You are on page 1of 9

‫ضمانات على المستوى المدني‬

‫ضمانات موضوعية‬

‫وتتعلق بالسقوط الحقوق المالية واثباتها‬

‫أ‪ -‬السقوط‬

‫تحكم الحقوق المالية الزوجين بعض القواعد الخاصة التي قد تختلف عن تلك التي تنظم‬
‫العالقات المالية العامة من ذلك ما يتعلق بأحكام التقادم كسبب من أسباب انقضاء االلتزامات‬
‫إذ أن اآلجال المقررة لسقوط الدعاوى الناشئة عن تعمير الذمة ال تسري فيما بين الزوجين ما لم‬
‫ينحل عقد الزواج بينهما وهو ما نصت علية صراحة مجلة االلتزامات و العقود بالفصل ‪391‬‬
‫منها و هذا االستثناء ال يهم إال األسباب القائمة على أساس نفقة الزوجة واألبناء أما خارج‬
‫الحدود التي رسمها هذا الفصل وبالنسبة للدائنين الذين ال تربطهم بمدينهم عالقة زوجية أو‬
‫قرابة (األبناء) ‪ ،‬كأن يكون ملتزما له فإن القاعدة العامة القاضية بسقوط الدعوى تنطبق طالما‬
‫لم تكن موضوع استثناء قانوني ‪.‬‬

‫إو عماال لهذه القاعدة فالمطالبة بالمهر‪ ،‬إذا لم يتم اإليفاء به عند عقد الزواج تكون في كل وقت‬
‫ما دام الزواج قائما‪ .‬أما نفقة الزوجة فهي بطبيعتها ال تسقط بالتقادم إذ جاء بالفصل ‪ 42‬من‬
‫مجلة األحوال الشخصية " ال تسقط نفقة الزوجة بمرور المدة " و المقصود بهذا الفصل نفقة‬
‫الزوجة المدخول بها وحال قيام الرابطة الزوجية إذ أن انحالل هذه الرابطة بطالق مثال يجعل‬
‫مطالبتها بالنفقة دون موجب عمال بالفصل ‪ 51‬من مجلة األحوال الشخصية وهو ما ذهبت إليه‬
‫محكمة التعقيب في قرارها عدد ‪ 8443‬المؤرخ في ‪ 1972/06/21‬مؤكدة أنه " إذا انفصمت‬
‫الرابطة الزوجية بحكم أنهى العالقة الزوجية فال يستمر واجب النفقة و لو لم ينته نظر الطعن‬
‫بالتعقيب في مسألة الغرم فقط المترتب عن فصم الزوجية الذي أصبح ال خالف فيه اذ الزوجة‬
‫أصبحت أجنبية ال حق لها في النفقة بحكم ذلك "‪. 1‬‬

‫ب‪ -‬اإلثبات‬

‫الزواج ليس كغيره من العقود لذلك استأثر المشرع بتحديد وسائل إثباته وبادئ ذي بدء يجب‬
‫إثبات وجود الزواج‪ ،‬إو ثبات الزواج يكون بالوسائل المقررة بالقانون عدد ‪ 3‬لسنة ‪ 1957‬المؤرخ‬
‫‪1‬‬
‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 8443‬مؤرخ في ‪ 21‬جوان ‪ ،1972،‬ن م ت لسنة ‪ 1972‬ص ‪. 117-116‬‬
‫في غرة أوت ‪ 1957‬المتعلق بالحالة المدنية‪ ، 2‬باعتبار أن الفصل ‪ 4‬من مجلة األحوال‬
‫الشخصية جاء بقاعدة آمرة مفادها أن الزواج ال يثبت إال بحجة رسمية بعد دخول مجلة‬
‫األحوال الشخصية حيز التنفيذ في غرة جانفي ‪ .1957‬وبموجب الفصل ‪ 31‬من القانون الملمع‬
‫إليه يبرم عقد الزواج إما لدى عدلين ‪ 3‬أو لدى ضابط الحالة المدنية وبالنسبة للتونسيين‬
‫المقيمين بالخارج يبرم امام األعوان الديبلوماسيين أو القنصليين التونسيين أو طبق البالد التي‬
‫يتم فيها‪ .‬فالقيام بدعوى النفقة من قبل الزوجة مثال يستوجب اإلدالء بنسخة من عقد الزواج‬
‫لكي تكون الدعوى مؤسسة وذات موضوع وكذلك األمر بالنسبة للوفاة الزوج يجب على الزوجة‬
‫مطالب إثبات العالقة الزوجية حتى تكون من بين ورثتها وتدرج في حجة الوفاة‪.‬‬

