You are on page 1of 26

‫خلع‬

‫فراق الزوجة لزوجها بعوض‬

‫الخلع (في الفقه اإلسالمي) هو فراق الزوجة لزوجها‬


‫بعوض يأخذه الزوج منها أو من غيرها بألفاظ‬
‫مخصوصة‪ ]1[،‬وال يمكن للزوج أن يعود إليها‪ ،‬فهو‬
‫نوع من ُف َر ق الزواج لما يقع من شقاق من جهة‬
‫الزوجة على أن تفتدي نفسها بمال تؤديه إلى زوجها‬
‫الذي كرهت البقاء معه وخشيت بسبب تلك الكراهية‬
‫أال تؤدي حقه الذي فرضه اهلل عليها‪ ،‬فيطلقها زوجها‬
‫بناء على طلبها بذلك العوض الذي تدفعه إليه‪ ]2[.‬وقد‬
‫الزوج‪]3[.‬‬ ‫سمي بذلك ألن المرأة تخلع نفسها من‬
‫أباح اهلل للمرأة المسلمة الخلع‪ ،‬بأن تعطي زوجها ما‬
‫أخذت منه أو أقل أو أكثر ليفارقها‪ ،‬وقد شرع اهلل‬
‫الخلع للمرأة في مقابلة الطالق للرجل‪ ،‬وجعله طريقًا‬
‫للخالص من الخالف‪ ]1[.‬والدليل على مشروعيته هو‬
‫قول اهلل في سورة البقرة في اآلية ‪﴿ :229‬فإن خفتم‬
‫ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به﴾‪،‬‬
‫فكما أعطت الشريعة اإلسالمية للرجل حق الطالق‬
‫ليستطيع أن يلجأ إليه كعالج أخير يتخلص به من‬
‫زواج رأى أنه لم يؤِّد الغرض المقصود منه‪ ،‬وفي‬
‫مقابل ذلك أعطت الشريعة اإلسالمية للمرأة حق‬
‫الخلع‪ ،‬لتتخلص من زواجها إذا رأت أنه لم يؤد‬
‫منه‪]4[.‬‬ ‫الغرض المقصود‬

‫يعتبر اإلسالم المودة والمحبة واالحترام بين‬


‫الزوجين األساس للحياة الزوجية السعيدة فهي تعين‬
‫أيضا على طاعة اهلل‪ ،‬لذا يعتبر أنه ليس من العدل أن‬
‫تشعر امرأة بالنفور من زوجها ألي سبب‪ ،‬ثم ُت رغم‬
‫على المعيشة معه‪ ،‬ألن حياة زوجية بهذا الشكل ال‬
‫خير فيها للزوجين أو للمجتمع‪ ]4[.‬وفي المقابل يعتبر‬
‫اإلسالم حكم الخلع هو نفس حكم الطالق‪ ،‬فهو ُم باح‬
‫ولكنه َم بغوض‪ ،‬وقد نهت عنه الشريعة اإلسالمية إذا‬
‫كان لغير سبب مشروع كرغبة الزوجة في فراق‬
‫زوجها لكي تتزُّو ج من آخر‪ ،‬ولذلك قال النبي محمد‪:‬‬
‫«أيما امرأة اختلعت من زوجها بغير نشوز‪ ،‬فعليها‬
‫لعنة اهلل والمالئكة والناس أجمعين‪ ،‬ال ُم ختلعات هَّن‬
‫المنافقات»‪ ]6[]5[،‬كما يحرم في اإلسالم أن يقوم‬
‫الرجل بالتضييق على زوجته متعمدا لكي تطلب‬
‫الخلع منه‪ ،‬وقد ورد النهي عن هذا الفعل في قول اهلل‬
‫في سورة النساء اآلية ‪َ﴿ :19‬ولَا َتْعُضـُلوُهَّن ِلَتْذَهُبـوْا‬
‫ِبَبْعـِض َمـا آَتْيُتُموُهَّن ﴾‪ ،‬والعضل هو الحبس والتضييق‬
‫والمنع والتشديد واإلضرار‪ ،‬وقد يكون ذلك لحمل‬
‫المرأة كرهًا على ترك صداقها أو بعضه لزوجها لقاء‬
‫لعشرتها‪]7[.‬‬ ‫طالقه لها مع أنه هو الكاره‬
‫وتشريع الُخ ْل ع إنما هو للتوقي من تعدي حدود اهلل‬
‫تعالى فيما يتعلق بحقوق كل من الزوجين تجاه‬
‫اآلخر‪ ،‬وأنه ُش ِر ع إلزالة الضرر الذي يلحق بالمرأة من‬
‫خالل المقام مع من تكرهه وتبغضه‪ ،‬وهكذا يراعي‬
‫اإلسالم جميع الحاالت الواقعية ويواجه الفطرة‬
‫مواجهة صريحة عملية ويراعي مشاعر القلوب‬
‫الجادة حيث ال مجال لقيام الزوجية مع النفور‬
‫بينهما‪]2[.‬‬ ‫المستحكم‬

