Professional Documents
Culture Documents
تعريف القياس:
القياس في اللغة:
أص''ل القي''اس في اللغ''ة :هو تقدير شيء على مث''ال شيء آخ''ر
وتس ''ويته به .ول ''ذا س ''مي المكي ''ال مقياس' 'ًا ،ويقال :قس ''ت
الثوب بالذراع ،إذا قدرته به
القياس في االصطالح:
القياس هو :إلحاق فرع بأصل في الحكم؛ لتساويهما في العلة
المصدر الرابع :القياس
أركان القياس :للقياس الشرعي أركان ال يتحقق القياس بدونها ،وهي أربعة:
-1األصل :وهو :ما ثبت حكمه بنص شرعي من الكتاب أو السنة أو انعقد عليه
اإلجماع .وقد يعبر عنه :بـ "المقيس عليه".
-2الف;;رع :هو :م' ''ا لم ي ''رد في حكم' ''ه نص من الكت ''اب أو الس ''نة ولم ينعقد علي ''ه
اإلجماع ،ويراد تسويته باألصل في الحكم .وقد يعبر عنه :بـ "المقيس".
-3حكم األص;ل :هو :الحكم الش'رعي ال'ذي ورد به النص أو انعقد علي'ه اإلجم'اع
واتص ' ''ف به األص ' ''ل من :الح' ' 'ِّل ،أو الُح رم ' ''ة ،أو الن ' ''دب ،أو الكراهة ،أو
اإلباحة .أو الصحة ،أو الفساد.
-4العل;ة :هي :الوص''ف المش''ترك بين األص''ل والف''رع ،ال''ذي انبنى علي''ه حكم
األصل.
المصدر الرابع :القياس
مثال القياس:
قياس المخدرات بكافة أشكالها على الخمر:
فالخمر أص ''ل؛ ألنه ورد نص بحكم ''ه وتحريم ''ه ،وهو قول ''ه تع ''الى:
ِر األ اْل ِس َّنِإ ِذ َّل
ُم ْج ٌس َال ْز َيَأُّيَه ا ا َن َم ُن ِن َم ِن َخ ْم ُر َّلَو َم ْي ِل ُر َو َص ُب َو
ا األن ْل ا ا ْا و آ ي
ِّمْن َعَم ِل الَّش ْيَطا َفاْج َت ُبوُه َلَع ُك ْم ُتْف ُح وَن ف'دل هذا النص على
حكم األصل ،وهو التحريم.
وعلة الحكم هي وصف اإلسكار في األصل.
وهذه العل'ة متحققة في الف'رع وهي المخ'درات بكاف'ة أشكالها .ول'ذا
نلح' ''ق الف' ''رع باألص' ''ل في الحكم ،فنع ' 'ِّد ي حكم األص' ''ل -وهو
التح'ريم -إلى الف'رع ،ونقول :يح'رم تع'اطي المخ'درات قياس'ًا على
الخمر.
المصدر الرابع :القياس
أهمية القياس:
القي'اس هو المص'در الرابع من مص'ادر التش'ريع المتف'ق عليها بع'د الكت'اب والس'نة
واإلجم ''اع ،وق ''د أس ''هم هذا المص ''در في تج ''اوب هذا التش ''ريع العظيم م ''ع
مقتضيات العص''ر واحتياج''ات الن''اس ع''بر القرون؛ وذل''ك أن نص''وص القرآن
والس'نة مح'دودة ومتناهي'ة ،ووق'ائع الن'اس غير مح'دودة وال متناهي'ة ،وق'د جع'ل
اهلل تع ''الى القي ''اس المص ''در ال ''ذي تس ''د به الحاج ''ة ،وتس ''توفى به األحكام،
وصدق اإلمام أحمد رحمه اهلل حين قال” :ال يستغني أحٌد عن القياس”.
مجال االستدالل بالقياس:
-1أحكام غير معقول''ة المع''نى ” األحكام التعبدي''ة ” :وهي األحكام ال''تي اس''تأثر
اهلل نفسه بعلم عللها فلم تدرك عقولنا سبب شرعيتها أو وجه المصلحة فيها.
-2أحكام معقول ''ة المع ''نى :وهي األحكام ال ''تي أدركن ''ا س ''بب شرعيتها ووج ''ه
الحكمة فيها وعرفنا الوصف المناسب للحكم فيها.