‫إن إثبات بعض الحقوق المالية ال تنطبق عليه نفس أحكام اإلثبات في المادة المدنية إذ يمكن‬
‫تجاوز بعض الحدود و تحرير وسائل اإلثبات نظ ار لطبيعة العالقة الزوجية من ذلك مثال قبول‬
‫إثبات العارفة ‪ 4‬بجميع الوسائل إذا تعذر إثباتها كتابة حيث أكد الفصل ‪ 26‬من مجلة األحوال‬
‫الشخصية أنه " إذا أختلف الزوجان في متاع البيت و ال بينة لهما فالقول للزوج بيمينه في‬
‫المعتاد للرجال و للزوجة بيمينها في المعتاد للنساء و إن كان من البضائع التجارية فهو لمن‬
‫يتعاطى التجارة منهما بيمينه أما في المعتاد للرجال و النساء معا فيحلف فيه كل منهما و‬
‫يقتسمانه "‪ ،‬و هو ما ذهبت إليه محكمة التعقيب في قرارها الصادر في ‪ 1996/01/17‬تحت‬
‫عدد ‪ 39103‬مؤكدة أن " النزاع المتعلق بالعارفة التي استولى عليها الزوج أمر يقع إثباته‬
‫بجميع وسائل اإلثبات في صورة تعذر إثبات ذلك كتابة عمال بأحكام الفقرة األخيرة من الفصل‬
‫‪ 478‬من مجلة االلتزامات و العقود و بالتالي و عمال بالفصل ‪ 473‬من م ا ع يمكن للمحكمة‬
‫اعتماد بينة المعقب ضدها و تعزيزها بأداء اليمين االستفائية و هي يمينا قانونية يمكن اللجوء‬
‫إليها في صورة الخالف بين الزوجين حول العارفة ‪.5‬‬

‫‪2‬‬
‫منشور بالرائد الرسمي عدد ‪ 2‬و‪ 3‬المؤرخ في ‪ 30‬جويلية و‪ 2‬أوت ‪.1957‬‬
‫‪3‬‬
‫المقصود بهما عدال إشهاد بعد صدور قانون عدد ‪ 60‬لسنة ‪ 1994‬المؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪ 1994‬المتعلق بعدالة االشهاد الذي انتزع من عدول التنفيذ‬
‫صالحية تحرير عقود الزواج‪.‬‬
‫‪ 4‬العارفة لغة االحسان‪ ،‬وعارفة المرأة أو الزوجة في كل األشياء والهدايا واألدباش التي أهداها إياها زوجها ب ار إو حسانا وفي العصر الراهن هذه العارفة‬
‫أصبحت كلها تقريبا من مال الزوجة ومن مداخيلها الخاصة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫قرار تعقيبي مدني عدد ‪ 39103‬مؤرخ في ‪ 17‬جانفي ‪ ،1996‬ن م ت لسنة ‪ ،1996‬ص ‪.224-222‬‬
‫كما أكد الفصل ‪ 98‬من مجلة المرافعات المدنية والتجارية في فقرته األخيرة أنه " يمكن للحاكم‬
‫سماع الشاهد المقدوح فيه على سبيل االسترشاد وخاصة إذا كان األمر يتعلق بالخالفات‬
‫العائلية التي تقع بين الزوجين والتي من شأنها أال يطلع عليها غالبا إال األقارب "‪.‬‬

