You are on page 1of 7

‫البحث ‪ : 07:‬انقضاء االلتزام‬

‫لاللتزام بداية ونياية فيو ليس أبديا ‪ ،‬وتتمثل نيايتو في زوال وجوده القانوني فتب أر ذمة‬
‫المدين مما كان يشغميا من التزامات ‪ ،‬ويسقط بذلك حق الدائن في المطالبة بحقو ‪.‬‬
‫إال أن ذلك ال يعني عدم إمكانية‬ ‫وان كان انقضاء االلتزام يتم بتنفيذه كأصل عام ‪،‬‬
‫انقضاء االلتزام بوسائل وطرق أخرى بغير وفاء ‪ ،‬فقد ينقضي االلتزام بما يقابل الوفاء األصمي‬
‫عن طريق الوفاء بمقابل أو تجديد أو اإلنابة في الوفاء أو المقاصة أو اتحاد الذمة ‪.‬‬
‫وقد ينقضي االلتزام دون الوفاء بو أصال وذلك في حالة اإلبراء واستحالة التنفيذ والتقادم‬
‫المسقط ‪.‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬الوفاء‪:‬‬
‫الوفاء ىو الطريق الطبيعي النقضاء االلتزام‪ ،‬ألنو تنفيذ اللتزام التزم بو المدين تنفيذا‬
‫عينيا‪.‬‬
‫و الوفاء واقعة مختمطة‪ ،‬فيو يجمع بين التنفيذ المادي لاللتزام (تسميم مبمغ ‪ ،‬إقامة بناء) و بين‬
‫االتفاق عمى قضاء الدين‪ ،‬واالتفاق تصرف قانوني‪.‬‬
‫و لكن الوفاء و إن كان واقعة مختمطة‪ ،‬إال أنو يغمب فيو عنصر التصرف القانوني‪ ،‬لذلك‬
‫يمحق عادة بالتصرفات القانونية‪ ،‬و تجري عميو أحكام التصرفات القانونية‪ ،‬فال بد من تراضي‪ ،‬و‬
‫محل الدين الذي يوفى بو ‪ ،‬و سبب (و ىو قضاء الدين) ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬طرفا الوفاء ‪ :‬و ىما الموفي (و يغمب أن يكون ىو المدين نفسو‪ ،‬و قد يكون‬
‫غير المدين) و الموفى لو (و يغمب أن يكون ىو الدائن و قد يكون غير الدائن) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الموفي‬
‫أ)من يصح منو الوفاء ‪:‬م‪: 258‬‬
‫‪)1‬المدين نفسو ألنو صاحب المصمحة في قضاء الدين ‪.‬‬
‫‪)2‬قد يتولو عنو نائبو سواء كانت النيابة قانونية أو اتفاقية (الولي ‪ ،‬الوصي ‪ ،‬الوكيل)‬
‫‪)3‬قد يتم الوفاء من غير المدين و ىذا ‪:‬‬
‫‪-1‬ممن تكون لو مصمحة في الوفاء بالدين (كما لو كان كفيل ‪ ،‬أو حائ از لعقار مرىون لضمان‬
‫ىذا الدين) ‪.‬‬
‫‪ -2‬ممن ال تكون لو مصمحة في الوفاء ‪ ،‬و لكن يقوم بو تبرعا لممدين‪.‬‬
‫ب)األصل أنو ليس لمدائن رفض الوفاء من غير المدين ‪ ،‬فيو ممزم بقبولو إال في حالتين‪:‬‬
‫إذا نص عمى ذلك في االتفاق المنشئ لاللتزام أو استوجب طبيعة االلتزام أن يقوم بو المدين‬
‫بنفسو (عندما تكون شخصية المدين محل اعتبار) ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ت)شروط صحة الوفاء م‪ : 260‬يجب توافر شرطين لصحة الوفاء (سواء كان الموفي ىو المدين‬
‫أم غير المدين )‬
‫‪)1‬يجب أن يكون الموفي مالكا لمشيء الذي يوفي بو ‪.‬‬
‫‪)2‬أن يكون الموفي أىل لمتصرف في الشيء الذي يوفي بو ‪.‬‬
‫ث)رجوع الموفي عمى المدين‪ :‬إذا كان الموفي ىو المدين أو نائبو ‪ ،‬فال رجوع لو عمى أحد ‪،‬‬
‫ألنو إنما وفى دين نفسو‪ ،‬أما إذا وفى الدين غير المدين (سواء كان لمموفي مصمحة في الوفاء أو‬
