Professional Documents
Culture Documents
ضمانات موضوعية
أ -السقوط
تحكم الحقوق المالية الزوجين بعض القواعد الخاصة التي قد تختلف عن تلك التي تنظم
العالقات المالية العامة من ذلك ما يتعلق بأحكام التقادم كسبب من أسباب انقضاء االلتزامات
إذ أن اآلجال المقررة لسقوط الدعاوى الناشئة عن تعمير الذمة ال تسري فيما بين الزوجين ما لم
ينحل عقد الزواج بينهما وهو ما نصت علية صراحة مجلة االلتزامات و العقود بالفصل 391
منها و هذا االستثناء ال يهم إال األسباب القائمة على أساس نفقة الزوجة واألبناء أما خارج
الحدود التي رسمها هذا الفصل وبالنسبة للدائنين الذين ال تربطهم بمدينهم عالقة زوجية أو
قرابة (األبناء) ،كأن يكون ملتزما له فإن القاعدة العامة القاضية بسقوط الدعوى تنطبق طالما
لم تكن موضوع استثناء قانوني .
إو عماال لهذه القاعدة فالمطالبة بالمهر ،إذا لم يتم اإليفاء به عند عقد الزواج تكون في كل وقت
ما دام الزواج قائما .أما نفقة الزوجة فهي بطبيعتها ال تسقط بالتقادم إذ جاء بالفصل 42من
مجلة األحوال الشخصية " ال تسقط نفقة الزوجة بمرور المدة " و المقصود بهذا الفصل نفقة
الزوجة المدخول بها وحال قيام الرابطة الزوجية إذ أن انحالل هذه الرابطة بطالق مثال يجعل
مطالبتها بالنفقة دون موجب عمال بالفصل 51من مجلة األحوال الشخصية وهو ما ذهبت إليه
محكمة التعقيب في قرارها عدد 8443المؤرخ في 1972/06/21مؤكدة أنه " إذا انفصمت
الرابطة الزوجية بحكم أنهى العالقة الزوجية فال يستمر واجب النفقة و لو لم ينته نظر الطعن
بالتعقيب في مسألة الغرم فقط المترتب عن فصم الزوجية الذي أصبح ال خالف فيه اذ الزوجة
أصبحت أجنبية ال حق لها في النفقة بحكم ذلك ". 1
ب -اإلثبات
الزواج ليس كغيره من العقود لذلك استأثر المشرع بتحديد وسائل إثباته وبادئ ذي بدء يجب
إثبات وجود الزواج ،إو ثبات الزواج يكون بالوسائل المقررة بالقانون عدد 3لسنة 1957المؤرخ
1
قرار تعقيبي جزائي عدد 8443مؤرخ في 21جوان ،1972،ن م ت لسنة 1972ص . 117-116
في غرة أوت 1957المتعلق بالحالة المدنية ، 2باعتبار أن الفصل 4من مجلة األحوال
الشخصية جاء بقاعدة آمرة مفادها أن الزواج ال يثبت إال بحجة رسمية بعد دخول مجلة
األحوال الشخصية حيز التنفيذ في غرة جانفي .1957وبموجب الفصل 31من القانون الملمع
إليه يبرم عقد الزواج إما لدى عدلين 3أو لدى ضابط الحالة المدنية وبالنسبة للتونسيين
المقيمين بالخارج يبرم امام األعوان الديبلوماسيين أو القنصليين التونسيين أو طبق البالد التي
يتم فيها .فالقيام بدعوى النفقة من قبل الزوجة مثال يستوجب اإلدالء بنسخة من عقد الزواج
لكي تكون الدعوى مؤسسة وذات موضوع وكذلك األمر بالنسبة للوفاة الزوج يجب على الزوجة
مطالب إثبات العالقة الزوجية حتى تكون من بين ورثتها وتدرج في حجة الوفاة.
