Professional Documents
Culture Documents
إن الزواج ميثاق تراض وترابط اقتباسا من القرآن الكريم " وأخذنا منكم ميثاقا -
غليظا" أي أنه عهد وثيق التماسك بين الرجل والمرأة على وجه الدوام وهو ليس تعاقدا على
مصلحة وال مال بل تعهد باالندماج بين الزوجين لبناء األسرة وتحمل أعبائها.
هذا الميثاق يرتكز على الرضى في تأسيس الزواج والموافقة الصريحة ويهدف -
إلى مقاصد تتمثل في العفاف واإلحصان وتأسيس أسرة مستقرة.
الحرص في هذه المدونة على المسؤولية المشتركة بين الزوجين لبيت الزوجية -
واألوالد ،وذلك استجابة لما اقتضته الظروف المعاصرة نتيجة التغييرات العميقة التي همت
التكوين األسري والنظام االجتماعي سواء على المستوى المعرفي أو المادي.
2
طبقا للمادة الثامنة من مدونة األسرة ،فإن لكل من الخاطب والمخطوبة الحق في استرداد
ما سبق أن دفعه من هدايا للطرف اآلخر بعينه أو بقيمته حسب األحوال ،بشرط أن ال يكون
مقدم الهدايا هو الذي عدل عن الخطبة.
وبهذا تكون المدونة قد أخذت بالرأي المشهور في مذهب اإلمام مالك.
ثانيا :الحق في استرجاع الصداق المعجل
تعرضت مدونة األسرة لحكم الصداق الذي قد يقدمه الخاطب لخطيبته قبل كتابة رسم
الزواج ويقع العدول عن الخطبة ،فنصت في المادة التاسعة على ما يفيد أن للخاطب الحق في
استرجاع ما قد يكون عجله من صداق ثابت ،ألن الصداق ال يجب إال بالعقد وما دام العقد لم
يوجد فال تستحق المخط وبة شيئا من الصداق سواء كان العدول منه أو منها أو منهما معا،
ويتعين عليها رد المهر إما بعينه إن كان قائما أو بمثله إن كان من المثليات أو بقيمته يوم التسلم
إذا لم يكن من المثليات.
كما يحق لورثة الخاطب المتوفى في فترة الخطوبة استرداد الصداق المقدم قبل إبرام
العقد.
وتعرضت المادة التاسعة في فقرتها الثانية لحالة تصرف الخطيبة في مبلغ الصداق كما
إذا اشترت فراشا أو أجهزة منزلية أو لباسا أو حليا أوغيرها من األمور التي تتجهز بها قبل
الزفاف ثم يحصل العدول عن الخطبة ،وتم تقرير األحكام التالية:
-للخطيبة إرجاع المبل غ المقبوض من الصداق واالحتفاظ باألشياء التي اشترتها به.
-إذا رفضت الخطيبة االحتفاظ بما حول إليه مبلغ الصداق ،أمكن للخطيب حيازته بالمبلغ
الذي أنفق في شرائه.
-إذا رفض الخطيبان معا تسلم الجهاز بالمبلغ الذي أنفق فيه ،وبيع بمبلغ أقل تحمل المتسبب
في فسخ الخطبة الفرق بين المبلغين.
3
إن العدول عن الخطبة يعتبر حقا يجوز لكل من الخطيبين استعماله متى شاء ،ومن
يستعمل حقه بدون تعسف ال تجوز مقاضاته ومطالبته بالتعويض عن أي ضرر يكون قد لحق
الغير نتيجة استعمال هذا الحق .لكن إذا كان للعادل عن الخطبة دخل في الضرر الذي أصاب
الطرف اآلخر بسبب العدول أمكن للمتضرر المطالبة بالتعويض طبقا للقواعد العامة ،كما لو
طالب خطيب خطيبته باالنقطاع عن الدراسة أو االستقالة من الوظيفة ،أو تطلب المخطوبة من
خطيبها إعداد مسكن لبيت الزوجية أو االنتقال من مكان آلخر ...ثم يحصل العدول في كلتا
الحالتين منه أو منها.
وهذا المقتضى أي الحق في التعويض مستجد جاءت به مدونة األسرة وسدت الفراغ
القانوني الذي كان موجودا في مدونة األحوال الشخصية السابقة.
4
الفصل الثاني :أركان وشروط عقد الزواج
المبحث األول :أركان عقد الزواج
يبرم عقد الزواج بحصول التراضي بين طرفيه أي توافر اإليجاب والقبول الذي يطابقه.
عقد الزواج ال ينعقد إال بتراضي طرفيه الزوج والزوجة على إبرامه ،وهذا التراضي
يظهر من خالل صيغة واضحة تدل عليه ويتحلل التراضي في الواقع من األمر إلى إيجاب
وقبول مطابق له يمثل رضا كل طرف بالزواج من اآلخر ،ولذلك جرى الفقه الحديث على
تعريف العقد بأنه تطابق إرادتين من أجل إحداث أثر قانوني معين إعماال له ،ويتمثل األثر
القانوني هنا في إنشاء العالقة الزوجية المشروعة بين رجل وامرأة طبقا ل م.أ.
اإل يجاب هو ما صدر أوال من أحد العاقدين للداللة على إرادة إنشاء عقد الزواج ورضاه
به .والقبول هو ما صدر ثانيا من العاقد اآلخر للداللة على موافقته ورضاه بما أوجبه األول.
فقد ي كون الموجب هو الزوج أو وليه أو وكيله ،كأن يقول الرجل للمرأة تزوجتك أو أريد الزواج
بك ،فتقول له قبلت ،وقد يكون الموجب هو الزوجة أو وليها أو وكيلها ،وهنا يكون القابل هو
الزوج أو وليه أو وكيله ،كما لو قالت المرأة للرجل زوجت لك نفسي فيقول لها قبلت ذلك.
واألصل في اإليجاب والقبول أن يكونا باللفظ ،وعند العجز عن النطق لمرض أو لعاهة
تقوم الكتابة مقام اللفظ ،وإذا كان المتعاقد عاجزا عنهما فإن العقد ينعقد باإلشارة المفهومة من
الطرف اآلخر ومن الشاهدين ( الفقرة الثانية من المادة .)10
5
المطلب الثاني :شروط اإليجاب والقبول
الفقرة األولى :يجب أن يكون اإليجاب والقبول متطابقين وفي مجلس
واحد
في عقد الزواج يجب أن يتوافق القبول مع اإليجاب أي أن يعلن القابل موافقته على
اإليجاب كما عرضه الموجب دون رفض أو زيادة أو نقصان ،وإذا خالف القبول اإليجاب لم
ينعقد الزواج ،مثال ذلك إذا أبدا رجل رغبته في الزواج بامرأة شريطة االنقطاع عن العمل،
فجاء القبول بالزواج مع رفض شرط االنقطاع عن العمل الذي يعد إيجابا جديدا يحتاج إلى
قبول ...وهكذا.
أما المجلس الواحد فيتحقق بالحيز المكاني الواحد الذي يجتمع فيه الطرفان ويقدم أحدهما
إيجابه والثاني قبوله أمام الشاهدين العدلين ودون أن يفصل بينهما ما يعتبر في العرف إعراضا
عن اإليجاب ورفضا له ،كالخوض بين اإليجاب والقبول في حديث أجنبي عنهما.
الفقرة الثانية :يجب أن يكون اإليجاب والقبول باتين غير مقيدين بأجل
أو شرط واقف أو فاسخ
6
نصت المادة الرابعة من المدونة على أن " الزواج ميثاق تراض وترابط شرعي بين
رجل و امرأة على وجه الدوام "..فالصيغة جاءت مؤبدة غير مؤقتة ألن جمهور الفقهاء أفتوا
بتحريم زواج المتعة والزواج المؤقت.
7
والتدليس الذي يمارسه أحد الزوجين إلخفاء عيب عن الزوج اآلخر يخول للطرف
المتضرر من التدليس حق المطالبة بفسخ عقد الزواج -كما تقضي بذلك مدونة األسرة في المادة
12التي تحيل على المادتين 63و -66داخل أجل شهرين من تاريخ العلم بالتدليس مع إمكانية
المطالبة بالتعويض كما هو الحال بالنسبة لعيب اإلكراه.
يشترط المشرع لصحة عقد الزواج أن يكون كل من طرفي العقد وهما الزوج والزوجة
عاقال وبالغا سن الرشد كما حددته المادة 209م.أ ،وفائدة ذلك أن الزواج عقد خطره يقتضي
من المقدم عليه أن يعقل ذلك الخطر.
فالزواج هو تصرف قانوني له أهمية خاصة قبل كل شيء وهو تصرف يحمل الزوج
تبعات مالية هامة ،ألنه يلزمه بدفع مبلغ الصداق ،وتجهيز بيت الزوجية ،واإلنفاق على الزوجة
بعد البناء بها مباشرة ،والقاعدة في التشريع أن من لم يبلغ سن الرشد أي 18سنة يحجز عليه
من الناحية المالية بسبب صغر سنه.
8
وعلى أن الزواج يحمل الزوجين مسؤوليات أخرى ال عالقة لها بالمال تفرض عليهما،
على األقل أن يكونا راشدين ،يدركان معنى الزواج يفهمان آثاره والمسؤوليات التي تترتب
عليه ،بل ويقومان بها على الوجه المطلوب شرعا وقانونا.
وحدت مدونة األسرة سن الزواج في 18سنة للفتى والفتاة مع إمكانية النزول عن هذه
السن إذا دعت الضرورة إلى ذلك تحت مراقبة القضاء ،خالفا لمدونة األحوال الشخصية السابقة
التي كانت تميز بين أهلية زواج الفتى المحددة في 18سنة و بين أهلية زواج الفتاة التي كانت
بتمام 15سنة.
طبقا للمادة 20من مدونة األسرة ،يجوز زواج الفتى أو الفتاة دون سن 18سنة
المنصوص عليها في المادة 19إذا توافرت الشروط التالية:
أوال :موافقة وإذن قاضي األسرة بزواج الفتى أو الفتاة
ثانيا :يتعين على القاضي بيان األسباب الداعية إلى السماح بهذا الزواج كالخوف من
الوقوع في الرذيلة أو وجود مصلحة عائلية أو مالية أو ...الخ.
ثالثا :يتعين على قاضي األسرة قبل اإلذن بالزواج دون السن القانونية أن يستمع ألبوي
القاصر أو نائبه الشرعي.
رابعا :يتعين على قاضي األسرة أن يأمر بإجراء خبرة طبية للتأكد من مدى قدرة الفتى
أو الفتاة على تحمل األعباء المادية والمعنوية الناجمة عن الزواج أو إجراء بحث إجتماعي.
إن قرار القاضي بالزواج دون ال سن القانونية قابل للتنفيذ بمجرد صدوره وال يقبل أي طعن،
أما القرار بالرفض فيكون قابال للطعن طبقا للقواعد العامة.
9
الفقرة الثالثة :زواج المصاب بإعاقة ذهنية
أجازت مدونة األسرة زواج الشخص المصاب بإعاقة ذهنية طبقا للمادة 23إذا توافرت
الشروط التالية:
أوال :يجب أن يأذن قاضي األسرة المكلف بالزواج بذلك حتى ولو كان الفتى أو الفتاة
المصابة باإلعاقة الذهنية قد تجاوز سن ثمان عشرة سنة ما دامت أهليته ناقصة وفق المادة .19
ثانيا :يجب أن يبني قاضي األسرة إذنه بالزواج على وجود تقرير طبي يحدد نوعية
اإلعاقة ودرجة خطورتها مع بيان إمكانية زواجه من عدمها.
ثالثا :يجب على القاضي عرض هذا التقرير على الطرف اآلخر الذي يجب بالضرورة
أن يكون راشدا وكامل األهلية قصد االطالع عليه.
راب عا :يجب صدور موافقة الطرف اآلخر الغير المصاب باإلعاقة بشكل صريح وفي
وثيقة رسمية دالة على الموافقة والرضى بالزواج بالطرف المصاب باإلعاقة مع تضمين ذلك
في محضر رسمي يتم التوقيع عليه ،وذلك تفاديا ألي منازعة أو ادعاء بعدم العلم بالحالة
المرضية.
من مستجدات مدونة األسرة ما نصت عليه المادة 22حيث أعطت الحق للفتى والفتاة
المأذون لهما بالزواج دون سن الثامنة عشر في اكتساب األهلية لممارسة الحقوق وااللتزامات
الناجمة عن عقد الزواج بمجرد إبرام العقد ،بحيث إن هذه األهلية تخول لهما رفع دعاوى
قضائية بالنسبة لكل القضايا المتعلقة باآلثار الناجمة عن عقد الزواج من حقوق والتزامات.
يمكن للمحكمة بطلب من أحد الزوجين المأذون له بالزواج أن تبت في دعوى النفقة أو
طريقة أدائها ( كتقدير النفقة الشهرية أو السنوية )...دون أن تتمسك-المحكمة -بالسن القانوني
للزوج المأذون له.
10
المطلب الثاني :عدم االتفاق على إسقاط الصداق في عقد
الزواج
اعتبرت المادة 13من بين شروط عقد الزواج عدم االتفاق على إسقاط الصداق كان
يشترط الزوج عدم أدائه بصفة نهائية ،ألن الصداق كما يرى بعض الفقهاء من النظام العام ال
يجوز لألفراد االتفاق على مخالفته.
11
حيث تستحق المرأة صداق المثل بعد أن ينبني وقد التزم المشرع رأي المالكية بالنسبة
لشرط الصداق عندما نص الفصل 5من م ح ش الملغاة على أنه" البد من تسمية مهر
الزوجة وال يجوز العقد على إسقاطه".
وربما رفعا للحرج الذي يشعر به بعض الراضيين في الزواج من ذوي الدخل المحدود.
اكتفى المشرع بالنص على وجوب "عدم االتفاق على إسقاطه" ومعنى ذلك من الناحية
القانونية أن سكوت الزوجين عن الصداق ال يفسد عقد الزواج وإنما الذي يفسده من
الناحية القانونية هو التفاق صراحة على الزواج بدون صداق ،ويؤكد المشرع موقفه
هذا عندما نص ثانية في المادة 67من م.أ على أن عقد الزواج يتضمن ما يلي" :مقدار
الصداق في حال تسميته مع بيان المعجل منه والمؤجل ،وهل قبض عيانا أو اعترافا"
وتفيد عبارة حال تسميته أنه قد ال يسبق في الرسم الذي يتضمن عقد الزواج.
