Professional Documents
Culture Documents
الكتاب11االول
8
بسم هللا الرحمن الرحيم
الحمد لله الّذى تنز ّه عن الأشباه والنظائر وتقدّس فى جلاله أن تدركه الأبصار وتحيط به
الأفكار أحمده أن أسّ س ديننا على قواعد اليقين وأظهره على ملل سائر المعاندين والمخالفين
والصلاة والسلام على سي ّدنا محم ّد المختار القائل :من يرد الله به خيرا يفقهّه الله في الد ّين وعلى آله
الأطهار وأصحابه الأخيار الهادين وتابيعهم بإحسان الى يوم الد ّين.
أمّا بعد :فهذا كتاب أختصره من الأشباه والن ّظائر للامام جلال الدين عبد الر ّحمن بن ابى بكر
ي الشافعىّ المتوفىّ سنة ٩١١رحمه الله تعالى سم ّيته هداية الطّلبة فى القواعد الفقهي ّة للمدرسة
السّيوط ّ
العالية قدسي ّة .والله أسأل النفع به لى ولمن قرأه فى الد ّارين آمين.
فى قواعده :القاعدة الأمر الكلّيّ الّذى ينطبق عليه جزئي ّات كثيرة يفهم أحكامها منها.
ى
ل كفّارة سببها معصي ّة فهي على الفور .والغالب فيه سم ّ
ختص بباب كقولنا :ك ّ
ومنهاماي ّ
ضابطا.
الفقه هو الأحكام الش ّرعية العملي ّة المكتسبة من أصل مفصّ ل أي من أدلّـتها الت ّفصيلي ّة.
ن جميع مسائل الفقه يرجع إلى القواعد الخمس أوالى أربع بردّ القاضى حسين
ذكر الأصحاب أ ّ
عز الد ّين ابن عبد السّلام إلى جلب المصالح ودرء المفاسد بل قال
والخامسة زادها بعضهم وقال ّ
تاج الد ّين السّبكيّ إلى جلب المصالح .وقال الت ّاج والتحقيق عندى أن ّه إن أريد الر ّجوع إلى خمس
قواعد بتكل ّف وتعسّف أو قول جمليّ فذاك .وإن أريد الر ّجوع بوضوح فشأنها يرجو على العشرين
والقواعد الخمس هي -١ .الأمور بمقاصدها -٢-واليقين لا يزال بالشّكّ -٣-والمشقّة تجلب
الأمور بمقاصدها
11
8
الأصل فيها قوله صلّى الله عليه وسل ّم إنّما الأعمال بالن ّيّات وهذا حديث مشهور أخرجه الأئم ّة
السن ّة اي البخاري ومسلم وابو داود والت ّرمذي والن ّسائي وابن ماجه وغيرهم وهو ابن حبّان من
حديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه .واخرجه ابن الأشعث من حديث عليّ بن ابي طالب.
والد ّارقطني ّ وابو نعيم من حديث ابى سعيد الخدريّ .وابن عساكر من حديث أنس كل ّهم بلفظ
واحد وعند البيهقيّ من حديث أنس لا عمل لمن لا ني ّة له .ومن حديثه أيضا ني ّة المؤمن من خير
من عمله وفي الصّ حيح من حديث سعد بن أبى وق ّاص إن ّك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا ّ
أجرت فيها حت ّى ما تجعل فى امرأتك أو كما قال إنّما الأعمال بالنيّات(-إنّما) هي للحصر تفيد إثبات
الحكم المذكور .وتنفى ما سواه( .الأعمال) اى عمل الجوارح (إنّما الأعمال) اى إنّما صح ّتها .وعند
عرفها
الحففي ّة .إنّما كمالها (الن ّي ّات) جمع ني ّة هي لغة القصد وشرعا قصد الش ّىء مقترنا بفعله .كما ّ
الماوردىّ .واعترضه الشيخ إبراهيم الكرديّ بأن ّه غير جامع لعدم شموله لني ّة الصّ وم والن ّي ّة المجر ّدة عن
العمل .والت ّعريف الجامع قول البيضاوى فان ّه حصّ صها بالإرادة المتوجّهة نحو الفعل لابتغاء رضا
ن
وقال الشافعي وأحمد بن حنبل وابن المهديّ وابن المدين ّي وأبو داود والد ّارقطنيّ وغيرهم .إ ّ
وجوارحه فالن ّي ّة إحدى أقسامها الثلاثة أرجحها لأنّها قد تكون عبادة مستقلة وغيرها محتاج إليها
وعن ثم ّ ورد ني ّة المؤمن خير من عمله _ وقال ابن عبيدة ليس فى أخبار الن ّبي صلّى الله عليه وسل ّم
أحاديث :حديث إنّما الأعمال بالن ّي ّات – وحديث من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ
– وحديث الحلال بيّن و الحرام بيّن – و قيل ربع العلم – قال ابو داود ومدار السّن ّة على أربعة
أحاديث :حديث انّما الأعمال – وحديث من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه – وحديث
ن الله طي ّب لا يقبل إلا طي ّبا – وذكر أيضا بدل الأخير حديث لا يكون
الحلال بيّن .وحديث إ ّ
المؤمن مؤمنا حت ّى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه – وذكر الد ّارقطنى بدل الأخير حديث وازهد فى
ل دم امرئ مسلم إلّا بإحدى ثلاث .وحديث بني الإسلام على خمس
الأعمال – وحديث لايح ّ
وحديث البيّـنة على المدّعي و اليمين على من أنكر وقال ابن مهديّ أيضا :حديث النّـي ّة يدخل فى
ثلاثين بابا من العلم – وقال الشّافعيّ يدخل فى سبعين بابا – قال السّيوطي والأبواب هي الوضوء
والغسل ومسح الخفّين فى مسألة الجرموقا( )1والتيمّم وإزالة الن ّجاسة على رأي وغسل المي ّت على
رأي والأواني في مسألة الضّ ب ّة بقصد الز ّينة أو غيرها والصّ لاة بأنواعها والقصر والجمع والإمامة
والإقتداء وسجود الت ّلاوة والشّكر وخطبة الجمعة على أحد الوجهين والأذان على رأي وأداء الز ّكاة
واس تعمال الحليّ( )2وك نزه والت ّج ارة والقني ة والخلط ة على رأي وبي ع الم ال الز ّك ويّ والص دقة
الت ّطو ّع والصّ وم والاعتكاة والحجّ والعمرة وكذلك الطّواف والت ّحل ّل للمحصر وغيرها.
فأمّا حقيقتها فقد سبق ذكرها -وأمّا حكمها فإمّا فرض أو سن ّة ـ وأمّا كيفي ّتها فتختلف
11
العبادات من العادات كالوضوء والغسل إمّا لت ّنظيف
8 باختلاف الأبواب -وامّا مقصودها فتمييز
والت ّبر ّد والعبادة والإمساك عن المفطرات قد يكون للحمية والت ّداوى ولعدم الحاجة اليها وقد يكون
للعبادة -والجلوس فى المسجد قد يكون للإستراحة والعبادة – ودفع المال للغير قد يكون هبة
وصلة او لغرض دنيويّ وقد يكون قربة كالز ّكاة والصّ دقة والكفّارة وغيرها – وشرعت أيضا لتمييز
وسن ّة والت ّيمّم قد يكون عن الحدث أو عن الجنابة وصورته واحدة فشرعت لتمييز رتب العبادات
بعضها من بعض ومن ثم ّ ترت ّب على ذلك أمور :أحدها عدم اشتراط الن ّي ّة فى عبادة لا تكون عادة
إذ لا تلتبس بغيرها كالإيمان والمعرفة والخوف والر ّجاء ونّي ّة وقراءة القرآن والأذكار -نعم تجب
خف ظاهره صوف أو قطن و ابطنه جدل 11اجلرموق ّ :
22
ثدي بض ّم احلاء وكرسها
احلىل :مجع حيل كثدي ّ
ّ
فى القرائة إذا كانت منذورة لتمييز الفرض من غيره -وكذا لا تشترط الن ّي ّة فى الأمور المتعل ّقة
بترك شئ منهيّ كترك الزّنا وشرب الخمر لكونه لم يوجد وان لم تكن ني ّة .نعم يحتاج اليها فى
حصول الث ّواب المترتب على الترك -وفى اشتراط الن ّي ّة فى إزالة الن ّجاسة خلاف و الأصح ّ فيها عدم
ن القصد منها الت ّنظيف كذالك غسل المي ّت والخروج من الصّ لاة وغيرها.
الإشتراط لأ ّ
ل امرئ ما
– وثانيها :إشتراط الت ّعيين فيما إلتبس دون غيره -لقوله صلّى الله عليه وسل ّم وإنّما لك ّ
بالن ّيّات .وذلك كالصّ لاة فيشترط الت ّعيين فى فرائضها كالظّهر او العصر و فى الن ّوافل غير المطلقة
كالر ّواتب فيعي ّنها بإضافتها الى الظّهر مثلا .وكونها ال ّتى قبلها أو بعدها .والعيدين فيعي ّنهما بالفطر و
الن ّحر وكذالك الت ّراويح والضّ حى والوتر والكسوف ولإستسقاء وركعتا الإحرام والطّواف -وأمّا
11
كتحي ّة المسجد و سن ّة الغفلة بين المغرب والعشاء
ما لا يلتبس بغيره فلا يشترط فيه الت ّعيين 8
ل
والصّ لاة فى بيته إذا اراد الخروج لسفر والمسافر إذا نزل منزلا وأراد مفارقته " -ضابط" ك ّ
موضع إفتقر إلى ني ّة الفرضي ّة إفتقر إلى تعيينها إلا ّ الت ّيمّم للفرض فى الأصح ّ فإن ّه لايشترط فيه ني ّة
فرض الت ّيمّم بل لا يصحّ إن أطلق ما لم يرد بالفرض كونه بدلا عن الوضوء وإنما ينوى
إلاستباحة.
قاعدة الاول ما لايشترط الت ّعر ّض له جملة وتفصيلا إذا عي ّنه و أخطأ لم يضرّ كتعيين مكان
الصّ لاة وزمانها وكما إذا عيّن إلامام من يصلّى خلفه أو صلّى فى الغيم ونوى الأداء أو القضاء فبان
قاعدة الثالث ما يجب التعر ّض له جملة ولا يشترط تعيينه تفصيلا إذا عي ّنه وأخطأ ضرّ -وفيها
فروع.
منها -ء -إذا نوى الإقتداء بزيد ولم يشر إليه فبان عمرا لم يصحّ أي بطل العمل بجملته -وقال
السّبكيّ إذا أخطأ ينبغي صح ّة الصّ لاة ثم ّ إن تابع بطلت وإلا ّ فلا.
-ب -إذا نوى ال ّصلاة على زيد ولم يشر اليه فبان عمرا أو نوى الصّ لاة على رجل ولم يشر اليه
ومنها -د -نوى قضاء ظهر يوم الإثنين وعليه ظهر يوم الث ّلاثاء لم يجزئه – ومنها
-ه -نوى ليلة يوم الإثنين صوم يوم الثلاثاء أو فى سنة أربع صوم رمضان سنة ثلاث لم يصحّ
بالاخلاف – ومنها
-و -عليه قضاء اليوم الأوّل من رمضان فنوى قضاء اليوم الثانى لم يجزئه على الأصح ّ – ومنها
-ز -إذا عيّن زكاة ماله الغائب فبان كونه تالفا لم يجزئه عن الحضر –ومنها
-ح -نوى كفّارة ظهار و عليه كفّارة قتل لم يجزئه – منها
-ط -نوى دينا وبان أن ّه ليس عليه لم يقع عن غيره ذكره السّبكى.
-الاول لو نوى رفع حدث الن ّوم مثلا وكان حدثه غيره أو رفع جنابة الجماع وجنابته باحتلام
او عكسه أو رفع حدث الحيض وحدثها جنابة أو عكسه حطأ لم يضرّ .وصح ّ الوضوء والغسل فى
ن الن ّي ّة فى الوضوء والغسل ليست للقربة بل للت ّمييز بخلاف تعيين الإمام والمي ّت مثلا.
الأصح ّ لأ ّ
ن الأحداث وإن تعدّدت أسببها فالمقصود منها واحد وهو المنع من الصّ لاة ولا أثر لأسبابها
ولأ ّ
الأصغر المسح فيكون هو المنويّ دون الغسل والمسح لا يغنى عن الغسل – ومنها
-الثالث فاذا قلنا باشتراط الن ّي ّة الخروج من الصّ لاة لا يشترط تعيين بل يسّجد للس ّهو وسل ّم ثانيا
أو عمدا بطلت صلاته .وإن قلنا بعدم وجوبها لم يضرّ مطلقا.
"تنبيه" وأمّا الخطأ فى الاعتقاد دون الت ّعيين فإن ّه لا يضرّ كأن ينوي الإقتداء بالحاضر مع
ن الغسل قد
والصّ لاة والز ّكاة والصّ وم والخطبة وجهان الأصح ّ إشتراطها فى الغسل دون الوضوء لأ ّ
ورمضان لا يكون من البالغ إلا ّ فرضا فلم يحتج الى التقييد به -وأمّا الز ّكاة فالأصح ّ الاشتراط فيها
يكفى مجر ّدها والز ّكاة لا تكون إلا ّ فرضا فلا حاجة إلى الت ّقييد به .وأمّا الحجّ والعمرة فلا يشترط
فيهما بلاخلاف لأن ّه لو نوى الن ّفل إنصرف إلى الفرض – ويشترط فى الكفارات بلا خلاف.
وما لا يشترط فيه بلاخلاف وهو الج ّ واعمرة والجماعة -وما يشترط فيه على الأصح ّ وهو الغسل
والصّ لاة والز ّكاة بلفظ الصّ دقةوما لا يشترط فيه على الأصح ّ وهو الوضوء والصّ وم والز ّكاة بلفظها
والخطبة.
أوجه أربعة:
صح ّة صلاة مجتهد فى يوم الغيم إذا نوى الأداء فبانت بعض الوقت.
ن رتبة الاداءتخالف رتبة القضاء فلا بدّ للت ّعر ّض للت ّمييز.
يشترط فيها لأ ّ )2
إن كان عليه فائتة أشترط فالمؤدّة الني ّة الأداء وإلّا فلا -وأمّا الجمعة فلا يحتج فيها الى ني ّة )4
الأداء إذ لا يلتبس قضاء -وأمّا سائر الن ّوافل ال ّتى تقضى فهي كيفي ّة الصّ لوات فى جريان
فإن صح ّ أنّها بعده قضاء فلا يبعد جريان الخلاف فى ني ّة الأداء والقضاء – وأما الصّ وم فالّذي
ن ني ّة القضاء لابدّ منها دون الأداء لتمييزه بالوقت وأمّا الحجّ والعمرة فلا شكّ
يظهر ترجيحه أ ّ
أنّهما لا يشترطان فيهما إذ لو نوى بالقضاء الأداء لم تضرّه وانصرف إلى الأداء – فلو كان عليه
قضاء أفسداه فى صباه أو رق ّه ثم ّ بلغ أو عتق فنوى قضاء إنصرف الى حج ّة إلا سلام وهي الأداء
11
فنص الشّافعيّ في كفّارة الظّهر على أنّها تصير قضاء إذا جامع قبل أدائها ولا
– وأمّا االكفّارة ّ
8
نشكّ فى عدم إلا شتراط فيها – وأمّا الز ّكاة فتصو ّر القضاء فيها في زكاة الفطرة والظّاهر عدم إلا
شتراط.
القاص وغيره لا يجوز الت ّوكيل في الن ّي ّة إلا ّ فيما اقترنت بفعل كتفرقة الز ّكاة و ذبح الأضحية وصوم
عن الميّن وحج ّ – وقال بعض المتأخّرين :الإخلاص أمر زائد على الن ّي ّة لا يحصل بدونها وقد
تحصل بدنه .نظر الفقهاء قاصر على الن ّي ّة وأحكامهم إنّما تجرى عليها وأما الإخلاص فأمره إلى الله
يبطلها .قال السّيوطى يحضرنى منه صورة وهي ما إذا ذبح الأضحي ّة لله ولغيره فانضمام غيره يوجب
حرمة الذبيحة -وما ذكره مشكل إذ الت ّشريك لا يستلزم الحرمة إلّا أن يكون بقصد صنم مم ّا يحرم
الذ ّبح لأجله وأمّا الذ ّبح لنحو الضّ يوف فلا يحرم لكنّ السّيوطى لم يطلق قاعدة محكّمة بل قال قد
ن الت ّبر ّد حاصل قصده أم لا فلم يجعل قصده تشريكا وتركا للإخلاص -
والتبر ّد والأصح ّ الصّ ح ّة لأ ّ
ل ولك دينار
ومنها ما لو نوى الصّ وم والحمية أو الت ّداوي ولأصح ّ الصّ ح ّة -ومنها من قال له إنسان ص ّ
فصلّى بهذه الن ّي ّة فتصحّ صلاته ولا يستحقّ الد ّينار -ومنها .إذا قرأ فى الصّ لاة آية وقصد بها القراءة
11
والإفهام فانّها لا تبطل .هذا بالن ّسبة للإجزاء -وأمّا الث ّواب فلا يحصل فى مسألة التبر ّد والصّ لاة
8
والطّواف -ومن نظائر ذٰلك مسألة سفر الحجّ والت ّجارة فلا أجر له مطلقا أي من غير اعتبار
الباعث .واختار الغز ٰلىّ إعتبار الباعث على العمل فإن كان القصد الد ّنيويّ هو الباعث لم يكن فيه
أجر وإن كان الد ّينيّ هو الأغلب كان له أجر بقدره فإن تساويا تساقطا لقوله تعالى ليس عليكم
والثّانى أن ينوى العبادة المفروضة عبادة أخرى مندوبة وفيه صور .منها ما لا يقتضى البطلان
و تحصلان معا كما اذا نوى الفرض و الت ّحي ّة و غسل الجنابة و الجمعة و سلامة الخروج من
الصّ لاة و السلام على الحاضرين و نوى حج ّ الفرض و قرنه بعمرة الت ّطو ّع أو عكسه و صلاة
الفرض و تعليم الناس وصيام نذر أو كفّارة و صيام غيره .ومنها ما يحصل الفرض فقط كما إذا
نوى حج ّة الفرض و الت ّطو ّع وقع فرضا لأن ّه لو نوى الت ّطو ّع إنصرف إلى الفرض .و إذا نوى الفائتة
فى ليالى رمضان ونوى معها التراويح حصلت الفائتة .ومنها ما يحصل النفل فقط كما إذا أخرج
خمسة دراهم ونوى بها الزكاة و صدقة الت ّطو ّع لم تقع زكاة ووقعت الت ّطو ّع بلا خلاف .وكما إذا
عجز عن القراءة و انتقل الى الذ ّكر و الت ّعوذ ودعاء الإستفتاح قاصدا به السّن ّة و البدلي ّة لم يحسب
عن الفرض و كما إذا خطب بقصد الجمعة و الكسوف لم يصحّ للجمعة لأن ّه تشريك بين فرض و
بها الت ّحر ّم والهويّ للر ّكوع لم تنعقد الصّ لاة وكما إذا نوى بصلاته الفرض والر ّواتب لم تنعقد.
