Professional Documents
Culture Documents
Pembahasan Mahasiswa
1. معنى الطالق :الطالق لغة ،حل القيد واإلطالق ،ومنه ناقة طالق ،أي
مرسلة بال قيد ،وأسير مطلق ،أي حل قيده وخلي عنه ،لكن العرف
خص الطالق بحل القيد المعنوي ،وهو في المرأة ،واإلطالق في حل
القيد الحسي في غير المرأة.
وشرعاً :حل قيد النكاح ،أو حل ع ْقد النكاح بلفظ الطالق ونحوه .أو
رفع قيد النكاح في الحال أو المآل بلفظ مخصوص .فحل رابطة
الزواج في الحال يكون بالطالق البائن ،وفي المآل أي بعد العدة
يكون بالطالق الرجعي .واللفظ المخصوص :هو الصريح كلفظ
الطالق ،والكناية كلفظ البائن والحرام واإلطالق ونحوها .ويقوم مقام
اللفظ :الكتابة واإلشارة المفهمة =،ويلحق بلفظ الطالق لفظ «الخلع»
وقول القاضي« :فرقت»= في التفريق للغيبة أو الحبس ،أو لعدم
اإلنفاق أو لسوء العشرة .وقد أخرج باللفظ المخصوص :الفسخ ،فإنه
يحل رابطة الزواج في الحال ،لكن بغير لفظ الطالق ونحوه ،والفسخ
كخيار البلوغ ،وعدم الكفاءة ،ونقصان المهر ،والردة.
وال يصح الرجوع في الطالق أو العدول عنه كسائر األيمان ،لقوله
صلّى هللا عليه وسلم« :ال قيلولة في الطالق».
2. مشروعيته :الطالق مشروع بالكتاب والسنة واإلجماع:
أما الكتاب :فقول هللا تعالى{ :الطالق مرتان ،فإمساك= بمعروف أو
تسريح بإحسان} [البقرة ]2 /229:وقوله تعالى{ :يا أيها النبي إذا
طلَّقتم النساء =،فطلقوهن لعدتهن} َّ
[الطالق.]65 /1:
وأما السنة :فقوله صلّى هللا عليه وسلم« :إنما الطالق لمن أخذ
بالساق» وقوله عليه الصالة والسالم« :أبغض الحالل إلى هللا:
الطالق» .وقال عمر« :طلق النبي صلّى هللا عليه وسلم حفصة ،ثم
راجعها»».
وأجمع الناس على جواز الطالق ،والمعقول يؤيده ،فإنه ربما فسدت
الحال بين الزوجين ،فيصير بقاء الزواج مفسدة محضة ،وضرراً
مجرداً ،بإلزام الزوج والنفقة والسكنى ،وحبس المرأة مع سوء
العشرة ،والخصومة الدائمة من غير فائدة ،فاقتضى ذلك شرع ما
يزيل الزواج ،لتزول المفسدة الحاصلة منه.
3. حكمة تشريع الطالق :تظهر حكمة تشريع الطالق من المعقول
السابق ،وهو الحاجة إلى الخالص من تباين األخالق ،وطروء
البغضاء الموجبة عدم إقامة حدود هللا تعالى ،فكان تشريعه رحمة منه
سبحانه وتعالى .أي أن الطالق عالج حاسم ،وحل نهائي أخيراً لما
استعصى حله على الزوجين وأهل الخير والحكمين ،بسبب تباين
األخالق ،وتنافر الطباع ،وتعقد مسيرة الحياة المشتركة بين
الزوجين ،أو بسبب اإلصابة بمرض ال يحتمل ،أو ُع ْقم ال عالج له،
مما يؤدي إلى ذهاب المحبة والمودة ،وتوليد الكراهية والبغضاء،
فيكون الطالق منفذاً متعينا ً للخالص من المفاسد والشرور الحادثة.
الطالق إذن ضرورة لحل مشكالت= األسرة ،ومشروع للحاجة ويكره
عند عدم الحاجة ،للحديث السابق« :ليس شيء من الحالل أبغض إلى
هللا من الطالق» وحديث« :أيما امرأة سألت زوجها الطالق في غير
ما بأس ،فحرام عليها رائحة الجنة» .ومن أسبابه المبيحة له طاعة
الوالدين فيه ،قال ابن عمر« :كانت تحتي امرأة أحبها ،وكان أبي
فذكر ذلك للنبي صلّى هللا عليه فأبيتُ ،
ُ يكرهها ،فأمرني أن أطلِّقها
وسلم ،فقال :يا عبد هللا بن عمر :طلِّق امرأتك» وصرح الحنابلة :أنه
ال يجب على الرجل طاعة أبويه ولو عدلين في طالق أو منع من
تزويج.
4. وما قد يترتب على الطالق من أضرار ،وبخاصة األوالد ،يحتمل في
سبيل دفع ضرر أشد وأكبر ،عمالً بالقاعدة« :يختار أهون الشرين».
