Professional Documents
Culture Documents
بطلان عقد الزواج
بطلان عقد الزواج
إعداد و تقديم:
أريج الطعملي
و
نسرين العرضاوي
1
الموضوع :بطالن عقد الزواج
المخطط:
2
المقدمة:
يعتبر عقد الزواج من العقود المسماة التي خصها المشرع بإسم و نظام قانوني معين محددا بذلك
شروط تكوينه و طرق انحالله .ينحل عقد الزواج إ ما بموت أحد األطراف ،أو إثر حياتهما
بالطالق أو بالبطالن المتمثل في جزاء اإلخالل بشروط تكوين العقد ،و في هذا السياق يندرج
و لدراسة هذا الموضوع البد من التطرق الى المفاهيم الجوهرية التي يطرحها ،و البطالن لغة،
بطل الشيء ،يبطل بطالنا ،بمعنى ذهب ضياعا و خسرانا او سقط حكمه و الباطل نقيض الحق،
و الجمع اباطيل ،1أما اصطالحا ،و في ظل غياب التعريف التشريعي نعتمد التعريف الفقهي و
الفقه قضائي؛ فالبطالن جزاء عدم استكمال العقد ألركانه و شروط صحته عند تكوينه .و
البطالن نوعان؛ إذا تمثل الخلل في إفتقار العقد إلى أحد أركانه األساسية التي ال يكون له بدونها
وجود فإن جزاء ذلك يكون البطالن المطلق أي أنه يطول كل عقد تكون على خالف ما جاء
بأحكام الفصل 2من مجلة اإللتزامات و العقود 2مع مراعاة خصوصية العقود التي اشترط
أما اذا تعلق الخلل بإفتقار العقد لشرط يكتسي أهمية أقل من الشروط التي سبق ذكرها فإن الحالة
تعتبر ذات خطورة أقل فتجازى بالبطالن النسبي؛ و من هاته الحاالت نذكر خاصة عيوب الرضا
و الغبن.3
3
نظرا لتداخل مفهوم البطالن مع بعض المفاهيم المشابهة له ،وجب التمييز بين البطالن كجزاء
مدني عن الطالق أوال ،ثم بين البطالن و سائر الجزاءات المدنية القريبة منه ،كالفسخ و عدم
النفاذ.
أما فيما يتعلق بالطالق ،فانه ال يمثل جزاءا مدنيا إنما هو إنهاء قانوني لعقد الزواج المنبني على
الفسخ هو جزاء يتسلط على العقد الذي تكون صحيحا ال يشكو من خلل في إبرامه لكن طرأ
عليه الخلل في تنفيذه ألن أحد األطراف لم يقم بتنفيذ إلتزاماته التعاقدية.4
أما عدم النفاذ فهو جزاء لخلل يعتري العقد دون أن يؤثر على صحته بين الطرفين و لكنه يجعله
و كسائر العقود ،يخضع عقد الزواج إلى األحكام العامة للعقد و بالتالي فهو قابل للتعرض الى
الجزاءات المدنية المسلطة على العقود ،مع مراعاة خصوصية هذا العقد.
لئن لم يعرف المشرع التونسي العقد في مجلة االلتزامات و العقود ،فإن الفقهاء تولوا تعريفه
على انه توافق ارادتين او اكثر على احداث اثر قانوني معين .اما عقد الزواج فهو عقد شكلي
يتفق بمقتضاه رجل و إمراة على العيش المشترك في محل الزوجية بغرض تكوين أسرة و
يقيمان بموجبه عالقة قانونية بينهما ينظمها القانون المدني بصفة آمرة من حيث شروط تكوينها
و كسائر العقود ،يخضع عقد الزواج إلى األحكام العامة للعقد و بالتالي فهو قابل لالبطال.
4
لمياء القاللي،محاضرات في قانون العائلة،كلية الحقوق و العلوم السياسية بسوسة ،سوسة،ص.762
5
دمحم الزين،مرجع سابق،ص.789
6لمياء القاللي،مرجع سابق،ص.762
4
كان عقد الزواج يخضع إلى أحكام التشريع اإلسالمي حيث كان عقدا رضائيا بإمتياز ال يشترط
لتكوينه كتبا بل رضاء األطراف يكفي إلنعقاده و جعله نافذا و مرتبا الثاره القانونية ،و بصدور
االمر العلي المؤرخ في 31اوت 3591المتعلق بإصدار مجلة األحوال الشخصية أصبح عقد
الزواج منظما بأحكام التشريع الخاص الذي اكساه بالطابع الشكلي حيث جعل الكتب الرسمي
شرط صحة النعقاد الزواج و بغيابه يبطل العقد بطالنا مطلقا ،و هذا ما يجعل التشريع التونسي
كما يستعمل المشرع التونسي عبارتي "الزواج الباطل" و "الزواج الفاسد" للتعبير عن الزواج
المحكوم عليه بالبطالن على خالف المشرع الفرنسي الذي يستعمل عبارة موحدة للتعبير هذا
لئ ن نظم المشرع البطالن في عقد الزواج و حدد شروط و اجراءات قيام دعوى البطالن ،اال ان
هذه الدعوى تبقى محدودة على الصعيد التطبيقي حيث ان السائد ان االطراف تتقدم بدعوى
يطرح هذا الموضوع االشكالية التالية :فيما يتمثل النظام القانوني للزواج الباطل ؟
لقد نظم المشرع عقد الزواج فحدد اسباب بطالنه (جزء اول) ودعوى التصريح به (جزء ثان).