والثالث أن ينوي مع المفروضة فرضا آخر كما إذا نوى الحجّ و العمرة فيحصلان معا و كما
يحصلان كالغسل بني ّة الغسل للجمعة و العيد و كذا لو اجتمع عيد و كسوف مخطب خطبتين
لهما بقصدهما جميعا .و ما لو نوى صوم يوم عرفة و الإثنين مثلا.
والخامس أن ينوى مع غير العبادة شيئا آخر غيرها و هما مختلفان فى الحكم كأن يقول لزوجته
أنت عليّ حرام و ينوى الطّلاق و الظّهار فلأصح ّ يخي ّر بينهما فما اختاره ثبت.
وأمّا وقتها فأوّل العبادت ونوها عند أئم ّتنا الشّافعية ففى الوضوء عند غسل الوجه و فى
يبي ّت الصّ يام أى ني ّته قبل الفجر فلا صيام له رواه الد ّارقطنى فلو نوى مع الفجر لم يصحّ على
و الز ّكاة فيجوز تقديم الن ّي ّة على الد ّفع للفقراء و فى وجه لا يجوز بل تجب حالة الد ّفع إلى )2
لأصناف أو الإمام.
و الكفّارة كالز ّكاة .و الفرق بينهما و بين الصلاة أن ّه يجوز تقديمهما على وجوبهما فجاز )3
تقديم ني ّتهما بخلاف الصّ لاة و أنّهما تقبلان الن ّيابة بخلاف الصّ لاة.
ن ني ّته فى الصّ لاة الأولى فوقتها فى أوّل الأولى وفى وجه يجوز فى أثنائها و مع
والجمع فإ ّ )4
الت ّحل ّل منها وفى آخر يجوز بعد الت ّحل ّل قبل الإحرام بالث ّانية.
11
ن وقتها مالم يفرغ من العمرة .والث ّانى حلة الإحرام بها .والثّالث بعد الت ّحل ّل
و الت ّمت ّع والأصح ّ أ ّ )5
8
منها مالم يشرع فى الحجّ .
و الإضحي ّة فيجوز تقديم الن ّي ّة على الذ ّبح وعند الد ّفع إلى الوكيل على الأصح ّ. )6
ومن العبادات ما أوّله ذكر و ما له أوّل حقيقيّ و أوّل نسبي ّ والعبادت المركّ بة من الأفعال.
ل الل ّفظ وقيل يكفى بأوّله .فمن ذلك الصّ لاة ومعنى اقترانها
فأمّا ما أوّله ذكر فيجب قرن الن ّي ّة بك ّ
استصحابها إلى آخره بل تكفى المقارنة العرفي ّة بأن توجد الن ّي ّة كلها أو بعضها فى أوّله أو آخره
بحيث يع ّد مستحضرا للصّ لاة عند العوام وهو ما اختاره الإمام و الغزالىّ وغيرهما .و نظير ذلك
أن يقال بمقارنة الن ّي ّة التّلبية ومن ذلك الطّواف وينبغى إقتران الن ّي ّة بقوله بسم الله والله أكبر ومن
ذلك الخطبة إن أوجبنا ني ّتها و الظّاهر وجوب اقترانها بقوله الحمد الله لأن ّه أوّل الأركان.
والحقيقيّ ما لا يتقدّمه غيره و الن ّسبيّ ما يتقدّمه غيره ومن ذلك الت ّيمّم فيجب إقتران الن ّي ّة
بالنقل لأن ّه أوّل المفعول من أركانه ويمسح الوجه لإن ّه أوّل الأركان المقصودة والن ّقل وسيلة إليه.
فالن ّقل أوّل حقيقيّ و مسح الوجه أوّل نسبيّ أي بالن ّسبة لأوّل اللأركان المقصودة .ومن ذلك
الوضوء والغسل فيجب للصّ ح ّةاقتران ني ّتهما بأوّل مغسول من الوجه و البدن وهو أوّل نسبيّ ويجب
للث ّواب اقترانها بأوّل السّنن السّابقة ليثاب عليها11وهو أوّل حقيقيّ فلو لم يفعل لم يثب عليها فى
8
الأصح ّ.
وأمّا العبادات المركّ بة من الأفعال فيكتفى بالن ّي ّة فى أوّلها و لا يحتاج إليها فى كل فعل
إكتفاء بانسحابها عليها كالوضوء و الصّ لاة وكذا الحجّ فلا يحتاج إلي إفراد الطّواف والسّعي و
ثم ّ من العبادات المركّ بة من الأفعال ما يمنع فيه ذلك الإفراد كالصّ لاة فلا يجوز تفريق الن ّي ّة
على أركانها -ومنها ما لا يمنع كالحجّ فيجوز ني ّة الطّواف والسعي و الوقوف بل هو الأكمل .وفى
الوضوء وجهان أحدهما لا يجوز كالصّ لاة و الأصح ّ الجواز .ولتفريق الن ّي ّة فيه صور.
أن ينوى رفع الحدث عند كل عضو .كرفع الحدث الأصغر عند غسل الوجة و عند غسل
اليدين.
ومنها ما يشترط أن لا يقصد غيره كالوضوء و الصّ لاة و الطّواف والسّعي فلو عزبت ني ّته ثم ّ
نوى الت ّبر ّد لم يحسب المفعول حتىّ يجدّد الن ّي ّة أو هوي لسجود الت ّلاوة فجعله ركوعا أو ركع و
فزع من شيء فرفع رأسه أو سجد فشاكته شوكة فرفع رأسه لم يجزئ فعليه العود واستئناف
اختلف الل ّسان و القلب فالعبرة مما فى القلب فلو نوى بقلبه ظهرا وبالسانه عصرا أو نوى بقلبه
الوضوء و بالسانه الت ّبر ّد صح ّ ما فى القلب -أو سبق لسانه إلى لفظ اليمين بلا قصد أو قصيد الحلف
على شيء فسبق لسانه إلى غيره فلا تنعقد و لا يتعل ّق به كفّارة -وهذا فى الحلف بالله فلو جرى
مثل ذلك فى الإيلاء و الطّلاق و العتاق لا يقبل فى الظّاهر لتعل ّق حقّ الغير به.
وفى الن ّية شروط منها –الاول الإسلام ومن ثم ّ لا تصحّ العبادات من الكافر
ومنها الثانى الت ّمييز فلا تصحّ عبادة صبيّ غير ممي ّز و مجنون
ومنها الثالث العلم بالمنويّ مطابقا للواقع فمن جهل فرضي ّة الوضوء أو الصّ لاة لم يصحّ منه فعله
ن بعض الصّ لاة فرض ولم يعلم الفرضي ّة ال ّتي شرع فيها .وإن علم الفرضي ّة وجهل
وكذا لو علم أ ّ
ومنها الرابع أن لا يأتي بمناف ومنه الرّدّة فلو ارتدّ فى أثناء الصّ لاة أو الصّ وم أو الحجّ أو الت ّيمّم
زمن الر ّدة ولو ارتدّ بعد الفراغ من الوضوء أو الغسل فالأصح ّ لا يبطله و يبطل الت ّيمّم لضعفه ولو
وقع ذلك بعد الفراغ من الصّ لاة أو الصّ وم أو الحجّ أو أداء الز ّكاة لم تجب عليه الإعادة – ومن
المنافى :ني ّة القطع فمن نوى قطع الإيمان والعياذ بالله صار مرتدّا فى الحال – ومن نوى قطع
11
ن حكمها باق
سائر العبادت و فى الطّهارة وجه لأ ّ
الصّ لاة بعد الفراغ منها لم تبطل بالإجماع وكذا 8
بعد الفراغ .ولو نوى قطع الصّ لاة فى أثنائها بطلت بالأخلاف .ولو نوى قطع الطّهارة اثناءها لم
يبطل ما مضى فى الأصح ّ لكن يجب تجديد الن ّي ّة لما بقي .ولو نوى قطع الصّ وم أوالإعتكاف لم
يبطل فى الأصح ّ .ولو نوى الأكل أو الجماع فى الصّ وم لم يضرّ ولو نوى فعلا منافيا فى الصّ لاة
كالأكل والفعل الكثير لم تبطل قبل فعله ولو نوى الصّ وم من الل ّيل ثم ّ قطع الن ّي ّة قبل الفجر
ن الأكل
ن ترك الن ّي ّة ض ّد الن ّي ّة بخلاف ما لو أكل بعد الن ّي ّة فان ّه لا يبطلها لأ ّ
سقط حكمها لأ ّ
ليس بضدّها .ولو نوى قطع الحجّ او العمرة لم يبطل بالأخلاف لأن ّه لا يخرج منها بالإفساد -ولو
نوى قطع الجماعة بطلت ثم ّ فى الصّ لاة قولان اذا لم يكن عذر أصح ّهما لا تبطل .ولو نوى قطع
الفاتحة فإن كان مع سكوت يسير بطلت القراءة فى الأصح ّ وإلا ّ فلا – ولو نوى قطع السّفر و
ن السّير يكذّبها كما فى شرح المهذّب وإن كان نازلا إنقطع وكذا
الإقامة فإن كان سائرا لم يئث ّر لأ ّ
لو كان فى مغازة لا تصح للإقامة على الأظهر ولو نوى الإتمام فى أثناء الصّ لاة إمتنع عليه القصر
ولو نوى بمال الت ّجارة القنية انقطع حولها فلو نوى بمال القنية الت ّجارة لم يئث ّر فى الأصح ّ ولو نوى
بالحليّ المحر ّم إستعمالا مباحا بطل الحول ولو نوى بالمباح محر ّما أو كنزا إبتدأ حول الز ّكاة.
(فرع) ويقرب من ني ّة القطع ني ّة القلب – وفى نقل الصّ لاة الى أخرى أقسام -أحدها نقل
فرض الى فرض آخر فلا يحصل واحد منها – الثانى .نقل راتب الى آخر كسن ّة الوتر الى سن ّة
الفجر فات يحصل واحد منهما – الثالث نقل نفل الى فرض فلا يحصل واحد منهما .الرّابع نقل
فرض الى نفل فهذا نوعان نقل حكم كمن أحرم بالظّهر قبل الز ّوال جاهلا فيقع نفلا – ونقبل ني ّة
بأن ينوى قلبه نفلا عامدا فتبطل صلاته ولا ينقلب نفلا على الصّ حيح – فإن كان لعذر كأن
11
ركعتين ليدركها صح ّت نفلا فى الأصح ّ.
أحرم بفرض منفردا ثم ّ أقيمت جماعة فسل ّم من 8
ومن المنافى أيضا عدم القدرة على المنويّ إما عقلا إو شرعا أو عادة فمن الأوّل نوى بوضوئه
أن يصلّي صلاة و أن لا يصل ّيها لم يصحّ لتناقضه .ومن الث ّاني نوى به الصّ لاة فى مكان نجس ومن
الثّالث نوى به صلاة العيد وهو فى أوّل السّنة أو الطّواف وهو بقدس مثلا.
تردّد هل يقطع الصّ لاة أم لا أو عل ّق إبطالها على شئ بطلت وكذا فى الإيمان. .1
الإ عادة فى الأصح ّ بخلاف ما لو شكّ فى نجاسة فغسلها لأنّها لا تحتاج إلى ني ّة.
نوى ليلة الث ّلاثين من شعبان صوم غد عن رمضان إن كان منه لم يقع عنه بخلاف ما لو وقع
مرة ويغتفر
ولكن هنا مستثنيات – منها إشتبه عليه ماء و ماء ورد لا يجتهد بل يتوضّأ بكل ّ
الت ّردّد فى الن ّي ّة للض ّرورة ومنها عليه صلاة من الخمس نسيها وصلّى ثم تذك ّرها ومنها عليه صوم
واجب لا يدرى هل من رمضان أو نذر أو كفّارة فنوى صوما واجبا أجزأه – ومنها شكّ فى
قصر إمامه فقال إن قصر قصرت و إلا ّ تممت فبان قاصرا قصر -ومنها عليه فائتة وشكّ فى أدائها
الغائب إن كان باقيا و الا ّ فعن الحاضرفبان باقيا أجزأه عن الغالب أو تالفا أجزأه عن الحاضر -أو
قال إن كان سالما فعنه و الا ّ فتطو ّع فبان سالما أجزأه بالإت ّفاق – ومنها أحرم بصلاة الجمعة فى آخر
وقتها فقال إن كان الوقت باقيا فجمعة و الا ّ فظهر فبان بقاؤه وفى صح ّة الجمعة وجهان فى شرح
المهذّب بالأترجيح-
واختلفوا هل الن ّي ّة ركن أو شرط فالأكثرون أنّها ركن لأنّها داخل العبادات و ذلك شأن
الأركان و الش ّرط ما يتقدّم عليها ويجب إستمراره فيها – واختار القاضى أبو الطّي ّب و ابن الصّ باغ
أنّها شرط و إلا ّ لا فتقرت إلى ني ّة أخرى فوجب أن تكون شرطا وفصّ ل الغزالى أنّها فى الصّ لاة
شرط و فى الصّ وم ركن – وقال الشّيخان أنّها فى الصّ لاة ركن وفى الصّ وم شرط.
لا أكلّم أحدا وينوى زيدا فلا يحنث إذا كلّم غير زيد – ومثال الث ّانى أن يقول :والله لا أشرب
ن اليمين تنعقد على الماء من عطش خاصّة ولا يحنث بطعامه وثيابه ولو نوى
ماء زيد من عطش فا ّ
"قاعدة أخرى" مقاصد الل ّفظ على ني ّة الل ّافظ .إلا ّ فى موضع واحد وهو اليمين عند القاضى
فإنّها على ني ّة القاضى دون الحالف .كما إذا استحلف القاضى على المدّعى عليه أن ّه لا يأكل مال
أو المحدث بعد غسل الوجه فإن نوى رفع الحدث صار مستعملا أو الإغتراف فلا أو أطلق
فوجهان أصح ّهما يصير مستعملا -ومن نظائر هذا الن ّوع إذا عقّب الن ّي ّة بالمشيئة فإن نوى الت ّعليق
بطلت أو الت ّبر ّك فلا و إن أطلق فوجهان أصح ّهما تبطل – ومنها لو كان إسمها طالق أو حرّة فقال
يا طالق أو يا حرّة فإن قصد الطّلاق أو العتق حصلا أو الن ّداء فلا وإن أطلق فوجهان لكنّ
الأصح ّ هنا عدم الحصول – ومنها لو كر ّر لفظ الطّلاق بلا عطف فإن قصد الإستئناف وقع
الثلاث أو الت ّأكيد فواحدة أو أطلق فقولان الأصح ّ ثلاث – ومنها إذا نطق فى الصّ لاة بنظم
القرآن ولم يقصد سواه فواضح و إن قصد به الت ّفهيم فقط بطلت وإن قصدهما معا لم تبطل و إن
أطلق فوجهان الأصح ّ البطلان ومنها إذا تلفّظ الجنب بأذكر القرآن فإن قصد القراءة فقط حرم أو
الذ ّكر فقط فلا وإن قصدهما حرم أو أطلق حرم أيضا بالأخلاف و كذا حمل المصحف فى أمتعة
فإن ّه إن كان هو المقصود بالحمل حرم أو الأمتعة فقط أو هما فلا – ومنها غير ذلك.
ن جميع أفعالها
ن الأصل عدم إجزاء الفرض بني ّة الن ّفل كمن أتى بالصّ لاة معتقد أ ّ
"تنبيه" إعلم أ ّ
سن ّة .أو عطس فقال الحمد الله وبنى عليه الفاتحة أو سل ّم بالأولى على ني ّة الث ّانية ثم ّ بان خلافه لم
تحسب ولا خلاف فى ذلك – توضّأ الشّاكّ إحتياطا ثم ّ تيقّن الحدث لم يجزئه فى الأصح ّ – ترك
لمعة ثم ّ جدّد الوضوء فانغسلت فيه لم يجزئه فى الأصح ّ – إغتسل بني ّة الجمعة لا تجزيه عن الجنابة فى
الأصح ّ ترك سجدة ثم ّ سجد سجدة الت ّلاوة لا تجزيه عن الفرض فى الأصح ّ.