‫المعنى اللغوي‬
‫الُخ لع (بضم الخاء) هو افتداء الزوجة نفسها بمال‬
‫تدفعه لزوجها مقابل فراقه لها‪ ،‬والُخ لع والَخ لع بمعنى‬
‫النزع واإلرسال واإلطالق من القيد‪ ،‬ومنه َخ َلع الثوب‬
‫أي نزعه‪ .‬ووجه الشبه أن كال من الزوجين كاللباس‬
‫لآلخر كما وصفهما القرآن في سورة البقرة اآليه‬
‫‪ُ﴿ :187‬هَّن ِلَباٌس َّل ُكْم َوَأ نُتْم ِلَباٌس َّل ُهَّن ﴾ فكان‬
‫التخلص من الزوج كنزع الثوب بالمعنى مجازًا ‪ .‬ثم‬
‫ُج ِع ل النزُع بالمعنى ُخ لعا بضم الخاء للداللة على‬
‫إنهاء الزوجية باالفتداء‪ ،‬بينما بقي النزع الحسي‬
‫بينهما‪]2[.‬‬ ‫للثوب ونحوه َخ لعا بفتح الخاء‪ ،‬للتفريق‬

‫وللفقهاء في اإلسالم تعريفاٌت متقاربة للُخ لع‪ ،‬فقد‬


‫عرفه الحنفية بأنه‪( :‬إزالة ملك النكاح المتوقفة على‬
‫قبولها بلفظ الُخ لع أو ما في معناه)‪ ،‬وعرفه الشافعية‬
‫بأنه‪ُ( :‬ف رقة بعوض مقصود راجع لجهة الزوج بلفظ‬
‫طالق أو ُخ لع)‪ ،‬وعرفه المالكية بأنه‪(:‬طالق بعوض)‪،‬‬
‫وعرفه الحنابلة بأنه‪ِ( :‬ف راق الزوج امرأته بعوض‬
‫بألفاظ مخصوصة)‪ .‬وبالرغم من وجود فروق طفيفة‬
‫بين تلك التعريفات تعكس اختالفات الفقهاء في‬
‫بعض مسائل الُخ لع‪ ،‬إال أنها في الجملة تدور حول‬
‫كون الُخ ْل ِع ُف رقًة بين الزوجين‪ ،‬ببدل من مال أو‬
‫منفعة‪ ،‬أو إزالة لملك النكاح بعوض من طرف الزوجة‬
‫لجهة الزوج‪ ،‬تفتدي الزوجة به نفسها من زوجها‪،‬‬
‫حقه‪]2[.‬‬ ‫لكرهها له وخشيتها أن ال توفيه‬