ثانيا :مقدار الصداق
حث النبي "ص" على عدم المغاالة في المهر ،وال أدل على ذلك أن الرسول ص قال
" أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة" ،كما أن عمر بن الخطاب "ض" عندما أراد أن يحدد أعلى
مهر قال " ال تغالوا في صدقات النساء"
فهذه األحاديث تحث على عدم المغاالة في الصداق وفي نفس الوقت تؤكد على أنه ال
حد أدنى وال أقصى للصداق ،وهذا ما أخذت به المدونة حيث جعلت أساسه الشرعي في قيمته
المعنوية أو الرمزية وليس قيمته المادية(المادة.)26
ثالثا :ما يصلح أن يكون صداقا
استنادا إلى المادة 28من مدونة األسرة التي جاءت كالتالي " كل ما صح التزامه شرعا
صلح أن يكون صداقا" فان األشياء التي تصلح بأن تكون مهرا في عقد الزواج هي:
األمول :يقصد بها األشياء المادية التي لها قيمة اقتصادية كالنقود والذهب ،أو كان عقارا -1
كقطعة أرضية أو منزل أو كان منقوال كسيارة أو قطيع من الغنم...
12
كما يقصد باألموال الخدمات والحقوق المعنوية المقومة بالمال .مثل استعمال سيارة الزوج أو
استغالل أرض أو منزل باإليجار ،أو يتولى الدفاع عنها في قضية أمام القضاء...
المنافع التي ال تقدر بمال :كأن يجعل الزوج مهر زوجته بأن ال يتزوج عليها او بأن -2
تبقى مع أهلها وما شابه ذلك ،فهذه المنافع ال تصلح بأن تكون مهرا عند جمهور الفقهاء ألنها
ال تقدر بمال وإن كانت تشكل منفعة للزوجة ،لكن مدونة األسرة نصت في المادة 28على أن
مثل هذه ا لمنافع يصح أن تكون مهرا وإن كانت ال تقوم بمال ما دام يصح االلتزام بها شرعا.
وعليه ال يصلح أن يكون مهرا كل ما ال يتقوم بمال في ذاته كالميتة أو كان ماال ولكنه غير
متقوم في حق المسلم كالخمر ،وال يصح المهر أيضا إذا كان غير مقدور على تسليمه كالضائع
وما ليس في الحيازة كالطير في الهواء.
طبقا للمادة 32من م.أ إما ان تستحق الزوجة الصداق كله أو تستحق نصف الصداق أو
ال تستحق شيئا حسب األحوال التالية:
أوال :استحقاق الزوجة الصداق كله
تستحق الزوجة الصداق كله بالبناء أو الموت قبلها.
-1استحقاق الزوجة للصداق كامال:
أ -بالدخول الحقيقي:
ويقصد بالدخول أو البناء الحقيقي االتصال الزوجي الذي يعبر عنه الفقه بمصطلح
"المسيس".فبمجرد أن يجامع الزوج زوجته بعد العقد ولو قبل إقامة حفل الزفاف يجب
عليه الصداق كامال لقوله تعالى"فما استمتعتم به منهن فاتوهن أجورهن فريضة".
ب -الدخول الحكمي:
هي الخلوة الصحيحة وهي تقوم مقام الدخول -طبقا لما أقره الحنفية والحنابلة -وتؤكد
وجوب الصداق بأكمله على الزوج في الزواج الصحيح سواء وقع االستمتاع حقيقة أم لم
يقع .أما اإلمام مالك يرى بأن الخلوة الصحيحة ال يتأكد بها وجوب الصداق كله للزوجة
فهي تستحق فقط نصفه.
14
-2موت أحد الزوجين
يعد موت أحد الزوجين سببا الستحقاق المهر كله ،سواء كان العقد صحيحا أو فاسدا وسواء
تم البناء أو لم يتم ،فإذا مات الزوج أخذت الزوجة الصداق كله ويبدأ بتسديد الصداق عند
توزيع التركة ألنه يعتبر من الديون .وإذا ماتت الزوجة قبل زوجها أخذ ورثتها ذلك المهر،
ويأخذ الزوج نصيبه منه ألنه وارث .
ثانيا :استحقاق الزوجة لنصف الصداق
تستحق الزوجة نصف الصداق في حالة واحدة وهي طالق الزوج لزوجته قبل
الدخول اختيارا وكان الزوج قد فرض لها صداقا مسمى معلوما ،وكان عقد الزواج صحيحا.
فإن الزوجة في هذه الصورة تستحق نصف الصداق لقوله تعالى " وإن طلقتموهن من قبل أن
تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم".
ثالثا :عدم استحقاق الزوجة للصداق
ال تستحق الزوجة أي صداق في الحاالت الثالث اآلتية:
-إذا طلقها الزوج قبل الدخول وقبل أن يسمي لها صداقا.
-إذا طلقها الزوج قبل الدخول وكان الطالق بغير اختيار الزوج ،كما إذا اتضح له بان
الزوجة فيها عيب يعطيه الحق في الرد أو ردته هي لعيب فيه قبل الدخول.
-إذا فسخ النكاح قبل الدخول ،ويقصد بالفسخ كل فراق يراد به نقض العقد إما لسبب
قديم أو لسبب طارئ يمنع بقاءه كما إذا تزوج الشخص بأخته من الرضاع.
الصداق المعجل هو الذي يتفق الطرفان على أدائه عند العقد أو قبل الدخول ،ويسمى
بمقدم الصداق ،كما يطلق عليه الفقهاء " النقد".
15
أما الصداق المؤجل فهو الذي اتفق الطرفان على أدائه بعد الدخول ،ويسمى أيضا
بمؤخر الصداق أو الكالئ.
وقد تطرقت المدونة إلى حكم هذين النوعين من الصداق وذلك في المادة 30كالتالي:
" يجوز االتفاق على تعجيل الصداق أو تأجيله إلى أجل مسمى كال أو بعضا" ،فتعجيل الصداق
قبل الدخول هو حق للمرأة يجوز لها التنازل عنه(المادة.)29
قد تنكر الزوجة أنها تسلمت الصداق بكامله أو تدعي أن جزءا منه الزال في ذمة
الزوج كمؤخر الصداق ،وهذا النزاع حول قبض الصداق من عدمه قد يكون قبل البناء أو بعده،
والمادة 33من المدونة ميزت بين الصداق المعجل والصداق المؤجل ،فبالنسبة للمعجل القول
قول الزوجة قبل البناء ،والقول قول الزوج بعد البناء ،وأساس هذا الحكم في الحالتين هو أن
الغالب أداء الصداق قبل البناء ،وهذا الغالب هو الذي يؤيد ادعاء الزوجة في الحالة األولى،
وادعاء الزوج في الحالة الثانية ،لكن يمكن للمحكمة اعتماد قرائن أخرى قد تراها مفيدة سواء
كانت لصالح الزوجة أو الزوج.
أ ما االختالف في قبض الصداق المؤجل فإن عبء اإلثبات يقع على الزوج بحيث
تستحق الزوجة الصداق المؤجل بمجرد عجز الزوج عن إثبات أدائه.
16
وموضوع دراستنا هو الوالية على النفس ألنها هي التي تتصل بالزواج ،وهذه الوالية
على نوعين :والية اإلجبار وهي التي تخول الولي الحق في أن يزوج المولى عليه دون أخذ
رضاه وموافقته ،ووالية اختيار أو استجابة وهي التي ال اجبار فيها.
17
يتبين من مناقشة األدلة التي اعتمد عليها كل فريق انها ال تفيد قطعا وجود حكم ثابت
للوالية في الزواج بس بب عدم وجود نص صريح في القرآن أو حديث ثابت عن الرسول "ص"
يقرر حكم الوالية بعبارة واضحة ال تقبل التأويل.
18
حسب اختيارها ومصلحتها ودون الخضوع ألي مراقبة أو موافقة ،فلها أن تعقد على نفسها أو
تفوض ذلك ألبيها أو أحد أقاربها دون تحديد لدرجته.
لكن الوالية تبقى مفروضة في حالة زواج القاصر ،إذ تشترط المادة 21من المدونة
موافقة النائب الشرعي المحدد في المادة ،230وفي حالة امتناعه عن تزويج القاصر الذي هو
تحت واليته ،فان لهذا األخير رفع طلب اإلذن له بالزواج مباشرة إلى قاضي األسرة المكلف
بالزواج والذي عليه أن يبت فيه وفق اإلجراءات المنصوص عليها في المادة .20كما أن زواج
الفتى و الفتاة دون السن القانونية للزواج يقتضي االستماع ألبوي القاصر أو النائب الشرعي
من طرف قاضي األسرة ،ومن تم يمكن للقاضي أن يستأنس فقط بأقوال الوالدين وان ال يأخذ
برأيهما إذا رجح مصلحة القاصر في الزواج.
-1وجود ظروف خاصة ال يتأتى معها للموكل مباشرة إبرام عقد الزواج بنفسه.
-2تحرير وكالة عقد الزواج في ورقة رسمية أو عرفية مصادق على توقيع الموكل
فيها.
-3يجب أن يكون الوكيل راشدا أي بالغا سن الرشد القانوني 18 -سنة -ومتمتعا بكامل
أهليته المدنية ،وفي حالة توكيله من الولي يجب أن تتوفر فيه شروط الوالية.
19
-4يجب أن يعين الموكل في عقد الوكالة اسم الزوج اآلخر ،ومواصفاته وجميع
المعلومات األخرى المتعلقة بهويته وكذا جميع البيانات والمعلومات األخرى التي
من شأنها نفي أي جهالة بالنسبة للزوج اآلخر تفاديا ألي نزاع محتمل.
-5يجب أن تتضمن الوكالة مبلغ الصداق ،وعند االقتضاء المعجل منه والمؤجل.
-6يجب على الموكل أن يحدد الشروط التي يود إدراجها في صلب عقد الزواج في
عقد الوكالة.
-7يجب أن يؤشر قاضي األسرة على الوكالة بعد التأكد من توفرها على الشروط
المطلوبة والمذكورة سابقا.
ثانيا :موقف مدونة األسرة من إشهاد العدلين على اإليجاب والقبول في عقد الزواج
20
تشترط المادة 13من مدونة األسرة في البند الرابع"سماع العدلين التصريح باإليجاب
و القبول من الزوجين و توثيقه"،والعدلين الذين تتحدث عنهما المدونة هما موثقين اثنين من
العدول الذين تعينهم وزارة العدل وتسند إليهم مهمة توثيق العقود والحقوق وفقا للقانون المنظم
لخطة العدالة،ومن ثم يتعين إبرام عقد الزواج بإيجاب وقبول شفويين في مجلس واحد أمام
عدلين من العدول المعينين لتوثيق العقود.
والشاهدين العدلين لن يستمعا إلى اإليجاب والقبول إال بعد الحصول على إذن قاضي
األسرة المكلف بالزواج بحيث يأذن للعدلين بتوثيق العقد بعدما أن يكون الراغب في الزواج قد
تقدم بطلب إلى قاضي األسرة لفتح ملف لدى كتابة الضبط يضم الوثائق المشار إليها في المادة
،65والذي يعد شرطا جوهريا هو سماع اإليجاب والقبول من قبل الشاهدين العدلين ،وليس
من طرف قاضي األسرة بدليل البند الرابع من المادة ،13وأن مهمة قاضي األسرة المكلف
بالزواج هو فتح ملف خاص الزواج وحفظه بكتابة الضبط لدى قسم قضاء األسرة والتأكد من
صحة الوثائق المقدمة والمتعلقة باإلجراءات اإلدارية والشكلية إلبرام عقد الزواج والمنصوص
عليها في المادة .65
من المستجدات التي جاءت بها المدونة ،أن إبرام عقد الزواج يسبقه لزوما تهيئ ملف
عقد الزواج الذي يتضمن العديد من الوثائق والذي يحفظ بكتابة الضبط ،وقد تم تحديد مضمونه
بالمادة 65من المدونة التي جاء فيها:
" أوال :يحدث ملف لعقد الزواج يحفظ بكتابة الضبط لدى قسم قضاء األسرة لمحل
إبرام العقد ويضم الوثائق اآلتية:
-1مطبوع خاص بطلب اإلذن بتوثيق الزواج يحدد شكله بطرف من وزير العدل.
-2نسخة من رسم الوالدة ويشير ضبط الحالة المدنية في هامش العقد بسجل الحالة
المدنية إلى تاريخ منح هذه النسخة ومن أجل الزواج.
21
-3شهادة إدارية لكل واحد من الخطبين تحدد بيناتها بقرار مشترك لوزيري العدل
والداخلية.
-4شهادة طبية لكل واحد من الخطيبين يحدد مضمونها وطريقة إصدراها بقرار
مشترط لوزيري العدل والصحة.
22
سالمة الكفاءة أو إسالم من يدعي اعتناقه له ،كما يمكن الرجوع إلى ملف الزواج لكل
غاية مفيدة ،كما لو نسي العدالن أن يضمنا عقد الزواج أحد البيانات الجوهرية ،حث
يتم تصحيحه بناء على تلك البيانات .
-1إن أول عمل يقوم به قاضي األسرة المكلف بالزواج بعد إطالعه على مكلف الزواج
والوثائق المضمنة به هو التأشير عليها بعد التأكد من صحتها ومن سالمتها.
-2إن ثاني عمل يقوم به قاضي األسرة المكلف بالزواج بعد التأشير هو إصدار إذن
العدلين المنتصبين اإلشهاد على عقد الزواج وتوثيقه.
لكن منح اإلذن من القاضي بتوثيق عقد الزواج ال يعني مطلقا أن عقد الزواج قد أبرم،
فما تزال المرحلة إدارية سابقة على اإلبرام أن تهيئ ملف الزواج هو مقدمة للحصول
على إذن صادر من القاضي اإلشهاد على إبرام عقد الزواج ،ثم توثيقه أمام العدلين
المنتصبين إلشهاد قبل المخاطبة عليه.
