You are on page 1of 15

‫محاضرات في مدونة األسرة‬

‫الفصل الثالث‬

‫مفهوم الزواج وأركانه‬


‫كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‬
‫الدكتور محمد مومن‬ ‫مراكش‬
‫‪-2 -‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم ألزوأج‬

‫ثانيا ‪ :‬أركان ألزوأج‬


‫‪-3 -‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم ألـزوأج‬

‫‪ 1‬ـ في أللغة ‪:‬‬


‫‪ ‬اقتران أحد الشيئين باآلخر وارتباطهما حتى يصيرا واحدا ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ في أالصطالح ‪:‬‬


‫‪ ‬ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه‬
‫الدوام‪ ،‬غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة برعاية‬
‫الزوجين‪.‬‬
‫المادة ‪ 4‬من المدونة‬
‫يتميز عقد الزواج طبقا لهذا التعريف بالخصائص التالية ‪:‬‬

‫الزواج ميثاق ترابط شرعي‬

‫ليس عقدا عاديا يقوم على االلتزام ويحيل على القانون وإنما هو‬
‫ميثاق قدسي يحيل على الشرع واألخالق‬

‫وأخذن منكم ميثاقا غليظا‬

‫الزواج يقوم على التراضي‬

‫يقوم الزواج على رضا الطرفين معا‬


‫الزواج يكون بين رجل وامرأة‬
‫حفاظا على الفطرة التي خلق هللا اإلنسان عليها‬
‫ترتبط بهذه الخصيصة عدة شروط‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون الرجل تام الرجولة وأن تكون المرأة تامة األنوثة تحرزا‬
‫من الخنثى المشكل‬
‫‪ -‬أال تكون المرأة محرمة على الرجل تحريما ال شبهة فيه‬
‫‪ -‬أن يكون الرجل مسلما‪ .‬أما إذا عقد غير المسلم على المرأة‬
‫المسلمة بطل العقد‬
‫‪ -‬أن يكون كال الزوجين معينا بذاته تعيينا نافيا للجهالة‬
‫الزواج يكون على سبيل الدوام واالستمرارية‬
‫عدم إمكانية إبرام الزواج لفترة مؤقتة‪ ،‬مع إمكانية انحالله‬
‫باألسباب المنصوص عليها قانونا‬
‫‪-6 -‬‬

‫أركان عقد الزواج‬

‫اختلف المالكية في تحديد أركان عقد الزواج‪ ،‬لكن الرأي المتأخر‬


‫استقر على جعلها خمسة ‪ :‬الولي والصداق والزوج والزوجة‬
‫والصيغة‬
‫حصرت مدونة األسرة هذه األركان في الصيغة‪ ،‬أي اإليجاب‬
‫والقبول‪ ،‬وذلك في المادة ‪ 10‬منها التي تنص على أنه ‪ ":‬ينعقد‬
‫الزواج بإيجاب من أحد المتعاقدين وقبول من اآلخر‪ ،‬بألفاظ تفيد‬
‫معنى الزواج لغة أو عرفا‪ .‬يصح اإليجاب والقبول من العاجز‬
‫عن النطق بالكتابة إن كان يكتب‪ ،‬وإال فبإشارته المفهومة من‬
‫الطرف اآلخر ومن الشاهدين‪".‬‬
‫ويترتب على ذلك أن حصول إيجاب من أحد الزوجين‪ ،‬وتحقق‬
‫القَبول من اآلخر‪ ،‬هو الركن األساس لعقد الزواج في القانون‬
‫المغربي‪ ،‬والذي سماه المشرع ركن الصيغة‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم الصيغـة‬