‫وهنالك عدة ألفاظ ذات صلة بالُخ لع وداله على معناه‪،‬‬


‫كالمفاداة والمبارأة والطالق على مال والفسخ‪ ،‬وألفاظ‬
‫الخلع منها الصريح الذي ال يتوقف على النية ومنها‬
‫ألفاظ الكناية التي تحتاج إلى نيٍة على اختالف في‬
‫ذلك بين الفقهاء‪ ،‬بل وِم ن العلماء َم ن لم يفرق بين‬
‫األلفاظ‪ ،‬وأن االعتبار عنَد هم بذل المرأة العوض‬
‫وطلبها الفرقة‪ ،‬فالعبرة في العقود بمقاصدها‬
‫ومعانيها ال بألفاظها ومبانيها‪ .‬لذا فالتفريق بين لفظ‬
‫ولفظ في الُخ ْل ع هو قول محَد ث لم يعرفه السلف من‬
‫الصحابة والتابعين‪ ،‬بل إن القرآن لم يستخدم كلمة‬
‫الُخ لع وال كلمة الفسخ‪ ،‬إنما استخدم كلمة الفداء‪،‬‬
‫يقول اهلل في سورة البقرة في اآلية ‪﴿ :229‬فإن‬
‫خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت‬
‫‪]2[.‬‬ ‫به﴾‬
‫أركان الخلع‬
‫حصر أتباع المذهب الحنفي أركان الخلع في‬
‫(اإليجاب والقبول)‪ ،‬وهي عند غيرهم من المذاهب‬
‫تشمل‪ :‬طرفي الُخ لع وهما الزوج والزوجة‪ ،‬وعوض‬
‫والصيغة‪]2[.‬‬ ‫الُخ لع ويسمى البدل‪،‬‬

‫يجب أن يكون الزوج ممن يملك إيقاع الطالق حتى‬


‫يجوز ُخ لعه‪ ،‬وأن يكون عاقًال مختارًا‪ ،‬ويشترط في‬
‫الزوجة فيها أن تملك حرية التصرف بالمال صحيحة‬
‫االلتزام غير مكرهة (أي لم يجبرها أحد على طلب‬
‫الخلع)‪ ،‬وأن تكون في عصمة زوجها حقيقة أو حكمًا‪،‬‬
‫وهي التي لم تفارق زوجها بطالق بائن‪ ،‬وال يشترط‬
‫جمهور العلماء ُط هر الزوجة من الحيض لوقوع الُخ لع‬
‫عليها‪]2[.‬‬

‫أما البدل‪ ،‬فهو ما يأخذه الزوج من زوجته لقاء خلعه‬


‫لها وقد يكون البدل أما ماًال أو منفعة‪ ،‬وكل ما يصلح‬
‫من مال أو منفعة كمهر (الصداق) عند الزواج يصلح‬
‫في الُخ لع‪ ،‬علمًا بأن اعتبار البدل ركنًا في الُخ لع ليس‬
‫محل اتفاق بل وليس البدل شرطًا لصحة الخلع عند‬
‫العلماء‪]2[.‬‬ ‫بعض‬

‫أما الصيغة فهي اإليجاب والقبول بين طرفي الُخ لع‪،‬‬


‫وهنالك ألفاظ عديدة تصلح للداللة على المطلوب‬
‫ويتحقق بها اإليجاب والقبول‪ .‬حيث يرى العلماء أنه‬
‫ال بد في الخلع من أن يكون بلفظ الخلع أو بلفظ‬
‫مشتق منه أو بلفظ يؤدي معناه مثل المبارأة‬
‫والمفاداة‪ .‬ورجح البعض عدم اشتراط لفظ معين وال‬
‫صيغة معينة لصحة إيقاع الُخ لع‪ .‬فكل ُف رقة بعوض‬
‫وتراض بين الزوجين وبطلب من الزوجة هي ُخ لع‬
‫بغض النظر عن الصيغة المستعملة لذلك‪ ،‬ألن العبرة‬
‫ومبانيها‪]2[.‬‬ ‫في العقود بمقاصدها ومعانيها ال بألفاظها‬