الفرض بني ّة الن ّفل منها جلس للت ّشهّد الأخير وهو
وخرج عن ذلك الأصل صور فيتأدّى فيها11
8
يظن ّه الأوّل ثم ّ تذكر ّ أجزأه ومنها نوى الحجّ أو العمرة أو الطّواف تطو ّعا وعليه الفرض إنصرف
إليه بلا خلاف ومنها تذكر فى القيام ترك سجدة وكان جلس بني ّة الإستراحة كفاه عن جلوس
الر ّكن فى الأصح ّ – ومنها أغفل لمعة و انغسلت بني ّة الت ّكرار فى الث ّانية و الثّالثة أجزأه فى الأصح ّ
الث ّلات طهارة واحدة وقد تقدّمت فيه ني ّة الفرض و النفّل جميعا و مقتضى نب ّته أن لا يقع شئ
"خاتمة" وأمّا كيفي ّة الن ّي ّة فتختلف باختلاف الأبواب ففى الوضوء قصد رفع الحرمة النّاشئة
من الحدث و فى الصّ لاة قصد أقوال و أفعال و فى الحجّ قصد الد ّخول فى شئ ومعنويّ يقتضى
تحريم أشياء كانت حلالا له قبله – وفى الصيام قصد إمساك مخصوص و فى الز ّكاة قصد إخراج
القاعدة الثّانية
ودليلها قوله صلّى الله عليه و سل ّم :إذ وجد أحدكم فى بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شئ
أم لا فلا يخرجنّ من المسجد حت ّى يسمع صوتا أو يجد ريحا رواه مسلم من حديث أبى هريرة و
أصله فى الصّ حيحين عن عبد الله بن زيد قال شكي الى الن ّبيّ صلّى الله عليه و سلم الر ّجل يخي ّل أن ّه
أثلاثا أم أربعا فليطرح الشّكّ وليبن على ما استيقن .وروى الت ّرمذيّ عن عبد الر ّحمن بن عوف
قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسل ّم يقول :إذا سها أحدكم فى الصلاة فلم يدر واحدة صلّى
أم اثنتين فليبن على واحدة فان لم يتيقّن صلى اثنتين أم ثلاثا فليبن على اثنتين فإن لم يدر أثلاثا أم
أربعا فليبن على ثلاث و ليسجد سجدتين قبل أن يسل ّم .وتدخل هذه القاعدة فى جميع أبواب الفقه
تيقّن فى الحدث و شكّ فى الطّهارة فهو محدث و من فروع الشّكّ فى الحدث أن يشكّ هل نام
أو نعسر – أو ما رآه رؤيا أو حديث الن ّفس أو لمس محرما أو غيره أو رجلا أو امرأة أو شعرا أو
بشرا أو هل ممكّنا أو لا او زالت إحدى أليتيه أو هل كان قبل اليقظة أو بعدها ومن شكّ فى
خروج الوقت فى الجمعة ومن نوى ثم ّ شكّ هل طلع الفجر فى الصّ وم و من شكّ هل عزبت ني ّته
أم لا .و من أكل آخر الل ّيل و شكّ فى طلوع الفجر صح ّ صومه – و من أكل آخر النّهار بلا
الأصل براءة الذّمّة – فمن ذلك القول فول المدّعى عليه أو منكر الد ّين – منها – لو قال .2
الجانى هكذا أو صحت و قال المجن ّى عليه بل أوضحت موضحتين و أنا رفعت الحاجز بينهما صدق
11
ن الأصل براءة الذّمّة
الجانى لأ ّ
8
إذا شكّ هل فعل أو لم يفعل فالأصل أن ّه لم يفعل كما إذا شكّ هل ترك القنوت أم أتى به .3
ن الأصل عدم
ن الأصل عدم الإتيان به – أو شكّ فى ارتكاب فعل منهيّ فلا يسجد لأ ّ
فيسجد لأ ّ
فعله.
ودخل فيه قاعدة أخرى :من تيقن الفعل و شك فى القليل أو الكثسر حمل على القليل لأنه
الأصل العدم – فاذا قال عامل القراض لم أربح فالقول قوله أو لم أربح إلا ّ كذا فالقول قوله .4
توضّأ من بئر أي ّاما و صلّى ثم ّ وجد فيها فأرة لم يلزمه قضاء إلّا ما تيقّن إن ّه صل ّاه بالنجاسة – ومنها
آخر – ومنها لو فتح قفصا عن طائر فطارحا لا ضمنه و إن وقف ثمّ طار فلا إحالة على اختيار
الطّائر.
ن الأصل الإباحة.
ل أكلها لأ ّ
ن الز ّرافة ح ّ
الإباحة – قال السّبكيّ أ ّ
باب الن ّكاح عليه ولو اختلطت بمحصورات لم يجز الن ّكاح.
الأصل فى الكلام الحقيقة – إذ وقف على أولاده أو أوصى لهم لا يدخل في ذلك ولد .8
ن اسم الولد حقيقة فى ولد الصّ لب .ولو حلف لا يبيع أو لا يشترى أو لا
الولد فى الأصح ّ لأ ّ
يضرب عبده فو كل فى ذلك لم يحنث حملا لل ّفظ على حقيقته وقد يشكل على هذا الأصل ما لو
حلف لا يصلّى فالأصح ّ أن ّه يحنث بالتحر ّم وفى وجد لا يحنث إلا ّ بالفراغ و فى وجه آخر لا يحنث
حت ّى يركع.
أربعا.
رجح الظّاهر جزما وهو أن يستند الظّهاهر إلى سبب منصوب شرعا كالش ّهادة تعارض
ما ّ .2
الأصل و الر ّؤية و الهد فى الد ّعوء و إخبار الث ّقة بدخول الوقت أو بنجاسة الماء و إخبارها بالحيض
و إنقضاء الأقراء – أو إلى معروف عادة كالماء من الحمام لا طّ راد العادة بالبول فيه فيحكم بنجاسته
– أو يكون معه ما يعتضد به كمسألة بول الظّبي ّة إذا وجد الماء عقب بولها متغي ّرا فيحكم بنجاسته.
يرجح فيه الأصل على الأصح ّ .و ضابطه أن يستند الإحتمال إلى سبب ضعيف – ومن
ما ّ .3
أمثلته الحكم بطهارة ثياب الخما ّرين و الجز ّارين و الطّرق ال ّتى تغلب نجاستها و المقبرة المنبوشة ال ّتى لا
العبادة على الصّ ح ّة – و مثله ما لو قرأ الفاتحة و شكّ بعد الفراغ منها فى صرف أو كلمة فلا أثر له
– و منها – لو جاء من قدام الإمام و اقتدى و شكّ هل تقدّم فالأصح ّ الصّ ح ّة ومنها غير ذلك.
فصل – إذا تعارض الأصلان فتارة يجزم بأحدهما و تارة يجرى الخلاف .فاذا كان فى
جهة أصل و فى جهة أصلان جزم لذى الأصلين و لم يجر الخلاف .فمن فروع ذلك إذا ادّعى
ن الأصل بقاء
المبيعة و قال البائع و ضعته قبل العقد و قال المشترى بل بعده فالقول قول البائع لأ ّ
ملكه و الولد غير تابع للمبيعة اذا و ضعته قبل العقد .و الأصل الأخر الولد تابع للمبيعة اذا وضعته
بعد العقد .ومم ّا يجرى الخلاف فى تعارض الأصلين ما لو وقعت فى الماء نجاسة وشككنا فى كثرته
الأصل عدمه و لا يلزم من الن ّجاسة الت ّنجّ س – والث ّانى أن ّه نجس لتحقّق الن ّجاسة و الأصل عدم
ن الأصل
الكثرة .و منها لو نوى و شكّ هل كانت ني ّته قبل قبل الفجر أو بعده لم يصحّ صومه لأ ّ
ن الأصل
أدرك الإمام و هو راكع و شكّ فى الإطمئنان معه فقولان أصح ّهما عدم الإدراك لأ ّ
11
الإدراك.
8
"فصل" و لهم تعارض الظّاهرين كما إذ أقر ّت بالن ّكاح و صدقها المقرّله بالز ّوجي ّة فالجديد قبول
ن حالهما يعرف
ن كانا بلديّين لا يقبل لأ ّ
ن الظّاهر صدقهما فيما تصادقا عليه و القديم إ ّ
الإقرار لأ ّ
"فوائد" الفائدة الألى :و قد يزال اليقين بالشّكّ و ذاك فى إحدى عشرة مسألة :
إذا أحرم المسافر بني ّة القصر خلف من لا يدرى أهو مسافر أم مقيم لم يقصر. .3
بال حيوان فى ماء كثير ثم ّ وجده متغي ّرا و لم يدر أتغي ّر بالبول أم بغيره فهو نجس. .4
ل صلاة للشّكّ فى انقطاع الد ّم قبلها.
المستحاضة المتحي ّرة يلزمها الغسل عند ك ّ .5
من أصابته نجاسة فى ثوبه أو بدنه و جهل موضعها وجب غسل كل ّه. .6
ونحو المستحاضه إذا توضّأ ثم ّ شكّ هل انقطع حدثه أم لا فصلّى بطهارته لم تصحّ صلاته. .9
تيم ّم ثم ّ رأى شيأ لا يدرى أسراب هو أم ماء بطل تيم ّمه و إن بان سرابا. .10
رمى صيدا فجرحه ثم ّ غاب فوجده مي ّتا و شكّ هل أصابته رمية أخرى من حجر أو غيره لم .11
ل أكله و كذا لو أرسل إليه كلبد وزاد الن ّوويّ مسائل منها إذ شكّ الن ّاس فى النقضاء وقت
يح ّ
و زاد ابن السّبكى مسائل منها مسألة من جاء من قدام الإمام واقتدى به ثم ّ شكّ هل تقدّم
ل
ي شاة مذبوحة فلا تح ّ
شكّ طرأ على أصل حرام كما إذا وجدت فى قرية فيها مسلم و مجوس ّ .1
ن أصلها حرام و شككنا فى الذ ّكاة المبيحة .فلو كان الغالب فيها
حت ّى يعلم أنّها ذكاة مسلم لأ ّ
شكّ لا يعرف أصله كمعا ملة من أكثر ما له حرام و لم يتحقّق المأخوذ من ماله عين الحرام .3
فلا يحرم مبايعته لأمكان الحلال و عدم تحقّق الت ّحريم و لكن يكره خوفا من الوقوع فى الحرام.
ن الشّكّ و الظّنّ بمعنى واحد فى استعمال الفقهاء وكتب الفقه .و أمّا أصحاب
الفائدة الث ّالثة :إ ّ
الأصول فإنّهم فر ّقوا بين ذلك و قالوا التردّد إن كان على السّواء فهو شكّ و إن كان أحدهما راحجا
الفائدة الرّابعة :الأصل فيما تقدّم هو استصحاب الماضى فى الحاضر و أمّا استصحاب الحاضر
بل لو باع المشترى أو وهب وانتزع من المشترى الث ّانى أو الموهوب له كان للمشترى الأوّل الرجوع
من المشترى إلى المدّعى و لكنّهم إستصحبوه مقلوبا وهو عدم الأنتقال .و الله أعلم.
القاعدة الثالثة
المَشَ َ ّقة ُ َ
تج ْلُب التيسير
الأصل فى هذه القاعدة قوله تعالى :يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر – و قوله تعالى و
ما جعل عليكم فى الد ّين من حرج – و قوله صلّى الله عليه و سل ّم بعثت بالحنيفي ّة السّمحة و قوله
الأول السّفر و رخصه ثمانية ,القصر و الجمع و الفطر و المسح و ترك الجمعة و أكل الميتة و الن ّفل
الثّانى المرض و رخصه كثيرة منها الت ّيمّم عند مشقّة استعمال الماء و عدم الكراهة فى الإستعانة
يصب عليه أو يغسل أعضاءه و القعود فى صلاة الفرض و خطبة الجمعة و الإضطجاع فى
ّ بمن
الصّ لاة والإيماء و الجمع بين الصّ لاتين على وجه و11الت ّخل ّف عن الجماعة و الجمعة مع حصول الفضيلة
8
و الفطر فى رمضان و غير ها.
الرّابع الن ّسيان من جامع فى رمضان ناسيا للصّ وم فلا كفّارة عليه و لا يبطل صومه.
الخامس الجهل كالكلام فى الصّ لاة جهلا بشرطه فلا تبطل صلاته.
السّادس العسر و عموم البلوى كالصّ لاة مع الن ّجاسة المعفو ّ عنها كدم القروح و الد ّمامل و
السّابع الن ّقص كترك إيجاب الجمعة على المرأة و الصّ بيّ و العبد و المجنون.
المشاق على قسمين :قسم لا يؤث ّر فى
ّ "فوائد" الأولى فى ضبط المشقّة المقتضية للت ّخفيف
إسقاط العبادة كمشقّة السّفر للحجّ و الجهاد و ألم ح ّد الزّنا ونحوه إذ لا انفكاك للعبادة عنها .قسم
الحجّ و العمرة و الجهاد بالأعذار .الث ّانى تخفيف تنقيص كالقصر .الث ّالث تخفيف إبدال كإبد
الوضوء و الغسل بالت ّيمّم و القيام فى الصّ لاة بالقعود و الإضطجاع و الإيماء و الصّ يام بالإطعام.
الرّابع تخفيف تقديم كالجمع و تقديم الز ّكاة على الحول و زكاة الفطر فى رمضان و الكفّارة على
الحنث .الخامس تخفيف تأخير كالجمع و تأخير رمضان للمسافر و المريض و تأخير صلاة فى حقّ
مشتغل بإنقاذ نحو غريق من الأعذار الآتية .السّادس تخفيف ترخيص كصلاة المستجمر مع
11
ّجاسة للت ّداوى و أكل الميتة و نحو ذلك .و استدرك
بقي ّة الن ّجس و شرب الخمر للغصّ ة و أكل الن 8
العلائى سابعا وهو تخفيف تغيير كتغيير نظم الصّ لاة فى الخوف .و قد يقال هو داخل فى النقص
الفائدة الث ّالثة الر ّخص أقسام .الأول ما يجب فعلها كأكل الميتة للمضطر ّ و الفطر لمن خاف
الهلاك لغلبة الجوع و العطش و إن كان مقيما صحيحا و إساغة الغصّ ة بالخمر .الثانى ما يندب
كالقصر فى السّفر إذا بلغ ثلاث مراحل و الفطر لمن يشقّ عليه الصّ وم فى أو مرض و الإبراد
خف و
بالظّهر و الن ّظر إلى المخطوبة .الثالث ما يباح كالسلم .الرابع ما تركه أولى كالمسح على ال ّ
الجمع و الفطر لمن لم يتضرّر و الت ّيمّم لمن وجد الماء يباع بأكثر من ثمن المثل وهو قادر عليه .ما
ل من ثلاث مراحل.
يكره فعله كالقصر فى أق ّ
القاعد الرّابعة
لقوله صلّى الله عليه و سل ّم :لا ضرر و لا ضرار و المعنى لا يباح إدخال الض ّرر على إنسان
فيما تحت يده من ملك أو منفعة غالبا و لا يجوز لأحد أن يضر أخاه المسلم.
و ينبغي على هذه القاعدة كثير من أبواب الفقه فمن ذلك الرّدّ بالعيب و جميع أنوار الخيار من
اختلاف الوصف المشروط و التعزير و إفلاس المشترى و غير ذلك و الحجر بأنواعه و الشّفعة لدفع
ضرر القسمة و القصاص و الحدود و الكفّارات و نصب الأئم ّة و القضاة و دفع الصّ ائل و قتال
إتلاف المال و أخذ مال الممتنع من أداء الدين بغير إذنه و دفع الصّ ائل ولو أدّى الى قتله.
المضطر .ما لو أكراه على القتل أو الزنا فلا يباح واحد منها بالإكراه لما فيهما من المفسدة التى
الثّانية ما أبيح للضرورة يقدّر بقدرها .و من فروعه المضطر ّ لا يأكل الميتة إلا قدر س ّد الر ّمق.
يجوز أخذ نبات الحرم لعلف البهائم و لا يجوز أخذه لبيعه لمن يعلف .و يعفى عن الطحلب فى الماء
ولو أخذ ورق وطرح فيه و غيره ضرّ .و يعفى عن ميتة لا نفس له سائلة فإن طرح ضر .ولوو
فصد أجنبي امرأة وجب أن يستر جميع ساعداها و لا يكشف الا ما لا بد منه للفصد و الجبيرة
يجب أن لا يستر من الصيحيح الا ما لا بد منه للإستمسا ولو اندفع تعدد الجمعة بجمعتين لم يجز
بالثالثة.