نظرا ألهمية عقد الزواج ،نظمه المشرع ضمن العديد من النصوص العامة و القوانين الخاصة،
أهمها الكتاب األول من مجلة األحوال الشخصية تحت عنوان "الزواج" و القانون عــ3ــدد لسنة
7
دمحم فيصل بن جعفر،الزواج الباطل،رسالة ختم الدروس بمرحلة ،3كلية الحقوق و العلوم السياسية بتونس.
5
7911المؤرخ في 7اوت 7911و المتعلق بتنظيم الحالة المدنية ،و إلرتباطه الوثيق بالنظام
العام ،وضع المشرع شروطا عديدة لصحته و ينجر على مخالفتها بطالن عقد الزواج ،و يمكن
نظرا للطبيعة الحساسة لعقد الزواج و لجدية االثار المترتبة على انعقاده و التي يمتد بعضها الى
ما بعد انحالله ،وضع المشرع عدة شروط جوهرية لصحة انعقاد عقد الزواج و جزاء مخالفة
هذه الشروط هو البطالن ،و تحديدا البطالن المطلق و ذلك لتعلقه الوثيق بالنظام العام و المساس
باي شرط من شروطه يعتبر مساسا بالمصلحة العامة ،و ذلك عمال بما ورد بالفصل 27من
مجلة االحوال الشخصية 8الذي حدد أغلب صور بطالن الزواج السباب جوهرية .و قد استعمل
المشرع عبارة "الزواج الفاسد" لعدم تفرقته بين هذه العبارة و عبارة "الزواج الباطل" اذ انه
و قد عرف المشرع الزواج الباطل على انه " الذي اقترن بشرط يتنافى مع جوهر العقد او انعقد
بدون مراعاة احكام الفقرة االولى من الفصل الثالث و الفقرة االولى من الفصل الخامس و
الفصول 71و 76و 71و 78و 79و 22من هذه المجلة" و يمكن تقسيم اسباب بطالن
الزواج حسب هذ ا الفصل الى صورة عامة للبطالن و الصور الخاصة بخرق احكام بعض
8الفصل 27م أ ش " الزواج الفاسد هو الذي اقترن بشرط يتنافى مع جوهر العقد أو انعقد بدون مراعاة أحكام الفقرة األولى من الفصل الثالث
والفقرة األولى من الفصل الخامس والفصول 39و 31و 31و 31و 35و 22من هذه المجلة.
وإذا وقعت تتبعات جزائية تطبيقا ألحكام الفصل 31أعاله فإنه يقع البت بحكم واحد في الجريمة وفساد الزواج.
ويعاقب بالسجن مدة ستة أشهر الزوجان اللذان يستأنفان أو يستمران على المعاشرة رغم التصريح بفساد زواجهما.
وال ينطبق الفصل 91من القانون الجنائي على الجرائم المقررة بهذا الفصل.".
6
أما عن الصورة االولى المتمثلة في إقتران عقد الزواج مع شرط يتنافى مع جوهر العقد ،فالجدير
بالذكر بان المشرع لم يعرف جوهر العقد ،و لكن "اتفق الفقه و فقه القضاء على ان المقصود هو
الواجبات الزوجية التي يحددها الفصل 23م أ ش" ،9اذ يعتبر هذا الفصل بمثابة دستور العائلة
فهو يهم النظام العام و ينظم الواجبات المحمولة على كال الطرفين.
و قد أورد المشرع صلب نفس المجلة بالفصل 77مسألة خيار الشرط و هو "مصطلح فقهي
اسالمي يفيد امكانية اتفاق الزوجين عند عقد القران على ما يريانه من شروط تتعلق بشخصيهما
وفقا لما ورد بالفصل 27م أ ش السابق الذكر فان كل شرط ال يتناسب و أحكام الفصل 23م أ
ش باطل بطالنا مطلقا ،كمن اشترط عدم المساكنة او اشترط عدم القيام بالواجب الجنسي او عدم
11
ان العالقة الجنسية انجاب االوالد حيث اعتبرت محكمة التعقيب التونسية في احدى قراراتها
و انجاب االوالد و انشاء االسرة من لوازم العالقة الزوجية .12و لتعلق المسألة بالنظام العام،
اضافة الى هذه الصورة ،وردت من خالل قاعدة الفصل 27م أ ش صور أخرى توجب ابطال
عقد الزواج وهي الحاالت المخالفة للفصول المتعلقة برضا االطراف و موانع الزواج.
اما بخصوص رضا األطراف فإن المشرع قد أورد بالفقرة األولى من الفصل 3من مجلة
األحوال الشخصية "ال ينعقد الزواج إال برضا الزوجين" فالرضا ركن اساسي النعقاد عقد
الزواج و هو من الشروط النفسية التي ال يتم العقد اال بتوفرها ذلك لتجسيده توفر حرية الزواج و
حرية الطرف على اختيار ابرام العقد من عدمه و من حرية اختيار الشريك و يظهر ذلك من
7
خالل إل غاء المشرع فرضية جب ر الولي منظوريه على الزواج خاصة اإلناث منهم و قد عزم
المشرع على توفر هذا الركن ضرورة و اعلن عقوبة ابطال العقد في صورة المساس به وذلك
من خالل الفصل 27من م أ ش الذي نص على "الزواج الفاسد هو الذي...انعقد بدون مراعاة
أحكام الفقرة األولى من الفصل الثالث" ،13و يمكن للرضا ان يكون منعدما كليا أو معيبا ،و يكون
البطالن في صورة الرضاء المنعدم مطلقا ،و نسبيا في صورة كان الرضاء معيبا ،اذ يتوقف ذلك
على طلب من الطرف المتضرر .و يعاب الرضاء اذا ما تعلق بإحدى عيوب الرضا المتمثلة في
الغلط والتغرير واإلكراه و الغبن ،و قد نظم المشرع عيوب الرضا صلب مجلة اإللتزامات و
العقود.