غير أن هذا األخذ – بعد الحصول عليه -ال يقيد الخاطب الذي حصل عليه وبالتالي
يمكنه دائما أن يتراجع عنه ما دام أن الخطوبة تصرف قانوني غير ملزم حسب م 6
من م .أ ،وإذا تقدم من حصل على اإلذن يطلب التراجع عن الزواج لدى القاضي فيجب
أن يرفق طلبه هذا بأصل اإلذن المسلم له ،حيث ترجع إليه وثائقه متى طلبها بعد تحرير
بذلك ،وإذا احتاج المعني باألمر إلى شهادة حفظ ملفه تسلمه.
23
الفقرة األولى :موانع الزواج المؤبدة
ال يجوز الزواج بالمحرمات من النساء أصال وهذه الحرمة ال ترفع مستقبال كاألمومة
والبنوة واألخوة فسبب التحريم ال يزول أبدا ،ومدونة األسرة حصرتها في ثالثة أنواع من
المحرمات وهي:
أوال :المحرمات بالقرابة
األصناف المحرمة كما نصت عليها المادة 36من المدونة هي أربعة أصناف
من النساء.
-األصول :أصول الرجل من النساء وإن علون وهن األم والجدات من جهة األب
والجدات من جهة األم ،ودليل التحريم قوله تعالى" حرمت عليكم أمهاتكم".
-الفروع :أو كما سمته المد ونة بالفصول ،هن بنات الرجل وبنات أبنائه وبنات بناته
مهما نزلت درجتهن .والدليل على ذلك قوله تعالى" وبناتكم ".
-فروع األصول :أي فروع األبوين من النساء وهن األخوات سواء كن شقيقات أو ألب
أو ألم ،وبنات اإلخوة واألخوات وفروعهن مهما نزلن.
-أول فصل من كل أصل :أي الفروع المباشرة لألجداد والجدات وإن علوا بشرط
انفصالهن بدرجة واحدة ،وهن :العمات والخاالت سواء كن عمات للشخص نفسه أو
خاالت له أو عمات ألبيه أو أمه أو أحد أجداده وجداته.
ثانيا :المحرمات بالمصاهرة
المصاهرة هي القرابة التي تنشأ بسبب الزواج وتنحصر المحرمات بسبب المصاهرة
حسب المادة 37من المدونة -في أصناف أربعة:
-أصول الزوجة:
ويتعلق األمر بأم الزوجة وجداتها من أي جهة كن ،سواء من جهة األب أو من جهة
األم ،والدليل على ذلك قوله تعالى " وأمهات نسائكم " وهو معطوف على قوله تعالى " حرمت
24
عليكم أمهاتكم " وتكون أصول الزوجة محرمة على زوجها بمجرد العقد عليها ولو لم يدخل
بها ،ولذلك قال الفقهاء " :العقد على البنات يحرم األمهات والدخول باألمهات يحرم البنات".
-فروع الزوجة:
ويقصد بهذا الصنف بنات الزوجة ،وبنات بناتها وبنات أبنائها مهما نزلن ،ولكن ال
يتحقق التحريم إال بشرط أساسي هو أن يدخل الزوج بزوجته ،فإذا لم يدخل بها فال تحرم عليه
بمجرد العقد ،كما إذا طلقها قبل الدخول أو ماتت فيجوز له أن يتزوج ببنتها ،والدليل على ذلك
قوله تعالى " :وربائبكم الالتي في حجوركم من نسائكم الالتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم
بهن فال جناح عليكم".
-زوجات األصول :وهؤالء المحرمات هن :زوجة األب وزوجة الجد وإن عال سواء
كان الجد من جهة األب أو كان من جهة األم ،وسواء دخل األب أو الجد بالزوجة أم لم
يدخل بها والدليل على هذا التحريم قوله تعالى " :وال تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء
إال ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيال".
-زوجات الفروع :أي زوجة االبن ،وزوجة ابن االبن ،وزوجة ابن البنت وإن نزلوا،
سواء دخل بها أو لم يدخل ،ذلك ألن زوجة االبن تنزل منزلة البنت فال تحل لألب الذي
هو والد الزوج ،والدليل على ذلك قوله تعالى " :وحالئل أبنائكم الذين من أصالبكم".
ثالثا :المحرمات بسبب الرضاع
الرضاع هو تناول شخص مخصوص من ثدي مخصوص في وقت مخصوص.
والدليل على ثبوت التحريم بالرضاع قوله تعالى " :وأمهاتكم الالتي أرضعنكم وأخواتكم من
الرضاعة" ،أما الدليل من السنة فقد وردت أحاديث كثيرة منها قوله "ص" " إن هللا حرم من
الرضاع ما حرم من النسب".
ومدونة األسرة نصت في الفقرة األولى من المادة 38على أنه " يحرم من الرضاع ما
يحرم من النسب والمصاهرة".
-1أنواع المحرمات بسبب الرضاع:
25
يحرم بالرضاع ما يحرم بالنسب والمصاهرة ،فتكون المحرمات بالرضاع ثمانية
أصناف على الشكل التالي:
-أصول الشخص من الرضاع :تحرم على الشخص أمه رضاعا وجدته رضاعا مهما
علت سواء كانت من جهة األب أو من جهة األم.
-فروع الشخص من الرضاع :وهن بنته رضاعا وابنتها وإن نزلت وبنت ابنه رضاعا
وابنتها وإن نزلت.
-فروع أول األصول من الرضاع :يحرم على الرجل أن يتزوج أخته من الرضاعة
وبنات األخ وبنات األخت من الرضاع مهما نزلت سواء كانت صلتهم من جهة األب
أو من جهة األم والدليل " وأخواتكم من الرضاعة"
-أول فرع من كل أصل من الرضاع أي فروع الجد والجدة من الرضاع بشرط
انفصالهن ب درجة واحدة ،سواء كن من جهة األب أو األم وهن العمات والخاالت
رضاعا.
-أصول الزوجة من الرضاع :إذا كانت زوجة الرجل قد رضعت في صغرها من امرأة،
تكون هذه المرأة أما لهذه الزوجة من الرضاع ،وأمها جدة من الرضاع فيحرم على
الزوج أن يتزوج بأم زوجته رضاعا ،وأم أمها رضاعا وإن علت ،سواء دخل بها أي
بزوجته أو لم يدخل بها.
-فروع الزوجة من الرضاع :أي بنت الزوجة من الرضاع وبنات بناتها وبنات أبنائها
رضاعا مهما نزلن ،إذا دخل بهذه الزوجة ألن الدخول باألمهات يحرم البنات في النسب
وكذلك في الرضاع.
-زوجة األصل من الرضاع :يقصد به زوجة األب والجد من الرضاع وإن عال سواء
دخل األب أو الجد بها أو لم يدخل.
-زوجة الفرع من الرضاع :تحرم على الرجل زوجة االبن وابن االبن وابن البنت من
الرضاع وإن نزلوا.
26
وتجدر اإلشارة إلى أن هناك حاالت ال تترتب الحرمة عليها من جهة الرضاع وتترتب
عليها من جهة النسب ،لذلك نجد الفقرة الثانية من المادة 38من المدونة تنص على أنه
" يعد الطفل الرضيع خاصة دون إخوته وأخواته ولدا للمرضعة وزوجها" وتطبيقا لما
سبق فإن أم األخ أو األخت من الرضاع يحل الزواج بهما وال يجوز من جهة النسب
ألن أم أخيه من النسب هي أمه أو زوجة أبيه.
وأيضا يحل للرجل أن يتزوج أخت ولده من الرضاع وال يجوز له ذلك في النسب ألنها
بنته أو ربيبته.
-2شروط الرضاع المحرم
-أن يتحقق من وصول اللبن إلى جوف الرضيع أي معدته.
وقد اختلف الفقهاء حول مقدار الرضاعة الذي يثبت به التحريم ،أما مدونة األسرة لم
تحدد كمية اللبن الذي يرتب التحريم بل جاء النص عاما في المادة ،38مسايرة بذلك رأي
جمهور الفقهاء ومتخلية عن الخمس رضعات المشبعات التي كانت مدونة األحوال الشخصية
لسنة 1957تشترطها لتحريم الزواج من الرضاع.
-يجب أن يكون الرضاع في مدة اإلرضاع ،وهو حسب المادة 38من المدونة داخل
السنتين.
-يجب أن يبقى اللبن على صفاته :وصفات اللبن هي لونه وطعمه وريحه ،فإذا خلط
اللبن بغيره وأعطي للطفل ،فإنه يتعين النظر إلى كمية اللبن المخلوط فإذا كان اللبن هو
الغالب أو مساو للسائل أو المخلوط به يثبت به التحريم لبقاء صفة اللبن ،وإذا كان اللبن
غير غالب فال تثبت الحرمة لزوال صفته.
-3إثبات الرضاع:
27
-الشهادة :اختلف الفقهاء حول إثبات الرضاع بالشهادة فالشافعية والحنابلة الرضاع
عندهم يثبت بشهادة أربع نسوة.
أما األحناف يرون بأن الرضاع يثبت بشهادة رجل وامرأتين معروفتين بالعدالة إن لم
تكن شهادة رجلين.
والمذهب المالكي يقبل في إثبات الرضاع شهادة امرأتين من التقيات شريطة أن يذيع
أمر الرضاع بين الناس.
-اإلقرار :يثبت الرضاع أيضا باإلقرار ،ويكون باعتراف المقبلين على الزواج أو
أحدهما بوجود الرضاع بينهما حيث يحرم الزواج بينهما ،وإذا وقع اإلقرار بعد الزواج
فرق بينهما القاضي إذا لم تتم الفرقة اختيارا.
المحرمات بصورة مؤقتة هن الالواتي يكون سبب التحريم بالنسبة إليهن مؤقتا ،فإذا
زال ذلك السبب زالت الحرمة .وقد تعرضت مدونة األسرة لموانع الزواج المؤقتة ،في المادة
39وهي:
أوال :الجمع بين األختين أو بين المرأة وعمتها أو خالتها
يحرم على الرجل أن يجمع في عصمته بين أختين نسبا أو رضاعا ،وسواء كانت
األخت شقيقة لها أو كانت أختا من جهة األب أو األم .والدليل على ذلك قوله تعالى" وأن تجمعوا
بين األختين إال ما قد سلف" .وكما يحرم الجمع بين األختين يحرم الجمع بين المرأة وعمتها،
وبين المرأة وخالتها بدليل قول الرسول "ص" " ال تنكح المرأة على عمتها وال على خالتها
وال على ابنة أخيها وال على ابنة أختها فإنكم إن فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم".
ثانيا :تحريم الجمع بين أكثر من أربع زوجات
ال يجوز للرجل أن يجمع بين أكثر من أربع زوجات في وقت واحد ،فليس له أن يتزوج
بالخامسة حتى يفترق عن إحداهن بالطالق أو الوفاة ،فإذا تم ذلك جازت له المراد الزواج بها
28
لزوال مانع الزواج الذي هو مانع مؤقت ،وهذا ما نصت عليه صراحة الفقرة الثانية من المادة
39من مدونة األسرة" يمنع الزيادة في الزوجات على القدر المسموح به شرعا".
-1موقف الشريعة اإلسالمية من نظام تعدد الزوجات
إن اإلسالم لم ينشئ نظام تعدد الزوجات ولم يدع إليه ،وإنما وجده فأبقاه وزاد فنظمه،
وحدد عدد الزوجات المسموح بهن شرعا ،وجعل للتعدد حدا أعلى ال يمكن تجاوزه وهو أربع
زوجات.
والدليل على جواز الجمع بين األربع زوجات في الشريعة اإلسالمية و تحريم ما زاد
على ذلك قوله تعالى " وإن خفتم أال تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى
وثالث ورباع ،فإن خفتم أال تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى أال تعولوا".
وهناك أحاديث نبوية كثيرة تشهد كلها بأن عدد النساء الالتي يمكن للزوج أن يجمعهن
في عصمته أربع نساء ،منها ما روي عن قيس بن الحارث األسدي قال " :أسلمت وعندي ثمان
نسوة فأتيت النبي "ص" فقال " :اختر منهن أربعا".
وقد قيد هللا سبحانه وتعالى إباحة تعدد الزوجات بقيدين أساسيين وهما :العدل بين
الزوجات ،والقدرة على اإلنفاق.
أ -العدل بين الزوجات :الدليل على ذلك قوله تعالى ":فإن خفتم أال تعدلوا فواحدة أو
ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى أال تعولوا" ،و العدل المطلوب الذي جعله الشارع الحكيم
شرطا في إباحة التعدد هو العدل الذي يستطيعه اإلنسان ويقدر عليه ،كالمساواة في
اإلنفاق والمبيت وحسن المعاشرة...الخ ،فهذه أمور تدخل في قدرة اإلنسان .أما
العدل الذي ال يستطيعه هذا األخير وال يقدر عليه هو الميل العاطفي ،فإنه ال يدخل
في نطاق العدل الواجب شرعا ،ألن مثل هذه األمور وجدانية تخرج عن إطار
الضبط والتحكم فيه ،لذلك فاهلل عز وجل قال " ال يكلف هللا نفسا إال وسعها" .كما
روى البخاري ومسلم عن عائشة "ض" قالت :كان رسول هللا "ص" " :يقسم فيعدل
ويقول :اللهم هذا قسمي فيما أملك ،فال تلمني فيما تملك وال أملك".
29
ب -القدرة على اإلنفاق :هو شرط في الزواج بصفة عامة فمن كانت عنده زوجة واحدة
وال قدرة له باإلنفاق على زوجة أخرى ،حرم عليه التزوج بالثانية وهو شرط
استنبطه الفقهاء من قوله تعالى" وليستعفف الذين ال يجدون نكاحا حتى يغنيهم هللا
من فضله" .وكذلك نصت السنة صراحة على شرط القدرة على اإلنفاق في قوله
"ص" " يا معشر الشباب من استطاع الباءة منكم فليتزوج" والمقصود بالباءة القدرة
على القيام بأعباء الزواج.