‫لم تكن مصمحة) فانو يجوز لو أن يرجع عمى المدين ‪ ،‬باستثناء إذا ما كان الموفي متبرعا بوفاء‬
‫الدين (و ىذا ال بد فيو من نية واضحة الن التبرع ال يفترض) ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الموفى له ‪ :‬جاء في المادة ‪ 267‬من ق م ج ما يمي " يكون الوفاء لمدائن أو لنائبو‬
‫ويعتبر ذا صفة في استيفاء الدين من يقدم مخالصة صادرة إال إذا كان متفقاًا عمى أن الوفاء‬
‫يكون لمدائن شخصياًا " يخمص لدينا من ىذا النص‪ ،‬أنو لكي يكون الوفاء صحيحاًا مبرئاًا يجب أن‬
‫يتم لمدائن أو نائبو‪ ،‬فاألصل في الوفاء أن يتم لمدائن‪ ،‬فيو صاحب الحق وىو الذي لو الحق في‬
‫استيفائو‪ ،‬والمقصود بالدائن ىنا ىو من يممك الدين وقت االستيفاء ال وقت نشوء الدين‪ ،‬فقد ينشأ‬
‫الدين لشخص ولكنو يكون لشخص آخر بعد ذلك‪ ،‬كما لو أحالو الدائن‪ ،‬أو وفاه شخص غير‬
‫المدين وحل محل الدائن في الدين‪ ،‬أو مات الدائن وخمفو ورثتو في الحق‪ ...،‬الخ‪.‬‬
‫وقد يتم الوفاء ال لمدائن وال لنائبو‪ ،‬أي لشخص آخر ال صفة لو في استيفاء الدين‪ ،‬ومع‬
‫ذلك يكون صحيحاًا مبرئاًا لذمة المدين‪ ،‬حيث تقضي المادة ‪ 268‬من ق م ج " الوفاء لشخص‬
‫غير المدين أو نائبو ال يبرر ذمة المدين‪ ،‬إال إذا أقر الدائن ىذا الوفاء‪ ،‬أو عادت عميو منفعة‬
‫منو‪ ،‬وبقدر ىذه المنفعة‪ ،‬أو تم الوفاء بحسن نية لمشخص الذي أقرضو لمدائن الجديد كان الدين‬
‫في حيازتو‪".‬‬
‫وقد يتعذر الوفاء لمدائن‪ ،‬رغم أن المدين مستعد لموفاء بالتزامو‪ ،‬ولكنو ال يريد استيفاء‬
‫مالو‪ ،‬أو ألنو غائب أو محجور عميو‪ ...‬الخ‪ ،‬وقد توقع المشرع حدوث مثل ىذه الحاالت فنظم‬
‫حماية المدين حماية كافية‪ ،‬وتقوم ىذه الحماية في إجراء خاص يقوم بو المدين فيمقي بو تبعة‬
‫عدم الوفاء عمى عاتق الدائن والقيام بيذا اإلجراء يتم عمى مرحمتين ىما اإليداع م ‪ 270‬إلى‬
‫‪ 273‬والعرض م ‪. 275-274‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬محل الوفاء‪ :‬األصل أن عمى المدين أن يوفي بالشيء المستحق ذاتو‪ ،‬فال يجبر‬
‫الدائن عمى قبول شيء آخر ولو كان أعمى قيمة من الشيء المستحق‪ ،‬كما ال يجبر المدين عمى‬
‫إعطاء شيء آخر ولو كان أقل قيمة من الشيء الواجب الداء م ‪. 276‬‬
‫واالصل كذلك أن عمى المدين أن يوفي بالشيء المستحق كمو‪ ،‬فال يجبر الدائن عمى‬
‫قبول الوفاء الجزئي‪ ،‬ولكن ىذا االصل يحتمل بعض االستثناءات م ‪. 278-277‬‬
‫‪2‬‬
‫وقد تتعدد الديون التي في ذمة المدين‪ ،‬ويفي المدين بما ال يكفي لموفاء بيا جميعاًا‪ ،‬وفي‬
‫ىذه الحالة‪ ،‬يجب تعيين الدين الذي يقع الوفاء بو م ‪. 280-279‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬زمان الوفاء‪ :‬األصل أن عمى المدين إذا لم يكن الوفاء مؤجال أو كان مؤجال‬
‫وحل األجل‪ ،‬أن يبادر إلى الوفاء بالتزامو‪ ،‬ولكن االصل المتقدم غير مطمق‪ ،‬فقد يتفق المتعاقدان‬
‫عمى تأجيل الوفاء بعد وجوبو‪ ،‬وقد يقضي القضاء بتأجيمو م‪. 281‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬مكان الوفاء‪ :‬إذا اتفق المتعاقدان عمى تعيين المكان الذي يتم فيو الوفاء‪ ،‬فيجب‬