حسب ما جاء بالفصل 16م إ ع الذي نص على أن " ا لغلط في ذات أحد المتعاقدين أو في صفته
ال يكون موجبا للفسخ إال إذا كانت ذات المتعاقد معه أو صفته من األسباب الموجبة للرضى
بالعقد ".ليكون ال غلط موجبا إلبطالل عقد الزواج وجب ان يكون حاسما اي ان محل الغلط
جوهري بالنسبة للقرين ولوال الغلط لقبل القرين بمواصلة الزواج و على القائم بالدعوى إثبات
ذلك ،و الجدير بالذكر أن القرارات و االحكام الصادرة في هذا الموضوع و في بطالن عقد
الزواج عامة تبقى نادرة في فقه القضاء التونسي على خالف فقه القضاء الفرنسي؛ الذي نذكر
كمثال عليه قبول محكمة التعقيب الفرنسية طلب ابطال زواج تقدمت به زوجة بعد ان اكتشفت ان
14
زوجها سبق الحكم عليه بخمس عشر سنة سجنا مع األشغال الشاقة.
أما عن التغرير فهو ،حسب ما أفاده الفصل 91م إ ع ،كل تواطئ يصدر من قبل المعاقد او
نائيه مصحوبا بالكنايات أو المخاتالت التي أدت بالطرف اآلخر بقبول العقد ،و ال يوجب الفسخ
في هذه الحالة إال إذا كان التغرير هو المصدر األساسي الذي دفع المتعاقد على القبول بالعقد.
13
أحمد رويس،دراسة مقارنة بين الطالق و بطالن الزواج،رسالة لنيل شهادة ختم الدروس بالمعهد األعلى للقضاء،المعهد األعلى للقضاء-2222،
،2223ص.12
14نفس المرجع،ص.13
8
اما بالنسبة لإلكراه فإن المشرع قام بتوليه ضمن الفصل 92م إ ع الذي عرفه على انه "جبر
أحد بغير حق على أن يعمل عمال لم يرتضه" و كما هو الحال مع الغلط ،ال يكون اإلكراه موجبا
لإلبطال اال اذا كان السبب الرئيسي في الرضا بالعقد و ذلك إعماال لقاعدة الفصل 93من نفس
المجلة.
و بخصوص الغبن ،فهو ال يخص اال المعامالت المالية فقط حسب ما يدور حوله موضوع
الفصلين 12و 13م إ ع ،و بالتالي فهو يخرج عن نطاق عقد الزواج.
لقد ورد بالفقرة األولى من الفصل 9من م أ ش "يجب أن يكون كل من الزوجين خلوا من
الموانع الشرعية" و هذا الفصل يكمل الفصل 31من نفس المجلة الذي حدد الموانع الشرعية و
15
عددها مقسما إياها إلى موانع مؤبدة و أخرى مؤقتة.
تتمثل الموانع المؤبدة اوال في مانع القرابة الذي تناوله المشرع ضمن الفصل 71م أ ش و هم
"أصول الرجل و فصوله و فصول أول أصوله و أول فصل من كل أصل و لو عال ".اي األم و
الجدات و الحفيدات و بنات اإلخوة و األخوات ،الشقيقات منهن و غير الشقيقات ،و العمات و
الخاالت و ان علو.
اما عن مانع المصاهرة فقد نص الفصل 76من نفس المجلة على ان "المحرمات بالمصاهرة
أصول الزوجات بمجرد العقد وفصولهن بشرط الدخول باألم ،زوجات اآلباء وإن علوا وزوجات
األوالد وإن سفلوا بمجرد العقد ".و هذا الفصل ،و الذي سبقه ،ما هو اال تطبيق ألحكام الفقه
اإلسالمي.
15
الفصل 71م أ ش" :موانع الزواج قسمان :مؤبدة ومؤقتة
فالمؤبدة :القرابة أو المصاهرة أو الرضاع أو التطليق ثالثا،
والمؤقتة :تعلق حق الغير بزواج أو عدة".
