You are on page 1of 126

‫هدية الطالبة‬

‫فى القواعد الفقهية‬


‫للمدراسة العالية قدسية‬

‫الكتاب‪11‬االول‬
‫‪8‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله الّذى تنز ّه عن الأشباه والنظائر وتقدّس فى جلاله أن تدركه الأبصار وتحيط به‬

‫الأفكار أحمده أن أسّ س ديننا على قواعد اليقين وأظهره على ملل سائر المعاندين والمخالفين‬

‫والصلاة والسلام على سي ّدنا محم ّد المختار القائل‪ :‬من يرد الله به خيرا يفقهّه الله في الد ّين وعلى آله‬

‫الأطهار وأصحابه الأخيار الهادين وتابيعهم بإحسان الى يوم الد ّين‪.‬‬

‫أمّا بعد‪ :‬فهذا كتاب أختصره من الأشباه والن ّظائر للامام جلال الدين عبد الر ّحمن بن ابى بكر‬

‫ي الشافعىّ المتوفىّ سنة ‪ ٩١١‬رحمه الله تعالى سم ّيته هداية الطّلبة فى القواعد الفقهي ّة للمدرسة‬
‫السّيوط ّ‬

‫العالية قدسي ّة‪ .‬والله أسأل النفع به لى ولمن قرأه فى الد ّارين آمين‪.‬‬

‫‪11‬ب" األ ّول‬


‫الكــــتا‬
‫‪8‬‬
‫ن جميع مسائل الفقه يرجع اليها‪ .‬قال التّاج السّبكىّ‬
‫فى القواعد الخمس ال ّتى ذكره ها الأصحاب أ ّ‬

‫فى قواعده ‪ :‬القاعدة الأمر الكلّيّ الّذى ينطبق عليه جزئي ّات كثيرة يفهم أحكامها منها‪.‬‬

‫ختص بباب كقولنا ‪ :‬اليقين لا يزال بالشّكّ‬


‫منها مالاي ّ‬

‫ى‬
‫ل كفّارة سببها معصي ّة فهي على الفور‪ .‬والغالب فيه سم ّ‬
‫ختص بباب كقولنا ‪ :‬ك ّ‬
‫ومنهاماي ّ‬

‫ضابطا‪.‬‬

‫الفقه هو الأحكام الش ّرعية العملي ّة المكتسبة من أصل مفصّ ل أي من أدلّـتها الت ّفصيلي ّة‪.‬‬
‫ن جميع مسائل الفقه يرجع إلى القواعد الخمس أوالى أربع بردّ القاضى حسين‬
‫ذكر الأصحاب أ ّ‬

‫عز الد ّين ابن عبد السّلام إلى جلب المصالح ودرء المفاسد بل قال‬
‫والخامسة زادها بعضهم وقال ّ‬
‫تاج الد ّين السّبكيّ إلى جلب المصالح‪ .‬وقال الت ّاج والتحقيق عندى أن ّه إن أريد الر ّجوع إلى خمس‬

‫قواعد بتكل ّف وتعسّف أو قول جمليّ فذاك‪ .‬وإن أريد الر ّجوع بوضوح فشأنها يرجو على العشرين‬

‫أو الخمسين بل على المائتين‪.‬‬

‫والقواعد الخمس هي‪ -١ .‬الأمور بمقاصدها ‪ -٢-‬واليقين لا يزال بالشّكّ ‪ -٣-‬والمشقّة تجلب‬

‫الت ّيسير ‪ -٤-‬الض ّرر يزال ‪ -٥-‬والعادة محكّمة‪.‬‬

‫القاعدة األ ّولى‬

‫الأمور بمقاصدها‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫الأصل فيها قوله صلّى الله عليه وسل ّم إنّما الأعمال بالن ّيّات وهذا حديث مشهور أخرجه الأئم ّة‬

‫السن ّة اي البخاري ومسلم وابو داود والت ّرمذي والن ّسائي وابن ماجه وغيرهم وهو ابن حبّان من‬

‫حديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه‪ .‬واخرجه ابن الأشعث من حديث عليّ بن ابي طالب‪.‬‬

‫والد ّارقطني ّ وابو نعيم من حديث ابى سعيد الخدريّ ‪ .‬وابن عساكر من حديث أنس كل ّهم بلفظ‬

‫واحد وعند البيهقيّ من حديث أنس لا عمل لمن لا ني ّة له‪ .‬ومن حديثه أيضا ني ّة المؤمن من خير‬

‫من عمله وفي الصّ حيح من حديث سعد بن أبى وق ّاص إن ّك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا ّ‬

‫أجرت فيها حت ّى ما تجعل فى امرأتك أو كما قال إنّما الأعمال بالنيّات‪(-‬إنّما) هي للحصر تفيد إثبات‬

‫الحكم المذكور‪ .‬وتنفى ما سواه‪( .‬الأعمال) اى عمل الجوارح (إنّما الأعمال) اى إنّما صح ّتها‪ .‬وعند‬
‫عرفها‬
‫الحففي ّة‪ .‬إنّما كمالها (الن ّي ّات) جمع ني ّة هي لغة القصد وشرعا قصد الش ّىء مقترنا بفعله‪ .‬كما ّ‬
‫الماوردىّ ‪ .‬واعترضه الشيخ إبراهيم الكرديّ بأن ّه غير جامع لعدم شموله لني ّة الصّ وم والن ّي ّة المجر ّدة عن‬

‫العمل‪ .‬والت ّعريف الجامع قول البيضاوى فان ّه حصّ صها بالإرادة المتوجّهة نحو الفعل لابتغاء رضا‬

‫الله تعالى وامتـثال حكمه‪.‬‬

‫ن‬
‫وقال الشافعي وأحمد بن حنبل وابن المهديّ وابن المدين ّي وأبو داود والد ّارقطنيّ وغيرهم‪ .‬إ ّ‬

‫ن كسب العبد يقع بقلبه ولسانه‬


‫هذا الحديث ثلث العلم‪ -‬ووجّه البيهقيّ كونه ثلث العلم بأ ّ‬

‫وجوارحه فالن ّي ّة إحدى أقسامها الثلاثة أرجحها لأنّها قد تكون عبادة مستقلة وغيرها محتاج إليها‬

‫وعن ثم ّ ورد ني ّة المؤمن خير من عمله _ وقال ابن عبيدة ليس فى أخبار الن ّبي صلّى الله عليه وسل ّم‬

‫ل على أن ّه أراد بكونه ثلث العلم أن ّه‬


‫شئ أجمع وأغنى وأكثر فائدة منه – وكلام أحمد بن حنبل يد ّ‬
‫‪11‬‬
‫الأحكام عنده فإن ّه قال ‪ :‬أصول الإسلام على ثلاثة‬
‫‪8‬‬ ‫أحد القواعد الثلاث ال ّتى يردّ إليها جميع‬

‫أحاديث ‪ :‬حديث إنّما الأعمال بالن ّي ّات – وحديث من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ‬

‫– وحديث الحلال بيّن و الحرام بيّن – و قيل ربع العلم – قال ابو داود ومدار السّن ّة على أربعة‬

‫أحاديث ‪ :‬حديث انّما الأعمال – وحديث من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه – وحديث‬

‫ن الله طي ّب لا يقبل إلا طي ّبا – وذكر أيضا بدل الأخير حديث لا يكون‬
‫الحلال بيّن ‪ .‬وحديث إ ّ‬

‫المؤمن مؤمنا حت ّى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه – وذكر الد ّارقطنى بدل الأخير حديث وازهد فى‬

‫ن مدار الأحادث على أربعة ‪ :‬حديث إنّما‬


‫الدنيا يحب ّك الله‪ .‬وقال ابن مهديّ و ابن المدين ّي ‪ :‬إ ّ‬

‫ل دم امرئ مسلم إلّا بإحدى ثلاث ‪ .‬وحديث بني الإسلام على خمس‬
‫الأعمال – وحديث لايح ّ‬

‫وحديث البيّـنة على المدّعي و اليمين على من أنكر وقال ابن مهديّ أيضا ‪ :‬حديث النّـي ّة يدخل فى‬
‫ثلاثين بابا من العلم – وقال الشّافعيّ يدخل فى سبعين بابا – قال السّيوطي والأبواب هي الوضوء‬

‫والغسل ومسح الخفّين فى مسألة الجرموقا(‪ )1‬والتيمّم وإزالة الن ّجاسة على رأي وغسل المي ّت على‬

‫رأي والأواني في مسألة الضّ ب ّة بقصد الز ّينة أو غيرها والصّ لاة بأنواعها والقصر والجمع والإمامة‬

‫والإقتداء وسجود الت ّلاوة والشّكر وخطبة الجمعة على أحد الوجهين والأذان على رأي وأداء الز ّكاة‬

‫واس تعمال الحليّ(‪ )2‬وك نزه والت ّج ارة والقني ة والخلط ة على رأي وبي ع الم ال الز ّك ويّ والص دقة‬

‫الت ّطو ّع والصّ وم والاعتكاة والحجّ والعمرة وكذلك الطّواف والت ّحل ّل للمحصر وغيرها‪.‬‬

‫ن للن ّي ّة سبعة مباحث يجمعها قول الشّاعر‪:‬‬


‫إعلم أ ّ‬

‫حقيقة حكم مح ّل وزمن ۞ كيفيّة شرط ومقصود حسن‬

‫فأمّا حقيقتها فقد سبق ذكرها ‪ -‬وأمّا حكمها فإمّا فرض أو سن ّة ـ وأمّا كيفي ّتها فتختلف‬
‫‪11‬‬
‫العبادات من العادات كالوضوء والغسل إمّا لت ّنظيف‬
‫‪8‬‬ ‫باختلاف الأبواب‪ -‬وامّا مقصودها فتمييز‬

‫والت ّبر ّد والعبادة والإمساك عن المفطرات قد يكون للحمية والت ّداوى ولعدم الحاجة اليها وقد يكون‬

‫للعبادة ‪ -‬والجلوس فى المسجد قد يكون للإستراحة والعبادة – ودفع المال للغير قد يكون هبة‬

‫وصلة او لغرض دنيويّ وقد يكون قربة كالز ّكاة والصّ دقة والكفّارة وغيرها – وشرعت أيضا لتمييز‬

‫ل منها فرضا ونذرا‬


‫رتب العبادات بعضها من بعض كالوضوء والصّ لاة والصّ وم وغيرها قد يكون ك ّ‬

‫وسن ّة والت ّيمّم قد يكون عن الحدث أو عن الجنابة وصورته واحدة فشرعت لتمييز رتب العبادات‬

‫بعضها من بعض ومن ثم ّ ترت ّب على ذلك أمور‪ :‬أحدها عدم اشتراط الن ّي ّة فى عبادة لا تكون عادة‬

‫إذ لا تلتبس بغيرها كالإيمان والمعرفة والخوف والر ّجاء ونّي ّة وقراءة القرآن والأذكار‪ -‬نعم تجب‬
‫خف ظاهره صوف أو قطن و ابطنه جدل‬ ‫‪ 11‬اجلرموق ‪ّ :‬‬
‫‪22‬‬
‫ثدي بض ّم احلاء وكرسها‬
‫احلىل ‪ :‬مجع حيل كثدي ّ‬
‫ّ‬
‫فى القرائة إذا كانت منذورة لتمييز الفرض من غيره ‪ -‬وكذا لا تشترط الن ّي ّة فى الأمور المتعل ّقة‬

‫بترك شئ منهيّ كترك الزّنا وشرب الخمر لكونه لم يوجد وان لم تكن ني ّة‪ .‬نعم يحتاج اليها فى‬

‫حصول الث ّواب المترتب على الترك ‪ -‬وفى اشتراط الن ّي ّة فى إزالة الن ّجاسة خلاف و الأصح ّ فيها عدم‬

‫ن القصد منها الت ّنظيف كذالك غسل المي ّت والخروج من الصّ لاة وغيرها‪.‬‬
‫الإشتراط لأ ّ‬

‫ل امرئ ما‬
‫– وثانيها‪ :‬إشتراط الت ّعيين فيما إلتبس دون غيره ‪ -‬لقوله صلّى الله عليه وسل ّم وإنّما لك ّ‬

‫ن أصل الن ّي ّة فهم من أوّل الحديث وهو إنّما الأعمال‬


‫نوى فهذا ظاهر فى اشتراط الت ّعيين لأ ّ‬

‫بالن ّيّات‪ .‬وذلك كالصّ لاة فيشترط الت ّعيين فى فرائضها كالظّهر او العصر و فى الن ّوافل غير المطلقة‬

‫كالر ّواتب فيعي ّنها بإضافتها الى الظّهر مثلا‪ .‬وكونها ال ّتى قبلها أو بعدها ‪ .‬والعيدين فيعي ّنهما بالفطر و‬

‫الن ّحر وكذالك الت ّراويح والضّ حى والوتر والكسوف ولإستسقاء وركعتا الإحرام والطّواف ‪ -‬وأمّا‬
‫‪11‬‬
‫كتحي ّة المسجد و سن ّة الغفلة بين المغرب والعشاء‬
‫ما لا يلتبس بغيره فلا يشترط فيه الت ّعيين ‪8‬‬

‫ل‬
‫والصّ لاة فى بيته إذا اراد الخروج لسفر والمسافر إذا نزل منزلا وأراد مفارقته ‪" -‬ضابط" ك ّ‬

‫موضع إفتقر إلى ني ّة الفرضي ّة إفتقر إلى تعيينها إلا ّ الت ّيمّم للفرض فى الأصح ّ فإن ّه لايشترط فيه ني ّة‬

‫فرض الت ّيمّم بل لا يصحّ إن أطلق ما لم يرد بالفرض كونه بدلا عن الوضوء وإنما ينوى‬

‫إلاستباحة‪.‬‬

‫قاعدة الاول ما لايشترط الت ّعر ّض له جملة وتفصيلا إذا عي ّنه و أخطأ لم يضرّ كتعيين مكان‬

‫الصّ لاة وزمانها وكما إذا عيّن إلامام من يصلّى خلفه أو صلّى فى الغيم ونوى الأداء أو القضاء فبان‬

‫خلافه أو صام بني ّة الإثنين فبان خلافه فلا يضرّ ذاك‪.‬‬


‫قاعدة الثانى ما يشترط فيه الت ّعيين فالخطأ فيه مبطل كالخطأ من الصّ وم إلى الصّ لاة وعكسه‬

‫ومن الصّ لاة الظّهر إلى العصر وعكسه‪.‬‬

‫قاعدة الثالث ما يجب التعر ّض له جملة ولا يشترط تعيينه تفصيلا إذا عي ّنه وأخطأ ضرّ ‪ -‬وفيها‬

‫فروع‪.‬‬

‫منها ‪-‬ء‪ -‬إذا نوى الإقتداء بزيد ولم يشر إليه فبان عمرا لم يصحّ أي بطل العمل بجملته ‪ -‬وقال‬

‫السّبكيّ إذا أخطأ ينبغي صح ّة الصّ لاة ثم ّ إن تابع بطلت وإلا ّ فلا‪.‬‬

‫‪ -‬ب‪ -‬إذا نوى ال ّصلاة على زيد ولم يشر اليه فبان عمرا أو نوى الصّ لاة على رجل ولم يشر اليه‬

‫فبان امرأة لم تصحّ –ومنها‬


‫‪11‬‬
‫لأن ّه لا يشترط تعيين عدد الر ّكعات ‪ -‬ونظير هذه‬
‫‪ -‬ج‪ -‬إذا نوى الظّهر خمسا أو ثلاثا لم يصحّ ‪8‬‬
‫المسألة من صلّى على موتى لا يجب تعيين عددهم و لا معرفته فلو اعتقدهم عشرة فبانوا أكثر منها‬

‫ل منها فالأظهر الصح ّة – ومنها‬


‫أعاد الصّ لاة على الجميع أوبانوا أق ّ‬

‫ومنها ‪ -‬د ‪ -‬نوى قضاء ظهر يوم الإثنين وعليه ظهر يوم الث ّلاثاء لم يجزئه – ومنها‬

‫‪ -‬ه‪ -‬نوى ليلة يوم الإثنين صوم يوم الثلاثاء أو فى سنة أربع صوم رمضان سنة ثلاث لم يصحّ‬

‫بالاخلاف – ومنها‬

‫‪ -‬و‪ -‬عليه قضاء اليوم الأوّل من رمضان فنوى قضاء اليوم الثانى لم يجزئه على الأصح ّ – ومنها‬

‫‪ -‬ز‪ -‬إذا عيّن زكاة ماله الغائب فبان كونه تالفا لم يجزئه عن الحضر –ومنها‬
‫‪-‬ح‪ -‬نوى كفّارة ظهار و عليه كفّارة قتل لم يجزئه – منها‬

‫‪-‬ط‪ -‬نوى دينا وبان أن ّه ليس عليه لم يقع عن غيره ذكره السّبكى‪.‬‬

‫وخرج عن ذلك صور ‪ .‬منها‬

‫‪-‬الاول لو نوى رفع حدث الن ّوم مثلا وكان حدثه غيره أو رفع جنابة الجماع وجنابته باحتلام‬

‫او عكسه أو رفع حدث الحيض وحدثها جنابة أو عكسه حطأ لم يضرّ‪ .‬وصح ّ الوضوء والغسل فى‬

‫ن الن ّي ّة فى الوضوء والغسل ليست للقربة بل للت ّمييز بخلاف تعيين الإمام والمي ّت مثلا‪.‬‬
‫الأصح ّ لأ ّ‬

‫ن الأحداث وإن تعدّدت أسببها فالمقصود منها واحد وهو المنع من الصّ لاة ولا أثر لأسبابها‬
‫ولأ ّ‬

‫من نوم وغيره – ومنها‬


‫‪11‬‬
‫فان ّه يصحّ ‪ -‬وأمّا عكسه وهو أن ينوي الجنب رفع‬
‫‪-‬الثانى ما لو نوى المحدث رفع الأكبر غالطا ‪8‬‬
‫ن فرضه فى‬
‫الأصغر غلطا فالأصح ّ أن ّه يرتفع عن الوجه واليدين والرجلين فقط دون الرأس لأ ّ‬

‫الأصغر المسح فيكون هو المنويّ دون الغسل والمسح لا يغنى عن الغسل – ومنها‬

‫‪-‬الثالث فاذا قلنا باشتراط الن ّي ّة الخروج من الصّ لاة لا يشترط تعيين بل يسّجد للس ّهو وسل ّم ثانيا‬

‫أو عمدا بطلت صلاته‪ .‬وإن قلنا بعدم وجوبها لم يضرّ مطلقا‪.‬‬

‫"تنبيه" وأمّا الخطأ فى الاعتقاد دون الت ّعيين فإن ّه لا يضرّ كأن ينوي الإقتداء بالحاضر مع‬

‫اعتقاده أن ّه زيد وهو عمر فإن ّه يصحّ قطعا‪.‬‬


‫‪ -‬وثالثها‪ :‬إشتراط الت ّعر ّض للفرضي ّة بأن نوى فرضا ففى وجوبها فى الوضوء والغسل‬

‫ن الغسل قد‬
‫والصّ لاة والز ّكاة والصّ وم والخطبة وجهان الأصح ّ إشتراطها فى الغسل دون الوضوء لأ ّ‬

‫ن قد يكون تجديدا فلا‬


‫يكون عادة والوضوء لا يكون إلا ّ عبادة وقيل يشترط أيضا فى الوضوء لأ ّ‬

‫ن الظّهر مثلا يقع نفلا كالمعادة وصلاة الصّ بي‬


‫يكون فرضا ‪ -‬وهو قويّ فى الصّ لاة دون الصّ وم لأ ّ‬

‫ورمضان لا يكون من البالغ إلا ّ فرضا فلم يحتج الى التقييد به ‪ -‬وأمّا الز ّكاة فالأصح ّ الاشتراط فيها‬

‫ن الصّ دقة قد تكون فرضا وقد تكون نفلا فلا‬


‫إن أتى بلفظ الصّ دقة وعدمه إن أتى بلفظ الز ّكاة لأ ّ‬

‫يكفى مجر ّدها والز ّكاة لا تكون إلا ّ فرضا فلا حاجة إلى الت ّقييد به‪ .‬وأمّا الحجّ والعمرة فلا يشترط‬

‫فيهما بلاخلاف لأن ّه لو نوى الن ّفل إنصرف إلى الفرض – ويشترط فى الكفارات بلا خلاف‪.‬‬

‫ن العبادات فى التعر ّض للفرضي ّة‬


‫ن العتق أو الصّ وم أو الإطعام يكون فرضا ونفلا والحاصل أ ّ‬
‫لأ ّ‬
‫‪11‬‬
‫على أربعة أقسام‪ .‬ما يشترط فيه بالاخلاف وهو الكفّارات‪-‬‬
‫‪8‬‬

‫وما لا يشترط فيه بلاخلاف وهو الج ّ واعمرة والجماعة‪ -‬وما يشترط فيه على الأصح ّ وهو الغسل‬

‫والصّ لاة والز ّكاة بلفظ الصّ دقةوما لا يشترط فيه على الأصح ّ وهو الوضوء والصّ وم والز ّكاة بلفظها‬

‫والخطبة‪.‬‬

‫ورابعها إشتراط الت ّعر ّض للأداء والقضاء وهو فى الصّ لاة‬

‫أوجه أربعة‪:‬‬

‫لنص الشّافعيّ على‬


‫لا يشترط فيها وهو الأصح ّ ّ‬ ‫‪)1‬‬

‫صح ّة صلاة مجتهد فى يوم الغيم إذا نوى الأداء فبانت بعض الوقت‪.‬‬
‫ن رتبة الاداءتخالف رتبة القضاء فلا بدّ للت ّعر ّض للت ّمييز‪.‬‬
‫يشترط فيها لأ ّ‬ ‫‪)2‬‬

‫ن الأداء يتمي ّز بالوقت بخلاف القضاء‪.‬‬


‫تشترط ني ّة القضاء دون الأداء لأ ّ‬ ‫‪)3‬‬

‫إن كان عليه فائتة أشترط فالمؤدّة الني ّة الأداء وإلّا فلا‪ -‬وأمّا الجمعة فلا يحتج فيها الى ني ّة‬ ‫‪)4‬‬

‫الأداء إذ لا يلتبس قضاء‪ -‬وأمّا سائر الن ّوافل ال ّتى تقضى فهي كيفي ّة الصّ لوات فى جريان‬

‫ن وفقها محدود بالد ّفن‬


‫الخلاف‪-‬وأمّا بلاة الجنازة فالّذى يظهر أن ّه يتصو ّر فيها الأداء والقضاء لأ ّ‬

‫فإن صح ّ أنّها بعده قضاء فلا يبعد جريان الخلاف فى ني ّة الأداء والقضاء – وأما الصّ وم فالّذي‬

‫ن ني ّة القضاء لابدّ منها دون الأداء لتمييزه بالوقت وأمّا الحجّ والعمرة فلا شكّ‬
‫يظهر ترجيحه أ ّ‬

‫أنّهما لا يشترطان فيهما إذ لو نوى بالقضاء الأداء لم تضرّه وانصرف إلى الأداء – فلو كان عليه‬

‫قضاء أفسداه فى صباه أو رق ّه ثم ّ بلغ أو عتق فنوى قضاء إنصرف الى حج ّة إلا سلام وهي الأداء‬
‫‪11‬‬
‫فنص الشّافعيّ في كفّارة الظّهر على أنّها تصير قضاء إذا جامع قبل أدائها ولا‬
‫– وأمّا االكفّارة ّ‬
‫‪8‬‬
‫نشكّ فى عدم إلا شتراط فيها – وأمّا الز ّكاة فتصو ّر القضاء فيها في زكاة الفطرة والظّاهر عدم إلا‬

‫شتراط‪.‬‬

‫ن المقصود إختبار سرّ العبادة – قال ابن‬


‫وخامسها‪ -‬الإخصاص ومن ثم ّ لم تقبل الن ّيابة لأ ّ‬

‫القاص وغيره لا يجوز الت ّوكيل في الن ّي ّة إلا ّ فيما اقترنت بفعل كتفرقة الز ّكاة و ذبح الأضحية وصوم‬

‫عن الميّن وحج ّ – وقال بعض المتأخّرين‪ :‬الإخلاص أمر زائد على الن ّي ّة لا يحصل بدونها وقد‬

‫تحصل بدنه‪ .‬نظر الفقهاء قاصر على الن ّي ّة وأحكامهم إنّما تجرى عليها وأما الإخلاص فأمره إلى الله‬

‫ومن ثم ّ صح ّحوا عدم وجوب لإضافة الى الله في صحيح العبادات‪.‬‬


‫ثم ّ الت ّشريك فى ألن ّي ّة نظائر‪ .‬وضابطها أقسام‪ .‬الأوّل أن ينوي مع العبادة ما ليس بعبادة فقد‬

‫يبطلها‪ .‬قال السّيوطى يحضرنى منه صورة وهي ما إذا ذبح الأضحي ّة لله ولغيره فانضمام غيره يوجب‬

‫حرمة الذبيحة ‪ -‬وما ذكره مشكل إذ الت ّشريك لا يستلزم الحرمة إلّا أن يكون بقصد صنم مم ّا يحرم‬

‫الذ ّبح لأجله وأمّا الذ ّبح لنحو الضّ يوف فلا يحرم لكنّ السّيوطى لم يطلق قاعدة محكّمة بل قال قد‬

‫ل تكبيرة إفتتاح الصّ لاة فإن ّه يدخل‬


‫مرات ونوى بك ّ‬
‫يبطلها‪ .‬ويقرب من ذٰلك ما لو كب ّر للإحرام ّ‬
‫فى الصّ لاة بالأوتار ويخرج منها بالأشفاع‪ .‬وقد يبطلها وفيه صور منها لو نوى الوضوء أو الغسل‬

‫ن الت ّبر ّد حاصل قصده أم لا فلم يجعل قصده تشريكا وتركا للإخلاص ‪-‬‬
‫والتبر ّد والأصح ّ الصّ ح ّة لأ ّ‬

‫ل ولك دينار‬
‫ومنها ما لو نوى الصّ وم والحمية أو الت ّداوي ولأصح ّ الصّ ح ّة ‪ -‬ومنها من قال له إنسان ص ّ‬

‫فصلّى بهذه الن ّي ّة فتصحّ صلاته ولا يستحقّ الد ّينار‪ -‬ومنها‪ .‬إذا قرأ فى الصّ لاة آية وقصد بها القراءة‬
‫‪11‬‬
‫والإفهام فانّها لا تبطل‪ .‬هذا بالن ّسبة للإجزاء ‪ -‬وأمّا الث ّواب فلا يحصل فى مسألة التبر ّد والصّ لاة‬
‫‪8‬‬
‫والطّواف ‪ -‬ومن نظائر ذٰلك مسألة سفر الحجّ والت ّجارة فلا أجر له مطلقا أي من غير اعتبار‬

‫الباعث‪ .‬واختار الغز ٰلىّ إعتبار الباعث على العمل فإن كان القصد الد ّنيويّ هو الباعث لم يكن فيه‬

‫أجر وإن كان الد ّينيّ هو الأغلب كان له أجر بقدره فإن تساويا تساقطا لقوله تعالى ليس عليكم‬

‫جناح أن تبتغوا فضلا من الله‪.‬‬

‫والثّانى أن ينوى العبادة المفروضة عبادة أخرى مندوبة وفيه صور‪ .‬منها ما لا يقتضى البطلان‬

‫و تحصلان معا كما اذا نوى الفرض و الت ّحي ّة و غسل الجنابة و الجمعة و سلامة الخروج من‬

‫الصّ لاة و السلام على الحاضرين و نوى حج ّ الفرض و قرنه بعمرة الت ّطو ّع أو عكسه و صلاة‬

‫الفرض و تعليم الناس وصيام نذر أو كفّارة و صيام غيره‪ .‬ومنها ما يحصل الفرض فقط كما إذا‬
‫نوى حج ّة الفرض و الت ّطو ّع وقع فرضا لأن ّه لو نوى الت ّطو ّع إنصرف إلى الفرض‪ .‬و إذا نوى الفائتة‬

‫فى ليالى رمضان ونوى معها التراويح حصلت الفائتة‪ .‬ومنها ما يحصل النفل فقط كما إذا أخرج‬

‫خمسة دراهم ونوى بها الزكاة و صدقة الت ّطو ّع لم تقع زكاة ووقعت الت ّطو ّع بلا خلاف‪ .‬وكما إذا‬

‫عجز عن القراءة و انتقل الى الذ ّكر و الت ّعوذ ودعاء الإستفتاح قاصدا به السّن ّة و البدلي ّة لم يحسب‬

‫عن الفرض و كما إذا خطب بقصد الجمعة و الكسوف لم يصحّ للجمعة لأن ّه تشريك بين فرض و‬

