الكتاب العزيز‬
‫ب إذلن‬
‫وإنما خالفه كما قال ال عز وجل على لسانه صلى ال عليه وسألم ‪) :‬يويقايل اللرهسأوهل ييا ير ك‬
‫ذ‬
‫قيـمومي اتليخهذوا يهيذا المهقمرآين يممه ه‬
‫جورا( )سأورةا الفرقان‪(30:‬‬

‫قال عمرو بن العاص ‪ " :‬كل آية فى القرآن درجة فى الجنة ومصباح فى بيوتكم " ‪.‬‬

‫) ‪( 14‬‬
‫وعن ابن مسعود رضى ال عنه قال ‪ :‬أقرأ عليك القرآن وعليك هأنزل ؟ قال ‪ " :‬نعم ‪ ،‬أحب أن‬
‫ف إذيذا ذج مئـينا‬
‫أسأمعه من غيرى " ‪ ،‬قال ‪ :‬فقرأ من سأورةا النساء حتى إذا وصلت إلى قوله تعالى ‪) :‬فييكمي ي‬
‫ك يعيلى يههؤلذء يشذهيدا ( )سأورةا النساء‪(41:‬‬ ‫ذممن هككل أهلمسة بذ ي‬
‫شذهيسد يوذج مئـينا بذ ي‬
‫قال ‪ " :‬حسبك الن " ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان ‪ ] .‬أخرجه البخارى ومسلم [‬
‫أيها الحبة ‪ ...‬هكذا كانوا إذا سأمعوا القرآن ‪ ..‬هكذا كانوا إذا قرؤوا القرآن‪.‬‬
‫ب الذذيين امجتيـيرهحوا ال ل‬
‫سيكيئا ذ‬
‫ت أيمن‬ ‫ذ‬
‫وقاما تميم الداريِ رضى ال عنه ليلة يقرأ قول ال عز وجل )أيمما يحس ي‬
‫صالذحا ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت يسأيواءا يممحيياههمم يويميماتهـههمم يسأاءي يما ييمحهكهموين(‬ ‫نيمجيعليههمم يكالذيين آيمهنوا يويعمهلوا ال ل ي‬
‫)سأورةا الجاثآـية‪(21:‬‬
‫وهو يرددها حتى أصبح الصباح وكان يبكى ‪ ،‬وكان ابن عباس فى خبده خبطان مثل شراك النعل من‬
‫كثرةا البكاء‪.‬‬
‫يقول القاسأم محمد بن أبى بكر ‪ :‬دخلت على عائاشة وهى تقرأ قوله تعالى ‪):‬فييملن ال لهه يع يمليـينا يويويقاينا‬
‫سهموذما( )سأورةا الطور‪(27:‬‬
‫ب ال ل‬
‫يعيذا ي‬
‫قال ‪ :‬وهى ترددها وتبكى ‪ ،‬يقول ‪ :‬فانتظرتها حتى إذا أطالت ذهبت إلى السوق ‪ ،‬ثآم رجعت فإذا‬
‫هى ترددها وتبكى ‪ ،‬يقول ‪ :‬فانصرفت وهى ل تزال ترددها رحمهما ال أجمعين وجمعنا بهم‪.‬‬
‫وإني أيها الخوةا أعرف شخصا قد توفى عليه رحمة ال عز وجل كان يقول ‪ :‬وال إني لتندما إلب‬
‫على إننى فى القبر ل أقرأ القرآن ؛ لنه كان كثير القراءةا‪.‬‬
‫ك الذذيين يهيدى ال لهه فيبذههيداهههم اقمـتيذدمه ()سأورةا النعاما‪ :‬من الية ‪(90‬‬
‫قال تعالى ) هأوليئذ ي‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫إذا جمعتنا يا جرير المجامع‬ ‫أولئك آبائاي يجئني بمثلهم‬

‫‪ -4‬كثرةا الدعاء ‪:‬‬


‫ك ذعيباذديِ يعكني فيذإكني‬
‫ومن أنواع التضرع إلى ال عز وجل كثرةا الدعاء يقول ال تعالى ‪):‬يوإذيذا يسأأيلي ي‬
‫ستيذجيهبوا ذلي يومليهـمؤذمهنوا ذبي لييع لههمم ييـمرهشهدوين(‪.‬‬ ‫ذ‬
‫ب يدمعيويةا اللداذع إذيذا يديعان فيـمليي م‬
‫قيذري ذ‬
‫ب أهجي ه‬
‫ر‬
‫)سأورةا البقرةا‪(186:‬‬

‫) ‪( 15‬‬
‫ب ليهكمم إذلن الذذيين ييمستيمكبذهروين يعمن ذعيبايدذتي يسأييمدهخهلوين يجيهنليم‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ويقول ‪):‬يويقايل يربيهكهم امدهعوني أيمسأتيج م‬
‫يداذخذريين( )غافر‪(60:‬‬
‫وهذا أمر من ال عز وجل بالدعاء ووعد بالجابة تفضلا منه ورحمة‪.‬‬

‫فعن أبى هريرةا رضى ال عنه قال ‪ :‬قال رسأول ال صلى ال عليه وسألم ‪ ) :‬إن ال عز وجل يقول ‪:‬‬
‫أنا عند حسن ظن عبدى بى وأنا معه إذا دعاني (‪ ] .‬متفق عليه [‪.‬‬
‫يقول على بن أبى طالب رضى ال عنه ‪ " :‬ادفعوا أفواجا البلء بالدعاء "‪.‬‬
‫ويقول أنس بن مالك ‪ " :‬ل تعجزون عن الدعاء ‪ ،‬فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد "‪.‬‬
‫والدعاء أيها الخوةا من الشخص الذى يكون مطعمه حراما وملبسه حراما ل يستجاب له‪ .‬كما أخبر‬
‫ب ل يقبل إل طيب ا ‪ ،‬ثآم ذكر‬
‫بذلك النبي صلى ال عليه وسألم فى حديث أبي هريرةا ‪ " :‬إن ال طي ه‬
‫الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ‪ ،‬ومطعمه حراما ومشربه حراما‬
‫وملبسه حراما وهغذى بالحراما فأنى يستجاب لذلك "‪ ] .‬رواه مسلم [‪.‬‬
‫وفى الحديث الخر حينما قال صلى ال عليه وسألم لسعد ‪ " :‬أطب مطعمك تستجاب دعوتك "‪.‬‬
‫نعم أيها الخوةا ربما أن الكثير منا يدعو ول يستجيب ال عز وجل بسبب أن مطعمه حراما فلينظر‬
‫فى نفسه‪.‬‬

‫‪ -5‬كثرةا الصدقة ‪:‬‬


‫وإن من أنواع التضرع إلى ال كثرةا الصدقة ‪ .‬يقول ال عز وجل ‪) :‬الذذيين يهـمنذفهقوين أيمميواليههمم ذبال لميذل‬
‫ف يعليميذهمم يول ههمم ييمحيزهنوين( )البقرةا‪(274:‬‬ ‫يوالنلـيهاذر ذسأبرا يويعلنذييةا فيـليههمم أيمجهرههمم ذعمنيد يربكذهمم يول يخمو ر‬

‫وفى الحديث الصحيح المتفق عليه عن أبى هريرةا رضى ال عنه قال ‪ :‬سأبعة يظلهم ال فى ظله يوما‬
‫ل ظل إل ظله ‪ ،‬وذكر منهم ‪ " :‬ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ل تعلم شماله ما تنفق يمينه‬
‫"‬
‫] متفق عليه [‪.‬‬
‫وفى الحديث الصحيح أن الصدقة لتطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار حديث معاذ بن جبل‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫وقال عثمان الحكيم إذا أخطات خطيئة فأعطى الصدقة‪.‬‬
‫) ‪( 16‬‬
‫وقال الماما أحمد ‪ " :‬المؤمن فى ظل صدقته يوما القيامة "‪.‬‬
‫وروى عن عائاشة رضى ال عنها أنهم ذابحوا شاةا فقال النبى صلى ال عليه وسألم ‪ " :‬ما بقى منها ؟‬
‫قالت عائاشة ‪ :‬ما بقى منها إل كتفها‪ .‬فقال رسأول ال صلى ال عليه وسألم ‪ :‬بقى كلها غير‬
‫كتفها"‪ ] .‬رواه الترمذى [‪.‬‬

‫وكان الحسن البصرى رحمه ال يحمل دائاما معه هسأبكرا فى جيبه وإذا رأى فقيرا أعطى الفقير ‪،‬‬
‫سبكر ‪.-‬‬
‫فسأله الناس عن ذلك ؟ فقال ‪ :‬تال أنى أحبه – يقصد بذلك ال ه‬
‫وال عز وجل يقول ‪) :‬ليمن تيـيناهلوا المبذلر يحلتى تهـمنذفهقوا ذملما تهذحيبوين يويما تهـمنذفهقوا ذممن يشميسء فيذإلن ال لهي بذذه‬
‫يعذليرم( )سأورةا آل عمران‪.(92:‬‬

‫وقال الشاعر ‪:‬‬


‫على الناس طرا إنها تتقلب‬ ‫وإذا جادت عليك الدنيا فجد بها‬
‫ول البخل يبقيها إذا هى تذهب‬ ‫فل الجود يفنيها إذا هى أقبلت‬

‫نعم أيها الخأ الكريم ‪ ...‬أنفق ينفق ال عليك ‪ ...‬نعم أطفئ غضب الرب عز وجل بصدقة‪.‬‬

‫‪ -6‬الصوما ‪:‬‬
‫ومن أنواع التضرع إلى ال عز وجل الصوما ‪ ،‬والصوما يورث التقوى ‪ ،‬كما قال ال تعالى ‪) :‬ييا أييـيها‬
‫ب يعيلى الذذيين ذممن قيـمبلذهكمم لييع لهكمم تيـتلـهقوين(‬ ‫ذ‬
‫صيياهما يكيما هكت ي‬
‫ب يعليميهكهم ال ك‬ ‫ذ‬ ‫لذ‬
‫ا ذيين آيمهنوا هكت ي‬
‫)سأورةا البقرةا‪.(183:‬‬
‫وعن أبى هريرةا رضى ال عنه قال ‪ :‬قال رسأول ال صلى ال عليه وسألم ‪ ) :‬قال ال عز وجل كل‬
‫عمل ابن آدما له إل الصوما فإنه لي وأنا أجزيِ به ( ] رواه البخارى ومسلم [‪.‬‬
‫وما جعل ذلك إل لعظمة الصوما ‪ ،‬وعن أبى سأعيد الخدرى رضى ال عنه قال ‪ :‬قال رسأول ال صلى‬
‫ال عليه وسألم ‪ ) :‬ما من عبد يصوما يوما فى سأبيل ال إل باعد ال بذلك اليوما وجهه عن النار‬
‫سأبعين خريفاا ( ‪ ] .‬رواه البخارى ومسلم [‪.‬‬
‫وكان ابن مسعود رضـى الـ عنـه يبكـي عنـد الوفـاةا ‪ ،‬فلمـا سأـئل ‪ :‬مـا يبكيـك ؟ قـال ‪ :‬أبكـى علـى ظمـأ‬
‫الهواجر‪.‬‬

