You are on page 1of 269

‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد ‪ ..‬لإلمام ابن رشد القرطيب‬
‫مقدمة املؤلف‬
‫الطرق التي منها تلقيت األحكام عن النبي ‪ ‬بالجنس ‪:‬‬
‫ثالثة ‪ :‬إما لفظ ‪ ،‬وإما فعل ‪ ،‬وإما إقرار ‪.‬‬
‫وأما ما سكت عنه الشارع من األحكام فقال اجلمهور ‪ :‬إن طريق الوقوف عليه هو القياس ‪.‬‬
‫وقال أهل الظاهر ‪ :‬القياس يف الشرع باطل ‪.‬‬
‫وأصناف األلفاظ التي تتلقى منها األحكام من السمع ‪:‬‬
‫أربعة ‪ :‬ثالثة متفق عليها ‪ ،‬ورابع خمتلف فيه ‪.‬‬
‫أما الثالثة المتفق عليها ‪:‬‬
‫‪ -1‬لفظ عام حيمل على عمومه ‪ ،‬أو خاص حيمل على خصوصه ‪.‬‬
‫‪ -2‬أو لفظ عام يراد به اخلصوص ‪.‬‬
‫‪ -3‬أو لفظ خاص يراد به العموم ‪.‬‬
‫فمثال األول قوله تعاىل ((حرمت عليكم امليتة والدم وحلم اخلنزير)) فإن املسلمني اتفقوا على أن‬
‫لفظ اخلنزير متناول جلميع أصناف اخلنازير ما مل يكن مما يقال عليه االسم باالشرتاك ‪ ،‬مثل خنزير‬
‫املاء ‪.‬‬
‫ومثال العام يراد به الخاص قوله تعاىل ‪(( :‬خذ من أمواهلم صدقة تطهرهم وتزكيهم هبا)) فإن‬
‫املسلمني اتفقوا على أن ليست الزكاة واجبة يف مجيع أنواع املال ‪.‬‬
‫ومثال الخاص يراد به العام قوله تعاىل ((فال تقل هلما أف)) وهو من باب التنبيه باألدىن على‬
‫األعلى‪ ،‬فإنه يفهم من هذا حترمي الضرب والشتم وما فوق ذلك ‪.‬‬
‫وأما الطريق الرابع المختلف فيه فهو ‪:‬‬
‫‪ -4‬دليل اخلطاب ‪ :‬وهو أن ي فهم من إجياب احلكم لشيء ما نفي ذلك احلكم عما عدا ذلك‬
‫الشيء أو يفهم من نفي احلكم عن شيء ما إجيابه ملا عدا ذلك الشيء الذي نفي عنه ‪ ،‬مثل قوله‬
‫عليه الصالة والسالم "يف سائمة الغنم الزكاة" فإن قوما فهموا منه أن ال زكاة يف غري السائمة ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأما القياس الشرعي ‪:‬‬


‫فهو إحلاق احلكم الواجب لشيء ما بالشرع بالشيء‪ ،‬املسكوت عنه لشبهه بالشيء الذي أوجب‬
‫الشرع له ذلك احلكم أو لعلة جامعة بينهما‪ ،‬ولذلك كان القياس الشرعي صنفني ‪ :‬قياس شبه‪،‬‬
‫وقياس علة ‪.‬‬
‫والفرق بين القياس الشرعي واللفظ الخاص يراد به العام ‪:‬‬
‫أن القياس ‪ :‬املسكوت عنه يلحق باملنطوق به من جهة الشبه الذي بينهما ال من جهة داللة اللفظ ‪.‬‬
‫واللفظ اخلاص يراد به العام ‪ :‬إحلاق املسكوت عنه باملنطوق به من جهة تنبيه اللفظ ‪.‬‬
‫واجلنس األول (القياس) هو الذي ينبغي للظاهرية أن تنازع فيه ‪ ،‬وأما الثاين فليس ينبغي هلا أن تنازع‬
‫فيه ألنه من باب السمع‪ ،‬والذي يرد ذلك يرد نوعا من خطاب العرب ‪.‬‬
‫وأما الفعل ‪:‬‬
‫فإنه عند األكثر من الطرق اليت تتلقي منها األحكام الشرعية ‪.‬‬
‫وقال قوم األفعال ‪ :‬ليست تفيد حكما إذ ليس هلا صيغ ‪ ، ..‬والذين قالوا إهنا تتلقي منها األحكام‬
‫اختلفوا يف نوع احلكم الذي تدل عليه ‪ ،‬فقال قوم ‪ :‬تدل على الوجوب ‪ ،‬وقال قوم ‪ :‬تدل على‬
‫الندب ‪.‬‬
‫واملختار عند احملققني أهنا إن أتت بيانا جململ واجب دلت على الوجوب ‪ ،‬وإن أتت بيانا جململ‬
‫مندوب إليه دلت على الندب ؛ وإن مل تأت بيانا جململ‪ ،‬فإن كانت من جنس القربة دلت على‬
‫الندب وإن كانت من جنس املباحات دلت على اإلباحة ‪.‬‬
‫وأما اإلقرار ‪ :‬فإنه يدل على اجلواز‬
‫فهذه أصناف الطرق اليت تتلقى منها األحكام أو تستنبط‪.‬‬
‫وأما اإلجماع ‪ :‬فهو مستند إىل أحد هذه الطرق األربعة ‪.‬‬
‫وأما المعاني المتداولة المتأدية من هذه الطرق اللفظية للمكلفين ‪ ،‬فهي بالجملة ‪:‬‬
‫إما أمر بشيء وإما هني عنه ‪ ،‬وإما ختيري فيه ‪.‬‬
‫واألمر إن فهم منه اجلزم وتعلق العقاب برتكه مسي واجبا ‪.‬‬
‫وإن فهم منه الثواب على الفعل وانتفى العقاب مع الرتك مسي ندبا‪.‬‬
‫والنهي أيضا إن فهم منه اجلزم وتعلق العقاب بالفعل مسي حمرما وحمظورا ‪.‬‬

‫)‪(2‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وإن فهم منه احلث على تركه من غري تعلق عقاب بفعله مسي مكروها ‪.‬‬
‫فتكون أصناف األحكام الشرعية امللتقاة من هذه الطرق اخلمس ‪ :‬واجب ‪ ،‬ومندوب ‪ ،‬وحمظور ‪،‬‬
‫ومكروه ‪ ،‬وخمري فيه وهو املباح ‪.‬‬
‫وأما أسباب االختالف بالجنس فستة ‪:‬‬
‫أحدها تردد األلفاظ بني هذه الطرق األربع ‪ :‬أعين بني أن يكون اللفظ عاما يراد به اخلاص‪ ،‬أو‬
‫خاصا يراد به العام‪ ،‬أو عاما يراد به العام‪ ،‬أو خاصا يراد به اخلاص‪ ،‬أو يكون له دليل خطاب‪ ،‬أو ال‬
‫يكون له‪.‬‬
‫والثاني االشرتاك الذي يف األلفاظ‪ ،‬كلفظ القرء الذي ينطلق على األطهار وعلى احليض ‪.‬‬
‫والثالث اختالف اإلعراب ‪.‬‬
‫والرابع تردد اللفظ بني محله على احلقيقة أو محله على نوع من أنواع اجملاز ‪.‬‬
‫والخامس إطالق اللفظ تارة وتقييده تارة ‪ ،‬مثل إطالق الرقبة يف العتق تارة ‪ ،‬وتقييدها باإلميان تارة ‪.‬‬
‫والسادس التعارض يف الشيئني يف مجيع أصناف األلفاظ اليت يتلقى منها الشرع األحكام بعضها مع‬
‫بعض وكذلك التعارض الذي يأيت يف األفعال أو يف اإلقرارات‪ ،‬أو تعارض القياسات أنفسها ‪ ،‬أو‬
‫التعارض الذي يرتكب من هذه األصناف الثالثة ‪ :‬أعين معارضة القول للفعل أو لإلقرار أو للقياس‪،‬‬
‫ومعارضة الفعل لإلقرار أو للقياس‪ ،‬ومعارضة اإلقرار للقياس ‪.‬‬
‫كتاب الطهارة من احلدث‬
‫اتفق املسلمون على أن الطهارة الشرعية طهارتان ‪ :‬طهارة من احلدث ‪ ،‬وطهارة من اخلبث ‪.‬‬
‫واتفقوا على أن الطهارة من احلدث ثالثة أصناف ‪ :‬وضوء ‪ ،‬وغسل ‪ ،‬وبدل منهما وهو التيمم ‪.‬‬
‫كتاب الوضوء‬
‫المسألة األولى ‪:‬‬
‫هل النية شرط في صحة الوضوء أم ال بعد اتفاقهم على اشتراط النية في العبادات ؟‬
‫ق‪ : 1‬شرط ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليست بشرط ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وسبب اختالفهم ‪ :‬تردد الوضوء بني أن يكون عبادة حمضة (غري معقولة املعىن أي يقصد هبا القربة‬
‫فقط كالصالة وغريها) وبني أن يكون عبادة معقولة املعىن كغسل النجاسة ‪ ..‬والوضوء فيه شبه من‬
‫العبادتني ‪ ،‬والفقه أن ينظر بأيهما هو أقوى شبها فيلحق به ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف الفقهاء في غسل اليد قبل إدخالها في إناء الوضوء ؟‬
‫ق‪ : 1‬سنة بإطالق ‪ ،‬وإن تيقن طهارة اليد ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مستحب للشاك يف طهارة يده ‪ ..‬رواية عن مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬واجب على املنتبه من النوم ‪ ..‬داود وأصحابه ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬واجب يف نوم الليل ال نوم النهار ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم في ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختالفهم يف مفهوم حديث أيب هريرة أنه عليه الصالة والسالم قال ‪" :‬إذا استيقظ أحدكم من‬
‫نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها اإلناء ‪ ،‬فإن أحدكم ال يدري أين باتت يده" متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ -2‬وهل بني هذا احلديث وبني آية الوضوء تعارض ؟‬
‫والظاهر من هذا احلديث أنه مل يقصد به حكم اليد يف الوضوء ‪ ،‬وإمنا قصد به حكم املاء الذي‬
‫يتوضأ به (أعين أن ال ينجس أو يقع فيه شك) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في المضمضة واالستنشاق في الوضوء على ثالثة أقوال ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬سنتان ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬فرض ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬االستنشاق فرض واملضمضة سنة(‪ .. )1‬مجاعة من أهل الظاهر ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪ :‬اختالفهم يف السنن الواردة يف ذلك ‪ ،‬هل هي زيادة تقتضي معارضة آية الوضوء‬
‫أو ال تقتضي ذلك‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفق العلماء على أن غسل اليدين والذراعين من فروض الوضوء لقوله تعالى ‪:‬‬
‫((وأيديكم إلى المرافق)) واختلفوا في إدخال المرافق فيها ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬جيب إدخال املرافق ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬

‫)‪ (1‬قالوا ‪ :‬المضمضة نقلت من فعله عليه الصالة والسالم ولم تنقل من أمره ‪ ،‬وأما االستنشاق فمن أمره وفعله ‪ ..‬والقول يحمل على‬
‫الوجوب والفعل يحمل على الندب ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬ال جيب إدخاهلا يف الغسل ‪ ..‬بعض أهل الظاهر وبعض متأخري أصحاب مالك والطربي ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم في ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬االشرتاك الذي يف حرف إىل ‪ ..‬وذلك أن حرف إىل مرة يدل يف كالم العرب على الغاية ‪ ،‬ومرة‬
‫يكون مبعىن مع ‪.‬‬
‫‪ -2‬االختالف يف اسم اليد يف كالم العرب ‪ ..‬فاليد يف كالم العرب تطلق على ثالثة معان على‬
‫الكف فقط ‪ ،‬وعلى الكف والذراع ‪ ،‬وعلى الكف والذراع والعضد ‪.‬‬
‫خرج مسلم يف صحيحه عن أيب هريرة ‪( :‬أنه غسل يده اليمىن حىت أشرع يف العضد مث اليسرى‬
‫كذلك ‪ ،‬مث غسل رجله اليمىن حىت أشرع يف الساق ‪ ،‬مث غسل اليسرى كذلك ‪ ،‬مث قال هكذا رأيت‬
‫رسول اهلل ‪ ‬يتوضأ) ‪.‬‬
‫فقول من أدخلها من جهة هذا األثر أب َني ‪ ،‬والقول الثاين من جهة الداللة اللفظية أرجح ‪ ،‬إال أن‬
‫حيمل هذا األثر على الندب ‪ ،‬واملسألة حمتملة كما ترى ‪ ..‬وقد قال قوم ‪ :‬إن الغاية إذا كانت من‬
‫جنس ذي الغاية دخلت فيه ‪ ،‬وإن مل تكن من جنسه مل تدخل فيه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفق العلماء على أن مسح الرأس من فروض الوضوء‪ ،‬واختلفوا في القدر المجزئ منه‬
‫ق‪ : 1‬الواجب مسحه كله ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مسح بعضه هو الفرض ‪ ..‬أبو حنيفة (الربع) والشافعي (مل حيدد) وبعض أصحاب مالك‬
‫(ثلث أو ثلثني) ‪.‬‬
‫أصل هذا االختالف ‪:‬‬
‫‪ -1‬االشرتاك الذي يف الباء يف كالم العرب ‪ ،‬وذلك أهنا مرة تكون زائدة مثل قوله تعاىل ‪(( :‬تنبت‬
‫بالدهن)) على قراءة من قرأ تنبت بضم التاء وكسر الباء من أنبت ‪ ،‬ومرة تدل على التبعيض مثل‬
‫قول القائل ‪ :‬أخذت بثوبه وبعضده ‪.‬‬
‫‪ -2‬هل الواجب األخذ بأوائل األمساء أو بأواخرها ؟‬
‫أي هل يطلق على املسح أنه مسح بالبدء به ‪ ،‬أم ال يقال أنه مسح إال إذا انتهى من املسح ‪.‬‬
‫مسألة ‪/‬‬
‫اتفق العلماء على أن الواجب من طهارة األعضاء املغسولة هو مرة مرة إذا أسبغ ‪ ،‬وإن االثنني‬
‫والثالث مندوب إليهما‪..‬‬

‫)‪(5‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫واختلفوا في تكرير مسح الرأس هل هو فضيلة أم ليس في تكريره فضيلة ؟‬


‫ق‪ : 1‬من توضأ ثالثا ثالثا ميسح رأسه أيضا ثالثا ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬املسح ال فضيلة يف تكريره ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم في ذلك ‪:‬‬
‫اختالفهم يف قبول الزيادة الواردة يف احلديث الواحد إذا أتت من طريق واحد ومل يرها األكثر‪ ،‬وذلك‬
‫أن أكثر األحاديث اليت روي فيها أنه توضأ ثالثا ثالثا من حديث عثمان وغريه مل ينقل فيها إال أنه‬
‫مسح واحدة فقط ‪ .‬ويف بعض الروايات عن عثمان أنه عليه الصالة والسالم مسح برأسه ثالثا ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف العلماء في المسح على العمامة ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ‪ ..‬أمحد‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم في ذلك ‪:‬‬
‫اختالفهم يف وجوب العمل حبديث املغرية وغريه "أنه عليه الصالة والسالم مسح بناصيته وعلى‬
‫العمامة" وهو حديث خرجه مسلم ‪ ..‬ورده من رده ألسباب ثالثة ‪:‬‬
‫‪ -1‬إما ألنه مل يصح عنده ‪ ..‬قال فيه ابن عبد الرب ‪ :‬حديث معلول ‪ ،‬ويف بعض طرقه أنه مسح‬
‫على العمامة ومل يذكر الناصية ‪.‬‬
‫‪ -2‬وإما ألن ظاهر الكتاب عارضه عنده ‪ ،‬أعين األمر فيه مبسح الرأس ‪.‬‬
‫‪ -3‬وإما ألنه مل يشتهر العمل به عند من يشرتط اشتهار العمل فيما نقل من طريق اآلحاد ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفق العلماء على أن الرجلين من أعضاء الوضوء ‪ ،‬واختلفوا في نوع طهارتهما ؟‬
‫ق‪ : 1‬طهارهتما الغسل ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬فرضهما املسح ‪ ..‬مروي عن بعض الصحابة والتابعني ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬طهارهتما جتوز بالنوعني ‪ :‬الغسل واملسح ‪ ..‬الطربي وداود ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫القراءتان املشهورتان يف آية الوضوء ‪ :‬أعين قراءة من قرأ‪ ،‬وأرجلكم بالنصب عطفا على املغسول‪،‬‬
‫وقراءة من قرأ وأرجلكم باخلفض عطفا على املمسوح ‪.‬‬

‫)‪(6‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في وجود ترتيب أفعال الوضوء على نسق اآلية ؟‬


‫ق‪ : 1‬هو سنة ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هو فريضة ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم شيئان ‪:‬‬
‫أحدمها االشرتاك الذي يف واو العطف ‪ ،‬وذلك أنه قد يعطف هبا األشياء املرتبة ‪ ،‬وقد يعطف هبا غري‬
‫املرتبة ‪.‬‬
‫الثاين اختالفهم يف أفعاله عليه الصالة والسالم ‪ ،‬هل هي حممولة على الوجوب أو على الندب ؟‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في المواالة في أفعال الوضوء ؟‬
‫ق‪ : 1‬املواالة فرض مع الذكر ومع القدرة ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬املواالة ليست من واجبات الوضوء ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫والسبب في ذلك ‪:‬‬
‫االشرتاك الذي يف الواو أيضا ‪ ،‬وذلك أنه قد يعطف هبا األشياء املتتابعة املتالحقة بعضها على‬
‫بعض‪ ،‬وقد يعطف هبا األشياء املرتاخية بعضها عن بعض ‪.‬‬
‫املسح على اخلفني‬
‫المسألة األولى ‪:‬‬
‫حكم المسح على الخفين ؟‬
‫ق‪ : 1‬جائز على اإلطالق ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ما رواه مسلم أنه كان يعجبهم حديث جرير‪ ،‬وذلك أنه روى "أنه رأى النيب ‪ ‬ميسح على‬
‫اخلفني‪ ،‬فقيل له إمنا كان ذلك قبل نزول املائدة‪ ،‬فقال‪ :‬ما أسلمت إال بعد نزول املائدة"‬
‫ق‪ : 2‬جائز يف السفر دون احلضر ‪ ..‬رواية عن مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألن أكثر اآلثار الصحاح الواردة يف مسحه ‪ ‬إمنا كانت يف السفر‪ ،‬مع أن السفر مشعر‬
‫بالرخصة والتخفيف ‪ ،‬واملسح على اخلفني هو من باب التخفيف‪ ،‬فإن نزعه مما يشق على املسافر‪.‬‬
‫مطلقا ‪ ..‬مذهب ابن عباس ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬مينع ً‬
‫الدليل ‪ :‬آية الوضوء ناسخة لتلك اآلثار ‪.‬‬

‫)‪(7‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬كيفية المسح على الخفين ؟‬


‫ق‪ : 1‬الواجب مسح أعلى اخلف ‪ ،‬ويستحب مسح األسفل ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيب مسح األعلى واألسفل ‪ ..‬مذهب نافع من أصحاب مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيب مسح األعلى فقط ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬جيب مسح األعلى أو األسفل ‪ ..‬أشهب (شذ يف ذلك) ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم تعارض األثرين ‪:‬‬
‫أبو داود والرتمذي وابن ماجة ويف إسناده‬
‫‪ -1‬حديث املغرية بن شعبة ‪ ‬وفيه ‪( :‬أنه ‪ ‬مسح على اخلف وباطنه)‬
‫ضعف‬

‫‪ -2‬حديث علي ‪( : ‬لو كان الدين بالرأي لكان أسفل اخلف أوىل باملسح من أعاله ‪ ،‬وقد رأيت‬
‫رسول اهلل ‪ ‬ميسح على ظاهر خفَّيه) رواه أبو داود بإسناد صحيح ‪.‬‬
‫واألسعد يف ذلك مالك ‪ ،‬ومن أجاز االقتصار على مسح الباطن فال أعلم له حجة ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفقوا على جواز المسح على الخفين واختلفوا في المسح على الجوربين ؟‬
‫ق‪ : 1‬املنع ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬اجلواز ‪ ..‬أمحد وصاحبا أيب حنيفة ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف صحة اآلثار الواردة عنه ‪ ‬يف أنه مسح على اجلوربني والنعلني ‪.‬‬
‫واختالفهم يف ‪ :‬هل يقاس اجلورب على اخلف ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفقوا على جواز المسح على الخف الصحيح ‪ ،‬واختلفوا في المخرق ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز املسح عليه ما دام يسمى خفا وإن تفاحش خرقه ‪ ..‬الثوري ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ميسح عليه إذا كان اخلرق يسريا ‪ ..‬أبو حنيفة(‪ )1‬ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬مينع ولو كان اخلرق يسريا ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف انتقال الفرض من الغسل إىل املسح هل هو ملوضع السرت أعين سرت خف القدمني ‪ ،‬أم‬
‫هو ملوضع املشقة يف نزع اخلفني ؟‬

‫)‪ (1‬حدد بما يكون الظاهر منه أقل من ثالثة أصابع ‪.‬‬
‫)‪(8‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫قال الثوري ‪ :‬كانت خفاف املهاجرين واألنصار ال تسلم من اخلروق كخفاف الناس ‪ ،‬فلو كان يف‬
‫ذلك حظر لورد ونقل عنهم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬هذه املسألة هي مسكوت عنها ‪ ،‬فلو كان فيها حكم مع عموم االبتالء به لبينه ‪ ، ‬وقد‬
‫قال تعاىل ‪(( :‬لتبني للناس ما نزل إليهم)) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل للمسح مدة وتوقيت ؟‬
‫ق‪ : 1‬غري مؤقت (ميسح عليهما ما مل ينزعهما أو تصبه جنابة) ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مؤقت ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالف اآلثار يف ذلك ‪ ،‬وذلك أنه ورد يف ذلك ثالثة أحاديث ‪:‬‬
‫أحدها حديث علي عن النيب عليه الصالة والسالم أنه قال "جعل رسول اهلل ‪ ‬ثالثة أيام ولياليهن‬
‫للمسافر ويوما وليلة للمقيم" خرجه مسلم ‪.‬‬
‫والثاين ‪ :‬حديث أيب بن عمارة "أنه قال ‪ :‬يا رسول اهلل أأمسح على اخلف ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬يوما‬
‫؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬ويومني ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬وثالثة ؟ قال نعم حىت بلغ سبعا ‪ ،‬مث قال ‪ :‬امسح ما‬
‫بدا لك" خرجه أبو داود والطحاوي(‪. )1‬‬
‫والثالث ‪ :‬حديث صفوان بن عسال قال‪ :‬كنا يف سفر فأمرنا أن ال ننزع خفافنا ثالثة أيام ولياليهن إال‬
‫من جنابة‪ ،‬ولكن من بول أو نوم أو غائط ‪ .‬رواه الرتمذي والنسائي وهو صحيح ‪ ،‬ويف لفظ النسائي ‪( :‬بلياليهن)‬
‫وحديث أيب مل يثبت بعد ‪ ،‬فعلى هذا جيب العمل حبديثي علي وصفوان ‪ ،‬وهو األظهر ‪ ..‬إال أن‬
‫دليل اخلطاب فيهما يعارضه القياس ‪ ،‬وهو كون التوقيت غري مؤثر يف نقض الطهارة ‪ ،‬ألن النواقض‬
‫هي األحداث ‪.‬‬
‫مسألة ‪/‬‬
‫شرط املسح على اخلفني ‪ :‬أن تكون الرجالن طاهرتني بطهر الوضوء ‪ ،‬وذلك شيء جممع عليه إال‬
‫خالفا شاذا‪ .‬حل ديث املغرية وغريه إذا أراد أن ينزع اخلف عنه‪ ،‬فقال عليه الصالة والسالم "دعهما‬
‫فإين أدخلتهما ومها طاهرتان" متفق عليه ‪.‬‬

‫)‪ (1‬قال فيه أبو عمر بن عبد البر إنه حديث ال يثبت وليس له إسناد قائم ‪.‬‬
‫)‪(9‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫من لبس أحد خفيه بعد أن غسل إحدى رجليه وقبل أن يغسل األخرى ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال ميسح على اخلفني ألنه البس للخف قبل متام الطهارة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز له املسح ‪ ..‬أبو حنيفة والثوري واملزي والطربي وداود ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬أجمعوا على أنها نواقض المسح هي نواقض الوضوء بعينها ‪ ،‬واختلفوا هل نزع الخف‬
‫ناقض للمسح أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬إن نزعه وغسل قدميه فطهارته باقية ‪ ،‬وإن مل يغسلهما فال ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬طهارته باقية حىت حيدث حدثا ينقض الوضوء وليس عليه َغسل ‪ ..‬داود وابن أيب ليلى ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إذا نزع خفيه فقد بطلت طهارته ‪ ..‬قول احلسن بن حي ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪ :‬هل املسح على اخلفني هو أصل بذاته يف الطهارة أو بدل من غسل القدمني ‪.‬‬

‫باب املياه‬
‫واألصل يف وجوب الطهارة باملياه قوله تعاىل ‪(( :‬وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به)) ‪ ،‬وقوله‬
‫‪(( :‬فلم جتدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا)) ‪..‬‬
‫وأجمع العلماء في باب الطهارة بالماء على أربع مسائل ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن مجيع أنواع املياه طاهرة يف نفسها مطهرة لغريها ‪ ،‬إال ماء البحر ‪ ،‬فإن فيه خالفا يف الصدر‬
‫األول شاذا ‪.‬‬
‫‪ -2‬كل ما يغري املاء مما ال ينفك عنه غالبا ال يسلبه صفة الطهارة والتطهري ‪.‬‬
‫‪ -3‬املاء الذي غريت النجاسة إما طعمه أو لونه أو رحيه أو أكثر من هذه األوصاف ال جيوز به‬
‫الوضوء وال الطهور ‪.‬‬
‫‪ -4‬املاء الكثري املستبحر ال تضره النجاسة اليت مل تغري أحد أوصافه وأنه طاهر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في الماء إذا خالطته نجاسة ولم تغير أحد أوصافه ؟‬
‫ق‪ : 1‬طاهر سواء كان كثريا أو قليال ‪ ..‬رواية عن مالك ‪ ،‬وبه قال أهل الظاهر ‪.‬‬

‫)‪(11‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬إن كان قليال كان جنسا ‪ ،‬وإن كان كثريا مل يكن جنسا ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي وأمحد ورواية‬
‫عن مالك(‪. )1‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تعارض ظواهر األحاديث الواردة يف ذلك ‪:‬‬
‫"إذا استيقظ أحدكم من نومه" وحديث ‪" :‬ال يبولن أحدكم يف املاء الدائم مث يغتسل فيه ‪ ،‬وكذلك ما‬
‫ورد من النهي عن اغتسال اجلنب يف املاء الدائم ‪ ،‬وحديث أنس الثابت "أن أعرابيا قام إىل ناحية من‬
‫املسجد فبال فيها ‪ ،‬وحديث أيب سعيد اخلدري يف قوله ‪ ‬يف بئر بضاعة ‪( :‬إن املاء ال ينسجه‬
‫شيء) ‪..‬‬
‫وأوىل املذاهب عندي وأحسنها طريقة يف اجلمع ‪ ،‬هو أن حيمل حديث أيب هريرة وما يف معناه على‬
‫الكراهية ‪ ،‬وحديث أيب سعيد وأنس على اجلواز ‪ ،‬وحد الكراهية عندي هو ما تعافه النفس وترى أنه‬
‫ماء خبيث ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الماء الذي خالطه زعفران أو غيره من األشياء الطاهرة التي تنفك منه غالبا متى غيرت‬
‫طهر ؟‬
‫أحد أوصافه ‪ ،‬فإنه طاهر عند جميع العلماء ‪ .‬فهل هو م ِّ‬
‫طهر ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 1‬غري م ِّ‬
‫طهر ما مل يكن التغري عن طبخ ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬م ِّ‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل يطلق اسم املاء (املطلق) للماء الذي خالطه أمثال هذه األشياء ؟‬
‫طهر ‪.‬‬
‫واحلق أن االختالط خيتلف بالكثرة والقلة ‪ ،‬فمىت يسلب عنه اسم املاء املطلق فال ي ِّ‬
‫مسألة ‪ /‬حكم الماء المستعمل في الطهارة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جتوز الطهارة به على كل حال ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تكره الطهارة به ‪ ،‬ومل جييزوا التيمم مع وجوده ‪ ..‬مالك وأصحابه ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬مل يروا بينه وبني املاء املطلق فرقا ‪ ..‬أبو ثور وداود وأصحابه ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬شذ أبو يوسف فقال إنه جنس ‪.‬‬

‫)‪ (1‬اختلفوا في الحد بين القليل والكثير ‪ :‬ف ذهب أبو حنيفة إلى أن الحد في هذا هو أن يكون الماء من الكثرة بحيث إذا حركه آدمي‬
‫من أحد طرفيه لم تسر الحركة إلى الطرف الثاني منه ‪ .‬وذهب الشافعي وأحمد إلى أن الحد في ذلك هو قلتان من هجر ‪ ،‬وذلك‬
‫نحو قالل من خمسمائة رطل ‪ ..‬وعن مالك لم يجد في ذلك حدا ‪.‬‬
‫)‪(11‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وسبب الخالف ‪:‬‬


‫ما يظن من أنه ال يتناوله اسم املاء املطلق ‪ ،‬حىت إن بعضهم غال فظن أن اسم الغسالة أحق به من‬
‫اسم املاء ‪.‬‬
‫وباجلملة فهو ماء مطلق ألنه يف األغلب ليس ينتهي إىل أن يتغري أحد أوصافه بدنس األعضاء اليت‬
‫تغسل به ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفق العلماء على طهارة أسآر المسلمين وبهيمة األنعام ‪ ،‬واختلفوا فيما عدا ذلك ؟‬
‫ق‪ : 1‬السؤر طاهر لكل حيوان ‪ ..‬رواية عن مالك ‪.‬‬
‫ق‪: 2‬يستثىن من ذلك اخلنزير فقط ‪ ..‬رواية عن مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يستثىن من ذلك اخلنزير والكلب ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬يستثىن من ذلك السباع عامة ‪ ..‬أمحد وابن القاسم (من أصحاب مالك) ‪.‬‬
‫ق‪ : 5‬األسآر تابعة للحوم ‪ ،‬فإن كانت اللحوم حمرمة فاألسآر جنسة ‪ ،‬وإن كانت مكروهة فاألسآر‬
‫مكروهة ‪ ،‬وإن كانت مباحة فاألسآر طاهرة ‪.‬‬
‫وأما سؤر املشرك فقيل إنه جنس ‪ ،‬وقيل إنه مكروه إذا كان يشرب اخلمر ‪ ،‬وهو مذهب ابن القاسم‬
‫وسبب اختالفهم في ذلك هو ثالثة أشياء ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬معارضة القياس لظاهر الكتاب ‪.‬‬
‫والثاين ‪ :‬معارضته لظاهر اآلثار ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬معارضة اآلثار بعضها بعضا يف ذلك ‪.‬‬
‫أما القياس فهو أنه ملا كان املوت من غري ذكاة هو سبب جناسة عني احليوان بالشرع وجب أن تكون‬
‫احلياة هي سبب طهارة عني احليوان ‪ ، ..‬وأما ظاهر الكتاب فإنه عارض هذا القياس يف اخلنزير‬
‫واملشرك ‪ ،‬وأما اآلثار فإهنا عارضت هذا القياس يف الكلب واهلر والسباع ‪.‬‬
‫نواقض الوضوء‬
‫واألصل يف هذا الباب قوله تعاىل ‪(( :‬أو جاء أحد منكم من الغائط أو المستم النساء)) ‪ ،‬وقوله‬
‫عليه الصالة والسالم ‪( :‬ال يقبل اهلل صالة من أحدث حىت يتوضأ) ‪.‬‬
‫واتفقوا يف هذا الباب على انتقاض الوضوء من ‪ :‬البول ‪ ،‬والغائط ‪ ،‬والريح ‪ ،‬واملذي ‪ ،‬والودي لصحة‬
‫اآلثار يف ذلك إذا كان خروجها على وجه الصحة ‪.‬‬
‫)‪(12‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬اختلف علماء األمصار في انتقاض الوضوء مما يخرج من الجسد من النجس ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬االعتبار باخلارج وحده من أي موضع خرج وعلى أي جهة خرج(‪ ..)1‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬االعتبار باملخرج (املخرجني ‪ :‬الذكر والدبر)(‪ ..)2‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬االعتبار باخلارج واملخرج وصفة اخلروج(‪ ..)3‬مالك ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫أنه ملا أمجع املسلمون على انتقاض الوضوء مما خيرج من السبيلني من غائط وبول وريح ومذي لظاهر‬
‫الكتاب ولتظاهر اآلثار بذلك ‪ ،‬تطرق إىل ذلك ثالث احتماالت ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أن يكون احلكم إمنا علق بأعيان هذه األشياء فقط املتفق عليها ‪.‬‬
‫االحتمال الثاين ‪ :‬أن يكون احلكم إمنا علق هبذه من جهة أهنا أجناس خارجة من البدن ‪.‬‬
‫واالحتمال الثالث ‪ :‬أن يكون احلكم أيضا إمنا علق هبا من جهة أهنا خارجة من هذين السبيلني ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف العلماء في النوم (هل هو ناقض؟) على ثالثة مذاهب ‪:‬‬
‫ق‪ :1‬أنه حدث ‪ ،‬فأوجبوا من قليله وكثريه الوضوء ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أنه ليس حبدث ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬فرقوا بني النوم القليل اخلفيف والكثري املستثقل ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫فقال مالك ‪ :‬من نام مضطجعا أو ساجدا فعليه الوضوء ‪ ،‬طويال كان النوم أو قصريا ‪ ،‬ومن نام‬
‫جالسا فال وضوء عليه‪ .‬وأما الشافعي فقال ‪ :‬على كل نائم كيفما نام الوضوء إال من نام جالسا ‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة وأصحابه ‪ :‬ال وضوء إال على من نام مضطجعا ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف العلماء في إيجاب الوضوء من لمس النساء باليد أو بغير ذلك من األعضاء‬
‫الحساسة ؟‬
‫ق‪ : 1‬من ملس امرأة بيده مفضيا إليها ليس بينه وبينها حجاب وال سرت فعليه الوضوء ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬

‫)‪ (1‬قالوا ‪ :‬كل نجاسة تسيل من الجسد وتخرج منه يجب منها الوضوء كالدم والرعاف الكثير والفصد والحجامة والقيء إال البلغم عند‬
‫أبي حنيفة ‪.‬‬
‫)‪ (2‬قالوا ‪ :‬كل ما خرج من هذين السبيلين فهو ناقض للوضوء ‪ ،‬من أي شيء خرج من دم أو حصا أو بلغم وعلى أي وجه خرج‬
‫كان خروجه على سبيل الصحة أو على سبيل المرض ‪.‬‬
‫)‪ (3‬قالوا ‪ :‬كل ما خرج من السبيلين (مما هو معتاد خروجه) إذا كان خروجه على وجه الصحة فهو ينقض الوضوء ‪ ،‬فلم يروا في‬
‫الدم والحصاة والدود وضوءا وال في السلس ‪.‬‬
‫)‪(13‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬جيب الوضوء من اللمس إذا قارنته اللذة أو قصد اللذة ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال جيب الوضوء من ملس النساء ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اشرتاك اسم اللمس يف كالم العرب ‪ ،‬فإن العرب تطلقه مرة على اللمس الذي هو باليد ‪ ،‬ومرة تكين‬
‫به عن اجلماع ‪.‬‬
‫والذي أعتقده أن اللمس يدل على اجلماع ؛ ألن اهلل سبحانه قد كىن باملباشرة واملس عن اجلماع ومها‬
‫يف معىن اللمس ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬مس الذكر ناقض أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬الوضوء فيه كيفما مسه ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس فيه وضوءا أصال ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬فرق فيه بني أن يلتذ أو ال يلتذ ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫أن فيه حديثني متعارضني ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬حديث بسرة أهنا مسعت رسول اهلل ‪ ‬يقول ‪" :‬إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ" خرجه‬
‫مالك يف املوطأ وأصحاب السنن ‪ ،‬وصححه حيىي بن معني وأمحد بن حنبل ‪ ،‬وضعفه أهل الكوفة ‪.‬‬
‫واحلديث الثاين املعارض له ‪ :‬حديث طلق بن علي قال "قدمنا على رسول اهلل ‪ ‬وعنده رجل كأنه‬
‫بدوي ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول اهلل ما ترى يف مس الرجل ذكره بعد أن يتوضأ ؟ فقال ‪ :‬وهل هو إال بضعة‬
‫منك؟" خرجه أيضا أبو داود والرتمذي ‪ ،‬وصححه كثري من أهل العلم الكوفيون وغريهم ‪..‬‬
‫ذهب العلماء يف تأويل هذه األحاديث أحد مذهبني ‪ :‬إما مذهب الرتجيح أو النسخ ‪ ،‬وإما مذهب‬
‫اجلمع ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف الصدر األول في إيجاب الوضوء من أكل ما مسته النار ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيب ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ملا ورد من حديث جابر أنه قال‪" :‬كان آخر األمرين من رسول اهلل ‪ ‬ترك الوضوء مما‬
‫مست النار" خرجه أبو داود ‪ .‬وصح عندهم أنه عمل اخللفاء األربعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيب فقط من أكل حلم اجلزور ‪ ..‬أمحد وإسحاق ‪.‬‬

‫)‪(14‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬لثبوت احلديث الوارد بذلك عنه عليه الصالة والسالم ‪.‬رواه مسلم ‪.‬‬
‫األفعال التي تشرتط هذه الطهارة يف فعلها ‪.‬‬
‫المسألة األولى ‪:‬‬
‫هل الطهارة شرط في مس المصحف أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬شرط ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليست بشرط ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫تردد مفهوم قوله تعاىل ‪(( :‬ال ميسه إال املطهرون)) بني أن يكون املطهرون هم بنو آدم وبني أن‬
‫يكونوا هم املالئكة ‪.‬‬
‫ورخص مالك للصبيان يف مس املصحف على غري طهر ألهنم غري مكلفني ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اشتراط الوضوء للطواف ؟‬
‫ق‪ : 1‬يشرتط ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يشرتط ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تردد الطواف بني أن يلحق حكمه حبكم الصالة أو ال يلحق ‪ ..‬عند الرتمذي ‪( :‬الطواف بالبيت‬
‫صالة إال أنكم تتكلمون فيه) صححه األلباين ‪ ..‬وقال بعضهم أنه من قول ابن عباس ‪.‬‬
‫كتاب الغسل‬
‫األصل يف هذه الطهارة قوله تعاىل ‪{ :‬وإن كنتم جنبا فاطهروا} ‪..‬‬
‫اتفق العلماء على وجوب هذه الطهارة من حدثني ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬خروج املين على وجه الصحة يف النوم أو اليقظة من ذكر كان أو أنثى‪ ،‬إال ما روي عن‬
‫النخعي من أنه كان ال يرى على املرأة غسال من االحتالم‪ ،‬وإمنا اتفق اجلمهور على مساواة املرأة يف‬
‫االحتالم للرجل حلديث أم سلمة الثابت أهنا قالت "يا رسول اهلل املرأة ترى يف املنام مثل ما يرى‬
‫الرجل هل عليها غسل؟ قال‪ :‬نعم إذا رأت املاء"‪.‬‬

‫)‪(15‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫احلدث الثاين الذي اتفقوا عليه فهو ‪ :‬دم احليض‪ ،‬أعين إذا انقطع‪ ،‬وذلك أيضا لقوله تعاىل‬
‫{ويسألونك عن احمليض} اآلية‪ ،‬ولتعليمه الغسل من احليض لعائشة وغريها من النساء‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬سبب إيجاب الطهر من الوطء ؟‬
‫ق‪ : 1‬التقاء اخلتانني أنزل أم مل ينزل ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مع اإلنزال فقط ‪ ..‬الظاهرية ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم في ذلك تعارض األحاديث ‪:‬‬
‫أحدمها حديث أيب هريرة ‪ ‬عن النيب ‪ ‬أنه قال "إذا قعد بني شعبها األربع وألزق اخلتان باخلتان‬
‫فقد أوجب الغسل" متفق عليه ‪.‬‬
‫واحلديث الثاين حديث عثمان أنه سئل فقيل له "أرأيت الرجل إذا جامع أهله ومل مين؟ قال عثمان‪:‬‬
‫يتوضأ كما يتوضأ للصالة مسعته من رسول اهلل ‪ "‬متفق عليه ‪.‬‬
‫فاجلمهور رأوا أن حديث أيب هريرة ناسخ حلديث عثمان‪ ،‬ومن احلجة هلم على ذلك ما روي عن أيب‬
‫خرجه أبو‬
‫بن كعب أنه قال ‪ :‬إن رسول اهلل ‪ ‬إمنا جعل ذلك رخصة يف أول اإلسالم مث أمر بالغسل ‪.‬‬
‫داود‪.‬‬

‫وأما الظاهرية فرأوا أنه ال ميكن اجلمع بينهما وال الرتجيح فوجب الرجوع إىل ما عليه االتفاق‪ ،‬وهو‬
‫وجوب املاء من املاء‪.‬‬
‫وقد رجح اجلمهور حديث أيب هريرة من جهة القياس‪ ،‬قالوا ‪ :‬وذلك أنه ملا وقع اإلمجاع على أن‬
‫جماورة اخلتانني توجب احلد وجب أن يكون هو املوجب للغسل ‪ ،‬وحكموا أن هذا القياس مأخوذ عن‬
‫اخللفاء األربعة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف العلماء في دخول المسجد للجنب وللحائض على ثالثة أقوال ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬مينع ذلك بإطالق ‪ ..‬مالك وأصحابه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مينع ذلك إال لعابر فيه ال مقيم ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يباح ذلك للجميع ‪ ..‬داود وأصحابه فيما أحسب ‪.‬‬
‫وسبب اختالف الشافعي وأهل الظاهر هو تردد قوله تبارك وتعاىل ‪{ :‬يا أيها الذين آمنوا ال تقربوا‬
‫الصالة وأنتم سكارى} اآلية‪ ،‬بني أن يكون يف اآلية جماز حىت يكون هنالك حمذوف مقدر وهو‬
‫موضع الصالة‪ :‬أي ال تقربوا موضع الصالة ‪ ..‬وأما من منع العبور يف املسجد فال أعلم له دليال إال‬

‫)‪(16‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫رواه أبو داود وصححه‬


‫ظاهر ما روي عنه عليه الصالة والسالم أنه قال "ال أحل املسجد جلنب وال حائض"‬
‫ابن خزمية ‪.‬‬
‫مس الجنب والحائض للمصحف ؟‬
‫مسألة ‪ّ /‬‬
‫منعه اجلمهور ومنهم األئمة األربعة لقوله تعاىل ‪(( :‬ال ميسه إال املطهرون)) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬قراءة القرآن للجنب ؟‬
‫منعه اجلمهور(‪ )1‬ومنهم األئمة األربعة حلديث علي ‪ ‬أنه قال "كان عليه الصالة والسالم ال مينعه‬
‫من قراءة القرآن شيء إال اجلنابة" رواه أصحاب السنن وقال الرتمذي حسن صحيح ‪.‬‬
‫الدماء اخلارجة من الرحم‬
‫اتفق املسلمون على أن الدماء اليت خترج من الرحم ثالثة ‪:‬‬
‫‪ -1‬دم حيض ‪ ..‬وهو اخلارج على جهة الصحة ‪.‬‬
‫‪ -2‬دم استحاضة ‪ ..‬وهو اخلارج على جهة املرض‪ ،‬وأنه غري دم احليض لقوله ‪" : ‬إمنا ذلك‬
‫عرق وليس باحليضة"‪.‬‬
‫‪ -3‬دم نفاس ‪ ..‬وهو اخلارج مع الولد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف العلماء في أكثر أيام الحيض والطهر وأقلها ؟‬
‫أقل أيام الحيض ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال حد هلا ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أقله يوم وليلة ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬أقله ثالثة أيام ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫أكثر أيام الحيض ؟‬
‫ق‪ : 1‬مخسة عشر يوما ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أكثره عشرة أيام ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫أقل الطهر ؟‬
‫ق‪ : 1‬مخسة عشر يوما ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬

‫)‪ (1‬قليله وكثريه عند الشافعي وأمحد ‪ ،‬وأجاز أبو حنيفة قراءة بعض آية ‪ ،‬وأجاز مالك قراءة آية أو آيتني ‪.‬‬
‫)‪(17‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫يوما ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬


‫ق‪ : 2‬ثالثة عشر ً‬
‫واضطربت الروايات عن مالك فروي عنه ‪ 11‬أيام ‪ ،‬وروي عنه ‪ ، 8‬وروي ‪15‬وإىل هذه الرواية مال‬
‫البغدايون من أصحابه ‪.‬‬
‫وقيل سبعة عشر يوما ‪ ،‬وهو أقصى ما انعقد عليه اإلمجاع فيما أحسب ‪.‬‬
‫أكثر الطهر ؟‬
‫فليس له عندهم حد ‪.‬‬
‫وهذه األقاويل املختلف فيها عند الفقهاء يف أقل احليض وأكثره وأقل الطهر ال مستند هلا إال التجربة‬
‫والعادة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في أقل النفاس وأكثره ؟‬
‫أقلُّه ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬ال حد ألقله ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مخسة وعشرون يوما ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬أحد عشر يوما ‪ ..‬أبو يوسف ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬عشرون يوما ‪ ..‬احلسن البصري ‪.‬‬
‫أكثره ؟‬
‫ق‪ : 1‬ستون يوما ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أربعون يوما ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫سبب الخالف ‪:‬‬
‫عسر الوقوف على ذلك بالتجربة الختالف أحوال النساء يف ذلك ‪ ،‬وألنه ليس هناك سنة يعمل‬
‫عليها كاحلال يف اختالفهم يف أيام احليض والطهر ‪.‬‬
‫أحكام الحيض واالستحاضة‬
‫اتفق املسلمون على أن احليض مينع أربعة أشياء ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬فعل الصالة ووجوهبا ‪ ،‬أعين أنه ليس جيب على احلائض قضاؤها خبالف الصوم ‪.‬‬
‫الثاين ‪ :‬مينع فعل الصوم ال قضاءه ‪ ،‬وذلك حلديث عائشة الثابت أهنا قالت‪" :‬كنا نؤمر بقضاء‬
‫الصوم وال نؤمر بقضاء الصالة" وإمنا قال بوجوب القضاء عليها طائفة من اخلوارج ‪.‬‬
‫)‪(18‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الثالث ‪ :‬الطواف حلديث عائشة الثابت حني أمرها رسول اهلل ‪ ‬أن تفعل كل ما يفعل احلاج غري‬
‫الطواف بالبيت ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬اجلماع يف الفرج لقوله تعاىل ‪{ :‬فاعتزلوا النساء يف احمليض} اآلية‪.‬‬

‫كتاب التيمم‬
‫أمجع العلماء أن التيمم جيوز الثنني ‪ :‬للمريض واملسافر إذا عدما املاء ‪.‬‬
‫واختلفوا يف أربع ‪ :‬املريض جيد املاء وخياف من استعماله ‪ ،‬ويف احلاضر يعدم املاء ‪ ،‬ويف الصحيح‬
‫املسافر جيد املاء فيمنعه من الوصول إليه خوف ‪ ،‬ويف الذي خياف من استعماله من شدة الربد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم يف هذه املسائل األربع اليت هي قواعد هذا الباب ‪:‬‬
‫هل يف اآلية حمذوف مقدر يف قوله تعاىل ‪(( :‬وإن كنتم مرضى أو على سفر)) ‪ ..‬فمن رأى أن يف‬
‫اآلية حذفا وأن تقدير الكالم وإن كنتم مرضى ال تقدرون على استعمال املاء‪ ،‬وأن الضمري يف قوله‬
‫تعاىل ‪(( :‬فلم جتدوا ماء)) إمنا يعود على املسافر فقط أجاز التيمم للمريض الذي خياف من استعمال‬
‫املاء‪ .‬ومن رأى أن الضمري يف "فلم جتدوا ماء" يعود على املريض واملسافر معا وأنه ليس يف اآلية‬
‫حذف مل جيز للمريض إذا وجد املاء التيمم ‪......‬‬
‫شروط جواز هذه الطهارة ‪:‬‬
‫‪ -1‬هل النية من شرط هذه الطهارة أم ال ؟‬
‫اجلمهور على أن النية فيها شرط لكوهنا عبادة غري معقولة املعىن ‪ ،‬وشذ زفر فقال ‪ :‬إن النية ليست‬
‫بشرط فيها ‪.‬‬
‫‪ -2‬هل الطلب شرط في جواز التيمم عند عدم الماء أم ال ؟‬
‫يشرتط اجلمهور ‪ ،‬ومل يشرتط أبو حنيفة ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪ :‬هل يسمى من مل جيد املاء دون طلب غري واجد للماء أم ال يسمى إال إذا طلب‬
‫املاء فلم جيده ؟‬
‫‪ -3‬هل دخول الوقت شرط في جواز التيمم أم ال ؟‬
‫اشرتطه اجلمهور ‪ ،‬ومل يشرتطه أبو حنيفة وأهل الظاهر ‪.‬‬

‫)‪(19‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وسبب اختالفهم هو‪ :‬هل ظاهر مفهوم ((يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إىل الصالة)) يقتضي أن ال‬
‫جيوز التيمم والوضوء إال عند دخول الوقت ؟ أم ليس يقتضي هذا ظاهر مفهوم اآلية ؟ إال أن الشرع‬
‫خصص الوضوء من ذلك ‪ ،‬فبقي التيمم على أصله ‪.‬‬
‫فتأمل هذه املسألة فإهنا ضعيفة ‪ ،‬فإن التوقيت يف العبادة ال يكون إال بدليل مسعي ‪ ،‬وإمنا يسوغ‬
‫ا لقول هبذا إذا كان على رجاء من وجود املاء قبل دخول الوقت فيكون هذا ليس من باب أن هذه‬
‫العبادة مؤقتة ‪ ،‬لكن من باب أنه ليس ينطلق اسم الغري واجد للماء إال عند دخول وقت الصالة ‪.‬‬
‫نواقض هذه الطهارة ‪:‬‬
‫اتفقوا على أنه ينقضها ما ينقض األصل الذي هو الوضوء ‪ ،‬واختلفوا من ذلك يف مسألتني ‪:‬‬
‫‪ -1‬هل ينقضها إرادة صالة أخرى مفروضة غير المفروضة التي تيمم لها ؟‬
‫ق‪ : 1‬نعم ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫سبب الخالف (سببين) ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬هل يف قوله تعاىل ‪(( :‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إىل الصالة)) حمذوف مقدر ‪ :‬أعين إذا‬
‫قمتم من النوم ‪ ،‬أو قمتم حمدثني ‪ ،‬أم ليس هنالك حمذوف أصال ؟‬
‫السبب الثاين ‪ :‬فهو تكرار الطلب عند دخول وقت كل صالة ‪..‬‬
‫وهذا هو ألزم ألصول مالك أعين أن حيتج له هبذا ‪.‬‬
‫‪ -2‬هل ينقضها وجود الماء أم ال ؟‬
‫اجلمهور ذهبوا إىل أن وجود املاء ينقضها ‪ ..‬وذهب قوم إىل أن الناقض هلا هو احلدث ‪.‬‬
‫وأصل هذ الخالف ‪:‬‬
‫هل وجود املاء يرفع استصحاب الطهرة اليت كانت بالرتاب ‪ ،‬أو يرفع ابتداء الطهارة به ؟‬
‫وقد احتج اجلمهور ملذهبهم باحلديث الثابت ((جعلت يل األرض مسجدا وطهورا ما مل جيد املاء))‬
‫واحلديث حمتمل أنه إذا وجد املاء انقطعت الطهارة وحيتمل أنه مل يصح بدأ الطهارة ال انقطاعها ‪،‬‬
‫لكن يعضد األول حديث أيب سعيد اخلدري ((فإذا وجدت املاء فأمسه جلدك)) فإن األمر حممول‬
‫عند مجهور املتكلمني على الفور ‪.‬‬
‫واتفق القائلون بأن وجود املاء ينقضها على أنه ينقضها قبل الشروع يف الصالة وبعد الصالة‪،‬‬

‫)‪(21‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫واختلفوا هل ينقضها طروه في الصالة ؟‬


‫ق‪ : 1‬ال ينقض الطهارة يف الصالة ‪ ..‬مالك والشافعي وداود ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ينقض الطهارة يف الصالة ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫والقول الثاين أحفظ لألصل ‪ ،‬ألنه أمر غري مناسب الشرع أن يوجد شيء واحد ال ينقض الطهارة يف‬
‫الصالة وينقضها يف غري الصالة ‪.‬‬
‫اختلفوا هل يستباح بها أكثر من صالة واحدة فقط؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يستباح هبا صالتان مفروضتان أبدا ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز اجلمع بني صلوات مفروضة بتيمم واحد ‪ ..‬أبو حنيفة‬
‫وأصل هذا الخالف هو‪:‬‬
‫هل التيمم جيب لكل صالة أم ال ؟ إما من قبل ظاهر اآلية كما تقدم ‪ ،‬وإما من قبل وجوب تكرار‬
‫الطلب ‪ ،‬وإما من كليهما ‪.‬‬
‫كتاب الطهارة من النجس‬
‫واألصل يف هذا الباب إما من الكتاب ‪ ،‬فقوله تعاىل ((وثيابك فطهر)) ‪ ،‬وإما من السنة ‪ :‬فآثار كثرية‬
‫ثابتة ‪ ،‬منها قوله عليه الصالة والسالم يف صاحيب القرب "إهنما ليعذبان وما يعذبان يف كبري ‪ ،‬أما‬
‫أحدمها فكان ال يستنزه من البول" ‪.‬‬
‫واتفق العلماء على أن إزالة النجاسة مأمور هبا يف الشرع ‪..‬‬
‫واختلفوا ‪ :‬هل إزالة النجاسة على الوجوب أو على الندب المذكور ‪ ،‬وهو الذي يعبر عنه‬
‫بالسنة ؟‬
‫ق‪ : 1‬واجبة ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪..‬‬
‫ق‪ : 2‬سنة مؤكدة ‪ ..‬وقيل ‪ :‬فرض مع الذكر ‪ ،‬ساقطة مع النسيان ‪( ..‬القوالن عن مالك وأصحابه)‬
‫أنواع النجاسات ‪:‬‬
‫اتفق العلماء من أعياهنا على أربعة ‪:‬‬
‫‪ -1‬ميتة احليوان ذي الدم الذي ليس مبائي ‪.‬‬
‫‪ -2‬حلم اخلنزير بأي سبب اتفق أن تذهب حياته ‪.‬‬

‫)‪(21‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -3‬الدم نفسه من احليوان الذي ليس مبائي انفصل من احلي أو امليت إذا كان مسفوحا‪ ،‬أعين كثريا ‪.‬‬
‫‪ -4‬بول ابن آدم ورجيعه (روثه) ‪..‬‬
‫وأكثرهم على جناسة اخلمر وهم األئمة األربعة ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفقوا على أن اللحم من أجزاء امليتة ميتة ‪.‬‬
‫واختلفوا في العظام والشعر ؟‬
‫ق‪ : 1‬العظم والشعر ميتة ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليسا مبيتة ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬العظم ميتة وليس الشعر ميتة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم فيما ينطلق عليه اسم احلياة من أفعال األعضاء ‪ ..‬فمن رأى أن النمو والتغذي هو من‬
‫أفعال احلياة قال ‪ :‬إن الشعر والعظام إذا فقدت النمو والتغذي فهي ميتة ‪ ..‬ومن رأى أنه ال ينطلق‬
‫اسم احلياة إال على احلس قال ‪ :‬إن الشعر والعظام ليست مبيتة ألهنا ال حس هلا ‪ .‬ومن فرق بينهما‬
‫أوجب للعظام احلس ومل يوجب للشعر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬االنتفاع بجلود الميتة ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز االنتفاع جبلودها مطلقا دبغت أو مل تدبغ ‪( ..‬قوم)‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز ينتفع به أصال ‪ ،‬وإن دبغت ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز االنتفاع مبا دبغت ألن الدباغ مطهر هلا ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ورواية ملالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬أن الدباغ ال يطهرها ‪ ،‬ولكن تستعمل يف اليابسات ‪ ..‬رواية ملالك ‪.‬‬
‫والذين ذهبوا إىل أن الدباغ مطهر اتفقوا على أنه مطهر ملا تعمل فيه الذكاة من احليوان ‪ :‬أعين املباح‬
‫األكل ‪.‬‬
‫واختلفوا فيما ال تعمل فيه الذكاة ؟‬
‫ق‪ : 1‬مطهر ملا تعمل فيه الذكاة فقط ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مجيع ميتات احليوان ما عدا اخلنزير ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬حىت جلد اخلنزير ‪ ..‬داود ‪.‬‬
‫)‪(22‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬


‫تعارض اآلثار يف ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث ميمونة إباحة االنتفاع هبا مطلقا ‪ ،‬فيه أنه ‪ ‬مر مبيتة ‪" ،‬هال انتفعتم جبلدها؟"‬
‫‪ -2‬حديث ابن عكيم وفيه "أن رسول اهلل ‪ ‬كتب ‪ :‬أال تنتفعوا من امليتة بإهاب وال عصب" قال‬
‫‪ :‬وذلك قبل موته بعام ‪.‬‬
‫‪ -3‬والثابت يف هذا الباب هو حديث ابن عباس أنه عليه الصالة والسالم قال "إذا دبغ اإلهاب فقد‬
‫طهر" ‪.‬‬
‫فذهب قوم مذهب اجلمع على حديث ابن عباس ‪ ،‬أعين أهنم فرقوا يف االنتفاع هبا بني املدبوغ وغري‬
‫املدبوغ ‪ .‬وذهب قوم مذهب النسخ ‪ ،‬فأخذوا حبديث ابن عكيم لقوله فيه موته بعام ‪ .‬وذهب قوم‬
‫مذهب الرتجيح حلديث ميمونة ‪ ،‬ورأوا أنه يتضمن زيادة على ما يف حديث ابن عباس ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفق العلماء على جناسة بول ابن آدم ورجيعه إال بول الصيب الرضيع ‪.‬‬
‫واختلفوا فيما سواه من الحيوان هل أبوالها وأرواثها نجسة ؟‬
‫ق‪ : 1‬كلها جنسة ‪ ..‬الشافعي وأبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬طهارهتا بإطالق ‪( ..‬قوم)‬
‫ق‪ : 3‬تابعة للحومها ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم شيئان‪:‬‬
‫أحدمها اختالفهم يف مفهوم اإلباحة الواردة يف الصالة يف مرابض الغنم ‪ ،‬ويف مفهوم النهي عن‬
‫الصالة يف أعطان اإلبل ‪ ،‬وإباحته عليه الصالة والسالم للعرنيني شرب أبوال اإلبل وألباهنا ‪.،‬‬
‫والسبب الثاين ‪ :‬اختالفهم يف قياس سائر احليوان يف ذلك على اإلنسان ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في المني ‪ :‬هل هو نجس أم ال؟‬
‫ق‪ : 1‬جنس ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬طاهر ‪ ..‬الشافعي وأمحد وداود ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم فيه شيئان ‪:‬‬

‫)‪(23‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫أحدمها ‪ :‬اضطراب الرواية يف حديث عائشة وذلك أن يف بعضها "كنت أغسل ثوب رسول اهلل ‪‬‬
‫من املين فيخرج إىل الصالة وإن فيه لبقع املاء" ويف بعضها "أفركه من ثوب رسول اهلل ‪ "‬ويف بعضها‬
‫"فيصلي فيه" خرج هذه الزيادة مسلم ‪.‬‬
‫الثاين ‪ :‬تردد املين بني أن يشبه باألحداث اخلارجة من البدن ‪ ،‬وبني أن يشبه خبروج الفضالت‬
‫الطاهرة كاللنب وغريه ‪.‬‬
‫آداب االستنجاء‬
‫وأما آداب االستنجاء ودخول اخلالء فأكثرها حممولة عند الفقهاء على الندب ‪ ،‬وهي معلومة من‬
‫السنة ‪:‬‬
‫‪ -1‬كالبعد يف الذهاب إذا أراد احلاجة ‪ -2 ،‬وترك الكالم عليها ‪ -3 ،‬والنهي عن االستنجاء‬
‫باليمني ‪ -4 ،‬وأن ال ميس ذكره بيمينه ‪ ،‬وغري ذلك مما ورد يف اآلثار ‪..‬‬
‫اختلفوا م ن ذلك في مسألة واحدة مشهورة وهي استقبال القبلة للغائط والبول واستدبارها ‪..‬‬
‫مطلقا ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ً‬
‫ق‪ : 2‬جيوز بإطالق ‪ ..‬داود الظاهري ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز يف البناء وال جيوز يف الصحراء ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫والسبب يف اختالفهم ‪:‬‬
‫حديثان متعارضان ثابتان ‪ :‬أحدمها حديث أيب أيوب األنصاري أنه قال عليه الصالة والسالم "إذا‬
‫أتيتم الغائط فال تستقبلوا القبلة وال تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا" ‪ ..‬واحلديث الثاين حديث عبد‬
‫اهلل بن عمر أنه قال "ارتقيت على ظهر بيت أخيت حفصة ‪ ،‬فرأيت رسول اهلل ‪ ‬قاعدا حلاجته على‬
‫لبنتني مستقبل الشام مستدبر القبلة" ‪.‬‬
‫فذهب الناس يف هذين احلديثني ثالثة مذاهب ‪:‬‬
‫‪ -1‬مذهب اجلمع (حديث أيب أيوب على الصحاري وحيث ال سرتة ‪ ،‬ومحل حديث ابن عمر على‬
‫السرتة)‪.‬‬
‫‪ -2‬مذهب الرتجيح (ترجيح حديث أيب أيوب ‪ ،‬ألنه إذا تعارض حديثان أحدمها فيه شرع موضوع ‪،‬‬
‫واآلخر موافق لألصل (عدم احلكم) ومل يعلم املتقدم منهما من املتأخر وجب أن يصار إىل احلديث‬
‫املثبت للشرع) ‪.‬‬

‫)‪(24‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -3‬مذهب الرجوع إىل الرباءة األصلية (عدم احلكم) ‪.‬‬


‫كتاب الصالة‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫حكم الوتر ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيب ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬واجب ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫األحاديث املتعارضة ‪ ..‬أحاديث توجب اخلمس فقط مثل ‪ :‬حديث اإلسراء املشهور (فقال تعاىل‪:‬‬
‫هي مخس وهي مخسون ال يبدل القول لدي" ‪ ،‬وحديث األعرايب املشهور ‪( :‬قال ‪ :‬هل علي غريها؟‬
‫قال‪ :‬ال‪ ،‬إال أن تطوع) ‪ ..‬وأحاديث مفهومها وجوب الوتر ‪ ،‬مثل حديث عمرو بن شعيب عن أبيه‬
‫عن جده أن رسول اهلل ‪ ‬قال "إن اهلل قد زادكم صالة وهي الوتر فحافظوا عليها"‬
‫حودا) ؟‬
‫مسألة ‪ /‬عقوبة تارك الصالة (عم ًدا ال ج ً‬
‫ق‪ : 1‬يعزر وحيبس ‪ ..‬الظاهرية ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يقتل كفرا ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يقتل حدا ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫والسبب في هذا االختالف ‪:‬‬
‫اختالف اآلثار ‪ ،‬وذلك أنه ثبت عنه عليه الصالة والسالم أنه قال "ال حيل دم امرئ مسلم إال‬
‫بإحدى ثالث ‪ :‬كفر بعد إميان‪ ،‬أو زنا بعد إحصان ‪ ،‬أو قتل نفس بغري نفس" وحديث جابر عن‬
‫النيب ‪ ‬أنه قال "ليس بني العبد وبني الكفر ((أو قال الشرك)) إال ترك الصالة" ‪..‬‬
‫فمن فهم من الكفر ههنا الكفر احلقيقي جعل هذا احلديث كأنه تفسري لقوله عليه الصالة والسالم‬
‫"كفر بعد إميان" ومن فهم ههنا التغليظ والتوبيخ أي أن أفعاله أفعال كافر مل ير قتله كفرا ‪ .‬وأما من‬
‫قال يقتل حدا فضعيف وال مستند له إال قياس شبه ضعيف إن أمكن ‪ ،‬وهو تشبيه الصالة بالقتل يف‬
‫كون الصالة رأس املأمورات ‪ ،‬والقتل رأس املنهيات ‪.‬‬
‫الموسع ؟‬
‫ّ‬ ‫مسألة ‪ /‬آخر وقت الظهر‬
‫ق‪ : 1‬أن يكون ظل كل شيء مثله ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫)‪(25‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬أن يكون ظل كل شيء مثليه ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬


‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫اختالف األحاديث وذلك أنه ورد يف إمامة جربيل أنه صلى بالنيب ‪ ‬الظهر يف اليوم األول حني‬
‫رواه‬
‫زالت الشمس‪ ،‬ويف اليوم الثاين حني كان ظل كل شيء مثله‪ ،‬مث قال‪" :‬الوقت ما بني هذين"‬
‫أصحاب السنن وهو صحيح ‪ .‬وروي عنه قال ‪" : ‬إمنا بقاؤكم فيما سلف قبلكم من األمم كما بني صالة‬
‫العصر إىل غروب الشمس‪ ...‬احلديث رواه البخاري ‪ .‬فذهب اجلمهور إىل حديث إمامة جربيل ‪ ،‬وذهب‬
‫أبو حنيفة إىل مفهوم ظاهر هذا ‪ ،‬وهو أنه إذا كان من العصر إىل الغروب أقصر من أول الظهر إىل‬
‫العصر على مفهوم هذا احلديث ‪ ،‬فواجب أن يكون العصر أكثر من قامة ‪ ،‬وأن يكون هذا هو آخر‬
‫وقت الظهر ‪.‬‬
‫وقال أبو حممد بن حزم ‪ :‬وليس كما ظنوا وقد امتحنت األمر فوجدت القامة تنتهي من النهار إىل‬
‫تسع ساعات وكسر‪ .‬قال القاضي‪ :‬أنا الشاك يف الكسر ‪ ،‬وأظنه قال ‪ :‬وثلث ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬آخر وقت العصر ؟‬
‫ق‪ : 1‬إىل ان يصري ظل كل شيء مثليه ‪ ..‬الشافعي ورواية ملالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مامل تصفر الشمس ‪ ..‬أمحد ورواية ملالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬قبل غروب الشمس بركعة ‪ ..‬الظاهرية ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم أن في ذلك ثالثة أحاديث متعارضة ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬حديث عبد اهلل بن عمر خرجه مسلم وفيه "فإذا صليتم العصر فإنه وقت إىل أن تصفر‬
‫الشمس" ويف بعض رواياته "وقت العصر ما مل تصفر الشمس"‪.‬‬
‫والثاين ‪ :‬حديث ابن عباس يف إمامة جربيل ‪ ،‬وفيه "أنه صلى به العصر يف اليوم الثاين حني كان ظل‬
‫كل شيء مثليه"‪ .‬والثالث ‪ :‬حديث أيب هريرة املشهور "من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب‬
‫الشمس ‪ ،‬فقد أدرك العصر ‪ ،‬ومن أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح" ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في المغرب هل لها وقت موسع كسائر الصلوات أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬وقتها واحد غري موسع ‪ ،‬وهذا هو أشهر الروايات عن مالك وعن الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬وقتها موسع وهو ما بني غروب الشمس إىل غروب الشفق ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬

‫)‪(26‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫معارضة حديث إمامة جربيل يف ذلك حلديث عبد اهلل بن عمر ‪ ..‬وذلك أن يف حديث إمامة جربيل‬
‫أنه صلى املغرب يف اليومني يف وقت واحد ‪ ،‬ويف حديث عبد اهلل "ووقت صالة املغرب ما مل يغب‬
‫الشفق" ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في أول وقت العشاء اآلخرة ؟‬
‫ق‪ : 1‬مغيب احلمرة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مغيب البياض الذي يكون بعد احلمرة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اشرتاك اسم الشفق يف لسان العرب فإنه كما أن الفجر يف لساهنم فجران كذلك الشفق شفقان ‪:‬‬
‫أمحر‪ ،‬وأبيض ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬آخر وقت العشاء ؟‬
‫ق‪ : 1‬ثلث الليل ‪ ..‬اجلمهور ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬نصف الليل ‪ ..‬رواية ملالك وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬طلوع الفجر ‪ ..‬داود الظاهري ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫تعارض اآلثار ‪ -1 :‬حديث إمامة جربيل أنه صالها بالنيب ‪ ‬يف اليوم الثاين ثلث الليل ‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث أنس أنه قال "أخر النيب ‪ ‬صالة العشاء إىل نصف الليل" خرجه البخاري ‪.‬‬
‫‪ -3‬حديث أيب قتادة ( ليس التفريط يف النوم إمنا التفريط أن تؤخر الصالة حىت يدخل وقت األخرى)‬
‫‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬وقت الفجر المختار‬
‫ق‪ : 1‬اإلسفار ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬التغليس ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف طريقة مجع األحاديث املختلفة الظواهر يف ذلك‪ -1 ،‬حديث رافع بن خديج أنه قال‬
‫"أسفروا بالصبح فكلما أسفرمت فهو أعظم لألجر" ‪ -2‬وروي عنه عليه الصالة والسالم أنه قال وقد‬

‫)‪(27‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫سئل أي األعمال أفضل؟ قال‪" :‬الصالة ألول ميقاهتا" ‪ -3 .‬وثبت عنه عليه الصالة والسالم أنه‬
‫كان يصلي الصبح فتنصرف النساء متلفعات مبروطهن ما يعرفن من الغلس" ‪.‬‬
‫باب األذان واإلقامة‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫صفة األذان ‪.‬‬
‫اختلف العلماء يف األذان على أربع صفات مشهورة ‪:‬‬
‫إحداها ‪ :‬أذان أهل املدينة ‪ ..‬وهو تثنية التكبري فيه وتربيع الشهادتني وباقيه مثىن ‪ ..‬وبه قال مالك‬
‫وغريه ‪.‬‬
‫واختار املتأخرون من أصحاب مالك الرتجيع ‪ ،‬وهو أن يثين الشهادتني أوال خفيا مث يثنيهما مرة ثانية‬
‫مرفوع الصوت ‪ .‬والصفة الثانية ‪ :‬أذان املكيني ‪ ..‬وهو تربيع التكبري األول والشهادتني وتثنية باقي‬
‫األذان ‪ ..‬وبه قال الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫والصفة الثالثة ‪ :‬أذان الكوفيني ‪ ..‬وهو تربيع التكبري األول وتثنية باقي األذان ‪ ..‬وبه قال أبو حنيفة‪.‬‬
‫والصفة الرابعة ‪ :‬أذان البصريني ‪ ..‬وهو تربيع التكبري األول وتثليث الشهادتني وحي على الصالة‬
‫وحي على الفالح ‪ ،‬ويبدأ بأشهد أن ال إله إال اهلل حىت يصل إىل حي على الفالح ‪ ،‬مث يعيد كذلك‬
‫مرة ثانية ‪ :‬أعين األربع كلمات تبعا ‪ ،‬مث يعيدهن ثالثة ‪ ..‬وبه قال احلسن البصري وابن سريين ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالف اآلثار يف ذلك ‪ ..‬واختالف اتصال العمل عند كل واحد منهم‪ ،‬وذلك أن املدنيني حيتجون‬
‫ملذهبهم بالعمل املتصل بذلك يف املدينة ‪ ،‬واملكيون كذلك أيضا حيتجون بالعمل املتصل عندهم‬
‫بذلك وكذلك الكوفيون والبصريون ولكل واحد منهم آثار تشهد لقوله ‪.‬‬
‫وملكان هذا التعارض الذي ورد يف األذان رأى أمحد بن حنبل وداود أن هذه الصفات املختلفة إمنا‬
‫وردت على التخيري ال على إجياب واحدة منها‪ ،‬وأن اإلنسان خمري فيها ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬قول المؤذن في صالة الصبح الصالة خير من النوم هل يقال فيها أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬يقال ذلك فيها ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يقال ألنه ليس من األذان املسنون ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫)‪(28‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اختالفهم هل قيل ذلك يف زمان النيب ‪ ‬؟ أو إمنا قيل يف زمان عمر؟‪.‬‬
‫شروط األذان ‪:‬‬
‫ويف هذا القسم مسائل مثانية ‪:‬‬
‫‪ -1‬هل من شروط من أذن أن يكون هو الذي يقيم أم ال ؟‬
‫‪ -2‬هل من شرطه أن ال يأخذ على األذان أجرا أم جيوز له أن يأخذه ؟‬
‫‪ -3‬هل من شرطه أن يكون على طهارة أم ال ؟‬
‫‪ -4‬هل من شرطه أن يكون متوجها إىل القبلة أم ال ؟‬
‫‪ -5‬هل من شرطه أن يكون قائما أم ال ؟‬
‫‪ -6‬هل يكره أذان الراكب أم ليس يكره ؟‬
‫‪ -7‬هل من شرطه البلوغ أم ال ؟‬
‫‪ -8‬هل من شرط األذان أن ال يتكلم يف أثنائه أم ال ؟‬
‫فأما اختالفهم في الرجلين يؤذن أحدهما ويقيم اآلخر ‪:‬‬
‫فأكثر فقهاء األمصار على إجازة ذلك ‪ ،‬وذهب بعضهم إىل أن ذلك ال جيوز‪ ،‬والسبب يف ذلك أنه‬
‫ورد يف هذا حديثان متعارضان ‪ :‬أحدمها حديث الصدائي (ومن أذن فهو يقيم) ‪ .‬واحلديث الثاين ما‬
‫روي أن عبد اهلل بن زيد حني أري األذان رسول اهلل ‪ ‬بالال فأذن ‪ ،‬مث أمر عبد اهلل فأقام ‪.‬‬
‫وأما اختالفهم في األجرة على األذان ‪:‬‬
‫فلمكان اختالفهم يف تصحيح اخلرب الوارد يف ذلك ‪ :‬أعين حديث عثمان بن أيب العاص أنه قال "إن‬
‫من آخر ما عهد إيل رسول اهلل ‪ ‬أن أختذ مؤذنا ال يأخذ على أذانه أجرا" ومن منعه قاس األذان‬
‫يف ذلك على الصالة ‪.‬‬
‫وأما سائر الشروط األخر ‪:‬‬
‫فسبب اخلالف فيها هو قياسها على الصالة ‪ ،‬فمن قاسها على الصالة أوجب تلك الشروط‬
‫املوجودة يف الصالة ‪ ،‬ومن مل يقسها مل يوجب ذلك ‪.‬‬
‫قال أبو عمر بن عبد الرب ‪ :‬قد روينا عن أيب وائل بن حجر قال ‪ :‬حق وسنة مسنونة أن ال يؤذن إال‬
‫وهو قائم ‪ ،‬وال يؤذن إال على طهر ‪ ،‬قال ‪ :‬وأبو وائل هو من الصحابة ‪ ،‬وقوله سنة يدخل يف املسند‬
‫وهو أوىل من القياس ‪.‬‬
‫)‪(29‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫قال القاضي ‪ :‬وقد خرج الرتمذي عن أيب هريرة أنه عليه الصالة والسالم قال "ال يؤذن إال متوضئ"‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬صفة اإلقامة ؟‬
‫ق‪ : 1‬التكبري الذي يف أوهلا فمثىن ‪ ،‬وأما ما بعد ذلك فمرة واحدة ‪ ..‬اجلمهور ‪..‬‬
‫وقوله قد قامت الصالة ‪ ،‬فإهنا عند مالك مرة واحدة ‪ ،‬وعند الشافعي مرتني ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬اإلقامة مثىن مثىن ‪ ..‬احلنفية ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬خمري بني اإلفراد والتثنية ‪ ..‬أمحد بن حنبل (على رأيه يف التخيري يف النداء) ‪.‬‬
‫وسبب االختالف ‪:‬‬
‫تعارض حديث أنس يف هذا املعىن وحديث أيب ليلى املتقدم ‪ ،‬وذلك أن يف حديث أنس الثابت أمر‬
‫بالل أن يشفع األذان ويفرد اإلقامة إال قد قامت الصالة ‪ ..‬ويف حديث أيب ليلى أنه عليه الصالة‬
‫والسالم أمر بالال فأذن مثىن وأقام مثىن ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل فرض المجتهد في القبلة اإلصابة (متى تبين له أنه أخطأ أعاد) أو االجتهاد (لم‬
‫يجب أن يعيد إذا تبين له الخطأ) ؟‬
‫ق‪ : 1‬فرضه اإلصابة وأنه إذا تبني له أنه أخطأ أعاد أبدا ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يعيد وقد مضت صالته ما مل يتعمد أو صلى بغري اجتهاد ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫معارضة األثر للقياس مع االختالف أيضا يف تصحيح األثر الوارد يف ذلك ‪.‬‬
‫أما القياس فهو تشبيه اجلهة بالوقت ‪ :‬أعين بوقت الصالة ‪ ،‬وذلك أهنم أمجعوا على أن الفرض فيه‬
‫هو اإلصابة ‪ ،‬وأنه إن انكشف للمكلف أنه صلى قبل الوقت أعاد أبدا ‪.‬‬
‫ووجه الشبه بينهما أن هذا ميقات وقت ‪ ،‬وهذا ميقات جهة ‪.‬‬
‫وأما األثر فحديث عامر بن ربيعة قال "كنا مع رسول اهلل ‪ ‬يف ليلة ظلماء يف سفر‪ ،‬فخفيت علينا‬
‫القبلة ‪ ،‬فصلى كل واحد منا إىل وجه وعلَّمنا ‪ ،‬فلما أصبحنا فإذا حنن قد صلينا إىل غري القبلة ‪،‬‬
‫فسألنا رسول اهلل ‪ ‬فقال‪ :‬مضت صالتكم ‪ ،‬ونزلت ((وهلل املشرق واملغرب فأينما تولوا فثم وجه‬
‫اهلل)) ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬جواز الصالة في داخل الكعبة ؟‬
‫مطلقا ‪ ..‬أمحد‬
‫ق‪ : 1‬ال جتوز ً‬
‫)‪(31‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مطلقا ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬


‫ق‪ : 2‬جتوز ً‬
‫ق‪ : 3‬جتوز يف النفل دون الفرض ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تعارض اآلثار يف ذلك ‪ ،‬واالحتمال املتطرق ملن استقبل أحد حيطاهنا من داخل هل يسمى‬
‫مستقبال للبيت كما يسمى من استقبله من خارج أم ال ؟‬
‫أما األثر فإنه ورد يف ذلك حديثان متعارضان كالمها ثابت ‪:‬‬
‫أحدمها حديث ابن عباس قال "ملا دخل رسول اهلل ‪ ‬البيت دعا يف نواحيه كلها ومل يصل حىت خرج‬
‫‪ ،‬فلما خرج ركع ركعتني يف قبل الكعبة وقال ‪ :‬هذه القبلة" ‪.‬‬
‫والثاين حديث عبد اهلل بن عمر "أن رسول اهلل ‪ ‬دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد وعثمان بن‬
‫طلحة وبالل بن رباح‪ ،‬فأغلقها عليه ومكث فيها‪ ،‬فسألت بالال حني خرج ماذا صنع رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم؟ فقال‪ :‬جعل عمودا عن يساره وعمودا عن ميينه وثالثة أعمدة وراءه مث صلى"‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفق العلماء بأمجعهم على استحباب السرتة بني املصلي والقبلة إذا صلى ‪ ،‬منفردا كان أو إماما‪،‬‬
‫وذلك لقوله عليه الصالة والسالم "إذا وضع أحدكم بني يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل" ‪.‬‬
‫واختلفوا في الخط إذا لم يجد سترة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس عليه أن خيط ‪..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬خيط خطا بني يديه ‪ ..‬أمحد بن حنبل ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف تصحيح األثر الوارد يف اخلط ‪ ،‬واألثر رواه أبو هريرة أنه عليه الصالة والسالم قال "إذا‬
‫صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا ‪ ،‬فإن مل يكن فلينصب عصا ‪ ،‬فإن مل تكن معه عصا‬
‫فليخط خطا وال يضره من مر بني يديه" خرجه أبو داود ‪ ..‬وكان أمحد بن حنبل يصححه ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬حد العورة من الرجل ؟‬
‫ق‪ : 1‬ما بني السرة إىل الركبة ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك والشافعي ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬السوأتان فقط ‪ ..‬رواية ألمحد ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫)‪(31‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫أثران متعارضان كالمها ثابت ‪ :‬أحدمها حديث جرهد أن النيب ‪ ‬قال ‪" :‬الفخذ عورة"(‪ .)1‬والثاين‬
‫رواه البخاري‬
‫‪ ..‬قال البخاري ‪:‬‬ ‫حديث أنس "أن النيب ‪ ‬حسر عن فخذه وهو جالس مع أصحابه"‬
‫وحديث أنس أسند وحديث جرهد أحوط ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حد العورة في المرأة في الصالة ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز كشف الوجه والكفني والقدمني ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز كشف الوجه والكفني ‪ ..‬مالك والشافعي ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز كشف الوجه فقط ‪ ..‬أمحد يف املشهور ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫احتمال قوله تعاىل ‪(( :‬وال يبدين زينتهن إال ما ظهر منها)) هل هذا املستثىن املقصود منه أعضاء‬
‫حمدودة ‪ ،‬أم إمنا املقصود به ما ال ميلك ظهوره ؟‬
‫مسألة ‪ /‬المواضع التي ال يصلى فيها ؟‬
‫ق‪ : 1‬كل موضع ال تكون فيه جناسة ‪ ..‬؟‬
‫ق‪ : 2‬من استثىن من ذلك املقربة فقط ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬من استثىن املقربة واحلمام ‪..‬‬
‫ق‪ : 4‬من استثىن من ذلك سبعة مواضع ‪ :‬املزبلة ‪ ،‬واجملزرة ‪ ،‬واملقربة ‪ ،‬وقارعة الطريق ‪ ،‬واحلمام ‪،‬‬
‫ومعاطن اإلبل ‪ ،‬وفوق ظهر بيت اهلل ‪..‬‬
‫ق‪ : 5‬من كره الصالة يف هذه املواضع املنهي عنها ومل يبطلها ‪ ..‬وهو أحد ما روي عن مالك ‪ ..‬وقد‬
‫روي عنه اجلواز ‪ ،‬وهذه رواية ابن القاسم ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تعارض ظواهر اآلثار يف هذا الباب ‪ ،‬وذلك أن ههنا حديثني متفق على صحتهما وحديثني خمتلف‬
‫فيهما‪.‬‬
‫فأما املتفق عليهما ‪ " -1 :‬وجعلت يل األرض مسجدا وطهورا ‪" -2 "..‬اجعلوا من صالتكم يف‬
‫بيوتكم وال تتخذوها قبورا" ‪.‬‬

‫)‪ (1‬رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن غريب ‪ ،‬وعلّقه البخاري بصيغة التمريض ‪ ..‬وصححه األلباني ‪.‬‬
‫)‪(32‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأما الغري املتفق عليهما ‪ -1 :‬ما روي ‪ :‬هنى أن يصلي يف سبعة مواطن رواه الرتمذي وضعفه‪" -2 .‬صلوا يف‬
‫مرابض الغنم وال تصلوا يف أعطان اإلبل" رواه مسلم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف العلماء في حكم التكبير على ثالثة مذاهب ؟‬
‫ق‪ : 1‬كله واجب يف الصالة ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬كله ليس بواجب ‪ ..‬قول شاذ ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬أوجبوا تكبرية اإلحرام فقط ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫وسبب اختالف من أوجبه كله ومن أوجب منه تكبيرة اإلحرام فقط ‪:‬‬
‫معارضة ما نقل من قوله ملا نقل من فعله عليه الصالة والسالم ‪ ،‬فأما ما نقل من قوله فحديث أيب‬
‫هريرة املشهور أن النيب عليه الصالة والسالم قال للرجل الذي علمه الصالة "إذا أردت الصالة فأسبغ‬
‫الوضوء مث است قبل القبلة مث كرب مث اقرأ" فمفهوم هذا هو أن التكبرية األوىل هي الفرض فقط ‪ ..‬ولو‬
‫كان ما عدا ذلك من التكبري فرضا لذكره له كما ذكر سائر فروض الصالة ‪ .‬وأما ما نقل من فعله‬
‫فمنها حديث أيب هريرة "أنه كان يصلي فيكرب كلما حفض ورفع‪ ،‬مث يقول‪ :‬إين ألشبهكم صالة‬
‫بصالة رسول اهلل ‪.. " ‬‬
‫وأما من جعل التكبري كله نفال فضعيف ‪ ،‬ولعله قاسه على سائر األذكار اليت يف الصالة مما ليست‬
‫بواجب ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ما يجزئ من لفظ التكبير ؟‬
‫ق‪ : 1‬اهلل أكرب فقط ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬اهلل أكرب واهلل األكرب اللفظان كالمها جيزئ ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬كل لفظ يف معناه مثل‪ :‬اهلل األعظم‪ ،‬واهلل األجل ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل اللفظ هو املتعبد به يف االفتتاح أو املعىن ‪.‬‬
‫‪ ،‬وقد استدل اجلمهور حبديث ‪( :‬وحترميها التكبري) قالوا ‪ :‬واأللف والالم ههنا للحصر ‪ ،‬واحلصر يدل‬
‫على أن احلكم خاص باملنطوق به ‪ ،‬وأنه ال جيوز بغريه ‪ ،‬وهذا املفهوم من باب دليل اخلطاب ‪ ،‬وهو‬
‫أن حيكم للمسكوت عنه بضد حكم املنطوق به ‪ ،‬ودليل اخلطاب عند أيب حنيفة غري معمول به ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في قراءة بسم اهلل الرحمن الرحيم في افتتاح القراءة في الصالة ؟‬
‫)‪(33‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 1‬ال تقرأ يف الفرض وجتوز يف النافلة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬


‫سرا ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تقرأ يف كل ركعة ًّ‬
‫ق‪ : 3‬تقرأ يف اجلهر جهرا ويف السر سرا ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫وسبب الخالف في هذا آيل إلى شيئين ‪:‬‬
‫أحدمها اختالف اآلثار يف هذا الباب ‪..‬‬
‫الثاين اختالفهم‪ :‬هل بسم اهلل الرمحن الرحيم آية من فاحتة الكتاب أم ال ؟‬
‫فأما اآلثار اليت احتج هبا من أسقط ذلك فمنها حديث أنس أنه قال ‪" :‬قمت وراء أيب بكر وعمر‬
‫وعثمان رضي اهلل عنهم ‪ ،‬فكلهم كان ال يقرأ بسم اهلل إذا افتتحوا الصالة" فقال أبو عمر (ابن عبد‬
‫الرب) ‪ :‬إال أن أهل احلديث قالوا يف حديث أنس هذا ‪ :‬إن النقل فيه مضطرب اضطرابا ال تقوم به‬
‫حجة ‪ ..‬وأما األحاديث املعارضة هلذا‪ ،‬فمنها حديث أم سلمة أهنا قالت‪" :‬كان رسول اهلل ‪ ‬يقرأ‬
‫ببسم اهلل الرمحن الرحيم‪ .‬احلمد هلل رب العاملني" أبو داود ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يقرأ في السرية ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يقرأ يف صالة السر ‪ ..‬أبو حنيفة ‪ ..‬حلديث ابن عباس ‪ :‬قال ‪" :‬قرأ رسول اهلل ‪ ‬يف‬
‫صلوات وسكت يف أخرى" البخاري ‪ .‬وكان ابن عباس ال يقرأ يف صالة السر هلذا احلديث ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يقرأ فيها ‪ ..‬اجلمهور ‪ ..‬حلديث خباب "أنه ‪ ‬كان يقرأ يف الظهر والعصر‪ ،‬قيل فبأي شيء‬
‫كنتم تعرفون ذلك؟ قال‪ :‬باضطراب حليته" البخاري ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في القراءة الواجبة في الصالة ؟‬
‫ق‪ : 1‬الواجب من ذلك أم القرآن ملن حفظها ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الواجب قراءة أي آية ‪ ..‬أبو حنيفة ‪( .‬هذا يف الركعتني األوليني ‪ ،‬وأما يف األخريتني فيستحب‬
‫عنده التسبيح فيهما دون القراءة ‪ ،‬وحد أصحابه يف ذلك ثالث آيات قصار أو آية طويلة مثل آية‬
‫الدين) ‪.‬‬
‫والسبب في هذا االختالف ‪:‬‬
‫تعارض اآلثار يف هذا الباب ‪ ،‬ومعارضة ظاهر الكتاب لألثر ‪.‬‬
‫أما اآلثار املتعارضة يف ذلك ‪ ،‬فأحدها حديث أيب هريرة الثابت (السيء صالته) وفيه ‪ " :‬مث اقرأ ما‬
‫تيسر معك من القرآن ‪ .. "..‬وأما املعارض هلذا فحديثان ثابتان متفق عليهما ‪ :‬أحدمها حديث‬

‫)‪(34‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫عبادة بن الصامت أنه عليه الصالة والسالم قال "ال صالة ملن ال يقرأ بفاحتة الكتاب" وحديث أيب‬
‫هريرة أيضا أن رسول اهلل ‪ ‬قال ‪" :‬من صلى صالة مل يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ‪ ،‬فهي خداج‬
‫‪ ،‬فهي خداج ثالثا" ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬المختار من التشهد ؟‬
‫اختار مالك تشهد عمر ‪ ، ‬وهو ‪ :‬التحيات هلل الزاكيات هلل الطيبات الصلوات هلل ‪ ..‬واختار أبو‬
‫حنيفة وأمحد تشهد عبد اهلل بن مسعود ‪ ، ‬وهو ‪" :‬التحيات هلل والصلوات والطيبات ‪...‬‬
‫واختار الشافعي تشهد عبد اهلل بن عباس ‪ ، ‬وهو ‪" :‬التحيات املباركات الصلوات الطيبات هلل ‪...‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالف ظنوهنم يف األرجح منها ‪ ،‬وقد ذهب كثري من الفقهاء إىل أن هذا كله على التخيري كاألذان‬
‫والتكبري على اجلنائز ويف العيدين ويف غري ذلك مما تواتر نقله‪ ،‬وهو الصواب واهلل أعلم ‪.‬‬
‫وقد اشرتط الشافعي الصالة على النيب ‪ ‬يف التشهد وقال ‪ :‬إهنا فرض لقوله تعاىل ((يا أيها الذين‬
‫آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)) ذهب إىل أن هذا التسليم هو التسليم من الصالة ‪ ،‬وذهب‬
‫اجلمهور إىل أنه التسليم الذي يؤتى به عقب الصالة عليه ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف العلماء في مواضع رفع اليدين في الصالة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يرفع املصلي يديه إال عند تكبرية اإلحرام فقط ‪ ..‬أبو حنيفة ورواية ملالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عند تكبرية اإلحرام وعند الركوع ‪ ،‬وعند الرفع من الركوع ‪ ..‬الشافعي وأمحد ورواية ملالك ‪.‬‬
‫أيضا عند السجود وعند الرفع منه ‪ ..‬بعض أهل احلديث ‪.‬‬ ‫ق‪ : 3‬ترفع ً‬
‫والسبب في هذا االختالف ‪:‬‬
‫اختالف اآلثار الواردة يف ذلك ‪ ،‬وخمالفة العمل باملدينة لبعضها ‪ ،‬واألحاديث ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث عبد اهلل بن مسعود‪ ،‬وحديث الرباء بن عازب "أنه كان عليه الصالة والسالم يرفع يديه‬
‫أبو داود وضعيف ‪.‬‬
‫عند اإلحرام مرة واحدة ال يزيد عليها ‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث ابن عمر عن أبيه أن رسول اهلل ‪ ‬كان إذا افتتح الصالة رفع يديه حذو منكبيه ‪ ،‬وإذا‬
‫رفع رأسه من الركوع رفعهما أيضا كذلك وقال "مسع اهلل ملن محده ربنا ولك احلمد" كان ال يفعل‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫ذلك يف السجود ‪.‬‬

