Professional Documents
Culture Documents
ع وض .و
يج وز لل واهب أن يش ترط على الموه وب ل ه القي ام ب التزام يتوق ف على إنج از الش رط " .و تنص الم ادة 206من نفس
القانون على ما يلي " :تنعقد الهبة باإليجاب و القبول و تتم بالحيازة . " .....
يستفاد من نص المادتين ان الهبة من التصرفات القانونية الناقلة لملكية الشيء بال عوض ،تتم بإرادتين ،إرادة
الواهب والموهوب له ،بحيث تؤدي الى افتقار ذمة الواهب واغتناء في ذمة الموهوب له ،على انه يجوز للواهب وفقا
للتشريعات العربية بما فيها التشريع الجزائري ،أن يشترط الواهب على الموهوب له القيام بالتزام على الموهوب له،
دون ان يتجرد من نية التبرع.
خصائصها:
عقد تبرعي: )1
عقد الهبة هو عقد ملزم لجانب واحد ،فال يلتزم الموهوب له بشيء اال إذا اشترط الواهب عوضا عن هبته،
فتكون الهبة ملزمة لجانبين ،عقد الهبة هو عقد ملزم لجانب واحد ،فال يلتزم الموهوب له بشيء اال إذا اشترط الواهب
عوضا عن هبته ،فتكون الهبة ملزمة لجانبين
عقد شكلي: )2
و نص ت الم ادة 206من ق انون األس رة على م ا يلي " تنعق د الهب ة باإليج اب و القب ول و تتم بالحي ازة و مراع اة
أحك ام التوثي ق في العق ارات و اإلج راءات الخاص ة في المنق والت " ،و تبع ا ل ذلك وجب إخض اع الهب ةإلى ش كل رس مي
تحت طائل ة البطالن ، 1فال يكفي النعقاده ا وج ود و ص حة التراض ي بين ال واهب و الموه وب ل ه ،ب ل وجب إف راغ
رضاءهما في شكل معين من قبل األشخاص المؤهلين في تحرير العقود الرسمية المنصوص عليهم في المادة 324من
القانون المدني المعدل و المتمم .
ومعنى عقد الهبة عقد عيني أن الواهب ملزم بإعطاء الشيء الموهوب ،إذ ال يكفي فيه الرضا والشكلية ،بل يجب
تسليم الشيء الموهوب للموهوب له سواء كان عقارا أو منقوال أو حق عيني عقاري آخر كحق االنتفاع مثال ،مع تمكين
الموه وب لهمن ممارس ة الس يطرة المادي ة على الم ال الموه وب ،وس يتم توض يح ذل ك الحق ا من خالل التكلم على ركن
الحيازة في عقد الهبة.
حيازة الشيء الموهوب :لقد جعل المشرع الجزائري من عقد الهبة عقدا عينيا ،والمقصود بالعينية وجوب حيازة
الشيء الموهوب من طرف الموهوب له أو ممن يمثله قانونا كركن من أركان عقد الهبة ،وتتم حيازة الشيء الموهوب
بالتسليم الفعلي من الواهب وتمكين الموهوب له من حيازته واالنتفاع به دون عائق ،يقصد بحيازة الشيء الموهوب في
مفهوم نص المادة 206من قانون األسرة ،السيطرة المادية والمعنوية للشيء ُبغية الظهور عليها بمظهر صاحب الحق،
ولن يتسنى ذلك إال بالتسليم الفعلي للشيء الموهوب إلى الموهوب له.
تقسم الحيازة للشيء الموهوب وفقا لنص المادة 207و 210من قانون األسرةإلى حيازة فعلية ،و إلى حي ازة حكمي ة
:
نكون أمام حيازة فعلية للشيء الموهوب بتسليمه ،أي بوضعه تحت تصرف الموهوب له ،فإذا كان دار يسكنها
وجب علي ه أن يخرج منه ا و يخرج ك ل األمتعة المتواجدة به ا ،و أن يس لم مفاتيحها إلى الموهوب ل ه ،و هذا ما أكده
القرار الصادر عن المحكمة العليا تحت رقم 255554الذي جاء فيه " يجب نقض القرار الذي صحح عقد الهبة التي لم
تتم فيها الحيازة ،و التي هي شرط لتمام العقد " ،و بهذا تتم الحيازة عمال بما تقتضيه المادة 206من قانون األسرة.
نكون أمام حيازة حكمية إذا كان الشيء الموهوب تحت حيازة الموهوب له ،إما على سبيل اإليجار ،أو اإلعارة
و صدرت الهبة ،ففي هذه الحالة ال يحتاج الموهوب له إلى السيطرة المادية من جديد للشيء الموهوب ،و إنما يحتاج
إلى اتفاق مع الواهب على أن يبقى الموهوب في حيازته و لكن ال كمستأجر أو مودع عنه أو مستعير ،بل كمالك جديد
عن طري ق عق د الهب ة و ه ذا كل ه تطبيق ا لنص الم ادة 207من ق انون األس رة و الم ادتين 811و 812من الق انون
المدني .