‫حكم الخلع ومشروعيته‬


‫الخلع جائز ال بأس به عند أكثر العلماء‪ ،‬لحاجة الناس‬
‫إليه بوقوع الشقاق والنزاع وعدم الوفاق بين‬
‫الزوجين‪ ،‬فقد تبغض المرأة زوجها وتكره العيش معه‬
‫ألسباب جسدية َخ ْل قية‪ ،‬أو خ ُل قية أو دينية‪ ،‬أو صحية‬
‫لكبر أو ضعف أو نحو ذلك‪ ،‬وتخشى أال تؤدي حق اهلل‬
‫في طاعته‪ ،‬فشرع لها اإلسالم (كما شرع الطالق‬
‫للرجل) طريقًا للخالص من الحياة الزوجية‪ ،‬لدفع‬
‫الحرج عنها ورفع الضرر عنها‪ ،‬ببذل شيء من المال‬
‫تفتدي به نفسها وتتخلص من الزواج‪ ،‬وتعوض الزوج‬
‫عن المال الذي دفعه في سبيل الزواج بها‪ ،‬وقد حصر‬
‫جمهور العلماء أخذ الفدية من مال الزوجة مقابل‬
‫الطالق في حال النشوز وفساد العشرة من قبل‬
‫الزوجة‪]8[.‬‬

‫وقد دل القرآن والسنة على مشروعيته‪ ،‬ففي القرآن‬


‫يقول اهلل في سورة البقرة في اآلية ‪﴿ :229‬فإن‬
‫خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت‬
‫به﴾‪ ،‬وأما الدليل في السنة النبوية فهو في حديث‬
‫ابن عباس الذي يقول‪« :‬أن امرأة ثابت بن قيس‬
‫جاءت إلى رسول اهلل ص ّلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫يا رسول اهلل‪ ،‬إني ما أعيب عليه في خ ُلق وال دين‪،‬‬
‫ولكني أكره الكفر في اإلسالم‪ ،‬فقال رسول اهلل ص ّلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ :‬أترّد ين عليه حديقته؟ قالت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فقال رسول اهلل ص ّلى اهلل عليه وسلم‪ :‬اقبل الحديقة‪،‬‬
‫وط ِّل قها تطليقة» فهي ال تريد مفارقته لسوء خلقه وال‬
‫لنقصان دينه‪ ،‬وإنما كرهت كفران العشير‪ ،‬والتقصير‬
‫فيما يجب له بسبب شدة البغض له‪ ،‬فطلب منها‬
‫النبي محمد أن ترد له بستانه الذي أعطاه لها كمهر‪،‬‬
‫فكانت هذه الواقعة هي أول حالة خلع في اإلسالم‬
‫المعاوضة‪]8[.‬‬ ‫وجاءت بمعنى‬

‫شدد النبي محمد على ضرورة أن يبذل كل من‬


‫الزوجين كل من يمكن للحفاظ على الرابطة الزوجية‬
‫ونهى المرأة عن سؤال الطالق من غير سبب‪ ،‬إذ‬
‫األصل استقرار الحياة الزوجية وليس انهيارها‪ ،‬يقول‬
‫النبي محمد‪( :‬ينصب الشيطان عرشه ثم يرسل‬
‫سراياه‪ ،‬فيكون أعظمهم فتنة أقربهم منه منزلة‪،‬‬
‫يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا‪ ،‬فيقول ما‬
‫صنعَت شيئًا‪ ،‬حتى يجيء من يقوُل ما تركُت ه حتى‬
‫فرقُت بينه وبين امرأته‪ ،‬فُي دنيه منه ويقول َن عم‬
‫أنت)‪ ]7[،‬وروى الترمذي أن النبي محمد قال‪( :‬أيما‬
‫امرأة سألت زوجها طالقًا من غير بأس فحرام عليها‬
‫الجنة)‪]7[.‬‬ ‫رائحة‬