-2التطور التشريعي للتعدد في قانون األسرة المغربي
أ -تعدد الزوجات في مدونة األحوال الشخصية
كانت هذه المدونة لسنة 1957ال تجيز للرجل العقد على الزوجة الثانية إال بعد
إحاطتها علما بأنه متزوج بأخرى وأنها الزالت في عصمته ،كما أعطت للزوجة الحق في أن
تشترط في عقد الزواج بأن ال يتزوج عليها زوجها ،وأنه إذا لم يف بهذا االلتزام يبقى لها الحق
في طلب فسخ ال عقد .إضافة إلى هذا قيدت مدونة األحوال الشخصية التعدد بشرط العدل بين
الزوجات ،إذ ال يجوز للراغب في التعدد ،التزوج بامرأة أخرى إذا كان هناك خوف من عدم
تحقيق العدل ،لكن المشرع لم يرتب أي جزاء أو أي أثر نتيجة مخالفة هذه المقتضيات ،وكان
ذلك محل انتقاد ،حيث اعتبر بعض الفقه المغربي هذا المقتضى مجرد من عنصر اإللزام
القانوني ،مادام الشخص الراغب في اتخاذ زوجة أخرى هو الذي سيقرر لنفسه ما إذا كان قادرا
على تحقيق العدل بين زوجاته أم ال.
وتدخل المشرع بموجب ظهير 10شتنبر 1993لوضع بعض القيود على التعدد
وهي كالتالي:
-1يجب عل ى الزوج الذي يرغب في التعدد أن يخبر الزوجة األولى برغبته في الزواج
بالثانية ،وأن يخبر هذه األخيرة بأنه متزوج بامرأة أخرى.
-2للزوجة الحق في أن تشترط في عقد الزواج بان ال يتزوج عليها زوجها ،وإذا لم يف هذا
األخير بما التزم به أعطى المشرع للزوجة حق الخيار بين البقاء معه رغم مخالفة الشرط
30
أو التحلل من الرابطة الزوجية ،فاألمر يصبح بيدها علما بان النص القديم كان يمنح لها
حق طلب فسخ النكاح.
-3ضرورة الحصول على إذن القاضي بالتعدد ،وهذا هو الجديد الذي حمله تعديل 1993في
هذا المجال بحيث أن النص السابق قبل التعديل لم يكن يشترط الحصول على إذن القاضي.
لكن إضافة إذن القاضي بالتعدد ومنحه للزوج على أساس قدرته على إقامة العدل
وحرمان آخر منه على أساس عدم قدرته على ذلك مسألة في غاية الصعوبة ،لعدم وجود معيار
يعتمد عليه القاضي في المنح أو الرفض ،ومن تم يصعب على هذا األخيرالجزم بأن هذا قادر
وذاك غير قادر.
ب -موقف مدونة األسرة من التعدد
أولت المدونة لموضوع تعدد الزوجات أهمية خاصة من خالل تخصيص خمس مواد
منظمة ألحكامه ،ويرجع السبب ألهمية الموضوع وما آثاره من خالفات ومناقشات متعددة.
-1حاالت عدم إذن المحكمة بالتعدد:
بمقتضى المادتين 40و 41من المدونة فإن المحكمة ال تعطي اإلذن بالتعدد
في الحاالت التالية:
-إذا اشترطت الزوجة على زوجها في عقد الزواج أو في اتفاق الحق عدم التزوج عليها.
-إذا توفرت قرائن يخاف معها عدم العدل بين الزوجات.
-إذا لم يثبت الزوج األسباب والمبررات الموضوعية واالستثنائية التي اضطرته إلى
طلب اإلذن بالتعدد.
-إذا لم يثبت الراغب في التعدد توفره على الموارد المالية الكافية للوفاء بالتكاليف المادية
الع ادية إلعالة أسرتين في النفقة والسكن والقدرة على المساواة بينهما في جميع أوجه
الحياة.
يتضح بأن المشرع منع التعدد في عدة حاالت انتصارا للرأي الذي يقول بأن األصل
هو االقتصار على زوجة واحدة تحقيقا لقوله تعالى ":فإن خفتم أال تعدلوا فواحدة "...وقوله عز
31
وجل "و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم "...وأن التعدد ال يسمح به القاضي
إال إذا كانت هناك دواعي حقيقية موضوعية واستثنائية كما إذا أصيبت الزوجة بالعقم والزوج
راغب في النسل ،أو ال يتأتى لها أداء الوظيفة الجنسية لمرض أو غيره ...فإذا عجز الزوج
عن إثبات مثل هذه المبررات ال تمنح المحكمة اإلذن بالتعدد ،كما أن الشرط الصريح المضمن
في عقد الزواج أو في أي ا تفاق آخر يجعل القاضي أمام عقد يتعين احترامه وعدم مخالفة بنوده
وفقا للقواعد العامة.
-2مسطرة الحصول على اإلذن بالتعدد
-بناء على نص المادة 42من مدونة األسرة ،يجب على الراغب في التعدد أن يقدم طلبا
إلى قسم قضاء األسرة بالمحكمة االبتدائية المختصة مكانيا يعرب فيه عن رغبته في
التزوج بثانية.
-يجب أن يوضح في الطلب جميع األسباب الموضوعية وليست الشخصية ،وكذا جميع
المبررات التي يرى فائدة في إيرادها لتدعيم طلبه إلقناع المحكمة .كما يجب أن يقدم
كل ما يثبت وضعيته المالية ( شهادة تثبت دخله أو رقم معامالته التجارية أو حجز
ممتلكاته) .لتحدد المحكمة بعد ذلك ما إذا كانت هذه الوضعية تسمح للراغب في التعدد
بفتح بيت آخر وقدرته على المصاريف الناجمة عن ذلك.
-تنطلق اإلجراءات المرتبطة باإلذن بالتعدد باستدعاء الزوجة المراد الزواج عليها وفق
المسطرة المنصوص عليها في المادة 43من المدونة والتي جاء فيها" :تستدعي
المحكمة الزوجة المراد التزوج عليها للحضور ،فإذا توصلت شخصيا ولم تحضر أو
امتنعت من تسلم االستدعاء توجه إليها المحكمة عن طريق عون كتابة الضبط إنذارا
تشعرها فيه بأنها إذا لم تحضر في الجلسة المحدد تاريخها في اإلنذار ،فسيبث في طلب
هذا الزوج في غيابها.
كما يمكن البت في الطلب في غيبة الزوجة المراد التزوج عليها إذا أفادت النيابة العامة
تعذر الحصول على موطن أو محل إقامة يمكن استدعاؤها فيه.
32
إذا كان سبب عدم توصل الزوجة باالستدعاء ناتجا عن تقديم الزوج بسوء نية لعنوان
غير صحيح أو تحريف في اسم الزوجة ،تطبق على الزوج العقوبة المنصوص عليها
في الفصل 361من القانون الجنائي وذلك بطلب من الزوجة المتضررة".
-يتعين إجراء مناقشة القضية في غرفة المشورة بحضور الزوج والزوجة األولى
واالستماع إلى الشهود ومحاولة اإلصالح بينهما وذلك في سرية تامة حفاظا على
أسرار األسرة .وفي حالة تغيب الزوجة عن هذه المناقشة فإن المحكمة تصرح بتعذر
إجراء محاولة الصلح بين الزوجين ثم تبحث في توفر الطالب على الشروط التي قيد
بها المشرع التعدد وخاصة المبرر الموضوعي االستثنائي والقدرة على اإلنفاق فإذا
ثبت لها ذلك تأذن بالتعدد .وفي هذه الحالة -اإلذن بالتعدد -فإنه ال يتم العقد على المراد
التزوج بها إال بعد إشعارها من طرف القاضي بأن الراغب في الزواج بها متزوج
بغيرها ،ويضمن هذا اإلشعار و رضا المعنية في محضر رسمي ( المادة .)46
كما أن اإلذن بالتعدد يكون بمقرر معلل يشار فيه إلى األسباب الداعية إليه مراعيا جميع
اإلجراءات والشروط المطلوبة قانونا .وهذا المقرر المقدم من طرف المحكمة غير قابل
ألي طعن ( الفقرة الثانية من المادة .)44
-تضمن المحكمة حقوق الزوجة واألطفال ذات الطابع المالي ،فإذا أصرت الزوجة
األولى على المطالبة بالتطليق ،فإن المحكمة تلزم الزوج بإيداع المبلغ المحدد داخل
أجل سبعة أيام ،وعدم إيداع هذا المبلغ داخل هذا األجل يعتبر تراجعا عن طلب اإلذن
بالتعدد ،وفي المقابل تستجيب المحكمة لطلب الزوجة األولى بالتطليق بمجرد إيداع
المبلغ المالي ويعتبر هذا الحكم نهائيا غير قابل ألي طعن في جزئه المتعلق بإنهاء
العالقة الزوجية.
-يحق للزوجة المراد التزوج عليها بأن تلتجئ إلى مسطرة الشقاق المنصوص عليها في
المواد من 94إلى 97من المدونة إذا اختلفت مع زوجها في التعدد بحيث لم تقبل به
بينما أصر هو على طلبه.
33
ثالثا :المطلقة ثالثا قبل أن تتزوج غيره
أباحت الشريعة اإلسالمية للرجل بأن يطلق زوجته مرتين ويجوز للزوج أن يراجعها
أثناء العدة إذا كان الطالق رجعيا ،وله أن يعقد عليها عقدا جديدا إذا انتهت عدتها من الطالق
الرجعي أو كان الطالق بائنا بينونة صغرى ،واألصل في ذلك قوله تعالى ...":وبعولتهن أحق
بردهن في ذلك إن أرادوا إصالحا" ويمكن أن يتكرر هذا الوضع مرتين تطبيقا لآلية الكريمة
" الطالق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" ولكن إذا طلق الزوج زوجته بعد
المرتين فهذا دليل على أن العشرة الزوجية بينهما ال يمكن أن تستقر ،لذلك اقتضت حكمة
اإلسالم في مثل هذه الحالة بأن ال تحل له زوجته بعد أن طلقها للمرة الثالثة ،وتكون الحرمة
مؤقتة إذ تزول بانتهاء عدتها منه وتزوجها بزوج آخر ودخوله بها دخوال حقيقيا ثم يطلقها أو
يموت عنها وتنقضي عدتها من هذا األخير ،وأصل هذا الحكم قوله تعالى " فإن طلقها فال تحل
له من بعد حتى تنكح زوجا غيره"...
وقد نصت المدونة على هذا المانع المؤقت في المادة 39عندما اعتبرت من المحرمات
حرمة مؤقتة أن يتزوج امرأة طلقها ثالث مرات متتابعة إال بعد انقضاء عدتها من زوج آخر
دخل بها دخوال يعتد به شرعا.
وهذا التحريم المؤقت تظهر حكمته قبل إيقاع الطالق المكمل للثالث وبعده ،فقبل
إيقاعه للمرة الثالثة تنبيه للزوجين معا للعمل على بذل الجهد للمحافظة على الرابطة الزوجية
وكيان األسرة من التمزق ألن مثل هذه الفرقة تكاد تكون أبدية .أما بعد الطالق ،يعد هذا التحريم
بمثابة العقوبة الشديدة لمن تسرع في إيقاعه للمرة الثالثة ألنه بعد حصوله يمنع على الزوج
إرجاع زوجته حتى يتزوج بها غيره ويدخل بها ثم يطلقها أو يموت عنها.
رابعا :زواج المسلمة بغير المسلم والمسلم بغير الكتابية
-1زواج المسلمة بغير المسلم :أجمع المسلمون على أنه يحرم على المرأة المسلمة بأن
تتزوج رجال غير مسلم سواء كان مشركا أو كتابيا ،والدليل على ذلك قوله تعالى "
يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ،هللا أعلم بإيمانهن فإن
34
علمتموهن مؤمنات فال ترجعوهن إلى الكفار ال هن حل لهم وال هم يحلون لهن"،
والحكمة من هذا التحريم هو المحافظة على مصلحة األسرة بصفة عامة ومصلحة
الزوجة بصفة خاصة ،فعقد الزواج يستتبع بأن يكون للرجل حق الطاعة والقوامة
على زوجته ،واإلسالم يأبى أن يكون المسلم تحت سلطان الكافر مصداقا لقوله
تعالى" ولن يجعل هللا للكافرين على المؤمنين سبيال" ،ويخشى أيضا من زواج غير
المسلم بأن تترك الزوجة دينها مرضاة لزوجها .باإلضافة إلى أن األوالد يتبعون
آباهم في الدين والنسب ،وفي مثل هذا الزواج تعريض أبناء المسلمة للكفر باهلل
تعالى ...وقد اعتبرت مدونة األسرة في البند الرابع من المادة 39هذا المانع مؤقتا
ألنه قابل للزوال وذلك بإعالن الرجل غير المسلم إلسالمه ،فإذا تم ذلك زال المانع
وحق له التزوج بالمسلمة.
-2زواج المسلم بغير ذات الدين :لقد حرمت الشريعة اإلسالمية على الرجل المسلم
الزواج بامرأة ال تدين بدين سماوي كالمشركة -التي تشرك في عبادتها مع هللا غيره-
اوالمرأة الملحدة -التي تنكر األديان كلها -فكل امرأة على هذا الشكل ال يجوز للمسلم
أن يتزوجها مصداقا لقوله تعالى" وال تنكحوا المشركات حتى يومن وألمة مؤمنة
خير من مشركة ولو أعجبتكم "...فاآلية الكريمة تنهى عن الزواج بالمشركات
"سنوا بهم سنة والنهي يقتضي التحريم .وقد قال النبي "ص" في شأن المجوس
أهل الكتاب غير ناكحي نسائهم وال آكلي ذبائحهم".
والحكمة من هذا التحريم تكمن في التنافر الكبير بين الرجل المؤمن والمرأة
المشركة اذ من اهم مقاصد الزواج المودة المتبادلة بين الزوجين ،وهذه ال تتحقق
مع تباينهما في العقيدة تباينا كبيرا ،كما أن المشركة ال تخاف هللا سبحانه وتعالى
فيكون ذلك سبيال إلى الخيانة الزوجية.
