You are on page 1of 7

‫الدورة العلمية الثانية‬

‫المقامة بمسجد "أبو عُنُق" بالمدينة النبوية‬


‫البث المباشر بموقعنا مكتبة طيبة األثرية‬
‫الموقع‪www.maktaiba.net :‬‬ ‫إسم‬

‫شرح‬

‫صو ِل الفِقْه‬
‫ُ‬ ‫ُأ‬ ‫في‬ ‫ات‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫ََ َ ُ‬ ‫ر‬ ‫الو‬
‫إلمام الحرمين الجويني رحمه هللا تعالى‬

‫لفضيلة الشيخ‬
‫د‪ .‬عبد السالم بن سالم السحيمي‬
‫حفظه هللا تعالى‬
‫للشيخ د‪ .‬عبد السالم بن سالم السحيمي‬ ‫شرح الورقات في أصول الفقه للجويني‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫هذه ورقات تشتمل على معرفة فصول من أصول الفقه ‪.‬‬


‫وذلك مؤلف من جزأين مفردين‪ :‬فاألصل ما يبنى عليه غيره‪ ،‬والفرع ما يبنى على‬
‫غيره ‪.‬‬
‫والفقه‪ :‬معرفة األحكام الشرعية التي طريقها االجتهاد ‪.‬‬
‫واألحكام سبعة‪ :‬الواجب‪ ،‬والمندوب‪ ،‬والمباح‪ ،‬والمحظور‪ ،‬والمكروه‪ ،‬والصحيح‪،‬‬
‫والفاسد ‪.‬‬
‫فالواجب‪ :‬ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه ‪.‬‬
‫والمندوب‪ :‬ما يثاب على فعله وال يعاقب على تركه ‪.‬‬
‫والمباح‪ :‬ما ال يثاب على فعله وال يعاقب على تركه ‪.‬‬
‫والمحظور‪ :‬ما يثاب على تركه ويعاقب على فعله ‪.‬‬
‫والمكروه‪ :‬ما يثاب على تركه وال يعاقب على فعله ‪.‬‬
‫والصحيح‪ :‬ما يتعلق به النفوذ ويعتد به ‪.‬‬
‫والباطل‪ :‬ما ال يتعلق به النفوذ وال يعتد به ‪.‬‬
‫والفقه أخص من العلم ‪.‬‬
‫والعلم معرفة المعلوم على ما هو به في الواقع ‪.‬‬
‫والجهل‪ :‬تصور الشيء على خالف ما هو به في الواقع ‪.‬‬
‫والعلم الضروري ما ال يقع عن نظر واستدالل‪ ،‬كالعلم الواقع بإحدى الحواس‬
‫الخمس ‪.‬‬
‫وأما العلم المكتسب فهو الموقوف على النظر واالستدالل ‪.‬‬
‫والنظر هو الفكر في حال المنظور فيه ‪.‬‬
‫واالستدالل طلب الدليل ‪.‬‬
‫والدليل هو المرشد إلى المطلوب ‪.‬‬
‫والظن تجويز أمرين أحدهما أظهر من اآلخر ‪.‬‬
‫والشك تجويز أمرين ال مزية ألحدهما على اآلخر ‪.‬‬
‫وأصول الفقه‪ :‬طرقه على سبيل اإلجمال وكيفية االستدالل بها ‪.‬‬
‫وأبواب أصول الفقه أقسام‪ :‬الكالم‪ ،‬واألمر‪ ،‬والنهي‪ ،‬والعام‪ ،‬والخاص‪ ،‬والمجمل‪،‬‬
‫والمبين‪ ،‬والظاهر‪ ،‬واألفعال‪ ،‬والناسخ‪ ،‬والمنسوخ‪ ،‬واإلجماع‪ ،‬واألخبار‪ ،‬والقياس‪،‬‬
‫والحظر واإلباحة‪ ،‬وترتيب األدلة‪ ،‬وصفة المفتي والمستفتي‪ ،‬وأحكام المجتهدين ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪-1 -‬‬
‫للشيخ د‪ .‬عبد السالم بن سالم السحيمي‬ ‫شرح الورقات في أصول الفقه للجويني‬