وخرج عن ذلك صور منها العرايا فانّها أبيحت للفقراء ثم ّ جازت الأغنياء و منها الخلع فإنه
أبيح مع المرأة فى سبيل الرخصة ثم جاز مع الأجنبى و منها اللعان جوز حيث تعسر إقامة البينة
ثم المراتب فى هذه القاعدة خمس .الأولى ضرورة و هى بلوغه حدا إن لم يأخذ هلك أو
قارب .كالمضطر للأكل بحيث لو ترك هلك أو11تلف منه عضو .الثانية حاجة وهي وصوله الى
8
حالة بحيث لو لم يأكل لم يهلك غير أنه يكون فى جهد و مشقّة و هذ الايبيح الحرام .و يبيح
الفطر فى الصّ وم .الثالثة منفعة و هي ما كان إشتهاء كمن يشتهى خير البر و لحم الغنم و الطّعام
الدسم .الربعة زينة وهي ما كان القصد به التفكه كالحلوى و السكر و الثوب المنسوج من حرير و
كتان .الخامسة الفضول وهو التوسع بأكل الحرام او الشبهة كمن يريد استعمال أوانى الذهب و
الفضة.
وقريب من هذه القاعدة ما جاز لعذر بطل بزواله كالتيمّم يبطل بوجود الماء قبل الدخول فى
الصلاة و نظيره الشهادة عى الشهادة لمرض و نحوه تبطل إذا حضر الأصل عند الحاكم قبل
الحكم.
الثّالثة من القواعد .الض ّرر لا يزال بالض ّرر لا يأكل المضطر ّ طعام المضطر ّ آخر إلا ّ أن يكون نبي ّا
و يستثنى من ذلك ما لو كان أحدهما أعظم ضررا و لهذا شرع القصاص و الحدود وقتال
البغاة و قاطع الطّريق و دفع الصّ ائل و الشّفعة و الفسخ بعيب المبيع و النكاح و الإجبار على
قضاء الديون و النفقة الواجبة و أخذ المضطر طعام غيره و قطع شجرة الغير إذا حصل فى قواء
داره و شق بطن الميت إذا بلغ مالا أو كان فى بطننها ولد يرجى حياته.
و نشأ من ذلك قاعدة رابعة و هي إذا تعارض مفسدتان روعي أعظمهما ضرار بارتكاب
أخفّهما.
وقاعدة خامسة وهى درء المفاسد أولى من11جلب المصالح فإذا تعارض مفسدة و مصلحة
8
قدم دفع المفسدةغالبا لأن إعتناء الشّارع باالمنهي ّات أش ّد من اعتنائه بالمأمورات ولذلكت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه مااستطتم واذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه
و من ثم ّ سومح فى ترك بعض الواجبات بأدنى مشقّة كالقيام فى الصّ لاة و الفطر و الطّهارة و لم
يسامح فى الإقدام على المنهي ّات وخصوصا الكبائر .ومن فروع ذلك المبالغة فى المضمضة و
الإستنشاق مسنونة و تكره للصّ ائم .وتخليل الشّعر سن ّة فى الطهارة و يكره للمحرم.
وقد راعى الشّارع المصلحة لغلبتها على المفسدة .و من ذلك الصّ لاة مع اختلال شرط من
الله فى أن لا يناحي إلا على أكمل الأحوال .ومتى تعذر شئ من ذلك جازت الصلاة بدونه
تقديما لمصلحة الصلاة على هذه المغسدة .و منه الكذب مفسدة محرمة و متى تضمن جلب
المصلحة تزيد عليه جاز كالكذب للإصلاح بين الناس و على الزوجة لإصلاحها .و هذا النوع
"خاتمة" الحاجة تنزل منزلة الضرورة عامة كانت أو خاصة فمن الحاجة العامة مشروعية
الإجارة و الجعالة و الحوالة ونحوها و جوزت على خلاف القياس لما فى الأولى من ورود العقد
على منافع معدومة و فى الثانية من الجهالة و فى الثالثة من بيع الدين بالدين لعموم الحاجة الى ذلك
و الحاجة إذا عمت كانت كالضرورة و من الحاجة الخاصة تضبيب الإناء بالفضة و الأكل من
الغنيمة فى دار الحرب و لبس الحرير لحاجة دفع القمل و الحكة .و الله أعلم.
القاعدة الخامسة
11
العادة محكمة
8
قال تعالى :و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين و العرف هو العادة .و قال صلى الله عليه
و سلم :مارآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن .و قال العلائي و لم أجده مرفوعا و إنما هو من
و يرجع إلى اعتبار العادة و العرف فى الفقه مسائل لا تخصر/تنحصر كأقل الحيض و النفاس
و الطهر و غالبها و أكثرها و سنّ الحيض و الإنزال و البلوغ وضابط القلة و الكثرة و غيرها.
وتتعلق بهذه القاعدة مباحث .منها تثبت به العادة بمرة جزما كسرقة الرقيق و استحاضة لأعلة
مزمنة فاذا وقعت فالظاهر دوامها وسواء فى ذلك المبتدأة و المعتادة و المتحيرة و كذا الزنا و
البول فى الفراش .و منها ما ثبتت به العادة بمرتين أو ثلاث مرات فالأصح لا بد من ثلاث مرات
كالقائف و قال الإمام لا بد من تكرار يغلب على الظن أنه عارف و منها ما ثبتت به العادة بتكرار
حتى يغلب على الظن أنه عادة كالجارحة فى الصيد على المعتمد و كاختبار الديك للأوقات و
الصبي بالمما كسع فى البيع ونحوه .و منها ما لا يثبت فيه بالمرة ولا مرات بلا خلاف كما لو
ولدت امرأة مرارا بلا نفاس ثم و لدت ورأت دما فإن عدم النفاس لا يصير عادة لها بلا
خلاف بل هذه مبتدأة فى النفاس .ومنها ما لا يثبت فيه بم ّرة ولا مرات على الأصح وهو الت ّوقف
عن الصلاة و نحوها بسب تقطع الدم إذا كانت ترى يوما دما و يوما نقاء .ومنها ما يثبت
بالثلاث و فى ثبوته بمرة أو مرتين خلاف .و الأصح الثبوت وهو قدر الحيض و الطهر.
"مبحث" و إنما تعتبر العادة إذا اطردت .فان اضطربت فلا .و فى ذلك فروع منها باع شيئا
11
اضطربت العادة فى البلد وجب البيان و إلا يبطل
بدارهم و أطلق نزل على النقد الغالب .فلو 8
البيع .و منها إستأجر للخياطة و النسخ و الكحل فالخيط و الحبر و الكحل على من؟ خلاف و
الأصح الرجوع الى العادة فإن اضطربت وجب البيان .و إلا فتبطل الإجارة و منها غير ذلك.
الأول إن لم يتعلق بالشرع حكم قدم العرف .فلو حلف لا يأكل لحما لم يحنث بالسمك و إن
سم ّاه الله لحما فى قوله تعالى لحما طريا .3أولا يجلس على بساط أو تحت سقف أو فى ضوء سراج لم
فى ضوء الشمس و إن سم ّاها الله سراجا .6أو حلف لا يأكل ميتة أ و دما فلا يحنث بالسمك و
الجراد و الكبد و الطحال فقدم العرف فى الجميع لأنها استعملت فى الشرع تسمية بلا تعلق حكم و
تكليف.
الثانى و إن تعلق به حكم قدم الشرع على العرف .فلو حلف لا يصلى لم يحنث إلا بذات
الركوع والسجود .أو لا يصوم لم يحنث بمطلق إلامساك أو لا ينكح حنث بالعقد لابالوطء أو
قال إن رأيت الهلال فأنت طالق فرآه غيرها وعلمت به طلقت حملاله على الشرع فإنها فيه بمعنى
التصرفات سيما فى الأيمان واليه ذهب تلميذه وهو البغوي فلو حلف على شخص إن لم تأكل طعامى
فامرتى طالق فامتنع ثم قدم اليوم الثانى فقدم إليه ذلك الطعام فأكل فعلى الأول لايحنث لأنه
يسمى لغة آكل طعامه .و على الثانى يحنث لأنه فى العرف لا يسمى آكلا طعامه إلا فى ذلك
اليوم .وقال الرافعي فى باب الطلاق .وإن تطابق العرف والوضع فذاك كأن يحلف لايسكن بيتا
وكن بدويا حنث باالمبني وغيره بخلاف ما اذا كان من أهلى القرى فوجهان بناء على القولين.
و الأمام و الغزالى الى العرف و قال الرافعي فى باب الأيمان إن عمت اللغة قدمت على العرف كما
لو حلف لا يشرب ماء فإنه يحنث بالح و إن لم يعتد شربه إعتبارا باللغة و عمومها .و قال غير
الرافعي إن كان العرف ليس له وجه فى اللغة البيتة فالمعتبر اللغة و إن كان له إستعمال ففيه
"فصل" و إذا تعارض العرف العام و الخاص ففيه ضابط وهو إن كان الخاص محصورا لم
يؤثر كما إذا كانت عادة امرأة أقل من عادة النساء فى الحيض كأن تحيض يوما دون ليلته أو
أكثر كأن تحيض ستة عشر يوما بلياليها ردت إلى الغالب فى الأصح و قيل تعتبر عادتها .و إن كان
غير محصور أعتبر كما لو جرت عادة قوم يحفظ زرعهم ليلا و مواشيهم نهارا فهل العبارة به أم
11
بالغالب فالأصح إعتبار العادة تنزيلا منزلة العرف 8العام.
"مبحث" هل تنزل العادة المطردة فى ناحية منزلة الشرط ففيه خلاف كما لو جرت عادة قوم
يقطع الحصرم قبل النضج فهل تنزل منزلة الشرط حتى يصح معه من غير شرط القطع؟ الأصح
لا .و كما لو جرت عادة المقترض يرد أزيد مما اقترض فهل تنزل منزلة الشرط حتى يحرم إقراضه؟
الأصح لا.
و كذا مسألة الصناع إذا لم يشرطوا أجرة لا يستحقون أجرة على الأصح و إن كانت العادة
بأجرة" .تختيم" العبرة بالعرف إنما يكون العرف الذى وجد حال تكلم المتكلم حتى ينزل كلامه
عليه .و من فروع المسألة .الأوقاف القديمة المشروط نظرها للحاكم و كان الحاكم إذ ذاك شافعيا لم
أحدث القضاة الأربعة فما كان موقوفا قبل ذلك إختص نظره للشافعي فلا يشاركه غيره.
"قاعدة" كل ما ورد به الشرع مطلقا و لا ضابط له فيه و لا فى اللغة يرجع فيه الى العرف
كالحرز فى السرقة و يختلف باختلاف الأموال و الأحوال و الأوقات فيرجع فيه الى العرف و
كالمسافة بين الإمام و المأموم حيث كانا بفضاء و كالتعريف فى اللقطة و التفرق فى البيع و
القبض ووقت الحيض و قدره و الإكتفاء فى نية الصلاة بالمقارنة العرفية بحيث يعد مستحضرا
تم الكتاب الأول بعون الله تعالى و توفيقه و هدايته و يليه الكتاب الثانى.
11
8
الكتاب الثانى
بسم هللا الرحمن الرحيم
حمدا لمن وفقنا بإتمام الكتاب الأوّل بهدايته عز و جل .صلاة و سلاما على سيدنا محمد الرسول.
أما بعد فهذا هو الكتاب الثانى من هداية الطلبة المشتمل عل على أربعين قاعدة كلية.
الكتاب الثانى
القاعدة األول
الإجتهاد لغة هو مطلق بذل الوسع .وصطلاحا هو بذل المجهود فى تحصيل المقصود .ثم إن وافق
ما عند الله تعالى فهو صواب و له أجران و إلا فخطأ و له أجر واحد.
و الأصل غى ذلك إجماع الصحابة رضي الله عنهم نقله إبن الصباغ و أن أبا بكر حكم فى مسائل
خالفه عمر فيها و لم ينقض حكمه .و حكم عمر فى المشركة بعدم المشاركة ثم بالمشاركة و قال
و منها لو اجتهد فظن طهارة أحد الإنائين ثم استعمله و ترك ثم تغير ظنه لا يعمل بالثانى بل
يتيمم.
و منها لو شهد فاسق وردت شهادته فتاب و أعادها لم تقبل لأن قبول شهادته بعد التوبة يتضمن
و منها لو حكم الحاكم بشئ ثم تغير إجتهاده لم ينقض الأول و إن كان الثانى أقوى غير أنه فى
11
تيقن الخطأ.
واقعة جديدة لا يحكم إلا بالثانى .بخلاف ما لو 8
و استثني من هذه القاعدة صور .منها نقض الإمام لحمى من قبله للمصلحة.
و منها قسمة الإجبار و هى قسمة الأجزاء ثم قامت بينة بغلط القاسم أو حيفه فإنها تنقض.
و منها التقويم بشئ قومه المقومون ثم يطلع على صفة زيادة أو نقص بطل تقويم الأول.
و منها الحكم للخارج و هو من ليس له اليد فيما إذا ادعى على إنسان بدار و أقام بها بينة ثم أقام
الداخل و هو من له يد بينة بأنها ملكه فإن الحكم للخارج ينقض .و فى الإستثناء نظر لكن على
ضعف.
-خاتمة -ينقض قضاء القاضى إذا خالف نصا أو إجماعا أو قياسا جليا أو خالف القواعد الكلية
أو كان حكما لا دليل عليه .و قال السبكي متى خالف شرط الواقف فهو مخالف للنص و ما
القاعدة الثانية
و من فروعها إذا تعارض دليلان أحدهما يقتضى التحريم و الآخر الإباحة قدم التحريم فى
الأصح و من ثم قال عثمان رضى الله عنه لما سئل عن الجمع بين الأختين بملك اليمين أحلتهما آية و
و منها من أحد أبويها كتابي و الآخر مجوسي أو وثني لا يحل نكاحها و لا ذبيحتها.
و منها ما أحد أبويه مأكول و الآخر غير مأكول لا يحل .و لو قتله محرم ففيه الجزاء تغليبا
للحرام.
خلاف.
و منها لو تلفظ الجنب بالقرآن بقصد القراءة ة و الذكر معا فانه يحرم.
و خرج عن هذه القاعدة فروع .منها الأوانى و الشياب فلا يجب اجتنابهما و الثوب المنسوج
من حرير و غيره يحل إن كان الحرير أقل وزنا و كذا إن استويا فى الأصح بخلاف ما إذا زاد وزنا.
و نظيره التفسير يجوز مسه للمحدث إن كان أكثر من القرآن وكذا إن استويا فى الأصح .بخلاف
و منها لو رمى سهما إلى طائر فجرحه و وقع على الأرض فمات فإنه يحل لأن وقوعه على
11 الأرض لا بد منه فعفي عنه.
8
و منها معاملة من أكثر ماله حرام إذا لم يعرف عينه لا يحرم فى الأصح لكن يكره و كذا
و منها ما استهلك أو قارب الإستهلاك فلو أكل المحرم شيأ قد استهلك فيه الطيب فلا فدية و لا
حرمة و كذا لو خالط المائع الماء بحيث استهلك فيه جاز استعماله كله فى الطهارة.
و منها لو اختلطت محرمة بنسوة قرية كثيرة فله النكاح منهن إلى أن تبقى محصورة.
و من المهم ضبط العدد المحصور .قال الغزالى و إنما ينضبط بالتقريب فكل عدد لو اجتمع فى
صعيد واحد لعسر على الناظرين عدة بمجرد النظر كالألف و نحوه فهو غير محصور و ما يسهل
كالعشرة و العشرين فهو محصور و بين الطرفين أوساط متشابهة تلحق بأحد الطرفين بالظن و ما
و تدخل فى هذه القاعدة تفريق الصفقة و هى أن تجمع فى عقد بين حرام و حلال و تجري فى
أبواب و فيها غالبا قولان أو وجهان أصحهما الصحة فى الحلال و الثانى البطلان فى الكل .و من
أمثلة ذلك فى البيع أن يبيع خلا و خمرا أو شاة و خنزيرا أو عبدا و حرا أو عبده و عبد غيره أو
مشتركا بغير إذن شريكه أو مال الزكاة قبل إخراجها .و منها أن يهب ذلك.
منها إذا نوى فى رمضان صوم جميع الشهر بطل فيما عدا اليوم الأول و فيه و جهان أصحهما
الصحة.
و منها إذا نوى التيمم لفرضين بطل فى أحدهما و فى الآخر و جهان أصحهما الصحة.
و منها إذا نوى قطع الوضوء فى أثنائه بطل ما صادف النية قطعا و فى الماضى و جهان أصحهما
لا.
و منها لو صلى على موتى و اعتقدهم أحد عشر فبانوا عشرة فوجهان أصحهما الصحة و الثانى
البطلان لأن النية قد بطلت فى الحادى عشر لكونه معدوما فتبطل فى الباقى و منها غير ذلك.
و الثانى أن لا يكون مبنيا على السراية و التغليب فان كان كالطلاق و العتق بأن طلق زوجته
و غيرها أو عتق عبده و غيره أو طلقها أربعا نفذ فيما يملكه إجماعا.
و الثالث أن يكون الذى يبطل معينا بالشخص أو الجزئية ليخرج ما إذا اشترط الخيار أربعة
أيام فإنه يبطل فى الكل و لم يقل أحد بأنه يصح فى الثلاثة وما إذا عقد على خمس نسوة أو أختين
معا فانه يبطل فى الجميع و لم يقل أحد بالصحة فى البعض لأنه ليست هذه بأولى من هذه .و لو
جمع من تحل له الأمة لإعساره بين حرة و أمة فى عقد فانه يبطل فى الأمة قطعا و يصح فى الحرة
فى الجميع.
و الخامس أن لا يخالف الإذن ليخرج ما لو استعار شيئا ليرهنه على عشرة فرهنه بأكثر فيبطل
فى الكل.