إن إثبات بعض الحقوق المالية ال تنطبق عليه نفس أحكام اإلثبات في المادة المدنية إذ يمكن
تجاوز بعض الحدود و تحرير وسائل اإلثبات نظ ار لطبيعة العالقة الزوجية من ذلك مثال قبول
إثبات العارفة 4بجميع الوسائل إذا تعذر إثباتها كتابة حيث أكد الفصل 26من مجلة األحوال
الشخصية أنه " إذا أختلف الزوجان في متاع البيت و ال بينة لهما فالقول للزوج بيمينه في
المعتاد للرجال و للزوجة بيمينها في المعتاد للنساء و إن كان من البضائع التجارية فهو لمن
يتعاطى التجارة منهما بيمينه أما في المعتاد للرجال و النساء معا فيحلف فيه كل منهما و
يقتسمانه " ،و هو ما ذهبت إليه محكمة التعقيب في قرارها الصادر في 1996/01/17تحت
عدد 39103مؤكدة أن " النزاع المتعلق بالعارفة التي استولى عليها الزوج أمر يقع إثباته
بجميع وسائل اإلثبات في صورة تعذر إثبات ذلك كتابة عمال بأحكام الفقرة األخيرة من الفصل
478من مجلة االلتزامات و العقود و بالتالي و عمال بالفصل 473من م ا ع يمكن للمحكمة
اعتماد بينة المعقب ضدها و تعزيزها بأداء اليمين االستفائية و هي يمينا قانونية يمكن اللجوء
إليها في صورة الخالف بين الزوجين حول العارفة .5
2
منشور بالرائد الرسمي عدد 2و 3المؤرخ في 30جويلية و 2أوت .1957
3
المقصود بهما عدال إشهاد بعد صدور قانون عدد 60لسنة 1994المؤرخ في 23ماي 1994المتعلق بعدالة االشهاد الذي انتزع من عدول التنفيذ
صالحية تحرير عقود الزواج.
4العارفة لغة االحسان ،وعارفة المرأة أو الزوجة في كل األشياء والهدايا واألدباش التي أهداها إياها زوجها ب ار إو حسانا وفي العصر الراهن هذه العارفة
أصبحت كلها تقريبا من مال الزوجة ومن مداخيلها الخاصة.
5
قرار تعقيبي مدني عدد 39103مؤرخ في 17جانفي ،1996ن م ت لسنة ،1996ص .224-222
كما أكد الفصل 98من مجلة المرافعات المدنية والتجارية في فقرته األخيرة أنه " يمكن للحاكم
سماع الشاهد المقدوح فيه على سبيل االسترشاد وخاصة إذا كان األمر يتعلق بالخالفات
العائلية التي تقع بين الزوجين والتي من شأنها أال يطلع عليها غالبا إال األقارب ".
ضمانات إجرائية
إجراءات تكفل حق الدفاع وأخرى تهدف الى التيسير على المرأة وتسهل النفاذ لحقوقها
يتمثل هذا الخيار في نقطتين ذلك أن القيام لدى المحاكم في مادة األحوال الشخصية ال
يستوجب إنابة محام وللطرف القائم بالدعوى الحرية في إنابة محام من عدمه ،إذ نّص الفصل
68من مجلة المرافعات المدنية والتجارية على أّن " إنابة المحامي وجوبية لدى المحكمة
االبتدائية إال في مادة األحوال الشخصية " رغبة من المشرع التيسير قدر اإلمكان على
المتقاضي وتجنيبه دفع نفقات إضافية قد تثقل كاهله مع اإلشارة إلى أن اإلعفاء من خدمات
المحامي ال يهم إال الدرجة األولى من التقاضي.
وكذلك في خصوص قاعدة المقر في االختصاص الترابي ،فطالب النفقة يمكنه مطالبة المدين
بها لدى المحكمة التي بها مقر المدعى عليه أو محكمة المكان التي بها مقر الدائن بالنفقة
وهذا الخيار جاء به الفصل 36من م.م.م.ت حيث نص على أنه " للطالب في الصور التالية
الخيار في رفع دعواه لدى المحكمة المنصوص عليها بالفصلين 30و 31أو لدى المحاكم
االتية )5 ... :في قضايا النفقات المحكمة التي بدائرتها مقر الدائن بالنفقة".