‫) ‪( 17‬‬
‫وكان بعض السلف ل يفطر جميع الياما يصوما يوم ا ويفطر يوم ا ‪ ،‬وكما تعلمون فى الجارية التى لما‬
‫باعها سأيدها إلى بعض الناس فلما اشتراها أحدهم ‪ ،‬وحينما أتى الليل أيقظتهم للصلةا ‪ .‬قالت ‪:‬‬
‫الصلةا الصلةا فقالوا ‪ :‬الصبح يقصدون بذلك صلةا الفجر ‪ .‬فقالت ل إنما تقصد صلةا الليل ‪،‬‬
‫فقالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬إنما إذا خرجا الصبح أيقظنا ‪ ،‬فقالت بئس القوما أنتم ل تعرفون الصوما إل الفريضة ‪ ،‬ول‬
‫تعرفون الصلةا إل المكتوبة ‪ ،‬ارجعونى إلى سأيدى‪ ...‬نعم هكذا تعودوا وعودوا من تحت ايديهم‪.‬‬
‫‪ -7‬بر الوالدين ‪:‬‬
‫من أنواع التضرع إلى ال عز وجل بر الوالدين ‪ ،‬وهو المقرون بعبادةا ال عز وجل ‪ ،‬كما قال ال عز‬
‫ذ ذ ذ‬ ‫ذذ‬ ‫ل‬
‫وجل ‪) :‬يوامعبههدوا ال هي يول تهمشذرهكوا به يشميئا يوبالميواليديمذن إمح ي‬
‫سانا ()سأورةا النساء‪ :‬من الية ‪(36‬‬
‫سانا (‪.‬‬ ‫صيـينا ا مذلنم ذ ذ ذ ذ‬
‫ساين بيواليديمه إمح ي‬
‫ي‬ ‫وكما أوصى ال عز وجل النسان ‪ ،‬وقال ‪) :‬يويو ل م‬
‫)سأورةا الحقاف‪ :‬من الية ‪(15‬‬
‫وفى حديث ابن مسعود رضى ال عنه قال ‪ :‬قال رسأول ال صلى ال عليه وسألم لما سأأله رجل ‪:‬‬
‫" أى العمل أحب إلى ال " قال عليه الصلةا والسلما ‪ " :‬الصلةا على وقتها " قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬
‫ثآم أى؟ قال ‪ " :‬بر الوالدين " قلت ‪ :‬ثآم أى ؟ قال ‪ " :‬الجهاد فى سأبيل ال " ] متفق عليه [‪.‬‬
‫قال الماما أحمد ‪ " :‬بر الوالدين كفارةا للكبائار " ‪ ،‬قيل لعلى بن الحسين رضى ال عنه وكان من أببر‬
‫الناس بأمه أنك من أبر الناس بأمك ول تأكل معها في صحفة ؟ فقال ‪ :‬أخاف أن تسبق يدى يدها‬
‫إلى ما تسبق إليه عيناها فأكون قد عققتها ‪ ...‬انظروا إلى برهل رحمه ال‪.‬‬
‫ورأى عبدال بن عمر رضى ال عنهما رجلا يحمل امرأةا عجوزا على ظهره ويطوف بها البيت الحراما‬
‫فسأله من هذه ؟ قال ‪ :‬إنها أمى‪ .‬قال ‪ :‬أترى أنى قد وفيتها حقها يا ابن عمر؟ فقال له ابن عمر ‪:‬‬
‫وال مهما فعلت بها فلم يعدل ذلك طلقة واحدةا فيك سأاعة ولدتها‪.‬‬
‫وكما تعلمون قصة أصحاب الغار لما تضرعوا إلى ال عز وجل حينما أطبقت عليهم الصخرةا فقد‬
‫تضرع أحدهم ببرهب بوالديه‪ .‬أن بر الوالدين هو أحد أنواع التضرع إلى ال عز وجل ويقول عليه‬
‫الصلةا والسلما ‪ " :‬رضى الوالدين فى رضى ال ‪ ،‬وسأخط ال فى سأخط الوالدين " ‪.‬‬
‫اسأمع أخي الكريم ‪ ..‬اسأمع يا من عققت والديك‪ .‬اسأمع بارك ال فيك ‪ ...‬قال النبى صلى ال عليه‬
‫وسألم ‪ ) :‬ل يدخل الجنة قاطع ( ‪ .‬قال سأفيان أى قاطع رحم‪.‬‬
‫نعوذ بال أن يكون من ذرياتنا من هو قاطع‪.‬‬

‫‪ -8‬البكاء من خشية ال ‪:‬‬


‫) ‪( 18‬‬
‫ثآم من أنواع التضرع إلى ال عز وجل أيها الخوةا البكاء من خشية ال تعالى ‪ ،‬قال ال عز وجل ‪:‬‬
‫ث كذيتاب ا همتي ي‬
‫شاذبه ا يميثانذيي‬ ‫البكاء من خشية ال تعالى ‪ ،‬قال ال عز وجل ‪):‬ال لهه نيـلزيل أيمحسن المحذدي ذ‬
‫يي ي‬
‫ك ههيدى ال لذه‬ ‫شذعير ذممنهه هجهلوهد الذذيين ييمخ ي‬
‫شموين يربلـههمم ثآهلم تيذليهن هجهلوهدههمم يوقهـهلوبهـههمم إذيلى ذذمكذر ال لذه يذلذ ي‬ ‫تيـمق ي‬
‫ضلذذل ال لهه فييما ليهه ذممن يهاسد( )سأورةا الزمر‪(23:‬‬ ‫ييـمهذديِ بذذه يممن يي ي‬
‫شاءه يويممن يه م‬

‫) ‪( 19‬‬
‫وقوله صلى ال عليه وسألم – وهذه بشرى لمن بكى من خشية ال ‪ " : -‬ل يلج النار رجل بكى‬
‫من خشية ال حتى يعود اللبن فى الضرع ‪ ،‬ول يجتمع غبار في سأبيل ال ودخان جهنم "‪.‬‬
‫] رواه الترمذى وقال ‪ :‬حديث حسن صحيح ورواه النسائاي [ ‪.‬‬
‫وفى الحديث الخر عن ابن عباس قال ‪ :‬سأمعت رسأول ال صلى ال عليه وسألم يقول ‪ ) :‬عينان‬
‫ل تمسهما النار ‪ :‬عين بكت من خشية ال ‪ ،‬وعين باتت تحرس فى سأبيل ال (‪ ] .‬رواه‬
‫الترمذيِ ‪ ،‬وصححه اللباني [‪.‬‬
‫نعم بكى النبي صلى ال عليه وسألم وبكى أبو بكر ‪ ،‬وعمر ‪ ،‬وصحابته رضى ال عنهم‪.‬‬
‫فعن على رضى ال عنه قال ‪ :‬ما كان فينا فارس يوما بدر غير المقداما ‪ ،‬ولقد رأيتمونا وما فينا قائام‬
‫إل رسأول ال صلى ال عليه وسألم تحت شجرةا يصلى ‪ ،‬ويبكى حتى أصبح ‪ ].‬رواه ابن خزيمة فى‬
‫صحيحه ‪ ،‬وصححه اللباني [‪.‬‬
‫وعن عبدال بن الشخير رضى ال عنه قال ‪ :‬رأيت رسأول ال صلى ال عليه وسألم يصلى بنا وفى‬
‫صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ‪ ...‬وأزير المرجل هو صوت القدر الذى يغلي على النار ‪.‬وروى‬
‫هذا الحديث أبو داود والنسائاي ‪ ،‬وصححه اللباني‪.‬‬
‫وكان أبو بكر رضى ال عنه رجل بكاء وفى ذلك تعلمون قصة مرض النبى صلى ال عليه وسألم لما‬
‫أمر عائاشة قال ‪ :‬مروا أبا بكر فليصلي ‪ .‬فقالت يا رسأول ال إنه رجرل بكاء ‪،‬وكان رضى ال عنه‬
‫بذلك معروف ا ‪ ،‬وكان عمر كذلك رجرل بكاء‪ .‬يقول عبدال بن الشداد قال ‪ :‬سأمعت نشيج عمر وأنا‬
‫فى آخر الصفوف يقرأ قوله عز وجل ‪ ) :‬فإنما أشكو بثي وحزنى إلى ال وأعلم من ال ما ل تعلمون‬
‫(‬
‫] يوسأف ‪.[ 86‬‬