‫الخلع في المذاهب الفقهية‬

‫في المذهب الحنبلي‬

‫ُي سن في المذهب الحنبلي قبول الخلع من المرأة إن‬


‫طلبته‪ ]9[.‬ودليلهم على ذلك قصة امرأة ثابت بن‬
‫قيس‪ .‬لكن يكره ذلك في حال عدم وجود سبب كاٍف ؛‬
‫وذلك لحديث النبي ﷺ‪( :‬أيما امرأة سألت زوجها‬
‫الطالق من غير بأس‪ ،‬فحرام عليها رائحة الجنة)‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للعوض فيكره للزوج أخذه إن كان سبب‬
‫الخلع هو نفور الزوج من زوجته‪ .‬بينما إن كان األمر‬
‫يرجع لنفور الزوجة نفسها‪ ،‬فيكره أن يأخذ الزوج‬
‫عوًض ا أكثر من مهر الزوجة‪ ،‬لكن يجوز أن يأخذ أكثر‬
‫من ذلك‪ ،‬لقوله تعالى‪(( :‬فال جناح عليهما فيما افتدت‬
‫به)) [البقرة‪ .]228 :‬بينما إن كان سبب طلب الزوجة‬
‫الخلع هو إكراه الزوج لها على ذلك ليسترد مهره بدل‬
‫الطالق فقد ذكر الحنابلة بأن الخلع هنا باطل ويرد‬
‫العوض‪ ]10[.‬وقد استدلوا على ذلك بقوله تعالى‪(( :‬وال‬
‫تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن)) [النساء‪:‬‬
‫‪.]19‬‬

‫في المذهب الشافعي‬


‫كره الشافعية الخلع مطلًق ا‪ ،‬واستثنوا من ذلك‬
‫حالتان‪]11[:‬‬

‫‪ -1‬أن يخاف أحدهما أال يؤدي الحق الذي افترضه‬


‫اهلل عليه‪ .‬كأن تأبى المرأة زوجها فال تستطيع القيام‬
‫بحقه عليها‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يحلق الرجل بالطالق الثالث على زوجته‬


‫لشيء ال بد من القيام به‪ ،‬كأن تأكل‪ ،‬أو تشرب‪ .‬فهنا‬
‫يمكن أن يخلعها‪ ،‬ثم تقوم هي باألمر المحلوف‪ ،‬ثم‬
‫يتزوجها مجدًد ا‪ .‬فيلغى اليمين بالفعل األول بعد‬
‫الخلع‪.‬‬

‫في المذهب المالكي‬

‫جعل المالكية الخلع جائًز ا (ليس سنًة وال مكروًه ا)‪.‬‬


‫لكن أن يكون برضى الزوجة‪ ،‬فإن كان بإكراٍه منها نفذ‬
‫الطالق‪]12[.‬‬
‫أحكام الخلع‬

‫وقته‬

‫للطالق أوقاٌت محددة‪ ،‬فال يطلق الرجل زوجته وقت‬


‫به‪]13[.‬‬ ‫الحيض‪ ،‬بينما في الخلع فال بأس‬

‫شروط الخلع‬
‫وهي‪]14[:‬‬ ‫للخلع شروط يجب توافرها‪،‬‬

‫أهلية الزوج التي يمكن من خاللها أن يقع الطالق‪:‬‬


‫أي يكون بال ًغ ا عاقاًل ‪.‬‬
‫أن يكون عقد الزواج على الزوجة عقًد ا صحيًح ا‪.‬‬
‫سواًء كانت مدخوٌل بها أو ال‪.‬‬
‫أن تكون الزوجة ممن يصح تصرفها بالمال‪ ،‬فتكون‬
‫بالغة وعاقلة وغير محجوٍر عليها وال أمًة (أي‬
‫تكون حرة) وال سفيهة وال مريضة‪ .‬فال يصح خلع‬
‫السفيهة مثاًل ‪.‬‬
‫أن يكون بدل الخلع له قيمة‪ ،‬بحيث يصلح أن‬
‫يكون مهًر ا‪ .‬فال يكون مثاًل خمًر ا أو لحم خنزير‪.‬‬
‫أال يقترن بما ال يجوز‪ ،‬كاشتراط تأخير ديٍن ‪ ،‬أو‬
‫تعجيله‪]12[.‬‬