‫إتباع اتفاقيما‪ ،‬وال يجوز لي منيما أن يطمب الوفاء في غير المكان المتفق عميو‪ ،‬فإذا لم يتفقا‬
‫عمى ذلك فيل يجب عمى المدين أن يحمل الدين إلى الدائن‪ ،‬أم يجب عمى الدائن أن يسعى إلى‬
‫محل المدين ليطالبو بالدين ؟‬
‫ىناك قاعدة تقضي بأن الدين مطموب ال محمول م‪. 282‬‬
‫‪ 283‬من ق م ج " تكون نفقات الوفاء عمى‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬نفقات الوفاء‪ :‬تقضي المادة‬
‫المدين‪ ،‬ما لم يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك " ومعنى ىذا النص أن كل ما يمزم لتعيين‬
‫الشيء وتسميمو‪ ،‬من فرز و وزن وتغميف وتحميل وما إلى ذلك‪ ،‬يقع عمى عاتق المدين‪ ،‬إال إذا‬
‫اتفق المتعاقدان أو قضى القانون بأن يكون عمى الدائن‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬انقضاء االلتزام بما يعادل الوفاء‪:‬‬
‫قد ينقضي االلتزام ال بقيام المدين بالوفاء بما التزم بو عيناًا‪ ،‬بل بما يعادلو ويساويو‪ ،‬وليذا‬
‫الطريق من طرق انقضاء االلتزام صور أربع‪:‬‬
‫الفرع األول ‪:‬الوفاء بمقابل (أو االعتياض) ‪ :‬سبق وان رأينا أن الدائن ال يجبر عمى قبول شيء‬
‫غير الشيء الذي ىو دائن بو ولو كان أعمى قيمة‪ ،‬وان المدين ال يجبر عمى تقديم شيء في‬
‫الوفاء غير الشيء المدين بو ولو كان أعمى قيمة‪ ،‬ولكن إذا كان الدائن والمدين ال يجبران عمى‬
‫ذلك‪ ،‬إال أنيما يستطيعان االتفاق عميو‪ ،‬فيقدم المدين شيئاًا غير الشيء الذي في ذمتو ويقبل‬
‫الدائن ىذا الشيء‪ ،‬فينقضي االلتزام ‪ ،‬وقد أشارت إلى ذلك المادة ‪ 285‬من ق م ج‪.‬‬
‫التكييف القانوني لموفاء بمقابل‪ :‬الرأي الراجح في الفقو‪ ،‬يذىب إلى أن الوفاء بمقابل عمل‬
‫مركب من تجديد بتغيير المحل‪ ،‬ووفاء بنقل الممكية‪ ،‬ويترتب عمى اعتبار الوفاء بمقابل بيعاًا‬
‫انطباق أحكام البيع عميو‪ ،‬تطبيقاًا لنص المادة ‪ 286‬من ق م ج‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التجديد واإلنابة في الوفاء‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التجديد ‪ :‬يكون ىناك تجديد إذا استبدلنا بااللتزام القائم التزاماًا جديداًا‪ ،‬يختمف عنو في أحد‬
‫عناصره الجوىرية من محل أو دائن أو مدين‪ ،‬والتجديد يقضي االلتزام القديم وينشئ االلتزام‬
‫الجديد ويحمو محمو‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫بعة يجب توافرىا لتحقيق التجديد‬
‫أ)شروط التجديد ‪ :‬يخمص لنا مما تقدم أن ىناك شروطاًا أر ًا‬
‫وىي‪:‬‬
‫‪)1‬وجود التزام قديم ‪.‬‬
‫‪ )2‬إنشاء التزام جديد وحمولو محل االلتزام القديم م ‪. 288‬‬
‫‪ )3‬اختمف االلتزام الجديد عن االلتزام القديم في احد عناصره م ‪. 287‬‬
‫‪ )4‬نية التجديد م ‪. 289‬‬
‫ب)آثار التجديد‪ :‬لمتجديد أثر مزدوج‪ ،‬فيو من جية يقضي التزام قائماًا‪ ،‬وىو من جية أخرى‪،‬‬