‫‪ -9‬قياما الليل ‪:‬‬


‫ومن أنواع التضرع إلى ال عز وجل قياما الليل ‪ ،‬ذلك الذى قد تركناه أو أنه أصبح عند بعضنا‬
‫أسأطورةا أو أعجوبة وللسأف الشديد‪ .‬إن قياما الليل هو دأب الصالحين‪.‬‬
‫كان السلف الصالح يحرصون على قياما الليل وإحياء سأاعاته بالصلةا والدعاء ‪ ،‬وكما قال النبى‬
‫صلى ال عليه وسألم ‪ ) :‬ركعتان يركعهما العبد فى جوف الليل خير له من الدنيا وما فيها (‪.‬‬
‫وقوله صلى ال عليه وسألم ‪ ) :‬عليكم بقياما الليل ‪ ،‬فإنه دأب الصالحين قبلكم ( ] ابن خزيمة –‬
‫الترمذى – البيهقي [‪.‬‬
‫) ‪( 20‬‬
‫ولقياما الليل لذةاب ل يحس بها إل من جربها حتى قيل لبعضهم ‪ :‬كيف أنت والليل ؟ قال ‪ :‬ما رأيته‬
‫قط يريني وجهه ‪ ،‬ثآم ينصرف ‪ ،‬وما تأملته بعد ‪ ،‬وقال على بن بكار ‪ :‬منذ أربعين سأنة ما أحزنني شئ‬
‫سأوى طلوع الفجر‪.‬‬
‫وقال الفضيل بن عياض ‪ :‬إذا غربت الشمس فرحت بالظلما لخلوتي بربي ‪ ،‬وإذا طلعت حزنت‬
‫لدخول الناس علبى ‪.‬‬
‫وقال أبو سأليمان الدارني ‪ :‬أهل الليل فى ليلهم أليذ من أهل اللهو فى لهوهم ‪ ،‬ولول الليل ما‬
‫أحببت البقاء فى الدنيا‪ .‬وقال بعضهم ‪ :‬ليس فى الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة إل ما يجده أهل‬
‫التملق والتضرع فى قلوبهم بالليل من حلوةا المناجاةا‪.‬‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬لغة المناجاةا ليست من الدنيا ‪ ،‬إنما هى من الجنة ‪ ،‬أظهره ال تعالى لوليائاه ل‬
‫يجدها سأواهم ‪ .‬وقال ابن المنكدر ‪ :‬ما بقى من لذات الدنيا إل ثآلث ‪ :‬قياما الليل ‪ ،‬ولقاء الخوان‬
‫فى ال‬
‫والصلةا فى الجماعة‪ .‬وقيل لبعضهم ‪ :‬كيف الليل عليك ؟ قال ‪ :‬سأاعة أنا فيها بين حالتين ؛ أفرح‬
‫بظلمته إذا جاء ‪ ،‬وأغتم بفجره إذا طلع‪.‬‬
‫هكذا أخى المسلم كان سألفنا الصالح حريصين على اغتناما الوقات الفاضلة ‪ ،‬فعليك بالقتداء بهم‬
‫قبل أن تتمنى ذلك ‪ ،‬فل تستطيع ‪.‬‬
‫فقد قال رسأول ال صلى ال عليه وسألم ‪ ) :‬اغتنم خمس ا قبل خمس ‪ ،‬وذكره منها ‪ :‬شبابك قبل‬
‫هرمك وصحتك قبل مرضك (‪.‬‬
‫وانظر أيها الخأ الكريم ‪ ..‬كيف يصفهم ابن الجوزى – عليه رحمة ال عز وجل – يقول ابن‬
‫الجوزى فى وصفه لرهبان الليل ‪ ،‬يقول ‪ " :‬لو رأيتهم بين سأاجد وراكع ‪ ،‬وراكع ‪ ،‬وذليل مخمول‬
‫متواضع ومنكسر الطرف من الخوف خاشع ‪ ،‬فإذا جن الليل تتجافى جنوبهم عن المضاجع ‪،‬‬
‫نفوسأهم بالمحبة علقت وقلوبهم بالشواق هفلقت وأبدانهم للخدمة هخلقت يقومون إذا انطبقت‬
‫أجفان هاجع تتجافى جنوبهم عن المضاجع ‪ ،‬يبادرون بالعمل الجل ويجتهدون فى سأبد الخلل ‪،‬‬
‫ويعتذرون عن ماض زلل ‪ ،‬والدمع لهم شافع تتجافى جنوبهم عن المضاجع ‪ ،‬سأبق وال القول بكثرةا‬
‫الصلةا والصوما ‪ ،‬فإذا أقبل الليل حاربوا النوما والعزما فى الطوالع تتجافى جنوبهم عن المضاجع ‪،‬‬
‫وإن شق مضيقهم واسألك ولو يوم ا طريقهم فالطريق واسأع تتجافى جنوبهم عن المضاجع‪.‬‬

‫) ‪( 21‬‬
‫‪ -10‬التوبة والسأتغفار ‪:‬‬
‫ومن أنواع التضرع إلى ال عز وجل التوبة والسأتغفار‪.‬‬
‫سههمم ذييكهروا ال لهي يفامسأتيـغميفهروا لذهذهنوبذذهمم‬ ‫قال ال عز وجل ‪) :‬يوالذذيين إذيذا فيـيعهلوا يفاذح ي‬
‫شةا أيمو ظيليهموا أينمـهف ي‬
‫ك يجيزاهؤههمم يمغمذفيرةار ذممن‬ ‫صيروا يعيلى يما فيـيعهلوا يوههمم ييـمعليهموين * هأوليئذ ي‬ ‫ومن يـغمذفر اليذهنوب إذلل ال لهه وليم ي ذ‬
‫ي مه‬ ‫ي‬ ‫يي م ي ه‬
‫ت تيمجذريِ ذممن تيمحتذيها املينمـيهاهر يخالذذديين ذفييها يونذمعيم أيمجهر الميعاذمذليين(‪.‬‬
‫يربكذهمم يويجلنا ر‬
‫)سأورةا آل عمران ‪ .(136-135:‬ثآم بعد ذلك يقول ال عز وجل عن نوح ‪ ) :‬فقلت اسأتغفروا‬
‫ربكم إنه كان غفارا يرسأل السماء عليكم مدرارا ( ] نوح ‪.[ 11 – 10 :‬‬
‫وعــن أبــى هري ـرةا رضــى ال ـ عنــه قــال ‪ :‬سأــمعت رسأــول ال ـ صــلى ال ـ عليــه وسأــلم يقــول ‪ " :‬وال ـ إنــي‬
‫لسأتغفر ال وأتوب إليه فى اليوما أكثر من سأبعين مرةا "‪ ] .‬رواه البخاريِ [‪.‬‬
‫قال على بن أبي طالب رضى ال عنه ‪ :‬العجب من يهلك ومعه النجاةا‪ .‬قيل ‪ :‬وما هي ؟ قال ‪:‬‬
‫السأتغفار‪.‬‬
‫قالت رابعة العدوية رحمها اللله ‪ :‬اسأتغفارنا يحتاجا إلى اسأتغفار كثير‪.‬‬
‫قال بعض العلماء ‪ :‬العبد بين ذنب ونعمة ل يصلحها إل الحمد والسأتغفار ‪.‬‬
‫وقال الفضيل ‪ :‬السأتغفار بل إقلع هى توبة الكذابين‪.‬‬
‫وروى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى ال عنه صعد المنبر يوما يستسقي فلم يزد على‬
‫السأتغفار ‪ ،‬وقراءةا اليات فى السأتغفار ثآم قال ‪ :‬لقد طلبت الغيث بمخارجا السماء التي يستنزل‬
‫بها المطر‪.‬‬
‫‪ -11‬المحبة فى ال والبغض فى ال ‪:‬‬
‫ومن أنواع التضرع إلى ال عز وجل المحبة فى ال والبغض فى ال ‪ ،‬كما قال ال عز وجل ‪:‬‬
‫صبيمحتهمم بذنذمعيمتذذه إذمخيوانا (‬ ‫ت ال لذه يعليميهكمم إذمذ هكمنتهمم أيمعيداءا فيأيل ي‬
‫ف بيـميين قهـهلوبذهكمم فيأي م‬ ‫)يوامذهكهروا نذمعيم ي‬
‫)آل عمران‪ :‬من الية ‪(103‬‬
‫وقال تعالى ‪) :‬يوالذذيين تيـبيـلوهأوا اللداير يوا مذلييماين ذممن قيـمبلذذهمم يهذحيبوين يممن يهايجير إذليميذهمم يول ييذجهدوين ذفي‬
‫صةر يويممن هيويق هشلح نيـمفذسذه‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫صا ي‬‫صهدوذرهمم يحايجةا ملما هأوهتوا يويهـمؤثآهروين يعيلى أينمـهفسذهمم يوليمو يكاين بذذهمم يخ ي‬ ‫ه‬
‫حوين( ] الحشر ‪[ 9 :‬‬ ‫ذ‬ ‫فيهأوليئذ ي‬
‫ك هههم المهممفل ه‬
‫وفى الحديث الصحيح عن أبى هريرةا رضى ال عنه قال فى حديث السبعة ‪ ،‬وذكر منهم ‪:‬‬
‫" ورجلن تحاببا فى ال اجتمعا عليه وتفرقا عليه "‪.‬‬

‫) ‪( 22‬‬
‫وفى حديث أنس بن مالك رضى ال عنه قال ‪ :‬أن رجلا سأأل النبي صلى ال عليه وسألم ‪ :‬متى‬
‫الساعة ؟ قال ‪ " :‬وما أعددت لها ؟ " قال ‪ :‬ل شئ إل أني أحب ال ورسأوله‪.‬‬
‫قال ‪ " :‬أنت مع من أحببت "‪ .‬قال أنس ‪ :‬فما فرحنا بشئ فرحنا بقول النبي صلى ال عليه وسألم ‪:‬‬
‫) أنت مع من أحببت (‪ .‬يقول أنس ‪ :‬فأنا أحب النبي صلى ال عليه وسألم ‪ ،‬وأبا بكر وعمر وأرجو‬
‫أن أكون معهم بحبي إياهم‪ ] .‬متفق عليه [‪.‬‬
‫وإنا نحب النبي صلى ال عليه وسألم وأبا بكر وعمر وأنس ‪ ،‬ونسأل ال عز وجل أن يحشرنا معهم‪.‬‬
‫وفى حديث ابن مسعود الخر ‪ ،‬أن رجلا يحب القوما ولما يلحق بهم ‪ .‬فقال النبى صلى ال عليه‬
‫وسألم ‪ ) :‬المرء مع من أحب ( ‪.‬‬
‫هذه بشرى لكل من يحب الصالحين ‪ ،‬ولم يلحق بهم‪ .‬ويقول ال عز وجل فى الحديث القدسأى ‪" :‬‬
‫أين المتحابون بجللي ؟ اليوما أظلهم فى ظلي يوما ل ظل إل ظلي "‪.‬‬
‫وفى الحديث الصحيح الخر ‪ " :‬أن من أوثآق عرى اليمان الحب فى ال والبغض فى ال "‪.‬‬
‫وهذه هى عقيدةا الولء والبراء وربما أنها مفقودةا عند بعض الناس‪.‬‬

