You are on page 1of 7

‫مهمة‪:‬‬

‫المحاضرة األولى‪ :‬مقدمات ّ‬


‫مجموعة من المقدمات يحتاجها طالب العلم الحنبلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أهمية علم الفقه‪ ،‬وحث العلماء له‪.‬‬


‫‪ .2‬المبادئ العشرة لعلم الفقه‪.‬‬
‫‪ .3‬التمذهب (قواعده‪ ،‬أهميته‪ ،‬لما نحتاجه‪ ،‬وحكم الخروج عن المذهب للمذاهب األخرى)‬
‫‪ .4‬تعريف دليل الطالب (ما قيمة الكتاب ووزنه في المدرسة الحنبلية)‬

‫‪ ‬المقدمة األولى‪ :‬أهمية علم الفقه‪ ،‬وحث العلماء له‪:‬‬

‫معرفة حكم هللا في أفعال المكلفين أشرف علوم الشريعة وأجلها بعد علم االعتقاد‪ ،‬فبه تصحيح األفعال‬
‫واألقوال بحسب أوامر هللا‪ ،‬وهذا مقصد عظيم ومن أجله أنزل هللا الشرائع والرسل ليعلم الناس ما يحب هللا‬
‫ويرضاهمن قول أو فعل‪ ،‬وقد ّنبه عليه كثير من األئمة‪.‬‬

‫وفي هذا يقول اإلمام ابن مفلح الحنبلي (ت ‪ 363‬ه) – رحمه هللا ‪ -‬في اآلداب الشرعية فيما ينقله‬
‫عن صاحب المحيط‪ 1‬من الحنفية‪ ( :‬أفضل العلوم عند الجمهور بعد معرفة أصل الدين وعلم اليقين معرفة‬
‫الفقه واألحكام الفاصلة بين الحالل والح ارم)‪ ،2‬وهذا الكالم يبين أهمية العلم بالفقه بين العلوم الشرعية‪.‬‬

‫ويذكر هذا المعنى اإلمام الغزالي (ت ‪ 505‬هـ) – رحمه هللا – في خطبة كتابه المستصفى فيقول‪:‬‬
‫(وأشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي‪ 3‬والشرع‪ ،‬وعلم الفقه وأصوله من هذا القبيل‬
‫فإنه يأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل ‪ ،‬فال هو تصرف بمحض العقول بحيث ال يتلقاه الشرع‬
‫‪4‬‬
‫بالقبول وال هو مبني على محض التقليد الذي ال يشهد له العقل بالتأييد والتسديد)‬

‫كتاب المحيط البرهاني‪ ،‬لمصنفه محمود بن أحمد بن عبدالعزيز بن مازة البخاري أبو المعالي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫اآلداب الشرعية والمنح المرعية‪ ،‬ابن مفلح الحنبلي‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪.00‬‬ ‫‪2‬‬

‫يقصد الرأي المبني على القواعد الشرعية‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫المتسصفى في أصول الفقه‪ ،‬الغزالي‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪4‬‬


‫ويعبر اإلمام ابن الجوزي الحنبلي (ت ‪ 503‬ه) – رحمه هللا – في كتابه صيد الخاطر بقوله‪ ( :‬أعظم دليل‬‫ِّّ‬
‫على فضيلة الشيء النظر إلى ثمرته‪ ،‬ومن تأمل ثمرة الفقه‪ ،‬علم أنه أفضل العلوم‪ ،‬فإن أرباب المذاهب فاقوا‬
‫بالفقه الخالئق أبداً‪ ،‬وإن كان في زمن أحدهم من هو أعلم منه بالقرآن أو الحديث أو اللغة‪ .‬واعتبر هذا بأهل‬
‫زماننا فإنك ترى الشاب يعرف مسائل الخالف الظاهرة فيستغني ويعرف من حكم هللا تعالى في الحوادث ماال‬
‫يعرفه النحرير من باقي العلماء‪ .‬وكم رأينا مبر اًز في علم القرآن أو في الحديث أو في التفسير أو في اللغة ال‬
‫يعرف – مع شيخوخته – معظم أحكام الشرع‪ ،‬وربما جهل علم ما ينويه في صالته!‪ ،‬على أنه ينبغي للفقيه‬
‫أالّ يكون أجنبياً عن باقي العلوم‪ ،‬فإنه ال يكون فقيها‪ ،‬بل يأخذ من كل علم بحظ‪ ،‬ثم يتوفر على الفقه‪ ،‬فإنه‬
‫‪5‬‬
‫ِّعز الدنيا واآلخرة)‬