أما إذا كان الموهوب له قاصرا أو محجور عليه ألي سبب من األسباب ،فعمال بنص المادة 210/2من القانون
األسرة ،يتولى الحيازة عنه من ينوب عنه قانونا سواء كان وليا أو قيما أو وصيا .
و يجب أن تتم الحي ازة قب ل توثي ق الهب ة و على الموث ق أن يتأك د من حي ازة الموه وب ل ه للش يء الموه وب و أن
يبين ذلك في العقد ،و في حالة وجود نزاع حول عدم حيازة الشيء الموهوب ،فيجوز إثباتها بكافة الطرق اإلثبات ،و
ال يكفي االكتف اء بالعب ارات ال واردة في العق د على أساس أن الش يء الموه وب ق د تم حيازت ه ،فعلى القاض ي القي ام بفتح
تحقيق بدعوة الخصوم للتأكد من واقعة الحيازة ،و هذا ما أكد عليه أحد قرارات المحكمة العليا
إذا ك ان األص ل في انعق اد الهب ة وج وب اجتم اع الرس مية و الحي ازة مع ا ،ف إن الس ؤال يط رح ح ول م دى كفاي ة
الرسمية عن الحيازة المادية للشيء الموهوب ؟
تنص الم ادة 208من ق انون األس رة على م ا يلي :إذا ك ان ال واهب ولي الموه وب ل ه ،أو زوج ا أو ك ان
الموهوب مشاعا ،فإن التوثيق و اإلجراءات اإلدارية تغني عن الحيازة " .
يستنتج من نص المادة أعاله أن التوثيق و اإلجراءات اإلدارية تقوم مقام الحيازة في ثالث حاالت :
إذا ك ان ال واهب ولي الموه وب ل ه وقت إب رام عق د الهب ة ،ف إن إج راءات التوثي ق المتطلب ة في العق ار و الحق وق
العيني ة العقاري ة ،و اإلج راءات اإلداري ة المتطلب ة في المنق ول تغ ني عن الحي ازة ،و ال مج ال للح ديث عن ت وافر ركن
الحيازة أمام هذه الحالة ،و ال مجال للمطالبة ببطالنها النعدام هذا الركن .
و من التطبيقات القضائية المعمول بها في هذا الشأن نجد القرار الصادر عن المحكمة العليا تحت رقم 58700
و الذي جاء فيه " :من المقرر فقها أن الهبة تلزم بالقول و تتم بالحيازة ،و هبة الزوجين لبعضهما البعض يعمل بها و
لو لم تتم الحيازة حتى حصول المانع ،و مات الواهب ،فالهبة صحيحة إذا اشهد عليها .
الرجوع في الهبة:و يعرف الرجوع في الهبة تحديدا بأنه عود الواهب في هبته بالقول أو الفعل بغي ة ارتجاعها و
استردادها من الموهوب له رضاء أو قضاء وفق شروط معينة ،الرجوع في الهبة حق للواهب يستطيع بموجبه أن يس ترد
ما وهبه للموهوب له إذا توفر له عذر يبرره و لم يكن هناك مانع من موانع الرجوع ،و لم يحدد المشرع الجزائري
حاالت الرجوع في الهبة فيما إذا كانت تتم بتراضي المتعاقدين أو عن طريق القضاء ،فالنص جاء عاما ال تخصيص
فيه ،ما يفهم معه جواز األخذ بالحالتين ،و تبعا لذلك فالرجوع عن الهبة هو حق للواهب يتم رضاء أو قضاء .