لكن رغب الشرع األزواج في الصبر وتحمل خلق الزوجة ،فقال
تعالى{ :وعاشروهن بالمعروف ،فإن كرهتموهن ،فعسى أن تكرهوا
شيئاً ،ويجعل هللا فيه خيراً كثيرا} [النساء ]4 /19:وقوله صلّى هللا
يفركْ مؤمن مؤمنة ،إن كره منها خلُقاً ،رضي منها عليه وسلم« :ال َ
آخر»
وشرع الشرع طرقا ً ودية لحل ما يثور من نزاع بين الزوجين ،من
وعظ وإرشاد ،وهجر في المضجع وإعراض ،وضرب ،وإرسال
حكمين من قبل القاضي إذا عجز الزوجان عن اإلصالح وإزالة
الشقاق الذي بينها ،وقد بينت ذلك في بحث حقوق الزوجين ،وهي
كلها مأخوذة من آيات ثالث هي{ :وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً
أو إعراضاً ،فال جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً ،والصلح
خير ،وأحضرت األنفس الشح ،وإن تحسنوا وتتقوا ،فإن هللا كان بما
تعملون خبيراً} [النساء{ ]4 /128:وإن خفتم شقاق بينهما ،فابعثوا
حكما ً من أهله ،وحكما ً من أهلها ،إن يريدا إصالحا ً يوفق هللا بينهما،
إن هللا كان عليما ً خبيراً} [النساء{ ]4 /35:والالتي تخافون نشوزهن
فعظوهن ،واهجروهن في المضاجع ،واضربوهن ،فإن أطعنكم فال
تبغوا عليهن سبيالً ،إن هللا كان عليا ً كبيراً} [النساء.]4 /34:
5. السبب في جعل الطالق بيد الرجل:
جعل الطالق بيد الزوج ال بيد الزوجة بالرغم من أنها شريكة في
العقد حفاظا ً على الزواج ،وتقديراً لمخاطر إنهائه بنحو سريع غير
متئد؛ ألن الرجل الذي دفع المهر وأنفق على الزوجة والبيت يكون
عادة أكثر تقديراً لعواقب األمور ،وأبعد عن الطيش في تصرف
يلحق به ضرراً كبيراً ،فهو أولى من المرأة بإعطائه حق التطليق
ألمرين:
األول ـ إن المرأة غالبا ً أشد تأثراً بالعاطفة من الرجل ،فإذا ملكت
التطليق ،فربما أوقعت الطالق ألسباب بسيطة ال تستحق هدم الحياة
الزوجية.
الثاني ـ يستتبع الطالق أموراً مالية من دفع مؤجل المهر ،ونفقة
العدة ،والمتعة ،وهذه التكاليف المالية من شأنها حمل الرجل على
التروي في إيقاع الطالق ،فيكون من الخير والمصلحة جعله في يد
من هو أحرص على الزوجية .وأما المرأة فال تتضرر ماليا ً بالطالق،
فال تتروى في إيقاعه بسبب سرعة تأثرها وانفعالها.
ثم إن المرأة قبلت الزواج على أن الطالق بيد الرجل ،وتستطيع أن
تشرطه لنفسها إن رضي الرجل منذ بداية العقد ،ولها أيضا ً إن
تضررت بالزوج أن تنهي
6. ركن الطالق :قال الحنفية :ركن الطالق :هو اللفظ الذي جعل داللة
على معنى الطالق لغة :وهو التخلية واإلرسال ،ورفع القيد في
الصريح ،وقطع الوصلة ونحوه في الكناية ،أو شرعاً :وهو إزالة
الحل؛ أو ما يقوم مقام اللفظ من اإلشارة.
وقال غير الحنفية :للطالق أركان ،علما ً بأن كلمة «ركن الطالق»
مفرد مضاف ،فيعم ،فيصح اإلخبار عنه بالمتعدد ،فيقال :أركانه
أربعة مثالً .والمراد بالركن عند الجمهور :ما تتحقق به الماهية ،ولو
لم يكن داخالً فيها.
أما المالكية فقالوا :أركان الطالق أربعة :أهل له :أي موقعه من زوج
أو نائبه أو وليه إن كان صغيراً ،وقصد :أي قصد النطق باللفظ
الصريح والكناية الظاهرة ،ولو لم يقصد حل العصمة بدليل صحة
طالق الهازل .ومحل :أي عصمة مملوكة ،ولفظ صريح أو كناية.
وعدها ابن جزي ثالثة :هي المطلِّق ،والمطلَّقة ،والصيغة :وهي اللفظ
وما في معناه.
ِّ
وأما الشافعية والحنابلة فقالوا :أركان الطالق خمسة :مطلق ،وصيغة،
ومحل ،ووالية ،وقصد ،فال طالق لفقيه يكرره ،وحاكٍ ولو عن نفسه.
ويالحظ أن الوالية أدخلها المالكية في الركن األول وهو األهلية.
وزاد الشافعية والحنابلة على المالكية ركن المحل.