‫أن يكون خلع المرأة برضاها ورضى زوجها‪ ،‬فإن‬


‫كانت مرغمة نفذ الطالق عند المالكية‪.‬‬

‫بدل الخلع‬

‫عند الحنابلة يكره للزوج أخذ عوض الخلع إن كان‬


‫سبب الخلع هو نفور الزوج من زوجته‪ .‬بينما إن كان‬
‫األمر يرجع لنفور الزوجة نفسها‪ ،‬فيكره أن يأخذ‬
‫الزوج عوًض ا أكثر من مهر الزوجة‪ ،‬لكن يجوز أن‬
‫يأخذ أكثر من ذلك‪ ،‬لقوله تعالى‪﴿ :‬فلا جناح عليهما‬
‫‪]15[.‬‬ ‫فيما افتدت به﴾‬
‫كما يجب أن يكون الخلع مما يمكن دفعه كمهر‪ .‬وقد‬
‫أجاز الفقهاء الخلع مقابل منافع وحقوق‪ ،‬كسكن داٍء‬
‫ما‪ ،‬أو زراعة أرٍض زمًنا محدًد ا‪ ،‬أو إرضاع ولدهما‪ ،‬أو‬
‫حتى اإلنفاق عليه‪ ،‬أو إسقاط نفقة العدة‪.‬‬

‫الخلع في مقابل بعض المنافع والحقوق‪:‬‬

‫يصح أن يكون بدل الخلع من النقود‪ ،‬أو من المنافع‬


‫المقومة بمال‪ ،‬كسكنى الدار وزراعة األرض زمنًا‬
‫معلومًا‪ ،‬وكإرضاع ولدها أو حضانته أو اإلنفاق عليه‪،‬‬
‫أو من الحقوق كإسقاط نفقة العدة‪ ]16[.‬وفي حال‬
‫كان الخلع مقابل سكنى العدة فال تخرج المرأة‪ ،‬ألن‬
‫سكنها في بيت زوجها في العدة واجب‪ ،‬ليس لها أن‬
‫تتركه‪ ،‬إنما يمكنها حينها دفع أجرة المنزل تلك‬
‫الفترة‪]17[.‬‬

