You are on page 1of 27

‫تعريف اإلجماع‪:‬‬

‫يطلق اإلجماع في اللغة على أحد معنيين‪:‬‬


‫األول‪ :‬العزم على الشيء والتصميم عليه ‪:‬‬
‫َك‬ ‫ا‬ ‫َك‬ ‫ن‬ ‫ِإ‬ ‫ِم‬ ‫'ا‬‫'‬ ‫ي‬ ‫ِه‬ ‫ِم‬ ‫َق‬‫ِل‬ ‫َل‬ ‫ا‬ ‫َق‬ ‫ْذ‬ ‫ِإ‬ ‫ٍح‬ ‫و‬ ‫َأ‬ ‫ِه‬ ‫ومن ''ه قول ''ه تع ''الى‪َ:‬و اْت ُل َعَل‬
‫ُب‬
‫َر‬ ‫َن‬ ‫َق‬
‫ْو‬ ‫ْو‬ ‫ُن‬ ‫َب‬
‫َن‬ ‫ْم‬ ‫ْي‬
‫ُك‬ ‫َأ‬ ‫و‬ ‫ِم‬ ‫َأ‬ ‫َف‬ ‫ْل‬ ‫َّك‬ ‫ِه‬ ‫َّل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫َل‬ ‫'‬ ‫ِه‬ ‫َّل‬ ‫ل‬
‫'‬ ‫ا‬ ‫ِت‬ ‫ا‬ ‫آ‬ ‫ِب‬ ‫ى‬ ‫ِر‬ ‫ي‬‫ِك‬ ‫ْذ‬ ‫ِم‬
‫َعَلْيُك ْم َّمَق ا َو َت‬
‫ى‬
‫َتَو ُت ْج ُع ْا ْم َر ْم‬ ‫َفَع‬ ‫َي‬
‫َو ُش َر َك آَءُك ْم ُثَّم َال َيُك ْن َأْم ُر ُك ْم َعَلْيُك ْم ُغَّم ًة ُثَّم اْقُضوْا‬
‫ِإَلَّى َو َال ُتنِظ ُر وَن ‪ ، ‬أي‪ :‬اعزموا أمركم مع شركائكم‪.‬‬
‫وجاء في الحديث‪( :‬من لم ُيجمع الصيام قبل الفجر فال صيام له) ‪ ،‬أي‪ :‬من‬
‫لم يعزم عليه؛ بأن ينويه قبل الفجر‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬االتفاق‪:‬‬
‫ومن'ه قول'ه تع'الى في خ'بر يوس'ف علي'ه الس'الم م'ع أخوت'ه‪َ:‬ذِلَك ِم ْن َأنَبآِء اْلَغْيِب‬
‫ُنوِح ي'ِه ِإَلْيَك َو َم ا 'ُك نَت َلَد ْيِه ْم 'ِإْذ َأْج َم ُعوْا َأْم َر ُه ْم َو ُه ْم َيْم ُك ُر وَن ‪ ،‬أ'ي‪ :‬اتفقت‬
‫آراؤهم على إلقاء يوسف في غيابة الجب‪.‬‬
‫اإلجماع في االصطالح‪:‬‬
‫اإلجم'اع هو‪ :‬اتف'اق المجتهدين من أم'ة محم'د ‪ ‬بع'د وفات'ه في عص'ر من‬
‫العصور على حكم شرعي‪.‬‬
‫حجية اإلجماع‪:‬‬
‫يع'د اإلجم'اع حج'ة شرعية يجب العم'ل به وتح'رم مخالفت'ه‪ ،‬فهو ثالث‬
‫مص ' ''ادر الش ' ''ريعة اإلس ' ''المية المتف ' ''ق عليها عن ' ''د المس ' ''لمين بع ' ''د‬
‫الوحيين‪ :‬الكتاب والسنة‪.‬‬
‫اإلجماع من خصائص هذه األمة‪:‬‬
‫يع''د اإلجم''اع من أبرز من''اقب هذه األم''ة‪ ،‬إذ ق''د ض''من اهلل لهذا األم''ة‬
‫في اجتماعها الصيانة من الخطأ‪ ،‬تكريمًا لها‪ ،‬وتعظيمًا للنبي ‪‬‬
‫أدلة حجية اإلجماع‪:‬‬
‫‪ - 1‬من القرآن الكريم‪:‬‬
‫ِب‬ ‫ى‬ ‫ْل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ِد‬ ‫ن‬ ‫ِم‬ ‫و‬ ‫ِق‬‫ِق‬
‫َّت‬ ‫َل‬ ‫َّي‬
‫َبْع َم َتَب َن ُه ُه َد َو َي ْع َغْيَر‬ ‫َل‬ ‫قول'ه تع'الى‪َ:‬و َمن ُيَش ا َّر ُس‬
‫ل‬ ‫ا‬
‫َس ِبيِل اْلُم ْؤ ِم ِنيَن ُنَو ِّلِه َم ا َتَو َّلى َو ُنْص ِلِه َج َه َّنَم َو َس آَءْت َمِص ير ‪‬‬
‫‪ - 2‬من السنة‪:‬‬
‫تعددت األحاديث المخبرة بعصمة هذه األمة من اتفاقها على الخطأ‬
‫والضالل‪ ،‬وقد عّد غير واحد من العلماء أمر حجية اإلجماع من المتواتر‬