7. حكم الطالق :ذهب الحنفية على المذهب :إلى أن إيقاع الطالق مباح
إلطالق اآليات ،مثل قوله تعالى{ :فطلقوهن لعدتهن} [الطالق/1:
{ ]65ال جناح عليكم إن طلقتم النساء} [البقرة ]2 /236:وألنه صلّى
هللا عليه وسلم طلق حفصة ،ال لريبة (أي ظن الفاحشة) وال كبر،
وكذا فعله الصحابة ،والحسن بن علي رضي هللا عنهما استكثر
النكاح والطالق .وأما حديث «أبغض الحالل إلى هللا الطالق»
فالمراد بالحالل :ما ليس فعله بالزم ،ويشمل المباح والمندوب
والواجب والمكروه ،وقال ابن عابدين :إن كونه مبغوضا ً ال ينافي
كونه حالالً ،فإن الحالل بهذا المعنى يشمل المكروه ،وهو مبغوض.
وقال الكمال بن الهمام :األصح حظر الطالق أي منعه ،إال لحاجة
كريبة وكبر .ورجح ابن عابدين هذا الرأي ،وليست الحاجة مختصة
بالكبر والريبة ،بل هي أعم.
وذكر الجمهور (المالكية والشافعية والحنابلة) :أن الطالق من حيث
هو جائز ،واألولى عدم ارتكابه ،لما فيه من قطع األ لُفة إال لعارض،
وتعتريه األحكام األربعة من حرمة ،وكراهة ،ووجوب ،وندب،
واألصل أنه خالف األولى.
فيكون حراما ً :كما لو علم أنه إن طلق زوجته وقع في الزنا لتعلقه
بها ،أو لعدم قدرته على زواج غيرها ،ويحرم الطالق البدعي وهو
الواقع في الحيض ونحوه كالنفاس وطهر وطئ فيه.
8. ويكون مكروها ً :كما لو كان له رغبة في الزواج ،أو يرجو به نسالً
ولم يقطعه بقاء الزوجة عن عبادة واجبة ،ولم يخش زنا ً إذا فارقها.
ويكره الطالق من غير حاجة إليه ،للحديث السابق عن ابن عمر:
«أبغض الحالل إلى هللا تعالى الطالق».
ويكون واجباً :كما لو علم أن بقاء الزوجة يوقعه في محرم من نفقة
أو غيرها .ويجب طالق المولي (حالف يمين اإليالء) بعد انتظار
أربعة أشهر من حلفه إذا لم يفئ ،أي يطأ.
ويكون مندوبا ً أو مستحباً :إذا كانت المرأة بذيِّة اللسان يخاف منها
الوقوع في الحرام لو استمرت عنده .ويستحب الطالق في الجملة
لتفريط الزوجة في حقوق هللا الواجبة ،مثل الصالة ونحوها ،وال
يمكنه إجبارها على تلك الحقوق ،ويستحب الطالق أيضا ً في حال
مخالفة المرأة من شقاق وغيره ليزيل الضرر ،أوإذا كانت غير
عفيفة ،فال ينبغي له إمساكها؛= ألن فيه نقصا ً لدينه ،وال يأمن إفسادها
فراشه ،وإلحاقها= به ولداً من غيره.
ويستحب الطالق أيضا ً لتضرر الزوجة ببقاء النكاح لبغض أو غيره،
ويستحب كون الطالق طلقة واحدة؛ ألنه يمكنه تالفيها ،وإن أراد
الطالق الثالثَّ ،فرق الطلقات في كل طهر طلقة ليخرج من الخالف،
فإن عند أبي حنيفة ال يجوز جمعها =،وألنه يسلم من الندم.
9. شروط الركن األول وهو المطلِّق :يشترط أن يكون زوجا ً مكلفا ً (بالغا ً
عاقالً) مختاراً باالتفاق ،وأن يكون عند المالكية مسلماً ،وأن يعقل
الطالق عند الحنابلة.
فال يصح الطالق من غير زوج ،وال من صبي مميز أو غير مميز،
وأجاز الحنابلة طالق مميز يعقل الطالق ولو كان دون عشر سنين،
بأن يعلم أن زوجته تبين منه وتحرم عليه إذا طلقها ،ويصح توكيل
المميز في الطالق وتوكله فيه؛ ألن من صح منه مباشرة شيء ،صح
أن يوكل وأن يتوكل فيه .وال يصح عند الفقهاء أن يطلِّق الولي على
الصبي أو المجنون بال عوض ،ألن الطالق ضرر.
طالق المجنون والمدهوش :وال يصح طالق المجنون ،ومثله المغمى
عليه ،والمدهوش :وهو الذي اعترته حال انفعال ال يدري فيها ما
يقول أو يفعل ،أو يصل به االنفعال إلى درجة يغلب معها الخلل في
أقواله وأفعاله ،بسبب فرط الخوف أو الحزن أو الغضب ،لقوله صلّى
هللا عليه وسلم« :ال طالق في إغالق» واإلغالق :كل ما يسد باب
اإلدراك والقصد والوعي ،لجنون أو شدة غضب أو شدة حزن
ونحوها.
