Professional Documents
Culture Documents
ّ المحاضرات
.1لغة:
اخلِطبة بكسر اخلاء املعجمة (اخلاء) ،وليس بضمها (اخلُطبة) اليت هي كلمة يُلقيها اخلاطب أمام
اجلمهور .واخلِطبة ُمشتقة من اخلَطْب وهو مصدر مبعىن :الشأن؛ ألن اخلطبة شأ ٌن من الشؤون ،وقيل:
صت اخلطبةُمشتقة من احلاجة؛ ألن اخلاطب يطلب حاجة وينشدها وهو الزواج ابمرأة معينة ،مث ُخ ّ
ابلتماس النكاح ألنه نوعٌ من احلاجات .وقيلُ :مشتقة من اخلِطاب؛ ألهنا نوعُ ُُماطبة جيري بني جانب
الرجل وجانب املرأة.
كل؛ فإن اخلِطبة يف اللغة معناها :التماس النكاح ،وهي ما يفعله اخلاطب من الطلب
وعلى ّ
واالستلطاف ابلقول والفعل.
.2اصطالحا:
جرى العرف يف اجلزائر أبن اللقاء األول للخطبة هو للتعارف بني الطرفني وأسرتيهما ،وحصول الرؤية
الشرعية اليت حيصل هبا القبول املبدئي ،واليت ختتم بقراءة الفاحتة (السورة القرآنية املعروفة) ،طلبا للربكة
واليُمن ،والقرآن الكرمي كله بركة ،وال دليل شرعي على مشروعية قراءهتا سواء عند اخلطبة أو عند إبرام
العقد الشرعي.
وقد ّفرق املشرع اجلزائري بني اخلطبة كوعد ابلزواج (املادة ،)5واخلطبة كعقد زواج (املادة )6؛ فقد
نصت هذه املادة على أن اقرتان الفاحتة (السورة القرآنية) ابخلطبة (الوعد ابلزواج) ال يُع ّد زواجا؛ حىت
تقرتانن مبجلس العقد (اجمللس الذي تكتمل أركانه وشروطه املنصوص عليها إمجاال يف املادتني 9 :و 9
كرر).
ُم ّ
وأركان الزواج وشروطه سندرسها الحقا؛ وهي اختصارا :رضا الزوجني ،وهو الركن الوحيد لعقد الزواج
(املادة ،)9وشروطه مخسة هي :أهلية الزواج ،الصداق ،الويل ،الشاهدان ،انعدام املوانع الشرعية للزواج.
خالصة:
الخطبة وعد بالزواج؛ إذا عبّر الخاطب عن رغبته في الزواج بامرأة معينة دون االجتماع الحقيقي
(الوجاهي أو الحضوري) أو الحكمي (عن بعد عبر وسائل االتصال االلكترونية) لمجلس العقد.
الخطبة عقد زواج إذا قترن ك ٌّل من الوعد بها وقراءة الفاتحة التي جرى بها العرف المجتمعي
الجزائري ،بمجلس التعاقد.
نعين ابلطبيعة القانونية للخطبة :التوصيف أو التكييف القانوين للخطبة يف قانون األسرة اجلزائري ،أو
من وجهة نظر املشرع اجلزائري ووفق رؤيته يف يف قانون األسرة .ومن املعلوم أن التكييف ثالثة أنواع:
تكييف قانوين يضطلع به املشرع القانوين ،تكييف فقهي يضطلع فقهاء القانون ،تكييف قضائي يضطلع
به القضاء (القرارات واالجتهادات القضائية).