المصدر الرابع :القياس
أدلة حجية القياس:
أوًال :القرآن الكريم:
ُ ه اَّل ِذ ى َأْخ اَّل ِذ ي َكَف وْا ِم ْن َأْه ِل اْلِكَت اِب ِم ن ِد َي اِر ِه َألَّو ِل
و 'م ِّمْم الَّل ِه ِنا َّم َّنَأ ْاو ُّن
َظ
ُر
ْاو
َن
ْخ َأن
َج َر
ُتنَنَظ ا ِر
َو
ا'ْلَح ْش
َن ُه
ُن ُص ُح ْم ُه
ُت َع ْم ُه َو ُج ُر َي ْم َم
َفَأَت اُه ُم الَّل ُه ِم ْن َح ْيُث 'َلْم َيْح َتِس ُبوْا َو َقَذَف في ُقُل وِبِه ُم ال'ُّر ْع َب ُ ْخ ِر ُبوَن
ُبُيوَتُه ْم ِبَأْيِد يِه ْم َو َأْيِد ى اْلُم ْؤ ِم ِنيَن َفاْع َتِبُر وْا يا ُأْو ِلى األْبَص اِر
ثانيًا :السنة :يستدل للقياس من السنة بأدلة كثيرة جّد ًا منها:
- 1ح'ديث مع'اذ بن جبل لم'ا أراد الن'بي أن يبعث'ه إلى اليمن فقال:
(كي''ف تقضي إذا ع''رض ل''ك قضاء؟ ق''ال :بكت''اب اهلل .ق''ال :ف''إن لم
تج''د ف'ي كت''اب اهلل؟ ق''ال' :بس'ن'ة رس''ول اهلل ' .ق'ا'ل :ف''إن ل'م تج''د 'في
س ' 'ن'ة رس' ''ول اهلل وال ف'ي كت' ''اب اهلل؟ ق' ''ال' :أجتهد رأيي وال آل ' 'و'.
فضرب رس ''ول اهلل ص' 'د'ره وق ''ال ':الحم ''د 'هلل ال ''ذي و'ف ''ق رس' 'و'َل
رسوِل اهلل لما يرضي رسول اهلل).
- 2أن الن'بي كث'يرًا م'ا ض'رب األقيس'ة ألص'حابه؛ لي'وجههم إلى معرف'ة األحكام لوق'ائع
ال نص فيها ،فمن ذلك:
أ -م'ا رواه ابن عباس (:أن ام'رأة ج'اءت إلى الن'بي فقالت :إن أِّم ي نذرت أن تحج،
'فم''اتت قبل أن تح'ج ،أف''أحج عنها؟ ق''ال'” :نعم ' .حج 'ي عنها ،أرأيت ل''و كان على أم''ك
دين' ،أكنت قاض'يته'؟ “ قالت ' :نعم .فقال” :اق'ضوا اهلل الذي له ،فإ'ن اهلل أحق بالوفاء“)
ب -م'ا رواه أبو هري'رة (:أن أعرابي'ًا أتى رس'ول اهلل فقال :إن ام'رأتي ول'دت غالم'ًا
أس'ود ،وإني أنكرته .فقال ل'ه' رس'ول ا'هلل ''” :هل ل'ك من إبل؟' “ 'ق'ال :نع'م .ق'ال ” :فم'ا
ألو'انها؟ “ ق 'ا'لُ :حْم ٌر .ق''ال”' :هل في'ها من َأْو َر ق' “ ؟ ق''ال :إن فيها َلُو رق 'ًا .ق''ال” :ف''أّنى
ت'رى ذل'ك 'جاءها'“؟' ق'ا'ل :ي' 'ا رس'و 'ل اهلل ' ،ع'رق 'نزعها ' .ق'ال”' :ول'ع'ل هذا 'ع'رق' 'نزع'ه“ .و'لم
يرخص له' في االنتفا'ء منه).
ثال ;ثًا :إجم;اع الص;حابة ف'إنهم اتفقوا على العم'ل بالقي'اس ،ونقل ذل'ك عنهم قوًال وفعًال
الوحدة الثالثة :االجتهاد والفتوى
تعريف االجتهاد:
االجته;اد في اللغ;ة :االجتهاد م'أخوذ من الَج ْه د ،بالفتح .أو
الُج ْه د ،بالضم .وهو :الطاق ''ة والوس ''ع .ومن هن ''ا ف ''إن
مع ''نى االجتهاد في اللغ ''ة هو :بذل الوس ''ع واس ''تفراغ
الطاقة في طلب األمر.
االجته;اد في االص;طالح :االجتهاد هو :بذل الفقي''ه وس''عه في
استنباط حكم شرعي من دليله.