‫إن لترك التفقه في دين هللا مخاطر وخيمة على الفرد المسلم والمجتمعات المؤمنة‪ ،‬ألن الساحة‬
‫‪ ‬وّ‬
‫ستخلو ألنصاف المتعلمين ويفتوا الناس بالجهل‪ ،‬وفيما رواه اإلمام أبي داود ( ت ‪ 235‬هـ) – رحمه‬
‫رج ًال‬
‫فأصاب ُ‬
‫َ‬ ‫سف ٍر‪،‬‬
‫خر ْجنا في َ‬ ‫هللا ‪ -‬في سننه من حديث جابر بن عبدهللا – رضي هللا عنه‪َ ( :-‬‬
‫ِّ‬
‫أصحابه فقال‪ :‬هل تجدو َن لي ُر ْخص ًة في َ‬
‫التي ُّممِّ؟ فقالوا‪:‬‬ ‫َ‬ ‫احت َلم‪ ،‬فسأَل‬ ‫فش َّجه في ر ِّأسه‪َّ ،‬‬
‫ثم َ‬ ‫حجٌر‪َ ،‬‬ ‫منا َ‬ ‫َّ‬
‫النبي صلَّى هللا عليه َّ‬
‫وسل َم‬ ‫ُ‬ ‫فلما ِّقد ْمنا على ِّ‬ ‫فاغتس َل فمات‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫تقدر على ِّ‬
‫الماء‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫أنت ُ‬ ‫لك ُر ْخص ًة و َ‬
‫نجُد َ‬ ‫ما ِّ‬
‫ّ‬
‫ال‪ ،‬إنَّما كان َي ْكفيه‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫أ ِّ‬
‫فاء الع ِّّي السؤ ُ‬‫بذلك‪ ،‬فقال‪َ :‬قتلوه‪َ ،‬قتَلهم هللاُ‪َ ،‬أال سألوا إذ لم َي ْعَلموا؛ فإنما ش ُ‬ ‫ُخب َر َ‬
‫جسِّده‪ ،6).‬فيه داللة‬ ‫سائر َ‬
‫ِّ‬
‫يمس َح عليها‪ ،‬ويغس َل َ‬ ‫ثم َ‬
‫صر أو ِّ‬
‫يعص َب على ُج ْرِّحه ِّخ ْرق ًة‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬
‫وي ْع َ‬‫يتي َّم َم َ‬
‫أن َ‬ ‫ْ‬
‫واضحة على ضرر عدم تعلم الفقه وعدم سؤال أهل الفقه ومدى حاجتنا لهم‪ ،‬والناس ثالثة كما يقول‬
‫اإلمام علي بن أبي طالب – رضي هللا عنه ‪( :-‬عالم رباني‪ ،‬متعلم على طريق النجاة‪ ،‬همج رعاء‬
‫‪7‬‬
‫أتباع لكل ناعق يميلون مع كل ريح‪ ،‬لم يستضيئوا بنور العلم‪ ،‬ولم يلجأوا إلى ركن وثيق)‪.‬‬

‫صيد الخاطر‪ ،‬فصل الفقه أفضل العلوم‪ ،‬البن الجوزي‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫سنن أبي داود‪ ،‬حديث رقم ‪ ،336‬حكم األلباني بأنه حسن ما عدا قوله ( إنما كان يكفيه‪.) ....‬‬ ‫‪6‬‬

‫عيون الحكم والمواعظ‪.64 ،‬‬ ‫‪7‬‬


‫المقدمة الثانية‪ :‬المبادئ العشرة‪ :‬يحسن بطالب العلم عند بداية دراسته أن يكون عنده نوع تصور عن‬

‫العلم الذي سيدرسه‪ ،‬ويكون هذا من خالل المبادئ العشرة التي نظمها العالّمة الصبان – رحمه هللا – في‬
‫أبيات ثالثة‪:‬‬

‫إن مبادئ كل علم عشرة ‪ ...‬الحد والموضوع ثم الثمرة‬

‫‪ ...‬االسم االستمداد حكم الشارع‬ ‫ونسبة وفضله والواضع‬

‫مسائل والبعض بالبعض اكتفى ‪ ...‬ومن درى الجميع حاز الشرف‬

‫المبدأ األول‪ :‬الحد ( تعريف العلم )‬

‫الفقه ‪ :‬لغة ‪ :‬له معنيان‪:‬‬

‫أ‪ .‬الفهم مطلقاً ويقصد بكلمة مطلقاً فهم المسائل العامة الواضحة والمسائل الدقيقة الغامضة‪.‬‬

