You are on page 1of 6

‫الحــــــــــــــــــــــــوالـــــــــــــــــــــة‬

‫انتقال الحقوق يكون مصدره إما القانون أو االتفاق ‪ :‬إن انتقال الحق من الدائن القديم إلى دائن آخر إما أن‬
‫يكون مص دره الق انون وإم ا أن يك ون مص دره اتف اق المتعاق دين ( الم ادة ‪ ) 189‬فانتق ال الح ق ق د يتم‬
‫بمقتضى القانون كما في حالة انتقال الحقوق إلى ال وريث بم وت الم ورث ‪،‬وكم ا في حال ة حل ول الدول ة‬
‫محل المضرور عن دما يحكم عليه ا بوص فها مس ؤولة عن أخط اء رج ال التعليم الع ام وم وظفي الش بيبة‬
‫والرياضة وذلك السترداد المبالغ المحكوم بها عليها ‪،‬إم ا من رج ال التعليم وم وظفي الش بيبة والرياض ة‬
‫أو من الغير ( م ‪ 85‬مكرر ) ‪.‬كما قد يكون مصدره اتفاق المتعاقدين كأن يتفق ال دائن م ع الغ ير على أن‬
‫يجول له حقه في ذمة المدين فيحل الغير محل الدائن في هذا الحق نفسه ‪.‬‬

‫وحوالة الحق عن طريق االتفاق ه و ال ذي خص ه المش رع ب البحث في الم واد من ‪ 189‬إلى ‪ 208‬وه و‬
‫الذي سنتطرق إليه في هذا الموضوع ‪ .‬ويقتضينا البحث في حوالة الح ق أن ن بين ش روطها أوال على أن‬
‫نعرض آلثارها ثانيا‬

‫أوال ‪ :‬شروط الحوالة‬

‫إن شروط حوالة الحق على نوعين ‪ :‬النوع األول يجب توافره النعق اد الحوال ة بين المتعاق دين ‪ ،‬والن وع‬
‫الثاني يجب توافره لتصبح الحوالة نافذة إزاء الغير ‪.‬‬

‫‪ 1‬شروط انعقاد الحوالة بين المتعاقدين‬

‫وجوب تطبيق مبادئ النعاقد عامة إلى جانب شروط أخرى تتعلق بمحل الحوالة وبسببها ‪:‬‬

‫القاعدة األصلية أن الحوالة تخضع لمبادئ التعاقدة عامة سواء من حيث أركانها أم من حيث إثباتها ‪ ،‬فمن‬
‫حيث اركانها يكتفى النعقادها ( الحوالة ) توافر أرك ان العق د بوج ه ع ام فيكفي إذن أن يحص ل تراض ي‬
‫المحيل و المحال له وأن يكون كل منهما متمتعا بأهلية التصرف ‪ ،‬وأن يكون محل الحوالة مش روعا وان‬
‫يكون السبب الذي تحمل عليه الحوالة غير مخ الف للق انون أو للنظ ام الع ام أو األداب العام ة ‪ .‬وه ذا م ا‬
‫أشارت إليه المادة ‪ 194‬بقولها ‪ " :‬الحوالة التعاقدية لدين أو لحق أو لدعوى تصير تامة برضى الط رفين‬
‫ويحل المحال له محل المحيل في حقوقه ابتداء من وقت هذا التراضي "‬

‫أما من حيث إثباتها فيراعى في ذلك القواعد العامة في البيانات ‪:‬فإذا حول دائن حقه الذي تزيد قيمته على‬
‫‪ 10000‬درهم بثمن يفوق ‪ 10000‬درهم فإن المحي ل ال يس تطيع إثب ات ال تزام المح ال ل ه ب الثمن وال‬
‫المحال له يستطيع إثبات التزام المحيل بنقل هذا الحق إال بالكتابة أو بب دأ ثب وت بالكتاب ة مع زز بالش هادة‬
‫والقرائن وال تسمع البينة بالشهادة والقرائن ( المادة ‪ 443‬و المادة ‪. ) 447‬‬