‫ل كما إذا كب ّر المسبوق واللإمام راكع تكبيرة واحدة ونوى‬


‫نفل‪ .‬ومنها ما يقتضى البطلان فى الك ّ‬

‫بها الت ّحر ّم والهويّ للر ّكوع لم تنعقد الصّ لاة وكما إذا نوى بصلاته الفرض والر ّواتب لم تنعقد‪.‬‬

‫والثالث أن ينوي مع المفروضة فرضا آخر كما إذا نوى الحجّ و العمرة فيحصلان معا و كما‬

‫إذا نوى الغسل و الوضوء فيحصلان على الأصح ّ‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫و الرّابع أن ينوى مع الن ّفل نفلا آخر فلا يحصلان كسن ّة الضحى وقضاء سن ّة الفجر‪ .‬وقد‬

‫يحصلان كالغسل بني ّة الغسل للجمعة و العيد و كذا لو اجتمع عيد و كسوف مخطب خطبتين‬

‫لهما بقصدهما جميعا‪ .‬و ما لو نوى صوم يوم عرفة و الإثنين مثلا‪.‬‬

‫والخامس أن ينوى مع غير العبادة شيئا آخر غيرها و هما مختلفان فى الحكم كأن يقول لزوجته‬

‫أنت عليّ حرام و ينوى الطّلاق و الظّهار فلأصح ّ يخي ّر بينهما فما اختاره ثبت‪.‬‬

‫وأمّا وقتها فأوّل العبادت ونوها عند أئم ّتنا الشّافعية ففى الوضوء عند غسل الوجه و فى‬

‫الصّ لاة بالهمزة من الت ّحر ّم‪ .‬وخرج عن ذلك‪:‬‬


‫الصّ وم فيجوز تقديم ني ّة على أوّل الوقت لعسر مراقبته ثم سرى إلى أن وجب لخبر من لم‬ ‫‪)1‬‬

‫يبي ّت الصّ يام أى ني ّته قبل الفجر فلا صيام له رواه الد ّارقطنى فلو نوى مع الفجر لم يصحّ على‬

‫الأصح ّ وعلى وجه جواز تأخير ني ّة صوم الن ّفل عن أوّله‪.‬‬

‫و الز ّكاة فيجوز تقديم الن ّي ّة على الد ّفع للفقراء و فى وجه لا يجوز بل تجب حالة الد ّفع إلى‬ ‫‪)2‬‬

‫لأصناف أو الإمام‪.‬‬

‫و الكفّارة كالز ّكاة‪ .‬و الفرق بينهما و بين الصلاة أن ّه يجوز تقديمهما على وجوبهما فجاز‬ ‫‪)3‬‬

‫تقديم ني ّتهما بخلاف الصّ لاة و أنّهما تقبلان الن ّيابة بخلاف الصّ لاة‪.‬‬

‫ن ني ّته فى الصّ لاة الأولى فوقتها فى أوّل الأولى وفى وجه يجوز فى أثنائها و مع‬
‫والجمع فإ ّ‬ ‫‪)4‬‬

‫الت ّحل ّل منها وفى آخر يجوز بعد الت ّحل ّل قبل الإحرام بالث ّانية‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫ن وقتها مالم يفرغ من العمرة‪ .‬والث ّانى حلة الإحرام بها‪ .‬والثّالث بعد الت ّحل ّل‬
‫و الت ّمت ّع والأصح ّ أ ّ‬ ‫‪)5‬‬
‫‪8‬‬
‫منها مالم يشرع فى الحجّ ‪.‬‬

‫و الإضحي ّة فيجوز تقديم الن ّي ّة على الذ ّبح وعند الد ّفع إلى الوكيل على الأصح ّ‪.‬‬ ‫‪)6‬‬

‫ومن العبادات ما أوّله ذكر و ما له أوّل حقيقيّ و أوّل نسبي ّ والعبادت المركّ بة من الأفعال‪.‬‬

‫ل الل ّفظ وقيل يكفى بأوّله‪ .‬فمن ذلك الصّ لاة ومعنى اقترانها‬
‫فأمّا ما أوّله ذكر فيجب قرن الن ّي ّة بك ّ‬

‫ل حرف منه‪ .‬ومعنى الإكتفاء بأوّله أن ّه لا يجب‬


‫ل الت ّكبير أن ّه يوجد الن ّي ّة المعتبرة فى ك ّ‬
‫بك ّ‬

‫استصحابها إلى آخره بل تكفى المقارنة العرفي ّة بأن توجد الن ّي ّة كلها أو بعضها فى أوّله أو آخره‬

‫بحيث يع ّد مستحضرا للصّ لاة عند العوام وهو ما اختاره الإمام و الغزالىّ وغيرهما‪ .‬و نظير ذلك‬

‫ني ّة كناية الطّلاق‪.‬‬


‫يستحب أن يبتدئ بالن ّي ّة مع الت ّسمية‪ -‬ومن ذلك الإحرام فينبغى‬
‫ّ‬ ‫ومن ذلك الوضوء و الغسل و‬

‫أن يقال بمقارنة الن ّي ّة التّلبية ومن ذلك الطّواف وينبغى إقتران الن ّي ّة بقوله بسم الله والله أكبر ومن‬

‫ذلك الخطبة إن أوجبنا ني ّتها و الظّاهر وجوب اقترانها بقوله الحمد الله لأن ّه أوّل الأركان‪.‬‬

‫و أمّا ماله أوّل حقيقيّ و أوّل نسبيّ فيجب اقترانها بهما‪.‬‬

‫والحقيقيّ ما لا يتقدّمه غيره و الن ّسبيّ ما يتقدّمه غيره ومن ذلك الت ّيمّم فيجب إقتران الن ّي ّة‬

‫بالنقل لأن ّه أوّل المفعول من أركانه ويمسح الوجه لإن ّه أوّل الأركان المقصودة والن ّقل وسيلة إليه‪.‬‬

‫فالن ّقل أوّل حقيقيّ و مسح الوجه أوّل نسبيّ أي بالن ّسبة لأوّل اللأركان المقصودة‪ .‬ومن ذلك‬

‫الوضوء والغسل فيجب للصّ ح ّةاقتران ني ّتهما بأوّل مغسول من الوجه و البدن وهو أوّل نسبيّ ويجب‬

‫للث ّواب اقترانها بأوّل السّنن السّابقة ليثاب عليها‪11‬وهو أوّل حقيقيّ فلو لم يفعل لم يثب عليها فى‬
‫‪8‬‬
‫الأصح ّ‪.‬‬

‫وأمّا العبادات المركّ بة من الأفعال فيكتفى بالن ّي ّة فى أوّلها و لا يحتاج إليها فى كل فعل‬

‫إكتفاء بانسحابها عليها كالوضوء و الصّ لاة وكذا الحجّ فلا يحتاج إلي إفراد الطّواف والسّعي و‬

‫الوقوف بني ّة على الأصح ّ‪.‬‬

‫ثم ّ من العبادات المركّ بة من الأفعال ما يمنع فيه ذلك الإفراد كالصّ لاة فلا يجوز تفريق الن ّي ّة‬

‫على أركانها‪ -‬ومنها ما لا يمنع كالحجّ فيجوز ني ّة الطّواف والسعي و الوقوف بل هو الأكمل‪ .‬وفى‬

‫الوضوء وجهان أحدهما لا يجوز كالصّ لاة و الأصح ّ الجواز‪ .‬ولتفريق الن ّي ّة فيه صور‪.‬‬

‫ل عضو رفع حدثه‪ .‬كرفع حدث الوجه‪.‬‬


‫أن ينوى عند ك ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫أن ينوى رفع حدث المغسول دون غيره‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫أن ينوى رفع الحدث عند كل عضو‪ .‬كرفع الحدث الأصغر عند غسل الوجة و عند غسل‬

‫اليدين‪.‬‬

‫ومنها ما يشترط أن لا يقصد غيره كالوضوء و الصّ لاة و الطّواف والسّعي فلو عزبت ني ّته ثم ّ‬

‫نوى الت ّبر ّد لم يحسب المفعول حتىّ يجدّد الن ّي ّة أو هوي لسجود الت ّلاوة فجعله ركوعا أو ركع و‬

‫فزع من شيء فرفع رأسه أو سجد فشاكته شوكة فرفع رأسه لم يجزئ فعليه العود واستئناف‬

‫الر ّكوع و الر ّفع‪.‬‬

‫مر بعرفات فى طلب آبق‬


‫ومنها مالا يشترط كالوقوف فالأصح ّ أن ّه لا يضرّ صرفه إلى غيره فلو ّ‬
‫‪11‬‬ ‫ل ولا يدرى أنّها عرفات صح ّ وقوفه‪.‬‬
‫أو ض ّ‬
‫‪8‬‬
‫وأمّا محل ّها القلب ولا يشترط مع ني ّة القلب التّلفّظ فلا يكفى التّلفّظ بالل ّسان دونه ولذلك لو‬

‫اختلف الل ّسان و القلب فالعبرة مما فى القلب فلو نوى بقلبه ظهرا وبالسانه عصرا أو نوى بقلبه‬

‫الوضوء و بالسانه الت ّبر ّد صح ّ ما فى القلب‪ -‬أو سبق لسانه إلى لفظ اليمين بلا قصد أو قصيد الحلف‬

‫على شيء فسبق لسانه إلى غيره فلا تنعقد و لا يتعل ّق به كفّارة‪ -‬وهذا فى الحلف بالله فلو جرى‬

‫مثل ذلك فى الإيلاء و الطّلاق و العتاق لا يقبل فى الظّاهر لتعل ّق حقّ الغير به‪.‬‬

‫وفى الن ّية شروط منها –الاول الإسلام ومن ثم ّ لا تصحّ العبادات من الكافر‬

‫ومنها الثانى الت ّمييز فلا تصحّ عبادة صبيّ غير ممي ّز و مجنون‬
‫ومنها الثالث العلم بالمنويّ مطابقا للواقع فمن جهل فرضي ّة الوضوء أو الصّ لاة لم يصحّ منه فعله‬

‫ن بعض الصّ لاة فرض ولم يعلم الفرضي ّة ال ّتي شرع فيها‪ .‬وإن علم الفرضي ّة وجهل‬
‫وكذا لو علم أ ّ‬

‫ن فيهما فرضا و سن ّة ولم يميز صح ّ كما قاله‬


‫ل سن ّة لم يصحّ قطعا أو اعتقد أ ّ‬
‫الأركان فإن اعتقد الك ّ‬

‫ل فرضا فوجهان أصح ّهما الصّ ح ّة‬


‫ابن حجر خلافا للبغويّ أو الك ّ‬

‫ومنها الرابع أن لا يأتي بمناف ومنه الرّدّة فلو ارتدّ فى أثناء الصّ لاة أو الصّ وم أو الحجّ أو الت ّيمّم‬

‫ن أفعالهما غير مرتبطة ببعضها ولكن لا يحسب المغسول فى‬


‫بطل أو الوضوء أو الغسل لم يبطل لا ّ‬

‫زمن الر ّدة ولو ارتدّ بعد الفراغ من الوضوء أو الغسل فالأصح ّ لا يبطله و يبطل الت ّيمّم لضعفه ولو‬

‫وقع ذلك بعد الفراغ من الصّ لاة أو الصّ وم أو الحجّ أو أداء الز ّكاة لم تجب عليه الإعادة – ومن‬

‫المنافى ‪ :‬ني ّة القطع فمن نوى قطع الإيمان والعياذ بالله صار مرتدّا فى الحال – ومن نوى قطع‬
‫‪11‬‬
‫ن حكمها باق‬
‫سائر العبادت و فى الطّهارة وجه لأ ّ‬
‫الصّ لاة بعد الفراغ منها لم تبطل بالإجماع وكذا ‪8‬‬

‫بعد الفراغ‪ .‬ولو نوى قطع الصّ لاة فى أثنائها بطلت بالأخلاف‪ .‬ولو نوى قطع الطّهارة اثناءها لم‬

‫يبطل ما مضى فى الأصح ّ لكن يجب تجديد الن ّي ّة لما بقي‪ .‬ولو نوى قطع الصّ وم أوالإعتكاف لم‬

‫يبطل فى الأصح ّ‪ .‬ولو نوى الأكل أو الجماع فى الصّ وم لم يضرّ ولو نوى فعلا منافيا فى الصّ لاة‬

‫كالأكل والفعل الكثير لم تبطل قبل فعله ولو نوى الصّ وم من الل ّيل ثم ّ قطع الن ّي ّة قبل الفجر‬

‫ن الأكل‬
‫ن ترك الن ّي ّة ض ّد الن ّي ّة بخلاف ما لو أكل بعد الن ّي ّة فان ّه لا يبطلها لأ ّ‬
‫سقط حكمها لأ ّ‬

‫ليس بضدّها‪ .‬ولو نوى قطع الحجّ او العمرة لم يبطل بالأخلاف لأن ّه لا يخرج منها بالإفساد ‪ -‬ولو‬

‫نوى قطع الجماعة بطلت ثم ّ فى الصّ لاة قولان اذا لم يكن عذر أصح ّهما لا تبطل‪ .‬ولو نوى قطع‬

‫الفاتحة فإن كان مع سكوت يسير بطلت القراءة فى الأصح ّ وإلا ّ فلا – ولو نوى قطع السّفر و‬
‫ن السّير يكذّبها كما فى شرح المهذّب وإن كان نازلا إنقطع وكذا‬
‫الإقامة فإن كان سائرا لم يئث ّر لأ ّ‬

‫لو كان فى مغازة لا تصح للإقامة على الأظهر ولو نوى الإتمام فى أثناء الصّ لاة إمتنع عليه القصر‬

‫ولو نوى بمال الت ّجارة القنية انقطع حولها فلو نوى بمال القنية الت ّجارة لم يئث ّر فى الأصح ّ ولو نوى‬

‫بالحليّ المحر ّم إستعمالا مباحا بطل الحول ولو نوى بالمباح محر ّما أو كنزا إبتدأ حول الز ّكاة‪.‬‬

‫(فرع) ويقرب من ني ّة القطع ني ّة القلب – وفى نقل الصّ لاة الى أخرى أقسام ‪ -‬أحدها نقل‬

‫فرض الى فرض آخر فلا يحصل واحد منها – الثانى‪ .‬نقل راتب الى آخر كسن ّة الوتر الى سن ّة‬

‫الفجر فات يحصل واحد منهما – الثالث نقل نفل الى فرض فلا يحصل واحد منهما‪ .‬الرّابع نقل‬

‫فرض الى نفل فهذا نوعان نقل حكم كمن أحرم بالظّهر قبل الز ّوال جاهلا فيقع نفلا – ونقبل ني ّة‬

‫بأن ينوى قلبه نفلا عامدا فتبطل صلاته ولا ينقلب نفلا على الصّ حيح – فإن كان لعذر كأن‬
‫‪11‬‬
‫ركعتين ليدركها صح ّت نفلا فى الأصح ّ‪.‬‬
‫أحرم بفرض منفردا ثم ّ أقيمت جماعة فسل ّم من ‪8‬‬

‫ومن المنافى أيضا عدم القدرة على المنويّ إما عقلا إو شرعا أو عادة فمن الأوّل نوى بوضوئه‬

‫أن يصلّي صلاة و أن لا يصل ّيها لم يصحّ لتناقضه‪ .‬ومن الث ّاني نوى به الصّ لاة فى مكان نجس ومن‬

‫الثّالث نوى به صلاة العيد وهو فى أوّل السّنة أو الطّواف وهو بقدس مثلا‪.‬‬

‫ومن المنافى أيضا الت ّردّد وعدم الجزم – و فيه فروع‬

‫تردّد هل يقطع الصّ لاة أم لا أو عل ّق إبطالها على شئ بطلت وكذا فى الإيمان‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫تردّد هل نوى القصر أم لا وهل يتم ّ أو لا لم يقصر‪.‬‬ ‫‪.2‬‬


‫تيقّن الطّهارة وشكّ فى الحدث فاحتاط وتطهّر ثم ّ بان أن ّه محدث لم يصحّ لما تردّد و عليه‬ ‫‪.3‬‬

‫الإ عادة فى الأصح ّ بخلاف ما لو شكّ فى نجاسة فغسلها لأنّها لا تحتاج إلى ني ّة‪.‬‬

‫نوى ليلة الث ّلاثين من شعبان صوم غد عن رمضان إن كان منه لم يقع عنه بخلاف ما لو وقع‬

‫ذلك ليلة الث ّلاثين من رمضان لاستصحاب الأصل وغير ذلك‪.‬‬

‫مرة ويغتفر‬
‫ولكن هنا مستثنيات – منها إشتبه عليه ماء و ماء ورد لا يجتهد بل يتوضّأ بكل ّ‬
‫الت ّردّد فى الن ّي ّة للض ّرورة ومنها عليه صلاة من الخمس نسيها وصلّى ثم تذك ّرها ومنها عليه صوم‬

‫واجب لا يدرى هل من رمضان أو نذر أو كفّارة فنوى صوما واجبا أجزأه – ومنها شكّ فى‬

‫قصر إمامه فقال إن قصر قصرت و إلا ّ تممت فبان قاصرا قصر‪ -‬ومنها عليه فائتة وشكّ فى أدائها‬

‫أجزأه ومنها إختلط مسلمون بكفّار أو شهداء بغيرهم‬


‫فقال أصلّى عنها إن كانت و إلا ّ فنافلة فبانت ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫ل واحد منهم بني ّة الصّ لاة عليه أن كان مسلما أو غير شهيد – ومنها نوى زكاة ماله‬
‫صلّى على ك ّ‬

‫الغائب إن كان باقيا و الا ّ فعن الحاضرفبان باقيا أجزأه عن الغالب أو تالفا أجزأه عن الحاضر‪ -‬أو‬

‫قال إن كان سالما فعنه و الا ّ فتطو ّع فبان سالما أجزأه بالإت ّفاق – ومنها أحرم بصلاة الجمعة فى آخر‬

‫وقتها فقال إن كان الوقت باقيا فجمعة و الا ّ فظهر فبان بقاؤه وفى صح ّة الجمعة وجهان فى شرح‬

‫المهذّب بالأترجيح‪-‬‬

‫واختلفوا هل الن ّي ّة ركن أو شرط فالأكثرون أنّها ركن لأنّها داخل العبادات و ذلك شأن‬

‫الأركان و الش ّرط ما يتقدّم عليها ويجب إستمراره فيها – واختار القاضى أبو الطّي ّب و ابن الصّ باغ‬
‫أنّها شرط و إلا ّ لا فتقرت إلى ني ّة أخرى فوجب أن تكون شرطا وفصّ ل الغزالى أنّها فى الصّ لاة‬

‫شرط و فى الصّ وم ركن – وقال الشّيخان أنّها فى الصّ لاة ركن وفى الصّ وم شرط‪.‬‬

‫خاص – مثال الأوّل أن يقول والله‬


‫"قاعدة" الن ّي ّة فى اليمين تخصّ ص الل ّفظ العامّ و لا تعمّم ال ّ‬

‫لا أكلّم أحدا وينوى زيدا فلا يحنث إذا كلّم غير زيد – ومثال الث ّانى أن يقول ‪ :‬والله لا أشرب‬

‫ن اليمين تنعقد على الماء من عطش خاصّة ولا يحنث بطعامه وثيابه ولو نوى‬
‫ماء زيد من عطش فا ّ‬

‫أن لا ينتفع بشئ منه‪.‬‬

‫"قاعدة أخرى" مقاصد الل ّفظ على ني ّة الل ّافظ‪ .‬إلا ّ فى موضع واحد وهو اليمين عند القاضى‬

‫فإنّها على ني ّة القاضى دون الحالف‪ .‬كما إذا استحلف القاضى على المدّعى عليه أن ّه لا يأكل مال‬

‫القاضى هو تصرّف مال اليتيم‪.‬‬


‫اليتيم فحلف ونوى عين مال اليتيم والمقصود من ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫ل منها نظائر – منها – إذا أدخل الجنب يده فى الإناء بعد الن ّي ّة‬
‫وفى هذه القاعدة فروع ولك ّ‬

‫أو المحدث بعد غسل الوجه فإن نوى رفع الحدث صار مستعملا أو الإغتراف فلا أو أطلق‬

‫فوجهان أصح ّهما يصير مستعملا‪ -‬ومن نظائر هذا الن ّوع إذا عقّب الن ّي ّة بالمشيئة فإن نوى الت ّعليق‬

‫بطلت أو الت ّبر ّك فلا و إن أطلق فوجهان أصح ّهما تبطل – ومنها لو كان إسمها طالق أو حرّة فقال‬

‫يا طالق أو يا حرّة فإن قصد الطّلاق أو العتق حصلا أو الن ّداء فلا وإن أطلق فوجهان لكنّ‬

‫الأصح ّ هنا عدم الحصول – ومنها لو كر ّر لفظ الطّلاق بلا عطف فإن قصد الإستئناف وقع‬

‫الثلاث أو الت ّأكيد فواحدة أو أطلق فقولان الأصح ّ ثلاث – ومنها إذا نطق فى الصّ لاة بنظم‬

‫القرآن ولم يقصد سواه فواضح و إن قصد به الت ّفهيم فقط بطلت وإن قصدهما معا لم تبطل و إن‬
‫أطلق فوجهان الأصح ّ البطلان ومنها إذا تلفّظ الجنب بأذكر القرآن فإن قصد القراءة فقط حرم أو‬

‫الذ ّكر فقط فلا وإن قصدهما حرم أو أطلق حرم أيضا بالأخلاف و كذا حمل المصحف فى أمتعة‬

‫فإن ّه إن كان هو المقصود بالحمل حرم أو الأمتعة فقط أو هما فلا – ومنها غير ذلك‪.‬‬

‫ن جميع أفعالها‬
‫ن الأصل عدم إجزاء الفرض بني ّة الن ّفل كمن أتى بالصّ لاة معتقد أ ّ‬
‫"تنبيه" إعلم أ ّ‬

‫سن ّة‪ .‬أو عطس فقال الحمد الله وبنى عليه الفاتحة أو سل ّم بالأولى على ني ّة الث ّانية ثم ّ بان خلافه لم‬

‫تحسب ولا خلاف فى ذلك – توضّأ الشّاكّ إحتياطا ثم ّ تيقّن الحدث لم يجزئه فى الأصح ّ – ترك‬

‫لمعة ثم ّ جدّد الوضوء فانغسلت فيه لم يجزئه فى الأصح ّ – إغتسل بني ّة الجمعة لا تجزيه عن الجنابة فى‬

‫الأصح ّ ترك سجدة ثم ّ سجد سجدة الت ّلاوة لا تجزيه عن الفرض فى الأصح ّ‪.‬‬

‫الفرض بني ّة الن ّفل منها جلس للت ّشهّد الأخير وهو‬
‫وخرج عن ذلك الأصل صور فيتأدّى فيها‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫يظن ّه الأوّل ثم ّ تذكر ّ أجزأه ومنها نوى الحجّ أو العمرة أو الطّواف تطو ّعا وعليه الفرض إنصرف‬

‫إليه بلا خلاف ومنها تذكر فى القيام ترك سجدة وكان جلس بني ّة الإستراحة كفاه عن جلوس‬

‫الر ّكن فى الأصح ّ – ومنها أغفل لمعة و انغسلت بني ّة الت ّكرار فى الث ّانية و الثّالثة أجزأه فى الأصح ّ‬

‫ن الت ّجديد طهارة مستقل ّة لم ينو فيه رفع الحدث أصلا و‬


‫بخلاف ما لو انغسلت فى الت ّجديد لأ ّ‬

‫الث ّلات طهارة واحدة وقد تقدّمت فيه ني ّة الفرض و النفّل جميعا و مقتضى نب ّته أن لا يقع شئ‬

‫عن الن ّفل حت ّى يرتفع الحدث بالفرض‪.‬‬

‫"خاتمة" وأمّا كيفي ّة الن ّي ّة فتختلف باختلاف الأبواب ففى الوضوء قصد رفع الحرمة النّاشئة‬

‫من الحدث و فى الصّ لاة قصد أقوال و أفعال و فى الحجّ قصد الد ّخول فى شئ ومعنويّ يقتضى‬
‫تحريم أشياء كانت حلالا له قبله – وفى الصيام قصد إمساك مخصوص و فى الز ّكاة قصد إخراج‬

‫شئ مخصوص عنها‪ .‬والله إعلم‪.‬‬

‫القاعدة الثّانية‬

‫اليقين لا يزال باشك‬

‫ودليلها قوله صلّى الله عليه و سل ّم ‪ :‬إذ وجد أحدكم فى بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شئ‬

‫أم لا فلا يخرجنّ من المسجد حت ّى يسمع صوتا أو يجد ريحا رواه مسلم من حديث أبى هريرة و‬

‫أصله فى الصّ حيحين عن عبد الله بن زيد قال شكي الى الن ّبيّ صلّى الله عليه و سلم الر ّجل يخي ّل أن ّه‬

‫يسمع صوتا أو يجد ريحا و فى مسلم عن أبى سعيد‬


‫يجد الش ّئ فى الصّ لاة قال لا ينصرف حت ّى ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫الخدريّ قال ‪ :‬قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا شكّ أحدكم فى صلاته فلم يدركم صلّى‬

‫أثلاثا أم أربعا فليطرح الشّكّ وليبن على ما استيقن‪ .‬وروى الت ّرمذيّ عن عبد الر ّحمن بن عوف‬

‫قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسل ّم يقول ‪ :‬إذا سها أحدكم فى الصلاة فلم يدر واحدة صلّى‬

‫أم اثنتين فليبن على واحدة فان لم يتيقّن صلى اثنتين أم ثلاثا فليبن على اثنتين فإن لم يدر أثلاثا أم‬

‫أربعا فليبن على ثلاث و ليسجد سجدتين قبل أن يسل ّم ‪ .‬وتدخل هذه القاعدة فى جميع أبواب الفقه‬

‫و المسائل المتخر ّجة عليها تبلغ ثلاثة أرباع الفقه أو أكثر‪.‬‬

‫وتدخل فى هذه القاعدة قواعد‬


‫الأصل بقاء ماكان على ماكان – فمن تيقّن الطّهارة وشكّ فى الحدث فهو متطهّر – أو‬ ‫‪.1‬‬

‫تيقّن فى الحدث و شكّ فى الطّهارة فهو محدث و من فروع الشّكّ فى الحدث أن يشكّ هل نام‬

‫أو نعسر – أو ما رآه رؤيا أو حديث الن ّفس أو لمس محرما أو غيره أو رجلا أو امرأة أو شعرا أو‬

‫بشرا أو هل ممكّنا أو لا او زالت إحدى أليتيه أو هل كان قبل اليقظة أو بعدها ومن شكّ فى‬

‫خروج الوقت فى الجمعة ومن نوى ثم ّ شكّ هل طلع الفجر فى الصّ وم و من شكّ هل عزبت ني ّته‬

‫أم لا‪ .‬و من أكل آخر الل ّيل و شكّ فى طلوع الفجر صح ّ صومه – و من أكل آخر النّهار بلا‬

‫اجتهاد و شكّ فى الغروب بطل صومه‪.‬‬

‫الأصل براءة الذّمّة – فمن ذلك القول فول المدّعى عليه أو منكر الد ّين – منها – لو قال‬ ‫‪.2‬‬

‫الجانى هكذا أو صحت و قال المجن ّى عليه بل أوضحت موضحتين و أنا رفعت الحاجز بينهما صدق‬
‫‪11‬‬
‫ن الأصل براءة الذّمّة‬
‫الجانى لأ ّ‬
‫‪8‬‬
‫إذا شكّ هل فعل أو لم يفعل فالأصل أن ّه لم يفعل كما إذا شكّ هل ترك القنوت أم أتى به‬ ‫‪.3‬‬

‫ن الأصل عدم‬
‫ن الأصل عدم الإتيان به – أو شكّ فى ارتكاب فعل منهيّ فلا يسجد لأ ّ‬
‫فيسجد لأ ّ‬

‫فعله‪.‬‬

‫ودخل فيه قاعدة أخرى ‪ :‬من تيقن الفعل و شك فى القليل أو الكثسر حمل على القليل لأنه‬

‫المتيقن كما اذا شك هل صلى ثلاث أو أربعا‬

‫الأصل العدم – فاذا قال عامل القراض لم أربح فالقول قوله أو لم أربح إلا ّ كذا فالقول قوله‬ ‫‪.4‬‬

‫ن الأصل عدم النّهي‪ .‬ومنها‬


‫ن الأصل عدم الزّائد أو لم تنهنى عن شراء كذا فالقول قوله لأ ّ‬
‫لأ ّ‬

‫القول قول نافئ الوطء غالبا‪.‬‬


‫ل حادث أن يقدّر بأقرب زمن – رأى فى ثوبه منيا و لم يذكر إحتلاما لزمه‬
‫الأصل فى ك ّ‬ ‫‪.5‬‬