‫ينشئ التزاماًا جديداًا يحل محل االلتزام الذي قضاه‪ ،‬وىذا ما نصت عميو المادة ‪ 291‬من ق م ج‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمتأمينات‪ ،‬فإذا كان االلتزام القديم مضموناًا بتأمينات خاصة‪ ،‬ولم ينص‬
‫الطرفان عمى تجديدىا لضمان الدين الجديد‪ ،‬فإنيا تسقط‪ ،‬وىذا فرق جوىري بين الحوالة‬
‫والتجديد‪ ،‬م ‪. 293-291‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلنابة في الوفاء‪ :‬يكون ىناك إنابة في الوفاء إذا طمب المدين من الدائن أن يرتضي‬
‫شخصاًا ثالثاًا قبل أن يمتزم بوفاء الدين مكانو‪ ،‬وقبل الدائن ىذا الشخص الثالث كمدين‪ ،‬والمدين‬
‫يسمى في ىذه الحالة " منيباًا " والدائن " مناباًا لو " والشخص الثالث الذي قبل أن يمتزم تجاه‬
‫الدائن " مناباًا " ‪.‬‬
‫والبد ليكون ىناك إنابة في الوفاء‪ ،‬أن يكون المناب لديو دائناًا لممنيب‪ ،‬فإن لم يكن دائناًا‬
‫لو فال نكون أمام إنابة في الوفاء ‪ ،‬ذلك أن اإلنابة في الوفاء عبارة عن طريق من طرق‬
‫انقضاء االلتزام م‪. 294‬‬
‫كاممة أو قاصرة (ناقصة) ‪.‬‬
‫ًا‬ ‫أ)أنواع اإلنابة‪ :‬اإلنابة في الوفاء إما أن تكون‬
‫‪)1‬اإلنابة الكاممة‪ :‬اإلنابة قد تتضمن تجديداًا بتغيير المدين‪ ،‬ويكون ذلك في حالة ما إذا رضي‬
‫المناب لديو بالتزام المناب وأب أر ذمة المنيب من الدين م‪. 295‬‬
‫‪)2‬اإلنابة القاصرة (أو الناقصة) ‪:‬إذا لم يبرر المناب لديو ذمة المنيب فال تتضمن اإلنابة تجديداًا‬
‫بتغيير المدين‪ ،‬ويبقى الدين األصمي في ىذا الحالة قائماًا إلى جانب الدين الجديد‪ ،‬ويكون‬
‫لممناب لديو عندئذ مدينان‪ ،‬المنيب وىو مدينو األصمي‪ ،‬والمناب وىو المدين الجديد‪ ،‬وىي‬
‫تسمى بالقاصرة أو الناقصة ألنيا ال تتضمن تجديداًا بتغيير المدين‪ ،‬فيي لم تبرر ذمة المنيب‪.‬‬
‫ب)آثار اإلنابة‪ :‬تختمف اآلثار التي تترتب عمى اإلنابة في الوفاء في اإلنابة الكاممة عنيا في‬
‫اإلنابة القاصرة أو الناقصة‪.‬‬
‫فاألثر المترتب عمى اإلنابة الكاممة ىو انقضاء الدين السابق‪ ،‬أي دين المنيب اتجاه‬
‫المناب لديو‪ ،‬وذلك عمى النحو الذي رأيناه في التجديد‪ ،‬فيذا الدين ينقضي بصفاتو وتأميناتو‪،‬‬
‫ودفوعو‪ ،‬وتب أر ذمة المنيب نيائياًا م‪. 296‬‬
‫‪4‬‬
‫أما عن األثر المترتب عن اإلنابة القاصرة أو الناقصة ‪ ،‬ىو أن يكون لمدائن مدينان بدال‬
‫من واحد فال تب أر ذمة المنيب من الدين‪ ،‬ويبقى ىذا الدين بصفاتو وتأميناتو ودفوعو‪ ،‬وينشأ إلى‬
‫جانبو دين آخر في ذمة المناب‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المقاصة ‪ :‬قد ينشأ لممدين دين في ذمة دائنو‪ ،‬فيصبح دائناًا ومديناًا لو في الوقت نفسو ‪،‬‬
‫وبذلك يكون ىناك دينان متقابالن‪ ،‬بيذا يكون كال من الطرفين دائناًا لألخر ومديناًا لو‪ ،‬وبدال من‬
‫قيام كل من المدينين بالوفاء لدائنو ثم استيفاء حقو منو‪ ،‬يقوم كل دين مقام اآلخر‪ ،‬ويستوفي كل‬
‫دائن حقو من الدين الذي في ذمتو‪.‬‬
‫أ)أنواع المقاصة‪ :‬إذا لم تتوافر الشروط الالزمة لوقوع المقاصة بحكم القانون‪ ،‬فإن ذلك ال يمنع‬