‫ثانيا ‪ :‬طرق التعبير عن اإلرادة‬

‫ثالثا ‪ :‬شروط اإليجاب والقبول‬

‫رابعا ‪ :‬عيوب اإلرادة‬


‫الزواج ‪ :‬عقد يشترط فيه تراضي طرفيه‪،‬‬ ‫•‬
‫والتراضي يجب أن يظهر في الواقع بصيغة تدل عليه‪.‬‬ ‫•‬
‫الصيغة ‪ :‬هي كل ما يدل على اإليجاب والقبول من الزوجين‪:‬‬
‫ـ بأن يصدر منهما‪ ،‬أو ممن ينوب عنهما‪ ،‬أو عن أحدهما‪،‬‬
‫ـ ما يفيد الرضى بالزواج والمعاشرة على وجه الدوام‪.‬‬
‫‪ -‬بألفاظ تفيد معنى الزواج لغة أو عرفا‪.‬‬
‫‪ -‬اإليجاب ‪ :‬تعبير أحد الزوجين أو من ينوب عنه عن رغبته في الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬القبول ‪ :‬موافقة الطرف الثاني على ما أوجبه الطرف األول‪.‬‬
‫م ‪10‬‬
‫”ينعقد الزواج بإيجاب من أحد المتعاقدين وقبول من األخر‪ ،‬بألفاظ تفيد‬
‫معنى الزواج لغة أو عرفا‪.‬‬
‫يصح اإليجاب والقبول من العاجز عن النطق بالكتابة إن كان يكتب‪ ،‬وإال‬
‫فبإشارته المفهومة من الطرف اآلخر ومن الشاهدين“‬
‫‪11‬‬
‫يشترط في اإليجاب والقبول أن يكونا ‪:‬‬
‫‪ - 1‬شفويين عند االستطاعة‪ ،‬وإال فبالكتابة أو اإلشارة المفهومة‬
‫‪ - 2‬متطابقين وفي مجلس واحد‪.‬‬
‫‪ - 3‬باتين غير مقيدين بأجل أو شرط واقف أو فاسخ ‪.‬‬

‫يتعلق باإليجاب والقبول بيان ما يلي ‪:‬‬


‫‪ -1‬كيفية التعبير عن اإلرادة‬
‫‪ – 2‬تطابق اإليجاب والقبول‬
‫‪– 3‬اتحاد مجلس العقد‬
‫‪ -4‬أن يكون اإليجاب والقبول باتين غير مقيدين بأجل أو شرط‬

‫‪9‬‬
‫‪ – 1‬التعبير عن اإلرادة ‪:‬‬
‫التعبير الشفوي عن اإلرادة ‪:‬‬ ‫أ– اللفـظ ‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 10‬من المدونة على أنه ‪ " :‬ينعقد الزواج ‪ ،...‬بألفاظ تفيد معنى الزواج لغة أو‬
‫عرفا"‪.‬‬
‫‪ -‬يصلح كل لفظ يفيد معنى الزواج لغة أو عرفا دون غموض ودون أن يحتمل معنى آخر‪.‬‬
‫يكفي في األلفاظ التي يتم بها عقد الزواج أن يستعملها الموجب في إيجابه‪ ،‬أما القابل فال‬
‫تشترط فيه‪ ،‬وإنما يكفيه أن يقول قبلت‪ ،‬أو رفضت بصيغة الماضي‪.‬‬
‫‪ -‬يصح اإليجاب والقبول بالكتابة من العاجز عن النطق إذا كان يكتب‪.‬‬ ‫ب – الكتابـة ‪:‬‬
‫‪ -‬يصح اإليجاب والقبول بها من العاجز عن النطق والكتابة‪.‬‬ ‫ج – اإلشـارة ‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون اإلشارة مفهومة من الطرف اآلخر ومن العدلين‪.‬‬
‫األصل التعبير بالكالم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وإذا عجز عن الكالم‪ ،‬عبر بالكتابة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وإذا عجز عن الكالم والكتابة يكتفى باإلشارة المفهومة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعتبر التوقيع على العقد تعبيرا صريحا على اإلرادة في التعاقد‬ ‫‪10‬‬
‫‪-‬‬
‫‪ – 2‬تطابـق اإليجـاب والقبـول ‪:‬‬
‫‪ -‬تطابق كالم الموجب مع كالم القابل دون زيادة أو نقصان‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 27‬من ظ ل ع‪ :‬الرد المعلق على شرط أو المتضمن لقيد يعتبر‬
‫بمثابة رفض لإليجاب يتضمن إيجابا جديدا‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي عدم التطابق بين اإليجاب والقبول إلى بطالن الزواج (م‪)57‬‬
‫‪ -‬تصرح المحكمة بالبطالن بمجرد اطالعها عليه‪ ،‬أو بطلب ممن يعنيه‬
‫األمر (م‪)58‬‬
‫‪ – 3‬اتحاد مجلس العقد ‪:‬‬
‫‪ -‬اتحاد زمان ومكان اإليجاب والقبول ‪.‬‬
‫‪ -‬يقتضي ذلك حضور الزوجين شخصيا مجلس العقد‪ ،‬وأوجبت المادة‬
‫‪ 17‬أن " يتم عقد الزواج بحضور أطرافه‪.”...‬‬
‫‪ -‬ال يتنافى االتحاد مع انتقال العدلين إلى مكان آخر لسماع الطرف اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن التوكيل على إبرام العقد‪ ،‬بإذن من قاضي األسرة‪ ،‬المكلف بالزواج‬
‫‪ 11‬إذا توفرت الشروط المنصوص عليها في المادة ‪17‬‬
‫‪ – 4‬أن يكونا باتين ‪:‬‬