‫المعنوي‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫أ‪ -‬قول''ه ‪(:‬لن ت''زال هذه األم''ة قائم''ة على أم''ر اهلل ال يضرهم من خ''الفهم ح''تى‬
‫يأتي أمر اهلل)‪.‬‬
‫ب‪ -‬قول'ه ‪(:‬من ف'ارق الجماع'ة قي'د شبٍر فقد خل'ع ِر ْبَق ة اإلس'الم من عنقه إال أن‬
‫يرجع)‪.‬‬
‫مستند اإلجماع‪:‬‬
‫إن التش''ريع ح''ق خ''الص هلل‪ ،‬فال يمل''ك مخل''وق كائن 'ًا من كان تش''ريع حكم من‬
‫األحكام‪ ،‬س'واٌء كان ف'ردًا أو جماع'ًة‪ ،‬ل'ذا كان ال بد لكل إجم'اع من مس'تند‬
‫يس''تند إليه‪ .‬والمس''تند ق''د يكون نّص ًا ‪ -‬ص''ريحًا أو ظ''اهرًا ‪ -‬من الكت''اب أو‬
‫الس''نة باالتف''اق‪ ،‬كم''ا يص''ح أن يكون هذا المس''تند القي''اس‪ ،‬على أص''ح ق''ولي‬
‫العلماء‪ .‬وقد يرد سؤال عن فائدة اإلجماع مع وجود المستند؟‬
‫والجواب على ذلك من ثالثة وجوه‪:‬‬
‫أن المس' ''تند ق' ''د يكون نّص ًا شرعيًا‪ ،‬إال أنه ظ' ''ني في ثبوت' ''ه أو داللته‪ .‬ففائ' ''دة‬
‫اإلج'م'اع ح'ينئ'ٍذ أنه يرف'ع هذا ال'دليل الظني' في ثبوت'ه 'أو داللت'ه' إل 'ى رتبة ال'دليل‬
‫ال'قطعي‪' .‬ومث 'ا'ل ذل''ك ' 'تح ''ريم' 'نكاح الم 'رأة 'على' عمتها 'أو خا'لتها‪ ،‬ف'قد 'ثبت‬
‫هذا 'ال'حكم با'إلجم''اع'‪' ،‬وهو ق'ط'عي '‪ ،‬و'إن كان س''ند ا'إلجم''اع' ظ'نّي ًا 'ف 'ي 'ثبوت 'ه'‪،‬‬
‫وه 'و 'قول'ه' '‪(:‬ال تنكح' 'الم'رأة عل 'ى 'عمتها وال ع'لى خ'التها) أ'ن ا'لفائ'د'ة ال 'تع'دم‬
‫من' وج''ود 'اإلجم''اع' ول''و كان مس 'ت'ند' 'اإل 'جم''اع ق'طعي 'ًا؛ إذ 'يس''تفا'د من 'انضمام‬
‫الم'س ' 'ت'ند إلى' اإلجم' ''اع في ت'أكي' ''د ال'حكم'‪ ،‬فكم' ''ا يقا'ل '‪ :‬حكم' ثبت 'بالقرآ'ن‬
‫و'الس''نة‪ ،‬ي'قال'‪ :‬حكم 'ثبت 'بالقرآن و'اإلجم''اع‪ .‬و'من 'فو 'ائ''د 'اإلجم 'ا''ع أيضًا أنه‬
‫ث عن الدليل؛ ألنه' دليل بذا'ته‪ ،‬و'إن لم 'يعرف مستنده '‪.‬‬ ‫يست'غنى به عن' البح '‬
‫أمثلة على اإلجماع‪:‬‬
‫أجمعت األمة على جملة كبيرة من األحكام‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬أجمعت األم''ة على أنه يج''وز للح''ائض التس''بيح والتهلي''ل‬
‫وسائر األذكار غير القرآن‪.‬‬
‫‪ -2‬أجمعت األم''ة على أن من ال يس''تطيع رمي الجم''ار لع''ذر‪،‬‬
‫فإنه ُيرمى عنه ويجزئه‪.‬‬
‫‪ -3‬أجمعت األم'ة على أن المش'تري إذا اشترط لنفس'ه الخي'ار‬
‫مدة معلومة فإنه يملك رد المبيع في تلك المدة‪.‬‬
‫المصدر الرابع‪ :‬القياس‬

‫تعريف القياس‪:‬‬
‫القياس في اللغة‪:‬‬
‫أص''ل القي''اس في اللغ''ة‪ :‬هو تقدير شيء على مث''ال شيء آخ''ر‬
‫وتس ''ويته به‪ .‬ول ''ذا س ''مي المكي ''ال مقياس' 'ًا‪ ،‬ويقال‪ :‬قس ''ت‬
‫الثوب بالذراع‪ ،‬إذا قدرته به‬
‫القياس في االصطالح‪:‬‬
‫القياس هو‪ :‬إلحاق فرع بأصل في الحكم؛ لتساويهما في العلة‬
‫المصدر الرابع‪ :‬القياس‬