10. ودليل اشتراط البلوغ والعقل :حديث «كل طالق جائز إال طالق
الصبي والمجنون» وحديث «رفع القلم عن ثالثة :عن الصبي حتى
يحتلم وعن النائم حتى يستيقظ ،وعن المجنون حتى يُفيق» ،وألن
الطالق تصرف يحتاج إلى إدراك كامل وعقل وافر ،وهذا ال يتوافر
في الصبي والمجنون ،وألن الطالق تصرف ضار ،فال يملكه الصبي
ولو كان مميزاً أو أجازه الولي.
لكن الحنابلة أنفذوا طالق المميز ولو دون عشر ،لعموم الحديث
المتقدم« :إن الطالق لمن أخذ بالساق» وحديث «كل الطالق جائز
إال طالق المعتوه ،والمغلوب على عقله» وعن علي« :اكتموا
الصبيان النكاح» فيفهم منه أن فائدته أال يطلقوا ،وألنه طالق من
عاقل صادف محل الطالق ،فوقع كطالق البالغ.
طالق الغضبان :يفهم مما ذكر أن طالق الغضبان ال يقع إذا اشتد
الغضب ،بأن وصل إلى درجة ال يدري فيها ما يقول ويفعل وال
يقصده .أو وصل به الغضب إلى درجة يغلب عليه فيها الخلل
واالضطراب في أقواله وأفعاله ،وهذه حالة نادرة .فإن ظل الشخص
في حالة وعي وإدراك لما يقول فيقع طالقه ،وهذا هو الغالب في كل
طالق يصدر عن الرجل؛ ألن الغضبان مكلف في حال غضبه بما
يصدر منه من كفر وقتل نفس وأخذ مال بغير حق وطالق وغيرها.
11. طالق السكران :السكران الذي وصل إلى درجة الهذيان وخلط
الكالم ،وال يعي بعد إفاقته ما صدر منه حال سكره ،ال يقع طالقه
باتفاق المذاهب إن سكر سكراً غير حرام ـ وهو نادر ـ كشرب مسكر
للضرورة ،أو لإلكراه ،أو ألكل بنج ونحوه ولو لغير حاجة عند
الحنابلة؛ ألنه ال لذة فيه ،فيعذر لعدم اإلدراك والوعي لديه ،فهو
كالنائم.
أما السكران بطريق محرَّ م ـ وهو الغالب ـ بأن شرب الخمر عالما ً
به ،مختاراً لشربه ،أو تناول المخدر من غير حاجة أو ضرورة عند
الجمهور غيرا لحنابلة ،فيقع طالقه في الراجح في المذاهب األربعة،
عقوبة وزجراً عن ارتكاب المعصية ،وألنه تناوله باختياره من غير
ضرورة.
وقال زفر والطحاوي من الحنفية ،وأحمد في رواية عنه ،والمزني
من الشافعية= وعثمان وعمر بن عبد العزيز :ال يقع طالق السكران،
لعدم توافر القصد والوعي واإلرادة الصحيحة لديه ،فهوزائل العقل
كالمجنون ،والنائم فاقد اإلرادة كالمكره ،فتصبح عبارته ملغاة ال قيمة
لها ،وللسكر عقوبة أخرى هي الحد ،فال مسوغ لضم عقوبة أخرى
عليه ،قال عثمان رضي هللا عنه :ليس لمجنون وال لسكران طالق،
وقال ابن عباس :طالق السكران والمستكره ليس بجائز ،وقال علي:
كل الطالق جائز إال طالق المعتوه.
12. طالق غير المسلم :يقع طالق غير المسلم كالمسلم عند الجمهور؛
ألنه عند غير الحنفية مكلف بفروع الشريعة .وقال المالكية :ال يصح
الطالق من كافر ،ويشترط اإلسالم لنفاذ طالق المطلِّق.
طالق المرتد :طالق المرتد بعد الدخول موقوف ،فإن أسلم في العدة
تبينا وقوعه ،وإن لم يسلم حتى انقضت العدة أو ارتد قبل الدخول
فطالقه باطل؛ النفساخ النكاح قبله ،باختالف الدين.
طالق السفيه :ينفذ طالق السفيه المحجور إذا كان بالغا ً باتفاق
المذاهب ولو بغير إذن وليه؛ ألن موضع الحجر هو التصرفات
المالية ،والطالق وأثره ليس من التصرفات المالية ،والرشد ليس
شرطا ً لوقوع الطالق.
والسفيه :هو خفيف العقل الذي يتصرف في ماله على خالف مقتضى
العقل السليم .وقال الشيعة اإلمامية وعطاء :يتوقف طالق السفيه على
إذن الولي؛ ألنه تصرف ضار ضرراً محضاً.