مش;روعية االجته;اد وحكمت;ه :لقد رّبى الن ''بي ص ''حابته الكرام وعلمهم
تعليم 'ًا يمكنهم من فهم النص ''وص ومعرف ''ة أحكام الش ''رع في كل شأن من
شئون الحي'اة ،ودربهم عملي'ًا على االجتهاد فيم'ا يع'رض لهم فقال ":إذا حكم
الح ''اكم فاجتهد ثم أص ''اب ،فل ''ه أج ''ران .وإذا حكم فاجتهد ثم أخط ''أ ،فل ''ه
أج'ر» ول'ذا فقد اجتهد الص'حابة في زمن الن'بي في حضوره وفي غيبت'ه في
كث ''ير من القضايا ،واس ''تنبطوا فيها األحكام ،فلم يعنفهم .كم ''ا أم ''رهم ي ''وم
األح ''زاب أن يص ''لوا في بني قريظة ،فاجتهد بعضهم وص ''الها في الطري ''ق،
وق ''ال :لم ي ''رد من ''ا الت ''أخير ،وإنم ''ا أراد س ''رعة النهوض .واجتهد آخ ''رون،
وأخروها إلى بني قريظة ،فص'لوها ليًال ولم يكن ذل'ك من'ه إال تهيئ'ًة وت'دريبًا
لص ''حابته الكرام رض ''ي اهلل عنهم ،واألم ''ة من بع ''دهم؛ ليحمل ''وا األمانة من
بع ''ده جيًال بع ''د جي ''ل ،فيحِّك م ''وا شرع اهلل في كل شئونهم ،ويجتهدوا في
إدخ ''ال م ''ا يس ''تجد من ح ''وادث وقضايا في كل عص ''ر تحت أحكام هذه
الشريعة؛ لتظل هذه الشريعة قائمة إلى قيام الساعة.
مجال االجتهاد:
تنقسم األحكام الشرعية بالنسبة إلى جواز االجتهاد فيها إلى قسمين:
أوًال :ما ال يجوز فيه االجتهاد من األحكام :وهي األحكام التي انعقد عليها
إجماع األمة ،وهي على نوعين:
أ -األحكام الشرعية التي يكون مستند اإلجماع فيها دليًال قطعيًا ،كوجوب الصلوات
الخمس ،وصوم رمضان ،والزكاة ،والحج ،والحدود وغيرها من األحكام الثابتة
بصريح القرآن الكريم وسنة النبي المتواترة الصريحة.
ب -األحكام الشرعية التي يكون مستند اإلجماع فيها دليًال ظنيًا ،كتحريم الجمع بين
المرأة وعمتها أو خالتها في النكاح.
ثانيًا :ما يجوز فيه االجتهاد من األحكام :وهي األحكام التي لم ينعقد عليها
إجماع األمة ،وهي أحد نوعين:
أ -األحكام الشرعية التي دَّل عليها دليل ظني في ثبوته أو داللته ،ومثال ذلك قوله
تعالىَ:و اْلُم َطَّلَق اُت َيَتَر َّبْص َن ِبَأْنُفِس ِه َّن َثَالَثَة ُقُر وٍء ،فإَّن الُقْر َء في اللغة يدل على
الحيض ،ويدل أيضًا على الُطهر ،فيكون المعنى في اآلية محتمًال :لثالثة أطهار ،أو
ثالث حيضات
ب -المسائل التي لم يرد في حكمها نص من الكتاب أو السنة ،فمثل هذه المسائل
هي الميدان األوسع لالجتهاد الذي يطلق عليه االجتهاد بالرأي.
شروط االجته;;اد :ال بد لمن تهي' ' ''أ للمجتهد ال' ' ''ذي يقبل
اجتهاده أن تتحقق فيه جملة من الشروط من أهمها:
أوًال :معرفة القرآن الكريم.
ثانيًا :معرفة السنة المطهرة.
ثالثًا :معرفة مسائل اإلجماع.
رابعًا :معرفة العربية .
خامسًا :معرفة القياس.
االجتهاد الجماعي والمجامع الفقهية
حث اإلس ' ''الم على الش ' ''ورى في كل األم ' ''ور ،لم ' ''ا فيها من
بركات وص''واب في ال''رأي ،ووص;ف هللا المس''لمين بقول''ه
تع ' ''الىَ:و َأْم ُر ُه ْم ُش وَر ى َبْيَنُه ْم ،ولقد وج;;ه الن;;بي
أص' ' ''حابه إلى الش' ' ''ورى فيم' ' ''ا يع' ' ''رض لهم من المس' ' ''ائل
االجتهادي''ة ،فعن علي بن أبي ط''الب ق''ال(:قلت ي''ا رس''ول
اهلل :إن نزل بن''ا أم 'ٌر ليس في''ه بي''ان أم 'ٍر وال نهٍي فم''ا تأمرنا؟
ق' ''ال :تش' ''اورون الفقهاء والعابدين ،وال تمضوا في' ''ه رأي
خاصة).