‫ل صلاة صل ّاها من آخر نومة نامها فيه و منها‬


‫الغسل على الصّ حيح – قال فى لأمّ تجب إعادة ك ّ‬

‫توضّأ من بئر أي ّاما و صلّى ثم ّ وجد فيها فأرة لم يلزمه قضاء إلّا ما تيقّن إن ّه صل ّاه بالنجاسة – ومنها‬

‫ن الظّاهر أن ّه مات بسب‬


‫ضرب بطن حامل فانفصل حي ّا و بقي زمانا بلا ألم ثم مات فلا ضمان لأ ّ‬

‫آخر – ومنها لو فتح قفصا عن طائر فطارحا لا ضمنه و إن وقف ثمّ طار فلا إحالة على اختيار‬

‫الطّائر‪.‬‬

‫ل الد ّليل على الت ّحريم لو شكّ فى كبر الضّ ب ّة فلأصل‬


‫الأصل فى الأشياء الإباحة حت ّى يد ّ‬ ‫‪.6‬‬

‫ن الأصل الإباحة‪.‬‬
‫ل أكلها لأ ّ‬
‫ن الز ّرافة ح ّ‬
‫الإباحة – قال السّبكيّ أ ّ‬

‫ل و حرمة غلبت الحرمة ولهذا امتنع‬


‫الأصل فى الأبضاع الت ّحريم – لو تقابل فى المرأة ح ّ‬ ‫‪.7‬‬
‫‪11‬‬
‫ن ليس اصلهنّ الإباحة حت ّى يتأي ّد‬
‫الأجتهاد فيما اذا اختلطت محرمة بنسوة قرية محصورة لأ ّ‬
‫‪8‬‬
‫الإجتهاد بالستصحابه – و إنّما جاز الن ّكاح فى صورة غير المحصورات رخصة من الله لئل ّا منس ّد‬

‫باب الن ّكاح عليه ولو اختلطت بمحصورات لم يجز الن ّكاح‪.‬‬

‫الأصل فى الكلام الحقيقة – إذ وقف على أولاده أو أوصى لهم لا يدخل في ذلك ولد‬ ‫‪.8‬‬

‫ن اسم الولد حقيقة فى ولد الصّ لب‪ .‬ولو حلف لا يبيع أو لا يشترى أو لا‬
‫الولد فى الأصح ّ لأ ّ‬

‫يضرب عبده فو كل فى ذلك لم يحنث حملا لل ّفظ على حقيقته وقد يشكل على هذا الأصل ما لو‬

‫حلف لا يصلّى فالأصح ّ أن ّه يحنث بالتحر ّم وفى وجد لا يحنث إلا ّ بالفراغ و فى وجه آخر لا يحنث‬

‫حت ّى يركع‪.‬‬

‫"فصل" إذ تعارض الأصل و الظّاهر ففيه تفصيل‪.‬‬


‫ما رجّ ح الأصل بلا خلاف وهو أن يعارض الأصل مجر ّد احتمال كمن شكّ أصلّى ثلاثا أم‬ ‫‪.1‬‬

‫أربعا‪.‬‬

‫رجح الظّاهر جزما وهو أن يستند الظّهاهر إلى سبب منصوب شرعا كالش ّهادة تعارض‬
‫ما ّ‬ ‫‪.2‬‬

‫الأصل و الر ّؤية و الهد فى الد ّعوء و إخبار الث ّقة بدخول الوقت أو بنجاسة الماء و إخبارها بالحيض‬

‫و إنقضاء الأقراء – أو إلى معروف عادة كالماء من الحمام لا طّ راد العادة بالبول فيه فيحكم بنجاسته‬

‫– أو يكون معه ما يعتضد به كمسألة بول الظّبي ّة إذا وجد الماء عقب بولها متغي ّرا فيحكم بنجاسته‪.‬‬

‫يرجح فيه الأصل على الأصح ّ ‪ .‬و ضابطه أن يستند الإحتمال إلى سبب ضعيف – ومن‬
‫ما ّ‬ ‫‪.3‬‬

‫أمثلته الحكم بطهارة ثياب الخما ّرين و الجز ّارين و الطّرق ال ّتى تغلب نجاستها و المقبرة المنبوشة ال ّتى لا‬

‫تستيقن بنجاستها و غير ذلك‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫يرجح الظّاهر على الأصح ّ وهو ما إذا كان سببا قوي ّا منفبطا‪ .‬وفيه فروع – منها‪ -‬من شكّ‬
‫ما ّ‬ ‫‪.4‬‬
‫‪8‬‬
‫ن الظّاهر إنقضاء‬
‫بعدالصّ لاة أو غيرها من العبادات فى ترك ركن غير الن ّي ّة فالمشهور أن ّه لا يؤث ّر لأ ّ‬

‫العبادة على الصّ ح ّة – و مثله ما لو قرأ الفاتحة و شكّ بعد الفراغ منها فى صرف أو كلمة فلا أثر له‬

‫– و منها – لو جاء من قدام الإمام و اقتدى و شكّ هل تقدّم فالأصح ّ الصّ ح ّة ومنها غير ذلك‪.‬‬

‫فصل – إذا تعارض الأصلان فتارة يجزم بأحدهما و تارة يجرى الخلاف‪ .‬فاذا كان فى‬

‫جهة أصل و فى جهة أصلان جزم لذى الأصلين و لم يجر الخلاف‪ .‬فمن فروع ذلك إذا ادّعى‬

‫ن الأصل عدم الوطء‬


‫العنين الوطء فى المدّة و هو سليم الذ ّكر و الأشيين فالقول قوله قطعا مع أ ّ‬

‫ن سليم ذلك لا يكون عنينا فى الغالب‪ .‬و منها لو قال‬


‫ن الأصل بقاء الن ّكاح و اعنضد بظاهره أ ّ‬
‫لأ ّ‬

‫ن الأصل بقاء ملكه و‬


‫البائع بعتك الشّجرة بعد الت ّأبير فالث ّمرة لى و عاكسه المشترى صدق البائع لأ ّ‬
‫الث ّمرة غير تابعة بعد الت ّأبير‪ .‬و الأصل الآخر الث ّمرة تابعة إذ ابيغ قبل الت ّأبير‪ .‬و منها اختلفا فى ولد‬

‫ن الأصل بقاء‬
‫المبيعة و قال البائع و ضعته قبل العقد و قال المشترى بل بعده فالقول قول البائع لأ ّ‬

‫ملكه و الولد غير تابع للمبيعة اذا و ضعته قبل العقد‪ .‬و الأصل الأخر الولد تابع للمبيعة اذا وضعته‬

‫بعد العقد‪ .‬ومم ّا يجرى الخلاف فى تعارض الأصلين ما لو وقعت فى الماء نجاسة وشككنا فى كثرته‬

‫ن الأصل الطّهارة وقد شككنا فى تنج ّسه و‬


‫فهل هو نجس أو طاهر و رجح ّ الن ّووي أن ّه طاهر لأ ّ‬

‫الأصل عدمه و لا يلزم من الن ّجاسة الت ّنجّ س – والث ّانى أن ّه نجس لتحقّق الن ّجاسة و الأصل عدم‬

‫ن الأصل‬
‫الكثرة‪ .‬و منها لو نوى و شكّ هل كانت ني ّته قبل قبل الفجر أو بعده لم يصحّ صومه لأ ّ‬

‫ن الأصل بقاء الل ّيل و منه لو‬


‫عدم الن ّي ّة قبل الفجر‪ .‬قال الن ّووي ويحتمل مجيء وجه أن ّه يصحّ لأ ّ‬

‫ن الأصل‬
‫أدرك الإمام و هو راكع و شكّ فى الإطمئنان معه فقولان أصح ّهما عدم الإدراك لأ ّ‬
‫‪11‬‬
‫الإدراك‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫"فصل" و لهم تعارض الظّاهرين كما إذ أقر ّت بالن ّكاح و صدقها المقرّله بالز ّوجي ّة فالجديد قبول‬

‫ن حالهما يعرف‬
‫ن كانا بلديّين لا يقبل لأ ّ‬
‫ن الظّاهر صدقهما فيما تصادقا عليه و القديم إ ّ‬
‫الإقرار لأ ّ‬

‫فيطالبان بالبي ّنة‪.‬‬

‫"فوائد" الفائدة الألى‪ :‬و قد يزال اليقين بالشّكّ و ذاك فى إحدى عشرة مسألة ‪:‬‬

‫خف فى انقضاء المدّة‪.‬‬


‫شكّ ماسح ال ّ‬ ‫‪.1‬‬

‫شكّ فى الحضر أم فى السّفر يحكم بالنقضاء المدّة فى المسألتين‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫إذا أحرم المسافر بني ّة القصر خلف من لا يدرى أهو مسافر أم مقيم لم يقصر‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫بال حيوان فى ماء كثير ثم ّ وجده متغي ّرا و لم يدر أتغي ّر بالبول أم بغيره فهو نجس‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ل صلاة للشّكّ فى انقطاع الد ّم قبلها‪.‬‬
‫المستحاضة المتحي ّرة يلزمها الغسل عند ك ّ‬ ‫‪.5‬‬

‫من أصابته نجاسة فى ثوبه أو بدنه و جهل موضعها وجب غسل كل ّه‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫شكّ مسافر أوصل بلده أم لا لا يجوز له الت ّرخّص‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫شكّ مسافر هل نوى الإقامة أم لا لا يجوز له الت ّرخّص‪.‬‬ ‫‪.8‬‬

‫ونحو المستحاضه إذا توضّأ ثم ّ شكّ هل انقطع حدثه أم لا فصلّى بطهارته لم تصحّ صلاته‪.‬‬ ‫‪.9‬‬

‫تيم ّم ثم ّ رأى شيأ لا يدرى أسراب هو أم ماء بطل تيم ّمه و إن بان سرابا‪.‬‬ ‫‪.10‬‬

‫رمى صيدا فجرحه ثم ّ غاب فوجده مي ّتا و شكّ هل أصابته رمية أخرى من حجر أو غيره لم‬ ‫‪.11‬‬

‫ل أكله و كذا لو أرسل إليه كلبد وزاد الن ّوويّ مسائل منها إذ شكّ الن ّاس فى النقضاء وقت‬
‫يح ّ‬

‫الجمعة فإنّهم لا يصل ّون الجمعة و إن كان الأصل بقاء الوقت‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫ومنها ما إذا توضّأ و شكّ هل مسح الر ّأس أم لا فالأصح ّ صح ّ وضوؤه و مثله ما إذا سل ّم من‬
‫‪8‬‬
‫ن صلاته مضت على الصّ ح ّة‪.‬‬
‫صلاته و شكّ هل صلّى ثلاثا أم أربعا فالأظهر أ ّ‬

‫و زاد ابن السّبكى مسائل منها مسألة من جاء من قدام الإمام واقتدى به ثم ّ شكّ هل تقدّم‬

‫عليه أم لا و الصحيح أن ّه لا يؤث ّر‪.‬‬

‫الفائدة الثّانية ‪ :‬الشكّ على ثلاثة أضرب‪.‬‬

‫ل‬
‫ي شاة مذبوحة فلا تح ّ‬
‫شكّ طرأ على أصل حرام كما إذا وجدت فى قرية فيها مسلم و مجوس ّ‬ ‫‪.1‬‬

‫ن أصلها حرام و شككنا فى الذ ّكاة المبيحة‪ .‬فلو كان الغالب فيها‬
‫حت ّى يعلم أنّها ذكاة مسلم لأ ّ‬

‫المسلمون جاز الأكل عملا بالغالب المفيد للظّهور‪.‬‬


‫شكّ طرأعلى أصل مباح كما إذا وجد ماء متغي ّرا و احتمل تغي ّره بالن ّجاسة أو بطول المكث‬ ‫‪.2‬‬

‫يجوز التطهّر به عملا بأصل الطّهارة‪.‬‬

‫شكّ لا يعرف أصله كمعا ملة من أكثر ما له حرام و لم يتحقّق المأخوذ من ماله عين الحرام‬ ‫‪.3‬‬

‫فلا يحرم مبايعته لأمكان الحلال و عدم تحقّق الت ّحريم و لكن يكره خوفا من الوقوع فى الحرام‪.‬‬

‫ن الشّكّ و الظّنّ بمعنى واحد فى استعمال الفقهاء وكتب الفقه‪ .‬و أمّا أصحاب‬
‫الفائدة الث ّالثة ‪ :‬إ ّ‬

‫الأصول فإنّهم فر ّقوا بين ذلك و قالوا التردّد إن كان على السّواء فهو شكّ و إن كان أحدهما راحجا‬

‫فالرّاجح ظنّ و المرجوح و هم‪.‬‬

‫الفائدة الرّابعة ‪ :‬الأصل فيما تقدّم هو استصحاب الماضى فى الحاضر و أمّا استصحاب الحاضر‬

‫أحد من الأصحاب إلا ّ فى مسألة واحدة و هى ما‬


‫فى الماضى فهو الإستصحاب المقلوب و لم يقل ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫إذا اشترى شيئا فادّعاه مدّع وانتزعه منه بحج ّة مطلقة فإنّهم إتفقوا على ثبوت الر ّجوع له على البائع‬

‫بل لو باع المشترى أو وهب وانتزع من المشترى الث ّانى أو الموهوب له كان للمشترى الأوّل الرجوع‬

‫ن البي ّنة لا تثبت الملك بل تظهره و يحتمل إنتقال الملك‬


‫أيضا‪ .‬فهذا إستصحاب الحال فى الماضى لأ ّ‬

‫من المشترى إلى المدّعى و لكنّهم إستصحبوه مقلوبا وهو عدم الأنتقال‪ .‬و الله أعلم‪.‬‬

‫القاعدة الثالثة‬

‫المَشَ َ ّقة ُ َ‬
‫تج ْلُب التيسير‬
‫الأصل فى هذه القاعدة قوله تعالى ‪ :‬يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر – و قوله تعالى و‬

‫ما جعل عليكم فى الد ّين من حرج – و قوله صلّى الله عليه و سل ّم بعثت بالحنيفي ّة السّمحة و قوله‬

‫صلّى الله عليه و سل ّم يسّروا و لا تعس ّروا‪.‬‬

‫ن أسباب الت ّخفيف فى العبادات و غيرها سبعة‪.‬‬


‫إعلم أ ّ‬

‫الأول السّفر و رخصه ثمانية‪ ,‬القصر و الجمع و الفطر و المسح و ترك الجمعة و أكل الميتة و الن ّفل‬

‫على الد ّاب ّة و إسقاط الفرض بالت ّيمّم‪.‬‬

‫الثّانى المرض و رخصه كثيرة منها الت ّيمّم عند مشقّة استعمال الماء و عدم الكراهة فى الإستعانة‬

‫يصب عليه أو يغسل أعضاءه و القعود فى صلاة الفرض و خطبة الجمعة و الإضطجاع فى‬
‫ّ‬ ‫بمن‬

‫الصّ لاة والإيماء و الجمع بين الصّ لاتين على وجه و‪11‬الت ّخل ّف عن الجماعة و الجمعة مع حصول الفضيلة‬
‫‪8‬‬
‫و الفطر فى رمضان و غير ها‪.‬‬

‫الثّالث الإكراه فإن ّه يبيح الكفر و الخمر لا الزّنا و القتل‪.‬‬

‫الرّابع الن ّسيان من جامع فى رمضان ناسيا للصّ وم فلا كفّارة عليه و لا يبطل صومه‪.‬‬

‫الخامس الجهل كالكلام فى الصّ لاة جهلا بشرطه فلا تبطل صلاته‪.‬‬

‫السّادس العسر و عموم البلوى كالصّ لاة مع الن ّجاسة المعفو ّ عنها كدم القروح و الد ّمامل و‬

‫البراغيث و طين الشّارع و أثر نجاسة عسر زواله‪.‬‬

‫السّابع الن ّقص كترك إيجاب الجمعة على المرأة و الصّ بيّ و العبد و المجنون‪.‬‬
‫المشاق على قسمين ‪ :‬قسم لا يؤث ّر فى‬
‫ّ‬ ‫"فوائد" الأولى فى ضبط المشقّة المقتضية للت ّخفيف‬

‫إسقاط العبادة كمشقّة السّفر للحجّ و الجهاد و ألم ح ّد الزّنا ونحوه إذ لا انفكاك للعبادة عنها‪ .‬قسم‬

‫يؤث ّر فى إسقاط العبادة كمشقّة الخوف على نفس أو مال‪.‬‬

‫ن تخفيفات الش ّرع ست ّة أنواع‪ .‬الأوّل تخفيف إسقاط كإسقاط الجمعة و‬


‫الفائدة الث ّانية إعلم أ ّ‬

‫الحجّ و العمرة و الجهاد بالأعذار‪ .‬الث ّانى تخفيف تنقيص كالقصر‪ .‬الث ّالث تخفيف إبدال كإبد‬

‫الوضوء و الغسل بالت ّيمّم و القيام فى الصّ لاة بالقعود و الإضطجاع و الإيماء و الصّ يام بالإطعام‪.‬‬

‫الرّابع تخفيف تقديم كالجمع و تقديم الز ّكاة على الحول و زكاة الفطر فى رمضان و الكفّارة على‬

‫الحنث‪ .‬الخامس تخفيف تأخير كالجمع و تأخير رمضان للمسافر و المريض و تأخير صلاة فى حقّ‬

‫مشتغل بإنقاذ نحو غريق من الأعذار الآتية‪ .‬السّادس تخفيف ترخيص كصلاة المستجمر مع‬
‫‪11‬‬
‫ّجاسة للت ّداوى و أكل الميتة و نحو ذلك‪ .‬و استدرك‬
‫بقي ّة الن ّجس و شرب الخمر للغصّ ة و أكل الن ‪8‬‬

‫العلائى سابعا وهو تخفيف تغيير كتغيير نظم الصّ لاة فى الخوف‪ .‬و قد يقال هو داخل فى النقص‬

‫لأن ّه نقص عن نظمها الأصلي و داخل فى الت ّرخيص أيضا‪.‬‬

‫الفائدة الث ّالثة الر ّخص أقسام‪ .‬الأول ما يجب فعلها كأكل الميتة للمضطر ّ و الفطر لمن خاف‬

‫الهلاك لغلبة الجوع و العطش و إن كان مقيما صحيحا و إساغة الغصّ ة بالخمر‪ .‬الثانى ما يندب‬

‫كالقصر فى السّفر إذا بلغ ثلاث مراحل و الفطر لمن يشقّ عليه الصّ وم فى أو مرض و الإبراد‬

‫خف و‬
‫بالظّهر و الن ّظر إلى المخطوبة‪ .‬الثالث ما يباح كالسلم‪ .‬الرابع ما تركه أولى كالمسح على ال ّ‬

‫الجمع و الفطر لمن لم يتضرّر و الت ّيمّم لمن وجد الماء يباع بأكثر من ثمن المثل وهو قادر عليه‪ .‬ما‬

‫ل من ثلاث مراحل‪.‬‬
‫يكره فعله كالقصر فى أق ّ‬
‫القاعد الرّابعة‬

‫الض ّرر يزال‬

‫لقوله صلّى الله عليه و سل ّم ‪ :‬لا ضرر و لا ضرار و المعنى لا يباح إدخال الض ّرر على إنسان‬

‫فيما تحت يده من ملك أو منفعة غالبا و لا يجوز لأحد أن يضر أخاه المسلم‪.‬‬

‫و ينبغي على هذه القاعدة كثير من أبواب الفقه فمن ذلك الرّدّ بالعيب و جميع أنوار الخيار من‬

‫اختلاف الوصف المشروط و التعزير و إفلاس المشترى و غير ذلك و الحجر بأنواعه و الشّفعة لدفع‬

‫ضرر القسمة و القصاص و الحدود و الكفّارات و نصب الأئم ّة و القضاة و دفع الصّ ائل و قتال‬

‫المشركين و البغاة و فسخ الن ّكاح بالعيوب أو الإعسار و غير ذلك‪.‬‬

‫ّرورات تبيح المحضورات بشرط عدم نقصانها عنها و‬


‫و تتعل ّق بهذه القاعدة قواعد‪ .‬الأولى الض ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫من ثم ّ جاز أكل الميتة عند المخمصة و إساغة الل ّقمة بالخمر و التلفظ بكلمة الكفر للإكراه وكذا‬

‫إتلاف المال و أخذ مال الممتنع من أداء الدين بغير إذنه و دفع الصّ ائل ولو أدّى الى قتله‪.‬‬

‫ن حرمته أعظم فى نظر الش ّرع من مهجة‬


‫بحلاف ما لو كان المي ّت نبي ّا فإنه لا يحل أكله للمضطر لأ ّ‬

‫المضطر‪ .‬ما لو أكراه على القتل أو الزنا فلا يباح واحد منها بالإكراه لما فيهما من المفسدة التى‬

‫ن مفسدة هتك حرمته‬


‫تقابل حفظ مهجة المكره أو تزيد عليها‪ .‬و ما لو دفن بلا تكفين فلا ينبش لأ ّ‬

‫أش ّد من عدم تكفينه الذى قام الستر بالتراب مقامه‪.‬‬

‫الثّانية ما أبيح للضرورة يقدّر بقدرها‪ .‬و من فروعه المضطر ّ لا يأكل الميتة إلا قدر س ّد الر ّمق‪.‬‬

‫يجوز أخذ نبات الحرم لعلف البهائم و لا يجوز أخذه لبيعه لمن يعلف‪ .‬و يعفى عن الطحلب فى الماء‬
‫ولو أخذ ورق وطرح فيه و غيره ضرّ‪ .‬و يعفى عن ميتة لا نفس له سائلة فإن طرح ضر‪ .‬ولوو‬

‫فصد أجنبي امرأة وجب أن يستر جميع ساعداها و لا يكشف الا ما لا بد منه للفصد و الجبيرة‬

‫يجب أن لا يستر من الصيحيح الا ما لا بد منه للإستمسا ولو اندفع تعدد الجمعة بجمعتين لم يجز‬

‫بالثالثة‪.‬‬

‫وخرج عن ذلك صور منها العرايا فانّها أبيحت للفقراء ثم ّ جازت الأغنياء و منها الخلع فإنه‬

‫أبيح مع المرأة فى سبيل الرخصة ثم جاز مع الأجنبى و منها اللعان جوز حيث تعسر إقامة البينة‬

‫على زنأها ثم جاز حيث يمكن‪.‬‬

‫ثم المراتب فى هذه القاعدة خمس‪ .‬الأولى ضرورة و هى بلوغه حدا إن لم يأخذ هلك أو‬

‫قارب‪ .‬كالمضطر للأكل بحيث لو ترك هلك أو‪11‬تلف منه عضو‪ .‬الثانية حاجة وهي وصوله الى‬
‫‪8‬‬
‫حالة بحيث لو لم يأكل لم يهلك غير أنه يكون فى جهد و مشقّة و هذ الايبيح الحرام‪ .‬و يبيح‬

‫الفطر فى الصّ وم‪ .‬الثالثة منفعة و هي ما كان إشتهاء كمن يشتهى خير البر و لحم الغنم و الطّعام‬

‫الدسم‪ .‬الربعة زينة وهي ما كان القصد به التفكه كالحلوى و السكر و الثوب المنسوج من حرير و‬

‫كتان‪ .‬الخامسة الفضول وهو التوسع بأكل الحرام او الشبهة كمن يريد استعمال أوانى الذهب و‬

‫الفضة‪.‬‬

‫وقريب من هذه القاعدة ما جاز لعذر بطل بزواله كالتيمّم يبطل بوجود الماء قبل الدخول فى‬

‫الصلاة و نظيره الشهادة عى الشهادة لمرض و نحوه تبطل إذا حضر الأصل عند الحاكم قبل‬

‫الحكم‪.‬‬
‫الثّالثة من القواعد‪ .‬الض ّرر لا يزال بالض ّرر لا يأكل المضطر ّ طعام المضطر ّ آخر إلا ّ أن يكون نبي ّا‬

‫فإن ّه يجوز له أخذ و يجب على من معه بذله له‪.‬‬

‫و يستثنى من ذلك ما لو كان أحدهما أعظم ضررا و لهذا شرع القصاص و الحدود وقتال‬

‫البغاة و قاطع الطّريق و دفع الصّ ائل و الشّفعة و الفسخ بعيب المبيع و النكاح و الإجبار على‬

‫قضاء الديون و النفقة الواجبة و أخذ المضطر طعام غيره و قطع شجرة الغير إذا حصل فى قواء‬

‫داره و شق بطن الميت إذا بلغ مالا أو كان فى بطننها ولد يرجى حياته‪.‬‬

‫و نشأ من ذلك قاعدة رابعة و هي إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما ضرار بارتكاب‬

‫أخفّهما‪.‬‬

‫وقاعدة خامسة وهى درء المفاسد أولى من‪11‬جلب المصالح فإذا تعارض مفسدة و مصلحة‬
‫‪8‬‬
‫قدم دفع المفسدةغالبا لأن إعتناء الشّارع باالمنهي ّات أش ّد من اعتنائه بالمأمورات ولذلكت قال‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ :‬إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه مااستطتم واذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه‬

‫و من ثم ّ سومح فى ترك بعض الواجبات بأدنى مشقّة كالقيام فى الصّ لاة و الفطر و الطّهارة و لم‬

‫يسامح فى الإقدام على المنهي ّات وخصوصا الكبائر‪ .‬ومن فروع ذلك المبالغة فى المضمضة و‬

‫الإستنشاق مسنونة و تكره للصّ ائم‪ .‬وتخليل الشّعر سن ّة فى الطهارة و يكره للمحرم‪.‬‬

‫وقد راعى الشّارع المصلحة لغلبتها على المفسدة‪ .‬و من ذلك الصّ لاة مع اختلال شرط من‬

‫ن فى كل ذلك مفسدة لما فيه من الإخلال بجلال‬


‫شروطها من الطهارة و الستر و الإستقبال فإ ّ‬

‫الله فى أن لا يناحي إلا على أكمل الأحوال‪ .‬ومتى تعذر شئ من ذلك جازت الصلاة بدونه‬
‫تقديما لمصلحة الصلاة على هذه المغسدة‪ .‬و منه الكذب مفسدة محرمة و متى تضمن جلب‬

‫المصلحة تزيد عليه جاز كالكذب للإصلاح بين الناس و على الزوجة لإصلاحها‪ .‬و هذا النوع‬

‫راجع إلى ارتكاب أخف المفسدتين فى الحقيقة‪.‬‬

‫"خاتمة" الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة فمن الحاجة العامة مشروعية‬

‫الإجارة و الجعالة و الحوالة ونحوها و جوزت على خلاف القياس لما فى الأولى من ورود العقد‬

‫على منافع معدومة و فى الثانية من الجهالة و فى الثالثة من بيع الدين بالدين لعموم الحاجة الى ذلك‬

‫و الحاجة إذا عمت كانت كالضرورة و من الحاجة الخاصة تضبيب الإناء بالفضة و الأكل من‬

‫الغنيمة فى دار الحرب و لبس الحرير لحاجة دفع القمل و الحكة‪ .‬و الله أعلم‪.‬‬

‫القاعدة الخامسة‬
‫‪11‬‬
‫العادة محكمة‬
‫‪8‬‬

‫قال تعالى ‪ :‬و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين و العرف هو العادة‪ .‬و قال صلى الله عليه‬

‫و سلم ‪ :‬مارآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن‪ .‬و قال العلائي و لم أجده مرفوعا و إنما هو من‬

‫قول عبد الله بن مسعود موقوفا عليه‪.‬‬

‫و يرجع إلى اعتبار العادة و العرف فى الفقه مسائل لا تخصر‪/‬تنحصر كأقل الحيض و النفاس‬

‫و الطهر و غالبها و أكثرها و سنّ الحيض و الإنزال و البلوغ وضابط القلة و الكثرة و غيرها‪.‬‬

‫وتتعلق بهذه القاعدة مباحث‪ .‬منها تثبت به العادة بمرة جزما كسرقة الرقيق و استحاضة لأعلة‬

‫مزمنة فاذا وقعت فالظاهر دوامها وسواء فى ذلك المبتدأة و المعتادة و المتحيرة و كذا الزنا و‬
‫البول فى الفراش‪ .‬و منها ما ثبتت به العادة بمرتين أو ثلاث مرات فالأصح لا بد من ثلاث مرات‬

‫كالقائف و قال الإمام لا بد من تكرار يغلب على الظن أنه عارف و منها ما ثبتت به العادة بتكرار‬

‫حتى يغلب على الظن أنه عادة كالجارحة فى الصيد على المعتمد و كاختبار الديك للأوقات و‬