طالق المكره :ال يقع عند الجمهور طالق المكره؛ ألنه غير قاصد
للطالق ،وإنما قصد دفع األذى عن نفسه ،ولقوله صلّى هللا عليه
وسلم« :إن هللا تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا
عليه» وقوله عليه الصالة والسالم« :ال طالق في إغالق» معناه في
إكراه .وهذا هو الراجح لقوة دليله.
ورأى الحنفية :أن طالق المكره واقع؛ ألنه قصد إيقاع الطالق وإن لم
يرض باألثر المترتب عليه ،كالهازل ،فإن طالقه يقع لحديث« :ثالث
ِجدّهن ِج ّد ،وهزلهن جد :النكاح والطالق والرجعة».
13. ما يشترط في الركن الثاني للطالق وهو القصد:
يشترط باالتفاق القصد في الطالق :وهو إرادة التلفظ به ،ولو لم ينوه،
أي إرادة لفظ الطالق لمعناه ،بأال يقصد بلفظ الطالق غير المعنى
الذي وضع له ،واليشترط في هذا الركن إال تحقيق المراد به ،فال يقع
طالق فقيه يكرره ،وال طالق حاكٍ عن نفسه أو غيره؛ ألنه لم يقصد
معناه ،بل قصد التعليم والحكاية ،وال طالق أعجمي لُ ِّقن لفظ الطالق
بال فهم منه لمعناه .وال يقع طالق مرَّ بلسان نائم أو من زال عقله
بسبب لم يعص به ،ويلغو ،وإن قال بعد إفاقته أو استيقاظه :أجزته أو
أوقعته للحديث المتقدم« :رفع القلم عن ثالث ،ومنها :النائم حتى
يستيقظ» والنتفاء القصد.
وال تشترط عند الحنابلة النية للطالق في حال الخصومة أو في حال
الغضب.
طالق الهازل :الهازل هو من قصد اللفظ دون معناه ،والالعب :هو
من لم يقصد شيئاً ،كأن تقول الزوجة في معرض دالل أو مالعبة
أواستهزاء :طلقني ،فيقول لها العبا ً أو مستهزئاً :طلقتك ،ومثله من
خاطبها بطالق وهو يظنها أجنبية عنه وليست زوجته ،بسبب ظلمة
أو من وراء حجاب .والحكم أن يقع طالق هؤالء جميعاً؛ ألن كالً من
الهازل والالعب أتى باللفظ عن قصد واختيار ،وإن لم يرض
بوقوعه ،فعدم رضاه بوقوعه ،لظنه أنه ال يقع :ال أثر له لخطأ ظنه.
والدليل كما ذكر الحنابلة وغيرهم هو الحديث المتقدم« :ثالث جدهن
جد ،وهزلهن جد :النكاح ،والطالق ،والرجعة»
14. طالق المخطئ أو من سبق لسانه :وهو الذي يريد أن يتكلم بغير
الطالق ،فز َّل لسانه ،ونطق بالطالق من غير قصد أصالً ،بأن أراد
أن يقول :طاهر أو أنت طالبة ،فقال خطأ :أنت طالق.
وحكمه :ال يقع طالقه عند الشافعية =،لعدم القصد.
وقال الحنفية والمالكية والحنابلة :ال يقع طالقه في الفتوى والديانة،
أي فيما بينه وبين هللا تعالى ،ويقع في القضاء .لكن قيد المالكية
وقوعه قضاء بأن لم يثبت سبق لسانه بالبينة ،وإال فال يلزمه في
فتوى وال في قضاء.
وسبب التفرقة بين الهازل والمخطئ :أن الهازل قصد اللفظ ،فاستحق
العقوبة والزجر عن اللعب بأحكام الدين ،وأما المخطئ فال قصد له
أصالً ،فلم يستحق العقوبة والزجر ،حتى يحكم بوقوع طالقه.
ما يشترطه في الركن الثالث ـ محل الطالق أو من يقع عليه الطالق:
المرأة هي التي يقع عليها الطالق ،إذا كانت في حال زواج صحيح
قائم فعالً ،ولو قبل الدخول ،أو في أثناء العدة من طالق رجعي؛ ألن
الطالق الرجعي ال تزول به رابطة الزوجية إال بعد انتهاء العدة.
فإن كانت المرأة معتدة من طالق بائن بينونة كبرى ،فال يلحقها
طالق آخر في أثناء العدة ،الستنفاد حق الزوج في الطالق .ألنه ال
يملك أكثر من ثالث طلقات ،فال تكون هناك فائدة من الطالق.
15. وإن كانت معتدة من طالق بائن بينونة صغرى .فال يلحقها أيضا ً
طالق آخر عند الجمهور غير الحنفية ،النتهاء رابطة الزوجية
بالطالق البائن ،فال تكون محالً للطالق .ويلحقها طالق آخر في رأي
الحنفية في أثناء العدة ،لبقاء بعض أحكام الزواج من وجوب النفقة،
والسكنى في بيت الزوجية ،وعدم حل زواجها برجل آخر في العدة،
فتكون محالً للطالق إذ هي زوجة حكماً .وعبارة الحنفية فيه:
«الصريح يلحق الصريح ،ويلحق البائن بشرط العدة ،والبائن يلحق
الصريح».