‫‪ -12‬المر بالمعروف والنهى عن المنكر ‪:‬‬


‫ثآم إن من أنواع التضرع إلى ال عز وجل ولعله ما قبل الخير هو المر بالمعروف والنهى عن‬
‫المنكر‪.‬‬
‫سوذء يوأييخمذينا الذذيين ظيليهموا‬ ‫جيـينا الذذيين ييـ منـيهموين يعذن ال ي‬ ‫ذ‬
‫سوا يما ذهككهروا بذه أينم ي م‬ ‫يقول ال عز وجل ‪) :‬فيـليلما ني ه‬
‫سهقوين( ] العراف‪[165:‬‬ ‫ب بيذئي س ذ‬‫بذيعيذا س‬
‫س بيما يكاهنوا ييـمف ه‬
‫ويقول ال عز وجل فى الية الخرى ‪) :‬فيـليمول يكاين ذمين المهقهروذن ذممن قيـمبلذهكمم هأوهلو بيذقيلسة ييـ منـيهموين يعذن‬
‫جيـينا ذم منـههمم يواتلـبييع الذذيين ظيليهموا يما أهتمذرهفوا ذفيذه يويكاهنوا هممجذرذميين(‬ ‫ذ ذ‬
‫ض إذلل قيليلا ملممن أينم ي م‬ ‫ساذد ذفي امليمر ذ‬
‫الميف ي‬
‫]هود‪[116:‬‬
‫حوين( ]هود‪[117:‬‬ ‫ك المهقرى بذظهملسم وأيمهلهها م ذ‬ ‫وقوله ‪) :‬وما يكاين ربي ي ذ ذ‬
‫صل ه‬
‫ي ي ه م‬ ‫ك ليهـمهل ي ي‬ ‫ي‬ ‫يي‬
‫ولم يقل صالحون ؛ لن الهمصلح يصلح غيره ولن الصالح يكون صلحه لنفسه‪ .‬أما المر‬
‫بالمعروف والناهي عن المنكر ‪ ،‬إنما يريد إصلح الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫) ‪( 23‬‬
‫ض يأممروين ذبالممعرو ذ‬ ‫ذ‬ ‫ويقول ال عز وجل ‪) :‬يوالمهممؤذمهنوين يوالمهممؤذمينا ه‬
‫ف يوييـ منـيهموين يعذن‬ ‫ي مه‬ ‫ضههمم أيموليياءه بيـمع س ي ه ه‬ ‫ت بيـمع ه‬
‫ك يسأييـمريحهمهههم ال لهه إذلن ال لهي يعذزيرز‬‫صليةا يويهـمؤهتوين اللزيكايةا يويهذطيهعوين ال لهي يويرهسأوليهه هأوليئذ ي‬
‫المهممنيكذر يويهذقيهموين ال ل‬
‫يحذكيرم( ]التوبة‪[71:‬‬

‫وفى الحديث الخر عن حذيفة بن اليمان رضى ال عنه ‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وسألم قال ‪:‬‬
‫) والذيِ نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهلن عن المنكر أو ليوشكلن الل أى يبعث عليكم عقاب ا‬
‫من عنده ثآم تدعون فل يستجاب لكم ( ] رواه الترمذيِ [‪.‬‬
‫نعوذ بال أن ندعوا ال فل يستجاب لنا ‪ .‬قال حذيفة ابن اليمان رضى ال عنه عندما سأئل عن ميت‬
‫الحياء قال ‪ " :‬إن ميت الحياء الذيِ ل ينكر منكرا بيده ول بلسانه ول بقلبه " ‪.‬‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫وأمر بالمعروف وأنهى عن المناهي‬
‫فذاك من شأن أرباب الكمال‬

‫‪ -13‬صلة الرحاما ‪:‬‬


‫ومن أنواع التضرع إلى ال عز وجل ‪ ،‬ولعله هو الخير من أسأباب التضرع إلى ال عز وجل صلة‬
‫الرحاما ‪.‬‬
‫ك‬ ‫سميتهمم إذمن تيـيولميتهمم أيمن تهـمفذسهدوا ذفي امليمر ذ‬
‫ض يوتهـيقطكهعوا أيمريحايمهكمم * (هأوليئذ ي‬ ‫يقول ال عز وجل ‪):‬فيـيهمل يع ي‬
‫ذ‬
‫صايرههمم( )محمد ‪( 23 :22‬‬ ‫صلمههمم يوأيمعيمى أيبم ي‬ ‫الذيين لييعنيـهههم ال لهه فيأي ي‬
‫وفى الحديث الصحيح عن أبى هريرةا رضى ال عنه قال ‪ " :‬من كان يؤمن بال واليوما الخر‬
‫فليصل رحمه "‪.‬‬
‫وفى حديث جبير بن مطعم رضى ال عنه ‪ ،‬أن رسأول ال صلى ال عليه وسألم يقول ‪ ) :‬ل يدخل‬
‫الجنة قاطع ( ‪ .‬قال سأفيان ‪ :‬يعنى " قاطع رحم " ‪ ] .‬متفق عليه [ ‪.‬‬
‫وقال على بن الحسين يوصى ابنه ‪ :‬يا بنى ل تصحب قاطع ا ‪ ..‬ل تصحبن قاطع رحم ‪ ،‬فإننى وجدته‬
‫ملعون ا فى كتاب ال فى ثآلث مواضع ‪.‬‬

‫) ‪( 24‬‬
‫آثآار التضرع‬
‫وللتضرع آثآار كثيرةا ‪ ،‬ولعلنا نأخذ بعض من آثآاره ‪:‬‬
‫‪ -1‬دواما اتصال القلب بخالقه بما يعطيه قوةا وثآباتا وتعلقا بال عز وجــل وتــوكلا عليــه ومــن ثآــم يكفيــه‬
‫ال عز وجل همه فعلم أن له رب فدعاه‪.‬‬
‫‪ -2‬تعاهد النفس عن الغفلة وترويضها على لزوما الخيرات حتى تسهل عليها ‪ ،‬والتضرع أنواعه كثيرةا‬
‫فيختار ما يشاء ويعوبد النفس على ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬أن التضرع إلى ال عز وجل سأبب لمحبة ال تعالى للعبد وولية العبد ل وال عز وجل جعل‬
‫من آذى وليه فقد آذاه وكان سأمعه وبصره ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها إن كثير‬
‫التضرع يكون كذلك ‪ ،‬فال يحب عبده بحسب تضرعه إليه فإذا تقرب إلى ال شبرا تقرب ال‬
‫إليه ذراعا ‪ ،‬وإذا تقرب إليه ذراعا تقرب ال إليه باعا ‪ ،‬وإذا أتاه يمشي أتاه هرولة ‪ ،‬فالتضرع‬
‫يوجب محبة ال عز وجل‪.‬‬
‫‪ -4‬أن التضرع إلى ال عز وجل سأبب للنجاةا من الشدائاد والمصاعب ‪ ،‬وكم من شخص تضرع إليه‬
‫فى الشدائاد والنـزائال فأنجاه ال من شدته ومن كربه ‪ ،‬وهذا دليل على جوده سأبحانه وكرمه‬
‫ورحمته‪.‬‬
‫‪ -5‬أن التضرع إلى ال عز وجل ينهى صاحبه عن فعل الفواحش كما قال ال عز وجل عن الصلةا‬
‫شاذء يوالمهممنيكذر() سأورةا العنكبوت‪ :‬من الية ‪ (45‬ولو كنا نصليها‬ ‫‪) :‬إذلن ال ل‬
‫صليةا تيـ منـيهى يعذن الميفمح ي‬
‫كما أمرنا ال عز وجل لنهتنا عن كثير من الفواحش وعن كثير من المنكرات)‪.(1‬‬
‫ويقول تعالى عن الربا ‪) :‬يويذهروا يما بيذقيي ذمين الكربا إذمن هكمنتهمم هممؤذمذنيين()البقرةا‪ :‬من الية ‪(278‬‬
‫والتضرع إلى ال يبعد عن المعاصى‪.‬‬
‫‪ -6‬أن التضرع إلى ال عز وجل سأبب لمحو الخطايا والذنوب‪.‬‬
‫ولذا اقرأ إن شئت أجر وفضل منتظر الصلةا ‪ ،‬وإن الملئاكة لتدعو له وتقول ‪ :‬اللهم ارحمه‬
‫اللهم اغفر له ‪ ،‬اللهم تب عليه ‪ ،‬ومنتظر الصلةا يكون ممن قال فيهم ‪) :‬تيـتييجايفى هجهنوبهـههمم يعذن‬
‫ضاذجذع ييمدهعوين يربلـههمم يخموفا يوطييمعا يوذملما يريزقمـيناههمم يهـمنذفهقوين( )سأورةا السجدةا‪(16:‬‬
‫الميم ي‬
‫قال أنس ابن مالك رضى ال عنه ‪ :‬هذه الية نزلت فى انتظار الصلةا التي تدعى العتمة – يعنى‬
‫العشاء‪ ] .-‬صححه اللباني [‪.‬‬

‫‪ ( )1‬بتصرف يإسير من " مختارات رمضانية " ‪.‬‬


‫) ‪( 25‬‬
‫وفى الحديث الذى رواه مسلم قوله صلى ال عليه وسألم ‪ ) :‬أل أدلكم على ما يمحو ال به‬
‫الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ " قلت ‪ :‬بلى يا رسأول ال ‪ ،‬فذكر منها ‪ :‬انتظار الصلةا بعد‬
‫الصلةا فذلك الرباط (‪.‬‬
‫ب لحسن الختاما ‪ .‬نسأل ال أن يرزقنا حسن الختاما‪.‬‬
‫‪ -7‬أن التضرع إلى ال سأب ه‬
‫تقول عائاشة رضى ال عنها ‪ :‬كان أكثر دعاء النبي صلى ال عليه وسألم ‪ " :‬اللهم يا مقلب‬
‫القلوب ثآبت قلبى على دينك "‪.‬‬
‫فالتضرع إلى ال سأبب للثبات على دين ال ‪ ،‬وحسن الخاتمة‪ .‬لذا يقول ال تعالى ‪) :‬إذلن الذذيين‬
‫يقاهلوا يربيـينا ال لهه ثآهلم امسأتيـيقاهموا تيـتيـنيـلزهل يعليميذههم الميملئاذيكةه أيلل تييخاهفوا يول تيمحيزهنوا يوأيبمذشهروا ذبالميجنلذة الذتي‬
‫هكمنتهمم هتويعهدوين( )فصلت‪(30:‬‬
‫آمنوا بال واسأتقاموا على منهج ال فرزقهم ال حسن الختاما عند موتهم‪ .‬وخاطبهم ألب تخافوا‬
‫وبشرهم بالجنة‪.‬‬
‫‪ -8‬أن التضرع إلى ال عز وجل سأبب للتيسير فى الحساب وتجاوز ال تعالى عن العبد‬
‫سابذييمه * فيـههيو‬ ‫س ذ‬ ‫كما قال ال عز وجل ‪) :‬فيـييـهقوهل يهاهؤهما اقمـيرأوا كذيتابذييمه *إذكني يظنيـمن ه‬
‫ت أيكني هملق ح ي‬
‫ضييسة * ذفي يجنلسة يعالذييةس( ) سأورةا الحاقة ‪ .( 21 : 19‬لنه كان يتضرع إلى ال عز‬ ‫شسة را ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫في عي ي ي‬
‫وجل بجميع الطاعات‪.‬‬
‫‪ -9‬أنه سأبب فى أنه يستظل النسان فى ظل عرش ال عز وجل يوما ل ظل إل ظله فى موقف‬
‫شديد فى حر شديد فى يوما تجتمع فيه الخلئاق إنسهم وجبنهم ‪ ،‬أولهم وآخرهم ‪ ،‬يحتاجا إلى‬
‫ذلك الظل وهو يستظل وغيره يحاسأب وغيره يعاني‪.‬‬
‫ضهل ال لذه يهـمؤذتيذه يممن يي ي‬
‫شاءه()سأورةا الحديد‪ :‬من الية ‪(21‬‬ ‫قال تعالى ‪) :‬يذلذ ي‬
‫ك في م‬
‫‪ -10‬أن التضرع إلى ال عز وجل سأبب لدخول الجنة‪.‬‬
‫‪ -11‬أن التضرع إلى ال عز وجل بالعمال الصالحة سأبب لدواما الجر ‪ ،‬ولو انقطع عنه بسبب‬
‫مرض أو سأفر أو نوما كما أخرجا البخاريِ بسنده عن أبي موسأى الشعريِ رضى ال عنه قال ‪:‬‬
‫قال رسأول ال صلى ال عليه وسألم ‪ ) :‬إذا مرض العبد أو سأافر كتب له مثل ما كان يعمل‬
‫مقيما صحيحا (‪.‬‬
‫قال ابن حجر رحمه ال ‪ ) :‬هذا فى حق من كــان يعمـل طاعــة فمنـع منهـا وكــانت نيتــه لــول المـانع أن‬
‫يداوما عليها ‪.‬‬