‫الصبي بالمما كسع فى البيع ونحوه‪ .‬و منها ما لا يثبت فيه بالمرة ولا مرات بلا خلاف كما لو‬

‫ولدت امرأة مرارا بلا نفاس ثم و لدت ورأت دما فإن عدم النفاس لا يصير عادة لها بلا‬

‫خلاف بل هذه مبتدأة فى النفاس‪ .‬ومنها ما لا يثبت فيه بم ّرة ولا مرات على الأصح وهو الت ّوقف‬

‫عن الصلاة و نحوها بسب تقطع الدم إذا كانت ترى يوما دما و يوما نقاء‪ .‬ومنها ما يثبت‬

‫بالثلاث و فى ثبوته بمرة أو مرتين خلاف‪ .‬و الأصح الثبوت وهو قدر الحيض و الطهر‪.‬‬

‫"مبحث" و إنما تعتبر العادة إذا اطردت‪ .‬فان اضطربت فلا‪ .‬و فى ذلك فروع منها باع شيئا‬
‫‪11‬‬
‫اضطربت العادة فى البلد وجب البيان و إلا يبطل‬
‫بدارهم و أطلق نزل على النقد الغالب‪ .‬فلو ‪8‬‬

‫البيع‪ .‬و منها إستأجر للخياطة و النسخ و الكحل فالخيط و الحبر و الكحل على من؟ خلاف و‬

‫الأصح الرجوع الى العادة فإن اضطربت وجب البيان‪ .‬و إلا فتبطل الإجارة و منها غير ذلك‪.‬‬

‫"فصل" إذ تعارض العرف و الشرع ففيه تفصيل‪:‬‬

‫الأول إن لم يتعلق بالشرع حكم قدم العرف‪ .‬فلو حلف لا يأكل لحما لم يحنث بالسمك و إن‬

‫سم ّاه الله لحما فى قوله تعالى لحما طريا‪ .3‬أولا يجلس على بساط أو تحت سقف أو فى ضوء سراج لم‬

‫وهو الذى سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا‬ ‫‪3‬‬


‫يحنث بالجلوس على الأرض وإن سماها الله بساطا‪ 4‬ولا تحت السماء و إن سم ّاها الله سقفا‪ 5‬و لا‬

‫فى ضوء الشمس و إن سم ّاها الله سراجا‪ .6‬أو حلف لا يأكل ميتة أ و دما فلا يحنث بالسمك و‬

‫الجراد و الكبد و الطحال فقدم العرف فى الجميع لأنها استعملت فى الشرع تسمية بلا تعلق حكم و‬

‫تكليف‪.‬‬

‫الثانى و إن تعلق به حكم قدم الشرع على العرف‪ .‬فلو حلف لا يصلى لم يحنث إلا بذات‬

‫الركوع والسجود‪ .‬أو لا يصوم لم يحنث بمطلق إلامساك أو لا ينكح حنث بالعقد لابالوطء أو‬

‫قال إن رأيت الهلال فأنت طالق فرآه غيرها وعلمت به طلقت حملاله على الشرع فإنها فيه بمعنى‬

‫العلم لقوله إذا رأيتموه فصوموا‪.‬‬

‫اللغوي‪ .‬فوجهان أحدهماالحقيقية اللفظية مقدمة عملا‬


‫‪11‬‬ ‫"فصل" إذا تعارض العرف والوضع‬
‫‪8‬‬
‫بالوضع اللغوي و إليه ذهب القاضى حسين‪ .‬والآخر الدلالة العرفية مقدمة لأن العرف محكم فى‬

‫التصرفات سيما فى الأيمان واليه ذهب تلميذه وهو البغوي فلو حلف على شخص إن لم تأكل طعامى‬

‫فامرتى طالق فامتنع ثم قدم اليوم الثانى فقدم إليه ذلك الطعام فأكل فعلى الأول لايحنث لأنه‬

‫يسمى لغة آكل طعامه‪ .‬و على الثانى يحنث لأنه فى العرف لا يسمى آكلا طعامه إلا فى ذلك‬

‫اليوم‪ .‬وقال الرافعي فى باب الطلاق‪ .‬وإن تطابق العرف والوضع فذاك كأن يحلف لايسكن بيتا‬

‫وكن بدويا حنث باالمبني وغيره بخلاف ما اذا كان من أهلى القرى فوجهان بناء على القولين‪.‬‬

‫و الله جعل لكم الارض بساطا‬ ‫‪4‬‬

‫وجعلنا السماء سقفا محفوظا‬ ‫‪5‬‬

‫تبارك الذى حعل فى السماء بروجا‬ ‫‪6‬‬


‫عدم الحنث إعتبارا بالعرف و الحنث اعتبارا باللغة و إن اختلفا فكلام الأصحاب يميل الى الوضع‬

‫و الأمام و الغزالى الى العرف و قال الرافعي فى باب الأيمان إن عمت اللغة قدمت على العرف كما‬

‫لو حلف لا يشرب ماء فإنه يحنث بالح و إن لم يعتد شربه إعتبارا باللغة و عمومها‪ .‬و قال غير‬

‫الرافعي إن كان العرف ليس له وجه فى اللغة البيتة فالمعتبر اللغة و إن كان له إستعمال ففيه‬

‫خلاف و إن هجرت اللغة حتى صارت نسيا منسيا قدم العرف‪.‬‬

‫"فصل" و إذا تعارض العرف العام و الخاص ففيه ضابط وهو إن كان الخاص محصورا لم‬

‫يؤثر كما إذا كانت عادة امرأة أقل من عادة النساء فى الحيض كأن تحيض يوما دون ليلته أو‬

‫أكثر كأن تحيض ستة عشر يوما بلياليها ردت إلى الغالب فى الأصح و قيل تعتبر عادتها‪ .‬و إن كان‬

‫غير محصور أعتبر كما لو جرت عادة قوم يحفظ زرعهم ليلا و مواشيهم نهارا فهل العبارة به أم‬
‫‪11‬‬
‫بالغالب فالأصح إعتبار العادة تنزيلا منزلة العرف ‪8‬العام‪.‬‬

‫"مبحث" هل تنزل العادة المطردة فى ناحية منزلة الشرط ففيه خلاف كما لو جرت عادة قوم‬

‫يقطع الحصرم قبل النضج فهل تنزل منزلة الشرط حتى يصح معه من غير شرط القطع؟ الأصح‬

‫لا‪ .‬و كما لو جرت عادة المقترض يرد أزيد مما اقترض فهل تنزل منزلة الشرط حتى يحرم إقراضه؟‬

‫الأصح لا‪.‬‬

‫و كذا مسألة الصناع إذا لم يشرطوا أجرة لا يستحقون أجرة على الأصح و إن كانت العادة‬

‫بأجرة‪" .‬تختيم" العبرة بالعرف إنما يكون العرف الذى وجد حال تكلم المتكلم حتى ينزل كلامه‬
‫عليه‪ .‬و من فروع المسألة‪ .‬الأوقاف القديمة المشروط نظرها للحاكم و كان الحاكم إذ ذاك شافعيا لم‬

‫أحدث القضاة الأربعة فما كان موقوفا قبل ذلك إختص نظره للشافعي فلا يشاركه غيره‪.‬‬

‫"قاعدة" كل ما ورد به الشرع مطلقا و لا ضابط له فيه و لا فى اللغة يرجع فيه الى العرف‬

‫كالحرز فى السرقة و يختلف باختلاف الأموال و الأحوال و الأوقات فيرجع فيه الى العرف و‬

‫كالمسافة بين الإمام و المأموم حيث كانا بفضاء و كالتعريف فى اللقطة و التفرق فى البيع و‬

‫القبض ووقت الحيض و قدره و الإكتفاء فى نية الصلاة بالمقارنة العرفية بحيث يعد مستحضرا‬

‫للصلاة على ما اختاره النووي و غيره‪ .‬و الله أعلم بالصواب‪.‬‬

‫تم الكتاب الأول بعون الله تعالى و توفيقه و هدايته و يليه الكتاب الثانى‪.‬‬

‫‪-‬جمادى الأخيرة ‪1406‬‬


‫ليلة الأربعاء‪11 24-‬‬
‫‪8‬‬
‫‪-4‬مارت‪1986-‬‬
11
8
‫هداية الطلبة‬
‫فى القواعد الفقية‬
‫للمدرسة العالية قدسية‬

‫‪11‬‬
‫‪8‬‬

‫الكتاب الثانى‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫حمدا لمن وفقنا بإتمام الكتاب الأوّل بهدايته عز و جل‪ .‬صلاة و سلاما على سيدنا محمد الرسول‪.‬‬

‫وعلى آله و أصحابه الأفاضل ما دام الذاكر و الغافل‪.‬‬

‫أما بعد فهذا هو الكتاب الثانى من هداية الطلبة المشتمل عل على أربعين قاعدة كلية‪.‬‬

‫و الله أسأل النفع به لى و لمن قرأه الى يوم القيامة – آمين‪.‬‬

‫الكتاب الثانى‬

‫فى قواعد كلية يتخرج عليها ما لا ينحصر من الصور الجزئية‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬

‫القاعدة األول‬

‫الإجتهاد لا ينقص بالإجتهاد‬

‫الإجتهاد لغة هو مطلق بذل الوسع‪ .‬وصطلاحا هو بذل المجهود فى تحصيل المقصود‪ .‬ثم إن وافق‬

‫ما عند الله تعالى فهو صواب و له أجران و إلا فخطأ و له أجر واحد‪.‬‬

‫و الأصل غى ذلك إجماع الصحابة رضي الله عنهم نقله إبن الصباغ و أن أبا بكر حكم فى مسائل‬

‫خالفه عمر فيها و لم ينقض حكمه‪ .‬و حكم عمر فى المشركة بعدم المشاركة ثم بالمشاركة و قال‬

‫ذلك على ما قضينا و هذا على ما نقضي‪.‬‬


‫و من فروع ذلك لو تغير إجتهاده فى القبلة عمل بالثانى و لا قضاء حتى لو صلى أربع ركعات‬

‫لأربع جهات فلا قضاء‪.‬‬

‫و منها لو اجتهد فظن طهارة أحد الإنائين ثم استعمله و ترك ثم تغير ظنه لا يعمل بالثانى بل‬

‫يتيمم‪.‬‬

‫و منها لو شهد فاسق وردت شهادته فتاب و أعادها لم تقبل لأن قبول شهادته بعد التوبة يتضمن‬

‫نقض الإجتهاد بالإجتهاد‪.‬‬

‫و منها لو ألحق القائف بأحد المتداعيين ثم رجع و ألحقه بالآخر لم يقبل‪.‬‬

‫و منها لو حكم الحاكم بشئ ثم تغير إجتهاده لم ينقض الأول و إن كان الثانى أقوى غير أنه فى‬
‫‪11‬‬
‫تيقن الخطأ‪.‬‬
‫واقعة جديدة لا يحكم إلا بالثانى‪ .‬بخلاف ما لو ‪8‬‬

‫و استثني من هذه القاعدة صور‪ .‬منها نقض الإمام لحمى من قبله للمصلحة‪.‬‬

‫و منها قسمة الإجبار و هى قسمة الأجزاء ثم قامت بينة بغلط القاسم أو حيفه فإنها تنقض‪.‬‬

‫و منها التقويم بشئ قومه المقومون ثم يطلع على صفة زيادة أو نقص بطل تقويم الأول‪.‬‬

‫و منها الحكم للخارج و هو من ليس له اليد فيما إذا ادعى على إنسان بدار و أقام بها بينة ثم أقام‬

‫الداخل و هو من له يد بينة بأنها ملكه فإن الحكم للخارج ينقض‪ .‬و فى الإستثناء نظر لكن على‬

‫ضعف‪.‬‬
‫‪ -‬خاتمة ‪ -‬ينقض قضاء القاضى إذا خالف نصا أو إجماعا أو قياسا جليا أو خالف القواعد الكلية‬

‫أو كان حكما لا دليل عليه‪ .‬و قال السبكي متى خالف شرط الواقف فهو مخالف للنص و ما‬

‫خالف المذاهب الأربعة فهو كالمخالف للإجماع‪.‬‬

‫القاعدة الثانية‬

‫إذا اجتمع الحلال و الحرام غلب الحرام‬

‫و من فروعها إذا تعارض دليلان أحدهما يقتضى التحريم و الآخر الإباحة قدم التحريم فى‬

‫الأصح و من ثم قال عثمان رضى الله عنه لما سئل عن الجمع بين الأختين بملك اليمين أحلتهما آية و‬

‫تعارض حديث لك من الحائض ما فوق الإزار و‬


‫حرمتهما آية و التحريم أحب إلينا‪ .‬و كذلك ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫حديث إصنعوا كل شئ إلا النكاح فإن الأول يقتضى التحريم ما بين السرة و الركبة و الثانى‬

‫يقتضى إباحة ما عدا الوطء فيرجع التحريم إحتياطا‪.‬‬

‫و منها لو اختلطت محرمة بأجنبيات محصورات لم تحل‪.‬‬

‫و منها من أحد أبويها كتابي و الآخر مجوسي أو وثني لا يحل نكاحها و لا ذبيحتها‪.‬‬

‫و منها ما أحد أبويه مأكول و الآخر غير مأكول لا يحل‪ .‬و لو قتله محرم ففيه الجزاء تغليبا‬

‫للحرام‪.‬‬

‫و منها لو كان بعض الشجرة فى الحل و بعضها فى الحرم حرم قطعها‪.‬‬


‫و منها لو اختلطت زوجته بغيرها فليس له الوطء و لا بالإجتهاد سواء كن محصورات أولا بلا‬

‫خلاف‪.‬‬

‫و منها لو تلفظ الجنب بالقرآن بقصد القراءة ة و الذكر معا فانه يحرم‪.‬‬

‫و خرج عن هذه القاعدة فروع‪ .‬منها الأوانى و الشياب فلا يجب اجتنابهما و الثوب المنسوج‬

‫من حرير و غيره يحل إن كان الحرير أقل وزنا و كذا إن استويا فى الأصح بخلاف ما إذا زاد وزنا‪.‬‬

‫و نظيره التفسير يجوز مسه للمحدث إن كان أكثر من القرآن وكذا إن استويا فى الأصح‪ .‬بخلاف‬

‫ما إذا كان القرآن أكثر‪.‬‬

‫و منها لو رمى سهما إلى طائر فجرحه و وقع على الأرض فمات فإنه يحل لأن وقوعه على‬
‫‪11‬‬ ‫الأرض لا بد منه فعفي عنه‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫و منها معاملة من أكثر ماله حرام إذا لم يعرف عينه لا يحرم فى الأصح لكن يكره و كذا‬

‫الأخذ من عطايا السلطان اذا غلب الحرم فى يده‪.‬‬

‫و منها اذا تتغذى الشاة بحرام لم يحرم لحمها و لبنها‪.‬‬

‫و منها ما استهلك أو قارب الإستهلاك فلو أكل المحرم شيأ قد استهلك فيه الطيب فلا فدية و لا‬

‫حرمة و كذا لو خالط المائع الماء بحيث استهلك فيه جاز استعماله كله فى الطهارة‪.‬‬

‫و منها لو اختلطت محرمة بنسوة قرية كثيرة فله النكاح منهن إلى أن تبقى محصورة‪.‬‬
‫و من المهم ضبط العدد المحصور‪ .‬قال الغزالى و إنما ينضبط بالتقريب فكل عدد لو اجتمع فى‬

‫صعيد واحد لعسر على الناظرين عدة بمجرد النظر كالألف و نحوه فهو غير محصور و ما يسهل‬

‫كالعشرة و العشرين فهو محصور و بين الطرفين أوساط متشابهة تلحق بأحد الطرفين بالظن و ما‬

‫وقع فيه الشك استفتى فيه القلب‪.‬‬

‫و تدخل فى هذه القاعدة تفريق الصفقة و هى أن تجمع فى عقد بين حرام و حلال و تجري فى‬

‫أبواب و فيها غالبا قولان أو وجهان أصحهما الصحة فى الحلال و الثانى البطلان فى الكل‪ .‬و من‬

‫أمثلة ذلك فى البيع أن يبيع خلا و خمرا أو شاة و خنزيرا أو عبدا و حرا أو عبده و عبد غيره أو‬

‫مشتركا بغير إذن شريكه أو مال الزكاة قبل إخراجها‪ .‬و منها أن يهب ذلك‪.‬‬

‫شروط الأول أن لا يكون فى عبادة فإن كان فيها‬


‫و يشترط لجريان الخلاف فى تفريق الصفقه ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫صح فيما يصح قطعا فلو عجل زكاة سنتين صح لسنة قطعا او نوى حجتين انعقدت واحدة‪.‬‬

‫و ييستثنى من ذلك صور‬

‫منها إذا نوى فى رمضان صوم جميع الشهر بطل فيما عدا اليوم الأول و فيه و جهان أصحهما‬

‫الصحة‪.‬‬

‫و منها إذا نوى التيمم لفرضين بطل فى أحدهما و فى الآخر و جهان أصحهما الصحة‪.‬‬

‫و منها إذا نوى قطع الوضوء فى أثنائه بطل ما صادف النية قطعا و فى الماضى و جهان أصحهما‬

‫لا‪.‬‬
‫و منها لو صلى على موتى و اعتقدهم أحد عشر فبانوا عشرة فوجهان أصحهما الصحة و الثانى‬

‫البطلان لأن النية قد بطلت فى الحادى عشر لكونه معدوما فتبطل فى الباقى و منها غير ذلك‪.‬‬

‫و الثانى أن لا يكون مبنيا على السراية و التغليب فان كان كالطلاق و العتق بأن طلق زوجته‬

‫و غيرها أو عتق عبده و غيره أو طلقها أربعا نفذ فيما يملكه إجماعا‪.‬‬

‫و الثالث أن يكون الذى يبطل معينا بالشخص أو الجزئية ليخرج ما إذا اشترط الخيار أربعة‬

‫أيام فإنه يبطل فى الكل و لم يقل أحد بأنه يصح فى الثلاثة وما إذا عقد على خمس نسوة أو أختين‬

‫معا فانه يبطل فى الجميع و لم يقل أحد بالصحة فى البعض لأنه ليست هذه بأولى من هذه‪ .‬و لو‬

‫جمع من تحل له الأمة لإعساره بين حرة و أمة فى عقد فانه يبطل فى الأمة قطعا و يصح فى الحرة‬

‫‪11‬‬ ‫لأن الحرة أقوى من الأمة‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫و الرابع إمكان التوزيع ليخرج ما لو باع مجهولا و معلوما كبيع نحو الأرض مع بذرها فانه يبطل‬

‫فى الجميع‪.‬‬

‫و الخامس أن لا يخالف الإذن ليخرج ما لو استعار شيئا ليرهنه على عشرة فرهنه بأكثر فيبطل‬

‫فى الكل‪.‬‬

‫و السادس أن لا يبنى على الإحتياط فلو زاد فى العرايا على القدر الجائز بطل فى الكل‪.‬‬

‫و السابع أن يورد العقد على الجملة ليخرج ما لو قال أجرتك كل شهر بدرهم فإنه لا يصح فى‬

‫سائر الشهور قطعا و لا فى الشهر الأول فى الأصح‪.‬‬


‫و الثامن أن يكون المضموم إلى الجائز يقبل العقد فى الجملة فلو قال زوجتك بنتى و ابنى أو‬

‫فرسى صح نكاح البنت‪.‬‬

‫و تدخل فى هذه القاعدة أيضا قاعدة إذا اجتمع فى العبادة جانب الحضر و السفر غلب جانب‬

‫الحضر لانه اجتمع المبيح و المحرم فغلب المحرم فلو مسح الخفين حضرا ثم سافر أوعكس أو مسح‬

‫أحدهما فى الحضر و الآخر فى السفر أتم مسح مقيم‪.‬‬

‫و تدخل فى هذه القاعدة أيضا قاعدة ‪ :‬إذا اجتمع المانع والمقتضى قدم المانع ‪ .‬فلو استشهد‬

‫الجنب فالأصح لايغسل‪ .‬واستثنى منها صور‪ .‬منها إختلاط موتى المسلمين بالكفار أو الشهداء‬

‫بغيرهم يوجب غسل الجميع والصلاة وإن كانت الصلاة على الكفار والشهداء حراما‪.‬‬

‫‪ 11‬الإحرام ويجب ستره منه مع الرأس للصلاة‬


‫ومنها يحرم على المرأة ستر جزء من وجهها فى‬
‫‪8‬‬
‫فتجب مراعاة الصلاة ومنها الهجرة على المرأة من بلاد الكفر واجبة وان كان سفرها وحدها‬

‫حراما‪.‬‬

‫ولهم قاعدة عكس هذه القاعدة‪ .‬وهي الحرام لا يحرم الحلال وهو لفظ حديث أخرجه ابن‬

‫ماجه والدارقطنى عن ابن عمر مرفوعا‪ .‬ومن فروع ذلك ما تقدم فى خلط الدرهم الحرام بالمباح‬

‫و خلط الحمام المملوك بالمباح غير المحصور وكذ المحرم بأجانب وغير ذالك‪.‬‬

‫ومنها لو ملك أختين فوطئ واحدة حرمت عليه الأخرى فلو وطئ الثانية لم تحرم عليه الأولى‬

‫لأن الحرام لا يحرم الحلال‪.‬‬


‫القاعدة الثالثة‬

‫الإيثار بالقرب مكروه و فى غيرها محبوب‬

‫قال تعالى‪ :‬ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة وذلك كالمأ كل والمشرب والملبس فى‬

‫الجسة وكترك الأخذ من مال الصدقة إيثار الغيره وكترك التجارة فى شيء يرجو فيه ربحا لغيره‬

‫ونحو ذلك من أموررالدنيا‪.‬‬

‫قال الشيخ عزالدين‪ :‬لا إيثار فى القربات‪ .‬قلا إيثار بماء الطهارة ولا بستر العورة ولا بالصف‬
‫‪11‬‬
‫الأول لأن الغرض بالعبادات التعظيم والإجلال‪8‬فمن آثر به فقد ترك إجلال الإله وتعظيمه‪.‬‬

‫قال السيوطي‪ :‬والإيثار إن أدى الى ترك واجب فهو حرام كالماء وساتر العورة والمكان فى‬

‫جماعة لا يمكن أن يصلى فيه أكثر من واحد و لا تنتهى النوبة لأحدهم إلا بعد الوقت‪ .‬وإن أدى‬

‫إلى ترك سنة او ارتكاب مكروه فمكروه كفرجة فى الصف الأول وكالإيثار به غيره و كالتطهر‬

‫بالمشمش ويؤثر غيره بغيره‪ .‬وإن أدى إلى ارتكاب خلاف الأولى مما ليس فيه نهي مخصوص‬

‫فخلاف الأولى‪.‬‬

‫" تنبيه " من المشكل على هذه القاعدة من جاء و لم يجد من الصف فرجة فإنه يجر شخصا بعد‬

‫الإحرام و يندب للمجرور أن يساعده فهذا يفوت على نفسه قربة وهو أجر الصف الأول و أجيب‬

‫عنه بأجوبة منها أن نقصه انجبر بنيله فضل التعاون الأبر‪.‬‬


‫القاعدة الرابعة‬

‫التابع تابع‬

‫و يدخل فى هذه العبارة قواعد‪.‬‬

‫الأولى أنه لا يفرد بالحكم لأنه إنما جعل تبعا و من فروعه أن الحمل يدخل فى بيع الأم تبعا لها‬

‫فلا يفرد بالبيع‪.‬‬

‫و منها الدود المتولد فى الطعام يجوز أكله معه لا منفردا فى الأصح‪.‬‬

‫الثانية التابع يسقط بسقوط المتبوع‪ .‬و من فروعه من فاتته صلاة فى أيام الجنون لا يستحب‬
‫‪11‬‬
‫قضاء رواتبها لان الفرض يسقط و كذا تابعه‪8 .‬‬

‫و منها من فاته الحج فتحلل بالطواف و السعي و الحلق لا يتحلل بالرمي و المبيت لأنها من توابع‬

‫الوقوف و قد سقط فيسقط التابع‪.‬‬

‫و منها لو مات الفارس سقط سهم الفرس بخلاف عكسه‪.‬‬

‫و يستثنى من ذلك سنية التحجيل إذا قطع محل الفرض و سنية الغرة إذا تعذر غسل الوجه فى‬

‫المعتمد عند ابن حجر‪.‬‬

‫"تنبيه" و يقرب من هذه القاعدة قولهم الفرع يسقط إذا سقط الأصل كما إذا برئ الأصيل برئ‬

‫الضامن لأنه فرعه‪.‬‬


‫و قد ثبت الفرع و إن لم يثبت الأصل‪ .‬كما إذا قال شخص لزيد على عمرو ألف و أنا ضامن‪.‬‬

‫فأنكر عمرو ففى مطالبة الضامن وجهان أصحهما نعم‪ .‬و كما اذا ادعى الزوج الخلع و أنكرت ثبتت‬

‫البينونة و إن لم يثبت المال الذى هو الأصل‪.‬‬

‫الثالثة التابع لا يتقدم على المتبوع و من فروعه لا يصح تقدم المأموم على إمامه فى الموقف و لا‬

‫فى تكبيرة الإحرام و السلام‪.‬‬

‫و منها لو تقدم لفظ المزارعة على البياض على المساقاة لم يصح‪ .‬و منها لو حضر الجمعة من لا‬

‫تنعقد به كالمسافر و المرأة لم تصح إحرامهم بها قبل إحرام أربعين من أهل الجمعة و يصح على‬

‫الأصح‪.‬‬

‫‪ 11‬قريب منها يغتفر فى الشئ ضمنا ما لا يغتفر فيه‬


‫الرابعة يغتفر فى التوابع ما لا يغتفر فى غيرها و‬
‫‪8‬‬
‫قصدا و ربما يقال يغتفر فى الأثناء ما لا يغتفر فى الأوائل و قد يقال أوائل العقود تؤكد بما لا‬

‫يؤكد بها أواخرها و العبادة الأولى أحسن وأعم‪ .‬و من فروعها سجود التلاوة فى الصلاة يجوز على‬

‫الراحلة قطعا تبعا لاستقلال الصلاة بجواز فعلها على الراحلة‪ .‬و فى خارجها خلاف‪.‬‬

‫و منها المستعمل فى الوضوء لا يستعمل فى الجنابة اى لا يرفع الجنابة و المستعمل فى الجنابة‬

‫يستعمل فى الوضوء لا تابع لها‪ .‬و منها المستعمل فى الحدث لا يستعمل فى الخبث و عكسه فى‬

‫الأصح‪ .‬و منها لا يثبت شوال إلا بشهادة اثنين قطعا و لو صاموا بشهادة واحد ثلاثين يوما أفطروا‬

‫فى الأصح لحصوله ضمنا و تبعا‪.‬‬


‫و منها لا يثبت النسب بشهادة النساء فلو شهدت بالولادة على الفراش ثبت النسب تبعا و منها‬

‫البيع الضمني يغتفر فيه ترك الإيجاب و القبول و لا يغتفر ذلك فى البيع الإستقلال‪ .‬و منها لا‬

‫يصح بيع الزرع الأخضر إلا بشرط القطع فإن بيع مع الأرض جاز و منها الوقف على نفسه لا‬

‫يصح و لو وقف على الفقراء ثم صار منهم إستحق فى الأصح تبعا‪.‬‬

‫القاعدة الخامسة‬

‫تصرف الإمام الرعية منوط بالمصلحة‬

‫و هذه القاعدة نص عليها الشافعى و قال منزلة الإمام من الرعية منزلة الولي من اليتيم‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫سننه قال حدثنا أبو الأحوص عن أبى إسحاق عن‬ ‫و أصل ذلك ما أخرجه سعيد بن منصور فى‬
‫‪8‬‬
‫البراء بن عازب قال قال عمر رضى الله عنه إنى أنزلت نفسى من مال الله منزلة ولي اليتيم إن‬

‫احتجت أخذت منه فإذا أيسرت رددته فان استغنيت إستعففت‪.‬‬

‫و من فروع ذلك إذا قسم الزكاة على الأصناف يحرم عليه التفضيل مع تساوى الحاجات‪.‬‬

‫و منها أنه لا يجوز نصب الإمام للصلاة فاسقا لأن الصلاة خلفه مكروهة و لا مصلحة فى حمل‬

‫الناس على فعل المكروه‬

‫و منها انه ليس له العفو عن القصص مجانا لانه خلاف المصلحة بل إن رأى المصلحة فى‬

‫القصاص إقتص أو فى الدية أخذها‪.‬‬


‫و منها أنه لا يجوز أن يزوج امرأة بغير كفء وإن رضيت‪.‬‬

‫و منها أنه لا يجوز وصية من لا وارث له بأكثر من الثلث‬

‫و منها أنه لا يقدم من بيت المال غير الأحوج على الأحوج‪.‬‬

‫القاعدة الساسدة‬

‫الحدود تسقط بالشبهات‬

‫قال صلى الله عليه و سلم إدرؤا الحدود بالشبهات أخرجه إبن عدي فى جزء له من حديث ابن‬