إذا كان هللا عز وجل قد حرم على المسلم أن يتزوج بالمشركة أو الملحدة ،فإنه
سبحانه أباح له أن يتزوج بالمرأة الكتابية التي تدين بدين سماوي وتؤمن بنبي من
35
األنبياء كاليهودية والنصرانية ،واألصل في مشروعية زواجها قوله تعالى" اليوم
أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات
من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم".
خامسا :التزوج بامرأة في عصمة آخر أو في عدة أو استبراء
المانع الخامس من موانع الزواج المؤقتة والتي نصت عليها مدونة األسرة في المادة
39هو كون المرأة في عصمة رجل آخر أو في فترة عدة من زواج سابق أو في فترة استبراء
من زواج باطل.
-زوجة الغير :الشريعة اإلسالمية ال تبيح للرجل بأن يتزوج زوجة غيره ،والدليل على
ذلك قوله تعالى" والمحصنات من النساء" ،والمحصنات هن المتزوجات وهو
معطوف ،على قوله تعالى" حرمت عليكم أمهاتكم" فتكون المحصنات من النساء
محرمات كاألمهات إال أن التحريم مؤقت وليس أبدي.
-المعتدة من الوفاة والطالق :ال يجوز للرجل أن يتزوج المرأة المتوفى عنها زوجها ما
لم تنق ض عدتها وهي أربعة أشهر وعشرة أيام إذا لم تكن حامال ،ووضع الحمل إذا
كانت كذلك ،مصداقا لقوله تعالى" والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن
بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا" وقوله تعالى" وأوالت األحمال أجلهن أن يضعن
حملهن" ،وال يجوز للرجل أن يتزوج بامرأة في عدتها من طالق ،وهذه العدة هي ثالثة
قروء إن كانت من اللواتي يحضن أو ثالثة أشهر إذا كانت صغيرة أو يائسة من
الحيض.
-االستبراء :يكون في الزواج الباطل طبقا للمادتين 57و 58من مدونة األسرة ،ويكون
كذلك في حالة ما إذا زنا رجل بامرأة برغبتها أو مكرهة ،و أيضا في الوطء بشبهة
كمن جامع امرأة معتقدا أنها زوجته.
وعليه ال يجوز التزوج بهذه المرأة حتى تنتهي مدة االستبراء ،ومدته ثالثة قروء إذا
كانت تحيض ،وثالثة أشهر إذا كانت غير ذلك ،ووضع الحمل إذا كانت حامال.
36
المبحث الثالث :الشروط الخاصة بزواج المغاربة بالخارج
37
المطلب الثاني :إجراءات تنظيم وضبط وثيقة الزواج
لقد فرضت المادة 15من مدونة األسرة ،مجموعة من اإلجراءات التي يتعين على
المغاربة الذين قاموا بإبرام عقود زواجهم بالخارج القيام بها وهي:
أوال :يتعين إيداع نسخة من رسم الزواج الذي أبرم وفقا للقانون المحلي لبلد اإلقامة لدى
المصالح القنصلية المغربية التابع لها محل إبرام عقد الزواج داخل أجل ثالثة أشهر من
تاريخ كتابة العقد وذلك قص د توجيهها إلى ضابط الحالة المدنية لمحل والدة الزوجين
بالمغرب.
ثانيا :في حالة عدم وجود المصالح ال قنصلية في بلد اإلقامة فإنه يتعين على الزوجين
إرسال نسخة من عقد الزواج في أجل أقصاه ثالثة أشهر إلى الوزارة المكلفة بالشؤون
الخارجية بالمغرب والتي تتولى إرسال هذه النسخة إلى ضابط الحالة المدنية وإلى قسم
قضاء األسرة لمحل والدة الزوجين.
إذا لم يكن للزوجين أو ألحدهما محل والدة بالمغرب ،فإن النسخة توجه إلى قسم قضاء
األسرة وإلى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية بالرباط.
39
وبالمقابل ال يحق للزوجة مغادرة بيت الزوجية وأن ال تخرج منه إال بإذن زوجها أو إذا كان
لها عذر في الخروج.
وإذا غادرت الزوجة بيت الزوجية فإنه يجوز للزوج أن يطالبها بالرجوع إلى بيت الزوجية
تحت تهديد وقف النفقة طبقا للمادتين 195و 196م .أ بل يمكن الزوج متابعتها بجريمة إهمال
األسرة طبقا للمادة 479ق.ج إذا توافرت شروط هذه الجريمة .
ب -حق االستمتاع :من الحقوق الثابتة لكل من الزوج الزوجة حق االستمتاع ببعضهما البعض
وذلك من أجل حفظ النوع البشري ودوام ووجوده ،وقد شرع هللا الزواج الذي يعتبر الوسيلة
الوحيدة لتنظيم العالقة الجنسية حتى يتمكن كل واحد منهما تحقيق هذه الرغبة و إشباعها
بالطرق الشرعية دون شذوذ أو انحراف ،لقوله تعالى" والذين لفروجهم حافظون إال على
أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأوالئك هم العادون".
إن حق االستمتاع من الحقوق المشتركة بين الزوجين في اإلسالم فلو منع أحد الطرفين
صاحبه من هذا الحق دون عذر شرعي كان أثما لما يسببه من ضرر منتهى عنه ،فإذا كان
يتعين على الزوجة تلبية طلب زوجها إذا دعاها إلى ذلك ،فإنه يجب على الزوج كذلك االستجابة
لرغبة الزوجة إذا دعته إلى ذلك ،فالرسول عليه السالم حث الزوج على عدم الشروع بقضاء
شهوته قبل أن تقضي شهوتها منه.
والمدونة الحالية اعتبرت اإلحصان ولزوم العفة وصيانة العرض والنسل مشاركا بين
الرجل والمرأة ألنه من أهم الواجبات الملقاة على كاهل الرجل والمرأة على حد سواء بأن
يكون كل منهما عفيفا محافظ على عرضه وشرفه ،وأن يبتعد من الفاحشة والزنا لما فيه من
أضرار وأخطار جسيمة على الفرد واألسرة والمجتمع ،لذلك حرمه اإلسالم بنصوص قاطعة
من القرآن والسنة لقوله تعالى " وال تقربوا الزنا إنه كان فاحش وساء سبيال".
وكذلك فإن عقوبة الزنا في اإلسالم عقوبة شديدة سواء كان الفاعال لرجال أو امرأة" الزانية
والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة وال تأخذه بهما في دين هللا" وفي حديث للرسول
40
"ص" " ال يزني الزاني وهو مؤمن" .من خالل هذه النصوص الشرعية يتبين أن اإلسالم قد
جعل اإلحصان من الواجبات الملزم بها الزوجان معا.
يقتضي هذا المبدأ ابتعاد الزوجين معا من كل ما من شأنه أن ينفر الطرف اآلخر من بيت
الزوجية ،بل ومن عالقة الزواج نفسها في أحيانا كثيرة ،يقول هللا تعالى" وعاشرهن
بالمعروف".
والخطاب القرآني في اآلية الكريمة ،ورغم أنه موجه للرجال إذ في الغالب أن اإلضرار
بالزوجات يكون من جانبهم ،فإنه في الواقع موجه إلى النساء كذلك والالتي عليهن معاشرة
أزواجهن بالمعروف .واآلية تحمل طابع األمر على اعتبار أن العالقة الزوجية مبنية في أساسها
على التراحم قبل بنائها على بنود تعاقدية ويمنع على كل من الطرفين أن يهين اآلخر أو يهين
أقارب أو أن يحمله ما ال طاقة له به ،والمرأة في ذلك مثل الرجل لقوله تعالى" وولهم مثل الذي
عليهن بالمعروف والرجال عليهن درجة" وقد قال ابن عباس بشأن" وللرجال عليهن درجة"
"الدرجة إشارة إلى حض ا لرجال على حسن العشرة والتوسع للنساء في المال والخلق".
ومن باب المعاشرة بالمعروف أن يكتم سرها وتكتم سره " فقد ورد في صحيح مسلم أن
الرسول ص قال " إن من شر الناس عند هللا منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي
إليه ،ثم ينشر سرها"
ومن حيث الواقع كثيرا ما يعتبر حسن المعاشرة بين الزوجين قرينة قوية على نجاح الحياة
الزوجية واستقرارها ،ولها أثر ايجابي على شخصية األوالد وعلى سلوكهم داخل األسرة
وخارجها.
41
يترجم هذا االلتزام في حقيقته المساواة بينه الزوجين المنصوص عليها في المادة الرابعة من
المدونة ،والمقصود بتحمل الزوجة مسؤولية تدبير البيت الزوجية ،السهر على رعاية األسرة
وذلك باعتبارها طرفا وشريكا للرجل في الحقوق والواجبات ،ولذلك أصبحت هناك في ظل
المدونة مساواة في الحقوق والواجبات بين الزوج والزوجة ومن ثم التخلي عن مفهوم "طاعة
الزوجة لزوجها" وعن مفهوم إشراف المرأة على البين وتنظيم شؤونه" وتظهر المسؤولية
المشتركة في تسيير ورعاية شؤون األسرة في التشاور بينهما في اتخاذ القرارات المتعلقة
ببيت الزوجية حيث ال يستبد أحدهما باتخاذ قرار ال يوافق عليه الطرف اآلخر ،ألن الزواج
كما جاء في المادة 4من م أ ميثاق تراضي ورابط أسرة مستقرة برعاية الزوجين معا ،ومن
ثم فالرعاية المشتركة لشؤون البيت عماد األسرة األساسي.
جعلت المدونة جعلت هذا الحق مشتركا بين الزوجين بدل اعتباره حقا الزوج وحده تجاه زوجته
في ظلم ج ش السابقة .وهكذا يجب على الزوجة احترام والدي الزوج وأقاربه بالمعروف وأن
تحسين معاملتهم ،كما يتعين بالمقابل على الزوج أن يحترم والدي الزوجة وأقاربها كاإلخوة
واألعمام وا ألخوال وغيرهم وأن يحسن معاملتهم واستقبالهم كما قال هللا عز وجل "قضي ربكم
أال تعبدوا إال أيه وبالوالدين إحسانا" ،والمستفاد من الواقع المعيش أن تحسين عالقة الزوج مع
أبوي الزوج اآلخر ،قد يفيد كثيرا على مستوى استقرار األسرة وعلى مستوى فض بعض
النزاعات التي قد تطرأ بين الزوجين أو على األقل تقي وقوعها.
وتندرج في إطار المعاملة زيارة اآلباء والمحارم من جهة األزواج ولذلك وجب على الزوج
أن يساعد الزوج اآلخر ويهيئ له الظروف المادية والمعنوية من أجل القيام بهذا الواجب ذي
الطبيعة اإلنسانية والدينية كما قال عز وجل"واتقوا هللا الذي تساءلون به واألرحام" غير أن
زيارة اآلباء والمحارم يجب أن تتم بالمعروف فال يقتر فيها الزوج على الزوجة إلى حد المنع
42
وال تسرف فيها الزوجة كثيرا لدرجة اإلضرار باألسرة مثال ،وما قبل عن الزوج يصح كذلك
بالنسبة للزوجة الت ي يجب عليها بدورها أن تراعي هذا الواجب ألنه حق وواجب مشترك بين
الطرفين في وقت واحد.
التوازن بين الزوجين حق لكل منهما ،إذا كانت القرابة سببا للتوارث بين األقارب،
فالزوجية كذلك يثبت بها نفس الحق في حالة وفاة أحدهما أثناء قيام الزوجية الحقيقية ،أو
كانت الزوجة في عدة من طالق رجعي أما الطالق ؟؟ فينبغي حق التوازن فورا ،ويستثني
اإلمام مالك الطالق الذي يوقعه الزوج في مرض الموت شريطة أن ينتهي المرض بالوفاة
فعال حيث تستحق الزوجة الميراث ولو تزوجت غيره ،ألن طالق الزوج في هذه الحالة
كان يقصد حرمان المرأة من الميراث فوجب معاملته بنقيض قصيده ولو انفصلت زوجيتها
بالطالق البائن أو بانقضاء عدة الطالق الرجعي ،والزوجة ترث في زوجها وتأخذ ربع
التركة إذا لم يكن للزوج ولد سواء كان منها أو من غيرها ،وتأخذ الثمن من التركة إذا
كان له ولد منها أو من غيرها.
وإذا ماتت الزوجة أخذ الزوج نصف تركتها إذا لم يكن لها ولد سواء منها أو من غيره،
ويأخذ الربع إن كان لها ولد منه أو من غيره ،وإذا توفي الزوج وترك أكثر من واحدة
فإنهن يقتسمن الربع أو الثمن.
وقد ورد النص على هذا الحق المشترك في قواله تعالى" ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم
يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن
الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم"...
إال أن قاعدة التوارث بين الزوجين ترد عليها بعض االستثناءات من ذلك ما جاء في المادة
332م.أ "ال توارث بين مسلم وغير مسلم وال بين من نفى الشرع نسبه".
43
إذا كان المشرع قد منع اإلرث في هذه الحاالت فهو لم يمنع الوصية مطلقا ويرتفع المنع من
اإلرث إذا أسلمت الزوجة مثال أو أقر األب بنسب الولد الذي العن أمه ألجل نفي نسبه ،حيث
يتحول في هذه الحالة األخيرة إلى وارث.
أما المادة 333م .أ فتنص على التالي " من قتل موروثه عمدا وإن أتى بشبهة لم يرث
من ماله ،وال ديته وال يحجب وارثا ،من قتل مورثه خطأ ورث من المال دون الدية
وحجب".
وحتى ال يقع تحايل على إرث الزوجة بالخصوص ،فإن اإلمام مالك قد ورثها ولو طلقت
طالقا بائنا في مرض الموت بل وهي ترث في هذه لحالة ولو انقضت عدتها وتزوجت من
رجل آخر ،معاملة لمطلقها بنقيض قصده.
في حالة إخالل أحد الزوجين بالحقوق والواجبات المتبادلة المنصوص عليها في المادة 51
م.أ كما لو انفرد الزوج باتخاذ قرار لهم شؤون ألسرة دون مشاورة مع زوجته فإن ذلك
يشكل خرقا صريحا للقانون لذلك يجوز للطرف المتضرر اللجوء إلى القضاء لحمل
الطرف المخل بالتزاماته بالتراجع عن قراره أو بالتنفيذ العيني إن كان ممكنا ،وذلك طبقا
للمادة 52من م.أ وفي حالة اإلضرار على االمتناع فإنه يمكن اللجوء إلى مسطرة الشقاق
وفق المواد من 94إلى 97م.أ.