ومستند ذلك طبقا لصريح نص املادة 5؛ فاخلطبة وعد ابلزواج ،وهو وعد غري ملزم ابتفاق املذاهب
ُ
الفقهية؛ ألنه على فرض إلزام اخلاطبان ابخلطبة مبجرد التّلفظ ابلوعد؛ فإن اخلطبة تصبح ملزمة هلما،
كن يف الرضا ،وهو ركنه
وهذا يتناىف مع مبدأ الرضائية يف عقد الزواج ،وقد أشران إىل أن الرضا هو ر ٌ
عرف قانون األسرة عقد الزواج انطالقا من هذا الركن واستنادا عليه؛ فطبقا للمادة :4
الوحيد ،ولذلك ّ
"الزواج هو عقد رضائي".
واإلشكال الذي يُثار أن األصل يف الوعد ابلتعاقد املنصوص عليه يف املادتني 71و 72من القانون
املدين ملزم؛ إذا عُيّنت مجيع املسائل اجلوهرية للعقد املراد إبرامه ،واملدة اليت جيب إبرامه فيها ،وإذا اشرتط
القانون الستيفاء العقد شكال معينا (املادة .)71
والقول بعدم إلزام الوعد ابلتعاقد ابلزواج يف قانون األسرة فيه نوعٌ من التناقض يف مصطلح واحد،
وهذا الذي دفع بعض الباحثني إىل اقرتاح تعويض مصطلح الوعد ابلتمهيد ،خاصة وأن بعض الفقهاء
املسلمني املتقدمني اصطلحوا على اخلطبة مبقدمات الزواج أي املقدمات التمهيدية له كابن رشد اجل ّد
املالكي.
ط ذلك نصت عليه املادة 6املع ّدلة من قانون األسرة" :إن اقرتان الفاحتة ابخلطبة ال يُع ّد زواجا.
وش ْر ُ
َ
غري أن اقرتان الفاحتة ابخلطبة مبجلس العقد يُعترب زواجا مىت توافر ركن الرضا وشروط الزواج املنصوص
عليها يف املادة 9مكرر من هذا القانون".
استنادا إىل نص املادة 6أعاله؛ ال تعترب اخلطبة عقدا ملزما بذاهتا وإن اقرتنت ابلفاحتة (السورة
القرآنية) ،حىت يقرتن ذلك كله مبجلس التعاقد بركنه وشروطه ،وهكذا فإن الفاحتة صارت عرفا سائدا يف
العقد الشرعي؛ ألهن ا تطلق يف املوروث الشعيب للمجتمع اجلزائري على جملس عقد الزواج ،وهذا فيه دليل
على أن املشرع اجلزائري يعترب العرف مصدرا من مصادر قانون األسرة ،فضال على أن املادة األوىل من
القانون املدين تعترب العرف مصدرا رمسيا احتياطيا بعد مبادئ الشريعة اإلسالمية.
فرق بني الفاحتة (السورة القرآنية) والفاحتة اليت أصبحت يف عرف اجلزائريني تطلق وهكذا جيب أن نُ ّ
ويُراد هبا العقد الشرعي؛ فالزواج ال ينعقد مبجرد قراءة سورة الفاحتة أو شيء من القرآن.
سجل ،لكن ملا كان تسجيل الزواج وسيلة إلثباتمث إن العقد الشرعي يُعترب عقدا صحيحا وإن مل يُ ّ
يتم الواجب إال به
احلقوق الزوجية ،وإثبات النسب؛ ابت تسجيله واجبا؛ عمال ابلقاعدة الشرعية ما ال ّ
فهو واجب ،والواجب الشرعي وحىت القانوين يدعوان إىل ذلك.
ونشري إىل أنه عمال بنص املادة 6ال يُشرتط أن تُفرد اخلطبة مبجلس ،ويُفرد إبرام عقد الزواج (العقد
ستقل ،بل ُُيكن أن يقرتانن ،ويُتربّك بقراءة الفاحتة طلبا للتيسري والتسهيل ،مع التأكيد ٍ
مبجلس ُم ٍ الشرعي)
عرف جار وعادةٌ سائدة ،مل يصح فيها شيء من آ ِي القرآن الكرمي وسنة النيب صلى هللا
على أن قراءهتا ٌ
عليه سلم.