‫عباس‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫الشبهة تسقط الحد سواء كانت فى الفاعل كمن وطئ امرأة ظنها حليلته أو فى المحل بأن يكون‬

‫للواطئ منها ملك أو شبهة كالأمة المشتركة و المكاتبة و أمة ولده و مملوكته المحرم أو فى الطريق‬

‫بأن يكون حلالا عند قوم حراما عند آخرين كنكاح المتعة و النكاح بلا و لي أو بلا شهود و كل‬

‫نكاح مختلف فيه و شرب خمر للتداوى و إن كان الأصح تحريمه لشبهة الخلاف‪ .‬و لا قطع بسرقة‬

‫مال أصله و فرعه وسرقة ما ظنه ملكه أو ملك أبيه أو ابنه‪.‬‬

‫و يشترط فى الشبهة أن تكون قوية وإلا فلا أثر لها و لهذا يحد بوطء أمة أباحها السيد و لا‬

‫يراعى خلاف عطاء قى إباحة الجوارى للوطء و فى سرقة مباح الأصل كالحطب و نحوه‪.‬‬
‫الشبهة لا تسقط التعزيز و تسقط الكفارة فلو جامع ناسيا الصوم و الحج فلا كفارة للشبهة و‬

‫كذا لو وطئ على الظن أن الشمس قد غربت أو أن الليل باق فبان خلافه فانه يفطر و لا‬

‫كفارة‪ .‬و لا يسقط الفدية لأنها تضمنت غرامة بخلاف الكفارة فانها تضمنت عقوبة فالتحقت‬

‫فى الإسقاط بالحد‪.‬‬

‫القاعدة السابعة‬

‫الحر لا يدخل تحت اليد‬

‫و لهذا لو حبس حرا و لم يمنعه الطعام حتى مات لم يضمنه و لو كان عبدا ضمنه‪ .‬و لو وطئ‬

‫‪ 11‬فى الأصح و لو كانت أمة و جبت القيمة و لو‬


‫حرة بشبهة فأحبلها و ماتت بالولادة لم تجب ديتها‬
‫‪8‬‬
‫طاوعته حرة على الزنا فلا مهر لها بالإجماع و لو طاوعته أمة فلها المهر فى رأي لأن الحق فلا يؤثر‬

‫إسقاطها و إن كان الأصح خلافه‪.‬‬

‫القاعدة الثامنة‬

‫الحريم له حكم ما هو حريم له‬

‫الاصل فى ذلك قوله صلى الله عليه و سلم الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات‬

‫الحديث أخرجه الشيخان‬


‫قال الزركشي الحريم يدخل فى الواجب و الحرام و المكروه و كل محرم له حريم يحيط به‪ .‬و‬

‫الحريم هو المحيط بالحرام كالفخذين فانهما حريم للعورة الكبرى و حريم الواجب هو ما لا يتم إلا به‬

‫و من ثم وجب غسل جزء من الرقبة و الرأس مع الوجه و غسل جزء من العضد و الساق مع‬

‫الذراع و القدم و يتر جزء من السرة و الركبة مع العورة وجزء من الوجه مع الرأس للمرأة‪ .‬و‬

‫يحرم الإستمتاع بما بين السرة و الركبة مع العورة فى الحيض لحرمة الفرج‪.‬‬

‫(ضابط) كل محرم فحريمه حرام إلا صورة واحدة و هي دبر الزوجة فإنه حرام و لا يحرم التلذذ‬

‫بحريمه و هو ما بين الإليتين‪.‬‬

‫و يدخل فى هذه القاعدة حريم المعمور فهو مملوك لمالك المعمور فى الأصح و لا يملك بالإحياء‬

‫‪11‬‬ ‫قطعا‬
‫‪8‬‬
‫وحريم المسجد فحكمه حكم المسجد فلا يجوز الجلوس فيه البيع و لا للجنب و يجوز الإقتداء فيه‬

‫بمن فى المسجد و يجوز الإعتكاف فيه خلافا لإبن حجر و هو القول المعتبر‪.‬‬

‫و أما رحبة المسجد فقال فى بشرح المهذاب قال صاحب الشامل و البيان هي ما كن مضافا‬

‫الى المسجد و عبارة المحاملي هي المتصلة به خارجه‬

‫قال النووي و هو الصحيح خلافا لقول ابن الصلاح إنها صحنه‪.‬‬

‫و قال البندنيجى هي البناء المبني بجواره متصلابه‬


‫و قال القاضى أبو الطيب هو ما حواليه‪ .‬و مال الأكثرون على عد الرحبة منه و لم يفرقوا بين‬

‫أن يكون بينها و بين المسجد طريق أم لا و هو المذهب و قال ابن كج إن انفصلت عنه فلا‪.‬‬

‫القاعدة التاسعة‬

‫إذا اجتمع أمران من جنس واحد و لم يختلف مقصود هما دخل أحد هما فى الآخر غالبا‪.‬‬

‫فمن فروع ذلك إذا اجتمع حدث وجنابة كفى الغسل على المذهب كما لو اجتمع جنابة و‬

‫حيض‪.‬‬

‫و لو باشر المحرم فيما دون الفرج لزمته الفدية فلو جامع دخلت فى الكفارة على الأصح‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫لهما غسلة واحدة فى الاصح عند النووى لأنهما من‬
‫و لو اجتمع حدث و نجاسة حكمية كفت ‪8‬‬

‫مبطلات الصلاة فهما من جنس واحد‪.‬‬

‫و لو جامع بغير حائل فعن المسعودى أنه لا يوجب غير الجنابة و اللمس الذى يتضمنه يصير‬

‫مغمورابه كخروج الخارج الذى يتضمنه الإنزال‪.‬‬

‫و الأكثرون قالوا يحص الحدثان لأن اللمس يسبق حقيقة الجماع بخلاف الخروج فإنه مع‬

‫الإنزال‪.‬‬

‫و لو دخل المسجد و صلى الفرض دخلت فيه التحية‪.‬‬

‫و لو دخل الحرم محرما بحج فرض أو عمرة دخل فيه الإحرام لدخول مكة‬
‫و لو طاف القادم عن فرض أو نذر دخل فيه طواف القدوم بخلاف ما لو طاف للإفاضة لا‬

‫يدخل فيه طواف الوداع لأن كلا منهما مقصود فى نفسه و مقصود هما مختلف‪.‬‬

‫و بخلاف ما لو دخل المسجد الحرام فصلى فإنه لا يحصل له تحية البيت و هو الطواف لأنه‬

‫ليس من جنس الصلاة‪.‬‬

‫و لو صلى فريضة عقب الطواف حسبت من ركعتي الطواف إعتبارا بتحية المسجد‪.‬‬

‫و لو شرب خمرا أو سرق أو زنا غير محصن مرارا كفى حد واحد ولو قذفه مرات كفى حد‬

‫واحد أيضا فى الأصح‪.‬‬

‫ولو زنى و هو غير محصن ثم زنى و هو محصن فهل يكتفى بالرجم وجهان فى أصل الروضة بلا‬
‫‪11‬‬
‫ترجيح ووجه المنع إختلاف جنسهما و لكن ص‪8‬حح البارزى فى كتاب التمييز التداخل‪.‬‬

‫بخلاف ما لو سرق وزنى وشرب وارتد فلا تداخل لاختلاف الجنس و لو سرق و قتل فى‬

‫المحاربة أي قطع الطريق فهل يقطع ثم يقتل أو يقتصر على القتل و الصلب و يندرج حد السرقة‬

‫فى حد المحاربة وجهان فى الروضة بلا ترجيح‬

‫ولو وطئ فى نهار رمضان مرتين لم تلزمه بالثانى كفارة لأنه لم يصادف صوما‪.‬‬

‫بخلاف ما لو وطئ فى الإحرام ثانيا فإن عليه شاة و لا تدخل فى الكفارة لمصادفته إحراما لم‬

‫يحل منه‪.‬‬
‫القاعدة العاشرة‬

‫إعمال الكلام أولى من إهماله‬

‫من فروعه ما لو أوصى بطبل و له طبل لهو و طبل حرب صح و حمل على الجائز‪.‬‬

‫و كذا لو كان له زق خمر و زق خل فأوصى بأحد هما صح و حمل على الخل‪.‬‬

‫و منها ما لو قال لزوجته و حمار أحدكما طالق فانها تطلق بخلاف ما لو قال ذلك لزوجته و‬

‫للأجنبية وقصد الأجنبية يقبل فى الأصح لكون الأجنبية من حيث الجملة قابلة‪.‬‬

‫و منها لو وقف على أولاده و ليس له إلا أولاد أولاد حمل عليهم‪.‬‬

‫و محل هذه القاعدة أن يستوي الإعمال و الإهمال بالنسبة إلى الكلام‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫أما إذا بعد الإعمال عن اللفظ و صار بالنسبة إليه كاللغز فلا يصير راجحا‪.‬‬

‫و من ثم لو أوصى بعود من عيدانه وله عود لهو و عود قسى وبناء فالأصح بطلان الوصية تنزيلا‬

‫على عود اللهو لان اسم العود عند الإطلاق له واستعماله فى غيره مرجوح و ليس كالطبل لوقوعه‬

‫على الجميع وقوعا واحدا‬

‫و لو قال زوجتك فاطمة و لم يقل بنتى لم يصح على الأصح لكثرة الفواطم‪.‬‬

‫و يدخل فى هذه القاعدة التأسيس أولى من التأكيد فاذا دار اللفظ بينهما تعين حمله التأسيس‪.‬‬

‫فلو قال أنت طالق أنت طالق و لم ينو شيأ فالأصح الحمل على الإستئناف‪.‬‬
‫القاعدة الحادية عشرة‬

‫الخراج بالضمان‬

‫هو حديث صحيح أخرجه الشافعى و غيره من حديث عائشة‪ .‬و سببه أن رجلان إبتاع عبدا‬

‫فأقام عنده ما شاء الله أن يقيم ثم وجد به عيبا فخاصمه الى النبي صلى الله عليه وسلم فرده عليه‬

‫فقال البائع يارسول الله قد استعمل غلامى فقال الخراج بالضمان أي الإنتفاع الذى انتفع به‬

‫المشترى مقابل بالضمان الذى عليه لو تلف المبيع عنده فما حدث من المبيع من ثمرة وغيرها‬

‫للمشترى‪.‬‬

‫عبدا فإن ولاءه يكون لابنها و لو جنى جناية خطأ‬


‫و خرج عن هذه القاعدة ما لو أعتقت المرأة ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫فالعقل على عصبتها دونه و قد يجئ مثله فى بعض العصبات يعقل و لا يرث‪.‬‬

‫كما إذا كان لشخص ابن و أخ ثم إذا جنى جناية خطأ فعلى الأخ عقله و إذا مات فاللابن‬

‫ميراثه‪.‬‬

‫القاعدة الثانية عشرة‬

‫الخروج من الخلاف مستحب‬


‫وفروعها كثيرة جدا فمنها استحباب الدلك فى الطهارة واستيعاب الرأس بالمسح وغسل‬

‫المني بالماء والترتيب فى قضاء الصلاة و ترك صلاة الأداء خلف القضاء وعكسه والقصر فى سفر‬

‫يبلغ ثلاث مراحل وتركه فيما دون ذلك ونية الامامة واجتناب استقبال القبلة واستدبارها مع‬

‫الساتر وقطع المتيمم الصلاة اذا رأى الماء خروجا من خلاف من اوجب ذلك‬

‫وكراهة الحيل فى باب الربا ونكاح البنت من الزنا خروجا من خلاف من حرمها و كراهة صلاة‬

‫المنفرد خلف الصف خروجا من خلاف من ابطلها وكراهة مفارقة الامام بلاعذر والاقتداء‬

‫خلال الصلاة خروجا من خلاف من لم يجوز ذلك‪.‬‬

‫" تنبيه" لمراعاة الخلاف شروط‬

‫ومن ثم كان فصل الوتر افضل من وصله ولم يراع‬


‫أحدها ان لا يوقع مراعاته فى خلاف اخر ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫خلاف ابى حنيفة القائل بمنع الفصل لأن من العلماء من لا يجيز الوصل‬

‫وثانيها ان لا يخالف سنة ثابتة ومن ثم سن رفع اليدين فى الصلاة ولم يبال برأي من قال بابطاله‬

‫الصلاة من الحنفية لانه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية نحو خمسين صحابيا‬

‫و ثالثها أن يقوى مدركه اى الدليل الذى استند اليه المجتهد بحيث لا يعد هفوة اى غلطا ومن‬

‫ثم كان الصوم فى السفر أفضل لمن قوى عليه ولم يبال يقول داود أنه لايصح‬

‫وقال الامام فى هذه المسألة إن المحققين لا يقيمون لخلاف أهل الظاهر وزنا‪.‬‬

‫القاعدة الثالثة عشرة‬


‫الدفع أقوى من الرفع‬

‫ولهذا الماء المستعمل اذا بلغ قلتين فى عوده طهورا وجهان ولو استعمال القلتين ابتداء لم يصر‬

‫مستعملا بلا خلاف والفرق أن الكثرة فى الابتداء دافعة وفى الانتهاء رافعة وللزوج منع الزوجته‬

‫من حج الفرض ولو شرعت فيه بغير إذنه ففى جواز تحللها قولان‪.‬‬

‫وجود الماء قبل الصلاة للمتيمم يمنع الدخول فيها وفى أثنائها لا يبطلها حيث تسقط به‪.‬‬

‫إختلاف الدين المانع من النكاح يدفعه إبتداء ولا يرفعه فى الأثناء بل يوقف على انقضاء العدة‬

‫الفسق يمنع انعقاد الامامة إبتداء ولوعرض فى الأثناء لم ينعزل‪.‬‬

‫القاعدة الرابعة عشرة‬


‫‪11‬‬
‫الرخص لا‪8‬تناط بالمعاص‬

‫ومن ثم لايستبيح العاص بسفره شيأ من رخص السفر من القصر والجمع والفطر والمسح ثلاثا‬

‫والتنفل على الراحلة الجمعة وأكل الميتة‪.‬‬

‫القاعدة الخامسة عشرة‬

‫الرخص لا تناط بالشك‬

‫ومن فروعها وجوب الغسل لمن شك فى جواز المسح ووجوب الإتمام لمن شك فى جواز‬

‫القصر‪.‬‬

‫القاعدة السادسة عشرة‬


‫الرضا بالشئ رضا بما يتولد منه‬

‫وقربت منها قاعدة‬

‫المتولد من مأذون فيه أثرله‬

‫ومن فروعها ‪ :‬رضا أحد الزوجين بعيب صاحبه فزاد فلا خيار له على الصحيح‪.‬‬

‫ومنها ما لو أذن لمراهن المرتهن فى ضرب المرهون فهلك فلا ضمان وكذا لو أذن له فى الوطء‬

‫فحبلت انفسخ الرهن‪.‬‬

‫ومنها لو سبق ماء طهر مسنون إلى الجوف بلا مبالغة فلا يفطر به‪.‬‬

‫‪ 11‬ففعل فسرى فهدرعلى الأصح‪.‬‬


‫ومنها لو قال مالك أمره أي الرشيد ‪ :‬إقطع يدي‬
‫‪8‬‬
‫ومنها لو قطع قصاصا أو حدا فسرى فلا ضمان ‪.‬‬

‫ومنها تطيب قبل الإحرام فسرى إلى موضع أخر بعد الإحرام فدية فيه‪.‬‬

‫ومنها محل الإستجمار معفو عنه فلو عرق فتلوث فالأصح العفو ‪.‬‬

‫ويستثنى من القاعدة ما كان مشروطا بسلامة العاقبة كضرب المعلم والزوج والمولى تعزيرالحاكم ‪.‬‬

‫القاعدة السابعة عشرة‬

‫السؤال معاد فى الجواب‬


‫ومن فروعها ما لو قيل لشخص على الإستخبار أطلقت زوجتك فقال نعم كان اقرارا به ولو‬

‫كان كاذبا ‪.‬‬

‫ولو قيل له على وجه إلتماس الإنشاء فاقتصر على قوله نعم فقولان‪.‬‬

‫أحدهما أنه كناية لا يقع إلا بالنية‪.‬‬

‫والثانى وهو الأصح انه صريح لأن السؤال معاد فى الجواب فكأنه قال طلقتها ‪.‬‬

‫ومنها لو قالت طلقنى بألف فقال طلقتك طلقت بألف وان لم يذكر المال فى الأصح‪.‬‬

‫و منها لو قال بعتك بألف فقال إشتريت صح بألف فى الأصح‪.‬‬

‫وخرج عن ذلك النكاح فإذا قال زوجتك بنتى‪11‬فقال قبلت لم يصح ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ومن فروع هذه القاعدة مسائل الإقرار كلها ‪.‬‬

‫فاذا قال لى عندك كذا فقال نعم أو قال ليس لى عليك كذا فقال بلى او قال أجل فى‬

‫الصورتين فهو إقرار بما سأله عنه‬

‫ولو قال لى عليك مائة فقال إلا درهما ففى كونه مقرا بما عدا المستثنى وجهان أصحهما المنع لأن‬

‫الإقرار لا يثبت بالمفهوم‬

‫القاعدة الثامنة عشرة‬

‫لا ينسب الى ساكت قول‬


‫وهذه عبارة الشافعى رضي الله عنه ‪ .‬ولهذا لو سكت عن وطء أمته لا يسقط المهر قطعا او‬

‫عن قطع عضو منه او إتلاف شيئ من ماله مع القدرة على الدفع لم يسقط ضمانه بلا خلاف‪.‬‬

‫بخلاف ما لو أذن ذلك ‪.‬‬

‫ولو سكتت الثيب عند الإستئذان فى النكاح لم يقم مقام الإذن قطعا ‪.‬‬

‫وخرج عن هذه القاعدة صور‪.‬‬

‫منها سكوت البكر فى النكاح إذن للأب والجد قطعا ولسائر العصبة والحاكم فى الأصح‪.‬‬

‫منها سكوت المدعى عليه عن الجواب بعد عرض اليمين عليه يجعله كالمنكر الناكل و ترد اليمين‬

‫على المدعى‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫و منها لو رأى السيد عبده يتلف ما لا لغيره و‪8‬سكت عنه ضمنه‪.‬‬

‫و منها لو نقض بعض أهل الذمة و لم ينكر الباقون بقول و لا فعل بل سكتوا إنتقض فيهم أيضا‪.‬‬

‫و منها إذا سكت المحرم و قد حلقه الحلاق مع القدرة على منعه لزمته الفدية على الأصح‪.‬‬

‫و منها لو باع العبد البالغ و هو ساكت صح البيع و لا يشترط أن يعرف البائع سيده فى الأصح‪.‬‬

‫ومنها القراءة على الشيخ و هو ساكت ينزل منزلة لفظه فى الأصح‪.‬‬

‫و منها مسائل أخر‪.‬‬


‫القاعدة التاسعة عشرة‬

‫ما كان أكثر فعلا كان أكثر فضلا‬

‫و أصلها قوله صلى الله عليه و سلم لعائشة أجرك قدر نصبك رواه مسلم و من ثم كان فصل الوتر‬

‫أفضل من وصله لزيادة النية و التكبير و السلام ‪.‬‬

‫و صلاة النفل قاعدا على نصف من أجر القائم‪.‬‬

‫و إفراد النسكين أفضل من القران‪.‬‬

‫و خرج عن ذلك صور ‪:‬‬

‫و منها القصر أفضل من الإتمام بشرط‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫أفضل الضحى ثمانية وإن كان أكثرها إثنى عشر‪.‬‬

‫و الوتر ثلاث ركعات أفضل من خمس أو سبع أو تسع‪.‬‬

‫قراءة سورة قصيرة فى الصلاة أفضل من بعض سورة و إن طال‪.‬‬

‫الصلاة مرة مع الجماعة أفضل من فعلها و حده خمسا و عشرين مرة‬

‫صلاة الصبح أفضل من غيرها‪.‬‬

‫ركعة الوتر أفضل من ركعتى الفجر و من التهجد و إن كثرت ركعاته‪.‬‬

‫تخفيف ركعتى الفجر أفضل من تطويلها‪.‬‬


‫صلاة اليد أفضل من الكسوف التصدق بالأضحية بعد أكل لقم يتبرك بها أفضل من التصدق‬

‫بجميعها‪.‬‬

‫الجمع بين المضمضة والإستنشاق بثلاث غرفات أفضل من الفصل بست و كذا الفصل بغرفتين‬

‫أفضل منه بست‪.‬‬

‫الإحرام من الميقات أفضل منه من دويرة أهله‪.‬‬

‫الحج والوقوف راكبا أفضل منه ماشيا تأسيا بفعله صلى الله عليه وسلم فى الصورتين‪.‬‬

‫القاعدة العشرون‬
‫‪11‬‬
‫أفضل من القاصر‬
‫المتعدي ‪8‬‬

‫ومن ثم قال أبو إسحق وإمام الحرمين وأبوه للقائم بفرض كفاية مزية على العين لأنه أسقط‬

‫الحرج عن الأمة‪.‬‬

‫وقال الشافعى طلب العلم أفضل من صلاة النافلة‪.‬‬

‫وأنكر الشيخ عزالدين هذا الإطلاق وقد يكون القاصر أفضل كالإيمان‪.‬‬

‫وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم التسبيح عقب الصلاة على الصدقة وقال خير أعمالكم‬

‫الصلاة‪.‬‬
‫وسئل اي الأعمال افضل فقال إيمان با الله ثم جهاد فى سبيل الله ثم حج مبرور وهذه كلها‬

‫قاصرة‪.‬‬

‫ثم اختار تبعا للغزالى فى الإحياء أن أفضل الطاعات على قدر المصالح الناشئة عنها‪.‬‬

‫القاعدة الحدية و العشرون‬

‫الفرض أفضل من النفل‬

‫قال صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه‪ ,‬وما تقرب إلىّ المتقربون بمثل أداء ما افترضت‬

‫عليهم‪ .‬رواه البخارى‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫المندوبات سبعين درجة واستثني عن هذه القاعدة صور‬
‫‪8‬‬ ‫وأن ثواب الفرائض تزيد على ثواب‬

‫منها إبراء المعسر فانه أفضل من إنظاره وإلا نظار واجب والإبراء مستحب‪.‬‬

‫ومنها إبتداء السلام فإنه سنة والرد واجب والإبتداء أفضل‪.‬‬

‫ومنها الوضوء قبل الوقت سنة وهو أفضل من الوضوء فى الوقت‪.‬‬

‫القاعدة الثانية و العشرون‬

‫الفضيلة المتعلقة بنفس العبادة أولى من المتعلقة بمكانها‬

‫كالصلاة فى البيت جماعة أفضل من الإفراد فى المسجد‪.‬‬


‫وصلاة النفل فى البيت أفضل منها فى المسجد لأن فعلها فى بيته فضيلة تتعلق بها فإنه سبب لتمام‬

‫الخشوع والإخلاص وأبعد عن الرياء‪.‬‬

‫والمحافظة على الرمل مع البعد من الكعبة فى الطواف أولى من المحافظة على القرب بلا رمل‪.‬‬

‫وخرج عن ذلك صور منها‪ :‬الجماعة القليلة فى المسجد القريب إذ اخشي التعطيل لو لم يحضر فيه‬

‫أفضل من الكثيرة فى غيره‪.‬‬

‫ومنها الجماعة فى المسجد أفضل منها فى غيره وإن كثرت‪.‬‬

‫القاعدة الثالثة و العشرون‬


‫‪11‬‬
‫يترك إلا لواجب‬
‫الواجب لا ‪8‬‬

‫وعبر قوم عنها بقواهم الواجب لا يترك لسنة وقوم بقولهم ما لابد منه لا يترك إلا لما لابد منه‬

‫مثال ذلك الرجوع من الركوع الى القيام لأجل السورة أو من القيام من الجلوس لأجل التشهد‬

‫الأول فى غير المأموم‪.‬‬

‫وقال قوم ‪ :‬ما كان ممنوعا إذا جاز وجب كأكل الميتة للمضطر وقطع اليد فى السرقة وإقامة‬

‫الحدود والختان والعود إلى التشهد الأول لمتابعة الإمام وكذا العود إلى القنوت‪.‬‬

‫والتنحنح بحيث يظهر الحرفان إن كان لأجل القراءة فعذر لأنه لواجب أو للجهر فلا لأنه سنة‪.‬‬

‫وخرج عن هذه القاعدة صور منها سجود السهو وسجود التلاوة لايجبان ولو لم يشرعا لم يجوزا‪.‬‬
‫ومنها رفع اليدين على التوالى فى تكبيرات العيد‪.‬‬

‫ومنها زيادة ركوع فى الصلاة الكسوف لا يجب ولو لم يشرع لم يجز‪.‬‬

‫ومنها قتل الحية فى الصلاة لا يجب ولو لم يشرع لكان مبطلا للصلاة‪.‬‬

‫ومنها نظر المخطوبة لايجب ولو لم يشرع لم يجز‪ .‬ومنها الكتابة لا تجب ولو لم تشرع لم تجز لأن‬

‫معاملة السيد لعبده غير جائزة‪.‬‬

‫القاعدة الرابعة و العشرون‬

‫ما أوجب أعظم الأمرين بخصوصه لا يوجب أهونهما بعمومه‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫وفيها فروع‪.‬‬

‫منها لا يجب على الزانى التعزيز بالملامسة والمفاخذة‪.‬‬

‫ومنها زنا المحصن لا يوجب الجلد لعموم كونه زنا‪.‬‬

‫ومنها خروج المني لا يجوب الوضوء على الصحيح لعموم كونه خارجا فإنه قد أوجب الغسل‬

‫الذى هو أعظم الأمرين‪.‬‬

‫وخرجت عن هذه القاعدة صور‪.‬‬

‫منها الحيض والنفاس والولادة فإنها توجب الغسل مع ايجابها الوضوء أيضا‪.‬‬
‫ومنها من إشترى فاسدا و وطئ لزمه المهر و أرش البكارة ولا يندرج فى المهر‪.‬‬

‫ومنها لو شهدوا على محصن بالزنا فرجم ثم رجعوا أقتص منهم ويحدون للقذف أولا‪.‬‬

‫ومنها من قاتل من أهل الكمال أكثر من غيره يرضح له مع السهم‪.‬‬

‫القاعدة الخامسة و العشرون‬

‫ما ثبت بالشرع مقدم على ما وجب بالشرط‬

‫ولهذا لا يصح نذرالواجب‪.‬‬

‫‪11‬قوله بألف ويقع رجعيا لأن المال يثبت بالشرط‬


‫ولو قال طلقتك بألف على أن لي الرجعة سقط‬
‫‪8‬‬
‫والرجعية بالشرع‪.‬‬

‫ولواشترى قريبه ونوى عتقه عن الكفارة لا يقع عنها لأن عتقه بالقرابة حكم قهري‪.‬‬

‫ومن لم يحج إذا أحرم بتطوع أو نذر وقع عن حجة الإسلام لأنه متعلق بالشرع و وقوعه عن‬

‫التطوع والنذر متعلق بايقاعه عنهما والأول أقوى‪.‬‬

‫القاعدة السادسة و العشرون‬

‫ما حرم إستعماله حرم إتخاذه‬


‫ومن ثم حرم إتخاذ آلات الملاهى و أوانى النقد و الكلب لمن لا يصيد والخنزير والفواسق والخمر‬

‫والحرير والحلي للرجل‪.‬‬

‫القاعدة السابعة و العشرون‬

‫ما حرم أخذه حرم إعطائه‬

‫كالربا وبذل الخمر ونحوه و الرشوة و أجرة النائحة ويستثنى صور‪.‬‬

‫منها الرشوة للحاكم ليعل الى حقه من ظالم فيجوز البذل ويحرم الأخذ‪.‬‬

‫و فك الأسير وإعطاء شيء لمن يخاف هجوه‪.7‬‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫و إعطاء الوصي شيئا من المال ظالما إذ اخاف أن يستولي عليه ليخلصه‪.‬‬

‫وإعطاء من سيصير قاضيا ما لا للسلطان على التولية إن تعينت عليه ويحرم على السلطان أخذه‪.‬‬

‫" نتبيه " يقرب من هذه القاعدة قاعدة‬

‫ما حرم فعله حرم طليه‪ .‬كالرشوة إلا فى مسألتين‪.‬‬

‫الأولى إذا ادعى دعوة صادقة فأنكر الغريم فله تحليفه مع أن لا يحلف يحرم فعله لقوله تعالى و‬