اختصاص النظر
أسند الفصل 39من مجلة المرافعات المدنية والتجارية والية مطلقة لقاضي الناحية للنظر
حصريا في مادة النفقات ..." :ويختص (أي حاكم الناحية) بالحكم ابتدائيا:
أوال :في قضايا النفقات التي ترفع إليه بصفة أصلية ،وينّفذ الحكم بقطع النظر عن
االستئناف ."...
والمالحظ من منطوق الفصل أن النفقة كعالقة مالية يختص بالنظر فيها حاكم الناحية دون
سواه بصفة أصلية 6ودون أن يتقّيد بمرجع النظر الحكمي المنصوص عليه بديباجة الفصل
39من م.م.م.ت أي دون أن يعيقه سقف السبعة أالف دينار وهو ما يعتبر خصوصية ينفرد
بها هذا الحق المالي.
وجاءت عبارة النفقة مطلقة فهي تشمل النفقة المطالب بها من الزوجة المدخول بها ,الفروع و
إن سفلوا ،وأصول األب إو ن علوا وأصول األم إلى حدود الدرجة األولى والملتزم لفائدتهم ويقع
تقدير هذه النفقة وفق عدة معايير من بينها وسع المنفق وحال المنفق عليه وحال الوقت
واألسعار .
والدعاوى المسندة لقاضي الناحية في هذا االختصاص تشمل طلب النفقة ،كما تشمل طلب
تعديل معين النفقة وكذلك طلب الرجوع في النفقة بإسقاطها أو إيقافها.
بموجب تنقيح 23مارس 2006عوضت شهادة في تقديم شكوى بشهادة في نشر قضية إهمال
عيال لدى قاضي الناحية المختص ترابيا بناء على أنه يمثل النيابة العمومية داخل تراب
الجمهورية وهو الذي يبحث في الشكوى ثم يقضي في شأنها إلى جانب الرغبة في التخفيف عن
المطلقة في خصوص الشهائد اإلدارية وفي األعباء المالية ألن كل شهادة خاضعة لطابع
الجبائي.7
قد تحصل بين األزواج نزاعات شخصية ومالية عديدة ونظ ار للطبيعة الخاصة للعالقة الزوجية
يمكن للزوجين اختيار وسائل تحفظ طبيعة العالقة عن طريق اللجوء إلى التحكيم إذ نصت
المادة 7من مجلة التحكيم 8أنه " ال يجوز التحكيم ... :ثالثا :في النزاعات المتعلقة بالحالة
الشخصية باستثناء الخالقات المالية الناشئة عنها " ...
6
يمكن أن يختص بها استثنائيا قاضي األسرة إذا كانت في إطار المساعي الصلحية في قضية طالق كما سبق أن ذكر.
7
حسيبة العربي :التشريعات االجتماعية المتعلقة بحماية األسرة في مجلة األحوال الشخصية وصندوق ضمان النفقة وجراية الطالق ،مرجع سابق ،ص
.22
8
صادرة بالقانون عدد 42المؤرخ في ، 1993/04/26الرائد الرسمي عــدد 33بتاريخ 04ماي 1993ص . 580
فالتحكيم ال يخص إال الدعاوى المالية المتعلقة بحقوق الزوجين طالما أن النزاعات المتعلقة
باألحوال الشخصية في غالبيتها تهم النظام العام وال يجوز إجراء التحكيم في خصوصها.