9
و بخصوص مانع الرضاع المتضمن بالفصل 31من م أ ش فهو ليس اال تطبيق الى احكام الفقه
ا السالمي و هو ما ذهبت اليه محكمة التعقيب بقرارها المدني عدد 222الصادر بتاريخ
2232/2/22من أن "وسائل إثبات الرضاع ال تخضع لقواعد وسائل اإلثبات العامة الوارد بها
و نجد مانع التطليق ثالثا كما نع مؤبد أخير ضمن القائمة الحصرية التي أوردها المشرع ضمن
الفصل 31م أ ش و قد نظمها صلب الفصل 35من نفس المجلة "يحجر على الرجل أن يتزوج
مطلقته ثالثا ".و هذا الحل الذي ذهب اليه المشرع التونسي مخالف الى أحكام التشريع اإلسالمي
الذي ترك المجال مفتوحا للزواج بمطلقته ثالثا اذا ما تم الدخول بها من قبل غيره ،و قد لجأ
المشرع الى هذا الحل نظرا الى االجراءات المعقدة التي تتميز بها دعوى الطالق و تضمنها على
األطوار الصلحية كل مرة يقع فيها الطالق بين نفس الزوجين ،و بذلك التطليق للمرة الثالثة ال
عدد الفصل 31السابق الذكر في فقرته األخيرة الموانع المؤقتة و هي تعلق حق الغير بزواج و
لقد نص الفصل 31م أ ش على منع تعدد الزوجات كما حدد عقوبة جزائية الى جانب العقوبة
المدنية المتمثلة في البطالن و بذلك وضع المشرع قطيعة تامة مع الفقه اإلسالمي في هذه المسألة
اما الفصل 22من نفس المجلة فقد جاء محجرا التزوج بزوجة الغير بما معناه من خالل قراءة
عكسية للفصل بأنه منع لتعدد األزواج ،و قد جاءت صياغة الفصل كاآلتي" :يحجر التزوج
بزوجة الغير أو معتدته قبل انقضاء عدتها" بحيث جمعت بين منع تعدد األزواج و منع الزواج
بالمعتدة .و قد نظم الفصل 19م أ ش أحكام العدة و هي كاآلتي " :تعتد المطلقة غير الحامل
16
أحمد رويس،مرجع سابق،ص.19
10
مدة ثالثة أشهر كاملة .وتعتد المتوفى عنها زوجها مدة أربعة أشهر وعشرة أيام كاملة ،أما
الحامل فعدتها وضع حملها وأقصى مدة الحمل سنة من تاريخ الطالق أو تاريخ الوفاة".
لقد نظم المشرع أسباب اإلبطال لألسباب الموضوعية صلب أحكام الفصل 27م أ ش ،اال ان
هذه القائمة ليست حصرية ،اذ اغفل المشرع بعض األسباب األخرى منها التي وردة ضمن
أحكام المجلة نذكر منها األهلية ،و منها ما أثارها الفقه و فقه القضاء نذكر منها على سبيل المثال
فيما يتعلق بأهلية المتعاقد فقد نص المشرع ضمن الفصل 1م أ ش في فقرته الثانية أن زواج
القاصر متوقف على االذن القضائي و إجازة الولي او المقدم القضائي الواردة بالفصل 6من
نفس المجلة ،و مخالفة االذن القضائي في صورة زواج القاصر ترتب البطالن المطلق لهذا
الزواج ،غير أن هذه الفرضية تظل نظرية ذلك ألن السلطة المخول لها تحرير العقد ترفض
التحرير في غياب هذا االذن في حالة كانت احدى او كال المتعاقدين دون سن الرشد القانونية.
اما فيما يتعلق بزواج المسلمة بغير المسلم فان المشرع التونسي لم يتعرض الى هذه الحالة على
خالف المشرع المغربي الذي اعتبر ان عدم اعتناق الزوج االسالم من الموانع المؤقتتة للزواج و
ذلك ضمن الفصل 25من المدونة المغربية ،17و لكن هذه الفرضية قد اثيرت على الصعيد
و من المثير للجدل مصادقة البالد التونسية على معاهدات و و اتفاقيات دولية حول احترام حقوق
و حريات الزواج منها اتفاقية نيويورك المبرمة في 32ديسمبر 3512التي صادقت عليها
تونس بمقتضى القانون المؤرخ في 23نوفمبر 3511و المتعلقة اقرار حرية الزواج للجنسين
18
في حين أن دون اعتبار الجنسية او الدين حيث تضمن للمرأة الحرية في الزواج بغير المسلم
17
أحمد رويس،مرجع سابق،ص.12
18
لمياء القاللي،مرجع سابق،ص.731
11
موقف فقه القضاء متذبذب بحيث اعتبرت محكمة التعقيب في قرارها عدد 1111الصادر
19
و في حكم في 13جانفي 3511بأن " زواج المسلمة بغير المسلم يعتبر زواجا باطل اصال"
اما فيما يخص شرط التباين في الجنس فإن المشرع لم يضع عقوبة لمخالفته نظرا ألنه لم يضعه
أصال ضمن قائمة الشروط بما أنه شرط بديهي و مسلم ضمنيا كما أن المسألة لم تكن مطروحة
زمن صدور المجلة انما هو مشكل مستحدث مؤخرا يخص زواج المثليي الجنس و بما أنها
مخالفة للطبيعة و ألحكام فصول المجلة خاصة منها 21م أ ش الذي حدد واجبات الزوج و
الزوجة و يمكن أن تحدث خلال و ضررا كبيرا في و ضعية العائلة التونسية و المجتع عامة فهي
الى جانب األسباب الموضوعية الموجبة لإلبطال التي نظمها المشرع صلب م أ ش ،نظم أسباب
عقد الزواج عقد شكلي ،اذ أن رضاء األطراف وحده ال يكفي إلنعقاده و صحته ،و جزاء كل
زواج مخالف للشكليات التي حددها القانون البطالن ،و قد أورد المشرع عبارة "و يعتبر الزواج
المبرم خالفا ألحكام الفصل 13أعاله باطال" بالفصل 11من قانون الحالة المدنية ،21و نفهم
من هذه الصياغة إرادة المشرع في إعتماد البطالن المطلق لكل زواج مبرم على خالف الشروط
19
أحمد رويس،مرجع سابق،ص.12
20
لمياء القاللي،مرجع سابق،ص.739
21قانون عدد 3لسنة 7911المؤرخ في 7أوت 7911و المتعلق بالحالة المدنية.