‫لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم الاية‪.‬‬

‫هجوه ‪ /‬هجره‬ ‫‪7‬‬


‫الثانية الجزية يجوز طلبها من الذمي مع أنه يحرم عليه إعطاؤها‬

‫لأنه متمكن من إزالة الكفر بالاسلام فإعطاؤه إياها إنما هو على استمرار الكفر وهو حرام‪.‬‬

‫القاعدة الثامنة والعشرون‬

‫المشغول لا يشغل‬

‫المرهون لا يرهن مرة أخرى‪.‬‬

‫والعاكف بمنى لايحرم بالعمرة لاشتغاله بالرمى و المبيت‪.‬‬

‫لا يجوز إيراد عقدين على عين واحدة فى محل‪11‬واحد كما لو رهن داره ثم آجرها أو آجر داره ثم‬
‫‪8‬‬
‫باعها‪.‬‬

‫وفى إبراد العقد على العقد ضربان‪.‬‬

‫أحدهما أن يكون قبل لزوم الأول وإتمامه فهو إبطال للأول كبيع المبيع فى زمن الخيار‪.‬‬

‫وثانيهما أن يكون بعد لزوم الأول وهو ضربان‪.‬‬

‫الأول أن يكون مع غير العاقد الأول فإن تضمن إبطال الأول لغا كما لو رهن داره ثم باعها‬

‫بغير إذن المرنهن‪.‬‬

‫وإلا صح كما لو آجر داره ثم باعها للآخر لأن مورد البيع العين والإجارة المنفعة‪.‬‬
‫الثانى أن يكون مع العاقد الأول فإن اختلف المورد يصح قطعا كما لو آجر داره ثم باعها من‬

‫المستأجر ولا تنفسخ الإجارة فى الأصح بخلاف ما لو تزوج بأمة ثم استراها فإنه يصح وينفسخ‬

‫النكاح لأن مالك اليمين أقوى من مالك النكاح‪.‬‬

‫وإن اتحد المورد كما لو إستأجر زوجته لإرضاع ولدها فإنه يصح على الأصح‪.‬‬

‫القاعدة التاسعة والعشرون‬

‫المكبر لا يكبر‬

‫و من ثم لا يسن التثليث فى غسلات نجس نحو الكلب خلافا لإبن حجر حيث قال سنية‬
‫‪11‬‬
‫التثليث أي بزيادة غسلتين بعد الطهر بسبع ‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫و لا التغليظ فى أيمان القسامة‪.8‬‬

‫" تنبيه " تجرى هذه القاعدة فى العربية أن صغية منتهى الجموع لا يجمع مرة أخرى و أن المصغر‬

‫لا يصغر أيضا‪.‬‬

‫و كذا المعرف لا يعرف فلا تدخل الألف و اللامر على العلم و المضاف‪.‬‬

‫القاعدة الثالثون‬

‫‪ 8‬أيمان القسامة ‪ :‬دعوى القتل ‪ 50‬يمينا‬


‫من استعجل شيأ قبل أوانه عوقب بحرمانه‬

‫و من فروعها إذا تخللت الخمر بطرح شىء فيها لم تطهر وإذا قتل الوارث مورثه لايرثه‪.‬‬

‫وخرج عن هذه القاعدة صور كثيرة‪.‬‬

‫منها لو قتلت أم الولد السيد عتقت قطعا لئلا تختل قاعدة أن أم الولد تعتق بالموت وكذا إذا‬

‫قتل المدبر سيده‪.‬‬

‫ولو قتل الموصى له الموصى إستحق الموصى به فى الأصح‪.‬‬

‫ولو أمسك زوجته مسيأ عشرتها لأجل إرثها ورثها فى الأصح او لأجل الخلع نفد فى الأصح‪.‬‬

‫الصلوات قطعا وكذا لو نفست به‪.‬‬


‫ولو شربت دواء فحاضت لم يجب عليها قضاء ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫ولو رمى نفسه من شاهق‪ 9‬ليصلى قاعدا لا يجب القضاء فى الأصح‪.‬‬

‫ولو طلق بائنا فى مرضه فرارا من الإرث نفد ولا يرثه فى الجديد لئلا يلزم التوريث بلا سبب و‬

‫لا نسب ولو باع المال قبل الحول فرارا من الزكاة صح جزما ولا تجب الزكاة‪.‬‬

‫ولو شرب شيئا قبل الفجر ليمرض فأصبح مريضا جازله الفطر‪.‬‬

‫ولو أفطر بالأكل متعديا ليجامع فلا كفارة‪.‬‬

‫ولو جبت ذكر زوجها أو هدم المستأجر الدار المستأجرة ثبت لهما الخيار فى الأصح‪.‬‬

‫شاهق ‪ :‬جبل مرتفع‬ ‫‪9‬‬


‫ولو خلل الخمر بلا طرح شيء فيها كنقلها من الشمس الى الظل وعكسه طهرت فى الأصح‪.‬‬

‫ولو قتلت الحرة نفسها قبل الدخول إستقر المهر فى الأصح‪.‬‬

‫" تنبيه" قال السيوطى لم يدخل فى هذه القاعدة إلا صورة قتل الوارث وأما تخليل الخمر فليست‬

‫العلة فى الإستعجال على الأصح بل تنجس الخل بالملاصق الواقع‪.‬‬

‫ومن ثم فالقاعدة التى لايحتاج الإستثناء منها هى من استعجل شيئا قبل أوانه ولم يكن لمصلحة‬

‫فى ثبوته عوقب بحرمانه ‪ -‬والله أعلم‪.‬‬

‫القاعدة الحادية والثالثون‬


‫‪11‬‬
‫النفل أوسع‪ 8‬من الفرض‬

‫ولهذا لا يجب فيه القيام ولا الإستقبال فى السفر‬

‫و لا تجديد الإجتهاد فى القبلة ولا تكرير التيمم ولا تبييت النية ولا يلزم بالشروع إلا الحج‬

‫والعمرة‪.‬‬

‫وقد يضيق النفل عن الفرض فى صور ترجع الى قاعدة ما جاز للضرورة يقدر بقدرها ومن‬

‫ذلك لا يشرع التيمم للنفل فى وجه ولا يشرع سجود السهو فى صلاة النفل فى قول غريب ولا‬

‫تجزئ النيابة عن المعضوب فى حج التطوع فى قول‪.‬‬


‫القاعدة الثانية والثالثون‬

‫الولاية الخاصية أقوى من الولاية العامة‬

‫ومن فروعها أن القاضىلا و لاية مع و جود الأب أو الجد‪.‬‬

‫و لو أذنت للقاض أن يزوجها بغير كفء لم يصح على الأصح عند الشيخين ولو زوجها الولى‬

‫الخاص صح وللولي الخاص إستيفاء القصاص والعفو عالى الدية والعفومجانا وليس للإمام العفو‬

‫مجانا‪.‬‬

‫" ضابط " الولي قد يكون وليا فى المال والنكاح كالأب والجد وقد يكون فى النكاح فقط‬

‫كسائر العصية وكالأب فيمن طرأ سفهها وقد يكون فى المال فقط كالوصي‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫" فائدة " مراتب الولاية أربع‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫الأولى ولاية الأب والجد وهى ثابتة شرعا فلو عزلا أنفسهما لم ينعزلا لكن إذا امتنعا من‬

‫التصرف تصرف القاضى‪.‬‬

‫والثانية ولاية الوكيل بإذن الموكل فلكل منهما العزل وحقيقته أنه فسخ عقد الوكالة‪.‬‬

‫والثالثة ولاية الوصية‪.‬‬

‫والرابعة ولاية ناظرالوقف‪.‬‬

‫القاعدة الثالثة الثالثون‬


‫لا عبرة بالظن البين خطؤه‬

‫و من فروعها لو ظن أنه متطهر فصلى فبان أنه محدث أو ظن دخول الوقت فصلى ثم بان أنه لم‬

‫يدخل أو طهارة الماء فتوضأ به ثم بان نجاسته أو ظن أن إمامه رجل أو قارئ فبان امرأة أو أميا‬

‫أو ظن بقاء الليل أو غروب الشمس فأكل ثم بان خلافه أو دفع الزكاة إلى من ظن أنه من‬

‫أهلها فبان خلافه لم يجز فى الصور كلها و كذا لو أنفق بائنا ظانا حملها فبانت حائلا استرد أو ظن‬

‫أن عليه دينا فأداه ثم بان خلافه أسترد أو سرق دنانير ظانا فلوسا قطع بخلاف ما لو سرق مالا‬

‫يظنه ملكه أو ملك أبيه فلا قطع كما لو وطئ امرأة يظنها زوجته أو أمته‪.‬‬

‫و يستثنى من ذلك صور‪.‬‬

‫‪ 11‬صحت صلاته‪.‬‬
‫منها لو صلى خلف من يظنه متطهرا فبان خلافه‬
‫‪8‬‬
‫و منها لو رأى المتيمم ركبا و ظن أو توهم أن معهم ماء وجب عليه الطلب و بطل تيممه و إن‬

‫بان خلافه‪.‬‬

‫و لو وطئ حرة أجنبية يظنها زوجته الرقيقة فالأصح أنها تعتد بقرأين إعتبارا بظنه‪.‬‬

‫أو وطئ أمة يظنها أنها زوجته الحرة فالأصح أنها تعتد بثلاثة أقراء إعتبارا بظنه‪.‬‬

‫القاعدة الرابعة و الثالثون‬

‫الإشتغال بغير المقصود إعراض عن المقصود‬


‫و لهذا لو خلف لا يسكن هذه الدار و لا يقيم فيها فتردد ساعة حنث‪.‬‬

‫و إن اشتغل بجمع متاعه و التهيؤ لأسباب النقلة فلا‪.‬‬

‫و لو قال طالب الشفعة للمشترى بكم اشتريت ؟‬

‫أو اتريت رخيصا ؟ بطا حقه‪.‬‬

‫القاعدة الخامسة والثالثون‬

‫لا ينكر المختلف فيه و إنما ينكر المجمع عليه‬

‫الانكار و لا يجب الإنكار فيما يختلف فيه إلا فى‬


‫كالزنا و اللواط وشرب الخمر و غيرها وجب ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫صور‪.‬‬

‫منها أن يكون ذلك المذهب بعيد المأخذ بحيث ينقض‬

‫و من ثم وجب الحد على المرتهن بوطئه المرهونة و لم ينظر لخلاف عطاء‬

‫و منها ما يترافع فيه لحاكم فيحكم بعقيدته‬

‫و لهذا يحد الحنفى بشرب النبيذ لأن الحاكم شافعى فلا يجوز أن يحكم بغير معتقده‪.‬‬

‫و منها أن يكون المنكر فى المنكر فيه حق كالزوج الشافعي يمنع زوجته الحنفية من شرب النبيذ‪.‬‬
‫القاعدة السادسة و الثالثون‬

‫يدخل القوي على الضعيف و لا عكس‬

‫و لهذا يجوز إدخل الحج على العمرة قطعا لا عكس على الأظهر و لو وطئ أمة ثم تزوج أختها‬

‫ثبت نكاحها و حرمت الأمة لأن الوطء بفراش النكاح أقوى من ملك اليمين‪.‬‬

‫و لو تقدم النكاح حرم عليه الوطء بالملك لأنه أضعف الفراشين‪.‬‬

‫القاعدة السابعة و الثالثون‬

‫يغتفر فى الوسائل ما لا يغتفر فى المقاصد‬


‫‪11‬‬
‫لأنه و سيلة و اتفقوا فى الصلاة لأنها مقصودة‪.‬‬
‫و لهذا اختلفوا فى إيجاب النية فى الوضوء و ‪8‬‬

‫و كذا اتفقوا بمنع توقيت الضمان واختلفوا فى الكفالة لأن الضمان التزام للمقصود و هو المال‬

‫و الكفالة إلتزم للوسيلة‪.‬‬

‫القاعدة الثامنة و الثالثون‬

‫الميسور و لا يسقط بالمعسور‬

‫و هي من أشهر القواعد المستنبطة من قوله صلى الله عليه و سلم إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما‬

‫استطعتم‪.‬‬
‫و فروعها كثيرة‪.‬‬

‫منها المقطوع بعض الأطراف يجب غسل الباقى جزما‪.‬‬

‫و منها القادر على بعض الستر يجب ستر ما أمكن‪.‬‬

‫ومنها القادر على بعض الفاتحة يأتى بلا خلاف‪.‬‬

‫ومنها إذا كان محدثا و عليه نجاسة و لم يجد إلا مايكفى أحدهما وجب غسل النجاسة قطعا‪.‬‬

‫ومنها غير ذلك‪.‬‬

‫و خرج عن هذه مسائل منها واجد بعض الرقبة فى الكفارة لا يعتقها بل ينتقل إلى البدل‪.‬‬

‫يأخد قسطه فيه‪.‬‬


‫ومنها إذا وجد الشفيع بعض ثمن الشقص لا ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫ومنها من قدر لبعض صوم اليوم لا يلزمه إمساكه‪.‬‬

‫ومنها لو أوصى باشتراء رقبة و لم يف الثلث لغا ما طلب و رجع المال للورثة‪.‬‬

‫و منها أذا طلع على عيب و لم يتيسر له الرد و لا إلا شهاد لا يلزمه التلفظ بالنسخ على الأصح‪.‬‬

‫القاعدة التاسعة والثالثون‬

‫ما لا يقبل التبعيض فا ختيار بعضه كاختيار كله وإسقاط بعضه كإسقاط كله‬

‫ومن فروعها إذا قال أنت طالق نصف طالقة أو بعضك طالق طلقت طلقة‪.‬‬
‫ومنها اذا عفا مستحق القصاص عن بعضه او عفا بعض المستحقين سقط كله‪.‬‬

‫" تنبيه " حيث جعلنا إختيار البعض إختيار الكل فهل يكون حكم الكل بالسراية أو نفس إيقاع‬

‫البعض هو إيقاع الكل‪ .‬فيه خلاف مشهور‪.‬‬

‫" ضابط " لايزيد البعض على الكل إلا فى مسألة واحدة وهى إذا قال أنت علي كظهر أمى فإنه‬

‫صريح ولو قال انت علي كأمى فكناية‪.‬‬

‫القاعدة األربعون‬

‫إذا اجتمع السبب او الغرور والمباشرة قدمت المباشرة‬

‫جاهلا به فلا ضمان على الغاصب فى الأظهر‪.‬‬


‫ومن فروعها‪ .‬لو اكل المالك طعامه المغصوب‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫وكذا لوقدمه الغاصب للمالك على أنه ضيافة فأكله فإن الغاصب يبرأ‪ .‬ولو غر بامرأة معيبة أو‬

‫رقيقة ووطئ وفسخ نكاحها فإذا غرم المهر لم يرجع به على الغار‪.‬‬

‫واستثنيت من هذه صور‪.‬‬

‫منها أذا غصب شاة وأمر قصابا بذبحها وهو جاهل بالحال فقرار الضمان على الغاصب قطعا‪.‬‬

‫ومنها إذا إستأجر لحمل طعاما فسلمه زائدا فحمله المؤجر جاهلا فتلفت الدابة ضمنها المستأجر فى‬

‫الأصح‪.‬‬

‫ومنها إذا أفتاه أهل الفتوى بإتلاف ثم تبين خطؤه فالضمان على المفتى‪.‬‬
‫ومنها قتل الجلاد بأمر الإمام ظلما وهو جاهل فالضمان على الإمام‪.‬‬

‫ومنها وقف ضيعة على قوم فصرفت غلتها إليهم فخرجت مستحقة ضمن الواقف‪ .‬والله أعلم‬

‫بالصواب ‪.‬‬

‫تم الكتاب الثانى بحوله تعالى وقونه وإعانة والحمدلله رب العالمين‪.‬‬

‫ويليه الكتاب الثالث إن شاءالله‪.‬‬

‫ليلة الثلاثاء ‪ 10‬جمادى الأولى ‪1406‬‬

‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
11
8
‫هداية الطلبة‬
‫فى القواعد الفقهية‬
‫للمدرسه العالية قدسية‬
‫الكتاب الثالث‬
‫نقلها يحيى عارف غفرهللا له ولوالديه ولمشايخه ولجميع‬
‫المسلمين‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬

‫أمين‬
‫طبع على نفقة مكتبة المدرسة قدميه منارة قدس‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫نحمد الله الذى أعاننا بإتمام الكتاب الثانى من هداية الطلبة فى قواعد الفقهية بهدايته الهادى‬

‫ونصلى ونسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه الكرام مادامت الليالى والأيام أما بعد‪.‬‬

‫فهذا هو الكتاب الثالث من هداية الطلبة فى قواعد الفقهية المشتمل على عشرين قاعدة‪.‬‬

‫ولا نرجو من الله إلا النفع به لى ولمن قرأه إلى يوم القيامة آمين‪.‬‬

‫الكتاب الثالث"‬

‫فى القواعد المختلف فيها لا يطلق الترجيح لاختلافه فى الفروع‪ .‬وهى عشرون قاعدة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬

‫القاعدة األولى‬

‫الجمعة ظهر مقصورة او صلاة على حيالها‬

‫أى مستقلة‪ .‬قولان والترجيح فيهما مختلف فى الفروع‪.‬‬

‫منها لو نوى بالجمعة الظهر المقصورة فإن قلنا هى صلاة على حيالها لم تصح‪ .‬وإن قلنا هى ظهر‬

‫مقصورة فوجهان‪.‬‬

‫احدهما تصح لأنه نوى الصلاة على حقيقتها‪.‬‬


‫والثانى لا تصح لأنها مقصود النية التمييز فوجب التمييز بما يخص الجمعة‪.‬‬

‫ولو نوى الجمعة فإن قلنا أنها صلاة مستقلة أجزأته‪ .‬وإن قلنا إنها ظهر مقصورة فهل يشترط نية‬

‫القصر فيه وجهان الصحيح لا‪ .‬والأصح فى هذا الفروع أنها صلاة مستقلة‬

‫ومنها لو اقتدى مسافر فى الظهر بمن يصلى الجمعة فإن قلنا هى ظهر مقصورة فله القصر وإلا لزمه‬

‫الإتمام وهو الأصح‬

‫ومنها هل له جمع العصر إليها لو صلاها وهو مسافر فإن قلنا هى صلاة مستقلة لم يجز وإلا‬

‫جازت وينبغى أن يكون الأصح الجواز‪.‬‬

‫ومنها إذ أخرج الوقت فيها فهل يتمونها ظهرا بناء أو يلزم الإستئناف فيه قولان فإن قلنا هى ظهر‬
‫‪11‬‬
‫مقصورة جاز البناء ويرجح فى هذا الفرع أنها ظهر‪8‬مقصورة‪.‬‬

‫ومنها لو صلى جمعة خلف مسافر نوى الظهر قاصرا فإن قلنا هى ظهر مقصورة صحت قطعا وإلا‬

‫جرى فى الصحة خلاف‪.‬‬

‫القاعدة الثانية‬

‫الصلاة خلف المجهول الحال إذا قلنا بالصحة هل هى صلاة جماعة أو انفرد‬

‫وجهان والترجيح مختلف فى الفروع‪ .‬فرجح الأول فى فروع‪.‬‬

‫منها لو كان فى الجمعة وتم العدد بغيره صحت‪.‬‬


‫وإن لم نقل بالصحة فلا تصح‪ .‬ولأصح الصحة‪.‬‬

‫ومنها لو سها الإمام أو المأمومون ثم علموا حدثه قبل الفراغ وفارقوه إن قلنا صلاتهم جماعة‬

‫سجدوا لسهو الإمام لا لسهوهم وإلا فبا لعكس والأصح الأول‪.‬‬

‫ويرجح الثانى فى فروع‪ .‬منها إذا أدركه المسبوق فى الركوع إن قلنا صلاة جماعة حسبت له‬

‫الركعة وإلا فلا‪ .‬والصحيح عدم الحسابان‬

‫القاعدة الثالثة‬
‫‪11‬‬
‫فرض أو أثنائة بطل فرضه وهل تبقى صلاته نفلا‬
‫من اتى بما ينافى الفرض دون النفل فى أول ‪8‬‬

‫او تبطل‬

‫فيه قولان والترجيح مختلف فرجح الأول فى فروع‬

‫منها إذا أحرم بفرض فأقيمت جماعة فسلم من الركعتين ليدركها فالأصح صحتها نفلا‬

‫ومنها إذا أحرم بالفرض قبل وقته جاهلا فالأصح الإنعقاد نفلا‬

‫ومنها إذا أتى بتكبيرة الإحرام فى الركوع أو بعضها فيه جاهلا فالأصح الإنقعاد نقلا‬

‫ويرجح الثانى فى الصورتين الأخرتين إذا كان عالما‬


‫وفيما إذا قلب فرضه إلى فرض آخر أو إلى نفل بلا سبب‬

‫وفيما إذا وجد المصلى قاعدا خفة فى صلاته وقدر على القيام فلم يقم‬

‫وفيما إذا أحرم القادر على القيام بالفرض قاعدا‬

‫القاعدة الرابعة‬

‫النذر هل يسلك به مسلك الواجب أو الجائز‬

‫‪11‬‬ ‫فيه قولان‬


‫‪8‬‬
‫والترجيح مختلف فى الفروع‪.‬‬

‫فمنها نذر الصلاة والأصح فيه الأول فيلزمه ركعتان ولا يجوز العقود مع القدرة على القيام ولا‬

‫فعلها على الراحلة ولا يجمع بينها وبين فرض أو نذر آخر بتيمم‪.‬‬

‫ولو نذر بعض ركعة أو سجدة لم ينعقد نذره على الأصح‬

‫ومنها نذر الصوم والأصح فيه الأصح فيجب التبيت ولا يجزئ إمساك بعض يوم ولا ينعقد نذر‬

‫صوم بعض يوم‬

‫ومنها لو نذر أن يصلى ركعتين فصلى أربعا بتسليمة بتشهد أو تشهدين فالأصح فيه الثانى فيجزيه‪.‬‬
‫القاعدة الخامسة‬

‫هل العبرة بصيغ العقود أو بمعانيها‬

‫فيه خلاف والترجيح مختلف فمنها إذا قال إشتريت منك ثوبا صفته كذا وكذا بهذه الدراهم‬

‫فقال بعتك فرجح الشيخان أنه ينعقد بيعا إعتبارا باللفظ ورجح السبكى أنه ينعقد سلما إعتبارا بالمعنى‬

‫ومنها إذا وهب بشرط الثواب فهل يكون هبة إعتبارا باللفظ أو بيعا إعتبارا بالمعنى فالراجح أنه‬

‫ينعقد بيعا‬

‫والأصح أن العبرة بصيغ القعود غالبا‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬

‫القاعدة السادسة‬

‫العين المستعارة للرهن هل المغلب فيها جانب الضمان أو جانب العارية‬

‫فيه قولان والترجيح مختلف فى الفروع‬

‫فمنها هل للمعير الرجوع بعد قبض المرتهن إن قلنا عارية نعم أو ضمان فلا وهو الأصح‬

‫ومنها لو تلف تحت يد المرتهن ضمنه الراهن على قول العارية ولا شيء على قول الضمان لا على‬

‫الراهن ولا على المرتهن والأصح يضمنه الراهن‬

‫ومنها الأصح إشتراط معرفة المعير جنس الدين وقدره وصفته بناء على الضمان‬
‫والثانى لا بناء على العارية‪.‬‬

‫القاعدة السابعة‬

‫الحوالة هل هي تبع أو استيفاء‬

‫فيه خلاف والترجيح مختلف فى الفروع‬

‫منها ثبوت الخيار الأصح لا بناء على أنها إستيفاء وقيل نعم بناء على أنها بيع‬

‫ومنها لو احتال بشرط أن يعطيه المحال عليه رهنا أو يقيم له ضامنا فوجهان إن قلنا بانها بيع جاز‬

‫أو استيفاء فلا والأصح الثانى‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫ومنها لو أحال على من لا دين له برضاه فالأصح بطلانها على أنها بيع والثانى يصح بناء على أنها‬

‫إستيفاء‬

‫القاعدة الثامنة‬

‫الإبرء هل هو إسقاط أو تمليك‬

‫فيه قولان والترجيح مختلف فى الفروع‬

‫منها الإبراء مما يجهله المبرئ والأصح فيه التمليك فلا يصح‬
‫ومنها إبراء المبهم كقوله لمدينيه أبرأت أحدكما والأصح فيه التمليك فلا يصح‬

‫ومنها إشتراط القبول والأصح فيه الإسقاط فلا يشترط‬

‫ومنها لو أبرأ ابنه عن دينه فليس له الرجوع على قول الإسقاط وله الرجوع على قول التمليك‬

‫ذكره الرافعى وقال النوويى ينبغى أن لا يكون له الرجوع على القولين كما لا يرجع إذا زال الملك‬

‫عن الموهب‪.‬‬

‫القاعدة التاسعة‬
‫‪11‬‬
‫الإقالة هل ‪8‬هى فسخ أو بيع‬

‫فيه قولان والترجيح مختلف فى الفروع‬

‫منها لو اشترى عبدا كافرا من كافر فأسلم ثم أراد إلا قالة فإن قلنا بيع لم يجز أو فسخ جاز‬

‫كالراد بالعيب فى الأصح‬

‫ومنها عدم ثبوت الخيارين فيها بناء على أنها فسخ وهو الأصح‬

‫والثانى نعم بناء على أنها بيع‪.‬‬


‫القاعدة العاشرة‬

‫الصداق المعين فى يد الزوج قبل القبض مضمون ضمان عقد أو ضمان يد‬

‫فيه قولان والترجيح مختلف فى الفروع‬

‫منها الأصح لا يصح بيعه قبل قبضه بناء على ضمان العقد‬

‫والثانى لا يصح بناء على ضمان اليد‬

‫ومنها إنفساخ الصداق إذا تلف أو أتلفه الزوج قبل قبضه والرجوع إلى مهر المثل بناء على ضمان‬

‫العقد‬

‫و الثانى لا ينفسخ ويلزم مثله أو قيمته بناء على ضمان اليد‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫ومنها لو أصدقها نصابا و لم تقبضه حتى حال الحول وجب عليها الزكاة فى الأصح كالمغصوب‬

‫ونحوه بناء على ضمان اليد وهو الأصح والثانى لا بناء على ضمان العقد كالمبيع قبل القبض‪.‬‬

‫القاعدة الحادية عشرة‬

‫الطلاق الرجعى هل يقطع النكاح أولا‬

‫فيه قولان والترجيح مختلف فى الفروع‬

‫منها لو مات عن رجعية فالأصح أنها لا تغسله والثانى تغسله كالزوجية‬


‫ومنها لو خالعها فالأصح الصحة بناء على أنها زوجة‬

‫" تنبهات " الأول جزم بالأول فى تحريم الوطء وسائر الإستمتاعات كلها والنظر والخلوة و جزم‬

‫بالثانى فى الإرث و لحوق الطلاق و صحة الظهار والإيلاء واللعان و وجوب النفقة‬

‫الثانى فى أصل القاعدة قول ثالث و هو الموقوف فإن لم يراجعها حتى انقضت العدة فهو قاطع‬

‫النكاح وإلا فلا‬

‫الثالث يعبر عن القاعدة بعبارة أخرى وهى الرجعة هل هى إبتداء النكاح أو استدامته فصحح‬

‫الأول فيما إذا طلق المولى فى المدة ثم راجعها بأنها تستأنف ولا تبنى‪ .‬وصحح الثانى فى أن العبد‬

‫يراجع بغير إذن سيده وأنه لا يشترط فيه الإشهاد وأنها تصح فى الإحرام‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬

‫القاعدة الثانية عشرة‬

‫الظاهر هل المغلب فيه مشابهة الطلاق أو مشبهة اليمين‬

‫فيه خلاف والترجيح مختلف فى الفروع فرجح الأول فى فروع‬

‫منها إذا ظاهر من أربع نساء وبكلمة واحدة فقال أنتن علي كظهر أمى فإذا أمسكهن لزمه أربع‬

‫كفارات على الجديد تشبيها بالطلاق ولقديم كفارة واحدة تشبيها باليمين‬

‫ومنها هل يصح بالخط الأصح نعم كالطلاق و رجع الثانى فى فروع‬

‫منها التوكيل فيه فالأصح المنع كاليمين‪ .‬والثانى الجوار كالطلاق‪.‬‬


‫القاعدة الثالثة عشرة‬

‫فرض الكفاية هل يتعين بالشروع أم لا‬

‫فيه خلاف رجح إبن الرفعة فلى المطلب الأولى ورجح البرزي فى التمييز الثانية‬

‫وقال الزركشي فى الخادم ولم يرجح الرافعي والنووي شيئا لأنها من القواعد التى لم يطلق فيها‬