خالصة:
للخطبة وضعان قانونيان :الوضع القانوني األول :هي وع ٌد بالتعاقد غير ُملزم طبقا لنص المادة 5؛ ألن
مقدمة للزواج وتمهيد له ،والوضع القانوني الثاني :هي عقد ملزم بالشروط المنصوص عليها في المادة .6
العدول هو فسخ اخلطبة واإلعراض عن إمتامها وإلغاء الوعد ابلزواج ،وهو حق مشروع لكل من
اخلاطبني؛ كما نصت الفقرة الثانية من املادة " :5جيوز للطرفني العدول عن اخلطبة".
oر ّد اهلدااي:
طباق للمادة /5فقرة 4و ،5يلتزم برد اهلدااي الطرف العادل؛ فإن كان العدول من اخلاطب ال
يرد هلا اهلدااي ما مل يستهلك مما أهدته له أو قيمتها إذا
يسرتد من املخطوبة شيئا مما أهداها ،وعليه أن ّ
ّ
ترد للخاطب ما مل يُستهلك من هدااي أو قيمته إذااستهلكه .وإن كان العدول من املخطوبة؛ فعليها أن ّ
استهلكته .وهبذا يكون املشرع اجلزائري قد اختار العمل ابملذهب املالكي خالفا لبقية املذاهب الفقهية،
وهو ما ّقرره القضاء اجلزائري.
برده إن كان الفسخ منها أو حتتفظ به إن كان الفسخ من أما ابلنسبة إىل املهر ،فهل تلتزم املرأة ّ
خاطبها ؟ ،مسألة مل ينص عليها قانون األسرة ومل يُنظمها ،لكن يف املقابل جند أن املشرع املغريب نص
عليها صراحة يف املادة 9املع ّدلة" :إذا ق ّدم اخلاطب الصداق أو جزء منه ،وحدث عدول عن اخلطبة أو
مات أحد الطرف ني أثناءها ،فللخاطب أو لورثته اسرتداد ما سلم بعينه إن كان قائما ،وإال فمثله أو قيمته
يوم تسلمه.
إذا مل ترغب املخطوبة يف أداء املبلغ الذي حول إىل جهاز ،حتمل املتسبب يف العدول ما قد ينتج عن
املؤدى فيه".
ذلك من خسارة بني قيمة اجلهاز واملبلغ ّ
استنادا إىل نص املادة 9؛ يسرتد اخلاطب أو ورثته املهر بصرف النظر عن الطرف العادل ،وهذا
املوقف من املشرع املغريب خروجا منه عن القاعدة يف رد اهلدااي اليت تلزم هبا من صدر عنه العدول؛ ولعل
سبب ذلك أن املهر ركن من أركان عقد الزواج على رأي ٍ
جانب من الفقه اإلسالمي ،أو هو شرط من
شروطه على رأي جانب آخر منه وهو اجتاه املشرع اجلزائري يف املادة 9مكرر ،واملهر ليس هدية حىت
خيضع للقاعدة املذكورة.
oااللتزام ابلتعويض:
املتضرر ،والتعويض
طبقا لنص املادة /5فقرة 3يلتزم ابلتعويض من عدل عن اخلطبة ملصلحة الطرف ّ
جملرد العدول بل إذا ترتّب عن العدول ضرر مادي أو معنوي ،مهما كان السبب املوجب للتعويض،
ليس ّ
فأساس التعويض السلوك اخلاطئ والتقصري املرتكب بسبب العدول عن اخلطبة الذي يرتتب عه ضرر
استقر عليه القضاء.