‫ضمانات إجرائية‬

‫إجراءات تكفل حق الدفاع وأخرى تهدف الى التيسير على المرأة وتسهل النفاذ لحقوقها‬

‫تتعلق باختصاص النظر وأخرى تمكنها من الخيار في بعض القواعد اإلجرائية‬

‫إمكانية الخيار في بعض القواعد اإلجرائية‬ ‫‪-1‬‬

‫يتمثل هذا الخيار في نقطتين ذلك أن القيام لدى المحاكم في مادة األحوال الشخصية ال‬
‫يستوجب إنابة محام وللطرف القائم بالدعوى الحرية في إنابة محام من عدمه‪ ،‬إذ نّص الفصل‬
‫‪ 68‬من مجلة المرافعات المدنية والتجارية على أّن " إنابة المحامي وجوبية لدى المحكمة‬
‫االبتدائية إال في مادة األحوال الشخصية " رغبة من المشرع التيسير قدر اإلمكان على‬
‫المتقاضي وتجنيبه دفع نفقات إضافية قد تثقل كاهله مع اإلشارة إلى أن اإلعفاء من خدمات‬
‫المحامي ال يهم إال الدرجة األولى من التقاضي‪.‬‬

‫وكذلك في خصوص قاعدة المقر في االختصاص الترابي‪ ،‬فطالب النفقة يمكنه مطالبة المدين‬
‫بها لدى المحكمة التي بها مقر المدعى عليه أو محكمة المكان التي بها مقر الدائن بالنفقة‬
‫وهذا الخيار جاء به الفصل ‪ 36‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت حيث نص على أنه " للطالب في الصور التالية‬
‫الخيار في رفع دعواه لدى المحكمة المنصوص عليها بالفصلين ‪ 30‬و‪ 31‬أو لدى المحاكم‬
‫االتية‪ )5 ... :‬في قضايا النفقات المحكمة التي بدائرتها مقر الدائن بالنفقة"‪.‬‬

‫اختصاص النظر‬

‫ب‪ -‬مجال نظر قاضي الناحية‬

‫أسند الفصل ‪ 39‬من مجلة المرافعات المدنية والتجارية والية مطلقة لقاضي الناحية للنظر‬
‫حصريا في مادة النفقات‪ ..." :‬ويختص (أي حاكم الناحية) بالحكم ابتدائيا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬في قضايا النفقات التي ترفع إليه بصفة أصلية‪ ،‬وينّفذ الحكم بقطع النظر عن‬
‫االستئناف ‪."...‬‬

‫والمالحظ من منطوق الفصل أن النفقة كعالقة مالية يختص بالنظر فيها حاكم الناحية دون‬
‫سواه بصفة أصلية ‪ 6‬ودون أن يتقّيد بمرجع النظر الحكمي المنصوص عليه بديباجة الفصل‬
‫‪ 39‬من م‪.‬م‪.‬م‪.‬ت أي دون أن يعيقه سقف السبعة أالف دينار وهو ما يعتبر خصوصية ينفرد‬
‫بها هذا الحق المالي‪.‬‬

‫وجاءت عبارة النفقة مطلقة فهي تشمل النفقة المطالب بها من الزوجة المدخول بها ‪ ,‬الفروع و‬
‫إن سفلوا‪ ،‬وأصول األب إو ن علوا وأصول األم إلى حدود الدرجة األولى والملتزم لفائدتهم ويقع‬
‫تقدير هذه النفقة وفق عدة معايير من بينها وسع المنفق وحال المنفق عليه وحال الوقت‬
‫واألسعار ‪.‬‬

‫والدعاوى المسندة لقاضي الناحية في هذا االختصاص تشمل طلب النفقة‪ ،‬كما تشمل طلب‬
‫تعديل معين النفقة وكذلك طلب الرجوع في النفقة بإسقاطها أو إيقافها‪.‬‬

‫بموجب تنقيح ‪ 23‬مارس ‪ 2006‬عوضت شهادة في تقديم شكوى بشهادة في نشر قضية إهمال‬
‫عيال لدى قاضي الناحية المختص ترابيا بناء على أنه يمثل النيابة العمومية داخل تراب‬
‫الجمهورية وهو الذي يبحث في الشكوى ثم يقضي في شأنها إلى جانب الرغبة في التخفيف عن‬
‫المطلقة في خصوص الشهائد اإلدارية وفي األعباء المالية ألن كل شهادة خاضعة لطابع‬
‫الجبائي‪.7‬‬