‫يجب أن يكون الزواج ناجزا في مجلس العقد‪ ،‬ومرتبا لجميع آثاره في‬
‫الحال‪ ،‬لذلك يجب أن يكون اإليجاب والقبول باتين غير مقيدين‬
‫بأجل أو شرط واقف أو فاسخ‬

‫أ ‪ -‬الشرط ‪ :‬أمر أو واقعة غير محققة الوقوع في المستقبل‪.‬‬


‫‪ -‬الشرط الواقف ‪ :‬يتحقق االلتزام بحدوثه‪.‬‬
‫‪ -‬الشرط الفاسخ‪ :‬ينتفي اإللتزام بحدوثه‬

‫ب – األجل ‪ :‬أمر أو واقعة محققة الوقوع في المستقبل‪ ،‬سواء علم وقت‬


‫حدوثها أو لم يُ ْعلم‪ .‬وهو أيضا إما واقف أو فاسخ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪62‬‬
‫”إذا اقترن اإليجاب والقبول بأجل أو شرط واقف أو فاسخ تطبق أحكام المادة‬
‫‪ 47‬أعاله“‬
‫‪ ”47‬الشروط كلها ملزمة‪ ،‬إال ما خالف منها أحكام العقد ومقاصده وما خالف‬
‫القواعد اآلمرة للقانون فيعتبر باطال والعقد صحيحا“‬
‫‪48‬‬
‫الشروط التي تحقق فائدة مشروعة لمشترطها تكون صحيحة وملزمة لمن‬
‫التزم بها من الزوجين‪.‬‬
‫إذا طرأت ظروف أو وقائع أصبح معها التنفيذ العيني للشرط مرهقا‪ ،‬أمكن‬
‫للملتزم به أن يطلب من المحكمة إعفاءه منه أو تعديله ما دامت تلك الظروف‬
‫أو الوقائع قائمة‪ ،‬مع مراعاة أحكام المادة ‪ 40‬أعاله‪.‬‬
‫من أمثلة الشروط الصحيحة ‪ :‬تأجيل الصداق‪ -‬اشتراط الزوجة عدم التزوج‬
‫عليها ‪ -‬اشتراط العمل أو إتمام الدراسة‪.‬‬
‫من أمثلة الشروط غير الصحيحة ‪ :‬إسقاط الصداق ‪ -‬عدم اإلنفاق – عدم اإلنجاب‬
‫للزوجة طلب التطليق إذا أخل الزوج بشرط من شروط عقد الزواج (م‪)98‬‬ ‫‪13‬‬
‫الشروط العامة لإليجاب والقبول‬
‫الشروط العامة لإليجاب والقبول هي تلك الشروط المألوفة في العقود‪،‬‬
‫والمتعلقة بعيوب اإلرادة المحددة بمقتضى الفصل ‪ 39‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬وهي الغلط والتدليس واإلكراه‪.‬‬