ولقد كان هذا دأب أص;حاب رس;ول هللا في اجتهادهم فعن
المس'يب بن راف'ع ق'ال(:كانوا إذا نزلت بهم قضية ليس فيها
من رس ''ول اهلل أم ''ر ،اجتمع ''وا لها واجمع ''وا ،ف ''الحق فيم ''ا
رأوا ،فالحق فيما رأوا).
وإذا كان هذا مطلوبا في عصر الصحابة والعصور التي بعدهم فهو
في عص;;;رنا مطل وب أك ثر من أي وقت مض ى؛ لقل ة العلم اء
المجته دين ،ولتن وع مج االت المعرف ة وتن وع مج االت الن وازل
الفقهي ة ،مم ا يتطلب تع اون خ براء متخصص ين في ه ذه المج االت
المختلف ة م ع علم اء الش رع؛ للوص ول إلى الحكم الش رعي في
ض وء األدل ة والمقاص د الش رعية .وله;ذا تأسس;ت في ه;ذا العص;ر
العديد من المجامع الفقهية ،فمن أقدمها:
-1مجم ع البح وث اإلس المية ب األزهر الش ريف بالق اهرة .تأس س
في(1961م 1381 -هـ).
-2مجم ع الفق ه اإلس المي الت ابع لرابط ة الع الم اإلس المي في مك ة
المكرمة .تأسس في(1384هـ).
-3هيئ ة كب ار العلم اء في المملك ة العربي ة الس عودية .تأسس ت
في(1391هـ).
-4مجمع الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي في جدة.
تأسس في(1981م 1401هـ).
الفتوى والمفتي
الفت;وى لغ;ة :الفت''وى والُفْتي''ا بمع''نى واح''د وهو :الج''واب عم''ا
ُيش''كل من األحكام .ق''ال تع''الىَ :و َيْس َتْف ُتوَنَك ِفي الّنَس اء ُق ِل
الَّل ُه ُيْف ِتيُك ْم ِفيِه َّن ' وأص ''ل كلم ''ة 'الفت ''وى م ''أخوذة من الَف َتى؛
وهو :الشاب القوي البِّين الُفُتَو ة.
الفتوى اصطالحًا:
إخبار بحكم اهلل تع ''الى عن دلي ''ل شرعي لمن س ''أل عن ''ه في أم ''ر
نازل.
الفرق بين الفتوى والقضاء:
ذكر العلماء جملة من الفروق بين الفتوى والقضاء منها:
-1أن الفت'وى بي'ان حكم اهلل تع'الى في المس'ألة المس'تفتى فيها ،أم'ا
القضاء فهو إنشاء لحكم شرعي بين المتخاصَم ين.
-2أن الفت'وى ال يل'زم للمس'تفتي العم'ل بها م'ا لم يطمئن قلبه إليها،
أم ''ا 'الحك 'م القضائي فهو' مل 'ِز ٌم لل'محكوم علي ' 'ه ول ''و ر''آه ح'كم 'ًا
خاطئًا.
-3أن الفت ' ''وى أعظم خط ' ''رًا ألنها تع' ' ''د تش' ' ''ريعًا عام ' ' 'ًا في ح ' ''ق
المس'تفتي وغيره ،أم'ا القضاء فهو خ'اص ال يتج'اوز المتخاص'مين.
خطورة شأن الفتوى
-1يقول القرافي" :المفتي قائٌم في األمة مقام النبي ." ...
-2عن عبد ال''رحمن بن أبي ليلى ق''ال ” :أدركت مائ''ة وعش''رين من األنص''ار
من أص''حاب رس'ول اهلل ُ يس''أل أح'دهم عن المس''ألة فيرَّدها هذا إلى هذا،
وهذا إلى هذا ،حتى ترجع إلى األول“.
-3وعلى نهجهم س'ار الت'ابعون ،ومن بع'دهم س'ار س'لف هذه األم'ة فقال س'فيان
الث''وري رحم''ه اهلل” :أدركت الفقهاء وهم يكرهون أن يجيبوا في المس''ائل
والفتيا حتى ال يجدوا بدًا من أن يفتوا “.