‫ب‪ .‬الفهم خاص للمسائل الدقيقة وقالوا أن فهم المسائل الجلية ال يعد فقهاً‪.‬‬

‫والمعنى األول هو الذي ُيسعفه الدليل وهذا مثال ‪ -‬للتمثيل ال الحصر ومن أراد يرجع للمطوالت – قوله‬
‫تعالى‪ ( :‬واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي) ‪ ،8‬ومعنى يفقهوا يفهموا‪ ،‬وقولي نكرة تفيد العموم تشمل الفهم‬
‫الجلي والدقيق‪.‬‬

‫اصطالحاً‪ :‬العلم باألحكام الشرعية العملية ‪ 9‬من أدلتها التفصيلية‪.‬‬

‫‪ ‬العلم‪ :‬بمعنى اإلداراك للشيء إدراكاً جازماً أو بغلبة الظن‪ ،‬فاإلدراك الجازم هو ما يتعلق بالمسائل‬
‫القطعية واإلدراك بغلبة الظن ما يتعلق بالمسائل الظنية‪ ،‬وقد أدخلت المسائل الظنية في التعريف‬
‫ألنها أكثر مسائل علم الفقه‪.‬‬

‫الملكة‬
‫تذكر‪ :‬تأتي كلمة العلم في التعريفات العلمية بثالثة معاني‪ :‬قواعد ‪ ،‬اإلدراك ‪َ ،‬‬

‫سورة طه‪ ،‬آية ‪.22 ، 23‬‬ ‫‪8‬‬

‫بعض العلماء يزيد في التعريف فيقول ( العلم باألحكام الشرعية العملية المتعلقة بأفعال المكلفين‪.)..‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ ‬األحكام‪ :‬جاء هذا التقيد ليخرج كالً من اإلدراكات األخرى‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬إدراك للذوات‪ ( :‬هند ‪ ،‬محمد ‪) .. ،‬‬

‫إدراك للصفات‪ ( :‬الرحمة‪ ،‬القدرة‪) .. ،‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪ .3‬إدراك لألفعال‪ ( :‬القيام‪ ،‬الجلوس‪) .. ،‬‬

‫‪ .4‬إدراك لألحكام‪ :‬واألحكام هنا بمعنى‪ :‬إثبات شيء لشيء أو نفيه عنه‪ ( :‬زيد نشيط‪ ،‬الربا محرم‪،‬‬
‫الصالة واجبة)‬

‫‪ ‬الشرعية‪ :‬جاء هذا التقيد ليخرج كالً من األحكام األخرى‪ ،‬وهي الكتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬األحكام العقلية‪ ( :‬الجزء أصغر من الكل ‪ ،‬الواحد نصف االثنين )‬

‫‪ .2‬األحكام الطبيعية التجريبية‪ ( :‬النار محرقة )‬

‫‪ .3‬األحكام الوضعية‪ :‬التي يتفق عليها أهل كل ٍ‬


‫فن ( في النحو‪ :‬الفاعل مرفوع والمفعول به منصوب )‬

‫‪ .4‬األحكام الشرعية‪ ( :‬الصالة واجبة ‪ ،‬الربا محرم ) وهنا مدار الفقه‪.‬‬

‫العمليـة‪ :‬فاألحكام الشرعية نوعان‪ ( :‬اعتقادية ‪ ،‬عملية ) وجاء هذا التقيد ليخرج األحكام الشرعية‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫االعتقادية من تعريف علم الفقه‪.‬‬

‫‪ ‬من الدليل التفصيلي – ال بالتقليد‪ : -‬وهذا قيد اهتم به الفقهاء المتقدمون بخالف المتأخرين فإن‬

‫المتقدمين ال يسمون من عرف األحكام بدون أدلتها فقيهاً وال يعدون فهمه فقها‪ ،‬و ّ‬
‫أما المتأخرين فإنهم‬
‫فعدوا كل من عرف األحكام بدون أدلتها فقيهاً وهذا لطبيعة زمانهم التي‬ ‫تجوزوا في المسألة ووسعوا ّ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫جمود وتعصب للمذاهب – وهذا من سلبياتها – إالّ أن لها إيجابية مهمة ال بد‬ ‫تميزت بأنها عصور‬
‫من ذكرها وعدم إغفالها عند ذكر هذه العصور وهي كثرة التصانيف المرتبة والمختصرة فقد أخذوا‬
‫الفقه من المؤلفات الضخمة وفصلوا بين األقوال الفقهية واستدالالتها‪.‬‬
‫ويقصد باألدلة التفصيلية‪ :‬نصوص الكتاب والسنة واإلجماعات واألقيسة وغيرها من أدلة التشريع‬
‫المختلف فيها‪ ،‬فإن األصولي يدرس األدلة بطريقة إجمالية‪ ،‬والفقيه يدرس األدلة التفصيلي من األدلة‬
‫اإلجمالية‪.‬‬