‫وقد أوجب المشرع على المحيل ان يسلم للمحال له إلى جانب سند الدين المح ال ب ه وم ا يك ون لدي ه من‬
‫وسائل إثباته سندا يثبت حصول الحوالة ‪ .‬ويمكن أن يكون ه ذا الس ند رس ميا غ ذا طلب المح ال ل ه ذل ك‬
‫على أن تكون مصروفات هذا السند الرس مي على عاتق ه ‪ .‬فق د ورد به ذا المع نى في الم ادة ‪ 199‬أن ه "‬
‫يجب على المحيل أن يسلم للمحال له سندا يثبت وقوع الحوالة ‪،‬وأن يق دم ل ه إلى ج انب س ند ال دين ‪ ،‬م ا‬
‫يكون لديه من وسائل إثباته والبيانات الالزمة لمباشرة الحقوق المحول ة‪،‬ويجب علي ه أن يق دم للمح ال ل ه‬
‫سندا رسميا يثبت وقوع الحوالة إذا طلب منه ذلك ومصروفات هذا السند على المحال له "‪.‬‬
‫الشروط الخاصة المتعلقة بمحل الحوالة‬

‫إلى جانب مبادئ التعاقد العامة يشترط النعقاد الحوالة شروط خاصة تتعلق بمحلها وفي هذا االطار يمكن‬
‫القول أن كل حق شخصي يصلح مب دئيا أن يك ون محال للحوال ة ب ه من دائن ه األص لي إلى دائن جدي د ‪.‬‬
‫وأغلب ما يقع أن يكون محل الحوالة مبلغا من النقود ولكن يجوز أن يك ون مح ل الحوال ة أش ياء مثلي ة ‪،‬‬
‫كما يجوز أن يكون عمال أو امتناعا عن عمل ‪.‬‬

‫ويستوي أيضا في قابلية الحق للحوالة أن يكون مدنيا أو تجاريا ‪ ،‬وكذلك يستوي أن يك ون الح ق المح ال‬
‫به منجزا أو مربوطا بأجل أو معلقا على شرط ‪ .‬وه ذا م ا أش ار إلي ه المش رع ص راحة في الم ادة ‪190‬‬
‫حيث قال ‪ " :‬يجوز أن يرد االنتقال على الحقوق أو الديون التي لم يحل أجل الوفاء بها "‪.‬‬

‫ولئن كان المبدأ أن كل حق شخصي يقب ل الحوال ة وأن الحوال ة تتم وف ق قواع د التعاق د عام ة ‪،‬ف إن ثم ة‬
‫استثناءات لهذا المبدأ تقضي بعدم قابلية بعض الحقوق الشخصية للحوال ة أو تتطلب لتم ام الحوال ة ت وافر‬
‫شرط خاص هو اقترانها بموافقة المدين المحال عليه ‪.‬‬

‫فالحقوق التي ال تصلح أن تكون محال للحوالة هي ‪ :‬الحقوق المحتمل ة أو الحق وق المس تقبلة حيث نص ت‬
‫المادة ‪ 190‬على انه " ال يجوز أن يرد االنتقال على الحقوق المحتملة " ويراد بالحق المحتمل ألو الح ق‬
‫المستقبل الحق الذي ال وجود قانوني له في الحال وإنما يحتم ل وج وده في المس تقبل ‪،‬وه و خالف الح ق‬
‫الشرطي الذي له وجود قانوني في الحال وغن كان هذا الوجود غير بات وغير كامل ‪.‬‬

‫وكذا الحقوق التي تمتنع حوالتها بمقتضى سند إنشائها أو بمقتض ى الق انون فق د نص ت القف رة األولى من‬
‫المادة ‪ 191‬على ان الحوالة تبطل " إذا كان الدين او الحق غ ير ممكن تحويل ه بمقتض ى س ند إنش ائه أو‬
‫بمقتضى القانون "‬

‫كما نجد من ضمن الحق وق ال تي ال تص لح أن تك ون محال للحوال ة الحق وق ال تي تتس م بط ابع شخص ي‬
‫محض فمثل هذه الحقوق و التي تكون متصلة اتصاال وثيقا بشخص الدائن ال تقبل الحوال ة على مانص ت‬
‫على ذلك الفقرة الثانية من المادة ‪. 191‬‬