و السادس أن لا يبنى على الإحتياط فلو زاد فى العرايا على القدر الجائز بطل فى الكل.
و السابع أن يورد العقد على الجملة ليخرج ما لو قال أجرتك كل شهر بدرهم فإنه لا يصح فى
و تدخل فى هذه القاعدة أيضا قاعدة إذا اجتمع فى العبادة جانب الحضر و السفر غلب جانب
الحضر لانه اجتمع المبيح و المحرم فغلب المحرم فلو مسح الخفين حضرا ثم سافر أوعكس أو مسح
و تدخل فى هذه القاعدة أيضا قاعدة :إذا اجتمع المانع والمقتضى قدم المانع .فلو استشهد
الجنب فالأصح لايغسل .واستثنى منها صور .منها إختلاط موتى المسلمين بالكفار أو الشهداء
بغيرهم يوجب غسل الجميع والصلاة وإن كانت الصلاة على الكفار والشهداء حراما.
حراما.
ولهم قاعدة عكس هذه القاعدة .وهي الحرام لا يحرم الحلال وهو لفظ حديث أخرجه ابن
ماجه والدارقطنى عن ابن عمر مرفوعا .ومن فروع ذلك ما تقدم فى خلط الدرهم الحرام بالمباح
و خلط الحمام المملوك بالمباح غير المحصور وكذ المحرم بأجانب وغير ذالك.
ومنها لو ملك أختين فوطئ واحدة حرمت عليه الأخرى فلو وطئ الثانية لم تحرم عليه الأولى
قال تعالى :ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة وذلك كالمأ كل والمشرب والملبس فى
الجسة وكترك الأخذ من مال الصدقة إيثار الغيره وكترك التجارة فى شيء يرجو فيه ربحا لغيره
قال الشيخ عزالدين :لا إيثار فى القربات .قلا إيثار بماء الطهارة ولا بستر العورة ولا بالصف
11
الأول لأن الغرض بالعبادات التعظيم والإجلال8فمن آثر به فقد ترك إجلال الإله وتعظيمه.
قال السيوطي :والإيثار إن أدى الى ترك واجب فهو حرام كالماء وساتر العورة والمكان فى
جماعة لا يمكن أن يصلى فيه أكثر من واحد و لا تنتهى النوبة لأحدهم إلا بعد الوقت .وإن أدى
إلى ترك سنة او ارتكاب مكروه فمكروه كفرجة فى الصف الأول وكالإيثار به غيره و كالتطهر
بالمشمش ويؤثر غيره بغيره .وإن أدى إلى ارتكاب خلاف الأولى مما ليس فيه نهي مخصوص
فخلاف الأولى.
" تنبيه " من المشكل على هذه القاعدة من جاء و لم يجد من الصف فرجة فإنه يجر شخصا بعد
الإحرام و يندب للمجرور أن يساعده فهذا يفوت على نفسه قربة وهو أجر الصف الأول و أجيب
التابع تابع
الأولى أنه لا يفرد بالحكم لأنه إنما جعل تبعا و من فروعه أن الحمل يدخل فى بيع الأم تبعا لها
الثانية التابع يسقط بسقوط المتبوع .و من فروعه من فاتته صلاة فى أيام الجنون لا يستحب
11
قضاء رواتبها لان الفرض يسقط و كذا تابعه8 .
و منها من فاته الحج فتحلل بالطواف و السعي و الحلق لا يتحلل بالرمي و المبيت لأنها من توابع
و يستثنى من ذلك سنية التحجيل إذا قطع محل الفرض و سنية الغرة إذا تعذر غسل الوجه فى
"تنبيه" و يقرب من هذه القاعدة قولهم الفرع يسقط إذا سقط الأصل كما إذا برئ الأصيل برئ
فأنكر عمرو ففى مطالبة الضامن وجهان أصحهما نعم .و كما اذا ادعى الزوج الخلع و أنكرت ثبتت
الثالثة التابع لا يتقدم على المتبوع و من فروعه لا يصح تقدم المأموم على إمامه فى الموقف و لا
و منها لو تقدم لفظ المزارعة على البياض على المساقاة لم يصح .و منها لو حضر الجمعة من لا
تنعقد به كالمسافر و المرأة لم تصح إحرامهم بها قبل إحرام أربعين من أهل الجمعة و يصح على
الأصح.
يؤكد بها أواخرها و العبادة الأولى أحسن وأعم .و من فروعها سجود التلاوة فى الصلاة يجوز على
الراحلة قطعا تبعا لاستقلال الصلاة بجواز فعلها على الراحلة .و فى خارجها خلاف.
يستعمل فى الوضوء لا تابع لها .و منها المستعمل فى الحدث لا يستعمل فى الخبث و عكسه فى
الأصح .و منها لا يثبت شوال إلا بشهادة اثنين قطعا و لو صاموا بشهادة واحد ثلاثين يوما أفطروا
البيع الضمني يغتفر فيه ترك الإيجاب و القبول و لا يغتفر ذلك فى البيع الإستقلال .و منها لا
يصح بيع الزرع الأخضر إلا بشرط القطع فإن بيع مع الأرض جاز و منها الوقف على نفسه لا
القاعدة الخامسة
و هذه القاعدة نص عليها الشافعى و قال منزلة الإمام من الرعية منزلة الولي من اليتيم.
11
سننه قال حدثنا أبو الأحوص عن أبى إسحاق عن و أصل ذلك ما أخرجه سعيد بن منصور فى
8
البراء بن عازب قال قال عمر رضى الله عنه إنى أنزلت نفسى من مال الله منزلة ولي اليتيم إن
و من فروع ذلك إذا قسم الزكاة على الأصناف يحرم عليه التفضيل مع تساوى الحاجات.
و منها أنه لا يجوز نصب الإمام للصلاة فاسقا لأن الصلاة خلفه مكروهة و لا مصلحة فى حمل
و منها انه ليس له العفو عن القصص مجانا لانه خلاف المصلحة بل إن رأى المصلحة فى
القاعدة الساسدة
قال صلى الله عليه و سلم إدرؤا الحدود بالشبهات أخرجه إبن عدي فى جزء له من حديث ابن
عباس.
11
8
الشبهة تسقط الحد سواء كانت فى الفاعل كمن وطئ امرأة ظنها حليلته أو فى المحل بأن يكون
للواطئ منها ملك أو شبهة كالأمة المشتركة و المكاتبة و أمة ولده و مملوكته المحرم أو فى الطريق
بأن يكون حلالا عند قوم حراما عند آخرين كنكاح المتعة و النكاح بلا و لي أو بلا شهود و كل
نكاح مختلف فيه و شرب خمر للتداوى و إن كان الأصح تحريمه لشبهة الخلاف .و لا قطع بسرقة
و يشترط فى الشبهة أن تكون قوية وإلا فلا أثر لها و لهذا يحد بوطء أمة أباحها السيد و لا
يراعى خلاف عطاء قى إباحة الجوارى للوطء و فى سرقة مباح الأصل كالحطب و نحوه.
الشبهة لا تسقط التعزيز و تسقط الكفارة فلو جامع ناسيا الصوم و الحج فلا كفارة للشبهة و
كذا لو وطئ على الظن أن الشمس قد غربت أو أن الليل باق فبان خلافه فانه يفطر و لا
كفارة .و لا يسقط الفدية لأنها تضمنت غرامة بخلاف الكفارة فانها تضمنت عقوبة فالتحقت
القاعدة السابعة
و لهذا لو حبس حرا و لم يمنعه الطعام حتى مات لم يضمنه و لو كان عبدا ضمنه .و لو وطئ
القاعدة الثامنة
الاصل فى ذلك قوله صلى الله عليه و سلم الحلال بين و الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات
الحريم هو المحيط بالحرام كالفخذين فانهما حريم للعورة الكبرى و حريم الواجب هو ما لا يتم إلا به
و من ثم وجب غسل جزء من الرقبة و الرأس مع الوجه و غسل جزء من العضد و الساق مع
الذراع و القدم و يتر جزء من السرة و الركبة مع العورة وجزء من الوجه مع الرأس للمرأة .و
يحرم الإستمتاع بما بين السرة و الركبة مع العورة فى الحيض لحرمة الفرج.
(ضابط) كل محرم فحريمه حرام إلا صورة واحدة و هي دبر الزوجة فإنه حرام و لا يحرم التلذذ
و يدخل فى هذه القاعدة حريم المعمور فهو مملوك لمالك المعمور فى الأصح و لا يملك بالإحياء
11 قطعا
8
وحريم المسجد فحكمه حكم المسجد فلا يجوز الجلوس فيه البيع و لا للجنب و يجوز الإقتداء فيه
بمن فى المسجد و يجوز الإعتكاف فيه خلافا لإبن حجر و هو القول المعتبر.
و أما رحبة المسجد فقال فى بشرح المهذاب قال صاحب الشامل و البيان هي ما كن مضافا
أن يكون بينها و بين المسجد طريق أم لا و هو المذهب و قال ابن كج إن انفصلت عنه فلا.
القاعدة التاسعة
إذا اجتمع أمران من جنس واحد و لم يختلف مقصود هما دخل أحد هما فى الآخر غالبا.
فمن فروع ذلك إذا اجتمع حدث وجنابة كفى الغسل على المذهب كما لو اجتمع جنابة و
حيض.
و لو باشر المحرم فيما دون الفرج لزمته الفدية فلو جامع دخلت فى الكفارة على الأصح.
11
لهما غسلة واحدة فى الاصح عند النووى لأنهما من
و لو اجتمع حدث و نجاسة حكمية كفت 8
و لو جامع بغير حائل فعن المسعودى أنه لا يوجب غير الجنابة و اللمس الذى يتضمنه يصير
و الأكثرون قالوا يحص الحدثان لأن اللمس يسبق حقيقة الجماع بخلاف الخروج فإنه مع
الإنزال.
و لو دخل الحرم محرما بحج فرض أو عمرة دخل فيه الإحرام لدخول مكة
و لو طاف القادم عن فرض أو نذر دخل فيه طواف القدوم بخلاف ما لو طاف للإفاضة لا
يدخل فيه طواف الوداع لأن كلا منهما مقصود فى نفسه و مقصود هما مختلف.
و بخلاف ما لو دخل المسجد الحرام فصلى فإنه لا يحصل له تحية البيت و هو الطواف لأنه
و لو صلى فريضة عقب الطواف حسبت من ركعتي الطواف إعتبارا بتحية المسجد.
و لو شرب خمرا أو سرق أو زنا غير محصن مرارا كفى حد واحد ولو قذفه مرات كفى حد
ولو زنى و هو غير محصن ثم زنى و هو محصن فهل يكتفى بالرجم وجهان فى أصل الروضة بلا
11
ترجيح ووجه المنع إختلاف جنسهما و لكن ص8حح البارزى فى كتاب التمييز التداخل.
بخلاف ما لو سرق وزنى وشرب وارتد فلا تداخل لاختلاف الجنس و لو سرق و قتل فى
المحاربة أي قطع الطريق فهل يقطع ثم يقتل أو يقتصر على القتل و الصلب و يندرج حد السرقة
ولو وطئ فى نهار رمضان مرتين لم تلزمه بالثانى كفارة لأنه لم يصادف صوما.
بخلاف ما لو وطئ فى الإحرام ثانيا فإن عليه شاة و لا تدخل فى الكفارة لمصادفته إحراما لم
يحل منه.
القاعدة العاشرة
من فروعه ما لو أوصى بطبل و له طبل لهو و طبل حرب صح و حمل على الجائز.
و منها ما لو قال لزوجته و حمار أحدكما طالق فانها تطلق بخلاف ما لو قال ذلك لزوجته و
للأجنبية وقصد الأجنبية يقبل فى الأصح لكون الأجنبية من حيث الجملة قابلة.
و منها لو وقف على أولاده و ليس له إلا أولاد أولاد حمل عليهم.
و من ثم لو أوصى بعود من عيدانه وله عود لهو و عود قسى وبناء فالأصح بطلان الوصية تنزيلا
على عود اللهو لان اسم العود عند الإطلاق له واستعماله فى غيره مرجوح و ليس كالطبل لوقوعه
و لو قال زوجتك فاطمة و لم يقل بنتى لم يصح على الأصح لكثرة الفواطم.
و يدخل فى هذه القاعدة التأسيس أولى من التأكيد فاذا دار اللفظ بينهما تعين حمله التأسيس.
فلو قال أنت طالق أنت طالق و لم ينو شيأ فالأصح الحمل على الإستئناف.
القاعدة الحادية عشرة
الخراج بالضمان
هو حديث صحيح أخرجه الشافعى و غيره من حديث عائشة .و سببه أن رجلان إبتاع عبدا
فأقام عنده ما شاء الله أن يقيم ثم وجد به عيبا فخاصمه الى النبي صلى الله عليه وسلم فرده عليه
فقال البائع يارسول الله قد استعمل غلامى فقال الخراج بالضمان أي الإنتفاع الذى انتفع به
المشترى مقابل بالضمان الذى عليه لو تلف المبيع عنده فما حدث من المبيع من ثمرة وغيرها
للمشترى.
كما إذا كان لشخص ابن و أخ ثم إذا جنى جناية خطأ فعلى الأخ عقله و إذا مات فاللابن
ميراثه.
المني بالماء والترتيب فى قضاء الصلاة و ترك صلاة الأداء خلف القضاء وعكسه والقصر فى سفر
يبلغ ثلاث مراحل وتركه فيما دون ذلك ونية الامامة واجتناب استقبال القبلة واستدبارها مع
الساتر وقطع المتيمم الصلاة اذا رأى الماء خروجا من خلاف من اوجب ذلك
وكراهة الحيل فى باب الربا ونكاح البنت من الزنا خروجا من خلاف من حرمها و كراهة صلاة
المنفرد خلف الصف خروجا من خلاف من ابطلها وكراهة مفارقة الامام بلاعذر والاقتداء
وثانيها ان لا يخالف سنة ثابتة ومن ثم سن رفع اليدين فى الصلاة ولم يبال برأي من قال بابطاله
الصلاة من الحنفية لانه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية نحو خمسين صحابيا
و ثالثها أن يقوى مدركه اى الدليل الذى استند اليه المجتهد بحيث لا يعد هفوة اى غلطا ومن
ثم كان الصوم فى السفر أفضل لمن قوى عليه ولم يبال يقول داود أنه لايصح
وقال الامام فى هذه المسألة إن المحققين لا يقيمون لخلاف أهل الظاهر وزنا.
ولهذا الماء المستعمل اذا بلغ قلتين فى عوده طهورا وجهان ولو استعمال القلتين ابتداء لم يصر
مستعملا بلا خلاف والفرق أن الكثرة فى الابتداء دافعة وفى الانتهاء رافعة وللزوج منع الزوجته
من حج الفرض ولو شرعت فيه بغير إذنه ففى جواز تحللها قولان.
وجود الماء قبل الصلاة للمتيمم يمنع الدخول فيها وفى أثنائها لا يبطلها حيث تسقط به.
إختلاف الدين المانع من النكاح يدفعه إبتداء ولا يرفعه فى الأثناء بل يوقف على انقضاء العدة
ومن ثم لايستبيح العاص بسفره شيأ من رخص السفر من القصر والجمع والفطر والمسح ثلاثا
ومن فروعها وجوب الغسل لمن شك فى جواز المسح ووجوب الإتمام لمن شك فى جواز
القصر.
ومن فروعها :رضا أحد الزوجين بعيب صاحبه فزاد فلا خيار له على الصحيح.
ومنها ما لو أذن لمراهن المرتهن فى ضرب المرهون فهلك فلا ضمان وكذا لو أذن له فى الوطء
ومنها لو سبق ماء طهر مسنون إلى الجوف بلا مبالغة فلا يفطر به.
ومنها تطيب قبل الإحرام فسرى إلى موضع أخر بعد الإحرام فدية فيه.
ومنها محل الإستجمار معفو عنه فلو عرق فتلوث فالأصح العفو .
ويستثنى من القاعدة ما كان مشروطا بسلامة العاقبة كضرب المعلم والزوج والمولى تعزيرالحاكم .
ولو قيل له على وجه إلتماس الإنشاء فاقتصر على قوله نعم فقولان.
والثانى وهو الأصح انه صريح لأن السؤال معاد فى الجواب فكأنه قال طلقتها .
ومنها لو قالت طلقنى بألف فقال طلقتك طلقت بألف وان لم يذكر المال فى الأصح.
وخرج عن ذلك النكاح فإذا قال زوجتك بنتى11فقال قبلت لم يصح .
8
ومن فروع هذه القاعدة مسائل الإقرار كلها .
فاذا قال لى عندك كذا فقال نعم أو قال ليس لى عليك كذا فقال بلى او قال أجل فى
ولو قال لى عليك مائة فقال إلا درهما ففى كونه مقرا بما عدا المستثنى وجهان أصحهما المنع لأن
عن قطع عضو منه او إتلاف شيئ من ماله مع القدرة على الدفع لم يسقط ضمانه بلا خلاف.
ولو سكتت الثيب عند الإستئذان فى النكاح لم يقم مقام الإذن قطعا .
منها سكوت البكر فى النكاح إذن للأب والجد قطعا ولسائر العصبة والحاكم فى الأصح.
منها سكوت المدعى عليه عن الجواب بعد عرض اليمين عليه يجعله كالمنكر الناكل و ترد اليمين
على المدعى.
11
و منها لو رأى السيد عبده يتلف ما لا لغيره و8سكت عنه ضمنه.