‫إمكانية اللجوء إلى التحكيم في المسائل المالية‬

‫قد تحصل بين األزواج نزاعات شخصية ومالية عديدة ونظ ار للطبيعة الخاصة للعالقة الزوجية‬
‫يمكن للزوجين اختيار وسائل تحفظ طبيعة العالقة عن طريق اللجوء إلى التحكيم إذ نصت‬
‫المادة ‪ 7‬من مجلة التحكيم ‪ 8‬أنه " ال يجوز التحكيم‪ ... :‬ثالثا‪ :‬في النزاعات المتعلقة بالحالة‬
‫الشخصية باستثناء الخالقات المالية الناشئة عنها ‪" ...‬‬

‫‪6‬‬
‫يمكن أن يختص بها استثنائيا قاضي األسرة إذا كانت في إطار المساعي الصلحية في قضية طالق كما سبق أن ذكر‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫حسيبة العربي‪ :‬التشريعات االجتماعية المتعلقة بحماية األسرة في مجلة األحوال الشخصية وصندوق ضمان النفقة وجراية الطالق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.22‬‬
‫‪8‬‬
‫صادرة بالقانون عدد ‪ 42‬المؤرخ في ‪ ، 1993/04/26‬الرائد الرسمي عــدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 04‬ماي ‪ 1993‬ص ‪. 580‬‬
‫فالتحكيم ال يخص إال الدعاوى المالية المتعلقة بحقوق الزوجين طالما أن النزاعات المتعلقة‬
‫باألحوال الشخصية في غالبيتها تهم النظام العام وال يجوز إجراء التحكيم في خصوصها‪.‬‬

‫ويمكن أن يشمل التحكيم عديد المسائل المالية بين الزوجين من ذلك حالة نشوب خالف بين‬
‫الزوجين حول متاع البيت من تجهيزات و تحف وأثاث (الفصل ‪ 26‬م‪.‬أ‪.‬ش) أو بين ورثة الزوج‬
‫المتوفى وقرينه الباقي على قيد الحياة في خصوص تحديد متاع البيت وقسمته بين جملة‬
‫المستحقين (الفصل ‪ 27‬م‪.‬أ‪.‬ش)‪ ،‬أو كذلك بين الزوجين حول الهدايا التي يتبادالنها حال قيام‬
‫الزواج بينهما (الفصل ‪ 28‬م‪.‬أ‪.‬ش)‪ ،‬أو حول اآلثار المالية للطالق خاصة فيما يتعلق‬
‫بالتعويض عن الضررين المادي والمعنوي الناجمين عن الطالق (الفصالن ‪ 31‬و‪ 32‬م‪.‬أ‪.‬ش)‬
‫أو كذلك حول كيفية صرف النفقة (الفصل ‪ 37‬و ما بعده من م‪.‬أ‪.‬ش والفصل ‪ 1464‬من‬
‫م‪.‬ا‪.‬ع) هذا باإلضافة إلى مصاريف شؤون المحضون (‪56‬م‪.‬أ‪.‬ش) وأجرة الحاضنة (‪ 65‬من‬
‫م‪.‬أ‪.‬ش) ‪.‬‬

‫وُي عد التحكيم نظاما مالئما لفض النزاعات المالية العائلية إذ يوفق بين حرية األطراف ومراقبة‬
‫الدولة‪ ،‬حيث أنه مهما كان شكله يبقى خاضعا لرقابة القضاء الذي ينظر في مطابقة القرار‬
‫التحكيمي للقانون وعدم مخالفته للنظام العام‪ ،‬قبل إكساءه بالصيغة التنفيذية ‪.9‬‬

‫تدعيما لحقوق الزوجة وتحصلها على حقوقها المالية أقر المشرع كذلك إمكانية اللجوء إلى‬
‫التحكيم في المسائل المالية‬

‫قد تحصل بين األزواج نزاعات شخصية ومالية عديدة ونظ ار للطبيعة الخاصة للعالقة الزوجية‬
‫يمكن للزوجين اختيار وسائل تحفظ طبيعة العالقة عن طريق اللجوء إلى التحكيم إذ نصت‬
‫أنه " ال يجوز التحكيم‪ ... :‬ثالثا‪ :‬في النزاعات المتعلقة بالحالة‬ ‫‪10‬‬
‫المادة ‪ 7‬من مجلة التحكيم‬
‫الشخصية باستثناء الخالقات المالية الناشئة عنها ‪" ...‬‬