‫)‪(35‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -3‬حديث وائل بن حجر‪ ،‬وفيه زيادة على ما يف حديث عبد اهلل بن عمر "أنه كان يرفع يديه عند‬
‫السجود" ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬االعتدال من الركوع وفي الركوع ؟‬
‫ق‪ : 1‬االعتدال من الركوع ويف الركوع غري واجب ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هو واجب ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫هل الواجب األخذ ببعض ما ينطلق عليه االسم أم بكل ذلك الشيء الذي ينطلق عليه االسم ؟ وقد‬
‫صح عن النيب ‪ ‬أنه قال يف احلديث املتقدم للرجل الذي علمه فروض الصالة "اركع حىت تطمئن‬
‫راكعا ‪ ،‬وارفع حىت تطمئن رافعا" فالواجب اعتقاد كونه فرضا ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف الفقهاء في هيئة الجلوس للتشهد ؟‬
‫ق‪ : 1‬يفرتش فيهما ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يتورك فيهما ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يفرتش يف األول ويتورك يف األخري ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬ال يتورك إال يف األخري يف صالة فيها تشهدان ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬التخيري ‪ ..‬الطربي ‪ ..‬قال ابن رشد ‪ :‬وهو قول حسن ؛ فإن األفعال املختلفة أوىل أن حتمل‬
‫على التخيري منها على التعارض ‪ ،‬وإ منا يتصور ذلك التعارض أكثر ذلك يف الفعل مع القول أو يف‬
‫القول مع القول ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تعارض اآلثار‪ ،‬وذلك أن يف ذلك ثالثة آثار ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث أيب محيد الساعدي الوارد يف وصف صالته عليه الصالة والسالم ‪ ،‬وفيه "وإذا جلس يف‬
‫الركعتني جلس على رجله اليسرى ونصب اليمىن‪ ،‬وإذا جلس يف الركعة األخرية قدم رجله اليسرى‬
‫ونصب اليمىن وقعد على مقعدته" البخاري‪.‬‬
‫أبو داود‬
‫‪ -2‬حديث وائل بن حجر‪ ،‬وفيه "أنه كان إذا قعد يف الصالة نصب اليمىن وقعد على اليسرى"‬
‫والنسائي ‪.‬‬
‫البخاري‬
‫‪ -3‬حديث عبد اهلل بن عمر أنه قال "إمنا سنة الصالة أن تنصب رجلك اليمىن وتثين اليسرى"‬

‫)‪(36‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬اختلف العلماء في وضع اليدين إحداهما على األخرى في الصالة ؟‬


‫ق‪ ، : 1‬يكره ذلك يف الفرض ‪ ،‬وجيوز يف النفل ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬من سنن الصالة ‪ ..‬اجلمهور (حتت السرة "أبو حنيفة وأمحد" ‪ ،‬وفوق السرة حتت صدره‬
‫"الشافعي")‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫أنه قد جاءت آثار ثابتة نقلت فيها صفة صالته عليه الصالة والسالم ‪ ،‬ومل ينقل فيها أنه كان يضع‬
‫يده اليمىن على اليسرى ‪ ،‬وثبت أيضا أن الناس كانوا يؤمرون بذلك ‪ .‬وورد ذلك أيضا من صفة‬
‫صالته عليه الصالة والسالم يف حديث أيب محيد ‪ ..‬وقد يظهر من أمرها أهنا هيئة تقتضي اخلضوع ‪،‬‬
‫وهو األوىل هبا ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬جلسة االستراحة ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيلس لالسرتاحة ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيلس ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫وسبب الخالف أن في ذلك حديثين مختلفين ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث مالك بن احلويرث الثابت "أنه رأى رسول اهلل ‪ ‬يصلي" فإذا كان يف وتر من صالته‬
‫مل ينهض حىت يستوي قاعدا ‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث أيب محيد يف صفة صالته ‪ ‬أنه ملا رفع رأسه من السجدة الثانية من الركعة األوىل قام ومل‬
‫يتورك ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا سجد هل يضع يديه قبل ركبتيه ‪ ،‬أو ركبتيه قبل يديه ؟‬
‫ق‪ : 1‬يضع الركبتني قبل اليدين ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يضع اليدين قبل الركبتني ‪ ..‬مالك (كما يف الشرح الكبري خالفًا لقول ابن رشد) ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث ابن حجر قال "رأيت رسول اهلل ‪ ‬إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه ‪ ،‬وإذا هنض رفع‬
‫يديه قبل ركبتيه ‪.‬‬

‫)‪(37‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -2‬حديث أيب هريرة أن النيب ‪ ‬قال "إذا سجد أحدكم فال يربك كما يربك البعري وليضع يديه قبل‬
‫حديث ابن حجر رواه أصحاب السنن ‪ ،‬وحديث أيب هريرة رواه أبو‬
‫ركبتيه" وكان عبد اهلل بن عمر يضع يديه قبل ركبتيه" ‪..‬‬
‫داود والنسائي ‪.‬‬

‫قال بعض أهل احلديث ‪ :‬حديث وائل بن حجر أثبت من حديث أيب هريرة ‪ ،‬وقال ابن َحجر‬
‫بالعكس ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬من سجد على وجهه ونقصه السجود على عضو هل تبطل صالته أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال تبطل صالته ألن اسم السجود إمنا يتناول الوجه فقط ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تبطل إن مل يسجد على السبعة األعضاء للحديث الثابت ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬من سجد على جبهته وأنفه فقد سجد على وجهه ‪ ،‬واختلفوا فيمن سجد على أحدهما‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ذلك ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز إال أن يسجد عليهما مجيعا ‪ ..‬منسوب الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إن سجد على جبهته دون أنفه جاز ‪ ،‬وإن سجد على أنفه دون جبهته مل جيز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل الواجب هو امتثال بعض ما ينطلق عليه االسم أم كله ؟‬
‫صالة اجلماعة‬
‫مسألة ‪ /‬حكم صالة الجماعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬سنة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬فرض كفاية ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫ودليل القولني قوله ‪" ‬صالة اجلماعة تفضل صالة الفذ خبمس وعشرين درجة أو بسبع وعشرين‬
‫درجة" متفق عليه يعين أن الصالة يف اجلماعات من جنس املندوب إليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬فرض عني ‪ ..‬أمحد والظاهرية ‪.‬‬
‫بدليل حديث األعمى املشهور قال له عليه ‪ : ‬أتسمع النداء ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬ال أجد لك‬
‫رخصة" رواه مسلم ‪.‬‬
‫وأجابوا على دليل املخالفني ‪ :‬بأن املفاضلة ال ميتنع أن تقع يف الواجبات أنفسها ‪ :‬أي إن صالة‬
‫اجلماعة يف حق من فرضه صالة اجلماعة تفضل صالة املنفرد يف حق من سقط عنه وجوب صالة‬
‫)‪(38‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اجلماعة ملكان العذر ‪ ..‬واحتجوا لذلك بقوله عليه الصالة والسالم ‪" :‬صالة القاعد على النصف من‬
‫صالة القائم" ‪.‬‬
‫وأما أولئك فزعموا أنه ميكن أن حيمل حديث األعمى على نداء يوم اجلمعة ‪ ،‬إذ ذلك هو النداء‬
‫الذي جيب على من مسعه اإلتيان إليه باتفاق وهذا فيه بعد واهلل أعلم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا فيمن أولى باإلمامة ؟‬
‫ق‪ : 1‬يؤم القوم أفقههم ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : : 2‬يؤم القوم أقرؤهم ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫والسبب في هذا االختالف ‪:‬‬
‫اختالفهم يف مفهوم قوله عليه الصالة والسالم ‪" :‬يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اهلل ‪ "...‬متفق عليه ‪ ،‬فمنهم‬
‫من محله على ظاهره ‪ ،‬ومنهم من فهم من األقرأ ههنا األفقه ؛ ألنه زعم أن احلاجة إىل الفقه يف‬
‫اإلمامة أمس من احلاجة إىل القراءة ‪ ،‬وأيضا فإن األقرأ من الصحابة كان هو األفقه ضرورة ‪ ،‬وذلك‬
‫خبالف ما عليه الناس اليوم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف الناس في إمامة الصبي الذي لم يبلغ الحلم إذا كان قارئا ؟‬
‫مطلقا ‪ ..‬قوم‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ً‬
‫مطلقا ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ً‬
‫ق‪ : 3‬جيوز يف النفل فقط ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫هل يؤم أحد يف صالة غري واجبة عليه من وجبت عليه ؟ وذلك الختالف نية اإلمام واملأموم ؟‬
‫(وكذلك اإلمام ضامن)‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في إمامة الفاسق ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جتوز ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جائزة مع الكراهة ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إن كان فسقه مقطوعا به أعاد املصلي وراءه ‪ ،‬وإن كان مظنونا استحبت له اإلعادة يف‬
‫الوقت ‪ ..‬مذهب مالك‬

‫)‪(39‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 4‬إن كان فسقه بتأويل مثل الذي يشرب النبيذ ويتأول أقوال أهل العراق فتجوز الصالة وراءه ‪..‬‬
‫مالك ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫أنه شيء مسكوت عنه يف الشرع ‪ ،‬والقياس فيه متعارض ‪ .‬فمن قاس اإلمامة على الشهادة واهتم‬
‫الفاسق أن يكون يصلي صالة فاسدة كما يتهم يف الشهادة أن يكذب مل جيز إمامته ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في إمامة المرأة ؟ (الجمهور على أنه ال يجوز أن تؤم الرجال واختلفوا في‬
‫إمامتها النساء)‬
‫ق‪ : 1‬ال جتوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫لو كان جائزا لنقل ذلك عن الصدر األول ‪ ،‬وألنه أيضا ملا كانت سنتهن يف الصالة التأخري عن‬
‫الرجال علم أنه ليس جيوز هلن التقدم عليهم‪ ،‬لقوله عليه الصالة والسالم ‪" :‬أخروهن حيث أخرهن‬
‫اهلل" رواه عبد الرزاق يف مصنفه ‪ ،‬وابن خزمية يف صحيحه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جائزة ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬شذ أبو ثور والطربي ‪ ،‬فأجازا إمامتها على اإلطالق ‪.‬‬
‫دليل من أجاز إمامتها ‪ :‬ما رواه أبو داود من حديث أم ورقة "أن رسول اهلل ‪ ‬كان يزورها يف بيتها‬
‫وجعل هلا مؤذنا يؤذن هلا ‪ ،‬وأمرها أن تؤم أهل دارها" صححه ابن خزمية ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬متى يكبر اإلمام ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يكرب إال بعد متام اإلقامة واستواء الصفوف ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬قبل أن يتم اإلقامة ‪ ،‬واستحسنوا عند قول املؤذن قد قامت الصالة ‪ ..‬مذهب أيب حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫تعارض ظاهر حديث أنس وحديث بالل ‪ .‬أما حديث أنس فقال ‪" :‬أقبل علينا رسول اهلل ‪ ‬قبل‬
‫أن يكرب يف الصالة فقال ‪ :‬أقيموا صفوفكم وتراصوا فإين أراكم من وراء ظهري" متفق عليه وظاهر هذا‬
‫أن الكالم منه كان بعد الفراغ من اإلقامة ‪ ..‬وأما حديث بالل فإنه روى "أنه كان يقيم للنيب ‪، ‬‬
‫رواه أبو داود‬
‫قالوا ‪ :‬فهذا يدل على أن رسول اهلل ‪‬‬ ‫فكان يقول له ‪ :‬يا رسول اهلل ال تسبقين بآمني"‬
‫كان يكرب واإلقامة مل تتم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الفتح على اإلمام إذا أرتج عليه ؟‬
‫)‪(41‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 1‬جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬


‫ق‪ : 2‬ال جيوز ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫اختالف اآلثار‪ ،‬وذلك "أنه روي أن رسول اهلل ‪ ‬تردد يف آية ‪ ،‬فلما انصرف قال ‪ :‬أين أيب أمل‬
‫رواه أبو‬
‫يكن يف القوم ؟" رواه أبو داود أي يريد الفتح عليه ‪ .‬وروي عنه ‪ ‬أنه قال "ال يفتح على اإلمام"‬
‫داود وسنده ضعيف ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفق مجهور العلماء على أن سنة الواحد املنفرد أن يقوم عن ميني اإلمام لثبوت ذلك من حديث ابن‬
‫عباس وغريه‪ ،‬وأهنم إن كانوا ثالثة سوى اإلمام قاموا وراءه ‪.‬‬
‫واختلفوا إذا كانا اثنين سوى اإلمام ؟‬
‫ق‪ : 1‬يقومان خلف اإلمام فذهب ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث جابر ‪ ‬قال ‪" :‬قمت عن يسار رسول اهلل ‪ ، ‬فأخذ بيدي فأدارين حىت أقامين‬
‫عن ميينه ‪ ،‬مث جاء جابر بن صخر فتوضأ ‪ ،‬مث جاء فقام عن يسار رسول اهلل ‪ ‬فأخذ بأيدينا مجيعا‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬
‫‪ ،‬فدفعنا حىت قمنا خلفه "‬
‫ق‪ : 2‬يقوم اإلمام بينهما ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن مسعود ‪ ‬أنه صلى بعلقمة واألسود فقام وسطهما ‪ ،‬وأسنده إىل النيب ‪.. ‬‬
‫قال أبو عمر ‪ :‬واختلف رواة هذا احلديث ‪ ،‬فبعضهم أوقفه وبعضهم أسنده ‪ ،‬والصحيح أنه موقوف‬
‫‪..‬‬
‫وقال مجاعة ‪ :‬إنه منسوخ ‪ ..‬وحكى النووي اإلمجاع على خمالفة ابن مسعود ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا إذا صلى إنسان خلف الصف وحده ؟‬
‫ق‪ : 1‬جتزئ صالته ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أيب بكرة أنه ركع دون الصف فلم يأمره ‪ ‬باإلعادة وقال له "زادك اهلل حرصا وال‬
‫تَعد" البخاري ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬صالته فاسدة ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬

‫)‪(41‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬حديث علي بن شيبان ‪ :‬قال ‪" ‬ال صالة لقائم خلف الصف" رواه أبو داود والرتمذي وصححه‬
‫اإلمام أمحد ‪ ،‬وقال غريه ‪ :‬هو مضطرب اإلسناد ال تقوم به حجة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختالفهم في قوله سمع اهلل لمن حمده ؟‬
‫ق‪ : 1‬اإلمام يقول ‪ :‬مسع اهلل ملن محده فقط ‪ ،‬ويقول املأموم ‪ :‬ربنا ولك احلمد فقط ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫متفق عليه‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أنس أن النيب ‪ ‬قال " وإذا قال مسع اهلل ملن محده فقولوا ‪ :‬ربنا ولك احلمد"‬
‫ق‪ : 2‬اإلمام واملأموم يقوالن مجيعا مسع اهلل ملن محده ربنا ولك احلمد ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عمر "أنه ‪ ‬كان إذا افتتح الصالة رفع يديه حذو منكبيه ‪ ،‬وإذا رفع رأسه من‬
‫الركوع رفعهما أيضا كذلك وقال ‪ :‬مسع اهلل ملن محده ربنا ولك احلمد" متفق عليه ‪ .. .‬واملأموم تبع‬
‫إلمامه يقول مثلما يقول ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا كان المأموم صحيحا فصلى خلف إمام مريض يصلي قاعدا ؟‬
‫ق‪ : 1‬أن املأموم يصلي خلفه قاعدا ‪ ..‬أمحد وإسحاق ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يصلون خلفه قياما ‪ ..‬الشافعي وأبو حنيفة وأهل الظاهر ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال جتوز إمامة القاعد أصالً وإن صلوا خلفه قياما أو قعودا بطلت صالهتم ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫وسبب االختالف ‪:‬‬
‫تعارض اآلثار يف ذلك ومعارضة عمل أهل املدينة لآلثار ‪.‬‬
‫اآلثار ‪ -1 :‬حديث أنس ‪ ،‬وهو قوله ‪" : ‬وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا" متفق عليه ‪..‬‬
‫‪ -2‬حديث عائشة "أن رسول اهلل ‪ ‬جلس إىل جنب أيب بكر ‪ ،‬فكان أبو بكر يصلي بصالة‬
‫رسول اهلل ‪ ، ‬وكان الناس يصلون بصالة أيب بكر" متفق عليه ‪.‬‬
‫وأما مالك فاستدل حبديث ‪" :‬ال يؤمن أحد بعدي قاعدا" قال أبو عمر ‪ :‬وهذا حديث ال يصح عند‬
‫أهل العلم باحلديث ‪ ،‬ألنه يرويه جابر اجلعفي مرسال ‪ ،‬وليس حبجة فيما أسند فكيف فيما أرسل؟ ‪.‬‬
‫صالة اجلمعة‬
‫على من جتب ‪ :‬جتب على من وجدت فيه شروط الصالة املتقدمة ووجد فيها زائدا عليها أربعة‬
‫شروط ‪ :‬اثنان باتفاق ‪ ،‬واثنان خمتلف فيهما ‪ ..‬أما املتفق عليهما فالذكورة والصحة ‪ ،‬فال جتب على‬
‫امرأة وال على مريض باتفاق ‪ ،‬ولكن إن حضروا كانوا من أهل اجلمعة ‪.‬‬

‫)‪(42‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬هل تجب الجمعة على المسافر والعبد ؟‬


‫ق‪ : 1‬ال جتب عليهما اجلمعة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جتب عليهما اجلمعة ‪ ..‬داود وأصحابه ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف صحة األثر الوارد يف ذلك ‪ ،‬وهو قوله ‪" ‬اجلمعة حق واجب على كل مسلم يف‬
‫مجاعة إال أربعة ‪ :‬عبد مملوك ‪ ،‬أو امرأة ‪ ،‬أو صيب أو ‪ ،‬مريض" رواه أبو داود ويف أخرى "إال مخسة" وفيه‬
‫"أو مسافر" عند الطرباين والبيهقي واحلديث مل يصح عند أكثر العلماء ‪.‬‬
‫شروط الجمعة ‪:‬‬
‫شروط اجلمعة فاتفقوا على أهنا شروط الصالة املفروضة بعينها ‪ :‬أعين الثمانية املتقدمة ما عدا الوقت‬
‫واألذان ‪ ،‬فإهنم اختلفوا فيهما ‪ ،‬وكذلك اختلفوا يف شروطها املختصة هبا ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬وقت الجمعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬وقت الظهر بعينه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أنس بن مالك "أن النيب ‪ ‬كان يصلي اجلمعة حني متيل الشمس" البخاري ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز أن تصلى قبل الزوال ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬سهل بن سعد أنه قال ‪ :‬ما كنا نتغدى على عهد رسول اهلل ‪ ‬وال نقيل إال بعد اجلمعة‬
‫متفق عليه‬

‫وأجاب عنه اجلمهور ‪:‬مل يفهم منها إال التكبري فقط ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في مقدار الجماعة التي تنعقد بهم الجمعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬واحد مع اإلمام ‪ ..‬الطربي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬اثنان سوى اإلمام ‪ ..‬صاحبا أيب حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ثالثة دون اإلمام ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬أربعني ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪ .‬وقال قوم ثالثني ‪.‬‬
‫ق‪ : 5‬مل يشرتط عددا بأهنم الذين ميكن أن تتقرى هبم قرية ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬

‫)‪(43‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اختالفهم يف أقل ما ينطلق عليه اسم اجلمع هل ذلك ثالثة أو أربعة أو اثنان ‪ ،‬وهل اإلمام داخل‬
‫فيهم أم ليس بداخل فيهم ؟ وهل كان من شرط اجلمعة االستيطان ؟‬
‫وأما من اشرتط األربعني فمصريا إىل ما روي أن هذا العدد كان يف أول مجعة صليت بالناس ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا فيمن جاء يوم الجمعة واإلمام على المنبر ‪ :‬هل يصلي ركعتين أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يركع ‪ ..‬أبو حنيفة مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يركع ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة القياس ( قياس الركعتني على اإلنصات) لعموم األثر ‪ ،‬وذلك أن عموم قوله ‪" : ‬إذا جاء‬
‫أحدكم املسجد فلريكع ركعتني" متفق عليه ويؤيد عموم هذا األثر ما ثبت من قوله ‪" : ‬إذا جاء أحدكم‬
‫املسجد واإلمام خيطب فلريكع ركعتني خفيفتني" متفق عليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في طهر الجمعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬سنة ‪ ..‬اجلمهور ‪ .‬حلديث عائشة قالت ‪" :‬كان الناس عمال أنفسهم فريوحون إىل اجلمعة‬
‫هبيئتهم ‪ ،‬فقيل ‪ :‬لو اغتسلتم ؟ متفق عليه ‪ .‬وحديث ‪" :‬من توضأ يوم اجلمعة فبها ونعمت ‪ ،‬ومن اغتسل‬
‫رواه أصحاب السنن ‪.‬‬
‫فالغسل أفضل"‬
‫ق‪ : 2‬واجب ‪ ..‬أهل الظاهر ‪ .‬حلديث أيب سعيد اخلدري‪ ،‬وهو قوله ‪" ‬طهر يوم اجلمعة واجب‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫على كل حمتلم كطهر اجلنابة"‬
‫وال خالف فيما أعلم أنه ليس شرطا يف صحة الصالة ‪.‬‬
‫آداب الجمعة ثالث ‪:‬‬
‫الطيب والسواك واللباس احلسن ‪ ،‬وال خالف فيه لورود اآلثار بذلك ‪.‬‬
‫صالة السفر‬
‫مسألة ‪ /‬حكم القصر للمسافر فإنهم اختلفوا فيه على أربعة أقوال ؟‬
‫ق‪ : 1‬القصر واجب ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عائشة ‪" :‬فرضت الصالة ركعتني ركعتني ‪ ،‬فأقرت صالة السفر ‪ ،‬وزيد يف صالة‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫احلضر"‬
‫ق‪ : 2‬جيوز القصر واإلمتام كالمها خمري له ‪ ..‬بعض أصحاب الشافعي ‪.‬‬
‫)‪(44‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬الدليل السابق ‪ +‬اشتهر عن عائشة أهنا كانت تتم يف السفر متفق عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬القصر سنة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬فعله ‪. ‬‬
‫ق‪ : 4‬القصر رخصة واإلمتام أفضل ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث يعلى بن أمية قال "قلت لعمر ‪ :‬إمنا قال اهلل ((إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا))‬
‫يريد يف قصر الصالة يف السفر ‪ ،‬فقال عمر "عجبت مما عجبت منه ‪ ،‬فسألت رسول اهلل ‪ ‬عما‬
‫سألتين عنه فقال ‪ :‬صدقة تصدق اهلل هبا عليكم‪ ،‬فاقبلوا صدقته" رواه مسلم فمفهوم هذا الرخصة ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬معارضة املعىن املعقول (الرخصة ملوضع املشقة) لصيغة اللفظ املنقول ‪.‬‬
‫‪ -2‬ومعارضة دليل الفعل (حيث نقل عنه ‪ ‬أنه قصر الصالة يف كل أسفاره) للمعىن املعقول‬
‫ولصيغة اللفظ املنقول ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬المسافة التي يجوز فيها القصر ؟‬
‫ق‪ : 1‬تقصر يف أربعة برد ‪ ،‬وذلك مسرية يوم بالسري الوسط ‪ ..‬اجلمهور ‪ ..‬مروي عن ابن عمر وابن‬
‫عباس ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أقل ما تقصر فيه الصالة ثالثة أيام ‪ ..‬أبو حنيفة ‪ ..‬مروي عن ابن مسعود وعثمان ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬القصر إمنا هو ملن سار من أفق إىل أفق ‪..‬‬
‫ق‪ : 4‬القصر يف كل سفر قريبا كان أو بعيدا ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫ق‪ : 5‬ال جيوز إال للخائف ‪ ..‬مذهب عائشة ‪ .‬لقوله تعاىل ‪(( :‬إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا)) ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة املعىن املعقول من ذلك اللفظ ‪..‬‬
‫املعىن املعقول ‪ :‬تأثري السفر يف القصر أنه ملكان املشقة املوجودة (حتديد املشقة مبسرية يوم أو ثالثة؟)‬
‫اللفظ ‪ :‬قال ‪" ‬إن اهلل وضع عن املسافر الصوم وشطر الصالة" ‪ .‬فكل من انطلق عليه اسم مسافر‬
‫جاز له القصر والفطر ‪ ،‬وأيدوا ذلك مبا رواه مسلم عن عمر بن اخلطاب "أن النيب ‪ ‬كان يقصر يف‬
‫حنو السبعة عشر ميال" ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬نوع السفر الذي تقتصر فيه الصالة ؟‬

‫)‪(45‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 1‬السفر املتقرب به كاحلج والعمرة واجلهاد ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬


‫ق‪ : 2‬السفر املباح دون سفر املعصية ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬كل سفر قربة كان أو مباحا أو معصية ‪ ..‬أبو حنيفة وأصحابه والثوري وأبو ثور ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة املعىن املعقول أو ظاهر اللفظ لدليل الفعل ‪.‬‬
‫املعىن املعقول ‪ :‬من اعترب املشقة أو ظاهر لفظ السفر مل يفرق بني سفر وسفر ‪.‬‬
‫دليل الفعل ‪ :‬النيب عليه الصالة والسالم مل يقصر قط إال يف سفر متقرب به ‪.‬‬
‫وأما من فرق بني املباح واملعصية فعلى جهة التغليظ ‪ ،‬واألصل فيه ‪ :‬هل جتوز الرخص للعصاة أم ال؟‬
‫مسألة ‪ /‬الزمان الذي يجوز للمسافر إذا قام فيه في بلد أن يقصر ؟‬
‫ق‪ : 1‬أربعة أيام ‪ ..‬مالك والشافعي ‪ .‬ألنه عليه الصالة والسالم أقام مبكة ثالثا يقصر يف عمرته"‬
‫متفق عليه‬

‫ق‪ : 2‬أكثر من أربعة أيام ‪ ..‬أمحد ‪ .‬ألنه ‪ ‬أقام يف حجة مبكة مقصرا أربعة أيام ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬مخسة عشر يوما ‪ ..‬أبو حنيفة ‪ .‬ألنه ‪ ‬أقام مبكة مقصرا وذلك حنوا من مخسة عشر يوما ‪.‬‬
‫وروي يف بعض الروايات ‪ :‬سبعة عشر يوما ‪ :‬ومثانية عشر يوما ‪ :‬و((تسعة عشر يوما)) رواه البخاري ‪.‬‬
‫واتفقوا على أنه إن كانت اإلقامة مدة ال يرتفع فيها عنه اسم السفر حبسب رأي واحد منهم يف تلك‬
‫املدة وعاقه عائق عن السفر أنه يقصر أبدا ‪ ،‬وإن أقام ما شاء اهلل ‪.‬‬
‫واألشبه يف اجملتهد يف هذا أن يسلك أحد أمرين ‪ -1 :‬جيعل احلكم ألكثر الزمان الذي روي عنه ‪‬‬
‫أنه أقام فيه مقصرا ‪ ،‬وجيعل ذلك حدا من جهة األصل هو اإلمتام ‪ -2 ..‬أو يقول إن األصل يف هذا‬
‫هو أقل الزمان الذي وقع عليه اإلمجاع ‪ ..‬وأكثر ما روي تسعة عشر يوماً ‪ ،‬وأقل ما قيل يف ذلك يوم‬
‫وليلة ‪ ،‬وهو قول ربيعة بن أيب عبد الرمحن ‪.‬‬
‫َ ْ‬
‫اجلمع‬
‫أمجعوا على أن اجلمع بني الظهر والعصر يف وقت الظهر بعرفة سنة ‪ ،‬وبني املغرب والعشاء باملزدلفة‬
‫أيضا يف وقت العشاء سنة أيضا ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في الجمع في غير هذين المكانين (عرفة ومزدلفة) ؟‬
‫ق‪ : 1‬جائز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫)‪(46‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬ال جيوز بإطالق ‪ ..‬أبو حنيفة وأصحابه ‪ ..‬دليلهم ‪ :‬قالوا ‪ :‬قد صح توقيت الصالة وتبياهنا يف‬
‫األوقات ‪ ،‬فال جيوز أن تنتقل عن أصل ثابت بأمر حمتمل ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم (ثالثة أسباب) ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختالفهم يف تأويل اآلثار اليت رويت يف اجلمع ؛ ألهنا كلها أفعال واألفعال يتطرق إليها‬
‫االحتمال أكثر من تطرقه إىل اللفظ ‪.‬‬
‫‪ -2‬اختالفهم أيضا يف تصحيح بعضها ‪.‬‬
‫‪ -3‬اختالفهم يف إجازة القياس يف ذلك ‪.‬‬
‫أما اآلثار اليت اختلفوا يف تأويلها ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث أنس قال ‪" :‬كان رسول اهلل ‪ ‬إذا ارحتل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إىل وقت‬
‫العصر‪ ،‬مث نزل فجمع بينهما‪ ،‬فإن زاغت الشمس قبل أن يرحتل صلى الظهر مث ركب" متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث ابن عمر قال ‪" :‬رأيت رسول اهلل ‪ ‬إذا عجل به السري يف السفر يؤخر املغرب حىت‬
‫جيمع بينها وبني العشاء" متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ -3‬حديث ابن عباس قال ‪" :‬صلى رسول اهلل ‪ ‬الظهر والعصر مجيعا ‪ ،‬واملغرب والعشاء مجيعا يف‬
‫غري خوف وال سفر" متفق عليه ‪.‬‬
‫وأجاب أبو حنيفة على حديث ابن عباس ‪ :‬أنه إمنا أوقع صالة الظهر يف آخر وقتها وصالة العصر‬
‫يف أول وقتها ‪ ..‬واحتج حبديث ابن مسعود قال ‪" :‬والذي ال إله غريه ما صلى رسول اهلل ‪ ‬صالة‬
‫قط إال يف وقتها إال صالتني مجع بني الظهر والعصر بعرفة ‪ ،‬وبني املغرب والعشاء جبمع" ‪.‬‬
‫وأما اختالفهم يف إجازة القياس يف ذلك فهو أن يلحق سائر الصلوات يف السفر بصالة عرفة واملزدلفة‬
‫‪ ،‬أعين أن جياز اجلمع قياسا على تلك ‪.‬‬
‫صالة اخلوف‬
‫مسألة ‪ /‬حكم صالة الخوف ؟‬
‫ق‪ : 1‬جائزة ‪ ..‬أكثر العلماء ؛ لعموم قوله تعاىل ((وإذا ضربتم يف األرض فليس عليكم جناح أن‬
‫تقصروا)) اآلية ‪ .‬وملا ثبت ذلك من فعله عليه الصالة والسالم وعمل األئمة واخللفاء بعده بذلك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تصلى صالة اخلوف بعد النيب ‪ ‬بإمام واحد ‪ ،‬وإمنا تصلى بعده بإمامني يصلي واحد‬
‫منهما بطائفة ركعتني مث يصلي اآلخر بطائفة أخرى وهي احلارسة ركعتني أيضا وحترس اليت قد صلت‬

‫)‪(47‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ ..‬أبو يوسف من أصحاب أيب حنيفة ‪ .‬وتأيد عند أيب يوسف هذا التأويل بدليل اخلطاب املفهوم‬
‫من قوله تعاىل ‪(( :‬وإذا كنت فيهم فأقمت هلم الصالة)) ‪ ،‬ومفهوم اخلطاب أنه إذا مل يكن فيهم‬
‫فاحلكم غري هذا احلكم‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫هل صالة النيب بأصحابه صالة اخلوف هي عبادة أو هي ملكان فضل النيب ‪. ‬‬
‫ق‪ : 3‬تؤخر عن وقت اخلوف إىل وقت األمن ‪ ..‬فقهاء الشام ( كما فعل ‪ ‬يوم اخلندق) ‪..‬‬
‫واجلمهور على أن ذلك الفعل يوم اخلندق كان قبل نزول صالة اخلوف وأنه منسوخ هبا ‪.‬‬
‫صفة صالة الخوف (المشهور من ذلك سبع صفات) منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختار الشافعي ‪ :‬حديث صاحل بن خوات عمن صلى مع رسول اهلل ‪ ‬يوم ذات الرقاع صالة‬
‫اخلوف أن طائفة صفت معه وصفت طائفة وجاه العدو ‪ ،‬فصلى باليت معه ركعة ‪ ،‬مث ثبت قائما وأمتوا‬
‫ألنفسهم مث انصرفوا وجاه العدو ‪ ،‬وجاءت الطائفة األخرى فصلى هبم الركعة اليت بقيت من صالهتم‬
‫‪ ،‬مث ثبت جالسا وأمتوا ألنفسهم مث سلم هبم ‪..‬‬
‫‪ -2‬اختار مالك ‪ :‬هذا احلديث بعينه عن القاسم بن حممد عن صاحل بن خوات موقوفا إال أنه ملا‬
‫قضى الركعة بالطائفة الثانية سلم ومل ينتظرهم حىت يفرغوا من الصالة ‪.‬‬
‫فالشافعي آثر املسند على املوقوف ‪ ،‬ومالك آثر املوقوف ألنه أشبه باألصول ‪ :‬أعين أنه ال جيلس‬
‫اإلمام حىت تفرغ الطائفة الثانية من صالهتا ألن اإلمام متبوع ال متبع وغري خمتلف عليه ‪.‬‬
‫‪ -3‬اختار أبو حنيفة ‪ :‬ما ورد يف حديث ابن مسعود ‪ ،‬قال ‪ :‬صلى رسول اهلل ‪ ‬صالة اخلوف‬
‫بطائفة وطائفة مستقبلوا العدو ‪ ،‬فصلى بالذين معه ركعة وسجدتني وانصرفوا ومل يسلموا فوقفوا بإزاء‬
‫العدو ‪ ،‬مث جاء األخرون فقاموا معه فصلى هبم ركعة مث سلم فقام هؤالء فصلوا ألنفسهم ركعة مث‬
‫سلموا وذهبوا ‪ ،‬فقاموا مقام أولئك مستقبلي العدو‪ ،‬ورجع أولئك إىل مراتبهم فصلوا ألنفسهم ركعة مث‬
‫سلموا "‪.‬‬
‫واجلمهور على أنه إذا اشتد اخلوف جاز أن يصلوا مستقبلي القبلة وغري مستقبليها ‪ ،‬وإمياء من غري‬
‫ركوع وال سجود ‪ .‬وخالف يف ذلك أبو حنيفة فقال ‪ :‬ال يصلي اخلائف إال إىل القبلة ‪ ،‬وال يصلي‬
‫أحد يف حال املسايفة ‪ .‬وسبب اخلالف يف ذلك خمالفة هذا الفعل لألصول ‪..‬‬

‫)‪(48‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وقد رأى قوم أن هذه الصفات كلها جائزة ‪ ،‬وأن للمكلف أن يصلي أيتها أحب ‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬إن‬
‫هذا االختالف إمنا كان حبسب اختالف املواطن ‪.‬‬
‫مفسدات الصالة‬
‫اتفقوا على أن احلدث يقطع الصالة ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يعيد الصالة من أولها إذا كان قد ذهب منها ركعة أو ركعتان قبل الحدث أم يبني‬
‫على ما قد مضى من الصالة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يبين ال يف حدث وال يف غريه مما يقطع الصالة إال يف الرعاف فقط ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬صح عن ابن عمر أنه رعف يف الصالة فبىن ومل يتكلم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يبين ال يف احلدث وال يف الرعاف ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬انعقد اإلمجاع على أن املصلي إذا انصرف إىل غري القبلة أنه قد خرج من الصالة ‪ ،‬وكذلك‬
‫إذا فعل فيها فعال كثريا مل جيز البناء ال يف احلدث وال يف الرعاف ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يبين يف األحداث كلها ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قياس سائر األحداث على الرعاف ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف العلماء هل يقطع الصالة مرور شيء بين يدي المصلي إذا صلى لغير سترة أو‬
‫مر بينه وبين السترة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يقطع الصالة شيء وليس عليه اإلعادة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عائشة قالت "لقد رأيتين بني يدي رسول اهلل ‪ ‬معرتضة كاعرتاض اجلنازة وهو‬
‫البخاري ومسلم‬
‫يصلي"‬
‫ق‪ : 2‬يقطع الصالة ‪ :‬مرور املرأة واحلمار والكلب األسود ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أيب ذر أنه ‪ ‬قال ‪" :‬يقطع الصالة املرأة واحلمار والكلب األسود" رواه مسلم ‪.‬‬
‫قضاء الصالة‬
‫اتفق املسلمون على أنه جيب القضاء على الناسي والنائم لثبوت قوله عليه الصالة والسالم وفعله ‪:‬‬
‫قال ‪" : ‬رفع القلم عن ثالث" فذكر النائم ‪ ..‬وقوله "إذا نام أحدكم عن الصالة أو نسيها فليصلها‬
‫إذا ذكرها" ‪ ..‬وروي أنه نام عن الصالة حىت خرج وقتها فقضاها ‪ .‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬‬

‫)‪(49‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في العامد هل يقضي ؟‬


‫ق‪ : 1‬جيب عليه القضاء ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يقضي وأنه آمث ‪ ..‬ابن حزم ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف شيئني ‪:‬‬
‫‪ -1‬جواز القياس يف الشرع ‪ -2 ..‬قياس العامد على الناسي إذا سلم جواز القياس ‪ ..‬إذ أن الناسي‬
‫والعامد ضدان ‪ :‬واألضداد ال يقاس بعضها على بعض إذ أحكامها خمتلفة ‪ ،‬وإمنا تقاس األشباه ‪ ،‬مل‬
‫جيز قياس العامد على الناسي‪ ،‬واحلق يف هذا أنه إذا جعل الوجوب من باب التغليظ كان القياس‬
‫سائغا ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يقضي المغمى عليه ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يقضي ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يقضي ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يقضي يف اخلمس فما دوهنا ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫تردده بني النائم واجملنون ‪ ،‬فمن شبهه بالنائم أوجب عليه القضاء ‪ ،‬ومن شبهه باجملنون أسقط عنه‬
‫الوجوب ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬كيف يقضي صالة حضرية في سفر أو صالة سفرية في حضر ؟‬
‫(تشبيها بالديون) ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ق‪ : 1‬يقضي مثل الذي عليه ومل يراعوا الوقت احلاضر ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪..‬‬
‫ق‪ : 2‬يقضي أبدا أربعا سفرية كانت منسية أو حضرية ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪( ..‬أخ ًذا باالحتياط) ‪.‬‬
‫(قياسا على املريض يتذكر صالة نسيها يف‬
‫ق‪ : 3‬يقضي أبدا فرض احلال اليت هو فيها ‪( ..‬قوم) ً‬
‫الصحة)‬
‫مسألة ‪ /‬متى يدرك الجمعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬إذا أدرك ركعة من اجلمعة فقد أدرك اجلمعة ‪ ،‬ويقضي ركعة ثانية ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫متفق عليه‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪" :‬من أدرك ركعة من الصالة فقد أدرك الصالة"‬
‫ق‪ : 2‬إذا أدرك منها أي شيء ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬الدليل حديث ‪" :‬ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأمتوا" ‪.‬‬
‫)‪(51‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫سجود السهو‬
‫مسألة ‪ /‬حكم سجود السهو ؟‬
‫ق‪ : 1‬فرض ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬سنة ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬الذي يكون لألفعال الناقصة واجب ‪ ،‬والذي لألقوال سنة ‪ ..‬مشهور مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬سجود السهو للنقصان واجب وسجود الزيادة مندوب ‪ .‬رواية عن مالك ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف محل أفعاله عليه الصالة والسالم يف ذلك على الوجوب أو على الندب ؟‬
‫فأما أبو حنيفة (وأمحد) فحمال أفعاله ‪ ‬يف السجود على الوجوب وهو األصل حلديث ‪" :‬صلوا‬
‫كما رأيتموين أصلي"‪..‬‬
‫وأما الشافعي فحمل أفعاله يف ذلك على الندب وأخرجها عن األصل بالقياس مبا ينوب عنه السجود‬
‫فإنه ال ينوب عن فرض بل عن ندب (لكن الصواب أنه ينوب عن واجب) ‪.‬‬
‫وأما مالك فتأكدت عنده األفعال أكثر من األقوال ‪ ،‬لكوهنا من صلب الصالة أكثر من األقوال ‪.‬‬
‫وتفريقه أيضا بني سجود النقصان والزيادة على الرواية الثانية ليكون سجود النقصان شرع بدال مما‬
‫سقط من أجزاء الصالة وسجود الزيادة كأنه استغفار ال بدل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬مواضع سجود السهو ؟‬
‫ق‪ : 1‬قبل السالم أبدا ‪ ..‬الشافعية ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬بعد السالم أبدا ‪ ..‬احلنفية ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إن كان لنقصان كان قبل السالم وإن كان لزيادة كان بعد السالم ‪ ..‬املالكية ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬يسجد قبل السالم يف املواضع اليت سجد فيها رسول اهلل ‪ ‬قبل السالم ‪ ،‬ويسجد بعد‬
‫السالم يف املواضع اليت سجد فيها رسول اهلل ‪ ‬بعد السالم ‪ ..‬أمحد بن حنبل ‪.‬‬
‫ق‪ : 5‬ال يسجد للسهو إال يف املواضع اخلمسة اليت سجد فيها رسول اهلل ‪ ‬فقط ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫دليل الشافعية ‪ :‬حديث ابن حبينة قال "صلى لنا رسول اهلل ‪ ‬ركعتني مث قام فلم جيلس فقام الناس‬
‫متفق‬
‫معه ‪ ،‬فلما قضى صالته وانتظر الناس تسليمه كرب وهو جالس ‪ ،‬وسجد سجدتني قبل أن يسلِّم"‬

‫)‪(51‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫عليه ‪ .‬وروي عن ابن شهاب أنه قال ‪" :‬كان آخر األمرين من رسول اهلل صلى‪ ‬السجود قبل‬
‫السالم" ‪.‬‬
‫دليل الحنفية ‪:‬‬
‫حديث ذي اليدين متفق عليه حني سلم ‪ ‬من اثنتني فأتى هبما وسجد للسهو بعد السالم ‪.‬‬
‫دليل المالكية ‪:‬‬
‫جاء السجود يف األحاديث الواردة بعد السالم يف الزيادة ‪ ،‬والسجود قبل السالم يف النقصان ‪،‬‬
‫فوجب أن يكون حكم السجود يف سائر املواضع كما هو يف هذا املوضع ‪ .‬قالو ا‪ :‬وهو أوىل من محل‬
‫األحاديث على التعارض ‪.‬‬
‫دليل أحمد ‪:‬‬
‫يعده ‪ ،‬وعدى السجود الذي ورد يف املواضع اليت قبل السالم ‪.‬‬
‫بعد السالم لورد األثر ومل ِّ‬
‫دليل الظاهرية ‪:‬‬
‫لظاهر النصوص ‪.‬‬
‫والمواضع الخمسة التي سها فيها رسول اهلل ‪: ‬‬
‫‪ -1‬أنه قام من اثنتني على ما جاء يف حديث ابن حبينة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه سلم من اثنتني على ما جاء يف حديث ذي اليدين ‪.‬‬
‫‪ -3‬أنه صلى مخسا على ما يف حديث ابن عمر ‪ ،‬خرجه مسلم والبخاري ‪.‬‬
‫‪ -4‬أنه سلم من ثالث على ما يف حديث عمران بن احلصني ‪.‬‬
‫‪ -5‬السجود عن الشك على ما جاء يف حديث أيب سعيد اخلدري أنه عليه الصالة والسالم قال "إذا‬
‫شك أحدكم يف صالته فلم يدر كم صلى أثالثا أم أربعا فليصل ركعة وليسجد سجدتني وهو جالس‬
‫قبل التسليم ‪ ،‬فإن كانت الركعة اليت صالها خامسة شفعها هباتني السجدتني ‪ ،‬وإن كانت رابعة‬
‫فالسجدتان ترغيم للشيطان " رواه مسلم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬بما ذا ينبِّه المأموم إمامه الساهي ؟‬
‫ق‪ : 1‬التسبيح للرجال والنساء ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬للرجال التسبيح وللنساء التصفيق ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬

‫)‪(52‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اختالفهم يف مفهوم قوله عليه الصالة والسالم ‪" :‬مايل أراكم أكثرمت من التصفيق من نابه شيء يف‬
‫صالته فليسبح فإنه إذا سبح التفت إليه ‪ ،‬وإمنا التصفيق للنساء" ‪ ..‬اختلفوا يف املراد من قوله ‪( :‬إمنا‬
‫التصفيق للنساء) ؟‬
‫فقال اجلمهور ‪ :‬املراد أن التصفيق هو حكم النساء يف السهو ‪ ..‬وقال مالك ‪ :‬املراد هو ذم التصفيق‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في النوافل هل تثنى أو تربع أو تثلث؟‬
‫ق‪ : 1‬صالة التطوع بالليل والنهار مثىن مثىن يسلم يف كل ركعتني ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن شاء ثىن أو ثلث أو ربع أو سدس أو مثن دون أن يفصل بينهما بسالم ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫دليل ق‪ : 1‬قوله ‪" : ‬صالة الليل مثىن مثىن " وثبت عنه عليه الصالة والسالم "أنه كان يصلي قبل‬
‫متفق عليه‬
‫الظهر ركعتني وبعدها ركعتني وبعد املغرب ركعتني وبعد اجلمعة ركعتني وقبل العصر ركعتني"‬
‫دليل ق‪ : 2‬حديث عائشة أهنا قالت ‪ ،‬وقد وصفت صالة رسول اهلل ‪" ‬كان يصلي أربعا فال‬
‫تسأل عن حسنهن وطوهلن‪ ،‬مث يصلي أربعا فال تسأل عن حسنهن وطوهلن ‪ ،‬مث يصلي ثالثا ‪ ،‬قالت‬
‫‪ :‬فقلت يا رسول اهلل أتنام قبل أن توتر ؟ قال ‪ :‬يا عائشة إن عيين تنامان وال ينام قليب" متفق عليه ‪..‬‬
‫رواه مسلم‬
‫وثبت عنه أيضا من طريق أيب هريرة أنه قال ‪" : ‬من كان يصلي بعد اجلمعة فليصلي أربعا"‬
‫وروى األسود عن عائشة "أن رسول اهلل ‪ ‬كان يصلي من الليل تسع ركعات فلما أسن صلى سبع‬
‫ركعات" رواه مسلم ‪ .‬فظاهر هذه األحاديث جيوز التنفل باألربع والثالث دون الفصل بينهم بسالم ‪.‬‬
‫صالة الكسوف‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في صفتها ؟‬
‫ق‪ : 1‬ركعتان يف كل ركعة ركوعان ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ركعتان على هيئة صالة العيد واجلمعة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫دليل ق‪ : 1‬حديث عائشة قالت ‪" :‬خسفت الشمس يف عهد رسول اهلل ‪ ‬فصلى بالناس فقام‬
‫فأطال القيام ‪ ،‬مث ركع فأطال الركوع ‪ ،‬مث قام فأطال القيام وهو دون القيام األول ‪ ،‬مث ركع فأطال‬
‫الركوع ‪ ،‬وهو دون الركوع األول ‪ ،‬مث رفع فسجد ‪ ،‬مث رفع فسجد ‪ ،‬مث فعل يف الركعة اآلخرة مثل ذلك‬
‫متفق عليه‬
‫‪ ،‬مث انصرف وقد جتلت الشمس"‬

‫)‪(53‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫دليل ق‪ : 2‬حديث أيب بكرة عند البخاري ومسرة بن جندب عند مسلم وعبد اهلل بن عمر والنعمان بن بشري‬
‫عند أيب داود والنسائي ‪ :‬أنه صلى يف الكسوف ركعتني كصالة العيد ‪ .‬قال أبو عمر بن عبد الرب ‪ :‬وهي كلها‬
‫آثار مشهورة صحاح ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في القراءة في صالة الكسوف ؟‬
‫ق‪ : 1‬القراءة فيها سر ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيهر بالقراءة فيها ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬باخليار ‪ ..‬الطربي ‪.‬‬
‫متفق عليه‬
‫دليل ق‪ : 1‬حديث ابن عباس عنه عليه الصالة والسالم "فقام قياما حنوا من سورة البقرة"‬
‫رواه أمحد‬
‫وقد روي هذا املعىن نصا عنه أنه قال "قمت إىل جنب رسول اهلل ‪ ‬فما مسعت منه حرفا"‬
‫والبيهقي ‪ ..‬وقد روي أيضا عن عائشة يف صالة الكسوف أهنا قالت "حتريت قراءته فحزرت أنه قرأ‬
‫سورة البقرة" رواه أبو داود ‪ ..‬وملكان ما جاء يف هذه اآلثار استحب مالك والشافعي أن يقرأ يف األوىل‬
‫البقرة ‪ ،‬ويف الثانية آل عمران ‪ ،‬ويف الثالثة بقدر مائة ومخسني آية من البقرة ‪ ،‬ويف الرابعة بقدر مخسني‬
‫آية من البقرة ‪ ،‬ويف كل واحدة أم القرآن ‪.‬‬
‫رواه‬
‫دليل ق‪ : 2‬حديث عائشة "أن النيب عليه الصالة والسالم جهر بالقراءة يف كسوف الشمس"‬
‫الرتمذي وقال حسن صحيح ‪ .‬وروي "أنه عليه الصالة والسالم قرأ يف إحدى الركعتني يف صالة الكسوف‬
‫بالنجم" عند ابن أيب شيبة مرسال ‪ ..‬وقاسوه بالعيد ‪.‬‬
‫دليل ق‪ : 3‬طريقة اجلمع ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا أيضا هل من شرطها (صالة الكسوف) الخطبة بعد الصالة ؟‬
‫ق‪ : 1‬اخلطبة من شرطها ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال خطبة يف صالة الكسوف ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف العلة اليت من أجلها خطب رسول اهلل ‪‬الناس ملا انصرف من صالة الكسوف على ما‬
‫يف حديث عائشة ‪ ،‬فزعم الشافعي أنه إمنا خطب ألن من سنة هذه الصالة اخلطبة كاحلال يف صالة‬
‫العيدين واالستسقاء ‪ .‬وقال اجلمهور أن خطبة النيب ‪ ‬إمنا كانت يومئذ ألن الناس زعموا أن‬
‫الشمس إمنا كسفت ملوت إبراهيم ابنه عليه السالم ‪.‬‬

‫)‪(54‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في الصالة لكسوف القمر؟‬


‫ق‪ : 1‬يصلى له يف مجاعة وعلى حنو ما يصلى يف كسوف الشمس ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يصلى له يف مجاعة ‪ ،‬واستحب أن يصلي الناس له أفذاذا ركعتني كسائر الصلوات النافلة ‪..‬‬
‫أبو حنيفة ومالك ‪ .‬وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫دليل ق‪ : 1‬حديث ‪" :‬إن الشمس والقمر آيتان من آيات اهلل ال خيسفان ملوت أحد وال حلياته فإذا‬
‫رأيتمومها فادعوا اهلل وصلوا حىت يكشف ما بكم وتصدقوا" متفق عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ألنه مل يرو عنه عليه الصالة والسالم أنه صلى يف كسوف القمر مع كثرة دورانه ‪ ..‬ويصلى‬
‫فر ًادا أخ ًذا باحلديث‬
‫مسألة ‪ /‬الصالة للزلزلة والريح والظلمة ؟‬
‫ق‪ : 1‬يستحب ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫قياسا على كسوف القمر والشمس لنصه عليه الصالة والسالم على العلة يف ذلك ‪ ،‬وهو كوهنا آية ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يصلي هلا ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫لعدم الدليل ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إن صلى للزلزلة فقد أحسن وإال فال حرج ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ألنه ‪ :‬روي عن ابن عباس أنه صلى هلا مثل صالة الكسوف ‪.‬‬
‫صالة االستسقاء‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في الصالة في االستسقاء ؟‬
‫ق‪ : 1‬الصالة من سنة اخلروج إىل االستسقاء ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس من سنته الصالة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫ورد يف بعض اآلثار أنه استسقى وصلى ‪ ،‬ويف بعضها مل يذكر فيها صالة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬خطبة االستسقاء هل هي قبل الصالة أو بعدها ؟‬
‫ق‪ : 1‬بعد الصالة قياسا على العيدين ‪ ..‬اجلمهور (مالك والشافعي وأمحد) ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬اخلطبة قبل الصالة ‪ ..‬الليث بن سعد ‪ ..‬قال ابن املنذر ‪" :‬قد روي عن النيب ‪ ‬أنه‬
‫استسقى فخطب قبل الصالة" وروي عن عمر بن اخلطاب مثل ذلك وبه نأخذ ‪..‬‬
‫)‪(55‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬هل يكبر فيها كما يكبر في العيدين ؟‬


‫ق‪ : 1‬يكرب فيها كما يكرب يف سائر الصلوات ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يكرب فيها كما يكرب يف العيدين ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫اختالفهم يف قياسها على صالة العيدين ‪ .‬وقد احتج الشافعي ملذهبه يف ذلك مبا روي عن ابن عباس‬
‫"أن رسول اهلل ‪ ‬صلى فيها ركعتني كما يصلي يف العيدين" ‪.‬‬
‫يحول رداءه ؟‬
‫مسألة ‪ /‬كيف ّ‬
‫ق‪ : 1‬جيعل ما على ميينه على مشاله وما على مشاله على ميينه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عبد اهلل بن زيد "أنه ‪ ‬خرج إىل املصلى يستسقي‪ ،‬فاستقبل القبلة وقلب رداءه‬
‫وصلى ركعتني" ويف بعض رواياته قلت ‪ :‬أجعل الشمال على اليمني ‪ ،‬واليمني على الشمال ‪ ،‬أم‬
‫أجعل أعاله أسفله ؟ قال ‪ :‬بل اجعل الشمال على اليمني واليمني على الشمال ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيعل أعاله أسفله وما على ميينه منه على يساره‪ ،‬وما على يساره على ميينه ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عبد اهلل هذا أنه قال "استسقى رسول اهلل ‪ ‬وعليه مخيصة له سوداء ‪ ،‬فأراد أن‬
‫يأخذ بأسفلها فيجعله أعالها ‪ ،‬فلما ثقلت عليه قلبها على عاتقه" ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬متى يحول اإلمام رداءه ؟‬
‫ق‪ : 1‬عند الفراغ من اخلطبة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إذا مضى صدر من اخلطبة ‪ .‬أبو يوسف ‪ ،‬وروي ذلك أيضا عن مالك ‪.‬‬
‫وكلهم يقول ‪ :‬إنه إذا حول اإلمام رداءه قائما حول الناس أرديتهم جلوسا ‪ ،‬لقوله عليه الصالة‬
‫والسالم "إمنا جعل اإلمام ليؤمت به" إال حممد بن احلسن والليث ابن سعد وبعض أصحاب مالك ‪،‬‬
‫فإن الناس عندهم ال حيولون أرديتهم بتحويل اإلمام ‪ ،‬ألنه مل ينقل ذلك يف صالته عليه الصالة‬
‫والسالم هبم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬وقت الخروج لصالة االستسقاء ؟‬
‫ق‪ : 1‬وقت اخلروج إىل صالة العيدين ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫روى أبو داود عن عائشة "أن رسول اهلل ‪ ‬خرج إىل االستسقاء حني بدا حاجب الشمس"‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬اخلروج إليها عند الزوال ‪ ..‬ابن حزم ‪.‬‬
‫)‪(56‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫صالة العيدين‬
‫أمجع العلماء على ‪:‬‬
‫‪ -1‬استحسان الغسل لصالة العيدين ‪.‬‬
‫‪ -2‬أهنما بال أذان وال إقامة لثبوت ذلك عن رسول اهلل ‪ ‬إال ما أحدث من ذلك معاوية يف أصح‬
‫األقاويل ‪.‬‬
‫‪ -3‬السنة فيها تقدمي الصالة على اخلطبة لثبوت ذلك أيضا عن رسول اهلل ‪ ، ‬إال ما روي عن‬
‫عثمان بن عفان أنه أخر الصالة وقدم اخلطبة لئال يفرتق الناس قبل اخلطبة ‪.‬‬
‫‪ -4‬ال توقيت يف القراءة يف العيدين ‪ ،‬وأكثرهم استحب أن يقرأ يف األوىل بسبح ‪ ،‬ويف الثانية‬
‫بالغاشية لتواتر ذلك عن رسول اهلل ‪ ‬واستحب الشافعي القراءة فيهما ب "ق والقرآن اجمليد" و‬
‫"اقرتبت الساعة" لثبوت ذلك عنه عليه الصالة والسالم ‪.‬‬
‫‪ -5‬يستحب أن يفطر يف عيد الفطر قبل الغدو إىل املصلى ‪ ،‬وأن ال يفطر يوم األضحى إال بعد‬
‫الصالة ‪.‬‬
‫‪ -6‬يستحب أن يرجع من غري الطريق اليت مشى عليها لثبوت ذلك من فعله عليه الصالة والسالم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في تكبير اإلمام في صالة العيد ؟‬
‫ق‪ : 1‬يف األوىل سبع مع تكبرية اإلحرام ‪ ،‬ويف الثانية ست مع تكبرية القيام من السجود ‪ ..‬مالك‬
‫وأمحد(‪. )1‬‬
‫ق‪ : 2‬يف األوىل مثان (أي ومنها تكبرية اإلحرام) ‪ ،‬ويف الثانية ست مع تكبرية القيام من السجود ‪..‬‬
‫الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يف األوىل ثالث تكبريات بعد تكبرية اإلحرام ‪ ،‬ويف الثانية ثالث تكبريات بعد القراءة وقبل‬
‫الركوع ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالف اآلثار املنقولة يف ذلك عن الصحابة ‪ ..‬فذهب مالك وأحمد إىل ما رواه عن ابن عمر أنه‬
‫قال ‪ :‬شهدت األضحى والفطر مع أيب هريرة فكرب يف األوىل سبع تكبريات قبل القراءة يف اآلخرة‬

‫)‪ (1‬وقال أحمد ‪ :‬والكل جائز ‪.‬‬


‫)‪(57‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مخسا قبل القراءة ‪ ،‬وألن العمل عنده باملدينة كان على هذا ‪ ،‬وهبذا األثر بعينه أخذ الشافعي ‪ ،‬إال‬
‫أنه تأول يف السبع أنه ليس فيها تكبرية اإلحرام ‪.‬‬
‫وأما أبو حنيفة وسائر الكوفيني فإهنم اعتمدوا يف ذلك على ابن مسعود ‪ ،‬وذلك أنه ثبت عنه أنه‬
‫كان يعلمهم صالة العيدين على الصفة املتقدمة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا اجتمع في يوم واحد عيد وجمعة ‪ ،‬هل يجزئ العيد عن الجمعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيزئ العيد عن اجلمعة وليس عليه يف ذلك اليوم إال العصر فقط ‪ ..‬عطاء ‪ ،‬وروي ذلك عن‬
‫ابن الزبري وعلي ‪ .‬ق‪ : 2‬هذه رخصة ألهل البوادي الذين يردون األمصار للعيد واجلمعة خاصة ‪..‬‬
‫الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬من صلى العيد سقطت عنه اجلمعة ‪ ،‬لكن على اإلمام أن يقيمها ‪ .‬أمحد ‪..‬‬
‫ق‪ : 4‬ال ينوب أحدمها عن األخر ‪ ،‬العيد على أنه سنة ‪ ،‬واجلمعة على أهنا فرض ‪ ..‬أبو حنيفة‬
‫ومالك ‪.‬‬
‫دليل ق‪ : 1‬عن وهب بن كيسان قال ‪ :‬اجتمع عيدان على عهد بن الزبري ‪ ،‬فأخر اخلروج حىت تعاىل‬
‫النهار ‪ ،‬مث خرج فخطب فأطال اخلطبة ‪ ،‬مث نزل فصلى ومل يصل للناس يومئذ اجلمعة ‪ .‬فذكر ذلك‬
‫البن عباس فقال أصاب السنة(‪.)1‬‬
‫دليل ق‪ : 2‬روي عن عثمان أنه خطب يف يوم عيد ومجعة فقال ‪ :‬من أحب من أهل العالية أن‬
‫ينتظر اجلمعة فلينتظر ‪ ،‬ومن أحب أن يرجع فلريجع ‪ .‬رواه مالك يف املوطأ‪ ،‬وروى حنوه عن عمر بن‬
‫عبد العزيز ‪.‬‬
‫دليل ق‪ : 3‬عن ابن عباس – رضي اهلل عنهما ‪ -‬عن رسول اهلل ‪ ‬أنه قال ‪ ( :‬اجتمع عيدان يف‬
‫يومكم هذا ‪ ،‬فمن شاء أجزأه من اجلمعة ‪ ،‬وإنا جممعون أن شاء اهلل )(‪.)2‬‬
‫دليل ق‪ : 4‬أن هذا هو األصل إال أن يثبت يف ذلك شرع جيب املصري إليه ‪.‬‬
‫سجود القرآن‬
‫حكم سجود التالوة ؟‬
‫ق‪ : 1‬واجب ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬

‫)‪ (1‬رواه النسائي ‪ ..‬قال األلباني ‪ :‬صحيح ‪.‬‬


‫)‪ (2‬رواه أبو داود وابن ماجه ‪ .‬قال األلباني ‪ :‬صحيح ‪.‬‬
‫)‪(58‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬مسنون ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬


‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫اختالفهم يف مفهوم األوامر بالسجود واألخبار اليت معناها معىن األوامر بالسجود مثل قوله تعاىل ‪:‬‬
‫((إذا تتلى عليهم آيات الرمحن خروا سجدا وبكيا)) هل هي حممولة على الوجوب أو على الندب؟‬
‫فأبو حنيفة محلها على ظاهرها من الوجوب ‪.‬‬
‫واستدل اجلمهور حبديث زيد بن ثابت أنه قال (كنت أقرأ القرآن على رسول اهلل ‪ ‬فقرأت سورة‬
‫احلج فلم يسجد ومل نسجد) ‪ ..‬ومبا ثبت أن عمر بن اخلطاب قرأ السجدة يوم اجلمعة فنزل وسجد ‪،‬‬
‫وسجد الناس ‪ ،‬فلما كان يف اجلمعة الثانية وقرأها هتيأ الناس للسجود فقال ‪ :‬على رسلكم ؛ إن اهلل‬
‫مل يكتبها علينا إال أن نشاء ‪ ..‬قال هذا مبحضر الصحابة ‪ ،‬فلم ينقل عن أحد منهم خالف وهم‬
‫أفهم مبغزى الشرع‪.‬‬
‫عدد عزائم سجود القرآن؟‬
‫قال أبو حنيفة ‪ :‬هي اثنتا عشرة سجدة ‪ ..‬قال الطحاوي ‪ :‬وهي كل سجدة جاءت بلفظ اخلرب ‪.‬‬
‫وقال مالك يف املوطأ ‪ :‬األمر عندنا أن عزائم سجود القرآن إحدى عشرة سجدة ليس يف املفصل‬
‫منها شيء ‪ ..‬أثبت سجدة ص ‪ ،‬ومل ير السجدة الثانية من احلج ‪.‬‬
‫وقال الشافعي ‪ :‬أربع عشرة سجدة ‪ :‬ثالث منها يف املفصل ‪ ..‬ومل ير يف ((ص)) سجدة ألهنا عنده‬
‫من باب الشكر ‪.‬‬
‫وقال أمحد ‪ :‬هي مخسة عشرة سجدة أثبت فيها الثانية من احلج وسجدة ((ص)) ‪.‬‬

‫كتاب أحكام امليت‬


‫مسألة ‪:‬‬
‫غسل الشهيد ‪ :‬أعني الذي قتله في المعترك المشركون ؟‬
‫هل ي ّ‬
‫ق‪ : 1‬ال يغسل ‪ ..‬اجلمهور (األئمة األربعة) ‪.‬‬
‫ملا روي "أن رسول اهلل ‪ ‬أمر بقتلى أحد فدفنوا بثياهبم ومل يصل عليهم" رواه البخاري ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يغسل كل مسلم ‪ ..‬احلسن وسعيد ابن املسيب ‪.‬‬

‫)‪(59‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ألن كل ميت جينب ‪ ،‬ولعلهم كانوا يرون إن ما فعل بقتلى أحد كان ملوضع الضرورة ‪ :‬أعين املشقة يف‬
‫غسلهم ‪ ..‬وسئل أبو عمر فيما حكى ابن املنذر عن غسل الشهيد فقال ‪ :‬قد غسل عمر وكفن‬
‫وحنط وصلى عليه ‪ ،‬وكان شهيدا يرمحه اهلل ‪.‬‬
‫غسلوا ؟‬
‫مسألة ‪ /‬الشهداء من قتل اللصوص أو غير أهل الشرك هل ي ّ‬
‫غسلوا (حكمهم حكم من قتله أهل الشرك) ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬ ‫ق‪ : 1‬ال ي َّ‬
‫غسلوا ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ي َّ‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل املوجب لرفع حكم الغسل هي الشهادة مطلقا أو الشهادة على أيدي الكفار ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬غسل المسلم للكافر ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال بأس بغسل املسلم قرابته من املشركني ودفنهم ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يغسل املسلم والده الكافر وال يقربه ‪ ،‬إال أن خياف ضياعه فيواريه ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫هل الغسل من باب العبادة ‪ ،‬أو من باب النظافة ؟ فإن كانت عبادة مل جيز غسل الكافر ‪ ،‬وإن‬
‫كانت نظافة جاز غسله ‪ ..‬وقد روي "أن النيب عليه الصالة والسالم أمر بغسل عمه ملا مات"‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفقوا على أن الرجال يغسلون الرجال والنساء يغسلون النساء ‪.‬‬
‫واختلفوا في المرأة تموت مع الرجال ‪ ،‬أو الرجل يموت مع النساء (ما لم يكونا زوجين) ؟‬
‫ق‪ : 1‬يغسل كل واحد منهما صاحبه من فوق الثياب ‪( ..‬مالك يف املشهور)‬
‫ق‪ : 2‬ييمم كل واحد منهما صاحبه ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ورواية ملالك وألمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال يغسل واحد منهما صاحبه وال ييممه ‪ ،‬بل يدفن من غري غسل ‪ ..‬الليث بن سعد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫الرتجيح بني تغليب النهي على األمر ‪ ،‬أو األمر على النهي ‪ ،‬وذلك أن الغسل مأمور به ‪ ،‬ونظر‬
‫الرجل إىل بدن املرأة واملرأة إىل بدن الرجل منهي عنه ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أمجعوا من هذا الباب على جواز غسل املرأة زوجها ‪.‬‬
‫)‪(61‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫واختلفوا في جواز غسله إياها ؟‬


‫ق‪ : 1‬جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تشبيه املوت بالطالق ‪ ،‬فمن شبهه بالطالق قال ‪ :‬ال حيل أن ينظر إليها بعد املوت ‪ ،‬ومن مل يشبهه‬
‫بالطالق وهم اجلمهور قال‪ :‬إن ما حيل له من النظر إليها قبل املوت حيل له بعد املوت ‪ ..‬وإمنا دعا‬
‫أبا حنيفة أن يشبه املوت بالطالق ألنه رأى أنه إذا ماتت إحدى األختني حل له نكاح األخرى ‪،‬‬
‫كاحلال فيها إذا طلقت ‪ ..‬وهذا فيه بعد ‪ ،‬فإن علة منع اجلمع مرتفعة بني احلي وامليت ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أمجعوا على أن املطلقة املبتوتة ال تغسل زوجها ‪.‬‬
‫واختلفوا في الرجعية هل تغسل زوجها ؟‬
‫ق‪ : 1‬تغسله ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تغسله ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هو هل حيل للزوج أن ينظر إىل الرجعية أو ال ينظر إليها ؟‬
‫غسل ميتا هل يجب عليه الغسل ؟‬
‫مسألة ‪ /‬من ّ‬
‫ق‪ : 1‬ال غسل عليه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أمساء فإهنا ملا غسلت أبا بكر ‪ ‬خرجت فسألت من حضرها من املهاجرين‬
‫واألنصار وقالت إين صائمة ‪ ،‬وإن هذا يوم شديد الربد فهل علي من غسل ؟ قالوا ‪ :‬ال ‪ .‬وحديث‬
‫أمساء صحيح ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيب عليه الغسل ‪( ..‬قوم) ‪.‬‬
‫رواه أبو‬
‫الدليل حديث أيب هريرة عن النيب ‪ ‬أنه قال ‪" :‬من غسل ميتا فليغتسل ‪ ،‬ومن محله فليتوضأ"‬
‫داود عند أكثر أهل العلم غري صحيح ‪ .‬وسؤال أمساء واهلل أعلم يدل على اخلالف يف ذلك يف الصدر األول ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل ينزع عن الميت قميصه إذا غسل ؟ أم يغسل في قميصه ؟‬
‫ق‪ : 1‬تنزع ثيابه وتسرت عورته ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫)‪(61‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬يغسل يف قميصه ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬


‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تردد غسله عليه الصالة والسالم يف قميصه بني أن يكون خاصا به وبني أن يكون سنة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬صفة المشي مع الجنازة ؟‬
‫ق‪ : 1‬املشي أمامها ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬جاء عند مالك وأصحاب السنن عن النيب عليه الصالة والسالم مرسال ‪ ،‬املشي أمام اجلنازة‬
‫‪ ،‬وعن أيب بكر وعمر ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬املشي خلفها أفضل ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عن عبد الرمحن بن أبزى قال ‪ :‬كنت أمشي مع علي يف جنازة وهو آخذ بيدي ‪ ،‬وهو ميشي‬
‫خلفها ‪ ،‬وأبو بكر وعمر ميشيان أمامها ‪ ،‬فقلت له يف ذلك فقال ‪ :‬إن فضل املاشي خلفها على‬
‫املاشي أمامها كفضل صالة املكتوبة على صالة النافلة ‪ ،‬وإهنما ليعلمان ذلك ‪ ،‬ولكنهما سهالن‬
‫يسهالن على الناس ‪ .‬وروي عن علي ‪ ‬أنه قال ‪ :‬قدمها بني يديك واجعلها نصب عينيك فإمنا‬
‫هي موعظة وتذكرة وعربة ‪ .‬وروي أيضا عن ابن مسعود ‪ ‬أنه كان يقول ‪ :‬سألنا رسول اهلل ‪ ‬عن‬
‫السري مع اجلنازة فقال "اجلنازة متبوعة وليست بتابعة ‪ ،‬وليس معها من يقدمها" رواه أصحاب السنن ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬القيام للجنازة ؟‬
‫ق‪ : 1‬القيام إىل اجلنازة منسوخ ‪( ..‬األئمة األربعة)‬
‫الدليل ‪ :‬ما روى مالك من حديث علي بن أيب طالب "أن رسول اهلل ‪ ‬كان يقوم يف اجلنائز مث‬
‫جلس" رواه مسلم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيب القيام ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عامر بن ربيعة قال ‪ :‬قال رسول اهلل ‪" ‬إذا رأيتم اجلنائز فقوموا إليها حىت ختلفكم‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫أو توضع"‬
‫مسألة ‪ /‬هل في صالة الجنازة قراءة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس فيها قراءة إمنا هو الدعاء ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪ .‬قال مالك ‪ :‬قراءة فاحتة الكتاب فيها‬
‫ليس بعمول به يف بلدنا حبال ‪ ،‬وإمنا حيمد اهلل ويثين عليه بعد التكبرية األوىل مث يكرب الثانية فيصلي‬
‫على النيب ‪ ، ‬مث يكرب الثالثة فيشفع للميت مث يكرب الرابعة ويسلم ‪.‬‬
‫)‪(62‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬يقرأ بعد التكبرية األوىل بفاحتة الكتاب ‪ ،‬مث يفعل يف سائر التكبريات مثلما قال مالك ‪..‬‬
‫الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة العمل لألثر ‪ ،‬وهل يتناول أيضا اسم الصالة صالة اجلنائز أم ال ؟‬
‫أما العمل فهو الذي حكاه مالك عن بلده ‪ ،‬وأما األثر فهو ما رواه البخاري عن طلحة بن عبد اهلل‬
‫بن عوف قال ‪ :‬صليت خلف ابن عباس على جنازة فقرأ بفاحتة الكتاب فقال ‪ :‬تعلموا أهنا السنة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬التسليم من الجنازة هل هو واحد أو اثنان ؟‬
‫ق‪ : 1‬واحد ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬اثنان ‪ ..‬أبو حنيفة وقول للشافعي ‪. .‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف التسليم من الصالة ‪ ،‬وقياس صالة اجلنائز على الصالة املفروضة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يصلّى على من قتل نفسه ؟‬
‫ق‪ : 2‬نعم يصلى عليه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 1‬ال يصلى عليه ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫الختالفهم يف تصحيح حديث جابر بن مسرة "أن رسول اهلل ‪ ‬أىب أن يصلي على رجل قتل نفسه"‬
‫مسألة ‪ /‬الصالة على الشهداء المقتولين في المعركة ؟‬
‫ق‪ : 1‬يصلى عليهم وال يغسلوا ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫رواه أبو داود‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عباس "أنه ‪ ‬صل ى على قتلى أحد وعلى محزة ومل يغسل ومل يتيمم"‬
‫ويف إسناده رجل مبهم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يصلى عليهم وال يغسلوا ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫رواه البخاري‬
‫الدليل ‪ :‬حديث جابر "أنه ‪ ‬أمر بشهداء أحد فدفنوا بثياهبم ومل يصل عليهم ومل يغسلوا"‬
‫مسألة ‪ /‬متى يصلى على الطفل ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يصلى على الطفل حىت يستهل صارخا ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬

‫)‪(63‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬عن جابر ‪ ‬عن النيب ‪ ‬أنه قال "الطفل ال يصلى عليه وال يرث وال يورث حىت يستهل‬
‫رواه الرتمذي والنسائي بسند ضعيف ‪.‬‬
‫صارخا"‬
‫ق‪ : 2‬يصلي عليه إذا نفخ فيه الروح ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث املغرية بن شعبة أنه ‪ ‬قال ‪" :‬الطفل يصلى عليه" رواه أصحاب السنن ‪ .‬ومعلوم أن املعترب‬
‫يف الصالة وهو حكم اإلسالم واحلياة ‪ ،‬والطفل إذا حترك فهو حي وحكمه حكم املسلمني ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال يصلى على األطفال أصال ‪ ..‬سعيد بن جبري ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬روى أبو داود "أن النيب ‪ ‬مل يصل على ابنه إبراهيم وهو ابن مثانية عشر أشهر" ‪..‬‬
‫واختلف يف صحته ‪ ..‬صححه ابن حزم ‪ ..‬وقال اإلمام أمحد ‪ :‬منكر جدا ‪ ..‬وقال البيهقي ‪ :‬قد‬
‫أثبتوا صالة الرسول ‪ ‬على ابنه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬األولى بالتقديم للصالة على الجنازة؟‬
‫ق‪ : 1‬الوايل ‪ ..‬اجلمهور ‪ .‬للشبه بصالة اجلمعة من حيث هي صالة مجاعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الويل ‪ :‬الشافعي ‪ .‬للشبه بسائر احلقوق اليت الويل أحق هبا ‪ ،‬مثل مواراته ودفنه ‪.‬‬
‫قال أبو بكر بن املنذر ‪ :‬وقدم احلسني بن علي سعيد بن العاص وهو وايل املدينة ليصلي على احلسن‬
‫بن علي وقال ‪ :‬لوال أهنا سنة ما تقدمت ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الصالة على الغائب ؟‬
‫ق‪ : 1‬يصلى عليه ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪ ..‬حلديث النجاشي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يصلى عليه ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪ ..‬قالوا ‪ :‬بأن ذلك خاص بالنجاشي وحده ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يصلى على بعض الجسد ؟‬
‫ق‪ : 1‬يصلى على أكثره ؛ لتناول اسم امليت له ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يصلى على أقله ؛ ألن حرمة البعض كحرمة الكل ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يصلى على الميت في األوقات التي ورد النهي عن الصالة فيها ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يصلى عليه يف األوقات اخلمسة ‪ ..‬عطاء والنخعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يصلى عليه يف األوقات الثالثة ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عقبة بن عامر "ثالث ساعات كان رسول اهلل ‪ ‬ينهانا أن نصلي فيها وأن نقرب‬
‫رواه مسلم‬
‫موتانا"‬
‫)‪(64‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 3‬ال يصلى عليه يف الغروب والطلوع فقط ‪ ..‬مالك ‪.‬‬


‫ق‪ : 4‬يصلى عليه ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الصالة على الجنازة في المسجد ؟‬
‫ق‪ :1‬جائزة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عائشة من أهنا أمرت أن مير عليها بسعد بن أيب وقاص يف املسجد حني مات‬
‫لتدعو له ‪ ،‬فأنكر الناس عليها ذلك ‪ ،‬فقالت ‪ :‬ما أسرع ما نسي الناس ‪ ،‬ما صلى رسول اهلل ‪‬‬
‫رواه مسلم‬
‫على سهل بن بيضاء إال يف املسجد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تكره ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أيب هريرة ‪ ،‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال ‪" :‬من صلى على جنازة يف املسجد فال شيء له"‬
‫رواه أبو داود وهو ضعيف ‪ ،‬ويف النسخ املشهورة ‪" :‬فال شيء عليه" ‪ ،‬لكن إنكار الصحابة على‬
‫عائشة يدل على اشتهار العمل خبالف ذلك عندهم ‪ ،‬ويشهد لذلك بروزه ‪ ‬للمصلى لصالته على‬
‫النجاشي ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في جواز التيمم لصالة الجنازة إذا خيف فواتها ؟‬
‫ق‪ : 1‬يتيمم ويصلى هلا إذا خاف الفوات ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يصلى عليها بتيمم ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز أن يصلى على اجلنازة بغري طهارة ‪ ..‬الشعيب ؛ ألن اسم الصالة ال يتناول صالة اجلنازة‪،‬‬
‫وإمنا يتناوهلا اسم الدعاء إذ كان ليس فيها ركوع وال سجود ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫قياسها يف ذلك على الصالة املفروضة فمن شبهها هبا أجاز التيمم ‪ ،‬أعين من شبه ذهاب الوقت‬
‫بفوات الصالة على اجلنازة ‪ ،‬ومن مل يشبهها هبا مل جيز التيمم ألهنا عنده من فروض الغاية أو من‬
‫سنن الكفاية على اختالفهم يف ذلك ‪.‬‬
‫كتاب الزكاة‬
‫اتفقوا على أن الزكاة جتب على كل مسلم حر بالغ عاقل مالك النصاب ملكا تاما ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في وجوبها على اليتيم (الصغير) ؟‬
‫ق‪ : 1‬جتب الزكاة يف أمواهلم ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫)‪(65‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬ليس يف مال اليتيم صدقة أصال ‪ ..‬النخعي واحلسن وسعيد بن جبري ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬عليه الزكاة فيما خترجه األرض ‪ ،‬وليس عليه زكاة فيما عدا ذلك ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هو اختالفهم يف مفهوم الزكاة الشرعية هل هي عبادة كالصالة والصيام ؟ أم هي حق واجب للفقراء‬
‫على األغنياء ؟‬
‫مسألة ‪ /‬الزكاة في مال العبيد ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال زكاة يف أمواهلم أصال ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬زكاة مال العبد على سيده ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جتب على العبد يف ماله الزكاة ‪ ..‬الظاهرية ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف هل ميلك العبد ملكا تاما أو غري تام ؟‬
‫مسألة ‪ /‬هل على الدين الذي في الذمة زكاة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال زكاة فيه وإن قبض ‪ ..‬أحد قويل الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إذا قبضه زكاة ملا مضى من السنني ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يزكيه حلول واحد وإن أقام عند المديان سنني إذا كان أصله عن عوض ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل على الثمار المحبسة األصول (الموقوفة) زكاة ؟‬
‫ق‪ : 1‬جتب فيها الزكاة ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال زكاة فيها ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إذا كانت موقوفة على املساكني فال زكاة فيها ‪ ،‬وإذا كانت على قوم بأعياهنم ففيها الزكاة ‪..‬‬
‫أمحد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ما حكم من منع الزكاة ولم يجحد وجوبها؟‬
‫ق‪ : 1‬حكم املرتد ‪ ..‬أبو بكر ‪. ‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس مرتدًّا ولكن تؤخذ منه بالقوة ‪ ..‬عمر ‪ ‬واجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬حيبس حىت يؤديها ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫)‪(66‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫هل اسم اإلميان الذي هو ضد الكفر ينطلق على االعتقاد دون العمل أو من شرطه وجود العمل معه‬
‫ما جتب فيه الزكاة من األموال‬
‫اتفقوا على ‪:‬‬
‫‪ -1‬صنفان من املعدن ‪ :‬الذهب والفضة اللتني ليستا حبلي ‪.‬‬
‫‪ -2‬ثالثة أصناف من احليوان ‪ :‬اإلبل والبقر والغنم ‪.‬‬
‫‪ -3‬صنفان من احلبوب ‪ :‬احلنطة والشعري ‪.‬‬
‫‪ -4‬صنفان من الثمر ‪ :‬التمر والزبيب ‪ ..‬ويف الزيت خالف شاذ ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل في الذهب المع ّد لالستعمال (الحلي) زكاة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال زكاة فيه إذا أريد للزينة واللباس ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬فيه الزكاة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬تردد شبهه بني العروض املقصود منها املنافع وبني الترب والفضة اللتني املقصود منهما املعاملة ؟‬
‫رواه‬
‫‪ -2‬اختالف اآلثار يف ذلك ‪ ،‬وذلك أنه روى جابر عن النيب ‪ ‬أنه قال ‪" :‬ليس يف احللي زكاة"‬
‫ابن اجلوزي وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده "أن امرأة أتت إىل رسول اهلل ‪ ‬ومعها ابنة هلا ‪،‬‬
‫ويف يد ابنتها َم َسكتان غليظتان من ذهب ‪ ،‬فقال هلا ‪ :‬أتؤدين زكاة هذا ؟ قالت ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬أيسرك‬
‫أن يسورك اهلل هبما يوم القيامة سوارين من نار ؟ فخلعتهما وألقتهما إىل النيب ‪ ‬وقالت ‪ :‬مها هلل‬
‫ورسوله" رواه أصحاب السنن ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الزكاة في الخيل ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال زكاة يف اخليل ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله عليه الصالة والسالم "ليس على املسلم يف عبده وال فرسه صدقة" متفق عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إذا كانت سائمة وقصد هبا النسل أن فيها الزكاة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله ‪ - ‬وقد ذكر اخليل ‪" : -‬ومل ينس حق اهلل يف رقاهبا وال ظهورها" متفق عليه ‪.‬‬
‫وصح عن عمر ‪ ‬أنه كان يأخذ منها الصدقة ‪ ،‬فقيل إنه كان باختيار منهم ‪ .‬و‬
‫كذلك القياس يف أن اخليل السائمة حيوان مقصود به النماء والنسل ‪ ،‬فأشبه األبل والبقر ‪.‬‬
‫والسبب يف اختالفهم ‪:‬‬
‫)‪(67‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫هل من شرط وجوب الزكاة في اإلبل والبقر والغنم أن تكون سائمة ؟‬


‫ق‪ : 1‬ال يشرتط ‪ ،‬فتجب الزكاة يف هذه األصناف الثالثة سائمة كانت أو غري سائمة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عموم حديث ‪" :‬يف أربعني شاة شاة" رواه أبو داود والرتمذي ‪ ..‬والعموم أقوى من دليل اخلطاب ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يشرتط أن تكون سائمة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله ‪" : ‬يف سائمة الغنم الزكاة" رواه البخاري ‪ ..‬دليل اخلطاب يقتضي أن ال زكاة يف غري‬
‫السائمة‬
‫ق‪ : 3‬يشرتط يف البقر أن تكون سائمة ‪ ،‬وال يشرتط يف اإلبل والغنم ‪ ..‬ابن حزم ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬البقر مل يثبت فيها أثر وجب أن يتمسك فيها باإلمجاع ‪ ،‬وهو أن الزكاة يف السائمة منها‬
‫فقط ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أمجعوا على أنه ليس فيما خيرج من احليوان زكاة إال العسل ‪ ،‬فإهنم اختلفوا فيه ‪.‬‬
‫هل تجب في العسل زكاة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال زكاة فيه ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬فيه زكاة ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪..‬‬
‫ونصابه عند أمحد ‪ 361‬رطال بغداديًا = ‪ 155،5‬كغ ‪ .‬وليس له نصاب عند أيب حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف تصحيح األثر الوارد يف ذلك ‪ ،‬وهو قوله ‪" : ‬يف كل عشرة أزق زق" خرجه الرتمذي‬
‫وغريه‬
‫مسألة ‪ /‬جنس النبات الذي تجب فيه الزكاة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال زكاة إال يف تلك األربع فقط ‪ ..‬وبه قال ابن أيب ليلى وسفيان الثوري وابن املبارك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الزكاة يف مجيع املدخر املقتات من النبات ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬الزكاة يف كل ما خترجه األرض ما عدا احلشيش واحلطب والقصب ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬جتب يف كل ما يكال ويدخر ن الثمار والزروع ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختالفهم يف تعلق الزكاة هبذه األصناف األربعة هل هو لعينها أو لعلة فيها ‪ ،‬وهي االقتيات ؟‬
‫)‪(68‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -2‬معارضة القياس لعموم حديث "فيما سقت السماء العشر‪ ،‬وفيما سقى بالنضج نصف العشر"‬
‫وعموم وقوله تعاىل ‪(( :‬وآتوا حقه يوم حصاده)) ‪ ..‬والقياس ‪ ،‬فهو أن الزكاة إمنا املقصود منها سد‬
‫اخللة ‪ ،‬وذلك ال يكون غالبا إال فيما هو قوت ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الزكاة في الزيتون ؟‬
‫ق‪ : 1‬جتب فيه الزكاة ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس فيه زكاة ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل هو قوت أم ليس بقوت ؟‬
‫مسألة ‪ /‬هل تجب الزكاة في عروض التجارة ؟‬
‫ق‪ : 1‬جتب ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جتب ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف وجوب الزكاة بالقياس ‪ ،‬واختالفهم يف تصحيح حديث مسرة بن جندب أنه قال "كان‬
‫رسول اهلل ‪ ‬يأمرنا أن خنرج الزكاة مما نعده للبيع" رواه أبو داود ويف إسناده لني ‪ ..‬وأما القياس الذي اعتمده‬
‫اجلمهور فهو أن العروض املتخذة للتجارة مال مقصود به التنمية ‪ ،‬فأشبه األجناس الثالثة اليت فيها‬
‫الزكاة باتفاق ‪ ،‬أعين احلرث واملاشية والذهب والفضة ‪.‬‬
‫زكاة الذهب والفضة‬
‫اتفقوا أن نصاب الفضة مخس أواق لقوله عليه الصالة والسالم الثابت "ليس فيما دون مخس أواق‬
‫من الورق صدقة" واألوقية عندهم أربعون درمها كيال ‪ ..‬فنصاب الفضة = ‪ 211‬درمها ‪ ..‬ويساوي‬
‫‪ 81‬غم تقريبًا ‪.‬‬
‫وأما القدر الواجب فيه ‪ ،‬فإهنم اتفقوا على أن الواجب يف ذلك هو ربع العشر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬نصاب الذهب ؟‬
‫ق‪ : 1‬عشرين دينارا وزنا ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أربعني دينارا ‪ ..‬احلسن بن أيب احلسن البصري وأكثر أصحاب داود بن علي ‪.‬‬

‫)‪(69‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : : 3‬ما يبلغ صرفها مائيت درهم أو قيمتها ‪ ..‬هذا فيما كان منها دون األربعني دينارا ‪ ،‬فإذا بلغت‬
‫أربعني دينارا كان االعتبار هبا لنفسه ال بالدراهم ال صرفا وال قيمة ‪..‬‬
‫دليل األئمة األربعة ‪ :‬ما روى احلسن بن عمارة من حديث علي أنه عليه الصالة والسالم قال ‪:‬‬
‫"هاتوا زكاة الذهب من كل عشرين دينارا نصف دينار" رواه أبو داود والرتمذي وحسنه احلافظ ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل في زكاة الذهب والفضة وقص (المقدار الذي يكون فوق النصاب وال تزيد الزكاة‬
‫بزيادته) ؟‬
‫ق‪ : 1‬نعم ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختالفهم يف تصحيح حديث احلسن ابن عمارة ‪.‬‬
‫‪ -2‬معارضة دليل اخلطاب له ‪.‬‬
‫‪ - 3‬ترددمها بني أصلني يف هذا الباب خمتلفني يف هذا احلكم وهي املاشية واحلبوب ‪.‬‬
‫أما حديث احلسن بن عمارة فإنه رواه عن أيب إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي عن النيب ‪‬‬
‫قال ‪" :‬قد عفوت عن صدقة اخليل والرقيق فهاتوا من الرقة ربع العشر من كل مائيت درهم مخسة‬
‫دراهم ‪ ،‬ومن كل عشرين دينارا نصف دينار ‪ ،‬وليس يف مائيت درهم شيء حىت حيول عليها احلول‬
‫ففيها مخسة دراهم ‪ ،‬فما زاد ففي كل أربعني درمها درهم ‪ ،‬ويف كل أربعة دنانري تزيد على العشرين‬
‫دينارا درهم حىت تبلغ أربعني دينارا ‪ ،‬ففي كل أربعني دينار ‪ ،‬ويف كل أربعة وعشرين نصف دينار‬
‫ودرهم" رواه أبو داود والرتمذي وحسنه احلافظ‪.‬‬
‫وأما دليل اخلطاب املعارض له ‪ ،‬فقوله عليه الصالة والسالم "ليس فيما دون مخس أواق من الورق‬
‫صدقة" ومفهومه أن فيما زاد على ذلك الصدقة قل أو كثر ‪.‬‬
‫وأما ترددمها بني األصلني اللذين مها املاشية واحلبوب ‪ ،‬فإن النص على األوقاص ورد يف املاشية ‪.‬‬
‫وأمجعوا على أنه ال أوقاص يف احلبوب ‪ ،‬فمن شبه الفضة والذهب باملاشية قال فيهما األوقاص ‪ ،‬ومن‬
‫شبههما باحلبوب قال ال وقص ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ضم الذهب إلى الفضة في الزكاة ؟‬
‫ضم ‪ ..‬أبو حنيفة مالك ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 1‬ت َ‬
‫)‪(71‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬ال يضم ذهب إىل فضة وال فضة إىل ذهب ‪ ..‬الشافعي ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل كل واحد منهما جيب فيه الزكاة لعينه أم لسبب يعمهما ‪ ،‬وهو كوهنما كما يقول الفقهاء رءوس‬
‫األموال وقيم املتلفات ؟‬
‫والذين أجازوا ضمهما اختلفوا يف صفة الضم ‪..‬‬
‫رأى مالك بأن ينزل الدينار بعشرة دراهم على ما كانت عليه قدميا ‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬تضم بالقيمة يف وقت الزكاة ‪..‬‬
‫وألمحد قول يف القولني ‪ ..‬وقيل أقوال أخرى ‪.‬‬
‫ولعل من رام ضم أحدمها إىل اآلخر فقد أحدث حكما يف الشرع حيث ال حكم ‪ ،‬ألنه قد قال‬
‫بنصاب ليس هو بنصاب ذهب وال فضة ‪.‬‬
‫نصاب اإلبل والواجب فيه‬
‫باإلمجاع ‪:‬‬
‫‪ = 9 – 5‬شاة ‪ = 14 – 11 ،‬شاتان ‪ 3 = 19 – 15 ،‬شياه ‪ 4 = 24 – 21 ،‬شياه‬
‫‪ = 35 – 25‬بنت خماض (فإن مل تكن ابنة خماض فابن لبون ذكر) ‪ ..‬وهي اليت هلا سنة ‪ ،‬مسيت‬
‫بذلك ألنه آن ألمها أن حتمل ‪.‬‬
‫‪ = 45 – 36‬بنت لبون ‪ ..‬هلا سنتان ‪ ،‬مسيت بذلك ألنه آن ألمها أن تلد وترضع ‪.‬‬
‫‪ = 61 – 46‬حقة ‪ ..‬هلا ثالث سنني ‪ ،‬مسيت بذلك ألنه استحقت أن يطرقها الفحل ‪.‬‬
‫‪ = 75 – 61‬جذعة ‪ ..‬هلا أربع سنني ‪ ،‬مسيت بذلك ألهنا أجذعت أي أسقطت مقدمة أسناهنا ‪.‬‬
‫‪ = 91 – 76‬بنتا لبون‬
‫‪ = 121 – 91‬حقتان‬
‫مسألة ‪ /‬وهي اختالفهم فيما زاد على المائة وعشرين ؟‬
‫ق‪ : 1‬يف كل أربعني بنت لبون ‪ ،‬ويف كل مخسني حقة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قال ‪" ‬فما زاد على العشرين ومائة ففي كل أربعني بنت لبون ‪ ،‬ويف كل مخسني حقة"‬
‫البخاري ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تستأنف الفريضة من أوهلا ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬

‫)‪(71‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬روي من طريق أيب بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن النيب ‪ ‬أنه كتب كتاب‬
‫الصدقة وفيه "إذا زادت اإلبل على مائة وعشرين استؤنفت الفريضة" رواه أبو داود مرسالً ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا عدم السن الواجب من اإلبل الواجبة وعنده السن الذي فوق هذا السن أو تحته ؟‬
‫ق‪ : 1‬يكلف شراء ذلك السن ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : : 2‬يعطي السن الذي عنده وزيادة عشرين درمها أو شاتني إن كان السن الذي عنده أحط ‪،‬‬
‫وإن كان أعلى دفع إليه املصدق عشرين درمها أو شاتني ‪ ..‬الشافعي ‪ ..‬وهذا ثابت يف كتاب الصدقة‬
‫فال معىن للمنازعة فيه ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬الواجب عليه القيمة على أصله يف إخراج القيم يف الزكاة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل تجب في صغار اإلبل ؟‬
‫ق‪ : 1‬جتب فيها الزكاة ‪ ..‬اجلمهور ‪ ..‬ويأخذ الزكاة منها ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جتب ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل حديث سويد ابن غفلة أنه قال ‪ :‬أتانا مصدق النيب عليه ‪ ‬فأتيته فجلست إليه فسمعته‬
‫رواه أبو‬
‫يقول ‪" :‬إن يف عهدي أن ال آخذ من راضع لنب ‪ ،‬وال أمجع بني مفرتق وال نفرق بني جمتمع"‬
‫داود والنسائي ‪.‬‬
‫نصاب البقر وقدر الواجب يف ذلك‬
‫مجهور العلماء على أن يف كل ثالثني من البقر تبيعا ( له سنة ؛ ومسي بذلك ألنه يتبع أمه) ‪..‬‬
‫ويف كل أربعني مسنة (هلا سنتان ؛ ومسيت بذلك لتكامل أسناهنا) ‪.‬‬
‫واختلف فقهاء األمصار فيما بني األربعني والستني ؛ فذهب مالك والشافعي وأمحد والثوري ومجاعة‬
‫أن ال شيء فيما زاد على األربعني حىت تبلغ الستني ‪ ،‬فإذا بلغت ستني ففيها تبيعان إىل سبعني ‪،‬‬
‫ففيها مسنة وتبيع إىل مثانني ‪ ،‬ففيها مسنتان إىل تسعني ‪ ،‬مث هكذا ما زاد ‪ ،‬ففي كل ثالثني تبيع ‪،‬‬
‫ويف كل أربعني مسنة ‪.‬‬
‫نصاب الغنم وقدر الواجب من ذلك‬
‫أمجعوا على أن يف سائمة الغنم ‪:‬‬
‫‪ = 121 – 41‬شاة ‪.‬‬
‫‪ = 211 – 121‬شاتان ‪ ..‬فإذا زادت على املئتني ففي كل مائة شاة ‪.‬‬
‫)‪(72‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اتفقوا على أن املعز تضم مع الغنم ‪ ،‬واختلفوا من أي صنف منها يأخذ املصدق ؟‬
‫فقال مالك ‪ :‬يأخذ من األكثر عددا ‪ ،‬فإن استوت خري الساعي ‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬بل الساعي خيري إذا اختلفت األصناف ‪.‬‬
‫وقال الشافعي ‪ :‬يأخذ الوسط من األصناف املختلفة لقول عمر ‪ : ‬نعد عليهم السخلة حيملها‬
‫الراعي وال نأخذها وال نأخذ األكولة وال الرىب وال املاخض وال فحل الغنم ‪ ،‬ونأخذ اجلذعة والثنية ‪،‬‬
‫وذلك عدل بني خيار املال ووسطه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬نسل األمهات هل تعد مع األمهات فيكمل النصاب بها إذا لم تبلغ نصابا ؟‬
‫ق‪ : 1‬يعتد هبا ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يعتد بالسخال إال أن تكون األمهات نصابا ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫احتمال قول عمر ‪ ‬إذ أمر أن تعتد عليهم بالسخال وال يؤخذ منها شيء ‪ ،‬فإن قوما فهموا من‬
‫هذا إذا كانت األمهات نصابا ‪ ،‬وقوم فهموا هذا مطلقا ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل للخلطة تأثير في قدر الواجب من الزكاة ؟‬
‫أكثر الفقهاء على أن للخلطة تأثري يف قدر الواجب من الزكاة ‪ ..‬وهم اجلمهور خالفًا أليب حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل قوله عليه الصالة والسالم ‪" :‬ال جيمع بني مفرتق وال يفرق بني جمتمع خشية الصدقة ‪ ،‬وما‬
‫كان من خليطني فإهنما يرتاجعان بالسوية" رواه البخاري ‪ .‬يدل داللة واضحة على أن ملك اخلليطني‬
‫كملك رجل واحد ‪.‬‬
‫والخلطة المؤثرة بالزكاة ‪:‬‬
‫فأما الشافعي فقال‪ :‬إن من شرط اخللطة أن ختتلط ماشيتهما وتراحا لواحد ‪ ،‬وحتلبا لواحد ‪ ،‬وتسرحا‬
‫لواحد ‪ ،‬وتسقيا معا ‪ ،‬وتكون فحوهلما خمتلطة ‪..‬‬
‫وأما مالك فاخلليطان عنده ما اشرتكا يف الدلو ‪ ،‬واحلوض ‪ ،‬واملراح ‪ ،‬والراعي ‪ ،‬والفحل ‪.‬‬
‫واحلنابلة جعلوا ضابط ذلك أن تشرتك يف مخسة أشياء ‪ :‬الفحل ‪ ،‬واملسرح ‪ ،‬واملرعى ‪ ،‬واملراح ‪،‬‬
‫واحمللب ‪.‬‬

‫)‪(73‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫نصاب احلبوب والثمار والقدر الواجب يف ذلك‬


‫أمجعوا على أن الواجب يف احلبوب ‪ :‬ما سقي بالسماء فالعشر ‪ ،‬وما سقي بالنضح فنصف العشر ؛‬
‫لثبوت ذلك عنه ‪ ‬مسألة ‪:‬‬
‫نصاب الحبوب والثمار ؟‬
‫ق‪ : 1‬مخسة أوسق ‪ ،‬والوسق ‪ 61‬صاعا بإمجاع ‪ ،‬والصاع ‪ 4‬أمداد مبد النيب ‪ .. ‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس فيها نصاب ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة العموم للخصوص ‪ ..‬أما العموم فقوله ‪" : ‬فيما سقت السماء العشر‪ ،‬وفيما سقي‬
‫بالنضح نصف العشر" رواه البخاري ‪ ،‬وأما اخلصوص فقوله ‪" : ‬ليس فيما دون مخسة أوسق صدقة"‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ضم الحبوب بعضها لبعض ؟‬
‫أمجعوا على أن الصنف الواحد من احلبوب والثمر جيمع جيده إىل رديئه وتؤخذ الزكاة عن مجيعه‬
‫حبسب قدر كل واحد منهما ‪ :‬أعين من اجليد والرديء ‪ ،‬فإن كان الثمر أصنافا أخذ من وسطه‪.‬‬
‫وإذا اختلفت األصناف فاجلمهور على أنه ال يضم منها شيء إىل غريه يف حساب النصاب ‪.‬‬
‫أهل الزكاة الذين جتب هلم‬
‫فأما عددهم فهم الثمانية الذين نص اهلل عليهم يف قوله تعاىل ((إمنا الصدقات للفقراء واملساكني))‬
‫اآلية ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يجوز أن تصرف جميع الصدقة إلى صنف واحد أم ال بد أن تعم جميع األصناف‬
‫؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز لإلمام أن يصرفها يف صنف واحد أو أكثر من صنف واحد إذا رأى ذلك حبسب احلاجة‬
‫‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز ذلك بل يقسم على األصناف الثمانية ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة اللفظ للمعىن ‪ ،‬فإن اللفظ يقتضي القسمة بني مجيعهم ‪ ،‬واملعىن يقتضي أن يؤثر هبا أهل‬
‫احلاجة إذ كان املقصود به سد اخللة ‪.‬‬
‫)‪(74‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬هل المؤلفة قلوبهم حقهم باق إلى اليوم أم ال ؟‬


‫ق‪ : 1‬ال مؤلفة اليوم ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬باق إىل اليوم إذا رأى اإلمام ذلك ‪ ..‬الشافعي ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل ذلك خاص بالنيب ‪ ، ‬أو عام له ولسائر األمة ؟ واألظهر أنه عام ‪..‬‬
‫وهل جيوز ذلك لإلمام يف كل أحواله أو يف حال دون حال ؟ أعين يف حال الضعف ال يف حال القوة‬
‫‪ ،‬ولذلك قال مالك ‪ :‬ال حاجة إىل املؤلفة اآلن لقوة اإلسالم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في قوله تعالى ((وفي الرقاب)) من هم ؟‬
‫ق‪ : 1‬هم العبيد يعتقهم اإلمام ويكون والؤهم للمسلمني ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : : 2‬هم املكاتبون ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬المقصود بقوله ‪ :‬في سبيل اهلل ؟‬
‫ق‪ : 1‬سبيل اهلل مواضع اجلهاد والرباط ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : : 2‬هو الغازي ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬احلجاج والعمار ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬

‫كتاب زكاة الفطر‬


‫مسألة ‪:‬‬
‫حكم زكاة الفطر ؟‬
‫ق‪ : 1‬فرض ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬سنة ‪ ..‬بعض املتأخرين من أصحاب مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬منسوخة بالزكاة ‪ ..‬قول ؟‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬

‫)‪(75‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫تعارض اآلثار يف ذلك‪ ،‬وذلك بأنه ثبت من حديث عبد اهلل بن عمر أنه قال ‪ :‬فرض رسول اهلل ‪‬‬
‫زكاة الفطر على الناس من رمضان صاعا من متر أو صاعا من شعري على كل حر أو عبد ذكر أو‬
‫أنثى من املسلمني ‪ ..‬وظاهر هذا يقتضي الوجوب على مذهب من يقلد الصحايب ‪.‬‬
‫وثبت أن رسول اهلل ‪ ‬قال يف حديث األعرايب املشهور وذكر رسول اهلل ‪ ‬الزكاة قال ‪ :‬هل علي‬
‫غريها ؟ قال‪ :‬ال إال أن تطوع ‪ .‬فذهب اجلمهور إىل أن هذه الزكاة داخلة حتت الزكاة املفروضة ‪..‬‬
‫وذهب الغري إىل أهنا غري داخلة ‪ ،‬واحتجوا يف ذلك مبا روي عن قيس بن سعد بن عبادة أنه قال ‪:‬‬
‫كان رسول اهلل ‪ ‬يأمرنا هبا قبل نزول الزكاة ‪ ،‬فلما نزلت آية الزكاة مل نؤمر هبا ومل ننه عنها وحنن‬
‫نفعله ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬مماذا تجب زكاة الفطر ؟‬
‫ق‪ : 1‬جتب إما من الرب أو من التمر أو من الشعري أو من األقط ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الواجب عليه هو غالب قوت البلد أو قوت املكلف إذا مل يقدر على قوت البلد ‪ ..‬الشافعي‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف مفهوم حديث أيب سعيد اخلدري أنه قال "كنا خنرج زكاة الفطر يف عهد رسول اهلل ‪‬‬
‫صاعا من طعام أو صاعا من شعري أو صاعا من أقط أو صاعا من متر" فمن فهم اجلمهور منه‬
‫التخيري ‪ ،‬وفهم منه الشافعي أن اختالف املخرج ليس سببه اإلباحة وإمنا سببه اعتبار قوت املخرج أو‬
‫قوت غالب البلد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬قدر ما يؤدى من القمح ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيزئ منه أقل من صاع ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أيب سعيد اخلدري أنه قال‪" :‬كنا خنرج زكاة الفطر يف عهد رسول اهلل ‪ ‬صاعا من‬
‫طعام أو صاعا من شعري أو صاعا من أقط أو صاعا من متر أو صاعا من زبيب" متفق عليه ‪ .‬وظاهره أنه‬
‫أراد بالطعام القمح ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيزئ من الرب نصف صاع ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ما روى الزهري أيضا عن أيب سعيد عن أبيه أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪" :‬يف صدقة الفطر صاعا‬
‫من بر بني اثنني أو صاعا من شعري أو متر عن كل واحد" خرجه أبو داود ‪ .‬وروي عن ابن املسيب‬

‫)‪(76‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫أنه قال ‪" :‬كانت صدقة الفطر على عهد رسول اهلل ‪ ‬نصف صاع من حنطة أو صاعا من شعري‬
‫أو صاعا من متر" رواه البيهقي ‪ ،‬وقال ابن عبد اهلادي مرسل صحيح ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬متى تجب زكاة الفطر؟‬
‫اتفقوا على أهنا جتب يف آخر رمضان حلديث ابن عمر "فرض رسول اهلل ‪ ‬زكاة الفطر من رمضان"‬
‫‪..‬‬
‫واختلفوا يف حتديد الوقت ؟‬
‫ق‪ : 1‬جتب بطلوع الفجر من يوم الفطر ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جتب بغروب الشمس من آخر يوم رمضان ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل هي عبادة متعلقة بيوم العيد ‪ :‬أو خبروج شهر رمضان ؟‬
‫كتاب الصيام‬
‫أنواع الصيام ‪:‬‬
‫فنقول‪ :‬إن الصوم الشرعي منه واجب ‪ ،‬ومنه مندوب إليه ‪.‬‬
‫والواجب ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما جيب للزمان نفسه ‪ ،‬وهو صوم شهر رمضان بعينه ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما جيب لعلة ‪ ،‬وهو صيام الكفارات ‪.‬‬
‫‪ -3‬ما جيب بإجياب اإلنسان ذلك على نفسه ‪ ،‬وهو صيام النذر ‪.‬‬
‫أركان صيام رمضان ‪:‬‬
‫األركان ثالثة ‪ :‬اثنان متفق عليهما ‪ :‬الزمان واإلمساك عن املفطرات ‪ .‬والثالث خمتلف فيه وهو النية ‪.‬‬
‫فأما الركن األول الذي هو الزمان ‪ ،‬فإنه ينقسم إىل قسمني ‪ :‬أحدمها زمان الوجوب ‪ ،‬وهو شهر‬
‫رمضان ‪.‬‬
‫واآلخر زمان اإلمساك عن املفطرات ‪ ،‬وهو أيام هذا الشهر دون الليايل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا غ ّم الشهر ولم تمكن الرؤية وفي وقت الرؤية المعتبر ؟‬
‫ق‪ : 1‬تكمل العدة ثالثني ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يصام اليوم الثالثني من شعبان ‪ ..‬ابن عمر ‪.‬‬
‫)‪(77‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 3‬رجع إىل احلساب مبسري القمر والشمس ‪ ..‬مذهب مطرف بن الشخري ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اإلمجال الذي يف قوله ‪" : ‬صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا له" متفق عليه فذهب‬
‫اجلمهور إىل أن تأويله أكملوا العدة ثالثني ؛ حلديث ابن عباس الثابت أنه قال عليه الصالة والسالم‬
‫"فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثالثني" رواه مسلم ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفقوا على أنه إذا رؤي من العشي أن الشهر من اليوم الثاين ‪..‬‬
‫واختلفوا إذا رؤي في سائر أوقات النهار أعني أول ما رؤي ؟‬
‫ق‪ : 1‬أنه لليوم املستقبل كحكم رؤيته بالعشي ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إذا رؤي اهلالل قبل الزوال فهو لليلة املاضية وإن رؤي بعد الزوال فهو لآلتية ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫ترك اعتبار التجربة فيما سبيله التجربة والرجوع إىل األخبار يف ذلك ‪ ،‬وليس يف ذلك أثر عن النيب‬
‫عليه الصالة والسالم يرجع إليه ‪ ،‬لكن روي عن عمر ‪ ‬أثران ‪ :‬أحدمها عام واآلخر مفسر‪ ،‬فذهب‬
‫قوم إىل العام وذهب قوم إىل املفسر‪ .‬فأما العام فما رواه األعمش عن أيب وائل شقيق بن سلمة قال‪:‬‬
‫أتانا كتاب عمر وحنن خبانقني أن األهلة بعضها أكرب من بعض‪ ،‬فإذا رأيتم اهلالل هنارا فال تفطروا‬
‫حىت يشهد رجالن أهنما رأياه باألمس‪.‬‬
‫وأما اخلاص فما روى الثوري عنه أنه بلغ عمر بن اخلطاب أن قوما رأوا اهلالل بعد الزوال فأفطروا ‪،‬‬
‫فكتب إليهم يلومهم وقال ‪ :‬إذا رأيتم اهلالل هنارا قبل الزوال فأفطروا ‪ ،‬وإذا رأيتموه بعد الزوال فال‬
‫تفطروا ‪.‬‬
‫قال القاضي(ابن رشد) ‪ :‬الذي يقتضي القياس والتجربة أن القمر ال يرى والشمس بعد مل تغب إال‬
‫وهو بعيد منها‪ ،‬ألنه حينئذ يكون أكرب من قوس الرؤية ‪ ،‬وإن كان خيتلف يف الكرب والصغر فبعيد‬
‫واهلل أعلم أن يبلغ من الكرب أن يرى والشمس بعد مل تغب ‪ ،‬ولكن املعتمد يف ذلك التجربة كما قلنا‬
‫وال فرق يف ذلك قبل الزوال وال بعده‪ ،‬وإمنا املعترب يف ذلك مغيب الشمس أو ال مغيبها ‪.‬‬

‫)‪(78‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪:‬‬
‫أمجعوا على أن من أبصر هالل الصوم وحده أن عليه أن يصوم ‪ ،‬إال عطاء بن أيب رباح فإنه قال‪ :‬ال‬
‫يصوم إال برؤية غريه معه ‪..‬‬
‫واختلفوا هل يفطر برؤيته وحده ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يفطر ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يفطر ‪ ..‬الشافعي ‪..‬‬
‫وهذا ال معىن له ‪ ،‬فإن النيب ‪ ‬قد أوجب الصوم والفطر للرؤية ‪ .‬وإمنا فرق من فرق بني هالل الصوم‬
‫والفطر ملكان سد الذريعة أن ال يدعى الفساق أهنم رأوا اهلالل فيفطرون وهم بعد مل يروه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬عدد المخبرين الذين يجب قبول خبرهم عن الرؤية وفي صفتهم ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز أن يصام وال يفطر بأقل من شهادة رجلني عدلني ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يصام بشهادة رجل واحد على الرؤية ‪ ،‬وال يفطر بأقل من شهادة رجلني ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إن كانت السماء مغيمة قبل واحد ‪ ،‬وإن كانت صاحية مبصر كبري مل تقبل إال شهادة اجلم‬
‫الغفري ‪ ..‬أبو حنيفة‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالف اآلثار يف هذا الباب ‪ ،‬وتردد اخلرب يف ذلك بني أن يكون من باب الشهادة أو من باب‬
‫العمل باألحاديث اليت ال يشرتط فيها العدد ‪.‬‬
‫اآلثار ‪:‬‬
‫‪ -1‬حديث عبد الرمحن بن زيد بن اخلطاب أنه خطب الناس يف اليوم الذي يشك فيه فقال ‪ :‬إين‬
‫جالست أصحاب رسول اهلل ‪ ‬وسألتهم وكلهم حدثوين أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪" :‬صوموا لرؤيته‬
‫وأفطروا لرؤيته ‪ ،‬فإن غم عليكم فأمتوا ثالثني ‪ ،‬فإن شهد شاهدان فصوموا وأفطروا" رواه النسائي ‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث ابن عباس أنه قال "جاء أعرايب إىل النيب ‪ ‬فقال أبصرت اهلالل الليلة ‪ ،‬فقال أتشهد‬
‫رواه‬
‫أن ال إله إال اهلل وأن حممد رسول اهلل ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬يا بالل أذن يف الناس فليصوموا غدا"‬
‫أصحاب السنن إال ابن ماجة ‪.‬‬

‫)‪(79‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -3‬حديث ربعي بن خرا ش عن رجل من أصحاب رسول اهلل ‪ ‬قال ‪ " :‬كان الناس يف آخر يوم‬
‫ألهل اهلالل أمس عشية ‪ ،‬فأمر رسول اهلل ‪ ‬الناس‬
‫من رمضان فقام أعرابيان فشهدا عند النيب ‪َّ ‬‬
‫أن يفطروا وأن يعودوا إىل املصلى" رواه أبو داود بسند صحيح ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل الحجامة تفطّر ؟‬
‫ق‪ : 1‬تفطر وأن اإلمساك عنها واجب ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليست تفطر ‪ ،‬ولكنها مكروهة للصائم ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ليست تفطر ‪ ،‬وال مكروهة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪..‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تعارض اآلثار الواردة يف ذلك ‪ ،‬وذلك أنه ورد يف ذلك حديثان ‪:‬‬
‫رواه أصحاب السنن إال‬
‫‪ -1‬حديث ثوبان ‪ ،‬ومن طريق رافع بن خديج أنه ‪ ‬قال ‪" :‬أفطر احلاجم واحملجوم"‬
‫ابن ماجة‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث عكرمة عن ابن عباس "أن رسول اهلل ‪ ‬احتجم وهو صائم" رواه البخاري ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختالفهم في وقت النية ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيزئ الصيام إال بنية قبل الفجر وذلك يف مجيع أنواع الصوم ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جتزئ النية بعد الفجر يف النافلة وال جتزئ يف الفروض ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جتزئ النية بعد الفجر يف الصيام املتعلق وجوبه بوقت معني مثل رمضان ونذر أيام حمدودة ‪،‬‬
‫وكذلك يف النافلة ‪ ،‬وال جيزئ يف الواجب يف الذمة ‪ ..‬أبو حنيفة(‪. )1‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫تعارض اآلثار يف ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬عن حفصة أنه قال ‪" : ‬من مل يبيت الصيام من الليل فال صيام له" رواه مالك موقوفا قال أبو‬
‫عمر ‪ :‬حديث حفصة يف إسناده اضطراب ‪.‬‬
‫‪ -2‬عن عائشة قالت ‪" :‬قال يل رسول اهلل ‪ ‬ذات يوم ‪" :‬يا عائشة هل عندكم شيء ؟" قالت ‪:‬‬
‫قلت يا رسول اهلل ما عندنا شيء ‪ ،‬قال ‪" :‬فإين صائم" رواه مسلم ‪.‬‬

‫)‪ (1‬فرق أبو حنيفة بين الواجب المعين والواجب في الذمة ‪ ،‬ألن الواجب المعين له وقت مخصوص يقوم مقام النية في التعيين ‪،‬‬
‫الذي في الذمة ليس له وقت مخصوص ‪ ،‬فأوجب أن التعيين بالنية ‪.‬‬
‫)‪(81‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -3‬حديث معاوية أنه قال على املنرب ‪ :‬يا أهل املدينة أين علماؤكم مسعت رسول اهلل ‪ ‬يقول "اليوم‬
‫متفق عليه‬
‫هذا يوم عاشوراء ومل يكتب علينا صيامه وأنا صائم فمن شاء منكم فليصم ومن شاء فليفطر"‬
‫مسألة ‪ /‬هل الصوم أفضل للمسافر أو الفطر؟‬
‫ق‪ : 1‬الصوم أفضل ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫يف قوة على الصيام يف السفر‬
‫الدليل ‪ :‬حديث محزة بن عمرو األسلمي أنه قال "يا رسول اهلل أجد َّ‬
‫علي من جناح ؟ فقال رسول اهلل ‪" : ‬هي رخصة من اهلل فمن أخذ هبا فحسن ‪ ،‬ومن أحب‬ ‫فهل َّ‬
‫أن يصوم فال جناح عليه" خرجه مسلم وما كان رخصة فاألفضل ترك الرخصة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الفطر أفضل ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله عليه الصالة والسالم "ليس من الرب أن تصوم يف السفر" متفق عليه وكان آخر فعله ‪‬‬
‫الفطر ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬على التخيري ‪ ،‬وأنه ليس أحدمها أفضل ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عائشة قالت "سأل محزة بن عمرو األسلمي رسول اهلل ‪ ‬عن الصيام يف السفر‬
‫فقال ‪" :‬إن شئت فصم وإن شئت فأفطر" خرجه مسلم ‪.‬‬
‫تم صومه ؟‬
‫مقيما ثم سافر هل يفطر في سفره أم يجب أن ي ّ‬
‫مسألة ‪ /‬من صام ً‬
‫ق‪ : 1‬يفطر يومه الذي خرج فيه مسافرا ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫متفق‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عباس "أن رسول اهلل ‪ ‬صام حىت بلغ الكديد مث أفطر وأفطر الناس معه"‬
‫عليه ‪ .‬وحديث جابر "أن رسول اهلل ‪ ‬خرج عام الفتح إىل مكة ‪ ،‬فسار حىت بلغ كراع الغميم وصام‬
‫الناس ‪ ،‬مث دعا بقدح من ماء فرفعه حىت نظر الناس إليه مث شرب ‪ ،‬فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس‬
‫قد صام فقال ‪" :‬أولئك العصاة أولئك العصاة" رواه مسلم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يفطر يومه ذلك ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ‪(( :‬وال تبطلوا أعمالكم)) ‪.‬‬
‫نهارا ؟‬
‫مسألة ‪ /‬من أفطر وهو مسافر ثم وصل ً‬
‫ق‪ : 1‬يتمادى على فطره ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ميسك ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫)‪(81‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اختالفهم يف تشبيه من يطرأ عليه يف يوم شك أفطر فيه الثبوت أنه من رمضان ‪ ،‬فمن شبهه به قال‬
‫ميسك عن األكل‪ ،‬ومن مل يشبهه به قال ال ميسك عن األكل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا أخر القضاء حتى دخل رمضان آخر ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيب عليه بعد صيام رمضان الداخل القضاء والكفارة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال كفارة عليه ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل تقاس الكفارات بعضها على بعض أم ال ؟ فمن مل جيز القياس يف الكفارات قال ‪ :‬إمنا عليه‬
‫القضاء فقط‪ .‬ومن أجاز القياس يف الكفارات قال‪ :‬عليه كفارة قياسا على من أفطر متعمدا ألن‬
‫كليهما مستهني حبرمة الصوم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا مات وعليه صوم ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يصوم أحد عن أحد ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يصوم عنه وليه ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة القياس لألثر ‪ ،‬القياس ‪ :‬كما أنه ال يصلي أحد عن أحد وال يتوضأ أحد عن أحد وكذلك‬
‫ال يصوم أحد عن أحد ‪ ..‬واألثر ‪ :‬ثبت من حديث عائشة أنه قال ‪" : ‬من مات وعليه صيام‬
‫صامه عنه وليه" متفق عليه ‪..‬‬
‫وثبت عنه أيضا من حديث ابن عباس أنه قال ‪" :‬جاء رجل إىل النيب ‪ ‬فقال ‪ :‬يا رسول اهلل إن‬
‫أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها ؟ فقال ‪" :‬لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟"‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫قال نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فدين اهلل أحق بالقضاء"‬
‫مسألة ‪ /‬الحامل والمرضع إذا أفطرتا ماذا عليهما ؟‬
‫ق‪ : 1‬يطعمان وال قضاء عليهما ‪ ..‬مروي عن ابن عمر وابن عباس ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يقضيان فقط وال إطعام عليهما (إن خافتا على الولد فقط) ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يقضيان ويطعمان ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬احلامل تقضي وال تطعم ‪ ،‬واملرضع تقضي وتطعم ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫)‪(82‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫تردد شبههما بني الذي جيهده الصوم وبني املريض ‪ ،‬فمن شبههما باملريض قال ‪ :‬عليهما القضاء‬
‫فقط ‪ ،‬ومن شبههما بالذي جيهده الصوم قال عليهما اإلطعام فقط ‪ ،‬وأما من مجع عليهما األمرين‬
‫فيشبه أن يكون رأى فيهما من كل واحد شبها فقال ‪ :‬عليهما القضاء من جهة ما فيهما من شبه‬
‫املريض وعليهما الفدية من جهة ما فيهما من شبه الذين جيهدهم الصيام ‪ ..‬ومن فرق بني احلامل‬
‫واملرضع أحلق احلامل باملريض وأبقى حكم املرضع جمموعا من حكم املريض وحكم الذي جيهده‬
‫الصوم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الشيخ الكبير والعجوز اللذان ال يقدران على الصيام لهما أن يفطرا ‪ ،‬واختلفوا في ما‬
‫عليهما إذا أفطرا ؟‬
‫ق‪ : 1‬عليهما اإلطعام (مد عن كل يوم) ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس عليهما إطعام ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف قراءة من قرأ ((وعلى الذين يطوقونه)) فمن أوجب العمل بالقراءة اليت مل تثبت يف‬
‫املصحف إذا وردت من طريق اآلحاد العدول قال ‪ :‬الشيخ منهم‪ ،‬ومن مل يوجب هبا عمال جعل‬
‫حكمه حكم املريض الذي يتمادى به املرض حىت املوت ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬من أفطر بجماع متعمدا في رمضان ؟‬
‫فإن اجلمهور على أن الواجب عليه القضاء والكفارة ‪ ،‬ملا ثبت من حديث أيب هريرة أنه قال "جاء‬
‫رجل إىل رسول اهلل ‪ ‬فقال‪ :‬هلكت يا رسول اهلل ‪ ،‬قال ‪ :‬وما أهلكك ؟ قال وقعت على امرأيت يف‬
‫رمضان ‪ ،‬قال ‪ :‬هل جتد ما تعتق به رقبة ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعني‬
‫؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل جتد ما تطعم به ستني مسكينا ؟ قال ‪ :‬ال‪ ،‬مث جلس ‪ ..‬فأتى النيب ‪ ‬بفرق‬
‫فيه متر فقال ‪ :‬تصدق هبذا ‪ ،‬فقال ‪ :‬أعلى أفقر مين ؟ فما بني البتيها أهل بيت أحوج إليه منا ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬فضحك النيب ‪ ‬حىت بدت أنيابه مث قال ‪ :‬اذهب فأطعمه أهلك" متفق عليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل تجب الكفارة باإلفطار باألكل والشرب متعمدا ؟‬
‫ق‪ : 1‬من أفطر متعمدا بأكل أو شرب عليه القضاء كفارة اجملامع ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الكفارة إمنا تلزم يف اإلفطار من اجلماع فقط ‪ ..‬الشافعي وأمحد وأهل الظاهر ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫)‪(83‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اختالفهم يف جواز قياس املفطر باألكل والشرب على املفطر باجلماع ‪ ،‬فمن رأى أن شبههما فيه‬
‫واحد وهو انتهاك حرمة الصوم جعل حكمهما واحد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا جامع ناسيا لصومه فما ذا عليه ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال قضاء عليه وال كفارة ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫قياسا على من أكل أو شرب ناسيًا حلديث ‪" :‬من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم‬ ‫الدليل ‪ً :‬‬
‫صومه فإمنا أطعمه اهلل وسقاه" متفق عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عليه القضاء دون الكفارة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬لقياس ناسي الصوم بناسي الصالة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬عليه القضاء والكفارة ‪ ..‬أمحد وأهل الظاهر ‪..‬‬
‫عامدا أو نسيانًا ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬لعموم حديث اجملامع ‪ ،‬فإنه مل يذكر أنه فعل ذلك ً‬
‫مسألة ‪ /‬هل تجب الكفارة على المرأة إذا طاوعته على الجماع ؟‬
‫ق‪ : 1‬جتب عليها الكفارة ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬القياس على الرجل إذ كان كالمها مكلف ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال كفارة عليها ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أنه عليه الصالة والسالم مل يأمر املرأة يف احلديث بالكفارة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل هذه الكفارة مرتبة ككفارة الظهار أو على التخيير ؟‬
‫ق‪ : 1‬مرتبة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث األعرايب املتقدم يوجب أهنا على الرتتيب إذ سأله النيب ‪ ‬عن االستطاعة عليها‬
‫مرتبا ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬على التخيري ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ما رواه مالك من "أن رجال أفطر يف رمضان فأمره رسول اهلل ‪ ‬أن يعتق رقبه أو يصوم‬
‫شهرين متتابعني أو يطعم ستني مسكينا" ‪.‬‬
‫الصيام املندوب إليه‬
‫الصيام املرغب فيه املتفق عليه ‪ :‬صيام يوم عاشوراء ؛ ألنه ثبت أن رسول اهلل ‪ ‬صامه وأمر بصيامه‬
‫‪..‬‬
‫)‪(84‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأما املختلف فيه ‪ :‬صيام يوم عرفة ‪ ،‬وست من شوال ‪ ،‬والغرر من كل شهر وهي أيام ‪، 14 ، 13‬‬
‫‪. 15‬‬
‫وأما اختالفهم يف يوم عرفة ‪ ،‬فألن النيب ‪ ‬أفطر يوم عرفة ‪ ،‬وقال فيه "صيام يوم عرفة يكفر السنة‬
‫املاضية واآلتية" ولذلك اختلف الناس يف ذلك ‪ ،‬واختار الشافعي الفطر فيه للحاج وصيامه لغري احلاج‬
‫مجعا بني األثرين ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم صيام الست من شوال ؟‬
‫ق‪ : 1‬يستحب ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يكره ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ثبت أن رسول اهلل ‪ ‬قال "من صام رمضان مث أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم ‪..‬‬
‫كره مالك ذلك ‪ ،‬إما ‪:‬‬
‫خمافة أن يلحق الناس برمضان ما ليس يف رمضان ‪.‬‬
‫وإما ألنه لعله مل يبلغه احلديث ‪.‬‬
‫أو مل يصح عنده وهو األظهر ‪.‬‬
‫وكذلك كره مالك حتري صيام الغرر مع ما جاء فيها من األثر خمافة أن يظن اجلهال هبا أهنا واجبة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬صيام يوم الجمعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يكره ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن مسعود "أن النيب ‪ ‬كان يصوم ثالثة أيام من كل شهر قال ‪ :‬وقلما كان يفطر‬
‫يوم اجلمعة" رواه النسائي والرتمذي وقال حسن غريب ‪..‬‬
‫ق‪ : 2‬يكره صيامه إال أن يصام قبله أو بعده ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث جابر "أن سائال سأل جابرا أمسعت رسول اهلل ‪ ‬هنى أن يفرد يوم اجلمعة بصوم ؟‬
‫قال ‪ :‬نعم ورب هذا البيت" متفق عليه‪ .‬وحديث أيب هريرة قال ‪ :‬قال رسول اهلل ‪" ‬ال يصوم أحدكم‬
‫يوم اجلمعة إال أن يصوم قبله أو يصوم بعده" متفق عليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬صيام يوم السبت ؟‬
‫السبب في اختالفهم ‪:‬‬

‫)‪(85‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اختالفهم يف تصحيح ما روي من أنه عليه الصالة والسالم قال "ال تصوموا يوم السبت إال فيما‬
‫افرتض عليكم" أبو داود ‪ ،‬قالوا ‪ :‬واحلديث منسوخ ‪ ،‬نسخة حديث جويرية بنت احلارث "أن النيب ‪‬‬
‫دخل عليها يوم اجلمعة وهي صائمة فقال ‪ :‬صمت أمس ؟ فقالت ‪ :‬ال ‪ ،‬فقال ‪ :‬تريدين أن تصومي‬
‫غدا؟ قالت ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬فأفطري" رواه البخاري ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬صيام النصف اآلخر من شعبان ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ‪ ..‬املالكية ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز إال أنه يكره صيام أخر يومني ‪ ..‬احلنفية واحلنابلة ‪.‬‬
‫تاما إال شعبان يصل‬
‫شهرا ًّ‬
‫دليل القولني ‪ :‬عن أم سلمة قالت "أن النيب ‪ ‬مل يكن يصوم من السنة ً‬
‫رواه‬
‫به رمضان" رواه أصحاب السنن ‪ ..‬وعن ابن عمر قال ‪" :‬كان رسول اهلل ‪ ‬يقرن شعبان برمضان"‬
‫الطحاوي ويف سنده ليث بن أيب سليم ضعيف ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬حيرم إال إن وصله مبا قبله أو كان عادة له ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪" :‬إذا انتصف شعبان فال تصوموا حىت يكون رمضان " رواه أصحاب السنن ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم اإلفطار في التطوع ؟‬
‫أمجعوا على أنه ليس على من دخل يف صيام تطوع فقطعه لعذر قضاء ‪.‬‬
‫واختلفوا إذا قطعه لغري عذر عامدا ؟‬
‫ق‪ : 1‬عليه القضاء ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث حفصة وعائشة ‪ :‬أصبحتا صائمتني متطوعتني ‪ ،‬فأهدى هلما الطعام فأفطرتا عليه ‪،‬‬
‫فقال رسول اهلل ‪ : ‬اقضيا يوما مكانه" رواه أصحاب السنن بسند ضعيف ‪ .‬ولقياسه على حج التطوع ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس عليه قضاء ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أم هانئ قالت "ملا كان يوم الفتح فتح مكة ‪ ،‬جاءت فاطمة فجلست عن يسار‬
‫رسول اهلل ‪ ‬وأم هانئ عن ميينه ‪ ،‬قالت ‪ :‬فجاءت الوليدة بإناء فيه شراب ‪ ،‬فناولته فشرب منه ‪ ،‬مث‬
‫ناوله أم هانئ فشربت منه ‪ ،‬قالت ‪ :‬يا رسول اهلل لقد أفطرت وكنت صائمة ‪ ،‬فقال هلا عليه الصالة‬
‫رواه أصحاب السنن بسند‬
‫والسالم ‪ :‬أكنت تقضني شيئا ؟ قالت ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬فال يضرك إن كان تطوعا"‬
‫صحيح كما قال احلاكم والذهيب ‪ ...‬ولقياسه على صالة التطوع ‪.‬‬

‫)‪(86‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫كتاب االعتكاف‬
‫واالعتكاف مندوب إليه بالشرع واجب بالنذر ‪ ،‬وال خالف يف ذلك إال ما روي عن مالك أنه كره‬
‫الدخول فيه خمافة أن ال يوىف شرطه ‪ ..‬وهو يف رمضان أكثر منه يف غريه ‪ ،‬وخباصة يف العشر األواخر‬
‫منه ‪ ،‬إذ كان هو آخر اعتكافه ‪. ‬‬
‫مسألة ‪ /‬العمل الذي يخص االعتكاف ؟‬
‫ق‪ : 1‬الصالة وذكر اهلل وقراءة القرآن ال غري ذلك ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مجيع أعمال القرب والرب املختصة باآلخرة ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫أن ذلك شيء مسكوت عنه ‪ ،‬فمن فهم من االعتكاف حبس النفس على األفعال املختصة‬
‫باملساجد قال ‪ :‬ال جيوز للمعتكف إال الصالة والقراءة ‪ .‬ومن فهم منه حبس النفس على القرب‬
‫األخروية كلها أجاز له غري ذلك ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬المواضع التي يكون فيها االعتكاف ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال اعتكاف إال يف املساجد الثالثة ‪ ..‬حذيفة وسعيد بن املسيب ‪..‬‬
‫للقياس على مسجده ‪ ‬جبامع ال تشد املطي إال إىل هذه الثالثة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬االعتكاف عام يف كل مسجد ‪..‬اجلمهور ‪..‬‬
‫لعموم اآلية ‪" :‬وأنتم عاكفون يف املساجد" ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال اعتكاف إال يف مسجد فيه مجعة ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫لئال ينقطع عمل املعتكف باخلروج إىل اجلمعة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬زمان االعتكاف ‪:‬‬
‫ليس ألكثره عندهم حد واجب ‪ ،‬وإن كان كلهم خيتار العشر األواخر من رمضان ‪ ،‬بل جيوز الدهر‬
‫كله ‪ ،‬إما مطلقا عند من ال يرى الصوم من شروطه ‪ ،‬وإما ما عدا األيام اليت ال جيوز صومها عند من‬
‫يرى الصوم من شروطه ‪.‬‬
‫وأما أقله فإنهم اختلفوا فيه ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال حد له ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬

‫)‪(87‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ألن عمر ‪ ‬نذر أن يعتكف ليلة فأمره رسول اهلل ‪ ‬أن يفي بنذره ‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يوم وليلة (وقيل ثالثة أيام) ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ألن من شرطه الصوم فال أقل من يوم وليلة ‪ ،‬إذ انعقاد صوم النهار إمنا يكون بالليل ‪.‬‬

‫كتاب احلج‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫صحة حج الصبي ؟‬
‫ق‪ : 1‬يصح ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عباس ‪ ،‬وفيه "أن املرأة رفعت إليه عليه الصالة والسالم صبيا فقالت ‪ :‬أهلذا حج‬
‫يا رسول اهلل ؟ قال ‪ :‬نعم ولك أجر" خرجه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يصح ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن األصل هو أن العبادة ال تصح من غري عاقل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ضابط االستطاعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬الزاد والراحلة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬من استطاع املشي فليس وجود الراحلة من شرط الوجوب ‪ ،‬وكذلك ليس الزاد من شرط‬
‫االستطاعة إذا كان ممن ميكنه االكتساب يف طريقه ولو بالسؤال ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫والسبب في هذا الخالف ‪:‬‬
‫معارضة األثر الوارد يف تفسري االستطاعة لعموم لفظها ‪ ،‬وذلك أنه ورد أثر عنه عليه الصالة والسالم‬
‫"أنه سئل ما االستطاعة فقال‪ :‬الزاد والراحلة" رواه الرتمذي والدراقطين واحلاكم بسند ضعيف لكن كثرة طرقه تقويه ‪ .‬فحمل‬
‫اجلمهور ذلك على كل مكلف ‪ ،‬ومحله مالك على من ال يستطيع املشي وال له قوة على االكتساب‬
‫يف طريقه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬العاجز ببدنه فقط هل يلزم أن ينيب ؟ (مسألة المعضوب ‪ ،‬وهو الذي ال يثبت على‬
‫الراحلة)‬
‫ق‪ : 1‬ال تلزم النيابة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬

‫)‪(88‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬القياس يقتضي أن العبادات ال ينوب فيها أحد عن أحد ‪ ،‬فإنه ال يصلي أحد عن أحد‬
‫باتفاق وال يزكي أحد عن أحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يلزم أن ينيب الذي عنده مال بقدر أن حيج به عنه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عباس املشهور ‪ ، ،‬وفيه "أن امرأة من خثعم قالت لرسول اهلل ‪ : ‬يا رسول اهلل‬
‫فريضة اهلل يف احلج على عباده أدركت أيب شيخا كبريا ال يستطيع أن يثبت على الراحلة‪ ،‬أفأحج عنه؟‬
‫قال‪ :‬نعم" خرجه الشيخان وذلك يف حجة الوداع ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الميت الذي لم يحج هل يلزم ورثته ان يخرجوا من ماله من يحج عنه ؟‬
‫ق‪ : 1‬يلزمهم ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عباس قال "جاءت امرأة من جهينة إىل النيب ‪ ‬فقالت ‪ :‬يا رسول اهلل إن أمي‬
‫نذرت احلج فماتت أفأحج عنها ؟ قال ‪ :‬حجي عنها ‪ ،‬أرأيت لو كان عليها دين أكنت قاضيته ؟‬
‫دين اهلل أحق بالقضاء" خرجه البخاري ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يلزمهم ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬القياس يقتضي أن العبادات ال ينوب فيها أحد عن أحد ‪.‬‬
‫وال خالف بني املسلمني أنه يقع عن الغري تطوعا ‪ ،‬وإمنا اخلالف يف وقوعه فرضا‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الذي يحج عن غيره سواء كان حيا أو ميتا هل من شرطه أن يكون قد حج عن نفسه‬
‫أم ال؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس من شرطه ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬من شرطه أن يكون قد قضى فريضة نفسه ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عباس "أن النيب ‪ ‬مسع رجال يقول لبيك عن شربمة ‪ ،‬قال ‪ :‬ومن شربمة ؟ قال‬
‫‪ :‬أخ يل ‪ ،‬أو قال قريب يل ‪ ،‬قال ‪ :‬أفحججت عن نفسك ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬فحج عن نفسك ‪،‬‬
‫مث حج عن شربمة" رواه أبو داود وابن ماجة وصححه احلافظ ‪.‬‬
‫والطائفة األوىل عللت هذا احلديث بأنه قد روي موقوفا على ابن عباس ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يجب الحج على الفور أو على التراخي؟‬
‫ق‪ : 1‬على الفور ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬

‫)‪(89‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬لو قلنا بعدم الفورية مع االستطاعة فما هو وقت الوجوب ؟! فال جيوز تأخريه إىل وقت غري‬
‫معني‬
‫ق‪ : 2‬على التوسعة ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن احلج فرض قبل حج النيب ‪ ‬بسنني ‪ ،‬فلو كان على الفور ملا أخره النيب ‪ ، ‬ولو أخره‬
‫لعذر لبينه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل من شرط وجوب الحج على المرأة أن يكون معها محرم ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس من شرط الوجوب ذلك (إذا وجدت رفقة مأمونة) ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬وجود ذي احملرم ومطاوعته هلا شرط يف الوجوب ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫معارضة األمر باحلج والسفر إليه للنهي عن سفر املرأة ثالثا إال مع ذي حمرم ‪ .‬وذلك أنه ثبت عنه ‪‬‬
‫من حديث أيب سعيد اخلدري وأيب هريرة وابن عباس وابن عمر أنه قال ‪" : ‬ال حيل المرأة تؤمن‬
‫باهلل واليوم اآلخر أن تسافر إال مع ذي حمرم" خرجه الشيخان ‪ ..‬فمن غلب عموم األمر قال ‪ :‬تسافر‬
‫للحج وإن مل يكن معها ذو حمرم ‪ ،‬ومن خصص العموم هبذا احلديث أو رأى أنه من باب تفسري‬
‫االستطاعة قال ‪ :‬ال تسافر للحج إال مع ذي حمرم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم النسك الذي هو العمرة ؟‬
‫ق‪ : 1‬واجب ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ((وأمتوا احلج والعمرة هلل)) ‪ ،‬وما روي عن ابن عمر عن أبيه قال "دخل أعرايب‬
‫حسن الوجه أبيض الثياب على رسول اهلل ‪ ‬فقال ‪ :‬ما اإلسالم يا رسول اهلل ؟ فقال ‪ :‬أن تشهد‬
‫أن ال إله إال اهلل وأن حممدا رسول اهلل وتقيم الصالة وتؤيت الزكاة وتصوم شهر رمضان وحتج وتعتمر‬
‫وتغتسل من اجلنابة" رواه ابن خزمية وابن حبان والدار قطين بسند صحيح ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬سنة ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬األحاديث املشهورة الثابتة الواردة يف تعديد فرائض اإلسالم من غري أن يذكر منها العمرة‬
‫مثل حديث ابن عمر "بين اإلسالم على مخس" فذكر احلج مفردا" ‪.‬‬
‫اإلحرام‬
‫ميقات المكان ‪:‬‬
‫)‪(91‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫املواقيت اليت منها يكون اإلحرام ‪ :‬ذو احلليفة ألهل املدينة ‪ ،‬اجلحفة ألهل الشام ‪ ،‬قرن ألهل جند ‪،‬‬
‫يلملم ألهل اليمن ‪ ،‬لثبوت ذلك عن رسول اهلل ‪ ‬من حديث ابن عمر وغريه ‪.‬‬
‫واختلفوا يف ميقات أهل العراق فقال مجهور فقهاء األمصار ميقاهتم من ذات عرق ‪.‬‬
‫وقال الشافعي والثوري ‪ :‬إن أهلوا من العقيق كان أحب ‪.‬‬
‫واختلفوا فيمن أقته هلم فقال الشافعي ‪ :‬عمر ابن اخلطاب ‪ .‬وقال اجلمهور ‪ :‬بل رسول اهلل ‪ ‬هو‬
‫الذي أقت ألهل العراق ذات عرق والعقيق ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬جمهور العلماء على أن من تجاوز الميقات من أراد النسك ولم يحرم فعليه دم ‪..‬‬
‫فإن رجع ؟‬
‫ق‪ : 1‬إن رجع إىل امليقات فأحرم منه سقط عنه الدم ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يسقط عنه الدم وإن رجع ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬من ترك اإلحرام من ميقاته وأحرم من ميقات آخر غير ميقاته ؟‬
‫ق‪ : 1‬عليه دم ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس عليه شيء ‪ ..‬أبو حنيفة ‪( ..‬وأمحد؟)‬
‫سبب الخالف ‪:‬‬
‫هل هو من النسك الذي جيب يف تركه الدم أم ال؟‬
‫مسألة ‪ /‬من مر بهذه المواقيت ممن لم يرد الحج أو العمرة فهل يلزمه اإلحرام ؟‬
‫ق‪ : 1‬كل من مر هبما يلزمه اإلحرام إال من يكثر ترداده مثل احلطابني وشبههم ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك‬
‫‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يلزم اإلحرام هبا إال ملريد احلج أو العمرة ‪ ..‬الشافعي (وأمحد؟) ‪.‬‬
‫ميقات الزمان ‪:‬‬
‫مسألة ‪ /‬أشهر الحج ؟‬
‫ق‪ : 1‬الثالثة األشهر كلها حمل للحج ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عموم قوله سبحانه وتعاىل ((احلج أشهر معلومات)) فوجب أن يطلق على مجيع أيام ذي‬
‫احلجة النطالقه على مجيع أيام شوال وذي القعدة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الشهران وتسع من ذي احلجة ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫)‪(91‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬انقضاء اإلحرام قبل متام الشهر الثالث بانقضاء أفعاله الواجبة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬عشر فقط ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫وفائدة الخالف ‪ :‬تأخر طواف اإلفاضة إىل آخر الشهر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إن أحرم بالحج قبل أشهر الحج ؟‬
‫ق‪ : 1‬يكره ولكن يصح إحرامه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ((وأمتوا احلج والعمرة هلل)) فمىت أحرم انعقد إحرامه ألنه مأمور باإلمتام ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يصح إحرامه ‪ ..‬داود الظاهري ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬للتشبيه بوقت الصالة ؛ ألنه وقع قبل الوقت ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ينعقد إحرامه إحرام عمرة ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬من التزم عبادة يف وقت نظريهتا انقلبت إىل النظري ‪ ،‬مثل أن يصوم نذرا يف أيام رمضان ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬تكرير العمرة في السنة الواحدة مرارا ؟‬
‫ق‪ : 1‬يكره وقوع عمرتني عنده وثالثا يف السنة الواحدة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال كراهية يف ذلك ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫حمظورات اإلحرام‬
‫أمجعوا على مخسة واختلفوا يف السادس ‪:‬‬
‫‪ -1‬لبس املخيط ‪ -2 ..‬الطيب ‪ -3 ..‬اجلماع ‪ -4 ..‬إلقاء التفث وإزالة الشعر ‪ -5 ..‬الصيد ‪..‬‬
‫‪ -6‬النكاح ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬باإلجماع على أن المحرم ال يخمر رأسه فما حكم تخمير وجهه ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال خيمره احملرم ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬خيمر احملرم وجهه إىل احلاجبني ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا صاد الصيد حالل هل يجوز للمحرم أكله؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز له أكله على اإلطالق ‪ ..‬أبو حنيفة ‪( .‬وهو قول عمر ابن اخلطاب والزبري)‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حمرم عليه على كل حال ‪ ..‬وهو قول ابن عباس وعلي وابن عمر ‪ ،‬وبه قال الثوري ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ما صيد من أجل حمرم فهو حرام على احملرم ‪ ،‬وما مل يصد من أجله فهو حالل له ‪ ..‬اجلمهور‬
‫‪.‬‬
‫)‪(92‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫دليل اجلواز ‪ :‬حديث أيب قتادة ‪ :‬أنه كان مع رسول اهلل ‪ ‬حىت إذا كانوا ببعض طرق مكة ختلف‬
‫مع أصحاب له حمرمني وهو غري حمرم ‪ ،‬فرأى محارا وحشيا فاستوى على فرسه فسأل أصحابه أن‬
‫يناولوه سوطه فأبوا عليه فسأهلم رحمه فأبوا عليه ‪ ،‬فأخذه مث شد على احلمار فقتله‪ ،‬فأكل منه بعض‬
‫أصحاب رسول اهلل ‪‬وأىب بعضهم ‪ ،‬فلما أدركوا رسول اهلل ‪ ‬سألوه عن ذلك فقال ‪ :‬إمنا هي‬
‫طعمة أطعمكموها اهلل" متفق عليه ‪.‬‬
‫ودليل التحرمي ‪ :‬حديث ابن عباس "أن الصعب بن جثامة أهدى لرسول اهلل ‪ ‬محارا وحشيا وهو‬
‫باألبواء أو بودان فرده عليه وقال ‪ :‬إنا مل نرده عليك إال أنا حرم" متفق عليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في نكاح المحرم ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يَنكح احملرم وال ينكح ‪ ،‬فإن نكح فالنكاح باطل ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عثمان ابن عفان أنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل ‪"‬ال ينكح احملرم وال ينكح وال خيطب"‬
‫رواه مسلم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال بأس بأن ينكح احملرم أو أن ينكح ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عباس "أن رسول اهلل ‪ ‬نكح ميمونة وهو حمرم" متفق عليه ‪ ..‬إال أنه عارضته آثار‬
‫كثرية عن ميمونة "أن رسول اهلل ‪ ‬تزوجها وهو حالل" رواه مسلم ‪ ..‬رويت عنها من طرق شىت عن‬
‫أيب رافع وعن سليمان ابن يسار وهو موالها ‪ ،‬وعن زيد بن األصم ‪..‬‬
‫وميكن اجلمع بني احلديثني بأن حيمل الواحد على الكراهية والثاين على اجلواز ‪.‬‬
‫نسك التمتع‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في المكي هل يقع منه التمتع أم ال يقع؟‬
‫أبو حنيفة يقول ‪ :‬إن حاضري املسجد احلرام ال يقع منهم التمتع ‪ ،‬وكره ذلك مالك ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا فيمن هو حاضر المسجد الحرام ؟‬
‫ق‪ : 1‬هم أهل مكة وذي طوى ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هم أهل املواقيت فمن دوهنم إىل مكة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬من كان بينه وبني مكة ليلتان (مرحلتان = ‪5،82‬كلم) ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬من كان ساكن احلرم ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫ق‪ : 5‬هم أهل مكة فقط ‪ ..‬الثوري ‪.‬‬
‫)‪(93‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وسبب االختالف ‪:‬‬


‫اختالف ما يدل عليه اسم حاضري املسجد احلرام باألقل واألكثر ‪ ،‬ولذلك ال يشك أن أهل مكة‬
‫هم حاضري املسجد احلرام كما ال يشك أن من خارج املواقيت ليس منهم ‪.‬‬
‫وهنا نوعان من التمتع اختلف العلماء فيهما ‪:‬‬
‫أحدهما ‪ :‬فسخ احلج يف عمرة ‪ ،‬وهو حتويل النية من اإلحرام باحلج إىل العمرة ‪.‬‬
‫الثاني ‪:‬‬
‫ما كان يذهب إليه ابن الزبري من أن التمتع الذي ذكره اهلل هو متتع احملصر مبرض أو عدو‪ ،‬وذلك إذا‬
‫خرج الرجل حاجا فحبسه عدو أو أمر تعذر به عليه احلج حىت تذهب أيام احلج ‪ ،‬فيأيت البيت‬
‫فيطوف ويسعى بني الصفا واملروة ‪ ،‬وحيل مث يتمتع حبله إىل العام املقبل ‪ ،‬مث حيج ويهدي ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم فسخ الحج وتحويل النية من اإلحرام بالحج إلى العمرة ؟‬
‫ق‪ : 1‬يكره ‪ ..‬مجهور العلماء من الصدر األول وفقهاء األمصار ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عن ربيعة بن أيب عبد الرمحن عن احلارث بن بالل ابن احلارث املدين عن أبيه قال "قلت يا‬
‫رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة ‪ ،‬قال أمحد ‪ :‬هذا احلديث‬
‫رسول اهلل أفسخ لنا خاصة أم ملن بعدنا ؟ قال ‪ :‬لنا خاصة"‬
‫ال يثبت وأين يقع من أحد عشر من الصحابة يرون الفسخ‪.‬‬
‫وروي عن عمر أنه قال "متعتان كانتا على عهد رسول اهلل ‪ ‬أنا أهني عنهما وأعاقب عليهما ‪ :‬متعة‬
‫النساء ‪ ،‬ومتعة احلج" رواه الطحاوي ‪..‬‬
‫وروي عن عثمان أنه قال ‪ :‬متعة احلج كانت لنا وليست لكم ‪ .‬وقال أبو ذر ‪ :‬ما كان ألحد بعدنا‬
‫أن حيرم باحلج مث يفسخه يف عمرة ‪ ..‬هذا كله مع ظاهر قوله تعاىل ((وأمتوا احلج والعمرة هلل)) ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ‪ ..‬قول ابن عباس ‪ ،‬وبه قال أمحد وداود ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله علي ه الصالة والسالم "لو استقبلت من أمري ما استدبرت ملا سقت اهلدي وجلعلتها‬
‫عمرة" متفق عليه ‪.‬‬
‫وقد أمر من مل يسق اهلدي من أصحابه أن يفسخ إهالله يف العمرة ‪.‬‬
‫سبب االختالف ‪:‬‬
‫هل فعل الصحابة حممول على العموم أو على اخلصوص‪.‬‬

‫)‪(94‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫شروط التمتع عند مالك ستة ‪:‬‬


‫أحدها ‪ :‬أن جيمع بني احلج والعمرة يف شهر واحد ‪.‬‬
‫والثاين ‪ :‬أن يكون ذلك يف عام واحد ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬أن يفعل شيئا من العمرة يف أشهر احلج ‪.‬‬
‫والرابع ‪ :‬أن يقدم العمرة على احلج ‪.‬‬
‫واخلامس ‪ :‬أن ينشئ احلج بعد الفراغ من العمرة وإحالله منها ‪.‬‬
‫والسادس ‪ :‬أن يكون وطنه غري مكة ‪.‬‬
‫نسك القارن‬
‫القران فهو أن يهل بالنسكني معا أو يهل بالعمرة يف أشهر احلج ‪ ،‬مث يردف ذلك باحلج قبل أن يهل‬
‫من العمرة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا أهل بالعمرة فما هو الوقت الذي يجوز له أن يدخل الحج على عمرته ؟‬
‫ق‪ : 1‬ما مل يشرع يف الطواف ولو شوطا واحدا ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ما مل ينتهي من الطواف ويصلي الركعتني ‪ ،‬ويكره بعد الطواف وقبل الركعتني ‪..‬‬
‫ق‪ : 3‬له ذلك ما بقي عليه شيء من عمل العمرة من طواف أو سعي ‪..‬‬
‫ما خال أهنم اتفقوا على أنه إذا أهل باحلج ومل يبق عليه من أفعال العمرة إال احلالق فإنه ليس بقارن ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬أي األنساك أفضل هل اإلفراد أو القران أو التمتع ؟‬
‫ق‪ : 1‬اإلفراد ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬القران ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬التمتع ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم فيما فعل رسول اهلل ‪ ‬من ذلك ‪ ،‬وذلك أنه روي عنه عليه الصالة والسالم أنه كان مفردا‬
‫وروي أنه متتع وروي عنه أنه كان قارنا ‪.‬‬
‫دليل ق‪ : 1‬عن عائشة أهنا قالت "خرجنا مع رسول اهلل ‪ ‬عام حجة الوداع ‪ ،‬فمنا من أهل بعمرة‬
‫‪ ،‬ومنا من أهل حبج وعمرة ‪ ،‬وأهل رسول اهلل ‪ ‬باحلج" متفق عليه ‪ ..‬قال أبو عمر بن عبد الرب‪ :‬وروى‬

‫)‪(95‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اإلفراد عن النيب ‪ ‬عن جابر بن عبد اهلل من طرق شىت متواترة صحاح ‪ ،‬وهو قول أيب بكر وعمر‬
‫وعثمان وعائشة وجابر ‪.‬‬
‫دليل ق‪ : 2‬حديث ابن عباس عن عمر بن اخلطاب قال‪ :‬مسعت رسول اهلل ‪ ‬يقول وهو بوادي‬
‫خرجه البخاري‬
‫العقيق ‪" :‬أتاين الليلة آت من ريب فقال ‪ :‬أهل يف هذا الوادي املبارك وقل عمرة يف حجة"‬
‫دليل ق‪ : 3‬عن ابن عمر قال "متتع رسول اهلل ‪ ‬يف عام حجة الوداع بالعمرة إىل احلج وأهدى‬
‫وساق اهلدي معه من ذي احلليفة" متفق عليه‪ .‬قال أمحد ‪ :‬ال أشك أن رسول اهلل ‪ ‬كان قارنا ‪،‬‬
‫والتمتع أحب إيل ‪ ،‬واحتج يف اختياره التمتع بقوله عليه الصالة والسالم "لو استقبلت من أمري ما‬
‫استدبرت ما سقت اهلدي وجلعلتها عمرة" متفق عليه‪.‬‬
‫القول يف اإلحرام‬
‫ال خالف عندهم أن املكي ال يهل إال من جوف مكة إذا كان حاجا ‪ ،‬وإما إذا كان معتمرا فإهنم‬
‫أمجعوا على أنه يلزمه أن خيرج إىل احلل مث حيرم منه ليجمع بني احلل واحلرم كما جيمع احلاج ‪ ،‬أعين‬
‫ألنه خيرج إىل عرفة وهو حل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا أحرم المكي للعمرة من الحرم ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيزيه وعليه دم ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيزيه ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬متى يقطع الحاج التلبية ؟‬
‫ق‪ : 1‬ذا زالت الشمس من يوم عرفة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يقطع التلبية حىت يرمي مجرة العقبة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ملا ثبت "أن رسول اهلل ‪ ‬مل يزل يليب حىت رمى مجرة العقبة" متفق عليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬متى يقطع المحرم التلبية بالعمرة ؟‬
‫ق‪ : 1‬يقطع التلبية إذا انتهى إىل احلرم ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪ ..‬لفعل ابن عمر ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إذا افتتح الطواف ‪ ..‬الشافعي ‪ ..‬أل ن التلبية معناها إجابة إىل الطواف بالبيت فال تنقطع حىت‬
‫يشرع يف العمل ‪.‬‬

‫)‪(96‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الطواف بالبيت‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫وقت جوازه ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز الطواف بعد الصبح والعصر ‪ ،‬ومينع وقت الطلوع والغروب ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يكره بعد الصبح والعصر ‪ ،‬ومينع عند الطلوع والغروب ‪ ..‬سعيد بن جبري وجماهد ومجاعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز ذلك يف هذه األوقات كلها ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫سبب االختالف ‪:‬‬
‫راجع إىل منع الصالة يف هذه األوقات أو إباحتها ‪ .‬أما وقت الطلوع والغروب فاألثار متفقة على‬
‫منع الصالة فيها والطواف هل هو ملحق بالصالة ؟ يف ذلك اخلالف ‪.‬‬
‫ومما احتج به اجلمهور حديث جبري بن مطعم أن النيب ‪ ‬قال "يا بين عبد مناف أو يا بين عبد‬
‫املطلب إن وليتم من هذا األمر شيئا فال متنعوا أحدا طاف هبذا البيت أن يصلي فيه أي ساعة شاء‬
‫من ليل أو هنار" رواه أصحاب السنن ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يجوز الطواف بغير طهارة (مع إجماعهم على أن من سنته الطهارة) ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيزئ ال عمدا وال سهوا ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله ‪ ‬للحائض وهي أمساء بنت عميس "اصنعي ما يصنع احلاج غري أن ال تطويف بالبيت"‬
‫رواه الرتمذي‬
‫رواه مسلم ‪ .. ‬وقال ‪" :‬الطواف بالبيت صالة إال أن اهلل أحل فيه النطق فال ينطق إال خبري"‬
‫وصححه وأقره احلفاظ ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيزئ ويستحب له اإلعادة وعليه دم ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬إمجاع العلماء على جواز السعي بني الصفا واملروة من غري طهارة ‪ ،‬وأنه ليس كل عبادة‬
‫يشرتط فيها الطهر من احليض من شرطها الطهر من احلدث مثاله الصوم ‪.‬‬
‫واجلمهور يشرتطون طهارة ثوب الطائف كاشرتاط ذلك للمصلي ‪.‬‬
‫أنواع الطواف ‪:‬‬
‫أمجع العلماء على أن الطواف ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫‪ -1‬طواف القدوم على مكة ‪ -2 .‬طواف اإلفاضة بعد رمي مجرة العقبة يوم النحر ‪ -3 .‬طواف‬
‫الوداع‬
‫)‪(97‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأمجعوا على أن الواجب منها الذي يفوت احلج بفواته هو طواف اإلفاضة ‪ ،‬وأنه املعىن بقوله تعاىل‬
‫((مث ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق)) وأنه ال جيزئ عنه دم ‪.‬‬
‫وأمجعوا أن من متتع بالعمرة إىل احلج أن عليه طوافني ‪ :‬طوافا للعمرة حلله منها ‪ ،‬وطوافا للحج يوم‬
‫النحر على ما يف حديث عائشة املشهور ‪ .‬وأما املفرد للحج فليس عليه إال طواف واحد كما قلنا يوم‬
‫النحر‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في القارن كم عليه طواف ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيزئ القارن طواف واحد وسعي واحد ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬على القارن طوافان وسعيان ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألهنما نسكان من شرط كل واحد منهما إذا انفرد طوافه وسعيه ‪ ،‬فوجب أن يكون األمر‬
‫كذلك إذا اجتمعا ‪.‬‬
‫السعي بني الصفا واملروة‬
‫حكمه ‪ :‬قال مالك والشافعي وأمحد ‪ :‬هو ركن ‪.‬‬
‫وقال أبو حنيفة ‪ :‬هو واجب ‪ ..‬ودليل القولني فعله ‪‬‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬هو تطوع وال شيء على تاركه ‪ ..‬ودليلهم قوله تعاىل ((إن الصفا واملروة من شعائر‬
‫اهلل فمن حج البيت أو اعتمر فال جناح عليه أن يطوف هبما)) قالوا ‪ :‬إن معناه أن ال يطوف وهي‬
‫قراءة ابن مسعود ‪..‬‬
‫وأما شروطه ‪ :‬فإنه ال خالف بينهم أن الطهارة ليست من شروطه إال احلسن فإنه شبهه بالطواف ‪.‬‬
‫وأما ترتيبه ‪ :‬فإن مجهور العلماء اتفقوا على أن السعي إمنا يكون بعد الطواف ‪ ،‬وأن من سعى قبل‬
‫أن يطوف بالبيت يرجع فيطوف وإن خرج عن مكة ‪ ،‬فإن جهل ذلك حىت أصاب النساء يف العمرة‬
‫أو يف احلج كان عليه حج قابل واهلدي أو عمرة أخرى ‪ ..‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬إذا خرج من مكة فليس‬
‫عليه أن يعود وعليه دم ‪.‬‬
‫اخلروج إىل عرفة‬
‫حكم الوقوف بعرفة أمجعوا على أنه ركن من أركان احلج ‪ ،‬وأن من فاته فعليه حج قابل واهلدي يف‬
‫قول أكثرهم لقوله عليه الصالة والسالم ‪" :‬احلج عرفة" ‪.‬‬

‫)‪(98‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬إذا كان اإلمام مكيا هل يقصر بمنى الصالة يوم التروية وبعرفة يوم عرفة وبالمزدلفة ليلة‬
‫النحر ؟‬
‫ق‪ : 1‬سنة هذه املواضع التقصري سواء كان من أهلها أو مل يكن ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أنه مل يرو أن أحدا أمت الصالة معه ‪ ‬أعين بعد سالمه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز أن يقصر من كان من أهل تلك املواضع ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬البقاء على األصل املعروف أن القصر ال جيوز إال للمسافر حىت يدل الدليل على التخصيص‬
‫مسألة ‪ /‬هل تجب الجمعة بعرفة ومنى ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جتب ال ألهل مكة وال لغريهم إال أن يكون اإلمام من أهل عرفة ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إذا كان أمري احلج ممن ال يقصر الصالة مبىن وال بعرفة صلى هبم فيها اجلمعة إذا صادفها ‪ ..‬أبو‬
‫حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إذا كان أمري احلج هو وايل مكة فإنه جي ِّمع هبم ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أمجعوا على أن من وقف بعرفة قبل الزوال وأفاض منها قبل الزوال أنه ال يعتد بوقوفه ذلك ‪ ،‬وأنه إن‬
‫مل يرجع فيقف بعد الزوال أو يقف من ليلته تلك قبل طلوع الفجر فقد فاته احلج ‪ .‬وروي عن عبد‬
‫اهلل بن يعمر الديلي قال ‪ :‬مسعت رسول اهلل ‪ ‬يقول ‪" :‬احلج عرفات ‪ ،‬فمن أدرك عرفة قبل أن‬
‫يطلع الفجر فقد أدرك" رواه أصحاب السنن وهو حديث انفرد به هذا الرجل من الصحابة إال أنه جممع‬
‫عليه ‪.‬‬
‫واختلفوا فيمن وقف بعرفة بعد الزوال ثم دفع منها قبل غروب الشمس ؟‬
‫ق‪ : 1‬عليه حج قابل إال أن يرجع قبل الفجر ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حجه تام وإن دفع قبل الغروب ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫إال أهنم اختلفوا يف وجوب الدم عليه ‪ ،‬وعمدة اجلمهور حديث عروة بن مضرس ‪ ،‬وهو حديث جممع‬
‫على صحته قال "أتيت رسول اهلل ‪ ‬جبَمع فقلت له ‪ :‬هل يل من حج ؟ فقال‪ :‬من صلى هذه‬
‫الصالة معنا ووقف هذا املوقف حىت نفيض أو أفاض قبل ذلك من عرفات ليال أو هنارا فقد مت حجه‬
‫وقضى تفثه" رواه أصحاب السنن وأمجعوا على أن املراد بقوله يف هذا احلديث هنارا أنه بعد الزوال ‪..‬‬

‫)‪(99‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪:‬‬
‫روي عن النيب ‪ ‬من طرق أنه قال ‪" :‬عرفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن عرنة ‪ ،‬واملزدلفة كلها‬
‫موقف إال بطن حمسر ‪ ،‬ومىن كلها منحر ‪ ،‬وفجاج مكة منحر ومبيت" ‪..‬‬
‫واختلف العلماء فيمن وقف من عرفة بعرنة ؟‬
‫ق‪ : 1‬حجه تام وعليه دم ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال حج له ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫وعمدة من أبطل احلج النهي الوارد عن ذلك يف احلديث ‪ .‬وعمدة من مل يبطله أن األصل أن‬
‫الوقوف بكل عرفة جائز إال ما قام عليه الدليل ‪ ،‬وقالوا ‪ :‬ومل يأت هذا احلديث من وجه تلزم به‬
‫احلجة واخلروج عن األصل ‪.‬‬
‫القول يف أفعال املزدلفة‬
‫األئمة األربعة يرون أنه من واجبات احلج ‪ ،‬وأن من فاته الوقوف باملزدلفة واملبيت هبا فعليه دم ‪.‬‬
‫وقال الشافعي خالفًا للجمهور ‪ :‬إن دفع منها إىل بعد نصف الليل األول ومل يصل هبا الصبح فعليه‬
‫دم ‪..‬‬
‫وعمدة اجلمهور ما صح عنه أنه ‪ ‬قدم ضعفة أهله ليال فلم يشاهدوا معه صالة الصبح هبا ‪..‬‬
‫وعمدة الفريق األول قوله ‪ ‬يف حديث عروة بن مضرس وهو حديث متفق على صحته "من أدرك‬
‫معنا هذه الصالة ‪ :‬يعين صالة الصبح جبمع ‪ ،‬وكان قد أتى قبل ذلك عرفات ليال أو هنارا فقد مت‬
‫حجه وقضى تفثه" رواه أصحاب السنن ‪.‬‬
‫القول يف رمي اجلمار‬
‫مسألة ‪ /‬من رمى جمرة العقبة قبل طلوع الفجر ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ذلك ‪ ،‬فإن رماها قبل الفجر أعادها ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬فعله ‪ ‬مع قوله "خذوا عين مناسككم" رواه مسلم وما روي عن ابن عباس "أن رسول اهلل ‪‬‬
‫قدم ضعفة أهله وقال ‪ :‬ال ترموا اجلمرة حىت تطلع الشمس" رواه أبوداود والنسائي والرتمذي وقال حسن صحيح ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال بأس به وإن كان املستحب هو بعد طلوع الشمس ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬

‫)‪(111‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬حديث عائشة قالت ‪ :‬أرسل رسول اهلل ‪ ‬ألم سلمة يوم النحر فرمت اجلمرة قبل الفجر‬
‫ومضت فأفاضت ‪ ،‬وكان ذلك اليوم الذي يكون رسول اهلل ‪ ‬عندها ‪ .‬رواه أبو داود ‪ ..‬وحديث أمساء‬
‫أنه رمت اجلمرة بليل وقالت ‪ :‬إنا كنا نصنعه على عهد رسول اهلل ‪ . ‬متفق عليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أمجع العلماء أن الوقت املستحب لرمي مجرة العقبة هو من لدن طلوع الشمس إىل وقت الزوال ‪ ،‬وأنه‬
‫إن رماها قبل غروب الشمس من يوم النحر أجزأ عنه وال شيء عليه ‪ ،‬إال مالكا فإنه قال ‪ :‬أستحب‬
‫له أن يريق دما ‪.‬‬
‫واختلفوا فيمن لم يرم جمرة العقبة حتى غابت الشمس فرماها من الليل أو من الغد ؟‬
‫ق‪ : 1‬عليه دم ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن ذلك الوقت املتفق عليه الذي رمى فيه رسول اهلل ‪ ‬هو السنة ‪ ،‬ومن خالف سنة من‬
‫سنن احلج فعليه دم‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن رمى من الليل فال شيء عليه ‪ ،‬وإن أخرها إىل الغد فعليه دم ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال شيء عليه إن أخرها إىل الليل أو إىل الغد ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫رواه أبو داود والنسائي وحسنه‬
‫الدليل ‪" :‬أن رسول اهلل ‪ ‬رخص لرعاة اإلبل يف مثل ذلك ‪ :‬أعين أن يرموا ليال"‬
‫احلافظ ‪ ..‬ويف حديث ابن عباس "أن رسول اهلل ‪ ‬قال له السائل ‪ :‬يا رسول اهلل رميت بعد ما‬
‫أمسيت ‪ ،‬قال له ‪ :‬ال حرج" رواه البخاري‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫ثبت "أن رسول اهلل ‪ ‬رمى يف حجته اجلمرة يوم النحر ‪ ،‬مث حنر بدنة ‪ ،‬مث حلق رأسه ‪ ،‬مث طاف‬
‫طواف اإلفاضة" رواه مسلم وأمجع العلماء على أن هذا سنة احلج ‪.‬‬
‫واختلفوا فيمن قدم من هذه ما أخره النبي ‪ ‬أو بالعكس ؟‬
‫ق‪ :1‬إن حلق قبل أن يرمي فعليه الفدية ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن رسول اهلل ‪ ‬حكم على من حلق قبل حمله من ضرورة بالفدية فكيف من غري ضرورة ‪،‬‬
‫مع أن احلديث مل يذكر فيه حلق الرأس قبل رمي اجلمار ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن حلق قبل أن ينحر أو يرمي فعليه دم ‪ ،‬وإن كان قارنا فعليه دمان ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وقال زفر ‪ :‬عليه ثالثة دماء ‪ :‬دم للقران ‪ ،‬ودمان للحلق قبل النحر وقبل الرمي ‪.‬‬

‫)‪(111‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬ال شيء عليه ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬


‫الدليل ‪ :‬حديث عبد اهلل بن عمرو أنه قال "وقف رسول اهلل ‪ ‬للناس مبىن والناس يسألونه ‪ ،‬فجاءه‬
‫رجل فقال ‪ :‬يا رسول اهلل مل أشعر فحلقت قبل أن أحنر ‪.‬فقال رسول اهلل ‪ : ‬احنر وال حرج ‪ ،‬مث‬
‫جاءه آخر فقال ‪ :‬يا رسول اهلل مل أشعر فنحرت قبل أن أرمي ‪ ،‬فقال عليه الصالة والسالم ‪ :‬ارم وال‬
‫متفق عليه‬
‫حرج ‪ ،‬قال ‪ :‬فما سئل رسول اهلل ‪ ‬يومئذ عن شيء قد َم أو أخَر إال قال ‪ :‬افعل وال حرج"‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا إذا رماها قبل الزوال في أيام التشريق ؟‬
‫ق‪ : 1‬من رماها قبل الزوال أعاد رميها بعد الزوال ‪ ..‬مجهور العلماء ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬رمي اجلمار من طلوع الشمس إىل غروهبا ‪ ..‬روي عن أيب جعفر حممد بن علي ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أمجعوا على أن من مل يرم اجلمار أيام التشريق حىت تغيب الشمس من آخرها أنه ال يرميها بعد ‪.‬‬
‫واختلفوا في الواجب من الكفارة ؟‬
‫ق‪ : 1‬من ترك اجلمار كلها أو بعضها أو واحدة منها فعليه دم ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن تركها كلها كان عليه دم ‪ ،‬وإن ترك مجرة واحدة فصاعدا كان عليه لكل مجرة إطعام‬
‫مسكني نصف صاع حنطة إىل أن يبلغ دما برتك اجلميع إال مجرة العقبة فمن تركها فعليه دم ‪ ..‬أبو‬
‫حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬عليه يف احلصاة مد من طعام ‪ ،‬ويف حصاتني مدان ‪ ،‬ويف ثالث فأكثر دم ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫القول يف اإلحصار‬
‫وأما اإلحصار ‪ ،‬فاألصل فيه قوله سبحانه ‪(( :‬فإن أحصرمت فما استيسر من اهلدي)) ‪ -‬إىل قوله –‬
‫((فإذا أمنتم فمن متتع بالعمرة إىل احلج فما استيسر من اهلدي)) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختالفهم في هذه اآلية هل المحصر ههنا هو المحصر بالمرض ؟‬
‫ق‪ : 1‬احملصر ههنا هو احملصر بالعدو ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ((فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه)) قالوا ‪ :‬فلو كان احملصر هو‬
‫احملصر مبرض ملا كان لذكر املرض بعد ذلك فائدة ‪ ،‬واحتجوا أيضا بقوله سبحانه ((فإذا أمنتم فمن‬
‫متتع بالعمرة إىل احلج)) وهذه حجة ظاهرة‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬اآلية إمنا وردت يف احملصر باملرض ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫)‪(112‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬ألن احملصر هو من أحصر ‪ ،‬وال يقال أحصر يف العدو ‪ ،‬وإمنا يقال حصره العدو وأحصره‬
‫املرض ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬وإمنا ذكر املرض بعد ذلك ألن املرض صنفان ‪ :‬صنف حمصر ‪ ،‬وصنف غري حمصر‬
‫‪ ..‬وقالوا معىن قوله ((فإذا أمنتم)) معناه من املرض ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬احملصر ههنا املمنوع من احلج بأي نوع امتنع إما مبرض أو بعدو أو خبطأ يف العدد أو بغري‬
‫ذلك ‪..‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫مجهور العلماء على أن احملصر عن احلج ضربان ‪ :‬إما حمصر مبرض ‪ ،‬وإما حمصر بعدو ‪.‬‬
‫فأما احملصر بالعدو فاتفق اجلمهور على أنه حيل من عمرته أو حجه حيث أحصر ويذبح وحيلق ‪.‬‬
‫القول يف أحكام جزاء الصيد‬
‫فنقول‪ :‬إن املسلمني أمجعوا على أن قوله تعاىل ‪(( :‬يا أيها الذين آمنوا ال تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن‬
‫قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم حيكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة‬
‫طعام مساكني أو عدل ذلك صياما)) هي آية حمكمة ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يقوم الصيد أو المثل إذا اختار اإلطعام ؟‬
‫ق‪ : 1‬يقوم الصيد ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪ ..‬ألن الصيد هو الذي ملا مل يوجد مثله رجع إىل تقديره‬
‫بالطعام‬
‫ق‪ : 2‬يقوم املثل ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪ ..‬ألن الشيء إمنا تقدر قيمته إذا عدم بتقدير مثله أعين شبيهه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل قتل الصيد خطأ فيه جزاء أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬فيه اجلزاء ‪ ..‬اجلمهور ‪ ..‬لتشبيه قتل الصيد بإتالف األموال ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جزاء عليه على أن ‪ ..‬أهل الظاهر ‪ ..‬لنص اآلية ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في الجماعة يشتركون في قتل الصيد ؟‬
‫ق‪ : 1‬على كل واحد منهم جزاء كامل ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق ‪ :‬عليهم جزاء واحد ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬التفريق بني احملرمني يقتلون الصيد وبني احمللني يقتلونه يف احلرم ‪ ،‬على كل واحد من احملرمني‬
‫جزاء وعلى احمللني جزاء واحد ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫سبب االختالف ‪:‬‬
‫)‪(113‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫هل اجلزاء موجبه هو التعدي فقط أو التعدي على مجلة الصيد؟ فمن قال التعدي فقط أوجب على‬
‫كل واحد من اجلماعة القاتلة للصيد جزاء ‪ ،‬ومن قال التعدي على مجلة الصيد قال ‪ :‬عليهم جزاء‬
‫واحد‪.‬‬
‫وتفريق أيب حنيفة بني احملرمني وبني غري احملرمني القاتلني يف احلرم على جهة التغليظ على احملرمني ‪،‬‬
‫ومن أوجب على كل واحد من اجلماعة جزاء فإمنا نظر إىل سد الذرائع ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫روي عن عمر بن اخلطاب أنه قضى يف الضبع بكبش ‪ ،‬ويف الغزال بعنز ‪ ،‬ويف األرنب ويف الريبوع‬
‫جبفرة )‬
‫واختلفوا من هذا الباب في حمام مكة وغيرها ؟‬
‫ق‪ : 1‬يف محام مكة ‪ :‬شاة ‪ ،‬ويف محام احلل حكومة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يف كل محام شاة ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬كل شيء ال مثل له من الصيد فال جزاء فيه إال احلمام فإن فيه شاة ‪ ..‬داود ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أكثر العلماء على أن اجلراد من صيد الرب جيب على احملرم فيه اجلزاء ‪.‬‬
‫واختلفوا في الواجب في صيد الجراد ؟‬
‫ق‪ : 1‬قبضة من طعام ‪ ..‬قول عمر رضي اهلل عنه ‪ ،‬وبه قال مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مترة خري من جرادة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يف اجلراد قيمته ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫حمرم على احملرم إال اخلمس الفواسق املنصوص عليها ‪.‬‬
‫اتفقوا على أن صيد الرب َّ‬
‫حلديث ابن عمر وغريه أن رسول اهلل ‪ ‬قال "مخس من الدواب ليس على احملرم جناح يف قتلهن ‪:‬‬
‫الغراب واحلدأة والعقرب والفأرة والكلب والعقور" متفق عليه ‪ ..‬وال خالف بينهم يف قتل احلية واألفعى‬
‫واألسود ‪ ،‬وهو مروي عن النيب عليه الصالة والسالم من حديث أيب سعيد اخلدري قال ‪ :‬قال رسول‬
‫اهلل ‪" ‬تقتل األفعى واألسود" ‪.‬‬
‫واختلفوا فيما يلحق به وما ليس يلحق به ؟‬
‫)‪(114‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫قال مالك ‪ :‬الكلب العقور الوارد يف احلديث إشارة إىل كل سبع عاد ‪ ،‬وأن ما ليس بعاد من السباع‬
‫فليس للمحرم قتله ومل ير قتل صغارها اليت ال تعدو وال ما كان منها أيضا ال يعدو ‪..‬‬
‫وقال مالك ‪ :‬ال أرى قتل الوزغ ‪ ،‬واألخبار بقتلها متواترة ‪ ،‬لكن مطلقا ال يف احلرم ‪ ،‬ولذلك توقف‬
‫فيها مالك يف احلرم ‪ .‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬ال يقتل من الكالب العقورة إال الكلب اإلنسي والذئب ‪.‬‬
‫وشذت طائفة فقالت ‪ :‬ال يقتل إال الغراب األبقع ‪.‬‬
‫وقال الشافعي ‪ :‬كل حمرم األكل فهو معىن يف اخلمس ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫وكذلك اتفقوا على أن صيد البحر حالال كله للمحرم ‪ ،‬واختلفوا فيما هو من صيد البحر وما ليس‬
‫منه ‪ ،‬وهذا كله لقوله تعاىل ‪ (( :‬أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد‬
‫الرب ما دمتم حرما)) ‪.‬‬
‫اتفقوا على أن السمك من صيد البحر‪ ،‬واختلفوا فيما عدا السمك ‪ ،‬وذلك بناء منهم على ما كان‬
‫منه حيتاج إىل ذكاة فليس من صيد البحر ‪ ،‬وأكثر ذلك ما كان حمرما ‪ ،‬وال خالف بني من حيل مجيع‬
‫ما يف البحر يف أن صيده حالل ‪ ،‬وإمنا اختلف هؤالء فيما كان من احليوان يعيش يف الرب ويف املاء‬
‫بأي احلكمني يلحق ؟ وقياس قول أكثر العلماء أنه يلحق بالذي عيشه فيه غالبا ‪ ،‬وهو حيث يولد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في نبات الحرم هل فيه جزاء أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جزا فيه ‪ ،‬وإمنا فيه اإلمث فقط للنهي الوارد يف ذلك ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬فيه اجلزاء يف الدوخة بقرة ‪ ،‬وفيما دوهنا شاة ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬كل ما كان من غرس اإلنسان فال شيء فيه ‪ ،‬وكل ما كان نابتا بطبعه ففيه قيمة ‪ ..‬أبو حنيفة‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫هل يقاس النبات يف هذا على احليوان الجتماعهما يف النهي عن ذلك يف قوله عليه الصالة والسالم‬
‫‪" :‬ال ينفر صيدها وال يعضد شجرها" متفق عليه ؟‬
‫القول يف فدية األذى وحكم احلالق رأسه قبل حمل احللق‬
‫وأما فدية األذى فمجمع أيضا عليها لورود الكتاب بذلك والسنة ‪.‬‬
‫أما الكتاب فقوله تعاىل ‪ (( :‬فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو‬
‫نسك)) ‪.‬‬
‫)‪(115‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأما السنة فحديث كعب ابن عجرة الثابت "أنه كان مع رسول اهلل ‪ ‬حمرما‪ ،‬فآذاه القمل يف رأسه‪،‬‬
‫فأمره رسول اهلل ‪ ‬أن حيلق رأسه ‪ ..‬وقال ‪( :‬صم ثالثة أيام ‪ ،‬أو أطعم ستة مساكني م َّدين لكل‬
‫إنسان ‪ ،‬أو انسك بشاة ‪ ،‬أي ذلك فعلت أجزأ عنك) متفق عليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أمجع العلماء على أن فدية األذى واجبة على كل من أماط األذى من ضرورة لورود النص بذلك ‪..‬‬
‫واختلفوا فيمن أماطه بغير ضرورة ؟‬
‫ق‪ : 1‬عليه الفدية املنصوص عليها ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألنه إذا وجبت على املضطر فهي على غري املضطر أوجب ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عليه دم فقط ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث كعب بن عجرة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل من شرط من وجبت عليه الفدية بإماطة األذى أن يكون متعمدا أو الناسي في‬
‫ذلك والمتعمد سواء ؟‬
‫ق‪ : 1‬العامد يف ذلك والناسي واحد ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬القياس على كثري من العبادات اليت مل يفرق الشرع فيها بني اخلطأ والنسيان ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال فدية على الناسي ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬لعموم قوله تعاىل ‪(( :‬وليس عليكم جناح فيما أخطأمت به ولكن ما تعمدت قلوبكم)) ‪..‬‬
‫ولعموم حديث ‪" :‬رفع عن أميت اخلطأ والنسيان" ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬كم يطعم لكل مسكين من المساكين الستة التي ورد فيها النص ؟‬
‫ق‪ : 1‬مدان مبد النيب ‪( ‬نصف الصاع) لكل مسكني ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬من الرب نصف صاع ومن التمر والزبيب والشعري صاع ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا فيمن أخذ بعض أظفاره ما ذا عليه ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال شيء عليه حىت يقصها كلها ‪ ..‬أبو حنيفة يف أحد أقواله ‪.‬‬
‫احدا إلماطة األذى ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ظفرا و ً‬
‫ق‪ : 2‬عليه الفدية إن قلم ولو ً‬
‫ق‪ : 3‬إن أخذ ظفرا واحدا أطعم مسكينا واحدا ‪ ،‬وإن أخذ ظفرين أطعم مسكينني ‪ ،‬وإن أخذ ثالثا‬
‫فعليه دم يف مقام واحد ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫)‪(116‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 4‬ال فدية إال من حلق الرأس فقط للعذر الذي ورد فيه النص ‪ ..‬أبو حممد بن حزم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في حلق الشعر من سائر الجسد ؟‬
‫ق‪ : 1‬فيه الفدية ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال فدية فيه ‪ ..‬داود ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا فيمن نتف من رأسه الشعرة والشعرتين أو من لحمه ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس على من نتف الشعر اليسري شيء إال أن يكون أماط به أذى فعليه الفدية ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يف الشعرة مد ‪ ،‬ويف الشعرتني مدين ‪ ،‬ويف الثالثة دم ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يف حلق ربع الرأس شاة ‪ ،‬ويف حلق اإلبطني أو أحدمها أو الرقبة أو العانة شاة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫القول يف كفارة املتمتع‬
‫كفارة املتمتع اليت نص اهلل عليها يف قوله سبحانه ‪(( :‬فمن متتع بالعمرة إىل احلج فما استيسر من‬
‫اهلدي)) اآلية ‪ ،‬فإنه ال خالف يف وجوهبا ‪ ..‬واجلمهور على أن ما استيسر من اهلدي هو شاة ‪..‬‬
‫فمن مل جيد فيصوم عشرة أيام ‪ :‬ثالثة يف احلج وسبعة إذا رجع ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ما حد الزمان الذي ينتقل بانقضائه فرضه من الهدي إلى الصيام ؟‬
‫ق‪ : 1‬إذا شرع يف الصوم فقد انتقل واجبه إىل الصوم وإن وجد اهلدي يف أثناء الصوم ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن وجد اهلدي يف صوم الثالثة األيام لزمه ‪ ،‬وإن وجده يف صوم السبعة مل يلزمه ‪ ..‬أبو حنيفة‬
‫هذه املسألة نظري مسألة من طلع عليه املاء يف الصالة وهو متيمم ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫هل ما كان شرطًا يف ابتداء العبادة هو شرط يف استمرارها ؟‬
‫وإمنا فرق أبو حنيفة بني الثالثة والسبعة ‪ ،‬ألن الثالثة األيام هي عنده بدل من اهلدي والسبعة ليست‬
‫ببدل‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أمجعوا على أنه إذا صام الثالثة األيام يف العشر األول من ذي احلجة أنه قد أتى هبا يف حملها ؛ لقوله‬
‫سبحانه ‪(( :‬فصيام ثالثة أيام يف احلج)) وال خالف أن العشر األول من أيام احلج ‪.‬‬
‫واختلفوا فيمن صامها في أيام عمل العمرة قبل أن يهل بالحج أو صامها في أيام منى ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫)‪(117‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬ال جيوز (إذا فاتته األيام األوىل وجب اهلدي يف ذمته) ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫هل ينطلق اسم احلج على هذه األيام املختلف فيها أم ال ؟‬
‫وإن انطلق فهل من شرط الكفارة أن ال جتزئ إال بعد وقوع موجبها ‪ ،‬فمن قال ‪ :‬ال جتزئ كفارة إال‬
‫بعد وقوع موجبها قال ‪ :‬ال جيزي الصوم إال بعد الشروع يف احلج ‪ ،‬ومن قاسها على كفارة األميان قال‬
‫‪ :‬جيزي‬
‫مسألة ‪ /‬اتفقوا أنه إذا صام السبعة األيام في أهله أجزأه ‪ ،‬واختلفوا إذا صامها في الطريق ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيزي الصوم ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيزي ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫االحتمال الذي يف قوله سبحانه ‪(( :‬إذا رجعتم)) فإن اسم الراجع ينطلق على من فرغ من الرجوع ‪،‬‬
‫وعلى من هو يف الرجوع نفسه ‪.‬‬
‫القول يف كفارة اجلماع يف احلج‬
‫إمجاعهم على إفساد اجلماع للحج فلقوله تعاىل ‪(( :‬فمن فرض فيهن احلج فال رفث وال فسوق وال‬
‫جدال يف احلج)) ‪ ..‬واتفقوا على أن من وطئ قبل الوقوف بعرفة فقد أفسد حجه ‪ ،‬وكذلك من وطئ‬
‫من املعتمرين قبل أن يطوف ويسعى ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في فساد الحج بالوطء متى يكون ؟‬
‫ق‪ : 1‬من وطئ قبل رمي مجرة العقبة فسد حجه ‪ ،‬ومن وطئ بعد رمي مجرة العقبة فحجه تام ‪..‬‬
‫اجلمهور‬
‫ق‪ : 2‬من وطئ بعد الوقوف بعرفة حجه تام وعليه اهلدي بدنة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬من وطئ قبل طواف اإلفاضة فسد حجه ‪ ..‬قول ابن عمر ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫أن للحج حتلال يشبه السالم يف الصالة وهو التحلل األكرب (وهو اإلفاضة) وحتلال أصغر ‪ ،‬وهل‬
‫يشرتط يف إباحة اجلماع حتلالن أو أحدمها ؟‬