‫ومن ضمن تلك الحقوق أيض ا الحق وق ال تي ال تقب ل الحج ز أو التع رض حيث نص ت الفق رة الثالث ة من‬
‫المادة ‪ 191‬على أن "الحوالة تبطل إذا كان محلها حقا ال يقب ل الحج ز أو التع رض " ‪.‬مث ل ذل ك النفق ة‬
‫والحد االدنى لألجور العمال أو رواتب الم وظفين ‪.‬على أن المش رع أوض ح أن ال دين " إذا ك ان ال يقب ل‬
‫الحجز إال في حدود جزء محدد منه أو قيمة محددة صحت الحوالة في حدود هذه النسبة "‪.‬‬

‫أما الحقوق التي تتطلب لحوالتها موافقة المدين فهي الحقوق التي تكون موض وع ن زاع حيث أن الحق وق‬
‫المتنازع عليها وإن كانت حوالتها جائزة إال أنه يشترط فيها أن تتم بموافقة الم دين المح ال علي ه ‪ ،‬وذل ك‬
‫تحت طائلة البطالن وبهذا ص رحت الم ادة ‪ 192‬من ق ل ع ال تي ج اء فيه ا أن ه ‪" :‬تبط ل حوال ة الح ق‬
‫المتنازع فيه ما لم تتم بموافقة المدين المحال عليه "‬

‫وقد أوضح المشرع المقصود في هذا الصدد بكون الح ق متنازع ا في ه أن يك ون ثم ة ن زاع " في ج وهر‬
‫الحق أو الدين نفسه عند البيه أو الحوالة ‪،‬أو أن تكون هناك ظروف من شأنها أن تجعل من المتوقع إثارة‬
‫منازعات قضائية جدية حول جوهر الحق ‪.‬‬
‫‪ 2‬شروط نفاذ الحوالة إزاء الغير‬

‫األصل أن الحوال ة ح تى تتع دى آثاره ا حلق ة المتعاق دين وتص بح ناف ذة إزاء الم دين المح ال علي ه وفي‬
‫مواجهة الغير ال بد من توافر شرط أساسي يرمي إلى تحقيق شهر الحوالة وإحاط ة الم دين والغ ير علم ا‬
‫بوقوعها ‪ ،‬وهذا الشرط األساسي هو إعالن الحوالة للمدين إعالن ا رس ميا أو قبول ه به ا في مح رر ت ابث‬
‫التاريخ ‪.‬وقد نصت على هذا الشرط المادة ‪ 195‬التي ورد فيها أنه " ال ينتقل الح ق للمح ال ل ه ب ه اتج اه‬
‫المدين والغير إال بتبليغ الحوالة للمدين تبليغا رسميا أو بقبولها إياها في محرر تابث التاريخ ‪...‬‬

‫" حوالة الحقوق في شركة يلزم لسريانها على الغير أن تبلغ للشركة أو تقبل منها في محرر عرفي س جل‬
‫في المنطقة الجنوبية من المملكة "‪.‬‬

‫وعليه مادامت الحوالة لم تبلغ للمدين شخصا طبيعيا كان أم شركة بصورة رس مية ‪،‬أو م ادام لم يقب ل به ا‬
‫في محرر تابث التاريخ فإن الحوالة تبقى مجردة من أي أثر في ح ق الم دين المح ال علي ه وفي مواجه ة‬
‫الغير ‪،‬وتكون بالتالي حقوق المحال له مهددة وعرضة للضياع ‪ .‬فالمدين المحال علي ه مل تزم في األص ل‬
‫اتجاه دائنه األصلي فما لم يعلم بالحوالة عن طريق االعالن الرسمي أو م ا لم يقب ل به ا في مح رر ت ابت‬
‫التاريخ ‪،‬يكون من حقه أن يرفض دفع ما هو مترتب في ذمته إلى غير دائنه ‪.‬‬