وإذا قام أحد الزوجين بإخراج اآلخر من بيت الزوجية دون مبرر ،تدخلت النيابة العامة
من أجل إرجاع المطرود إلى بيت الزوجية حاال مع اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بحمايته
(المادة 53م أ).
44
فمتى علمت النيابة العامة بحالة الطرد ،لها أن تستعين الشرطة القضائية الموضوعة تحت
إشرافها إلرجاع المطرود إلى بيت الزوجية ،ألن حاالت الطرد كانت تطال إلى عدة
زوجات في ظل المدونة السابقة وكانت مسطرة الرجوع إلى بيت الزوجية جد طويلة بحيث
تبقى الزوجة خارج البيت مشردة مع أبنائها وقد تدخل المشرع بمقتضى المادة 53م.أ
لحل هذا المشكل تماشيا مع المستجدات التي وردت في ق.م الجنائية ومنها إرجاع الحالة
إلى ما كانت عليه ،فالغاية من تدخل النيابة العامة هو العرض على حماية المطرود ومن
أجل ذلك تتخذ جميع الوسائل الكفيلة بهذه الحماية أن تقوم بكل التصرفات التي تكون في
مصلحة األسرة.
وتدخل النيابة العامة إلرجاع المطرود مشروط بكون الطرد كان دون مبرر ،وبمفهوم
المخالفة إذا كا ن الطرد بمبرر فإن النيابة العامة لن تتدخل وحتى إذا تدخلت فليس لصالح
الزوج المطرود بل لتزكية الطرد ح تى يتم البت في جوهر النزاع ،وتبقى مسألة الطرد
المبرر مسألة جد خطيرة ألن كل زوج أقدم م ثال على طرد زوجته قد يدعي أمام النيابة
العامة بأن طرده للزوجة كان مبررا في نظره واألجدر أن يعتبر المشرع المبرر المشروع
للطرد وغير المشروع له خاضع لتق ييم النيابة العامة بكيفية موضوعية ،وأن أي طرد
للزوجة في الليل يجب اعتباره طردا غير مبرر ولو كانت هناك أسباب موضوعية عند
الزوج ألن ذلك يعرضها ألخطار عدة.
استنادا إلى المادة 54من المدونة يتعين على الوالدين العناية بأوالدهما منذ الحمل إلى
بلوغ سن الرشد القانوني وما يتبع ذلك من حرص على السالمة البدنية والتعليم والمراقبة
والتوجيه والتربية السليمة واإلنفاق عليهم إلى حين بلوغهم سن الرشد أو إتمام الخامسة
والعشرون لمن يتابع دراسته أما البنت فتبقى نفقتها على والديها إلى حين توفرها على
45
الكسب أو بوجوب نفقتها على زوجها ،هذا باإلضافة إلى حق األوالد في الرضاعة وتسمية
للولد باسم حسن فهو أهم رمز يميزه في الوسط الذي يعيش فيه ،كما أن العدل مطلوب في
كل شيء بين األوالد حتى ال تنشأ بينهم الكراهية وينقلبوا على اآلباء ،ومن باب العدالة
عدم التمييز بين الذكور واإلناث من قبل اآلباء.
كما نصت المدونة على مسؤولية األبوين في زرع القيم الدينية واجتنبا التطرف والعنف،
وكذا عدم استغالل األطفال والزوج بهم في سوق العمل واحتراف المهن الشاقة أو المخلة
بالكرامة اإلنسانية كالسياحة الجنسية ،جل مقتضيات المادة 54م.أ مقتسبة من اتفاقية حقوق
الطفل التي صادق عليها المغرب سنة 1993ما عدا المادة 12من هذه االتفاقية التي تقول
بحرية الطفل في االنتماء للدين الذي يريده اعتبار أن المغرب دولة إسالمية ينص دستورها
على أن دين الدولة هو إلسالم ومن ثم ال تعطي الحرية لألطفال في اعتناق دين آخر.
كما أولت مدونة األسرة عناية للطفل المعاق إذا نصت على أن تولي هذه الشريحة رعاية
خاصة فيما يهم التعليم والتأهيل بهدف اإلدماج في المجتمع.
ونجد ان المادة 54م.أ قد حملت الدولة مسؤولية اتخاذ كل التدابير الالزمة للسهر على
تنفيذ هذه المقتضيات بغاية حماية األطفال وجعلت مراقبة تنفيذ مقتضيات هذه المادة من
اختصاص النيابة العامة.
عقد الزواج الصحيح يرتب آثارا تمتد إلى أقارب الزوجين طبقا للمادة 55من المدونة
ينشئ عقد الزواج آثارا تمتد إلى أقارب الزوجين كموانع الزواج الراجحة إلى المصاهرة
والرضاع والجمع".
46
بقراءة هذا النص يتبين أنه ليس جامع بل أعطى بعض األمثلة كموانع الزواج الناتجة عن
المصاهرة والرضاع والجمع بين المرأة وأختها ،والنفقة على األقارب وحسن المعاملة
األقارب والمواريث.
اسم لما يصرفه اإلنسان على زوجته وأبنائه وأقاربه من طعام وكسوة ومسكن وخدمة.
والمقصود بالنفقة الزوجية ما يلزم الزوجة لمعيشتها من طعام وكسوة ومسكن مناسب
وعالج وكل ما به مقومات الحياة في الحدود المشروعة حسن إمكانية الزوج ،وهي واجبة
للزوجة على زوجها ولو كانت غنية.
من الكتاب لينفقه ذوسعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما أتاه هللا "...وقوله تعالى"
وعلى المولود رزقهن وكسوتهن بالمعروف من السنة هناك أحاديث كثيرة منها" اتقوا هللا
في النساء فإنهن عندكم أخذ تموهن بأمانة هللا واستحللكم فروجهن بكلمة هللا ...ولهن عليكم
رزقهن وكسوتهن بالمعروف" ،وكذلك ما روي عن عائشة ض أن هندا زوجة أبي سفيان
قالت يا رسول هللا إن يا سفيان رجل و؟؟ وليس يعطيني ما يدعيني وولدي إما ما أخذت
منه وهو ال يعلم فقال" خذي ما ؟؟ وولدك بالمعروف" فلو لم تكن النفقة واجبة على زوجها
ما آمرها الرسوال أخذها من ماله.
واألدلة المنطقية تقضي بأن عقد الزواج يستلزم أن تكون الزوجة محتسبة ألجل الظزوف
متفرغة لشؤون البيت ،ومن القواعد المقررة في اإلسالم ؟أن من حبس لحق غيره فنفقته
واجبة على ذلك الغير مثل الولي والقاضي وسائر العاملين في الدولة فإنهم حبسوا أنفسهم
47
للعمل لدولتهم فكانت نفقتهم واجبة عليها ،كذلك الزوجة لما حبست نفسها على األسرة فقد
استحقت النفقة على زوجها.
أخذ المشرع برأي المالكية فيما يتعلق بأسباب استحقاق الزوجة للنفقة حيث نصت المادة
194م.أ على أنه" تجب نفقة الزوجة على زوجها بمجرد البناء وكذا إذا دعته للبناء بعد
أن يكون قد عقد عليها".
-أن يكون عقد الزواج صحيحا ،فإذا كان العقد فاسدا فال تستحق الزوجة بسببه النفقة.
-أن يتم الدخول بالزوجة فإذا لم يحصل ذلك لوجود عارض كمرض أو غيره فقد قال الحنفية
ال تجب لها النفقة ،وذهب المالكية إلى أنه يجب لها النفقة ،ونجد المدونة تنص على أـن مجرد
دعوة الزوجة زوجها للبناء بها تستحق بمقتضى هذه الدعوة النفقة ،وقد حكم القضاء بأن رفع
دعوى النفقة من قبل الزوجة غير المدخول بها يمثل دعوة إلى لدخول تستحق به النفقة.
48
فالسكن الزوجي يجب اعتباره من مشتمالت النفقة بصرف النظر عن موضوع الحضانة
باعتبار المسكن من أهم الحقوق التي يجب أن يوفرها الزوج لزوجته .
الطعام والكسوة والعالج :تباين الفقه اإلسالمي حول تحديد مقادير الطعام وعدد المرات •
التي تكسي المرأة خاللها في السنة ،ولم تحدد المدونة كمية الطعام وال كيفية العالج وال الكسوة
تاركا ذلك عند النزاع لما جرى عليه العرف ،ويدخل في النفقة عالج الزوجة المريضة رغم
أن ج مهور الفقهاء يرون أن الزوج غير ملزم بدفع أجرة الطبيب وثمن الدواء ألن هذا يتعلق
بالبدن نفسه.
واستحسنوا ذلك فقط ألنه يدخل في إطار المعاشرة الطيبة وإذا انتهت الزوجية بطالق فال يسقط
حقها في النفقة إذا كان رجعيا ،وإذا كان بائنا فلها حق السكنى إلى انتهاء العدة ،وإذا كانت
حامال تستمر النفقة عليها إلى أن تضع حملها.
خامسا :تقدير النفقة
إن النصوص الشريعة التي أوجبت النفقة الزوجية لم تتعرض لبيان مقدارها وال لكيفية تقدريها
ألن النفقة يختلف مقدارها باختالف الزمان والمكان واألعراف السائدة وحال الناس من فقر
وغنى ،وال يطالب أحد بأن ينفق أكثر من استطاعته وقد حددت المادة ( 189فق )2م.أ المعايير
التي يتعين على قضاء األسرة أخذها بعين االعتبار عند المنازعة حول النفقة إلى جانب المادة
190من م.أ وهذه المعايير هي:
-التثبت من الحجج المقدمة كدخل الملزم بالنفقة مهما كان هذا الدخل
وال يقبل طلب الزيادة في النفقة المتفق عليها أو المقررة قضائيا أو التخفيظ منها قبل مضي
سنة اال في ظروف استثنائية ،ويمكن للزوجة المطالبة بالزيادة في النفقة كما يمكن للزوج
أن يطلب إعادة النظر في النفقة إذا أصبحت وضعيته المادية غير قادرة على تحمل أعباء
تلك النفقة وإعادة النظر في طلب الزيادة في النفقة بالزيادة أو النقصان يخضع لسلطة
القاضي التقديرية.
ولإلشارة ،إذا كان الملزم بالنفقة غير قادر على دفعها لكل من يلزمه القانون باإلنفاق عليه فإن
المدونة حددت المستحقين بالتسلسل :الزوجة ،األوالد الصغار ذكورا أو إناثا ثم البنات ثم
الذكور من األوالد ثم األم ،ثم األب وألن النفقة تتوقف عليها حياة األشخاص فالمشرع
ألزم البت في قضاياها في أجل أقصاه شهر واحد.
يتعين على الزوج أن يؤدي النفقة الواجبة عليه قانونا لزوجته ،وإذا امتنع عن اإلنفاق يجوز
للزوجة رفع دعوى النفقة أمام القضاء كما أجاز لها المشرع رفع دعوى التطليق لعدم
اإلنفاق ،ويذهب جمهور الفقهاء إلى أن النفقة متى وجبت على الزوج ولو يؤديها كانت
دينا ال يسقط إال باألداء وبهذا الرأي أخذت م.أ حيث اعتبرت دين النفقة ال يسقط بالتقادم.
كما يعتبر الدين الناتج عن النفقة دينا محموال وغير مطلوب أي أن الزوج يطالب بأدائه للزوجة
في المكان الذي تتواجد فيه ،كما أن دين النفقة ال يقبل الصلح على حق النفقة.
وإسقاط النفقة عن الزوجة ال يمكن إال في حالة استثنائية وهي عدم مثالها لحكم المحكمة
القاضي بالرجوع إلى بيت الزوجية ،وإصرارها على عدم الرجوع إليه في الطالق
50
الرجعي تستحق النفقة حتى ولو خرجت من بيت عدة دون موافقة الزوج أو دونه عذر
مقبول ويسقط حقها في المسكن.
أما المطلقة طالقا بائنا فاألصل أنها ال تستحق النفقة وال السكن لكن إذا ثبت أنها حامل فإن
النفقة تستمر إلى وضع الحمل ،أما إذا لم تكن كذلك فال نفقة لها ويبقى لها حق السكن في
بيت الزوجية أثناء العدة.
والزوجة التي تخرج من بيت الزوجية دون رضى الزوج هي زوجة ناشزة ،والزوجة الناشزة
هي التي خرجت عن طاعة زوجها بدون مبرر شرعي ،وهي ال تستحق النفقة حسب
جمهور الفقه ،والنشوز يشمل خروج الزوجة من بيت الزوج بدون حق متى كان خروجها
بغير إذن كما يشمل امتناع الزوجة االنتقال إلى منزل الزوج بدون سبب مشروع بعدما أن
دعاها إلى االنتقال إليه وقام بإعداد المسكن اإلعداد الضروري للحياة الزوجية ،فإن كان
هناك مبرر شرعي كعدم صالحية بيت الزوجية المعد لها للسكن أو كان خروجها لضرورة
ملحة فال تعد ناشزا.
غير ان المشرع المغربي تبنى الرأي الذي يرى بأن نفقة الزوجة ال تسقط ألي حال ما دام العقد
صحيحا وهو الرأي الذي يأخذ به الفقه الطاهري .
أوال:التعريف
الطالق الرجعي هو الطالق الذي يستطيع الزوج فيه إعادة زوجته إلى عصمته قبل
انتهاء عدتها ،حيث تستأنف الحياة الزوجية بينهما دون حاجة إلى عقد جديد ،ويمكن أن يتكرر
هذا مرتين ،إما في المرة الثالثة فان الطالق يفصل العالقة الزوجية حاال ونهائيا .فالشريعة
اإلسالمية حريصة على بقاء الرابطة الزوجية حتى في حالة صدور الطالق حيث يتأتى
استئناف الحياة الزوجية من جديد عن طريق المراجعة ،وقد تقرر هذا المبدأ بنص القران
الكريم في قوله تعالى"والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء وال يحل لهن أن يكتمن ما خلق
هللا في أرحامهن إن كن يؤمن باهلل واليوم األخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا
إصالحا".