‫) ‪( 26‬‬
‫وعن عائاشة رضى ال عنها أن رسأول ال صلى ال عليه وسألم قال ‪ ) :‬ما من امرئ تكون له صلةا‬
‫بليل فغلب عليه النوما إل كتب ال له أجر صلته وكان نومه صدقة عليه (‪ ].‬أخرجه النسائاى [‪.‬‬
‫وهذا من فضل ال عز وجل‪.‬‬

‫** أسأباب معينة للتضرع ‪:‬‬


‫إن هناك أسأباب معينة للتضرع إلى ال عز وجل لعلنا نذكرها سأريعا ‪:‬‬
‫‪ -1‬العزيمة الصادقة على لزوما الطاعة والمداومة عليها أيا كانت الظروف والحوال‪.‬‬
‫ب الميجنلذة ههمم‬ ‫صالذحا ذ‬
‫ت هأوليئذ ي‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ك أي م‬
‫صيحا ه‬ ‫واقرأ إن شئت قول ال عز وجل ‪ ):‬يوالذيين آيمهنوا يويعمهلوا ال ل ي‬
‫ذفييها يخالذهدوين( )سأورةا البقرةا‪ (82:‬فالجنة يأتى ذكرها بعد العمل الصالح‪.‬‬
‫‪ -2‬القصد فى العمال وعدما التقان والتشديد على النفس فإنه أدعى للمداومة وأضمن لها وكلما‬
‫رأى فى نفسه خفة ورغبة إلى الخير زاد ما لم يثقل عليها ‪ ،‬وكما قيل ‪ ) :‬قليل دائام خير من كثير‬
‫منقطع (‪.‬‬
‫‪ -3‬سألوك طريق من يعينه على ذلك من أخوةا له فى ال يعينونه إذا تثاقل ويذكرونه إذا نسي أو‬
‫زوجة صالحة تعينه على الخير‪.‬‬
‫‪ -4‬تذيكر ما اقترف العبد من الثآم وأنه لبد من وجود ما يمحوه ال من الحسنات )إذلن المحسينا ذ‬
‫ت‬ ‫يي‬
‫ك ذذمكيرى ذلللذاكذذريين()سأورةا هود‪ :‬من الية ‪(114‬‬
‫ت يذلذ ي‬ ‫يهمذذهمبين ال ل‬
‫سيكيئا ذ‬
‫وعن أبى ذير رضى ال عنه قال ‪ :‬قال رسأول ال صلى ال عليه وسألم ‪ ) :‬اتق ال حيثما كنت وأتبع‬
‫السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن (‪ ] .‬أخرجه الترمذيِ ‪ ،‬وقال ‪ :‬حديث حسن [‪.‬‬
‫‪ -5‬أن البركة فى المداومة أسأأل ال عز وجل أن يجعلنا ممن يعملون صالح ا ويتقبل منهم ) يربلـينا‬
‫ب اللناذر( )سأورةا البقرةا‪ :‬من الية ‪(201‬‬ ‫ذ‬ ‫آتذينا ذفي اليدنمـيا حسنيةا وذفي املذخرذ‬
‫سنيةا يوقينا يعيذا ي‬ ‫ح‬
‫ي‬
‫ي ي‬ ‫ةا‬ ‫ي يي ي‬
‫ول تكن فوضوي ا فى العبادةا كما هي حال بعض الناس ‪ ،‬وللسأف وليس المقصود كثرةا العمل إنما‬
‫المقصود أخلصه وأصوبه كما قال الفضيل بن عياض ‪ ،‬لما قرأ قوله تعالى ‪ ):‬تيـيبايريك الذذيِ بذييذدذه‬
‫سهن يعيملا يوههيو‬ ‫ذ‬ ‫ك يوههيو يعيلى هككل يشميسء قيذديرر * الذذيِ يخلييق الميممو ي‬
‫ت يوالميحييايةا ليميبـلهيوهكمم أييهكمم أيمح ي‬ ‫المهممل ه‬
‫الميعذزيهز المغيهفوهر ( )سأورةا الملك ‪( 2 – 1 :‬‬

‫) ‪( 27‬‬
‫‪ -6‬ينظر إلى أى الطاعات التى تقوى نفسه عليها ويجتهد فيها ‪ ،‬فربما أن ال عز وجل فتح عليه‬
‫فى كثرةا الصوما فليكثر من الصوما ويستشعر أنه ل ‪ ،‬أو فتح ال عليه فى النفاق فى المال ‪،‬‬
‫فالسألما شامل لجميع الطبقات والنفسيات ‪ ،‬ويجمع ما اختلف عليه المزجة والذواق ‪ ،‬ول‬
‫الحمد والمنة‪.‬‬
‫‪ -7‬قراءةا سأيرةا الرسأول صلى ال عليه وسألم وصحابته والتابعين من بعدهم والصالحين ‪ ،‬فى‬
‫تضرعهم إلى ال عز وجل وخوفهم من خالقهم لكى تقوى نفسه ويتخذهم قدوةا له ‪ ،‬فأمرهم‬
‫عجيب وحالهم غريب ‪ ،‬فهم صدقوا ال ما عاهدوا ال عليه ‪ ،‬فمنهم من قضى نحبه ومنهم من‬
‫ينتظر وما بدلوا تبديل ‪ ،‬ويرى حاله والضعف الذى يعيشه فى جنب ال ويقارن بين الحالين‬
‫ليستنفر همته‪.‬‬
‫‪ -8‬التوكل على ال عز وجل حق التوكل وعبادته عن علم وصدق واسأتشعار أسأماء ال الحسنى‬
‫وصفاته العليا ‪ ،‬والتفكر فى قدرته وفى عقابه وفى رحمته ‪ ،‬فهذا سأبب من أسأباب التضرع إلى‬
‫ال عز وجل‪.‬‬
‫‪ -9‬الزهد فى هذه الدنيا الفانية ومحبة ال ولقائاه‪.‬‬

‫) ‪( 28‬‬
‫** رسأائال عاجلة‬
‫لبعض فئات المجتمع‬
‫* رسأالة إلى الب الكريم ‪:‬‬
‫أيها الب الكريم ‪ ..‬أل تحب أن يرزقك ال ذرية صالحة طيبة تحمل اسأمك واسأم آبائاك على خير‬
‫محمل ول تذكر أنت ولهم إل بخير يطيعونك فى الصغر ويبرونك فى الكبر ويتقربون إلى ال‬
‫بحبك والجلوس معك والسأتئناس بك يرفعون أيديهم تضرعا إلى خالقهم ‪ :‬رب اغفر لي ولوالديِ ‪،‬‬
‫ويكثرون الدعاء لك فى أفضل أوقات الجابة وألسنتهم تلهج بالدعاء لك والثناء عليك ويتكدرون‬
‫إذا رأوك مهموما فيحزنون لحزنك ويفرحون لفرحك يطلبون رضاك لعلمهم أن ارتباط رضى ال‬
‫برضاك ‪ ،‬كما قال النبى صلى ال عليه وسألم‪.‬‬
‫فيا أيها الب الفاضل ‪ :‬تضرع إلى ال أن يرزقك ذرية صالحة طيبة ‪ ،‬كما قال زكريا عليه السلما ‪:‬‬
‫ك يسأذميهع اليديعاذء()سأورةا آل عمران‪ :‬من الية ‪(38‬‬ ‫ب ذلي ذممن ليهدنم ي‬
‫ك ذهكريلةا طييكبيةا إذنل ي‬ ‫ب يه م‬
‫)ير ك‬
‫* رسأالة إلى عاق ‪:‬‬
‫يا من عق أمه وأباه ونسى المعروف الذى أسأديِ إليه وجحد فضل والديه ‪ ،‬فكم من والد لم يسمع‬
‫كلمة طيبة من أولده ‪ ،‬أو لم يرى فعلا جميلا لهم ‪ ،‬نكس رأسأه عند القريب والبعيد ‪ ،‬وسأاءت‬
‫سأمعته بسبب أولده ‪ ،‬تردت حالته الصحية ‪ ،‬لما يرى من العجائاب والهوال منهم‪.‬‬
‫ألم تسمع أخي الكريم ‪ :‬أن ابن ا ضرب أباه والعياذ بال ‪ ،‬وأن ابن ا ترك أمه تعيش فى بيت لوحدها ‪،‬‬
‫وهى تترجاه ‪ ،‬وتبكى وتقول اجعلوني خادمة عندكم ‪ ،‬المهم أن أجلس معكم ‪ ،‬فما كان رد هذا‬
‫البن إل أن أخرجا لها خمسمائاة ر وقال خذى هذا مصرف وسأوف أزورك فى كل شهر ‪ ،‬فأنا‬
‫مشغول ‪ ،‬ثآم يخرجا من عندها ‪ ،‬وتمر الشهور ‪ ،‬ولم ير أمه ثآم يشم الجيران رائاحة كريهة فى بيت‬
‫الما فلما نظروا فى البيت وجدوا الما المسكينة قد فارقت الحياةا منذ مدةا ‪ ...‬ألم يقشعر جسمك‬
‫لهذه القصة ؟!‪.‬‬
‫أيها البن العاق ‪ ...‬تضرع إلى خالقك أن يرزقك التوبة الصادقة وارجع إلى مولك قبل أن تجازى‬
‫على فعلك فى الدنيا والخرةا وتندما ولت سأاعة ندما والجزاء من جنس " بروا آباءكم تبركم أبناؤكم "‬
‫‪.‬‬