‫‪ -‬فائدة ‪ :‬كلمة الفقه في االستعمال الشرعي القديم أريد بها العلوم الدينية عموماً‪ ،‬وقد استعملت‬
‫الكلمة بمعناها العام في القرآن الكريم في قوله تعالى ‪( :‬ولوال نفر من كل فرق منهم طائفة‬
‫ليتفقهوا في الدين‪ ،10 ) ..‬وفي الحديث الذي يرويه البخاري عن معاوية بن أبي سفيان قال‪:‬‬
‫سمعت رسول هللا – صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬يقول‪( :‬من يرد هللا به خي اًر يفقهه في الدين)‪،‬‬
‫وسمى أبو حنيفة النعمان كتابه في العقيدة الفقه األكبر‪.‬‬
‫ّ‬

‫المبدأ الثاني‪ :‬الموضوع‬

‫يفرق الطالب بين تعريف العلم والمحور الذي يدور حوله‬


‫أي المحور الذي يدور عليه علم الفقه‪ ،‬وال بد أن ّ‬
‫ومثاله علم الطب فإنه علم يدرس مسائل تتعلق ببدن اإلنسان‪ ،‬وموضوعه ومحور المسائل تدور حول بدن‬
‫اإلنسان‪ ،‬وموضوع علم الفقه هو أقوال وأفعال المكلفين من حيث ما يتعلق بهذه األفعال من األحكام الشرعية‪.‬‬

‫المبدأ الثالث‪ :‬الثمرة‬

‫والثمرة يقصد بها النتيجة المعجلة لدراسة هذا العلم‪ ،‬وثمرة علم الفقه‪ :‬هي الوصول إلى حكم هللا سبحانه‬
‫وتعالى ومراده عز وجل فهو من علوم المقاصد والغايات والمقصد األعظم للدين كما تقدم في المقدمة‬
‫األولى‪.‬‬

‫المبدأ الرابع‪ :‬النسبة‬

‫والنسبة يقصد بها عالقة هذا العلم‪ ،‬وعلم الفقه من العلوم الشرعية فهو ليس من علوم الطبيعة وال اللغة وال‬
‫غيرها‪ ،‬ونسبته في العلوم الشرعية من علوم المقاصد والغايات فهو ليس من علوم اآلالت‪.‬‬

‫سورة التوبة ‪ ،‬آية ‪.122‬‬ ‫‪10‬‬


‫المبدأ الخامس‪ :‬الفضل‪:‬‬

‫الفضل يقصد به النتيجة المؤجلة لهذا العلم‪ ،‬وأصل النجاة متعلق بعلم التوحيد والعقيدة وتمام النجاة إنما يكون‬
‫بمعرفة السلوك إلى هللا ‪ -‬عز وجل ‪.-‬‬

‫المبدأ السادس‪ :‬الواضع‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬نشأ هذا العلم مع بداية الدعوة اإلسالمية على يد سيد البشرية محمد ‪ -‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،-‬وكان هو يعّلِّم الناس ويرشدهم في سلوكهم إلى هللا‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬الفقه في عهد الخلفاء الراشدين‪ ،‬فقد كانت تأتيهم الحوادث فيعرضونها على الكتاب والسنة‬