‫آثار الخلع شرًع ا‬


‫يلي‪]22[]21[]20[]19[]18[:‬‬ ‫فيترتب على وقوع الخلع ما‬

‫طالٌق بائن‪ :‬فيقع بالخلع طالق بائن‪ .‬ولو لم يكن‬


‫طالًق ا بائًنا لكان للرجل حق الرجوع فيه‪ .‬كما أن‬
‫المقصد من الخلع هو إزالة الضرر عن المرأة‪ ،‬فلو‬
‫جاز للرجل إرجاعها لما تحققت إزالة الضرر‪.‬‬
‫ال ينقص بالخلع عدد الطالق‪ :‬فقد ذكر اهلل تعالى‬
‫في كتابه الطالق ثم ذكر الخلع‪ ،‬ثم ذكر الطالق‬
‫مرتان‪.‬‬
‫ال يعد قضاء القاضي شرًط ا لنفوذ الحكم‪.‬‬
‫في حال فسدت بعض شروط الخلع ال يبطل‬
‫الخلع‪ :‬فمثاًل لو كان شرط الخلع هو إبقاء الطفل‬
‫عند الرجل فترة الحضانة لنفذ الخلع وبطل‬
‫الشرط‪.‬‬
‫وجوب دفع بدل الخلع على الزوجة للزوج‪.‬‬
‫ديون الزواج‪ :‬عند الحنفية تسقط ديون الزوجين‬
‫تجاه بعضهما البعض بتنفيذ الخلع فيما يتعلق‬
‫بالزواج‪ ،‬كتتمة المهر والنفقة الماضية وما إلى‬
‫ذلك‪ ،‬وتبقى الديون العادية يتوجب دفعها‬
‫لصاحبها‪ .‬وكذلك نفقة العدة ال تسقط إال إن شرطا‬
‫ذلك‪ .‬بينما ذهبت بقية المذاهب إلى أنه ال تسقط‬
‫الديون الزوجية بالخلع‪ ،‬إال في حال نص شرط‬
‫الخلع على ذلك‪.‬‬
‫ال رجعة في الخلع‪ :‬ال رجعة في الخلع في فترة‬
‫العدة‪ .‬إنما يلزمه عقد جديد‪ .‬فلم تعد تحت‬
‫سلطانه بعدما افتدت نفسها منه‪.‬‬
‫النزاع هل حصل خلع أم ال‪ :‬في حال ادعت المرأة‬
‫أنه حصل خلع بينها وبين زوجها‪ ،‬بينما أنكر زوجها‬
‫ذلك‪ ،‬وليس ثمة من بينة على قول أيهما‪ ،‬فيصدق‬
‫الزوج‪ ،‬ألن األصل بقاء الزواج‪.‬‬
‫النزاع على المقدار‪ :‬في حال قال الزوج أنها طلقها‬
‫بعوٍض قدره كذا‪ ،‬بينما قالت هي بل طلقتني دون‬
‫مقابل‪ ،‬فُت صدق المرأة‪ ،‬وتبين منه‪ ،‬ولها النفقة‬
‫والكسوة والسكنى‪.‬‬

‫مراجع‬
‫‪" .1‬فصل‪ :‬أسباب الخلع‪|:‬نداء اإليمان" (‪https://web.a‬‬
‫‪rchive.org/web/20200129200642/http://‬‬
‫‪www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D‬‬
‫‪9%83%D8%AA%D8%A8/%D9%85%D9%8‬‬
‫‪8%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%2‬‬
‫‪0%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D‬‬
‫‪9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D‬‬
‫‪8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8‬‬
‫‪A/%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D‬‬
‫‪8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D‬‬
‫‪9%84%D8%B9:/i582&d920448&c&p1).‬‬
‫‪ .www.al-eman.com‬مؤرشف من األصل (‪htt‬‬
p://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%8
4%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D9%85%D
9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A
9%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%
D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D
8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8
A/%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D
8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AE%D
‫) في‬9%84%D8%B9:/i582&d920448&c&p1
.22-01-2022 ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.29-01-2020

https://web.archive.org/w( " ‫ "َم شروعيُة الُخ لِع‬.2


eb/20220120211247/https://aliftaa.jo/Re
. search.aspx?ResearchId=232). aliftaa.jo
http://aliftaa.jo/Research.( ‫مؤرشف من األصل‬
.20-01-2022 ‫) في‬aspx?ResearchId=232
.22-01-2022 ‫اطلع عليه بتاريخ‬