‫) ‪( 29‬‬
‫*رسأالة إلى شاب أعزب ‪:‬‬
‫إلى من يريد العفاف ‪ ..‬أخى الشاب ‪ ..‬أل تحب أن يرزقك ال زوجة صالحة تسرك بحضورك‬
‫وتحفظك فى غيابك ؟ أل تحب أن تعيش حياةا طيبة ل نكد فيها ول كدر؟ قال النبى صلى ال‬
‫عليه وسألم ‪ ) :‬الدنيا متاع وخير المتاع المرأةا الصالحة (‪ ] .‬متفق عليه [‪.‬‬
‫تذكرك بالمعروف إذا نسيت وتنهاك عن المنكر إذا فعلت حالك وحالها‪ .‬كما قال تعالى ‪:‬‬
‫ض يأممروين ذبالممعرو ذ‬
‫ف يوييـ منـيهموين يعذن المهممنيكذر ()سأورةا‬ ‫ذ‬ ‫)يوالمهممؤذمهنوين يوالمهممؤذمينا ه‬
‫ي مه‬ ‫ضههمم أيموليياءه بيـمع س ي ه ه‬
‫ت بيـمع ه‬
‫التوبة‪ :‬من الية ‪(71‬‬
‫ألم تعلم أنه يوجد من يفتقد الزوجة الصالحة ‪ ،‬ويعيش فى بيت كلما ولج فيه بادرت إليه الهموما‬
‫وانساقت إليه المشاكل جميعا كل ذلك من فقد الزوجة الصالحة أظنك بل أعتقد أنك ل تحب أن‬
‫تكون كذلك ‪ ،‬فالمرأةا الصالحة هى شريكة الحياةا ومربية الجيال‪.‬‬

‫الما مدرسأة إذا أعددتها‬


‫أعددت شعبا طيب العراق‬

‫فهى نصف المجتمع والشطر الخر المكمل للرجل بل شك ول ريب أنك تحب المرأةا الصالحة‬
‫التى توقظك لصلةا الليل ‪ ،‬تحب المرأةا التى تدين ال بحبك والعمل لجل سأعادتك إذا فتضرع إلى‬
‫ب ليينا ذممن أيمزيواذجينا‬
‫ال عز وجل واظفر بذات الدين تربت يداك ‪ ،‬ول تنسى أن تقول ‪) :‬يربلـينا يه م‬
‫يوذهكرلياتذينا قهـلريةا أيمعيهسن يوامجيعملينا لذملهمتلذقيين إذيماما ()سأورةا الفرقان‪ :‬من الية ‪(74‬‬

‫* رسأالة إلى شاب حائار ‪:‬‬


‫أخي الكريم ‪ ..‬هل جربت طريق الهداية ‪ ،‬أو فكرت به ؟ سأؤال أحب أن تطرحه على نفسك‪.‬‬
‫أخي ‪ ..‬إن السالك لطريق الغواية يعيش فى ضيق من حياته ‪ ،‬كما قال تعالى ‪) :‬يويممن أيمعير ي‬
‫ض يعمن‬
‫شهرهه ييـمويما المذقييايمذة أيمعيمى( )سأورةا طـه‪(124:‬‬
‫ضمنك ا يونيمح ه‬ ‫ذذمكذريِ فيذإلن ليهه يمذعي ي‬
‫شةا ي‬
‫كل السأباب جربها لهيفرح نفسه ‪ ،‬ولكنه لم يجد اللذةا الحقيقية ‪ ،‬حياةا تائاهة متعبة المعاصي ليس‬
‫ك يقايل إذنلهكمم يماكذهثوين(‬ ‫ك ذلييـمق ذ‬
‫ض يع يمليـينا يربي ي‬ ‫لها نهاية ألم تسمع تضرع أهل النار لربهم )يوينايدموا ييا يمالذ ه‬
‫)سأورةا الزخرف‪ (77:‬ونعوذ بال من جهنم‪.‬‬

‫) ‪( 30‬‬
‫أخي الشاب ‪ ...‬اغتنم شبابك ‪ ،‬تضرع إلى ال عز وجل بأن يهديك بقلب خالص صادق ‪ ،‬فإذا‬
‫فعلت ذلك فإنه أكرما الكرمين ‪ ،‬وأجود الجودين ‪ ،‬ول نتمنى على ال الماني‪.‬‬
‫نعم أخى الشاب ‪ :‬أتظن أن الهداية تأتى إليك فى بيتك أو أنك تستيقظ من النوما فإذا علمات‬
‫الهداية ظهرت عليك ‪ ،‬إنما الهداية تريد عملا ‪ ،‬تريد أن تدعو ال بقلب خالص صادق‪.‬‬
‫فالمعصية هى معصية الرب ‪ ..‬شقاء فى الدنيا وعذاب فى الخرةا ‪ ،‬حياةا زائافة ‪ ،‬حياةا براقة يعجب‬
‫بها من يراها ‪ ،‬ويعلم حقيقتها من دخلها وجبربها ‪ ،‬حياةا إشكال ل حقيقة‪.‬‬
‫أخى الشاب ‪ ...‬أريد أن أطرح عليك سأؤال ‪ ،‬وكن مع نفسك صريح وأجب عليه بوضوح ‪ ..‬الذى‬
‫يصنع أى صناعة من جديد ‪ ،‬أو غيره ‪ ،‬ولنقول مثلا صنع سأيارةا لها مميزات خاصة بها وأجهزةا‬
‫معقدةا أل يكون هو أعلم الناس بها فهو صنعها لعمل معين وأخبر من حوله بأن السيارةا إذا‬
‫اسأتخدمت لشغل غير الذى صنعت له تتعطل ‪ ..‬أل نأخذ بقوله ونعمل به حتى نستخدما السيارةا‬
‫اسأتخدام ا صحيحاا‪.‬‬
‫فال عز وجل خالقك هو أعلم بك من نفسك ‪ ،‬حدد لك ‪ ،‬فنهاك عن أشياء وأباح لك أشياء فإن‬
‫خرجت عما امرك به وقعت فيما نهاك عنه ‪ ،‬وإن خرجت عن طبيعتك عشت حياةا غير طبيعية ‪،‬‬
‫حياةا تتلطم فيها أمواجا ‪ ،‬ربما أغرقتك فى يوما من الياما‪.‬‬

‫* رسأالة إلى صاحب مال ‪:‬‬


‫أخي المسلم ‪ ..‬تضرع إلى ال عز وجل أن يرزقك المال الحلل ويغنيك عن الحراما ويغنيك بفضله‬
‫عما سأواه وتضرع إلى ال أل يجعلك أسأيرا لمالك مملوكا وابتهل إلى ال بأن يجعلك من المنفقين‬
‫فى السراء والضبراء فى الليل والنهار سأرا وعلنية من أصحاب إطعاما الطعاما ‪ ،‬لتدخل الجنة بسلما‪.‬‬
‫أخي المسلم‪ ..‬تذكر كم إنسان يموت جوعا ‪ ،‬وكم من أخأ لك مسلم فى مشارق الرض ومغاربها‬
‫ل يجد مأوى له ‪ ،‬ول شئ يلتحف به ‪ ،‬فالرض تقله والسماء تظله ‪ ،‬وتذكر أن هناك أطفال‬
‫يتضاغون من الجوع والب ينظر إليهم بحسرةا وحرقة ‪ ،‬ولكن ل جدوى ‪ ،‬وتذكر من يموت من‬
‫الشبع والتخمة ‪ ،‬أتظن أن صاحب المال ل يسأل عن هؤلء يوما القيامة ؟! بلى وربي ‪ ..‬بلي تضرع‬
‫إلى ال عز وجل ألب يطغيك مالك ويلهيك عن ذكر ال عز وجل )ذريجارل ل تهـملذهيذهمم تذيجايرةار يول بيـميرع‬
‫صلذةا وذإييتاذء اللزيكاذةا ييخاهفوين يـوم ا تيـتيـيق ل ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ب يوامليبم ي‬
‫صاهر(‪.‬‬ ‫ب فيه المهقهلو ه‬
‫ه‬ ‫يم‬ ‫ي‬ ‫يعمن ذمكذر ال له يوإذيقاذما ال ل ي‬
‫)سأورةا النور‪(37:‬‬

‫) ‪( 31‬‬
‫وأحذر أخي المسلم أن يكون مالك عدوا لك فى آخرتك‪.‬‬
‫قال تعالى ‪) :‬ييا أييـيها الذذيين آيمهنوا ل تهـملذههكمم أيمميوالههكمم يول أيمولهدهكمم يعمن ذذمكذر ال لذه يويممن ييـمفيعمل يذلذ ي‬
‫ك‬
‫خاذسأهروين( )سأورةا المنافقون‪(9:‬‬ ‫فيهأوليئذ ي‬
‫ك هههم الم ي‬
‫أخي المسلم ‪ ..‬واعلم أن المال يدخل صاحبه النار إذا أسأاء التصرف به ‪ ،‬ويدخل صاحبه الجنة‬
‫إذا أحسن التصرف به ‪ ..‬فهذا المال قد أطغى قارون وأدخله ال به النار‪.‬‬
‫وإذا أخلص صاحب المال وابتغى به وجه ال عز وجل كان له خيرا فى الدنيا والخرةا ‪ ،‬فاقرأ ما‬
‫ورد فى فضل إنفاق المال من القرآن والسنة‪.‬‬
‫واعلم أن هذا المال ما هو إل عارية عندك ‪ ،‬فالمال مال ال ‪ ،‬وما أنت إل مؤتمن عليه سأوف تسأل‬
‫عنه يوما القيامة ‪ ،‬كما أخبر بذلك النبي صلى ال عليه وسألم ‪ ) :‬ل تزول قدما عبد يوما القيامة حتى‬
‫يسأل عن أربع ‪ :‬عن شبابه فيما أبله ‪ ،‬وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ‪.".... ،‬‬