و منها لو نقض بعض أهل الذمة و لم ينكر الباقون بقول و لا فعل بل سكتوا إنتقض فيهم أيضا.
و منها إذا سكت المحرم و قد حلقه الحلاق مع القدرة على منعه لزمته الفدية على الأصح.
و منها لو باع العبد البالغ و هو ساكت صح البيع و لا يشترط أن يعرف البائع سيده فى الأصح.
و أصلها قوله صلى الله عليه و سلم لعائشة أجرك قدر نصبك رواه مسلم و من ثم كان فصل الوتر
بجميعها.
الجمع بين المضمضة والإستنشاق بثلاث غرفات أفضل من الفصل بست و كذا الفصل بغرفتين
الحج والوقوف راكبا أفضل منه ماشيا تأسيا بفعله صلى الله عليه وسلم فى الصورتين.
القاعدة العشرون
11
أفضل من القاصر
المتعدي 8
ومن ثم قال أبو إسحق وإمام الحرمين وأبوه للقائم بفرض كفاية مزية على العين لأنه أسقط
الحرج عن الأمة.
وأنكر الشيخ عزالدين هذا الإطلاق وقد يكون القاصر أفضل كالإيمان.
وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم التسبيح عقب الصلاة على الصدقة وقال خير أعمالكم
الصلاة.
وسئل اي الأعمال افضل فقال إيمان با الله ثم جهاد فى سبيل الله ثم حج مبرور وهذه كلها
قاصرة.
ثم اختار تبعا للغزالى فى الإحياء أن أفضل الطاعات على قدر المصالح الناشئة عنها.
قال صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه ,وما تقرب إلىّ المتقربون بمثل أداء ما افترضت
منها إبراء المعسر فانه أفضل من إنظاره وإلا نظار واجب والإبراء مستحب.
والمحافظة على الرمل مع البعد من الكعبة فى الطواف أولى من المحافظة على القرب بلا رمل.
وخرج عن ذلك صور منها :الجماعة القليلة فى المسجد القريب إذ اخشي التعطيل لو لم يحضر فيه
وعبر قوم عنها بقواهم الواجب لا يترك لسنة وقوم بقولهم ما لابد منه لا يترك إلا لما لابد منه
مثال ذلك الرجوع من الركوع الى القيام لأجل السورة أو من القيام من الجلوس لأجل التشهد
وقال قوم :ما كان ممنوعا إذا جاز وجب كأكل الميتة للمضطر وقطع اليد فى السرقة وإقامة
الحدود والختان والعود إلى التشهد الأول لمتابعة الإمام وكذا العود إلى القنوت.
والتنحنح بحيث يظهر الحرفان إن كان لأجل القراءة فعذر لأنه لواجب أو للجهر فلا لأنه سنة.
وخرج عن هذه القاعدة صور منها سجود السهو وسجود التلاوة لايجبان ولو لم يشرعا لم يجوزا.
ومنها رفع اليدين على التوالى فى تكبيرات العيد.
ومنها قتل الحية فى الصلاة لا يجب ولو لم يشرع لكان مبطلا للصلاة.
ومنها نظر المخطوبة لايجب ولو لم يشرع لم يجز .ومنها الكتابة لا تجب ولو لم تشرع لم تجز لأن
ومنها خروج المني لا يجوب الوضوء على الصحيح لعموم كونه خارجا فإنه قد أوجب الغسل
منها الحيض والنفاس والولادة فإنها توجب الغسل مع ايجابها الوضوء أيضا.
ومنها من إشترى فاسدا و وطئ لزمه المهر و أرش البكارة ولا يندرج فى المهر.
ومنها لو شهدوا على محصن بالزنا فرجم ثم رجعوا أقتص منهم ويحدون للقذف أولا.
ولواشترى قريبه ونوى عتقه عن الكفارة لا يقع عنها لأن عتقه بالقرابة حكم قهري.
ومن لم يحج إذا أحرم بتطوع أو نذر وقع عن حجة الإسلام لأنه متعلق بالشرع و وقوعه عن
منها الرشوة للحاكم ليعل الى حقه من ظالم فيجوز البذل ويحرم الأخذ.
وإعطاء من سيصير قاضيا ما لا للسلطان على التولية إن تعينت عليه ويحرم على السلطان أخذه.
الأولى إذا ادعى دعوة صادقة فأنكر الغريم فله تحليفه مع أن لا يحلف يحرم فعله لقوله تعالى و
لأنه متمكن من إزالة الكفر بالاسلام فإعطاؤه إياها إنما هو على استمرار الكفر وهو حرام.
المشغول لا يشغل
لا يجوز إيراد عقدين على عين واحدة فى محل11واحد كما لو رهن داره ثم آجرها أو آجر داره ثم
8
باعها.
أحدهما أن يكون قبل لزوم الأول وإتمامه فهو إبطال للأول كبيع المبيع فى زمن الخيار.
الأول أن يكون مع غير العاقد الأول فإن تضمن إبطال الأول لغا كما لو رهن داره ثم باعها
وإلا صح كما لو آجر داره ثم باعها للآخر لأن مورد البيع العين والإجارة المنفعة.
الثانى أن يكون مع العاقد الأول فإن اختلف المورد يصح قطعا كما لو آجر داره ثم باعها من
المستأجر ولا تنفسخ الإجارة فى الأصح بخلاف ما لو تزوج بأمة ثم استراها فإنه يصح وينفسخ
وإن اتحد المورد كما لو إستأجر زوجته لإرضاع ولدها فإنه يصح على الأصح.
المكبر لا يكبر
و من ثم لا يسن التثليث فى غسلات نجس نحو الكلب خلافا لإبن حجر حيث قال سنية
11
التثليث أي بزيادة غسلتين بعد الطهر بسبع .
8
" تنبيه " تجرى هذه القاعدة فى العربية أن صغية منتهى الجموع لا يجمع مرة أخرى و أن المصغر
و كذا المعرف لا يعرف فلا تدخل الألف و اللامر على العلم و المضاف.
القاعدة الثالثون
و من فروعها إذا تخللت الخمر بطرح شىء فيها لم تطهر وإذا قتل الوارث مورثه لايرثه.
منها لو قتلت أم الولد السيد عتقت قطعا لئلا تختل قاعدة أن أم الولد تعتق بالموت وكذا إذا
ولو أمسك زوجته مسيأ عشرتها لأجل إرثها ورثها فى الأصح او لأجل الخلع نفد فى الأصح.
ولو طلق بائنا فى مرضه فرارا من الإرث نفد ولا يرثه فى الجديد لئلا يلزم التوريث بلا سبب و
لا نسب ولو باع المال قبل الحول فرارا من الزكاة صح جزما ولا تجب الزكاة.
ولو شرب شيئا قبل الفجر ليمرض فأصبح مريضا جازله الفطر.
ولو جبت ذكر زوجها أو هدم المستأجر الدار المستأجرة ثبت لهما الخيار فى الأصح.
" تنبيه" قال السيوطى لم يدخل فى هذه القاعدة إلا صورة قتل الوارث وأما تخليل الخمر فليست
ومن ثم فالقاعدة التى لايحتاج الإستثناء منها هى من استعجل شيئا قبل أوانه ولم يكن لمصلحة
و لا تجديد الإجتهاد فى القبلة ولا تكرير التيمم ولا تبييت النية ولا يلزم بالشروع إلا الحج
والعمرة.
وقد يضيق النفل عن الفرض فى صور ترجع الى قاعدة ما جاز للضرورة يقدر بقدرها ومن
ذلك لا يشرع التيمم للنفل فى وجه ولا يشرع سجود السهو فى صلاة النفل فى قول غريب ولا
و لو أذنت للقاض أن يزوجها بغير كفء لم يصح على الأصح عند الشيخين ولو زوجها الولى
الخاص صح وللولي الخاص إستيفاء القصاص والعفو عالى الدية والعفومجانا وليس للإمام العفو
مجانا.
" ضابط " الولي قد يكون وليا فى المال والنكاح كالأب والجد وقد يكون فى النكاح فقط
كسائر العصية وكالأب فيمن طرأ سفهها وقد يكون فى المال فقط كالوصي.
11
" فائدة " مراتب الولاية أربع.
8
الأولى ولاية الأب والجد وهى ثابتة شرعا فلو عزلا أنفسهما لم ينعزلا لكن إذا امتنعا من
والثانية ولاية الوكيل بإذن الموكل فلكل منهما العزل وحقيقته أنه فسخ عقد الوكالة.
و من فروعها لو ظن أنه متطهر فصلى فبان أنه محدث أو ظن دخول الوقت فصلى ثم بان أنه لم
يدخل أو طهارة الماء فتوضأ به ثم بان نجاسته أو ظن أن إمامه رجل أو قارئ فبان امرأة أو أميا
أو ظن بقاء الليل أو غروب الشمس فأكل ثم بان خلافه أو دفع الزكاة إلى من ظن أنه من
أهلها فبان خلافه لم يجز فى الصور كلها و كذا لو أنفق بائنا ظانا حملها فبانت حائلا استرد أو ظن
أن عليه دينا فأداه ثم بان خلافه أسترد أو سرق دنانير ظانا فلوسا قطع بخلاف ما لو سرق مالا
يظنه ملكه أو ملك أبيه فلا قطع كما لو وطئ امرأة يظنها زوجته أو أمته.
11صحت صلاته.
منها لو صلى خلف من يظنه متطهرا فبان خلافه
8
و منها لو رأى المتيمم ركبا و ظن أو توهم أن معهم ماء وجب عليه الطلب و بطل تيممه و إن
بان خلافه.
و لو وطئ حرة أجنبية يظنها زوجته الرقيقة فالأصح أنها تعتد بقرأين إعتبارا بظنه.
أو وطئ أمة يظنها أنها زوجته الحرة فالأصح أنها تعتد بثلاثة أقراء إعتبارا بظنه.
و لهذا يحد الحنفى بشرب النبيذ لأن الحاكم شافعى فلا يجوز أن يحكم بغير معتقده.
و منها أن يكون المنكر فى المنكر فيه حق كالزوج الشافعي يمنع زوجته الحنفية من شرب النبيذ.
القاعدة السادسة و الثالثون
و لهذا يجوز إدخل الحج على العمرة قطعا لا عكس على الأظهر و لو وطئ أمة ثم تزوج أختها
ثبت نكاحها و حرمت الأمة لأن الوطء بفراش النكاح أقوى من ملك اليمين.
و كذا اتفقوا بمنع توقيت الضمان واختلفوا فى الكفالة لأن الضمان التزام للمقصود و هو المال
و هي من أشهر القواعد المستنبطة من قوله صلى الله عليه و سلم إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما
استطعتم.
و فروعها كثيرة.
ومنها إذا كان محدثا و عليه نجاسة و لم يجد إلا مايكفى أحدهما وجب غسل النجاسة قطعا.
و خرج عن هذه مسائل منها واجد بعض الرقبة فى الكفارة لا يعتقها بل ينتقل إلى البدل.
ومنها لو أوصى باشتراء رقبة و لم يف الثلث لغا ما طلب و رجع المال للورثة.
و منها أذا طلع على عيب و لم يتيسر له الرد و لا إلا شهاد لا يلزمه التلفظ بالنسخ على الأصح.
ما لا يقبل التبعيض فا ختيار بعضه كاختيار كله وإسقاط بعضه كإسقاط كله
ومن فروعها إذا قال أنت طالق نصف طالقة أو بعضك طالق طلقت طلقة.
ومنها اذا عفا مستحق القصاص عن بعضه او عفا بعض المستحقين سقط كله.
" تنبيه " حيث جعلنا إختيار البعض إختيار الكل فهل يكون حكم الكل بالسراية أو نفس إيقاع
" ضابط " لايزيد البعض على الكل إلا فى مسألة واحدة وهى إذا قال أنت علي كظهر أمى فإنه
القاعدة األربعون
رقيقة ووطئ وفسخ نكاحها فإذا غرم المهر لم يرجع به على الغار.
منها أذا غصب شاة وأمر قصابا بذبحها وهو جاهل بالحال فقرار الضمان على الغاصب قطعا.
ومنها إذا إستأجر لحمل طعاما فسلمه زائدا فحمله المؤجر جاهلا فتلفت الدابة ضمنها المستأجر فى
الأصح.
ومنها إذا أفتاه أهل الفتوى بإتلاف ثم تبين خطؤه فالضمان على المفتى.
ومنها قتل الجلاد بأمر الإمام ظلما وهو جاهل فالضمان على الإمام.
ومنها وقف ضيعة على قوم فصرفت غلتها إليهم فخرجت مستحقة ضمن الواقف .والله أعلم
بالصواب .
11
8
11
8
هداية الطلبة
فى القواعد الفقهية
للمدرسه العالية قدسية
الكتاب الثالث
نقلها يحيى عارف غفرهللا له ولوالديه ولمشايخه ولجميع
المسلمين
11
8
أمين
طبع على نفقة مكتبة المدرسة قدميه منارة قدس
بسم هللا الرحمن الرحيم
نحمد الله الذى أعاننا بإتمام الكتاب الثانى من هداية الطلبة فى قواعد الفقهية بهدايته الهادى
ونصلى ونسلم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه الكرام مادامت الليالى والأيام أما بعد.
فهذا هو الكتاب الثالث من هداية الطلبة فى قواعد الفقهية المشتمل على عشرين قاعدة.
ولا نرجو من الله إلا النفع به لى ولمن قرأه إلى يوم القيامة آمين.
الكتاب الثالث"
فى القواعد المختلف فيها لا يطلق الترجيح لاختلافه فى الفروع .وهى عشرون قاعدة.
11
8
القاعدة األولى
منها لو نوى بالجمعة الظهر المقصورة فإن قلنا هى صلاة على حيالها لم تصح .وإن قلنا هى ظهر
مقصورة فوجهان.
ولو نوى الجمعة فإن قلنا أنها صلاة مستقلة أجزأته .وإن قلنا إنها ظهر مقصورة فهل يشترط نية
القصر فيه وجهان الصحيح لا .والأصح فى هذا الفروع أنها صلاة مستقلة
ومنها لو اقتدى مسافر فى الظهر بمن يصلى الجمعة فإن قلنا هى ظهر مقصورة فله القصر وإلا لزمه
ومنها هل له جمع العصر إليها لو صلاها وهو مسافر فإن قلنا هى صلاة مستقلة لم يجز وإلا
ومنها إذ أخرج الوقت فيها فهل يتمونها ظهرا بناء أو يلزم الإستئناف فيه قولان فإن قلنا هى ظهر
11
مقصورة جاز البناء ويرجح فى هذا الفرع أنها ظهر8مقصورة.
ومنها لو صلى جمعة خلف مسافر نوى الظهر قاصرا فإن قلنا هى ظهر مقصورة صحت قطعا وإلا
القاعدة الثانية
الصلاة خلف المجهول الحال إذا قلنا بالصحة هل هى صلاة جماعة أو انفرد
ومنها لو سها الإمام أو المأمومون ثم علموا حدثه قبل الفراغ وفارقوه إن قلنا صلاتهم جماعة
ويرجح الثانى فى فروع .منها إذا أدركه المسبوق فى الركوع إن قلنا صلاة جماعة حسبت له
القاعدة الثالثة
11
فرض أو أثنائة بطل فرضه وهل تبقى صلاته نفلا
من اتى بما ينافى الفرض دون النفل فى أول 8
او تبطل
منها إذا أحرم بفرض فأقيمت جماعة فسلم من الركعتين ليدركها فالأصح صحتها نفلا
ومنها إذا أحرم بالفرض قبل وقته جاهلا فالأصح الإنعقاد نفلا
ومنها إذا أتى بتكبيرة الإحرام فى الركوع أو بعضها فيه جاهلا فالأصح الإنقعاد نقلا
وفيما إذا وجد المصلى قاعدا خفة فى صلاته وقدر على القيام فلم يقم
القاعدة الرابعة
فمنها نذر الصلاة والأصح فيه الأول فيلزمه ركعتان ولا يجوز العقود مع القدرة على القيام ولا
فعلها على الراحلة ولا يجمع بينها وبين فرض أو نذر آخر بتيمم.
ومنها نذر الصوم والأصح فيه الأصح فيجب التبيت ولا يجزئ إمساك بعض يوم ولا ينعقد نذر
ومنها لو نذر أن يصلى ركعتين فصلى أربعا بتسليمة بتشهد أو تشهدين فالأصح فيه الثانى فيجزيه.
القاعدة الخامسة
فيه خلاف والترجيح مختلف فمنها إذا قال إشتريت منك ثوبا صفته كذا وكذا بهذه الدراهم
فقال بعتك فرجح الشيخان أنه ينعقد بيعا إعتبارا باللفظ ورجح السبكى أنه ينعقد سلما إعتبارا بالمعنى
ومنها إذا وهب بشرط الثواب فهل يكون هبة إعتبارا باللفظ أو بيعا إعتبارا بالمعنى فالراجح أنه
ينعقد بيعا
القاعدة السادسة
فمنها هل للمعير الرجوع بعد قبض المرتهن إن قلنا عارية نعم أو ضمان فلا وهو الأصح
ومنها لو تلف تحت يد المرتهن ضمنه الراهن على قول العارية ولا شيء على قول الضمان لا على
ومنها الأصح إشتراط معرفة المعير جنس الدين وقدره وصفته بناء على الضمان
والثانى لا بناء على العارية.