‫[ الكالم وأقسامه ]‬
‫فأما أقسام الكالم‪ ،‬فأقل ما يترتب منه الكالم‪ :‬اسمان‪ ،‬أو اسم وفعل‪ ،‬أو فعل وحرف‪،‬‬
‫أو اسم وحرف ‪.‬‬
‫والكالم ينقسم إلى أمر ونهي وخبر واستخبار‪ ،‬وينقسم أيضا ً إلى تمن وعرض‬
‫وقسم ‪.‬‬
‫ومن وجه آخر ينقسم إلى حقيقة ومجاز‪ ،‬فالحقيقة ما بقي في االستعمال على‬
‫موضوعه‪ ،‬وقيل‪ :‬فيما اصطلح عليه من المخاطبة ‪.‬‬
‫والمجاز ما تجوز به عن موضوعه ‪.‬‬
‫والحقيقة إما لغوية وإما شرعية وإما عرفية ‪.‬‬
‫والمجاز إما أن يكون بزيادة أو نقصان أو نقل أو استعارة‪ ،‬فالمجاز بالزيادة مثل قوله‬
‫تعالى‪ ﴿ :‬ليس كمثله شيء ﴾‪ ،‬والمجاز بالنقصان مثل قوله تعالى‪ ﴿ :‬واسأل القرية ﴾‪،‬‬
‫والمجاز بالنقل كالغائط فيما يخرج من اإلنسان‪ ،‬والمجاز باالستعارة كقوله تعالى‪:‬‬
‫﴿ جداراً يريد أن ينقض ﴾ ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫[ باب األمر ]‬
‫واألمر استدعاء الفعل بالقول ممن هو دونه على سبيل الوجوب ‪.‬‬
‫وصيغته‪ :‬افعل‪ ،‬وعند اإلطالق والتجرد عن القرينة تحمل عليه‪ ،‬إال ما دل الدليل على‬
‫أن المراد منه الندب أو اإلباحة ‪.‬‬
‫وال يقتضي التكرار على الصحيح‪ ،‬إال ما دل الدليل على قصد التكرار ‪.‬‬
‫وال يقتضي الفور ‪.‬‬
‫واألمر بإيجاد الفعل أمر به وبما ال يتم الفعل إال به‪ ،‬كاألمر بالصالة أمر بالطهارة‬
‫المؤدية‪ ،‬وإذا فعل يخرج المأمور به عن العهدة ‪.‬‬
‫الذي يدخل في األمر والنهي وما ال يدخل‬
‫يدخل في خاطب هللا تعالى‪ :‬المؤمنون ‪.‬‬
‫والساهي والصبي والمجنون غير داخلين ‪.‬‬
‫والكفار مخاطبون بفروع الشريعة‪ ،‬وبما ال تصح إال به‪ ،‬وهو اإلسالم‪ ،‬لقوله تعالى‪﴿ :‬‬
‫قالوا‪ :‬لم نك من المصلين ﴾ ‪.‬‬
‫واألمر بالشيء نهي عن ضده‪ ،‬والنهي عن الشيء أمر بضده ‪.‬‬
‫والنهي استدعاء الترك بالقول ممن هو دونه على سبيل الوجوب‪ ،‬ويدل على فساد‬
‫المنهي عنه ‪.‬‬
‫وترد صيغة األمر والمراد به اإلباحة والتهديد أو التسوية أو التكوين ‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪-2 -‬‬
‫للشيخ د‪ .‬عبد السالم بن سالم السحيمي‬ ‫شرح الورقات في أصول الفقه للجويني‬