12
الشكلية و ذلك ألهميته و مدى ارتباطه بالنظام العام عى خالف ظيرهافرنسي الذي إعتمد
و قد نظم المشرع الشروط الشكلية لعقد الزواج ضمن الباب الثالث من قانون الحالة المدنية تحت
عنوان "في ترسيم العقود و ترسيمها" فحدد من خالل الفصل 13منه شروط إبرام العقد و أعلن
ضمن أحكام الفصل 11من نفس القانون جزاء مخالفتها ،ز بذلك يطرح هذا الفصل وضعيتين
للزواج الباطل؛ صورة عدم تضمين الزواج بحجة رسمية و صورة اإلخالل بشرط الشهود,
فيما يتعلق بالصورة األولى المتمثلة في غياب الحجة الرسمية أو ما يعرف بالزواج العرفي فقد
نص الفصل 1م أ ش على أنه " ال يثبت الزواج إال بحجة رسمية يضبطها قانون خاص" وفقا
ألحكام هذا الف صل فالحجة الرسمية هي وسيلة إثبات فقط و ال تعتبر شرط صحة ،و يمكن تبرير
ذلك من خالل الظروف اإلجتماعية المتزتمنة مع صدود مجلة األحوال الشخصية ،23إذ أن
الزواج قبل صدور هذه المجلة كان يخضع ألحكام الفقه اإلسالمي حيث كان عقدا رضائيا و
يخضع ألحكام العقود الرضائية حيث أن حصوله كان متوقفا على ايجاب و قبول األطراف،
حاله حال بقية التشاريع العربية المقارنة ،و إعتماد الكتب كان إستثناءا اال أنه لم يكن شرط
صحة انما وسيلة إثبات فقط ،كما ان القانون التونسي قد عرف تدرجا تشريعيا ،إذ أن المشرع
24
و قد كان ذلك بغاية حماية حقوق إعتمد سياسة تدريجية العتماد الكتب الرسمي كشرط صحة
ا لمتعاقدين و تنظيم المادة و إرساء اإلستقرار عليها و تسهيل عملية االثبات و حفظ النسب .25ثم
تدارك المشرع هذه الوضعية من خالل الفصل 11من قانون الحالة المدنية الذي أقر بمقتضاه
جزاءا لإلخالل بشرط الكتب الرسمي يتمثل في عقوبة جزائية متمثلة في السجن لمدة 111أشهر
تضاعف في صورة صدورة صدور الحكم و إستئناف المعاشرة ،الى جانب العقوبة المدنية التي
13
تتمثل في بطالن العقد و ذلك تعبيرا عن أهمية و ضرورة اإلدالء بكتب رسمي لصحة الزواج،
مع وجوبية التنصيص على انا هذا الحل القانوني ال يطبق على كل زواج أبرم قيل صدور هذا
كما يجب التفرقة بين الزواج المبرم على خالف الصيغ القانونية أي الزواج العرفي و عن بعض
المفاهيم تاشبيهة له ،خاصة صورة المخادنة ،و المخادنة هي "العالقة التي تربط بين رجل و
امراة يتعاشران معاشرة األزواج دون أن تكون لهما نية الزواج بحيث يبقى كل طرف على
حريته في الزواج" ، 26و التفرقة بين مفهومي المخادنة و الزواج العرفي مهمة على الصعيدين
الجزائي و المدني ،فعلى المستوى الجزائي و عمال بمبدأ التأويل الضيق في المادة الجزائية و
نظرا لعدم وجود جريمة المخادنة ضمن قائمة الجرائم ،ال يعاقب القانون على هذه الوضعية على
خالف الزواج العرفي ،أما على المستوى المدني فإن المخادنة ال ترتب آثارا و بالتالي فهي ال
تخضع الى أحكام الفصل 11مكرر من قانون الحالة المدنية على خالف الزواج على خالف
الصيغ القانونية ،و يبقى ال عائق الوحيد للتفرقة بين المفهومين إثبات نية عدم الزواج و تكمن هذه
باإلضافة إلى الجزاء المترتب على مخالفة الشكليات المعتمدة لصحة عقد الزواج ،حدد المشرع
من خالل الفصل 13من قانون الحالة المدنية السلط المخول لها إبرام عقد الزواج ،أي أنه
إشترط أن يكون الكتب محررا من طرف جهات محددة قانونا و خالف ذلك يعتبر باطال بالتالي
خاضعا إلى أحكان الفصل 11من قانون الحالة المدنية ،و وردت قائمة خذه السلط بصفة
حصرية ضمن الفصل 13من نفس القانون الذي ورد به "أمام عدلين أو أمام ضابط الحالة
المدنية" و قد حدد الفصل الثاني من نفس القانون األشخاص الذين أسندت لهم صفة ضابط الحالة
14
و فيما ورد في زواج التونسيين بالخارج فالفصل 13من قانون الحالة المدنية قد أعطى أطراف
العقد حرية اإلختيار بين إبرام الزواج أمام األعوان الديبلوماسيين أو القنصلين التونسيين؛ و ذلك
حتى في صورة حمل أحد الطرفين فقط الجنسية التونسية؛ و ذلك تطبيقا لعرف دولي ،أو إبرام
الزواج طبق قوانين البالد التي أبرم فيها الزواج و ذلك عمال بقاعدة مستمدة من القانون الدولي
الخاص " المكان يسود السند" ،مع إحترام ما ورد بالفصلين 13و 11من نفس القانون السابق
الذكر اللذين عبرا عن إرادة المشرع صراحة على أن الخيار في هذه الحالة ال يهم سوى
إن في عبارة "بمحضر شاهدين من أهال الثقة" الواردة بالفصل 13من قانون الحالة المدنية
إمتداد ألحكام إبرام الزواج في الفقه اإلسالمي ،إال أنه أضفى عليه الصبغة اإللزامية ،فشهادة
الشهود أصبحت شرط صحة اإلخالل به يوجب الفسخ كما يطوله الجزاء الجزائي المتمثل في
السجن عمال بقاعدة الفصل 11من نفس القانون ،لكن هذه الصورة تبقى نظرية بحتة ،إذ أن
وجود ضابط الحالة المدنية او عدلي اإلشهاد يمنع حصول مثل هذه الوضعية إذ أن محرر العقد
لن يبرم الزواج في غياب الشاهدين ،و بالتالي يبقى حدوث هذه الحالة بمعزل عن غياب الكتب
إضافة إلى الشروط الواردة بالفصل 13من قانون الحالة المدنية ،نذكر الشروط المتعلقة
بمحتوى حجة الزواج ،أي مؤيدات العقد ،و هي وجوبية إقدام األطراف المتعاقدة على اإلستظهار
بالوثائق الالزمة قانونا و المتمثلة في مضامين الوالدة و الشهادة الطبي ة التي نظمها المشرع من
29
المتعلق بالشهادة الطبية السابقة للزواج حيث ال يمكن خالل القانون عدد 11لسنة 3511
إبرام عقد الزواج في غياب هذه الوثائق و في صورة وقع ابرام العقد رغم عدم ايداع هذه
الوثائق تسلط العقوبة على محرر العقد عمال بأحكام الفصل 31من قانون الحالة المدنية و لكن
28
لمياء القاللي،مرجع سابق،ص.719
29قانون عدد 16لسنة 7961المؤرخ في 3نوفمبر 7961المتعلق بالشهادة الطبية السابقة للزواج.
