You are on page 1of 3

‫ً‬ ‫ً‬

‫لغة ُي ّ‬
‫عرف الطالق لغة بما يأتي‬ ‫تعريف الطالق تعريف الطالق‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التحرر من الشيء والتحلل منه‪ :‬وجمعه‪ :‬أطالق‪ ،‬والفعل منه‪ :‬طلق‪ ،‬فيقال‪ :‬طلق املسجون؛ أي تحرر من القيد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫‪.‬وطلقت املرأة من زوجها؛ أي تحللت منه‪ ،‬وخرجت عن عصمته‬
‫ً‬
‫‪.‬االنشراح والبسط والعطاء‪ :‬وذلك حين ُي قال‪ :‬طلق يده بالخير؛ أي بسطها وبذلها للعطاء‪ ،‬وطلقه ماال؛ أي أعطاه إياه‬

‫بلفظ مخصوص‪ ،‬أو ّ‬ ‫ً ّ‬ ‫ً‬


‫اصطالحا ُي ّ‬
‫لفظ يدل عليه‪،‬‬‫بكل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عرف الطالق اصطالحا بأنه‪ :‬إزالة عقد النكاح ٍ‬ ‫تعريف الطالق‬
‫ً‬
‫والنكاح الذي ُيعتبر به الطالق هو النكاح الذي وقع صحيحا ّ‬
‫بكل شروطه وأركانه‪ ،‬واألصل فيه أن يكون بيد الزوج‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويصح أن ُينيب ويوكل غيره بالطالق‪،‬‬ ‫وحده‪ ،‬ولذلك جاء في بعض تعاريف الطالق أنه قطع النكاح بإرادة الزوج‪،‬‬
‫إنابة‪ ،‬وذلك للقاضي وحده‪]٢[.‬‬ ‫ّ‬
‫ويصح دون ٍ‬
‫بناء على طلب الزوجة أو ّ‬ ‫ً‬
‫أيضا ً‬ ‫وتحصل ُ‬
‫وليها إن لم تستطع االستمرار في عالقتها مع زوجها‬ ‫الفرقة بين الزوجين بالخلع‬
‫شروط‬ ‫بناء على ّ‬
‫عدة‬ ‫واملقررة‪ ]٣[،‬كما قد يقع التفريق بين الزوجين من ِقبل القاضي ً‬
‫ّ‬ ‫بالنظر إلى الضوابط ّ‬
‫املحددة‬
‫ٍ‬
‫واعتبارات‪ ،‬ويترتب عليها حقوق للطرفين‪]٤[.‬‬
‫ٍ‬

‫تعريف الطالق لغة؛ هو التحرر واإلطالق‪ ،‬وتطلقت املرأة أي تحللت من زوجها وخرجت من عصمته‪ ،‬والطالق‬
‫ً‬
‫‪.‬اصطالحا؛ هوإزالة عقد النكاح بلفظ مخصوص‪ ،‬أو بكل لفظ يدل على الطالق‪ ،‬واألصل أن يكون بيد الزوج وحده‬