‫فالتحكيم ال يخص إال الدعاوى المالية المتعلقة بحقوق الزوجين طالما أن النزاعات المتعلقة‬
‫باألحوال الشخصية في غالبيتها تهم النظام العام وال يجوز إجراء التحكيم في خصوصها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫محمد الحبيب الشريف النظام العام العائلي‪ ،‬التشكالت‪ ،‬ص ‪.406‬‬
‫‪10‬‬
‫صادرة بالقانون عدد ‪ 42‬المؤرخ في ‪ ، 1993/04/26‬الرائد الرسمي عــدد ‪ 33‬بتاريخ ‪ 04‬ماي ‪ 1993‬ص ‪. 580‬‬
‫ويمكن أن يشمل التحكيم عديد المسائل المالية بين الزوجين من ذلك حالة نشوب خالف بين‬
‫الزوجين حول متاع البيت من تجهيزات و تحف وأثاث (الفصل ‪ 26‬م‪.‬أ‪.‬ش) أو بين ورثة الزوج‬
‫المتوفى وقرينه الباقي على قيد الحياة في خصوص تحديد متاع البيت وقسمته بين جملة‬
‫المستحقين (الفصل ‪ 27‬م‪.‬أ‪.‬ش)‪ ،‬أو كذلك بين الزوجين حول الهدايا التي يتبادالنها حال قيام‬
‫الزواج بينهما (الفصل ‪ 28‬م‪.‬أ‪.‬ش)‪ ،‬أو حول اآلثار المالية للطالق خاصة فيما يتعلق‬
‫بالتعويض عن الضررين المادي والمعنوي الناجمين عن الطالق (الفصالن ‪ 31‬و‪ 32‬م‪.‬أ‪.‬ش)‬
‫أو كذلك حول كيفية صرف النفقة (الفصل ‪ 37‬و ما بعده من م‪.‬أ‪.‬ش والفصل ‪ 1464‬من‬
‫م‪.‬ا‪.‬ع) هذا باإلضافة إلى مصاريف شؤون المحضون (‪56‬م‪.‬أ‪.‬ش) وأجرة الحاضنة (‪ 65‬من‬
‫م‪.‬أ‪.‬ش) ‪.‬‬

‫وُي عد التحكيم نظاما مالئما لفض النزاعات المالية العائلية إذ يوفق بين حرية األطراف ومراقبة‬
‫الدولة‪ ،‬حيث أنه مهما كان شكله يبقى خاضعا لرقابة القضاء الذي ينظر في مطابقة القرار‬
‫التحكيمي للقانون وعدم مخالفته للنظام العام‪ ،‬قبل إكساءه بالصيغة التنفيذية ‪.11‬‬

‫إجراءات تكفل حق الدفاع‬

‫لم يكن تغيب المدعى عليه عن الطور الصلحي قبل تنقيح ‪ 12‬جويلية ‪ 1993‬يؤثر على سير‬
‫الدعوى ذلك أن القاضي الصلحي مدعو إلى مواصلة النظر في الدعوى ألن حضور المدعى‬
‫عليه من شأنه أن يمكنه فقط من بيان موقفه والدفاع عن نفسه والمطالبة بحقوقه‪ ،‬ومن نتائج‬
‫ذلك كان القاضي الصلحي يسجل غياب المدعى عليه وفشل المحاولة الصلحية ثم يحيل‬
‫الملف على المحكمة بتركيبتها الثالثية للبت في القضية إذا ما اتضح أن االستدعاء قد وقع‬
‫تبليغه بصورة قانونية‪.‬‬

‫وقد أفرز جريان عمل المحاكم على هذا النحو حصول بعض المآسي لعديد الزوجات المدعى‬
‫عليهن‪ ،‬حيث تجد الزوجة نفسها مطلقة من جراء عدم حضورها بالطور الصلحي نتيجة تحيل‬
‫زوجها في عدم بلوغ االستدعاء إليها وهو ما يؤدي إلى فقدانها لحقوقها وحقوق أبنائها نتيجة‬
‫عدم الحضور والمطالبة بها‪.12‬‬