ويمكن أن يشمل التحكيم عديد المسائل المالية بين الزوجين من ذلك حالة نشوب خالف بين
الزوجين حول متاع البيت من تجهيزات و تحف وأثاث (الفصل 26م.أ.ش) أو بين ورثة الزوج
المتوفى وقرينه الباقي على قيد الحياة في خصوص تحديد متاع البيت وقسمته بين جملة
المستحقين (الفصل 27م.أ.ش) ،أو كذلك بين الزوجين حول الهدايا التي يتبادالنها حال قيام
الزواج بينهما (الفصل 28م.أ.ش) ،أو حول اآلثار المالية للطالق خاصة فيما يتعلق
بالتعويض عن الضررين المادي والمعنوي الناجمين عن الطالق (الفصالن 31و 32م.أ.ش)
أو كذلك حول كيفية صرف النفقة (الفصل 37و ما بعده من م.أ.ش والفصل 1464من
م.ا.ع) هذا باإلضافة إلى مصاريف شؤون المحضون (56م.أ.ش) وأجرة الحاضنة ( 65من
م.أ.ش) .
وُي عد التحكيم نظاما مالئما لفض النزاعات المالية العائلية إذ يوفق بين حرية األطراف ومراقبة
الدولة ،حيث أنه مهما كان شكله يبقى خاضعا لرقابة القضاء الذي ينظر في مطابقة القرار
التحكيمي للقانون وعدم مخالفته للنظام العام ،قبل إكساءه بالصيغة التنفيذية .9
تدعيما لحقوق الزوجة وتحصلها على حقوقها المالية أقر المشرع كذلك إمكانية اللجوء إلى
التحكيم في المسائل المالية
قد تحصل بين األزواج نزاعات شخصية ومالية عديدة ونظ ار للطبيعة الخاصة للعالقة الزوجية
يمكن للزوجين اختيار وسائل تحفظ طبيعة العالقة عن طريق اللجوء إلى التحكيم إذ نصت
أنه " ال يجوز التحكيم ... :ثالثا :في النزاعات المتعلقة بالحالة 10
المادة 7من مجلة التحكيم
الشخصية باستثناء الخالقات المالية الناشئة عنها " ...
فالتحكيم ال يخص إال الدعاوى المالية المتعلقة بحقوق الزوجين طالما أن النزاعات المتعلقة
باألحوال الشخصية في غالبيتها تهم النظام العام وال يجوز إجراء التحكيم في خصوصها.
9
محمد الحبيب الشريف النظام العام العائلي ،التشكالت ،ص .406
10
صادرة بالقانون عدد 42المؤرخ في ، 1993/04/26الرائد الرسمي عــدد 33بتاريخ 04ماي 1993ص . 580
ويمكن أن يشمل التحكيم عديد المسائل المالية بين الزوجين من ذلك حالة نشوب خالف بين
الزوجين حول متاع البيت من تجهيزات و تحف وأثاث (الفصل 26م.أ.ش) أو بين ورثة الزوج
المتوفى وقرينه الباقي على قيد الحياة في خصوص تحديد متاع البيت وقسمته بين جملة
المستحقين (الفصل 27م.أ.ش) ،أو كذلك بين الزوجين حول الهدايا التي يتبادالنها حال قيام
الزواج بينهما (الفصل 28م.أ.ش) ،أو حول اآلثار المالية للطالق خاصة فيما يتعلق
بالتعويض عن الضررين المادي والمعنوي الناجمين عن الطالق (الفصالن 31و 32م.أ.ش)
أو كذلك حول كيفية صرف النفقة (الفصل 37و ما بعده من م.أ.ش والفصل 1464من
م.ا.ع) هذا باإلضافة إلى مصاريف شؤون المحضون (56م.أ.ش) وأجرة الحاضنة ( 65من
م.أ.ش) .
وُي عد التحكيم نظاما مالئما لفض النزاعات المالية العائلية إذ يوفق بين حرية األطراف ومراقبة
الدولة ،حيث أنه مهما كان شكله يبقى خاضعا لرقابة القضاء الذي ينظر في مطابقة القرار
التحكيمي للقانون وعدم مخالفته للنظام العام ،قبل إكساءه بالصيغة التنفيذية .11
لم يكن تغيب المدعى عليه عن الطور الصلحي قبل تنقيح 12جويلية 1993يؤثر على سير
الدعوى ذلك أن القاضي الصلحي مدعو إلى مواصلة النظر في الدعوى ألن حضور المدعى
عليه من شأنه أن يمكنه فقط من بيان موقفه والدفاع عن نفسه والمطالبة بحقوقه ،ومن نتائج
ذلك كان القاضي الصلحي يسجل غياب المدعى عليه وفشل المحاولة الصلحية ثم يحيل
الملف على المحكمة بتركيبتها الثالثية للبت في القضية إذا ما اتضح أن االستدعاء قد وقع
تبليغه بصورة قانونية.