15
العقد يبقى صحيحا نظرا ألن المشرع لم ينص صراحة على وجوبية ابطالل العقد .كما وجب في
بعض الحاالت الحصول على اإلذن اإلداري كالجنود و أعوان السلك الديبلوماسي ،لكن المشرع
في هذه الحالة لم يلزم محرر العقد بالتثبت من وجود اإلذن أو تفحصه إذ ترك ذلك للطرف
المعني باألمر في عالقته مع اإلدارة التابع لها ،فنفهم من ذلك بأن المشرع لم يرى في هذه
أما بخصوص اإلذن القضائي في إطار تطبيق الفصل 9م أ ش فإن غياب هذا اإلذن يوجب
البطالن وجوبا رغم عدم ت نصيص المشرع على ذلك صراحة ،إنما لتعلق ذلك بأهلية المتعاقد و
ارتباط هذه الوضعية الوثيق بالنظام العام ،و بذلك ،و على الصعيد التطبيقي فإن محرر العقد
إن ثبوت توفر سبب من أسبان البطالن الشكلية أو الجو هرية يوجب قيام دعوى التصريح ببطالن
عقد الزواج.
البطالن هو جزاء مدني مسلط على عقد الزواج الذي لم يحترم شروط تكوينه ،و هذا الجزاء ال
يكون بصفة تلقائية بل يجب على القاضي أن يتدخل للتصريح به ،و ذلك ألنه الوحيد المؤهل
لدعوى إبطال الزواج ،ككل الدعاوى المدنية ،إجراءات خاصة بها (فقرة أولى) و إنحالل و فك
30
أحمد رويس،مرجع سابق،ص33و.31
16
فقرة أولى :إجراءات دعوى التصريح بإبطال عقد الزواج
31
على انه " تنظر المحكمة اإلبتدائية ينص الفصل 12من مجلة المرافعات المدنية و التجارية
إبتدائيا في كل الدعاوى عدا ما خرج عنها بنص خاص" ،حسب ما ورد بهذا الفصل تعتبر دائرة
األحوال الشخصية للمحكمة اإلبتدائية المحكمة المختصة مبدئيا في كل دعاوى ابطال عقد
الزواج ،فتنظر في كل الدعاوي التي تتعلق باألحوال الشخصية عدا ما خرج عنها بنص خاص
صريح فيسند اليها هذا النوع من الدعاوي رغم عدم وجود نص خاص يسند لها إختصاص النظر
فيها.
تبقى الصورة آنفة الذكر صورة عامة و مبدئية ،إذ أن هناك صورتي إبطال خصها المشرع
بأحكام إستثنائية ،فإستثناهما المشرع من اختصاص دائرة االحوال الشخصية للمحكمة االبتدائية
فقد أسند المشرع التونسي الى قاضي الناحية بمقتضى نص خاص ان ينظر في دعاوي اإلبطال
التي تقترن بجريمة جزائية ،االولى تتمثل في جريمة تعدد الزوجات و الثانية فهي تتعلق بإقتران
البطالن بجريمة الزواج على خالف الصيغ القانونية .وفقا لما ورد بالفصل 15م م م ت؛
و تعدد الزوجات حسب ما جاء بالفقرتين األولى و الثانية من الفصل 31من مجلة األحوال
الشخصية جريمة ،إذ نص الفصل على ان "كل من تزوج وهو في حالة الزوجية وقبل فك
عصمة الزواج السابق يعاقب بالسجن لمدة عام وبخطية قدرها مائتان وأربعون ألف فرنك أو
31الفصل 12من مجلة المرافعات المدنية و التجارية،نقح بالقانون عدد 13لسنة 7991المؤرخ في 2ماي.7991
17
كذلك التزوج على خالف الصيغ القانونية يعد جريمة يعاقب عليها القانون عمال بأحكام نفس
32
أن التزوج كما ورد في القرار التعقيبي الجزائي عدد 1295المؤرخ في 1جانفي 3512
و في الحاالت السابقة الذكر ،قاضي الناحية المختص ينظر في الدعوى الجزائية و يقر الجزاء
الجزائي مصحوبا بحكم االبطال كعقوبة مدنية ،أي يتم الجمع بين الجزائين عند ثبوت الجريمة و
و قد جاء ضمن قرار تعقيبي جزائي عدد 1119مؤرخ في 1أفريل 351933أن " جريمة
التزوج بثانية من أنظار حاكم الناحية و هو المختص بالنظر في إبطال الزواج الثاني".