‫* رسأالة إلى مريض ‪:‬‬


‫أخي المريض ‪ ..‬شفاك ال قبل كل شيء ‪ ..‬اعلم بارك ال فيك أن هذا المرض مكتوب عليك‬
‫ومقدر عليك ‪ ،‬فل تجزع من هذا المرض ول تكون من الذين يؤمنون بالقضاء والقدر ‪ ،‬وتذكر أحد‬
‫السلف الذيِ يقول ‪ :‬وال أني إذا أصبت بمصيبة أحمد ال عز وجل على تلك المصيبة‪.‬‬
‫هكذا كانوا يعيشون حياةا ل كاملة خالصة‪..‬‬

‫أخي المريض ‪ ..‬أنت ل تعلم الغيب ؟! فربما أن مرضك هذا خير لك فى دنياك وأخراك ‪ ،‬إما‬
‫لتكفير السيئات وأنت مأجور عليه ‪ ،‬كما ثآبت فى الحديث الصحيح ‪ " :‬حتى الشوكة يشاكها " ‪.‬‬
‫فمتى اسأتشعرت واحتسبت ذلك فأنت مأجور عند ال عز وجل‪ .‬وقد حدثآني أحد الخوةا أن جدته‬
‫من أمه أصيبت بمرض ألزمها الفراش سأنين طويلة ‪ ،‬يقول ‪ :‬كلما دخلت عليها لزورها أسأمع منها‬
‫التسبيح والتهليل والشكر ل على هذه البلوى ‪ ،‬وتعدد نعم ال عليها‪.‬‬
‫يقول صاحبى ‪ :‬فأنظر إليها متعجب ا من هذا الحتساب والتأدب مع ال عز وجل‪.‬‬
‫أخى المريض ‪ ..‬كثيرا من المرضى يتوكلون على علجا الطبيب وينسون أن الطبيب ما هو إل مخلوق‬
‫من خلق ال إن شاء ال وفقه للعلجا وإن شاء لم يوفقه للعلجا ‪ ،‬فلماذا يا أخوتى ل نتوكل على ال‬
‫فمن الناس من يذهب إلى الطبيب ولسان حاله يقول ‪ :‬الطبيب عنده الدواء‪ .‬ونسى هداه ال أن‬
‫الذهاب إلى الطبيب وسأيلة وسأبب ‪ ،‬وليست غاية ‪ ،‬وليعتقد المريض أن الشفاء بيد ال وأن ال قد‬

‫) ‪( 32‬‬
‫يوفق الطبيب للعلجا ‪ ،‬وقد ل يوفقه ‪ ،‬وهذا حقيقة مدخل فى العقيدةا ‪ ،‬فعلينا أن ننتبه لذلك وننبه‬
‫إخواننا‪.‬‬
‫أخي المريض‪ ..‬هل جربت السأتشفاء بالقرآن ‪ ،‬قد تقول ‪ :‬القرآن هو كلما ال نقرأه فى الصلةا‬
‫ونتعبد ال فيه ‪ .‬أقول ‪ :‬ليس هذا أردت ‪ ،‬إنما أن تستشفي بالقرآن ‪ ،‬أيِ تداويِ نفسك بكتاب ال‬
‫فهو شفاء كما قال تعالى ‪) :‬يونهـنيـكزهل ذمين المهقمرآذن يما ههيو ذشيفاءر يويرمحيمةر لذملهممؤذمذنيين()سأورةا السأراء‪ :‬من‬
‫الية ‪ (82‬فلماذا ل تجرب ذلك ؟ ولماذا ل تعود إخوانك وأولدك على الرقى الشرعية الصحيحة؟‬
‫يقول ابن القيم ‪ " :‬وإنه ليمر بي فى بعض الوقات أمراض تخور قوايِ لها ‪ ،‬ثآم أرقي نفسي بالرقى‬
‫الشرعية فأجد نشاطا وعافية "‪ .‬فل نكون أزهد الناس بكتاب ال‪.‬‬
‫ذ‬
‫ب إذلن قيـمومي اتليخهذوا يهيذا المهقمرآين يممه ه‬
‫جورا ( )سأورةا الفرقان‪(30:‬‬ ‫قال تعالى ‪) :‬يويقايل اللرهسأوهل ييا ير ك‬
‫وذكر ابن القيم عنده هذه الية أنواع هجر القرآن وذكر منها ‪ :‬هجر السأتشفاء به‪.‬‬
‫ومن الناس من يشتكي إلى الناس ول يشتكي إلى ربه ول يفزع إليه ‪ ،‬ول ينزل حوائاجه عند ربه فإذا‬
‫حصل الذى عليه والمصيبة ل يرجع إلى نفسه ويلومها‪.‬‬
‫ألما قويِ اليمان فإن ال منحه السكينة فى قلبه والرضا واليقين ‪ ،‬ولعلنا نأخذ بعض المور التى قد‬
‫تكون ظاهرةا لنا فى ابتلء المريض بمرضه ‪:‬‬
‫‪ -1‬ليعلم العبد أنه ابتلء من ال عز وجل ‪ ،‬وكهل يبتلى على قدر دينه ‪ ،‬النبياء ‪ ،‬فالمثل والمثل‪.‬‬
‫‪ -2‬ليتضرع العبد إليه وليسمع ال صوت عبده ويبث إليه حزنه وشكواه‪.‬‬
‫‪ -3‬ليتعظ الناس ويخافون من ال عز وجل‪.‬‬
‫‪ -4‬ليرى العبد فضل ال عليه إذا رأى غيره من المرضى‪.‬‬
‫‪ -5‬تعظيم الجر والمثوبة للمريض حتى يلقى ال وما عليه خطيئة‪.‬‬
‫‪ -6‬ليعلم الخلق صفة من صفات الخالق أنه هيمرض ويشفي ‪ ،‬كما قال إبراهيم عليه السلما ‪) :‬يوإذيذا‬
‫شذفيذن( )سأورةا الشعراء‪(80:‬‬
‫ت فيـههيو يي م‬ ‫يمذر م‬
‫ض ه‬
‫فدل على قوةا العقيدةا الراسأخة فى القلب وارتباطه بال‪.‬‬
‫وليعلم المريض أن ليس هناك كما يقال مرض ليس له دواء ‪ ،‬فهذا غير صحيح‪ .‬لقول النبي صلى‬
‫ال عليه وسألم ‪ " :‬ما أنزل ال داء إل أنزل دواء ‪ ،‬علمه من علمه ‪ ،‬وجهله من جهله ")‪.(1‬‬

‫‪ ( )1‬هناك كتاب لشيخنا عبدا الجعيثن كتاب " تحفة المريإض " يإحسن الرجوع إليه‪.‬‬
‫) ‪( 33‬‬
‫* رسأالة إلى عقيم ‪:‬‬
‫أخي وفقك ال ‪ ..‬ل شك أنك تريد أن يهبك ال ذرية صالحة ‪ ،‬وكم أعيش معك الهم وبوديِ أن‬
‫أبديِ لك رأي ا أسأأل ال عز وجل أن يكون سأديدا ‪ ،‬وقبل أن أطرح الرأيِ عليك أعلم أنك ذهبت‬
‫إلى المستشفى وبحثت عن العلجا مرارا وتكرارا ‪ ،‬فقطعت المسافات الطويلة ‪ ،‬للبحث عن العلجا‬
‫‪ ،‬وكم من مرةا حزنت لكلمة سأمعتها من قريب أو بعيد ‪ ،‬حينما يتكلمون معك عن الموضوع دونما‬
‫إحساس أو شعور منهم ‪ ،‬وقد تكون أنت حساسأا وتؤل كلمة ل تحتمل التأويل ‪ ،‬وذلك من شدةا ما‬
‫تجد فى نفسك ‪ ،‬وربما فى يوما من الياما كادت حياتك الزوجية أن تنتهي بسبب هذا الشيء ‪،‬‬
‫وربما إذا رأيت طفلا صغيرا معه حلوى أو طفلة صغيرةا تركض خلف أبيها وتناديه " بابا بابا " ] مع‬
‫التحفظ على اللفظ [ ‪ ،‬وتنقطع أنياط قلبك ‪ ،‬وربما خرجت دمعة من عينك مثل رأس الذبابة‪.‬‬
‫أخي حفظك ال ‪ ..‬اعلم وفقك ال أن هذا مكتوب ‪ ،‬وأنك ل تدريِ أين تكون الخيرةا ‪ ،‬فالخيرةا‬
‫مخفية ‪ ،‬فربما لو رزقك ال ذرية لكانوا عاقين‪ .‬وهذه من المور التي ل تعلمها فهو حكيم عليم‪.‬‬
‫سى أيمن تيمكيرههوا يشميئا يوههيو ي م‬
‫خيـرر ليهكمم ()سأورةا البقرةا‪ :‬من الية ‪(216‬‬ ‫قال تعالى ‪) :‬يويع ي‬
‫حدثآني أحد الخوةا أن امرأةا لم تنجب لفترةا طويلة ‪ ،‬فقالت ‪ :‬اللهم ارزقني ولدا حتى لو كان‬
‫يضربني‪ .‬فرزقها ال ولدا ‪ ،‬فلما كبر ضربها ‪ ،‬وأراها الويل والعقوق والعياذ بال‪.‬‬
‫ألما رأيي لك فهو أن تتضرع إلى ال عز وجل ‪ ،‬فهل جربت بارك ال فيك في منتصف الليل عندما‬
‫تناما العيون وتهدأ الحركة ‪ ،‬أن تقوما من فراشك وتحسن الوضوء وتصلى ركعات ل خاشعا ل تحدث‬
‫فيها نفسك وتشكو حالك وتبث همك إلى مولك إلى يمن إذا أراد أن يقول للشيء كن فيكون‪.‬‬
‫فاسأأل بما تريد بعد أن تثني عليه بالصلةا والسلما على نبينا محمد ‪ ،‬ثآم تدعوه وتستمر فى دعائاك‬
‫حتى ينزل ال الفرجا ‪ ،‬وكم سأمعنا أن شخص ا رزقه ال ذرية بعد سأنين طويلة من زواجه ‪ ،‬فالمر بيد‬
‫ال والفرجا قريب‪ .‬فهل جربت ذلك؟‬