‫أركان القياس‪ :‬للقياس الشرعي أركان ال يتحقق القياس بدونها‪ ،‬وهي أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬األصل‪ :‬وهو‪ :‬ما ثبت حكمه بنص شرعي من الكتاب أو السنة أو انعقد عليه‬
‫اإلجماع‪ .‬وقد يعبر عنه‪ :‬بـ "المقيس عليه"‪.‬‬
‫‪ -2‬الف;;رع‪ :‬هو‪ :‬م' ''ا لم ي ''رد في حكم' ''ه نص من الكت ''اب أو الس ''نة ولم ينعقد علي ''ه‬
‫اإلجماع‪ ،‬ويراد تسويته باألصل في الحكم‪ .‬وقد يعبر عنه‪ :‬بـ "المقيس"‪.‬‬
‫‪ -3‬حكم األص;ل‪ :‬هو‪ :‬الحكم الش'رعي ال'ذي ورد به النص أو انعقد علي'ه اإلجم'اع‬
‫واتص ' ''ف به األص ' ''ل من‪ :‬الح' ' 'ِّل‪ ،‬أو الُح رم ' ''ة‪ ،‬أو الن ' ''دب‪ ،‬أو الكراهة‪ ،‬أو‬
‫اإلباحة‪ .‬أو الصحة‪ ،‬أو الفساد‪.‬‬
‫‪ -4‬العل;ة‪ :‬هي‪ :‬الوص''ف المش''ترك بين األص''ل والف''رع‪ ،‬ال''ذي انبنى علي''ه حكم‬
‫األصل‪.‬‬
‫المصدر الرابع‪ :‬القياس‬

‫مثال القياس‪:‬‬
‫قياس المخدرات بكافة أشكالها على الخمر‪:‬‬
‫فالخمر أص ''ل؛ ألنه ورد نص بحكم ''ه وتحريم ''ه‪ ،‬وهو قول ''ه تع ''الى‪:‬‬
‫ِر‬ ‫األ‬ ‫اْل ِس‬ ‫َّن‬‫ِإ‬ ‫ِذ‬ ‫َّل‬
‫ُم ْج ٌس‬ ‫َال‬ ‫ْز‬ ‫َيَأُّيَه ا ا َن َم ُن ِن َم ِن َخ ْم ُر َّلَو َم ْي ِل ُر َو َص ُب َو‬
‫ا‬ ‫األن‬ ‫ْل‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ْا‬ ‫و‬ ‫آ‬ ‫ي‬
‫ِّمْن َعَم ِل الَّش ْيَطا َفاْج َت ُبوُه َلَع ُك ْم ُتْف ُح وَن ‪ ‬ف'دل هذا النص على‬
‫حكم األصل‪ ،‬وهو التحريم‪.‬‬
‫وعلة الحكم هي وصف اإلسكار في األصل‪.‬‬
‫وهذه العل'ة متحققة في الف'رع وهي المخ'درات بكاف'ة أشكالها‪ .‬ول'ذا‬
‫نلح' ''ق الف' ''رع باألص' ''ل في الحكم‪ ،‬فنع ' 'ِّد ي حكم األص' ''ل ‪ -‬وهو‬
‫التح'ريم ‪ -‬إلى الف'رع‪ ،‬ونقول‪ :‬يح'رم تع'اطي المخ'درات قياس'ًا على‬
‫الخمر‪.‬‬
‫المصدر الرابع‪ :‬القياس‬
‫أهمية القياس‪:‬‬
‫القي'اس هو المص'در الرابع من مص'ادر التش'ريع المتف'ق عليها بع'د الكت'اب والس'نة‬
‫واإلجم ''اع‪ ،‬وق ''د أس ''هم هذا المص ''در في تج ''اوب هذا التش ''ريع العظيم م ''ع‬
‫مقتضيات العص''ر واحتياج''ات الن''اس ع''بر القرون؛ وذل''ك أن نص''وص القرآن‬
‫والس'نة مح'دودة ومتناهي'ة‪ ،‬ووق'ائع الن'اس غير مح'دودة وال متناهي'ة‪ ،‬وق'د جع'ل‬
‫اهلل تع ''الى القي ''اس المص ''در ال ''ذي تس ''د به الحاج ''ة‪ ،‬وتس ''توفى به األحكام‪،‬‬
‫وصدق اإلمام أحمد رحمه اهلل حين قال‪” :‬ال يستغني أحٌد عن القياس”‪.‬‬
‫مجال االستدالل بالقياس‪:‬‬
‫‪ -1‬أحكام غير معقول''ة المع''نى ” األحكام التعبدي''ة ”‪ :‬وهي األحكام ال''تي اس''تأثر‬
‫اهلل نفسه بعلم عللها فلم تدرك عقولنا سبب شرعيتها أو وجه المصلحة فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬أحكام معقول ''ة المع ''نى‪ :‬وهي األحكام ال ''تي أدركن ''ا س ''بب شرعيتها ووج ''ه‬