ابلطرف اآلخر املعدول عنه ،وهو ما ّ
إذن التعويض عن الضرر على أساس املسؤولية التقصريية ال املسؤولية التعاقدية (العقدية)؛ ألن
اخلطبة ،ليست عقدا بل وعد ابلتعاقد وهو غري ملزم كما تق ّدم ،وقد نصت املادة على أساس املسؤولية
التقصريية ال املسؤولية التعاقدية (العقدية) طبقا لنص املادة 124املع ّدلة ابلقانون رقم 01 – 05
املتمم للقانون املدين" :كل فعل أاي كان يرتكبه الشخص خبطئه ،ويُسبب ضررا للغري يلزم من املع ّدل و ّ
كان سببا يف حدوثه ابلتعويض"؛ ألن اخلطبة ،ليست عقدا بل وعد ابلتعاقد وهو غري ملزم كما تق ّدم.
وعمال بنص املادة 128مكرر من القانون املدين املضافة.
وعمال بنص املادة 128مكرر من القانون املدين املضافة ابلقانون رقم 01 – 05؛ فإن التعويض
يشمل الضرر املعنوي أيضا؛ وقد جاء النص على ذلك" :يشمل التعويض عن الضرر املعنوي كل مساس
ابحلرية أو الشرف أو السمعة".
الضرر املادي مثل :اهلدااي واألشياء (اليت قد تكون ابهضة الثمن) ،واليت قد يعجز عن تعويضها
تتكرر خاصة
الطرف العادل عن اخلطبة ،والضرر املعنوي مثل تفويت فرصة الزواج عن املرأة اليت قد ال ّ
مع طول فرتة اخلطبة مع ما يثريه ذلك من تشهري ابلسمعة وجتريح لألعراض.
وقد بىن الفقه اإلسالمي التعويض مطلقا على حديث النيب صلى هللا عليه وسلم" :ال ضرر وال
ضرار"؛ أي ال جيوز القيام أبي تصرف يُلحق ضررا ابلغري سواء انتفع مرتكب الضرر من ذلك أم مل
ينتفع ،وسواء ارتكب الضرر ابتداء أو جمازاة للطرف اآلخر ،ويندرج يف ذلك التعسف يف استعمال احلق،
مكرر املضافة ابلقانون رقم .10 – 05
وهو عينه ما نصت عليه املادة ّ 125
وقد استنبط الفقهاء املسلمون من هذا احلديث عددا من القواعد الفقهية على غرار :قاعدة" :الضرر
يُزال" ،أو "الضرر ُمزال" ،والفرق بينهما :أن الضرر احلاصل والواقع فعال يُزال أثره إذا وقع فعال ،والضرر
احملتمل واملتوقع ُمستقبال ُمزال ابتداء احتياطا لوقوعه ،وهذه رؤية استشرافية يتميّز هبا الفقه اإلسالمي،
وقد تبنّتها النظم القانونية الوضعية.
ومستندهم الشرعي يف تسويغ هذه القواعد الفقهية وشبهها؛ حديث النيب صلى هللا عليه وسلم « :اال
ض ارار»؛ أي ال ضرر ابتداءً؛ فال جيوز شرعا القيام أبي تصرف متعمدا قصد إحلاق اخلطر ضر واال ِ
اا ا
والضرر ابلغري ،وال جيوز مقابلة ملن أحلق بك ضررا انتقاما؛ إال ما كان مقاضاة (عن طريق القضاء)،
يستوي يف عدم جواز إحلاق الضرر ابلغري أن ينتفع منه الشخص املرتكب للفعل الضار أوال ينتفع؛ كمثل
من يفسخ خطبته ابمرأة قصد املساس بسمعتها وعرضها ،فهو ضرر قصد منه حتصيل منفعة غري
مشروعة.
ونشري إىل أن الفقهاء املسلمني املعاصرين قد اختلفوا يف حكم التعويض عن العدول يف اخلطبة على
أربعة أقوال ،انتصر املشرع اجلزائري يف قانون األسرة إلحداها وهو ما ّقرره يف نص الفقرة اخلامسة
واألخرية من املادة ،5خالفا للفقهاء املتقدمني منهم؛ فإهنم مل خيتلفوا يف أن التعويض ال يكون إال ٍ
لسبب
من أسباب االلتزام كاإلخالل ٍ
بعقد مثال ،واخلطبة ليست عقدا وال يرتتب عليها أثر.