52
ثانيا :الحاالت التي يكون فيها الطالق رجعيا
طبقا للمادتين 122و 123فان الطالق الرجعي يكون في األحوال التالية:
-1طالق الرجل زوجته باللفظ أو ما يقوم مقامه بعد البناء الحقيقي.
-2إذا كان الطالق في غير مقابل عوض مالي(طالق الخلع).
-3إذا لم يكن مكمال للثالث.
-4إذا تم بناء على حكم قضائي بسبب عدم اإلنفاق على الزوجة أو بسبب االيالء و
الهجر.
تترتب عن الطالق الرجعي آثار هامة سواء أثناء فترة العدة أو بعدها.
-1آثار الطالق الرجعي خالل فترة العدة
جميع آثار العالقة الزوجية تبقى قائمة أثناء فترة العدة عندما يكون الطالق رجعيا.
ومن ثم تبين المرأة بانقضاء عدتها من الطالق الرجعي طبقا للمادة 125من المدونة .وإجماال
تترتب في هذه الفترة اآلثار اآلتية:
-1يجوز للزوج أن يعيد زوجته إلى عصمته في الطالق الرجعي بدون ان يبرم
عقد زواج جديد أثناء فترة العدة.
-2تقضي المطلقة عدتها في بيت الزوجية حيث تستحق السكن ،ولكن يمنع على
الزوج والزوجة المساكنة والمعاشرة الزوجية عند المالكية ،خالف األحناف
الذين يجيزون االستمتاع ويعتبرون ذلك بمثابة الرجعة .وأمام عدم وجود
نص في المدونة فإنه يتعين تطبيق مقتضيات المادة 400من مدونة األسرة.
53
-3وجوب النفقة طيلة فترة العدة ،ذلك أن الزوجة المطلقة بطالق رجعي تجب
نفقتها وسكناها على زوجها المطلق ما دامت العدة لم تنقض ويسقطان بانتهاء
العدة ،وقد نصت المادة 196من مدونة األسرة على أن " المطلقة رجعيا
يسقط حقها في السكن دون النفقة إذا انتقلت من بيت عدتها دون موافقة
زوجها أو دون عذر مقبول" وذلك تطبيقا لقوله تعالى" وبعولتهن أحق
بردهن في ذلك إن أرادوا إصالحا ،ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف،
وللرجال عليهن درجة ،وهللا عزيز حكيم".
-4يثبت حق التوارث بين الزوجين المطلقين ما دامت العدة سارية المفعول ما
لم يوجد بينهما سبب من األسباب التي تمنع اإلرث.
-5ال تجوز خطبة المطلقة رجعيا داخل العدة ال تصريحا وال تعريضا باتفاق
الفقهاء.
-6تحتسب الطلقة الرجعية ضمن الطلقات الثالث التي يملكها الرجل على
المرأة فتبين منه بمجرد استنفاذها بينونة كبرى.
-7يجوز للزوج أن يطلق زوجته رجعيا مرة أخرى أثناء العدة ما لم يراجع
المطلق زوجته قبل انقضاء عدتها.
-2أثار الطالق الرجعي بعد العدة
إذا لم يراجع الرجل زوجته خالل العدة من طالق رجعي فإنها تصبح بائنة منه بينونة
صغرى و تصبح أجنبية عنه ،وتترتب اآلثار التالية:
-4يجوز للمرأة أن تتزوج بأي رجل أخر ،وإذا شاء زوجها السابق يجوز له
خطبتها والعقد عليها بتوافر كافة األركان و الشروط المتطلبة في عقد الزواج.
-5يجوز للمطلق أن يتزوج من هي محرم من مطلقته كأختها أو خالتها مثال،
ويحل له أن يعقد على الرابعة إذا كان متزوج بثالث.
54
رابعا :اإلشهاد على الرجعة
طبقا للمادة 124من مدونة األسرة يجب اإلشهاد على الرجعة من طرف عدلين من
أجل توثيقها وإثباتها ووضع حد لكل الخالفات التي قد تنشا بسبب الرجعة ،ويتعين على العدلين
إخبار القاضي فورا باإلشهاد ،ويجب على هذا األخير قبل الخطاب على وثيقة الرجعة استدعاء
الزوجة إلخبارها و االستماع إليها فيما إذا كانت تقبل بهذه الرجعة وتستأنف الحياة الزوجية
بما يحقق مصلحة األطفال حال وجودهم ،أو ترفض الرجوع إلى بيت الزوجية ألنها ال ترى
فائدة في ذلك ،وفي هذه الحالة خول لها المشرع االلتجاء لمسطرة الشقاق طبقا للمادة 94من
المدونة.
الطالق البائن
أوال :التعريف
الطالق البائن هو الذي يجعل حدا للعالقة الزوجية في الحال بمجرد صدوره ،وهو
ينقسم إلى بائن بينونة صغرى وبائن بينونة كبرى ،فاألول هو الطالق البائن دون الثالث والذي
يزيل الزوجية حاال وال يمنع من تجديد عقد الزواج (م ،)126والثاني ال يستطيع المطلق بعده
إرجاع المطلقة إلى عصمته إال بعد أن تتزوج برجل آخر زواجا صحيحا ،ويدخل بها دخوال
حقيقيا ،ثم يطلقها أو يموت عنها وتنقضي عدتها منه(المادة.)127
ثانيا :حاالت الطالق البائن
-1الطالق الرجعي الذي تنتهي فيه العدة دون أن يراجع الزوج مطلقته
خاللها حيث يصبح هذا الطالق بائنا بينونة صغرى.
-2الطالق قبل البناء الحقيقي ولو مسبوقا بخلوة صحيحة ،لقول هللا تعالى "
يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المومنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن
فمالكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميال".
55
-3الطالق الذي توقعه الزوجة بناء على التمليك فهذا الطالق يعتبر بائنا
بينونة صغرى
-4طالق الخلع يكون بائنا بينونة صغرى بحيث ال يمكن للزوج أن يتزوجها
إال بعقد جديد إذا تراضيا على ذلك.
-5الطالق الذي يقع بحكم قضائي هو بائن باستثناء حالتي التطليق لإليالء
وعدم اإلنفاق(المادة) 122
-6الطالق المكمل للثالث ،قال هللا تعالى " الطالق مرتان ،فإمساك
بمعروف أو تسريح بإحسان" حيث يكون الطالق بائنا بينونة كبرى.
نميز بالنسبة لآلثار المترتبة عن الطالق البائن بين آثار الطالق البائن بينونة صغرى
وآثار الطالق البائن بينونة كبرى.
56
المرض مرض الموت وقامت قرائن على أن الزوج قصد حرمان الزوجة من الميراث ،فإنها
ترثه إذا مات وهي في فترة العدة معاملة له بنقيض قصيده.
ال تجب نفقة المطلقة طالقا بائنا على الزوج المطلق أثناء العدة،إال إذا كانت -5
حامال فتستمر نفقتها إلى أن تضع حملها ،أما حقها في السكن فيظل قائما إلى أن تنتهي عدتها
حتى وإن لم تكن حامال ،وهذا الحكم أوردته المادة 196من المدونة تطبيقا لآلية الكريمة ''،ال
تخرجوهن من بيوتهن وال يخرجن إال أن يا تين بفاحشة مبينة''وقوله تعالى''أسكنوهن من حي
سكنتم من وجدكم وال تضاروهن لتضيقوا عليهن''،وهو حكم شامل لجميع المطلقات بائنا أو
رجعيا.
57
ثانيا:شروط الطالق االتفاقي
-1يجب أن يكون االتفاق صحيحا غير مخالف للقواعد العامة في التعاقد :يتعين على
الزوجين التعبير عن إرادة واعية متوفرة على اإلدراك والتمييز وهذه اإلرادة
المعبرة عن االتفاق على توقيع الطالق يجب أن ال تعترضها عوارض تؤثر عليها
كاإلكراه والتدليس مثال.
يجب أن يكون الطالق االتفاقي غير مناف لمقتضيات مدونة األسرة،لذلك يتعين -2
على الز وجين الراغبين في إنهاء عالقتهما الزوجية باالتفاق،عدم تضمين االتفاق ما يتعارض
مع نصوص مدونة األسرة وقواعدها المبنية على المرجعية اإلسالمية كأن يشترط أحد
الزوجين على اآلخر بأن ال يتزوج مطلقا ،أو استمرارهما في العيش معا بعد الطالق.
إن كل شرط يخالف األحكام الشرعية يعد شرطا غير صحيحا ويتعين على القاضي
رفضه لقوله صلى هللا عليه وسلم "المسلمون عند شروطهم اال شرطا أحل حراما وحرم
حالال" .فالمحكمة ال تمنح اإلذن بتوثيق الطالق االتفاقي الذي يخالف القواعد والثوابت
المضمنة في مدونة األسرة ،وقد تطلب المحكمة بتعديل االتفاق وحذف الشروط المخلة
بأحكام الشريعة ،ومتى تم التعديل تستكمل اإلجراءات بشكل طبيعي ،وإذا أصر احد
الطرفين على تضمين مثل هذه الشروط فإن المحكمة ترفض اإلذن باإلشهاد على
الطالق ،ولكن الشروط الصحيحة والتي ال تخالف المقتضيات السابقة تعد شروطا
معتبرة يتعين الوفاء بها طبقا للقواعد العامة ،فقد تقبل الزوجة التنازل عن مستحقاتها
أو جزء منها فقط ،ويعتبر مثل هذا التنازل صحيحا وهو أغلب حاالت الطالق االتفاقي.
-3يحب أال يضر الشرط بمصالح األطفال :يتعين على الزوجين المتفقين على الطالق
عدم المساس بمصالح أطفالهما وللمحكمة دور حاسم في مراقبة هذا االتفاق من أجل
التأكد من عدم مساسه بهذه المصالح.
-4يجب تقديم طلب للمحكمة من أجل اإلذن بالطالق :بعد حصول االتفاق على إنهاء
الرابطة الزوجية بين الزوجين فإنه يتعين عليهما أو احدهما تضمين هذا االتفاق في
58
عقد رسمي أو عرفي أو حتى بواسطة التصريح الشفوي أمام المحكمة.
ويقدم الطلب وفق اإلجراءات المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية إلى قسم
قضاء األسرة بالمحكمة االبتدائية وخاصة الفصلين31و 32من قانون المسطرة
المدنية ،باإلضافة إلى ما سبق يتعين أن يرفق الطلب المقدم للمحكمة إلنهاء الزواج
باالتفاق بين الزوجين بكل الوثائق والمستندات كرسم الزوجية ،وعقد االتفاق المبرم
بينهما والمتضمن للتراضي على الطالق موقع من الطرفين ومصادق عليه.
-5إجراء الصلح بين الزوجين قبل اإلذن بتوثيق الطالق :استنادا إلى المادة 114من
المدونة تحاول المحكمة اإلصالح بين الزوجين حفاظا على كيان األسرة خاصة مع
وجود األطفال وتتكرر المحاولة الصلحية مرتين ،تفصل بينهما مدة ال تقل عن 30
يوما وعند تعذر اإلصالح بينهما فإن المحكمة تأذن باإلشهاد على الطالق وتوثيقه
من طرف عدلين منتصبين لذلك .
59
ثانيا :شروط الخلع
-1يجب أن يقع الخلع حال قيام الزوجية الصحيحة بين المتخالعين ،أو في فترة عدة
من طالق رجعي ،ويصح الخلع ولو لم يحصل الدخول.
-2يجب أن يكون الزوج متمتعا بأهلية تامة إذ ال يصح الخلع إذا كان الزوج صغيرا أو
مجنونا أو معتوها.
-3يجب أن تكون الزوجة عاقلة راشدة ،فالراشدة تخالع عن نفسها وإذا كانت عاقلة
ولكنها لم تبلغ بعد سن الرشد القانوني يقع طالقها صحيحا غير أن الزوجة ال تلتزم
ببذل الخلع إال بموافقة نائبها الشرعي.
-4يجب أن يكون الخلع اختياريا من الزوجة بغير إكراه وال ضرر ،فإذا استعمل الزوج
أساليب الضغط على الزوجة م ن أجل أن تدفع له الفدية مقابل الطالق فإن الطالق
يقع بائنا دون التزام الزوجة ببذل الخلع إن كانت لم تؤده إليه وإذا أدته ثبت لها الحق
في استرداده منه.
-5للزوجين أن يتراضيا على الطالق الخلعي.
ثالثا :العوض الذي يقع به الخلع وحماية األوالد
-1العوض الذي يقع به الخلع
يشترط في العوض الذي يقع به الخلع أن يكون مما يصح االلتزام به شرعا ،وبناء على
هذا يمكن أن يكون البذل في الخلع من األشياء المادية كالنقود والمنقول والعقار ،وال
يستثنى من ذلك إلى األشياء المحرمة شرعا كالخمر والخنزير..كما يمكن أن يكون البذل
حقوقا وخدمات تقوم بالمال ،كأن تتعهد الزوجة بالدفاع عنه في قضية أمام المحكمة إذا
كانت محامية أو التنازل عن أصل تجاري إذا كانت مالكة له...الخ ،لكن يجب أن يكون
هذا البذل في الخلع دون تعسف وال مغاالة.
-2الخلع وحماية حقوق األوالد
60
استنادا إلى المادة 119من مدونة األسرة الخلع ال يجوز أن يمس بحقوق األوالد ،ومن
تم تستطيع الزوجة أن تخالع زوجها بالحقوق المالية ألوالدها كالنفقة وأجرة الحضانة
والسكن ...ما دامت الزوجة موسرة ،وإذا كان الزوج عالما عند الخلع أن زوجته معسرة
ومع ذلك رضي بالخلع على نفقة األوالد ،فإن الطالق يمضي ويبقى الزوج مسؤوال عن
النفقة كذلك إذا كانت الزوجة غير معسرة وتحملت بنفقة األوالد مقابل الطالق ثم عجزت
أثناء المدة ولوفي بدايتها على تلك النفقة وثبت عجزها فعال ،فإنه يتعين على األب أن
ينفق على األوالد مع االحتفاظ بحقه في الرجوع عليها فيما بعد إذا أصبحت موسرة.