‫ثم إن الدائن قد يعمد بعد إجراء الحوال ة إلى التص رف في حق ه م رة ثاني ة ك ان يحيل ه إلى ش خص غ ير‬
‫المحال له االول ‪،‬فإذا قام المحال له الثاني بإعالن الحوالة إلى المدين المحال عليه قبل أن يقوم المحال له‬
‫االول باالعالن عن حوالته ‪،‬كانت االفضلية للمحال له الثاني ‪،‬وهذا ما قررته الم ادة ‪ 197‬بقوله ا ‪ " :‬إذا‬
‫حول نفس الدين لشخصين فضل منهما من بلغ حوالته للمدين المحال علي ه قب ل اآلخ ر ولوك انت حوالت ه‬
‫متأخرة في التاريخ "‪.‬‬

‫إال أنه خالفا لألصل الم ذكور وبمقتض اه ال تعت بر الحوال ة ناف ذة إزاء الغ ير إال بإعالنه ا للم دين إعالن ا‬
‫رسميا أو بقبوله بها في محرر تابث التاريخ ‪،‬توجد ثمة حالة تكون فيها الحوالة ناف ذة إزاء الكاف ة بمج رد‬
‫انعقادها بين الطرفين المحيل والمحال له وق د أش ار المش رع إلى ه ذه الحال ة في آخ ر الفق رة األولى من‬
‫المادة ‪ 195‬حيث استثنى من إجراءات اإلعالن أو القبول " الحالة المنصوص عليه ا في الم ادة ‪" 209‬‬
‫وهي حالة حوالة من له حقوق في تركة هذه الحقوق إلى الغير ‪ .‬فبمجرد انعقاد ه ذه الحوال ة بين المحي ل‬
‫والمحال له تنتقل الحقوق و االلتزامات المتعلق ة بالترك ة بق وة الق انون إلى المح ال ل ه وذل ك إزاء الكاف ة‬
‫ودون أي إجراء ‪.‬‬

‫كما أن هناك حاالت استثنائية أوجب القانون فيها لنفاذ الحوالة إزاء الغير إتب اع اج راءات غ ير االعالن‬
‫والقبول ‪،‬ويتعلق االمر بحالة حوالة عقود كراء العقارات أو أكريتها أو االيرادات الدورية المترتبة عليها‬
‫‪:‬حيث أن حوالة عقود الكراء أو األكرية المتعلقة بالعقارات وغيره ا من االش ياء القابل ة لل رهن الرس مي‬
‫كالسطحية أو حوالة االيرادات الدورية المترتبة عليها إذا ماتقررت لفترة تزيد على س نة ال تك ون س ارية‬
‫المفعول إزاء الغير إال إذا وردت في محرر تابث التاريخ ( المادة ‪. )196‬‬

‫وكذا حالة حوالة الكمبياالت والسندات لالمر و السندات لحاملها حيث نصت الم ادة ‪ 208‬على ان حوال ة‬
‫الكمبياالت والسندات لألمر والسندات لحاملها تخضع ألحكام خاصة ‪.‬وهذه األحكام الخاص ة هي االحك ام‬
‫ال تي وردت في مدون ة التج ارة بش أن انتق ال الس ندات لألم ر او الس ندات االس مية أو الس ندات‬
‫لحاملها ‪.‬فالسندات لألمر كالكمبيالة و السند المر والشك لألمر وبوليصة التامين تك ون حوالته ا ناف ذة في‬
‫حق المدين وفي حق الغير عن طريق تظهيرها وذلك بأن يض ع ص احب الس ند توقيع ه في ظه ر الس ند‬
‫سواء ذكر اسم الشخص المظهر له أو اكتفى بالتوقيع دون ذكر االسم حيث يسمى التظهير ندها ب التظهير‬
‫على بياض ‪.‬‬