‫[ العام والخاص وأقسامهما ]‬


‫وأما العام فهو ما عم شيئين فصاعداً‪ ،‬من قوله‪ :‬عممت زيداً عمراً بالعطاء‪ ،‬وعممت‬
‫جميع الناس ‪.‬‬
‫وألفاظه أربعة‪ :‬االسم الواحد المعرف بالالم‪ ،‬واسم الجمع المعرف بالالم‪ ،‬واألسماء‬
‫المبهمة‪ ،‬كمن فيما يعقل‪ ،‬وما فيما ال يعقل‪ ،‬وأي في الجمع‪ ،‬وأين في المكان‪ ،‬ومتى في‬
‫الزمان‪ ،‬وما في االستفهام والجزاء وغيره‪ ،‬وال في النكرات ‪.‬‬
‫والعموم من صفات‪ y‬النطق ‪.‬‬
‫وال تجوز دعوى العموم في غيره‪ y‬من‪ y‬الفعل وما يجري مجراه ‪.‬‬
‫والخاص يقابل العام ‪.‬‬
‫والتخصيص تمييز بعض الجملة‪ ،‬وهو ينقسم إلى‪ :‬متصل ومنفصل‪ ،‬فالمتصل‬
‫االستثناء والشرط والتقييد بالصفة‪ ،‬واالستثناء إخراج ما لواله لدخل في الكالم‪ ،‬وإنما‬
‫يصح بشرط أن يبقى من المستثنى منه شيء ‪.‬‬
‫ومن شرطه أن يكون متصالً بالكالم ‪.‬‬
‫ويجوز تقديم االستثناء على المستثنى منه ‪.‬‬
‫ويجوز االستثناء من الجنس ومن غيره ‪.‬‬
‫والشرط يجوز أن يتقدم على المشروط ‪.‬‬
‫والمقيد بالصفة يحمل عليه المطلق كالرقبة قيدت باإليمان في بعض المواضع‬
‫وأطلقت في بعض‪ ،‬فيحمل المطلق على المقيد ‪.‬‬
‫ويجوز تخصيص الكتاب بالكتاب‪ ،‬وتخصيص الكتاب بالسنة‪ ،‬وتخصيص السنة‬
‫بالكتاب‪ ،‬وتخصيص السنة بالسنة‪ ،‬وتخصيص النطق بالقياس‪ ،‬ونعني بالنطق قول هللا‬
‫تعالى وقول الرسول صلى هللا عليه وآله وسلم ‪.‬‬
‫والمجمل ما يفتقر إلى البيان ‪.‬‬
‫والبيان إخراج الشيء من حيز اإلشكال إلى حيز التجلي ‪.‬‬
‫والمبين هو النص ‪.‬‬
‫والنص ما ال يحتمل إال معنى واحداً‪ ،‬وقيل‪ :‬ما تأويله تنزيله‪ ،‬وهو مشتق من منصة‬
‫العروس وهو الكرسي ‪.‬‬
‫والظاهر ما احتمل أمرين أحدهما أظهر من اآلخر‪ ،‬ويؤول الظاهر بالدليل‪ ،‬ويسمى‬
‫ظاهراً بالدليل ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫األفعال‬
‫فعل صاحب‪ y‬الشريعة ال يخلو‪ :‬إما أن يكون‪ y‬على‪ y‬وجه القربة والطاعة أو ال يكون ‪.‬‬
‫فإن كان‪ y‬على‪ y‬وجه القرب‪yy‬ة والطاع‪yy‬ة ف‪yy‬إن دل دلي‪yy‬ل على‪ y‬االختص‪yy‬اص ب‪yy‬ه فيحم‪yy‬ل على‬
‫االختصاص‪. y‬‬

‫‪-3 -‬‬
‫للشيخ د‪ .‬عبد السالم بن سالم السحيمي‬ ‫شرح الورقات في أصول الفقه للجويني‬

‫وإن لم ي‪yy‬دل ال يختص ب‪yy‬ه‪ ،‬ألن هللا تع‪yy‬الى ق‪yy‬ال‪ ﴿ :‬لق‪yy‬د ك‪yy‬ان لكم في رس‪yy‬ول هللا أس‪yy‬وة‪y‬‬
‫حسنة‪ ،﴾ y‬فيحمل على الوجوب عند بعض أص‪yy‬حابنا‪ ،‬ومن‪ y‬أص‪yy‬حابنا‪ y‬من‪ y‬ق‪yy‬ال‪ :‬يحم‪yy‬ل على‬
‫الند‪y‬ب‪ ،‬ومنهم من‪ y‬قال‪ :‬يتوقف فيه‪ ،‬فإن كان على وجه غير وجه القربة والطاعة‪ y‬فيحمل‬
‫على اإلباحة ‪.‬‬
‫وإقرار صاحب الشريعة على القول هو قول صاحب الشريعة‪ ،‬وإقراره على الفعل‬
‫كفعله ‪.‬‬
‫وما فعل في وقته في غير مجلسه وعلم به ولم ينكره فحكمه حكم ما فعل في مجلسه ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫[ النسخ ]‬
‫وأما النسخ فمعناه اإلزالة‪ ،‬يقال‪ :‬نسخت الشمس الظل إذا أزالته‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه النقل‬
‫من قولهم‪ :‬نسخت ما في هذا الكتاب إذا نقلته ‪.‬‬
‫وحده‪ :‬الخطاب الدال على رفع الحكم الثابت بالخطاب المتقدم على وجه لواله لكان‬
‫ثابتا ً مع تراخيه عنه ‪.‬‬
‫ويجوز نسخ الرسم وبقاء الحكم‪ ،‬ونسخ الحكم وبقاء الرسم‪ ،‬والنسخ إلى بدل وإلى‬
‫غير بدل‪ ،‬وإلى ما هو أغلظ وإلى ما هو أخف ‪.‬‬
‫ويجوز نسخ الكتاب بالكتاب‪ ،‬ونسخ السنة بالكتاب‪ ،‬وال يجوز نسخ الكتاب بالسنة ‪.‬‬
‫ويجوز نسخ المتواتر بالمتواتر‪ ،‬ونسخ اآلحاد باآلحاد وبالمتواتر‪ ،‬وال يجوز نسخ‬
‫المتواتر باآلحاد ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫فصل [ التعارض والترجيح ]‬
‫إذا تعارض نطقان فال يخلو‪ :‬إما أن يكونا عامين أو خاصين أو أحدهما عاما ً واآلخر‬
‫خاصا ً أو كل واحد منهما عاما ً من وجه وخاصا ً من وجه ‪.‬‬
‫فإن كانا عامين فإن أمكن الجمع بينهما جمع‪ ،‬وإن لم يمكن الجمع بينهما يتوقف‬
‫فيهما إن لم يعلم التاريخ‪ ،‬فإن علم التاريخ فينسخ المتقدم بالمتأخر‪ ،‬وكذلك إذا كانا‬
‫خاصين ‪.‬‬
‫وإن كان أحدهما عاما ً واآلخر خاصا ً فيخص العام بالخاص‪ ،‬وإن كان كل واحد منهما‬
‫عاما ً من وجه وخاصا ً من وجه فيخص عموم كل واحد منهما بخصوص اآلخر ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫[ اإلجماع ]‬
‫وأما اإلجماع فهو اتفاق علماء أهل العصر على حكم الحادثة‪ ،‬ونعني بالعلماء‬
‫الفقهاء‪ ،‬ونعني بالحادثة الحادثة الشرعية ‪.‬‬
‫وإجماع هذه األمة حجة دون غيرها‪ ،‬لقوله صلى هللا عليه وآله وسلم‪ (( :‬ال تجتمع‬
‫أمتي على ضاللة ))‪ ،‬والشرع ورد بعصمة هذه األمة ‪.‬‬