يكون استئناف هذه االحكام أمام الدائرة الجنائية لدى المحكمة االبتدائية.
بعد تحديد المحكمة المختصة بالنظر فيي دعاوي بطالن الزواج ،وجب تحديد األطراف التي
خول لها المشرع حق القيام برفع الدعوى .و يختلف الطرف القائم بالدعوى باختالف نوع
البطالن ،فإذا كان الخلل الذي أصاب العقد يمس المصلحة العامة و النظام العام ،أي حصول خلل
أو غياب احدى الشروط الجوهرية التي تمس بالنظام العام يؤدي الى تسليط البطالن المطلق على
العقد فان كل من له مصلحة يمكنه اثارة الدعوى بابطال العقد ،و تتعهدد بعد ذلك النيابة العمومية
كذلك يمكن للمحكمة أن تثير دعوى البطالن من تلقاء نفسها ولو بدون طلب من االطراف و لو
الول مرة من طرف محكمة التعقيب و تعتبر الدعاوى التي تخص االسرة عامة من الدعاوى
التي تهم النظام العام و هذا ما جاءت به محكمة التعقيب في قرارها الصادر في 31جانفي
32
قرار تعقيبي جزائي عدد،6219مؤرخ في 6جانفي ،7982ن،7982ق ح م،ص.9
33قرار تعقيبي جزائي عدد،3811مؤرخ في 1أفريل ،7961ن،7961ق ح م،ص.96
18
، 3513أي بعبارة اوضح يبطل عقد الزواج بطالنا مطلقا اذا لم يقع احترام شروط تكوين العقد
الذي اخل بالنظام العام ،و لكن بصفة خاصة يبطل عقد الزواج بطالنا نسبيا اذا ما تعلق الخطأ
في تكوين العقد بالمصلحة الخاصة لألطراف دون المصلحة العامة و في هذه الصورة حق القيام
بالدعوى تكون من قبل الطرف المتعاقد المتضرر من العقد ،و يمكن لهذا الطرف ان يقوم بطلب
34
ابطاله او تصحيحه.
صفة القيام تكون بتحديد اذا كان االمر يهم المصلحة العامة او الخاصة باطراف العقد.
إذا كان الخلل لمجرد اسباب تهم اطراف الزواج ،كحالة عيوب الرضا و عدم تسمية المهر فإن
في هذه الصورة يكون البطالن نسبيا و على الطرف المتضرر حق القيام بالدعوى.
بعد تحديد الطرف المخول له حق القيام بالدعوى ،البد من تحديد آجال القيام.
إنه لمن المهم إحترام اجال القيام و اال فقد الطرف حقه في القيام ،فيسقط حق القيام برفع
35
الدعوى في النظرية العامة لإللتزامات بمرور 39سنة وفقا ألحكام الفصل 111م إ ع.
هذه االجال عامة ،و لكن بخصوص عقد الزواج؛ لم يضع المشرع اجاال واضحة لدعوى ابطالل
الزواج و ذلك ما ادى الى االختالف الفقهي حول تأويل السكوت؛ هل يقع تطبيق القاعدة العامة
لقد بينت محكمة التعقيب أن الدعاوى ال تسقط ب مرور الزمن نظرا لتعلقها بحالة االشخاص،
كالنسب مثال ،وهو ما يمكن القياس عليه بالنسبة لدعوى البطالن المطلق ،و لكن هناك دعاوى
حددتها م إ ع تسقط بمضي سنة و ذلك في حاالت البطالن النسبي تحتسب هذه المدة من يوم
36
اكتشاف العيب او الغلط او من يوم زوال االكراه.
34
لمياء القاللي،مرجع سابق،ص.796
35
مرجع سابق،ص.712
36مرجع سابق،ص.712
19
دعاوى االبطال ككل الدعاوى حدد لها المشرع اجال الطعن باالستئناف في الحكم.
حسب الفصل 13من قانون الحالة المدنية الطعن يجب ان يكون في ظرف شهر من تاريخ
مطلب الطعن يقدم لكتابة المحكمة التي اصدرت الحكم او القرار و اذا اصبح الحكم باتا على
كاتب المحكمة توجيه نص الحكم الى ضابط الحالة المدنية بالمكان الذي رسم فيه عقد الزواج
37
لترسيم الحكم في كل من رسم الوالدة لكال الزوجين.
في صورة إصدار حكم بات يقضي ببطالن عقد الزواج يترتب عن ذلك عدة اثار.
في نظرية العقود عامة ،بطالن العقد ال يرتب أي اثر معنى ذلك ان يرجع االطراف المتعاقدة
الى الوضعية السابقة للتعاقد ،أي ان البطالن له اثر رجعي يرجع االطراف الى الحالة التي كانوا
عليها قبل التعاقد .لكن و بما ان عقد الزواج عقد من نوع خاص و هو عقد يهم المصلحة العامة
للمجتمع و يهم استقراره فقد رتب المشرع بعض االثار لعقد الزواج الباطل لكن هذه االثار ال تتم
اال في صورة اثبات الزواج على انه زواج باطل اوال و ثانيا اثبات ما يسمى بالدخول.