‫خص المشرع في مدونة األسرة للتدليس واإلكراه مادة خاصة من ضمن‬


‫شروط اإليجاب والقبول‪ ،‬وهي المادة ‪ ،12‬والتي جاء فيها أنه " تطبق على‬
‫عقد الزواج المشوب بإكراه أو تدليس األحكام المنصوص عليها في‬
‫المادتين ‪ 63‬و‪ 66‬بعده"‪.‬‬
‫ميز بين التدليس واإلكراه الذي يكون بين طرفي العقد‪ ،‬وأشار إليه في المادة‬
‫‪ 63‬من المدونة‪ ،‬وبين التدليس الذي يمس النظام العام‪ ،‬وهو الذي تشير إليه‬
‫المادة ‪ 66‬منها‪.‬‬
‫الفرق الجوهري بينهما هو أن األول تسري عليه أحكام القانون المدني‪ ،‬بينما‬
‫طبق المشرع على الثاني مقتضيات مجموعة القانون الجنائي‬
‫‪14‬‬
‫‪63‬‬
‫"يمكن للمكره أو المدلس عليه من الزوجين ـ بوقائع كان التدليس بها هو الدافع إلى قبول الزواج أو اشترطها‬
‫صراحة في العقد ـ أن يطلب فسخ الزواج قبل البناء وبعده‪ ،‬خالل أجل ال يتعدى شهرين من يوم زوال اإلكراه‪،‬‬
‫ومن تاريخ العلم بالتدليس‪ ،‬مع حقه في طلب التعويض"‬
‫‪ ‬تعرض أحد الطرفين لإلكراه أو التدليس ‪ :‬يحق طلب فسخ العقد‪.‬‬
‫‪ ‬يفسخ العقد بطلب من أحد الزوجين سواء‪ :‬قبل الدخول أو بعده‬
‫‪‬من يوم العلم بالتدليس ‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪ ‬يفسخ العقد داخل أجل شهرين ‪:‬‬
‫‪‬من يوم زوال اإلكراه ‪.‬‬
‫‪ ‬للمتضرر الحق في طلب التعويض عن األضرار المادية والمعنوية التي تسبب فيها العقد‬
‫‪66‬‬
‫” التدليس في الحصول على اإلذن أو شهادة الكفاءة المنصوص عليها في البندين ‪5‬و‪ 6‬من المادة السابقة أو‬
‫التملص منهما‪ ،‬تطبق على فاعله والمشاركين معه أحكام الفصل ‪ 366‬من القانون الجنائي بطلب من المتضرر ‪.‬‬
‫يخول للمدلس عليه من الزوجين حق طلب الفسخ مع ما يترتب عن ذلك من التعويضات عن الضرر ‪".‬‬
‫إذا كان اإلكراه باستعمال العنف أو التهديد‪ ،‬فإنه يجعل العقد باطال‪ ،‬ويعاقب من أكره شخصا على الزواج‬
‫باستعمال العنف أو التهديد‪ ،‬أو حاول ذلك‪ ،‬بالحبس من ستة أشهر إلى سنة وغرامة من ‪ 10.000‬إلى ‪30.000‬‬
‫درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪ ،‬دون اإلخالل بالمقتضيات الجنائية األشد‪.‬‬
‫وتضاعف العقوبة‪ ،‬إذا ارتكب اإلكراه على الزواج باستعمال العنف أو التهديد‪ ،‬ضد امرأة بسبب جنسها أو قاصر‬
‫أو في وضعية إعاقة أو معروفة بضعف قواها العقلية‪.‬‬
‫تجوز المتابعة إال بناء على شكاية الشخص المتضرر من الجريمة‪ ،‬كما أن التنازل عن الشكاية يضع حدا‬ ‫‪15‬‬
‫ال‬

You might also like