‫‪-4 -‬‬
‫للشيخ د‪ .‬عبد السالم بن سالم السحيمي‬ ‫شرح الورقات في أصول الفقه للجويني‬

‫واإلجماع حجة على العصر الثاني‪ ،‬وفي أي عصر كان‪ ،‬وال يشترط انقراض العصر‬
‫على الصحيح‪ ،‬فإن قلنا‪ :‬انقراض العصر شرط يعتبر قول من ولد في حياتهم وتفقه‬
‫وصار من أهل االجتهاد ولهم أن يرجعوا عن ذلك الحكم ‪.‬‬
‫واإلجماع يصح بقولهم وبفعلهم وبقول البعض وبفعل البعض وانتشار ذلك وسكوت‬
‫الباقين عنه ‪.‬‬
‫وقول الواحد من الصحابة ليس بحجة على غيره على القول الجديد ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫[ األخبار ]‬
‫وأما األخبار‪ ،‬فالخبر ما يدخله الصدق والكذب‪ ،‬وقد يقطع بصدقه أو كذبه ‪.‬‬
‫والخبر ينقسم قسمين‪ :‬إلى آحاد ومتواتر ‪.‬‬
‫فالمتواتر ما يوجب العلم‪ ،‬وهو أن يروي جماعة ال يقع التواطؤ على الكذب عن مثلهم‬
‫إلى أن ينتهي إلى المخبر عنه فيكون في األصل عن مشاهدة أو سماع ‪.‬‬
‫واآلحاد هو الذي يوجب العمل وال يوجب العلم‪ ،‬وينقسم قسمين‪ :‬إلى مرسل ومسند‪،‬‬
‫فالمسند ما اتصل إسناده‪ ،‬والمرسل ما لم يتصل إسناده‪ ،‬فإن كان من مراسيل غير‬
‫الصحابة فليس بحجة‪ ،‬إال مراسيل سعيد بن المسيب‪ ،‬فإنها فتشت فوجدت مسانيد ‪.‬‬
‫والعنعنة تدخل على اإلسناد‪ ،‬وإذا قرأ الشيخ يجوز للرواي أن يقول‪ :‬حدثني‬
‫وأخبرني‪ ،‬وإن قرأ هو على الشيخ فيقول‪ :‬أخبرني‪ ،‬وال يقول‪ :‬حدثني ‪.‬‬
‫وإن أجازه الشيخ من غير رواية فيقول‪ :‬أجازني أو أخبرني إجازة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫[ القياس ]‬
‫وأما القياس فهو رد الفرع إلى األصل بعلة تجمعهما في الحكم ‪.‬‬
‫وهو ينقسم إلى ثالثة أقسام‪ :‬إلى قياس علة‪ ،‬وقياس داللة‪ ،‬وقياس شبه ‪.‬‬
‫فقياس العلة ما كانت العلة فيه موجبة الحكم ‪.‬‬
‫وقياس الداللة هو االستدالل بأحد النظرين على اآلخر‪ ،‬وهو أن تكون العلة دالة على‬
‫الحكم وال تكون موجبة للحكم ‪.‬‬
‫وقياس الشبه هو الفرع المتردد بين أصلين‪ ،‬فيلحق بأكثرهما شبها ً ‪.‬‬
‫ومن شرط الفرع أن يكون مناسبا ً لألصل‪ ،‬ومن شرط األصل أن يكون ثابتا ً بدليل‬
‫متفق عليه بين الخصمين ‪.‬‬
‫ومن شرط العلة أن تطرد في معلوالتها‪ ،‬فال تنتقض لفظا ً وال معنى ‪.‬‬
‫ومن شرط الحكم أن يكون مثل العلة في النفي واإلثبات ‪.‬‬
‫والعلة هي الجالبة‪ ،‬والحكم هو المجلوب للعلة ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫[ الحظر واإلباحة واالستصحاب ]‬