-3اختالف الزوجين حول مقابل الخلع
إذا حصل اال تفاق بين الزوجين على مبدأ الخلع ولكنهما اختلفا في المقابل الذي تدفعه الزوجة
يتعين رفع األمر إلى المحكمة لمحاولة الصلح بينهما ،وإذا تعذر الصلح حكمت المحكمة
بنفاذ الخلع بعد تقدير مقابله مراعية في ذلك مبلغ الصداق وفترة الزواج وأسباب طالق الخلع
والحالة المادية للزوجة .إذا أصرت هذه األخيرة على طلب الخلع ولم يستجب لها الزوج
يمكنها اللجوء إلى مسطرة الشقاق.
61
-6التمليك :هو أن يجعل الزوج أمر زوجته بيدها بحيث تصبح مالكة لعصمتها
ولها الحق في آن توقع الطالق متى شاءت ،وال يجوز للزوج أن يرجع في
ذلك ،وعند ما يطلع القاضي على هذا التمليك يأمر الزوجة بأن تصرح فورا
بموقفها إما الفراق وإما البقاء في عصمة الزوج ،فإن لم تصرح يحكم القاضي
بسقوط حقها في التمليك.
-7التوكيل في الطالق :يقصد به أن يفوض الرجل لزوجته في أن توقع الطالق
على نفسها نيابة عنه ،وبصفتها وكيال عنه في ذلك ،ويحق للزوج أن يتراجع
عن هذه اإلنابة متى شاء قبل توقيع الطالق ،إال في حالة واحدة ال يجوز فيها
للزوج عزل زوجته عن هذه الوكالة ،وهي إذا صرح هذا األخير عند ابرام
ال زواج أنه يوكلها على تطليق نفسها إذا تزوج عليها ،وأنه إن فعل فلها أن
تطلق نفسها.
استنادا إلى المادة 89من مدونة األسرة التي حددت إجراءات الطالق بالتمليك يتعين
على الزوجة إتباع المسطرة بتقديم الطلب إلى المحكمة لتتأكد هذه األخيرة من توفر شروط
التمليك المتفق عليها بين الزوجين ،ثم تعمل على اإلصالح بينهما تبعا لمقتضيات المادتين
81و ،82وإذا تعذر اإلصالح تأذن المحكمة باإلشهاد على الطالق لدى عدلين منتصبين للشهادة
بدائرة نفوذ المحكمة التي يوجد بها بيت الزوجية أو موطن الزوجة أو التي أبرم فيها عقد
الزواج مع ضمان حقوق الزوجة واألبناء .وعزل الزوج زوجته في ممارسة التمليك الذي
ملكها إياه غير ممكن ألن الزواج قد يكون مرتبطا بهذا الشرط ما لم يتعلق األمر بعقد وكالة
ألن األصل فيها الموكل يمكنه عزل الوكيل.
63
وفي حالة اختالف الحكمان في مضمون التقرير أو تحديد المسؤولية أو لم يقدماه خالل األجل
المحدد لهما ،أمكن للمحكمة أن تجري بح ثا إضافيا بالوسيلة التي تراها مالئمة (المادة،)96
وفي حالة تعذر اإلصالح واستمرار الشقاق تثبت المحكمة ذلك في محضر وتحكم بالتطليق
وبالمستحقات.
ولإلشارة فان المادة 97من المدونة تحمل المسؤولية للطرف المتعسف في المطالبة بإنهاء
الرابطة الزوجية للشقاق حين يتضح للمحكمة بأن طالب التطليق للشقاق لم تكن لديه مبررات
معقولة لهذا الطلب ،ويمكن للمحكمة االستئناس في ذلك بتقرير الحكمان ،وكذا باالستماع من
طرف المحكمة لطالب الشقاق وتكوين قناعة القاضي بمدى وجاهة األسباب من عدمها وبالتالي
الحكم بالتعويض أو عدمه لفائدة الطرف اآلخر ،ويمكن للمحكمة كذلك أن تحكم لصالح الزوجة
طالبة إنهاء الزواج للشقاق إذا كان الزوج متعسفا .
ومسطرة الشقاق تبت فيها المحكمة بمقتضى حكم نهائي غير قابل للطعن في ظرف ستة أشهر
من تاريخ رفع الدعوى.
64
أعطت هذه المادة بعض األمثلة لألضرار التي تجعل االستمرار في العالقة -2
الزوجية غير مقدور عليه ،وذلك بالنص على كل تصرف أو سلوك مشين أو مخل باألخالق
الحميدة سواء كانت اإلساءة مادية كالضرب أو معنوية كالسب و القذف والخيانة الزوجية......
اعتبرت المدونة الضرر الم برر لطلب التطليق أمام المحكمة هو ذلك الصادر -3
من الزوج وحده دون غيره ،والضرر قد يصدر بكيفية مباشرة من الزوج وقد يصدر بإيعاز
ور غبة من هذا األخير دون أن يحرك ساكنا كما إذا صدر من أفراد عائلته أو بعض أصدقائه
فالسب واإلهانة بحضور الزوج قرينة على قبوله لألذى الذي لحق بزوجته ينبغي تمكين الزوجة
من مطالبة التطليق بسببه.
في ظل مدونة األسرة ال يشترط لطلب التطليق للضرر تكرار هذا األخير ،أو -4
أن يكون الضرر ما زال مستمرا وغير منقطع وإثبات عدم مشروعية سبب الضرر .
واقعة الضرر في ظل المدونة الحالية يمكن إثباتها بجميع وسائل اإلثبات بما فيها -5
شهادة الشهود ،وإذا لم تستطع الزوجة إثبات الضرر وأصرت على طلب التطليق ،فإن الفقرة
الثانية من المادة 100خولت لها إمكانية طلب التطليق بسلوك مسطرة الشقاق .
من مستجدات المدونة ،إقرارها تعويض الزوجة المتضررة التي حكم لها -6
بالتطليق سواء كان الضرر ماديا او معنويا الى جانب استحقاقها للمتعة الذي يعد حقا ثابتا
للمطلقة عموما.
التعويض عن الضرر ال يدخل ضمن المستحقات االخرى التي يمكن الحكم بها -7
نتيجة التطليق وال يحكم بهذا التعويض تلقائيا ،بل يتعين على المتضررة المطالبة به ،أما تقدير
قيمة التعويض فالمحكمة لها سلطة تقديرية تراعي في تحديدها مدى الضرر الحاصل وتأثيره
على شخص المطلقة.
65
واستنادا إلى المادة 102من مدونة األسرة وهي المحددة لألحكام الخاصة بالتطليق لعدم
اإلنفاق يمكن أن نجمل القول فيما يلي:
-1أجازت المدونة للزوجة أن تقاضي زوجها من اجل اإلنفاق عليها ،كما أجازت لها
أن ترفع دعوى التطليق لعدم اإلنفاق ،والمحكمة تقرر الوسيلة المناسبة لتنفيذ نفقة
الزوجة عليه ،إذا كان له مال ظاهر يمكن استخالص مبلغ النفقة منه كان يكون
موظفا ذو اجر شهري ،وفي هذه الحالة ال تستجيب المحكمة لطلب التطليق ما دامت
الزوجة تستلم مبلغ النفقة.
-2في حالة ثبوت عجز الزوج عن اإلنفاق تحدد له المحكمة أجال ال يتعدى شهرا لينفق
خالله وإال طلقت عليه زوجته ،في حين أن مدونة األحوال الشخصية كانت تمهل
الزوج ثالثة أشهر ،وتعجيل المدونة الحالية بالنفقة تقتضيها طبيعة هذه األخيرة
الحالة التي ال تحتمل االنتظار.
-3يعتبر التطليق لعدم اإلنفاق طالقا رجعيا ،حيث يجوز للزوج مراجعة زوجته بعد
أن يثبت يسره واستعداده لإلنفاق ،والمادة 122تعتبر كل طالق قضت به المحكمة
بائنا إال في حالتي التطليق لاليالء ولعدم اإلنفاق.
-4تطبق أحكام المادة 102نفسها على الزوج الغائب في مكان معلوم بعد توصله بمقال
الدعوى (المادة .)103أما إذا كان محل غيبة الزوج مجهوال لعدم وجود عنوانه فان
المحكمة بمساعدة النيابة العامة تعمل على التأكد بأنه فعال غائب في مكان مجهول،
كما تتأكد من مدى صحة دعوى الزوجة الرامية إلى التطليق لعدم اإلنفاق ،ثم تبت
المحكمة في الدعوى على ضوء نتيجة البحث.
أما إذا كان الزوج الغائب مجهول العنوان فإن المحكمة تستعين بالنيابة العامة التي تعتمد
في ذلك على ضابطة الشرطة القضائية والسلطة المحلية من أجل تبليغ دعوى الزوجة ق
التطليق للغيبة ،واإلعالن عبر اإلذاعة الوطنية مع تعين يتم عنه حتى يتأتى له الحضور
66
قبل إصدار الحكم بالتطليق وإذا لم يحضر رغم كل اإلجراءات المذكورة لإلقامة مع زوجته
أو نقلها إليه قضت المحكمة هذه األخيرة طلقة بائنة.
ومن مستجدات هذه المدونة أيضا ،تطليق الزوجة بسبب حبس زوجها أو سجنه ،إذا
كان القضاء المغرب في ظل المدونة السابقة تارة يستجيب لطلب الزوجة معتمدا على الضرر
كأساس قبول دعوى التطليق بسببه سجن الزوج وتارة أخرى كان هذا القضاء يرفض طلب
الزوجة باعتبار السجن غير كافي لخلق الضرر.
أما المادة 106من المدونة الحالية فقد حسمت الخالف نهائيا التطليق ،ويشترط لسماع
الدعوى مرور مدة سنة من االعتقال وفي جميع األحوال يمكن للزوجة تقديم الطلب بعد مرور
سنتين مت تاريخ اعتقاله سواء صدر حكم أو لم يصدر.
الفهرس
الفصل األول:المفهوم القانوني للزواج والخطبة 1.....................................................
المبحث األول :تعريف مدونة األسرة لعقد الزواج 1............................................
المطلب األول :تعريف الخطبة 1...................................................................
المطلب الثاني :شروط الخطبة 2...................................................................
المطلب الثالث :العدول عن الخطبة و الحقوق المرتبطة به 2.................................
67
الفصل الثاني :أركان وشروط عقد الزواج 5...........................................................
المبحث األول :أركان عقد الزواج 5..................................................................
المطلب األول :التعريف باإليجاب والقبول 5.....................................................
المطلب الثاني :شروط اإليجاب والقبول 6........................................................
الفقرة األولى :يجب أن يكون اإليجاب والقبول متطابقين وفي مجلس واحد 6.............
الفقرة الثانية :يجب أن يكون اإليجاب والقبول باتين غير مقيدين بأجل أو شرط واقف
أو فاسخ 6...............................................................................................
المطلب الثالث :اإليجاب والقبول المشوبين بعيب من عيوب الرضى 7...........................
المبحث الثاني :شروط عقد الزواج 8....................................................................
المطلب األول :األهلية في عقد الزواج8.............................................................
الفقرة األولى :أهلية إبرام عقد الزواج 8..........................................................
الفقرة الثانية :الزواج دون سن األهلية 9..........................................................
الفقرة الثالثة :زواج المصاب بإعاقة ذهنية 10...................................................
الفقرة الرابعة :األهلية المدنية في ممارسة حق التقاضي 10..................................
المطلب الثاني :عدم االتفاق على إسقاط الصداق في عقد الزواج 11.......................
الفقرة األولى :ماهية الصداق 11...................................................................
الفقرة الثانية :أنواع الصداق 13....................................................................
الفقرة الثالثة :أحوال الصداق ( متى تستحق الصداق) 14.....................................
الفقرة الرابعة :تعجيل الصداق وتأجيله 15....................................................
الفقرة الخامسة :اختالف الزوجين حول الصداق 16............................................
المطلب الثالث :موافقة الولي على زواج القاصر ( الوالية) 16..............................
الفقرة األولى :موقف الفقه اإلسالمي من الوالية على المرأة 17.............................
الفقرة الثانية :تطور والية الزواج في التشريع المغربي 18...................................
المطلب الرابع :الوكالة في مدونة االسرة19........................................................
المطلب الخامس :اإلشهاد على عقد الزواج ( سماع العدلين اإليجاب والقبول) 20..........
المطلب السادس :انتفاء الموانع الشرعية 23........................................................
الفقرة األولى :موانع الزواج المؤبدة24...........................................................
الفقرة الثانية :موانع الزواج المؤقتة 28...........................................................
المبحث الثالث :الشروط الخاصة بزواج المغاربة بالخارج 37..................................
المطلب األول :شروط إبرام عقد الزواج بالخارج 37................................................
68
المطلب الثاني :إجراءات تنظيم وضبط وثيقة الزواج 38.........................................
المبحث الرابع :اآلثار القانونية الناتجة عن زواج صحيح 38....................................
مطلب األول :الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين 39.....................................
المطلب الثاني :حق الزوجة في النفقة 47...........................................................
الفصل الثالث:انحالل ميثاق الزوجية(الطالق) 51....................................................
المبحث األول:أنواع الطالق 52..........................................................................
المطلب األول :الطالق الرجعي والطالق البائن52.............................................
الفقرة األولى:الطالق الرجعي 52..................................................................
المطلب الثاني :الطالق االتفاقي والخلع والتمليك57...............................................
الفقرة األولى :الطالق باالتفاق 57.................................................................
الفقرة الثانية :طالق الخلع 59.......................................................................
الفقرة الثالثة :الطالق المملك 61....................................................................
المبحث الثاني :التطليق القضائي 62..................................................................
المطلب األول :التطليق بطلب من أحد الزوجين بسبب الشقاق 63..............................
الفقرة األولى:تعريف الشقاق 63....................................................................
الفقرة الثانية:مسطرة الشقاق 63....................................................................
المطلب الثاني :التطليق بطلب من الزوجة 64......................................................
الفقرة األولى :التطليق للضرر 64.................................................................
الفقرة الثانية :التطليق لعدم اإلنفاق 65.............................................................
الفهرس 67...................................................................................................
69