فإن كان الزواج فاسداً ،أو انتهت عدة المرأة مطلقاً ،فال يقع عليها
طالق آخر ،حتى ولو كان معلقا ً بانتهاء العدة ،كأن يقول لها :إذا
انتهيت من عدتك ،فأنت طالق ،فال يقع به طالق.
ونص القانون السوري (م )86على محل الطالق فيما يأتي« :محل
الطالق :المرأة التي في نكاح صحيح ،أو المعتدة من طالق رجعي،
وال يصح على غيرهما الطالق ،ولو كان معلقاً».
وإذا طلقت المرأة قبل الدخول والخلوة ،فال عدة عليها ،لقوله تعالى:
{إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن ،فما لكم
عليهن من عدة تعتدونها} [األحزاب ]33 /49:ويكون الطالق بائناً.
ويرى الحنفية :أنه ال يلحقها طالق آخر ،فلو قال الرجل لزوجته التي
لم يدخل ولم يختل بها« :أنت طالق ،أنت طالق ،أنت طالق» ال تقع
إال طلقة واحدة؛ ألنها بالطالق األول ،صارت بائنة من زوجها،
وأصبحت أجنبية ،فال يلحقها آخر .وهذا رأي الشافعية أيضاً ،فإنهم
قالوا :إذا قال ذلك لغير المدخول بها فتقع طلقة واحدة بكل حال؛ ألنها
تبين باألولى فال يقع ما بعدها.
16. إضافة الطالق إلى بعض أجزاء المرأة أو جزء الطلقة:
إذا أضاف الرجل الطالق للزوجة بأن قال :أنت طالق ،أو طلقتك،
وقع الطالق اتفاقاً.
ً
ويقع الطالق أيضا في الجملة إذا أضاف الطالق إلى بعض أجزاء
المرأة على التفصيل التالي:
قال الحنفية :يقع الطالق أيضا ً إذا أضافه الرجل إلى ما يعبر به عن
كل المرأة أو ذاتها ،كالرقبة والعنق والروح والبدن والجسد،
واألطراف جميعا ً (وهي اليدان والرجالن) والفرج (القُبُل) والوجه
والرأس واألست (العجز) ،أو أضافه إلى جزء شائع من المرأة
كنصفها وثلثها إلى عشرها؛ ألن الطالق ال يتجزأ.
وال يقع الطالق إذا أضافه إلى البُضْ ع (الفرج) والدبر ،إذ ال يعبر
بهما عن الكل ،بخالف األست والفرج ،فإنه يعبر بهما عن الكل.
وال يقع لو أضافه إلى اليد إال بنية المجاز ،أي إطالق البعض على
الكل إذا لم يكن مشتهراً ،فلو اشتهر ال حاجة إلى نية المجاز ،وكاليد:
الرجل والشعر واألنف والساق والفخذ والظهر والبطن واللسان
واألذن والفم والصدر والذقن والسن والريق والعرق والثدي والدم؛
ألنه ال يعبر به عن الجملة .فال يقع الطالق لو قال :يدك طالق أو
رجلك طالق ،ونحوهما.
ويقع الطالق بإضافته إلى جزء الطلقة كالسدس والربع والنصف،
ولو من ألف جزء ،بأن يقول :أنت طالق جزءاً من ألف طلقة؛ ألن
الطالق ال يتجزأ.
17. ومذهب المالكية :لو أضاف الطالق إلى نصف المرأة أو سدسها =،أو
ثلثها ،أو عضو من أعضائها ،نفذ ،ولو قال :نصف طلقة أو ربع
طلقة كملت عليه ،فهم كالحنفية .واختلف المالكية على رأيين في
إضافته إلى شعر المرأة وكالمها وروحها وحياتها ،والراجح أنه يلزم
الطالق إذا أضيف لما يعد من محاسن المرأة ،مثل شعرك أو كالمك
أو ريقك طالق ،وال يلزم بما ال يعد من المحاسن ،نحو بُصاق ودمع
وسعال.
ورأى الشافعية= أنه يقع الطالق إن طلق جزءاً من المرأة ،كقوله :يدك
أو رجلك طالق أو نحو ذلك من أعضائها المتصلة بها ،ولو من غير
نية المجاز خالفا ً للحنفية ،وكقوله :ربعُك أو بعضُك أو جزؤك أو
شعرك أو ظفرك طالق ،وكذا دمُك على المذهب؛ ألن الطالق ال
وع َرق وبول ،وكذا اليتبعض ،وال يقع إن أضافه إلى فضلة كريق َ
يقع إن أضافه إلى مني ولبن في األصح؛ ألنها غير متصلة بها
اتصال خلقة.