القاعدة السابعة
منها ثبوت الخيار الأصح لا بناء على أنها إستيفاء وقيل نعم بناء على أنها بيع
ومنها لو احتال بشرط أن يعطيه المحال عليه رهنا أو يقيم له ضامنا فوجهان إن قلنا بانها بيع جاز
إستيفاء
القاعدة الثامنة
منها الإبراء مما يجهله المبرئ والأصح فيه التمليك فلا يصح
ومنها إبراء المبهم كقوله لمدينيه أبرأت أحدكما والأصح فيه التمليك فلا يصح
ومنها لو أبرأ ابنه عن دينه فليس له الرجوع على قول الإسقاط وله الرجوع على قول التمليك
ذكره الرافعى وقال النوويى ينبغى أن لا يكون له الرجوع على القولين كما لا يرجع إذا زال الملك
عن الموهب.
القاعدة التاسعة
11
الإقالة هل 8هى فسخ أو بيع
منها لو اشترى عبدا كافرا من كافر فأسلم ثم أراد إلا قالة فإن قلنا بيع لم يجز أو فسخ جاز
ومنها عدم ثبوت الخيارين فيها بناء على أنها فسخ وهو الأصح
الصداق المعين فى يد الزوج قبل القبض مضمون ضمان عقد أو ضمان يد
منها الأصح لا يصح بيعه قبل قبضه بناء على ضمان العقد
ومنها إنفساخ الصداق إذا تلف أو أتلفه الزوج قبل قبضه والرجوع إلى مهر المثل بناء على ضمان
العقد
ونحوه بناء على ضمان اليد وهو الأصح والثانى لا بناء على ضمان العقد كالمبيع قبل القبض.
" تنبهات " الأول جزم بالأول فى تحريم الوطء وسائر الإستمتاعات كلها والنظر والخلوة و جزم
بالثانى فى الإرث و لحوق الطلاق و صحة الظهار والإيلاء واللعان و وجوب النفقة
الثانى فى أصل القاعدة قول ثالث و هو الموقوف فإن لم يراجعها حتى انقضت العدة فهو قاطع
الثالث يعبر عن القاعدة بعبارة أخرى وهى الرجعة هل هى إبتداء النكاح أو استدامته فصحح
الأول فيما إذا طلق المولى فى المدة ثم راجعها بأنها تستأنف ولا تبنى .وصحح الثانى فى أن العبد
يراجع بغير إذن سيده وأنه لا يشترط فيه الإشهاد وأنها تصح فى الإحرام.
11
8
منها إذا ظاهر من أربع نساء وبكلمة واحدة فقال أنتن علي كظهر أمى فإذا أمسكهن لزمه أربع
كفارات على الجديد تشبيها بالطلاق ولقديم كفارة واحدة تشبيها باليمين
فيه خلاف رجح إبن الرفعة فلى المطلب الأولى ورجح البرزي فى التمييز الثانية
وقال الزركشي فى الخادم ولم يرجح الرافعي والنووي شيئا لأنها من القواعد التى لم يطلق فيها
الترجيح فى فروعها
فمنها صلاة الجنازة الأصح تعيينها بالشروع لما فى الإعراض عنها من هتك حرمة الميت
فمنها الجمع بينه وبين فرض آخر بتيمم فيه وجهان والأصح الجواز
ومنها الصلاة الجنازة قاعدا مع القدرة على الراحلة فيه خلاف والأصح المنع لأن القيام معظم
أركانها فلم يجز تركه مع القدرة بخلاف الجمع بينها وبين غيرها بالتيمم.
القاعدة الرابعة عشرة
إذا خرج المعجل له الزكاة عن الإستحقاق فى أثناء الحول ثم عاد تجزئ فى الأصح
ورجح الثانى فى فروع .منها لو زال الموهوب عن ملك الفرع ثم عاد فلا رجوع للأصل فى الأصح
وفيها فروع
منها إذا حلف ليأكلن هذا الرغيف غدا فأتلفه قبل الغد فهل يحنث فى الحال أو حتى يجئ الغد
ومنها لو كان القميص ب حيث تظهر منه العورة عند الركوع ولا تظهر عند القيام فهل تنعقد
الحال فكان قبول هذه الهبة تحصيل خير وهو العتق بلا ضرر ولا ينظر الى ما يتوقع حصوله من
يسار الصبي وإعسار هذا القريب لأنه غير متحقق أنه آيل
منها جواز التيمم لمن معه ما يحتاج إلى شربه فى المآل لا فى الحال
" تنبيه " يلتحق بهذه القاعدة قاعدة .تنزيل الإكتساب منزلة المال الحاضر .فيها فروع
منها فى الفقر والمسكنة قطعوا بأن القادر على الكسب كواجد المال
و منها فى سهم الغارمين الأشبه لا ينزل
ومنها من له أصل وفرع ولا مال له هل يلزمه إلاكتساب للإنفاق عليهما وجهان أحدهما
لايجب ولأصح نعم وفى التتمة أما بالنسبة إلى نفقة الفروع فيجب إلاكتساب قطعا وإلى نفقة
الأصول لا
"مهمة" وأعم من هذه القاعدة ما قارب الشئ هل يعطى حكمه خلاف وفيه فروع
11
8
القاعدة السادسة عشرة
فيه خلاف والترجيح مختلف فى الفروع فمنها إذا تحرم بالفرض فبان عدم دخول الوقت بطل
ومنها لو أحرم بالحج فى غير أشهره بطل ويبقى أصل الإحرام فينعقد عمرة فى الأصح
ومنها لو علق الوكالة بشرط فسدت وجاز له التصرف لعموم الإذن فى الأصح
ومنها لو تيمم لفرض قبل وقته فالأصح البطلان وعدم استباحة النفل به
ومنها لو وجد القاعد خفة فى أثناء الصلاة فلم يقم بطلت ولا يتم نفلا فى الأظهر
"تنبيه" جزم ببقائه فى صور منها إذا أعتق معيبا عن كفارة بطل كونه كفارة وعتق جزما
ومنها لو أخرج زكاة ماله الغائب فبان تالفا و قعت تطوعا قطعا
وجزم بعدمه فى صور منها لو وكله ببيع فاسد فليس له البيع قطعا لا صحيحا لأنه لم يأذن فيه
ومنها لو أحرم بصلاة الكسوف فبان الإنجلاء قبل تحرمه بها لم ينعقد نفلا قطعا لعدم نفل على
ومنها لو أشار إلى ظبية وقال هذه ضحية لغا ولا يلزمه التصدق بها قطعا
11
8
فمنها بيع الحامل إلا حملها فيه قولان أظهرهما لا يصح بناء على أنه مجهول و استثناء المجهول من
وأصحهما الصحة بناء على أنه معلوم لأن الشارع أوجب الحوامل فى الدية
"تنبيه" جزم بإعطائه حكم المجهول فيما إذا بيع وحده فلا يصح قطعا وبإعطائه حكم المعلوم فى
ومنها لمس العضو المبان من المرأة فيه وجهان أصحهما عدم النقض لأنه لا يسمى امرأة
منها من خلق له وجهان ولم يتميز الزائد منهما يجب غسلهما قطعا
ومن أتت بولد لستة أشهر ولحظتين من الوطء يلحق قطعا وإن كان نادرا
وجزم بالثانى فى صور منها الأصح الزائدة لا تلحق بالأصلية فى الدية قطعا وكذا سائر الأعضاء
القاعدة التاسعة عشرة
فمنها من معه إناآن أحدهما نجس وهو قادر على يقين الطهارة لكونه فى البحر أوله ثالث طاهر أو
ومنها لو كان معه ثوبان أحدهما نجس وهو قادر على طاهر بيقين والأصح أن له الإجتهاد
"تنبيه" جزم بالمنع فيما إذا وجد المجتهد نصا فلا يعدل عنه إلى لإجتهاد جزما
القاعدة العشرون
فمنهما طريان الكثرة على الماء المستعمل يحكم بالطهورية على الأصح فهو كالمقارن
و منها طريان القدرة على الماء فى أثناء الصلاة فالأصح لا يبطل الصلاة فهو ليس كالمقارن
وجزم بأن الطارئ كالمقارن فى صور
منها طريان الكثرة على الماء المتنجس والردة على النكاح ونية القنية على عروض التجارة
"خاتمة" يعتبر عن أحد شقي هذه القاعدة بقاعدة يغتفر فى الدوام ما لا يغتفر فى الإبتداء
ولهم قاعدة عكس هذه القاعدة وهي يغتفر فى الإبتداء ما لا يغتفر فى الدوام
تم الكتاب الثالث بحوله تعالى و عونه و لا أرجو منه الا النفع به و الثواب.
– 1فيبروارى 1986
هداية الطلبة
فى القواعد الفقهية
للمدرسه العالية قدسية
الكتاب الرابع
نقلها يحيى عارف غفرهللا له ولوالديه ولمشايخه ولجميع
المسلمين
11
8
أمين
طبع على نفقة مكتبة المدرسة قدميه منارة قدس
بسم هللا الرحمن الرحيم
نحمد الله الموفق لا تمام الكاب الثالثة من هداية الطلبة فى القواعد الفقهية .ونصلى ونسلم على نبيه
ورسوله سيدنا محمد خير البرية وعلى آله وصحبه وأتباعه ما دامت الكلية والجزئية.
أما بعد ..فهذا هوالكتاب الرابع من هداية الطلبة فى القواعد الفقهية كتبته ونقله من الأشباه
غفرالله له والوالديه
11
8
الكتاب الرب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وضع عن أمي الخطأ والنسيان وما استكر هوا عليه.
10
إعلم أن قاعدة الفقه أن النسيان والجهل مسقط للاثم مطلقا
11فيه
أو فعل منهي ليس من باب الإتلاف فلا شىئ
8
أو فيه إتلاف لم يسقط الظمان
الأول من نسى صلاة أو صوما أو حجا أو زكاة أو كفارة أو نذرا وجب تدراكه بالقضاء بلا
خلاف
10قوله مطلقا :اى وقع فى ترك المأمور 0أو فعل المنهى من باب االتالف و غيره
و كذا لو وقف بغير عرفة يجب القضاء إتفاقا
السادس من تيقن الخطأ فى الإجتهاد فى الماء والقبلة والثوب و وقت الصلاة والصوم والوقوف
التاسع من استناب فى الحج لكونه معضوبا فبرئ ففى هذه الصور كلها خلاف والصحيح فى
ولو صادف الصلاة أو الصوم بعد الوقت أجزأ بلا خلاف والأصح أنه قضاء
وأما الوقوف إن صادف يعد الوقت فإن صادف الحادى عشر لم يجز بلا خلاف كما لو صادف
السابع
وإن صادف العاشر أجزأ ولا قضاء
وفرق بين الغلط فى الثامن والعاشر بوجهين :أحدهما أن تأخير العبادة عن الوقت أقرب إلى
والثان ِى أن الغلط بالتقديم يمكن الإحتراز عنه فانما يقع الغلط فى الحساب أو الخلل فى الشهود
الذين شهدوا بتقديم الهلال .والغلط بالتأخير قد يكون بالغيم المانع من الرؤية ومثل ذلك لا يمكن
الإحتراز عنه أما لو وقع الغلط بسبب الحساب فإنه لا يجزئ بلا شك لتفريطهم.
ومن فروع هذه القسم فى غير العبادات ما لو فاضل غى الربويات جاهلا فإن العقد يبطل إتفاقا
11
فهو من باب ترك المأمورات لأن المماثلة شرط 8بل العلم بها أيضا وكذا لو عقد البيع أو غيره على
عين يظنها ملكه فبانت بخلافه أو النكاح على محرم أو غيرها من المحرمات جاهلا لايصح.
الثانى ومنها لو قال :أنت أزنى من فلان ,ولم يصرح فى لفظه بزنى فلان ,لكنه كان ثبت زناه
بإقرار أو ببينة والقائل جاهلا ,فليس بقادف .بخلاف ما لو علم به فيكون قادفا لهما.
الثالث ومنها الإتيان بمفسدات العبادة ناسيا أو جاهلا كالأكل فى الصلاة والصوم وفعل ما ينا
فى الصلاة من كلام وغيره والجماع فى الصوم والإعتكاف والإحرام والخروج من المعتكف والعود
من قيام الثالثة الى التشهد ومن السجود إلى القنوت ولإقتداء بمحدث أو ذوى نجاسة وسبق الإمام
بركنين ومرأعاة المأموم ترتيب نفسه أذا ركع الإمام فى الثانية وارتكاب محظورات الإحرام ال ّتى
ليست بإتلاف كاللبس والإستمتاع والدهن والطيب سواء جهل التحريم أو كونه طيبا .والحكم فى
واستثنى من ذلك :الفعل الكثير فى الصلاة كالأكل فانه يبطلها فى الأصح لندوره
وألحق بعضهم الصوم بالصلاة فى ذلك .والأصح أنه لا يبطل بالكثير لأنه لا يندر فيه بخلاف
الرابع ومنها لو سلم عن ركعتين ناسيا وتكلم عامدا لظنه إكمال صلاته لا تبطل صلاته لظنه انه
11 ليس فى الصلاة
8
ونظره ما لو تحلل من الإحرام وجامع ثم بان أنه لم يتحلل لكون زمنه وقع قبل نصف الليل.
ومن نظائره أيضا :لو أكل ناسيا فظن بطلان صومه فجامع ,ففى وجه لا يفطر قياسا عليه.
وفيه صور:
منها :لو قدّم له الغاصب المغصوب منه فأكله ضيافة جاهلا .برئ الغاصب فى الأظهر.
ومنها :لو أتلف المشترى المبيع قبل القبض جاهلا فهو قابض فى الأظهر.
ومنها :لو خاطب زوجته بالطلاق جاهلا بأنها زوجته بأن كان فى ظلمة ,أو أنكحها له وليه أو
ومنها :لو خاطب أمته بالعتق كذلك قال الرافعى ومن نظائرها :ما إذا نسي أن له زوجة فقال:
11
8 زوجتى طالق.
ومنها :إذا قال الغاصب لمالك العبد المغصوب أعتق عبدى هذا ,فأعتقه جاهلا ,عتق على
الصحيح
وخرج عن هذه النظائر مسألة .وهى ما إذا استحق القصاص على رجل فقتله خطأ فالأصح أنه
ومن فروع هذا القسم أيضا محظورات الإحرام ال ّتى هى إتلاف كإزالة الشعر والظفر وقيل
أو لا يفعله ففعله ناسيا للحلف أو جاهلا انه المحلوف عليه فقولان فى الحنث ,رجّ ح كلا ّ المرجحون.
ورجح الرافعى فى المحرر عدم الحنث مطلقا ,واختاره فى زوائد الروضة والفتاوى.
ثم استثنى من ذلك :ما لو حلف لا يفعل عامدا ولا ناسيا ,فإنه يحنث بالفعل ناسيا بلا خلاف
أما على الماضى ,كأن حلف أنه لم يفعل ,ثم تبين أنه فعله فالذى تلقفناه من مشايخنا أنه يحنث.
ويدل له قول النووىّ فى فتاويه :صورة المسألة أن يعل ّق الطلاق على فعل شىء ,فيفعله ناسيا
خف غيرك ,فخلف بالطلاق :أنه لم يفعل ,إن قصد أنى لم آخذ بدله كان كاذبا ,فإن كان
وليست ّ
لا يقع طلاقه اذا كان غير مختار لذلك من جهة غير الإكراه ,بل طاوع المكره فيما أكرهه عليه
بعينه وصفته.
ويستوى فى ذلك الاكراه على اليمين وعلى التعليق ويلتحق بالكراه فى ذلك الجهل الذى يفقد
معه القصد إلى اللفظ مع عدم فهم معناه و النسيان .و ذلك بأن يتلفظ بالطلاق من لا يعرف
معناه أصلا أو عرفه ثم نسيه .فهذان نظير المكره ,فلا يقع بذلك طلاق ولا ينعقد بمثله يمين,
وذلك إذا حلف باسم من أسماء الله تعالى وهو لا يعرف أنه اسمه.