‫‪11‬‬
‫محمد الحبيب الشريف النظام العام العائلي‪ ،‬التشكالت‪ ،‬ص ‪.406‬‬
‫‪12‬‬
‫ساسي بن حليمة‪ :‬دور قاضي األسرة في قضايا الطالق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32-31‬‬
‫وأمام هذا المآل فرض المشرع التونسي بموجب تنقيح ‪ 1993‬الحرص على أن يتم تبليغ‬
‫االستدعاء شخصيا للزوجة المدعى عليها (‪ )1‬وأدخل تحت طائلة التجريم ما قد يعمد إليه‬
‫الطرف المدعي من تحايل على القانون وذلك بهدف منع بلوغ االستدعاء للزوجة المدعى عليها‬
‫(‪.)2‬‬

‫حيث اقتضت الفقرة ‪ 3‬من الفصل ‪ 32‬من م‪.‬أ‪.‬ش أنه" إذا لم يحضر المدعى عليه ولم يبلغ‬
‫االستدعاء لشخصه فإن قاضي األسرة يؤجل النظر في القضية ويستعين بمن يراه الستدعاء‬
‫المعني باألمر شخصيا أو لمعرفة مقره الحقيقي واستدعائه منه "‪.‬‬

‫إن الغاية الجديدة من االستدعاء والتي جعلت من مفهوم التبليغ يرتقي من التبليغ القانوني إلى‬
‫التبليغ الفعلي‪ ،13‬تعتبر من أهم اإلحداثات التي جاء بها تنقيح ‪ 1993‬حيث بمقتضاها أصبح‬
‫دور قاضي األسرة ال يقتصر على مراقبته لصحة تبليغ االستدعاء من الناحية القانونية لمعرفة‬
‫إن كان قد بلغ بصورة قانونية أم ال‪ ،‬واتخاذ اإلجراء الحتمي في صورة عدم تبليغه بكيفية‬
‫نظامية‪ ،‬بل أضحى يراقب مدى وصول االستدعاء بصفة شخصية للمطلوب‪ ،‬إو ن لم يكن ذلك‬
‫ولم يحضر المطلوب فإنه ال ينظر في القضية على حالتها تلك ولو أن االستدعاء قد بلغ‬
‫قانونا‪ ،‬بل يؤجل قاضي األسرة النظر في القضية بغاية إعادة استدعاء المعني باألمر‬
‫شخصيا‪.14‬‬

‫وتبعا لذلك يكون المشرع التونسي قد اختار لقاضي األسرة دو ار خصوصيا إجرائيا يبتعد به عن‬
‫دوره العادي في مادة اإلجراءات المدنية‪ ،15‬واقترح ضمن الفصل ‪ 32‬من م‪.‬أ‪.‬ش طريقتين لتبليغ‬
‫االستدعاء لشخص المدعى عليه‪ :‬ففي صورة ما إذا كان مقر المدعى عليه معلوما ولم يبلغه‬
‫االستدعاء فإن قاضي األسرة يستعين بمن يراه‪ 16‬لتبليغ االستدعاء سواء عدل التنفيذ أو أحد‬
‫أعوان الضابطة العدلية‪ 17‬أو العمدة أو المرشدة االجتماعية فاألمر هنا موكول الجتهاده‬

‫‪13‬‬
‫جيهان باألكحل‪ :‬قضاء األحوال الشخصية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في قانون األعمال السنة الجامعية ‪ ،2005-2004‬كلية الحقوق العلوم‬
‫االقتصادية والسياسية بسوسة‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪14‬‬
‫قرار تعقيبي مدني عدد ‪ 27914‬المؤرخ في ‪ 26‬ديسمبر ‪ ،2003‬ن‪.‬م‪.‬ت لسنة ‪ ،2003‬قسم مدني‪ ،‬ج‪ ،2‬م‪ ،428‬والقاضي بأن " الجلسات في المادة‬
‫الصلحية وجوبية‪ ،‬فإذا لم يحضر المدعى عليه بالجلسة األولى لعدم بلوغ االستدعاء إليه شخصيا فإن قاضي األسرة يسعى الستدعائه"‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ساسي بن حليمة‪ :‬دور قاضي األسرة في قضايا الطالق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪16‬‬
‫الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 32‬من م‪.‬أ‪.‬ش‪ :‬يراجع في هذا الخصوص ساسي بن حليمة‪ :‬دور قاضي األسرة في قضايا الطالق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪17‬‬
‫الفقرة الثالثة والرابعة من الفصل ‪ 10‬من مجلة اإلجراءات الجزائية‪.‬‬
‫الشخصي‪ 18‬أما إذا وقع التبليغ في مقر غير المقر الحقيقي للمدعى عليه يكون قاضي األسرة‬
‫مدعوا إلى التوصل إلى المقر الحقيقي واستدعاء المطلوب منه ونفس اإلجراء يعتمده في صورة‬
‫وقوع التنصيص باالستدعاء على أن المدعى عليه مجهول المقر‪.19‬‬