خالصة:
مجرد العدول في
ّ يترتب التعويض في قانون األسرة الجزائري عن الضرر الناتج عن العدول وليس عن
حد ذاته ،على أساس المسؤولية التقصيرية ال المسؤولية التعاقدية (العقدية)؛ ألن الخطبة ،ليست عقدا بل
وعد بالتعاقد وهو غير ملزم.
1 .1لغة:
لفظة الزواج أو النكاح يف لغة العرب تعين :االقرتان ،االختالط؛ ألن كال من الرجل واملرأة يقرتانن
وس وخيالط أحدمها اآلخر حسيا ومعنواي مبوجب عقد الزواج كما قال هللا تعاىل :ا ِ
﴿وإ اذا النُّ ُف ُ ُ
الضم والتداخل ،سواء كان حسيا أو معنواي؛ ُزِّو اجت﴾ (التكوير .)07 ،ومن معانيه أيضا :اجلمعّ ،
فيُقال :تناكحت األشجار؛ إذا تداخلت وتشابكت أغصاهنا ،وانضم بعضها إىل بعض ،وهكذا يف
مثل قوهلم :نكح النعاس العني ،وتناكحت أخفاف اإلبل...واملعىن اللغوي للزواج.
وعموما ُُيكن القول أبن الزواج أو النكاح يف اللغة ال خيتلف كثريا عن معناه الصطالحي كما
آت ،ويُطلق يف اللغة فرياد به العقد أو العالقة اخلاصة بني الزوجني (الوطء أو سنشري فيما هو ٍ
اجلماع) وهو :االرتباط بني الرجل واملرأة على سبيل الدوام واالستقرار بغية االستئناس والتناسل.
2 .1يف االصطالح:
يرى جانب من الفقه اإلسالمي أن لفظة الزواج من قبيل املشرتك اللفظي؛ فتارة يُستعمل يف العقد
وهو األظهر واألشهر عند اإلطالق كما يف قول هللا تعاىل﴿ :فاِإن طالَّ اق اها فا اال اَِت ُّل لاهُ ِمن باع ُد اح َّ ٰ
َّت
ريهُ﴾ (البقرة ،)230 ،واترة يُستعمل يف الوطء (اجلماع) كما يف مثل قول هللا تعاىل: ِ
تانك اح ازو ًجا غا ا
ِ ِ آاب ُؤُكم ِّم ان النِّس ِاء إَِّال اما قاد اسلا ا ِ ِ
يل﴾ ف ۚ إنَّهُ اكا ان فااح اشةً اوامقتًا او اساءا اسب ً ا ﴿واال تانك ُحوا اما نا اك اح ا ا
ِ
آمنُوا إِذاا نا اكحتُ ُم ين ا (النساء ،)22 ،واترة يُستعمل فيهما معا كما قال هللا تعاىل ﴿ :ااي أايُّ اها الَّذ ا
وه َّن وه َّن فا اما لا ُكم اعلاي ِه َّن ِمن ِع َّدةٍ تاعتا ُّد ا
وَناا ۖ فا امتِّعُ ُ س ُوه َّن ِمن قا ب ِل أان اَتا ُّ المؤِمنا ِ
ات ُُثَّ طالَّقتُ ُم ُ ُ
وه َّن سراحا اِ
َج ًيال﴾ (األحزاب)49 ،؛ فقوله﴿ :إِذاا نا اكحتُ ُم﴾؛ أي عقدمت النكاح ،وقوله: او اس ِّر ُح ُ ا ا ً
وه َّن﴾؛ وهو الوطء. ﴿ ِمن قا ب ِل أان اَتا ُّ
س ُ
والذي عليه مجهور الفقهاء من السادة املالكية والشافعية واحلنابلة أن الزواج أو النكاح يف
االصطالح الشرعي إذا أطلق أُريد به :العقد خالفا للسادة احلنفية الذين يرون أن الزواج أو النكاح
استدل به اجلمهور ،وقد تق ّدم مثاله،
ّ جماز يف العقد وال يُراد به حقيقته الشرعية اليت سيأيت ذكرها .ومما
ريهُ﴾ قول هللا تعاىل :كما يف قول هللا تعاىل﴿ :فاِإن طالَّ اقها فا اال اَِت ُّل لاهُ ِمن ب ع ُد ح َّ ٰ ِ
َّت تانك اح ازو ًجا غا ا ا ا ا
(البقرة.)230 ،
حل
عرف الفقه اإلسالمي الزواج أبنه :عقد يُفيد ّالتعريف االصطالحي الشرعيّ :
(استباحة) استمتاع كل من العاقدين ابآلخر على الوجه املشروع.