وقد أفرز جريان عمل المحاكم على هذا النحو حصول بعض المآسي لعديد الزوجات المدعى
عليهن ،حيث تجد الزوجة نفسها مطلقة من جراء عدم حضورها بالطور الصلحي نتيجة تحيل
زوجها في عدم بلوغ االستدعاء إليها وهو ما يؤدي إلى فقدانها لحقوقها وحقوق أبنائها نتيجة
عدم الحضور والمطالبة بها.12
11
محمد الحبيب الشريف النظام العام العائلي ،التشكالت ،ص .406
12
ساسي بن حليمة :دور قاضي األسرة في قضايا الطالق ،مرجع سابق ،ص .32-31
وأمام هذا المآل فرض المشرع التونسي بموجب تنقيح 1993الحرص على أن يتم تبليغ
االستدعاء شخصيا للزوجة المدعى عليها ( )1وأدخل تحت طائلة التجريم ما قد يعمد إليه
الطرف المدعي من تحايل على القانون وذلك بهدف منع بلوغ االستدعاء للزوجة المدعى عليها
(.)2
حيث اقتضت الفقرة 3من الفصل 32من م.أ.ش أنه" إذا لم يحضر المدعى عليه ولم يبلغ
االستدعاء لشخصه فإن قاضي األسرة يؤجل النظر في القضية ويستعين بمن يراه الستدعاء
المعني باألمر شخصيا أو لمعرفة مقره الحقيقي واستدعائه منه ".
إن الغاية الجديدة من االستدعاء والتي جعلت من مفهوم التبليغ يرتقي من التبليغ القانوني إلى
التبليغ الفعلي ،13تعتبر من أهم اإلحداثات التي جاء بها تنقيح 1993حيث بمقتضاها أصبح
دور قاضي األسرة ال يقتصر على مراقبته لصحة تبليغ االستدعاء من الناحية القانونية لمعرفة
إن كان قد بلغ بصورة قانونية أم ال ،واتخاذ اإلجراء الحتمي في صورة عدم تبليغه بكيفية
نظامية ،بل أضحى يراقب مدى وصول االستدعاء بصفة شخصية للمطلوب ،إو ن لم يكن ذلك
ولم يحضر المطلوب فإنه ال ينظر في القضية على حالتها تلك ولو أن االستدعاء قد بلغ
قانونا ،بل يؤجل قاضي األسرة النظر في القضية بغاية إعادة استدعاء المعني باألمر
شخصيا.14
وتبعا لذلك يكون المشرع التونسي قد اختار لقاضي األسرة دو ار خصوصيا إجرائيا يبتعد به عن
دوره العادي في مادة اإلجراءات المدنية ،15واقترح ضمن الفصل 32من م.أ.ش طريقتين لتبليغ
االستدعاء لشخص المدعى عليه :ففي صورة ما إذا كان مقر المدعى عليه معلوما ولم يبلغه
االستدعاء فإن قاضي األسرة يستعين بمن يراه 16لتبليغ االستدعاء سواء عدل التنفيذ أو أحد
أعوان الضابطة العدلية 17أو العمدة أو المرشدة االجتماعية فاألمر هنا موكول الجتهاده
13
جيهان باألكحل :قضاء األحوال الشخصية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في قانون األعمال السنة الجامعية ،2005-2004كلية الحقوق العلوم
االقتصادية والسياسية بسوسة ،ص.51
14
قرار تعقيبي مدني عدد 27914المؤرخ في 26ديسمبر ،2003ن.م.ت لسنة ،2003قسم مدني ،ج ،2م ،428والقاضي بأن " الجلسات في المادة
الصلحية وجوبية ،فإذا لم يحضر المدعى عليه بالجلسة األولى لعدم بلوغ االستدعاء إليه شخصيا فإن قاضي األسرة يسعى الستدعائه".