‫أما في خصوص مسألة مدى قبول الوكالة لدى قاضى األسرة عند عدم حضور أحد الزوجين‬
‫فهي ال تقبل إال في صورة وجود صعوبات وعوائق بالنسبة لتغيب المدعى عليه‪ ،‬ألن موقف‬
‫محكمة التعقيب كان واضحا عندما اعتبرت أن الصلح يتعلق بذات الزوجين وغير قابل‬
‫للنيابة‪.20‬‬

‫لكن هذا الموقف قد يتعارض مع بعض الحاالت التي يتعذر فيها على أحد الزوجين الحضور‬
‫والذي كان يمكن تالفيه من خالل االستعانة بأحكام الفصل ‪ 1118‬من م‪.‬ا‪.‬ع الوارد بباب‬
‫الوكالة والخاص بالتوكيل على الخصام ذلك أنه في صورة المرض أو التواجد خارج البالد‬
‫التونسية يمكن للمدعى عليه من الناحية القانونية أن يحرر توكيال على الخصام خاص‬
‫بالحضور بالجلسات التي يتعذر عليه حضورها سواء كانت صلحية أو حكمية‪ ،‬محرر لدى‬
‫عدلي إشهاد ويستحسن أن يعطى هذا التوكيل ألحد األقارب أو أفراد العائلة ونكون بذلك قد‬
‫حققنا الغاية وهي سير الجلسة بحضور األطراف بل أكثر من ذلك ال مانع قانوني من حضور‬
‫المحامي في هذا الطور فمقولة أن حضوره قد يعكر المسار الصلحي غير ذي وجاهة‬
‫فالمحامي مطالب بالسعي لتحقيق مصالح حرفائه وهو مخول قانونا للقيام بمهام التحكيم‬
‫والوساطة والمصالحة‪ 21‬وهي مهام تستوجب تكوين ومعرفة معينة افترض المشرع وجودها لدى‬
‫المحامي واعتبرها من خصوصيات مهنته وبالتالي فحضوره ال يمكن أن يكون اال دعامة يقوم‬
‫عليها الطور الصلحي‪.‬‬

‫‪ 18‬مع أن مجهودات قاضي األسرة في هذا اإلطار قد تصطدم بتعمد المدعى عليه نفسه عدم تسلم االستدعاء أو بالتخفي أو إخفاء هويته عن الشخص‬
‫المكلف بتبليغ االستدعاء من أجل تعطيل سير الدعوى‪ .‬يراجع في ذلك ثريا بن سعد‪ :‬أثار الطالق بين التشريع والواقع المجتمعي‪ ،‬تونس أنموذجا‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪19‬‬
‫ساسي بن حليمة‪ :‬دور قاضي األسرة في قضايا الطالق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪20‬‬
‫قرار تعقيبي مدني عدد ‪ 9700‬مؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ ،1974‬ن‪.‬م‪.‬ت ‪ 1974‬قسم مدني‪ ،‬جزء‪ ،1‬ص ‪.137‬‬
‫‪21‬‬
‫جاء بالفقرة الخامسة من الفصل الثاني من المرسوم عدد ‪ 79‬لسنة ‪ 2011‬المؤرخ في ‪ 20‬أت ‪ 2011‬المتعلق بتنظيم مهنة المحاماة أنه‪...":‬يمكن‬
‫للمحامي القيام خاصة بمهام التحكيم والوساطة والمصالحة و‪...‬و‪."...‬‬

You might also like