‫أنواع الطالق باعتبار حكمه‬


‫بطلقة‬
‫ٍ‬ ‫السني هو الطالق الذي يقع وفق الضوابط والشروط التي وضعها اإلسالم‪ ،‬وهذه الشروط هي‪ :‬أن يقع‬ ‫ّ‬ ‫الطالق‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫هر لم يجامع الرجل فيه زوجته‪ ،‬وتكمن الحكمة من هذه الشروط بإعطاء الزوج فرصة ملراجعة‬ ‫واحدة‪ ،‬وفي ط ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وأم ا الحكمة من عدم طالقها حين الحيض؛ لئال تطول مدة العدة عليها‪ ،‬إذ إنّ‬ ‫مرة يعقبها رجعة‪ّ ]٥[.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫زوجته؛ فيطلقها‬
‫َأ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫مدة الحيض ال تحسب من العدة‪ ،‬فيكون الطالق إضرارا بالزوجة‪ ،‬والدليل على طالق السنة قول هللا ‪-‬تعالى‪(َ :-‬يا ُّي َها‬
‫النب ُّي َذا َط َّل ْق ُت ُم الن َس َاء َف َط ِّل ُق ُ‬
‫وه َّن ِل ِع َّد ِت ِه َّن)‪ ]٦[،‬كما ُح ّرم طالق الرجل لزوجته في الطهر الذي جامعها فيه؛ إذ ّإنها ال‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬ ‫ِ ِإ‬
‫ّ‬ ‫حامال أم ال‪ ،‬وبالتالي ّ‬ ‫ً‬
‫ستعتد باألقراء أم بوضع الحمل‪]٥[.‬‬ ‫فإنها ال تعلم إن كانت‬ ‫تعلم إن كانت‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الطالق البدعي هو الطالق امل خالف للضوابط والشروط التي وضعها الشارع للطالق‪ ،‬كأن يطلق الرجل زوجته ثالثا‬
‫ّ‬
‫واحد‪ ،‬أو كأن ُيطل قها حال الحيض أو النفاس‪ ،‬أو في طهر جامعها فيه‪ ،‬وقد‬ ‫ٍ‬ ‫مجلس‬
‫ٍ‬ ‫واحد‪ ،‬أو ُمتفرقات ولكن في‬ ‫ٍ‬ ‫بلفظ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫أجمع العلماء على تحريم هذا النوع من الطالق‪ ،‬وأن صاحبه آثم‪ ،‬وقد اختلف الفقهاء في وقوعه‪ ،‬وذهبوا في ذلك إلى‬
‫قولين‪]٥[:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القول األول‪ :‬ذهب الجمهور من العلماء إلى وقوع الطالق البدعي‪ ،‬واستدلوا بعموم اآليات التي تتحدث عن الطالق‪،‬‬
‫ً‬ ‫وقالوا ّ‬
‫بأن العموم يشمل الطالق البدعي‪ ،‬واستدلوا أيضا بأمر النبي ‪-‬عليه السالم‪ -‬البن عمر أن يراجع زوجته التي‬
‫ّ‬
‫‪.‬طلقها وهي حائض‬
‫كل من عبد هللا بن عمر وسعيد بن املسيب وطاووس وابن تيمية وابن القيم والظاهرية إلى عدم‬ ‫القول الثاني‪ :‬ذهب ٌّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وقوع الطالق البدعي‪ ،‬واستدل وا بأن عموم اآليات التي تتحدث عن الطالق ال يشملها الطالق البدعي؛ ألنه ليس من‬
‫‪.‬الطالق الذي أذن هللا به بل أمر بخالفه‬
‫‪.‬يقسم الطالق من حيث موافقته للضوابط التي وضعها اإلسالم الطالق السني والطالق البدعي‬
‫أنواع الطالق باعتبار إمكانية الرجوع الطالق الرجعي‬
‫هو الطالق الذي يجوز معه الزوج أن ُي رجع زوجته إلى عصمته خالل فترة العدة بعد الطلقة األولى والثانية دون ٍ‬
‫عقد‬
‫جديد‪]٧[.‬‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫الطالق البائن هو الطالق الذي يرفع قيد النكاح على الفور‪ ،‬وتترتب عليه آثار الطالق في الحال‪ ،‬ويقسم إلى‪]٨[:‬‬
‫طالق بائن بينونة صغرى‪ :‬وهو الطالق الذي يقع بعد انتهاء عدة الطلقة األولى أو الطلقة الثانية‪ ،‬ويكون الرجوع بعد‬
‫جديد‬
‫ٍ‬ ‫بعقد‬
‫‪.‬الطالق البائن بينونة صغرى ٍ‬
‫اّل‬
‫يحل للزوج ُمراجعة زوجته إ بعد ُمضي‬ ‫طالق بائن بينونة كبرى‪ :‬وهو الطالق الذي يقع بعد الطلقة الثالثة‪ ،‬وال ّ‬
‫عدتها‪ ،‬فإذا حصل ذلك جاز للزوج األول‬ ‫العدة‪ ،‬وزواجها برجل غيره وانفصالها عنه بموت أو طالق‪ُ ،‬ثم انقضاء ّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫جديد‬
‫ٍ‬ ‫بعقد‬
‫‪،‬الرجوع إليها ٍ‬
‫اج َعا ن َظناَّ‬ ‫اح َع َل ْيه َما َأ ن َي َت َر َ‬ ‫لقول هللا تعالى‪(َ :‬ف ن َط َّل َق َها َفاَل َتح ُّل َل ُه من َب ْع ُد َح َّت ٰى َتنك َح َز ْو ًجا َغ ْي َر ُه َف ن َط َّل َق َها َفاَل ُج َن َ‬