‫الترجيح فى فروعها‬

‫فمنها صلاة الجنازة الأصح تعيينها بالشروع لما فى الإعراض عنها من هتك حرمة الميت‬

‫ومنها الجهاد ولاخلاف أنه يتعين بالشروع‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫ولك أن تبدل هذه القاعدة بقاعدة أعم منها فتقول‪ :‬فرض الكفاية هل يعطى حكم فرض العين‬

‫أو حكم النفل‪.‬‬

‫فيه خلاف والترجيح مختلف فى الفروع‬

‫فمنها الجمع بينه وبين فرض آخر بتيمم فيه وجهان والأصح الجواز‬

‫ومنها الصلاة الجنازة قاعدا مع القدرة على الراحلة فيه خلاف والأصح المنع لأن القيام معظم‬

‫أركانها فلم يجز تركه مع القدرة بخلاف الجمع بينها وبين غيرها بالتيمم‪.‬‬
‫القاعدة الرابعة عشرة‬

‫الزائل العائد هل هو كالذى لم يزل أو كالذى لم يعد‬

‫فيه خلاف والترجيح مختلف فى الفروع‪ .‬فرجح الأول فى فروع‬

‫إذا خرج المعجل له الزكاة عن الإستحقاق فى أثناء الحول ثم عاد تجزئ فى الأصح‬

‫ومنها إذا فاتته صلاة فى السفر ثم أقام ثم سافر يقصرها فى الأصح‪.‬‬

‫ورجح الثانى فى فروع‪ .‬منها لو زال الموهوب عن ملك الفرع ثم عاد فلا رجوع للأصل فى الأصح‬

‫ومنها لو جن قاض أو خرج عن الأهله ثم عاد لم تعد ولايته فى الأصح‬

‫‪ 11‬وباع ثم علم العيب ورد عليه به فله رده قطعا‪.‬‬


‫وجزم بالأول فى الصور ومنها إذل اشترى معيبا‬
‫‪8‬‬
‫وجزم بالثانى فى صور منها إذا تغير الماء الكثير بنجاسة ثم زال التغير عاد طهورا فلو عاد التغير‬

‫بعد زواله والنجاسة غير جامدة لم يعد التنجس قطعا‬

‫القاعدة الخامسة عشرة‬

‫هل العبرة بالحال أو بالمال‬

‫فيه خلاف والترجيح مختلف ويعبر عن هذه القاعدة بعبارات‬

‫منها ما قارب الشىء هل يعطى حكمه‬


‫ومنها والمشرف على الزوال هل يعطى حكم الزائل‬

‫ومنها والمتوقع هل يعطى كالواقع‬

‫وفيها فروع‬

‫منها إذا حلف ليأكلن هذا الرغيف غدا فأتلفه قبل الغد فهل يحنث فى الحال أو حتى يجئ الغد‬

‫وجهان أصحهما الثانى‬

‫ومنها لو كان القميص ب حيث تظهر منه العورة عند الركوع ولا تظهر عند القيام فهل تنعقد‬

‫صلاته وتبطل عند الركوع أو لا تنعقد أصلا وجهان أصحهما الأول‬

‫جزم باعتبار الحال فى مسائل‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫منها إذا وهب للطفل من يعتق عليه وهو معسر وجب على الولي قبوله لأنه لا يلزمه نفقته فى‬

‫الحال فكان قبول هذه الهبة تحصيل خير وهو العتق بلا ضرر ولا ينظر الى ما يتوقع حصوله من‬

‫يسار الصبي وإعسار هذا القريب لأنه غير متحقق أنه آيل‬

‫وجزم باعتبار المآل فى مسائل‬

‫منها جواز التيمم لمن معه ما يحتاج إلى شربه فى المآل لا فى الحال‬

‫" تنبيه " يلتحق بهذه القاعدة قاعدة‪ .‬تنزيل الإكتساب منزلة المال الحاضر‪ .‬فيها فروع‬

‫منها فى الفقر والمسكنة قطعوا بأن القادر على الكسب كواجد المال‬
‫و منها فى سهم الغارمين الأشبه لا ينزل‬

‫ومنها من له أصل وفرع ولا مال له هل يلزمه إلاكتساب للإنفاق عليهما وجهان أحدهما‬

‫لايجب ولأصح نعم وفى التتمة أما بالنسبة إلى نفقة الفروع فيجب إلاكتساب قطعا وإلى نفقة‬

‫الأصول لا‬

‫"مهمة" وأعم من هذه القاعدة ما قارب الشئ هل يعطى حكمه خلاف وفيه فروع‬

‫منها لا يملك المكاتب ما فى يده على الأصح‬

‫ومنها تحريم مباشرة الحائض قريبا من الفرج‬

‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫القاعدة السادسة عشرة‬

‫إذا بطل الخصوص هل يبقى العموم‬

‫فيه خلاف والترجيح مختلف فى الفروع فمنها إذا تحرم بالفرض فبان عدم دخول الوقت بطل‬

‫خصوص كونها ظهرا مثلا ويبقى نفلا فى الأصح‬

‫ومنها لو أحرم بالحج فى غير أشهره بطل ويبقى أصل الإحرام فينعقد عمرة فى الأصح‬

‫ومنها لو علق الوكالة بشرط فسدت وجاز له التصرف لعموم الإذن فى الأصح‬

‫ومنها لو تيمم لفرض قبل وقته فالأصح البطلان وعدم استباحة النفل به‬
‫ومنها لو وجد القاعد خفة فى أثناء الصلاة فلم يقم بطلت ولا يتم نفلا فى الأظهر‬

‫"تنبيه" جزم ببقائه فى صور منها إذا أعتق معيبا عن كفارة بطل كونه كفارة وعتق جزما‬

‫ومنها لو أخرج زكاة ماله الغائب فبان تالفا و قعت تطوعا قطعا‬

‫وجزم بعدمه فى صور منها لو وكله ببيع فاسد فليس له البيع قطعا لا صحيحا لأنه لم يأذن فيه‬

‫ولا فاسدا لعدم إذن الشرع فيه‬

‫ومنها لو أحرم بصلاة الكسوف فبان الإنجلاء قبل تحرمه بها لم ينعقد نفلا قطعا لعدم نفل على‬

‫هيئتها حتى يندرج فى نيته‬

‫ومنها لو أشار إلى ظبية وقال هذه ضحية لغا ولا يلزمه التصدق بها قطعا‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬

‫القاعدة السابعة عشرة‬

‫الحمل هل يعطى حكم المعلوم أو المجهول‬

‫فيه خلاف والترجيح مختلف فى الفروع‬

‫فمنها بيع الحامل إلا حملها فيه قولان أظهرهما لا يصح بناء على أنه مجهول و استثناء المجهول من‬

‫المعلوم صار الكل المجهولا‬


‫ومنها لو باعها بشرط أنها حامل ففيه قولان أحدهما البطلان لأنه شرط معها شيئا مجهولا‬

‫وأصحهما الصحة بناء على أنه معلوم لأن الشارع أوجب الحوامل فى الدية‬

‫"تنبيه" جزم بإعطائه حكم المجهول فيما إذا بيع وحده فلا يصح قطعا وبإعطائه حكم المعلوم فى‬

‫الوصية له الوقف عليه فيصحان قطعا‬

‫القاعدة الثامنة عشرة‬

‫النادر هل يلحق بجنسه أو بنفسه‬

‫فيه خلاف والترجيح مختلف فى الفروع‬


‫‪11‬‬
‫فمنها مس الذكر المبان فيه وجهان أصحهما أنه ‪8‬ينقض لأنه يسمى ذكرا‬

‫ومنها لمس العضو المبان من المرأة فيه وجهان أصحهما عدم النقض لأنه لا يسمى امرأة‬

‫"تنبيه" جزم بالأول فى صور‬

‫منها من خلق له وجهان ولم يتميز الزائد منهما يجب غسلهما قطعا‬

‫ومن أتت بولد لستة أشهر ولحظتين من الوطء يلحق قطعا وإن كان نادرا‬

‫وجزم بالثانى فى صور منها الأصح الزائدة لا تلحق بالأصلية فى الدية قطعا وكذا سائر الأعضاء‬
‫القاعدة التاسعة عشرة‬

‫القادر على القين هل له الإجتهاد والأخذ بالظن‬

‫فيه خلاف والترجيح مختلف فى الفروع‬

‫فمنها من معه إناآن أحدهما نجس وهو قادر على يقين الطهارة لكونه فى البحر أوله ثالث طاهر أو‬

‫يقدر على خلطهما وهما قلتان والأصح أن له الإجتهاد‬

‫ومنها لو كان معه ثوبان أحدهما نجس وهو قادر على طاهر بيقين والأصح أن له الإجتهاد‬

‫"تنبيه" جزم بالمنع فيما إذا وجد المجتهد نصا فلا يعدل عنه إلى لإجتهاد جزما‬

‫وفى المكي لا يجتهد فى القبلة جزما‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫وجزم بالجواز فيمن اشتبه عليه لبن طاهر ومتنجس ومعه ثالث طاهر بيقين ولا اضطرار فإنه‬

‫مجتهد بلا خلاف ذكره فى شرح المهذب‪.‬‬

‫القاعدة العشرون‬

‫المانع الطارئ هل هو كالمقارن‬

‫فيه خلاف والترجيح مختلف فى الفروع‬

‫فمنهما طريان الكثرة على الماء المستعمل يحكم بالطهورية على الأصح فهو كالمقارن‬

‫و منها طريان القدرة على الماء فى أثناء الصلاة فالأصح لا يبطل الصلاة فهو ليس كالمقارن‬
‫وجزم بأن الطارئ كالمقارن فى صور‬

‫منها طريان الكثرة على الماء المتنجس والردة على النكاح ونية القنية على عروض التجارة‬

‫وجزم بعكسه فى صور‬

‫منها طريان الإحرام وهو متزوج لم يؤثر‬

‫و وجدان الرقبية فى أثناء الصوم‬

‫"خاتمة" يعتبر عن أحد شقي هذه القاعدة بقاعدة يغتفر فى الدوام ما لا يغتفر فى الإبتداء‬

‫ولهم قاعدة عكس هذه القاعدة وهي يغتفر فى الإبتداء ما لا يغتفر فى الدوام‬

‫انفض واحد ومعهم خنثى فلا تبطل جمعتهم‬


‫ومثال الأولى ما لو أحرم بأربعين فى الجمعة ثم ‪11‬‬
‫‪8‬‬

‫ومثال الثانية ما لو طلع الفجر وهو مجامع فينزع فى الحال صح صومه‬

‫والله أعلم بالصواب‬

‫تم الكتاب الثالث بحوله تعالى و عونه و لا أرجو منه الا النفع به و الثواب‪.‬‬

‫ليلة السبت ‪ -21-‬جمادى الأول ‪1406‬‬

‫‪ – 1‬فيبروارى ‪1986‬‬
‫هداية الطلبة‬
‫فى القواعد الفقهية‬
‫للمدرسه العالية قدسية‬
‫الكتاب الرابع‬
‫نقلها يحيى عارف غفرهللا له ولوالديه ولمشايخه ولجميع‬
‫المسلمين‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫أمين‬
‫طبع على نفقة مكتبة المدرسة قدميه منارة قدس‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫نحمد الله الموفق لا تمام الكاب الثالثة من هداية الطلبة فى القواعد الفقهية‪ .‬ونصلى ونسلم على نبيه‬

‫ورسوله سيدنا محمد خير البرية وعلى آله وصحبه وأتباعه ما دامت الكلية والجزئية‪.‬‬

‫أما بعد‪ ..‬فهذا هوالكتاب الرابع من هداية الطلبة فى القواعد الفقهية كتبته ونقله من الأشباه‬

‫والنظائر ليزداد علم الطلبة فى معرفة مسائل الفقهية‪.‬‬

‫والله نسأل أن ينفع به لنا ولمن قرأه الى يوم القيامة‬

‫مكتبة ابن الدماكي‬

‫غفرالله له والوالديه‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫الكتاب الرب‬

‫فى أحكام يكثر ذورها ويقبح بالفقيه جهلها‬

‫" القول فى الناس والجاهل والمكره"‬

‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وضع عن أمي الخطأ والنسيان وما استكر هوا عليه‪.‬‬

‫وفى رواية‪ :‬تجاوز‪ -‬رفع – تجاوزلى ‪ -‬وغير ذلك من الروايات والأخبار‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫إعلم أن قاعدة الفقه أن النسيان والجهل مسقط للاثم مطلقا‬

‫وأما الحكم فان وقعا فى ترك مأمور لم يسقط بل يجب تداركه‬

‫‪11‬فيه‬
‫أو فعل منهي ليس من باب الإتلاف فلا شىئ‬
‫‪8‬‬
‫أو فيه إتلاف لم يسقط الظمان‬

‫فإن كان يوجب عقوبة كان شبهة فى إسقاطها‬

‫وخرج عن ذلك صور نادرة فهذه أقسام‪.‬‬

‫فمن فروع القسام الأول‪ :‬أى ترك مأمور‬

‫الأول من نسى صلاة أو صوما أو حجا أو زكاة أو كفارة أو نذرا وجب تدراكه بالقضاء بلا‬

‫خلاف‬

‫‪ 10‬قوله مطلقا ‪ :‬اى وقع فى ترك المأمور‪ 0‬أو فعل المنهى من باب االتالف و غيره‬
‫و كذا لو وقف بغير عرفة يجب القضاء إتفاقا‬

‫الثانى من نسي الترتيب فى الوضوء‬

‫الثالث من نسي الماء فى رحله فتيمم وصلى ثم ذكره‬

‫الرابع من صلى بنجاسة لا يعفى عنها ناسيا أو جاهلا‬

‫الخامس من نسي قراءة الفاتحة فى الصلاة‬

‫السادس من تيقن الخطأ فى الإجتهاد فى الماء والقبلة والثوب و وقت الصلاة والصوم والوقوف‬

‫بأن بان وقوعها قبله‬

‫السابع من صلوا لسواد ظنوه عدوا فبان خلافه‪11‬‬


‫‪8‬‬
‫الثامن من دفع الزكاة الى من ظنه فقيرا فبان غنيا‬

‫التاسع من استناب فى الحج لكونه معضوبا فبرئ ففى هذه الصور كلها خلاف والصحيح فى‬

‫الجميع عدم الإجزاء و وجوب الإعادة‬

‫ولو صادف الصلاة أو الصوم بعد الوقت أجزأ بلا خلاف والأصح أنه قضاء‬

‫لأنه خارج عن وقته‬

‫وأما الوقوف إن صادف يعد الوقت فإن صادف الحادى عشر لم يجز بلا خلاف كما لو صادف‬

‫السابع‬
‫وإن صادف العاشر أجزأ ولا قضاء‬

‫لأنهم لو كلفوابه لم يأمنوا الغلط فى العام الآتى أيضا‬

‫وفرق بين الغلط فى الثامن والعاشر بوجهين‪ :‬أحدهما أن تأخير العبادة عن الوقت أقرب إلى‬

‫الإحتساب من تقديمها عليه‬

‫والثان ِى أن الغلط بالتقديم يمكن الإحتراز عنه فانما يقع الغلط فى الحساب أو الخلل فى الشهود‬

‫الذين شهدوا بتقديم الهلال‪ .‬والغلط بالتأخير قد يكون بالغيم المانع من الرؤية ومثل ذلك لا يمكن‬

‫الإحتراز عنه أما لو وقع الغلط بسبب الحساب فإنه لا يجزئ بلا شك لتفريطهم‪.‬‬

‫ومن فروع هذه القسم فى غير العبادات ما لو فاضل غى الربويات جاهلا فإن العقد يبطل إتفاقا‬
‫‪11‬‬
‫فهو من باب ترك المأمورات لأن المماثلة شرط ‪8‬بل العلم بها أيضا وكذا لو عقد البيع أو غيره على‬

‫عين يظنها ملكه فبانت بخلافه أو النكاح على محرم أو غيرها من المحرمات جاهلا لايصح‪.‬‬

‫ومن فروع القسم الثانى أى فعل منهي غير إتالف‪.‬‬

‫الاول من شرب الخمر جاهلا فلا ح ّد ولا تعزير‬

‫الثانى ومنها لو قال‪ :‬أنت أزنى من فلان‪ ,‬ولم يصرح فى لفظه بزنى فلان‪ ,‬لكنه كان ثبت زناه‬

‫بإقرار أو ببينة والقائل جاهلا‪ ,‬فليس بقادف‪ .‬بخلاف ما لو علم به فيكون قادفا لهما‪.‬‬

‫الثالث ومنها الإتيان بمفسدات العبادة ناسيا أو جاهلا كالأكل فى الصلاة والصوم وفعل ما ينا‬

‫فى الصلاة من كلام وغيره والجماع فى الصوم والإعتكاف والإحرام والخروج من المعتكف والعود‬
‫من قيام الثالثة الى التشهد ومن السجود إلى القنوت ولإقتداء بمحدث أو ذوى نجاسة وسبق الإمام‬

‫بركنين ومرأعاة المأموم ترتيب نفسه أذا ركع الإمام فى الثانية وارتكاب محظورات الإحرام ال ّتى‬

‫ليست بإتلاف كاللبس والإستمتاع والدهن والطيب سواء جهل التحريم أو كونه طيبا‪ .‬والحكم فى‬

‫الجميع عدم الإفساد وعدم الكفارة والفدية وفى اكثرها خلاف‪.‬‬

‫واستثنى من ذلك‪ :‬الفعل الكثير فى الصلاة كالأكل فانه يبطلها فى الأصح لندوره‬

‫وألحق بعضهم الصوم بالصلاة فى ذلك‪ .‬والأصح أنه لا يبطل بالكثير لأنه لا يندر فيه بخلاف‬

‫الصلاة لأن فيها هيئة مذكرة‪.‬‬

‫الرابع ومنها لو سلم عن ركعتين ناسيا وتكلم عامدا لظنه إكمال صلاته لا تبطل صلاته لظنه انه‬
‫‪11‬‬ ‫ليس فى الصلاة‬
‫‪8‬‬
‫ونظره ما لو تحلل من الإحرام وجامع ثم بان أنه لم يتحلل لكون زمنه وقع قبل نصف الليل‪.‬‬

‫والمذهب أنه لا يفسد حجه‪.‬‬

‫ومن نظائره أيضا‪ :‬لو أكل ناسيا فظن بطلان صومه فجامع‪ ,‬ففى وجه لا يفطر قياسا عليه‪.‬‬

‫ن الصبح لم يطلع‪ ,‬فبان خلافه‪ ,‬ولكن لا تجب الكفارة‪,‬‬


‫والأصح الفطر‪ ,‬كما لو جامع على ظنّ أ ّ‬

‫لأنه وطئ وهو يعتقد أن ّه غير صائم‪.‬‬

‫من فروع القسم الثالث إتالف المال ‪.‬‬


‫فلو قدّم له غاصب طعاما ضيافة فأكله جاهلا فقرارالظمان عليه فى أظهر القولين‪ .‬ويجريان فى‬

‫إتلاف مال نفسه جاهلا‬

‫وفيه صور‪:‬‬

‫منها‪ :‬لو قدّم له الغاصب المغصوب منه فأكله ضيافة جاهلا‪ .‬برئ الغاصب فى الأظهر‪.‬‬

‫ومنها‪ :‬لو أتلف المشترى المبيع قبل القبض جاهلا فهو قابض فى الأظهر‪.‬‬

‫ومنها‪ :‬لو خاطب زوجته بالطلاق جاهلا بأنها زوجته بأن كان فى ظلمة‪ ,‬أو أنكحها له وليه أو‬

‫وكيله ولم يعلم وقع وفيه إحتمال للإمام‪.‬‬

‫ومنها‪ :‬لو خاطب أمته بالعتق كذلك قال الرافعى ومن نظائرها‪ :‬ما إذا نسي أن له زوجة فقال‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬ ‫زوجتى طالق‪.‬‬

‫ومنها‪ :‬إذا قال الغاصب لمالك العبد المغصوب أعتق عبدى هذا‪ ,‬فأعتقه جاهلا‪ ,‬عتق على‬

‫الصحيح‬

‫وخرج عن هذه النظائر مسألة‪ .‬وهى ما إذا استحق القصاص على رجل فقتله خطأ فالأصح أنه‬

‫لا يقع الموقع‬

‫ومن فروع هذا القسم أيضا محظورات الإحرام ال ّتى هى إتلاف كإزالة الشعر والظفر وقيل‬

‫الصيد لا يسقط فديتها بالجهل والنسيان‪.‬‬


‫ومنها يمين الناسى والجاهل‪ ,‬فإذا حلف على شىئ بالله أو الطلاق أوالعتق أن يفعله فتركه ناسيا‪,‬‬

‫أو لا يفعله ففعله ناسيا للحلف أو جاهلا انه المحلوف عليه فقولان فى الحنث‪ ,‬رجّ ح كلا ّ المرجحون‪.‬‬

‫ورجح الرافعى فى المحرر عدم الحنث مطلقا‪ ,‬واختاره فى زوائد الروضة والفتاوى‪.‬‬

‫ثم استثنى من ذلك‪ :‬ما لو حلف لا يفعل عامدا ولا ناسيا‪ ,‬فإنه يحنث بالفعل ناسيا بلا خلاف‬

‫لا لتزام حكمه‪ .‬هذا فى الحلف على المستقبل‪.‬‬

‫أما على الماضى‪ ,‬كأن حلف أنه لم يفعل‪ ,‬ثم تبين أنه فعله فالذى تلقفناه من مشايخنا أنه يحنث‪.‬‬

‫ويدل له قول النووىّ فى فتاويه‪ :‬صورة المسألة أن يعل ّق الطلاق على فعل شىء‪ ,‬فيفعله ناسيا‬

‫لليمين أو جاهلا بأنه المحلوف عليه‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫والذى فى الشرح والروضة‪ :‬أن فيه القولين فى ‪8‬الن ّاسى ومقتضاه عدم الحنث‪.‬‬

‫خف غيره‪ ,‬فقالت له امرأته‪ :‬إستبدلت بخفّك‬


‫وعبارة الروضة‪ :‬لو جلس مع جعاعة فقام ولبس ّ‬

‫خف غيرك‪ ,‬فخلف بالطلاق‪ :‬أنه لم يفعل‪ ,‬إن قصد أنى لم آخذ بدله كان كاذبا‪ ,‬فإن كان‬
‫وليست ّ‬

‫عالما طلقت‪ ,‬وإن كان ساهيا‪ ,‬فعلى قولى طلاق الناسى‪.‬أه‬

‫ولك أنه تقول‪ :‬لا يلزم من إجزاء القولين الإستواء فى التصحيح‪.‬‬

‫قال ابن رزين‪ :‬للجهل والنسيان والإكراه حالتان‬


‫إحداهما أن يكون ذلك واقعا فى نفس اليمين أو الطلاق فمذهب الشافعى أن المكره على الطلاق‪,‬‬

‫لا يقع طلاقه اذا كان غير مختار لذلك من جهة غير الإكراه‪ ,‬بل طاوع المكره فيما أكرهه عليه‬

‫بعينه وصفته‪.‬‬

‫ويستوى فى ذلك الاكراه على اليمين وعلى التعليق ويلتحق بالكراه فى ذلك الجهل الذى يفقد‬

‫معه القصد إلى اللفظ مع عدم فهم معناه و النسيان‪ .‬و ذلك بأن يتلفظ بالطلاق من لا يعرف‬

‫معناه أصلا أو عرفه ثم نسيه‪ .‬فهذان نظير المكره‪ ,‬فلا يقع بذلك طلاق ولا ينعقد بمثله يمين‪,‬‬

‫وذلك إذا حلف باسم من أسماء الله تعالى وهو لا يعرف أنه اسمه‪.‬‬

‫أما إذا جهل المحلوف عليه أو نسيه‪ ,‬كما إذا دخل زيد الدار وجهل ذلك الحالف أو علمه ثم‬

‫نسيه فحلف بالله أو بالطلاق‪ :‬أنه ليس فى الدار‪11‬فهذه يمين ظاهرها تصديق نفسه فى النفي وقد‬
‫‪8‬‬
‫يعرض فيها أن يصدق الأمر كذلك (فى اعتقاده أو فيها انتهى إليه علمه اى لم يعلم خلافه ولا‬

‫يكون قصده الجزم بأن الأمر كذلك) فى الحقيقة بل ترجح يمينه إلى أنه حلف أنه يعتقد كذا أو‬

‫يظنه وهو صادق فى أنه يعتقد ذلك أو ظان له فأن قصد الحلف ذلك حالة اليمين أو تلفظ به‬

‫متصلابها لم يحنث‪ ,‬وإن قصد المعنى الأول أو أطلق ففى وقوع الطلاق و وجوب الكفارة قولان‬

‫مشهوران مأخذهما‪ :‬أن النسيان والجهل هل يكونان عذراله فى ذلك كما كانا عذرا فى باب الأوامر‬

‫والنواهى‪ ,‬أم لا يكونان عذرا كما لم يكونا فى غرامات المتلفات؟‬

‫ويقوى إلحاقهما باإتلاف بأن الحالف بالله أن زيدا فى الدار أذا لم يكن فيها قد انثهك حرمة‬

‫إلاسم الأعظم جاهلا أو ناسيا فهو كالجانى خطأ‪ .‬والحالف بالطلاق إن كانت يمينه بصيغة التعليق‬
‫كقوله إن لم يكن زيد فى الدار فزوجتى طالق إذا لم يكن فيها فقد تحقق الشرط الذى عل ّق‬

‫الطلاق عليه فانه لم يتعرض إلا لتعليق الطلاق على عدم كونه فى الدار ولا أثر لكونه جاهلا أو‬

‫ناسيا فى عدم كونه فى الدار‬

‫وأما إذا كان بغير صفة التعليق كقوله لزوجته أنت طالق لقد خرج زيد من الدار‪ ,‬وكقوله‪:‬‬

‫الطلاق يلزمنى ليس زيد فى الدار‪ .‬فهذا إذا قصد به اليمين‪ ,‬جرى مجرى التعليق وإلا لوقع الطلاق‬

‫فى الحال‪ ,‬وإذا جرى مجرى التعليق كان حكمه حكمه‪.‬‬

‫والحالة الثانية‪ :‬الجهل والنسيان والإكراه أن يعل ّق الطلاق على دخول الدار أو دخول زيد الدار‬

‫أو يحلف بالله لا يفعل كذا‪ ,‬فإذا دخلها المحلوف عليه ناسيا أو جاهلا او مكرها‪ ,‬فان جرد قصده‬

‫السلطان البلد اليوم‪ ,‬أو لا يحج الناس فى هذا العام‬


‫عن التعليق المحض كما إذا حلف لا يدخل ‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫فظاهر المذهب‪ :‬وقوع الطلاق والحنث فى مثل هذه الصّ ورة وقع ذلك عمدا أو نسيانا اختيار أو‬

‫مع إكراه أو جهل‪.‬‬

‫وإن قصد باليمين تكليف المحلوف عليه ذلك‪ ,‬لكونه يعلم أنه لا يرى مخالفته مع حلفه أو قصد‬

‫باليمين على فعله نفسه ان تكون يمينه رادعة عن الفعل فالمذهب فى هاتين الصورتين أنه لا يحنث‬

‫إذا فعل المحلوف عليه ناسيا أو جاهلا إذا رجعت حقيقة هذه اليمين الى تكليف نفسه ذلك أو‬

‫تكليف المحلوف عليه ذلك والناسى لا يجوز تكليفه وكذلك الجاهل‪.‬‬

‫واما إن فعله مكرها فالاكراه لا ينا فى التكليف‪ ,‬فإنا نحرم على المكره القتل ونبيح له الفطر فى‬

‫الصوم وإذا كان مكلفا وقد فعل المحلوف عليه فيظهر وقوع الطلاق والحنث كما تقدم فى المسألة‬
‫الأولى إلحاقا بالإتلاف لتحقق وجود الشرط المعلق عليه‪ .‬إذا لفظ التعليق عام يشمل فعل المعلق‬

‫عليه مختارا ومكرها وناسيا وجاهلا وذاكراليمين وعالما‪ ,‬وبهذا تمسك من مال الى الحنث و وقوع‬

‫الطلاق فى صورة النسيان و الجهل‪.‬‬

‫لكنا إنما اخترنا عدم وقوع الطلاق فيهما لأن قصد التكليف يخصهما ويخرجهما عن الدخرل‬

‫تحت عموم اللفظ‪ ,‬فلا ينهض لأن مخرج الإكراه لكونه لا ينافى التكليف‪ ,‬كما ذكرنا‬

‫هذا ما ترجح عندى فى الصورة ال ّتى فصلتها‪.‬‬

‫فرع‬
‫‪11‬‬
‫الناس والمكره‪ .‬قال‪ :‬لأقتلن فلانا وهو يظنه حيا فكان‬ ‫فى المسائل المبنية على الخلاف فى حنث‬
‫‪8‬‬
‫ميتا ففى الكفارة خلاف الناسى‪.‬‬