‫أما السندات االس مية كاس هم الش ركات االس مية او س ندات الق رض االس مية ف إن نف اذ حوالته ا في ح ق‬
‫الشركة وفي حق الغير يتوقف على قيد الحوالة في سجل خاص تحتفظ به الشركة ‪.‬واما السندات لحامله ا‬
‫وتشمل االسهم والسندات التي تحرر لحاملها أيا كان فتعتبر حوالتها نافذة إزاء المدين وفي مواجهة الغ ير‬
‫بمجرد التسليم المادي أو بمجرد أن ينتقل السند للحامل من حيازة المحيل إلى حيازة المحال له ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬آثــــــــــــــــــــــــار الحوالة‬


‫الحوالة تنقل مبدئيا إلى المحال له نفس الحق الذي كان يتمت ع ب ه المحي ل (‪ ) 1‬ثم إنه ا إذا ك انت بع وض‬
‫ترتب الضمان على المحيل إزاء المحال له ‪ ) 2(.‬وقد ترد الحوالة عل جزء من الدين فما هو الحكم الذي‬
‫يسود عالقة المحيل بالمحال له في مثل هذه الحالة ( ‪)3‬‬

‫‪ 1‬انتقال الحق المحال به من المحيل إلى المحال له‬

‫إن الحوالة تنقل من المحيل إلى المحال له نفس الحق الذي كان يتمتع به المحيل وعلي ه ف الحق ينتق ل إلى‬
‫المحال له بقيمته وصفاته فهو ينتقل بكل قيمته حتى ولو كان المحال له دفع فيه للمحيل ثمنا أق ل كم ا ه و‬
‫الغالب ‪.‬كما أن الحق المحال به ينتقل بالصفات التي كان يتصف بها ‪ :‬فإذا كان حقا مدنيا أو تجاريا انتق ل‬
‫بصفته المدنية أو التجارية إلى المحال له ‪.‬وإن كان موقوفا على شرط أو مربوطا بأجل انتقل إلى المح ال‬
‫له بهذا للوصف ‪ ،‬وإن كان حقا قابال للتنفيذ بموجب حكم انتقل بهذه الصفة أيضا ‪.‬‬

‫كما أن الحق المحال به ينتقل إلى المحال له مع توابع ه وم ع تكاليف ه والتزامات ه فق د نص ت الم ادة ‪200‬‬
‫على ان حوالة الحق تشمل توابعه المتممة له ‪ .‬وتطبيقا لهذه القاعدة قررت المادة نفسها االحكام التالية ‪:‬‬

‫ـ إذا كان للدين المحال ب ه امتي از م ا يجعل ه مق دما على س ائر ال ديون المترتب ة في ذم ة الم دين المح ال‬
‫عليه ‪،‬فإن الدين ينتقل إلى المحال له مع ما كان له من امتياز ‪.‬وإن كان المشرع اس تثنى من ذل ك الحال ة‬
‫التي يكون فيها االمتياز متعلقا بشخص المحيل حيث ينتقل الحق بالحوالة مجردا من صفاته الممتازة ‪.‬‬

‫ـ إذا كان الحق المحال به باطال أو ق ابال لإلبط ال ف إن الحوال ة تش مل دع اوى البطالن او االبط ال ال تي‬
‫كانت للمحيل‬

‫ـ إذا كان الدين المحال به ينتج فوائد فإنه ينتقل إلى المحال له أصال وفائدة‬

‫ـ إذا كا للحق المحال به ضمانات ما كرهن حيازي على منقول او عق ار أو ك رهن رس مي او كفال ة ف إن‬
‫الحوالة تشمل هذه الضمانات شرط أن يكون تم االتفاق على ذلك صراحة بين المحيل والمحال له وم ا لم‬
‫يرد هذا االتفاق الصريح فالحق المحال به ينتقل بالحوالة دون ضماناته ‪.‬‬