‫)‪(118‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في صفة الجماع الذي يفسد الحج وفي مقدماته ‪ ..‬فالجمهور على أن التقاء‬
‫الختانين يفسد الحج ‪.‬‬
‫واختلفوا في إنزال الماء فيما دون الفرج ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يفسد احلج إال اإلنزال يف الفرج ‪ .‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ما يوجب احلد يفسد احلج ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬اإلنزال نفسه يفسد احلج ‪ ،‬وكذلك مقدماته من املباشرة والقبلة ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا فيمن وطئ ناسيا ؟‬
‫ق‪ : 1‬مثله مثل العامد ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال كفارة عليه ‪ ..‬الشافعي يف اجلديد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا هل على المرأة هدي ؟‬
‫ق‪ : 1‬إن طاوعته فعليها هدي ‪ ،‬وإن أكرهها فعليه هديان ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن طاوعته فعليها هدي ‪ ،‬وإن أكرهها فليس عليه إال هدي واحد ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ومجهور العلماء على أهنما إذا حجا من قابل تفرقا (الرجل واملرأة) ‪ ،‬وقال أبو حنيفة ‪ :‬ال يفرتقان ‪.‬‬
‫قال الشافعي ‪ :‬يفرتقان من حيث أفسدا احلج ‪ ،‬وقال مالك ‪ :‬يفرتقان من حيث أحرما ‪ ،‬إال أن‬
‫يكونا أحرما قبل امليقات ‪ ،‬فمن أخذمها باالفرتاق فسدا للذريعة وعقوبة ‪ ،‬ومن مل يؤاخذمها به فجريا‬
‫على األصل‬
‫القول يف فوات احلج‬
‫الفساد بفوات الوقت ‪ ،‬وهو أن يفوته الوقوف بعرفة يوم عرفة ‪ ،‬فإن العلماء أمجعوا أنه حيل والبد‬
‫بعمرة وأن عليه حج قابل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا فيمن فاته الحج هل عليه هدي أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬عليه اهلدي ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬إمجاعهم على أن من حبسه مرض حىت فاته احلج أن عليه اهلدي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يتحلل بعمرة وحيج من قابل وال هدي عليه ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن األصل يف اهلدي إمنا هو بدل من القضاء ‪ ،‬فإذا كان القضاء فال هدي إال ما خصصه‬
‫اإلمجاع ‪.‬‬
‫)‪(119‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬من فاته الحج وكان قارنا هل يقضي حجا مفردا أو مقرونا بعمرة ؟‬
‫ق‪ : 1‬يقضي قارنا ألنه إمنا يقضي مثل الذي عليه ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس عليه إال اإلفراد ألنه قد طاف لعمرته فليس يقضي إال ما فاته ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫القول يف اهلدي‬
‫اتفق العلماء على إن جنس اهلدي ال يكون إال من األزواج الثمانية اليت نص اهلل عليها ‪ ،‬وأن األفضل‬
‫يف اهلدايا هي اإلبل مث البقر مث الغنم مث املعز ‪ ،‬وإمنا اختلفوا يف الضحايا ‪.‬‬
‫وأما كيفية سوق اهلدي فهو التقليد (هو أن يعلق بعنق البعري شيء ليعلم انه هدي) واإلشعار (هو‬
‫حز سنام البعري حىت يسيل الدم منه ليعلم أنه هدي) "ألن رسول اهلل ‪ ‬خرج عام احلديبية ‪ ،‬فلما‬
‫كان بذي احلليفة قلد اهلدي وأشعره وأحرم" رواه البخاري ‪ ..‬وإذا كان اهلدي من اإلبل والبقر فال خالف‬
‫أنه يقلد نعال أو نعلني أو ما أشبه ذلك ملن مل جيد النعال ‪.‬‬
‫وأجاز اإلشعار اجلمهور ‪ ،‬وحرمه أبو حنيفة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في تقليد الغنم ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال تقلد الغنم ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تقلد ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث األعمش عن إبراهيم عن األسود عن عائشة "أن النيب ‪ ‬أهدى إىل البيت مرة‬
‫غنما فقلده" متفق عليه ‪ .‬واستحبوا توجيهه إىل القبلة يف حني تقليده ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬من أي جنب يكون اإلشعار ؟‬
‫ق‪ : 1‬من اجلانب األيسر ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عمر أنه كان إذا أهدى هديا من املدينة قلده وأشعره بذي احلليفة قلده قبل أن‬
‫رواه مالك‬
‫يشعره ‪ ،‬وذلك يف مكان واحد وهو موجه للقبلة يقلده بنعلني ويشعره من الشق األيسر ‪)....‬‬
‫والبخاري تعلي ًقا‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬من اجلانب األمين ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عباس "أن رسول اهلل ‪ ‬صلى الظهر بذي احلليفة ‪ ،‬مث دعا ببدنه فأشعرها من‬
‫صفحة سنامها األمين مث سلت الدم عنها وقلدها بنعلني مث ركب راحلته ‪ ،‬فلما استوت على البيداء‬
‫أهل باحلج" رواه مسلم ‪.‬‬
‫)‪(111‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬هل يجوز له ركوب الهدي الواجب أو التطوع ؟‬


‫ق‪ : 1‬جائز من ضرورة ومن غري ضرورة ‪ ،‬وبعضهم أوجب ذلك ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أيب هريرة "أن رسول اهلل ‪ ‬رأى رجال يسوق بدنة فقال ‪( :‬اركبها) ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا‬
‫رسول اهلل إهنا هدي‪ ،‬فقال ‪( :‬اركبها ‪ ،‬ويلك)يف الثانية أو يف الثالثة " متفق عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يكره ركوهبا من غري ضرورة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل حديث جابر وقد سئل عن ركوب اهلدي فقال ‪ :‬مسعت رسول اهلل ‪ ‬يقول ‪" :‬اركبها‬
‫باملعروف إذا أجلئت إليها حىت جتد ظهرا" رواه مسلم ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أمجعوا أن هدي التطوع إذا بلغ حمله أنه يأكل منه صاحبه كسائر الناس ‪ ،‬وأنه إذا عطب قبل أن يبلغ‬
‫حمله خلى بينه وبني الناس ومل يأكل منه ‪ ،‬وزاد داود ‪ :‬وال يطعم منه شيئا أهل رفقته "ملا ثبت أن‬
‫رسول اهلل ‪ ‬بعث باهلدي مع ناجية األسلمي وقال له ‪ :‬إن عطب منها شيء فاحنره مث اصبغ نعليه‬
‫يف دمه وخل بينه وبني الناس" رواه أصحاب السنن وروي عن ابن عباس هذا احلديث فزاد فيه "وال تأكل منه‬
‫أنت وال أهل رفقتك" رواه مسلم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في األكل من الهدي الواجب إذا بلغ محله ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يؤكل من اهلدي الواجب ‪ ،‬كله وحلمه كله للمساكني ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يؤكل من كل اهلدي الواجب إال جزاء الصيد ونذر املساكني وفدية األذى ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال يؤكل من اهلدي الواجب إال هدي املتعة وهدي القران ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫وعمدة الشافعي تشبيه مجيع أصناف اهلدي الواجب بالكفارة ‪.‬‬
‫وأما من فرق فألنه يظهر يف اهلدي معنيان ‪ :‬أحدمها أنه عبادة مبتدأة ‪ .‬والثاين أنه كفارة ‪.‬‬
‫‪..........................................‬‬
‫كتاب اجلهاد‬
‫حكم هذه الوظيفة ‪:‬‬
‫أمجع العلماء على أهنا فرض على الكفاية ال فرض عني ‪ ،‬إال عبد اهلل بن احلسن ‪ ،‬فإنه قال إهنا‬
‫تطوع ‪ ،‬وإمنا صار اجلمهور لكونه فرضا لقوله تعاىل ‪{ :‬كتب عليكم القتال وهو كره لكم} اآلية ‪.‬‬
‫وأما كونه فرضا على الكفاية ‪ ،‬فلقوله تعاىل ‪{ :‬وما كان املؤمنون لينفروا كافة} اآلية ‪.‬‬
‫)‪(111‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫على من تجب ‪:‬‬


‫الرجال األحرار البالغون الذين جيدون مبا يغزون األصحاء إال املرضى وإال الزمىن ‪ ،‬وذلك ال خالف‬
‫فيه لقوله تعاىل ‪{ :‬ليس على األعمى حرج وال على املريض حرج وال على األعرج حرج} ‪.‬‬
‫وعامة الفقهاء متفقون على أن من شرط هذه الفريضة إذن األبوين فيها ‪ ،‬إال أن تكون عليه فرض‬
‫عني مثل أن ال يكون هنالك من يقوم بالفرض إال بقيام اجلميع به‪ ،‬واألصل يف هذا ما ثبت "أن‬
‫رجال قال لرسول اهلل ‪" : ‬إين أريد اجلهاد ‪ ،‬قال ‪ :‬أحي والداك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬ففيهما‬
‫فجاهد" متفق عليه ‪.‬‬
‫الذين يحاربون ‪:‬‬
‫اتفقوا على أهنم مجيع املشركني لقوله تعاىل ‪{ :‬وقاتلوهم حىت ال تكون فتنة ويكون الدين كله هلل} إال‬
‫ما روي عن مالك أنه قال ‪ :‬ال جيوز ابتداء احلبشة باحلرب وال الرتك ‪ ،‬ملا روي أنه عليه الصالة‬
‫والسالم قال "دعوا احلبشة ما ودعوكم ‪ ،‬واتركوا الرتك ما تركوكم" رواه أبو دواد والنسائي وحسنه األلباين ‪ ..‬وقد‬
‫سئل مالك عن صحة هذا األثر فلم يعرتف بذلك لكن قال ‪ :‬مل يزل الناس يتحامون غزوهم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬من الذين يقتلون ؟‬
‫ال خالف بني املسلمني أنه يجوز يف احلرب قتل املشركني الذكران البالغني املقاتلني ‪.‬‬
‫وكذلك ال خالف بينهم يف أنه ال يجوز قتل صبياهنم وال قتل نسائهم ما مل تقاتل املرأة والصيب ‪،‬‬
‫فإذا قاتلت املرأة استبيح دمها ‪ ،‬وذلك ملا ثبت "أنه عليه الصالة والسالم هنى عن قتل النساء‬
‫والولدان" متفق عليه ‪ ..‬وقال يف امرأة مقتولة ‪" :‬ما كانت هذه لتقاتل" رواه أبو داود والنسائي ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في أهل الصوامع المنتزعين عن الناس والعميان والزمنى والشيوخ الذين ال‬
‫يقاتلون والمعتوه والحراث والعسيف ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يقتل األعمى وال املعتوه وال أصحاب الصوامع ‪ ،‬وال الشيخ الفاين ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تقتل الشيوخ فقط ‪ ..‬الثوري ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال تقتل احلراث ‪ ..‬األوزاعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬تقتل مجيع هذه األصناف ‪ ..‬الشافعي يف األصح عنه ‪.‬‬
‫السبب في االختالف في هذه المسألة ‪:‬‬

‫)‪(112‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -1‬معارضة قوله تعاىل ‪{ :‬وقاتلوا يف سبيل اهلل الذين يقاتلونكم وال تعتدوا إن اهلل ال حيب املعتدين}‬
‫لقوله تعاىل‪{ :‬فإذا انسلخ األشهر احلرم فاقتلوا املشركني حيث وجدمتوهم} اآلية ‪ .‬فمن رأى أن هذه‬
‫ناسخة لقوله تعاىل ‪{ :‬وقاتلوا يف سبيل اهلل الذين يقاتلونكم} قال ‪ :‬اآلية على عمومها ‪ ،‬ومن رأى‬
‫أهنا حمكمة وأهنا تتناول هؤالء األصناف الذين ال يقاتلون استثناها من عموم تلك ‪.‬‬
‫رواه‬
‫وقد احتج الشافعي حبديث مسرة أن رسول اهلل ‪ ‬قال ‪" :‬اقتلوا شيوخ املشركني واستحيوا َشر َخهم"‬
‫أبو داود والرتمذي وصححه ‪.‬‬

‫‪ -2‬اختالفهم يف العلة املوجبة للقتل‪ ،‬فمن زعم أن العلة املوجبة لذلك هي الكفر مل يستثن أحدا من‬
‫املشركني‪ ،‬ومن زعم أن العلة يف ذلك إطاقة القتال للنهي عن قتل النساء مع أهنن كفار استثىن من مل‬
‫يطق القتال ومن مل ينصب نفسه إليه كالفالح والعسيف ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬النكاية التي تجوز في أموالهم وذلك في المباني والحيوان والنبات ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز قطع الشجر والثمار وختريب العامر ‪ ،‬وال جيوز قتل املواشي وال حتريق النخل ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يكره قطع الشجر املثمر وختريب العامر كنيسة كان أو غري ذلك ‪ ..‬األوزاعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬حترق البيوت والشجر إذا كانت هلم معاقل ‪ ،‬ويكره إذا مل تكن هلم معاقل ‪ ..‬الشافعي وأمحد‬
‫‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬جيوز ذلك كله ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫خمالفة فعل أيب بكر يف ذلك لفعله عليه الصالة والسالم ‪ ،‬وذلك أنه ثبت "أنه عليه الصالة والسالم‬
‫حرق خنل بين النضري" وثبت عن أيب بكر أنه قال ‪ :‬ال تقطعن شجرا وال ختربن عامرا ‪.‬‬
‫فمن ظن أن فعل أيب بكر هذا إمنا كان ملكان علمه بنسخ ذلك الفعل منه ‪ ، ‬إذ ال جيوز على أيب‬
‫بكر أن خيالفه مع علمه بفعله ‪ ،‬أو رأى أن ذلك كان خاصا ببين النضري لغزوهم قال بقول أيب بكر ‪،‬‬
‫ومن اعتمد فعله عليه الصالة والسالم ومل ير قول أحد وال فعله حجة عليه قال ‪ :‬بتحريق الشجر ‪.‬‬
‫وإمنا فرق مالك بني احليوان والشجر ألن قتل احليوان مثلة وقد هنى عن املثلة ‪ ،‬ومل يأت عنه عليه‬
‫الصالة والسالم أنه قتل حيوانا ‪ ،‬فهذا هو معرفة النكاية اليت جيوز أن تبلغ من الكفار يف نفوسهم‬
‫وأمواهلم ‪.‬‬

‫)‪(113‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬ممن تؤخذ الجزية ؟‬


‫اتفق عامة الفقهاء على أخذها من أهل الكتاب لآلية ‪(( :‬من الذين أوتوا الكتاب حىت يعطوا اجلزية‬
‫‪ ))..‬ومن اجملوس لقوله ‪": ‬سنوا هبم سنة أهل الكتاب" رواه مالك ‪ ..‬واختلفوا فيما سوى أهل‬
‫الكتاب من املشركني ؟‬
‫ق‪ : 1‬تؤخذ اجلزية من كل مشرك ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫القتل ‪ ..‬أبو حنيفة‬
‫ق‪ : 2‬تؤخذ من مشركي العجم وأما مشركو العرب فال يقبل منهم إال اإلسالم أو َ‬
‫ق‪ : 3‬تؤخذ من أهل الكتاب واجملوس فقط ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة العموم للخصوص ‪ ..‬أما العموم فقوله تعاىل ‪{ :‬وقاتلوهم حىت ال تكون فتنة ويكون الدين‬
‫كله هلل} ‪ ..‬وأما اخلصوص فقوله ألمراء السرايا الذين كان يبعثهم إىل مشركي العرب ‪ ،‬ومعلوم أهنم‬
‫كانوا من غري أهل كتاب ‪" :‬فإذا لقيت عدوك فادعهم إىل ثالث خصال‪ ،‬فذكر اجلزية فيها" ‪ .‬فمن‬
‫رأى أن العموم إذا تأخر عن اخلصوص فهو ناسخ له قال ‪ :‬ال تقبل اجلزية من مشرك ما عدا أهل‬
‫الكتاب ألن اآلية اآلمرة بقتاهلم على العموم هي متأخرة عن ذلك احلديث وذلك أن األمر بقتال‬
‫املشركني عامة هو يف س ورة براءة‪ ،‬ذلك عام الفتح‪ ،‬وذلك احلديث إمنا هو قبل الفتح بدليل دعائهم‬
‫فيه للهجرة‪ ،‬ومن رأى أن العموم يبين على اخلصوص تقدم أو تأخر أو جهل التقدم والتأخر بينهما‬
‫قال‪ :‬تقبل اجلزية من مجيع املشركني وأما ختصيص أهل الكتاب من سائر املشركني فخرج من ذلك‬
‫العموم باتفاق خبصوص قوله تعاىل ‪{ :‬من الذين أوتوا الكتاب حىت يعطوا اجلزية عن يد وهم‬
‫صاغرون} ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬كم يجب للمقاتل الفارس ؟‬
‫ق‪ : 1‬ثالثة أسهم ‪ :‬سهم له ‪ ،‬وسهمان لفرسه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬سهمان ‪ :‬سهم لفرسه ‪ ،‬وسهم له ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالف اآلثار ومعارضة القياس لألثر‪ ،‬وذلك أن أبا داود خرج عن ابن عمر "أن النيب ‪ ‬أسهم‬
‫لرجل وفرسه ثالثة أسهم ‪ :‬سهمان للفرس ‪ ،‬وسهم لراكبه" وخرج أيضا عن جممع بن حارثة‬
‫األنصاري مثل قول أيب حنيفة ‪.‬‬

‫)‪(114‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأما القياس املعارض لظاهر حديث ابن عمر فهو أن يكون سهم الفرس أكرب من سهم اإلنسان ‪..‬‬
‫وهذا القياس ليس بشيء ‪ ،‬ألن سهم الفرس إمنا استحقه اإلنسان الذي هو الفارس بالفرس ‪ ،‬وغري‬
‫بعيد أن يكون تأثري الفارس بالفرس يف احلرب ثالثة أضعاف تأثري الراجل بل لعله واجب مع أن‬
‫حديث ابن عمر أثبت ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفق العلماء على جواز تنفيل اإلمام من الغنيمة لمن شاء ‪ ،‬أعني أن يزيده على نصيبه‬
‫‪ ،‬واختلفوا من أي شيء يكون النفل ؟‬
‫ق‪ : 1‬من اخلمس الواجب لبيت مال املسلمني ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬من مخس اخلمس (حظ اإلمام فقط) ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬من مجلة الغنيمة ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫والسبب يف اختالفهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬هل بني اآليتني الواردتني يف املغامن تعارض أم مها على التخيري؟ أعين قوله تعاىل ‪{ :‬واعلموا أمنا‬
‫غنمتم من شيء} اآلية ‪ ،‬وقوله تعاىل ‪{ :‬يسألونك عن األنفال} اآلية ‪ .‬فمن رأى أن قوله تعاىل ‪:‬‬
‫{واعلموا أمنا غنمتم من شيء فأن هلل مخسه} ناسخ لقوله تعاىل ‪{ :‬يسألونك عن األنفال} قال ‪:‬‬
‫ال نفل إال من اخلمس أو من مخس اخلمس ‪ .‬ومن رأى أن اآليتني ال معارضة بينهما وأهنما على‬
‫التخيري ‪ ،‬قال جبواز النفل من رأس الغنيمة ‪.‬‬
‫‪ -2‬اختالف اآلثار يف هذا الباب ‪ ،‬ويف ذلك أثران ‪:‬‬
‫أحدمها ما روى مالك عن ابن عمر "أن رسول اهلل ‪ ‬بعث سرية فيها عبد اهلل ابن عمر قبل جند‬
‫فغنموا إبال كثرية ‪ ،‬فكان سهماهنم اثين عشر بعريا ون ِّفلوا بعريا بعريا" وهذا يدل على أن النفل كان‬
‫بعد القسمة من اخلمس ‪.‬‬
‫والثاين حديث حبيب بن مسلمة "أن رسول اهلل ‪ ‬كان ينفل الربع من السرايا بعد اخلمس يف‬
‫البداءة وينفلهم الثلث بعد اخلمس يف الرجعة" رواه أبو داود ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يجب سلب المقتول للقاتل أو ليس يجب إال إن نفله له اإلمام ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يستحق القاتل سلب املقتول إال أن ينفله له اإلمام على جهة االجتهاد ‪ ..‬أبو حنيفة‬
‫ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬واجب للقاتل قال ذلك اإلمام أو مل يقله ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬

‫)‪(115‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬


‫قوله عليه الصالة والسالم يوم حنني بعد ما برد القتال ‪" :‬من قتل قتيال فله َسلَبه" متفق عليه ‪ .‬احتمال‬
‫أن يكون ذلك منه عليه الصالة والسالم على جهة النفل أو على جهة االستحقاق للقاتل ‪.‬‬
‫ومالك رمحه اهلل قوي عنده أنه على جهة النفل من قبل أنه مل يثبت عنده أنه قال ذلك عليه الصالة‬
‫والسالم وال قضى به إال أيام حنني ‪ ،‬وملعارضة آية الغنيمة له إن محل ذلك على االستحقاق ‪ :‬أعين‬
‫قوله تعاىل ‪{ :‬واعلموا أمنا غنمتم من شيء} اآلية ‪ .‬فإنه ملا نص يف اآلية على أن اخلمس هلل علم أن‬
‫األربعة األمخاس واجبة للغامنني كما أن ه ملا نص على الثلث لألم يف املواريث علم أن الثلثني لألب ‪.‬‬
‫قال أبو عمر‪ :‬وهذا القول حمفوظ عنه ‪ ‬يف حنني ويف بدر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬أموال المسلمين التي تسترد من أيدي الكفار ؟‬
‫ق‪ : 1‬ألرباهبا من املسلمني وليس للغزاة املسرتدين لذلك منها شيء ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أهنا غنيمة اجليش ليس لصاحبها منها شيء ‪ ..‬مروي عن علي بن أيب طالب ‪. ‬‬
‫ق‪ : 3‬ما وجد من أموال املسلمني قبل القسم فصاحبه أحق به بال مثن ‪ ،‬وما وجد من ذلك بعد‬
‫القسم فصاحبه أحق به بالقيمة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬ما وصل به الكفار لدارهم فصاحبه أحق به قبل القسم وبعده ‪ ،‬وما مل يصلوا به فقبل القسم‬
‫فله ‪ ،‬وبعد القسم فهو أحق به بالثمن ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫راجع إىل اختالفهم يف هل ميلك الكفار على املسلمني أمواهلم إذا غلبوهم عليها أم ليس ميلكوهنا ؟‬
‫مسألة ‪ /‬حكم ما افتتح المسلمون من األرض عنوة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال تقسم األرض وتكون وقفا يصرف خراجها يف مصاحل املسلمني ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تقسم كما تقسم الغنائم (يعين مخسة أقسام) ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ .: 3‬اإلمام خمري بني أن يقسمها على املسلمني أو يضرب عليها اخلراج ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫ما يظن من التعارض بني آية سورة األنفال وآية سورة احلشر ‪ ،‬وذلك أن آية األنفال تقتضي بظاهرها‬
‫أن كل ما غنم خيمس ‪ ،‬وهو قوله تعاىل ‪{ :‬واعلموا أمنا غنمتم} ‪ ،‬وقوله تعاىل يف آية احلشر ‪:‬‬
‫{والذين جاءوا من بعدهم} عطفا على ذكر الذين أوجب هلم الفيء ميكن أن يفهم منه أن مجيع‬

‫)‪(116‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الناس احلاضرين واآلتني شركاء يف الفيء ‪ ..‬فمن رأى أن اآليتني متواردتان على معىن واحد وأن آية‬
‫احلشر خمصصة آلية األنفال استثىن من ذلك األرض ؛ ومن رأى أن اآليتني ليستا متواردتني على‬
‫معىن واحد ‪ ،‬بل رأى أن آية األنفال يف الغنيمة وآية احلشر يف الفيء على ما هو ظاهر من ذلك‬
‫قال‪ :‬ختمس األرض وال بد ‪.‬‬
‫في قسمة الفيء‬
‫الفيء عند اجلمهور ‪ :‬هو كل ما صار للمسلمني من الكفار من قبل الرعب واخلوف من غري أن‬
‫يوجف عليه خبيل أو رجل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الجهة التي يصرف إليها الفيء ؟‬
‫ق‪ : 1‬جلميع املسلمني ‪ ،‬وال مخس يف شيء منه ‪ ..‬اجلمهور ‪ ،‬وهو الثابت عن أيب بكر وعمر‬
‫‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يكون فيه اخلمس ‪ ،‬واخلمس مقسوم على األصناف الذين ذكروا يف آية الغنائم ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫وسبب اختالف ‪:‬‬
‫هو سبب اختالفهم يف قسمة اخلمس من الغنيمة وقد تقدم ذلك‪ ،‬أعين أن من جعل ذكر األصناف‬
‫يف اآلية تنبيها على املستحقني له قال ‪ :‬هو هلذه األصناف املذكورين ومن فوقهم ‪ .‬ومن جعل ذكر‬
‫األصناف تعديدا للذين يستوجبون هذا املال قال ‪ :‬ال يتعدى به هؤالء األصناف ‪.‬‬
‫في الج ْزية‬
‫مسألة ‪ /‬كم الواجب في الج ْزية ؟‬
‫ق‪ : 1‬ما فرضه عمر ‪ ‬على أهل الذهب أربعة دنانري ‪ ،‬وعلى أهل الورق أربعون درمها ‪ ،‬مع ذلك‬
‫أرزاق املسلمني وضيافة ثالثة أيام ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أقله حمدود وهو دينار وأكثره غري حمدود ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال ينقص الفقري من ‪ 12‬درمها وال يزاد الغين على ‪ 48‬والوسط ‪ .. 24‬أبو حنيفة وأصحابه ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬دينار ‪ ،‬أو عدله َم َعافَر (ثياب باليمن) ال يزاد عليه وال ينقص منه ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالف اآلثار يف هذا الباب‪ ،‬وذلك أنه روي "أن رسول اهلل ‪ ‬بعث معاذا إىل اليمن وأمره أن‬
‫يأخذ من كل حامل دينارا أو عدله معافر" رواه أصحاب السنن ‪ ..‬وهي ثياب باليمن ‪.‬‬
‫)‪(117‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وثبت عن عمر أنه ضرب اجلزية على أهل الذهب أربعة دنانري وعلى أهل الورق أربعني درمها مع ذلك‬
‫أرزاق املسلمني وضيافة ثالثة أيام ‪ .‬رواه مالك ‪ .‬وروي عنه أيضا أنه بعث عثمان بن حنيف فوضع اجلزية‬
‫على أهل السواد مثانية وأربعني وأربعة وعشرين واثين عشر ‪.‬‬
‫فمن محل هذه األحاديث كلها على التخيري ومتسك يف ذلك بعموم ما ينطلق عليه اسم جزية إذ‬
‫ليس يف توقيت ذلك حديث عن النيب ‪ ‬متفق على صحته ‪ ،‬وإمنا ورد الكتاب يف ذلك عاما ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬ال حد يف ذلك وهو األظهر واهلل أعلم ‪.‬‬
‫أصناف الجزية ‪:‬‬
‫اجلزية عندهم ثالثة أصناف ‪:‬‬
‫‪ -1‬جزية َعنويَّة ‪ ،‬وهي هذه اليت تكلمنا فيها ‪ ،‬أعين اليت تفرض على احلربيني بعد غلبتهم ‪.‬‬
‫ف عنهم ‪ ،‬وهذه ليس فيها توقيت ال يف الواجب ‪ ،‬وال‬ ‫‪ -2‬جزية صلَحية ‪ ،‬وهي اليت يتربعون هبا لي َك َّ‬
‫فيمن جيب عليه وال مىت جيب عليه ‪ ،‬وإمنا ذلك كله راجع إىل االتفاق ‪.‬‬
‫‪ -3‬اجلزية العشرية ‪ ،‬وذلك أن مجهور العلماء على أنه ليس على أهل الذمة عشر وال زكاة أصال يف‬
‫أمواهلم إال ما روي عن طائفة منهم أهنم ضاعفوا الصدقة على نصارى بين تغلب ‪ ،‬أعين أهنم أوجبوا‬
‫إعطاء ضعف ما على املسلمني من الصدقة يف شيء من األشياء اليت تلزم فيها املسلمني الصدقة ‪..‬‬
‫وممن قال هبذا القول الشافعي وأبو حنيفة وأمحد والثوري ‪ ،‬وهو فعل عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه‬
‫هبم ‪ ،‬وليس حيفظ عن مالك يف ذلك نص فيما حكوا ‪.‬‬

‫ْ َ‬
‫كتاب األيمان‬
‫اتفقوا على أن األميان منها لغو ومنها منعقدة لقوله تعاىل ‪{ :‬ال يؤاخذكم اهلل باللغو يف أميانكم ولكن‬
‫يؤاخذكم مبا عقدمت األميان}‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا فيما هي اللغو ؟‬
‫ق‪ : 1‬هي اليمني على الشيء يظن الرجل أنه على يقني منه فيخرج الشيء على خالف ما حلف‬
‫عليه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ما مل تنعقد عليه النية مثل ما جرت به العادة من قول الرجل يف أثناء املخاطبة ال واهلل ال باهلل‬
‫مما جيري على األلسنة بالعادة من غري أن يعتقد لزومه ‪ ..‬الشافعي ورواه مالك يف املوطأ عن عائشة ‪.‬‬
‫)‪(118‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 3‬هو أن حيلف الرجل وهو غضبان ‪ ..‬وبه قال إمساعيل القاضي من أصحاب مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬هو احللف على املعصية ‪ ..‬وروي عن ابن عباس‪.‬‬
‫ق‪ : 5‬هو أن حيلف الرجل على أن ال يأكل شيئا مباحا له بالشرع ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫هو االشرتاك الذي يف اسم اللغو ‪ ،‬وذلك أن اللغو قد يكون الكالم الباطل مثل قوله تعاىل ‪{ :‬والغوا‬
‫فيه لعلكم تغلبون} ‪ ،‬وقد يكون الكالم الذي ال تنعقد عليه نية املتكلم به ‪ ..‬والذين قالوا إن اللغو‬
‫هو احللف يف إغالق أو احللف على ما ال يوجب الشرع فيه شيئا حبسب ما يعتقد يف ذلك قوم‪ ،‬فإمنا‬
‫ذه بوا إىل أن اللغو ههنا يدل على معىن عريف يف الشرع وهي األميان اليت يبني الشرع يف مواضع أخر‬
‫سقوط حكمها مثل ما روي أنه ‪" :‬ال طالق يف إغالق" وما أشبه ذلك ‪ ،‬لكن األظهر مها القوالن‬
‫األوالن ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل في اليمين الغموس كفارة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس يف اليمني الغموس كفارة ‪ ،‬وإمنا الكفارة يف األميان اليت تكون يف املستقبل ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيب فيها الكفارة أي تسقط الكفارة اإلمث فيها كما تسقطه يف غري الغموس ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة عموم الكتاب لألثر‪ ،‬وذلك أن قوله تعاىل ‪{ :‬ولكن يؤاخذكم مبا عقدمت األميان فكفارته‬
‫إطعام ع شرة مساكني} اآلية توجب أن يكون يف اليمني الغموس كفارة لكوهنا من األميان املنعقدة ‪،‬‬
‫وقوله عليه الصالة والسالم "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه حرم اهلل عليه اجلنة وأوجب له النار"‬
‫يوجب أن اليمني الغموس ليس فيها كفارة ‪ ،‬ولكن للشافعي أن يستثين من األميان الغموس ما ال‬
‫يقتطع هبا حق الغري ‪ ،‬وهو الذي ورد فيه النص ‪ ،‬أو يقول ‪ :‬إن األميان اليت يقتطع هبا حق الغري قد‬
‫مجعت الظلم واحلنث ‪ ،‬فوجب أال تكون الكفارة هتدم األمرين مجيعا ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬من قال ‪ :‬أنا كافر أو مشرك أو يهودي أو نصراني إن فعلت كذا ثم يفعله هل عليه‬
‫كفارة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس عليه كفارة وال هذه ميني ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هي ميني وعليه فيها الكفارة إذا خالف اليمني ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫)‪(119‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اختالفهم يف هل جيوز اليمني بكل ماله حرمة أم ليس جيوز إال باهلل فقط ؟‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفق الجمهور يف األميان اليت ليست أقساما بشيء وإمنا خترج خمرج اإللزام الواقع بشرط من الشروط ‪،‬‬
‫مثل أن يقول القائل ‪ :‬فإن فعلت كذا فعلي مشي إىل بيت اهلل‪ ،‬أو إن فعلت كذا وكذا فغالمي حر‬
‫أو امرأيت طالق أنها تلزم في القرب ‪ ،‬وفيما إذا التزمه اإلنسان لزمه بالشرع مثل الطالق والعتق ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا هل فيها كفارة أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال كفارة فيها ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هذا اجلنس من األميان فيها الكفارة إال الطالق والعتق ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل هي ميني أو نذر ؟ فمن قال إهنا ميني أوجب فيها الكفارة ‪ ..‬ومن قال إهنا من جنس النذر قال ‪:‬‬
‫ال كفارة فيها لكن يعسر هذا على املالكية لتسميتهم إياها إميانا ‪ ،‬لكن لعلهم إمنا مسوها أميانا على‬
‫طريق التجوز والتوسع ‪ .‬والحق أنه ليس جيب أن تسمى حبسب الداللة اللغوية أميانا ‪ ،‬فإن األميان يف‬
‫لغة العرب هلا صيغ خمصوصة ‪ ،‬وإمنا يقع اليمني باألشياء اليت تعظم وليست صيغة الشرط هي صيغة‬
‫اليمني ‪ ،‬فأما هل تسمى أميانا بالعرف الشرعي وهل حكمها حكم األميان ؟ ففيه نظر‪ ،‬وذلك أنه قد‬
‫ثبت أنه عليه الصالة والسالم قال ‪" :‬كفارة النذر كفارة ميني" وقال تعاىل {مل حترم ما أحل اهلل لك}‬
‫إىل قوله {قد فرض اهلل لكم حتلة أميانكم} فظاهر هذا أنه قد سمي بالشرع القول الذي خمرجه‬
‫خمرج الشرط أو خمرج اإللزام دون شرط وال ميني ‪ :‬يميناً ‪ ،‬فيجب أن حتمل على ذلك مجيع األقاويل‬
‫اليت جتري هذا اجملرى إال ما خصصه اإلمجاع من ذلك مثل الطالق ‪ ،‬فظاهر احلديث يعطي أن النذر‬
‫ليس بيمني وأن حكمه حكم اليمني ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في قول القائل ‪ :‬أقسم أو أشهد إن كان كذا وكذا هل هو يمين أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬أنه ميني ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس بيمني ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إن أراد اهلل هبا فهو ميني ‪ ،‬وإن مل يرد اهلل هبا فليست بيمني ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هو هل املراعى اعتبار صيغة اللفظ أو اعتبار مفهومه بالعادة أو اعتبار النية ؟‬
‫)‪(121‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫شروط االستثناء المؤثر في اليمين ‪:‬‬


‫أمجعوا على أنه إذا اجتمع يف االستثناء ثالثة شروط أنه ال ينعقد معه اليمني ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون متناسقا مع اليمني (أي متصال به) ‪ -2 ..‬وملفوظا به ‪ -3 ..‬ومقصودا من أول‬
‫اليمني ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اشتراط اتصال االستثناء بالقسم ؟‬
‫ق‪ : 1‬اشرتطوا ذلك فيه ‪ ..‬مالك ؛ وقال الشافعي ‪ :‬ال بأس بينهما بالسكتة اخلفيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز للحالف االستثناء ما مل يقم من جملسه ‪ ..‬قوم من التابعني ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬له االستثناء أبدا على ما ذكر منه مىت ما ذكر ‪ ..‬ابن عباس ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫الختالفهم هل االستثناء حال لالنعقاد أم هو مانع له ؟ فإذا قلنا إنه مانع لالنعقاد ال حال له اشرتط‬
‫أن يكون متصال باليمني ‪ ،‬وإذا قلنا إنه حال مل يلزم فيه ذلك ‪.‬‬
‫وقد احتج من رأى أنه حال بالقرب مبا رواه سعد عن مساك ابن حرب عن عكرمة قال ‪ :‬قال رسول‬
‫اهلل ‪" : ‬واهلل ألغزون قريشا ‪ ،‬قاهلا ثالث مرات مث سكت ‪ ،‬مث قال ‪ :‬إن شاء اهلل" فدل هذا على‬
‫أن االستثناء حال لليمني ال مانع هلا من االنعقاد ‪ .‬قالوا ‪ :‬ومن الدليل على أنه حال بالقرب أنه لو‬
‫كان حاال بالبعد على ما رواه ابن عباس لكان االستثناء يغين عن الكفارة والذي قالوه بَ ِّني ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬اتفقوا على أن موجب احلنث هو املخالفة ملا انعقدت عليه اليمني ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل على الساهي والمكره حنث ؟‬
‫ق‪ : 1‬الساهي واملكره مبنزلة العامد ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال حنث على الساهي وال على املكره ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة عمومني ميكن أن خيصص كل واحد منهما بصاحبه ‪ .‬العموم يف قوله تعاىل ‪{ :‬ولكن‬
‫يؤاخذكم مبا عقدمت األميان} مل يفرق بني عامد وناس ‪ ،‬لعموم قوله عليه الصالة والسالم ‪" :‬رفع عن‬
‫أميت اخلطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" ‪.‬‬

‫)‪(121‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫كفارة اليمين‬
‫اتفقوا على أن الكفارة يف األميان هي األربعة األنواع اليت ذكر اهلل يف كتابه يف قوله تعاىل ‪:‬‬
‫{فكفارته} اآلية ‪ .‬ومجهورهم على أن احلالف إذا حنث خمري بني الثالثة منها ‪ :‬أعين اإلطعام أو‬
‫الكسوة أو العتق‪ ،‬وأنه ال جيوز له الصيام إال إذا عجز عن هذه الثالثة لقوله تعاىل ‪{ :‬فمن مل جيد‬
‫فصيام ثالثة أيام} ‪ ،‬إال ما روي عن ابن عمر أنه كان إذا غلظ اليمني أعتق أو كسا‪ ،‬وإذا مل يغلظها‬
‫أطعم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ما مقدار اإلطعام ؟‬
‫ق‪ : 1‬لكل مسكني مد من حنطة مبد النيب ‪ .. ، ‬مالك والشافعي ‪ ،‬إال أن مالكا قال ‪ :‬املد‬
‫خاص بأهل املدينة فقط لضيق معايشهم ‪ ،‬وأما سائر املدن فيعطون الوسط من نفقتهم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يعطيهم نصف صاع من حنطة‪ ،‬أو صاعا من شعري أو متر ‪ ..‬أبو حنيفة ‪ .‬قال ‪ :‬فإن غداهم‬
‫وعشاهم أجزأه ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬مد من حنطة ‪ ،‬أو مدان من شعري أو متر ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختالفهم يف تأويل قوله تعاىل ‪{ :‬من أوسط ما تطعمون أهليكم} هل املراد بذلك أكلة واحدة‬
‫أو قوت اليوم وهو غذاء وعشاء ؟‬
‫‪ -2‬تردد هذه الكفارة بني كفارة الفطر متعمدا يف رمضان وبني كفارة األذى ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ما المجزئ من الكسوة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ما جيزئ فيه الصالة ‪ ،‬يكسو الرجل ثوبا وإن كسا النساء كسا ثوبني درعا ومخارا ‪ ..‬مالك‬
‫وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أقل ما ينطلق عليه االسم إزار أو قميص أو سراويل أو عمامة ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل الواجب األخذ بأقل داللة االسم اللغوي أو املعىن الشرعي ؟‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يشترط تتابع األيام الثالثة في الصيام ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يشرتط التتابع ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يشرتط ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫)‪(122‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬


‫‪ -1‬هل جيوز العمل بالقراءة اليت ليست يف املصحف ‪ ،‬وذلك أن يف قراءة عبد اهلل بن مسعود ‪:‬‬
‫{فصيام ثالثة أيام متتابعات} ‪.‬‬
‫‪ -2‬هل حيمل األمر مبطلق الصوم على التتابع أم ليس حيمل ؟‬
‫مسألة ‪ /‬اشتراط العدد في المساكين ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيزيه إال أن يطعم عشرة مساكني ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن أطعم مسكينا واحدا عشرة أيام أجزأه ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫السبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫هل الكفارة حق واجب للعدد املذكور أو حق واجب على املكفر فقدر بالعدد املذكور ؟‬
‫مسألة ‪ /‬اشتراط اإلسالم والحرية في المساكين ؟‬
‫ق‪ : 1‬يشرتط ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يشرتط ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل استيجاب الصدقة هو بالفقر فقط ؟ أو باإلسالم ؟‬
‫مسألة ‪ /‬هل من شرط الرقبة أن تكون سليمة من العيوب ؟‬
‫ق‪ : 1‬نعم ‪ ..‬فقهاء األمصار ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس ذلك من شرطها ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل الواجب األخذ بأقل ما يدل عليه االسم أو بأمت ما يدل عليه ؟‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اشتراط اإليمان في الرقبة أيضا ؟‬
‫ق‪ : 1‬يشرتط ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز أن تكون الرقبة غري مؤمنة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل حيمل املطلق على املقيد يف األشياء اليت تتفق يف األحكام وختتلف يف األسباب كحكم حال هذه‬
‫الكفارات مع كفارة الظهار ؟‬
‫)‪(123‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬متى ترفع الكفارة الحنث وتمحوه ؟‬


‫ق‪ : 1‬إذا كفر بعد احلنث أو قبله فقد ارتفع اإلمث ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يرتفع احلنث إال بالتفكري الذي يكون بعد احلنث ال قبله ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وروي عن مالك يف ذلك القوالن مجيعا ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم شيئان ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختالف الرواية يف قوله ‪" : ‬من حلف على ميني فرأى غريها خريا منها فليأت الذي هو خري‬
‫وليكفر عن ميينه" فإن قوما رووه هكذا‪ ،‬وقوم رووه "فليكفر عن ميينه وليأت الذي هو خري" ‪.‬‬
‫‪ -2‬اختالفهم يف هل جيزئ تقدمي احلق الواجب قبل وقت وجوبه ‪ ،‬ألنه من الظاهر أن الكفارة إمنا‬
‫جتب بعد احلنث كالزكاة بعد احلول ‪.‬‬

‫كتاب النذور‬
‫أصناف النذور ‪:‬‬
‫تنقسم قسمني ‪ :‬قسم من جهة اللفظ وقسم من جهة األشياء اليت تنذر ‪.‬‬
‫* فأما من جهة اللفظ فإنه ضربان ‪:‬‬
‫‪ -1‬مطلق وهو ال م خرج خمرج اخلرب ‪ ..‬وهو على ضربني ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مصرح فيه بالشيء املنذور به كقول القائل ‪ :‬هلل علي نذر أن أحج ‪.‬‬
‫ب‪ -‬غري مصرح ‪ ..‬مثل قوله ‪ :‬هلل علي نذر ‪.‬‬
‫‪ -2‬م َقيد وهو ال م خرج خمرج الشرط ‪ .‬كقول القائل ‪ :‬إن كان كذا فعلي هلل نذر كذا وأن أفعل كذا ‪.‬‬
‫وهذا رمبا علقه بفعل من أفعال اهلل تعاىل كأن يقول ‪ :‬إن شفى اهلل مريضي فعلي نذر كذا وكذا ‪ ،‬ورمبا‬
‫علقه بفعل نفسه ‪ ،‬كأن يقول ‪ :‬إن فعلت كذا فعلي نذر كذا ‪ ،‬وهذا هو الذي يسميه الفقهاء ‪ :‬أميانا‬
‫* وأما أصنافه من جهة األشياء التي من جنس المعاني المنذور بها ‪ ،‬فإهنا تنقسم إىل أربعة أقسام‬
‫نذر بأشياء من جنس القرب ‪ ،‬ومن جنس المعاصي ‪ ،‬ومن جنس المكروهات ‪ ،‬ومن جنس‬
‫المباحات ‪ ،‬وهذه األربعة تنقسم قسمني ‪ :‬نذر برتكها ‪ ،‬ونذر بفعلها ‪.‬‬
‫فيما يلزم من النذور وما ال يلزم ‪:‬‬
‫* أمجعوا على لزوم النذر الذي خمرجه خمرج الشرط إذا كان نذرا بقربة ‪.‬‬
‫)‪(124‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫* اتفقوا على لزوم النذر املطلق يف القرب إذا كان ‪:‬‬


‫‪ -1‬على وجه الرضا ال على وجه اللجاج ‪ -2‬صرح فيه بلفظ النذر ال إذا مل يصرح ‪ ،‬سواء كان‬
‫النذر مصرحا فيه بالشيء املنذور أو كان غري مصرح ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا قال هلل علي كذا وكذا ولم يقل نذرا ؟‬
‫ق‪ : 1‬لزمه الوفاء ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مل يلزمه شيء ‪ ..‬سعيد بن املسيب ‪.‬‬
‫السبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف هل جيب النذر بالنية واللفظ معا أو بالنية فقط ؟‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا فيمن نذر معصية ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس يلزمه يف ذلك شيء ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الزم فيه كفارة ميني ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تعارض ظواهر احلديثني ‪ :‬حديث عائشة عن النيب ‪ ‬أنه قال ‪" :‬من نذر أن يطيع اهلل فليطعه ‪ ،‬ومن‬
‫نذر أن يعصي اهلل فال يعصه" رواه البخاري فظاهر هذا أنه ال يلزم النذر بالعصيان ‪ ،‬وحديث عمران بن‬
‫رواه أمحد‬
‫حصني وحديث أيب هريرة عن النيب ‪ ‬أنه قال ‪" :‬ال نذر يف معصية اهلل ‪ ،‬وكفارته كفارة ميني"‬
‫وأصحاب السنن ‪ ..‬وفيه خالف يف صحته وهذا نص يف معىن اللزوم ‪.‬‬
‫كتاب الضحايا‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف العلماء في األضحية هل هي واجبة أم هي سنة ؟‬
‫ق‪ : 1‬سنة مؤكدة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬واجبة على املقيمني يف األمصار املوسرين ‪ ..‬أبو حنيفة ‪ .‬وخالفه صاحباه ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم شيئان ‪:‬‬
‫‪ -1‬هل فعله عليه ‪ ‬يف ذلك حممول على الوجوب أو الندب ‪ ،‬وذلك أنه مل يرتك ‪ ‬الضحية قط‬
‫‪ -2‬اختالفهم يف مفهوم حديث أم سلمة أنه قال "إذا دخل العشر فأراد أحدكم أن يضحي فال‬
‫يأخذ من شعره شيئا وال من أظفاره" فقوله ‪" :‬إذا أراد أحدكم أن يضحي" دليل على أن الضحية‬
‫ليست بواجبة ‪.‬‬
‫)‪(125‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬أجمع العلماء على جواز الضحايا من جميع بهيمة األنعام ‪ ،‬واختلفوا في األفضل ؟‬
‫ق‪ : 1‬الكباش مث البقر مث اإلبل‪ ،‬بعكس األمر عنده يف اهلدايا ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬اإلبل مث البقر مث الكباش ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة القياس لدليل الفعل ‪ ،‬وذلك أنه مل يرو عنه ‪ ‬أنه ضحى إال بكبش ‪ ،‬وأما القياس فألن‬
‫الضحايا قربة حبيوان فوجب أن يكون األفضل فيها األفضل يف اهلدايا ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫‪ -1‬أمجع العلماء على اجتناب األربع الواردة يف حديث الرباء بن عازب أن رسول اهلل ‪ ‬سئل ماذا‬
‫ي تَّ َقى من الضحايا ؟ فأشار بيده وقال‪" :‬أربع" وكان الرباء يشري بيده ويقول‪ :‬يدي أقصر من يد‬
‫رسول اهلل ‪ : ‬العرجاء البني عرجها‪ ،‬والعوراء البني عورها‪ ،‬واملريضة البني مرضها‪ ،‬والعجفاء اليت ال‬
‫تنقى"‪.‬‬
‫‪ -2‬أمجعوا على أن ما كان من هذه األربع خفيفا فال تأثري له يف منع اإلجزاء ‪.‬‬
‫واختلفوا في موضعين ‪:‬‬
‫‪ -1‬فيما كان من العيوب أشد من هذه المنصوص عليها مثل العمى وكسر الساق ‪.‬‬
‫ق‪ : 1‬ما كان أشد من هذه العيوب املنصوص عليها فهي أحرى أن متنع اإلجزاء ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال متنع اإلجزاء ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪ :‬هل هذا اللفظ الوارد هو خاص أريد به اخلصوص‪ ،‬أو خاص أريد به العموم ؟‬
‫‪ -2‬فيما كان مساويا لها في إفادة النقص وشينها ‪.‬‬
‫ق‪ : 1‬متنع اإلجزاء كمنع املنصوص عليها‪ ،‬وهو املعروف من مذهب مالك يف الكتب املشهورة‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال متنع اإلجزاء وإن كان يستحب اجتناهبا ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال متنع اإلجزاء وال يستحب جتنبها ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم شيئان ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختالفهم يف مفهوم احلديث املتقدم ‪.‬‬
‫‪ -2‬ورد يف هذا الباب من األحاديث احلسان حديثان متعارضان ‪.‬‬

‫)‪(126‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫فذكر النسائي عن أيب بردة أنه قال‪" :‬يا رسول اهلل أكره النقص يكون يف القرن واألذن‪ ،‬فقال له النيب‬
‫‪ : ‬ما كرهته فدعه وال حترمه على غريك" وذكر علي بن أيب طالب قال "أمرنا رسول اهلل ‪ ‬أن‬
‫نستشرف العني واألذن وال يضحى بشرقاء وال خرقاء وال مدابرة وال برتاء" رواه أصحاب السنن والشرقاء ‪:‬‬
‫املشقوقة األذن ‪ .‬واخلرقاء ‪ :‬املثقوبة األذن ‪ .‬واملدابرة ‪ :‬اليت قطع من جنبيت أذهنا من خلف ‪.‬‬
‫أول وقت الذبح ؟‬
‫اتفقوا على أن الذبح قبل الصالة ال جيوز ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا فيمن ذبح قبل ذبح اإلمام وبعد الصالة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ألحد ذبح أضحيته قبل ذبح اإلمام ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالف اآلثار ‪ :‬وذلك أنه جاء يف بعضها "أن النيب ‪ ‬أمر ملن ذبح قبل الصالة أن يعيد الذبح"‪،‬‬
‫ويف بعضها "أنه أمر ملن ذبح قبل ذحبه أن يعيد" وخرج هذا احلديث الذي فيه هذا املعىن مسلم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬آخر زمان الذبح ؟‬
‫ق‪ : 1‬يوم النحر فقط ‪ ..‬ابن سريين ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬النحر ويومان بعده ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يوم النحر وثالثة أيام بعده ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬الذبح إىل آخر يوم من ذي احلجة ‪ ..‬النخعي (وهو شاذ ال دليل عليه) ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم شيئان ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختالفهم يف األيام املعلومات ما هي يف قوله تعاىل ‪{ :‬ليشهدوا منافع هلم ويذكروا اسم اهلل يف‬
‫أيام معلومات على ما رزقهم من هبيمة األنعام} فقيل يوم النحر ويومان بعده وهو املشهور ؛ وقيل‬
‫العشر األول من ذي احلجة ‪.‬‬
‫‪ -2‬معارضة دليل اخلطاب يف هذه اآلية حلديث جبري بن مطعم ‪ ،‬وذلك أنه ورد فيه عنه عليه‬
‫الصالة والسالم أنه قال ‪" :‬كل فجاج مكة منحر وكل أيام التشريق ذبح" ‪.‬‬

‫)‪(127‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأما من قال يوم النحر فقط فبناء على أن املعلومات هي العشر األول قال ‪ :‬وإذا كان اإلمجاع قد‬
‫انعقد أنه ال جيوز الذبح منها إال يف اليوم العاشر وهي حمل الذبح املنصوص عليها فواجب أن يكون‬
‫الذبح إمنا هو يوم النحر فقط ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختالفهم في الليالي التي تتخلل أيام النحر ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز الذبح يف ليايل أيام التشريق وال النحر ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫االشرتاك الذي يف اسم اليوم ‪ ،‬وذلك أنه مرة يطلقه العرب على النهار والليلة مثل قوله تعاىل ‪:‬‬
‫{فتمتعوا يف داركم ثالثة أيام} ومرة يطلقه على األيام دون الليايل مثل قوله تعاىل ‪{ :‬سخرها عليهم‬
‫سبع ليال ومثانية أيام حسوما} ‪.‬‬
‫كتاب الذبائح‬
‫اتفقوا على احليوان الذي يعمل فيه الذبح هو ‪:‬‬
‫‪ -1‬احليوان الربي ذو الدم ‪ ،‬الذي ليس مبحرم وال منفوذ املقاتل وال ميؤوس منه بوقذ أو نطح أو ترد‬
‫أو افرتاس سبع أو مرض ‪.‬‬
‫‪ - 2‬احليوان البحري ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل تعمل ذكاة األم في جنينها أم ليس تعمل فيه ؟‬
‫ق‪ : 1‬ذكاة األم ذكاة جلنينها ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن خرج حيا ذبح وأكل‪ ،‬وإن خرج ميتا فهو ميتة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬حيرم ‪ ..‬ابن حزم ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬اختالفهم يف صحة حديث أيب سعيد قال "سألنا رسول اهلل ‪ ‬عن البقرة أو الناقة أو الشاة‬
‫ينحرها أحدنا فنجد يف بطنها جنينا أنأكله أو نلقه ؟ فقال ‪ :‬كلوه إن شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه"‬
‫وخرج مثله الرتمذي وأبو داود عن جابر ‪ .‬واختلفوا يف تصحيح هذا األثر فلم يصححه بعضهم‬
‫وصححه بعضهم وأحد من صححه الرتمذي ‪.‬‬

‫)‪(128‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -2‬خمالفة األصل يف هذا الباب لألثر ‪ ،‬فهو أن اجلنني إذا كان حيا مث مات مبوت أمه فإمنا ميوت‬
‫خنقا فهو من املنخنقة اليت ورد النص بتحرميها ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في الجراد ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يؤكل من غري ذكاة ‪ ،‬وذكاته عنده هو أن يقتل إما بقطع رأسه أو بغري ذلك ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز أكل ميتته ‪ .‬اجلمهور ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬هل يتناول اجلراد اسم امليتة أم ال يف قوله تعاىل ‪{ :‬حرمت عليكم امليتة} ‪.‬‬
‫‪ -2‬هل هو نثرة حوت أو حيوان بري ؟‪.‬‬
‫اتفقوا على أن الذكاة يف هبيمة األنعام حنر وذبح ‪ ،‬وأن من سنة الغنم والطري الذبح ‪ ،‬وأن من سنة‬
‫اإلبل النحر ‪ ،‬وأن البقر جيوز فيها الذبح والنحر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا هل يجوز النحر في الغنم والطير والذبح في اإلبل ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز النحر يف الغنم والطري ‪ ،‬وال الذبح يف اإلبل ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز مجيع ذلك من غري كراهة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز ولكنه يكره ‪ ..‬أشهب ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬يؤكل البعري بالذبح وال تؤكل الشاة بالنحر ‪ ..‬ابن بكري ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة الفعل للعموم ‪ .‬فأما العموم فقوله ‪" : ‬ما أهنر الدم وذكر اسم اهلل عليه فكلوا" وأما الفعل‬
‫‪ ،‬فإنه ثبت أن رسول اهلل ‪ ‬حنر اإلبل والبقر وذبح الغنم ‪ ،‬وإمنا اتفقوا على جواز ذبح البقر لقوله‬
‫تعاىل ‪{ :‬إن اهلل يأمركم أن تذحبوا بقرة} وعلى ذبح الغنم لقوله تعاىل يف الكبش ‪{ :‬وفديناه بذبح‬
‫عظيم} ‪.‬‬
‫صفة الذكاة‬
‫اتفقوا على أن الذبح الذي يقطع فيه الودجان واملرئ واحللقوم مبيح لألكل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا هل الواجب قطع األربعة كلها أو بعضها ؟‬
‫ق‪ : 1‬قطع الودجني واحللقوم وأنه ال جيزئ أقل من ذلك ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬قطع ثالثة غري معينة من األربعة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫)‪(129‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 3‬قطع املريء واحللقوم فقط ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬


‫ق‪ : 4‬قطع بعض احللقوم واملريء ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫أنه مل يأت يف ذلك شرط منقول ‪ ،‬وإمنا جاء يف ذلك أثران‪ :‬أحدمها يقتضي إهنار الدم فقط ‪،‬‬
‫واآلخر يقتضي قطع األوداج مع إهنار الدم ؛ ففي حديث رافع بن خديج أنه قال عليه الصالة‬
‫والسالم "ما أهنر الدم وذكر اسم اهلل عليه فكل" وهو حديث متفق على صحته ‪ .‬وروي عن أيب‬
‫رواه الطرباين وهو‬
‫أمامة عن النيب ‪ ‬أنه قال "ما فرى األوداج فكلوا ما مل يكن رض ناب أو حنر ظفر"‬
‫ضعيف ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم التسمية على الذبيحة ؟‬
‫ق‪ : 1‬فرض على اإلطالق ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬فرض مع الذكر ساقطة مع النسيان ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬سنة مؤكدة ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة ظاهر الكتاب يف ذلك لألثر ‪ .‬فأما الكتاب فقوله تعاىل ‪{ :‬وال تأكلوا مما مل يذكر اسم اهلل‬
‫عليه وإنه لفسق} ‪ .‬وأما السنة املعارضة هلذه اآلية فما رواه مالك عن هشام عن أبيه أنه قال "سئل‬
‫رسول اهلل ‪ ‬فقيل ‪ :‬يا رسول اهلل إن ناسا من البادية يأتوننا بلحمان وال ندري أمسوا اهلل عليها أم‬
‫ال؟ فقال رسول اهلل ‪ : ‬مسوا اهلل عليها مث كلوها" رواه البخاري ‪.‬‬
‫وأما من اشرتط الذكر يف الوجوب فمصريا إىل قوله ‪" : ‬رفع عن أميت اخلطأ والنسيان وما استكرهوا‬
‫عليه"‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬استقبال القبلة بالذبيحة ؟‬
‫فإن قوما استحبوا ذلك‪ ،‬وقوما أجازوا ذلك‪ ،‬وقوما أوجبوه‪ ،‬وقوما كرهوا أن ال يستقبل هبا القبلة‪،‬‬
‫والكراهية واملنع موجودان يف املذهب ‪ ،‬وهي مسألة مسكوت عنها ‪ ،‬واألصل فيها اإلباحة إال أن‬
‫يدل الدليل على اشرتاط ذلك ‪ ،‬وليس يف الشرع شيء يصلح أن يكون أصال تقاس عليه هذه املسألة‬
‫إال أن يستعمل فيها قياس مرسل وهو القياس الذي ال يستند إىل أصل خمصوص عند من أجازه أو‬
‫قياس شبه بعيد وذلك أن القبلة هي جهة معظمة وهذه عبادة ‪ ،‬فوجب أن يشرتط فيها اجلهة لكن‬

‫)‪(131‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫هذا ضعيف ألنه ليس كل عبادة تشرتط فيها اجلهة ما عدا الصالة ‪ ،‬وقياس الذبح على الصالة بعيد‬
‫‪ ،‬وكذلك قياسه على استقبال القبلة بامليت ‪.‬‬
‫كتاب الصيد‬

‫حكم الصيد فاجلمهور على أنه مباح لقوله تعاىل ‪{ :‬أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم‬
‫وللسيارة وحرم عليكم صيد الرب ما دمتم حرما} مث قال {وإذا حللتم فاصطادوا} ‪ ..‬واتفق العلماء‬
‫على أن األمر بالصيد يف هذه اآلية بعد النهي يدل على اإلباحة ‪.‬‬
‫مح ُّل الصيد ‪:‬‬
‫أمجعوا على أن حمله من احليوان البحري وهو السمك وأصنافه ‪ ،‬ومن احليوان الربي احلالل األكل‬
‫الغري مستأنس ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا استوحش من الحيوان المستأنس فلم يقدر على أخذه وال ذبحه أو نحره ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يؤكل إال أن ينحر‪ ،‬من ذلك ما ذكاته النحر‪ ،‬ويذبح ما ذكاته الذبح ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق ‪ :‬إذا مل يقدر على ذكاة البعري الشارد فإنه يقتل كالصيد ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة األصل يف ذلك للخرب ‪ ،‬وذلك أن األصل يف هذا الباب هو أن احليوان اإلنسي ال يؤكل إال‬
‫بالذبح أو النحر ‪ ،‬وأن الوحشي يؤكل بالعقر ‪ .‬وأما اخلرب املعارض هلذه األصول ‪ ،‬فحديث رافع بن‬
‫خديج وفيه قال ‪" :‬فَنَ َّد منها بعري وكان يف القوم خيل يسرية فطلبوه فأعياهم ‪ ،‬فأهوى إليه رجل‬
‫بسهم فحبسه اهلل تعاىل به ‪ ،‬فقال النيب ‪" : ‬إن هلذه البهائم أوابد كأوابد الوحش فما ند عليكم‬
‫فاصنعوا به هكذا" ‪ ..‬والقول هبذا احلديث أوىل لصحته ‪ ،‬ألنه ال ينبغي أن يكون هذا مستثىن من‬
‫ذلك األصل مع أن لقائل أن يقول إنه جار جمرى األصل يف هذا الباب‪ ،‬وذلك أن العلة يف كون‬
‫العقر ذكاة يف بعض احليوان ليس شيئا أكثر من عدم القدرة عليه‪ ،‬ال ألنه وحشي فقط‪ ،‬فإذا وجد‬
‫هذا املعىن من اإلنسي جاز أن تكون ذكاته ذكاة الوحشي‪ ،‬فيتفق القياس والسماع ‪.‬‬
‫اآلالت التي يصاد بها ‪:‬‬
‫منها ما اتفقوا عليها باجلملة ‪ .‬ومنها ما اختلفوا فيها ويف صفاهتا ‪ ،‬وهي ثالث ‪ :‬حيوان جارح وحم َّدد‬
‫وم َّثقل ‪.‬‬
‫)‪(131‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫فأما المحدد فاتفقوا عليه كالرماح والسيوف والسهام للنص عليها يف الكتاب والسنة ‪ .‬وكذلك مبا‬
‫جرى جمراها مما يعقر ما عدا األشياء اليت اختلفوا يف عملها يف ذكاة احليوان اإلنسي وهي السن‬
‫والظفر والعظم وقد تقدم اختالفهم يف ذلك فال معىن إلعادته ‪.‬‬
‫وأما المثقل فاختلفوا يف الصيد به مثل الصيد باملعراض واحلجر ؛ فمن العلماء من مل جيز من ذلك‬
‫إال ما أدركت ذكاته؛ ومنهم من أجازه على اإلطالق ؛ ومنهم من فرق بني ما قتله املعراض أو احلجر‬
‫بثقله أو حبده إذا خرق جسد الصيد فأجازه إذا خرق ومل جيزه إذا مل خيرق ‪ ،‬وهبذا القول قال مشاهري‬
‫الفقهاء األمصار الشافعي ومالك وأبو حنيفة وأمحد والثوري وغريهم ‪ .‬وهو راجع إىل أنه ال ذكاة إال‬
‫مبحدد ‪.‬‬
‫وأما الحيوان الجارح ‪:‬‬
‫الذي اتفقوا عليه فهو الكلب ما عدا الكلب األسود ‪ ،‬فإنه كرهه قوم منهم احلسن البصري وإبراهيم‬
‫النخعي وقتادة ؛ وقال أمحد ‪ :‬ما أعرف أحدا يرخص فيه إذا كان هبيما ‪ ،‬وبه قال إسحاق ‪ .‬وأما‬
‫اجلمهور فعلى إجازة صيده إذا كان معلما ‪.‬‬
‫الشروط املشرتطة يف اجلوارح ‪:‬‬
‫منها ما اتفقوا عليه وهو التعليم باجلملة لقوله تعاىل ‪{ :‬وما علمتم من اجلوارح مكلبني} وقوله عليه‬
‫الصالة والسالم ‪" :‬إذا أرسلت كلبك املعلم" ‪.‬‬
‫واختلفوا في صفة التعليم وشروطه ‪ ،‬فقال قوم ‪ :‬التعليم ثالثة أصناف ‪:‬‬
‫أحدها أن تدعو اجلارح فيجيب ‪ .‬والثاين ‪ :‬أن تشيله فينشلى‪ .‬والثالث ‪ :‬أن تزجره فيزدجر ‪ .‬وال‬
‫خالف بينهم يف اشرتاط هذه الثالثة يف الكلب ‪ ،‬وإمنا اختلفوا يف اشرتاط االنزجار يف سائر اجلوارح ‪.‬‬
‫واتفقوا على أن الذكاة املختصة بالصيد هي العقر ‪.‬‬
‫واختلفوا يف شروطها اختالفا كثريا ‪ ،‬وإذا اعتربت أصوهلا اليت هي أسباب االختالف سوى الشروط‬
‫املشرتطة يف اآللة ويف الصائد وجدهتا مثانية شروط ‪ :‬اثنان يشرتكان يف الذكاتني أعين ذكاة املصيد‬
‫وغري املصيد وهي النية والتسمية ‪ .‬وستة ختتص هبذه الذكاة ‪:‬‬
‫‪ -1‬إن مل تكن اآللة أو اجلارح الذي أصاب الصيد قد أنفذ مقاتله فإنه جيب أن يذكى بذكاة احليوان‬
‫اإلنسي إذا قدر عليه قبل أن ميوت مما أصابه من اجلارح أو من الضرب ‪ .‬وأما إن كان قد أنفذ مقاتله‬
‫فليس جيب ذلك وإن كان قد يستحب ‪.‬‬

‫)‪(132‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -2‬أن يكون الفعل الذي أصيب به الصيد مبدؤه من الصائد ال من غريه ‪ :‬أعين ال من اآللة كاحلال‬
‫يف احلبالة‪ ،‬وال من اجلارح كاحلال فيما يصيب الكلب الذي ينشلى من ذاته ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ال يشاركه يف العقر من ليس عقره ذكاة ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ال يشك يف عني الصيد الذي أصابه وذلك عند غيبته عن عينه ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن ال يكون الصيد مقدورا عليه يف وقت اإلرسال عليه ‪.‬‬
‫‪ -6‬أن ال يكون موته من رعب من اجلارح أو بصدمه منه ‪.‬‬
‫فهذه هي أصول الشروط اليت من قبل اشرتاطها أو ال اشرتاطها عرض اخلالف بني الفقهاء‪ ،‬ورمبا‬
‫اتفقوا على وجوب بعض هذه الشروط‪ ،‬وخيتلفون يف وجودها يف نازلة نازلة ‪.‬‬

‫كتاب العقيقة‬
‫حكمها ؟‬
‫ق‪ : 1‬واجبة ‪ ..‬الظاهرية ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬سنة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ليست فرضا وال سنة (مباحة) ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تعارض مفهوم اآلثار يف هذا الباب‪ ،‬وذلك أن ظاهر حديث مسرة وهو قول النيب ‪" : ‬كل غالم‬
‫مرهتن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ومياط عنه األذى" يقتضي الوجوب ‪ ،‬وظاهر قوله عليه الصالة‬
‫والسالم وقد سئل عن العقيقة فقال ‪" :‬ال أحب العقوق ومن ولد له ولد فأحب أن ينسك عن ولده‬
‫فليفعل" يقتضي الندب أو اإلباحة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬من يعق عنه ؟‬
‫ق‪ : 1‬عن الذكر واألنثى الصغريين فقط ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يعق عن اجلارية ‪ ..‬احلسن ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز أن يعق عن الكبري ‪ .‬الشافعي ‪.‬‬
‫ودليل اجلمهور على تعلقها بالصغري قوله ‪ " : ‬كل غالم مرهتن بعقيقته يوم سابعه" رواه أصحاب السنن ‪.‬‬
‫ودليل من خالف ما روي عن أنس "أن النيب ‪ ‬عق عن نفسه بعد ما بعث بالنبوة" رواه البيهقي ‪.‬‬
‫)‪(133‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ودليلهم أيضا على تعلقها باألنثى قوله ‪": ‬عن اجلارية شاة وعن الغالم شاتان" رواه أبو داود ‪ .‬ودليل‬
‫من اقتصر هبا على الذكر قوله ‪ " : ‬كل غالم مرهتن بعقيقته " ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬العدد ؟‬
‫ق‪ : 1‬يعق عن الذكر واألنثى بشاة شاة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يعق عن اجلارية شاة وعن الغالم شاتان ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالف اآلثار يف هذا الباب ‪ .‬فمنها حديث أم كرز الكعبية خرجه أبو داود قال ‪ :‬مسعت رسول اهلل‬
‫‪ ‬يقول يف العقيقة ‪" :‬عن الغالم شاتان مكافئتان‪ ،‬وعن اجلارية شاة" رواه أبو داود واملكافئتان ‪:‬‬
‫املتماثلتان ‪ .‬وهذا يقتضي الفرق يف ذلك بني الذكر واألنثى ‪ ،‬وما روي "أنه عق عن احلسن واحلسني‬
‫كبشا كبشا" رواه أبو داود يقتضي االستواء بينهما ‪.‬‬
‫كتاب األطعمة واألشربة‬
‫األغذية اإلنسانية ‪ :‬نبات وحيوان ‪.‬‬
‫فأما احليوان الذي يغتذى به ‪ ،‬فمنه حالل يف الشرع ‪ ،‬ومنه حرام ‪ ،‬وهذا منه بري ومنه حبري ‪.‬‬
‫واحملرمة منها ما تكون حمرمة لعينها ‪ ،‬ومنها ما تكون لسبب وارد عليها ‪.‬‬
‫وكل هذه منها ما اتفقوا عليه‪ ،‬ومنها ما اختلفوا فيه ‪.‬‬
‫المحرمة لسبب وارد عليها فهي بالجملة تسعة ‪ :‬امليتة‪ ،‬واملنخنقة‪ ،‬واملوقوذة‪ ،‬واملرتدية‪ ،‬والنطيحة‪،‬‬
‫وما أكل السبع‪ ،‬وكل ما نقصه شرط من شروط التذكية من احليوان الذي التذكية شرط يف أكله‪،‬‬
‫واجلاللة‪ ،‬والطعام احلالل خيالطه جنس ‪.‬‬
‫فأما الميتة فاتفق العلماء على تحريم ميتة البر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في ميتة البحر ؟‬
‫ق ‪ : 1‬هي حرام بإطالق ‪ ..‬لعموم قوله تعاىل ‪{ :‬حرمت عليكم امليتة} ‪.‬‬
‫ق ‪ : 2‬هي حالل بإطالق ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث جابر‪ ،‬وفيه "إن أصحاب رسول اهلل ‪ ‬وجدوا حوتا يسمى العنرب‪ ،‬أو دابة قد جزر‬
‫عنه البحر فأكلوا منه بضعة وعشرين يوما أو شهرا‪ ،‬مث قدموا على رسول اهلل ‪ ‬فأخربوه فقال ‪ :‬هل‬

‫)‪(134‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫معكم من حلمه شيء ‪ :‬فأرسلوا منه إىل رسول اهلل ‪ ‬فأكله" متفق عليه ‪ ..‬وحديث أيب هريرة "أنه ‪‬‬
‫سئل عن ماء البحر فقال ‪ :‬هو الطهور ماؤه احلل ميتته " رواه مالك وأصحاب السنن ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ما طفا من السمك حرام ‪ ،‬وما جزر عنه البحر فهو حالل ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫رواه أبو‬
‫الدليل عن جابر عن النيب ‪ ‬قال ‪" :‬ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه ‪ ،‬وما طفا فال تأكلوه"‬
‫داود‬
‫وهو حديث أضعف عندهم من حديث مالك ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الجالَّلة وهي التي تأكل النجاسة فاختلفوا في أكلها ؟‬
‫ق‪ : 1‬يكره ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حيرم ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة القياس لألثر ‪ .‬أما األثر فما روي ‪ :‬أنه عليه الصالة والسالم هنى عن حلوم اجلالَّلة وألباهنا"‬
‫خرجه أبو داود عن ابن عمر‪ .‬والقياس املعارض هلذا ‪ ،‬فهو أن ما يرد جوف احليوان ينقلب إىل حلم ذلك‬
‫احليوان وسائر أجزائه ‪ ،‬فإذا قلنا أن حلم احليوان حالل ‪ ،‬وجب أن يكون ملا ينقلب من ذلك حكم‬
‫ما ينقلب إليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم أكل السباع ذوات األربع ؟‬
‫ق‪ : 1‬مكروهة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حمرمة ‪ ..‬اجلمهور ‪ ..‬إال أهنم اختلفوا يف جنس السباع احملرمة‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة الكتاب لآلثار‪ ،‬وذلك أن ظاهر قوله ‪{ :‬قل ال أجد فيما أوحي إىل إال حمرما على طاعم‬
‫يطعمه} اآلية‪ ،‬أن ما عدا املذكور يف هذه اآلية حالل‪ ،‬وظاهر حديث أيب ثعلبة اخلشين أنه قال "هنى‬
‫البخاري ومسلم‬
‫‪ .‬فمن مجع بني‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬عن أكل كل ذي ناب من السباع إن السباع حمرمة"‬
‫حديث أيب ثعلبة واآلية محل حديث حلوم السباع على الكراهية ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم أكل سباع الطير ؟‬
‫ق‪ : 1‬حرام ‪ ..‬اجلمهور ‪ .‬حلديث ابن عباس أنه قال "هنى رسول اهلل ‪ ‬عن أكل كل ذي ناب من‬
‫السباع وكل خملب من الطري" رواه أصحاب السنن ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حالل ‪ ..‬مالك ‪ .‬لآلية ‪{ :‬قل ال أجد فيما أوحي إىل إال حمرما على طاعم يطعمه} ‪.‬‬
‫)‪(135‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬حكم أكل الحمر اإلنسية ؟‬


‫ق‪ : 1‬تباح ‪ ..‬روي عن ابن عباس وعائشة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حترم ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬تكره ‪ ..‬رواية عن مالك ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة اآلية املذكورة لألحاديث الثابتة يف ذلك من حديث جابر وغريه قال ‪" :‬هنى رسول اهلل ‪‬‬
‫يوم خيرب عن حلوم احلمر األهلية وأذن يف حلوم اخليل" متفق عليه ‪ .‬فمن مجع بني اآلية وهذا احلديث‬
‫محلها على الكراهية ؛ ومن رأى النسخ قال بتحرمي احلمر ‪ ..‬وقد احتج من مل ير حترميها مبا روي عن‬
‫أيب إسحق الشيباين عن ابن أيب أوىف قال "أصبنا محرا مع رسول اهلل ‪ ‬خبيرب وطبخناها ‪ ،‬فنادى‬
‫منادي رسول اهلل ‪ ‬أن أكفئوا القدور مبا فيها"‪ .‬قال ابن إسحق ‪ :‬فذكرت ذلك لسعيد بن جبري‬
‫فقال ‪ :‬إمنا هني عنها ألهنا كانت تأكل اجللة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم أكل الخيل ؟‬
‫ق‪ : 1‬حمرمة ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مباحة ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة دليل اخلطاب يف هذه اآلية حلديث جابر ‪ ،‬ومعارضة قياس الفرس على البغل واحلمار له ‪،‬‬
‫لكن إباحة لحم الخيل نص في حديث جابر فال ينبغي أن يعارض بقياس وال بدليل خطاب ‪.‬‬

‫كتاب النكاح‬
‫قال ابن رشد ‪ :‬هذا الكتاب ليس املقصود به التفريع ‪ ،‬وإمنا املقصود فيه حتصيل األصول ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم النكاح ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬مندوب إليه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬واجب ‪ ..‬الظاهرية ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يف حق بعض الناس واجب ‪ ،‬ويف حق بعضهم مندوب إليه ‪ ،‬ويف حق بعضهم مباح ‪ ،‬وذلك‬
‫حبسب ما خياف على نفسه من العنت ‪ ..‬املتأخرة من املالكية ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫)‪(136‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫هل حتمل صيغة األمر به يف قوله تعاىل ‪(( :‬فانكحوا ما طاب لكم من النساء)) ويف قوله عليه‬
‫الصالة والسالم "تناكحوا فإين مكاثر بكم األمم" وما أشبه ذلك من األخبار الواردة يف ذلك على‬
‫الوجوب أم على الندب أم على اإلباحة ‪ .‬فأما من قال إنه يف حق بعض الناس واجب ‪ ،‬ويف حق‬
‫بعضهم مندوب إليه ‪ ،‬ويف حق بعضهم مباح ‪ ،‬فهو التفات إىل املصلحة ‪ ،‬وهذا النوع من القياس هو‬
‫الذي يسمى املرسل ‪ ،‬وهو الذي ليس له أصل معني يستند إليه ‪ ،‬وقد أنكره كثري من العلماء ‪،‬‬
‫والظاهر من مذهب مالك القول به ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم خطبة النكاح المروية عن النبي ‪ ‬؟‬
‫ق‪ : 1‬ليست واجبة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬واجبة ‪ ..‬داود ‪.‬‬
‫وسبب الخالف هل حيمل فعله يف ذلك عليه الصالة والسالم على الوجوب أو على الندب ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا خطب الرجل على خطبة أخية فهل نكاحه فاسد وباطل ؟‬
‫ق‪ : 1‬فاسد وباطل ‪ ..‬داود وقول ملالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬غري فاسد ولكنه يأمث ‪ ..‬اجلمهور وقول ملالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يفسخ العقد قبل الدخول وال يفسخ بعده ‪( ..‬قول) ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬النهي إذا خطب رجل صاحل على خطبة رجل صاحل ‪ ،‬وأما إن كان األول غري صاحل والثاين‬
‫صاحل جاز ‪ ..‬ابن القاسم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ما الح ّد الجائز في النظر إلى المخطوبة ؟‬
‫ق‪ : 1‬مينع مطل ًقا ‪( ..‬قوم) ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز إىل مجيع البدن عدا السوأتني ‪ ..‬داود ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬الوجه والكفني فقط ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬الوجه والقدمني فقط ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫أنه ورد األمر بالنظر إليهن مطلقا ‪ ،‬وورد باملنع مطلقا ‪ ،‬وورد مقيدا ‪ :‬أعين بالوجه والكفني ‪..‬‬
‫مطلقا ‪ :‬كما يف حديث أيب هريرة قال ‪ :‬كنت عند النيب ‪ ‬فأتاه رجل فأخربه أنه تزوج‬ ‫األمر بالنظر ً‬
‫امرأة من األنصار ‪ ،‬فقال له رسول اهلل ‪ : ‬أنظرت إليها ؟ قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ :‬فاذهب فانظر إليها‬
‫)‪(137‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫رواه مسلم‬
‫مقيدا ‪ :‬على ما قاله كثري من العلماء يف قوله تعاىل ‪:‬‬
‫‪ ..‬األمر ً‬ ‫فإن يف أعني األنصار شيئا)‬
‫((وال يبدين زينتهن إال ما ظهر منها)) إنه الوجه والكفان ‪ ،‬وقياسا على جواز كشفهما يف احلج عند‬
‫األكثر ‪..‬‬
‫مطلقا ‪ :‬وهو التمسك باألصل وهو حترمي النظر إىل النساء ‪.‬‬ ‫واملنع ً‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفقوا على أن انعقاد النكاح بلفظ النكاح ممن إذنه اللفظ ‪ ،‬وكذلك بلفظ التزويج ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في انعقاده بلفظ الهبة أو بلفظ البيع أو بلفظ الصدقة ؟‬
‫ق‪ : 1‬جائز ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال ينعقد إال بلفظ النكاح أو التزويج ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل هو عقد يعترب فيه مع النية اللفظ اخلاص به ؟ أم ليس من صحته اعتبار اللفظ ؟‬
‫فمن أحلقه بالعقود اليت يعترب فيها األمران قال ‪ :‬ال نكاح منعقد إال بلفظ النكاح أو التزويج ؛ ومن‬
‫قال ‪ :‬إن اللفظ ليس من شرطه اعتبارا مبا ليس من شرطه اللفظ أجاز النكاح بأي لفظ اتفق إذا فهم‬
‫املعىن الشرعي من ذلك ‪ ،‬أعين أنه إذا كان بينه وبني املعىن الشرعي مشاركة ‪.‬‬
‫ما المعتبر قبوله في صحة هذا العقد ؟‬
‫اتفقوا على اعتبار رضا الثيب البالغ لقوله عليه الصالة والسالم "والثيب تعرب عن نفسها" إال ما‬
‫حكى عن احلسن البصري ‪.‬‬
‫اختلفوا يف البكر البالغ ويف الثيب الغري البالغ ما مل يكن ظهر منها الفساد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬فأما البكر البالغ ؟‬
‫ق‪ : 1‬لألب فقط(‪ )1‬أن جيربها على النكاح ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال بد من اعتبار رضاها ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة دليل اخلطاب يف هذا للعموم ‪ ،‬وذلك أن ما روي عنه عليه الصالة والسالم من قوله‪" :‬ال‬
‫تنكح اليتيمة إال بإذهنا" وقوله "تستأمر اليتيمة يف نفسها" أخرجه أبو داود ‪ ،‬واملفهوم منه بدليل‬

‫)‪ (1‬وعند الشافعي ‪ :‬وللجد أيضا ‪.‬‬


‫)‪(138‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اخلطاب أن ذات األب خبالف اليتيمة‪ ،‬وقوله عليه الصالة والسالم يف حديث ابن عباس املشهور‬
‫"والبكر تستأمر" رواه مسلم يوجب بعمومه استئمار كل بكر ‪ .‬والعموم أقوى من دليل اخلطاب ‪ ،‬مع أنه‬
‫خرج مسلم يف حديث ابن عباس زيادة ‪ ،‬وهو أنه قال عليه الصالة والسالم ‪" :‬والبكر يستأذهنا‬
‫أبوها" وهو نص يف موضع اخلالف ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬وأما الثيب الغير البالغ ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيربها األب على النكاح ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪" :‬تستأمر اليتيمة يف نفسها وال تنكح اليتيمة إال بإذهنا" يفهم منه أن ذات األب ال‬
‫تستأمر إال ما أمجع عليه اجلمهور من استئمار الثيب البالغ ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيربها ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عموم حديث "الثيب أحق بنفسها من وليها" يتناول البالغ وغري البالغ ‪ ،‬وكذلك حديث "ال‬
‫تنكح األمي حىت تستأمر وال تنكح حىت تستأذن" يدل بعمومه ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫والختالفهم يف هاتني املسألتني سبب آخر ‪:‬‬
‫وهو استنباط القياس من موضع اإلمجاع ‪ ،‬وذلك أهنم ملا أمجعوا على أن األب جيرب البكر غري البالغ ‪،‬‬
‫وأنه ال جيرب الثيب البالغ إال خالفا شاذا فيهما مجيعا كما قلنا اختلفوا يف موجب اإلجبار هل هو‬
‫البكارة أو الصغر ؟ ‪.‬‬
‫واتفقوا ‪:‬‬
‫على أن األب جيرب ابنه الصغري على النكاح ‪ ،‬وكذلك ابنته الصغرية البكر ‪ ،‬وال يستأمرها ملا ثبت "أن‬
‫رسول اهلل ‪ ‬تزوج عائشة رضي اهلل عنها بنت ست أو سبع وبىن هبا بنت تسع بإنكاح أيب بكر‬
‫أبيها رضي اهلل عنه" إال ما روي من اخلالف عن ابن شربمة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يزوج الصغيرة غير األب؟‬
‫ق‪ : 1‬يزوجها اجلد أبو األب واألب فقط ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يزوجها إال األب فقط(‪ ..)1‬مالك ‪.‬‬

‫)‪ (1‬أو من جعل األب له ذلك إذا عين الزوج إال أن يخاف عليها الضيعة والفساد ‪.‬‬
‫)‪(139‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 3‬يزوج الصغرية كل من له عليها والية من أب وقريب وغري ذلك ‪ ،‬وهلا اخليار إذا بلغت ‪ ..‬أبو‬
‫حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة العموم للقياس ‪ ،‬وذلك أن قوله عليه الصالة والسالم "والبكر تستأمر وإذهنا صماهتا" يقتضي‬
‫العموم يف كل بكر إال ذات األب اليت خصصها اإلمجاع ‪.‬‬
‫والقياس على كون سائر األولياء معلوما منهم النظر واملصلحة لوليتهم ‪.‬‬
‫وقد احتج احلنفية جبواز إنكاح الصغار غري اآلباء بقوله تعاىل ‪(( :‬فإن خفتم أن ال تقسطوا يف اليتامى‬
‫فانكحوا ما طاب لكم من النساء)) قال ‪ :‬واليتيم ال ينطلق إال على غري البالغة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يزوج الصغير غير األب؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يزوجه إال األب ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز أن يزوجه الوصي ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز أن يزوجه الويل (وله اخليار إذا بلغ) ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫قياس غري األب يف ذلك على األب ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يجوز عقد النكاح على الخيار ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ‪ ..‬أبو ثور ‪.‬‬
‫سبب الخالف ‪:‬‬
‫تردد النكاح بني البيوع اليت جيوز فيها اخليار ‪ ،‬والبيوع اليت ال جيوز فيها خليار ‪.‬‬
‫شروط العقد‬
‫األولياء ‪ .‬الشهود ‪ .‬الصداق ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف العلماء هل الوالية شرط من شروط صحة النكاح أم ليست بشرط ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يكون نكاح إال بويل ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز بغري ويل ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يشرتط الويل يف البكر وال يشرتط يف الثيب ‪ ..‬داود ‪.‬‬
‫)‪(141‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬


‫أنه مل تأت آية وال سنة هي ظاهرة يف اشرتاط الوالية يف النكاح فضال عن أن يكون يف ذلك نص‪،‬‬
‫بل اآليات والسنن اليت جرت العادة باالحتجاج هبا عند من يشرتطها هي كلها حمتملة ‪..‬‬
‫أدلة من اشرتط الوالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعاىل ‪(( :‬فإذا بلغن أجلهن فال تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن)) قالوا ‪ :‬وهذا خطاب‬
‫لألولياء ‪ ،‬ومل مل يكن هلم حق يف الوالية ملا هنوا عن العضل ‪.‬‬
‫‪ -2‬قوله تعاىل ‪(( :‬وال تنكحوا املشركني حىت يؤمنوا)) قالوا ‪ :‬وهذا خطاب لألولياء أيضا ‪.‬‬
‫‪ -3‬عن عائشة قالت ‪ :‬قال رسول اهلل ‪" ‬أميا امرأة نكحت بغري إذن وليها فنكاحها باطل (ثالث‬
‫رواه أبو‬
‫مرات) ‪ ،‬وإن دخل هبا فاملهر هلا مبا أصاب منها ‪ ،‬فإن اشتجروا فالسلطان ويل من ال ويل له"‬
‫داود وابن ماجه والرتمذي وقال حديث حسن ‪ -4 .‬حديث ابن عباس أنه قال "ال نكاح إال بويل وشاهدي عدل"‬
‫رواه أصحاب السنن ولكنه خمتلف يف رفعه ‪.‬‬
‫رواه‬
‫‪ -5‬احلديث الوارد "يف نكاح النيب عليه الصالة والسالم أم سلمة وأمره البنها أن ينكحها إياه"‬
‫النسائي ‪.‬‬
‫أدلة من مل يشرتط الوالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعاىل ‪(( :‬فال جناح عليكم فيما فعلن يف أنفسهن باملعروف)) قالوا ‪ :‬وهذا دليل على‬
‫جواز تصرفها يف العقد على نفسها ‪.‬‬
‫‪ -2‬قوله تعاىل ‪((:‬أن ينكحن أزواجهن)) ‪ ،‬وقوله ‪(( :‬حىت تنكح زوجا غريه)) قالوا ‪ :‬قد أضاف‬
‫إليهن الفعل ‪.‬‬
‫‪ -3‬حديث ابن عباس قال ‪ :‬قال ‪" : ‬األمي أحق بنفسها من وليها ‪ ،‬والبكر تستأمر يف نفسها‬
‫وإذهنا صماهتا" راوه مسلم ‪ .‬وهبذا احلديث احتج داود يف الفرق عنده بني الثيب والبكر يف هذا املعىن ‪.‬‬
‫وأجاب األحناف على آية العضل بأن هنيهم عن العضل ليس يفهم منه اشرتاط إذهنم يف صحة‬
‫العقد ‪ ،‬وأجابوا على آية حترمي نكاح املشركني بأن اخلطاب ألويل األمر من املسلمني ‪ ..‬وأجابوا على‬
‫حديث عائشة بأنه ضعيف عندهم ألن الزهري من رواته وسئل عنه فلم يعرفه وكذا مذهب الزهري ال‬
‫يشرتط الوالية وكذا عائشة ال تشرتط الوالية مما يدل على ضعفه ‪.‬‬