‫الحكمة فيها وعرفنا الوصف المناسب للحكم فيها‪.‬‬
‫المصدر الرابع‪ :‬القياس‬
‫أدلة حجية القياس‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬القرآن الكريم‪:‬‬
‫‪ُ ‬ه اَّل ِذ ى َأْخ اَّل ِذ ي َكَف وْا ِم ْن َأْه ِل اْلِكَت اِب ِم ن ِد َي اِر ِه َألَّو ِل‬
‫و 'م ِّمْم الَّل ِه‬ ‫ِن‬‫ا‬ ‫َّم‬ ‫َّن‬‫َأ‬ ‫ْا‬‫و‬ ‫ُّن‬
‫َظ‬
‫ُر‬
‫ْا‬‫و‬
‫َن‬
‫ْخ‬ ‫َأن‬
‫َج‬ ‫َر‬
‫ُت‬‫ن‬‫َن‬‫َظ‬ ‫ا‬ ‫ِر‬
‫َو‬
‫ا'ْلَح ْش‬
‫َن‬ ‫ُه‬
‫ُن‬ ‫ُص‬ ‫ُح‬ ‫ْم‬ ‫ُه‬
‫ُت‬ ‫َع‬ ‫ْم‬ ‫ُه‬ ‫َو‬ ‫ُج‬ ‫ُر‬ ‫َي‬ ‫ْم‬ ‫َم‬
‫َفَأَت اُه ُم الَّل ُه ِم ْن َح ْيُث 'َلْم َيْح َتِس ُبوْا َو َقَذَف في ُقُل وِبِه ُم ال'ُّر ْع َب ُ ْخ ِر ُبوَن‬
‫ُبُيوَتُه ْم ِبَأْيِد يِه ْم َو َأْيِد ى اْلُم ْؤ ِم ِنيَن َفاْع َتِبُر وْا يا ُأْو ِلى األْبَص اِر ‪‬‬
‫ثانيًا‪ :‬السنة‪ :‬يستدل للقياس من السنة بأدلة كثيرة جّد ًا منها‪:‬‬
‫‪ - 1‬ح'ديث مع'اذ بن جبل ‪ ‬لم'ا أراد الن'بي ‪ ‬أن يبعث'ه إلى اليمن فقال‪:‬‬
‫(كي''ف تقضي إذا ع''رض ل''ك قضاء؟ ق''ال‪ :‬بكت''اب اهلل‪ .‬ق''ال‪ :‬ف''إن لم‬
‫تج''د ف'ي كت''اب اهلل؟ ق''ال'‪ :‬بس'ن'ة رس''ول اهلل '‪ .‬ق'ا'ل‪ :‬ف''إن ل'م تج''د 'في‬
‫س ' 'ن'ة رس' ''ول اهلل ‪ ‬وال ف'ي كت' ''اب اهلل؟ ق' ''ال‪' :‬أجتهد رأيي وال آل ' 'و'‪.‬‬
‫فضرب رس ''ول اهلل ‪ ‬ص' 'د'ره وق ''ال‪ ':‬الحم ''د 'هلل ال ''ذي و'ف ''ق رس' 'و'َل‬
‫رسوِل اهلل لما يرضي رسول اهلل)‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن الن'بي ‪‬كث'يرًا م'ا ض'رب األقيس'ة ألص'حابه؛ لي'وجههم إلى معرف'ة األحكام لوق'ائع‬
‫ال نص فيها‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫أ ‪ -‬م'ا رواه ابن عباس ‪(:‬أن ام'رأة ج'اءت إلى الن'بي ‪ ‬فقالت‪ :‬إن أِّم ي نذرت أن تحج‪،‬‬
‫'فم''اتت قبل أن تح'ج‪ ،‬أف''أحج عنها؟ ق''ال'‪” :‬نعم '‪ .‬حج 'ي عنها‪ ،‬أرأيت ل''و كان على أم''ك‬
‫دين'‪ ،‬أكنت قاض'يته'؟ “ قالت '‪ :‬نعم‪ .‬فقال‪” :‬اق'ضوا اهلل الذي له‪ ،‬فإ'ن اهلل أحق بالوفاء“)‬
‫ب ‪ -‬م'ا رواه أبو هري'رة ‪(:‬أن أعرابي'ًا أتى رس'ول اهلل ‪ ‬فقال‪ :‬إن ام'رأتي ول'دت غالم'ًا‬
‫أس'ود‪ ،‬وإني أنكرته‪ .‬فقال ل'ه' رس'ول ا'هلل '‪'” :‬هل ل'ك من إبل؟' “ 'ق'ال‪ :‬نع'م‪ .‬ق'ال‪ ” :‬فم'ا‬
‫ألو'انها؟ “ ق 'ا'ل‪ُ :‬حْم ٌر ‪ .‬ق''ال‪”' :‬هل في'ها من َأْو َر ق' “ ؟ ق''ال‪ :‬إن فيها َلُو رق 'ًا‪ .‬ق''ال‪” :‬ف''أّنى‬
‫ت'رى ذل'ك 'جاءها'“؟' ق'ا'ل‪ :‬ي' 'ا رس'و 'ل اهلل '‪ ،‬ع'رق 'نزعها '‪ .‬ق'ال‪”' :‬ول'ع'ل هذا 'ع'رق' 'نزع'ه“‪ .‬و'لم‬
‫يرخص له' في االنتفا'ء منه)‪.‬‬