ولو قال لمقطوعة يمين :يمينك طالق ،لم يقع على المذهب ،لفقدان
الذي يسري منه الطالق إلى الباقي .ولو قال :أنت طالق بعض طلقة،
وقعت طلقة؛ ألن الطالق ال يتبعض.
وأضاف الشافعية= أن الرجل في خطاب المرأة لو حذف المفعول كأن
قال« :طلقت» أو حذف المبتدأ« :أنتِ» أو حذف حرف النداء «يا»
فلم يقل« :يا طالق» لم يقع الطالق ،كما هو ظاهر كالمهم.
18. والحنابلة قالوا :تطلق إن أضاف الطالق إلى جزء من المرأة مثل
قوله :يدك أو دمك أو أصبعك أو رأسك طالق؛ ألنه أضافه إلى جزء
ثابت استباحه بعقد النكاح ،فأشبه اإلضافة إلى الجزء الشائع مثل
نصفك وثلثك .أما لو قال :لعديمة اإلصبع أو اليد :أصبعك طالق ،أو
يدك طالق ،لم تطلق.
وال تطلق لو قال لها :شعرك أو ظفرك أو سنك أو لبنك أو منيك
طالق؛ ألن تلك األجزاء تنفصل عنها مع السالمة ،فال تطلق بإضافة
الطالق إليها كالحمل ،فهم خالفوا الشافعية في غير اللبن والمني.
وال تطلق أيضا ً إن قال :سوادك أو بياضك طالق؛ ألنه أمر عارض.
وال إن قال :ريقك أو دمعك أو عرقك طالق؛ ألن المذكور ليس جزءاً
منها ،وال إن قال :روحك طالق؛ ألن الروح ليست عضواً وال شيئا ً
يستمتع به ،فأشبهت= السواد والبياض .وال إن قال :حملك طالق؛ ألنه
عرض كالبياض والسواد.
وأما لو قال :حياتك طالق ،فتطلق؛ ألنه ال بقاء لها بدونها ،فأشبه ما
لو قال :رأسك طالق.
وجزء الطلقة كالطلقة ،فإذا قال :أنت طالق نصف طلقة أو ثلثها
ونحوه ،طلقت طلقة؛ ألن الطالق ال يتبعض.
والخالصة :اتفق الفقهاء على أن جزء الطلقة طلقة ،واختلفوا في
إضافة الطالق إلى بعض أجزاء المرأة .وال يقع الطالق عند جمهور
الحنفية فيما ال يعبر به عن جملة المرأة كاليد والرجل واإلصبع
والدبر ،ويقع بها عند زفر ومالك والشافعي وأحمد.
19. شرط الركن الخامس ـ الصيغة أو ما يقع به الطالق:
اتفق الفقهاء على أن الزواج ينتهي بالطالق بالعربية أو بغيرها،
سواء باللفظ أم بالكتابة أم باإلشارة.
واللفظ إما صريح أو كناية:
الطالق الصريح :هو اللفظ الذي ظهر المراد منه وغلب استعماله
عرفا ً في الطالق ،كاأللفاظ المشتقة من كلمة (الطالق) مثل :أنت
طالق ،ومطلقة ،وطلقتك وعلي الطالق .ومنه قول الرجل« :أنت
علي حرام أو حرمتك أو محرمة»؛ ألنه وإن كان في األصل كناية،
فقد غلب استعماله بين الناس في الطالق ،فصار من األلفاظ
الصريحة فيه .هذا مذهب الحنفية .وصريح الطالق عند الحنابلة :لفظ
الطالق وماتصرف منه ،الغير ،أما لفظ الفراق والسراح فهو كناية.
وقال المالكية :الكناية الظاهرة لها حكم الصريح ،وهي التي جرت
العادة أن يطلق بها في الشرع أو في اللغة كلفظ التسريح والفراق،
وكقوله :أنت بائن أو بتة أو بتلة وما أشبه ذلك.
وقال الشافعية والظاهرية :إن صريح الطالق ثالثة ألفاظ :الطالق
والفراق والسرح ،لورودها في القرآن ،قال تعالى{ :الطالق مرتان،
فإمساك= بمعروف أو تسريح بإحسان} [البقرة ]2 /229:وقال:
{فأمسكوهن بمعروف} [البقرة ]2 /231:وقال{ :وإن يتفرقا يغن هللا
كالً من سعته} [النساء ]4 /130:وقال سبحانه{ :فتعالين أمتعكن
وأسرحكن سراحا ً جميالً} [األحزاب ]33 /28:ولو اشتهر لفظ
للطالق مثل الحالل أو حالل هللا علي حرام ،فاألصح كما قال النووي
أنه كناية ،ثم أصبح قول الرجل (علي حرام) من باب الطالق
الصريح كما أفتى به ابن حجر وغيره.
20. يفهم مما ذكر أنه يشترط إليقاع الطالق ما يأتي:
- 1استعمال لفظ يفيد معنى الطالق لغة أو عرفاً ،أو بالكتابة أو
اإلشارة المفهمة.