‫)‪(141‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأما احتجاج الفريقني من جهة املعاين فمحتمل‪ ،‬وذلك أنه ميكن أن يقال إن الرشد إذا وجد يف املرأة‬
‫اكتفى به يف عقد النكاح كما يكتفي به يف التصرف يف املال ‪ ..‬ويشبه أن يقال إن املرأة مائلة بالطبع‬
‫إىل الرجال أكثر من ميلها إىل تبذير األموال ‪ ،‬فاحتاط الشرع بأن جعلها حمجورة يف هذا املعىن على‬
‫التأبيد ‪ ،‬مع أن ما يلحقها من العار يف إلقاء نفسها يف غري موضع كفاءة إىل أوليائها ‪ ،‬لكن يكفي‬
‫يف ذلك أن يكون لألولياء الفسخ أو احلسبة ‪ ،‬واملسألة حمتملة كما ترى ‪.‬‬
‫لكن الذي يغلب على الظن أنه لو قصد الشارع اشرتاط الوالية لبني جنس األولياء وأصنافهم‬
‫ومراتبهم ‪ ،‬فإن تأخر البيان عن وقت احلاجة ال جيوز ‪ ،‬فإذا كان ال جيوز عليه‪ ،‬عليه الصالة والسالم‬
‫تأخري البيان عن وقت احلاجة وكان عموم البلوى يف هذه املسألة يقتضي أن تنقل اشرتاط الوالية عنه‬
‫‪ ‬تواترا أو قريبا من التواتر مث مل ينقل ‪ ،‬فقد جيب أن يعتقد أحد أمرين ‪:‬‬
‫‪ -1‬إما أنه ليست الوالية شرطا يف صحة النكاح وإمنا لألولياء احلسبة يف ذلك ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن كان شرطا فليس من صحتها متييز صفات الويل وأصنافهم ومراتبهم ‪ ،‬ولذلك يضعف قول‬
‫من يبطل عقد الويل األبعد مع وجوب األقرب ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفقوا على أن من شرط الوالية اإلسالم والبلوغ والذكورة ‪ ،‬وأن سوالبها أضداد هذه ‪ :‬أعين الكفر‬
‫والصغر واألنوثة ‪..‬‬
‫واختلفوا يف ثالثة ‪ :‬يف العبد والفاسق والسفيه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬والية العبد ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬متنع واليته ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جتوز ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يشترط الرشد في الوالية ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس من شرطها ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬من شرطها ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب الخالف تشبيه هذه الوالية بوالية املال ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل تشترط العدالة في الولي ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال تشرتط ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫)‪(142‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫أل ن احلالة اليت هبا خيتار األولياء ملولياهتم الكفء هي خوف حلوق العار هبم ‪ ،‬وهذه هي موجودة‬
‫بالطبع ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تشرتط ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ألنه ال يؤمن مع عدم العدالة أن ال خيتار هلا الكفاءة ‪.‬‬
‫الكفاءة يف النكاح بني الزوجني‬
‫الكفاءة يف ‪ -1 :‬الدين ‪ -2 ،‬النسب ‪ -3 ،‬احلرية ‪ -4 ،‬اليسار (الغىن) ‪ -5 ،‬الصحة من العيوب‬
‫‪.‬‬
‫اتفقوا يف الكفاءة على أن الدين معترب يف ذلك ‪.‬‬
‫واختلفوا يف النسب هل هو من الكفاءة أم ال ؟ ويف احلرية ؟ ويف اليسار ؟ ويف الصحة من العيوب؟‬
‫مسألة ‪ /‬هل يشترط الكفاءة في النسب ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يشرتط ‪ ..‬املشهور عن مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ‪(( :‬إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم)) ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تزوج العربية من موىل ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال تزوج قرشية إال من قرشي ‪ ،‬وال عربية إال من عريب ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫والسبب يف اختالفهم يف مفهوم قوله ‪" : ‬تنكح املرأة لدينها ومجاهلا وماهلا وحسبها فاظفر بذات‬
‫الدين تربت ميينك" فمنهم من رأى أن الدين هو املعترب فقط لقوله عليه الصالة والسالم "فعليك‬
‫بذات الدين تربت ميينك" ومنهم من رأى أن احلسب يف ذلك هو مبعىن الدين وكذلك املال ‪ ،‬وأنه ال‬
‫خيرج من ذلك إال ما أخرجه اإلمجاع ‪ ،‬وهو كون احلسن ليس من الكفاءة ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫الصحة من العيوب من الكفاءة ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫الفقر (إذا كان فقريا غري قادر على النفقة عليها ) فاملال من الكفاءة ‪ ..‬املالكية ‪ ،‬خالفًا أليب حنيفة‬
‫الحرية من الكفاءة لكون السنة الثابتة لتخيري األمة إذا عتقت ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫مهر املثل ليس من الكفاءة ‪ ،‬فلألب أن ينكح ابنته (البكر) بأقل من صداق املثل ‪ ..‬اجلمهور خالفًا‬
‫أليب حنيفة ‪.‬‬

‫)‪(143‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة مشهورة ‪ /‬هل يجوز للولي أن ينكح وليته من نفسه أم ال يجوز ذلك ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫رواه‬
‫الدليل ‪ :‬ما روى من "أنه عليه الصالة والسالم تزوج أم سلمة بغري ويل ‪ ،‬ألن ابنها كان صغريا "‬
‫النسائي بسند صحيح ‪ ،‬وما ثبت "أنه عليه الصالة والسالم أعتق صفية فجعل صداقها عتقها" متفق عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يوِّكل غريه ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال جيوز ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قياسا على احلاكم والشاهد ‪ ،‬أعين أنه ال حيكم لنفسه وال يشهد لنفسه ‪.‬‬
‫واألصل عند الشافعي يف أنكحة النيب ‪ ‬أهنا على اخلصوص حىت يدل الدليل على العموم لكثرة‬
‫خصوصيته يف هذا املعىن ‪ ،‬ولكن تردد قوله يف اإلمام األعظم ‪.‬‬
‫الشهادة‬
‫واتفق األئمة األربعة على أن الشهادة من شرط النكاح ‪ ،‬واختلفوا هل هي شرط متام يؤمر به عند‬
‫الدخول أو شرط صحة يؤمر به عند العقد ‪ ،‬واتفقوا على أنه ال جيوز نكاح السر ‪.‬‬
‫واألصل يف هذا ما روى عن ابن عباس "ال نكاح إال بشاهدي عدل وويل مرشد" رواه أمحد والبيهقي ‪ .‬وال‬
‫خمالف له من الصحابة ‪ ،‬وهذا احلديث قد روى مرفوعا ذكره الدارقطين ‪ ،‬وذكر أن يف سنده جماهيل ‪.‬‬
‫وقال أبو ثور ومجاعة ‪ :‬ليس الشهود من شرط النكاح ‪ ،‬ال شرط صحة وال شرط متام ‪ ،‬وفعل ذلك‬
‫احلسن بن علي ‪ ،‬وروى عنه أنه تزوج بغري شهادة مث أعلن بالنكاح ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل تشترط العدالة في الشاهدين ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال تشرتط العدالة ‪ ،‬بل ينعقد النكاح بشهادة فاسقني ‪ ..‬أبو حنيفة‪.‬‬
‫ألن املقصود عنده بالشهادة هو اإلعالن فقط ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال بد من العدالة ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ألن الشهادة ال بد أن تتضمن املعنيني ‪ :‬اإلعالن والقبول ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬وأما مالك فليس تتضمن عنده اإلعالن إذا وصى الشاهدان بالكتمان ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل ما تقع فيه الشهادة ينطلق عليه اسم السر أم ال ؟ واألصل يف اشرتاط اإلعالن قول النيب عليه‬
‫الصالة والسالم "أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالدفوف" رواه الرتمذي وقال حسن غريب ‪.‬‬
‫)‪(144‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وقال عمر يف ‪ -‬نكاح لن يشهد عليه إال رجل وامرأة ‪ : -‬هذا نكاح السر ولو تقدمت فيه لرمجت ‪.‬‬
‫الصداق‬
‫اتفقوا على أنه شرط من شروط الصحة وأنه ال جيوز التواطؤ على تركه لقوله تعاىل ‪(( :‬وآتوا النساء‬
‫صدقاهتن حنلة)) ‪ ،‬وقوله تعاىل ‪(( :‬فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن)) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفقوا في مقدار الصداق على أنه ليس ألكثره حد ‪ ..‬واختلفوا في أقله ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس ألقله حد ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث سهل بن سعد وفيه قوله ‪( : ‬التمس ولو خامتا من حديد) ‪ ،‬فالتمس فلم جيد‬
‫شيئا ‪ ،‬فقال ‪ : ‬هل معك شيء من القرآن ؟ قال ‪ :‬نعم‪ ،‬سورة كذا وسورة كذا ‪ -‬لسور مساها ‪-‬‬
‫فقال رسول اهلل ‪ : ‬قد أنكحتكها مبا معك من القرآن" متفق عليه ‪ .‬قالوا ‪ :‬فقوله عليه الصالة والسالم‬
‫"التمس ولو خامتا من حديد" دليل على أنه ال قدر ألقله ألنه لو كان له قدر لبينه إذ ال جيوز تأخري‬
‫البيان عن وقت احلاجة ‪.‬‬
‫ويشهد لعدم التحديد ما خرجه الرتمذي "أن امرأة تزوجت على نعلني ‪ ،‬فقال هلا رسول اهلل ‪: ‬‬
‫أرضيت من نفسك ومالك بنعلني؟ فقالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فجوز نكاحها" وقال هو حديث حسن صحيح‬
‫ق‪ : 2‬أقله ربع دينار من الذهب أو ثالثة دراهم كيال من فضة ‪ ،‬أو ما ساوى الدراهم الثالثة ‪..‬‬
‫مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬أقله عشرة دراهم ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫دليل القولني ‪ :‬ألنه عبادة ‪ ،‬والعبادة ال بد أن تكون مؤقتة ‪..‬‬
‫وسبب اختالفهم في التقدير ‪ :‬يف أهنم التمسوا أصال يقيسون عليه قدر الصداق فلم جيدوا شيئا‬
‫أقرب شبها به من نصاب قطع السارق ‪ ..‬قالوا ‪ :‬عضو مستباح مبال ‪ ،‬فوجب أن يكون مقدرا أصله‬
‫القطع ‪ ..‬فاختلفوا يف ذلك حبسب اختالفهم يف نصاب السرقة ‪.‬‬
‫وقد احتجت احلنفية لكون الصداق حمددا هبذا القدر حبديث يروونه عن جابر عن النيب ‪ ‬أنه قال ‪:‬‬
‫"ال مهر بأقل من عشرة دراهم" ولو كان هذا ثابتا لكان رافعا ملوضع اخلالف ‪ ،‬لكنه ضعيف عند‬
‫أهل احلديث فإنه يرويه ‪ ،‬قالوا مبشر بن عبيد عن احلجاج بن أرطأة عن عطاء عن جابر‪ ،‬ومبشر‬
‫واحلجاج ضعيفان‪ ،‬وعطاء أيضا مل يلق جابرا‪ ،‬ولذلك ال ميكن أن يقال إن هذا احلديث معارض‬
‫حلديث سهل بن سعد ‪.‬‬

‫)‪(145‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬النكاح على اإلجارة ؟‬


‫ق‪ : 1‬مينع ‪ ..‬أبو حنيفة(‪ )1‬وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يكره ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم سببان ‪:‬‬
‫أحدمها ‪ :‬هل شرع من قبلنا الزم لنا حىت يدل الدليل على ارتفاعه أم األمر بالعكس ؟ فمن قال هو‬
‫الزم أجازه لقوله تعاىل ‪(( :‬إين أريد أن أنكحك إحدى ابنيت هاتني على أن تأجرين مثاين حجج))‬
‫اآلية ‪..‬‬
‫والسبب الثاين ‪ :‬هل جيوز أن يقاس النكاح يف ذلك على اإلجارة ؟‬
‫مسألة ‪ /‬هل يجوز كون العتق صداقا ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ‪ ..‬اجلهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ‪ ..‬داود وأمحد يف إحدى روايتيه ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة األثر الوارد يف ذلك لألصول ‪ ،‬أعين ما ثبت من "أنه ‪ ‬أعتق صفية وجعل عتقها صداقها"‬
‫متفق عليه ‪ .‬ووجه مفارقته لألصول أن العتق إزالة ملك ‪ ،‬واإلزالة ال تتضمن استباحة الشيء بوجه آخر‬
‫ألهنا إذا أعتقت ملكت نفسها فكيف يلزمها النكاح ؟‬
‫ولو كان غري جائز لغريه لبينه عليه الصالة والسالم ‪.‬‬
‫واألصل أن أفعاله الزمة لنا ‪ ،‬إال ما قام الدليل على خصوصيته ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفق العلماء على أن الصداق جيب كله بالدخول أو املوت ‪ ..‬بالدخول لقوله تعاىل ‪(( :‬وإن أرمت‬
‫قنطارا فال تأخذوا منه شيئًا ‪ ))...‬اآلية ‪ ..‬وأما وجوبه‬
‫استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن ً‬
‫باملوت فقد انعقد اإلمجاع على ذلك ‪.‬‬
‫واختلفوا ‪ :‬هل من شرط وجوبه بالدخول المسيس أم بإرخاء الستور (الخلوة) ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيب باخللوة إال نصف املهر ما مل يكن املسيس ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬

‫)‪ (1‬إال في العبد فإن أبا حنيفة أجازه ‪.‬‬


‫)‪(146‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ‪(( :‬وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إىل بعض)) وهذا نص يف أن املسيس‬
‫يوجب املهر ‪ ،‬ونص يف املطلقة قبل املسيس أن هلا نصف الصداق فقال تعاىل ‪(( :‬وإن طلقتموهن‬
‫من قبل أن متسوهن وقد فرضتم هلن فريضة فنصف ما فرضتم ‪. ))...‬‬
‫حائضا ‪ ..‬أبو‬
‫صائما يف رمضان ‪ ،‬أو كانت املرأة ً‬
‫يضا أو ً‬‫ق‪ : 2‬جيب باخللوة إال أن يكون حمرًما أو مر ً‬
‫حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫مطلقا ‪ ..‬ابن أيب ليلى ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيب باخللوة ً‬
‫سرتا فقد وجب عليه الصداق ‪.‬‬
‫دليل القولني ‪ :‬حكم الصحابة يف أن من أغلق بابًا أو أرخى ً‬
‫مسألة ‪ /‬هل لألب أن يعفو عن نصف الصداق في ابنته البكر (قبل الدخول) ؟ وللسيد في‬
‫أمته ؟‬
‫ق‪ : 1‬له ذلك ‪ ..‬مالك وألمحد رواية ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس له ذلك ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫االحتمال الذي يف قوله تعاىل ‪(( :‬إال أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح)) وذلك يف‬
‫موضعني من اآلية ‪ :‬لفظة "يعفو" فإهنا تقال يف كالم العرب مرة مبعىن يسقط ومرة مبعىن يهب ‪ ،‬ويف‬
‫قوله "الذي بيده عقدة النكاح" على من يعود هذا الضمري هل على الويل أو على الزوج ؟‬
‫نكاح التفويض‬
‫أمجعوا على أن نكاح التفويض جائز ‪ ،‬وهو أن يعقد النكاح دون صداق لقوله تعاىل ‪(( :‬ال جناح‬
‫عليكم إن طلقتم النساء ما مل متسوهن أو تفرضوا هلن فريضة)) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا قامت المرأة تطلب أن يفرض لها مهرا فما مقداره ؟‬
‫قالت طائفة ‪ :‬يفرض هلا مهر مثلها ‪ ،‬وليس للزوج يف ذلك خيار ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا مات الزوج قبل تسمية الصداق وقبل الدخول بها ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس هلا صداق وهلا املتعة واملرياث ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هلا صداق املثل واملرياث ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫وللشافعي القوالن مجيعا ‪ ،‬إال أن املنصور عند أصحابه وهو مثل قول مالك ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫)‪(147‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫معارضة القياس لألثر ‪ .‬أما األثر فهو ما روي عن ابن مسعود أنه سئل عن هذه املسألة فقال ‪ :‬أقول‬
‫فيها برأيي فإن كان صوابا فمن اهلل وإن كان خطأ فمين ‪ :‬أرى هلا صداق امرأة من نسائها وال وكس‬
‫وال شطط وعليها العدة وهلا املرياث ‪ ،‬فقام معقل بن يسار األشجعي فقال ‪ :‬أشهد لقضيت فيها‬
‫بقضاء رسول اهلل ‪ ‬يف بَروع بنت واشق ‪ ،‬خرجه أبو داود والنسائي والرتمذي وصححه ‪.‬‬
‫وأما القياس املعارض هلذا فهو أن الصداق عوض ‪ ،‬فلما مل يقبض املعوض مل جيب العوض قياسا‬
‫على البيع ‪.‬‬
‫وقال املزين عن الشافعي يف هذه املسألة ‪ :‬إن ثبت حديث بَروع فال حجة يف قول أحد مع السنة ‪،‬‬
‫والذي قاله هو الصواب واهلل أعلم ‪.‬‬
‫ّ‬
‫النساء احملرمات‬
‫المحرمات بالنسب ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬‬
‫اتفقوا على أن النساء الالئي حيرمن من قبل النسب السبع املذكورات يف القرآن ‪:‬‬
‫األمهات ‪ ،‬والبنات ‪ ،‬واألخوات ‪ ،‬والعمات ‪ ،‬واخلاالت ‪ ،‬وبنات األخ ‪ ،‬وبنات األخت ‪.‬‬
‫واتفقوا على أن ‪:‬‬
‫األم ههنا ‪ :‬اسم لكل أنثى هلا عليك والدة من جهة األم أو من جهة األب ‪.‬‬
‫والبنت ‪ :‬اسم لكل أنثى لك عليها والدة من قبل االبن أو من قبل البنت أو مباشرة ‪.‬‬
‫واألخت ‪ :‬فهي اسم لكل أنثى شاركتك يف أحد أصليك أو جمموعيهما أعين األب أو األم أو‬
‫كليهما ‪.‬‬
‫والعمة ‪ :‬اسم لكل أنثى هي أخت ألبيك أو لكل ذكر له عليك والدة ‪.‬‬
‫واخلالة ‪ :‬فهي اسم ألخت أمك أو أخت كل أنثى هلا عليك والدة؛ وبنات األخ‪ :‬اسم لكل أنثى‬
‫ألخيك عليها والدة من قبل أمها أو من قبل أبيها أو مباشرة ‪.‬‬
‫وبنات األخت ‪ :‬اسم لكل أنثى ألختك عليها والدة مباشرة أو من قبل أمها أو من قبل أبيها‪.‬‬
‫وأمجعوا على أن النسب الذي حيرم الوطء بنكاح حيرم الوطء مبلك اليمني ‪.‬‬
‫‪ -2‬المحرمات بالمصاهرة فإنهن أربع ‪:‬‬
‫زوجات اآلباء ‪ ،‬واألصل فيه قوله تعاىل ‪(( :‬وال تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء)) اآلية ‪.‬‬
‫وزوجات األبناء ‪ ،‬واألصل يف ذلك أيضا قوله تعاىل ‪(( :‬وحالئل أبنائكم الذين من أصالبكم)) ‪.‬‬

‫)‪(148‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأمهات النساء ‪ ،‬واألصل يف ذلك قوله تعاىل ‪(( :‬وأمهات نسائكم)) ‪.‬‬
‫وبنات الزوجات ‪ ،‬واألصل فيه قوله تعاىل ‪(( :‬وربائبكم الاليت يف جحوركم من نسائكم الاليت دخلتم‬
‫هبن)) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل من شرط تحريم بنت الزوجة أن تكون في حجر الزوج أم ليس ذلك من شرطه ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس من شرط التحرمي ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ذلك من شرطه ‪ ..‬داود ‪.‬‬
‫سبب الخالف ‪:‬‬
‫هل قوله تعاىل ‪(( :‬الاليت يف حجوركم)) وصف له تأثري يف احلرمة أو ليس له تأثري ‪ ،‬وإمنا خرج خمرج‬
‫املوجود أكثر ؟‬
‫مسألة ‪ /‬هل تحرم البنت بمباشرة األم فقط فيما دون الوطء من اللمس والنظر إلى الفرج‬
‫لشهوة أو لغير شهوة أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬إن اللمس لشهوة حيرم األم ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك وهو أحد قويل الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال حيرمها إال الوطء ‪ ..‬أمحد وداود وهو أحد قويل الشافعي املختار عنده ‪.‬‬
‫سبب الخالف ‪:‬‬
‫هل املفهوم من اشرتاط الدخول يف قوله تعاىل ‪(( :‬الاليت دخلتم هبن)) الوطء أو التلذذ مبا دون الوطء‬
‫مسألة ‪ /‬هل الزنا يوجب من التحريم في هؤالء ما يوجب الوطء في نكاح صحيح أو بشبهة ؟‬
‫ق‪ : 1‬الزنا باملرأة ال حيرم نكاح أمها وال ابنتها وال نكاح أيب الزاين هلا وال ابنه ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حيرم الزنا ما حيرم النكاح ‪..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫سبب الخالف ‪:‬‬
‫االشرتاك يف اسم النكاح ‪ :‬أعين يف داللته على املعىن الشرعي واللغوي ‪ ،‬فمن راعى الداللة اللغوية يف‬
‫قوله تعاىل ‪(( :‬وال تنكحوا ما نكح آباؤكم)) قال ‪ :‬حيرم الزنا ‪ ،‬ومن راعى الداللة الشرعية قال ‪ :‬ال‬
‫حيرم الزنا ‪ ،‬ومن شبهه بالنسب قال ‪ :‬ال حيرم إلمجاع األكثر على أن النسب ال يلحق بالزنا ‪.‬‬
‫واتفقوا فيما حكى ابن املنذر على أن الوطء مبلك اليمني حيرم منه ما حيرم الوطء بالنكاح ‪.‬‬

‫)‪(149‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬اتفقوا على أن الرضاع بالجملة يحرم منه ما يحرم من النسب أما مقدار المحرم من‬
‫اللبن ؟‬
‫ق‪ : 1‬من دون حتديد ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عموم قوله تعاىل ‪(( :‬وأمهاتكم الاليت أرضعنكم)) اآلية‬
‫ق‪ : 2‬ثالث رضعات ‪ ..‬أبو ثور ‪.‬‬
‫خرجه مسلم‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عائشة أنه قال ‪" : ‬ال حترم املصة وال املصتان أو الرضعة والرضعتان"‬
‫وحديث أم الفضل وفيه ‪ :‬قال رسول اهلل ‪" ‬ال حترم اإلمالجة وال اإلمالجتان" خرجه النسائي ‪ .‬دليل‬
‫اخلطاب يقتضي أن ما فوقها حيرم ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬مخس رضعات ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫رواه أبو داود والقصة رواها الشيخان‬
‫الدليل ‪ :‬حديث سهلة يف سامل أنه قال هلا النيب ‪" ‬أرضعيه مخس رضعات"‬
‫من غري ذكر العدد ‪ .‬وحديث عائشة قالت "كان فيما نزل من القرآن عشر رضعات معلومات مث نسخن‬
‫خبمس معلومات ‪ ،‬فتويف رسول اهلل ‪ ‬وهن مما يقرأ من القرآن" خرجه مسلم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واتفقوا على أن الرضاع يحرم في الحولين ‪ ..‬واختلفوا في رضاع الكبير ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال حيرم رضاع الكبري ‪ ..‬األئمة األربعة ‪ ،‬وهو مذهب ابن مسعود وابن عمر وأيب هريرة وابن‬
‫عباس وسائر أزواج النيب عليه الصالة والسالم ‪..‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عائشة قالت ‪" :‬دخل رسول اهلل ‪ ‬وعندي رجل ‪ ،‬فاشتد ذلك عليه ورأيت‬
‫الغضب يف وجهه‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول اهلل إنه أخي من الرضاعة ‪ ،‬فقال عليه الصالة والسالم ‪ :‬انظرن‬
‫من إخوانكن من الرضاعة فإن الرضاعة من اجملاعة" خرجه البخاري ومسلم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حيرم رضاع الكبري ‪ ..‬داود وأهل الظاهر ‪ ،‬وهو مذهب عائشة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عائشة قالت ‪ :‬جاءت سهلة بنت سهيل إىل النيب ‪ ‬فقالت ‪ :‬يا رسول اهلل ‪ ،‬إين‬
‫أرى يف وجه أيب حذيفة من دخول سامل وهو حليفه ‪ ،‬فقال النيب ‪« : ‬أرضعيه» ‪ ،‬قالت ‪ :‬وكيف‬
‫أرضعه وهو رجل كبري؟ فتبسم رسول اهلل ‪ ‬وقال ‪« :‬قد علمت أنه رجل كبري» رواه مسلم ‪.‬‬
‫وحديث سامل نازلة يف عني ‪ ،‬وكان سائر أزواج النيب ‪ ‬يرون ذلك رخصة لسامل ؛ ومن رجح حديث‬
‫سامل وعلل حديث عائشة بأهنا مل تعمل به قال ‪ :‬حيرم رضاع الكبري ‪.‬‬

‫)‪(151‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬هل يحرم ما يصل إلى الحلق من غير رضاع كالوجور ؟‬


‫ق‪ : 1‬حيرم الوجور واللدود ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال حيرم ‪ ..‬داود ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل املعترب وصول اللنب كيفما وصل إىل اجلوف ‪ ،‬أو وصوله على اجلهة املعتادة ؟‬
‫مسألة ‪ /‬إذا استهلك اللبن في ماء أو غيره ثم سقيه الطفل هل تقع به الحرمة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال تقع به احلرمة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تقع به احلرمة مبنزلة ما لو انفرد اللنب أو كان خمتلطا مل تذهب عينه ‪ .‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫واألصل املعترب يف ذلك انطالق اسم اللنب عليه كاملاء هل يطهر إذا خالطه شيء طاهر ؟‬
‫مسألة ‪ /‬كم شاهد في الشهادة على الرضاع ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال تقبل فيه إال شهادة امرأتني ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تقبل فيه إال شهادة أربع ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬تقبل فيه شهادة امرأة واحدة ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم ‪:‬‬
‫أما بني األربع واالثنتني فاختالفهم يف شهادة النساء هل عديل كل رجل هو امرأتان فيما ليس ميكن‬
‫فيه شهادة الرجل أو يكفي يف ذلك امرأتان ‪.‬‬
‫وأما اختالفهم يف قبول شهادة املرأة الواحدة فمخالفة األثر الوارد يف ذلك لألصل اجملمع عليه ‪ ،‬أعين‬
‫أنه ال يقبل من الرجال أقل من اثنني ‪ ،‬وأن حال النساء يف ذلك إما أن يكون أضعف من حال‬
‫الرجال ‪ ،‬وإما أن تكون أحواهلم يف ذلك مساوية للرجال ‪ ،‬واإلمجاع منعقد على أنه ال يقضي‬
‫بشهادة واحدة ‪ ،‬واألمر الوارد يف ذلك هو حديث عقبة بن احلارث قال "يا رسول اهلل إين تزوجت‬
‫رواه‬
‫امرأة فأتت امرأة فقالت ‪ :‬قد أرضعتكما ‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪ : ‬كيف وقد قيل؟ دعها عنك"‬
‫البخاري ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يجوز زواج الزانية ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز حىت تتوب ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫)‪(151‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬


‫اختالفهم يف مفهوم قوله تعاىل ‪(( :‬والزانية ال ينكحها إال زان أو مشرك وحرم ذلك على املؤمنني))‬
‫هل خرج خمرج الذم أو خمرج التحرمي ؟ وهل اإلشارة يف قوله {وحرم ذلك على املؤمنني} إىل الزنا أو‬
‫إىل النكاح ؟‬
‫وإمنا صار اجلمهور حلمل اآلية على الذم ال على التحرمي ملا جاء يف احلديث "أن رجال قال للنيب ‪‬‬
‫يف زوجته إهنا ال ترد يد المس ‪ ،‬فقال له النيب عليه الصالة والسالم ‪ :‬طلقها ‪ ،‬فقال له ‪ :‬إين أحبها ‪.‬‬
‫فقال له ‪" :‬فأمسكها" رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفقوا على أنه ال جيمع بني األختني بعقد نكاح لقوله تعاىل ‪(( :‬وأن جتمعوا بني األختني)) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في الجمع بينهما بملك اليمين ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ‪ ..‬داود ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة عموم قوله تعاىل ‪(( :‬وأن جتمعوا بني األختني)) لعموم االستثناء يف آخر اآلية ‪ ،‬وهو قوله‬
‫تعاىل ‪(( :‬إال ما ملكت أميانكم)) وذلك أن هذا االستثناء حيتمل أن يعود ألقرب مذكور ‪ ،‬وحيتمل‬
‫أن يعود جلميع ما تضمنته اآلية من التحرمي إال ما وقع اإلمجاع على أنه ال تأثري له فيه ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫اتفقوا فيما أعلم على حترمي اجلمع بني املرأة وعمتها وبني املرأة وخالتها لثبوت ذلك عنه عليه الصالة‬
‫والسالم من حديث أيب هريرة وتواتره عنه عليه الصالة والسالم من أنه قال عليه الصالة والسالم "ال‬
‫جيمع بني املرأة وعمتها وال بني املرأة وخالتها" متفق عليه ‪.‬‬
‫قاعدة التحريم في الجمع ‪:‬‬
‫إذا جعل كل واحد منهما ذكرا واآلخر أنثى فلم جيز هلما أن يتناكحا ‪ ،‬فهؤالء ال حيل اجلمع بينهما ‪.‬‬
‫وأما إن جعل يف أحد الطرفني ذكر حيرم التزويج ومل حيرم من الطرف اآلخر فإن اجلمع جيوز‬
‫‪ ..‬كاحلال يف اجلمع بني امرأة الرجل وابنته من غريها ‪ ،‬فإنه إن وضعنا البنت ذكرا مل حيل نكاح املرأة‬
‫منه ألهنا زوج أبيه ‪ ،‬وإن جعلنا املرأة ذكرا حل هلا نكاح ابنة الزوج ألهنا تكون ابنة ألجنيب ‪.‬‬
‫)‪(152‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مانع الكفر‬
‫اتفقوا على أنه ال جيوز للمسلم أن ينكح الوثنية لقوله تعاىل ‪(( :‬وال متسكوا بعصم الكوافر)) واختلفوا‬
‫يف نكاحها بامللك واألئمة األربعة على املنع ‪..‬‬
‫اتفقوا على أنه جيوز أن ينكح الكتابية احلرة ‪ ،‬واختلفوا يف إحالل الكتابية األمة بالنكاح ؛ واتفقوا‬
‫على إحالهلا مبلك اليمني ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في المتزوجة هل يهدم السبي نكاحها ‪ ،‬وإن هدم فمتى يهدم ؟‬
‫ق‪ : 1‬إن سبيَا معا (الزوج والزوجة) مل يفسخ نكاحهما ‪ ،‬وإن سىب أحدمها قبل اآلخر انفسخ النكاح‬
‫‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬السيب يهدم سبيا معا أو سىب أحدمها قبل اآلخر ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬عن مالك قوالن ‪ :‬أحدمها أن السيب ال يهدم النكاح أصال ‪ .‬والثاين أنه يهدم بإطالق مثل‬
‫قول الشافعي ‪.‬‬
‫مانع املرض‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في نكاح المريض (أي هل يجوز للمريض أن يتزوج) ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز ‪ ..‬مالك يف املشهور عنه ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم (سببان) ‪:‬‬
‫‪ -1‬تردد النكاح بني البيع وبني اهلبة ‪ ،‬وذلك أنه ال جتوز هبة املريض إال من الثلث وجيوز بيعه ‪.‬‬
‫‪ -2‬هل يتهم على إضرار الورثة بإدخال وارث زائد أو ال يتهم ؟‬
‫واألقرب ‪ :‬إن دلت الدالئل على أنه قصد بالنكاح خريا ال مينع النكاح ‪ ،‬وإن دلت على أنه قصد‬
‫اإلضرار بورثته منع من ذلك ‪.‬‬
‫مانع العدة‬
‫اتفقوا على أن النكاح ال جيوز يف العدة كانت عدة حيض أو عدة محل أو عدة أشهر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا فيمن تزوج امرأة في عدتها ودخل بها ؟‬
‫ق‪ : 1‬يفرق بينهما وال حتل له أبدا ‪ ..‬مالك ‪.‬‬

‫)‪(153‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬يفرق بينهما ‪ ،‬وإذا انقضت العدة بينهما فال بأس يف تزوجيه إياها مرة ثانية ‪ ..‬أبو حنيفة‬
‫والشافعي‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل قول الصاحب حجة أم ليس حبجة ؟ وذلك أن مالكا روى عن ابن شهاب عن سعيد بن‬
‫املسيب وسليمان بن يسار أن عمر ابن اخلطاب فرق بني طليحة األسدية وبني زوجها راشدا الثقفي‬
‫ملا تزوجها يف العدة من زوج ثان ‪ ..‬وقال ‪ :‬أميا امرأة نكحت يف عدهتا فإن كان زوجها الذي تزوجها‬
‫مل يدخل هبا فرق بينهما ‪ ،‬مث اعتدت بقية عدهتا من األول ‪ ،‬مث كان اآلخر خاطبا من اخلطاب ؛ وإن‬
‫كان دخل هبا فرق بينهما ‪ ،‬مث اعتدت بقية عدهتا من األول ‪ ،‬مث اعتدت من اآلخر ‪ ،‬مث ال جيتمعان‬
‫أبدا ‪ .‬قال سعيد ‪ :‬وهلا مهرها مبا استحل منها‪.‬‬
‫وروي عن علي وابن مسعود خمالفة عمر يف هذا ‪.‬‬
‫ويف بعض الروايات أن عمر كان قضى بتحرميها ‪ ،‬وكون املهر يف بيت املال ‪ ،‬فلما بلغ ذلك عليا‬
‫أنكره فرجع عن ذلك عمر ‪ ،‬وجعل الصداق على الزوج ومل يقض بتحرميها عليه ‪.‬‬
‫واألصل أهنا ال حترم إال أن يقوم على ذلك دليل من كتاب أو سنة أو إمجاع من األمة ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أمجعوا على أنه ال توطأ حامل مسبية حىت تضع ‪ ،‬لتواتر األخبار بذلك عن رسول اهلل ‪. ‬‬
‫واختلفوا إن وطيء هل يعتق عليه الولد أو ال يعتق ‪ ،‬واجلمهور على أنه ال يعتق ‪.‬‬
‫والدليل ‪ :‬عن أيب الدرداء ‪ ‬عن النيب ‪ ، ‬أنه أتى بامرأة جمح على باب فسطاط ‪ ،‬فقال ‪« :‬لعله‬
‫يريد أن يلم هبا» ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪« : ‬لقد مهمت أن ألعنه لعنا يدخل معه قربه ‪،‬‬
‫كيف يورثه وهو ال حيل له ؟ كيف يستخدمه وهو ال حيل له؟» رواه مسلم ‪.‬‬
‫مانع الزوجية‬
‫اتفقوا على أن الزوجية بني املسلمني مانعة وبني الذميني ‪.‬‬
‫واختلفوا يف املسبية على ما تقدم ؛ واختلفوا أيضا يف األمة إذا بيعت هل يكون بيعها طالقا ؟‬
‫فاجلمهور (األئمة األربعة) على أنه ليس بطالق ‪ ..‬وقال قوم ‪ :‬هو طالق ‪.‬‬
‫ودليل اجلمهور ‪ :‬ختيري بريرة يوجب أن ال يكون بيعها طالقا ‪ ،‬ألنه لو كان بيعها طالقا ملا خريها‬
‫رسول اهلل ‪ ‬بعد العتق ‪ ،‬ولكان نفس شراء عائشة هلا طالقا من زوجها ‪.‬‬

‫)‪(154‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬إذا أسلم الكافر وعنده أكثر من أربع نسوة أو أسلم وعنده أختان ؟‬
‫ق‪ : 1‬خيتار منهن أربعا ومن األختني واحدة أيتهما شاء ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث غيالن بن سالمة الثقفي أسلم وعنده عشر نسوة أسلمن معه ‪ ،‬فأمره رسول اهلل ‪‬‬
‫أن خيتار منهن أربعا) رواه الرتمذي وابن ماجه بسند صحيح ‪.‬‬
‫وحديث فريوز الديلمي قال‪ :‬أتيت النيب ‪ ، ‬فقلت ‪ :‬يا رسول اهلل ‪ ،‬إين أسلمت وحتيت أختان ‪،‬‬
‫قال رسول اهلل ‪ ‬يل ‪« :‬طلق أيتهما شئت» رواه أبو والرتمذي وحسنه وابن ماجة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬خيتار األوائل منهن يف العقد‪ ،‬فإن تزوجهن يف عقد واحد فرق بينه ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قياس العقد على األواخر قبل اإلسالم (بأنه فاسد) بالعقد عليهن بعد اإلسالم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا أسلم أحدهما قبل اآلخر ‪ ،‬ثم أسلم اآلخر ؟‬
‫أ‪ -‬إذا أسلمت املرأة قبله فإنه إن أسلم يف عدهتا كان أحق هبا ‪( ..‬األئمة األربعة)‬
‫ملا ورد يف ذلك من حديث صفوان بن أمية ‪ ،‬وذلك "أن زوجه عاتكة ابنة الوليد بن املغرية أسلمت‬
‫قبله ‪ ،‬مث أسلم هو فأقره رسول اهلل ‪ ‬على نكاحه" رواه مالك ‪ ،‬وشهرة هذا احلديث أقوى من إسناده ‪ .‬قالوا ‪ :‬وكان‬
‫بني إسالم صفوان وبني إسالم امرأته حنو من شهر ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن أسلم هو وهي كتابية فنكاحها ثابت ‪( ..‬األئمة األربعة) ‪.‬‬
‫ج‪ -‬إذا أسلم الزوج قبل إسالم املرأة ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬وقعت الفرقة إذا عرض عليها اإلسالم فأبت ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬سواء أسلم الرجل قبل املرأة أو املرأة قبل الرجل إذا وقع اإلسالم املتأخر يف العدة ثبت النكاح‬
‫‪ ..‬الشافعي وأمحد‪ .‬ق‪ : 3‬إذا كان اإلسالم يف دار احلرب تتوقف الفرقة على ثالث حيض قبل إسالم‬
‫اآلخر ‪ ،‬وإذا خرج أحد الزوجني إلينا مسلما وقعت الفرقة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫خيار العيوب يف النكاح‬
‫العيوب التي توجب الرد في النكاح ؟‬
‫ق‪ : 1‬الرد يكون من أربعة عيوب ‪ :‬اجلنون ‪ ،‬واجلذام ‪ ،‬والربص ‪ ،‬وداء الفرج الذي مينع الوطء (يف‬
‫الرجل عنة أو خصاء ‪ ،‬ويف املرأة قرن أو رتق) ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عيوب الرجل (جنون ‪ ،‬جذام ‪ ،‬برص ‪َ ،‬جب ‪ ،‬عنة ‪ ،‬خصاء) توجب اخليار للمرأة ‪ ،‬أما‬
‫عيوب املرأة فال توجب الرد ؛ ألنه يقدر على الدفع بالطالق ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫)‪(155‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫خيار اإلعسار بالصداق والنفقة‬


‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في اإلعسار بالصداق ؟‬
‫ق‪ : 1‬ختري إذا مل يدخل هبا ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هي غرمي من الغرماء ال يفرق بينهما ويؤخذ بالنفقة‪ ،‬وهلا أن متنع نفسها حىت يعطيها املهر‪..‬‬
‫أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تغليب شبه النكاح يف ذلك بالبيع أو تغليب الضرر الالحق للمرأة يف ذلك من عدم الوطء تشبيها‬
‫باإليالء والعنة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اإلعسار بالنفقة ؟‬
‫ق‪ : 1‬يفرق بينهما ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬تشبيه الضرر الواقع من ذلك بالضرر الواقع من العنة‬
‫ق‪ : 2‬ال يفرق بينهما ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قد ثبتت العصمة باإلمجاع فال تنحل إال بإمجاع أو بدليل من كتاب اهلل أو سنة نبيه ‪.‬‬
‫فسبب اختالفهم معارضة استصحاب احلال للقياس ‪.‬‬
‫خيار العتق‬
‫اتفقوا على أن األمة إذا عتقت حتت عبد أن هلا اخليار ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا إذا عتقت تحت الحر هل لها خيار أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال خيار هلا ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هلا اخليار حرا كان أو عبدا ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫تعارض النقل يف حديث بريرة ‪ ،‬واحتمال العلة املوجبة للخيار أن يكون اجلرب الذي كان يف إنكاحها‬
‫بإطالق إذا كانت أمة ‪ ،‬أو اجلرب على تزوجيها من عبد ؛ فمن قال‪ :‬العلة اجلرب على النكاح بإطالق‬
‫قال‪ :‬ختري حتت احلر والعبد؛ ومن قال اجلرب على تزويج العبد فقط قال‪ :‬ختري حتت العبد فقط‪.‬‬

‫)‪(156‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأما اختالف النقل فإنه روي عن ابن عباس أن زوج بريرة كان عبدا أسود ‪ .‬رواه البخاري ‪ .‬وروى األسود‬
‫عن عائشة أن زوجها كان حرا ‪ .‬رواه أصحاب السنن ‪ ..‬والصحيح أن قائل هذا هو األسود الراوي عن‬
‫عائشة ‪ ..‬قال البخاري ‪ :‬قول األسود منقطع وقول ابن عباس أصح ‪.‬‬

‫حقوق الزوجية‬
‫حقوق الزوجة على الزوج ‪:‬‬
‫اتفقوا على أن من حقوق الزوجة على الزوج النفقة والكسوة ‪..‬‬
‫لقوله تعاىل ‪(( :‬وعلى املولود له رزقهن وكسوهتن باملعروف)) اآلية ‪ .‬وملا ثبت من قوله عليه الصالة‬
‫والسالم "وهلن عليكم رزقهن وكسوهتن باملعروف" ‪..‬‬
‫وكذلك اتفقوا على أن من حقوق الزوجات العدل بينهن يف القسم ملا ثبت من قسمه ‪ ‬بني أزواجه‬
‫‪ ،‬ولقوله عليه الصالة والسالم "إذا كان للرجل امرأتان فمال إىل إحدامها جاء يوم القيامة وأحد شقيه‬
‫مائل" رواه أصحاب السنن بإسناد حسن أو صحيح ‪ ..‬وملا ثبت "أنه عليه الصالة والسالم كان إذا أراد السفر أقرع‬
‫بينهن" متفق عليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في مقام الزوج عند البكر والثيب وهل يحتسب به أو ال يحتسب إذا كانت له‬
‫زوجة أخرى ؟‬
‫ق‪ : 1‬يقيم عند البكر سبعا وعند الثيب ثالثا‪ ،‬وال حيتسب إذا كان له امرأة أخرى بأيام اليت تزوج ‪..‬‬
‫اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أنس ‪ :‬أن النيب ‪ ‬كان إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا‪ ،‬وإذا تزوج الثيب أقام‬
‫عندها ثالثا" متفق عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬اإلقامة عندهن سواء بكرا كانت أو ثيبا ‪ ،‬وحيتسب باإلقامة عندها إن كانت له زوجة أخرى‬
‫‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أم سلمة ‪" :‬أن النيب ‪ ‬تزوجها فأصبحت عنده فقال ‪ :‬ليس بك على أهلك هوان‬
‫إن شئت سبعت عندك وسبعت عندهن وإن شئت ثلثت عندك ودرت ‪ ،‬فقالت ‪ :‬ثلث" رواه مسلم ‪.‬‬
‫حقوق الزوج على الزوجة ‪:‬‬

‫)‪(157‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اتفقوا على أنه جيب على املرأة أن ترضع ولدها اللِّبَأ (اول اللنب عند الوالدة) ‪ ..‬وخدمة البيت على‬
‫اختالف بينهم يف ذلك ‪.‬‬
‫حضانة الصغير ‪:‬‬
‫اجلمهور على أن احلضانة لألم إذا طلقها الزوج وكان الولد صغريا لقوله عليه الصالة والسالم "من‬
‫فرق بني والدة وولدها فرق اهلل بينه وبني أحبته يوم القيامة" رواه الرتمذي وحسنه ‪ ..‬وألن األمة واملسبية إذا مل‬
‫يفرق بينها وبني ولدها فأخص بذلك احلرة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا إذا بلغ الولد حد التمييز ؟‬
‫ق‪ : 1‬خيري ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬االبن خيري ‪ ،‬واجلارية تبقى مع األم ‪ ..‬رواية ألمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬األم أحق باألنثى إىل البلوغ ‪ ،‬واألب أحق بالغالم ‪ ..‬أبو حنيفة ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬األم أحق باألنثى إىل الزواج والدخول ‪ ،‬وبالغالم إىل البلوغ ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫وأما نقل احلضانة من األم إىل غري األب فليس يف ذلك شيء يعتمد عليه ‪.‬‬
‫األنكحة املنهى عنها بالشرع واألنكحة الفاسدة وحكمها‬
‫األنكحة اليت ورد النهي عنها فيها مصرحا أربعة ‪ :‬نكاح الشغار ‪ ،‬ونكاح املتعة ‪ ،‬واخلطبة على خطبة‬
‫أخيه ‪ ،‬ونكاح احمللل ‪.‬‬
‫نكاح الشغار ‪:‬‬
‫اتفقوا على أن صفته هو أن ينكح الرجل وليته رجال آخر على أن ينكحه اآلخر وليته وال صداق‬
‫بينهما إال بضع هذه ببضع األخرى ‪ ..‬واتفقوا على أنه نكاح غري جائز لثبوت النهي عنه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا إذا وقع هل يصحح بمهر المثل أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يصحح ويفسخ أبدا قبل الدخول وبعده ‪ ..‬مالك والشافعي(‪. )1‬‬
‫ق‪ : 2‬نكاح الشغار يصح بفرض صداق املثل ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب اختالفهم ‪:‬‬
‫هل النهي املعلق بذلك معلل بعدم العوض أو غري معلل ‪ ،‬فإن قلنا غري معلل لزم الفسخ على‬
‫اإلطالق ؛ وإن قلنا العلة عدم الصداق صح بفرض صداق املثل ‪ ..‬مثل العقد على مخر أو على‬

‫)‪ (1‬إال أن الشافعي قال ‪ :‬إن سمى ألحدهما صداقا أو لهما معا فالنكاح ثابت بمهر المثل ‪ ،‬والمهر الذي سمياه فاسد ‪.‬‬
‫)‪(158‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫خنزير ؛ وقد أمجعوا على أن النكاح املنعقد على اخلمر واخلنزير ال يفسخ إذا فات بالدخول‪ ،‬ويكون‬
‫فيه مهر املثل ‪.‬‬
‫نكاح المتعة ‪:‬‬
‫تواترت األخبار عن رسول اهلل ‪ ‬بتحرميه إال أهنا اختلفت يف الوقت الذي وقع فيه التحرمي ‪:‬‬
‫‪ -1‬يوم خيرب ‪ -2 ،‬يوم الفتح ‪ -3 ،‬يف غزوة تبوك ‪،‬‬
‫‪ -4‬يف حجة الوداع ‪ -5 ،‬يف عمرة القضاء ‪ -6 ،‬يف عام أوطاس ‪.‬‬
‫وأكثر الصحابة ومجيع فقهاء األمصار على حترميها ‪ ،‬واشتهر عن ابن عباس حتليلها ‪ ،‬وتبع ابن عباس‬
‫على القول هبا أصحابه من أهل مكة وأهل اليمن ‪ ،‬ورووا أن ابن عباس كان حيتج لذلك لقوله تعاىل‬
‫‪(( :‬فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة وال جناح عليكم)) ويف قراءة عنه إىل أجل مسمى‬
‫‪ ،‬وروى عنه أنه قال ‪ :‬ما كانت املتعة إال رمحة من اهلل عز وجل رحم هبا أمة حممد ‪ ، ‬ولوال هنى‬
‫عمر عنها ما اضطر إىل الزنا إال شقي ‪( .‬والصحيح عنه القول ببطالنه ‪ ،‬وقد ذكر ابن حجر أنه‬
‫أباحه أوالً مث رجع عنه) ‪.‬‬
‫النكاح الذي تقع فيه الخطبة على خطبه غيره ‪:‬‬
‫فقد تقدم أن فيه ثالثة أقوال ‪ :‬قول بالفسخ ‪ ،‬وقول بعدم الفسخ ‪ ،‬وفرق بني أن ترد اخلطبة على‬
‫خطبة الغري بعد الركون والقرب من التمام أو ال ترد وهو مذهب مالك ‪.‬‬
‫نكاح المحلل ‪:‬‬
‫وهو الذي يقصد بنكاحه حتليل املطلقة ثالثا ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم نكاح المحلِّل ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬هو نكاح مفسوخ ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هو نكاح صحيح ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫اختالفهم يف مفهوم قوله عليه الصالة والسالم "لعن اهلل احمللل واحمللل له" رواه أصحاب السنن فمن فهم من‬
‫اللعن التأثيم فقط قال ‪ :‬النكاح صحيح ؛ ومن فهم من التأثيم فساد العقد تشبيها بالنهي الذي يدل‬
‫على فساد املنهي عنه قال ‪ :‬النكاح فاسد ‪.‬‬

‫)‪(159‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫كتاب الطالق‬
‫اتفقوا على أن الطالق نوعان ‪ :‬بائن ورجعي ‪.‬‬
‫الرجعي ‪ :‬هو الذي ميلك فيه الزوج رجعتها من غري اختيارها وأن من شرطه أن يكون يف مدخول هبا‬
‫‪ ،‬وإمنا اتفقوا على هذا لقوله تعاىل ‪(( :‬يا أيها النيب إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدهتن وأحصوا‬
‫العدة)) إىل قوله تعاىل ‪(( :‬لعل اهلل حيدث بعد ذلك أمرا)) وللحديث الثابت أيضا من حديث ابن‬
‫عمر أنه ‪ ‬أمره أن يراجع زوجته ملا طلقها حائضا وال خالف يف هذا ‪.‬‬
‫الطالق البائن ‪ :‬اتفقوا على أن البينونة إمنا توجد للطالق من قبل عدم الدخول ومن قبل عدم‬
‫التطليقات ومن قبل العوض يف اخللع على اختالف بينهم هل اخللع طالق أو فسخ على ما سيأيت‬
‫بعد ‪.‬‬
‫واتفقوا على أن العدد الذي يوجب البينونة يف طالق احلر ثالث تطليقات إذا وقعت مفرتقات لقوله‬
‫تعاىل ‪(( :‬الطالق مرتان)) اآلية ‪.‬‬
‫واختلفوا إذا وقعت ثالثا يف اللفظ دون الفعل ‪.‬‬
‫وكذلك اتفق اجلمهور على أن الرق مؤثر يف إسقاط أعداد الطالق ‪ ،‬وأن الذي يوجب البينونة يف‬
‫الرق اثنتان ‪ .‬واختلفوا هل هذا معترب برق الزوج أو برق الزوجة أم برق من رق منهما‪ ،‬ففي هذا الباب‬
‫إذن ثالث مسائل‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم الطالق ثالثًا دفعة واحدة ؟‬
‫ق‪ : 1‬يقع ثالث طلقات ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يقع طلقة واحدة ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫دليل الظاهرية ‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعاىل ‪(( :‬الطالق مرتان)) إىل قوله يف الثالثة ((فإن طلقها فال حتل له من بعد حىت تنكح‬
‫زوجا غريه)) واملطلق بلفظ الثالث مطلق واحدة ال مطلق ثالث ‪.‬‬
‫‪ -2‬حديث ابن عباس قال ‪ :‬كان الطالق على عهد رسول اهلل ‪ ‬وأيب بكر وسنتني من خالفة عمر‬
‫خرجه مسلم‬
‫‪.‬‬ ‫طالق الثالث واحدة فأمضاه عليهم عمر "‬

‫)‪(161‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -3‬حديث ابن عباس قال "طلق ركانة زوجه ثالثا يف جملس واحد ‪ ،‬فحزن عليها حزنا شديدا ‪،‬‬
‫فسأله رسول اهلل ‪ : ‬كيف طلقتها ؟ قال ‪ :‬طلقتها ثالثا يف جملس واحد ‪ ،‬قال ‪ :‬إمنا تلك طلقة‬
‫واحدة فارجتعها" رواه ابن إسحاق ‪.‬‬
‫وأجاب اجلمهور بأن حديث ابن عباس الواقع يف الصحيحني إمنا رواه عنه من أصحابه طاوس ‪ ،‬وأن‬
‫جلة أصحابه رووا عنه لزوم الثالث منهم سعيد بن جبري وجماهد وعطاء وعمرو بن دينار ومجاعة‬
‫غريهم‪..‬‬
‫وأن حديث ابن إسحق وهم ‪ ،‬وإمنا روى الثقات أنه طلق ركانة زوجه البتة ال ثالثا ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل الرق مؤثر في نقصان عدد الطالق ؟‬
‫ق‪ : 1‬نعم فللرق طلقتان ‪ ..‬األئمة األربعة ‪ ،‬وقد حكى قوم أنه إمجاع ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قياس طالق العبد واألمة على حدودمها ؛ وقد أمجعوا على كون الرق مؤثرا يف نقصان احلد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬احلر والعبد يف هذا سواء ‪ ..‬أبو حممد بن حزم ومجاعة من أهل الظاهر ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬األصل أن حكم العبد يف التكاليف حكم احلر إال ما أخرجه الدليل ‪ ،‬والدليل هو نص أو‬
‫ظاهر من الكتاب أو السنة ‪ ،‬ومل يكن هناك دليل مسموع صحيح وجب أن يبقى العبد على أصله ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل نقص عدد الطالق البائن برق الزوج أم الزوجة ؟‬
‫ق‪ : 1‬املعترب فيه الرجال (سواء كانت الزوجة حرة أو أمة) ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬االعتبار يف ذلك هو بالنساء (سواء كان الزوج عبدا أو حرا) ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يعترب برق من رق منهما ‪ ..‬قال ذلك عثمان البيت وغريه وروي عن ابن عمر ‪.‬‬
‫وسبب هذا االختالف ‪:‬‬
‫هل املؤثر يف هذا هو رق ملن بيده الطالق (الرجل) ‪ ،‬أو رق الذي يقع عليه الطالق (املرأة) ؟ وأما‬
‫من اعترب من رق منهما فإنه جعل سبب ذلك هو الرق مطلقا ومل جيعل سبب ذلك ال الذكورية وال‬
‫األنوثية مع الرق ‪.‬‬
‫وقد أمجعوا على أن العدة بالنساء ‪ :‬أي نقصاهنا تابع لرق النساء ؛ واحتج الفريق األول مبا روي عن‬
‫ابن عباس أنه قال "الطالق بالرجال ‪ ،‬والعدة بالنساء" إال أنه حديث مل يثبت يف الصحاح ‪.‬‬

‫)‪(161‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الطالق السني من البدعي‬


‫أمجعوا على أن املطلق للسنة يف املدخول هبا ‪ :‬هو الذي يطلق امرأته يف طهر مل ميسها فيه طلقة‬
‫واحدة ‪.‬‬
‫والبدعي ‪ :‬املطلق يف احليض أو الطهر الذي مسها فيه ‪.‬‬
‫وإمنا أمجعوا على هذا ملا ثبت من حديث ابن عمر "أنه طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول اهلل‬
‫‪ ، ‬فقال عليه الصالة والسالم ‪ :‬مره فلرياجعها حىت تطهر مث حتيض مث تطهر ‪ ،‬مث إن شاء أمسك‬
‫وإن شاء طلق قبل أن ميس فتلك العدة اليت أمر اهلل أن تطلق هلا النساء" متفق عليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل المطلّق ثالثًا بلفظ واحد طالقه بدعي ؟‬
‫ق‪ : 1‬طالقه بدعي ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬غري بدعي ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫دليل الشافعي هو ما ثبت من أن العجالين طلق زوجته ثالثا حبضرة رسول اهلل ‪ ‬بعد الفراغ من‬
‫املالعنة ‪ .‬قال ‪ :‬فلو كان بدعة ملا أقره رسول اهلل ‪. ‬‬
‫أجاب مالك عن احلديث بأن املتالعنني عنده قد وقعت الفرقة بينهما من قبل التالعن نفسه ‪ ،‬فوقع‬
‫الطالق على غري حمله ‪ ،‬فلم يتصف ال بسنة وال ببدعة ‪ ،‬وقول مالك ‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬أظهر ههنا من‬
‫قول الشافعي‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم من طلق في وقت الحيض ؟‬
‫ق‪ : 1‬حمرم ويقع الطالق ويؤمر بالرجعة(‪ .. )1‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله ‪ ‬يف حديث ابن عمر "مره فلرياجعها" قالوا ‪ :‬والرجعة ال تكون إال بعد طالق ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال ينفذ وال يقع ‪ ..‬؟‬
‫الدليل ‪ :‬عموم قوله ‪" ‬كل فعل أو عمل ليس عليه أمرنا فهو رد" وقالوا ‪ :‬أمر رسول اهلل ‪ ‬برده‬
‫يشعر بعدم نفوذه ووقوعه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬متى يوقع الطالق بعد الرجعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ميسكها حىت تطهر مث حتيض مث تطهر ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬

‫)‪ (1‬واختلفوا في حكم الرجعة فقال الجمهور ‪ :‬يندب إلى ذلك وال يجبر ‪ ،‬وقال مالك ‪ :‬واجب ويجبر عليها ‪.‬‬
‫)‪(162‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬ألنه املنصوص عليه يف حديث ابن عمر املتقدم ‪ ..‬قالوا ‪ :‬واملعىن يف ذلك لتصح الرجعة‬
‫بالوطء يف الطهر الذي بعد احليض ألنه لو طلقها يف الطهر الذي بعد احليضة مل يكن عليها من‬
‫الطالق اآلخر عدة ألنه كان يكون كاملطلق قبل الدخول ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ميسكها حىت تطهر مث يطلق إن شاء أو ميسك ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬يف بعض روايات احلديث عن ابن عمر أنه قال ‪ :‬يراجعها فإذا طهرت طلقها إن شاء ‪..‬‬
‫قالوا ‪ :‬املعىن يف ذلك أنه إمنا أمر بالرجوع عقوبة له ألنه طلق يف زمان كره له فيه الطالق ‪ ،‬فإذا ذهب‬
‫ذلك الزمان وقع منه الطالق على وجه غري مكروه ‪.‬‬
‫ْ‬
‫اخللع‬
‫اخللع والفدية والصلح واملبارأة كلها تؤول إىل معىن واحد ‪ ،‬وهو بذل املرأة العوض على طالقها ‪.‬‬
‫إال أن اسم اخللع خيتص ببذهلا له مجيع ما أعطاها ‪ ،‬والصلح ببعضه ‪ ،‬والفدية بأكثره ‪ ،‬واملبارأة‬
‫بإسقاطها عنه حقا هلا عليه ‪.‬‬
‫فأما جواز وقوعه فعليه أكثر العلماء ‪ ..‬واألصل يف ذلك الكتاب والسنة ‪ ،‬أما الكتاب فقوله تعاىل ‪:‬‬
‫((فال جناح عليهما فيما افتدت به)) ‪ .‬وأما الس نة فحديث ابن عباس "أن امرأة ثابت بن قيس أتت‬
‫النيب ‪ ‬فقالت‪ :‬يا رسول اهلل ثابت بن قيس ال أعيب عليه يف خلق وال دين ‪ ،‬ولكن أكره الكفر‬
‫بعد الدخول يف اإلسالم ‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪ : ‬أتردين عليه حديقته ؟ قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال رسول اهلل‬
‫‪ : ‬اقبل احلديقة وطلقها طلقة واحدة" خرجه البخاري ‪.‬‬
‫وشذ أبو بكر ابن عبد اهلل املزيين عن اجلمهور فقال ‪ :‬ال حيل للزوج أن يأخذ من زوجته شيئا ‪،‬‬
‫واستدل على ذلك بأنه زعم أن قوله تعاىل ‪(( :‬فال جناح عليهما فيما افتدت به)) منسوخ بقوله‬
‫تعاىل ‪(( :‬وإن أردمت استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فال تأخذوا منه شيئا)) اآلية ‪.‬‬
‫واجلمهور على أن معىن ذلك بغري رضاها ‪ ،‬وأما برضاها فجائز ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل الخلع طالق أم فسخ ؟‬
‫ق‪ : 1‬طالق ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هو فسخ ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫وفائدة الخالف ‪ :‬هل يعتد به في التطليقات أم ال ؟‬

‫)‪(163‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ومجهور من رأى أنه طالق جيعله بائنا ‪ ،‬ألنه لو كان للزوج يف العدة منه الرجعة عليها مل يكن‬
‫الفتدائها معىن ‪.‬‬
‫واحتج من مل يره طالقا بأن اهلل تبارك وتعاىل ذكر يف كتابه الطالق فقال ‪(( :‬الطالق مرتان)) مث ذكر‬
‫االفتداء مث قال ((فإن طلقها فال حتل له من بعد حىت تنكح زوجا غريه)) فلو كان االفتداء طالقا‬
‫لكان الطالق الذي ال حتل له فيه إال بعد زوج هو الطالق الرابع ‪.‬‬
‫وعند املخالف أن اآلية إمنا تضمنت حكم االف تداء على أنه شيء يلحق مجيع أنواع الطالق ال أنه‬
‫شيء غري الطالق ‪.‬‬
‫أنواع ألفاظ الطالق‬
‫أمجع املسلمون على أن الطالق يقع إذا كان بنية وبلفظ صريح ‪.‬‬
‫واختلفوا هل يقع بالنية مع اللفظ الذي ليس بصريح ‪ ،‬أو بالنية دون اللفظ ‪ ،‬أو باللفظ دون النية ‪.‬‬
‫واتفق اجلمهور على أن ألفاظ الطالق املطلقة صنفان ‪ :‬صريح ‪ ،‬وكناية ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫مسألة ‪ /‬ما هو لفظ الطالق الصريح ؟‬
‫ق‪ : 1‬لفظ الطالق فقط ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ثالث ‪ :‬الطالق ‪ ،‬والفراق ‪ ،‬والسراح ‪ ،‬وهي مذكورة يف القرآن ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫اتفقوا أن لفظ الطالق الصريح ال حيتاج عندهم إىل نية ‪.‬‬
‫وأما ألفاظ الطالق اليت ليست بصريح ‪ ،‬فمنها ما هي كناية ظاهرة ‪ ،‬ومنها ما هي كناية حمتملة ‪..‬‬
‫في الكنايات الظاهرة ثالثة أقوال ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬على ما نوى (يصدق بإطالق) ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يصدق بإطالق إال أن يكون هنالك قرينة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يصدق إال أن يكون يف مذاكرة الطالق ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫والكنايات المحتملة غير الظاهرة ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬على ما نوى ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس فيها شيء وإن نوى طالقًا ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬

‫)‪(164‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬من قال لزوجته أنت عل ّي حرام ؟‬


‫ق‪ : 1‬حيمل يف املدخول هبا على البت (الطالق ثالثًا) وينوي يف غري املدخول هبا ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬على ما نوى فإن نوى واحدة كان رجعيا ‪ ،‬وإن أراد حترميها بغري طالق فعليه كفارة ميني ‪..‬‬
‫الشافعي‬
‫ق‪ : 3‬إن نوى واحدة كانت بائنة ‪ ،‬فإن مل ينو طالقا كان ميينا وهو مول (من اإليالء) ‪ ،‬فإن نوى‬
‫الكذب فليس بشيء ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬إهنا ميني يكفرها ما يكفر اليمني ‪ ..‬وقال ابن عباس وقد سئل عنها ‪ :‬لقد كان لكم يف رسول‬
‫اهلل أسوة حسنة ‪ ،‬خرجه البخاري ومسلم ذهب إىل االحتجاج بقوله تعاىل ‪(( :‬يا أيها النيب مل حترم‬
‫ما أحل اهلل لك)) اآلية‪.‬‬
‫ق‪ : 5‬أن حترمي املرأة كتحرمي املاء ‪ ،‬وليس فيه كفارة وال طالق لقوله تعاىل ‪(( :‬ال حترموا طيبات ما‬
‫أحل اهلل لكم)) وهو قول مسروق واألجدع وأيب سلمة بن عبد الرمحن والشعيب ‪.‬‬
‫ألفاظ الطالق املقيدة‬
‫تعليق الطالق باملشيئة فإنه ال خيلو أن يعلقه مبشيئة اهلل أو مبشيئة خملوق ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا علقه بمشيئة اهلل وسواء علقه على جهة الشرط مثل أن يقول أنت طالق إن شاء‬
‫اهلل‪ ،‬أو على جهة االستثناء مثل أن يقول أنت طالق إال أن يشاء اهلل ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يؤثر االستثناء يف الطالق شيئا وهو واقع البد ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إذا استثىن املطلق مشيئة اهلل مل يقع الطالق ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫هل يتعلق االستثناء باألفعال احلاضرة الواقعة كتعلقه باألفعال املستقبلة أو ال يتعلق ؟ وذلك أن‬
‫الطالق هو فعل حاضر؛ فمن قال ال يتعلق به قال ‪ :‬ال يؤثر االستثناء وال اشرتاط املشيئة يف الطالق‬
‫؛ ومن قال يتعلق به قال ‪ :‬يؤثر فيه ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫إن علق الطالق مبشيئة من تصح مشيئته ويتوصل إىل علمها فال خالف يف مذهب مالك أن الطالق‬
‫يقف على اختيار الذي علق الطالق مبشيئته ‪.‬‬

‫)‪(165‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪:‬‬
‫تعليق الطالق بالشرط اجملهول الوجود ‪ :‬فإن كان ال سبيل إىل علمه مثل أن يقول ‪ :‬إن كان خلق اهلل‬
‫اليوم يف حبر القلزم حوتا بصفة كذا فأنت طالق ‪ ،‬فال خالف أعلمه يف املذهب أن الطالق يقع يف‬
‫هذا ‪.‬‬
‫وأما إن علقه بشيء ميكن أن يعلم خبروجه إىل الوجود مثل أن يقول ‪ :‬إن ولدت أنثى فأنت طالق‬
‫فإن الطالق يتوقف على خروج ذلك الشيء إىل الوجود ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬تبعيض المطلقة (إذا قال يدك أو رجلك أو شعرك طالق) ؟‬
‫مطلقا ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 1‬يقع الطالق ً‬
‫مطلقا ‪ ..‬داود ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يقع ً‬
‫ق‪ : 3‬ال تطلق إال بذكر عضو يعرب به عن مجلة البدن كالرأس والقلب والفرج ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬يقع الطالق جبميع األعضاء املتصلة كاألصبع ‪ ،‬وأما املنفصلة كالشعر فال يقع‪ ..‬مالك‬
‫والشافعي ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬تبعيض الطالق (طلقتك نصف تطليقة) ؟‬
‫تطلق عند اجلميع ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا قال لغير المدخول بها ‪ :‬أنت طالق أنت طالق أنت طالق نسقا ؟‬
‫ق‪ : 1‬يقع واحدة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يكون ثالثا ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫سبب الخالف ‪:‬‬
‫هل يشبه تكرار اللفظ بلفظه بالعدد ‪ ،‬أعين بقوله طلقتك ثالثا ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫املطلق اجلائز طالقه‬
‫اتفقوا على أنه الزوج العاقل البالغ احلر غري املكره ‪ ..‬واختلفوا يف طالق املكره ‪ ،‬والسكران ‪ ،‬وطالق‬
‫املريض ‪ ،‬وطالق املقارب للبلوغ ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفقوا على أنه يقع طالق المريض إن صح ‪ ،‬واختلفوا هل ترثه إن مات أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال ترثه ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ترثه زوجته ما دامت يف العدة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫)‪(166‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ألن العدة من بعض أحكام الزوجية ‪ ،‬وكأنه شبهها باملطلقة الرجعية ‪ ،‬وروي هذا القول عن عمر‬
‫وعائشة‬
‫ق‪ : 3‬ترثه ما مل تتزوج ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫إلمجاع املسلمني على أن املرأة الواحدة ال ترث زوجني‬
‫مطلقا ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬ترثه ً‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫اختالفهم يف وجوب العمل بسد الذرائع ؛ وذلك أنه ملا كان املريض يتهم يف أن يكون إمنا طلق يف‬
‫مرضه زوجته ليقطع حظها من املرياث ؛ فمن قال بسد الذرائع أوجب مرياثها ؛ ومن مل يقل بسد‬
‫الذرائع وحلظ وجوب الطالق مل يوجب هلا مرياثا ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬طالق المكره ؟‬
‫ق‪ : 1‬غري واقع ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هو واقع ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫هل املطلق من قبل اإلكراه خمتار أم ليس مبختار ؟ ألنه ليس يكره على اللفظ إذ كان اللفظ إمنا يقع‬
‫باختياره ‪.‬‬
‫رواه ابن ماجة‬
‫وكل واحد من الفريقني حيتج بقوله ‪ ": ‬رفع عن أميت اخلطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"‬
‫ولكن األظهر أن املكره على الطالق وإن كان موقعا للفظ باختياره أنه ينطلق عليه يف الشرع اسم‬
‫املكره لقوله تعاىل ‪(( :‬إال من أكره وقلبه مطمئن باإلميان)) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬طالق الصبي ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يلزمه حىت يبلغ ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫عن مالك أنه يلزمه إذا ناهز االحتالم ‪ ،‬وقال أمحد بن حنبل إذا هو أطاق صيام رمضان ؛ وقال‬
‫عطاء ‪ :‬إذا بلغ اثنيت عشرة سنة جاز طالقه ‪ ،‬وروي عن عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬طالق السكران ؟‬
‫ق‪ : 1‬يقع ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يقع ‪ ..‬املزين وبعض أصحاب أيب حنيفة كالطحاوي والكرخي ‪.‬‬
‫)‪(167‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫والسبب يف اختالفهم ‪:‬‬


‫هل حكمه حكم اجملنون أم بينهما فرق ؟‬
‫الرجعة بعد الطالق‬
‫أمجع املسلمون على أن الزوج ميلك رجعة الزوجة يف الطالق الرجعي ما دامت يف العدة من غري‬
‫اعتبار رضاها لقوله تعاىل ‪(( :‬وبعولتهن أحق بردهن يف ذلك)) وأن من شرط هذا الطالق تقدم‬
‫املسيس له ‪ ،‬واتفقوا على أهنا تكون بالقول واإلشهاد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل اإلشهاد شرط في صحة الرجعة أم ليس بشرط ؟‬
‫ق‪ : 1‬اإلشهاد مستحب ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬شرط ‪ ..‬رواية ألمحد ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫معارضة القياس للظاهر ‪ ،‬وذلك أن ظاهر قوله تعاىل ‪(( :‬وأشهدوا ذوي عدل منكم)) يقتضي‬
‫الوجوب ‪ ،‬وتشبيه هذا احلق بسائر احلقوق اليت يقبضها اإلنسان يقتضي أن ال جيب اإلشهاد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬بم تكون الرجعة ؟ اتفقوا على أنها تكون بالقول ‪ ،‬واختلفوا ‪ :‬هل تكون بالوطء ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال تكون الرجعة إال بالقول فقط ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫لقياس الرجعة على النكاح ‪ ..‬فقد أمر اهلل باإلشهاد ‪ ،‬وال يكون اإلشهاد إال على القول ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تكون بالوطء إذا نوى به الرجعة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ألن وطء الرجعية حرام حىت يرجتعها ‪ ،‬فالبد من النية ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬تكون بالوطء نوى الرجعة أم مل ينو ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫أل ن الرجعية حمللة للوطء قياسا على املوىل منها وعلى املظاهرة ‪ ،‬وألن امللك مل ينفصل ‪ ،‬ولذلك كان‬
‫التوارث بينهما ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا طلّق الرجل زوجته طلقة رجعية وهو غائب ثم أرجعها فبلغها الطالق ولم تبلغها‬
‫الرجعة فتزوجت بعدما انقضت عدتها ؟‬
‫ق‪ : 1‬للذي عقد عليها النكاح دخل هبا أو مل يدخل ‪ ..‬مالك ‪.‬‬

‫)‪(168‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬ما رواه ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن املسيب أنه قال ‪ :‬مضت السنة‬
‫يف الذي يطلق امرأته مث يراجعها فيكتمها رجعتها حىت حتل فتنكح زوجا غريه أنه ليس له من أمرها‬
‫شيء ولكنها ملن تزوجها ‪ ،‬وقد قيل إن هذا احلديث إمنا يروى عن ابن شهاب فقط ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬زوجها األول الذي ارجتعها أحق هبا دخل هبا الثاين أو مل يدخل ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألن العلماء قد أمجعوا على أن الرجعة صحيحة وإن مل تعلم هبا املرأة ‪ ،‬بدليل أهنم قد أمجعوا‬
‫على أن األول أحق هبا قبل أن تتزوج ‪ ،‬وإذا كانت الرجعة صحيحة كان زواج الثاين فاسدا ‪ ،‬فإن‬
‫نكاح الغري ال تأثري له يف إبطال الرجعة ال قبل الدخول وال بعد الدخول ‪ ،‬وهو األظهر إن شاء اهلل‪،‬‬
‫ويشهد هلذا حديث مسرة بن جندب أن النيب ‪ ‬قال "أميا امرأة تزوجها اثنان فهي لألول منهما‪ ،‬ومن‬
‫باع بيعا من رجلني فهو لألول منهما" رواه أبوداود والنسائي والرتمذي وحسنه ‪.‬‬
‫أحكام االرجتاع يف الطالق البائن‬
‫الطالق البائن ‪ :‬إما مبا دون الثالث فذلك يقع يف غري املدخول هبا بال خالف ‪ ،‬ويف املختلعة‬
‫باختالف‬
‫وأما البائنة بالثالث ‪ :‬فإن العلماء كلهم على أن املطلقة ثالثا ال حتل لزوجها األول إال بعد الوطء‬
‫حلديث رفاعة بن مسوءل "أنه طلق امرأته متيمة بنت وهب يف عهد رسول اهلل ‪ ‬ثالثا فنكحت عبد‬
‫الرمحن بن الزبري ‪ ،‬فاعرتض عنها فلم يستطع أن ميسها ففارقها ‪ ،‬فأراد رفاعة زوجها األول أن ينكحها‬
‫‪ ،‬فذكر ذلك لرسول اهلل ‪ ‬فنهاه عن تزوجيها وقال ‪ :‬ال حتل لك حىت تذوق العسيلة" متفق عليه ‪ .‬وشذ‬
‫سعيد بن املسيب فقال ‪ :‬إنه جائز أن ترجع إىل زوجها األول بنفس العقد لعموم قوله تعاىل ‪(( :‬حىت‬
‫تنكح زوجا غريه)) والنكاح ينطلق على العقد ‪.‬‬
‫وكلهم قال ‪ :‬التقاء اخلتانني حيلها ‪ ،‬إال احلسن البصري فقال ‪ :‬ال حتل إال بوطء بإنزال ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا من هذا الباب في نكاح المحلل ؟‬
‫ق‪ : 1‬النكاح فاسد يفسخ قبل الدخول وبعده‪ ،‬والشرط فاسد ال حتل به ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث علي بن أيب طالب وابن مسعود وأيب هريرة وعقبة بن عامر أنه قال ‪": ‬لعن اهلل‬
‫احمللل واحمللل له" رواه أصحاب السنن ‪ ..‬فلعنه إياه يدل على النهي ‪ ،‬والنهي يدل على فساد املنهى عنه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬النكاح جائز ‪ ،‬وال تؤثر النية يف ذلك ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬

‫)‪(169‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل عموم قوله تعاىل ‪(( :‬حىت تنكح زوجا غريه)) وهذا ناكح ‪ ..‬وقالوا ‪ :‬إذا كان النهي ال يدل‬
‫على فساد عقد النكاح أصال فأحرى أن ال يدل على بطالن التحليل ‪.‬‬
‫وال يعترب يف ذلك إرادة املرأة التحليل ‪ ،‬وإمنا يعترب إرادة الرجل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يهدم الزوج الثاني ما دون الثالث ؟‬
‫(أي إذا تزوجت قبل الطلقة الثالثة غير الزوج األول ثم راجعها هل يعتد بالطالق األول أم ال؟)‬
‫ق‪ : 1‬يهدم ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ألنه إذا كان الزواج يهدم الثالثة فهو أحرى أن يهدم ما دوهنا ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يهدم ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ألن هذا شيء خيص الثالثة بالشرع ‪.‬‬
‫ّ‬
‫العدة‬
‫فأما غري املدخول هبا فال عدة عليها بإمجاع لقوله تعاىل ‪(( :‬فما لكم عليهن من عدة تعتدوهنا)) ‪.‬‬
‫وأما املدخول هبا فال خيلو أن تكون من ذوات احليض أو من غري ذوات احليض ‪.‬‬
‫فأما ذوات احليض األحرار اجلاريات يف حيضهن على املعتاد فعدهتن ثالثة قروء ‪ ،‬واحلوامل منهن‬
‫عدهتن وضع محلهن ‪ ،‬واليائسات منهن عدهتن ثالثة أشهر ‪ ،‬وال خالف يف هذا ألنه منصوص عليه‬
‫يف قوله تعاىل ‪(( :‬واملطلقات يرتبصن بأنفسهن ثالثة قروء)) اآلية ‪ ،‬ويف قوله تعاىل ‪(( :‬والالئى يئسن‬
‫من احمليض من نسائكم إن ارتبتم)) اآلية ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا من هذه اآلية في األقراء ما هي ؟‬
‫ق‪ :1‬هي األطهار (األزمنة اليت بني الدمني) ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هي احليض (الدم نفسه) ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وأما أمحد بن حنبل فاختلفت الرواية عنه ‪.‬‬
‫والفرق بين المذهبين ‪:‬‬
‫هو أن من رأى أهنا األطهار رأى أهنا إذا دخلت الرجعية عنده يف احليضة الثالثة مل يكن للزوج عليها‬
‫رجعة وحلت لألزواج ‪ ،‬ومن رأى أهنا احليض مل حتل عنده حىت تنقضي احليضة الثالثة ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫اشرتاك اسم القرء ‪ ،‬فإنه يقال يف كالم العرب على حد سواء على الدم وعلى األطهار ‪.‬‬
‫)‪(171‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ولكل واحد من الفريقني احتجاجات متساوية من جهة لفظ القرء ‪ ،‬والذي رضيه احلذاق أن اآلية‬
‫جمملة يف ذلك ‪ ،‬وأن الدليل ينبغي أن يطلب من جهة أخرى ‪..‬‬
‫فمن أقوى ما متسك به من رأى أن األقراء هي األطهار حديث ابن عمر املتقدم‪ ،‬وقوله ‪" : ‬مره‬
‫فلرياجعها حىت حتيض مث تطهر مث حتيض مث تطهر ‪ ،‬مث يطلقها إن شاء قبل أن ميسها ‪ ،‬فتلك العدة‬
‫اليت أمر اهلل أن يطلق هلا النساء" قالوا ‪ :‬وإمجاعهم على أن طالق السنة ال يكون إال يف طهر مل متس‬
‫فيه ‪ ،‬وقوله عليه الصالة والسالم "فتلك العدة اليت أمر اهلل أن يطلق هلا النساء" دليل واضح على أن‬
‫العدة هي األطهار لكي يكون الطالق متصال بالعدة ‪.‬‬
‫وأقوى ما متسك به الفريق الثاين أن العدة إمنا شرعت لرباءة الرحم ‪ ،‬وبراءهتا إمنا تكون باحليض ال‬
‫باألطهار ‪ ،‬ولذلك كان عدة من ارتفع احليض عنها باأليام‪ ،‬واحليض هو سبب العدة باألقراء‪ ،‬فوجب‬
‫أن تكون األقراء هي احليض ‪.‬‬
‫واحتج من قال األقراء هي األطهار بأن املعترب يف براءة الرحم هو النقلة من الطهر إىل احليض ال‬
‫انقضاء احليض ‪ ،‬فال معىن العتبار احليضة األخرية ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬التي تطلق فال تحيض وهي في سن الحيض وليس هناك ريبة حمل وال سبب من رضاع‬
‫وال مرض ؟‬
‫ق‪ : 1‬تنتظر تسعة أشهر فإن مل حتض فيهن اعتدت بثالثة أشهر‪ ،‬فإن حاضت قبل أن تستكمل‬
‫الثالثة أشهر اعتربت احليض واستقبلت انتظاره‪ ،‬فإن مر هبا تسعة أشهر قبل أن حتيض الثانية اعتدت‬
‫ثالثة أشهر‪ ،‬فإن حاضت قبل أن تستكمل الثالثة أشهر من العام الثاين انتظرت احليضة الثالثة‪ ،‬فإن‬
‫مر هبا تسعة أشهر قبل أن حتيض اعتدت ثالثة أشهر‪ ،‬فإن حاضت الثالثة يف الثالثة األشهر كانت‬
‫قد استكملت عدة احليض ومتت عدهتا‪ ،‬ولزوجها عليها الرجعة ما مل حتل ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬جعل قوله ‪(( :‬إن ارتبتم)) راجعا إىل احلكم ال إىل احليض ‪ :‬أي إن شككتم يف حكمهن ‪،‬‬
‫مث قال يف اليت تبقى تسعة أشهر ال حتيض وهي يف سن من حتيض إهنا تعتد باألشهر ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إهنا تبقى أبدا تنتظر حىت تدخل يف السن الذي تيأس فيه من احمليض ‪ ،‬وحينئذ تعتد باألشهر‬
‫‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ظاهر قوله تعاىل ‪(( :‬والالئي يئسن من احمليض من نسائكم إن ارتبتم فعدهتن ثالثة أشهر))‬
‫واليت هي من أهل احليض ليست بيائسة ‪ ..‬وهذا الرأي فيه عسر وحرج ‪.‬‬

‫)‪(171‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫**وأما اليت ارتفعت حيضتها لسبب معلوم مثل رضاع أو مرض ‪ ،‬فإهنا تنتظر احليض قصر الزمان أم‬
‫طال ؛ وقد قيل إن املريضة مثل اليت ترتفع حيضتها لغري سبب ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ع ّدة الزوجات غير الحرائر ؟‬
‫ق‪ : 1‬عدهتن حيضتان ‪ ..‬فاجلمهور ‪.‬‬
‫شبهوا احليض بالطالق واحلد ‪ ،‬يف كونه متنصفا مع الرق ‪ ،‬وإمنا جعلوها حيضتني ألن احليضة‬
‫الواحدة ال تتبعض ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عدهتن ثالث حيض كاحلرة ‪ ..‬داود وأهل الظاهر ‪.‬‬
‫لعموم قوله تعاىل ‪(( :‬واملطلقات يرتبصن بأنفسهن ثالثة قروء)) وهي ممن ينطلق عليها اسم املطلقة ‪.‬‬
‫َ‬
‫أحكام العدد‬
‫اتفقوا على أن للمعتدة الرجعية النفقة والسكىن ‪ ،‬وكذلك احلامل لقوله تعاىل يف الرجعيات ‪:‬‬
‫((أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم)) اآلية ‪ ،‬ولقوله تعاىل ‪(( :‬وإن كن أوالت محل فأنفقوا‬
‫عليهن حىت يضعن محلهن)) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الـمـطلّقة المبتوتة إذا لم تكن حامال هل لها سكنى ونفقة ؟‬
‫ق‪ : 1‬هلا السكىن والنفقة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬يف السكىن عموم قوله تعاىل ‪(( :‬أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم)) وصاروا إىل‬
‫وجوب النفقة هلا لكون النفقة تابعة لوجوب اإلسكان يف الرجعية ويف احلامل ويف نفس الزوجية ‪.‬‬
‫وباجلملة فحيثما وجبت السكىن يف الشرع وجبت النفقة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال سكىن هلا وال نفقة ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث فاطمة بنت قيس أهنا قالت "طلقين زوجي ثالثا يف عهد رسول اهلل ‪ ، ‬فأتيت‬
‫النيب ‪ ‬فلم جيعل يل سكىن وال نفقة " خرجه مسلم ‪ ..‬ويف بعض الروايات أن رسول اهلل ‪ ‬قال "إمنا‬
‫السكىن والنفقة ملن لزوجها عليها الرجعة" رواه النسائي بسند صحيح ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬هلا السكىن وال نفقة هلا ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث فاطمة املذكورة ‪ ،‬وفيه "فقال رسول اهلل ‪" ‬ليس لك عليه نفقة" وأمرها أن تعتد‬
‫يف بيت ابن أم مكتوم ومل يذكر فيها إسقاط السكىن ‪ ،‬فبقي على عمومه يف قوله تعاىل ‪(( :‬أسكنوهن‬

‫)‪(172‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫من حيث سكنتم من وجدكم)) وعللوا أمره عليه الصالة والسالم بأن تعتد يف بيت ابن أم مكتوم‬
‫بأنه كان يف لساهنا بذاء ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ع ّدة الحامل التي يتوفى عنها زوجها ؟‬
‫ق‪ : 1‬عدهتا أن تضع محلها ‪ ..‬األئمة األربعة‬
‫الدليل ‪ :‬عموم قوله تعاىل ‪(( :‬وأوالت األمحال أجلهن أن يضعن محلهن)) وإن كانت اآلية يف‬
‫الطالق وأخذا أيضا حبديث أم سلمة أن سبيعة األسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بنصف شهر وفيه‬
‫"فجاءت رسول اهلل ‪ ‬فقال هلا ‪ :‬قد حللت فانكحي من شئت"‬
‫ق‪ : 2‬عدهتا أبعد األجلني ‪ :‬إما احلمل ‪ ،‬وإما انقضاء العدة عدة املوت ‪ ..‬مروي عن ابن عباس ‪‬‬
‫‪ ،‬وروى مثل ذلك عن علي بن أيب طالب ‪. ‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن ذلك هو الذي يقتضيه اجلمع بني عموم آية احلوامل وآية الوفاة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ع ّدة األمة المتوفي عنها من تحل له (إذا كانت زوجة) ؟‬
‫ق‪ : 1‬عدهتا نصف عدة احلرة ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عدهتا عدة احلرة ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ع ّدة أم الولد ؟‬
‫ق‪ : 1‬عدهتا حيضة (وإن كانت ممن ال حتيض اعتدت ثالثة أشهر ‪ ،‬وهلا السكىن) ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫أل هنا ليست زوجة فتعتد عدة الوفاة وال مطلقة فتعتد ثالث حيض ‪ ،‬فلم يبق إال استرباء رمحها ‪،‬‬
‫وذلك يكون حبيضة تشبيها باألمة ميوت عنها سيدها ‪ ،‬وذلك ما ال خالف فيه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عدهتا ثالث حيض ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫أل ن العدة إمنا وجبت عليها وهي حرة وليست بزوجة فتعتد عدة الوفاة ؛ وال بأمة فتعتد عدة األمة ‪،‬‬
‫فوجب أن تستربئ رمحها بعدة األحرار ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬عدهتا نصف عدة احلرة املتويف عنها زوجها ‪ ..‬قوم ‪.‬‬
‫تشبيها بالزوجة األمة ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬عدهتا عدة احلرة أربعة أشهر وعشر ‪ ..‬قوم ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ما روي عن عمرو بن العاص قال ‪ :‬ال تلبسوا علينا سنة نبينا ‪ ،‬عدة أم الولد إذا تويف عنها‬
‫سيدها أربعة أشهر وعشر ‪ ،‬وضعف أمحد هذا احلديث ومل يأخذ به ‪.‬‬
‫)‪(173‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫فسبب الخالف‪:‬‬
‫أهنا مسكوت عنها ‪ ،‬وهي مرتددة الشبه بني األمة واحلرة ‪ .‬وأما من شبهها بالزوجة األمة فضعيف ‪،‬‬
‫وأضعف منه من شبهها بعدة احلرة املطلقة ‪ ،‬وهو مذهب أيب حنيفة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬الـمتعة للطلقة ؟‬
‫ق‪ : 1‬واجبة لكل مطلقة ‪ ..‬الظاهرية ‪.‬‬
‫الدليل عموم قوله تعاىل ‪(( :‬ومتِّعوهن على املوسع قدره وعلى املقرت قدره)) ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬مندوب إليها وليست واجبة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬يف آخر اآلية ‪(( :‬حقا على احملسنني)) أي على املتفضلني املتجملني ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬واجبة على من طلق قبل الدخول ‪ ،‬ومل يفرض هلا صداقا مسمى ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ‪ (( :‬يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم املؤمنات مث طلقتموهن من قبل أن متسوهن‬
‫فما لكم عليهن من عدة تعتدوهنا ‪ ،‬فمتعوهن وسرحوهن سراحا مجيال)) فاشرتط املتعة مع عدم‬
‫املسيس ‪ ،‬وقال تعاىل ‪(( :‬وإن طلقتموهن من قبل أن متسوهن وقد فرضتم هلن فريضة فنصف ما‬
‫فرضتم)) فعلم أنه ال متعة هلا مع التسمية والطالق قبل املسيس ‪ ،‬ألنه إذا مل جيب هلا الصداق‬
‫فأحرى أن ال جتب هلا املتعة ‪.‬‬
‫مهرا وطلِّقت قبل الدخول ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬واجبة إذا كان الفراق من قبله إال اليت مسِّي هلا ً‬
‫الدليل ‪ :‬يف قوله تعاىل ‪(( :‬ومتعوهن على املوسع قدره وعلى املقرت قدره)) ‪ .‬عام يف كل مطلقة إال‬
‫اليت مسي هلا وطلقت قبل الدخول ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل على المطلقة المعتدة إحداد ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس عليها إحداد ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عليها إحداد ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫باب يف بعث احلكمني‬
‫اتفق العلماء على جواز بعث احلكمني إذا وقع التشاجر بني الزوجني لقوله تعاىل ‪(( :‬وإن خفتم‬
‫شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها)) اآلية ‪..‬‬
‫وأمجعوا على أن احلكمني إذا اختلفا مل ينفذ قوهلما ‪.‬‬
‫وأمجعوا على أن قوهلما يف اجلمع بينهما نافذ بغري توكيل من الزوجني ‪.‬‬
‫)‪(174‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في تفريق الحكمين بينهما إذا اتفقا على ذلك هل يحتاج إلى إذن من الزوج‬
‫أو ال يحتاج إلى ذلك ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز قوهلما يف الفرقة واالجتماع بغري توكيل الزوجني وال إذن منهما يف ذلك ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ما رواه مالك عن علي بن أيب طالب أنه قال يف احلكمني ‪ :‬إليهما التفرقة بني الزوجني‬
‫واجلمع ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس هلما أن يفرقا ‪ ،‬إال أن جيعل الزوج إليهما التفريق ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪( ..‬وأمحد؟)‬
‫ألن األصل أن الطالق ليس بيد أحد سوى الزوج أو من يوكله الزوج ‪.‬‬
‫كتاب اإليالء‬
‫واألصل يف هذا الباب قوله تعاىل ‪(( :‬للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر)) ‪.‬‬
‫واإليالء ‪ :‬هو أن حيلف الرجل أن ال يطأ زوجته إما مدة هي أكثر من أربعة أشهر أو أربعة أشهر ‪،‬‬
‫أو بإطالق على االختالف املذكور يف ذلك فيما بعد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل تطلق بانقضاء األربعة األشهر نفسها أم ال تطلق وإنما الحكم أن يوقف فإما فاء‬
‫وإما طلّق ؟‬
‫ق‪ : 1‬يوقف بعد انقضاء األربعة األشهر ‪ ،‬فإما فاء وإما طلق ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الطالق يقع بانقضاء األربعة األشهر إال أن يفيء فيها ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫هل قوله تعاىل ‪(( :‬فإن فاءوا فإن اهلل غفور رحيم)) أي فإن فاءوا قبل انقضاء األربعة األشهر أو‬
‫بعدها ؟‬
‫وللجمهور في اآلية أربعة أدلة ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬أنه جعل مدة الرتبص حقا للزوج دون الزوجة ‪ ،‬فأشبهت مدة األجل يف الديون املؤجلة ‪.‬‬
‫الثاين ‪ :‬أن اهلل تعاىل أضاف الطالق إىل فعله ‪ .‬وعندهم ليس يقع من فعله إال جتوزا ‪ :‬أعين ليس‬
‫ينسب إليه على مذهب احلنفية إال جتوزا ‪ ،‬وليس يصار إىل اجملاز عن الظاهر إال بدليل ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬قوله تعاىل ‪(( :‬وإن عزموا الطالق فإن اهلل مسيع عليم)) قالوا ‪ :‬فهذا يقتضي وقوع الطالق‬
‫على وجه يسمع ‪ ،‬وهو وقوعه باللفظ ال بانقضاء املدة ‪.‬‬