‫‪-5 -‬‬
‫للشيخ د‪ .‬عبد السالم بن سالم السحيمي‬ ‫شرح الورقات في أصول الفقه للجويني‬

‫وأما الحظر واإلباحة فمن الناس من يقول‪ :‬إن األشياء على الحظر إال ما أباحته‬
‫الشريعة‪ ،‬فإن لم يوجد في الشريعة ما يدل على اإلباحة يتمسك باألصل وهو الحظر ‪.‬‬
‫ومن الناس من يقول بضده‪ ،‬وهو أن األصل في األشياء على اإلباحة إال ما حظره‬
‫الشرع ‪.‬‬
‫ومعنى استصحاب الحال‪ :‬أن يستصحب األصل عند عدم الدليل الشرعي ‪.‬‬
‫وأما األدلة فيقدم الجلي منها على الخفي‪ ،‬والموجب للعلم على الموجب للظن‪،‬‬
‫والنطق على القياس‪ ،‬والقياس الجلي على الخفي ‪.‬‬
‫فإن وجد في النطق ما يغير األصل وإال فيستصحب الحال ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫[ االجتهاد واإلفتاء والتقليد ]‬
‫ومن شرط المفتي أن يكون عالما ً بالفقه أصالً وفرعاً‪ ،‬خالفا ً ومذهبا ً ‪.‬‬
‫وأن يكون كامل اآللة في االجتهاد‪ ،‬عارفا ً بما يحتاج إليه في استنباط األحكام من‬
‫النحو واللغة ومعرفة الرجال وتفسير اآليات الواردة في األحكام واألخبار الواردة فيها ‪.‬‬
‫ومن شرط المستفتي‪ :‬أن يكون من أهل التقليد‪ ،‬فيقلد المفتي في الفتيا ‪.‬‬
‫وليس للعالم أن يقلد ‪.‬‬
‫والتقليد قبول قول القائل بال حجة‪ ،‬فعلى هذا قبول قول النبي صلى هللا عليه وآله‬
‫وسلم يسمى تقليداً ‪.‬‬
‫ومنهم من قال‪ :‬التقليد قبول قول القائل وأنت ال تدري من أين قاله‪ ،‬فإن قلنا‪ :‬إن‬
‫النبي صلى هللا عليه وآله وسلم كان يقول بالقياس‪ ،‬فيجوز أن يسمى قبول قوله تقليداً ‪.‬‬
‫وأما االجتهاد فهو بذل الوسع في بلوغ الغرض‪ ،‬فالمجتهد إن كان كامل اآللة في‬
‫االجتهاد‪ ،‬فإن اجتهد في الفروع فأصاب فله أجران‪ ،‬وإن اجتهد فيها وأخطأ فله أجر ‪.‬‬
‫ومنهم من قال‪ :‬كل مجتهد في الفروع مصيب ‪.‬‬
‫وال يجوز أن يقال‪ :‬كل مجتهد في األصول الكالمية مصيب‪ ،‬ألن ذلك يؤدي إلى‬
‫تصويب أهل الضاللة من النصارى والمجوس والكفار والملحدين ‪.‬‬
‫ودليل من قال‪ :‬ليس كل مجتهد في الفروع مصيباً‪ ،‬قوله صلى هللا عليه وآله وسلم‪:‬‬
‫(( من اجتهد وأصاب فله أجران‪ ،‬ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد )) ‪.‬‬
‫وجه الدليل أن النبي صلى هللا عليه وآله وسلم خطأ المجتهد وصوبه أخرى ‪.‬‬
‫انتهت الورقات‬

‫‪-6 -‬‬

You might also like