عرفه قانون األسرة اجلزائري يف املادة " :04عقدالتعريف االصطالحي القانوينّ :
رضائي يتم بني رجل وامرأة على الوجه الشرعي ،من أهدافه؛ تكوين أسرة أساسها املودة
والرمحة والتعاون وإحصان الزوجني واحملافظة على األنساب".
oعلى ضوء التعريفني؛ نستخلص التقييدات أو احملرتزات القانونية لتعريف عقد الزواج من
وجهة نظر املشرع اجلزائري:
-أن الزواج عقد يتطلّب توافق إرادتني (الرجل واملرأة).
-مبدأ الرضائية يف الزواج؛ ولذلك عُ ّد الرضا ركنا فيه طبقا لنص املادة 09من قانون األسرة.
ؤهلني خاليني من املوانع الشرعية ،وابلشروط األخرى -أن ينعقد الزواج بني ذكر وأنثى ابلغني ُم ّ
آت من املعتربة شرعا املنصوص عليها إمجاال يف املادة 09مكرر...وغريها مما سيأيت تفصيله فيما هو ٍ
حماضرات .وهذا القيد أو احملرتز خيرج به كل شكل من أشكال التعاقد بني طرفني من جنس واحد
القصر غري
(بني امرأتني أو رجلني) فتبطل به صور عقود الزواج الشاذة ،كذلك حاالت الزواج من ّ
ومؤنته؛ ألن األهلية شرط من شروط الزواج (املادة 09مكرر)، البالغني واملطيقني للزواج ِِ
وابءَته ُ
َ
وتكتمل األهلية بتمام 19سنة ،واستثناء يكتسب الزوج القاصر األهلية للزواج برتخيص قضائي (من
القاضي)؛ ملصلحة أو ضرورة ،إذا أتكدت قدرته على الزواج كما ذكران( .املادة /07فقرة .)01
-أن ينعقد الزواج على الوجه الشرعي الذي يتحقق ابستكمال ركنه وشروطه ،وقد ذكران طرفا
منها أعاله ،وأبوصافه اليت ال تنايف الوجه الشرعي للزواج.
عربت عنها املادة 04ابألهداف؛ أي أهداف الزواج؛ -مراعاة املقاصد الشرعية للزواج وهي اليت ّ
تقصد املتعة مث إهناء العالقة الزوجية مبوجب اتفاق مسبق (عقد الزواج
فيحرم شرعا وحيظر قانوان ّ
املؤقت وعقد املتعة احملرم شرعا) ،وهي من صور الزواج اليت تنتفي مع الوجه الشرعي للزواج.
-2التكييف القانوين للزواج:
خص به قانون األسرة الزواج؛ فالتكييف القانوين يستفيده الباحث من
نعين به التوصيف الذي ّ
يتوصل
مضامني نصوص القانون ،وهبذا يتضح الفرق بني التكييف القانوين والتكييف الفقهي الذي ّ
يتوصل إليه القاضي يف إطار نظره يف الوقائع
وشّراحه ،والتكييف القضائي الذي ّ إليه فقهاء القانون ُ
املعروضة عليه.