-4ق ''ال ابن القيم واص ''فا إم ''ام دار الهج ''رة اإلم ''ام مال ''ك بن أنس” :س ''ئل عن
مس''ألة فقال :ال أدري .فقي''ل ل''ه :إنها مس''ألة خفيف''ة س''هلة! فغضب وق''ال:
ليس في العلم شيٌء خفي ''ف؛ أم ''ا س ''معت ق ''ول اهلل ع' 'َّز وج' 'َّلِ:إَّن ا َس ُنْلِق ى
َعَلْي َك َقْو ًال َثِق يًال ،ف''العلم كل''ه ثقي''ل ،وخاص 'ًة م''ا ُيس''أل عن''ه ي''وم القيام''ة.
وق ''ال :م ''ا أف ''تيت ح ''تى شهد لي س ''بعون أني أهٌل ل ''ذلك .وق ''ال :ال ينبغي
لرج''ل أن ي''رى نفس''ه أهًال لش''يٍء ح''تى يس''أل من هو أعلم من''ه ،وم''ا أف''تيت
حتى سألت ربيعة ويحيى بن سعيد فأمراني بذلك ،ولو نهياني انتهيت“.
شروط المفتي
شَّد د العلم'اء في شروط المف'تي أكثر من تش'ددهم في شروط االجتهاد،
فمما اشترطه العلماء في المفتي الشروط:
-1أن تجتمع فيه شروط االجتهاد.
-2الديانة والعدالة والورع.
-3معرف ''ة واقع ''ة االس ''تفتاء وح ''ال المس ''تفتي وع ''رف المجتم ''ع ال ''ذي
يعيش فيه.
-4التيقظ ودقة المالحظة.
-5عدم التساهل في الفتوى.
شروط المستفتي
-1يجب على المس' ' ''تفتي أن يتح' ' ''رى في اس' ' ''تفتائه األغزر علم ' ' 'ًا
واألكثر ديانة من أهل العلم المت ' ' ''أهلين للفت ' ' ''وى ،فال يج ' ' ''وز
للمس''تفتي اس''تفتاء كل من ُع زي إلى العلم ،ق''ال اإلم''ام مال''ك :
"إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم".
-2أن يكون س'ؤاله عم'ا ينفع'ه في دين'ه ومعاشه ومع'اده ،وأن يتجنب
من األس'''ئلة م'''ا كان على وج'''ه التعنت والتكل ''ف أو كان بقص ''د
الج'دال والمماحكة ،ق'ال ابن حج'ر رحم'ه اهلل” :ثبت عن جم'ع من
الس'لف كراهة تكل'ف المس'ائل ال'تي يس'تحيل وقوعها ع'ادة أو ين'در
ج' ''دًا“ ،وُر وي عن معاوي' ''ة (:أن الن' ''بي نهى عن الُغلوط' ''ات) ،
وهي :المس''ائل ال''تى يغاَل ط بها العلم''اء ل''يزِلوا فيها ،فيهيج بذلك
شٌّر وفتن ''ة ،وإنم ''ا نهى عنها ألنها غير نافع ''ة في ال ''دين وال تكاد
تكون إال فيما ال يقع.
-3ينبغي للمس'تفتي الت'أدب م'ع المف'تي ،وأن يجل'ه في خطابه
وس'ؤاله؛ فال ي'ومئ بي'ده في وجهه ،وال يقل ل'ه :أفت'اني فالن
بغ ''ير هذا ،أو :هكذا قلت أنا! أو :جوابك هذا مع ''روف
وعلي'ه أال يس'أل والمف'تي ق'ائٌم أو في ح'ال انش'غال أو ض'جر
أو غير ذلك.
-4يجب على المس'تفتي أن يع'رض قضيته بوض'وح بال تل'بيس
وال تموي ''ه ،وال يخفي من عناص ''رها م ''ا ل ''ه ت ''أثير في تكييف
القضية المس''ئول عنها ،ف''المفتي هن''ا كالقاض''ي ال''ذي يحكم
بالظاهر ،وق'د ق'ال رس'ول اهلل (:إنكم تختص'مون إلَّي ،ولع'ل
بعضكم أن يكون ألحن بحجت ''ه من بعض ،فأقضي ل ''ه على
نح''و مم''ا أس''مع من''ه ،فمن قطعت ل''ه من ح''ِّق أخي''ه شيئًا فال
يأخذه ،فإنما أقطع له به قطعة من النار).