يقع إثبات الزواج الباطل بكل الوسائل ذلك النه مجرد واقعة قانونية ،فمثال يمكن االثبات بالكتب
الزواج في حد ذاته او شهادة الشهود هذا في حاالت ابطال التي تهم الشروط الجوهرية ال
الشكلية .الكتب في هذه الصورة موجود لكنه باطل لمخالفته احد الشروط األصلية كوجود مانع
37مرجع سابق،ص.717
20
نص الفصل 22م أ ش " يبطل الزواج الفاسد وجوبا بدون طالق وال يترتب على مجرد العقد أي
ب ـ ثبوت النسب
التفريق يوم من العدة هذه وتبتدئ الزوجة على العدة وجوب ج-
د ـ حرمة المصاهرة"
فالنسب مثال من االثار غير المادية للزواج الباطل ،فقد سعى المشرع الى االحتفاظ بالنسب من
خالل اقراره بشرعية النسب للطفل المولود في ظل زواج باطل ،ذلك الن الطفل لم تكن له يد في
خطأ ارتكبه غيره ،و بالتالي فهو يستحق شرعية نسبه .و قد اعتمد المشرع في هذا الفصل نفس
الحل الذي جاء به الفقه االسالمي ،و لكن يختلفان في الشروط التي تثبت النسب في إطار الزواج
الفاسد ففي التشريع التونسي اثبات بطالن الزواج يقع بمقتضى حكم قاضي بذلك او أي وسيلة
اثبات أخرى أو اثبات حصول الدخول ،في حين أن اثبات النسب في التشريع االسالمي ال
يقتضي وجود حكم بل يقع اذا ما حصل الدخول بالمرأة من الرجل الذي يتصور منه الحمل و ان
العدة ايضا من أهم االثار المترتبة عن الزواج الفاسد ،و لوجوب العدة اشترط المشرع الدخول
صلب الفصل 22م أ ش و لكنه؛ صلب الفصل 11مكرر قانون الحالة المدنية ،لم يشترط
و الهدف من العدة هو التأكد من براءة رحم المرأة ،اذ ان الفصل 11مكرر من القانون السابق
الذكر لم يذكر شرط الدخول .والدخول في هذا الصدد ليس مهم حصوله ،نذكر مثال في عدم
اشتراط الدخول لوجوب العدة على الصورة الواردة بالفصل 11مكرر ق ح م و المتعلقة بالمرأة
الي فارقها زوجها قبل الدخول بها ،هذه العدة هنا تهدف الى منع المراة من التزوج في مدة قريبة
21
من تاريخ وفاة زوجها ز ذلك احتراما لروح مفارقها ،و ايضا ترمي هذه العدة الى التاكد من خلو
رحم المرأة ،في الصورة االولى؛ مفارقة القرين؛ ال يشترط الدخول الفعلي على خالف الصورة
39
الثانية بغاية التأكد من النسب و الحفاظ عليه.
نظم المشرع احكام عدة الطالق و مدتها صلب الفصل 19م أ ش و لم يحدد عدة الزواج الفاسد،
و بالتالي فانه و عمال بقواعد القياس تطبق احكام الفصل السابق الذكر على الزواج الباطل ،و
تحتسب العدة من تاريخ صدور الحكم بالبطالن ،و لكن هذا الحكم قابل للطعن فيه ،لذا ال يمكن
باي حال ان تبدأ العدة من يوم صدور الحكم االبتدائي بل يجب ترقب صيرورة الحكم بالبطالن
باتا.
و فيما يخص نفقة العدة لم يقع ذكرها بالفصول السابقة الذكر ،و ذلك لسببين؛ أوال الن اثار
الزواج الباطل هو استثناء لمبدأ الرجعية في العقود و ال يجوز التوسع فيه ،و ثانيا الن النفقة ككل
إلتزام ال بد ان يكون مبنيا على سبب مشروع حسب الفصل 11م إ ع في حين ان عقد الزواج
الباطل يعتبر واقعة قانونية و ال يعتبر سببا مشروعا الستحقاق النفقة بل هو عقاب مدني جزاء
استحقاق المرأة للمهر أيضا من االثار المندرجة بالفصل 22م أ ش ،ولكن المالحظ أنه في
حالة الزواج المبرم على خالف الصيغ القانونية ال تتمتع المرأة بالمهر صلب الفصل 11مكرر
ق ح م و ذلك كنوع من العقاب التكميلي ،على خالف احكام الفصل 22م أ ش ،فال يتحقق
أما في خصوص حرمة المصاهرة فإن الزواج الباطل تسري عليه قاعدة الفصل 31م أ ش الذي
39
دمحم فيصل بن جعفر،مرجع سابق.
40مرجع سابق.
22
قـائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ــة الم ـ ـ ـ ــراجع
المراجع العامة:
.2المجالت القـانونية:
.2القوانين الخاصة:
القـانون عـ ـ ـ 3ـ ــدد لسنة 2591المؤرخ في 2أوت 2591المتعلق بتنظيم الحالة المدنية
.3الكتب:
المراجع الخاصة:
23
.4المحاضرات:
.9مذكرات التخرج:
مذكرة التخرج من المعهد األعلى للقضاء -دراسة مقـارنة بين الطالق و بطالن الزواج -أحمد
رويس
.6المقـاالت:
عقد الزواج الباطل في التشريع التونسي من خالل مجلة األحوال الشخصية دراسة مقـارنة بالفقه
24
.8القرارات:
25