‫ثال ;ثًا‪ :‬إجم;اع الص;حابة ف'إنهم اتفقوا على العم'ل بالقي'اس‪ ،‬ونقل ذل'ك عنهم قوًال وفعًال‬
‫الوحدة الثالثة‪ :‬االجتهاد والفتوى‬
‫تعريف االجتهاد‪:‬‬
‫االجته;اد في اللغ;ة‪ :‬االجتهاد م'أخوذ من الَج ْه د‪ ،‬بالفتح‪ .‬أو‬
‫الُج ْه د‪ ،‬بالضم‪ .‬وهو‪ :‬الطاق ''ة والوس ''ع‪ .‬ومن هن ''ا ف ''إن‬
‫مع ''نى االجتهاد في اللغ ''ة هو‪ :‬بذل الوس ''ع واس ''تفراغ‬
‫الطاقة في طلب األمر‪.‬‬
‫االجته;اد في االص;طالح‪ :‬االجتهاد هو‪ :‬بذل الفقي''ه وس''عه في‬
‫استنباط حكم شرعي من دليله‪.‬‬
‫مش;روعية االجته;اد وحكمت;ه‪ :‬لقد رّبى الن ''بي ‪ ‬ص ''حابته الكرام وعلمهم‬
‫تعليم 'ًا يمكنهم من فهم النص ''وص ومعرف ''ة أحكام الش ''رع في كل شأن من‬
‫شئون الحي'اة‪ ،‬ودربهم عملي'ًا على االجتهاد فيم'ا يع'رض لهم فقال ‪":‬إذا حكم‬
‫الح ''اكم فاجتهد ثم أص ''اب‪ ،‬فل ''ه أج ''ران‪ .‬وإذا حكم فاجتهد ثم أخط ''أ‪ ،‬فل ''ه‬
‫أج'ر» ول'ذا فقد اجتهد الص'حابة في زمن الن'بي ‪ ‬في حضوره وفي غيبت'ه في‬
‫كث ''ير من القضايا‪ ،‬واس ''تنبطوا فيها األحكام‪ ،‬فلم يعنفهم‪ .‬كم ''ا أم ''رهم ي ''وم‬
‫األح ''زاب أن يص ''لوا في بني قريظة‪ ،‬فاجتهد بعضهم وص ''الها في الطري ''ق‪،‬‬
‫وق ''ال‪ :‬لم ي ''رد من ''ا الت ''أخير‪ ،‬وإنم ''ا أراد س ''رعة النهوض‪ .‬واجتهد آخ ''رون‪،‬‬
‫وأخروها إلى بني قريظة‪ ،‬فص'لوها ليًال ولم يكن ذل'ك من'ه ‪ ‬إال تهيئ'ًة وت'دريبًا‬
‫لص ''حابته الكرام رض ''ي اهلل عنهم ‪ ،‬واألم ''ة من بع ''دهم؛ ليحمل ''وا األمانة من‬
‫بع ''ده جيًال بع ''د جي ''ل‪ ،‬فيحِّك م ''وا شرع اهلل في كل شئونهم‪ ،‬ويجتهدوا في‬
‫إدخ ''ال م ''ا يس ''تجد من ح ''وادث وقضايا في كل عص ''ر تحت أحكام هذه‬
‫الشريعة؛ لتظل هذه الشريعة قائمة إلى قيام الساعة‪.‬‬
‫مجال االجتهاد‪:‬‬
‫تنقسم األحكام الشرعية بالنسبة إلى جواز االجتهاد فيها إلى قسمين‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬ما ال يجوز فيه االجتهاد من األحكام‪ :‬وهي األحكام التي انعقد عليها‬
‫إجماع األمة‪ ،‬وهي على نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬األحكام الشرعية التي يكون مستند اإلجماع فيها دليًال قطعيًا‪ ،‬كوجوب الصلوات‬
‫الخمس‪ ،‬وصوم رمضان‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والحج‪ ،‬والحدود وغيرها من األحكام الثابتة‬
‫بصريح القرآن الكريم وسنة النبي ‪ ‬المتواترة الصريحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬األحكام الشرعية التي يكون مستند اإلجماع فيها دليًال ظنيًا‪ ،‬كتحريم الجمع بين‬
‫المرأة وعمتها أو خالتها في النكاح‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬ما يجوز فيه االجتهاد من األحكام‪ :‬وهي األحكام التي لم ينعقد عليها‬