استنادا إىل أحكام قانون األسرة اجلزائري ،وال سيما نص املادة :04
وتصرف إرادي:
1. 2الزواج عقد رضائي ّ
ال ينعقد الزواج إال مبحض إرادة الطرفني وحبصول اإلجياب والقبول بينهما ،وهلذا ع ّده املشرع
اجلزائري عقدا رضائيا؛ أي يقوم على مبدأ الرضائية (املادة ،)04كما أنه ع ّد رضا الزوجني الركن
الوحيد للزواج فال يصح الزواج من شابه عيب من عيوب الرضا واإلرادة.
ويكون الرضا إبجياب من الرجل أو املرأة؛ أي إذا صدر اإلجياب من أحدمها كان القبول مطابقا له
من اآلخر (تطابق اإلجياب والقبول) ،بكل لفظ يُفيد معىن النكاح لفظا أو كتابة أو إشارة (املادة
.)10
وطبقا لنص املادة 13املع ّدلة ابألمر " :02 – 05ال جيوز للويل ،أاب كان أو غريه ،أن ُجيرب
القاصرة اليت هي يف واليته على الزواج ،وال جيوز له أن يزوجها بدون موافقتها".
2 .2الزواج عقد شكلي:
ينعقد الزواج مبجرد اكتمال أركانه وشروطه يف جملس التعاقد (جملس الفاحتة كما تقدم)؛ وهو العقد
يتعني شرعا وقانوان توثيقه مبوجب عقد رمسي؛ فطبقا لنص املادة 18املعدلة ابألمر رقم
الشرعي الذي ّ
" : 02 – 05يتم عقد الزواج أمام املوثق أو أمام موظف مؤهل قانوان مع مراعاة ما ورد يف املادتني 9
و 9مكرر من هذا القانون" .وعمال بنص املادة 21تطبق أحكام قانون احلالة املدنية يف إجراءات
تسجيل عقد الزواج؛ وهي املواد.)77 – 71( :
3 .2الزواج نظام خاص:
oهو عقد ُمؤبّد مبين على التأبيد واالستمرارية ،مع ما يتطلّبه من دُيومة املعاشرة
منهما،؛ إال أن ينتهي أبحد طرق إهناء العالقة الزوجية (الطالق إبرادة الزوج املنفردة أو
بطلب من الزوجة عن طريق اخللع ،الوفاة) طبقا ابلرتاضي ،التطليق عن طريق القاضي ،أو ٍ
ألحكام املواد ( 57 – 47من قانون األسرة اجلزائري)؛ ومن مثّ حيرم التأقيت يف عقد الزواج؛
فال جيوز عقد الزواج املؤقت وعقد املتعة؛ فكالمها عقدان ُمؤقّتان مبدة حمددة ،والفرق بينهما
يف الصيغة ،فاألول :كأن يقول أتزوجك ملدة شهر ،والثاين :أتزوجك متعة ملدة شهر ،وهي
من صور الزواج غري املشروعة.
oهو عقد ظاهره املعاوضة؛ لكن ليس كسائر عقود املعاوضة األخرى املعروفة يف
ضع
حل وإابحة االستمتاع بني الزوجني؛ إذ يُستباح البُ ُ
القانون املدين؛ إذ تكمن يف خصوصية ّ
ض ٰى
ف اَت ُخ ُذوناهُ اوقاد أاف ا
بعقد الزواج الصحيح؛ وهلذا مسّاه هللا تعاىل ميثاقا غليظا فقال ﴿ :اواكي ا
ِ ِ ِ ض ُكم إِ ا َٰل باع ٍ
ض اوأا اخذ ان من ُكم ّميثااقًا غاليظًا﴾ (النساء ،اآلية ،)21وكانت شروطه ّ
أحق باع ُ
وىف به؛ فقال النيب صلى هللا عليه وسلم« :إن أحق الشروط أن توفوا به ما الشروط أن يُ ّ
استحللتم به الفروج».