‫وكما أن الحق ينتقل إلى المحال له مع توابعه ‪،‬كذلك فهو ينتقل إليه مع التك اليف وااللتزام ات ال تي تثقل ه‬
‫عمال بالقاعدة العامة القائلة الغرم بالغنم ‪ .‬إال إذا اشترط عكس ذلك فينتقل عندها الح ق مطه را مم ا ك ان‬
‫يثقله من التكاليف وااللتزامات ‪،‬وقد ورد بهذا المعنى في المادة ‪ 202‬أن " البيع أو الحوال ة ال واردة على‬
‫حق أو دين تشمل التكاليف وااللتزامات المترتبة عليه ما لم يشترط غير ذلك " ‪.‬‬
‫كما ان الحق المحال ب ه ينتق ل بم ا علي ه من دف وع وله ذا أج ازت الم ادة ‪ 207‬للم دين " أن يتمس ك في‬
‫مواجهة المحال له بكل الدفوع التي كان يمكنه التمسك بها في مواجه ة المحي ل بش رط أن يك ون اساس ها‬
‫قائما عند حصول الحوالة أو عند تبليغها ‪ .‬على انه تطبيقا ألحكام الصورية التي تقضي بعدم سريان العقد‬
‫المستتر إزاءا لغير حسن النية ‪،‬فإن المشرع منع على المدين المحال عليه التمسك في مواجهة المح ال ل ه‬
‫بوصفه غيرا في حقل الصورية ‪ ،‬بالدفوع المستمدة من االتفاقات السرية ما لم تكن ه ذه االتفاق ات ناتج ة‬
‫من السند المنشئ لاللتزام وما لم يكن المحال له على علم بها فقد ورد به ذا المع نى في الفق رة الثاني ة من‬
‫المادة ‪ 207‬أنه ال يجوز للمدين أن "يتمسك بالدفع بالص ورية وال بم ا وق ع تبادل ه بين ه وبين المحي ل من‬
‫االتفاقات السرية المعارضة و التعهدات الخفية إذا كانت غ ير ناتج ة من الس ند المنش ئ لالل تزام ولم يكن‬
‫المحال له قد علم بها "‪.‬‬

‫‪ 2‬ضمان المحيل‬

‫يضمن المحيل للمحال له أفعاله الشخصية التي تؤدي إلى زوال الحق المحال به أو االنتقاص من ه س واء‬
‫كانت الحوالة بعوض أو بغير عوض ‪.‬فهكذا لو ان المحيل أقدم بعد إجراء الحوالة وقبل صيرورتها ناف ذة‬
‫في حق المدين على استيفاء كل أو بعض الحق من هذا المدين المحال عليه ‪،‬لترتب عليه المسؤولية وكان‬
‫للمحال له الرجوع عليه بالضمان ‪.‬‬

‫وإذا ترتبت المسؤولية على المحيل وأمكن الرجوع عليه بالضمان نتيجة ما صدر عنه من أفعال شخصية‬
‫أدت إلى زوال الحق المحال به او االنتقاص من ه ف إن ه ذا الض مان يك ون بإلزام ه بتع ويض المح ال ل ه‬
‫تعويضا كامال عما أصابه من ضرر وفقا لمبادئ المسؤولية التقصيرية ألن التعويض هن ا مص دره خط أ‬
‫من جانب المحيل ‪.‬‬

‫وإذا كانت الحوالة بعوض ولم يكن ثمة اتفاق خاص بين المحيل والمحال ل ه على الض مان ‪،‬ف إن المحي ل‬
‫يضمن بحكم القانون كونه دائنا كما يضمن وجود الدين وحقه في التصرف فيه ‪ .‬فقد ورد في بهذا المعنى‬
‫في المادة ‪ 203‬مايلي‪ " :‬من أحال بعوض دينا أو أي ح ق معن وي آخ ر يل تزم ب ان يض من ‪ – 1 :‬كون ه‬
‫دائنا أو صاحب حق ؛ ‪ 2‬وجود الدين أو الحق وقت الحوالة ؛ ‪ 3‬حقه في التصرف في ه ؛ وكل ه ه ذا ول و‬
‫حصلت الحوالة بغير ضمان " ‪.‬‬

‫أم إذا كانت الحوالة بال عوض فالضمان الذي سبق وقررناه ال يترتب على المحي ل ك ل م ا في االم ر ان‬
‫المحيل يكون مسؤوال في مواجهة المحال له عن الضرر الذي يلحق به بسبب تدليس ه و ال ض مان س وى‬
‫ذلك عليه ‪.‬وقد وجد المشرع ان ينبه إلى ذلك في الفقرة االخيرة من المادة ‪ 203‬حيث قال ‪ :‬ث" من اح ل‬
‫بدون عوض ال يضمن حتى وجود الدين أو الحق المحال وإنما يكون مسؤوال عما يترتب على تدليسه "‪.‬‬