‫* رسأالة إلى مسلم جريح ‪:‬‬


‫إن المسلم ليحزن حينما يرى ويسمع عن واقع المة السألمية الجريحة ‪ ،‬وهوانها على الناس ‪،‬‬
‫ويبكي حينما يرى تخاذل المسلمين عن نصرةا إخوانهم ‪ ،‬ولكن ل فى ذلك حكمة ‪ ،‬وأتصور أيها‬
‫الخوةا بل أعتقد أن العلجا لواقع المة السألمية ليس بالبكاء والحزن ‪ ،‬وإنما بالعمل والدعاء ‪،‬‬
‫فسهاما الليل مدفع قويِ ‪ ،‬ننسى فى كثير من الحيان أن نرمى به ويجسد واقع المة قول الشاعر ‪:‬‬

‫) ‪( 34‬‬
‫حين ولت عن هداها‬ ‫أمتي هانت وذلت‬
‫حين حادت عن علها‬ ‫حين يا قوما اسأتكانت‬
‫وتمادات فى هواها‬ ‫وارتضت كل خسيس‬
‫يقول ابن القيم ‪:‬‬
‫إن ابتلء المؤمنين بغلبة عدوهم لهم ‪ ،‬وقهرهم ‪ ،‬وكسرهم لهم أحيانا فيه حكمة عظيمة ‪ ،‬ل يعلمها‬
‫على التفصيل إل ال عز وجل‪.‬‬
‫فمنها ‪ :‬اسأتخراجا عبوديتهم وذلهم ل ‪ ،‬وانكسارهم له ‪ ،‬وافتقارهم إليه ‪ ،‬وسأؤاله نصرهم على‬
‫أعدائاهم ‪ ،‬ولو كانوا دائام ا منصورين قاهرين غالبين لبطروا وأشروا‪.‬‬
‫ولو كانوا دائام ا مقهورين مغلوبين منصورا عليهم عدوهم لما قامت للدين قائامة ‪ ،‬ول كانت للحق‬
‫دولة‪.‬‬
‫فاقتضت حكمة أحكم الحاكمين أن صبرفهم بين غلبهم تارةا ‪ ،‬وكونهم مغلوبين تارةا ‪ ،‬فإذا غلبوا‬
‫تضرعوا إلى ربهم ‪ ،‬وأنابوا إليه ‪ ،‬وخضعوا له ‪ ،‬وانكسروا له ‪ ،‬وتابوا إليه ‪ ،‬وإذا غلبوا أقاموا دينه‬
‫وشعائاره ‪ ،‬وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ‪ ،‬وجاهدوا عدوه ‪ ،‬ونصروا أولياءه ‪ ،‬ومنها ‪ :‬أنهم لو‬
‫كانوا دائاما منصورين ‪ ،‬غالبين ‪ ،‬فاهرين ‪ ،‬لدخل معهم من ليس قصده الدين ‪ ،‬ومتابعة الرسأول ‪،‬‬
‫فإنه إنما ينضاف إلى من له الغلبة والعزةا ‪ ،‬ولو كانوا مقهورين مغلوبين دائاما لما يدخل معهم أحد‪.‬‬
‫فاقتضت الحكمة اللهية أن كانت لهم الدولة تارةا ‪ ،‬وعليهم تارةا ‪ ،‬فيتميز بذلك بين من يريد ال‬
‫ورسأوله ‪ ،‬ومن ليس له مراد إل الدنيا والجاه‪ .‬ومنها ‪ :‬أنه سأبحانه يحب من عباده تكميل عبوديتهم‬
‫على السراء والضراء ‪ ،‬وفي حال العافية والبلء ‪ ،‬وفى حال ادالتهم والدلة عليهم‪.‬‬
‫فلله سأبحانه على العباد فى كلتا الحالتين عبودية بمقتضى تلك الحال ‪ ،‬ل تحصل إل بها ‪ ،‬ول‬
‫يستقيم القلب بدونها ‪ ،‬كما ل يستقيم البدان إل بالحر والبرد ‪ ،‬والجوع والعطش ‪ ،‬والتعب ‪،‬‬
‫والنصب ‪ ،‬وأضدادها ‪.‬‬
‫فتلك المحن والبليا شرط في حصول الكمال النساني والسأتقامة المطلوبة منه ‪ ،‬ووجود الملزوما‬
‫بدون لزمة ممتنع‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن امتحانهم بإدالة عدوهم عليهم يمحصهم ‪ ،‬ويخلصهم ويهذبهم ‪ ،‬كما قال تعالى فى‬
‫حكمة إدالة الكفار على المؤمنين يوما أحد ‪:‬‬

‫) ‪( 35‬‬
‫ذذ ذ‬ ‫ذ‬
‫ح‬
‫س الميقمويما قيـمر ر‬‫ح فيـيقمد يم ل‬ ‫سمسهكمم قيـمر ر‬ ‫)يول تيذههنوا يول تيمحيزهنوا يوأينمـتههم امليمعليموين إمن هكمنتهمم هممؤمنيين * إمن ييمم ي‬
‫س يوذلييـمعلييم ال لهه الذذيين آيمهنوا يوييـتلذخيذ ذممنهكمم هشيهيداءي يوال لهه ل يهذح ي‬
‫ب‬ ‫ك امليلياهما نهيداذولهيها بيـميين اللنا ذ‬‫ذمثمـلههه يوتذمل ي‬
‫ص ال لهه الذذيين آيمهنوا يوييمميحيق الميكافذذريين * أيمما يحذسمبتهمم أيمن تيمدهخهلوا الميجنلةي يوليلما‬ ‫ذ‬ ‫ذذ‬
‫اللظالميين * يوليهيمكح ي‬
‫صابذذرين * ولييقمد هكمنتم تيمنلـوين الممو ي ذ‬ ‫ذ‬ ‫لذ‬
‫ت ممن قيـمبذل أيمن تيـمليقموهه‬ ‫هم ي م يم‬ ‫ييـمعليذم ال لهه ا ذيين يجايههدوا ممنهكمم يوييـمعلييم ال ل ي ي‬
‫ت أيمو قهتذيل‬ ‫ت ذممن قيـمبلذذه اليرهسأهل أيفيذإمن يما ي‬‫فيـيقمد يريأيمـتههموهه يوأينمـتهمم تيـمنظههروين *يويما هميحلمرد إذلل يرهسأورل قيمد يخلي م‬
‫شاكذذريين(‬ ‫ب يعيلى يعذقبيـميذه فيـليمن يي ه‬ ‫ذ‬
‫ضلر ال لهي يشميئا يويسأييمجذزيِ ال لهه ال ل‬ ‫انمـيقليمبتهمم يعيلى أيمعيقابذهكمم يويممن ييـ منـيقل م‬
‫)سأورةا آل عمران ‪(144 : 139‬‬
‫شرهم‬‫فذكر سأبحانه أنواعا من الحكم التي لجلها هأديل عليهم الكفار ‪ ،‬بعد أن ثآبتهم وقواهم وب ب‬
‫بأنهم العلون بما أعطوا من اليمان ‪ ،‬وسألهم بأنهم وإن مسهم القرح فى طاعته وطاعة رسأوله ‪،‬‬
‫فقد مس أعداءهم القرح فى عداوةا رسأوله‪ .‬ثآم أخبرهم أنه سأبحانه بحكمته يجعل الياما دولا بين‬
‫الناس فيصيب كلا منهم نصيبه منها ‪ ،‬كالرزاق والجال‪ .‬ثآم أخبرهم أنه فعل ذلك ليعلم المؤمنين‬
‫منهم وهو سأبحانه بكل شيء عليم قبل كونه وبعد كونه ‪ ،‬ولكنه أراد أن يعلمهم موجودين‬
‫مشاهدين يعلم إيمانهم واقع ا ‪ ،‬ثآم أخبر أنه يحب أن يتخذ منهم شهداء ‪ ،‬فإن الشهادةا درجة عالية‬
‫عنده ‪ ،‬ومنـزلة رفيعة ل هتنال إل بالقتل فى سأبيله ‪ ،‬فلول إدالة العدو لم تحصل درجة الشهادةا التي‬
‫هي من أحب الشياء إليه ‪ ،‬وأنفعها للعبد‪.‬‬
‫ثآم أخبر سأبحانه أنه يريد تمحيص المؤمنين ‪ ،‬أيِ ‪ :‬تخليصهم من ذنوبهم بالتوبة والرجوع إليه‬
‫واسأتغفاره من الذنوب التي أديل بها عليهم العدو ‪ ،‬وأنه مع ذلك يريد أن يمحق الكافرين ببغيهم‬
‫وطغيانهم وعدوانهم إذا انتصروا ‪ ،‬ثآم أنكر عليهم حسبانهم وظنهم دخول الجنة بغير جهاد ول صبر‬
‫‪ ،‬وأن حكمته تأبى ذلك ‪ ،‬فل يدخلونها إل بالجهاد والصبر ‪ ،‬ولو كانوا دائاما منصورين غالبين لما‬
‫جاهدهم أحد ‪ ،‬ولما ابتلوا بما يصبرون عليه من أذى أعدائاهم‪.‬‬
‫فهذا بعض ذحيكمه فى نصرةا عدوهم عليهم ‪ ،‬وإدالته فى بعض الحيان‪.‬‬

‫) ‪( 36‬‬
‫الخاتمة‬
‫ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرةا أعين واجعلنا للمتقين إمام ا ‪ ،‬اللهم يا حبي يا قيوما يا ذا الجلل‬
‫والكراما إنا نسألك أن ل تدع لنا فى مقامنا هذا ذنبا إل غفرته ‪ ،‬ول هما إل فرجته ‪ ،‬ول ذنبا إل‬
‫غفرته ‪ ،‬ول والدا إل رحمته ‪ ،‬ول والدا إل أصلحته ‪ ،‬ول مجاهدا إل نصرته ‪ ،‬ول ظالما إل خذلته‬
‫ول مريضا إل شفيته ‪ ،‬ول عقيما إل رزقته ذرية صالحة ‪ ،‬ول شابا إل هديته وأصلحته ‪ ،‬ول دينا إل‬
‫قضيته ‪ ،‬ول حاجة من حوائاج الدنيا هى لك رضا ولنا فيها صلح إل أعنتنا على قضائاها ويسرتها لنا‬
‫برحمتك يا أرحم الراحمين‪.‬‬
‫وصلى ال وسألم على نبينا محمد‪.‬‬

‫) ‪( 37‬‬

You might also like