أما فيما يخص موقف القانون الجزائري اتجاه مسألة الرجوع في عقد الهبة ،فقد أشارت المادة 211من قانون
األسرة على أن األبوين فقط من لهما الحق في الرجوع في الهبة الممنوحة ألوالدهما سواء كان الشيء الموهوب عقارا
أو منق وال ،و المقص ود بكلم ة األب وين ال واردة في نص الم ادة 211ق انون األس رة ،األب و األم فق ط ،و ه ذا م ا فس ره
االجتهاد القضائي الصادر عن المحكمة العليا بتاريخ ، 15/07/2010مما يعني حق الرجوع عن الهبة هو حق شخصي
يقتص ر على األب و األم ،و ال يش مل غيرهم ا من زوج أوأخ أو ج د أو ج دة ...الخ ،إذ يمكن له ؤالء الطعن في عقد
الهبة بالبطالن أواإلبطال متى تحققت أسباب ذلك ،كما يجوز لهم المطالبة باسترداد ما زاد عن ثلث المال الموهوب إذا
تم إثبات تحريرها في مرض الموت و الحاالت المخيفة كما سبق بيانه ،و لكن ال يمكنهم ممارسة الرجوع ،فالرجوع
كم ا أش رنا هو ح ق مقرر للوال دين اتج اه أبن ائهم فقط ،و ق د أخ ذ المش رع الجزائ ر في إق رار ه ذا الحق بموق ف جمهور
الفقه اء ال ذي أض فى ص فة الل زوم على عق د الهب ة ،و لم يس تثن من تل ك القاع دة س وى األب وين فيم ا وهب ا ألبنائهم ا ،و
المقص ود ب االبن ليس االبن من الص لب فق ط ب ل يش مل ابن االبن أيض ا ،و مثاله ا أن تتم الهب ة البن االبن فهن ا يج وز
الرجوع في الهبة ما لم يحصل أي مانع من الموانع المنصوص عليها في المادة 211من قانون األسرة ،و هذا ما تم
تكريسه في االجتهاد القضائي الصادر عن المحكمة العليا بتاريخ ، 21/02/2001تحت رقم .350252
و حق الرجوع في الهبة المقرر لألبوين هو حق شخصي ال ينتقل للورثة ،كما ال يحق لهم ممارسة ذلك بعد
وفاة الواهب أثناء سير دعواه الرامية إلى الرجوع في الهبة ،وهذا ما أقرته المحكمة العليا في قرارها الصادر بتاريخ
14/06/2006تحت رقم ، 367996كما ال يمكن للواهب وفقا للشريعة اإلسالمية ممارسة حق الرجوع عن هبته بعد
وفاة الموهوب له ،ذلك أن الشيء الموهوب قد انتقل إلى ورثة الهالك عن طريق اإلرث و ثبت حقهم فيه ،و هذا ما
كرسته المحكمة العليا في أحد قراراتها الصادر بتاريخ ، 10/03/2011تحت رقم . 613091
الرجوع بالتراضي:
أما عن إجراءات الرجوع فلم يتم النص على ذلك ،و استنادا على نص المادة 206من قانون األسرة المعدل و المتمم ،
فالهبة تنعقد باإليجاب و القبول و هي من العقود الشكلية التي تتطلب تحريرها في قالب رسمي إذا انصبت على عقار أو
ح ق عي ني عق اري ،و من ثم ف إن إج راءات الرج وع فيه ا تتم بنفس اإلج راءات ال تي نش أت به ا ،أي تتم أم ام الموث ق
بتطابق إيجاب و قبول جديدين.و قد تضمنت المذكرة رقم 626الصادرة عن المديرية العامة لألمالك الوطنية ،النص
على كيفية الرجوع في الهبة بالتراضي ،إذ يكفي فيه التصريح أمام الموثق بإرادة منفردة ،دون الرجوع للقضاء أي
بمجرد أن يلتمس أحد الوالدين من الموثق ذلك ،يتم إلغاء الحق بنفس الشكل الذي نشأ به
بالتالي التصريح بالرجوع في الهبة أمام الموثق ال يكفي فيه حضور المتعاقد األول دون المتعاقد الثاني ،إذ البد
أن يتأكد الموثق من قبول الموهوب له على الرجوع في الهبة حتى يتسنى له تحرير العقد ،و ال يكفيه ذلك بل البد له
أن يتأكد من عدم وجود الموانع ،و إن كانت هذه المسألة تخضع إلى رقابة القاضي .
إذا لم يقب ل الموه وب ل ه رج وع ال واهب في هبت ه ،ج از لل واهب دون أي م برر م ع غي اب موان ع الرج وع
المنصوص عليها في المادة 211من قانون األسرة المع دل و المتمم ،أن يطلب من القضاء الترخيص له بالرجوع في
هبته و بالنتيجة فسخ الهبة ،ترفع دعواه وفقا للقواعد المقررة ،و يذهب الرأي الراجح في الفقه إلى القول بأن الرجوع
في عقد الهبة بالتقاضي يعد فسخا لهذا العقد ،و هو فسخ قضائي بعد رفع األمر إلى القاضي ليقضي بالفسخ كما هو
الحال عند فسخ العقد بوجه عام.
إن الرجوع في الهبة من طرف احد األبوين ،هو حق استثنائي ال يمكن التوسع فيه أو القياس عليه ،و هو حق
غير مطلق بل مقيد بالحاالت الواردة في نص المادتين 211و 212من قانون األسرة الجزائري ،فإذا ما توافر احد
منها أوأكثر ،كانت الهبة الزمة ال رجوع فيها ،نبينها كما يلي :