‫إجماع األمة‪ ،‬وهي أحد نوعين‪:‬‬
‫أ‪ -‬األحكام الشرعية التي دَّل عليها دليل ظني في ثبوته أو داللته‪ ،‬ومثال ذلك قوله‬
‫تعالى‪َ:‬و اْلُم َطَّلَق اُت َيَتَر َّبْص َن ِبَأْنُفِس ِه َّن َثَالَثَة ُقُر وٍء ‪ ،‬فإَّن الُقْر َء في اللغة يدل على‬
‫الحيض‪ ،‬ويدل أيضًا على الُطهر‪ ،‬فيكون المعنى في اآلية محتمًال‪ :‬لثالثة أطهار‪ ،‬أو‬
‫ثالث حيضات‬
‫ب‪ -‬المسائل التي لم يرد في حكمها نص من الكتاب أو السنة‪ ،‬فمثل هذه المسائل‬
‫هي الميدان األوسع لالجتهاد الذي يطلق عليه االجتهاد بالرأي‪.‬‬
‫شروط االجته;;اد‪ :‬ال بد لمن تهي' ' ''أ للمجتهد ال' ' ''ذي يقبل‬
‫اجتهاده أن تتحقق فيه جملة من الشروط من أهمها‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬معرفة القرآن الكريم‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬معرفة السنة المطهرة‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬معرفة مسائل اإلجماع‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬معرفة العربية ‪.‬‬
‫خامسًا‪ :‬معرفة القياس‪.‬‬
‫االجتهاد الجماعي والمجامع الفقهية‬
‫حث اإلس ' ''الم على الش ' ''ورى في كل األم ' ''ور‪ ،‬لم ' ''ا فيها من‬
‫بركات وص''واب في ال''رأي‪ ،‬ووص;ف هللا المس''لمين بقول''ه‬
‫تع ' ''الى‪َ:‬و َأْم ُر ُه ْم ُش وَر ى َبْيَنُه ْم ‪ ،‬ولقد وج;;ه الن;;بي ‪‬‬
‫أص' ' ''حابه ‪ ‬إلى الش' ' ''ورى فيم' ' ''ا يع' ' ''رض لهم من المس' ' ''ائل‬
‫االجتهادي''ة‪ ،‬فعن علي بن أبي ط''الب ‪ ‬ق''ال‪(:‬قلت ي''ا رس''ول‬
‫اهلل‪ :‬إن نزل بن''ا أم 'ٌر ليس في''ه بي''ان أم 'ٍر وال نهٍي فم''ا تأمرنا؟‬
‫ق' ''ال‪ :‬تش' ''اورون الفقهاء والعابدين‪ ،‬وال تمضوا في' ''ه رأي‬
‫خاصة)‪.‬‬
‫ولقد كان هذا دأب أص;حاب رس;ول هللا ‪ ‬في اجتهادهم فعن‬
‫المس'يب بن راف'ع ق'ال‪(:‬كانوا إذا نزلت بهم قضية ليس فيها‬
‫من رس ''ول اهلل ‪ ‬أم ''ر‪ ،‬اجتمع ''وا لها واجمع ''وا‪ ،‬ف ''الحق فيم ''ا‬
‫رأوا‪ ،‬فالحق فيما رأوا)‪.‬‬
‫وإذا كان هذا مطلوبا في عصر الصحابة والعصور التي بعدهم فهو‬
‫في عص;;;رنا مطل وب أك ثر من أي وقت مض ى؛ لقل ة العلم اء‬
‫المجته دين‪ ،‬ولتن وع مج االت المعرف ة وتن وع مج االت الن وازل‬
‫الفقهي ة‪ ،‬مم ا يتطلب تع اون خ براء متخصص ين في ه ذه المج االت‬
‫المختلف ة م ع علم اء الش رع؛ للوص ول إلى الحكم الش رعي في‬
‫ض وء األدل ة والمقاص د الش رعية ‪ .‬وله;ذا تأسس;ت في ه;ذا العص;ر‬
‫العديد من المجامع الفقهية‪ ،‬فمن أقدمها‪:‬‬
‫‪ -1‬مجم ع البح وث اإلس المية ب األزهر الش ريف بالق اهرة‪ .‬تأس س‬