فرقون بني حق االنتفاع وحق املنفعة يف عد الزواج؛ وجتدر اإلشارة إىل بعض الفقهاء يُ ّ
حل االستمتاع ك حق االنتفاع يف عقد الزواج وهو التم ّكن من ّ ذلك أن الرجل وإن َملَ َ
ابلزوجة؛ إال أنه ال جيوز له شرعا متكني غريه من ذلك ،بل هو من الكبائر والعظائم وال ِّد َايثة
ؤجره يف احملرمة؛ ألنه ال ُيلك حق املنفعة كما يف اإلجيار مثال؛ فلو ملك عقارا فأراد أن يُ ّ ّ
مقابل ما حيصل له من منفعة (بدل اإلجيار) ،جاز له متكني من يشاء من هذه املنفعة بل
ومتليكه من العني املؤجرة؛ ألنه ُيلكها.
oخصوصية مقاصد الزواج وأهدافه الشرعية واالجتماعية والنفسية اليت نصت املادة 04
طرفا منه ،فالزواج على التأبيد كما ذكران ،يفتقر إىل عناصره املادية واملعنوية حىت ينعقد
وحي ّقق مقاصده املرعية شرعا وقانوان.صحيحاُ ،
ابلنسبة هلذه احملاضرات ما هي إال مفاتيح ،أضعها بني يديك أيها الطالب؛ تستعني هبا
للتحضري لالمتحان ،فأَتىن أن تنتفع هبا وتستفيد منها.
❖ نصائح وتوجيهات
إعلم أيها الطالب أن طلبك للعلم ال جيب أن تكون غايته حتصيل العالمة ،وُمنتهاه نيل o
الشهادة ،استثمر يف وقتك؛ فباملوازاة مع دروسك اجلامعية ،اقتحم عامل الدورات التكوينية
أي جمال جتده مناسبا لك ،وعامل اإلنرتنت يُوفّرك لك فرصا كثرية فاغتنمها .مع والتدريبية يف ّ
خترجك،
احلرص على تطوير مهاراتك واكتساب خربات جديدة ُُيكنها أن تفيدك بعد ّ
أقل كفيلة حبرمانك من إجراء
ابلنسبة لالمتحان؛ فاحرص على عدم التأخر ،فنصف ساعة أو ّ o
االمتحان،
رّكز يوم االمتحان ،واعلم أن فهم السؤال نصف اجلواب، o
ال تستعجل اخلروج من قاعة االمتحان ،واعلم أنه ُُينع منعا ابات اخلروج من قاعة االمتحان o
قبل مرور نصف ساعة على انطالقه،
يوم االمتحان يُكرم الطالب أو يُهان؛ فتوّكل على هللا واعتمد على قدراتك وإمكاانتك، o
حتلّى ابألخالق العالية وتفادى حاالت الغش اليت ُُيكنها أن تُكلّفك غاليا، o
كن طالبا ذكيا ونبيال؛ واحرتم جلنة املراقبة وال تدخل يف صدامات واحتكاكات معهم ،أيضا o
قد تُكلّفك غاليا ،فاألساتذة املراقبون ُخي ّوهلم القانون القيام أبي إجراء يرونه مناسبا لضبط
السري احلسن لالمتحان ،كتغيري مكان الطالب وأتمني تطبيق الربوتوكول الصحي؛ فهو إجراء
يتقصدك ويستهدفك.
روتيين ال غري ،فال داعي إذن للشعور أبن األستاذ ّ
يف األخري ،أَتىن لكم التوفيق والنجاح،
أستاذكم /عبد املنعم نعيمي