‫)‪(175‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الرابع ‪ :‬أن الفاء يف قوله تعاىل ‪(( :‬فإن فاءوا فإن اهلل غفور رحيم)) ظاهرة يف معىن التعقيب ‪ ،‬فدل‬
‫ذلك على أن الفيئة بعد املدة ‪ ،‬ورمبا شبهوا هذه املدة مبدة العتق ‪.‬‬
‫وأما أبو حنيفة فإنه اعتمد يف ذلك تشبيه هذه املدة بالعدة الرجعية إذ كانت العدة إمنا شرعت لئال‬
‫يقع منه ندم ‪ ،‬وباجلملة فشبهوا اإليالء بالطالق الرجعي ‪ ،‬وشبهوا املدة بالعدة وهو شبه قوي ‪ ،‬وقد‬
‫روي ذلك عن ابن عباس ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا ترك الزوج الوطء بغير يمين فهل يلحق حكم اإليالء أم ال بد من اليمين ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يلزمه حكم اإليالء بغري ميني ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يلزمه وذلك إذا قصد اإلضرار برتك الوطء ‪ ،‬وإن مل حيلف على ذلك ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫فاجلمهور اعتمدوا الظاهر ‪ ،‬ومالك اعتمد املعىن ‪ ،‬ألن احلكم إمنا لزمه باعتقاده ترك الوطء ‪ ،‬وسواء‬
‫شد ذلك االعتقاد بيمني أو بغري ميني ‪ ،‬ألن الضرر يوجد يف احلالتني مجيعا ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬مدة اإليالء ؟‬
‫ق‪ : 1‬مدة اإليالء جيب أن تكون أكثر من أربعة أشهر ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هي األربعة األشهر فقط إذ كان الفيء عنده إمنا هو فيها ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إذا حلف أي وقت وإن كان أقل من أربعة أشهر كان موليا (يضرب له األجل إىل انقضاء‬
‫األربعة األشهر من وقت اليمني) ‪ ..‬احلسن وابن أيب ليلى ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬املويل هو من حلف أن ال يصيب امرأته على التأبيد ‪ ..‬روي عن ابن عباس ‪.‬‬
‫والسبب في اختالفهم في المدة ‪ :‬إطالق اآلية ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ما نوع الطالق الذي يقع باإليالء ؟‬
‫ق‪ : 1‬رجعي ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ألن األصل أن كل طالق وقع بالشرع أنه حيمل على أنه رجعي إىل أن يدل الدليل على أنه بائن ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هو بائن ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ألنه إن كان رجعيا مل يزل الضرر عنها بذلك ألنه جيربها على الرجعة ‪.‬‬
‫فسبب االختالف ‪:‬‬
‫معارضة املصلحة املقصودة باإليالء لألصل املعروف يف الطالق ‪ ،‬فمن غلب األصل قال ‪ :‬رجعي ‪،‬‬
‫ومن غلب املصلحة قال ‪ :‬بائن ‪.‬‬
‫)‪(176‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬إذا أبى الفيء أو الطالق فهل يطلق القاضي أو يحبسه حتى يطلِّق ؟‬
‫ق‪ : 1‬يطلق القاضي عليه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حيبس حىت يطلقها بنفسه ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫معارضة األصل املعروف يف الطالق للمصلحة ؛ فمن راعى األصل املعروف يف الطالق قال ‪ :‬ال يقع‬
‫الطالق إال من الزوج ؛ ومن راعى الضرر الداخل من ذلك على النساء قال ‪ :‬يطلق السلطان وهو‬
‫نظر إىل املصلحة العامة ‪ ،‬وهذا هو الذي يعرف بالقياس املرسل واملنقول عن مالك العمل به ‪ ،‬وكثري‬
‫من الفقهاء يأىب ذلك ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل تلزم الزوجة المولي منها عدة أو ليس تلزمها ؟‬
‫ق‪ : 1‬العدة تلزمها ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ألهنا مطلقة فوجب أن تعتد كسائر املطلقات ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تلزمها عدة إذا كانت قد حاضت يف مدة األربعة األشهر ثالث حيض ‪ ..‬جابر بن زيد‬
‫(وهو مروي عن ابن عباس) ‪.‬‬
‫ألن العدة إمنا وضعت لرباءة الرحم ‪ ،‬وهذه قد حصلت هلا الرباءة ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫أن العدة مجعت عبادة ومصلحة ؛ فمن حلظ جانب املصلحة مل ير عليها عدة ‪ ،‬ومن حلظ جانب‬
‫العبادة أوجب عليها العدة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬مدة إيالء العبد ؟‬
‫ق‪ : 1‬إيالء العبد شهران على النصف من إيالء احلر ‪ ..‬مالك ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫قياسا على حدوده وطالقه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إيالؤه مثل إيالء احلر أربعة أشهر ‪ ..‬الشافعي وأهل الظاهر ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫متسكا بالعموم ‪ ،‬والظاهر أن تعلق األميان باحلر والعبد سواء ‪ ،‬واإليالء ميني ‪ ،‬وقياسا أيضا على مدة‬
‫العنني ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إن كانت املرأة حرة كان اإليالء إيالء احلر وإن كان الزوج عبدا ‪ ،‬وإن كانت أمة فعلى النصف‬
‫‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫)‪(177‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الراجح ‪:‬‬
‫قياس اإليالء على احلد غري جيد ‪ ،‬وذلك أن العبد إمنا كان حده أقل من حد احلر ‪ ،‬ألن الفاحشة‬
‫منه أقل قبحا ‪ ،‬ومن احلر أعظم قبحا ‪ ،‬ومدة اإليالء إمنا ضربت مجعا بني التوسعة على الزوج وبني‬
‫إزالة الضرر عن الزوجة ‪ ،‬فإذا فرضنا مدة أقصر من هذه كان أضيق على الزوج وأنفى للضرر عن‬
‫الزوجة ‪ ،‬واحلر أحق بالتوسعة ونفي الضرر عنه ‪ ،‬فلذلك كان جيب على هذا القياس أن ال ينقص من‬
‫اإليالء إال إذا كان الزوج عبدا والزوجة حرة فقط ‪ ،‬وهذا مل يقل به أحد ‪ ،‬فالواجب التسوية ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل من شرط رجعة المولي أن يطأ في العدة أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس من شرطها ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألنه ال خيلو أن يكون اإليالء يعود برجعته إياها يف العدة أو ال يعود ‪ ،‬فإن عاد مل يعترب‬
‫واستؤنف اإليالء من وقت الرجعة ؛ أعين حتسب مدة اإليالء من وقت الرجعة ‪ ،‬وإن مل يعد إيالء مل‬
‫يعترب أصال إال على مذهب من يرى أن اإليالء يكون بغري ميني‪ ،‬وكيفما كان فال بد من اعتبار‬
‫األربعة األشهر من وقت الرجعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إذا مل يطأ فيها من غري عذر مرض أو ما أشبه ذلك فال رجعة عنده له عليها وتبقى على‬
‫عدهتا ‪ ،‬وال سبيل له إليها إذا انقضت العدة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬كل رجعة من طالق كان لرفع ضرر ‪ ،‬فإن صحة الرجعة معتربة فيه بزوال ذلك الضرر ‪،‬‬
‫وأصله املعسر بالنفقة إذا طلق عليه مث ارجتع ‪ ،‬فإن رجعته تعترب صحتها بيساره ‪.‬‬
‫فسبب الخالف ‪:‬‬
‫قياس الشبه ‪ ،‬وذلك أن من شبه الرجعة بابتداء النكاح أوجب فيها جتدد اإليالء ‪ ،‬ومن شبه هذه‬
‫الرجعة برجعة املطلق لضرر مل يرتفع منه ذلك الضرر قال ‪ :‬يبقى على األصل ‪.‬‬

‫كتاب الظهار‬
‫األصل يف الظهار الكتاب والسنة ‪..‬‬
‫فأما الكتاب فقوله تعاىل ‪(( :‬والذين يظاهرون من نسائهم مث يعودون ملا قالوا فتحرير رقبة)) اآلية ‪.‬‬
‫وأما السنة فحديث خولة بنت مالك بن ثعلبة قالت ‪" :‬ظاهر مين زوجي أويس ابن الصامت ‪،‬‬
‫فجئت إىل رسول اهلل ‪ ‬أشكو إليه ‪ ،‬ورسول اهلل جيادلين فيه ويقول ‪ :‬اتقي اهلل فإنه ابن عمك ‪ ،‬فما‬
‫)‪(178‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫خرجت حىت أنزل اهلل ‪ (( :‬قد مسع اهلل قول اليت جتادلك يف زوجها وتشتكي إىل اهلل واهلل يسمع‬
‫حتاوركما)) اآليات ‪ ،‬فقال ‪ :‬ليعتق رقبة ‪ ،‬قالت ‪ :‬ال جيد ‪ ،‬قال ‪ :‬فيصوم شهرين متتابعني ‪ ،‬قالت ‪:‬‬
‫يا رسول اهلل إنه شيخ كبري ما به من صيام ‪ ،‬قال ‪ :‬فليطعم ستني مسكينا ‪ ،‬قالت ‪ :‬ما عنده من‬
‫شيء يتصدق به ‪ ،‬قال ‪ :‬فإين سأعينه بعرق من متر ‪ ،‬قالت ‪ :‬وأنا أعينه بعرق آخر ‪ ،‬قال ‪ :‬لقد‬
‫خرجه أبو داود‬
‫‪ ..‬وحديث سلمة بن صخر البياضي عن‬ ‫أحسنت اذهيب فأطعمي عنه ستني مسكينا"‬
‫النيب ‪. ‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفق العلماء على أن الرجل إذا قال لزوجته ‪ :‬أنت علي كظهر أمي أنه ظهار ‪..‬‬
‫واختلفوا إذا ذكر عضوا غير الظهر ‪ ،‬أو ذكر ظهر من تحرم عليه من المحرمات النكاح على‬
‫التأبيد غير األم ؟‬
‫ق‪ : 1‬هو ظهار ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يكون بكل عضو حيرم النظر إليه من حمرم النكاح على التأبيد ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يكون ظهارا إال بلفظ الظهر واألم ‪ ..‬قوم ‪.‬‬
‫سبب اختالفهم ‪:‬‬
‫معارضة املعىن للظاهر ‪ ،‬وذلك أن معىن التحرمي تستوي فيه األم وغريها من احملرمات والظهر وغريه من‬
‫األعضاء ‪ ،‬وأما الظاهر من الشرع ‪ ،‬فإنه يقتضي أن ال يسمى ظهارا إال ما ذكر فيه لفظ الظهر واألم‬
‫مسألة ‪ /‬ما هو الع ْود الذي يوجب الكفارة في الظهار ؟‬
‫ق‪ : 1‬العود هو أن يعزم على إمساكها والوطء معا ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أن يعزم على وطئها فقط ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬العود هو نفس الوطء ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬العود هو اإلمساك نفسه ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 5‬العود هو أن يكرر لفظ الظهار ثانية ‪ ،‬ومىت مل يفعل ذلك فليس بعائد وال كفارة عليه ‪ ..‬داود‬
‫وأهل الظاهر ‪.‬‬
‫دليل اجلمهور ‪:‬‬

‫)‪(179‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ -1‬أن املفهوم من الظهار هو أن الوجوب الكفارة فيه إمنا يكون بإرادته العود إىل ما حرم على نفسه‬
‫بالظهار وهو الوطء ‪ ،‬وإذا كان ذلك كذلك وجب أن تكون العودة هي إما الوطء نفسه ‪ ،‬وإما العزم‬
‫عليه وإرادته ‪.‬‬
‫‪ -2‬قوله تعاىل ‪(( :‬فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا)) يف اآلية كان الوطء حمرما حىت ي َكفر ‪.‬‬
‫ومعتمد الشافعية يف إجرائهم إرادة اإلمساك ‪ ،‬أو اإلمساك جمرى إرادة الوطء أن اإلمساك يلزم عنه‬
‫الوطء فجعلوا الزم الشيء مشبها بالشيء ‪ ،‬وجعلوا حكمهما واحدا ‪.‬‬
‫وأما داود فإنه تعلق بظاهر اللفظ يف قوله تعاىل ‪(( :‬مث يعودون ملا قالوا)) وذلك يقتضي الرجوع إىل‬
‫القول نفسه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم الظهار من األمة ؟‬
‫ق‪ : 1‬الظهار منها الزم كالظهار من الزوجة احلرة ‪ ،‬وكذلك املدبرة وأم الولد ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عموم قوله تعاىل ‪(( :‬والذين يظاهرون من نسائهم)) واإلماء من النساء ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال ظهار من أمة ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألهنم قد أمجعوا أن النساء يف قوله تعاىل ‪(( :‬للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر))‬
‫هن ذوات األزواج ‪ ،‬فكذلك اسم النساء يف آية الظهار ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إن كان يطأ أمته فهو منها مظاهر ‪ ،‬وإن مل يطأها فهي ميني وفيها كفارة ميني ‪ ..‬األوزاعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬هو مظاهر لكن عليه نصف كفارة ‪ ..‬عطاء ‪.‬‬
‫سبب الخالف ‪:‬‬
‫معارضة قياس الشبه للعموم ‪ :‬أعين تشبيه الظهار باإليالء وعموم لفظ النساء ‪ ،‬أعين أن عموم اللفظ‬
‫يقتضي دخول اإلماء يف الظهار وتشبيهه باإليالء يقتضي خروجهن من الظهار ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل من شرط الظهار كون المظاهر منها في العصمة أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس من شرطه ف من عني امرأة ما بعينها وظاهر منها بشرط التزويج كان مظاهرا منها ‪،‬‬
‫وكذلك إن مل يعني وقال كل امرأة أتزوجها فهي مين كظهر أمي ‪ ،‬وذلك خبالف الطالق ‪ ..‬اجلمهور‬
‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ‪(( :‬أوفوا بالعقود)) وألنه عقد على شرط امللك فأشبه إذا ملك ‪ ،‬واملؤمنون عند‬
‫شروطهم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يلزم الظهار إال فيما ميلك الرجل ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬

‫)‪(181‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النيب ‪ ‬قال ‪" :‬ال طالق إال فيما ميلك ‪،‬‬
‫خرجه أبو داود والرتمذي‬
‫وال عتق إال فيما ميلك ‪ ،‬وال بيع إال فيما ميلك ‪ ،‬وال وفاء بنذر إال فيما ميلك"‬
‫والظهار شبيه بالطالق ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إن أطلق مل يلزمه ظهار وهو أن يقول ‪ :‬كل امرأة أتزوجها فهي مين كظهر أمي ‪ ،‬فإن قيد لزمه‬
‫وهو أن يقول ‪ :‬إن تزوجت فالنة أو مسى قرية أو قبيلة ‪ ..‬ابن أيب ليلى واحلسن بن حيي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألن التعميم يف الظهار من باب احلرج ‪ ،‬وقد قال اهلل تعاىل ‪(( :‬وما جعل عليكم يف الدين‬
‫من حرج)) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل تظاهر المرأة من الرجل ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يكون منها ظهار ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك والشافعي وأمحد رواية ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أن عليها كفارة الظهار ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬أن عليها كفارة ميني ‪ ..‬رواية ألمحد ‪.‬‬
‫ومعتمد اجلمهور تشبيه الظهار بالطالق ‪ ..‬ومن ألزم املرأة الظهار فتشبيهها للظهار باليمني ‪ ..‬ومن‬
‫قال أن عليها كفارة ميني فألنه رأى أن أقل الالزم هلا يف ذلك املعىن هو كفارة ميني وهو ضعيف ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفقوا على أن المظاهر يحرم عليه الوطء ‪ ،‬واختلفوا فيما دونه من مالمسة ووطء في‬
‫غير الفرج ونظر اللذة ؟‬
‫ق‪ : 1‬حيرم اجلماع ومجيع أنواع االستمتاع مما دون اجلماع ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك وأمحد رواية ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ‪(( :‬من قبل أن يتماسا)) وظاهر لفظ التماس يقتضي املباشرة فيما فوقها ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حيرم الوطء يف الفرج فقط ‪ ..‬الشافعي وأمحد رواية ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن املباشرة كناية عن اجلماع بدليل إمجاعهم على أن الوطء حمرم عليه ‪ ،‬وإذا دلت على‬
‫اجلماع مل تدل على ما فوق اجلماع ‪ ،‬ألهنا إما أن تدل على ما فوق اجلماع ‪ ،‬وإما أن تدل على‬
‫اجلماع ‪ ،‬وهي الداللة اجملازية ‪ ،‬لكن قد اتفقوا على أهنا دالة على اجلماع فانتفت الداللة اجملازية ‪ ،‬إذ‬
‫ال يدل لفظ واحد داللتني حقيقة وجمازا ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬الذين يرون أن اللفظ املشرتك له عموم ال يبعد أن يكون اللفظ الواحد عندهم يتضمن املعنيني‬
‫مجيعا ‪ :‬أعين احلقيقة واجملاز ‪ ،‬وإن كان مل جتر به عادة للعرب ‪ ،‬ولذلك القول به يف غاية من الضعف‬

‫)‪(181‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ ،‬ولو علم أن للشرع فيه تصرفا جلاز ‪ ،‬وأيضا فإن الظهار مشبه عندهم باإليالء ‪ ،‬فوجب أن خيتص‬
‫عندهم بالفرج ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل من شرط الرقبة أن تكون مؤمنة أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬شرط يف اإلجزاء ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أنه إعتاق على وجه القربة فوجب أن تكون مسلمة أصله اإلعتاق يف كفارة القتل ؛ ورمبا‬
‫قالوا إن هذا ليس من باب القياس ‪ ،‬وإمنا هو من باب محل املطلق على املقيد ‪ ،‬وذلك أنه قيد الرقبة‬
‫باإلميان يف كفارة القتل وأطلقها يف كفارة الظهار فيجب صرف املطلق إىل املقيد ‪ ،‬وهذا النوع من‬
‫محل املطلق على املقيد فيه خالف ‪ ،‬واحلنفية ال جييزونه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيزي يف ذلك رقبة الكافر ‪ ،‬وال جيزي عندهم إعتاق الوثنية واملرتدة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ظاهر العموم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا ظاهر بكلمة واحدة من نسوة أكثر من واحدة هل يجزي ذلك في كفارة واحدة ‪،‬‬
‫أم يكون عدد الكفارات على عدد النسوة ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيزي يف ذلك كفارة واحدة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الكفارات بعدد املظاهر منهن إن اثنتني فاثنتني ‪ ،‬وإن ثالثا فثالثا ‪ ،‬وإن أكثر فأكثر ‪ ..‬أبو‬
‫حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫سبب الخالف ‪:‬‬
‫االختالف يف تشبيه الظهار بالطالق أو باإليالء ‪ ..‬فمن شبهه بالطالق أوجب يف كل واحدة كفارة‬
‫؛ ومن شبهه باإليالء أوجب فيه كفارة واحدة ‪ ،‬وهو باإليالء أشبه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا ظاهر من امرأته في مجالس شتى هل عليه كفارة واحدة ‪ ،‬أو على عدد المواضع‬
‫التي ظاهر فيها ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس عليه إال كفارة واحدة ‪ ،‬إال أن يظاهر مث يكفر مث يظاهر فعليه كفارة ثانية ‪ ..‬مالك وأمحد‬
‫ق‪ : 2‬لكل ظهار كفارة ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا ظاهر من امرأته ثم مسها قبل أن يكفر هل عليه كفارة واحدة أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬يف ذلك كفارة واحدة ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬

‫)‪(182‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬حديث سلمة بن صخر البياضي "أنه ظاهر من امرأته يف زمان رسول اهلل ‪ ‬مث وقع بامرأته‬
‫قبل أن يكفر ‪ ،‬فأتى رسول اهلل ‪ ‬فذكر له ذلك فأمره أن يكفر تكفريا واحدا"‬
‫ق‪ : 2‬عليه كفارتان (كفارة العزم على الوطء ‪ ،‬وكفارة الوطء) ‪ ..‬قوم ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال يلزمه شيء ال عن العود وال عن الوطء ‪ ،‬ألن اهلل تعاىل اشرتط صحة الكفارة قبل املسيس ‪،‬‬
‫فإذا مس فقد خرج وقتها فال جتب إال بأمر جمدد ‪ ..‬قول ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬من كان فرضه اإلطعام فليس حيرم عليه املسيس قبل اإلطعام ‪ ،‬وإمنا حيرم املسيس على من كان‬
‫فرضه العتق أو الصيام ‪ ..‬أبو حممد بن حزم ‪ ..‬لنص اآلية ‪.‬‬
‫كتاب اللعان‬
‫األصل يف وجوب اللعان من الكتاب قوله تعاىل ‪(( :‬والذين يرمون أزواجهم ومل يكن هلم شهداء إال‬
‫أنفسهم)) اآلية ‪ .‬ومن السنة حديث عومير العجالين "إذ جاء إىل عاصم بن عدي العجالين رجل‬
‫من قومه فقال له ‪ :‬يا عاصم أرايت رجال وجد مع امرأته رجال أيقتله فتقتلوه ؟ أم كيف يفعل ؟ سل‬
‫يا عاصم عن ذلك رسول اهلل ‪ ، ‬فسأل عاصم عن ذلك رسول اهلل ‪ ، ‬فلما رجع عاصم ؟ إىل‬
‫أهله جاء عومير فقال ‪ :‬يا عاصم ماذا قال لك رسول اهلل ‪ ‬؟ فقال مل تأتين خبري ‪ ،‬قد كره رسول‬
‫اهلل ‪ ‬املسألة اليت سألت عنها ‪ ،‬فقال ‪ :‬واهلل ال أنتهي حىت أسأله عنها ‪ ،‬فأقبل عومير حىت أتى‬
‫رسول اهلل ‪ ‬وسط الناس فقال ‪ :‬يا رسول اهلل أرأيت رجال وجد مع امرأته رجال أيقتله فتقتلوه أم‬
‫كيف يفعل ؟ فقال رسول اهلل ‪ : ‬قد نزل فيك ويف صاحبتك قرآن فاذهب فأت هبا ‪ ،‬وقال مهل ‪:‬‬
‫فتالعنا وأنا مع الناس عند رسول اهلل ‪ ، ‬فلما فرغا من تالعنهما قال عومير ‪ :‬كذبت عليها يا‬
‫رسول اهلل إن أمسكتها ‪ ،‬فطلقها ثالثا قبل أن يأمره بذلك رسول اهلل ‪ " ‬متفق عليه قال مالك ‪ :‬قال‬
‫ابن شهاب ‪ :‬فلم تزل تلك سنة املتالعنني ‪.‬‬
‫وأيضا من جهة املعىن ملا كان الفراش موجبا للحوق النسب كان بالناس ضرورة إىل طريق ينفونه به إذا‬
‫حتققوا فساده وتلك الطريق هي اللعان ‪ ،‬فاللعان حكم ثابت بالكتاب والسنة والقياس واإلمجاع ‪ ،‬إذ‬
‫ال خالف يف ذلك أعلمه ‪ ،‬فهذا هو القول يف إثبات حكمه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬من قذف زوجته بدعوى الزنى ثم طلقها ثالثا هل يكون بينهما لعان أم ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬بينهما لعان ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال لعان بينهما إال أن ينفي ولدا وال حد ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫)‪(183‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 3‬حيد وال يالعن ‪ ..‬مكحول واحلكم وقتادة ‪.‬‬


‫مسألة ‪ /‬صفة المتالعنين ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز اللعان بني كل زوجني حرين كانا أو عبدين ‪ ،‬أو أحدمها حر واآلخر عبد حمدودين كانا‬
‫أو عدلني أو أحدمها ‪ ،‬مسلمني كانا ‪ ،‬أو كان الزوج مسلما والزوجة كتابية ‪ ،‬وال لعان بني كافرين إال‬
‫أن يرتافعا إلينا ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عموم قوله تعاىل ‪(( :‬والذين يرمون أزواجهم ومل يكن هلم شهداء إال أنفسهم)) ومل يشرتط‬
‫يف ذلك شرطا ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال لعان إال بني مسلمني حرين عدلني (جيوز اللعان ملن كان من أهل الشهادة) ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ‪(( :‬فشهادة أحدهم أربع شهادات باهلل)) دل على أن اللعان شهادة ‪ ،‬فيشرتط‬
‫فيها ما يشرتط يف الشهادة ‪..‬‬
‫واجلمهور يرون أنه ميني وإن كان يسمى شهادة ‪ ،‬فإن أحدا ال يشهد لنفسه ‪ ،‬والشهادة قد يعرب عنها‬
‫باليمني فذلك بني يف قوله تعاىل ‪(( :‬إذا جاءك املنافقون قالوا)) اآلية ‪ ،‬مث قال ‪(( :‬اختذوا أمياهنم‬
‫جنة)) ‪.‬‬
‫اتفقوا على أن العبد ال حيد بقذفه‪ ،‬وكذلك الكافر ‪ ،‬فشبهوا من جيب عليه اللعان مبن جيب يف قذفه‬
‫احلد ‪ ،‬إذ كان اللعان إمنا وضع لدرء احلد مع نفي النسب ‪ ،‬ورمبا احتجوا مبا روى عمرو بن شعيب‬
‫عن أبيه عن جده أن رسول اهلل ‪ ‬قال ‪" :‬أربع من النساء ال مالعنة بينهن ‪ :‬النصرانية حتت املسلم‬
‫رواه ابن ماجة ويف إسناده عثمان بن عطاء‬
‫‪ ،‬واليهودية حتت املسلم ‪ ،‬واحلرة حتت اململوك ‪ ،‬واململوكة حتت احلر "‬
‫متفق على تضعيفه ‪.‬‬

‫أجمعوا على أن من شرط المالعن العقل والبلوغ ‪.‬‬


‫أجمعوا على جواز لعان األعمى ‪ ،‬واختلفوا في األخرس ؟‬
‫ق‪ : 1‬يالعن األخرس إذا فهم عنه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يالعن ألنه ليس من أهل الشهادة ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا نكل الزوج ؟‬
‫ق‪ : 1‬إنه حيد ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬

‫)‪(184‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬عموم قوله تعاىل ‪(( :‬والذين يرمون احملصنات)) اآلية ‪ ،‬وهذا عام يف األجنيب والزوج ‪ ،‬وقد‬
‫جعل االلتعان للزوج مقام الشهود ‪ ،‬فوجب إذا نكل أن يكون مبنزلة من قذف ومل يكن له شهود ‪.‬‬
‫وحديث ابن عمرو وغريه يف قصة العجالين من قوله للنيب ‪" : ‬إن قَتلت قتلت ‪ ،‬وإن نطقت‬
‫جلدت ‪ ،‬وإن سكت سكت على غيظ" رواه مسلم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إنه ال حيد وحيبس ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬آية اللعان مل تتضمن إجياب احلد عليه عند النكول والتعريض إلجيابه زيادة يف النص ‪،‬‬
‫والزيادة عندهم نسخ ‪ ،‬والنسخ ال جيوز بالقياس وال بأخبار اآلحاد ‪ ..‬قالوا ‪ :‬وأيضا لو وجب احلد مل‬
‫ينفعه االلتعان وال كان له تأثري يف إسقاطه ‪ ،‬ألن االلتعان ميني فلم يسقط به احلد عن األجنيب ‪،‬‬
‫فكذلك الزوج‬
‫واحلق أن االلتعان ميني خمصوصة ‪ ،‬فوجب أن يكون هلا حكم خمصوص ‪ ،‬وقد نص على املرأة أن‬
‫اليمني يدرأ عنها العذاب ‪ ،‬فالكالم فيما هو العذاب الذي يندرئ عنها باليمني ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ما الواجب عليها إذا نكلت ؟‬
‫ق‪ : 1‬إهنا حتد وحدها الرجم إن كان دخل هبا ‪ ،‬وإن مل يكن دخل هبا فاجللد ‪ ..‬مالك والشافعي‬
‫وأمحد يف رواية ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إذا نكلت وجب عليها احلبس حىت تالعن ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد يف أظهر روايتيه ‪.‬‬
‫والدليل ‪ :‬قوله ‪" : ‬ال حيل دم امرئ مسلم إال بإحدى ثالث ‪ :‬زىن بعد إحصان ‪ ،‬أو كفر بعد‬
‫إميان ‪ ،‬أو قتل نفس بغري نفس" وأيضا فإن سفك الدم بالنكول حكم ترده األصول ‪ ،‬فإنه إذا كان‬
‫كثري من الفقهاء ال يوجبون غرم املال بالنكول فكان باحلري أن ال جيب بذلك سفك الدماء ‪.‬‬
‫وباجلملة فقاعدة ا لدماء مبناها يف الشرع على أهنا ال تراق إال بالبينة العادلة أو باالعرتاف ‪ ،‬ومن‬
‫الواجب أال ختصص هذه القاعدة باالسم املشرتك فأبو حنيفة يف هذه املسألة أوىل بالصواب إن شاء‬
‫اهلل ‪ .‬وقد اعرتف أبو املعايل يف كتابه الربهان بقوة أيب حنيفة يف هذه املسألة وهو شافعي ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفقوا على أنه إذا أكذب نفسه ح ّد وألحق به الولد إن كان نفى ولدا ‪.‬‬
‫واختلفوا هل له أن يراجعها بعد اتفاق جمهورهم على أن الفرقة تجب باللعان ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيتمعان أبدا وإن أكذب نفسه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قول رسول اهلل ‪" : ‬ال سبيل لك عليها" متفق عليه ومل يستثن فأطلق التحرمي ‪.‬‬

‫)‪(185‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬إذا أكذب نفسه جلد احلد وكان خاطبا من اخلطاب ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألنه إذا أكذب نفسه فقد بطل حكم اللعان ‪ ،‬فكما يلحق به الولد كذلك ترد املرأة عليه ‪،‬‬
‫وذلك أن السبب املوجب للتحرمي إمنا هو اجلهل بتعيني صدق أحدمها مع القطع بأن أحدمها كاذب‬
‫‪ ،‬فإذا انكشف ارتفع التحرمي ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ترد إليه امرأته ‪ ..‬سعيد بن جبري ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫ذهب اجلمهور إىل أن الفرقة تقع باللعان ملا اشتهر من ذلك يف أحاديث اللعان "من أن رسول اهلل‬
‫‪ ‬فرق بينهما" وقال ابن شهاب فيما رواه مالك عنه ‪ :‬فكانت تلك سنة املتالعنني ‪ ،‬ولقوله ‪"‬ال‬
‫سبيل لك عليها"‪.‬‬
‫وقال عثمان البيت وطائفة من أهل البصرة ‪ :‬ال يعقب اللعان فرقة ‪ ،‬واحتجوا بأن ذلك حكم مل‬
‫تتضمنه آية اللعان ‪ ،‬وال هو صريح يف األحاديث ‪ ،‬ألن يف احلديث املشهور أنه طلقها حبضرة النيب‬
‫‪ ‬فلم ينكر ذلك عليه ‪ .‬وأيضا فإن اللعان إمنا شرع لدرء حد القذف ‪ ،‬فلم يوجب حترميا تشبيها‬
‫بالبينة ‪.‬‬
‫وحجة اجلمهور أنه قد وقع بينهما من التقاطع والتباغض والتهاتر وإبطال حدود اهلل ما أوجب أن ال‬
‫جيتمعا بعدها أبدا ‪ ،‬وذلك أن الزوجية مبناها على املودة والرمحة وهؤالء قد عدموا ذلك كل العدم ‪،‬‬
‫وال أقل من أن تكون عقوبتهما الفرقة ‪ .‬وباجلملة فالقبح الذي بينهما غاية القبح ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬وأما متى تقع الفرقة ؟‬
‫ق‪ : 1‬تقع إذا فرغا مجيعا من اللعان ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عمر قال "فرق رسول اهلل ‪ ‬بني املتالعنني وقال ‪ :‬حسابكما على اهلل ‪،‬‬
‫أحدكما كاذب ال سبيل لك عليها" وما روي أنه مل يفرق بينهما إال بعد متام اللعان ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إذا أكمل الزوج لعانه وقعت الفرقة ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألن لعاهنا إمنا تدرأ به احلد عن نفسها فقط ‪ ،‬ولعان الرجل هو املؤثر يف نفي النسب ‪،‬‬
‫فوجب إن كان للعان تأثري يف الفرقة أن يكون لعان الرجل تشبيها بالطالق ‪.‬‬
‫وحجة مالك والشافعي على أيب حنيفة وأمحد أن النيب ‪ ‬أخربمها بوقوع الفرقة عند وقوع اللعان‬
‫منهما ‪ ،‬فدل ذلك على أن اللعان هو سبب الفرقة ‪.‬‬

‫)‪(186‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 3‬ال تقع الفرقة بعد اللعان إال حبكم حاكم ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألن الفراق إمنا نفذ بينهما حبكمه وأمره ‪ ‬بذلك حني قال ‪" :‬ال سبيل لك عليها" فدل‬
‫على أن حكمه شرط يف وقوع الفرقة كما أن حكمه شرط يف صحة اللعان ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا قلنا إن الفرقة تقع فهل ذلك فسخ أو طالق ؟‬
‫ق‪ : 1‬هو فسخ ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬تأبيد التحرمي به فأشبه ذات احملرم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هو طالق بائن ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬التشبيه بالطالق قياسا على فرقة العنني إذ كانت عنده حبكم حاكم ‪.‬‬

‫كتاب اإلحداد‬
‫أمجع املسلمون على أن اإلحداد واجب على النساء احلرائر املسلمات يف عدة الوفاة إال احلسن‬
‫البصري وحده ‪ .‬واختلفوا فيما سوى ذلك من الزوجات ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل على الصغيرة إحداد ؟‬
‫ق‪ : 1‬اإلحداد على املسلمة الصغرية والكبرية ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس على الصغرية إحداد ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل على الكتابية إحداد ؟‬
‫ق‪ : 1‬على الكتابية إحداد ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال إحداد على الكتابية ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫وسبب الخالف بني من أوجبه على املسلمة دون الكافرة أن من رأى أن اإلحداد عبادة مل يلزمه‬
‫الكافرة ؛ ومن رأى أنه معىن معقول ‪ ،‬وهو تشوف الرجال إليها وهي إىل الرجال ‪ ،‬سوى بني الكافرة‬
‫واملسلمة ؛ ومن راعى تشوف الرجال دون تشوف النساء فرق بني الصغرية والكبرية إذا كانت الصغرية‬
‫ال يتشوف الرجال إليها ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬في أي ع ّدة يكون اإلحداد ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال إحداد إال يف عدة الوفاة ‪ ..‬اجلمهور ‪( .‬واستحسن الشافعي للمطلقة ومل يوجبه) ‪.‬‬

‫)‪(187‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬اإلحداد يف عدة الوفاة والطالق واجب ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد يف روايته الثانية ‪.‬‬
‫صار اجلمهور إلجياب اإلحداد يف اجلملة لثبوت السنة بذلك عن رسول اهلل ‪ ، ‬فمنها حديث أم‬
‫سلمة زوج النيب ‪" ‬أن امرأة جاءت إىل رسول اهلل ‪ ‬فقالت ‪ :‬يا رسول اهلل إن ابنيت تويف عنها‬
‫زوجها ‪ ،‬وقد اشتكت عينيها أفتكتحلهما ؟ فقال رسول اهلل ‪ : ‬ال ‪ ،‬مرتني أو ثالثا ‪ ،‬كل ذلك‬
‫يقول هلا ال ‪ ،‬مث قال ‪ :‬إمنا هي أربعة أشهر وعشر وقد كانت إحداكن ترمي بالبعرة على رأس احلول"‬
‫متفق عليه ‪.‬‬
‫ومن أحلق املطلقات هبن فمن طريق املعىن ‪ ،‬وذلك أنه يظهر من معىن اإلحداد أن املقصود به أن ال‬
‫تتشوف إليها الرجال يف العدة وال تتشوف هي إليهم ‪ ،‬وذلك سدا للذريعة ملكان حفظ األنساب ‪،‬‬
‫واهلل أعلم ‪.‬‬
‫كمل كتاب الطالق واحلمد هلل على آالئه‪ ،‬والشكر على نعمه؛ ويتلوه كتاب البيوع إن شاء اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫كتاب البيوع‬
‫الكالم يف البيوع ينحصر يف مخس مجل ‪:‬‬
‫‪ -1‬أنواعها ‪ -2 .‬شروط الصحة يف واحد منها ‪ -3 .‬شروط الفساد ‪.‬‬
‫‪ -4‬أحكام البيوع الصحيحة ‪ -5 .‬أحكام البيوع الفاسدة ‪.‬‬
‫أنواع البيوع‬
‫إن كل معاملة وجدت بني اثنني ‪ ،‬فال خيلو أن تكون عينا بعني ‪ ،‬أو عينا بشيء يف الذمة ‪ ،‬أو ذمة‬
‫بذمة ‪ ،‬وكل واحد من هذه الثالث إما نسيئة وإما ناجز ‪ ،‬وكل واحد من هذه أيضا إما ناجز من‬
‫الطرفني وإما نسيئة من الطرفني ‪ ،‬وإما ناجز من الطرف الواحد نسيئة من الطرف اآلخر ‪ ،‬فتكون كل‬
‫أنواع البيوع تسعة‬
‫فأما النسيئة من الطرفني فال جيوز بإمجاع ال يف العني وال يف الذمة ‪ ،‬ألنه الدين بالدين املنهى عنه ‪.‬‬
‫وأمساء هذه البيوع منها ما يكون من قبل صفة العقد وحال العقد ؛ ومنها ما يكون من قبل صفة‬
‫العني املبيعة ‪ ،‬وذلك أهنا إذا كانت عينا بعني فال ختلو أن تكون مثنا مبثمون أو مثنا بثمن ‪.‬‬

‫)‪(188‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫إن كانت مثنا بثمن مسى صرفا ‪ ،‬وإن كانت مثنا مبثمون مسي بيعا مطلقا وكذلك مثمونا مبثمون على‬
‫الشروط اليت تقال بعد ‪ ،‬وإن كان عينا بذمة مسي سلما ‪ ،‬وإن كان على اخليار مسي بيع خيار ‪ ،‬وإن‬
‫كان على املراحبة مسي بيع مرابحة ‪ ،‬وإن كان على املزايدة مسي بيع مزايدة ‪.‬‬
‫أصول الفساد العامة يف البيوع املطلقة‬
‫أربعة ‪:‬‬
‫أحدها ‪ :‬حترمي عني املبيع ‪.‬‬
‫والثاين ‪ :‬الربا ‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬الغرر ‪.‬‬
‫والرابع ‪ :‬الشروط اليت تؤول إىل أحد هذين أو جملموعهما ‪.‬‬
‫وهذه األربعة هي باحلقيقة أصول الفساد ‪ ،‬وذلك أن النهي إمنا تعلق فيها بالبيع من جهة ما هو بيع‬
‫ال ألمر من خارج ‪ .‬وأما اليت ورد النهي فيها ألسباب من خارج ؛ فمنها الغش ؛ ومنها الضر ر؛‬
‫ومنها ملكان الوقت املستحق مبا هو أهم منه ؛ ومنها ألهنا حمرمة البيع ‪.‬‬

‫األعيان احملرمة البيع‬


‫وهذه على ضربني ‪ :‬جناسات ‪ ،‬وغري جناسات ‪.‬‬
‫فأما بيع النجاسات فاألصل يف حترميها حديث جابر ‪ ،‬ثبت يف الصحيحني قال ‪ :‬قال رسول اهلل ‪‬‬
‫"إن اهلل ورسوله حرما بيع اخلمر وامليتة واخلنزير واألصنام ‪ ،‬فقيل ‪ :‬يا رسول اهلل أرأيت شحوم امليتة‬
‫فإنه يطلى هبا السفن ويستصبح هبا ؟ فقال ‪ :‬لعن اهلل اليهود حرمت الشحوم عليهم فباعوها وأكلوا‬
‫أمثاهنا" ‪ ..‬وقال يف اخلمر ‪" :‬إن الذي حرم شرهبا حرم بيعها" رواه مسلم ‪.‬‬
‫والنجاسات على ضربني ‪ :‬ضرب اتفق املسلمون على حترمي بيعها وهي اخلمر وأهنا جنسة ‪ ،‬إال خالفا‬
‫شاذا يف اخلمر‪ :‬أعين يف كوهنا جنسة ‪ ،‬وامليتة جبميع أجزائها اليت تقبل احلياة ‪ ،‬وكذلك اخلنزير جبميع‬
‫أجزائه اليت تقبل احلياة ‪.‬‬
‫واختلف يف االنتفاع بشعره ‪ ،‬فأجازه ابن القاسم ومنه أصبغ ‪.‬‬

‫)‪(189‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأما القسم الثاين وهي النجاسات اليت تدعو الضرورة إىل استعماهلا كالرجيع والزبل الذي يتخذ يف‬
‫البساتني‪ ،‬فاختلف يف بيعها يف املذهب فقيل مبنعها مطلقا ‪ ،‬وقيل بإجازهتا مطلقا ‪ ،‬وقيل بالفرق بني‬
‫العذرة والزبل ‪ :‬أعين إباحة الزبل ومنع العذرة ‪..‬‬
‫وأما ما حرم بيعه مما ليس بنجس أو خمتلف يف جناسته ‪ ،‬فمنها الكلب والسنور ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم بيع الكلب ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز بيع الكلب أصال ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ثبوت النهي الوارد عن مثن الكلب عن النيب ‪ ، ‬وألن الكلب جنس العني كاخلنزير ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ذلك ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألنه طاهر العني غري حمرم األكل ‪ ،‬فجاز بيعه كاألشياء الطاهرة العني ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ما جاز اختاذه جاز بيعه (ككلب املاشية والزرع) ‪ ،‬وماال فال ‪ ..‬أصحاب مالك ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألنه غري مباح لألكل وال مباح االنتفاع به ‪ ،‬إال ما استثناه احلديث من كلب املاشية أو‬
‫كلب الزرع وما يف معناه ‪ ،‬ورويت أحاديث غري مشهورة اقرتن فيها بالنهي من مثن الكلب استثناء‬
‫أمثان الكالب املباحة االختاذ ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫وأما النهي عن مثن السنور فثابت ‪ ،‬ولكن اجلمهور على إباحة اختاذه ألنه طاهر العني مباح املنافع ‪.‬‬
‫حكم بيع لبن اآلدمية إذا حلب ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألنه أبيح شربه فأبيح بيعه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز ‪ ..‬أبو حنيفة (ومالك؟) ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألن حتليله للضرورة ‪ ،‬واألصل أنه حمرم إذ أن األلبان تابعة للحوم ‪.‬‬
‫بيوع الربا‬
‫اتفق العلماء على أن الربا يوجد يف شيئني ‪ :‬يف البيع‪ ،‬وفيما تقرر يف الذمة من بيع أو سلف أو غري‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫فأما الربا فيما تقرر يف الذمة فهو صنفان ‪ :‬صنف متفق عليه ‪ ،‬وهو ربا اجلاهلية الذي هني عنه ‪،‬‬
‫والثاين "ضع وتعجل" وهو خمتلف فيه وسنذكره فيما بعد ‪.‬‬
‫)‪(191‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ربا اجلاهلية ‪ :‬كانوا يسلفون بالزيادة وينظرون ‪ ،‬فكانوا يقولون ‪ :‬أنظرين أزدك ‪ ،‬وهذا هو الذي عناه‬
‫عليه الصالة والسالم بقوله يف حجة الوداع ‪" :‬أال وإن ربا اجلاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس‬
‫بن عبد املطلب" ‪.‬‬
‫الربا في البيع ‪:‬‬
‫أمجع العلماء على أنه صنفان ‪ :‬نسيئة وتفاضل ‪ ،‬إال ما روي عن ابن عباس من إنكاره الربا يف‬
‫التفاضل ملا رواه عن النيب ‪ ‬أنه قال ‪" :‬ال ربا إال يف النسيئة" متفق عليه ‪.‬‬
‫وإمنا صار مجهور الفقهاء إىل أن الربا يف هذين النوعني لثبوت ذلك عنه ‪. ‬‬
‫َّ‬
‫األشياء التي ال جيوز فيها التفاضل وال جيوز فيها النساء‬
‫أمجع العلماء على أن التفاضل والنَّساء مما ال جيوز واحد منهما يف الصنف الواحد من األصناف اليت‬
‫نص عليها يف حديث عبادة بن الصامت ‪ ،‬إال ما حكي عن ابن عباس‪ ،‬وحديث عبادة هو قال‬
‫"مسعت رسول اهلل ‪ ‬ينهي عن بيع الذهب بالذهب ‪ ،‬والفضة بالفضة ‪ ،‬والبر بالرب ‪ ،‬والشعير‬
‫رواه‬
‫بالشعري ‪ ،‬والتمر بالتمر ‪ ،‬والملح بامللح إال سواء بسواء عينا بعني ‪ ،‬فمن زاد أو ازداد فقد أرىب"‬
‫مسلم ‪ ،‬فهذا احلديث نص يف منع التفاضل يف الصنف الواحد من هذه األعيان ‪ ..‬وتضمن أيضا‬
‫حديث منع النَّساء يف الصنفني من هذه ‪ ،‬وإباحة التفاضل ‪ ،‬وذلك يف بعض الروايات الصحيحة ‪،‬‬
‫وذلك أن فيها بعد ذكره منع التفاضل يف تلك الستة "وبيعوا الذهب بالورق كيف شئتم يدا بيد والرب‬
‫بالشعري كيف شئتم يدا بيد" وهذا كله متفق عليه بني الفقهاء إال الرب بالشعري ‪.‬‬
‫وأما منع النَّسيئة فيها فثابت من غري ما حديث ‪ ،‬أشهرها حديث عمر بن اخلطاب قال ‪ :‬قال رسول‬
‫اهلل ‪" : ‬الذهب بالذهب ربا إال هاء وهاء ‪ ،‬والرب بالرب ربا إال هاء وهاء ‪ ،‬والتمر بالتمر ربا إال هاء‬
‫وهاء ‪ ،‬والشعري بالشعري ربا إال هاء وهاء" ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا فيما سوى هذه الستة المنصوص عليها ؟‬
‫ق‪ : 1‬إمنا ميتنع التفاضل والنساء يف صنف من هذه األصناف الستة فقط ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أنه من باب اخلاص أريد به العام ‪ ..‬األئمة األربعة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬علة منع التفاضل النَّساء في هذه األصناف (األربعة) ؟‬
‫ق‪ : 1‬الطعم واالدخار ‪ ..‬املالكية ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الطعم فقط ‪ ..‬الشافعي ‪ ،‬ورواية ألمحد ‪.‬‬
‫)‪(191‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 3‬الكيل أو الوزن ‪ ..‬أبو حنيفة ‪ ،‬ورواية ألمحد ‪.‬‬


‫وأما العلة عندهم يف منع التفاضل يف الذهب والفضة فهو الصنف الواحد أيضا مع كوهنما رؤوسا‬
‫لألمثان وقيما للمتلفات ‪ ،‬وهذه العلة هي اليت تعرف عندهم بالقاصرة ‪ ،‬ألهنا غري موجودة عندهم يف‬
‫غري الذهب والفضة ‪.‬‬
‫األدلة ‪:‬‬
‫الذين قصروا صنف الربا على هذه األصناف الستة فهم أحد صنفني ‪ :‬إما قوم نفوا القياس يف الشرع‬
‫‪ ..‬وهم الظاهرية ‪.‬‬
‫دليل الشافعية ‪:‬‬
‫رواه‬
‫حديث سعيد بن عبد اهلل أنه قال ‪ :‬كنت أمسع رسول اهلل ‪ ‬يقول ‪" :‬الطعام بالطعام مثال مبثل"‬
‫مسلم فمن البني أن الطعم هو الذي علق به احلكم ‪.‬‬
‫دليل املالكية ‪:‬‬
‫لو كان املقصود هو الطعم وحده الكتفى بالتنبيه على ذلك بالنص على واحد من تلك األربعة‬
‫أصناف املذكورة ‪ ،‬فلما ذكر منها عددا علم أنه قصد بكل واحد منها التنبيه على ما يف معناه ‪ ،‬وهي‬
‫كلها جيمعها االقتيات واالدخار‪.‬‬
‫أما الرب والشعري فنبه هبما على أصناف احلبوب املدخرة ‪ ،‬ونبه بالتمر على مجيع أنواع احلالوات‬
‫املدخرة كالسكر والعسل والزبيب ‪ ،‬ونبه بامللح على مجيع التوابل املدخرة إلصالح الطعام ‪ ،‬وأيضا‬
‫فإهنم قالوا ‪ :‬ملا كان معقول املعىن يف الربا إمنا هو أن ال يغنب بعض الناس بعضا وأن حتفظ أمواهلم ‪،‬‬
‫فواجب أن يكون ذلك يف أصول املعايش وهي األقوات‪.‬‬
‫دليل احلنفية ‪:‬‬
‫ألنه ‪ ‬ملا علق التحليل باتفاق الصنف واتفاق القدر ‪ ،‬وعلق التحرمي باتفاق الصنف واختالف‬
‫القدر يف قوله ‪ ‬لعامله خبيرب من حديث أيب سعيد وغريه "إال كيال بكيل يدا بيد" رأوا أن التقدير‬
‫أعين الكيل أو الوزن هو املؤثر يف احلكم كتأثري الصنف ‪ ،‬ورمبا احتجوا بأحاديث ليست مشهورة فيها‬
‫تنبيه قوي على اعتبار الكيل أو الوزن ‪.‬‬
‫ولكن إذا تؤمل األمر من طريق املعىن ظهر {واهلل أعلم} أن علتهم (أي احلنفية) أوىل العلل ‪ ،‬وذلك‬
‫أنه يظهر من الشرع أن املقصود بتحرمي الربا إمنا هو ملكان الغنب الكثري الذي فيه ‪..‬‬

‫)‪(192‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معرفة ما يعد صنفا واحدا‪ ،‬وما ال يعد صنفا واحدا‬
‫مسألة ‪ /‬القمح والشعير هل هما صنف واحد ؟‬
‫ق‪ : 1‬صنف واحد‪ .. ،‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬صنفان ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫دليل اجلمهور ‪:‬‬
‫قوله ‪" : ‬ال تبيعوا الرب بالرب والشعري بالشعري إال مثال مبثل" فجعلهما صنفني ‪ ..‬وأيضا فإن يف بعض‬
‫طرق حديث عبادة بن الصامت "وبيعوا الذهب بالفضة كيف شئتم‪ ،‬والرب بالشعري كيف شئتم‪،‬‬
‫وامللح بالتمر كيف شئتم يدا بيد " ذكره عبد الرزاق ووكيع عن الثوري‪ ،‬وصحح هذه الزيادة الرتمذي ‪.‬‬
‫وأما القياس فألهنما اختلفت أمساؤمها ومنافعهما‪ ،‬فوجب أن يكونا يكونا صنفني ‪...‬‬
‫دليل مالك ‪:‬‬
‫عمل سلفه باملدينة ‪ ..‬وأما أصحابه فاعتمدوا يف ذلك أيضا السماع والقياس ‪ ..‬أما السماع فما روي‬
‫أن النيب عليه الصالة والسالم قال "الطعام بالطعام مثال مبثل" فقالوا ‪ :‬اسم الطعام يتناول الرب والشعري‬
‫وهذا ضعيف ‪ ،‬فإن هذا عام يفسره األحاديث الصحيحة ‪ ..‬وأما من طريق القياس فإهنم عددوا كثريا‬
‫من اتفاقهما يف املنافع ‪ ،‬واملتفقة املنافع ال جيوز التفاضل فيها باتفاق ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا من هذا الباب في الصنف الواحد من اللحم الذي ال يجوز فيه التفاضل ؟‬
‫ق‪ : 1‬اللحوم ثالثة أصناف ‪ :‬ذوات األربع صنف‪ ،‬وذوات املاء صنف‪ ،‬والطري كله صنف واحد‬
‫أيضا ‪ ..‬وهذه الثالثة األصناف خمتلفة جيوز فيها التفاضل ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬كل واحد من هذه هو أنواع كثرية ‪ ،‬والتفاضل فيه جائز إال يف النوع الواحد بعينه ‪ ..‬اجلمهور‬
‫ق‪ : 3‬مجيعها صنف واحد ‪ ..‬رواية للشافعي ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬بيع الحيوان الحي بالميت ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز بإطالق ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز يف األجناس املختلفة اليت جيوز فيها التفاضل ‪ ،‬وال جيوز ذلك يف املتفقة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز مطلقا ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬

‫)‪(193‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫معارضة األصول يف هذا الباب ملرسل سعيد بن املسيب ‪ ،‬وذلك أن مالكا روى عن زيد بن أسلم عن‬
‫سعيد بن املسيب "أن رسول اهلل ‪ ‬هنى عن بيع احليوان باللحم" ورواه أبو داود يف املراسيل ‪ ..‬فمن مل تنقدح‬
‫عنده معارضة هذا احلديث ألصل من أصول البيوع اليت توجب التحرمي قال به ‪.‬‬
‫فالشافعي وأمحد غلبا احلديث ‪ ..‬وأبو حنيفة غلب األصول ‪ ..‬ومالك رده إىل أصوله يف البيوع ‪،‬‬
‫فجعل البيع فيه من باب الربا ‪ ،‬أعين بيع الشيء الربوي بأصله ‪ ،‬مثل بيع الزيت بالزيتون وسيأيت‬
‫الكالم على هذا األصل ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬بيع الدقيق بالحنطة مثال بمثل ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ‪ ..‬مالك (وهو قول مالك يف موطئه ‪ ،‬وروي عنه أنه ال جيوز) ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫رواية املنع عن مالك إذا كان اعتبار املثلية بالكيل ‪ ،‬ألن الطعام إذا صار دقيقا اختلف كيله ‪ ،‬ورواية‬
‫اجلواز عنه إذا كان االعتبار بالوزن ‪.‬‬
‫وأما اجلمهور فاملنع عندهم يف ذلك من قبل أن أحدمها مكيل واآلخر موزون ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا من هذا الباب فيما تدخله الصنعة مما أصله منع الربا فيه مثل الخبز بالخبز‬
‫؟‬
‫ق‪ : 1‬ال بأس ببيع ذلك متفاضال ومتماثال ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ألنه قد خرج بالصنعة عن اجلنس الذي فيه الربا ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز متماثال فضال عن متفاضل ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫ألنه قد غريته الصنعة تغريا جهلت به مقاديره اليت تعترب فيها املماثلة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز متماثال دون التفاضل ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫هل الصنعة تنقله من جنس الربويات أو ليس تنقله ‪ ،‬وإن مل تنقله فهل متكن املماثلة فيه أو ال متكن‬
‫فقال أبو حنيفة ‪ :‬تنقله ‪ ،‬وقال مالك والشافعي وأمحد ‪ :‬ال تنقله ‪ .‬واختلفوا يف إمكان املماثلة فيهما‬
‫‪ ،‬فكان مالك جييز اعتبار املماثلة يف اخلبز واللحم بالتقدير واحلزر فضال عن الوزن ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬بيع التمر بالرطب من جنسه ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ذلك ‪ ..‬أبو حنيفة ‪( .‬وخالفه يف ذلك صاحباه ‪ ،‬ووافقه الطحاوي)‬
‫)‪(194‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫لعموم أحاديث النهي عن الربويات ‪ ..‬ولضعف حديث سعد ‪ ،‬قال الطحاوي‪ :‬إن الذي يروي عنه‬
‫هذا احلديث عن سعد بن أيب وقاص هو جمهول ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز بيع التمر بالرطب على حال ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عن سعد بن أيب وقاص أنه قال "مسعت رسول اهلل ‪ ‬يسئل عن شراء التمر بالرطب ‪ ،‬فقال‬
‫رواه مالك وأصحاب السنن وقال‬
‫رسول اهلل ‪ : ‬أينقص الرطب إذا جف ؟ فقالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬فنهى عن ذلك"‬
‫الرتمذي حسن صحيح ‪.‬‬
‫بيوع اآلجال‬
‫هي أن يبيع الرجل سلعة بثمن إىل أجل مث يشرتيها بثمن آخر إىل أجل آخر أو نقدا ‪.‬‬
‫هنا تسع مسائل إذا مل تكن هناك زيادة عرض اختلف منها يف مسألتني واتفق يف الباقي ‪.‬‬
‫وذلك أنه من باع شيئا إىل أجل مث اشرتاه ‪ ،‬فإما أن ‪:‬‬
‫‪ -1‬يشرتيه إىل ذلك األجل مبثل الثمن الذي باعه به ‪.‬‬
‫‪ -2‬يشرتيه إىل ذلك األجل بأقل من الثمن الذي باعه به ‪.‬‬
‫‪ -3‬يشرتيه إىل ذلك األجل بأكثر من الثمن الذي باعه به ‪.‬‬
‫يشرتيه قبل األجل مبثل الثمن الذي باعه به ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يشرتيه قبل األجل بأقل من الثمن الذي باعه به ‪( .‬خمتلف فيها)‬ ‫‪-5‬‬
‫يشرتيه قبل األجل بأكثر من الثمن الذي باعه به ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫يشرتيه بعد األجل مبثل الثمن الذي باعه به ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫يشرتيه بعد األجل بأقل من الثمن الذي باعه به ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫يشرتيه بعد األجل بأكثر من الثمن الذي باعه به ‪( .‬خمتلف فيها)‬ ‫‪-9‬‬
‫المسألتان المختلف فيهما ‪:‬‬
‫وهو أن يشتريها قبل األجل نقدا بأقل من الثمن أو إلى أبعد من ذلك األجل بأكثر من ذلك‬
‫الثمن‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ألنه إمنا قصد دفع الدنانري يف أكثر منها إىل أجل ‪ ،‬وهو الربا املنهي عنه فزور لذلك هذه الصورة‬
‫ليتصال هبا إىل احلرام مثل أن يقول قائل آلخر ‪ :‬أسلفين عشرة دنانري إىل شهر وأرد إليك عشرين‬
‫)‪(195‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫دينارا ‪ ،‬فيقول ‪ :‬هذا ال جيوز ‪ ،‬ولكن أبيع منك هذا احلمار بعشرين إىل شهر ‪ ،‬مث أشرتيه منك بعشرة‬
‫نقدا ‪.‬‬
‫وحل ديث العالية عن عائشة أهنا مسعتها وقد قالت هلا امرأة كانت أم ولد لزيد بن أرقم ‪ :‬يا أم املؤمنني‬
‫إين بعت من زيد عبدا إىل العطاء بثمامنئة فاحتاج إىل مثنه فاشرتيته منه قبل حمل األجل بستمائة ‪،‬‬
‫فقالت عائشة ‪ :‬بئسما شريت ‪ ،‬وبئسما اشرتيت ‪ ،‬أبلغي زيدا أنه قد أبطل جهاده مع رسول اهلل ‪‬‬
‫إن مل يتب ‪ ،‬قالت ‪ :‬أرأيت إن تركت وأخذت الستمائة دينار ؟ قالت ‪ :‬نعم ((فمن جاءه موعظة‬
‫من ربه فانتهى فله ما سلف)) رواه عبد الرزاق وأمحد والدارقطين والبيهقي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫قال الشافعي وأصحابه ‪ :‬ال يثبت حديث عائشة ‪ ،‬وأيضا فإن زيدا قد خالفها ‪ ،‬وإذا اختلفت‬
‫الصحابة فمذهبنا القياس ‪ ،‬وروي مثل قول الشافعي عن ابن عمر ‪.‬‬
‫وأما الوجوه الباقية من التسعة فليس يتهم فيها ‪..‬‬
‫أصول الربا (عند مالك) خمسة ‪:‬‬
‫أنظرني أزدك ‪ ،‬والتفاضل ‪ ،‬والنساء ‪ ،‬وضع وتعجل ‪ ،‬وبيع الطعام قبل قبضه ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬ضع وتعجل ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ‪ ..‬أجازه ابن عباس من الصحابة وزفر من فقهاء األمصار ‪..‬‬
‫الدليل ‪ :‬ما روي عن ابن عباس "أن النيب ‪ ‬ملا أمر بإخراج بين النضري جاءه ناس منهم فقالوا ‪ :‬يا‬
‫رواه‬
‫نيب اهلل إنك أمرت بإخراجنا ولنا على الناس ديون مل حتل ‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪ : ‬ضعوا وتعجلوا"‬
‫الطرباين والبيهقي وقال إنه ضعيف ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز ‪ ..‬ابن عمر من الصحابة ومالك وأبو حنيفة والثوري ومجاعة من فقهاء األمصار ‪،‬‬
‫واختلف قول الشافعي يف ذلك ‪..‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألنه شبيه بالزيادة مع النظرة اجملتمع على حترميها ‪ ،‬ووجه شبهه هبا أنه جعل للزمان مقدارا من‬
‫الثمن بدال منه يف املوضعني مجيعا ‪ ،‬وذلك أنه هنالك ملا زاد له يف الزمان زاد له عرضه مثنا ‪ ،‬وهنا ملا‬
‫حط عنه الزمان حط عنه يف مقابلته مثنا ‪.‬‬
‫فسبب الخالف معارضة قياس الشبه هلذا احلديث ‪.‬‬

‫)‪(196‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪/‬‬
‫بيع الطعام قبل قبضه ‪ ،‬فإن العلماء جممعون على منع ذلك إال ما حيكى عن عثمان البيت ‪ .‬وإمنا‬
‫أمجع العلماء على ذلك لثبوت النهي عنه عن رسول اهلل ‪ ‬من حديث مالك عن نافع عن عبد اهلل‬
‫بن عمر أن رسول اهلل ‪ ‬قال ‪" :‬من ابتاع طعاما فال يبعه حىت يقبضه" متفق عليه ‪.‬‬
‫البيوع املنهي عنها من قبل الغنب الذي سببه الغرر‬
‫وهي البيوع املنهي عنها من قبل الغنب الذي سببه الغرر ‪ ،‬والغرر يوجد يف املبيعات من جهة اجلهل‬
‫على أوجه ‪ :‬إما من جهة اجلهل بتعيني املعقود عليه ‪ ،‬أو تعيني العقد ‪ ،‬أو من جهة اجلهل بوصف‬
‫الثمن واملثمون املبيع ‪ ،‬أو بقدره أو بأجله إن كان هنالك أجل ‪ ،‬وإما من جهة اجلهل بوجوده أو‬
‫تعذر القدرة عليه ‪ ،‬وهذا راجع إىل تعذر التسليم ‪ ،‬وإما من جهة اجلهل بسالمته ‪ :‬أعين بقاءه ‪،‬‬
‫وههنا بيوع جتمع أكثر هذه أو بعضها‪ ،‬ومن البيوع اليت توجد فيها هذه الضروب من الغرر بيوع‬
‫منطوق هبا وبيوع مسكوت عنها ‪ ،‬واملنطوق به أكثره متفق عليه ‪ ،‬وإمنا خيتلف يف شرح أمسائها ‪،‬‬
‫واملسكوت عنه خمتلف فيه ‪.‬‬
‫فأما المنطوق به في الشرع فمنه ‪:‬‬
‫"هنيه ‪ ‬عن بيع حبل احلبلة" ومنها "هنيه عن بيه ما مل خيلق ‪ ،‬وعن بيع الثمار حىت تزهى ‪ ،‬وعن بيع‬
‫املالمسة واملنابذة ‪ ،‬وعن بيع احلصاة" ومنها "هنيه عن املعاومة ‪ ،‬وعن بيعتني يف بيعة ‪ ،‬وعن بيع‬
‫وشرط ‪ ،‬وعن بيع وسلف ‪ ،‬وعن بيع السنبل حىت يبيض والعنب حىت يسود" "وهنيه عن املضامني‬
‫واملالقيح" ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬بيع المالمسة ‪:‬‬
‫صورته يف اجلاهلية أن يلمس الرجل الثوب وال ينشره أو يبتاعه ليال ‪ ،‬وال يعلم ما فيه ‪ ،‬وهذا جممع‬
‫على حترميه ‪ ،‬وسبب حترميه اجلهل بالصفة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬بيع المنابذة ‪:‬‬
‫فكان أن ينبذ كل واحد من املتبايعني إىل صاحبه الثوب من غري أن يعني أن هذا هبذا ‪ ،‬بل كانوا‬
‫جيعلون ذلك راجعا إىل االتفاق ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬بيع الحصاة ‪:‬‬

‫)‪(197‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫صورته عندهم أن يقول املشرتي ‪ :‬أي ثوب وقعت عليه احلصاة اليت أرمي هبا فهو يل ‪ ،‬وقيل أيضا‬
‫إهنم كانوا يقولون ‪ :‬إذا وقعت احلصاة من يدي فقد وجب البيع وهذا قمار ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬بيع حبل الحبلة ‪:‬‬
‫فيه تأويالن ‪:‬‬
‫‪ : 1‬أهنا كانت بيوعا يؤجلوهنا إىل أن تنتج الناقة ما يف بطنها مث ينتج ما يف بطنها ‪ ،‬والغرر من جهة‬
‫األجل يف هذا بني‪ : 2 .‬هو بيع جنني الناقة ‪ ..‬وهذا من باب النهي عن بيع املضامني واملالقيح ‪.‬‬
‫واملضامني ‪ :‬هي ما يف بطون احلوامل ‪ ،‬واملالقيح ‪ :‬ما يف ظهور الفحول ‪ ،‬فهذه كلها بيوع جاهلية‬
‫متفق على حترميها ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬بيع الثمار‪:‬‬
‫فإنه ثبت عنه عليه الصالة والسالم "أنه هنى عن بيعها حىت يبدو صالحها وحىت تزهى" ويتعلق‬
‫بذلك مسائل مشهورة نذكر منها حنن عيوهنا ‪ .‬وذلك أن بيع الثمار ال خيلو أن تكون قبل أن ختلق أو‬
‫بعد أن ختلق‪ ،‬مث إذا خلقت ال خيلو أن تكون بعد الصرام أو قبله ‪ ،‬مث إذا كان قبل الصرام فال خيلو‬
‫أن تكون قبل أن تزهى أو بعد أن تزهى ‪ ،‬وكل واحد من هذين ال خيلو أن يكون بيعا مطلقا أو‬
‫بشرط التبقية أو بشرط القطع ‪.‬‬
‫أما القسم األول وهو بيع الثمار قبل أن تخلق ‪:‬‬
‫فجميع العلماء مطبقون على منع ذلك ‪ ،‬ألنه من باب النهي عن بيع ما مل خيلق‪ ،‬ومن باب بيع‬
‫رواه‬
‫السنني واملعاومة ‪ .‬وقد روي عنه عليه الصالة والسالم "أنه هنى عن بيع السنني وعن بيع املعاومة"‬
‫مسلم ‪ ،‬وهي بيع الشجر أعواما ‪ ..‬إال ما روي عن عمر ابن اخلطاب وابن الزبري أهنما كانا جييزان بيع‬
‫الثمار سنني ‪.‬‬
‫وأما بيعها بعد الصرام ‪:‬‬
‫فال خالف يف جوازه ‪.‬‬
‫وأما بيعها بعد أن خلقت وقبل الصرام ‪:‬‬
‫فأكثر العلماء على جواز ذلك على التفصيل الذي نذكره ‪ ،‬إال ما روي عن أيب سلمة بن عبد‬
‫الرمحن‪ ،‬وعن عكرمة أنه ال جيوز إال بعد الصرام ‪ ،‬فإذا قلنا بقول اجلمهور إنه جيوز قبل الصرام ‪ ،‬فال‬

‫)‪(198‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫خيلو أن تكون بعد أن تزهى أو قبل أن تزهى ‪ ،‬وقد قلنا إن ذلك ال خيلو أن يكون بيعا مطلقا أو بيعا‬
‫بشرط القطع أو بشرط التبقية ‪.‬‬
‫فأما بيعها قبل الزهو بشرط القطع ‪:‬‬
‫فال خالف يف جوازه ‪.‬‬
‫وأما بيعها قبل الزهو بشرط التبقية ‪:‬‬
‫فال خالف يف أنه ال جيوز ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬وأما بيعها قبل الزهو مطلقا ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل حديث ابن عمر "أن رسول اهلل ‪ ‬هنى عن بيع الثمار حىت يبدو صالحها ‪ ،‬هنى البائع‬
‫واملشرتي" متفق عليه ‪ .‬فعلم أن ما بعد الغاية خبالف ما قبل الغاية ‪ ،‬وأن هذا النهي يتناول البيع املطلق‬
‫بشرط التبقية ‪ ،‬وملا ظهر للجمهور أن املعىن يف هذا خوف ما يصيب الثمار اجلائحة غالبا قبل أن‬
‫تزهى لقوله عليه الصالة والسالم يف حديث أنس بن مالك بعد هنيه عن بيع الثمرة قبل الزهو "أرأيت‬
‫إن منع اهلل الثمرة فبم يأخذ أحدكم مال أخيه؟" مل حيمل العلماء النهي يف هذا على اإلطالق ‪ :‬أعين‬
‫النهي عن البيع قبل اإلزهاء بل رأى أن معىن النهي هو بيعه بشرط التبقية إىل اإلزهاء ‪ ،‬فأجازوا بيعها‬
‫قبل اإلزهاء بشرط القطع ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ذلك إال أنه يلزم املشرتي فيه القطع ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عمر الثابت أن رسول اهلل ‪ ‬قال ‪" :‬من باع خنال قد أبرت فثمرهتا للبائع إال أن‬
‫يشرتطها املبتاع" متفق عليه ‪ .‬قالوا ‪ :‬فلما جاز أن يشرتطه املبتاع جاز بيعه مفردا ‪ ،‬ومحلوا احلديث الوارد‬
‫بالنهي عن بيع الثمار قبل أن تزهى على الندب ‪ ،‬واحتجوا لذلك مبا روي عن زيد بن ثابت قال ‪:‬‬
‫"كان الناس يف عهد رسول اهلل ‪ ‬يتبايعون الثمار قبل أن يبدو صالحها ‪ ،‬فإذا جد الناس وحضر‬
‫تقاضيهم قال املبتاع ‪ :‬أصاب الثمر الزمان أصابه ما أضر به قشام ومراض لعاهات يذكروهنا ‪ ،‬فلما‬
‫كثرت خصومتهم عند النيب قال كاملشورة يشري هبا عليهم ‪ :‬ال تبيعوا الثمر حىت يبدو صالحها" ورمبا‬
‫قالوا ‪ :‬إن املعىن الذي دل عليه احلديث يف قوله "حىت يبدو صالحه" هو ظهور الثمرة بدليل قوله‬
‫عليه الصالة والسالم "أرأيت إن منع اهلل الثمرة فبم يأخذ أحدكم مال أخيه؟"‬

‫)‪(199‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬إذا ورد البيع مطلقا في هذه الحال هل يحمل على القطع وهو الجائز ‪ ،‬أو على‬
‫التبقية الممنوعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬اإلطالق حممول على التبقية ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله ‪" : ‬أرأيت إن منع اهلل الثمرة" احلديث ‪ .‬ووجه الدليل منه أن اجلوائح إمنا تطرأ يف‬
‫األكثر على الثمار قبل بدو الصالح ‪ ،‬وأما بعد بدو الصالح فال تظهر إال قليال ‪ ،‬ولو مل جيب يف‬
‫املبيع بشرط التبقية مل يكن هنالك جائحة تتوقع ‪ ،‬وكان هذا الشرط باطال ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حممول على القطع ‪ ..‬احلنفية ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن نفس بيع الشيء يقتضي تسليمه وإال حلقه الغرر ‪ ،‬ولذلك مل جيز أن تباع األعيان إىل‬
‫أجل ‪.‬‬
‫واجلمهور على أن بيع الثمار مستثىن من بيع األعيان إىل أجل لكون الثمر ليس ميكن أن ييبس كله‬
‫دفعة ‪ ..‬فالكوفيون خالفوا اجلمهور يف بيع الثمار يف موضعني ‪ :‬أحدمها يف جواز بيعها قبل أن تزهى‬
‫‪ ،‬والثاين يف منع تبقيتها بالشرط بعد اإلزهاء أو مبطلق العقد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬ما بدو الصالح الذي جوز رسول اهلل صلى‪ ‬البيع بعده ؟‬
‫ق‪ : 1‬أن يصفر فيه البسر ويسود فيه العنب إن كان مما يسود ‪ ،‬وباجلملة أن تظهر يف الثمر صفة‬
‫الطيب ‪ ،‬هذا هو قول مجاعة فقهاء األمصار ملا رواه مالك عن محيد عن أنس "أنه ‪ ‬سئل عن قوله‬
‫حىت يزهى ‪ ،‬فقال ‪ :‬حىت حيمر" وروي عنه عليه الصالة والسالم "أنه هنى عن بيع العنب حىت يسود‬
‫‪ ،‬واحلب حىت يشتد" ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حىت تطلع الثريا‪ ،‬وذلك الثنيت عشرة ليلة خلت من أيار وهو مايو ‪ ،‬وهو قول زيد بن ثابت‬
‫وابن عمر أيضا "سئل عن قول رسول اهلل ‪ ‬إنه هنى عن بيع الثمار حىت تنجو من العاهات ‪ ،‬فقال‬
‫عبد اهلل بن عمر ‪ :‬ذلك وقت طلوع الثريا" وروي عن أيب هريرة عن النيب ‪ ‬قال "إذا طلع النجم‬
‫صباحا رفعت العاهات عن أهل البلد" ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬األمران مجيعا ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬ثبت "أن رسول اهلل ‪ ‬نهى عن بيعتين في بيعة" واختلفوا في الصورة التي ينطلق عليها‬
‫االسم ؟‬

‫)‪(211‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫يتصور على ثالثة وجوه ‪ :‬أحدها إما يف مثمونني بثمنني ‪ ،‬أو مثمون واحد بثمنني‪ ،‬أو مثمونني بثمن‬
‫واحد على أن أحد البيعني قد لزم ‪.‬‬
‫أما يف مثمونين بثمنين ‪ ،‬فإن ذلك يتصور على وجهني ‪:‬‬
‫أحدمها أن يقول له ‪ :‬أبيعك هذه السلعة بثمن كذا على أن تبيعين هذه الدار بثمن كذا ‪.‬‬
‫والثاين أن يقول له ‪ :‬أبيعك هذه السلعة بدينار أو هذه األخرى بدينارين ‪.‬‬
‫وأما بيع مثمون واحد بثمنين‪ ،‬فإن ذلك يتصور أيضا على وجهني ‪:‬‬
‫أحدمها أن يكون أحد الثمنني نقدا واآلخر نسيئة ‪ ،‬مثل أن يقول له ‪ :‬أبيعك هذا الثوب نقدا بثمن‬
‫كذا على أن أشرتيه منك إىل أجل كذا بثمن كذا ‪.‬‬
‫والثاين ‪ :‬أن يقول له ‪ :‬أبيعك هذا الثوب نقدا بكذا أو نسيئة بكذا ‪.‬‬
‫وأما مثمونان بثمن واحد ‪:‬‬
‫فمثل أن يقول له ‪ :‬أبيعك أحد هذين بثمن كذا ‪.‬‬
‫باجلملة فالفقهاء متفقون على أن الغرر الكثري يف املبيعات ال جيوز ‪ ،‬وأن القليل جيوز ‪ .‬وخيتلفون يف‬
‫أشياء من أنواع الغرر ‪ ،‬فبعضهم بلحقها بالغرر الكثري ‪ ،‬وبعضهم يلحقها بالغرر القليل املباح لرتددها‬
‫بني القليل والكثري ‪.‬‬
‫املسائل املسكوت عنها يف هذا الباب املختلف فيها بني فقهاء األمصار فكثرية ‪ ،‬لكن نذكر منها‬
‫أشهرها لتكون كالقانون للمجتهد النظار ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫املبيعات على نوعني ‪ :‬مبيع حاضر مرئي ‪ ،‬فهذا ال خالف يف بيعه ‪.‬‬
‫ومبيع غائب أو متعذر الرؤية ‪ ،‬فهنا اختلف العلماء ؟‬
‫ق‪ : 1‬بيع الغائب ال جيوز حبال من األحوال ال ما وصف وال ما مل يوصف ‪ ..‬أشهر قويل الشافعي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز بيع الغائب على الصفة إذا كانت غيبته مما يؤمن أن تتغري فيه قبل القبض صفته ‪ ..‬مالك‬
‫وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز بيع العني الغائبة من غري صفة ‪ ،‬مث له إذا رآها اخليار ‪ ،‬فإن شاء أنفذ البيع وإن شاء رده‬
‫‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬

‫)‪(211‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫هل نقصان العلم املتعلق بالصفة عن العلم املتعلق باحلس هو جهل مؤثر يف بيع الشيء فيكون من‬
‫الغرر الكثري ‪ ،‬أم ليس مبؤثر وأنه من الغرر اليسري املعفو عنه ؟‬
‫فالشافعي رآه من الغرر الكثري؛ ومالك وأمحد رأياه من الغرر اليسري ؛ وأما أبو حنيفة فإنه رأى أنه إذا‬
‫كان له خيار الرؤية أنه ال غرر هناك وإن مل تكن له رؤية ‪.‬‬
‫واحتج أبو حنيفة مبا روي عن ابن املسيب أنه قال قال أصحاب النيب ‪ : ‬وددنا أن عثمان بن‬
‫عفان وعبد الرمحن ابن عوف تبايعا حىت نعلم أيهما أعظم جدا يف التجارة ‪ ،‬فاشرتى عبد الرمحن من‬
‫عثمان بن عفان فرسا بأرض له أخرى بأربعني ألفا أو أربعة أالف ‪ ،‬فذكر متام اخلرب ‪ ،‬وفيه بيع‬
‫الغائب مطلقا ‪ ،‬وال بد عند أيب حنيفة من اشرتاط اجلنس ‪ ..‬ويدخل البيع على الصفة أو على خيار‬
‫الرؤية من جهة ما هو غائب غرر آخر ‪ ،‬وهو هل هو موجود وقت العقد أو معدوم ؟ ولذلك‬
‫اشرتطوا فيه أن يكون قريب الغيبة إال أن يكون مأمونا كالعقار ‪ ،‬ومن ههنا أجاز مالك بيع الشيء‬
‫برؤية متقدمة ‪ ،‬أعين إذا كان من القرب حبيث يؤمن أن تتغري فيه فاعلمه ‪.‬‬
‫أجمعوا على أنه ال يجوز بيع األعيان إلى أجل ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫أجمع فقهاء األمصار على جواز بيع التمر الذي يثمر بطنا واحدا يطيب بعضه وإن لم تطب‬
‫جملته معا ‪ ..‬واختلفوا فيما يثمر بطونا مختلفة ؟‬
‫ق‪ : 1‬البطون املختلفة ال ختلو أن تتصل أو ال تتصل ‪ ،‬فإن مل تتصل مل يكن بيع ما مل خيلق منها‬
‫داخال فيما خلق(‪ ، )1‬مث إن اتصلت فال خيلو أن تتميز البطون أو ال تتميز(‪ ، )2‬ففي الذي يتميز عنه‬
‫وينفصل روايتان ‪ :‬إحدامها اجلواز واألخرى املنع ‪ .‬ويف الذي يتصل وال يتميز قول واحد وهو اجلواز‬
‫‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز بيع بطن منها بشرط بطن آخر ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ألن هذا كله عندهم من بيع ما مل خيلق ‪ ،‬ومن باب النهي عن بيع الثمار معاومة ‪.‬‬

‫)‪ (1‬كشجر التين يوجد فيه الباكور والعصير‪.‬‬


‫)‪ (2‬فمثال المتميز جز القصيل الذي يجز مدة بعد مدة ‪ .‬ومثال غير المتميز المباطخ والمقاثئ والباذنجان والقرع ‪.‬‬
‫)‪(212‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫بيوع الشروط‬
‫مسألة ‪ /‬حكم بيع الشروط ؟‬
‫ق‪ : 1‬البيع فاسد والشرط فاسد ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪..‬‬
‫يف الطرباين ‪" :‬أن رسول اهلل ‪‬هنى عن بيع وشرط" ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬البيع جائز والشرط جائز ‪ ..‬ابن أيب شربمة ‪.‬‬
‫حلديث جابر قال "ابتاع مين رسول اهلل ‪ ‬بعريا وشرط ظهره إىل املدينة" متفق عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬البيع جائز والشرط باطل ‪ ..‬ابن أيب ليلى والنخعي واحلسن ‪..‬‬
‫متفق‬
‫حلديث بريرة أن رسول اهلل ‪ ‬قال "كل شرط ليس يف كتاب اهلل فهو باطل ولو كان مائة شرط"‬
‫عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬البيع جائز مع شرط واحد ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫حلديث عبد اهلل بن عمرو قال ‪ :‬قال رسول اهلل ‪" : ‬ال حيل سلف وبيع‪ ،‬وال جيوز شرطان يف بيع ‪،‬‬
‫وال ربح ما مل تضمن ‪ ،‬وال بيع ما ليس هو عندك" رواه أصحاب السنن وقال الرتمذي ‪ :‬حسن صحيح ‪.‬‬
‫وأما مالك فالشروط عنده تنقسم ثالثة أقسام ‪ :‬شروط تبطل هي والبيع معا ؛ وشروط جتوز هي‬
‫والبيع معا ؛ وشروط تبطل ويثبت البيع ‪.‬‬
‫ومن المسموع في هذا الباب نهيه ‪ ‬عن بيع وسلف اتفق الفقهاء على أنه من البيوع الفاسدة‬
‫‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫مسألة ‪ /‬بيع العربان ؟‬
‫ق‪ : 1‬غري جائز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جائز ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫وصورته ‪ :‬أن يشرتي الرجل شيئا فيدفع إىل املبتاع من مثن ذلك املبيع شيئا على أنه إن نفذ البيع‬
‫بينهما كان ذلك املدفوع من مثن السلعة ‪ ،‬وإن مل ينفذ ترك املشرتي بذلك اجلزء من الثمن عند البائع‬
‫ومل يطالبه به ‪.‬‬
‫وإمنا صار اجلمهور إىل منعه ألنه من باب الغرر واملخاطرة وأكل املال بغري عوض ‪.‬‬
‫وكان زيد يقول ‪ :‬أجازه رسول اهلل ‪ . ‬وقال أهل احلديث ‪ :‬ذلك غري معروف عن رسول اهلل ‪‬‬
‫)‪(213‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫بيوع الثنيا (أي االستثناء)‬


‫مسألة ‪ /‬إذا باع الرجل حامال واستثنى ما في بطنها ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جائز ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫هل املستثىن مبيع مع ما استثىن منه ‪ ،‬أم ليس مببيع وإمنا هو باق على ملك البائع ؟‬
‫مسألة ‪ /‬حكم بيع وإجارة معا في عقد واحد ؟‬
‫ق‪ : 1‬جائز ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬غري جائز ‪.‬ز أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫البيوع املنهي عنها من أجل الضرر أو الغنب‬
‫ما معنى قوله عليه الصالة والسالم ‪" :‬ال يبع بعضكم على بيع بعض" ؟‬
‫ق‪ : 1‬أن يسوم أحد على سوم أخيه ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يطرأ رجل آخر على املتبايعني فيقول عندي خري من هذه السلعة ‪ ..‬الثوري ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إذا مت البيع باللسان ومل يفرتقا فأتى أحد يعرض عليه سلعة له هي خري منها (حالة قرب لزوم‬
‫البيع) ‪ ..‬الشافعي‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬البيع حيرم وال يصح ‪ ،‬والسوم حيرم ويصح ‪ ..‬أمحد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم هذا البيع ؟‬
‫ق‪ : 1‬يكره ‪ ،‬وإن وقع مضى ألنه سوم على بيع مل يتم ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن وقع فسخ يف أي حالة وقع ‪ ..‬داود ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في دخول الذمي في النهي عن سوم أحد على سوم غيره ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال فرق يف ذلك بني الذمي وغريه ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عموم ‪" :‬ال يبع بعضكم على بيع بعض" ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬البأس بالسوم على سوم الذمي ألنه ليس بأخي املسلم‪ ..‬األوزاعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله ‪" ‬ال يسم أحد على سوم أخيه" ‪.‬‬

‫)‪(214‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬ما مفهوم النهي عن تلقي الركبان للبيع ؟‬


‫ق‪ : 1‬املقصود بذلك أهل األسواق لئال ينفرد املتلقي برخص السلعة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إمنا هو ألجل البائع لئال يغبنه املتلقي ‪ ،‬ألن البائع جيهل سعر البلد ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫وكان يقول ‪ :‬إذا وقع فرب السلعة باخليار إن شاء أنفذ البيع أو رده ‪ ..‬ومذهب الشافعي هو نص‬
‫يف حديث أيب هريرة الثابت عن رسول اهلل ‪ ‬أنه قال عليه الصالة والسالم ‪" :‬ال تتلقوا اجللب ‪،‬‬
‫فمن تلقى منه شيئا فاشرتاه فصاحبه باخليار إذا أتى السوق" خرجه مسلم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬وأما نهيه ‪ ‬عن بيع الحاضر للباد ‪ ،‬فاختلف العلماء في معنى ذلك ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث جابر قال ‪ :‬قال ‪" : ‬ال يبيع حاضر لباد ذروا الناس يرزق اهلل بعضهم من بعض"‬
‫خرجه مسلم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله عليه الصالة والسالم "الدين النصيحة" ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬نهيه عليه الصالة والسالم عن النجش ؟‬
‫اتفق العلماء على منع ذلك ‪ ،‬وأن النجش هو أن يزيد أحد يف سلعة وليس يف نفسه شراؤها ‪ ،‬يريد‬
‫بذلك أن ينفع البائع ويضر املشرتي ‪..‬‬
‫واختلفوا إذا وقع هذا البيع ؟‬
‫ق‪ : 1‬هو فاسد ‪ ..‬أهل الظاهر ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هو كالعيب واملشرتي باخليار ‪ ،‬إن شاء أن يرد رد ‪ ،‬وإن شاء أن ميسك أمسك ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جاز البيع مع اإلمث ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫هل يتضمن النهي فساد املنهي ؟‬
‫النهي من قبل وقت العبادات‬
‫منع البيع عند األذان الذي يكون بعد الزوال واإلمام على املنرب جممع على حترميه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في حكمه إذا وقع هل يفسخ أو ال يفسخ ؟‬
‫ق‪ : 1‬ينفسخ البيع ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫)‪(215‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬ال نفسخ البيع ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬


‫وسبب الخالف كما قلنا غري ما مرة هل النهي الوارد لسبب من خارج يقتضي فساد املنهي عنه أو‬
‫ال يقتضيه ؟‬
‫وأما على من يفسخ ؟ فعند مالك على من جتب عليه اجلمعة ال على من ال جتب عليه ‪ .‬وأما أهل‬
‫الظاهر فتقتضي أصوهلم أن يفسخ على كل بائع‪.‬‬
‫وأما سائر العقود فيحتمل أن تلحق بالبيوع ‪ ،‬ألن فيها املعىن الذي يف البيع من الشغل به عن السعي‬
‫إىل اجلمعة ‪ ،‬وحيتمل أن ال يلحق به ألهنا تقع يف هذا الوقت نادرا خبالف البيوع ‪.‬‬
‫وأما سائر الصلوات فيمكن أن تلحق باجلمعة على جهة الندب ملرتقب الوقت ‪ ،‬فإذا فات فعلى‬
‫جهة احلظر ‪ ،‬وإن كان مل يقل به أحد يف مبلغ علمي ‪ ،‬ولذلك مدح اهلل تاركي البيوع ملكان الصالة‬
‫‪ ،‬فقال تعاىل ‪(( :‬رجال ال تلهيهم جتارة وال بيع عن ذكر اهلل وإقام الصالة وإيتاء الزكاة)) ‪.‬‬
‫األسباب والشروط املصححة للبيع‬
‫منحصرة يف ثالثة أجناس ‪ :‬النظر األول ‪ :‬يف العقد ‪ .‬والثاين ‪ :‬يف املعقود عليه ‪ .‬والثالث ‪ :‬يف‬
‫العاقدين ‪..‬‬
‫الركن األول ‪ :‬في العقد‬
‫العقد ال يصح إال بألفاظ البيع والشراء اليت صيغتها ماضية مثل أن يقول البائع ‪ :‬قد بعت منك ‪،‬‬
‫ويقول املشرتي ‪ :‬قد اشرتيت منك عند الثالثة ‪ ،‬وعند مالك يصح بكل ما يدل على الرضا من قول‬
‫أو إشارة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل البيع يلزم في المجلس بالقول وإن لم يفترقا ؟‬
‫ق‪ : 1‬يلزم البيع بالقول يف اجمللس وإن مل يفرتقا ‪ ..‬أبو حنيفة ومالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال بد من االفرتاق من اجمللس حىت يلزم البيع ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول اهلل ‪ ‬قال ‪" :‬املتبايعان كل واحد منهما‬
‫باخليار على صاحبه ما مل يفرتقا إال بيع اخليار" ويف بعض روايات هذا احلديث "إال أن يقول أحدمها‬
‫لصاحبه اخرت" وهذا حديث إسناده عند اجلميع من أوثق األسانيد وأصحها ‪ ،‬حىت لقد زعم أبو‬
‫حممد أن مثل هذا اإلسناد يوقع العلم وإن كان من طريق اآلحاد ‪.‬‬

‫)‪(216‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫وأما املخالفون فقد اضطرب هبم وجه الدليل ملذهبهم يف رد العمل هبذا احلديث ‪ .‬فالذي اعتمد عليه‬
‫مالك رمحه اهلل يف رد العمل به أنه مل يلف عمل أهل املدينة عليه ‪ ..‬وهذا احلديث مل خيرجه أحد‬
‫مسندا فيما أحسب ‪ ،‬فهذا هو الذي اعتمده مالك رمحه اهلل يف ترك العمل هبذا احلديث ‪ .‬وأما‬
‫أصحاب مالك فاعتمدوا يف ذلك على ظواهر مسعية ‪ ،‬وعلى القياس‪ ،‬فمن أظهر الظاهر يف ذلك‬
‫قوله عز وجل ‪(( :‬يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)) والعقد هو اإلجياب والقبول واألمر على الوجوب‬
‫‪ ،‬وخيار اجمللس يوجب ترك الوفاء بالعقد ‪ ،‬ألن له عندهم أن يرجع يف البيع بعد ما أنعم ما مل يفرتقا‬
‫‪ .‬وأما القياس فإهنم قالوا ‪ :‬عقد معاوضة ‪ ،‬فلم يكن خليار اجمللس فيه أثر أصله سائر العقود مثل‬
‫النكاح والكتابة واخللع والرهون ‪..‬‬
‫وللمالكية يف احلديث تأويالن ‪ :‬أحدمها أن املتبايعني يف احلديث املذكور مها املتساومان اللذان مل‬
‫ينفذ بينهما البيع‪.‬‬
‫وأما التأويل اآلخر فقالوا إن التفرق ههنا إمنا هو كناية عن االفرتاق بالقول ال التفرق باألبدان كما قال‬
‫اهلل تعاىل ‪(( :‬وإن يتفرقا يغن اهلل كال من سعته)) ‪.‬‬
‫الركن الثاني ‪ :‬الذي هو المعقود عليه ‪.‬‬
‫فإنه يشرتط فيه سالمته من الغرر والربا ‪.‬‬
‫الركن الثالث ‪ :‬العاقدان ‪.‬‬
‫يشرتط فيهما أن يكونا مالكني تامي امللك أو وكيلني تامي الوكالة بالغني (عاقلني) ‪ ،‬وأن يكونا مع‬
‫هذا غري حمجور عليهما أو على أحدمها ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا من هذا في بيع الفضولي(‪ )1‬وفي شراء الرجل للرجل بغير إذنه ‪ ،‬هل ينعقد أم‬
‫ال ؟‬
‫مجيعا ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز يف الوجهني ً‬
‫الدليل ‪ :‬النهي الوارد عن بيع الرجل ما ليس عنده ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز فيهما ‪ ..‬مالك ‪.‬‬

‫)‪ (1‬وصورة البيع الفضولي ‪ :‬أن يبيع الرجل مال غيره بشرط إن رضي به صاحب المال أمضي البيع ‪ ،‬وان لم يرض فسخ ‪.‬‬
‫)‪(217‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬ما روي "أن النيب ‪ ‬دفع إىل عروة البارقي دينار وقال ‪" :‬اشرت لنا من هذا اجللب شاة" ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬فاشرتيت شاتني بدينار وبعت إحدى الشاتني بدينار وجئت بالشاة والدينار ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا‬
‫رسول اهلل هذه شاتكم وديناركم ‪ ،‬فقال ‪" :‬اللهم بارك له يف صفقة ميينه" رواه البخاري ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جيوز يف البيع ‪ ،‬وال جيوز يف الشراء ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫وسبب الخالف ‪:‬‬
‫املسألة املشهورة ‪ ،‬هل إذا ورد النهي على سبب محل على سببه أو يعم ؟‬
‫أحكام العيوب يف البيع املطلق‬
‫واألصل يف وجود الرد بالعيب قوله تعاىل ‪(( :‬إال أن تكون جتارة عن تراض منكم)) ‪ ،‬وحديث املصراة‬
‫املشهور ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم التصرية ( حقن اللبن في الثدي أياما حتى يوهم ذلك أن الحيوان ذو لبن غزير)‬
‫؟‬
‫ق ‪ :‬يعترب عيبًا ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث املصراة املشهور‪ ،‬وهو قوله ‪" : ‬ال تصروا اإلبل والبقر‪ ،‬فمن فعل ذلك فهو خبري‬
‫النظرين إن شاء أمسكها وإن شاء ردها وصاعا من متر" متفق عليه ‪ ..‬قالوا ‪ :‬فأثبت له اخليار بالرد مع‬
‫التصرية ‪ ،‬وذلك دال على كونه عيبا مؤثرا ‪ .‬قالوا ‪ :‬وأيضا فإنه مدلس ‪ ،‬فأشبه التدليس بسائر العيوب‬
‫ق‪ : 2‬ليست التصرية عيبا ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫لالتفاق على أن اإلنسان إذا اشرتى شاة فخرج لبنها قليال أن ذلك ليس بعيب ‪ ..‬قالوا ‪ :‬وحديث‬
‫املصراة جيب أن ال يوجب عمال ملفارقته األصول ‪ ،‬وذلك أنه مفارق لألصول من وجوه ‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه معارض لقوله عليه الصالة والسالم "اخلراج بالضمان" وهو أصل متفق عليه ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن فيه معارضة منع بيع طعام بطعام نسيئة ‪ ،‬وذلك ال جيوز باتفاق ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن األصل يف املتلفات إما القيم وإما املثل ‪ ،‬وإعطاء صاع من متر يف لنب ليس قيمة وال مثال ‪.‬‬
‫‪ -4‬بيع الطعام اجملهول ‪ :‬أي اجلزاف باملكيل املعلوم ‪ ،‬ألن اللنب الذي دلس به البائع غري معلوم‬
‫القدر‪ ،‬وأيضا فإنه يقل ويكثر ‪ ،‬والعوض ههنا حمدود ‪..‬‬
‫ولكن الواجب أن يستثين هذا من هذه األصول كلها ملوضع صحة احلديث ‪ ،‬وهذا كأنه ليس من‬
‫هذا الباب وإمنا هو حكم خاص ‪.‬‬
‫)‪(218‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ /‬حكم العهدة ؟‬