‫في(‪1961‬م ‪1381 -‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -2‬مجم ع الفق ه اإلس المي الت ابع لرابط ة الع الم اإلس المي في مك ة‬
‫المكرمة‪ .‬تأسس في(‪1384‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -3‬هيئ ة كب ار العلم اء في المملك ة العربي ة الس عودية‪ .‬تأسس ت‬
‫في(‪1391‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -4‬مجمع الفقه اإلسالمي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي في جدة‪.‬‬
‫تأسس في(‪1981‬م ‪1401‬هـ)‪.‬‬
‫الفتوى والمفتي‬
‫الفت;وى لغ;ة‪ :‬الفت''وى والُفْتي''ا بمع''نى واح''د وهو‪ :‬الج''واب عم''ا‬
‫ُيش''كل من األحكام‪ .‬ق''ال تع''الى‪َ :‬و َيْس َتْف ُتوَنَك ِفي الّنَس اء ُق ِل‬
‫الَّل ُه ُيْف ِتيُك ْم ِفيِه َّن ‪' ‬وأص ''ل كلم ''ة 'الفت ''وى م ''أخوذة من الَف َتى؛‬
‫وهو‪ :‬الشاب القوي البِّين الُفُتَو ة‪.‬‬

‫الفتوى اصطالحًا‪:‬‬
‫إخبار بحكم اهلل تع ''الى عن دلي ''ل شرعي لمن س ''أل عن ''ه في أم ''ر‬
‫نازل‪.‬‬
‫الفرق بين الفتوى والقضاء‪:‬‬
‫ذكر العلماء جملة من الفروق بين الفتوى والقضاء منها‪:‬‬
‫‪ -1‬أن الفت'وى بي'ان حكم اهلل تع'الى في المس'ألة المس'تفتى فيها‪ ،‬أم'ا‬
‫القضاء فهو إنشاء لحكم شرعي بين المتخاصَم ين‪.‬‬
‫‪ -2‬أن الفت'وى ال يل'زم للمس'تفتي العم'ل بها م'ا لم يطمئن قلبه إليها‪،‬‬
‫أم ''ا 'الحك 'م القضائي فهو' مل 'ِز ٌم لل'محكوم علي ' 'ه ول ''و ر''آه ح'كم 'ًا‬
‫خاطئًا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن الفت ' ''وى أعظم خط ' ''رًا ألنها تع' ' ''د تش' ' ''ريعًا عام ' ' 'ًا في ح ' ''ق‬
‫المس'تفتي وغيره‪ ،‬أم'ا القضاء فهو خ'اص ال يتج'اوز المتخاص'مين‪.‬‬
‫خطورة شأن الفتوى‬
‫‪ -1‬يقول القرافي‪" :‬المفتي قائٌم في األمة مقام النبي ‪." ...‬‬
‫‪ -2‬عن عبد ال''رحمن بن أبي ليلى ق''ال‪ ” :‬أدركت مائ''ة وعش''رين من األنص''ار‬
‫من أص''حاب رس'ول اهلل ‪ُ ‬يس''أل أح'دهم عن المس''ألة فيرَّدها هذا إلى هذا‪،‬‬
‫وهذا إلى هذا‪ ،‬حتى ترجع إلى األول“‪.‬‬
‫‪ -3‬وعلى نهجهم س'ار الت'ابعون‪ ،‬ومن بع'دهم س'ار س'لف هذه األم'ة فقال س'فيان‬
‫الث''وري رحم''ه اهلل‪” :‬أدركت الفقهاء وهم يكرهون أن يجيبوا في المس''ائل‬
‫والفتيا حتى ال يجدوا بدًا من أن يفتوا “‪.‬‬
‫‪ -4‬ق ''ال ابن القيم واص ''فا إم ''ام دار الهج ''رة اإلم ''ام مال ''ك بن أنس‪” :‬س ''ئل عن‬
‫مس''ألة فقال‪ :‬ال أدري‪ .‬فقي''ل ل''ه‪ :‬إنها مس''ألة خفيف''ة س''هلة! فغضب وق''ال‪:‬‬
‫ليس في العلم شيٌء خفي ''ف؛ أم ''ا س ''معت ق ''ول اهلل ع' 'َّز وج' 'َّل‪ِ:‬إَّن ا َس ُنْلِق ى‬
‫َعَلْي َك َقْو ًال َثِق يًال ‪ ،‬ف''العلم كل''ه ثقي''ل‪ ،‬وخاص 'ًة م''ا ُيس''أل عن''ه ي''وم القيام''ة‪.‬‬