/ 6 ، ‫ عبدالرحمن بن قاسم‬، ‫ حاشية الروض المربع‬.3


. 459
‫ "جميلة‬.)May 2019 19( ‫ صحيفة‬,‫ االتحاد‬.4
http( "‫الخزرجية صاحبة أول «ُخ لع» في اإلسالم‬
s://web.archive.org/web/2021101209365
6/https://www.alittihad.ae//article/3042
9/2019/%D8%AC%D9%85%D9%8A%D9%
84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D
8%B2%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-
%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8%D8%
A9-%D8%A3%D9%88%D9%84-%C2%AB%
D8%AE%D9%8F%D9%84%D8%B9%C2%B
B-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D
8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%8
ar-AR). Archived from‫ صحيفة االتحاد (ب‬. )5
the original (https://www.alittihad.ae/artic
le/30429/2019/%D8%AC%D9%85%D9%8
A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D
8%AE%D8%B2%D8%B1%D8%AC%D9%8
A%D8%A9-%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D
8%A8%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D9%84-
%C2%AB%D8%AE%D9%8F%D9%84%D8%
B9%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%
D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A
7%D9%85) on 2021-10-12. Retrieved
.2022-01-22
‫ "هل هناك حديث في لعن الزوجة إذا طلبت الطالق‬.5
https://we( "‫ اإلسالم سؤال وجواب‬- ‫من زوجها؟‬
b.archive.org/web/20210601181720/http
s://islamqa.info/ar/answers/117185/%D
9%87%D9%84-%D9%87%D9%86%D8%A
7%D9%83-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D
8%AB-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%B
9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D
9%88%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D8%B
0%D8%A7-%D8%B7%D9%84%D8%A8%D
8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8
4%D8%A7%D9%82-%D9%85%D9%86-%D
8%B2%D9%88%D8%AC%D9%87%D8%A
https://i( ‫ مؤرشف من األصل‬. 7). islamqa.info
slamqa.info/ar/answers/117185/%D9%8
7%D9%84-%D9%87%D9%86%D8%A7%D
9%83-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB
-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%B9%D
9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8
8%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D8%B0%D
8%A7-%D8%B7%D9%84%D8%A8%D8%AA
-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D8%
A7%D9%82-%D9%85%D9%86-%D8%B2%D
‫) في‬9%88%D8%AC%D9%87%D8%A7
.22-01-2022 ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.01-06-2021

.)2226(، ‫ صححه األلباني في صحيح أبي داود‬.6

https://web.archive.org/w( " ‫ "َم شروعيُة الُخ لِع‬.7


eb/20211230051901/https://www.aliftaa.
jo/Research.aspx?ResearchId=232).
http://aliftaa.jo/( ‫ مؤرشف من األصل‬.aliftaa.jo
‫) في‬Research.aspx?ResearchId=232
.22-01-2022 ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.30-12-2021
‫‪" .8‬ص‪ - 7009‬كتاب الفقه اإلسالمي وأدلته للزحيلي ‪-‬‬
‫مشروعيته ‪ -‬المكتبة الشاملة" (‪https://web.archi‬‬
‫‪ve.org/web/20220122092234/https://al-‬‬
‫‪ . )maktaba.org/book/33954/6994‬المكتبة‬
‫الشاملة‪ .‬مؤرشف من األصل (‪https://shamela.w‬‬
‫‪ )s/book/33954/6994#p1‬في ‪.22-01-2022‬‬
‫اطلع عليه بتاريخ ‪.22-01-2022‬‬

‫‪ .9‬كشاف القناع‪.5 /237 :‬‬

‫‪ .10‬كشاف القناع‪.5 /238 :‬‬

‫‪ .11‬مغني المحتاج‪.3 /262 :‬‬

‫‪ .12‬القوانين الفقهية‪ ،‬ص‪.232 .‬‬

‫‪ .13‬الدر المختار ورد المحتار‪.2 /768 :‬‬

‫‪ .14‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬الزحيلي‪.9/7022 ،‬‬

‫‪ .15‬البقرة‪228 :‬‬

‫‪ .16‬الفقه اإلسالمي وأدلته‪ ،‬الزحيلي‪ ،‬ص‪.9/7029 .‬‬

‫‪ .17‬البدائع‪.3 /152 :‬‬

‫‪ .18‬البدائع‪.151 – 144 /3 ،‬‬


‫‪ .19‬فتح القدير‪.3 /215 ،‬‬

‫‪ .20‬الدر المختار‪.2 /778 ،‬‬

‫‪ .21‬بداية المجتهد‪.2 /69 ،‬‬

‫‪ .22‬مغني المحتاج‪.3 /268 ،‬‬

‫بوابة القانون‬
‫بوابة اإلسالم‬

‫مجلوبة من «?‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php‬‬
‫‪&oldid=65114302‬خلع=‪»title‬‬

‫آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم ‪ 29‬أكتوبر ‪ ،2023‬الساعة‬


‫‪• .07:08‬‬
‫المحتوى متاح وفق ‪ CC BY-SA 4.0‬ما لم يرد خالف ذلك‪.‬‬

You might also like