15
ساسي بن حليمة :دور قاضي األسرة في قضايا الطالق ،مرجع سابق ،ص.30
16
الفقرة الثالثة من الفصل 32من م.أ.ش :يراجع في هذا الخصوص ساسي بن حليمة :دور قاضي األسرة في قضايا الطالق ،مرجع سابق ،ص.56
17
الفقرة الثالثة والرابعة من الفصل 10من مجلة اإلجراءات الجزائية.
الشخصي 18أما إذا وقع التبليغ في مقر غير المقر الحقيقي للمدعى عليه يكون قاضي األسرة
مدعوا إلى التوصل إلى المقر الحقيقي واستدعاء المطلوب منه ونفس اإلجراء يعتمده في صورة
وقوع التنصيص باالستدعاء على أن المدعى عليه مجهول المقر.19
أما في خصوص مسألة مدى قبول الوكالة لدى قاضى األسرة عند عدم حضور أحد الزوجين
فهي ال تقبل إال في صورة وجود صعوبات وعوائق بالنسبة لتغيب المدعى عليه ،ألن موقف
محكمة التعقيب كان واضحا عندما اعتبرت أن الصلح يتعلق بذات الزوجين وغير قابل
للنيابة.20
لكن هذا الموقف قد يتعارض مع بعض الحاالت التي يتعذر فيها على أحد الزوجين الحضور
والذي كان يمكن تالفيه من خالل االستعانة بأحكام الفصل 1118من م.ا.ع الوارد بباب
الوكالة والخاص بالتوكيل على الخصام ذلك أنه في صورة المرض أو التواجد خارج البالد
التونسية يمكن للمدعى عليه من الناحية القانونية أن يحرر توكيال على الخصام خاص
بالحضور بالجلسات التي يتعذر عليه حضورها سواء كانت صلحية أو حكمية ،محرر لدى
عدلي إشهاد ويستحسن أن يعطى هذا التوكيل ألحد األقارب أو أفراد العائلة ونكون بذلك قد
حققنا الغاية وهي سير الجلسة بحضور األطراف بل أكثر من ذلك ال مانع قانوني من حضور
المحامي في هذا الطور فمقولة أن حضوره قد يعكر المسار الصلحي غير ذي وجاهة
فالمحامي مطالب بالسعي لتحقيق مصالح حرفائه وهو مخول قانونا للقيام بمهام التحكيم
والوساطة والمصالحة 21وهي مهام تستوجب تكوين ومعرفة معينة افترض المشرع وجودها لدى
المحامي واعتبرها من خصوصيات مهنته وبالتالي فحضوره ال يمكن أن يكون اال دعامة يقوم
عليها الطور الصلحي.
18مع أن مجهودات قاضي األسرة في هذا اإلطار قد تصطدم بتعمد المدعى عليه نفسه عدم تسلم االستدعاء أو بالتخفي أو إخفاء هويته عن الشخص
المكلف بتبليغ االستدعاء من أجل تعطيل سير الدعوى .يراجع في ذلك ثريا بن سعد :أثار الطالق بين التشريع والواقع المجتمعي ،تونس أنموذجا ،مرجع
سابق ،ص .160
19
ساسي بن حليمة :دور قاضي األسرة في قضايا الطالق ،مرجع سابق ،ص.36
20
قرار تعقيبي مدني عدد 9700مؤرخ في 22جانفي ،1974ن.م.ت 1974قسم مدني ،جزء ،1ص .137
21
جاء بالفقرة الخامسة من الفصل الثاني من المرسوم عدد 79لسنة 2011المؤرخ في 20أت 2011المتعلق بتنظيم مهنة المحاماة أنه...":يمكن
للمحامي القيام خاصة بمهام التحكيم والوساطة والمصالحة و...و."...