‫فإن وجدوا فيهما شيئا حكموا به‪ ،‬وإن لم يجدوا فيجتهدون بحسب أصول االستنباط التي تعلموها تعلماً تطبيقياً‬
‫من النبي – صلى هللا عليه وسلم – لما كان لهم من كثرة احتكاك ومعاصرة ومالحظة معه‪ ،‬ومن هنا بدأت‬
‫بذور المدارس الفقهية تظهر فإن الصحابة فهومهم تختلف وكذلك اجتهاداتهم‪ ،‬ومنهم (عبدهللا بن مسعود ‪،‬‬
‫علي بن أبي طالب ‪ ،‬عبدهللا بن عمر ‪ ،‬عبدهللا بن عباس ‪ ،‬زيد بن ثابت)‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة التابعين وتابعي التابعين‪ ،‬فكانوا يعرضون الحوادث على الكتاب والسنة واإلجماعات‬
‫التي انعقدت ثم يبدأون باالجتهاد بحسب األصول التي تعلموها من الصحابة رضوان هللا عليهم‪ ،‬وظهرت‬
‫مدرسة في البصرة ومدرسة في الكوفة ومدرسة في المدينة ومدرسة في مكة ومدرسة في اليمن وغيرها)‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬نشوء المذاهب الفقهية‪ :‬وهي التي ظهر فيها األئمة األربعة واجتهاداتهم وهم‪ ( :‬أبو حنيفة‬
‫النعمان الكوفي ( ت ‪ 150‬هـ))‪ ( ،‬مالك بن أنس األصبحي المدني ( ت ‪ 130‬هـ ))‪ ( ،‬محمد بن إدريس‬
‫المكي ( ت ‪ 204‬هـ)) ‪ ( ،‬أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي ( ت ‪ 241‬هـ ))‪.‬‬
‫الشافعي ّ‬

‫المرحلة الخامسة‪ :‬ما بعد الفقهاء األربعة‪ ،‬وقد بدأ هنا تالميذ وتالميذ تالميذ األئمة األربعة بتدوين علم الفقه‬
‫‪11‬‬
‫وأقوال األئمة فيه وترتيبها ومناقشتها بمصنفات خاصة بها‪.‬‬

‫وهذا ال يعني عدم وجود مذاهب لألئمة آخرين ولكنها مذاهب اندثرت ألن طلبة أولئك األئمة لم يهتموا بتدوين أقوال علمائهم‬ ‫‪11‬‬

‫ومشايخهم‪ ،‬وهذا فضل هللا يؤتيه من يشاء‪.‬‬


‫المرحلة السادسة‪ :‬ما بعد الغزو التتار‪ ،‬فظهر الراجح والمعتمد في المذهب فكتب السابقين كانت تخلط بين‬
‫االستدالالت مع األقوال الفقهية‪ ،‬مثاله‪ :‬عالء الدين المرداوي في مدرسة الحنابلة‪.‬‬

‫المبدأ السابع‪ :‬اسم العلم ‪ :‬علم الفقه‬

‫المبدأ الثامن‪ :‬االستمداد‬

‫ويستَ َمُّد هذا العلم من الكتاب والسنة ثم من اإلجماع ثم من القياس ثم من مصادر التشريع المختلف فيها‪.‬‬
‫ُ‬

‫المبدأ التاسع‪ :‬حكم الشارع‬

‫األمة فإن قام به من يسد الثغرة فيه سقط اإلثم عن باقي األمة وإن لم يسد فإن الفرد القادر‬
‫فرض كفاية على ّ‬
‫على التعلم بنفسه ولم يتعلم آثم‪ ،‬وغير القادر على التعلم بنفسه إذا لم يدعم هذه المشاريع والمدارس وغيرها‬
‫فهو آثم‪ ،‬كالتجار والمسؤولين وغيرهم‪.‬‬

‫المبدأ العاشر‪ :‬مسائل العلم‬

‫وهي كل ما يدرس من مسائل في علم الفقه من كتاب الطهارة إلى كتاب القضاء واإلقرار‪.‬‬

‫وينقسم علم الفقه إلى ‪ 4‬أقسام‪:12‬‬

‫‪ .1‬فقه العبادات‪ :‬وفيه تدرس الشعائر التعبيدية‪( :‬الطهارة – مفتاح الصالة‪ ، -‬الصالة ‪ ،‬الزكاة‪ ،‬الحج‪،‬‬
‫الجهاد)‪.‬‬

‫‪ .2‬فقه المعامالت‪ :‬وفيه تدرس إدارة األموال لألفراد والمؤسسات‪.‬‬

‫‪ .3‬فقه األسرة أو فقه األحوال الشخصية أو المناكحات ‪ :‬وفيه تدرس األمور التي تنظم األسرة في‬
‫اإلسالم‪ ( :‬الزواج ‪ ،‬الطالق‪ ،‬الفسخ‪ ،‬الرضاع‪ ،‬الحضانة‪.) .. ،‬‬

‫‪ .4‬فقه القضاء‪ :‬وفيه تدرس حل النزاعات والعقوبات الجنائية والعقوبات الحدية والقصاصية‪.‬‬

‫يزيد بعضهم فقه السياسة الشرعية والمعاهدات الدولية وهذه األبواب كثي ار ما تناقش في فقه الجهاد وفقه القضاء وله‬ ‫‪12‬‬

‫مصنفات كثيرة خاصة به في هذه األيام‪.‬‬

You might also like