المطلق فاهما ً معناه ،ولو بلغة أعجمية ،فإذا استعملِّ - 2أن يكون
األعجمي صريح الطالق ،وقع الطالق منه بغير نية ،وإن كانت كناية
احتاج إلى نية .ولو لُ ِّقن رجل صيغة الطالق بلغة ال يعرفها ،فتلفظ
بها ،وهو ال يدري معناها ،فال يقع عليه شيء.
- 3إضافة الطالق إلى الزوجة ،أي إسناده إليها لغة ،بأن يعينها بأحد
طرق التعيين ،كالوصف ،أو االسم المسماة= به ،أو اإلشارة والضمير،
فيقول :امرأتي طالق ،أو فالنة طالق ،أو يشير إليها بقوله :هذه
طالق ،أو أنت طالق ،أو يقول :هي طالق ،في أثناء حديث عنها؛ أو
إسناده إليها عرفا ً مثل :علي الطالق أو الحرام إن أفعل كذا ،أو
الطالق يلزمني إن لم أفعل كذا ،فالطالق هنا مضاف إلى المرأة في
المعنى ،وإن لم يضف إليها في اللفظ ،وذلك خالفا ً للحنابلة.
- 4أال يكون مشكوكا ً في عدد الطالق أو في لفظه .ويقع الطالق
الصريح ولو باأللفاظ المصحفة ،نحو طالغ ،وتالغ ،وطالك،
وتالك ،أو بأحرف الهجاء :ط ،ا ،ل ،ق.
حكم الطالق الصريح:
يقع الطالق باللفظ الصريح بدون حاجة إلى نية أو دالة حال ،فلو قال
الرجل لزوجته :أنت طالق ،وقع الطالق ،وال يلتفت الدعائه أنه ال
يريد الطالق.
21. طالق الكناية:
هو كل لفظ يحتمل الطالق وغيره ،ولم يتعارفه الناس في إرادة
الطالق .مثل قول الرجل لزوجته :الحقي بأهلك ،اذهبي ،اخرجي،
أنت بائن ،أنت ب ّتة ،أنت خلية ،برية ،اعتدي ،استبرئي رحمك ،أمرك
بيدك ،حبلك على غاربك أي خليت سبيلك كما يخلى البعير في
الصحراء ،وزمامه على غاربه ،ونحوها من األلفاظ التي لم توضع
للطالق ،وإنما يفهم الطالق منها بالقرينة أو داللة الحال :وهي حالة
مذاكرة الطالق ،أو الغضب.
ومن الكناية في أصل المذهب عند الشافعية والحنابلة :أنت علي حرام
أو حرَّ متك ،فإن نوى طالقا ً أو ظهاراً حصل ،وإن نواهما تخير وثبت
ما اختاره .لكن -كما أفتى ابن حجر -أصبح لفظ (علي الحرام) من
الطالق الصريح في العرف والعادة الجارية .وقد حصر المالكية
الكناية بالكناية المحتملة مثل :الحقي بأهلك واذهبي وابعدي عني وما
أشبه ذلك ،أما الكناية الظاهرة فلها حكم الصريح ،كما بينا مثل لفظ
التسريح والفراق ،وأنت بائن أو بتة أو بتلة وما أشبهها.
22. حكم الطالق بالكناية:
قال الحنفية والحنابلة :ال يقع قضاء= الطالق بالكناية إال بالنية ،أو
داللة الحال على إرادة الطالق ،كأن يكون الطالق في حالة الغضب،
أو في حالة المذاكرة بالطالق.
صل الحنفية في وقوع الطالق قضاء بألفاظ الكنايات ،فقالوا :في وف َّ
حالة الرضا المجرد عن مذاكرة الطالق وطلبه ال يحكم بوقوع
الطالق بأي لفظ كنائي إال بالنية ،وفي حالة الرضا ومذاكرة الطالق
وطلبه :يقع الطالق من غير توقف على نية في لفظ (اعتدي) وألفاظ
(بائن ،بتة ،خلية ،برية) وأما ألفاظ (اذهبي ،اخرجي ،قومي ،اغربي،
تقنعي) فتحتاج إلى نية .وأما في حالة الغضب فيقع الطالق بلفظ
(اعتدي) من غير نية ،وأما األلفاظ األخرى فتحتاج إلى نية.
ورأى المالكية والشافعية :أن الكناية ال يقع بها الطالق إال بالنية ،وال
عبرة بداللة الحال ،فال يلزمه الطالق إال إن نواه ،فإن قال :إنه لم ينو
الطالق ،قبل قوله في ذلك بيمينه ،فإن حلف أنه ما أراد باللفظ
الطالق ،لم يقع ،وإن امتنع عن اليمين حكم عليه بالطالق.
واشترط الشافعية= في نية الكناية اقترانها بكل اللفظ ،فلو قارنت أوله،
وغابت عنه قبل آخره ،لم يقع طالق.