‫انفرد مالك بالقول بالعهدة دون سائر فقهاء األمصار ‪ ،‬وسلفه يف ذلك أهل املدينة الفقهاء السبعة‬
‫وغريهم ‪..‬‬
‫ومعىن العهدة أن كل عيب حدث فيها عند املشرتي فهو من البائع ‪..‬‬
‫‪ ،‬وهي عند القائلني هبا عهدتان ‪:‬‬
‫‪ -1‬عهدة الثالثة األيام ‪ ،‬وذلك من مجع العيوب احلادثة فيها عند املشرتي ‪.‬‬
‫‪ -2‬وعهدة السنة‪ ،‬وهي من العيوب الثالثة ‪ :‬اجلذام والربص واجلنون ‪ ،‬فما حدث يف السنة من هذه‬
‫الثالث باملبيع فهو من البائع ‪ ،‬وما حدث من غريها من العيوب كان من ضمان املشرتي على األصل‬
‫‪ .‬وعهدة الثالث عند املالكية باجلملة مبنزلة أيام اخليار وأيام االسترباء والنفقة فيها والضمان من البائع‬
‫‪ .‬وأما عهدة السنة فالنفقة فيها والضمان من املشرتي إال من األدواء الثالثة ‪..‬‬
‫عمدة مالك رمحه اهلل يف العهدة وحجته اليت عول عليها ‪ ،‬فهي عمل أهل املدينة ‪ .‬وأما أصحابه‬
‫املتأخرون فإهنم احتجوا مبا رواه احلسن عن عقبة ابن عامر عن النيب ‪ ‬قال ‪" :‬عهدة الرقيق ثالثة‬
‫أيام" وروي أيضا "ال عهدة بعد أربع" وروى هذا احلديث أيضا احلسن عن مسرة بن جندب الفزاري‬
‫رضي اهلل عنه ‪ ،‬وكال احلديثني عند أهل العلم معلول‪ ،‬فإهنم اختلفوا يف مساع احلسن عن مسرة ‪ ،‬وإن‬
‫كان الرتمذي قد صححه ‪..‬‬
‫وأما سائر فقهاء األمصار فلم يصح عندهم يف العهدة أثر ‪ ،‬ورأوا أهنا لو صحت خمالفة لألصول ‪،‬‬
‫وذلك أن املسلمني جممعون على أن كل مصيبة تنزل باملبيع قبل قبضه فهي من البائع ‪ ،‬وكل مصيبة‬
‫باملبيع بعد قبضه فهي من املشرتي ‪ ،‬فالتخصيص ملثل هذا األصل املتقرر إمنا يكون بسماع ثابت ‪.‬‬

‫بيع البراءة‬
‫صورته ‪ :‬أن يشرتط البائع على املشرتي التزام كل عيب جيده يف املبيع على العموم ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم بيع البراءة ؟‬
‫مطلقا (جيوز البيع بالرباءة من كل عيب سواء علمه البائع أو مل يعلمه) ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬
‫ق‪ : 1‬جيوز ً‬
‫احلجة ‪ :‬ألن ذلك من باب الغرر فيما مل يعلمه البائع ‪ ،‬ومن باب الغنب والغش فيما علمه ‪.‬‬

‫)‪(219‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مطلقا (ال يربأ البائع إال من عيب يريه للمشرتي) ‪ ..‬الشافعي وأمحد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز ً‬
‫احلجة ‪ :‬ألن القيام بالعيب حق من حقوق املشرتي قبل البائع ‪ ،‬فإذا أسقطه سقط أصله سائر‬
‫احلقوق الواجبة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬جائزة مما يعلم البائع من العيوب ‪ ،‬وذلك يف الرقيق خاصة ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫احلجة ‪ :‬م ا رواه يف املوطأ أن عبد اهلل بن عمر باع غالما له بثمامنائة درهم وباعه على الرباءة‪ ،‬فقال‬
‫الذي ابتاعه لعبد اهلل بن عمر‪ :‬بالغالم داء مل تسمه‪ ،‬فاختصما إىل عثمان‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬باعين عبدا‬
‫وبه داء مل يسمه يل‪ ،‬وقال عبد اهلل‪ :‬بعته بالرباءة‪ ،‬فقضى عثمان على عبد اهلل أن حيلف لقد باع‬
‫العبد وما به داء يعلمه‪ ،‬فأىب عبد اهلل أن حيلف وارجتع العبد ‪ .‬وروي أيضا أن زيد بن ثابت كان جييز‬
‫بيع الرباءة ‪.‬‬
‫* وباجلملة خيار الرد بالعيب حق ثابت للمشرتي ‪.‬‬
‫القول في الجوائح‬
‫وهي اآلفات اليت تصيب الثمر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم وضع الجوائح عن المشتري ؟‬
‫ق‪ : 1‬توضع عن املشرتي ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث جابر أن رسول اهلل ‪ ‬قال ‪" :‬من باع مثرا فأصابته جائحة فال يأخذ من أخيه شيئا‪،‬‬
‫على ماذا يأخذ أحدكم مال أخيه؟" خرجه مسلم ‪ ..‬وعنه أنه قال ‪" :‬أمر رسول اهلل ‪ ‬بوضع اجلوائح"‬
‫خرجه مسلم ‪.‬‬
‫وأيضا قياس الشبه ‪ :‬وذلك أهنم قالوا ‪ :‬إنه مبيع بقي على البائع فيه حق توفية ‪ ،‬بدليل ما عليه من‬
‫سقيه إىل أن يكمل ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال توضع عنه ‪ ..‬أبو حنيفة والشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أيب سعيد اخلدري قال "أجيح رجل يف مثار ابتاعها وكثر دينه ‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪‬‬
‫‪ :‬تصدقوا عليه ‪ ،‬فتصدق عليه فلم يبلغ وفاء دينه ‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪ : ‬خذوا ما وجدمت وليس‬
‫لكم إال ذلك" خرجه مسلم قالوا ‪ :‬فلم حيكم باجلائحة ‪.‬‬
‫أيضا ‪ :‬تشبيه هذا البيع بسائر املبيعات وأن التخلية يف هذا املبيع هو القبض ‪.‬‬
‫و ً‬

‫)‪(211‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫تابعات المبيعات‬
‫مسألة ‪ /‬بيع النخيل وفيها الثمر متى يتبع بيع األصل ومتى ال يتبعه ؟‬
‫ق‪ : 1‬من باع خنال فيها مثر قبل أن يؤبر فإن الثمر للمشرتي ‪ ،‬وإذا كان البيع بعد اإلبار فالثمر للبائع‬
‫إال أن يشرتطه املبتاع ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫لثبوت حديث ابن عمر أن رسول اهلل ‪ ‬قال ‪" :‬من باع خنال قد أبرت فثمرها للبائع إال أن يشرتطه‬
‫املبتاع" متفق عليه ‪ ..‬قالوا ‪ :‬فلما حكم ‪ ‬بالثمن للبائع بعد اإلبار علمنا بدليل اخلطاب أهنا للمشرتي‬
‫قبل اإلبار بال شرط ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬هي للبائع قبل اإلبار وبعده ‪ ..‬أبو حنيفة وأصحابه ‪.‬‬
‫مل جيعل املفهوم ههنا من باب دليل اخلطاب بل من باب مفهوم األحرى واألوىل ‪ ،‬قالوا‪ :‬وذلك أنه‬
‫إذا وجبت للبائع بعد اإلبار فهي أحرى أن جتب له قبل اإلبار ‪ .‬وشبهوا خروج الثمر بالوالدة ‪ ،‬وكما‬
‫أن من باع أمة هلا ولد فولدها للبائع إال أن يشرتطه املبتاع كذلك األمر يف الثمن ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬للمشرتي سواء أبر أو مل يؤبر اشرتطها أو مل يشرتطها ‪ ..‬ابن أيب ليلى ‪.‬‬
‫رد احلديث بالقياس ‪ ،‬ألنه رأى أن الثمر جزء من املبيع ‪ ،‬وال معىن هلذا القول إال أن كان مل يثبت‬
‫عنده احلديث ‪.‬‬
‫واإلبار عند العلماء ‪ :‬أن جيعل طلع ذكور النحل يف طلع إناثها‪ ،‬ويف سائر الشجر أن تنور وتعقد‪،‬‬
‫والتذكري يف شجر التني اليت تذكر يف معىن اإلبار ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلفوا في مال العبد هل يتبعه في البيع والعتق ؟‬
‫ق‪ : 1‬أن ماله يف البيع والعتق لسيده ‪ ،‬وكذلك يف املكاتب ‪ ..‬الشافعي والكوفيون ‪.‬‬
‫متفق‬
‫حلديث ابن عمر عن النيب ‪" : ‬من باع عبدا وله مال فماله للذي باعه إال أن يشرتطه املبتاع"‬
‫عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أن ماله تبع له يف البيع والعتق ‪ ..‬داود وأبو ثور ‪.‬‬
‫لكون العبد مالكا عندهم ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬أنه تبع له يف العتق ال يف البيع إال أن يشرتطه املشرتي ‪ ..‬مالك والليث ‪.‬‬
‫للقياس على البيع يف العتق ‪ ،‬وللحديث السابق يف البيع ‪.‬‬

‫)‪(211‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫كتاب الصرف‬
‫أجمع العلماء على أن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة ال جيوز إال مثال مبثل يدا بيد ‪..‬‬
‫ملا رواه مالك عن نافع عن أيب سعيد اخلدري أن رسول اهلل ‪ ‬قال "ال تبيعوا الذهب بالذهب إال‬
‫مثال مبثل‪ ،‬وال تشفوا بعضها على بعض وال تبيعوا الفضة بالفضة إال مثال مبثل‪ ،‬وال تشفوا بعضها‬
‫على بعض‪ ،‬وال تبيعوا منها شيئا غائبا بناجز" وهو من أصح ما روي يف هذا الباب ‪ .‬وحديث عبادة‬
‫بن الصامت حديث صحيح أيضا يف هذا الباب ‪.‬‬
‫وروي عن ابن عباس ومن تبعه من املكيني فإهنم أجازوا بيعه متفاضال ومنعوه نسيئة فقط ‪.‬‬
‫ملا رواه عن أسامة بن زيد عن النيب ‪‬أنه قال ‪" :‬ال ربا إال يف النسيئة" وهو حديث صحيح ‪ ،‬فأخذ‬
‫ابن عباس بظاهر هذا احلديث فلم جيعل الربا إال يف النسيئة ‪ ..‬وحديث ابن عباس ليس بنص يف‬
‫ذلك ألنه روي فيه لفظان ‪ :‬أحدمها أنه قال "إمنا الربا يف النسيئة" وهذا ليس يفهم منه إجازة التفاضل‬
‫إال من باب دليل اخلطاب وهو ضعيف وال سيما إذا عارضه النص ‪ ..‬وأما اللفظ اآلخر وهو ‪" :‬ال‬
‫ربا إال يف النسيئة" فهو أقوى من اللفظ األول ألن ظاهره يقتضي أن ما عدا النسيئة فليس بربا ‪ ،‬لكن‬
‫حيتمل أن يريد بقوله "ال ربا إال يف النسيئة" من جهة أن الواقع يف األكثر ‪ ،‬وإذا كان هذا حمتمال‬
‫واألول نص وجب تأويله على اجلهة اليت يصح اجلمع بينهما ‪.‬‬
‫وأجمع الجمهور على أن مسكوكه وتربه ومصوغه سواء يف منع بيع بعضه ببعض متفاضال لعموم‬
‫األحاديث املتقدمة يف ذلك ‪ ،‬إال معاوية فإنه كان جييز التفاضل بني الترب واملصوغ ملكان زيادة‬
‫الصياغة ‪ ،‬وإال ما روي عن مالك أنه سئل عن الرجل يأيت دار الضرب بورقه فيعطيهم أجرة الضرب‬
‫ويأخذ منهم دنانري ودراهم وزن ورقه أو درامهه‪ ،‬فقال ‪ :‬إذا كان ذلك لضرورة خروج الرفقة وحنو ذلك‬
‫فأرجو أن ال يكون به بأس ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬بيع السيف والمصحف المحلى بالفضة وفيه حلية فضة ‪ ،‬أو بالذهب وفيه حلية ذهب‬
‫؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ذلك ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫جلهل املماثلة املشرتطة يف بيع الفضة بالفضة يف ذلك والذهب بالذهب ‪ ،‬وحلديث فضالة بن عبد اهلل‬
‫األنصاري أنه قال ‪" :‬أيت رسول اهلل ‪ ‬وهو خبيرب بقالدة فيها ذهب وخرز وهي من املغامن تباع ‪،‬‬

‫)‪(212‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫فأمر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بالذهب الذي يف القالدة ينزع وحده‪ ،‬مث قال هلم رسول اهلل ‪‬‬
‫‪( :‬الذهب بالذهب وزنا بوزن) خرجه مسلم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن كان قيمة ما فيه من الذهب أو الفضة الثلث فأقل جاز بيعه وإال مل جيز ‪ ..‬مالك‬
‫كأنه رأى أنه إذا كانت الفضة قليلة مل تكن مقصودة يف البيع وصارت كأهنا هبة ‪...‬‬
‫ق‪ : 3‬إذا كانت الفضة أو الذهب أكثر من اليت يف السيف فالبأس ببيعه ‪ ..‬أبو حنيفة وأصحابه ‪.‬‬
‫ألهنم رأوا أن الفضة اليت فيه أو الذهب يقابل مثله من الذهب أو الفضة املشرتاة به‪ ،‬ويبقى الفضل‬
‫قيمة السيف‪.‬‬
‫وأما معاوية كما قلنا فأجاز ذلك على اإلطالق ‪ ،‬وقد أنكره عليه أبو سعيد اخلدري وقال ‪ :‬ال أسكن‬
‫يف أرض أنت فيها ؛ ملا رواه من احلديث ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم صرف دنانير بدراهم أو العكس وهي في الذمة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ذلك جائز إذا كانا قد حال معا ‪ ..‬مالك ‪.‬‬
‫ألن حلول األجلني يف ذلك مقام الناجز بالناجز ‪ ..‬عن ابن عمر قال ‪" :‬كنت أبيع اإلبل بالبقيع ‪،‬‬
‫أبيع بالدنانري وآخذ الدراهم ‪ ،‬وأبيع بالدراهم وآخذ الدنانري ‪ ،‬فسألت عن ذلك رسول اهلل ‪ ‬فقال‬
‫‪" :‬ال بأس بذلك إذا كان بسعر يومه" خرجه أبو داود ‪.‬‬
‫احلال ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬‫احلال ويف غري ِّ‬
‫ق‪ : 2‬جيوز يف ِّ‬
‫حيال ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬ ‫ق‪ : 3‬ال جيوز ذلك َّ‬
‫حال أو مل ِّ‬
‫ألنه غائب بغائب ‪ ،‬وجاء يف حديث أيب سعيد وغريه ‪" :‬وال تبيعوا منها غائبا بناجز" متفق عليه ‪.‬‬
‫َّ َ‬
‫كتاب السلم‬
‫السلَم لغة ‪ :‬االستعجال ‪ ،‬واإلعطاء ‪ ،‬والتسليم ‪.‬‬
‫تعريف َّ‬
‫اصطالحا ‪ :‬عق ٌد على موصوف يف الذمة مؤجل ‪ ،‬بثمن مقبوض يف جملس العقد ‪.‬‬
‫ً‬
‫(أو بيع آجل بعاجل) ‪.‬‬
‫الفرق بين السلم والقرض ‪:‬‬
‫القرض يرده كما أخذه ‪ ..‬أما السلم ال يرده كما أخذه ‪ ،‬بل يسلِّم سلعة موصوفة يف الذمة ‪.‬‬
‫التشابه بينهما ‪ :‬أن كالًّ منهما إثبات مال يف الذمة ‪.‬‬
‫من مسمياته ‪( :‬بيع احملاويج) ؛ ألنه تدعوا إليه ضرورة كل واحد من املتبايعني ‪.‬‬
‫)‪(213‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫امجعوا على جوازه يف كل ما يكال أو يوزن ملا ثبت من حديث ابن عباس املشهور قال ‪" :‬قدم النيب‬
‫‪ ‬املدينة وهم يسلمون يف التمر السنتني والثالث ‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪( : ‬من أسلف فليسلف يف‬
‫مثن معلوم ووزن معلوم إىل أجل معلوم) متفق عليه ‪.‬‬
‫واتفقوا على امتناعه فيما ال يثبت يف الذمة ‪ ،‬وهي الدور والعقار‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل السلم موافق للقياس أم على خالفه ؟‬
‫ق‪ : 1‬على خالف القياس ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬أنه من بيع املعدوم ‪ ،‬ويف احلديث ‪ ( :‬ال تبع ما ليس عندك ) "وأرخص يف السلم" ‪ ،‬وأن‬
‫فيه غرر‬
‫ق‪ : 2‬أنه موافق للقياس ‪( ...‬شيخ اإلسالم ‪ ،‬وابن القيم ‪ ،‬وابن حزم)‬
‫الدليل ‪ :‬أن السلم دين من الديون (فأي فرق بني أن يكون الثمن مؤجل أو السلعة مؤجلة) ‪ ..‬وأما‬
‫النهي عن بيع ما ليس عندك فاملراد ما ال تقدر على تسليمه ‪ ،‬وأما لفظة "وأرخص يف السلم" فمن‬
‫تعبري الفقهاء ‪ ..‬وكذلك ليس فيه غرر ألنه موصوف ‪(( .....‬الصحيح ‪ :‬أنه وفق القياس)) ‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫أركان السلم ‪:‬‬
‫عند اجلمهور ‪ :‬ثالثة (كالبيع) ‪ :‬العاقد ‪ ،‬املعقود عليه ‪ ،‬الصيغة ‪.‬‬
‫عند احلنفية ‪ :‬واحد ‪ :‬الصيغة (اإلجياب والقبول) فقط ‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫ينعقد السلم أو السلف بلفظ السلم أو السلف باالتفاق ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا هل ينعقد السلم بلفظ البيع ؟‬
‫ق‪ : 1‬ينعقد بلفظ البيع ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬أن الرسول ‪ ‬هنى عن بيع ما ليس عند اإلنسان ‪ ،‬ورخص يف السلم ‪ ..‬فتخصيص السلم‬
‫دليل أنه من البيع ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال ينعقد بلفظ البيع ‪( ...‬زفَر والشافعية)‬
‫الدليل ‪ :‬ألنه خالف القياس وورد بلفظ السلم فوجب االقتصار عليه (زفر) ‪ ،‬وألن السلم غري البيع‬
‫(الشافعية) ‪.‬‬

‫)‪(214‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الراجح ‪ :‬القول األول ‪ ..‬وأيده شيخ اإلسالم ؛ ألنه عقد ومجيع العقود تنعقد مبا يدل عليها من‬
‫األلفاظ ‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫أطراف السلم ‪ :‬املشرتي (المسلم) ‪ ،‬البائع (المسلم إليه) ‪ ،‬الثمن (رأس املال) ‪ ،‬املبيع (المسلم فيه)‬
‫شروط الثمن (رأس املال) ‪( :‬املتفق عليها)‬
‫‪ - 2‬أن يسلم يف جملس العقد ‪.‬‬ ‫وقدرا وصفة ‪.‬‬
‫نوعا ً‬‫معلوما ً‬
‫‪ -1‬أن يكون ً‬
‫شروط المسلم فيه (املبيع) ‪( :‬املتفق عليها)‬
‫‪ -1‬أن يكون يف جنس معلوم ومقدار معلوم ‪..‬‬
‫‪ -2‬أن يكون السلم إىل أجل معلوم يف كيل أو وزن ‪ ،‬ويقاس عليها املعدود واملذروع ‪.‬‬
‫شروط المسلم فيه (املبيع) ‪( :‬املختلف فيها)‬
‫‪ -1‬السلم احلال (غري املؤجل) ‪.‬‬
‫موجودا وقت العدد ‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬اشرتاط كون المسلم فيه‬
‫‪ -3‬اشرتاط مكان معرفة القبض ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفق الفقهاء على جواز السلم المؤجل إذا توافرت شروطه ‪ ،‬واختلفوا في السلم‬
‫الحال ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬السلم احلال ال يصح ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ ( :‬من أسلف يف شيء ففي كيل معلوم ووزن معلوم إىل أجل معلوم ) فاحلديث أمر‬
‫باألجل ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يصح ‪( ...‬الشافعية ‪ ،‬وأمحد رواية)‬
‫معلوما‬
‫الدليل ‪ :‬أنه عقد صح مؤجالً ‪ ،‬فيصح حاالً كالبيع ‪ ،‬ومعىن احلديث ‪ :‬إن كان مؤجالً فليكن ً‬
‫الراجح ‪ :‬القول الثاين ‪ ،‬ألن هذا ليس فيه غرر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا كان األجل غير مح ّدد تحدي ًدا دقي ًقا ‪ ،‬كأن يقول إلى الحصاد فهل يصح التأجيل‬
‫بهذا ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يصح ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫مثارا للنزاع ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن التحديد هبذه االمور غري معلوم ‪ :‬فقد يتأخر أو يتقدم ‪ ،‬فيكون ً‬
‫)‪(215‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬جيوز ‪( ...‬املالكية ‪ ،‬واحلنابلة رواية)‬


‫كثريا ‪ ..‬واستدلوا حبديث عائشة ‪‬ا قالت ‪ ( :‬بعث‬ ‫الدليل ‪ :‬قالوا بأنه زمن ال خيتلف يف العادة ً‬
‫رسول اهلل ‪ ‬إىل يهودي أن ابعث لنا بثوبني إىل امليسرة ) رواه الرتمذي والنسائي ‪ ،‬وفيه حرمي بن‬
‫عماره ‪ ،‬قال أمحد ‪ :‬فيه غفلة ‪ ،‬وهو صدوق ‪..‬‬
‫كثريا ‪ ،‬فالغرر فيه يسري ومعفو عنه ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول الثاين ؛ ألن التفاوت ليس ً‬
‫موجودا وقت العقد ؟‬
‫ً‬ ‫مسألة ‪ /‬هل من شرط السلم كون جنس الْمسلم فيه‬
‫ق‪ : 1‬ال يشرتط ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عباس حيث كانوا يسلفون يف الثمار السنة والسنتني ‪ ،‬والثمار غري موجودة هذه‬
‫املدة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يشرتط ذلك ‪( ...‬أبو حنيفة)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ :‬ابن عمر وفيه ( ال تسلفوا يف النخل حىت يبدو صالحه ) وفيه ضعف ‪،‬‬
‫موجودا وقت العقد ‪.‬‬
‫ً‬ ‫وقالوا بأن الغرر يكون أكثر إذا مل يكن املسلم فيه‬
‫سبب اخلالف ‪ :‬معارضة املعقول للمنقول ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬قول اجلمهور ؛ لقوة أدلتهم ‪ ،‬وضعف حديث ابن عمر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يشترط معرفة مكان القبض ؟‬
‫ق‪ : 1‬يشرتط ‪( ...‬قول للشافعي)‬
‫الدليل ‪ :‬القياس على اشرتاط تعيني الزمان ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يشرتط ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ( من أسلف يف شيء ففي كيل معلوم ووزن معلوم إىل أجل معلوم ) فاحلديث ذكر‬
‫شروط السلم ومل يذكر اشرتاط معرفة مكان القبض ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬التفصيل ‪ :‬إن كان حلمله مؤونة فيشرتط تعيني املوضع ‪( ...‬أبو حنيفة وقول للشافعي)‬
‫منعا للنزاع ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬إذا كان حلمله مؤونة ومشقة فإنه يعظم فيه الغرر ‪ ،‬فاشرتاط التعيني ً‬
‫الراجح ‪ :‬قول اجلمهور ؛ لقوة ما استدلوا به ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬السلم في الحيوان ؟‬
‫ق‪ : 1‬اجلواز ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫)‪(216‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ف َرسول اهلل ‪ ‬بَكًرا مبثله ‪َ ،‬غي َر أَنَّه قَ َال‬


‫الدليل ‪ :‬عن أَيب َرافع‪َ ،‬موَىل َرسول اهلل ‪ ‬قَ َال ‪ ( :‬استَسلَ َ‬
‫ضاءً) "م" ‪ ..‬ولعموم حديث ‪ ( :‬من أسلف يف شيء ‪. ) ...‬‬ ‫‪ ( :‬فَإ َّن َخي َر عبَاد اهلل أَح َسن هم قَ َ‬
‫ق‪ : 2‬عدم اجلواز ‪( ...‬أبو حنيفة ‪ ،‬ورواية عن أمحد)‬
‫الدليل ‪ :‬ما رواه ابن عباس ‪‬ما ‪ ( :‬أن رسول اهلل ‪ ‬هنى عن السلف يف احليوان ) رواه احلاكم‬
‫والدارقطين ‪ ،‬وفيه راو منكر احلديث ‪.‬‬
‫سبب اخلالف ‪ :‬تعارض اآلثار ‪ ،‬وتردد احليوان بني أن ينضبط بالصفة أو ال ينضبط ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول األول ‪ ...‬لعموم آية الدين ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬السلم في اللحم ؟‬
‫ق‪ : 1‬اجلواز ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬عموم ( من أسلف يف شيء ‪ ) ...‬واللحم من الوزن املعلوم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عدم اجلواز ‪( ...‬احلنفية)‬
‫الس َمن واهلزل ‪ ،‬وقلة العظم وكثرته ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن اللحم ال ينضبط لوجود اجلهالة من جهتني ‪ِّ :‬‬
‫الراجح ‪ :‬قول اجلمهور ‪ ..‬ولكن بشرط ضبط صفات اللحم (جنسه ‪ ،‬ونوعه ‪ ،‬وسنة و‪. ) ....‬‬
‫مسألة ‪ /‬السلم في العروض (وهي األمتعة التي ال يدخلها وزن وال كيل ) ؟‬
‫ق‪ : 1‬اجلواز بشرط ضبطها بالصفة أو العدد ‪( ...‬اجلمهور منهم األئمة األربعة)‬
‫الدليل ‪ :‬عموم ‪ ( :‬من أسلف يف شيء ‪ ، ) ....‬وبالقياس على املكيالت واملوزونات ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عدم اجلواز ‪( ...‬أهل الظاهر)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ ( :‬من أسلف يف شيء ففي كيل معلوم ووزن معلوم ‪ )...‬فيقتصر على املوزون‬
‫واملكيل ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬قول اجلمهور ‪ ،‬لقوة أدلتهم ‪ ،‬وللتيسري على الناس ‪.‬‬
‫كتاب بيع اخليار‬
‫اخليار لغة ‪ :‬اصطفاء خري األمرين ‪.‬‬
‫سوغ شرعي ‪ ،‬أو مبقتضى اتفاق عقدي ‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬حق العاقد يف فسخ العقد أو إمضائه لظهور م ِّ‬
‫ً‬
‫أقسام الخيار (بحسب طبيعته)‬
‫اخليار احلكمي ‪ :‬وهو ما ثبت فيه اخليار حبكم الشارع بعد وجود السبب ‪.‬‬
‫)‪(217‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اخليار اإلرادي ‪ :‬وهو ما ثبت فيه اخليار بإرادة العاقد ‪.‬‬


‫خيار الشرط ‪ :‬هو أن يكون للمتعاقدين أو أحدمها أو لغريمها احلق يف إمضاء العقد أو فسخه خالل‬
‫مدة معلومة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم خيار الشرط ؟‬
‫ق‪ : 1‬جائز ‪( ...‬اجلمهور ‪ ،‬منهم األئمة األربعة)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عمر ‪‬ما أن رسول اهلل ‪ ‬قال ‪ ( :‬البيعان باخليار ما مل يتفرقا ) متفق عليه‬
‫‪.‬ونقل اإلمجاع على اجلواز ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬غري جائز ‪( ...‬الثوري وابن حزم)‬
‫س يف‬ ‫َّ‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪َ ( :‬ما بَال ر َجال يَش َرتطو َن شروطًا لَي َست يف كتَاب الله ‪َ ،‬ما َكا َن من َشرط لَي َ‬
‫كتَاب اللَّه فَه َو بَاط ٌل ‪ ) ...‬متفق عليه ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬قول اجلمهور ‪ ..‬لثبوت النص الدال على ذلك ‪ ،‬واملراد بالشرط يف حديث املخالف هو‬
‫الذي خيالف الكتاب والسنة وليس الذي مل يرد جوازه فيهما ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬مدة خيار الشرط إذا كانت غير معلومة (مطلقة) ؟‬
‫ق‪ : 1‬أن مدة خيار الشرط ال يصح أن تكون غري معلومة ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬ألن املدة اجملهولة فيها غرر فينتج الضرر ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يصح أن تكون غري معلومة ‪( ...‬رواية ألمحد ‪ ،‬ومنسوب ملالك)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ ( :‬املسلمون على شروطهم ) خ ‪ ...‬حديث عام يتناول خيار الشرط يف البيع‬
‫مطلقا ‪.‬‬
‫ً‬
‫الراجح ‪ :‬قول اجلمهور ؛ ألن عدم حتديد املدة يستلزم الغرر ‪ ،‬وأما حديث ‪ ( :‬املسلمون على‬
‫شروطهم ) فهو عام خصصه النهي عن الغرر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفقوا على جواز الخيار لثالثة أيام وأقل ‪ ،‬وما زاد على ثالثة أيام ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يصح الزيادة على ثالثة أيام ‪( ...‬أبو حنيفة والشافعي)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث حبان بن منقذ ففي رواية ( ‪ ..‬مث أنت باخليار يف كل سلعة ابتعتها ثالث ليال )‬
‫وفيها ضعف ‪ ..‬فاحلديث حدد اخليار بثالثة أيام ‪ ،‬فيقتصر على الوارد ألن خيار الشرط جاء على‬
‫خالف القياس ‪.‬‬
‫)‪(218‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬تصح الزيادة (بشرط كوهنا معلومة) ‪( ...‬أمحد)‬


‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ ( :‬املسلمون على شروطهم ) خ‬
‫ق‪ : 3‬ختتلف مدة اخليار باختالف املعقود عليه ‪( ...‬مالك يف رواية)‬
‫الدليل ‪ :‬اخليار شرع للحاجة ‪ ،‬واحلاجة ختتلف باختالف املعقود عليه ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول الثاين ‪ ..‬للتيسري على الناس ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا تلف المبيع عند البائع (خالل مدة الشرط وكان البائع لم يمنع المشتري من‬
‫القبض) ؟‬
‫ق‪ : 1‬الضمان على املشرتي مط ًلقا ‪( ...‬الشافعية واحلنابلة)‬
‫الدليل ‪ :‬القياس على العقد الالزم ‪ ،‬ففيه يضمن املشرتي ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الضمان على البائع ‪( ...‬احلنفية واملالكية)‬
‫الدليل ‪ :‬ألن البيع مل يتم بعد ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول الثاين ‪ ،‬ألن العقد يف مدة اخليار غري الزم ‪.‬‬
‫ورث خيار الشرط ؟‬
‫مسألة ‪ /‬هل ي َّ‬
‫ق‪ : 1‬نعم يورث ‪( ...‬املالكية والشافعية ورواية للحنابلة)‬
‫الدليل ‪ :‬أن األصل يف احلقوق اإلرث ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يورث ‪ ،‬فيجب البيع ‪( ...‬احلنفية واحلنابلة يف املذهب)‬
‫الدليل ‪ :‬قياس خيار الشرط على خيار الرؤية ‪.‬‬
‫سبب اخلالف ‪ :‬هل يلحق خيار الشرط باملال أو يلحق بصاحب اخليار ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول األول ‪ ...‬ألنه حق متعلق باملال ‪.‬‬
‫بيع املراحبة‬
‫أقسام البيوع من حيث البدل ‪:‬‬
‫املراحبة ‪ :‬البيع مبثل الثمن األول مع زيادة الربح ‪.‬‬
‫املساومة ‪ :‬البيع عن طريق التفاوض على مثن السلعة من غري النظر يف الثمن االول حىت يتفقا ‪.‬‬
‫التولية (التقبيل) ‪ :‬البيع مبثل قيمة الشراء بال زيادة ربح ‪.‬‬
‫اإلشراك ‪ :‬كبيع التولية ‪ ،‬إال انه بيع بعض املبيع ببعض الثمن ‪.‬‬
‫)‪(219‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الوضعية ‪ :‬البيع بأنقص من رأس املال بشيء معلوم ‪.‬‬


‫املزايدة ‪ :‬أن ينادى على مثن السلعة ويزيد الناس بعضهم على بعض حىت تقف على أحدهم ‪.‬‬
‫صور بيع المرابحة ‪:‬‬
‫(متفق عليها) ‪ :‬أن يقول صاحب السلعة ‪ :‬هي علي ب‪ 111‬بعتك هبا ‪ ،‬وأربح ‪ 11‬لاير ‪.‬‬
‫احدا ‪..‬‬
‫(خمتلف فيها) ‪ :‬أن يقول ‪ :‬هي علي ب‪ 111‬بعتك هبا ‪ ،‬وأربح يف كل ‪ 11‬رياالت رياالً و ً‬
‫والراجح جواز هذه الصورة وهو قول اجلمهور لعموم (وأحل اهلل البيع) ‪.‬‬
‫شروط بيع املراحبة ‪:‬‬
‫‪ – 2‬العلم بالربح ‪.‬‬ ‫‪ -‬العلم بالثمن األول ‪.‬‬
‫صحيحا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ – 3‬أن ال يرتتب على الراحبة الربا ‪ – 4 .‬أن يكون العقد األول‬
‫مسألة ‪ /‬إذا قال رأس مالي ‪ 111‬لاير ولي ربح ‪ 11‬لاير ‪ ،‬فتبين أن رأس ماله ‪ 01‬لاير ؟‬
‫ق‪ : 1‬البيع صحيح ‪ ،‬وللمشرتي أن يأخذ ما زاد ‪( ...‬أمحد ‪ ،‬والشافعي يف قول)‬
‫الدليل ‪ :‬بأهنا زيادة يف الثمن ‪ ،‬فال متنع صحة العقد ‪.‬‬
‫مطلقا (يشرتي بقول البائع أو يفسخ البيع) ‪ ( ...‬احلنفية ‪ ،‬والشافعي يف قول)‬
‫ق‪ : 2‬للمشرتي اخليار ً‬
‫الدليل ‪ :‬القياس على وجود العيب ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬للمشرتي اخليار (بني األخذ بالثمن الصحيح وبني الفسخ) ‪( ...‬مالك)‬
‫الدليل ‪ :‬أن السلعة ثبتت على سعر أقل مما رضي به املشرتي ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول األول ؛ لقوة ما استدلوا به ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬إذا قال البائع ‪ :‬رأس مالي ‪ 111‬وأرب ْح ‪ ، 11‬ثم عاد فقال ‪ :‬رأس مالي ‪ 111‬؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يقبل قول البائع إال ببينة ‪( ...‬احلنابلة)‬
‫الدليل ‪ :‬بأن البينة حجة شرعية ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن كان البائع معروفًا بالصدق قبل قوله ‪( ...‬أمحد يف رواية)‬
‫الدليل ‪ :‬اختالف قول البائع أورد الشك ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال يقبل قول البائع ولو أورد بينة حىت يصدقه املشرتي ‪( ...‬الشافعي ورواية ألمحد)‬
‫الدليل ‪ :‬اختالف قول البائع أورد شبهة يف صدقة من كذبة ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬يقبل قول البائع ‪( ...‬مالك)‬

‫)‪(221‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬األصل يف بيع املراحبة أن البائع مؤمتن ‪.‬‬


‫الراجح ‪ :‬القول األول ؛ ويشهد له ‪ :‬حديث ( البينة على املدعي ‪).......‬‬
‫‪----------------‬‬
‫فائدة ‪ :‬ما يع ّد من رأس المال ‪:‬‬
‫كل نفقة انفقت على السلعة وأوجبت زيادة يف املعقود عليه (مثل أجرة اخلياط والغسال) واحلجة يف‬
‫ذلك العرف ‪.‬‬
‫كتاب بيع العرية‬
‫العريَّة لغة ‪ :‬على وزن فعيلة مبعىن مفعولة ‪ ،‬واحدة العرايا ‪ ..‬وأصل العرية ‪ :‬عطية مثر النخل دون‬
‫األصل ‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬هي أن يعري الرجل اجلار أو القريب ‪ -‬للحاجة واملسكنة ‪ -‬النخلة والنخلتني ‪..‬‬
‫ً‬
‫وبيع العرايا ‪ :‬هو بيع الثمر على رؤوس النخل (رطبًا) بتمر جمدود على األرض خرصا ‪..‬‬
‫العرية في مذهب مالك ‪ :‬أن يهب الرجل مثرة خنلة أو خنالت من حائطه لرجل بعينه ‪ ،‬فيجوز‬
‫للمعرى شراؤها من املعري له خبرصها مترا على شروط أربعة ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تزهي ‪ -2 .‬أن تكون مخسة أوسق فما دون ‪ ،‬فإن زادت فال جيوز ‪ -3 .‬أن يعطيه التمر‬
‫الذي يشرتيها به عند اجلذاذ ‪ ،‬فإن أعطاه حاالً مل جيز ‪ -4 .‬أن يكون التمر من صنف متر العرية‬
‫ونوعها ‪.‬‬
‫فعلى مذهب مالك الرخصة يف العرية إمنا هي يف حق املعري فقط ‪ ،‬والرخصة فيها إمنا هي استثناؤها‬
‫من املزابنة ‪ ،‬وهي بيع الرطب بالتمر اجلاف الذي ورد النهي عنه ‪ ،‬ومن صنفي الربا أيضا ‪ :‬أعين‬
‫التفاضل والنَّساء ‪.‬‬
‫وأما الشافعي وأمحد فمعىن الرخصة الواردة عنده فيها ليست للمعري خاصة ‪ ،‬وإمنا هي لكل أحد من‬
‫الناس أراد أن يشرتي هذا القدر من التمر ‪ :‬أعين اخلمسة أوسق أو ما دون ذلك بتمر مثلها ‪.‬‬
‫حكم بيع العرايا ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬ال جتوز ‪( ...‬احلنفية)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث جابر ‪ ( : ‬هنى رسول اهلل ‪ ‬عن املزابنة واحملاقلة ) قال جابر ‪ : ‬املزابنة ‪ :‬بيع‬
‫الرجل الرطب يف النخل بالتمر كيالً ‪.‬‬
‫)‪(221‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬جائزة ‪( ...‬اجلمهور)‬


‫الدليل ‪ :‬حديث أيب هريرة ‪ ( : ‬أن رسول اهلل ‪ ‬رخص يف بيع العرايا خبرصها من التمر فيما دون‬
‫مخسة أوسق ‪ ،‬أو يف مخسة أوسق ) متفق عليه ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول الثاين ؛ ألن أحاديث املنع استثين منها بيع العرايا ‪...‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفق العلماء (القائلين بالجواز) بأن ما زاد على خمسة أوسق ال يجوز ‪ ،‬وما نقص‬
‫فيجوز ‪ ،‬واختلفوا فيما إذا كان خمسة أوسق ؟‬
‫ق‪ : 1‬اجلواز ‪( ...‬مالك ‪ ،‬وأمحد رواية)‬
‫الدليل ‪ :‬يف حديث أيب هريرة شك أحد الرواة (فيما دون مخسة أوسق ‪ ،‬أو يف مخسة أوسق) فاليقني‬
‫دون مخسة أوسق ‪ ،‬وبقي املشكوك فيه على اإلباحة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عدم اجلواز ‪( ...‬الشافعية ‪ ،‬واحلنابلة يف رواية)‬
‫الدليل ‪ :‬أن الرواية فيها شك ‪ ،‬واألصل هو التحرمي ‪ ..‬فنأخذ باليقني ونطرح الشك ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول الثاين ؛ ألنه أحوط ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفق المجيزون لبيع العرايا على جوازها في ثمر النخل ‪ ،‬واختلفوا هل يلحق به غيره أم‬
‫ال ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يلحق به غريه ‪( ...‬احلنابلة ‪ ،‬والظاهرية)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث زيد بن ثابت ‪( : ‬أن رسول اهلل ‪ ‬رخص يف العرايا أن تباع خبرصها) متفق عليه‬
‫‪ ..‬فيتقيد مبا ورد ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يلحق به العنب فقط ‪( ...‬الشافعية ‪ ،‬وبعض املالكية)‬
‫الدليل ‪ :‬أن مثر النخيل والعنب تشرتكان بأهنما تأكالن حال اإلرطاب ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يلحق به كل ما ييبس ويدخر من الثمار ‪( ...‬املالكية)‬
‫الدليل ‪ :‬القياس على مثار النخيل يف كوهنا يأيت منها رطب ويابس ‪.‬‬
‫سبب اخلالف ‪ :‬هل العلة قاصرة على النص أم متعدية ؟‬
‫الراجح ‪ :‬القول األول ؛ ألن اإلسالم حرم بيع الثمر بالثمر ‪ ،‬واستثىن العرايا ‪ ،‬فهي رخصة تقدر‬
‫بقدرها ‪.‬‬

‫)‪(222‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫كتاب اإلجارات‬
‫صطالحا ‪ :‬متليك منافع شيء مباح ملدة معلومة بعوض ‪.‬‬
‫ً‬ ‫لغة ‪ :‬بيع املنفعة ‪ ..‬ا‬
‫حكم اإلجارة ‪:‬‬
‫جائزة ‪ ..‬واألصل (فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن) ‪ ،‬حديث ‪( :‬أن رسول اهلل ‪ ‬وأبا بكر‬
‫استأجرا رجالً من بين الدَّيل هاديًا خِّريتا) "خ" ‪ ..‬وقد أمجعت األمة يف كل عصر من العصور على‬
‫جواز اإلجارة ‪.‬‬
‫وقال بعدم اجلواز ‪ :‬احلسن البصري وعبدالرمحن األصم وابن علية ‪ ،‬واستدلوا بأن اإلجارة غرر ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفقوا على تحريم استئجار األشياء المحرمة العين (كالكلب والخنزير) والمحرمة‬
‫نفسها (كالمغنيات) ‪ ..‬هل تجوز إجارة األرض ؟‬
‫الراجح ‪ :‬جتوز إجارهتا بكل شيء ‪ ،‬حىت جبزء مما خيرج منها ‪ ...‬وهو قول احلنابلة ‪.‬‬
‫والدليل ‪ :‬حديث ابن عمر ‪‬ما ‪ ( :‬أن النيب ‪ ‬دفع إىل يهود خيرب خنل خيرب وأرضها ‪ ،‬على أن‬
‫يعتملوها من أمواهلم على نصف ما خترجه األرض والثمرة ) متفق عليه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬االستئجار على تعليم القرآن ؟‬
‫ق‪ : 1‬حمرم ‪( ...‬أبو حنيفة وأمحد يف املشهور)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عثمان بن أيب العاص ‪ ‬قال ‪ :‬إن آخر ما عهد إيل النيب ‪ ‬أن اختذ مؤذنًا ال‬
‫أجرا ) أخرجه اخلمسة ‪ ،‬واحلديث صحيح ‪.‬‬ ‫يأخذ على أذانه ً‬
‫ق‪ : 2‬مكروه (إذا اشرتط) ‪( ...‬احلسن البصري والشعيب وابن سريين)‬
‫اك اللَّه به من َه َذا ال َمال َعن َغري َمسأَلَة َوَال إشَراف نَفس فَخذه‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ ( :‬يا ع َمر َما أَتَ َ‬
‫َومتَََّوله ‪ ،‬فَإَّمنَا ه َو رز ٌق َساقَه اللَّه إلَيك ) رواه أمحد واحلديث صحيح ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬مباح ‪( ...‬مالك والشافعي ‪ ،‬وأمحد يف رواية ‪ ،‬واهل الظاهر)‬
‫أجرا كتاب اهلل ) "خ" ‪ ..‬والقياس على الرقية ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ ( :‬إن احق ما أخذمت عليه ً‬
‫الراجح ‪ :‬القول باجلواز بشرط أن ينوي نفع الغري ‪ ،‬وأن االجرة مقابل تفرغه واحتباسه هلذا العمل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬أخذ األجرة على األذان ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ‪( ...‬اجلمهور)‬

‫)‪(223‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬حديث عثمان بن أيب العاص ‪ ‬قال ‪ :‬إن آخر ما عهد إيل النيب ‪ ‬أن اختذ مؤذنًا ال‬
‫أجرا ) أخرجه اخلمسة ‪ ،‬واحلديث صحيح ‪.‬‬
‫يأخذ على أذانه ً‬
‫ق‪ : 2‬اجلواز ‪( ...‬املالكية ‪ ،‬والشافعية يف قول)‬
‫الدليل ‪ :‬القياس على أخذ األجرة على الرقية ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬اجلواز ‪ ..‬حلاجة املسلمني ‪ ،‬وقد ال يوجد متطوع ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬كسب الحجام ؟‬
‫ق‪ : 1‬حالل ‪( ...‬اجلمهور منهم األئمة األربعة)‬
‫الدليل ‪َ :‬عن ابن َعبَّاس ‪‬ما قَ َال ‪ ( :‬احتَ َج َم النَّيب ‪َ ‬وأَعطَى احلَ َّج َام أَجَره ‪َ ،‬ولَو َعل َم حر ًاما َمل‬
‫ي عطه ) متفق عليه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حرام ‪( ...‬بعض الصحابة كعثمان وأيب هريرة ‪ ،‬وبعض السلف كاحلسن البصري)‬
‫يث‬
‫يث ‪َ ،‬وَمهر البَغ ِّي َخب ٌ‬
‫الدليل ‪ :‬عن َرافع بن َخديج ‪َ ‬عن َرسول اهلل ‪ ‬قَ َال ‪َ ( :‬مثَن ال َكلب َخب ٌ‬
‫يث ) م ‪.‬‬
‫‪َ ،‬وَكسب احلَ َّجام َخب ٌ‬
‫الراجح ‪ :‬قول اجلمهور ‪ ..‬وحتمل أحاديث النهي على من كان مستغنيًا عنه ‪ ،‬وأما تسمية كسبه‬
‫باخلبيث فال يدل على التحرمي ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إجارة الفحول ؟‬
‫ق‪ : 1‬اجلواز ‪( ...‬بعض التابعني ومالك "بشرط أن ينزو أكو ًاما معلومة" )‬
‫الدليل ‪ :‬القياس على أخذ األجرة على سائر املنافع املباحة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز ‪( ...‬اجلمهور )‬
‫الدليل ‪ :‬ما رواه ابن عمر ‪‬ما ‪ ( :‬أن النيب ‪ ‬هنى عن عسب الفحل ) خ‬
‫الراجح ‪ :‬قول اجلمهور ‪ ،‬لقوة أدلتهم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬بم ينفسخ عقد اإلجارة ؟‬
‫الراجح ‪ :‬أن اإلجارة ال تنفسخ إال مبا تنفسخ به العقود الالزمة ‪ ،‬وهو قول اجلمهور لآلية (أوفوا‬
‫بالعقود)‬
‫مسألة ‪ /‬هل الموت سبب لفسخ اإلجارة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال ‪ ..‬ويورث العقد ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫)‪(224‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬القياس على البيع ‪.‬‬


‫ق‪ : 2‬نعم تنفسخ مبوت أحد املتعاقدين ويورث العقد ‪( ...‬أبو حنيفة)‬
‫الدليل ‪ :‬أن املوت يقطع املنفعة على املستأجر ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول األول ؛ ألن املستأجر قد ملك املنفعة ‪.‬‬
‫كتاب القراض‬
‫الرجل املال على أن يتجر به على جزء معلوم يأخذه العامل‬‫وأمجعوا على أن صفته ‪ :‬أن يعطي الرجل َ‬
‫من ربح املال ‪ ،‬أي جزء كان مما يتفقان عليه ثلثا أو ربعا أو نصفا ‪ ،‬وأن هذا مستثىن من اإلجارة‬
‫اجملهولة ‪ ،‬وأن الرخصة يف ذلك إمنا هي ملوضع الرفق بالناس ‪ ،‬وأنه ال ضمان على العامل فيما تلف‬
‫من رأس املال إذا مل يتعد ‪ ،‬وإن كان اختلفوا فيما هو تعد مما ليس بتعد ‪.‬‬
‫وال خالف بني املسلمني يف جواز القراض‪ ،‬وأنه مما كان يف اجلاهلية فأقره اإلسالم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬أجمعوا على أنه جائز بالدنانير والدراهم ‪ ،‬واختلفوا في العروض ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز القراض بالعروض ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز ‪ ..‬ابن أيب ليلى ‪.‬‬
‫وحجة اجلمهور ‪ :‬أن رأس املال إذا كان عروضا كان غررا ألنه يقبض العرض وهو يساوي قيمة ما ‪،‬‬
‫ويرده وهو يساوي قيمة غريها ‪ ،‬فيكون رأس املال والربح جمهوال ‪.‬‬
‫كتاب املساقاة‬
‫حكمها ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬جائزة ‪ ..‬اجلمهور ‪ .‬وهي عندهم مستثناة بالسنة من بيع ما مل خيلق ‪ ،‬ومن اإلجارة اجملهولة ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ابن عمر الثابت "أن رسول اهلل ‪ ‬دفع إىل يهود خيرب خنل خيرب وأرضها على أن‬
‫يعملوها من أمواهلم ‪ ،‬ولرسول اهلل ‪ ‬شطر مثرها" خرجه البخاري ومسلم ويف بعض رواياته "أنه ‪ ‬ساقاهم‬
‫على نصف ما خترجه األرض والثمرة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جتوز املساقاة أصال ‪ ..‬أبو حنيفة ‪.‬‬

‫)‪(225‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬هذا احلديث منسوخ أو أنه خاص باليهود مع خمالفة هذا األثر لألصول ؛ ألنه بيع ما مل‬
‫خيلق ؛ وأيضا فإنه من املزابنة ‪ ،‬وهو بيع التمر بالتمر متفاضال ‪ ،‬ألن القسمة باخلرص بيع اخلرص ‪.‬‬
‫ورمبا قالوا إن النهي الوارد عن املخابرة هو ما كان من هذا الفعل خبيرب‪.‬‬
‫واجلمهور يرون أن املخابرة هي كراء األرض ببعض ما خيرج منها ‪.‬‬
‫وأركانها أربعة ‪:‬‬
‫احملل املخصوص هبا ‪ .‬واجلزء الذي تنعقد عليه ‪ .‬وصفة العمل الذي تنعقد عليه ‪ .‬واملدة اليت جتوز‬
‫فيها وتنعقد عليها ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬محل المساقاة ؟‬
‫ق‪ : 1‬يف النخيل فقط ‪ ..‬داود ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألهنا رخصة ‪ ،‬فوجب أن ال يتعدى هبا حملها الذي جاءت فيه السنة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يف النخل والكرم فقط ‪ ..‬الشافعي ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألن احلكم يف املساقاة هو باخلرص ‪ ،‬وقد جاء يف حديث عتاب بن أسيد احلكم باخلرص‬
‫يف النخل والكرم وإن كان ذلك يف الزكاة ‪ ،‬فكأنه قاس املساقاة يف ذلك على الزكاة ‪ ،‬واحلديث الذي‬
‫ورد عن عتاب بن أسيد هو ‪" :‬أن رسول اهلل ‪ ‬بعثه وأمره أن خيرص العنب وتؤدى زكاته زبيبا ‪ ،‬كما‬
‫تؤدى زكاة النخل مترا" رواه أبو داود ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يف كل أصل ثابت كالرمان والتني والزيتون وما أشبه ذلك من غري ضرورة‪ ،‬وتكون يف األصول‬
‫غري الثابتة كاملقاثئ والبطيخ مع عجز صاحبها عنها‪ ،‬وكذلك الزرع ‪ ..‬مالك وأمحد ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ألهنا رخصة ينقدح فيها سبب عام ‪ ،‬فوجب تعدية ذلك إىل الغري ‪.‬‬
‫وال جتوز يف شيء من البقول عند اجلميع إال ابن دينار ‪ ،‬فإنه أجازها فيه إذا نبتت قبل أن تستغل ‪.‬‬
‫كتاب الشركة‬
‫الشركة باجلملة عند فقهاء األمصار على أربعة أنواع ‪ :‬شركة العنان ‪ ،‬وشركة األبدان ‪ ،‬وشركة املفاوضة‬
‫‪ ،‬وشركة الوجوه ‪.‬‬
‫واحدة منها متفق عليها ‪ ،‬وهي شركة العنان ‪ ،‬والثالثة خمتلف فيها ‪.‬‬
‫شركة العنان ‪ :‬هي أن يشرتكا يف شيء خاص دون سائر أمواهلما ‪ ،‬كأنه عن هلما شيء فاشرتياه‬
‫مشرتكني فيه ‪.‬‬
‫)‪(226‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫شركة المفاوضة منعها الشافعي وأجازها الجمهور ‪..‬‬


‫ومعنى شركة المفاوضة ‪ :‬أن يفوض كل واحد من الشريكني إىل صاحبه التصرف يف ماله مع غيبته‬
‫وحضوره ‪ ،‬وذلك واقع عندهم يف مجيع أنواع املمتلكات ‪.‬‬
‫وعمدة الشافعي أن اسم الشركة إمنا ينطلق على اختالط األموال ‪ ،‬فإن األرباح فروع ‪ ،‬وال جيوز أن‬
‫تكون الفروع مشرتكة إال باشرتاك أصوهلا ؛ وأما إذا اشرتط كل واحد منهما رحبا لصاحبه يف ملك‬
‫نفسه فذلك من الغرر ومما ال جيوز ‪.‬‬
‫شركة األبدان منعها الشافعي وأجازها الجمهور ‪..‬‬
‫معنى شركة األبدان ‪ :‬أن يشرتك اثنان أو أكثر فيما يكتسبونه بأيديهم ؛ كالصناع يشرتكون على أن‬
‫يعملوا يف صناعتهم فما رزق اهلل تعاىل فهو بينهم ‪.‬‬
‫وعمدة الشافعية أن الشركة إمنا ختتص باألموال ال باألعمال ‪ ،‬ألن ذلك ال ينضبط فهو غرر عندهم‬
‫‪ ،‬إذ كان عمل كل واحد منهما جمهوال عند صاحبه ‪.‬‬
‫حكم شركة الوجوه (وهي الشركة على الذمم من غير صنعة وال مال) ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬باطلة ‪ ..‬مالك والشافعي ‪.‬‬
‫احلجة ‪ :‬أن الشركة إمنا تتعلق على املال أو على العمل ‪ ،‬وكالمها معدومان يف هذه املسألة مع ما يف‬
‫ذلك من الغرر ‪ ،‬ألن كل واحد منهما عاوض صاحبه بكسب غري حمدود بصناعة وال عمل خمصوص‬
‫‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جائزة ‪ ..‬أبو حنيفة وأمحد ‪.‬‬
‫احلجة ‪ :‬أنه عمل من األعمال فجاز أن تنعقد عليه الشركة‪.‬‬
‫كتاب الشفعة‬
‫تعريف الشف َعة ‪:‬‬
‫اللغة ‪ :‬من الشفع ‪ ،‬وهو الزوج والضم ‪ ..‬وقيل مشتقة من الزيادة ‪.‬‬
‫قهرا عند علمه بالبيع مقابل عوض ‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬استحقاق الشريك انتزاع حصة شريكه ً‬‫ً‬
‫توضيح ‪ :‬الشفعة حق للشريك يف أن يشرتي حصة شريكه (إذا باعها هذا الشريك لغري شريكه) ‪.‬‬
‫الشفعة ثابتة بالسنة واإلمجاع ‪:‬‬

‫)‪(227‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫من السنة ‪ :‬عن جابر ‪ ‬أن النيب ‪ ‬قضى بالشفعة يف كل ما مل يقسم ‪ ،‬فإذا وقعت احلدود‬
‫وصِّرفت الطرق فال شفعة ‪" .‬خ م" ‪.‬‬
‫ونقل ابن املنذر اإلمجاع على ثبوت الشفعة ‪ ...‬ومل خيالف إال أبا بكر األصم وجابر بن زيد ‪ ،‬حيث‬
‫عللوا بأن الشفعة خارجة عن األصول ‪ ،‬إذا األصل أنه حديث ‪ (( :‬ال حيل مال امرئ مسلم إال‬
‫بطيب نفس منه )) ‪...‬‬
‫أركان ُّ‬
‫الشفعة ‪:‬‬
‫الشافع (املطالب هبا) ‪ -2 .‬املشفوع فيه (العقار) ‪ -3 .‬املشفوع عليه (املشرتي األجنيب) ‪.‬‬
‫شروط إثبات ُّ‬
‫الشفعة ‪:‬‬
‫عقارا ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون املشفوع فيه ً‬ ‫أن يكون الشافع شري ًكا ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أال يكون قد قسم (العقار) ‪ -4 .‬أن يكون املبيع مما ميكن قسمته ‪.‬‬
‫أجمع المسلمون في ثبوت الشفعة للشريك في كل عقار لم يقسم ‪ ،‬واستدلوا بحديث جابر‬
‫السابق‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في ثبوت الشفعة للجار (أي هل يعامل كأنه شريك) ؟ على ‪ 3‬أقوال ‪:‬‬
‫مطلقا ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫ق‪ : 1‬ال تثبت الشفعة للجار ً‬
‫الدليل ‪ :‬لفظ البخاري حلديث جابر ‪ ( :‬إمنا جعل النيب ‪ ‬الشفعة فيما مل يقسم ) ‪ ..‬يدل عل‬
‫حصرها يف الشريك الذي مل يٌقاسم ‪ ،‬واجلار ليس بشريك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تثبت الشفعة للجار على مراتب (يأيت بعد الشريك الذي مل يقاسم وبعد الشيك بالطريق) ‪...‬‬
‫(احلنفية) ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ ( :‬جار الدار أحق بالدار ) ‪ .‬رواه الرتمذي وأبو داود وأمحد ‪ ،‬وقال الرتمذي ‪:‬‬
‫حسن صحيح ‪.‬‬
‫احدا ‪( ..‬رواية عن أمحد وقول لبعض الشافعية) ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬تثبت للجار إذا كان الطريق و ً‬
‫احدا‬
‫الدليل ‪ :‬حديث جابر ‪ ( :‬اجلار أحق بداره بشفعته ‪ ،‬ينتظر هبا إن كان غائبًا إذا كان طريقهما و ً‬
‫) رواه أبو داود والرتمذي وقال ‪ :‬هذا حديث حسن ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول الثالث ؛ ألن أحاديث الشفعة عامة ‪ ،‬وأحاديث اجلار مطلقة ‪ ،‬وقيدها حديث‬
‫جابر باحتاد الطريق ‪.‬‬

‫)‪(228‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اتفق الفقهاء على ثبوت الشفعة في العقار (األرض وما يتبعها من غراس وبناء وعقار) ‪..‬‬
‫مسألة ‪ /‬واختلفوا في ثبوت الشفعة فيما سوى العقار على قولين ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬الشفعة ال تثبت إال يف العقار ‪( ...‬اجلمهور) ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث جابر السابق وفيه ‪ ( :‬فإذا وقعت احلدود وصِّرفت الطرق فال شفعة ) ‪ ..‬حيث أن‬
‫إيقاع احلدود وتصريف الطرق ال يكون إال يف العقار ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الشفعة تثبت يف كل شيء ‪( ...‬قول عطاء ‪ ،‬وقول ملالك ) ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬ما رواه ابن مليكة أن النيب ‪ ‬قال ‪ ( :‬الشفعة يف كل شيء ) أخرجه الرتمذي وضعفه‬
‫األلباين وهو مرسل ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول األول لقوة ما استدلوا به ‪ ،‬ولضعف دليل القول الثاين ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اختلف الفقهاء في الزروع والثمار الظاهرة هل تثبت فيها الشفعة ؟ على قولين ‪:‬‬
‫مفردا ‪ ( ...‬احلنابلة والشافعية ) ‪.‬‬
‫تبعا وال ً‬‫ق‪ : 1‬ال تثبت فيها الشفعة ال ً‬
‫تبعا فال تؤخذ بالشفعة ‪.‬‬ ‫الدليل ‪ :‬أهنا ال تدخل يف البيع ً‬
‫تبعا ألصوهلا ‪ ( ...‬احلنفية واملالكية ) ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تثبت فيها الشفعة ً‬
‫الدليل ‪ :‬أهنا متصلة مبا فيه الشفعة ‪ ،‬فتثبت فيه الشفعة كالبناء والغراس ‪.‬‬
‫املختار ‪ :‬القول األول ؛ لعدم حصول الضرر املراد رفعه بالشفعة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬اتفق الفقهاء على أن ما انتقل بعوض (البيع) أن فيه الشفعة ‪..‬‬
‫وكذا اتفقوا أن ما انتقل باإلرث فإنه ال شفعة فيه ‪..‬‬
‫واختلفوا فيما انتقل بغير عوض ‪ ،‬وال بغير إرث ‪ ..‬كالذي ينتقل بهبة أو صدقة فهل فيه شفعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ليس فيه شفعة ‪( ..‬اجلمهور) ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬حديث جابر وفيه ‪( :‬ال حيل أن يبيع حىت يؤذنه شريكه) فدل احلديث على ثبوت الشفعة‬
‫فيما إذا انتقل امللك بالبيع (عوض) ‪ ،‬أما إذا انتقل بغري عوض فال تثبت ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬فيه الشفعة ‪ ( ...‬حمكي عن مالك يف رواية وعن ابن أيب ليلى) ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قالوا ألن الشفعة تثبت إلزالة ضرر الشركة ‪ ،‬والضرر هنا موجود سواء انتقل امللك بالبيع أو‬
‫بغريه‬

‫)‪(229‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الشفعة في بيع الخيار ‪( :‬إذا كان البيع معلق بالخيار فهل يثبت للشريك الشفعة في وقت‬
‫الخيار ؟)‬
‫معا فال تجب الشفعة حتى تنقضي أيام الخيار ‪..‬‬
‫اتفقوا إن كان الخيار للبائع أو لهما ً‬
‫واختلفوا إذا كان الخيار للمشتري ؟ على قولين ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬تثبت فيه الشفعة ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬أن خيار املشرتي ال مينع زوال املبيع عن ملك البائع ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تثبت فيه الشفعة ‪ ( ...‬احلنابلة ‪ ،‬وقول بعض املالكية واحلنفية)‬
‫فوت حقه يف الرجوع‬
‫الدليل ‪ :‬أنه مبيع فيه اخليار ‪ ،‬واألخذ بالشفعة يلزم املشرتي بالعقد بغري رضاه وي ِّ‬
‫‪.‬‬
‫األظهر قول اجلمهور لقوة دليلهم ‪.‬‬
‫شريك باع حصته على أجنبي بمبلغ ‪ ،‬فهل لشريكه الشفعة بنفس الثمن ؟‬
‫إذا كان الثمن حاالًّ فاتفقوا على انه يأخذه بنفس الثمن ‪ ..‬لحديث جابر ‪ ( :‬فشريكه أحق به‬
‫مؤجالً ‪ :‬فعلى ‪ 3‬أقوال ‪:‬‬
‫في الثمن ) ‪ ..‬أما إذا كان الثمن ّ‬
‫ق‪ : 1‬يأخذ الشفيع بذلك الثمن املؤجل (إن كان الشفيع مليئًا أو يقيم ضمينًا) ‪( ...‬احلنابلة‬
‫واملالكية وقول للشافعية)‬
‫الدليل ‪ :‬أن الشفيع تابع للمشرتي يف قدر الثمن وصفته ‪ ،‬والتأجيل من صفاته ‪.‬‬
‫نقدا ‪( ...‬الثوري)‬
‫ق‪ : 2‬ال يأخذ بالثمن إال ً‬
‫الدليل ‪ :‬ألن املبيع قد دخل يف ضمان املشرتي ‪ ،‬فال ينتقل هذا الضمان إىل الشافع إال بنقل املبيع‬
‫نقدا ‪.‬‬
‫إليه ‪ ،‬وال ميكن للمشرتي أن يسلمه املبيع إال إذا دفع ً‬
‫ق‪ : 3‬أن الشفيع باخليار (إن عجل الثمن تعجلت الشفعة ‪ ،‬وإال تتأخر إىل حلول األجل) ‪( ..‬‬
‫احلنفية والشافعية) ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬جعل الشفيع يأخذ باملؤجل يعين إلزام املشرتي بأن يقبل ذمته ‪ ،‬والذمم ال تتماثل ‪..‬‬
‫واختياره للتأجيل ال يسقط حقه هبذا التأجيل لعذره ‪ ،‬لكن تطلب الشفعة يف حينها ‪.‬‬
‫املختار ‪ :‬القول األول ؛ ملا فيه من ضمان مال املشرتي ‪.‬‬

‫)‪(231‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اتفق الفقهاء على أن الشفيع إذا كان واح ًدا فله أن يأخذ جميع الصفقة أو يترك الجميع ‪.‬‬
‫أما إذا تعدد الشفعاء ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تكون أمالكهم بالتساوي ‪ ...‬فتكون القسمة متساوية على عدد الرؤوس ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تكون أمالكهم متفاوتة ‪ :‬فعلى قولين ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬تكون الشفعة على قدر أمالكهم ‪( ...‬اجلمهور) ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن استحقاق الشفعة من توابع امللك ‪ ،‬فكان على قدر األمالك ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تكون الشفعة على عدد رؤوسهم ‪( ...‬أبو حنيفة ‪ ،‬وقول للشافعية ورواية ألمحد)‬
‫الدليل ‪ :‬أن كل واحد من الشركاء لو انفرد ال ستحق اجلميع ‪ ،‬فإذا اجتمعوا تساووا كالبنني يف املرياث‬
‫املختار ‪ :‬القول األول ؛ ألن الشفعة تثبت إلزالة الضرر ‪ ،‬والضر داخل على الشركاء كل حبسب‬
‫نصيبه ‪.‬‬
‫هل الشفعة على الفور أم على التراخي ؟ معنى الفورية ‪ :‬المطالبة بها أول وقت اإلمكان ‪..‬‬
‫على قولين ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬على الفور ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬ما روى ابن البيلماين عن أبيه عن عمر ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول اهلل ‪ ( : ‬الشفعة كحل‬
‫العقال ) أخرجه ابن ماجه والبيهقي ‪ ،‬وهو ضعيف ‪ ..‬وألنه خيار لدفع الضرر فكان على الفور‬
‫كخيار رد العيب ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬على الرتاخي ‪( ...‬مالك ‪ ،‬وأمحد يف رواية)‬
‫الدليل ‪ :‬ألنه ال ضرر يف تراخي الشفعة ‪ ،‬فلم يسقط بالتأخري كحق القصاص ‪.‬‬
‫املختار القول األول ؛ لقوة القياس الذي استدلوا به ‪.‬‬
‫عامة أهل العلم على أن للغائب شفعة ‪ ..‬من األدلة ‪:‬‬
‫عموم حديث ‪ ( :‬الشفعة فيما مل يقسم ) ‪.‬‬
‫حديث جابر ‪ ( :‬اجلار أحق بشفعة جاره ينتظره هبا وإن كان غائبًا ) ‪.‬‬
‫القياس على اإلرث ‪.‬‬
‫وروي عن النخعي أنه قال ‪ :‬ليس للغائب شفعة ‪ ..‬واستدلوا بأن إثبات الشفعة للغائب يضر‬
‫باملشرتي ‪.‬‬
‫)‪(231‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ :‬زيد وعمر شريكان في عقار فباع زيد حصته وقبل أن يشفع عمر مات ‪..‬‬
‫فهل تنتقل الشفعة إلى الورثة ؟ على ‪ 3‬أقوال ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬حق الشفعة ال ي َّورث ‪ ،‬فيسقط باملوت ‪( ...‬احلنفية)‬
‫يورث ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬القياس على خيار الشرط ؛ فإنه ال َّ‬
‫ق‪ : 2‬حق الشفعة ي َّورث ‪( ...‬مالك والشافعي)‬
‫الدليل ‪ :‬القياس على خيار الرد بالعيب ‪ ،‬فإنه ثابت لدفع الضرر ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إن طالب بالشفعة مث مات فإن حق الشفعة ينتقل للورثة ‪ ( ...‬احلنابلة ) ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أنه حق يستقر بالطلب ‪.‬‬
‫األقرب ‪ :‬القول الثاين ؛ لدفع الضرر ‪ ،‬وال يزال إال بانتقال حق الشفعة للورثة ‪.‬‬
‫كتاب الرهن‬
‫الرهن لغة ‪ :‬الثبوت ‪ ،‬أو الدوام ‪ ،‬أو احلبس ‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬جعل عني مالية وثيقة على دين ليستوىف من مثنها إذا تعذر الوفاء ‪.‬‬
‫ً‬
‫حكم الرهن ‪ :‬مشروع بالكتاب والسنة واإلمجاع ‪..‬‬
‫فمن الكتاب ‪ (( :‬وإن كنتم على سفر ومل جتدوا كاتبًا فرهان مقبوضة )) ‪.‬‬
‫طعاما ورهنه درعه ‪" .‬متفق عليه"‬
‫ومن السنة ‪ :‬حديث عائشة ‪‬ا أن النيب ‪ ‬اشرتى من يهودي ً‬
‫احلكمة من مشروعية الرهن ‪ :‬توثيق الدين ‪.‬‬
‫أركان الرهن ‪:‬‬
‫‪ – 1‬الراهن ‪ – 2 .‬املرهون ‪ – 3 .‬املرَهتن ‪ – 4 .‬املرهون به ‪.‬‬
‫شروط الرهن (على اإلمجال) ‪:‬‬
‫أن يكون الراهن واملرهتن من أهل التصرف ‪.‬‬
‫أن تكون عني املرهون مما يصح بيعها (احرت ًازا من الكلب وامليتة واخلنزير) ‪.‬‬
‫أن يكون املرهون به حقًّا واجب التسليم إىل صاحبه ‪.‬‬
‫أن يكون الدين غري مشغول حبق الراهن ‪.‬‬
‫قبض املرهون ‪.‬‬

‫)‪(232‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ :‬الرهن في الحضر ‪ :‬اتفقوا على صحة الرهن في السفر ‪ ،‬واختلفوا في الحضر على‬
‫قولين ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬يصح يف السفر واحلضر ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫طعاما ورهنه درعه ‪".‬متفق عليه" (وهذا‬
‫الدليل ‪ :‬حديث عائشة ‪‬ا أن النيب ‪ ‬اشرتى من يهودي ً‬
‫حال اإلقامة) ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يصح الرهن يف احلضر ‪( ...‬قول جماهد وداود الظاهري) ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬اآلية ‪ (( :‬وإن كنتم على سفر ومل جتدوا كاتبًا فرهان مقبوضة )) قالوا ‪ :‬فأباحه بشرطني ‪:‬‬
‫السفر وعدم الكاتب ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬األول ‪ ،‬واآلية خرجت خمرج الغالب لتعذر الشاهد يف السفر غالبًا ‪.‬‬
‫إذا نما الرهن ‪ ،‬فلمن هذا النماء ؟‬
‫‪ -‬مناء الرهن كغلة األرض وأجرة الدار ونتاج البهيمة فهي ملك للراهن باالتفاق ‪ ..‬ملا رواه سعيد ابن‬
‫املسيب مرسالً أن النيب ‪ ‬قال ‪ ( :‬ال يغلق الرهن من راهنه الذي رهنه له غنمه وعليه غرمه ) ‪.‬‬
‫‪ -‬النماء املتصل كالسمن يف الدابة ‪ ،‬فيلحق بالرهن باالتفاق ‪.‬‬
‫– النماء المنفصل ؟ على ‪ 3‬أقوال ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬يتبع الرهن ‪ ،‬فيكون مرهونًا مع األصل ‪( ...‬احلنفية واحلنابلة)‬
‫الدليل ‪ :‬أن هذا النماء حادث مع األصل فيدخل يف الرهن ‪ ،‬فيتبع األصل ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يتبع الرهن مطل ًقا ‪ ،‬وللراهن أن ينتفع بالنماء ‪( ...‬الشافعي)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ ( :‬ال يغلق الرهن من راهنه الذي رهنه له غنمه وعليه غرمه ) رواه أبو داود يف‬
‫املراسيل ‪ ..‬فدل على أن الرهن ملك لصاحبه ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إذا كان النماء يشبه املرهون يف اخللقة والصورة فيكون مرهونًا مثله وإال فال ‪ ( ...‬؟ )‬
‫الدليل ‪ :‬أن الولد يتبع أمه يف البيع ‪ ،‬فيتبعها يف الرهن ‪.‬‬
‫املختار ‪ :‬القول الثاين ؛ لقوة ما استدلوا به ‪.‬‬
‫االنتفاع بالرهن ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إذا كان الرهن ال حيتاج إىل مؤنة كالدار واملتاع وحنوه فاتفقوا على أن ال جيوز للمرهتن االنتفاع به‬
‫بغري إذن الراهن حبال ؛ ألن الرهن ملك الراهن فكذلك مناؤه ومنافعه ‪.‬‬

‫)‪(233‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ – 2‬إذا كان الرهن يحتاج إلى مؤنة ‪ ،‬كالدابة ‪ ..‬فعلى قولين ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬جيوز للمرهتن االنتفاع به بقدر نفقته (متحريًا العدل) ‪( ...‬منصوص أمحد)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أيب هريرة ‪ ‬قال رسول اهلل ‪ ( : ‬الرهن يركب بنفقته إذا كان مرهونًا ‪ ،‬ولنب الد ِّر‬
‫يشرب بنفقته إذا كان مرهونًا ‪ ،‬وعلى الذي يركب ويشرب النفقة ) "خ" ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز للمرهتن أن ينتفع بشيء ‪ ،‬وال حيتسب له ما أنفق ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ ( :‬الرهن من راهنه ‪ ،‬له غنمه وعليه غرمه ) ‪ ،‬وألنه ملك غريه ‪.‬‬
‫األقوى ‪ :‬القول األول ‪ ،‬ألن حديث القول الثاين عام ‪ ،‬وحديث أيب هريرة خاص ‪.‬‬
‫ضمان الرهن ‪:‬‬
‫‪ – 1‬إذا هلك الرهن أو تلف بتعد أو تفريط من املرهتن فإنه يضمن باالتفاق ‪.‬‬
‫‪ – 2‬إذا هلك أو تلف من غير ٍّ‬
‫تعد وال تفريط من المرتهن فعلى ‪ 3‬أقوال ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬ال ضمان على املرهتن ‪( ...‬الشافعي وأمحد)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ ( :‬ال يغلق الرهن ‪ ،‬لصاحبه غنمه ‪ ،‬وعليه غرمه ) ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الضمان على املرهتن ‪( ...‬أبو حنيفة)‬
‫فرسا فنفق عند املرهتن ‪ ،‬فجاء إىل النيب ‪ ‬فأخربه‬
‫الدليل ‪ :‬ما روى عطاء رمحه اهلل أن رجالً رهن ً‬
‫ذلك فقال (للمرهتن) ‪ ( :‬ذهب حقك ) أي َدينك ‪ ..‬أخرجه ابن أيب شيبة والبيهقي ‪ ،‬وهو حديث‬
‫مرسل عن عطاء ‪ ،‬وقول عطاء خيالفه ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إذا كان تلفه بأمر ظاهر فإنه ال يضمن ‪ ،‬وإن كان بأمر خفي فإنه يضمن ‪ ( ...‬مالك )‬
‫َّهم فيه ‪ ،‬وأما الظاهر فهو غري متهم به ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬أن ما خيفى هالكه فإن املرهتن مت َ‬
‫األقرب ‪ :‬القول األول ؛ لقوة دليلهم ‪.‬‬
‫باب احلجر‬
‫احلجر يف اللغة ‪ :‬املنع والتضييق ‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬منع اإلنسان من التصرف يف ماله ‪.‬‬
‫ً‬
‫أقسام احلجر ‪:‬‬
‫‪ – 1‬حجر إشفاق ‪ :‬وهو ما كان ملصلحة احملجور عليه ‪ ..‬كاحلجر على الصيب واجملنون ‪..‬‬
‫‪ – 2‬حجر استحقاق ‪ :‬وهو ما كان ملصلحة الغري ‪ ..‬كاحلجر على املفلس حلق غرمائه ‪..‬‬
‫)‪(234‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫احلجر مشروع واألصل يف مشروعيته أدلة منها ‪:‬‬


‫رشدا فادفعوا إليهم أمواهلم ‪..‬‬
‫قوله تعاىل ‪ (( :‬وابتلوا اليتامى حىت إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم ً‬
‫)) ‪.‬‬
‫وثبت يف السنة من حديث كعب بن مالك ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬حجر على معاذ بن جبل وباع ماله‬
‫‪ .‬أخرجه البيهقي واحلاكم والدارقطين ‪.‬‬
‫اتفقوا على وجوب الحجر على اليتيم الذي لم يبلغ الحلم ‪..‬‬
‫واختلفوا في الحجر على السفيه البالغ ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬حيجر على السفيه البالغ ‪( ...‬قول األكثر)‬
‫الدليل ‪(( :‬وال تؤتوا السفهاء أموالكم)) وهذا عام يشمل الصغري والكبري ‪.‬‬
‫سفيها ‪ ( ...‬أبو حنيفة )‬
‫ق‪ : 2‬ال حيجر على البالغ ولو كان ً‬
‫الدليل ‪(( :‬وال تقربوا مال اليتيم حىت يبلغ أشده)) وهذا قد بلغ أشده ‪.‬‬
‫األقرب ‪ :‬القول األول ‪ ..‬وقد نقل ابن قدامة إمجاع الصحابة على ذلك ‪ ..‬واستدلوا بأن عليًّا ‪‬‬
‫بيعا ‪..‬‬
‫أراد أن حيجر على عبد اهلل بن جعفر ملا ابتاع ً‬
‫متى يعطى المحجور عليه ماله ؟‬
‫‪ - 1‬الذكر الصغري ‪..‬اتفقوا على أنه إذا بلغ وأونس منه الرشد دفع إليه ماله ‪..‬بدليل (( وابتلوا))‪.‬‬
‫‪ – 2‬الجارية ‪ ..‬على قولين ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬إذا بلغت وأونس منها الرشد (ال فرق بينها وبني الذكر) ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬عموم اآلية (( وابتلوا اليتامى ‪. )) ...‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يدفع هلا ماهلا حىت تتزوج وتلد أو ميضي عليها سنة يف بيت الزوج ‪(...‬مالك ‪ ،‬ورواية عن‬
‫أمحد)‬
‫الدليل ‪ :‬ما روي عن شريح أنه قال ‪ :‬عهد إيل عمر بن اخلطاب ‪ ‬أن ال أجيز جلارية عطية حىت‬
‫ولدا ‪ .‬رواه سعيد بن منصور ‪ ..‬قالوا ‪ :‬ومل يعرف هلم خالفًا فصار‬
‫حتول يف بيت زوجها حوالً أو تلد ً‬
‫إمجاعا‪.‬‬
‫ً‬

‫)‪(235‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫األقرب ‪ :‬القول األول ؛ ويؤيده حديث ‪( :‬يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن) فدل على أن‬
‫تصرفهن نافذ ‪ ..‬وجياب عن حديث عمر بأنه إن صح فلم يعلم انتشاره يف الصحابة ‪ ،‬وال يرتك به‬
‫الكتاب والقياس ‪.‬‬

‫الرشد ‪:‬‬
‫ضابط ُّ‬
‫ق‪ : 1‬الصالح يف املال ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫صالحا يف ماهلم ‪.‬‬
‫ً‬ ‫رشدا فادفعوا إليهم أمواهلم)) قال ابن عباس ‪ :‬يعين‬
‫الدليل ‪(( :‬فإن آنستم منهم ً‬
‫ق‪ : 2‬الصالح يف الدين واملال ‪( ...‬الشافعي)‬
‫الدليل ‪ :‬أن الفاسق غري رشيد ‪ ،‬وألن إفساده يف دينه مينع الثقة به يف حفظ ماله ‪.‬‬
‫األقوى ‪ :‬القول األول ؛ ألن احلجر على السفيه من أجل حفظ ماله عليه ‪.‬‬
‫كتاب التفليس‬
‫التفليس يف اللغة ‪ :‬مأخوذ من الفلوس ‪ ،‬وهي أدىن أنواع املال أو الشيء التافه ‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬يطلق على معنيني ‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ - 1‬أن يستغرق الدين مال املدين ‪ ،‬فال يكون يف ماله وفاء بديونه ‪ .‬وقيل ‪ :‬من دينه أكثر من ماله‬
‫‪..‬‬
‫‪ - 2‬أن ال يكون له مال معلوم أصالً ‪..‬‬
‫احلجر باإلفالس جائز واألصل فيه ‪:‬‬
‫ما روى كعب بن مالك أن النيب ‪ ‬حجر على معاذ ماله ‪ ،‬وأعطى غرماءه ديوهنم ‪.‬‬
‫‪----------------‬‬
‫من ادعى اإلعسار ‪:‬‬
‫‪ - 1‬إن صدقه غرميه ‪ ..‬مل حيبس ‪ ،‬وجيب إنظاره لقوله تعاىل ‪ (( :‬وإن كان ذو عسرة فنظرة إىل‬
‫ميسرة ))‬
‫‪ - 2‬إن كذبه غرميه ‪ ،‬وعرف له مال ‪ ..‬ففيه خالف ‪:‬‬
‫ق‪ :1‬حيبس ‪( ...‬األكثر)‬
‫ق‪ :2‬ال حيبس ويقسم ماله بني غرمائه ‪( ...‬عمر بن عبد العزيز والليث بن سعد)‬
‫)‪(236‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫شروط الحجر على المفلس ‪:‬‬


‫‪ – 1‬أن يرفع أمره إىل احلاكم ‪ – 2 .‬أن يطلب الغرماء احلجر عليه ‪ – 3 .‬أن تكون الديون‬
‫حالة ‪.‬‬
‫‪ –4‬أن تكون ديونه أكثر من ماله ‪ – 5 .‬أن تثبت الديون بينة أو إقرار ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬هل يحجر على المديون الذي ظهر إفالسه ؟‬
‫ق‪ : 1‬حيجر عليه ويقسم ماله بني غرمائه ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬أن النيب ‪ ‬حجر على معاذ ماله ‪ ،‬وأعطى غرماءه ديوهنم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال حيجر عليه ‪ ،‬بل ينظر وحيبس حىت يويف ما عليه أو ميوت ‪( ...‬احلنفية)‬
‫الدليل ‪(( :‬يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إال أن تكون جتارة عن تراض منكم))‬
‫األقوى ‪ :‬القول األول ‪ ،‬واآلية عامة خمصصة بأدلة القول األول ‪.‬‬
‫تحل الديون المؤجلة بالموت ؟ (الدين الذي على الميت)‬
‫مسألة ‪ /‬هل ُّ‬
‫ق‪ : 1‬حتل باملوت ‪( ...‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪:‬ألنه ال يباح التوارث إال بعد سداد الديون املستحقة على امليت ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال حتل إذا وثق الورثة الدين ‪ ،‬وإال حتل ‪( ...‬أمحد يف رواية)‬
‫الدليل ‪ :‬أن املال انتقل للورثة بأعيانه وأوصافه ‪ ،‬ومن أوصافه التأجيل ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول األول ؛ ألن الدين يكون متعلِّ ًقا بعني الرتكة ‪ ،‬وهذا يقتضي احللول ‪.‬‬
‫المؤجل باإلفالس ؟‬
‫ّ‬ ‫يحل الدين‬
‫هل ّ‬
‫ق‪ : 1‬ال حيل باإلفالس ‪( ...‬أمحد يف رواية ‪ ،‬والشافعي يف قول)‬
‫الدليل ‪ :‬أن األجل حق املفلس فال يسقط بإفالسه ‪ ،‬كسائر احلقوق ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬حتل باإلفالس ‪( ...‬أمحد يف رواية ‪ ،‬ومالك والشافعي يف قول)‬
‫الدليل ‪ :‬القياس على املوت ؛ ألن اإلفالس يتعلق به الدين ‪ ،‬فأسقط األجل ‪.‬‬
‫األقوى القول األول ؛ ألنه دين مؤجل على حي ‪ ،‬فال حيل قبل أجله ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬إذا حجر على المفلس ‪ ،‬فوجد بعض غرمائه سلعته التي باعها بعينها ‪ ..‬فهل يأخذها ؟‬
‫ق‪ : 1‬له عني ماله ‪ ..‬حلديث ‪ ( :‬من أدرك ماله بعينه عند إنسان قد أفلس فه أحق به ) متفق عليه‬
‫ق‪ : 2‬صاحب السلعة أسوة الغرماء ‪ ..‬الدليل ‪ :‬ألنه سلمه سلعته فسقط حقه من اإلمساك ‪.‬‬
‫)‪(237‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الراجح ‪ :‬القول األول ؛ لقوة أدلتهم ‪.‬‬


‫كتاب الصلح‬
‫الصلح لغة ‪ :‬مأخوذ من املصاحلة وهي املساحمة بعد النزاع ‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬عقد ترفع به املنازعة بني املتخاصمني بالرتاضي ‪.‬‬
‫ً‬
‫أنواع الصلح ‪:‬‬
‫صلح بني املسلمني وأهل احلرب ‪ ..‬مثل ‪ :‬صلح احلديبية ‪.‬‬
‫صلح بني اهل العدل وأهل البغي ‪ ..‬قال تعاىل ‪ (( :‬وإن طائفتان من املؤمنني اقتتلوا فأصلحوا بينهما‬
‫)) ‪.‬‬
‫نشوزا أو‬
‫صلح بني الزوجني إذا خيف الشقاق بينهما ‪ ..‬قال تعاىل ‪ (( :‬وإن امرأة خافت من بعلها ً‬
‫صلحا والصلح خري )) ‪.‬‬
‫اضا فال جناح عليهما أن يصلحا بينهما ً‬ ‫إعر ً‬
‫صلح بني املتخاصمني يف األموال ‪ ..‬وهو نوعان ‪:‬‬
‫صلح على إقرار ‪ :‬أن يعرتف ويقر شخص حبق لغريه ‪ ،‬وميتنع عن أدائه ‪ ،‬مث يصطلحان على تعويضه‬
‫عنه بعوض ‪ ،‬سواء كان العوض من جنسه أو من غري جنسه ‪.‬‬
‫صلح اإلنكار ‪ :‬أن يدعي شخص على آخر مبال أو حنوه ‪ ،‬وينكر المدعى عليه ‪ ،‬مث يصطلحان‬
‫على بعضه ‪ ،‬أو على عوض عنه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم صلح اإلقرار ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬جائز ‪ ..‬اجلمهور ‪ ..‬الدليل ‪ :‬عموم أدلة الصلح ومنها ‪ :‬حديث ( الصلح جائز بني املسلمني‬
‫)‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيوز ‪ ..‬الشافعية ‪ ..‬الدليل ‪ :‬ألن فيه هضم حلق املدعي وظلم له ‪.‬‬
‫أقسام صلح اإلقرار ‪:‬‬
‫المعاوضة ‪ :‬وهو أن يعرتف له بعني يف يده ‪ ،‬أو دين يف ذمته ‪ ،‬مث يتفقان على تعويضه عن ذلك مبا‬
‫جيوز تعويضه به ‪ ..‬وهو ثالثة أضرب ‪:‬‬
‫أن يعرتف بأحد النقدين في صاحله باآلخر ‪ ..‬فهذا صرف له شروط الصرف (التقابض يف اجمللس‬
‫وحنوه) ‪.‬‬
‫أن يعرتف له بعروض فيصاحله على أمثان أو العكس ‪ ..‬فهذا بيع له أحكام البيع ‪..‬‬
‫)‪(238‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫أن يصاحله على سكىن دار أو خدمة عبد وحنوه ‪ ..‬فهذا إجارة له حكم اإلجارات ‪.‬‬
‫اإلبراء ‪ :‬أن يعرتف له بدين يف ذمته ‪ ،‬فيقول قد أبرأتك من نصفه أو جزء منه فأعطين ما تبقى ‪..‬‬
‫مطلقا من غري شرط ‪ ..‬الدليل ‪ :‬أن النيب ‪ ‬كلم غرماء جابر ‪ ‬ليضعوا عنه فوضعوا‬
‫فيصح إن كان ً‬
‫عنه ‪" .‬خ"‬
‫الهبة ‪ :‬أن يكون له يف يده عني ‪ ،‬فيقول قد وهبتك نصفها ‪ ،‬فأعطين بقيتها ‪ ..‬فيصح وله شروط‬
‫اهلبة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم صلح اإلنكار ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬جائز ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عموم حديث ‪ ( :‬الصلح جائز بني املسلمني ) ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يصح ‪ ..‬الشافعية ‪.‬‬
‫صلحا أحل حر ًاما أو حرم حالالً ) وجه‬‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ ( :‬الصلح جائز بني املسلمني إال ً‬
‫االستدالل ‪ :‬أن صلح اإلنكار داخل يف الذي أحل حر ًاما ؛ ألن المدعي َحيرم عليه أن يأخذ شيئًا‬
‫من مال املدعى عليه وهو ينكر ‪.‬‬
‫والرد عليهم ‪ :‬بأن معناه ما يتوصل به إىل احلرام ‪ ..‬وهذا الصلح ال يتوصل به إىل احلرام ‪.‬‬
‫كتاب الكفالة‬
‫الكفالة يف اللغة ‪ :‬الضم ‪ ..‬قال تعاىل ‪(( :‬وكفلها زكريا)) أي ضمها لنفسه ‪ ..‬وقيل ‪ :‬االلتزام والعمل‬
‫‪.‬‬
‫اصطالحا ‪ :‬التزام شخص بإحضار شخص ‪ ،‬أو إحضار احلق الذي عليه ‪ ..‬وتسمى ‪ :‬كفالة الوجه‬ ‫ً‬
‫أو البدن ‪.‬‬
‫أنواع الكفالة ‪ :‬كفالة بالنفس ‪ ..‬وكفالة باملال ‪ :‬وتسمى كفالة الغرم واألداء ‪ ،‬ويعرب عنها بالضمان‬
‫‪.‬‬
‫أركان الكفالة ‪:‬‬
‫الكفيل ‪ :‬وهو الضامن الذي يقبل الكفالة ‪.‬‬
‫املكفول له ‪ :‬وهو الذي له الدين ‪.‬‬
‫املكفول عنه ‪ :‬وهو من عليه الدين ‪.‬‬
‫)‪(239‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫أدلة الكفالة على المال ‪:‬‬


‫قال تعاىل ‪ (( :‬وملن جاء به محل بعري وأنا به زعيم )) أي كفيل ‪.‬‬
‫وقال ‪ ( : ‬الزعيم غارم ) رواه الرتمذي ‪.‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ -‬رمحه اهلل ‪ : -‬وأمجع املسلمون على جواز الضمان يف اجلملة ‪.‬‬
‫الكفالة بالنفس ‪:‬‬
‫املقصود هبا ‪ :‬اإلحضار ‪ ..‬وهي اليت تعرف بضمان الوجه أو البدن ‪.‬‬
‫وصورهتا ‪ :‬ضمنت بدنه ‪ ،‬أو تكفلت بإحضار بدنه ‪ ،‬او تكفلت بإحضاره ‪.‬‬
‫مسألة ‪ /‬حكم الكفالة بالنفس ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬جائزة (إذا كانت بسبب املال) ‪ ..‬اجلمهور ‪.‬‬
‫موثقا من اهلل لتأتنين به إال أن حياط بكم‬
‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ‪ (( :‬قال لن أرسله معكم حىت تؤتوين ً‬
‫)) ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جتوز ‪ ..‬الشافعي والظاهرية ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قوله تعاىل ‪ (( :‬قال معاذ اهلل أن نأخذ إال من وجدنا متاعنا عنده )) وجه الداللة ‪ :‬ال يؤخذ‬
‫أحد مكان أحد ‪ .‬ونوقش بأن معىن اآلية ليس يف الكفالة ‪ ،‬فمعناها ‪ :‬ال يؤخذ أحد جبناية أحد ‪.‬‬
‫األقوى ‪ :‬قول اجلمهور ‪.‬‬
‫كتاب الوديعة‬
‫اصطالحا ‪ :‬عني يضعها مالكها أو نائبه عند من حيفظها بال عوض ‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الوديعة‬
‫مستودع‬
‫َ‬ ‫مودع و‬
‫ويسمى صاحب الوديعة مودع ومستودع "بالكسر" ‪ ،‬ويسمى من هي عنده َ‬
‫"بالفتح" ‪.‬‬
‫وهي جائزة لقوله تعاىل ‪ (( :‬إن اهلل يأمركم أن تؤدوا األمانات إىل أهلها )) ‪.‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫تعد وال تفريط فال يضمنها ‪ . .‬يف‬
‫املودع بغري ٍّ‬
‫اتفق أهل العلم أن الوديعة أمانة فإذا تلفت عند َ‬
‫احلديث "ال ضمان على مؤمتن" ‪.‬‬