أما إذا جهل المحلوف عليه أو نسيه ,كما إذا دخل زيد الدار وجهل ذلك الحالف أو علمه ثم
نسيه فحلف بالله أو بالطلاق :أنه ليس فى الدار11فهذه يمين ظاهرها تصديق نفسه فى النفي وقد
8
يعرض فيها أن يصدق الأمر كذلك (فى اعتقاده أو فيها انتهى إليه علمه اى لم يعلم خلافه ولا
يكون قصده الجزم بأن الأمر كذلك) فى الحقيقة بل ترجح يمينه إلى أنه حلف أنه يعتقد كذا أو
يظنه وهو صادق فى أنه يعتقد ذلك أو ظان له فأن قصد الحلف ذلك حالة اليمين أو تلفظ به
متصلابها لم يحنث ,وإن قصد المعنى الأول أو أطلق ففى وقوع الطلاق و وجوب الكفارة قولان
مشهوران مأخذهما :أن النسيان والجهل هل يكونان عذراله فى ذلك كما كانا عذرا فى باب الأوامر
ويقوى إلحاقهما باإتلاف بأن الحالف بالله أن زيدا فى الدار أذا لم يكن فيها قد انثهك حرمة
إلاسم الأعظم جاهلا أو ناسيا فهو كالجانى خطأ .والحالف بالطلاق إن كانت يمينه بصيغة التعليق
كقوله إن لم يكن زيد فى الدار فزوجتى طالق إذا لم يكن فيها فقد تحقق الشرط الذى عل ّق
الطلاق عليه فانه لم يتعرض إلا لتعليق الطلاق على عدم كونه فى الدار ولا أثر لكونه جاهلا أو
وأما إذا كان بغير صفة التعليق كقوله لزوجته أنت طالق لقد خرج زيد من الدار ,وكقوله:
الطلاق يلزمنى ليس زيد فى الدار .فهذا إذا قصد به اليمين ,جرى مجرى التعليق وإلا لوقع الطلاق
والحالة الثانية :الجهل والنسيان والإكراه أن يعل ّق الطلاق على دخول الدار أو دخول زيد الدار
أو يحلف بالله لا يفعل كذا ,فإذا دخلها المحلوف عليه ناسيا أو جاهلا او مكرها ,فان جرد قصده
وإن قصد باليمين تكليف المحلوف عليه ذلك ,لكونه يعلم أنه لا يرى مخالفته مع حلفه أو قصد
باليمين على فعله نفسه ان تكون يمينه رادعة عن الفعل فالمذهب فى هاتين الصورتين أنه لا يحنث
إذا فعل المحلوف عليه ناسيا أو جاهلا إذا رجعت حقيقة هذه اليمين الى تكليف نفسه ذلك أو
واما إن فعله مكرها فالاكراه لا ينا فى التكليف ,فإنا نحرم على المكره القتل ونبيح له الفطر فى
الصوم وإذا كان مكلفا وقد فعل المحلوف عليه فيظهر وقوع الطلاق والحنث كما تقدم فى المسألة
الأولى إلحاقا بالإتلاف لتحقق وجود الشرط المعلق عليه .إذا لفظ التعليق عام يشمل فعل المعلق
عليه مختارا ومكرها وناسيا وجاهلا وذاكراليمين وعالما ,وبهذا تمسك من مال الى الحنث و وقوع
لكنا إنما اخترنا عدم وقوع الطلاق فيهما لأن قصد التكليف يخصهما ويخرجهما عن الدخرل
تحت عموم اللفظ ,فلا ينهض لأن مخرج الإكراه لكونه لا ينافى التكليف ,كما ذكرنا
فرع
11
الناس والمكره .قال :لأقتلن فلانا وهو يظنه حيا فكان فى المسائل المبنية على الخلاف فى حنث
8
ميتا ففى الكفارة خلاف الناسى.
قال :لا أسكن هذه الدار .فمرض وعجز عن الخروج ففى الحنث خلاف المكره.
قال :لا أبيع لزيد ما لا فوكل زيد وكيلا وأذن له فى التوكيل فوكل الحالف فباع وهو لا يعلم
قال :لأشربن ماء هذا الكوز فا نصب أو شربه غيره أو مات الحالف قبل الإمكان ففيه خلاف
المكره.
قال لأقضين حقك غدا فمات الحالف قبله أو أبرأه أو عجز ففيه خلاف المكره.
قال :لأقضين عند رأس الهلال ,فأخره عن الليلة الأولى للشك فيه ,فبان كونها من الشهر ,ففيه
خلاف الناسى.
قال :لا رأيت منكرا إلا رفعته إلى القاضى فلم يتمكن من الرفع لمرض أو حبس أو جاء إلى باب
القاضى فحجب ,أو مات القاضى قبل وصوله إليه ففيه خلاف المكره.
قال :لا أفارقك حتى أستو فى حقى ففر منه الغريم ,ففيه خلاف المكره.
فان قال :لا تفارقنى فغر الغريم ,حنث مطلقا لأنها يمين على فعل غيره بخلاف الأولى ولا يحنث
مطلقا إن فر ّ الحالف فإن أفلس فى الصورة الأولى فمنعه الحاكم من ملازمته ففيه خلاف المكره
فرع
منها :إذا أخرج الوديعة من الحرز على ظن أنها ملكه فتلفت ,فلا ضمان عليه ,ولو كان عالما ضمن,
ومنها :إذا استعمل المستعير العارية بعد رجوع المعير جاهلا فلا أجرة عليه نقله الرّافعى عن
القفال وارتضاه,
ومنها :إذا أباح له ثمرة بستان ثم رجع فإن الآكل لا يغرم ما أكله بعد الرجوع وقبل العلم كما
ومنها ,إذا وهبت المرأة نوبتها من القسم لضرتها ثم رجعت فإنها لا تعود الى الدور من الرجوع
ومنها :قتل الخطأ فيه الدية والكفارة دون القصاص .ومن ذلك مسألة الوكيل إذا اقتص بعد
عفو موكله جاهلا فلا قصاص عليه ,على المنصوص .وعليه الدية فى ماله والكفارة ولا رجوع له
على العافى لأنه محسن بالعفو .وقيل لا دية ,وقيل هي على العاقلة ,وقيل يرجع على العافى لأنه غره
بالعفو
ونظير هذه المسألة :ما لو أذن الإمام للولي فى قتل الجانية ثم علم حملها فرجع ولم يعلم الولى
أحدها أن يقصد إباحتها فهي مهدرة لا قصاص ولا دية سواء علم القاطع أنها اليسار وأنها لا
تجزئ أولا .لأن صاحبها بذلها مجانا ,ولأن فعل الإخراج اقترن بقصد الإباحة فقام مقام النطق,
كتقديم الطعام إلى الضعيف ولأن فعل بعد السؤال والطلب كالإذن كما لو قال ناولنى يدك
نعم ,يعزر القاطع إذا علم ويبقى قصاص اليمين كما كان.
فإن قال :ظننت أنها تجزئ أو علمت أنها لا تجزئ ولكن جعلتها عوضا عنها سقط وعدل إلى
دية اليمين لرضاه يسقوط قصاصها إكتفاء باليسار11.
8
الحال الثانى :أن يقصد المخرج إجزاءها عن اليمين .فيسأل المقتص :فإن قال :ظننت أنه أباحها
بالإخراج أو أنها اليمين .أو علمت أنها اليسار وأنها لا تجزئ ولا تجعل بدلا فلا قصاص فيها فى
الصور الثلاث فى الأصح لتسلط المخرج له عليها ولكن تجب ديتها ويبقى قصاص اليمين.
وإن قال :علمت أنها اليسار وظننت أنها تجزئ سقط قصاص اليمين وتجب لكل الدي ّة على
الآخر.
الحال الثالث :أن يقول :دهسثت فأخرجت اليساـر وظن ّى أن ّى أخرج اليمين فيسـأل المقتص,
قال الأذرعى :وصرح به الكافى لوجود صورة البدل قال البلقـينى هو السديد.
قال البغوى :تجب كمن قتل رجلا وقال ظننته أذن لى فى القتال لأن الظـنون البعيدة لا تدأ
القـصاص.
وإن قال :ظننتها اليمين أو علمت أنها اليسار وظننتها تجزئ فلا قصاص فى الأصح
وفى الصور كلها يبقى قصاص اليمين ,إلا فى قوله :ظننت أن اليسار وتجزئ.
فرع
منها ما إذا بادر أحد الأولياء فقتل الجانى بعد عفو بعض الأولياء جاهلا به فإن الأظهر وجوب
يفــيد إباحة القتال ,فأن قتل المرتد إلى الإمام ,لا إلى الآحاد.
ومنها ما إذا قتل من ظنه قاتل أبيه فبأن خلافه فالأظهر وجوب القصاص لأنه كان من حقه
التثبت .ومنها :ما إذا ضرب مريضا ,جهل مرضه ,ضربا يقتل المريض دون الصحيح فمات فالأصح
وعلم من ذلك :أن الكلام فيمن لا يجوز له الضرب أما من يجوز له للــتأديب ,فلا يجب عليه
القصاص قطعا.
ومنها ما إذا أمر السلطان رجلا بقتل رجل ظلما والمأمور لا يعلم ,فلا قصاص عليه ولا دية ولا
كفارة,
ومنها :ما إذا قتل الحامل فى القصاص ,فانفصل الجنين ميتا .ففيه غرة وكفارة ,أو حيّا فمات,
فدية .ثم إذا استقل الوليّ بلاستيفاء فالضمان عليه .وإن أذن له الإمام ,فإن علما أو جهلا أو علم
الإمام دون الوليّ إختص الضمان بالإمام على الصحيح لأن البحث عليه وهو الآمر به .وفى
وجه :على الوليّ ,لأنه المباشر .وفى آخر عليهما .وإن علم الولي دون الإمام ,إختص بالولي على
كل من جهل تحريم شئ مما يشترك فيه غالب الناس لم يقبل ,إلا أن يكون قريب عهد
بالإسلام ,أو نشـأ ببادية بعيدة يخفى فيها مثل ذلك :كتحريم الزنا والقتل والسرقة والخمر .والكلام
فى الصلاة والأكل فى الصوم والقتل بالشهادة إذا رجعا ,وقالا تعمدنا ولم نعلم أنه يقتل بشهادتنا و
وطء المغصوبة والمرهونة بدون إذن الراهن فإن كان بإذنه قبل مطلقا .لأن ذلك يخفى على العوام
ومن هذا القبيل أعنى الذى يقبل فيه دعوى الجهل مطلقا لخفائه كون التنحنح مبطلا
للصلاة ,أو كون القدر الذى أتى به من الكلام محرما أو النوع الذى تناوله مفطرا فالأصح فى
11 الصور الثلاث عدم البطلان.
8
ولو علم تحريم الطيب واعتقد بعض أنواع الطيب أنه ليس بحرام ,فالصحيح وجوب الفدية
ولا يقبل دعوى الجهل بثبوت الرد بالعيب و الأخذ بالشفعة من قديم الإسلام لاشتهاره ,و
تقبل فى ثبوت خيار العتق وفى نفى الولد فى الأظهر لأنه لا يعرفه إلا الخواص
قاعدة
كل من علم تحريم شئ وجهل ما يترتب عليه لم يفده ذلك
كمن علم تحريم الزنا والخمر وجهل وجوب الحد ,يحد بالإتفاق لأنه كان حقه إلا متاع.
أو علم تحريم الكلام وجهل كونه مبطلا يبطل وتحريم الطيب وجهل وجوب الفدية .تجب
تذنيب
ومنها :الواهبة نوبتها فى القسم إذا رجعت ولم يعلم الزوج لا يلزمه القضاء.
ومنها :لو عفا الوليّ ولم يعلم الجلاد فاقتص ففى وجوب الدية قولان :أصحهما الوجوب
ومنها :لو أذن المرتهن فى بيع المرهونة ,ثم رجع ولم يعلم الراهن ,ففى نفوذ تصرفه وجهان :أصحهما
لا ينفذ.
ومنها لو استــأذنها غير المجبر فأذنت ثم رجعت ولم يعلم حتى زوّج ففى صحته خلاف الوكيل
فصل فى اإلكراه
قال الغزالى فى البســيط :إلا كراه يسقط أثر التصرف عندنا إلا فى خمس مواضع و ذكر إسلام
الحربى والقتل والإرضاع والزنا والطلاق إذا أكره على فعل المعلق عليه.
وذكر النووى فى تهذيبه :أنه يستـــثنى مائة مســألة لا أثر للإكراه فيها ,ولم يعددها.
11
وطالما أمعنت النظر فى تتبعها حتى جمعت 8منها جملة كثيرة وقـــد رأيت الإكراه يساــوى
النسياـــن ,فإن المواضع المذكورة إما من باب ترك المأمور وإما من باب الإتلاف.
منها – (الأول) الإكراه عن الحدث وهو من باب الإتلاف فإنه إتلاف للطهارة ,ولهذا لو
أحدث ناســـيا انتقض .وإذا نو ّعت هذه الصورة الى أسباــب الحدث الأربعة والجماع كثرت
الصور.
(الثانى) الإكراه على إفساد الماء بالإستعمال أو النجسة أو مغير طاهر فإنه يفســـد وهو أيضاـــ
(الحدى عشر) الإكراه على تفرق المتصارفين قبل القبض .فيبطل كما ذكره فى الإستقصاء
(الثانى عشر) لو ضربا فى خيار المجلس حتى تفرقا ففى انقطاع الخيار قولا حنث المكره.
(الثالث عشر) الإكراه على إتلاف مال الغير فإنه يطالب بالضمان وإن كان القرار على المكره
فى الأصح.
(الرابع عشر) الإكراه على إتلاف الصيد كذلك ,بخلاف ما لو حلق شعر محرم مكرها لا يكون
المحرر.
(السابع عشر) الإكراه على الجماع فى الإحرام ,فيه طريقان فى أصل الر ّوضة ,بلا ترجيح.
أحدهما يفسد قطعا بناء على أن إكراه الرجل على الوطء لا يتصور.
(الثامن عشر) الإكراه على الخروج من المعتكف فإنه يبطل فى أحد القولين كالأكل فى
الصوم.
11
8
(التاسع غشر) الإكراه على إعطاء الودقية لظالم ,فإنه يضمن فى الأصح ,ثم يرجع على من أخذ
منه .
(الخامس والعشرون إلى الثلاثون) الإكراه على الوطء فيحصل الإحصان ,ويستقر المهر ,وتحل
للمطلق ثلاثا ,ويلحقه الولد ,وتصير أمته به مستولدة ويلزمه المهر فى غير الزوجة .قلته تخريجا .ثم
(الحادى والثلاثون) الإكراه على القتل فيجب القصاص على المكره فى الأظهر.
(السابع و الثامن و التاسع والثلاثون) الإكراه على طلاق زوجته المكره أو بيع ما له أو عتق
أما لو أكره أجنبى الوكيل على بيع ما وكل فيه ,ففى نظيره من الطلاق إحتمالان للرويان.
حكاهما عنه فى الروضة وأصلها أصحهما عنده عدم الصحة لأنه المباشر,
(الثانى والأربعون) لو أكره على ترك الوضوء فتيمم .قال الرويانى :لا قضاء قال النووى وفيه
نظر .قال لكن الراجح ما ذكره ,لأنه فى معنى من غصب ماؤه ـ قال الأسنوى:والمتجه خلافه.
لأن الغصب كثير معهود بخلاف الإكراه على ترك الوضوء فعلى هذا يستثنى.
(الخامس و السادس والأبعون) الإكراه على الارضاع ,يحرم إتفاقا ,ويوجب المهر إذا نفسخ به
11
وفيه نظر
النكاح على المرضعة على الأصح ,قال الأسنوى8 :
(الثامن والأربعون)الإكراه على حق له ,وتحت ذلك صور :الإكراه على الاذان وعلى فعل
الصلاة والوضوء وأركان الطهارة والصلاة والحج واداء الزكاة والكفارة والدين وبيع ماله فيه
والصوم والإستئجار للحج والإنفاق على رقيقه وبهيمته وقريبه وإقامة الحدود واعتاق المنذور عتقه
كما صرح به فى البحر والمشترى بشرط العتق وطلاق المولى إذا لم يطأ واختيار من أسلم على أكثر
فهذه أكثر من سبعين صورة لا أثر للإكراه فيها .وفى بعض صورها ما يقتض التعدد بإعتبار
فيه فروع:
الاول التلفظ بكلمة الكفر فيباح به للآية .ولا يجب بل الأفضل مصابرة على الدين واقتداء
11
بالسلف.ـ وقيل :الأفضل التلفّظ صيانة لنفسه8 .وقيل إن كان ممن يتوقع منه النكاية فى العدو
والقيام بأحكام الشرع فالأفضل التلفّظ لمصلحة بقائه وإلا فالأفضل الامتناع.
الثانى القتال المحرم لحق الله ولا يباح به بلا خلاف .بخلاف المحرم للمالية كنساء الحرب
الثالث الزنا ولا يباح به بالإتفاق أيضا لأن مفسدته أفحش من الصّ بر على القتل وسواء كان
قلت :قد تعرض له ابن الرفعة فى المطلب .فقال يشبه أن يلتحق بالتلفّظ بكلمة الكفر ولا نظر
السادس السرقة ,قال فى المطلب :يظهر أن تلتحق بإتلاف المال لأنها ذون الإتلاف.
قال فى الخادم :وقد صرح جماعة بإباحتها منهم القاضى حسين فى تعليقه
السابع شرب الخمر .ويباح به قطعا استبقاء للمهجة كما يباح لمن غص بلقمة أن يسيغها به .ولكن
11
8 لا يجب على الصحيح كما فى الروضة .
الثامن شرب البول وأكل الميتة ويباحان .وفى الوجوب إحتمالان للقاضى حسين .قلت ينبغى
التاسع إتلاف مال الغير ويباح به بل يجب قطعا كما يجب على المضطر أكل طعام غيره
العاشر شهادة الزور .فإن كانت تقتضى قتلا أو قطعا ألحقت به أو إتلاف مال ألحقت به أو
فائدة :ضبط الأودنى هذه الصورة بأن ما يسقط بالتوبة يسقط حكمه بالإكراه وما لا فلا .نقله
قال فى الخادم :وقد أورد عليه شرب الخمر فإنه يباح بالإكراه ولا يسقط حده بالتوبة وكذلك
القذف.
قال العلماء :لا يتصور الإكراه على شىء من أفعال القلوب ولا يحصل الإكراه بقوله ,وإلا قتلت
نطق غافلا عن الكفر والإيمان ففى ردنه وجهان فى الحاوى .قال فى المطلب والآية تدل على أنه
مرتد.
قال الماوردي :والأحوال الثلاثة يأتى مثلها فى الطلاق ولا يشترط فى الطلاق التورية بأن ينوى
وفى شرح المهذب :نص الشافعى على أن من أكره على شرب خمر أو أكل محرم يجب أن يتقيأ
اذا قدر
-21ديسيمبر1988 -م
يحيى عارف
11
8