‫وق ''ال‪ :‬م ''ا أف ''تيت ح ''تى شهد لي س ''بعون أني أهٌل ل ''ذلك‪ .‬وق ''ال‪ :‬ال ينبغي‬
‫لرج''ل أن ي''رى نفس''ه أهًال لش''يٍء ح''تى يس''أل من هو أعلم من''ه‪ ،‬وم''ا أف''تيت‬
‫حتى سألت ربيعة ويحيى بن سعيد فأمراني بذلك‪ ،‬ولو نهياني انتهيت“‪.‬‬
‫شروط المفتي‬
‫شَّد د العلم'اء في شروط المف'تي أكثر من تش'ددهم في شروط االجتهاد‪،‬‬
‫فمما اشترطه العلماء في المفتي الشروط‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تجتمع فيه شروط االجتهاد‪.‬‬
‫‪ -2‬الديانة والعدالة والورع‪.‬‬
‫‪ -3‬معرف ''ة واقع ''ة االس ''تفتاء وح ''ال المس ''تفتي وع ''رف المجتم ''ع ال ''ذي‬
‫يعيش فيه‪.‬‬
‫‪ -4‬التيقظ ودقة المالحظة‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم التساهل في الفتوى‪.‬‬
‫شروط المستفتي‬
‫‪ -1‬يجب على المس' ' ''تفتي أن يتح' ' ''رى في اس' ' ''تفتائه األغزر علم ' ' 'ًا‬
‫واألكثر ديانة من أهل العلم المت ' ' ''أهلين للفت ' ' ''وى‪ ،‬فال يج ' ' ''وز‬
‫للمس''تفتي اس''تفتاء كل من ُع زي إلى العلم‪ ،‬ق''ال اإلم''ام مال''ك ‪:‬‬
‫"إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون س'ؤاله عم'ا ينفع'ه في دين'ه ومعاشه ومع'اده‪ ،‬وأن يتجنب‬
‫من األس'''ئلة م'''ا كان على وج'''ه التعنت والتكل ''ف أو كان بقص ''د‬
‫الج'دال والمماحكة‪ ،‬ق'ال ابن حج'ر رحم'ه اهلل‪” :‬ثبت عن جم'ع من‬
‫الس'لف كراهة تكل'ف المس'ائل ال'تي يس'تحيل وقوعها ع'ادة أو ين'در‬
‫ج' ''دًا“‪ ،‬وُر وي عن معاوي' ''ة ‪(:‬أن الن' ''بي ‪ ‬نهى عن الُغلوط' ''ات) ‪،‬‬
‫وهي‪ :‬المس''ائل ال''تى يغاَل ط بها العلم''اء ل''يزِلوا فيها‪ ،‬فيهيج بذلك‬
‫شٌّر وفتن ''ة‪ ،‬وإنم ''ا نهى عنها ألنها غير نافع ''ة في ال ''دين وال تكاد‬
‫تكون إال فيما ال يقع‪.‬‬
‫‪ -3‬ينبغي للمس'تفتي الت'أدب م'ع المف'تي‪ ،‬وأن يجل'ه في خطابه‬
‫وس'ؤاله؛ فال ي'ومئ بي'ده في وجهه‪ ،‬وال يقل ل'ه‪ :‬أفت'اني فالن‬
‫بغ ''ير هذا‪ ،‬أو‪ :‬هكذا قلت أنا! أو‪ :‬جوابك هذا مع ''روف‬
‫وعلي'ه أال يس'أل والمف'تي ق'ائٌم أو في ح'ال انش'غال أو ض'جر‬
‫أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب على المس'تفتي أن يع'رض قضيته بوض'وح بال تل'بيس‬
‫وال تموي ''ه‪ ،‬وال يخفي من عناص ''رها م ''ا ل ''ه ت ''أثير في تكييف‬
‫القضية المس''ئول عنها‪ ،‬ف''المفتي هن''ا كالقاض''ي ال''ذي يحكم‬
‫بالظاهر‪ ،‬وق'د ق'ال رس'ول اهلل ‪(:‬إنكم تختص'مون إلَّي ‪ ،‬ولع'ل‬
‫بعضكم أن يكون ألحن بحجت ''ه من بعض‪ ،‬فأقضي ل ''ه على‬
‫نح''و مم''ا أس''مع من''ه‪ ،‬فمن قطعت ل''ه من ح''ِّق أخي''ه شيئًا فال‬
‫يأخذه‪ ،‬فإنما أقطع له به قطعة من النار)‪.‬‬

You might also like