‫ِإ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َأ ُ َ ُ ُ َ َّ َ ْ َ ُ ُ ُ َّ ُ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫ن ي ِقيما حدود الل ِـه و ِتلك حدود الل ِـه يب ِّينها ِلقو ٍم يعلمون)‪ ]٩[.‬يحرص اإلسالم على حفظ العالقة الزوجية‬
‫ويردها إلى عصمته في بعض الحاالت‪ ،‬فقد يكون‬ ‫واستمرارها‪ ،‬وفي حال الطالق فقد أذن هللا للرجل بأن ُيراجع امرأته ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪.‬الطالق رجعيا‪ ،‬أو بائنا‬
‫أنواع الطالق باعتبار الصيغة‬
‫الطالق الصريح‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫سواء باللغة أم بالعرف‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وعرفه بعض العلماء بأنه ما‬ ‫هو الطالق الذي يقع باللفظ الذي وضع للداللة عليه غالبا‪،‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬
‫ثبت حكمه الشرعي دون النظر إلى نية الزوج‪ ،‬وذهب الفقهاء إلى أن األلفاظ الصريحة في الطالق من مادة طلق وما‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫اشتق منها لغة وعرفا‪ ] ١٠[.‬مثل أن يقول الرجل لزوجته‪ :‬طلقتك‪ ،‬وأنت طالق‪ ،‬وغيرها من األلفاظ‪ ،‬وذهب الشافعية‬
‫اشتق‬ ‫في املشهور عنهم إلى ّأن األلفاظ الصريحة في الطالق ثالثة‪ ،‬وهي‪ :‬الطالق‪ ،‬والفراق‪ ،‬والسراح‪ ،‬باإلضافة إلى ما ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫منها لغة وعرفا‪]١٠[.‬‬
‫الطالق الكنائي‬
‫اّل‬ ‫ّ‬
‫بلفظ يدل على الطالق ويستعمل له ولغيره إن كانت ّنية املطلق الطالق‪ ،‬فال يقع الطالق به إ‬ ‫هو الطالق الذي يقع ٍ‬
‫بسؤال قائله عن نيته‪ ،‬كأن يقول الرجل لزوجته‪" :‬اذهبي إلى بيت أهلك"‪ ،‬فحينها ُيسأل إن قصد الطالق أم ال‪ ،‬وذهب‬
‫املالكية والقاضي من الحنابلة إلى إلحاق الكنايات الواضحة بالطالق الصريح؛ مثل‪ :‬الفراق؛ لكثرة استعمالها به‪]١٠[.‬‬
‫‪.‬يقسم الطالق باعتبار ألفاظه إلى الطالق الصريح‪ ،‬والطالق الكنائي‬
‫ُحكم الطالق‬
‫ُ‬ ‫األدلة على مشروعية الطالق ثبتت مشروعية الطالق بالكتاب ُ‬
‫والسنة وإجماع املسلمين‪ ،‬كما يأتي‪]١١[:‬‬
‫َ َأ ُّ َ َّ َ‬ ‫َّاَل ُ َ َّ َ َ ْ َ ٌ َ ْ ُ َأ َ‬
‫الن ِب ُّي ِإ ذا‬ ‫وف ْو ت ْس ِر ٌيح بِِإ ْح َس ٍان)‪ ]١٢[،‬وقوله تعالى‪( :‬يا يها‬ ‫دليله من الكتاب قول هللا‪( :‬الط ق مرت ِان فِإ مساك ِبمعر ٍ‬
‫وه َّن ِل ِع َّد ِت ِه َّن)‪]٦[.‬‬‫َط َّل ْق ُت ُم الن َس َاء َف َط ِّل ُق ُ‬
‫ِّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ َََ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ َ َّ َ ْ َ َأ َ‬
‫سول الل ِه‬ ‫الدليل من السنة ما رواه اإلمام البخاري عن عبد هللا بن عمر‪( :‬أنه طلق امر ته وهي حاِئ ض‪ ،‬فذكر عمر ِلر ِ‬
‫حتى َت ْط ُه َر‪ُ ،‬ث َّم تح َ‬
‫َ‬ ‫قال‪ :‬ل ُي َراج ْع َها‪ُ ،‬ث َّم ُي ْمس ْك َها َّ‬ ‫وسل َم ُث َّم َ‬ ‫َّ‬ ‫ص َّلى ُ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ص َّلى ُ‬
‫يض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هللا عليه‬ ‫الله َ‬
‫سول ِ‬ ‫هللا عليه وسل َم‪ ،‬ف َتغ َّيظ فيه ر‬ ‫َ‬
‫َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ ِّ َ َ ْ َ ِّ‬ ‫َف َت ْط ُه َر‪ْ ،‬‬
‫وجل)‪]١٣[.‬‬ ‫عز َّ‬ ‫الل ُه َّ‬ ‫فإن َب َدا له ْأن ُيطلق َها فل ُيطل ْق َها ط ِاهرا ق ْب َل ْأن َي َم َّس َها‪ ،‬ف ِتل َك ال ِع َّدة كما أمر‬
‫دليل اإلجماع؛ أجمع علماء املسلمين على مشروعية الطالق؛ بسبب املآالت التي قد تؤول إليها الحياة الزوجية من‬
‫ً‬
‫كبيرة‪ ،‬فكان ال بدّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫وتعذر إزالتها بوسائل اإلصالح الشرعية‪ُ ،‬‬ ‫مشكالت ُ‬
‫فيكون بقاؤها مفسدة‬ ‫يصعب معها االستمرار‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حل يزيل وينهي هذه العالقة‬‫‪.‬من ٍّ‬

You might also like