‫قال‪ :‬لا أسكن هذه الدار‪ .‬فمرض وعجز عن الخروج ففى الحنث خلاف المكره‪.‬‬

‫قال‪ :‬لا أبيع لزيد ما لا فوكل زيد وكيلا وأذن له فى التوكيل فوكل الحالف فباع وهو لا يعلم‬

‫ففيه خلاف الناسى‬

‫قال‪ :‬لأشربن ماء هذا الكوز فا نصب أو شربه غيره أو مات الحالف قبل الإمكان ففيه خلاف‬

‫المكره‪.‬‬

‫قال لأقضين حقك غدا فمات الحالف قبله أو أبرأه أو عجز ففيه خلاف المكره‪.‬‬
‫قال‪ :‬لأقضين عند رأس الهلال‪ ,‬فأخره عن الليلة الأولى للشك فيه‪ ,‬فبان كونها من الشهر‪ ,‬ففيه‬

‫خلاف الناسى‪.‬‬

‫قال‪ :‬لا رأيت منكرا إلا رفعته إلى القاضى فلم يتمكن من الرفع لمرض أو حبس أو جاء إلى باب‬

‫القاضى فحجب‪ ,‬أو مات القاضى قبل وصوله إليه ففيه خلاف المكره‪.‬‬

‫قال ‪ :‬لا أفارقك حتى أستو فى حقى ففر منه الغريم‪ ,‬ففيه خلاف المكره‪.‬‬

‫فان قال‪ :‬لا تفارقنى فغر الغريم‪ ,‬حنث مطلقا لأنها يمين على فعل غيره بخلاف الأولى ولا يحنث‬

‫مطلقا إن فر ّ الحالف فإن أفلس فى الصورة الأولى فمنعه الحاكم من ملازمته ففيه خلاف المكره‬

‫وإن استو فى فبان ناقصا ففيه خلاف الجاهل‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬

‫فرع‬

‫خرج عن هذا القسم صور عذر فيها بالجهل فى الضمان‬

‫منها‪ :‬إذا أخرج الوديعة من الحرز على ظن أنها ملكه فتلفت‪ ,‬فلا ضمان عليه‪ ,‬ولو كان عالما ضمن‪,‬‬

‫ذكره الرافعى قال الأسنوي‪ :‬ومثله الاستعمال والخلط ونحوها‪.‬‬

‫ومنها‪ :‬إذا استعمل المستعير العارية بعد رجوع المعير جاهلا فلا أجرة عليه نقله الرّافعى عن‬

‫القفال وارتضاه‪,‬‬
‫ومنها‪ :‬إذا أباح له ثمرة بستان ثم رجع فإن الآكل لا يغرم ما أكله بعد الرجوع وقبل العلم كما‬

‫ذكره فى الحاوي الصغير‪.‬‬

‫وحكى الرافعى‪ :‬فيه وجهين من غير تصريح بترجيح‪.‬‬

‫ومنها‪ ,‬إذا وهبت المرأة نوبتها من القسم لضرتها ثم رجعت فإنها لا تعود الى الدور من الرجوع‬

‫على الصحيح بل من حين العلم به‪.‬‬

‫ومن فروع القسم الرابع‬


‫‪11‬‬
‫لإتلاف منفعة البضع دون الحد‬
‫الواطئ بشبهة فيه مهر المثل ‪8‬‬

‫منها‪ :‬من قتل جاهلا بتحريم القتل لا قصاص عليه‬

‫ومنها‪ :‬قتل الخطأ فيه الدية والكفارة دون القصاص‪ .‬ومن ذلك مسألة الوكيل إذا اقتص بعد‬

‫عفو موكله جاهلا فلا قصاص عليه‪ ,‬على المنصوص‪ .‬وعليه الدية فى ماله والكفارة ولا رجوع له‬

‫على العافى لأنه محسن بالعفو‪ .‬وقيل لا دية‪ ,‬وقيل هي على العاقلة‪ ,‬وقيل يرجع على العافى لأنه غره‬

‫بالعفو‬

‫ونظير هذه المسألة‪ :‬ما لو أذن الإمام للولي فى قتل الجانية ثم علم حملها فرجع ولم يعلم الولى‬

‫رجوعه فقتل فالضمان على الولى‪.‬‬


‫ومن ذلك بعض أقسام مسألة الد ّهشة ولنخلصها فنقول إذا قال مستحق اليمين للجانى أخرجها‬

‫فأخرج يساره فقطعت فله أحوال‪.‬‬

‫أحدها أن يقصد إباحتها فهي مهدرة لا قصاص ولا دية سواء علم القاطع أنها اليسار وأنها لا‬

‫تجزئ أولا‪ .‬لأن صاحبها بذلها مجانا‪ ,‬ولأن فعل الإخراج اقترن بقصد الإباحة فقام مقام النطق‪,‬‬

‫كتقديم الطعام إلى الضعيف ولأن فعل بعد السؤال والطلب كالإذن كما لو قال ناولنى يدك‬

‫لأقطعها فأخرجها أونا ولنى متاعك لألقيه فى البحر فناوله فلاضمان‪.‬‬

‫نعم‪ ,‬يعزر القاطع إذا علم ويبقى قصاص اليمين كما كان‪.‬‬

‫فإن قال‪ :‬ظننت أنها تجزئ أو علمت أنها لا تجزئ ولكن جعلتها عوضا عنها سقط وعدل إلى‬
‫دية اليمين لرضاه يسقوط قصاصها إكتفاء باليسار‪11.‬‬
‫‪8‬‬
‫الحال الثانى‪ :‬أن يقصد المخرج إجزاءها عن اليمين‪ .‬فيسأل المقتص‪ :‬فإن قال‪ :‬ظننت أنه أباحها‬

‫بالإخراج أو أنها اليمين‪ .‬أو علمت أنها اليسار وأنها لا تجزئ ولا تجعل بدلا فلا قصاص فيها فى‬

‫الصور الثلاث فى الأصح لتسلط المخرج له عليها ولكن تجب ديتها ويبقى قصاص اليمين‪.‬‬

‫وإن قال‪ :‬علمت أنها اليسار وظننت أنها تجزئ سقط قصاص اليمين وتجب لكل الدي ّة على‬

‫الآخر‪.‬‬

‫الحال الثالث‪ :‬أن يقول‪ :‬دهسثت فأخرجت اليساـر وظن ّى أن ّى أخرج اليمين فيسـأل المقتص‪,‬‬

‫فإن قال ظننت أنه أباحها‬


‫قال الرافعى‪ :‬فقـياس المذكور فى الحال الثانى‪ ,‬أن لا يجب القصاص فى اليساـر‪.‬‬

‫قال الأذرعى‪ :‬وصرح به الكافى لوجود صورة البدل قال البلقـينى هو السديد‪.‬‬

‫قال البغوى‪ :‬تجب كمن قتل رجلا وقال ظننته أذن لى فى القتال لأن الظـنون البعيدة لا تدأ‬

‫القـصاص‪.‬‬

‫وإن قال ‪:‬ظننتها اليمين أو علمت أنها اليسار وظننتها تجزئ فلا قصاص فى الأصح‬

‫أما فى الأولى فلأن الإشتباه فيهما قريب‬

‫وأما فى الثانية فلعذره بالظن‪.‬‬

‫وجب القصاص فى الأصح لأنه لم يوجد المخرج بذل‬


‫وإن قال‪ :‬علمت أنها اليسار وأنها لا تجزئ‪11 .‬‬
‫‪8‬‬
‫وتسليط‬

‫وفى الصور كلها يبقى قصاص اليمين‪ ,‬إلا فى قوله‪ :‬ظننت أن اليسار وتجزئ‪.‬‬

‫فرع‬

‫"خرج عن هذا القسم صور لم يعذر فيها بالجهل"‬

‫منها ما إذا بادر أحد الأولياء فقتل الجانى بعد عفو بعض الأولياء جاهلا به فإن الأظهر وجوب‬

‫القصاص عليه لأنه متع ّد بالإنفراد‪.‬‬


‫ومنها إذا قتل من علمه مرتدا أو ظن أنه لم يسلم فالمذهب وجوب القصاص‪ ,‬لأن ظنّ الردة لا‬

‫يفــيد إباحة القتال‪ ,‬فأن قتل المرتد إلى الإمام‪ ,‬لا إلى الآحاد‪.‬‬

‫ومنها ما إذا قتل من ظنه قاتل أبيه فبأن خلافه فالأظهر وجوب القصاص لأنه كان من حقه‬

‫التثبت‪ .‬ومنها‪ :‬ما إذا ضرب مريضا‪ ,‬جهل مرضه‪ ,‬ضربا يقتل المريض دون الصحيح فمات فالأصح‬

‫وجوب القصاص لأن جهل المرض لا يبيح الضرب‪.‬‬

‫وعلم من ذلك‪ :‬أن الكلام فيمن لا يجوز له الضرب أما من يجوز له للــتأديب‪ ,‬فلا يجب عليه‬

‫القصاص قطعا‪.‬‬

‫وخرج عنه صور عذر فيها بالجهل حتى فى الضمان‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫منها ما إذا قتل مسلما بدار الحرب ظانا كفره‪8 ,‬فلا قصاص قطعا‪ ,‬ولا دية فى الأظهر‪.‬‬

‫ومنها ما إذا أمر السلطان رجلا بقتل رجل ظلما والمأمور لا يعلم‪ ,‬فلا قصاص عليه ولا دية ولا‬

‫كفارة‪,‬‬

‫ومنها‪ :‬ما إذا قتل الحامل فى القصاص‪ ,‬فانفصل الجنين ميتا‪ .‬ففيه غرة وكفارة‪ ,‬أو حيّا فمات‪,‬‬

‫فدية‪ .‬ثم إذا استقل الوليّ بلاستيفاء فالضمان عليه‪ .‬وإن أذن له الإمام‪ ,‬فإن علما أو جهلا أو علم‬

‫الإمام دون الوليّ إختص الضمان بالإمام على الصحيح لأن البحث عليه وهو الآمر به‪ .‬وفى‬

‫وجه‪ :‬على الوليّ‪ ,‬لأنه المباشر‪ .‬وفى آخر عليهما‪ .‬وإن علم الولي دون الإمام‪ ,‬إختص بالولي على‬

‫الصحيح لاجتماع العلم والمباشرة‪ .‬وفى وجه بالإمام لتقصيره‬


‫من يقبل منه دعوى الجهل ومن لا يقبل‬

‫كل من جهل تحريم شئ مما يشترك فيه غالب الناس لم يقبل‪ ,‬إلا أن يكون قريب عهد‬

‫بالإسلام‪ ,‬أو نشـأ ببادية بعيدة يخفى فيها مثل ذلك‪ :‬كتحريم الزنا والقتل والسرقة والخمر‪ .‬والكلام‬

‫فى الصلاة والأكل فى الصوم والقتل بالشهادة إذا رجعا‪ ,‬وقالا تعمدنا ولم نعلم أنه يقتل بشهادتنا و‬

‫وطء المغصوبة والمرهونة بدون إذن الراهن فإن كان بإذنه قبل مطلقا‪ .‬لأن ذلك يخفى على العوام‬

‫ومن هذا القبيل أعنى الذى يقبل فيه دعوى الجهل مطلقا لخفائه كون التنحنح مبطلا‬

‫للصلاة‪ ,‬أو كون القدر الذى أتى به من الكلام محرما أو النوع الذى تناوله مفطرا فالأصح فى‬
‫‪11‬‬ ‫الصور الثلاث عدم البطلان‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ولو علم تحريم الطيب واعتقد بعض أنواع الطيب أنه ليس بحرام‪ ,‬فالصحيح وجوب الفدية‬

‫لتقصيره كذا فى كتب الشيخين‪.‬‬

‫فقد يقال إنه مخالف لمسألتى الصلاة والصوم‬

‫ولا يقبل دعوى الجهل بثبوت الرد بالعيب و الأخذ بالشفعة من قديم الإسلام لاشتهاره‪ ,‬و‬

‫تقبل فى ثبوت خيار العتق وفى نفى الولد فى الأظهر لأنه لا يعرفه إلا الخواص‬

‫قاعدة‬
‫كل من علم تحريم شئ وجهل ما يترتب عليه لم يفده ذلك‬

‫كمن علم تحريم الزنا والخمر وجهل وجوب الحد‪ ,‬يحد بالإتفاق لأنه كان حقه إلا متاع‪.‬‬

‫وكذا لو علم تحريم القتل وجهل وجوب القصاص يجب القصاص‪.‬‬

‫أو علم تحريم الكلام وجهل كونه مبطلا يبطل وتحريم الطيب وجهل وجوب الفدية‪ .‬تجب‬

‫تذنيب‬

‫فى نظائر متعلقة بالجهل‬

‫والأصح إنعزاله وعدم نفوذ تصرفه‪.‬‬


‫منها‪ :‬عزل الوكيل قبل علمه ‪ :‬فيه وجهان‪11 .‬‬
‫‪8‬‬
‫ومنها‪ :‬عزل القاضى قبل علمه والأصح عدم الإنعزال حت ّى يبلغه‪ .‬والفرق عسر تتبع أحكامهه‬

‫بالإبطال بخلاف الوكيل‪.‬‬

‫ومنها‪ :‬الواهبة نوبتها فى القسم إذا رجعت ولم يعلم الزوج لا يلزمه القضاء‪.‬‬

‫ومنها‪ :‬لو عفا الوليّ ولم يعلم الجلاد فاقتص ففى وجوب الدية قولان‪ :‬أصحهما الوجوب‬

‫ومنها‪ :‬لو أذن المرتهن فى بيع المرهونة‪ ,‬ثم رجع ولم يعلم الراهن‪ ,‬ففى نفوذ تصرفه وجهان‪ :‬أصحهما‬

‫لا ينفذ‪.‬‬

‫ومنها‪ :‬إذا خرج الأقرب عن الولاية‪ ,‬فهى الصحة الوجهان‬


‫ومنها‪ :‬لو وكّله وهو غائب‪ ,‬فهل يكون وكيلا من حين التوكيل أو من حين بلوغ الخير‪ ,‬وجهان‪:‬‬

‫مقتضى ما فى الروضة تصحح الأول‬

‫ومنها لو استــأذنها غير المجبر فأذنت ثم رجعت ولم يعلم حتى زوّج ففى صحته خلاف الوكيل‬

‫فصل فى اإلكراه‬

‫قال الغزالى فى البســيط‪ :‬إلا كراه يسقط أثر التصرف عندنا إلا فى خمس مواضع و ذكر إسلام‬

‫الحربى والقتل والإرضاع والزنا والطلاق إذا أكره على فعل المعلق عليه‪.‬‬

‫وزاد عليه غيره مواضع‪.‬‬

‫وذكر النووى فى تهذيبه‪ :‬أنه يستـــثنى مائة مســألة لا أثر للإكراه فيها‪ ,‬ولم يعددها‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫وطالما أمعنت النظر فى تتبعها حتى جمعت ‪8‬منها جملة كثيرة وقـــد رأيت الإكراه يساــوى‬

‫النسياـــن‪ ,‬فإن المواضع المذكورة إما من باب ترك المأمور وإما من باب الإتلاف‪.‬‬

‫منها – (الأول) الإكراه عن الحدث وهو من باب الإتلاف فإنه إتلاف للطهارة‪ ,‬ولهذا لو‬

‫أحدث ناســـيا انتقض‪ .‬وإذا نو ّعت هذه الصورة الى أسباــب الحدث الأربعة والجماع كثرت‬

‫الصور‪.‬‬

‫(الثانى) الإكراه على إفساد الماء بالإستعمال أو النجسة أو مغير طاهر فإنه يفســـد وهو أيضاـــ‬

‫من باب الإتلاف إذ لا فرق فيه بين العمد وغيره‪.‬‬

‫(الثالث) لو ألقى إنساـن فى نهر مكروها فنوى رفع الحدث صح وضوءه‬


‫(الرابع و الخامس) الإكراه على غسل النجاسة‪ ,‬ودبغ الجلد‪.‬‬

‫(السادس) الإكراه على التحول عن القبلة فى الصلاة فتبطل‬

‫(السابع) الإكراه على الكلام فيها قتبطل فى الأظهر لنذوره‪.‬‬

‫(الثامن) الإكراه على فعل ينافى الصلاة فتبطل قطعا لنذوره‬

‫(التاسع) الإكراه على ترك القيام فى الفرض‬

‫( العاشر) الإكراه على تأخير الصلاة عن الوقت فتصير قضاء‪.‬‬

‫(الحدى عشر) الإكراه على تفرق المتصارفين قبل القبض‪ .‬فيبطل كما ذكره فى الإستقصاء‬

‫والجهل كما صرّح به الماوردى‪.‬‬


‫نص عليه‪11‬‬
‫وغيره وكذلك يبطل مع النسياــن كما ّ‬
‫‪8‬‬
‫قال الزركشى وقياسه فى الرأس مال السلم كذلك‪.‬‬

‫(الثانى عشر) لو ضربا فى خيار المجلس حتى تفرقا ففى انقطاع الخيار قولا حنث المكره‪.‬‬

‫(الثالث عشر) الإكراه على إتلاف مال الغير فإنه يطالب بالضمان وإن كان القرار على المكره‬

‫فى الأصح‪.‬‬

‫(الرابع عشر) الإكراه على إتلاف الصيد كذلك‪ ,‬بخلاف ما لو حلق شعر محرم مكرها لا يكون‬

‫للمحرم طريقا فى الضمان على الأظهر لأنه لم يباشر‪.‬‬


‫( الخامس عشر) الإكراه على الأكل فى الصوم فإنه يفطر فى أحد القولين‪ ,‬وصححه الرافعى فى‬

‫المحرر‪.‬‬

‫(السادس عشر) الإكراه على الجماع فى الصوم‪ ,‬فيه الطريقان الآتيان‬

‫(السابع عشر) الإكراه على الجماع فى الإحرام‪ ,‬فيه طريقان فى أصل الر ّوضة‪ ,‬بلا ترجيح‪.‬‬

‫أحدهما يفسد قطعا بناء على أن إكراه الرجل على الوطء لا يتصور‪.‬‬

‫والثانى‪ :‬فيه وجهان بناء على الناسى‪.‬‬

‫(الثامن عشر) الإكراه على الخروج من المعتكف فإنه يبطل فى أحد القولين كالأكل فى‬

‫الصوم‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫(التاسع غشر) الإكراه على إعطاء الودقية لظالم‪ ,‬فإنه يضمن فى الأصح‪ ,‬ثم يرجع على من أخذ‬

‫منه ‪.‬‬

‫(العشرون) الإكراه على الذبح أو الرمى من محرم أو مجوسى لحلال أو مسلم‪.‬‬

‫( الحادى والعشرون) إكراه الحربى على الإسلام‬

‫( الثانى والعشرون) إكراه المرتد عليه‬

‫(الثالث والعشرون) إكراه الذمى على وجه‪ .‬الأصح خلافه‬

‫( الربع والعشرون) الإكراه على تخليل الخمر بلا عين‪.‬‬


‫قال الأسنوي‪ :‬يحتمل إلحاقه بالمختار‪ ,‬ويحتمل القطع بالطهارة‪,‬‬

‫(الخامس والعشرون إلى الثلاثون) الإكراه على الوطء فيحصل الإحصان‪ ,‬ويستقر المهر‪ ,‬وتحل‬

‫للمطلق ثلاثا‪ ,‬ويلحقه الولد‪ ,‬وتصير أمته به مستولدة ويلزمه المهر فى غير الزوجة‪ .‬قلته تخريجا‪ .‬ثم‬

‫رأيت الأسنوي ذكر بحثا أنه كإتلاف المال‪.‬‬

‫(الحادى والثلاثون) الإكراه على القتل فيجب القصاص على المكره فى الأظهر‪.‬‬

‫(الثانى والثلاثون) الإكراه على الزنا لا يبيحه‪.‬‬

‫(الثالث والثلاثون) وعلى اللوط‬

‫(الرابع والثلاثون) ويوجب الحد فى قول‬


‫‪11‬‬
‫‪8‬‬
‫(الخامس والثلاثون) الإكراه على شهادة الزور‪ ,‬والحكم بالباطل فى قتل أو قطع أو جلد‬

‫(السادس والثلاثون) الإكراه على فعل المحلوف عليه فى أحد القولين‪.‬‬

‫(السابع و الثامن و التاسع والثلاثون) الإكراه على طلاق زوجته المكره أو بيع ما له أو عتق‬

‫عبده‪ ,‬لأنه أبلغ فى الإذن‪.‬‬

‫أما لو أكره أجنبى الوكيل على بيع ما وكل فيه‪ ,‬ففى نظيره من الطلاق إحتمالان للرويان‪.‬‬

‫حكاهما عنه فى الروضة وأصلها أصحهما عنده عدم الصحة لأنه المباشر‪,‬‬

‫(الأربعون) الإكراه على ولاية القضاء‬


‫(الحادى والأربعون) لو أكره المحرم أو الصائم الزنا‪ ,‬قال الأسنوى المتجه أنه يفسد عبادته‪ ,‬لأنه‬

‫لا يباح بالإكره‬

‫(الثانى والأربعون) لو أكره على ترك الوضوء فتيمم‪ .‬قال الرويانى‪ :‬لا قضاء قال النووى وفيه‬

‫نظر‪ .‬قال لكن الراجح ما ذكره‪ ,‬لأنه فى معنى من غصب ماؤه ـ قال الأسنوى‪:‬والمتجه خلافه‪.‬‬

‫لأن الغصب كثير معهود بخلاف الإكراه على ترك الوضوء فعلى هذا يستثنى‪.‬‬

‫(الثالث والأربعون) الإكراه على السرقة لا يسقط الحد فى قول‪.‬‬

‫(الرابع والأربعون) لا يرث القاتل مكرها‪ ,‬على الصحيح‪.‬‬

‫(الخامس و السادس والأبعون) الإكراه على الارضاع‪ ,‬يحرم إتفاقا‪ ,‬ويوجب المهر إذا نفسخ به‬
‫‪11‬‬
‫وفيه نظر‬
‫النكاح على المرضعة على الأصح‪ ,‬قال الأسنوى‪8 :‬‬

‫(السابع والأربعون) الإكراه على القذف يوجب الحد فى وجه‬

‫(الثامن والأربعون)الإكراه على حق له‪ ,‬وتحت ذلك صور‪ :‬الإكراه على الاذان وعلى فعل‬

‫الصلاة والوضوء وأركان الطهارة والصلاة والحج واداء الزكاة والكفارة والدين وبيع ماله فيه‬

‫والصوم والإستئجار للحج والإنفاق على رقيقه وبهيمته وقريبه وإقامة الحدود واعتاق المنذور عتقه‬

‫كما صرح به فى البحر والمشترى بشرط العتق وطلاق المولى إذا لم يطأ واختيار من أسلم على أكثر‬

‫من أربع وغسل الميت والجهاد‪ .‬فكل ذلك يصح مع الإكراه‪.‬‬


‫فهذه أكثر من عشرين صورة فى ضابط الإكراه بحق ومنه فيما ذكر الأسنوى أن يأذن أجنبى‬

‫للعبد فى بيع ماله فيمتنع فيكرهه السيد فلا شك فى الصحة‬

‫فهذه أكثر من سبعين صورة لا أثر للإكراه فيها‪ .‬وفى بعض صورها ما يقتض التعدد بإعتبار‬

‫أنواعه فيبلغ بذلك المائة‪.‬‬

‫وفيها نحو عشر صور على رأى ضعيف‪.‬‬

‫ما يباح بالإكراه وما لا يباح‬

‫فيه فروع‪:‬‬

‫الاول التلفظ بكلمة الكفر فيباح به للآية‪ .‬ولا يجب بل الأفضل مصابرة على الدين واقتداء‬
‫‪11‬‬
‫بالسلف‪.‬ـ وقيل‪ :‬الأفضل التلفّظ صيانة لنفسه‪8 .‬وقيل إن كان ممن يتوقع منه النكاية فى العدو‬

‫والقيام بأحكام الشرع فالأفضل التلفّظ لمصلحة بقائه وإلا فالأفضل الامتناع‪.‬‬

‫الثانى القتال المحرم لحق الله ولا يباح به بلا خلاف‪ .‬بخلاف المحرم للمالية كنساء الحرب‬

‫وصبيانهم فيباح به‬

‫الثالث الزنا ولا يباح به بالإتفاق أيضا لأن مفسدته أفحش من الصّ بر على القتل وسواء كان‬

‫المكره رجلا أو امرأة‬

‫الرابع اللوط ولا يباح به أيضا‪ .‬صرح به فى الروضة‬


‫الخامس القذف‪ ,‬قال العلائى‪ .‬ولم أر من تعرض له‪ .‬وفى كتب الحنفية أنه يباح بالإكراه ولا‬

‫يجب به حد‪ .‬وهو الذى تقتضيه قواعد المذهب‪.‬إنتهى‪.‬‬

‫قلت‪ :‬قد تعرض له ابن الرفعة فى المطلب‪ .‬فقال يشبه أن يلتحق بالتلفّظ بكلمة الكفر ولا نظر‬

‫الى تعلقه بالمقدوف‪ .‬لأنه لم يتضر ربه‬

‫السادس السرقة‪ ,‬قال فى المطلب‪ :‬يظهر أن تلتحق بإتلاف المال لأنها ذون الإتلاف‪.‬‬

‫قال فى الخادم‪ :‬وقد صرح جماعة بإباحتها منهم القاضى حسين فى تعليقه‬

‫قلت‪ :‬وجزم به الأسنوى فى التمهيد‪.‬‬

‫السابع شرب الخمر‪ .‬ويباح به قطعا استبقاء للمهجة كما يباح لمن غص بلقمة أن يسيغها به‪ .‬ولكن‬
‫‪11‬‬
‫‪8‬‬ ‫لا يجب على الصحيح كما فى الروضة ‪.‬‬

‫الثامن شرب البول وأكل الميتة ويباحان‪ .‬وفى الوجوب إحتمالان للقاضى حسين‪ .‬قلت ينبغى‬

‫أن يكون أصحهما الوجوب‪.‬‬

‫التاسع إتلاف مال الغير ويباح به بل يجب قطعا كما يجب على المضطر أكل طعام غيره‬

‫العاشر شهادة الزور‪ .‬فإن كانت تقتضى قتلا أو قطعا ألحقت به أو إتلاف مال ألحقت به أو‬

‫جلدا فهو محل نظر إذ يفضى الى القتل كذا فى المطلب‬

‫الحادى عشر الفطر فى رمضان ويباح به بل تجب على الصحيح‬


‫الثانى عشر الخروج من صلاة الفرض وهو كالفطر‬

‫فائدة ‪ :‬ضبط الأودنى هذه الصورة بأن ما يسقط بالتوبة يسقط حكمه بالإكراه وما لا فلا‪ .‬نقله‬

‫فى الروضة وأصلها‬

‫قال فى الخادم‪ :‬وقد أورد عليه شرب الخمر فإنه يباح بالإكراه ولا يسقط حده بالتوبة وكذلك‬

‫القذف‪.‬‬

‫ما يتصور فيه الاكراه وما لا‬

‫قال العلماء‪ :‬لا يتصور الإكراه على شىء من أفعال القلوب ولا يحصل الإكراه بقوله‪ ,‬وإلا قتلت‬

‫نفسى أو كفرت أو أبطلت صومى أو صلاتى‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫طمأنينة القلب بالإيمان فلو نطق معتقدا بها كفر‪ .‬ولو‬
‫‪8‬‬ ‫ويشترط فى الإكراه على كلمة الكفر‬

‫نطق غافلا عن الكفر والإيمان ففى ردنه وجهان فى الحاوى‪ .‬قال فى المطلب والآية تدل على أنه‬

‫مرتد‪.‬‬

‫قال الماوردي‪ :‬والأحوال الثلاثة يأتى مثلها فى الطلاق ولا يشترط فى الطلاق التورية بأن ينوى‬

‫غيرها على الأصح‬

‫وفى شرح المهذب‪ :‬نص الشافعى على أن من أكره على شرب خمر أو أكل محرم يجب أن يتقيأ‬

‫اذا قدر‬

‫والله أعلم بالصواب‬


‫ثم الكتاب الرابع بحوله تعالى وقوته وإعانتة ولا نرجو منه الا النفع والثوب وصلى الله على سيدنا‬

‫محمد وآله وأصحابه وتابعهم الى يوم المآب‬

‫والحمد لله رب العالمين آمين‬

‫‪ -12‬جماد الأولى‪1409 -‬ه‬

‫‪ -21‬ديسيمبر‪1988 -‬م‬

‫يحيى عارف‬

‫‪11‬‬
‫‪8‬‬

You might also like