‫)‪(241‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ :‬إذا أنفق الوديعة ثم رد مثلها ؟‬


‫ق‪ : 1‬ال ضمان عليه ‪( ..‬مالك) ‪ ..‬الدليل ‪ :‬ألن الذي يوجب الضمان تعديه باألخذ فإذا ردها زال‬
‫التعدي فسقط الضمان ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عليه الضمان ‪( ..‬الشافعي وأمحد) ‪ ..‬الدليل ‪ :‬ألن الضمان تعلق بذمته باألخذ ‪ ،‬والتصرف‬
‫يف الوديعة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬التفصيل ‪ :‬فإن ردها بعينها قبل أن ينفقها مل يضمن ‪ ،‬وإن رد مثلها ضمن ‪( ..‬أبو حنيفة) ‪..‬‬
‫ألن األمر باق على إطالقه يف الشق األول ‪ ،‬ويف الثاين يعترب متعديًا فيضمن ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬السفر بالوديعة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز له السفر بالوديعة ‪( ..‬مالك) ‪ ..‬ألن السفر غرر ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز إن مل ينهه صاحبها والطريق آمن ‪( ..‬أبو حنيفة وأمحد) ‪ ..‬إلطالق األمر باحلفظ ‪.....‬‬
‫((وهو األظهر)) ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال جيوز له إال إذا كان يقدر على ردها إىل صاحبها ‪ ،‬فإن سافر هبا ضمن ‪( ..‬الشافعي) ‪..‬‬
‫ألن سفره هبا من غري ضرورة ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬من أودع عنده مال فاتّجر به وربح ‪ ،‬فلمن الربح ؟‬
‫ق‪ : 1‬لصاحب الوديعة األصلي ‪( ..‬أمحد) ‪ ..‬لقصة األجري يف حديث الثالثة أصحاب الغار ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬للذي عنده الوديعة ‪( ..‬مالك والشافعي) ‪ ..‬ألن املودع (صاحب الوديعة) قصد احلفظ فقط ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ليس لواحد منهما ‪ ،‬بل يتصدق به ‪( ..‬أبو حنيفة) ‪ ..‬ألن الربح حصل بسبب خبيث وهو‬
‫التصرف يف ملك الغري بغري إذنه ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬أهنما شريكان يف الربح ‪ ،‬ملا يف ذلك من العدل ورفع الظلم ‪ ،‬ويشهد له قصة عمر ‪ ‬مع‬
‫ابنيه‬
‫كتاب العارية ‪..‬‬
‫يف الشرع ‪ :‬إباحة االنتفاع بعني من أعيان املال مع بقاء تلك العني ‪.‬‬
‫أركاهنا ‪ :‬مخسة ‪ :‬اإلعارة ‪ ،‬املعري ‪ ،‬املستعري ‪ ،‬املعار ‪ ،‬الصيغة ‪.‬‬

‫)‪(241‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫فرسا من أيب طلحة ‪ ..‬وذهب طائفة من‬ ‫حكمها ‪ :‬مندوب إليها ‪ ،‬يف الصحيحني ‪ :‬استعار النيب ‪ً ‬‬
‫السلف إىل وجوهبا منهم ابن مسعود وابن عباس وسعيد ابن جبري واختاره شيخ اإلسالم ‪ ،‬لقوله تعاىل‬
‫‪(( :‬ومينعون املاعون)) ‪.‬‬
‫وال تصح إال فيما ينتفع به ‪..‬‬
‫مسألة ‪ :‬هل العارية عقد جائز أم الزم ؟‬
‫ق‪ : 1‬عقد جائز ((للمعري الرجوع يف العارية مىت شاء)) ‪( ..‬اجلمهور) ‪ ..‬ألنه مل ميلك املنفعة‬
‫باإلعارة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬عقد الزم ((ليس للمعري اسرتجاعها قبل انتفاع املستعري هبا)) ‪( ..‬مالك) ‪ ..‬ألن مدة اإلعارة‬
‫صارت حقًّا للمستعري ‪.‬‬
‫األظهر ‪ :‬أنه عقد جائز ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬هل العارية مضمونة أم أمانة ؟‬
‫أدرعا يوم‬
‫ق‪ : 1‬مضمونة ‪( ..‬الشافعي وأمحد) ‪ ..‬حلديث صفوان بن أمية أن النيب ‪ ‬استعار منه ً‬
‫حنني ‪ ،‬فقال ‪ :‬أغصب يا حممد ؟ فقال ‪ " :‬ال ‪ ،‬بل عارية مضمونة " رواه أبو داود وأمحد وهو‬
‫صحيح مبجموع طرقه ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أمانة ال تضمن إال بالتعدي ‪( ..‬أبو حنيفة ومالك) ‪ ..‬حلديث صفوان املتقدم بلفظ ‪ " :‬بل‬
‫أيضا ‪ ..‬األقرب ‪ :‬القول الثاين ‪ ..‬ألن املراد بقوله "مضمونة" يعين بالرد ال‬
‫عارية مؤداه " وهو صحيح ً‬
‫بالبدل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬إذا غرس المستعير وبنى ثم انقضت المدة التي استعار إليها ؟‬
‫ق‪ : 1‬أن املعري خمري بني مطالبة املستعري بقلع الغراس والبناء ‪ ،‬أو أن يدفع قيمة القلع ‪( ..‬مالك)‬
‫احلجة ‪ :‬كما لو رد الدار وفيها متاع ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬إن أراد املستعري أخذ بنائه وغراس ه فله ذلك ‪ ،‬أو يأخذ املعري الغرس والبناء بقيمته ‪( ..‬‬
‫الشافعي وأمحد)‬
‫احلجة ‪ :‬ألنه َملَكه ‪ ،‬فملك نقله ‪ ،‬وألن أخذ املعري الغرس والبناء بالقيمة رجوع يف العارية من غري‬
‫إضرار ‪.‬؟؟؟‬
‫ق‪ : 3‬أن للمعري أن يكلفه قلع البناء والغراس ‪ ،‬وال يلزمه الضمان ‪( ..‬أو حنيفة)‬
‫)‪(242‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫احلجة ‪ :‬ألن املستعري شغل أرض الغري فيكلف بتفريغها ‪.‬‬


‫مسألة ‪ :‬إعارة الجدار للجار ليغرس فيه خشبة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يلزم ذلك ‪( ..‬أبو حنيفة ومالك) ‪ ..‬حلديث ‪ " :‬ال حيل مال امرئ مسلم إال عن طيب‬
‫نفس منه " صحيح ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يلزم بذل ذلك ‪( ..‬الشافعي وأمحد) ‪ ..‬حلديث ‪ " :‬ال مينع أحدكم جاره أن يغرس خشبة يف‬
‫جداره " خ م ‪.‬‬
‫الراجح ق‪ 2‬للنص النبوي ‪.‬‬
‫من الفوارق بين الوديعة والعارية ‪:‬‬
‫الوديعة مقبوضة ملنفعة الدافع ‪ ،‬والعارية ملنفعة القابض ‪.‬‬
‫الوديعة دفعت إليك ‪ ،‬والعارية أخذت منك ‪.‬‬
‫الوديعة ال جيوز التصرف فيها ‪ ،‬والعارية األصل االستفادة منها ‪.‬‬
‫كتاب الغصب ‪..‬‬
‫قهرا بغري حق ‪.‬‬
‫الغصب يف الشرع ‪ :‬االستيالء على حق الغري ً‬
‫حكمه ‪ :‬حمرم بالكتاب والسنة واإلمجاع ‪ (( ..‬يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل‬
‫‪))...‬‬
‫مسألة ‪:‬‬
‫يجب على الغاصب رّد ما غصبه على صاحبه إن كان عنده بعينه ‪ ،‬فإن تلف وجب رّد مثله إن‬
‫كان له مثل كالمكيل والموزون ‪ ،‬وإن كان ال مثل له كالثياب والجواهر والحيوان فعلى قولين ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬يلزمه رد مثله من جنسه وعلى صفته إن وجد ذلك ‪ ،‬وإال فالقيمة ‪( ..‬أمحد)‬
‫بعريا ورد مثله ‪.‬‬
‫احلجة ‪ (( :‬فجزاءٌ مثل ما قتل من النعم )) ‪ ،‬ويف مسلم أنه ‪ ‬استسلف ً‬
‫ق‪ : 2‬ال يرد مثله بل القيمة ‪ ( ..‬اجلمهور)‬
‫احلجة ‪ :‬حديث ‪ " :‬من أعتق شرًكا له يف عبد فكان له مال يبلغ مثن العبد ق ِّوم عليه قيمة العدل‬
‫فأعطى شركاءه حصصهم وعتق عليه ‪ ،‬وإال فقد عتق منه ما عتق " خ م ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ 1‬لقوة األدلة ‪ ..‬ويرد على دليل املخالف بأن العبد يتعذر فيه حتصيل املثل ‪.‬‬
‫قفصا فيه طائر فطار بعد الفتح ؟‬
‫مسألة ‪ :‬إذا فتح ً‬
‫)‪(243‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 1‬يضمنه ‪ ،‬سواء هاجه أم مل يهجه ‪( ..‬مالك وأمحد) ‪ ..‬ألنه ذهب بسبب فعله ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال ضمان عليه إال أن يكون هو أهاجه ‪( ..‬أبو حنيفة والشافعي) ‪ ..‬ألن الفتح ليس بإتالف‬
‫مباشرة وال تسببًا ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ .. 1‬لقوة احتجاجهم وموافقته للقواعد الشرعية ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬هل يتصور غصب المال الغير منقول كاألرض والدار ؟‬
‫ق‪ : 1‬يتصور ذلك ‪ ،‬وجيب ضمانه على غاصبه ‪( ..‬اجلمهور) ‪..‬‬
‫حلديث ‪ " :‬من ظلم قيد شرب من األرض ط ِّوقه من سبع أرضني " خ م ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال يتصور غصبه ‪ ،‬فإن إخراجه عن يد مالكه ال يعد غصبًا ‪( ..‬أبو حنيفة) ‪.‬‬
‫ألن الغصب إثبات اليد على املال عدوانًا على وجه تزول به يد املالك ‪ ،‬وال ميكن ذلك يف العقار ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق ‪ 1‬؛ للنص ‪ ،‬وألن الغصب ال يلزم فيه إزالة يد املالك ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬ما أفسدته المواشي والدواب من الزروع ؟‬
‫ق‪ : 1‬صاحبها يضمن ما أفسدته ليالً دون النهار ‪( ..‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪(( :‬وداود وسليمان إذ حيكمان يف احلرث إذ نفشت فيه غنم القوم ‪ ))..‬والنفش يف اللغة‬
‫الرعي بال راع يف الليل ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال ضمان عليه بكل حال ‪( ..‬أبو حنيفة)‬
‫حلديث ‪ " :‬العجماء جرحها جَبار " أي هدر ‪ .‬خ م ‪ ،‬وألن يده ليست عليها ‪.‬‬
‫هنارا ‪( ..‬الليث)‬
‫ق‪ : 3‬يضمن بكل حال ليالً أو ً‬
‫قياسا على جناية العبد فهي مضمونة ‪.‬‬
‫حجته ‪ً :‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ ، 1‬لقيام الدليل عليه ‪ ..‬أما حديث العجماء جرحها جبار فألن البهيمة ال تتلف ذلك‬
‫عادة‬
‫مسألة ‪ :‬إذا غصب ماالً فاتّجر به فربح ؟‬
‫ق‪ : 1‬الربح للغاصب ‪( ..‬مالك والشافعي) ‪.‬‬
‫احلجة ‪ :‬ألن الربح حصل يف ضمانه وملكه ‪ ،‬وألن املالك مل يطلب النماء ملاله ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الربح للمغصوب منه ‪( ..‬أمحد)‬
‫احلجة ‪ :‬ألن املال ملك املغصوب منه ‪ ،‬والربح تابع ألصله ‪.‬‬
‫)‪(244‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 3‬يتصدق جبميع الربح ‪ ( ..‬أبو حنيفة)‬


‫احلجة ‪ :‬ألن الربح حصل بسبب خبيث وهو التصرف يف ملك الغري ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ 2‬حلديث " ليس َلعَرق ظامل حق " ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬المكرهة على الزنا ال يقام عليها الحد باالتفاق ‪ ،‬ولكن هل لها مهر ؟‬
‫ق‪ : 1‬جيب هلا املهر ‪ ( ..‬اجلمهور ) ‪ (( .....‬وهو الراجح )) ملوافقته لألصول الشرعية ‪.‬‬
‫احلجة ‪ :‬ألن املهر حق مقابل االنتفاع بالبضع ‪ ،‬وقد انتفع ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جيب هلا املهر ‪ ( ..‬أبو حنيفة )‬
‫قياسا على السرقة ال‬
‫احلجة ‪ :‬أنه إذا اجتمع حقان ‪ :‬حق اهلل وحق املخلوق سقط حق املخلوق ‪ً ،‬‬
‫جيمع بني الغرم والقطع ‪.‬‬

‫كتاب اهلبات ‪..‬‬


‫هي ‪ :‬متليك يف احلياة بغري عوض ‪..‬‬
‫وسنده حسن‬
‫حكمها ‪ :‬مندوب إليها ‪(( ..‬إن اهلل حيب احملسنني )) ‪ ،‬ويف األدب املفرد ‪ " :‬هتادوا حتابوا "‬
‫‪.‬‬
‫شروط قبول الهبة "الهدية" ‪:‬‬
‫أن ال يعلم أنه أهدى له حياءً وخجالً ‪..‬‬
‫حمذورا شرعيًّا كما لو وقعت موقع الرشوة ‪...‬‬
‫أال يتضمن ً‬
‫أال تكون حمرمة لعينها ‪ ،‬مثل اخلنزير ‪..‬‬
‫حقا للغري ‪ ،‬كاملغصوب واملسروق ‪...‬‬‫أال تكون اهلدية ًّ‬
‫سؤال الهبة ‪:‬‬
‫األصل أن سؤال املال حمرم إال من سلطان أو يف أمر ال بد منه ‪ ،‬قال ‪ " : ‬املسألة كد يكد به‬
‫الرجل وجهه إال أن يسأل الرجل سلطانًا أو يف أمر ال بد منه " ‪.‬‬
‫وإذا كان سؤال اهلبة لتأليف القلوب أو لبيان حكم شرعي وما أشبه ذلك جاز ‪ ..‬فقد سأل ‪ ‬أن‬
‫يأكل من اللحم الذي تصدِّق به على بريرة رضي اهلل عنها وقال ‪" :‬هو عليها صدقة ولنا هدية" خ م‬

‫)‪(245‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ :‬هبة المريض إذا وقعت في المرض المخوف إذا اتصل به الموت ؟‬
‫ق‪ : 1‬تكون من ثلث املال ‪( ..‬اجلمهور)‬
‫احلجة ‪ :‬أن رجالً من األنصار أعتق ستة أعبد له يف مرضه ال مال له غريهم ‪ ،‬فاستدعاه ‪ ‬فجزأهم‬
‫ثالثة أجزاء وأقرع بينهم فأعتق اثنني وأرق أربعة " م ‪ ..‬وكذلك القياس على الوصية بأهنا ال جتوز‬
‫بأكثر من ثلث املال ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬أهنا تكون من رأس املال ‪( ..‬مروي عن أيب موسى األشعري ‪ ‬وبه قال مسروق والنخعي‬
‫وداود الظاهري)‬
‫احلجة ‪ :‬استصحاب حكم االتفاق على جواز اهلبة ‪ ،‬حىت يف حال املرض ألنه ال فرق بينهما ‪..‬‬
‫مسألة ‪ :‬تفضيل بعض األوالد على بعض في الهبة ؟‬
‫ق‪ : 1‬حيرم وجتب التسوية ‪( ..‬أمحد والظاهرية)‬
‫علي أيب ببعض ماله فقال ‪ " : ‬أكل ولدك حنلته مثل هذا ؟ "‬‫حلديث النعمان بن بشري ‪ :‬تصدق َّ‬
‫قال ‪ :‬ال ‪ ،‬قال ‪ " :‬فاتقوا اهلل واعدلوا بني أوالدكم " قال ‪ :‬فرجع أيب فرد تلك الصدقة ‪ ،‬ويف لفظ‬
‫قال ‪ " :‬فاردده" ويف لفظ ‪ " :‬ال تشهدين على جور " ‪ ،‬ويف لفظ " فأشهد على هذا غريي " ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يكره ‪ ،‬وتستحب التسوية ‪( ..‬اجلمهور)‬
‫احلجة ‪ :‬ما ورد يف حديث النعمان بن بشري قوله ‪" :‬فأشهد على هذا غريي " فأمره بتأكيدها ومل‬
‫يأمره بالرجوع فيها ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ 1‬للنص الصريح ‪ ،‬وألن قوله "فأشهد على هذا غريي " للتهديد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬هبة المشاع ؟‬
‫عموما الذي ميكن قسمته والذي ال ميكن قسمته ‪( ..‬اجلمهور)‬‫ق‪ : 1‬تصح ً‬
‫احلجة ‪ :‬يف احلديث أن وفد هوازن ملا جاؤوا يطلبون من رسول اهلل ‪ ‬أن يرد عليهم غنمه منهم قال‬
‫‪ " :‬ما كان يل ولبين عبد املطلب فهو لكم " رواه أبو داود وأمحد والنسائي وسنده حسن ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تصح الذي ميكن قسمته خبالف الذي ال متكن قسمته فيصح ‪( ..‬أبو حنيفة)‬
‫احلجة ‪ :‬أن القبض شرط يف اهلبة ‪ ،‬فيشرتط كماله ‪ ،‬واملشاع ال يقبله إال بضم غريه إليه ‪ ،‬وذلك غري‬
‫موهوب ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ ، 1‬لورود النص بذلك ‪.‬‬
‫)‪(246‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مسألة ‪ :‬هبة المجهول ؟ مثل ‪ :‬وهبتك شاةً من غنمي ‪.‬‬


‫ق‪ : 1‬ال تصح ‪( ..‬اجلمهور)‬
‫احلجة ‪ :‬ألن اهلبة عقد متليك كالبيع ال يصح باجملهول ‪ ،‬وألن اجملهول ليس مبال أصالً ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬تصح ‪( ..‬مالك)‬
‫احلجة ‪ :‬قياس اهلبة على النذر والوصية يف كوهنما يصحان يف اجملهول ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ 2‬ألن اهلبة من عقود التربع ‪ ،‬واملوهوب له مستفيد على كل حال سواء حصل له ما‬
‫يريده أم غريه ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬هل القبض شرط في صحة الهبة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال بد من القبض ‪ ( ..‬أبو حنيفة والشافعي )‬
‫وسقا من مال الغابة فلما‬
‫احلجة ‪ :‬يف األثر أن أبا بكر ‪ ‬حنل عائشة رضي اهلل عنها مقدار عشرين ً‬
‫حضرته الوفاة رده حيث قال ‪ :‬فلو كنت جذذتيه واحتزتيه كان لك ‪ ...‬فلما مل تقبضه رده ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬القبض ليس بشرط لصحة اهلبة وال إمتامها ‪ ( ..‬أبو ثور )‬
‫احلجة ‪ :‬قياس ذلك على البيع يف أنه ال يقف لزومه على القبض ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬القبض ليس بشرط لصحة اهلبة ‪ ،‬وإمنا شرط إلمتامها ‪( ..‬مالك)‬
‫احلجة ‪ :‬قوله تعاىل ‪ (( :‬وأوفوا بالعقود )) ‪.‬‬
‫ق‪ : 4‬القبض شرط يف املكيل واملوزون ‪ ،‬وليس بشرط فيما عدا ذلك ‪( ..‬أمحد)‬
‫احلجة ‪ :‬أن اهلبة أحد نوعي التمليك ‪ ،‬منها ما ال يلزم قبل القبض ومنها ما يلزم قبله ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ 1‬لتأييده بأقوال كبار الصحابة أبو بكر وعمر رضي اهلل عنهما ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬هبة الثواب ؟‬
‫اهلبة نوعان ‪ :‬هبة عني وهبة منفعة ‪ ..‬هبة العني ‪ :‬منها ما يقصد به الثواب ومنها ما ال يقصد هبا‬
‫الثواب ‪ ،‬واليت يقصد هبا الثواب منها ما يقصد به وجه اهلل ومنها ما يقصد به وجه املخلوقني ‪ ..‬فأما‬
‫اهلبة لغري الثواب فال خالف يف جوازها ‪ .‬وأما هبة الثواب ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬جائزة ‪ ( ..‬اجلمهور )‬
‫احلجة ‪ :‬ألن النيب ‪ ‬أهدي إليه لقحة فطلب صاحبها الثواب فلم ينكر عليه ‪ ،‬بل أنكر تسخطه‬
‫للثواب ‪ .‬رواه أمحد والرتمذي وهو حسن ‪.‬‬
‫)‪(247‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬غري جائزة ‪ ( ..‬الشافعي )‬


‫احلجة ‪ (( :‬وما آتيتم من ربًا لريبو يف أموال الناس فال يربوا عند اهلل ‪ )) ...‬قال ابن عباس ‪ :‬هو هبة‬
‫الرجل ‪ ،‬أو هبة الرجل يريد أن يثاب أفضل منه ‪"" ...‬مل يذكر الراجح ""‬
‫مسألة ‪ :‬هبة الع ْمرى ؟ "س ِّميت بذلك لتقييدها بالعمر" ‪.‬‬
‫العمرى نوع من اهلبة ‪ ،‬وهي أن يقول الرجل ‪ :‬أعمرتك داري أو هي لك عمري أو ما عشت أو مدة‬
‫حياتك وحنو ذلك ‪.‬‬
‫حكمها ‪ :‬اتفقت املذاهب األربعة على جوازها حلديث ‪ " :‬العمرى جائزة ملن أعمرها " رواه أصحاب‬
‫السنن بسند صحيح ‪.‬‬
‫اختلفوا في انتقال الملك من عدمه ؟‬
‫ق‪ : 1‬أهنا هبة مبتوتة فتكون رقبتها مل ًكا للمع َمر "ال ترجع للذي أعطاها" ‪( ..‬اجلمهور)‬
‫احلجة ‪ :‬عن جابر ‪ ‬أن النيب ‪ ‬قضى بالعمرى ملن وهبت له " خ م ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ليس للمعمر فيها إال املنفعة ‪ ،‬فإذا مات عادت الرقبة للمعمر أو لورثته ‪( ..‬مالك والليث )‬
‫احلجة ‪ :‬حديث ‪ " :‬املسلمون على شروطهم " ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إذا قال ‪ :‬هي لك ولعقبك فال ترجع إليه ‪ ،‬وإن مل يذكر العقب عادت للمعمر أو لورثته‬
‫‪(.‬جابر‪ ‬وعروة وأيب ثور)‪.‬‬
‫احلجة ‪ :‬حديث جابر ‪ ‬قال ‪ :‬إمنا العمرى اليت أجازها رسول اهلل ‪ ‬أن يقول ‪ :‬هي لك ولعقبك‬
‫‪ ،‬فأما إذا قال هي لك ما عشت فإهنا ترجع إىل صاحبها ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬حكم الرجوع في الهبة ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز الرجوع يف اهلبة إال الوالد فيما وهبه لولده ‪( ..‬اجلمهور)‬
‫احلجة ‪ :‬حديث ‪ " :‬العائد يف هبته كالكلب يعود يف قيئه " خ م ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬من وهب لغري ذي رحم فله الرجوع ‪ ،‬ومن وهب لذي رحم فليس له الرجوع مبا يف ذلك‬
‫الوالد لولده ‪( ..‬أبو حنيفة)‬
‫احلجة ‪ :‬عموم حديث ‪ " :‬العائد يف هبته ‪ ،" ...‬وألن اهلبة لذي الرحم حيصل هبا األجر والثواب فلم‬
‫جيز الرجوع فيها كصدقة التطوع ‪ ...‬الراجح ق‪ 1‬للنص ‪.‬‬

‫)‪(248‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫كتاب الوصايا ‪..‬‬


‫الوصايا ‪ :‬تصرف يف الرتكة مضاف إىل ما بعد املوت ‪.‬‬
‫خريا الوصية للوالدين‬
‫وهي مشروعة لقوله تعاىل ‪ (( :‬كتب عليكم إذا حضر أحدكم املوت إن ترك ً‬
‫واألقربني باملعروف حقًّا على املتقني )) ‪ .‬ويف الصحيحني ‪ " :‬ماحق امرئ مسلم يبيت ليلتني وله‬
‫شيء يريد أن يوصي فيه إال ووصيته مكتوبة عند رأسه " ‪ ..‬ويف رواية مسلم والنسائي "ثالث ليال" ‪.‬‬
‫أركان الوصية ‪( :‬أربعة)‬
‫موصي ‪ ،‬موصى له ‪ ،‬موصى به ‪ ،‬الصيغة ‪ ..‬وهناك ما يسمى باملوصى إليه وهو الناظر على الوصية‬
‫واملوكل يف تنفيذها ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬وصية الصبي المميز ؟ (أما الغير مميز فوصيته باطلة باالتفاق)‬
‫ق‪ : 1‬تصح وصيته ‪( ..‬مالك وأمحد)‬
‫احلجة ‪ :‬يف املوطأ أن عمر ‪ ‬أجاز وصية الصيب ‪ ،‬واشتهر فعله بني الصحابة ومل ينكر عليه أحد ‪،‬‬
‫وألن فيها نفع فتصح منه كاإلسالم والصالة ‪..‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تصح وصيته ‪( ..‬أبو حنيفة والشافعي وابن حزم)‬
‫رشدا فادفعوا إليهم أمواهلم ‪ ))..‬فالصيب ممنوع عن ماله‬
‫احلجة ‪(( :‬وابتلوا اليتامى حىت إذا آنستم منهم ً‬
‫حىت يبلغ ‪ ،‬وألهنا تربع والصيب ليس أهالً له ‪.‬‬
‫الراجح ق‪ 1‬لفعل عمر ‪ ‬وخاصة إذا كانت لبيان ما عليه من احلقوق ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬وصية الكافر الذمي ؟‬
‫اتفقوا أنه إذا أوصى بوصايا من قبيل التملك والصالت الشخصية فتجري عليها أحكام وصايا املسلم‬
‫(ال تزيد على الثلث وال لوارث ‪. )...‬‬
‫اتفقوا أنه إذا أوصى بوصايا قربات يف حقنا وحقهم فجائز ‪.‬‬
‫اتفقوا أهنا إن مل تكن قربة يف حقنا وال يف حقهم فال جتوز ‪.‬‬
‫اختلفوا إذا أوصى بقربة عند المسلمين وليست بقربة عند غير المسلمين (كوصيته ببناء‬
‫مسجد) ؟‬
‫ق‪ : 1‬وصيته صحيحة ‪( ..‬اجلمهور) ؛ ألن املعترب مبا هو قربة عند املسلمني ‪.‬‬
‫اعتبارا العتقادهم ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تصح ‪( ..‬أبو حنيفة) ؛ ألن هذه القربة معصية يف دينهم ‪ ،‬فتبطل ً‬
‫)‪(249‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫اختلفوا إذا أوصى بما هو قربة عندهم وليست بقربة عندنا (كوصيته ببناء كنيسة) ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جتوز ‪( ..‬اجلمهور) ؛ ألن املوصى به معصية حقيقية ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جتوز ‪( ..‬أبو حنيفة) ؛ ألن هذه قربة يف اعتقادهم ‪ ،‬وحنن أمرنا برتكهم وما يعتقدون ‪.‬‬
‫الراجح ق‪ 1‬؛ ألنه ال جيوز أن حنكم هلم إال مبا أنزل اهلل ((وأن احكم بينهم مبا أنزل اهلل)) ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬الوصية للوارث ؟‬
‫حق حقه ‪ ،‬فال‬
‫ال تصح باالتفاق إذا مل جيزها سائر الورثة ‪ ،‬حلديث ‪ " :‬إن اهلل قد أعطى كل ذي ٍّ‬
‫وصية لوارث " ‪ ،‬واختلفوا إذا أجاز الورثة تلك الوصية ؟‬
‫ق‪ : 1‬تصح ‪( ..‬اجلمهور) ؛ ألنه تصرف صدر من أهله يف حمله ‪ ،‬وقد روي زيادة "إال أن جييز‬
‫الورثة" ولكنها منكرة ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تصح ‪( ..‬أهل الظاهر واملزين وبعض احلنابلة) ؛ لعموم " ال وصية لوارث " ‪.‬‬
‫الراجح ق‪ 1‬؛ لوجاهة ما استدلوا به ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬مقدار الوصية ؟‬
‫إذا كانت الوصية يف حدود الثلث فتصح باالتفاق سواء للموصي وارث أم ال حلديث سعد بن أيب‬
‫وقاص "الثلث والثلث كثري" ‪ ،‬واختلفوا إذا أوصى بأكثر من الثلث وال وارث له ‪:‬‬
‫ق‪ : 1‬جتوز وصيته ولو بكل املال ‪( ..‬أبو حنيفة ورواية ألمحد)‬
‫احلجة ‪ :‬جاء يف حديث سعد املتقدم ‪ " :‬فإنك إن تذر ورثتك أغنياء خري من أن تذرهم عالة‬
‫يتكففون الناس " فالنهي عن الزيادة لتعلق حق الورثة ‪ ،‬وهنا ال وارث له ‪ ،‬فانتفى املنع النتفاء علته ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جتوز ‪( ..‬مالك والشافعي ورواية ألمحد)‬
‫احلجة ‪ :‬ألن املسلمني يرثونه عن طريق بيت املال ‪ ،‬وكذا فله من يعقل عنه ‪.‬‬
‫الراجح ق‪ 1‬لقوة ما احتجوا به وصحة ما عللوا به ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬الوصية بالمنافع ؟‬
‫املراد باملنافع ‪ :‬األعراض القائمة باألعيان كسكىن الدار وركوب الدابة ‪..‬‬
‫ق‪ : 1‬جتوز الوصية هبا ‪( ..‬األئمة األربعة) ‪ ..‬لعموم مشروعية الوصية كما يف حديث ابن عمر وفيه‬
‫"له شيء يريد أن يوصي فيه" ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال جتوز ‪( ..‬أهل الظاهر‪"" .. )...‬مل يذكر دليل"" ‪.‬‬
‫)‪(251‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫كتاب اجلنايات ‪..‬‬


‫قصاصا أو ماالً ‪.‬‬
‫ً‬ ‫اجلنايات ‪ :‬هي التعدي على البدن مبا يوجب‬
‫اجلنايات هلا عقوبات مقدرة مخس ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫وجرحا ‪.‬‬
‫اجلناية على النفس و العضو ‪ ،‬وتسمى قتالً ً‬
‫وسفاحا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫اجلناية على الفرج ‪ ،‬وتسمى زنًا‬
‫اجلناية على املال ‪ ،‬وهذه قد تكون عن طريق احملاربة وتسمى حرابة أو قطع طريق ‪ ،‬وقد تكون أخ ًذا‬
‫من حرز وتسمى سرقة ‪.‬‬
‫اجلناية على العرض ‪ ،‬وتسمى قذفًا ‪.‬‬
‫اجلناية على العقل بإزالته ‪ ،‬وتسمى سكًرا ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬القتل ‪ ..‬وينقسم إلى ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫معصوما فيقتله مبا يغلب على الظن موته به ‪ ..‬وهذا‬
‫ً‬ ‫قتل العمد ‪ :‬وهو أن يقصد من يعلمه آدميًّا‬
‫خالدا فيها‬
‫متعمدا فجزاؤه جهنم ً‬
‫ً‬ ‫النوع له عقوبتان‪ :‬أخروية ‪ :‬وهو اإلمث والوعيد ((ومن يقتل مؤمنًا‬
‫وغضب اهلل عليه ولعنه ‪ ))...‬ومما ورد يف التشديد يف قتل املؤمن بغري حق ‪ :‬حديث ‪ " :‬لزوال الدنيا‬
‫أهون على اهلل من قتل رجل مسلم " ويف لفظ ‪" :‬مؤمن بغري حق" ‪ ..‬وحديث ‪ " :‬لو أن أهل‬
‫السماء واألرض اشرتكوا يف دم مؤمن لكبهم اهلل عز وجل يف النار " ‪ ..‬وحديث ‪" :‬ال يزال العبد يف‬
‫دما حر ًاما " ‪ .....‬وله عقوبة دنيوية ‪ :‬وهي ‪:‬‬
‫فسحة من دينه ما مل يصب ً‬
‫‪ _1‬القصاص أو الدية املغلظة ‪ _2‬احلرمان من املرياث ‪ _3‬الكفارة على خالف يف ذلك ‪ ..‬يف‬
‫احلديث احلسن ‪" :‬قضى رسول اهلل ‪ ‬أن من قتل دفع إىل أولياء املقتول فإن شاؤوا قتلوا ‪ ،‬وإن‬
‫شاؤوا أخذ الدية وهي ثالثون حقة ‪ ،‬وثالثون جذعة ‪ ،‬وأربعون خلفة ‪ ،‬وما صوحلوا عليه فهو هلم ‪،‬‬
‫وذلك تشديد العقل" أخرجه أمحد والرتمذي وابن ماجة ‪.‬‬
‫قتل شبه العمد (ويسمى عمد اخلطأ أو خطأ العمد) ؛ الجتماع العمد واخلطأ فيه ‪ ،‬وهو أن يقصد‬
‫االعتداء وال يريد القتل ‪ ..‬كالضرب يف غري مقتل بالسوط واحلجر وحنومها مما ال يقتل غالبًا فيحصل‬
‫به القتل ‪ ..‬وله عقوبتان دنيويتان ‪ :‬الكفارة ‪ ،‬والدية املغلظة ‪ ..‬قال ‪" : ‬عقل شبه العمد مثل عقل‬
‫العمد" ‪ ..‬وقد أثبت اجلمهور هذا النوع من القتل ‪ ،‬ونفاه املالكية إال يف االبن مع أبيه قالوا بأنه ألنه‬
‫ال واسطة بني اخلطأ والعمد أي بني أن يقصد القتل أو ال يقصده ‪ ..‬وحجة اجلمهور حديث ‪ " :‬أال‬
‫)‪(251‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫إن دية اخلطأ شبه العمد ما كان بالسوط والعصا مئة من اإلبل منها أربعون يف بطوهنا أوالدها" رواه‬
‫أبو داود والنسائي وابن ماجه ‪.‬‬
‫قتل الخطأ ‪ ..‬وهو على نوعني ‪:‬‬
‫صيدا فإذا هو آدمي ‪.‬‬
‫شخصا يظنه ً‬
‫ً‬ ‫خطأ القصد ‪ :‬وهو أن يرمي‬
‫غرضا فيصيب آدميًّا ‪" ..‬ويلحق به ما جرى جمرى اخلطأ وهو التسبب‬
‫خطأ الفعل ‪ :‬وهو أن يرمي ً‬
‫بئرا فسقط فيه إنسان" ‪ ..‬وللقتل اخلطأ عقوبتان دنيويتان ‪ :‬الكفارة ‪ ،‬والدية‬
‫بالقتل كما لو حفر ً‬
‫املخففة ‪.‬‬
‫كتاب القصاص ‪..‬‬
‫عمدا مبثلها ‪.‬‬
‫القصاص هو ‪ :‬معاقبة اجلاين على جرمية القتل أو القطع أو اجلرح ً‬
‫مسألة ‪ :‬موجب القتل العمد ‪ ..‬أي ما الذي يجب بالقتل العمد ؟‬
‫ق‪ : 1‬الواجب اخليار بني القصاص والدية ‪( ..‬الشافية واحلنابلة ورواية ملالك)‬
‫احلجة ‪ (( :‬يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص يف القتلى )) ((فمن عفي له من أخيه)) ‪،‬‬
‫وحديث ‪" :‬من قتل له قتيل فهو خبري النظرين إما أن يقتل وإما أن يأخذ الدية " خ م ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬الواجب القصاص عينًا ‪ ،‬وليس لويل املقتول العفو إ ىل الدية إال برضا اجلاين ‪( ..‬أبو حنيفة‬
‫ورواية ملالك) ‪.‬‬
‫احلجة ‪ (( :‬يا أيه الذين آمنوا كتب عليكم القصاص )) أي أن اهلل فرض وألزم القصاص ومل يذكر‬
‫الدية ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ 1‬لداللة النصوص الصرحية عليه ‪ ،‬ويرد على دليل املخالف بأن اآلية للزجر فناسب ذكر‬
‫اخليار األشد ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬القصاص في اإلكراه على القتل ؟ أنواع اإلكراه ‪:‬‬
‫إكراه تام ‪ :‬كمن كبِّل وق يِّد ومحل على آخر فقتله فهذا إكراه مفسد للرضا واالختيار أي ليس راضيًا‬
‫خمتارا ‪ ،‬فهذا المكره غري مكلف وال شيء عليه ‪.‬‬
‫وال ً‬
‫إكراه ملجئ ‪ :‬كمن هدد بالقتل أو القطع ‪ ،‬فهذا إكراه مفسد للرضا غري مفسد لالختيار ‪ ..‬فال‬
‫جيوز القتل وإن قتل كان آمثًا ‪ ..‬واختلف الفقهاء يف القصاص ‪:‬‬
‫معا ‪( ..‬اجلمهور) ؛ ألهنما شريكان يف القتل ‪.‬‬
‫املكره ً‬
‫ق‪ : 1‬على املكره و َ‬
‫)‪(252‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫املكره فإنه يعزر ‪( ..‬أبو حنيفة) ؛ حلديث "إن اهلل وضع عن أميت اخلطأ‬
‫ق‪ : 2‬على املكره دون َ‬
‫والنسيان وما استكرهوا عليه" ‪.‬‬
‫وحسا‬
‫الكره حقيقة ًّ‬
‫املكره دون املكره ‪( ..‬زفر من احلنفية) ؛ ألن القتل وجد من َ‬
‫ق‪ : 3‬على َ‬
‫ومشاهدة ‪.‬‬
‫املكره ‪ ،‬وإمنا الدية على املكره ‪( ..‬أبو يوسف) ؛ألن‬
‫ق‪ : 4‬ال قصاص على املكره وال على َ‬
‫املكره معدوم الرضا ‪.‬‬
‫املكره ليس بقاتل حقيقة ‪ ،‬و َ‬
‫إكراه غير ملجئ ‪ :‬كمن هدد بالضرب أو احلبس أو الشتم ‪ ،‬فهذا ال يفسد الرضا وال االختيار ‪..‬‬
‫واملكره يف هذه احلالة مكلف باالتفاق ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬قتل المسلم بالكافر ؟‬
‫أمجعوا على أن املسلم ال يقتل بالكافر احلريب واملستأمن ‪ ..‬واختلفوا يف الذمي ‪:‬‬
‫أيضا ‪( ..‬اجلمهور) إال أن مال ًكا قال بقتله يف حالة واحدة وهي أن يقتله َغيلة ‪.‬‬
‫ق‪ : 1‬ال يقتل به ً‬
‫احلجة ‪(( :‬أفنجعل املسلمني كاجملرمني)) وحلديث ‪ " :‬ال يقتل مؤمن بكافر " ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يقتل املسلم به ‪( ..‬أبو حنيفة)‬
‫احلجة ‪ :‬عموم (( كتب عليكم القصاص يف القتلى )) ‪ ..‬وألن الذمي مساو للمسلم يف العصمة ‪.‬‬
‫الراجح ق‪ 1‬للنص ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬قتل الحر بالعبد ؟‬
‫مطلقا ‪ ،‬سواء كان عبد نفسه أو عبد غريه ‪( ..‬اجلمهور)‬
‫ق‪ : 1‬ال يقتل به ً‬
‫احلجة ‪(( :‬احلر باحلر والعبد بالعبد)) اقتضى أن كل إنسان يقتل بنظريه ومساويه ‪ ،‬وقتل احلر بالعبد‬
‫فيه خمالفة لآلية ‪.‬‬
‫مطلقا ‪( ..‬النخعي والثوري ‪) ..‬‬
‫ق‪ : 2‬يقتل به ً‬
‫احلجة ‪ :‬عموم ((وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ‪))..‬‬
‫ق‪ : 3‬يقتل به إال إذا كان سيده فإنه ال يقتل ‪( ..‬أبو حنيفة)‬
‫احلجة ‪ :‬يقتل لعموم ((كتب عليكم القصاص يف القتلى)) ‪ ،‬وال يقتل إذا كان سيده ألن السيد ميلك‬
‫رقبة عبده ‪ ،‬وألن الملك شبهة يدرأ به القصاص ‪.‬‬

‫)‪(253‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الراجح ‪ :‬لعله القول الثاين لعموم حديث ‪ " :‬املسلمون تتكافأ دماؤهم " وألنه ليس هناك نص صريح‬
‫يف ذلك ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬قتل الجماعة بالواحد ؟‬
‫ق‪ : 1‬تقتل اجلماعة بالواحد ‪( ..‬األئمة األربعة)‬
‫الدليل ‪ :‬عموم آيات القصاص ‪ ،‬ولقتل عمر ‪ ‬مخسة أو سبعة برجل واحد قتلوه َغيلة ‪ ..‬وقال ‪:‬‬
‫معلقا ‪.‬‬
‫لو اشرتك فيه أهل صنعاء لقتلتهم ‪ ..‬رواه الدار قطين والبيهقي وهو يف البخاري ً‬
‫ق‪ : 2‬يقتل واحد من املشرتكني خيتاره ويل الدم (من يظن أن فعله مؤثِّر) ‪ ،‬ويؤخذ من الباقني‬
‫حصصهم يف الدية ‪ ( ..‬مروي عن معاذ وابن الزبري وجابر ‪‬م وبه قال ابن سريين والزهري ) ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬اآلية ‪(( :‬احلر باحلر والعبد بالعبد واألنثى باألنثى ‪ ))..‬فجاءت بالكفاءة يف األوصاف فمن‬
‫باب أوىل اعتبار الكفاءة يف العدد ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬ال يقتلون به ‪ ،‬وجتب عليهم الدية ‪( ..‬إحدى الروايتني عن ابن عباس وابن الزبري ‪ ،‬وبه قال‬
‫الصنعاين مث رجع عنه)‬
‫الدليل ‪ :‬أن اهلل اشرتط املساواة يف القصاص كما يف اآلية ‪ ،‬وال مساواة بني الواحد واجلماعة ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ 1‬لقوة أدلتهم ‪ ،‬وملا يف ذلك من االحتياط للدماء ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬قتل الرجل بالمرأة ؟‬
‫حكى ابن املنذر وابن رشد اجلد واحلفيد وابن عبد الرب اإلمجاع على قتل الرجل باملرأة ‪ ،‬ومستند هذا‬
‫اإلمجاع ‪:‬‬
‫عمومات النصوص يف القصاص يف الكتاب والسنة ‪.‬‬
‫ض رأسه‬
‫رض جارية بني حجرين ‪ ،‬فجيء به واعرتف ‪ ،‬فر َّ‬
‫يف الصحيحني عن أنس ‪ " :‬أن يهوديًّا َّ‬
‫بني حجرين " ‪.‬‬
‫حديث الديات ‪ " :‬وأن الرجل يقتل باملرأة " ‪.‬‬
‫وأما ما روي عن علي ‪ ‬واحلسن وعطاء بأنه يعطى أولياؤها نصف الدية فهو يف حقيقته ليس‬
‫خالفًا وإمنا يوجبون زيادة على القصاص ‪..‬‬
‫مسألة ‪ :‬قتل األب باالبن ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يقتل به ‪( ..‬اجلمهور)‬
‫)‪(254‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الدليل ‪ :‬حديث ‪ " :‬ال يقاد الوالد بالولد " رواه الرتمذي وابن ماجه بأسانيد ضعيفة ‪ ، .‬وحلديث ‪" :‬‬
‫أنت ومالك ألبيك" ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يقتل به بشرط التأكد من قصد األب لقتل ابنه (كأن يضجعه ويذحبه) ‪( ..‬مالك)‬
‫الدليل ‪ :‬أن قصد العمد أو عدمه أمر خفي ال يعلم إال بالقرائن ‪.‬‬
‫مطلقا على أي حال قتله ‪( ..‬ابن نافع وابن احلكم وابن املنذر)‬
‫ق‪ : 3‬يقتل به ً‬
‫الدليل ‪ :‬عموم آيات القصاص ‪ ،‬وألن األب وابنه متكافئان ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬القول األول لثبوت النص ‪ ،‬وبه خيص العموم ‪ ،‬على أن قول املالكية له وجه ميكن القول به‬
‫‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬صفة القصاص في النفس ؟‬
‫ق‪ : 1‬يقتل القاتل مبثل ما قتل به ‪( ..‬مالك والشافعي وأمحد يف رواية)‬
‫ض رأسها بني حجرين ‪.‬‬
‫الدليل ‪ (( :‬وإن عاقبتم فعاقبوا مبثل ما عوقبتم به )) ‪ ،‬وحلديث اجلارية اليت ر َّ‬
‫ق‪ : 2‬ال يقتل إال بالسيف ‪( ..‬أبو حنيفة ومذهب أمحد)‬
‫الدليل ‪ :‬حديث أيب بكرة ‪ ‬قال ‪ " : ‬ال قود إال بالسيف " واحلديث ضعيف ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ 1‬لقوة أدلتهم وألنه أقرب للعدل ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬استيفاء القصاص في الحرم ؟‬
‫مطلقا ‪( ..‬قول بعض الصحابة)‬
‫ق‪ : 1‬ال يقام القصاص يف احلرم ً‬
‫الدليل ‪ (( :‬ومن دخله كان آمنًا )) ‪.‬‬
‫مطلقا ‪( ..‬مالك والشافعي)‬
‫ق‪ : 2‬يقام القصاص فيه ً‬
‫الدليل ‪ :‬عمومات النصوص الدالة على القصاص يف أي مكان ‪ ،‬والقياس على السرقة ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬إن قتل يف احلرم يقص فيه ‪ ،‬وإن حصل خارجه مث جلأ إليه فال يقتص منه فيه ‪( ..‬أبو حنيفة‬
‫وأمحد)‬
‫الدليل ‪ (( :‬وال تقاتلوهم عند املسجد احلرام حىت يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم ‪))..‬‬
‫الراجح ‪ :‬لعله القول الثالث لقوة األدلة وسالمتها من املعارض ‪.‬‬

‫)‪(255‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫القصاص فيما دون النفس ‪..‬‬


‫تعد يقع على اإلنسان مبا ال يودي حبياته من اجلراح وقطع األعضاء وذهاب منفعة عضو‬
‫وهي ‪ :‬كل ٍّ‬
‫ال خالف بني العلماء يف جريان القصاص فيما دون النفس إذا أمكن ومل خيش احلَيف ‪ ،‬كاألطراف‬
‫واألسنان واجلراح ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬متى يستقاد من الجرح ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز إال بعد اندمال وبرء اجلرح ‪( ..‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬ما راوه أمحد والدارقطين بسند صحيح عن جابر ‪ ‬أن النيب ‪ ‬هنى أن يستقاد من اجلارح‬
‫حىت يربأ اجملروح ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬جيوز قبل اندمال اجلرح واألفضل التأخري ‪( ..‬الشافعي)‬
‫الدليل ‪ :‬ما ورد يف حديث جابر السابق وأوله ‪ :‬أن رجالً طعن رجل بقرن يف ركبته فقال ‪ :‬يا رسول‬
‫اهلل أقدين ‪ ،‬قال ‪ " :‬حىت تربأ" فأعادها مرتني أو ثالثًا ‪ ،‬والنيب ‪ ‬يقول له ‪" :‬حىت تربأ" ‪ ،‬فأىب ‪،‬‬
‫وأقاده منه ‪ ...‬احلديث ‪.‬‬
‫الراجح ق‪ 1‬لصحة دليلهم ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬هل يقتص في البرد الشديد والحر الشديد ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال جيوز ‪ ،‬فال بد أن يكون القصاص يف حال اعتدال اجلو ‪( ..‬املالكية واحلنابلة ‪ ،‬والشافعية يف‬
‫قول)‬
‫احلجة ‪ :‬ألنه يف الربد الشديد يتأخر الب رء ‪ ،‬ويف احلر الشديد يستمر خروج الدم فرمبا أدى إىل وفاته ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬يلزم القصاص على الفور إذا طالب به اجملين عليه ‪( ..‬الشافعي يف القول اآلخر)‬
‫احلجة ‪ :‬أن حق اآلدمي مبين على املشاحة واملطالبة ‪ ،‬خبالف حق اهلل فهو مبين على املساحمة كما يف‬
‫احلد فيجوز تأخريه ‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬لعله القول األول ؛ ملا ذكروه من تعليل ‪ ،‬وللقاعدة الشرعية ‪ :‬ال ضرر وال ضرار ‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬ضمان سراية القود ؟ أي من جرى عليه قصاص في جراح فمات بسببه هل له دية ؟‬
‫ق‪ : 1‬غري مضمونة مىت مت القصاص على الوجه الصحيح ‪( ..‬اجلمهور)‬
‫الدليل ‪ :‬ما روى عبد الرزاق والبيهقي عن عمر وعلي ‪‬م قاال ‪ :‬من مات من حد أو قصاص ال‬
‫دية له ‪ ،‬احلق قتله ‪.‬‬
‫)‪(256‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ق‪ : 2‬أهنا مضمونة فتجب له الدية إذا مات ‪( ..‬أبو حنيفة)‬


‫احلجة ‪ :‬أنه قتل بغري حق ‪ ،‬ألن حقه القطع والذي حصل القتل ‪ ،‬لكن درئ عنه القصاص للشبهة‬
‫فتجب الدية ‪.‬‬
‫ق‪ : 3‬يسقط عنه من الدية قدر اجلراحة اليت اقتص منها ‪( ..‬مروي عن ابن مسعود ‪)‬‬
‫احلجة ‪ :‬أنه مستحق للقصاص بقدر اجلراحة وما زاد فيحاسب عليه ‪.‬‬
‫نفسا إال وسعها )) ‪ ،‬واالحرتاز من السراية ليس يف‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ 1‬لقوله تعاىل ‪ (( :‬ال يكلف اهلل ً‬
‫مقدور البشر ‪.‬‬
‫عضوا واح ًدا ؟‬
‫مسألة ‪ :‬إذا قطعت جماعة ً‬
‫ق‪ : 1‬تؤخذ اجلماعة بالواحد فيما دون النفس ‪ ،‬فتقطع األيدي باليد الواحدة ‪( ..‬اجلمهور)‬
‫وقياسا على قتل األنفس بالنفس ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬عموم ((واجلروح قصاص )) ‪ً ،‬‬
‫ق‪ : 2‬ال تقطع أعضاء بعضو واحد ‪( ..‬أبو حنيفة)‬
‫مجيعا ‪ ،‬وألن االجتماع‬
‫الدليل ‪ :‬ألنه يصح أن يتوزع القطع على عدة أشخاص فال جتوز مؤاخذهتم ً‬
‫على القطع نادر خبالف االجتماع على القتل ‪"" ......‬مل يذكر الراجح""‬
‫مسألة ‪ :‬هل يشترط أن يتعمد الجاني القطع أو الجرح ليقام عليه القصاص ؟‬
‫ق‪ : 1‬ال يشرتط ‪ ،‬فلو ضربه بأي آلة ومل يتعمد القطع أو اجلراح فإنه يقتص منه ‪( ..‬أبو حنيفة‬
‫ومالك)‬
‫الدليل ‪ :‬قصة الربَيِّع بنت النضر عمة أنس بن مالك ‪‬ما وكسرها لسن اجلارية حيث جاء يف بعض‬
‫الروايات أهنا لطمتها ‪ ،‬واللطم ال يكون يف الغالب فيه كسر سن ‪ ،‬ومع هذا فقد أمر النيب ‪‬‬
‫بالقصاص يف كسر السن ‪.‬‬
‫ق‪ : 2‬ال بد من تعمد اجلناية من كل وجه ‪( ..‬الشافعية واحلنابلة)‬
‫عمدا وشبه عمد وخطأ ‪.‬‬
‫الدليل ‪ :‬قياس ما دون النفس على النفس ‪ ،‬فإن اجلناية على النفس تكون ً‬
‫الراجح ‪ :‬ق‪ ، 1‬حلديث الربيع ‪.‬‬
‫الديات ‪..‬‬
‫جمين عليه أو لورثته بسبب جناية ‪.‬‬
‫الدية ‪ :‬هي املال املؤدى إىل ٍّ‬
‫أجناس الدية ستة ‪:‬‬
‫)‪(257‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫‪ 111‬من اإلبل ‪ 211 ،‬من البقر ‪ 2111 ،‬شاه ‪.‬‬


‫‪ 1111‬مثقال من الذهب(‪ 12111 ، )1‬درهم فضة ‪ 211 ،‬حلة من الثياب ‪.‬‬
‫أصل دية المسلم ‪:‬‬
‫األصل يف الديَة اإلبل ‪ ،‬واألجناس األخرى بدل عنها إذا غلت أو تعذرت ‪.‬‬
‫فأصل ديَة الرجل املسلم ‪ 111‬من اإلبل ‪ ،‬فإذا أحضر ما سواها فال بد من موافقة من هي له ‪.‬‬
‫وديَة املرأة نصف دية الرجل ‪ ،‬وكذلك ديَة أطرافها وجراحاهتا على النصف من دية الرجل وجراحاته‬
‫‪..‬‬
‫عن شريح قال ‪ :‬أتانا عروة البارقي من عند عمر ‪ ‬أن جراحات الرجال والنساء تستوي يف السن‬
‫واملوضحة ‪ ،‬وما فوق ذلك فدية املرأة على النصف من دية الرجل ‪ .‬أخرجه ابن أيب شيبة بسند‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫أقسام الدية من حيث جنسها ثالثة أقسام ‪ :‬دية النفس ‪ ..‬ودية األعضاء ‪ ..‬ودية املنافع ‪.‬‬
‫‪ _1‬دية النفس‬
‫كل من أتلف إنسانًا مباشرة أو بسبب لزمته ديته ‪:‬‬
‫إذا اجتمع مباشران فعليهما الدية ‪.‬‬
‫إذا اجتمع متسببان فعليهما الدية ‪.‬‬
‫إذا اجتمع مباشر ومتسبب ‪ ،‬فالضمان على املباشر إال يف ثالث مسائل ‪:‬‬
‫إذا مل ميكن تضمني املباشر ‪ ،‬كمن ألقى مكتوفًا على أسد فأكله ‪( ..‬املباشر هو األسد)‬
‫إذا كان املباشر ال ميكن تضمينه لعدم تكليفه كصغري أو جمنون ‪ ،‬فالضمان على من أمرمها باجلناية ‪.‬‬
‫إذا كانت املباشرة شرعية ‪ ،‬كمن شهدوا على شخص مبا يوجب قتله فقتل ‪ ،‬مث رجعوا عن الشهادة‬
‫وقالوا عمدنا قتله ‪ ،‬فالضمان على الشهود ‪.‬‬
‫حكم الدية ‪:‬‬
‫عمدا وجبت الدية حالة من‬
‫جتب على كل من أتلف إنسانًا مبباشرة أو بسبب ‪ ..‬فإن كانت اجلناية ً‬
‫مال اجلاين ‪ ،‬وإن كانت اجلناية شبه عمد أو خطأ وجبت الدية على عاقلة اجلاين مؤجلة ثالث سنني‬
‫‪.‬‬

‫)‪ (1‬ألف دينار من الذهب = ‪ 0224‬جراما ‪.‬‬


‫)‪(258‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫أحوال وجوب الدية ‪:‬‬


‫تتعني الدية ‪ -1 :‬إذا اختار ويل الدم الدية ‪ -2 ..‬إذا عفا عن القصاص ‪ -3 ..‬إذا هلك اجلاين ‪..‬‬
‫فلو قتل اجلاين أربعة أشخاص فإن اختار أولياء أحدهم القصاص قتل اجلاين ‪ ،‬وللثالثة ثالث ديات ‪.‬‬
‫مقدار دية الكافر ‪( :‬أهل الكتاب وغريهم)‬
‫الرجل منهم ديته نصف دية املسلم ‪ ،‬واملرأة منهم نصف دية املرأة املسلمة ‪ ،‬سواء كانت دية النفس‬
‫أو فيما دوهنا ‪ ..‬يف احلديث ‪ " :‬دية عقل الكافر نصف دية عقل املؤمن " رواه أبو داود والرتمذي ‪.‬‬
‫دية اجلنني ‪ :‬إذا سقط ميتًا جبناية على ِّأمة غرة عبد أو َأمة ‪ ،‬قيمتها مخس من اإلبل (عشر دية ِّأمه)‬
‫‪.‬‬
‫دية الرقيق ‪ :‬هي قيمته قلت أو كثرت ‪.‬‬
‫تعد أو تفريط من السائق فإنه يضمن كل ما نتج عنه ‪ ،‬وإن مات أحد‬ ‫دية احلوادث ‪ :‬إن نتج عن ٍّ‬
‫تعد وال تفريط فال دية وال كفارة ‪.‬‬
‫لزمته الدية والكفارة ‪ ،‬وإن وقع احلادث بغري ٍّ‬
‫يتحمل الدية أحد ثالثة ‪:‬‬
‫القاتل (يف القتل العمد إذا تنازل أولياء املقتول عن القصاص) ‪.‬‬
‫العاقلة (يف القتل شبه العمد واخلطأ) ‪.‬‬
‫بيت املال ‪ ..‬يف األحوال التالية ‪:‬‬
‫معسرا (يف اخلطأ وشبه العمد) ‪.‬‬
‫إذا مل تكن للجاين عاقلة موسرة وكان ً‬
‫كل مقتول مل يعلم قاتله ‪.‬‬
‫إذا حكم القاضي بالقسامة ونكل الورثة عن حلف األميان ومل يرضوا بيمني املدعى عليه ‪.‬‬
‫عاهدا مل يرح رائحة اجلنة ‪ ،‬وإن‬
‫معاهدا ‪ ،‬يف البخاري قال ‪ " : ‬من قتل م ً‬ ‫ً‬ ‫قتل الذمي مستأمنًا أو‬
‫عاما " ‪.‬‬
‫رحيها يوجد من مسرية أربعني ً‬
‫‪ _2‬الدية فيما دون النفس‬
‫دية األعضاء ومنافعها ‪:‬‬
‫ما كان يف اإلنسان منه شيء واحد ‪ :‬ففيه دية النفس كاملة ‪ ،‬كاألنف واللسان والذكر ‪ ،‬ومثلها‬
‫ذهاب السمع والبصر والكالم والعقل ‪(( ...‬يف عني األعور الصحيحة إذا ذهبت الدية كاملة))‬

‫)‪(259‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫مجيعا الدية كاملة ‪ ،‬مثل‬


‫ما كان يف اإلنسان منه شيئان ‪ :‬ففي كل واحد منهما نصف الدية ‪ ،‬وفيهما ً‬
‫معا‬
‫العينني واألذنني واليدين ‪ ،‬وإن ذهبت منفعة أحدمها ففيه نصف الدية وإن ذهبت منفعتهما ً‬
‫فالدية كاملة ‪.‬‬
‫ما كان يف اإلنسان منه أربعة أشياء ‪ :‬ففي كل واحد ربع الدية ‪ ،‬ويف مجيعها الدية كاملة كأجفان‬
‫العينني ‪.‬‬
‫ما كان يف اإلنسان منه عشرة ‪ :‬ففي كل واحد عشر الدية كاألصابع ‪ ،‬ويف أمنلة كل أصبع ثلث دية‬
‫األصبع ‪ ،‬ويف أمنلة اإلهبام نصف ديته ‪.‬‬
‫ضرسا ‪،‬‬
‫األسنان ‪ :‬عدد أسنان اإلنسان ‪ : 32‬أربع ثنايا ‪ ،‬وأربع رباعيات ‪ ،‬وأربعة أنياب ‪ ،‬وعشرون ً‬
‫بعريا ‪.‬‬
‫وجيب يف كل واحد من األسنان مخس من اإلبل ‪ ،‬ويف مجيع األسنان (‪ً )161‬‬
‫دية الشعر ‪ :‬جتب الدية كاملة يف كل واحد من الشعور األربعة إذا ذهبت وهي ‪ :‬شعر الرأس ‪،‬‬
‫واللحية ‪ ،‬واحلاجبني ‪ ،‬وأهداب العينني ‪ ..‬ويف احلاجب الواحد نصف الدية ‪ ،‬ويف اهلدب الواحد ربع‬
‫الدية ‪.‬‬
‫العضو املشلول ‪ :‬يف اليد الشالء والعني اليت ال تبصر والسن السوداء يف كل واحدة ثلث ديتها ‪.‬‬
‫دية الشجاج والجروح ‪..‬‬
‫الشجة ‪ :‬اسم جلرح الرأس والوجه خاصة ‪ ..‬والشجاج عشر ‪ :‬مخس فيها حكومة ‪ ،‬ومخس فيها‬
‫مقدار شرعي منا لدية ‪.‬‬
‫الخمس التي فيها حكومة ‪:‬‬
‫احلارصة ‪ :‬اليت حترص اجللد وتشقه وال يظهر منه دم ‪.‬‬
‫البازلة ‪ :‬اليت يسيل منها الدم القليل ‪.‬‬
‫الباضعة ‪ :‬اليت تشق اللحم ‪.‬‬
‫املتالمحة ‪ :‬الغائصة يف اللحم ‪.‬‬
‫السمحاق ‪ :‬اليت بينها وبني العظم قشرة رقيقة تسمى السمحاق ‪.‬‬
‫واحلكومة ‪ :‬أن يقوم اجملين عليه كأنه عبد ال جناية به ‪ ،‬مث يقوم وهي به قد برئت ‪ ،‬فما نقص من‬
‫القيمة فله مثل نسبته من الدية ‪ ..‬وجيتهد احلاكم يف تقديرها ‪ ..‬ويراعي يف احلكومة حصول الشَّني‬
‫والضرر واألمل ‪.‬‬

‫)‪(261‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫والخمس التي فيها مقدر شرعي ‪:‬‬


‫املوضحة ‪ :‬اليت توضح العظم ‪ ..‬ديتها ‪ :‬مخس من اإلبل ‪.‬‬
‫اهلامشة ‪ :‬اليت توضح العظم وهتشمه ‪ ..‬فيها عشر من اإلبل ‪.‬‬
‫المنقِّلة ‪ :‬اليت توضح العظم وهتشمه وتنقله ‪ ..‬فيها ‪ 15‬من اإلبل ‪.‬‬
‫املأمومة ‪ :‬اليت تصل إىل جلد الدماغ ‪ ..‬فيها ثلث الدية ‪.‬‬
‫أيضا ‪.‬‬
‫الدامغة ‪ :‬اليت خترق الدماغ ‪ ..‬فيها ثلث الدية ً‬
‫إذا بلغ اجلرح اجلوف ففيه ثلث الدية ‪ ،‬وإن مل يبلغه ففيه حكومة ‪.‬‬
‫اجلائفة هي اجلرح الذي يصل إىل باطن اجلوف أو الظهر أو الصدر أو احللق وحنوها ‪ ..‬وفيها ثلث‬
‫الدية ‪.‬‬
‫دية العظام ‪..‬‬
‫مستقيما ‪ ..‬ففيه بعري ‪.‬‬
‫ً‬ ‫الضلع إذا كسر مث جرب‬
‫الرتقوة ‪ ..‬فيها بعري ‪ ،‬ويف الرتقوتني بعريان ‪.‬‬
‫الذراع أو العضد أو الفخذ أو الساق ‪ ..‬فيها بعريان ‪.‬‬
‫إذا مل جترب العظام السابقة ففيها حكومة ‪.‬‬
‫بقية العظام ليس فيها شيء بل فيها حكومة ‪.‬‬
‫شرعا من‬
‫لو طلب اجملين عليه تكاليف العالج بدالً من الدية فليس من حقه ذلك ‪ ،‬بل يعطيه املقدر ً‬
‫الدية ‪..‬‬

‫كتاب احلدود ‪..‬‬


‫شرعا يف معصية ألجل حق اهلل تعاىل ‪.‬‬
‫احلد هو ‪ :‬عقوبة مقدرة ً‬
‫احلدود يف اإلسالم مخسة ‪ :‬حد الزىن ‪ ،‬القذف ‪ ،‬السرقة ‪ ،‬قطاع الطريق ‪ ،‬أهل البغي ‪.‬‬
‫الفرق بني القصاص واحلدود ‪:‬‬
‫حيا ‪ ،‬واحلدود أمرها إىل احلاكم فال‬
‫جرائم القصاص احلق فيها ألولياء القتيل ‪ ،‬وللمجين عليه إن كان ًّ‬
‫جيوز إسقاطها بعد أن تصل إليه ‪.‬‬

‫)‪(261‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫جرائم القصاص قد يعفى عنها ببدل أو بدون مقابل ‪ ،‬أما احلدود فال جيوز العفو عنها ببدل أو بدونه‬
‫‪ ،‬وال الشفاعة فيها ‪.‬‬
‫ال يقام احلد إال على ‪ :‬بالغ ‪ ،‬عاقل ‪ ،‬متعمد ‪ ،‬ذاكر ‪ ،‬عامل بالتحرمي ‪ ،‬ملتزم ألحكام اإلسالم من‬
‫مسلم أو ذمي ‪.‬‬
‫فورا إذا ثبت وال جيوز تأخريه إال لعارض يرتتب عليه مصلحة ‪..‬‬ ‫جيب إقامة احلد ً‬
‫يتوىل إقامة احلدود إمام املسلمني أو من ينيبه حبضرة طائفة من املؤمنني مبجامع الناس ‪ ..‬وال تقام يف‬
‫املساجد ‪.‬‬
‫جيوز إقامة احلدود والقصاص يف مكة ‪.‬‬
‫يكون اجللد بسوط ال جديد وال َخلق ‪ ،‬وال جيرد املضروب من مالبسه ‪ ،‬ويفرق الضرب على بدنه ‪،‬‬
‫ويتقى الوجه والرأس والفرج واملقاتل ‪ ،‬وتشد على املرأة ثياهبا ‪.‬‬
‫إذا اجتمعت حدود هلل تعاىل من جنس واحد بأن زنا مر ًارا تداخلت فال حيد إال مرة واحدة ‪ ،‬وإن‬
‫كانت من أجناس كبكر زنا وسرق فال تتداخل ‪ ،‬ويبدأ باألخف ‪ ،‬فيجلد للزنا مث يقطع ‪.‬‬
‫أشد اجللد يف احلدود جلد الزىن ‪ ،‬مث جلد القذف ‪.‬‬
‫حبد عند اإلمام ومل يبينه (مل يوضح ما اجلرمية) فالسنة أن يسرته وال يسأله عنه ‪ ..‬عن أَنَس بن‬ ‫من أقر ٍّ‬
‫َصبت َحدًّا فَأَقمه َعلَ َّي‪،‬‬ ‫ول اللَّه‪ ،‬إ ِّين أ َ‬
‫اءه َرج ٌل فَ َق َال‪ :‬يَا َرس َ‬‫َّيب ‪ ‬فَ َج َ‬ ‫َمالك ‪ ‬قَ َال‪ :‬كنت عن َد الن ِّ‬
‫الصالََة‪ ،‬قَ َام‬
‫ضى النَّيب ‪َّ ‬‬ ‫صلَّى َم َع الن ِّ‬
‫َّيب ‪ ،‬فَلَ َّما قَ َ‬ ‫الصالَة‪ ،‬فَ َ‬‫ضَرت َّ‬ ‫قَ َال‪َ :‬وَمل يَسأَله َعنه‪ ،‬قَ َال‪َ :‬و َح َ‬
‫ت َم َعنَا»‬ ‫صلَّي َ‬
‫س قَد َ‬ ‫يف كتَ َ َّ‬
‫اب الله‪ ،‬قَ َال‪« :‬أَلَي َ‬ ‫َصبت َحدًّا‪ ،‬فَأَقم َّ‬ ‫ول اللَّه‪ ،‬إ ِّين أ َ‬ ‫الرجل فَ َق َال‪ :‬يَا َرس َ‬ ‫إلَيه َّ‬
‫َّك " ‪.‬خ م‬ ‫ك‪ ،‬أَو قَ َال‪َ :‬حد َ‬ ‫ك َذن بَ َ‬ ‫قَ َال‪ :‬نَ َعم‪ ،‬قَ َال‪ " :‬فَإ َّن اللَّهَ قَد َغ َفَر لَ َ‬
‫مسلما سرته اهلل يف الدنيا واآلخرة ‪ " ...‬م‬ ‫فضل السرت عظيم ‪ ..‬يف احلديث ‪ " :‬من سرت ً‬
‫إذا بلغت احلدود احلاكم حرم أن يشفع يف إسقاطها أحد ‪.‬‬
‫مسلما يغسل ويصلى عليه ويدفن يف مقابر املسلمني ‪،‬‬ ‫قصاصا أو حدًّا أو تعز ًيرا إن كان ً‬ ‫ً‬ ‫املقتول‬
‫خبالف املقتول ردة ‪.‬‬
‫املعاهد ‪.‬‬
‫األنفس املعصومة أربع ‪ :‬املسلم ‪ ،‬والذمي ‪ ،‬واملستأمن ‪ ،‬و َ‬
‫الذمي ملتزم ألحكام اإلسالم ‪ ،‬لكنه ال يطالب بالعبادات ‪ ،‬وال يقام عليه احلد إال فيما يعتقد حترميه‬
‫كالزىن ؛ ألن الزىن حمرم يف كل الشرائع ‪ ..‬وألن إقامة احلد للزىن فيه علتان ‪ :‬تكفري الذنب ‪ ،‬واملنع‬

‫)‪(262‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫من الوقوع يف مثلها ‪ ،‬فإذا كان ليس أهالً للتكفري ألنه كافر ‪ ،‬أقمنا عليه احلد للعلة الثانية ‪ ..‬جاء‬
‫عن ابن عمر رضي اهلل عنهما أن اليهود جاءوا إىل النيب ‪ ‬برجل منهم وامرأة زنيا فأمر هبما فرمجا‬
‫قريبًا من موضع اجلنائز عند املسجد ‪ .‬خ م ‪.‬‬
‫أقسام الحدود ‪..‬‬
‫‪ _1‬حد الزنا‬
‫الزىن ‪ :‬فعل الفاحشة يف قبل امرأة ال حتل له ‪.‬‬
‫يتفاوت يف الشناعة والقبح ‪ :‬فالزنا بذات زوج ‪ ،‬والزنا بذات حمرم ‪ ،‬والزنا حبليلة اجلار من أعظم‬
‫أنواعه ‪.‬‬
‫عقوبة الزنا يف الدنيا ‪ :‬الرجم للمحصن ‪ ،‬واجللد والتغريب لغري احملصن ‪ ..‬وعقوبته يف اآلخرة إن مل‬
‫يتب ‪ :‬الوعيد الشديد حيث جيتمع الزناة والزواين عراة يف تنور نار جهنم ‪.‬‬
‫احملصن ‪ :‬هو الثيِّب ‪ ،‬وهو من وطئ زوجته يف قبلها بنكاح صحيح ‪ ،‬ومها حران مكلفان ‪،‬والبكر من‬
‫ليس كذلك ‪.‬‬
‫ك َال َحمَالَةَ‪،‬‬
‫الزنَا‪ ،‬مدرٌك َذل َ‬
‫آد َم نَصيبه م َن ِّ‬ ‫ب َعلَى ابن َ‬ ‫َّيب ‪ ‬قَ َال‪« :‬كت َ‬ ‫َعن أَيب هَري َرَة ‪َ ‬عن الن ِّ‬
‫الرجل‬ ‫اها البَطش‪َ ،‬و ِّ‬ ‫فَال َعي نَان زنَامهَا النَّظَر‪َ ،‬واألذنَان زنَامهَا االست َماع‪َ ،‬واللِّ َسان زنَاه ال َك َالم‪َ ،‬واليَد زنَ َ‬
‫ك ال َفرج َوي َك ِّذبه» خ م ‪.‬‬ ‫صدِّق ذَل َ‬
‫اها اخلطَا‪َ ،‬وال َقلب يَه َوى َويَتَ َم َّىن‪َ ،‬وي َ‬
‫زنَ َ‬
‫إذا محلت امرأة ال زوج هلا وال سيد فإنه يقام عليها احلد إن مل تدَّع شبهة أو إكر ًاها ‪ ..‬ومن استكره‬
‫امرأة فعليه احلد دوهنا وهلا املهر ‪.‬‬
‫شروط حد الزنا ‪:‬‬
‫تغييب حشفة أصلية كلها يف قبل امرأة حية ‪.‬‬
‫انتفاء الشبهة ‪ ،‬فال حد على من وطئ امرأة ظنها زوجته وحنوه ‪.‬‬
‫أن يثبت الزنا ‪:‬‬
‫متهما يف عقله أربع مرات ‪ ،‬ويصرح‬
‫إما باإلقرار ‪ :‬بأن يقر من عرف بالعقل مرة واحدة ‪ ،‬ومن كان ً‬
‫حبقيقة الوطء ‪ ،‬ويستمر على إقراره إىل إقامة احلد عليه ‪.‬‬
‫وإما بالشهادة ‪ :‬بأن يشهد عليه بالزنا أربعة رجال عدول من املسلمني ‪.‬‬
‫ال حيفر للمرجوم يف الزنا رجالً كان أو امرأة ‪ ،‬لكن املرأة تشد عليها ثياهبا ؛ لئال تنكشف ‪.‬‬

‫)‪(263‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫أول من يرجم املرأة اإلمام مث الناس ‪ ،‬فإن ثبت حد الزنا بشهادة الشهود فهم أول من يرجم مث اإلمام‬
‫مث الناس ‪.‬‬
‫اجلهل الذي مينع إقامة احلد هو اجلهل بالفعل هل هو حرام أم ال ‪ ..‬أما اجلهل باحلكم فال مينع إقامة‬
‫احلد‬
‫إذا زنا رجل وهو متزوج فال حترم عليه زوجته ‪ ،‬وكذا لو زنت ذات زوج ال حترم على زوجها ‪.‬‬
‫من زنا بذات حمرم كأخته أو بنته أو امرأة أبيه وحنوهن وهو عامل بتحرمي ذلك وجب قتله لشناعة جرمه‬
‫‪ ..‬عن البَ َراء ‪ ‬قَ َال‪ :‬لَقيت َع ِّمي َوَم َعه َرايَةٌ‪ ،‬فَقلت لَه‪ :‬أَي َن تريد؟ قَ َال‪« :‬بَ َعثَين َرسول اللَّه ‪ ‬إ َىل‬
‫ب عن َقه‪َ ،‬وآخ َذ َمالَه» رواه الرتمذي والنسائي صححه األلباين ‪.‬‬ ‫َرجل نَ َك َح امَرأََة أَبيه‪ ،‬فَأ ََمَرين أَن أَضر َ‬
‫عمل قوم لوط ‪ ..‬وهو فعل الفاحشة يف الدبر ‪ ،‬واالستغناء بالرجال عن النساء ‪..‬‬
‫وهو من أكرب اجلرائم املفسدة للخلق والفطرة ‪ ،‬وعقوبته أغلظ من عقوبة الزنا لغلظ حرمته ؛ ألنه فعل‬
‫أبدا خبالف الزنا فإنه حيل بالنكاح ‪.‬‬ ‫فاحشة بفرج ال حيل ً‬
‫وعقوبته ‪ :‬أن يقتل الفاعل واملفعول به حمصنًا أو غري حمصن مبا يراه اإلمام من القتل بالسيف أو الرجم‬
‫ول به "رواه أبو داود‬ ‫وحنومها لقوله ‪َ " : ‬من َو َجدمتوه يَع َمل َع َم َل قَوم لوط‪ ،‬فَاق ت لوا ال َفاع َل‪َ ،‬وال َمفع َ‬
‫والرتمذي وهو صحيح ‪.‬‬
‫حكم السحاق ‪ :‬وهو إتيان املرأة املرأة ‪ ..‬وهو حمرم وفيه التعزير ‪.‬‬
‫حكم االستمناء ‪ :‬حمرم ويف الصوم وقاية منه ‪ ،‬وفيه التعزير ‪(( ..‬والذين لفروجهم حافظون إال على‬
‫أزواجهم أو ما ملكت أمياهنم ‪)) ...‬‬
‫من وقع على هبيمة ‪ :‬عِّزر مبا يراه اإلمام وتذبح البهيمة ‪.‬‬
‫‪ _2‬ح ّد القذف‬
‫القذف هو ‪ :‬الرمي بزىن أو لواط ‪ ،‬أو نفي نسب موجب للحد فيهما ‪.‬‬
‫القذف حمرم وهو من الكبائر (( والذين يرمون احملصنات مث مل يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم مثانني‬
‫أبدا وأولئك هم الفاسقون )) ‪.‬‬
‫جلدة وال تقبلوا هلم شهادة ً‬
‫حد القاذف ‪ :‬مثانون جلدة للحر ‪ ،‬وأربعون جلدة للعبد ‪.‬‬
‫ألفاظ القذف ‪:‬‬
‫القذف الصريح ‪ :‬كأن يقول يا زاين أو يا لوطي وحنوها ‪.‬‬

‫)‪(264‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الكناية ‪ :‬أن يقول ما حيتمل القذف وغريه ‪ ..‬كأن يقول ‪ :‬يا قحبة ‪ ،‬يا فاجرة وحنومها ‪ ،‬فإن قصد‬
‫الرمي بالزنا حد للقذف ‪ ،‬وإن مل يقصد مل حيد وعزر ‪.‬‬
‫شروط وجوب حد القذف ‪:‬‬
‫تارا ‪.‬‬
‫أن يكون القاذف مكل ًفا خم ً‬
‫عفيفا ‪ ،‬جيامع مثله ‪.‬‬
‫حرا ً‬‫مكلفا ًّ‬
‫مسلما ً‬ ‫أن يكون املقذوف ً‬
‫أن يطالب املقذوف باحلد ‪.‬‬
‫أن يقذفه بالزنا املوجب للحد ‪ ،‬ومل يثبت قذفه ‪.‬‬
‫يثبت حد القذف إذا أقر القاذف على نفسه ‪ ،‬أو شهد عليه رجالن عدالن بالقذف ‪.‬‬
‫القاذف قسمان ‪:‬‬
‫عبدا ‪ ،‬واملقذوف حمصنًا فحده مثانون جلدة ‪(( ..‬العبد حيد كامالً يف القذف)) ‪.‬‬
‫حرا أو ً‬
‫إذا كان ًّ‬
‫عزر ‪.‬‬
‫إذا قذف غري حمصن فال حد على القاذف ‪ ،‬ولكنه ي َّ‬
‫يسقط حد القذف بعفو املقذوف ‪ ،‬وال يقام حىت يطالب به املقذوف ‪.‬‬
‫يسقط حد القذف إذا اعرتف املقذوف ‪ ،‬أو قامت عليه البينة ‪ ،‬أو قذف الرجل زوجته والعنها ‪.‬‬
‫يرتتب على ثبوت حد القذف ‪:‬‬
‫‪ _1‬جلد القاذف ‪ -2 .‬عدم قبول شهادة القاذف إال بعد التوبة ‪ -3 .‬احلكم عليه بالفسق حىت‬
‫يتوب ‪.‬‬
‫من قذف غريه بغري الزنا أو عمل قوم لوط وهو كاذب (كأن يرميه بالكفر أو النفاق أو السكر) فال‬
‫حمرما ‪ ،‬فيعزره احلاكم مبا يراه ‪.‬‬
‫حد عليه ولكنه ارتكب ً‬
‫توبة القاذف باالستغفار والندم والعزم على أال يعود ‪ ،‬وأن ي ِّ‬
‫كذب نفسه مبا رمى غريه به ‪.‬‬
‫‪ _3‬حد السرقة ‪..‬‬
‫السرقة هي أخذ مال حمرتم لغريه ال شبهة فيه ‪ ،‬من موضع خمصوص ‪ ،‬بقدر خمصوص ‪ ،‬على وجه‬
‫اخلفيَة ‪.‬‬
‫أيضا ‪ " :‬لعن اهلل‬
‫يف الصحيحني ‪ .. " :‬وال يسرق السارق حني يسرق وهو مؤمن ‪ "..‬وفيهما ً‬
‫السارق يسرق البيضة فتقطع يده ‪ ،‬ويسرق احلبل فتقطع يده " ‪.‬‬

‫)‪(265‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫شروط قطع يد السارق ‪:‬‬


‫مسلما كان أو ذميًّا ‪.‬‬
‫خمتارا ‪ً ،‬‬
‫أن يكون السارق مكل ًفا (البالغ العاقل) ‪ً ،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حمرتما ‪ ،‬فال قطع بسرقة آلة هلو أو مخر وحنومها ‪.‬‬
‫أن يكون املسروق ماالً ً‬ ‫‪-2‬‬
‫عرض قيمته ربع‬
‫فصاعدا ‪ ،‬أو َ‬
‫ً‬ ‫أن يبلغ املال املسروق نصابًا ‪ ،‬وهو ربع دينار من الذهب‬ ‫‪-3‬‬
‫فصاعدا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫دينار‬
‫‪ -4‬أن يكون أخذ املال على وجه اخلفية واالستتار ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يأخذ املال من حرزه وخيرجه منه ‪( ..‬احلرز ‪ :‬ما حتفظ فيه األموال ‪ ،‬وخيتلف حبس‬
‫العادة والعرف)‬
‫‪ -6‬انتفاء الشبهة عن السارق ‪ ..‬فال يقطع بالسرقة من مال والديه وإن علوا وال من مال‬
‫ولده وإن سفل ‪ ،‬وال يقطع أحد الزوجني بالسرقة من مال اآلخر ‪ ،‬وكذا من سرق يف‬
‫جماعة ‪.‬‬
‫‪ -7‬مطالبة املسروق مباله منه ‪ ..‬ثبوت السرقة بأحد األمرين ‪:‬‬
‫اإلقرار بالسرقة على نفسه مرتني ‪.‬‬
‫أن يشهد عليه رجالن عدالن بأنه سرق ‪.‬‬
‫يترتب على ثبوت السرقة حقان ‪:‬‬
‫أ_ حق خاص وهو املسروق إن وجد أو مثله أو قيمته إن تلف ‪.‬‬
‫ب _ وحق عام وهو حق اهلل تعاىل وهو قطع يده إن اكتملت الشروط ‪ ،‬أو تعزيره إن مل تكتمل‬
‫الشروط‬
‫إذا وجب القطع ‪ :‬قطعت يده اليمىن من مفصل الكف ‪ ،‬وحسمت بغمسها بزيت مغلي أو مبا يقطع‬
‫الدم‬
‫وعزر حىت‬
‫إذا عاد السارق مرة أخرى قطعت رجله اليسرى من منتصف ظهر القدم ‪ ،‬فإن عاد حبس ِّ‬
‫يتوب وال يقطع ‪.‬‬
‫تقطع يد الطرار وهو الذي يبط اجليب أو غريه ويأخذ منه املال خفية إن بلغ ما أخذه نصابًا ؛ ألنه‬
‫سارق من حرز‪.‬‬
‫فصاعدا " خ م‬
‫ً‬ ‫مقدار نصاب السرقة ‪ :‬عن عائشة قالت ‪ :‬قال النيب ‪ " : ‬تقطع اليد يف ربع دينار‬

‫)‪(266‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫إذا اعرتف السارق بالسرقة مث رجع فال قطع ‪ ،‬ألن احلدود تدرأ بالشبهات ‪.‬‬
‫جاحد العارية يدخل يف اسم السرقة ‪ ..‬عن عائشة ‪‬ا قالت ‪ :‬كانت امرأة خمزومية تستعري املتاع‬
‫وجتحده فأمر النيب ‪ ‬أن تقطع يدها ‪ " ..‬م ‪.‬‬
‫من تاب قبل ثبوت احلكم عليه عند حاكم سقط عنه احلد ‪ ،‬وال يشرع له كشف نفسه بعد أن سرته‬
‫اهلل ‪ ،‬لكن عليه رد ما أخذه من مال ‪.‬‬
‫‪ _4‬ح ّد قاطع الطريق ‪..‬‬
‫قهرا ‪،‬‬
‫قطاع الطريق ‪ :‬هم الذين يعرضون للناس بالسالح يف الصحراء أو البنيان ‪ ،‬فيغصبوهنم املال ً‬
‫جماهرًة ال سرقة ‪ ،‬ويسمون حماربني ‪.‬‬
‫قطاع الطريق هلم أربعة أحوال ‪:‬‬
‫إذا قتلوا وأخذوا املال ‪ :‬قتلوا وصلبوا ‪.‬‬
‫إذا قتلوا ومل يأخذوا املال ‪ :‬قتلوا ومل يصلبوا ‪.‬‬
‫إذا أخذوا املال ومل يقتلوا ‪ :‬قطع من كل و احد منهم يده اليمىن ورجله اليسرى ‪.‬‬
‫إذا مل يقتلوا ومل يأخذوا املال لكن أخافوا السبيل ‪ :‬نفوا من األرض ‪ ،‬ولإلمام أن جيتهد يف شأهنم ميا‬
‫ادعا هلم ولغريهم ‪.‬‬
‫يراه ر ً‬
‫شروط وجوب الحد على قطاع الطريق ‪:‬‬
‫ذكرا أو أنثى ‪.‬‬ ‫أن يكون احملارب مكلِّ ًفا ً‬
‫مسلما أو ذميًّا ً‬
‫حمرتما ‪.‬‬
‫أن يكون املال الذي أخذه ً‬
‫كثريا ‪.‬‬
‫أن يكون املال من حرز ‪ ،‬قليالً كان أو ً‬
‫ثبوت قطع الطريق منه بإقرار أو شاهدي عدل ‪.‬‬
‫انتفاء الشبهة ‪.‬‬
‫النفي من األرض معناه ‪ :‬بأن يطردوا من األرض اليت قطعوا فيها الطريق ‪ ،‬وقد حيصل النفي باحلبس ‪،‬‬
‫فإن أمكن اتقاء شرهم بالنفي نفيناهم وإال حيبسون ‪.‬‬
‫من تاب قبل أن يقدر عليه سقط عنه احلد ‪.‬‬
‫من صال عليه أو على أهله أو على ماله آدمي أو هبيمة دفعه بأسهل ما يغلب على ظنه ‪ ،‬فإن مل‬
‫يندفع إال بالقتل فله ذلك ‪ ،‬وال ضمان عليه ‪ ،‬فإن قتل املعتدى عليه فهو شهيد ‪.‬‬

‫)‪(267‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫الزنديق هو من يظهر اإلسالم ويبطن الكفر ‪ ..‬والزنديق حمارب هلل ولرسوله فإن تاب قبل أن يقدر‬
‫عليه فتقبل توبته وحيقن دمه ‪ ،‬وأما بعد القدرة عليه فال تقبل توبته بل يقتل حدًّا من غري استتابة ‪ ،‬إال‬
‫إن علمنا صدق توبته فال نقتله ‪.‬‬
‫‪ _5‬حد أهل البغي ‪..‬‬
‫البغاة ‪ :‬قوم هلم شوكة ومنعة خيرجون على اإلمام بتأويل سائغ ‪ ،‬يريدون خلعة أو خمالفته أو شق عصا‬
‫كفارا ‪.‬‬
‫الطاعة له ‪ ..‬والبغاة املسلمون ليسوا ً‬
‫كيفية معاملة البغاة ‪:‬‬
‫يراسلهم اإلمام ويسأهلم ما ينقمون منه فإن ذكروا مظلمة أزاهلا ‪ ،‬وإن ادعوا شبهة كشفها ‪ ..‬فإن‬
‫رجعوا وإال وعظهم وخوفهم القتال ‪ ،‬فإن أصروا قاتلهم ‪.‬‬
‫إذا قاتلهم اإلمام فال يقتلهم مبا يعم كالقذائف املدمرة ‪ ،‬وال جيوز قتل ذراريهم وال مدبرهم وال‬
‫جرحيهم وال من ترك القتال منهم ‪ ،‬ومن أسر منهم حبس حىت ختمد الفتنة ‪ ،‬وال تغنم أمواهلم وال‬
‫تسيب ذراريهم ‪.‬‬
‫بعد انقضاء القتال ومخود الفتنة فما تلف من أمواهلم حال احلرب فهو هدر ‪ ،‬ومن قتل منهم غري‬
‫أنفسا تلفت حال القتال ‪.‬‬
‫مضمون ‪ ،‬وهم ال يضمنون ماالً وال ً‬
‫قال ‪ " : ‬من أتاكم وأمركم مجيع على رجل واحد ‪ ،‬يريد أن يشق عصاكم أو يفرق مجاعتكم‬
‫فاقتلوه " م‬
‫تثبت إمامة اإلمام ‪ :‬بإمجاع املسلمني ‪ ،‬أو بعهد من الذي قبله ‪ ،‬أو باجتهاد أهل احلل والعقد ‪ ،‬أو‬
‫احا عندنا من اهلل فيه‬
‫كفرا بو ً‬
‫إماما ‪ ..‬وال يعزل بفسقه مامل يرتكب ً‬
‫بقهره للناس حىت أذعنوا له ودعوه ً‬
‫برهان ‪.‬‬
‫اخلارجون عن طاعة اإلمام ‪ :‬إما قطاع طريق ‪ ،‬أو بغاة ‪ ،‬أو خوارج ‪ ..‬وهؤالء حكمهم حكم عصاة‬
‫املسلمني ‪.‬‬
‫التعزير ‪..‬‬
‫التعزير هو عقوبةٌ غري مقدرة على معاص ال حد فيها وال قصاص وال كفارة ‪.‬‬
‫العقوبة على املعاصي ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫ما فيه حد مقدر ‪ ،‬كالزنا والسرقة ‪ ..‬فهذا ال كفارة فيه وال تعزير ‪.‬‬

‫)‪(268‬‬
‫اختصار أهم مسائل بداية المجتهد‬

‫ما فيه كفارة وال حد فيه ‪ ،‬كاجلماع هنار رمضان والقتل اخلطأ ‪ ..‬فهذا فيه الكفارة ‪.‬‬
‫ما ليس فيه حد وال كفارة ‪ ،‬كاخلمر واملخدرات ‪ ..‬فهذا فيه التعزير ‪.‬‬
‫أقسام التعزير ‪( :‬قسمان)‬
‫تعزير على التأديب والتربية ‪ :‬كرتبية الوالد لولده والزوج لزوجته يف غري معصية فهذا ال جيوز أن يزيد‬
‫على عشرة أسواط ؛ لقوله ‪" : ‬ال جتلدوا فوق عشرة أسواط إال يف حد من حدود اهلل " خ م‬
‫تعزير على المعاصي ‪ :‬فهذا جتوز فيه الزيادة للحاكم حبسب املصلحة واحلاجة ‪.‬‬
‫أنواع التعزير ‪:‬‬
‫التعزير جمموعة من العقوبات تبدأ بالنصح والوعظ ‪ ،‬واهلجر ‪ ،‬والتوبيخ ‪ ،‬والتهديد ‪ ،‬واإلنذار ‪...‬‬
‫وتنتهي بأشد العقوبات كاحلبس واجللد ‪ ،‬وقد تصل إىل القتل تعز ًيرا كقتل اجلاسوس واملبتدع وصاحب‬
‫اجلرائم اخلطرية ‪.‬‬

‫‪(( ....................................‬انتهى المل ّخص)) ‪............................. .......‬‬


‫‪1435/1/21‬هـ‬
‫ناصر بن مسلّم السبيعي‬
‫‪ns2002sn@hotmail.com‬‬

‫)‪(269‬‬

You might also like