‫وإلى جانب الضمان القانوني الذي يشمل كون المحيل دائنا ووجود الدين وحقه في التصرف فيه يمكن ان‬
‫يشمل ضمان المحيل يسار المدين ‪ .‬وشمول ضمان المحيل يسار المدين ال يكون مبدئيا إال با تفاق خ اص‬
‫يلتزم بمقتضاه صراحة بهذا الضمان ‪،‬على ان المشرع المغربي اعتبر المحيل ضامنا كذلك يس ار الم دين‬
‫ولو لم ينص على هذا الضمان في العقد " إذا كان المحي ل ق د أح ال دين ا على ش خص ك ان معس را عن د‬
‫إبرام الحوالة وهذا مانصت عليه المادة ‪ 204‬التي جاء فيها ‪ ":‬ال يضمن المحيل يسار المدين إال إذا كان‬
‫قد أحال دينا على شخص كان معسرا عند إبرام الحوال ة ‪.‬وأوض حت الم ادة الم ذكورة أن ه ذا الض مان‬
‫يشمل ثمن الحوالة الذي قبضه المحيل ومصروفات مطالبة المدين التي اضطر المح ال ل ه النفاقه ا ‪ .‬وال‬
‫يمنع ذلك المحال له من الحق في تعويضات اكبر في حالة التدليس الواقع من المحيل "‪.‬‬

‫غير ان الدائن الذي التزم بضمان يسار المدين يسقط عنه تحمل هذا الضمان إذا ك ان ع دم الوف اء راجع ا‬
‫إلى فعل المحال له أو إلى إهماله في اتخاذ االجراءات الالزمة في استيفاء الدين ؛ أو إذا ك ان المح ال ل ه‬
‫قد منح المدين امتدادا لألجل بعد حلول الدين ‪(.‬المادة ‪)205‬‬

‫‪ – 3‬أثر الحوالة الواقعة على جزء من الدين‬

‫إذا حول الدائن أو صاحب الحق جزءا من دينه أو من حقه ورجع كل من المحال له والمحيل على المدين‬
‫االو لالستيفاء جزء الدين أو الحق المحال به والثاني الستيفاء الجزء الذي لم تشمله الحوال ة وك انت ذم ة‬
‫المدين غير مليئة فال يكون ألحدهما أفضلية على اآلخر في استيفاء دينه او حقه بل يت وازع الطرف ان م ا‬
‫يمكن قبضه من المدين على قدم المساواة كل بقدر دينه او حقه كما يباشران ال دعاوى المتعلق ة بال دين او‬
‫الحق كل بحسب نسبته في الدين او الحق ‪،‬وقد جاء بهذا المعنى في المادة ‪ 206‬انه " غذا وردت الحوالة‬
‫على جزء من الدين جاز للمحيل والمحال له كل بقدر حصته ان يباشر الدعاوى الناتجة عن الدين المحال‬
‫"‬

‫إال أنه خالفا لهذا األصل هناك بعض الحاالت االستثنائية يتق دم فيه ا المح ال ل ه على المحي ل وتك ون ل ه‬
‫األفضلية في استيفاء الجزء المحال به من الدين ‪.‬وه ذه الح االت االس تثنائية وال تي ورد عليه ا النص في‬
‫المادة ‪ 206‬المذكورة هي التالية ‪:‬‬

‫ـ إذا اشترط المحال له صراحة حق االفض لية لمص لحته في عق د الحوال ة ‪ .‬؛ وك ذا إذا ك ان المحي ل ق د‬
‫ضمن للمحال له يسار المدين المحال عليه أو كان التزم بالوفاء عند عدم قيام الم دين المح ال علي ه ب أداء‬
‫الديــــــــــــــــــــــــن‬

You might also like