Professional Documents
Culture Documents
تعريف الظهار:
الظهار مشتق من الظهر ،لقول القائل لزوجته :أنت علي كظهر أمي،فأخذ اسمه من لفظه ،وكنى
بالظهر عما يستهجن ذكره ،وأضيف إلى األم ألنها أم المحرمات.
فالظهار تشبيه الرجل زوجته بالتحريم بإحدى المحرمات المؤبدة بالنسب أو المصاهرة ،أو الرضاع.
حكمه :الظهار حرام بإجماع أهل العلم ،ويأثم فاعله –المظاهر -لقوله تعالى” :وإنهم ليقولون منكرًا
من القول وزورًا“.المجادلة
شروط الظهار:
.1أن يكون الزوج بالًغا عاقًال مسلًم ا،فال يصح ظهار الصبي ،وال المجنون.
.2أن تكون المظاهر منها زوجة حقيقة أو حكًم ا ،فال ظهار من أجنبية ،كما ال يصح الظهار من
المطلقة طالًقا بائًنا.
.3أن يكون المشبه به امرأة محرمة عليه حرمة مؤبدة أو جزء منها :وال فارق بين أن تكون هذه
الحرمة بسبب النسب ،أو الرضاع ،أو المصاهرة.
آثار الظهار:
إذا تحققت شروط الظهار صح وترتبت عليه اآلثار التالية:
.1وجوب الكفارة بعزم المظاهر على العود إلى وطء زوجته التي ظاهر منها ،فال
يحل للزوج أن يقرب زوجته إال بعد أن يكفر عن ظهاره ،وكفارة الظهار،
عتق رقبة ،فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ،فإن لم يستطع فإطعام
ستين مسكينًا.
.2حرمة االستمتاع بالزوجة حتى يكفر كفارة الظهار ،فإذا جامع الرجل زوجته
التي ظاهر منها قبل أن يكفر :فإنها تحرم عليه.
. 3إذا ظاهر الرجل من امرأته ،ولم يؤد الكفارة التي وجبت عليه ،ولم يمس زوجته
المظاهر منها ،حتى مضت أربعة أشهر :وقعت عليه طلقة بائنة عند اإلباضية..
كفارة الظهار:
دليله :قوله تعالى ” :الذين يظاهرون منكم من نسائهم ماهن أمهاتهم إن
أمهاتهم إال االئي ولدنهم ،وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا ،إن
هللا لعفو غفور ،الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا
فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به وهللا بما تعملون
خبير ،فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ،فمن لم
يستطع فإطعام ستين مسكينًا ،ذلك لتؤمنوا باهلل ورسوله وتلك حدود
هللا وللكافرين عذاب أليم“.المجادلة4-2/
وجوب الكفارة بسبب ماقاله ،وتشبيه ما أحل هللا تعالى له بأغلظ ماحرم عليه ،زجرًا له
وعقوبة.
وبهذه الكفارة حّد هللا تعالى من العبث بالعالقة الزوجية ،التي سما بها اإلسالم إلى أرفع
درجات المودة والرحمة ،يعمها الصفاء وتظللها السكينة ،ومنع ظلم المرأة ،التي أنيط
بها مسؤوليات عظيمة في بناء األسرة والمجتمع.
سبب نزول آيات الظهار:
عن السيدة عائشة رضي هللا عنها إنها قالت” :تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء ،إني
ألسمع كالم خويلة بنت ثعلبة ،ويخفى على بعض ،وهي تشتكي زوجها إلى رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم وهي تقول :يارسول هللا أكل مالي ،وأفنى شبابي ،ونثرت له
بطني ،حتى إذا كبرت سني ،وانقطع ولدي ظاهر مني ،اللهم إني أشكو إليك .فما
برحت حتى نزل جبريل بهذه اآلية” :قد سمع هللا قول التي تجادلك في زوجها“ قالت:
وزوجها أوس بن الصامت“.
وقد كان الظهار في الجاهلية تحريمًا للمرأة على الرجل ،وال كفارة له ،فمن رحمة
هللا تعالى بعباده أن شرع كفارته في اإلسالم ،زجرًا عن التلفظ به ،فإذا وقع وندم
الزوج عما بدر منه ،وحرص على استمرار الحياة الزوجية البد له من الكفارة قبل
المسيس.
الحمد هلل رب العالمين