‫وقوعيا باتفاق الطرفين أو بإرادة أحدىما‪ ،‬وذلك إذا كانت الشروط المتخمفة مقررة لمصمحة احد‬
‫الطرفين ونزل عنيا من قررت لمصمحتو‪ ،‬وتسمى في ىذه الحالة " المقاصة االختيارية أو‬
‫االتفاقية‪".‬‬
‫واذا لم يمكن التوصل إلى إجراء المقاصة االتفاقية ‪ ،‬فبإمكان المدعى عميو أن يطمب من‬
‫القاضي إجراءىا أثناء نظر الدعوى وتسمى عندئذ بالمقاصة القضائية‪.‬‬
‫ب)شروط المقاصة‪ :‬ىناك شروط أربعة يجب توافرىا لمكان وقوع المقاصة القانونية‪ ،‬وىذه حسب‬
‫م ‪ 297‬من ق م ج ىي‪:‬‬
‫‪)1‬أن يكون ىناك دينان متقابالن ‪.‬‬
‫‪)2‬أن يكون الدينان من نوع واحد‪ ،‬أي متشابيين أو متماثمين ‪.‬‬
‫‪)3‬أن يتساوى الدينان في القوة بأن يكون كل منيما صالحاًا لممطالبة بو قضاء وخالياًا من النزاع ‪.‬‬
‫‪)4‬أن يكون كل من الدينين من الديون التي تقع فييا المقاصة ‪.‬‬
‫ت)آثار المقاصة‪:‬يختمف أثر المقاصة فيما بين الطرفين عنو بالنسبة لمغير‪ ،‬ففيما بين الطرفين‬
‫ينقضي الدينان بقدر األقل منيما‪ ،‬م ‪ 300‬من ق م ج ‪ ،‬أما بالنسبة لمغير‪ ،‬فإذا اكتسب ىذا‬
‫الغير حقاًا عمى أحد الدينين فال يجوز أن تقع المقاصة إض ار اًار بيذا الحق م ‪ 303‬من ق م ج ‪،‬‬
‫أما إذا كان أحد الدينين قد مضت عميو مدة التقادم وقت التمسك بالمقاصة فتطبيقاًا لنص م‬
‫‪ 301‬من ق م ج فإن ذلك ال يمنع من وقوع المقاصة رغم التمسك بالتقادم ‪ ،‬ما دامت المدة‬
‫لم تكن تمت في الوقت الذي أصبحت فيو تمك المقاصة ممكنة‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬اتحاد الذمة‪ :‬قد تجتمع صفتا الدائن والمدين في شخص واحد وفي دين واحد‪ ،‬فيصبح‬
‫ىذا الشخص دائناًا لنفسو ومديناًا ليا في ىذا الدين‪ ،‬وعندئذ يقوم مانع من المطالبة والوفاء‪ ،‬وىذا‬
‫االجتماع قد يكون في الحقوق الشخصية ويسمى عندئذ " اتحاد الذمة " وقد يكون في الحقوق‬
‫العينية ويسمى " تجمع أو إدغام " م‪. 304‬‬

‫‪5‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬انقضاء االلتزام بغير الوفاء وال بما يعادل الوفاء‪:‬‬
‫قد ينقضي االلتزام من غير أن يحصل الدائن عمى حقو ‪ ،‬وال عمى ما يقابل أو يعادل‬
‫الوفاء‪ ،‬ويرجع ذلك إما الن الدائن قد نزل عن حقو (اإلبراء) أو ألنو مضطر إلى عدم استيفائو‪،‬‬
‫(استحالة التنفيذ) أو الن القانون يمنعو من المطالبة بو‪ ،‬ألنو تركو بدون مطالبة مدة معينة من‬
‫الزمن (التقادم المسقط) ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬اإلبراء ‪ :‬يعرف بأنو نزول الدائن عن حقو تجاه المدين بدون مقابل م ‪ 305‬فيو‬
‫عمل من أعمال التبرع م ‪ ، 306‬بيذا يختمف اإلبراء عن كل من استحالة التنفيذ والتقادم ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬استحالة الوفاء‪:‬إذا استحال عمى المدين تنفيذ التزامو انقضى االلتزام ‪ ،‬وال يجبر‬
‫عمى تنفيذه‪ ،‬فالقاعدة العامة في ىذا الباب أنو ال التزام بمستحيل‪ ،‬واستحالة التنفيذ إما أن يترتب‬
‫عمييا براءة ذمة المدين نيائياًا أو ينشأ عنيا التزام المدين بالتعويض‪ ،‬واالستحالة التي تيمنا ىنا‬
‫ىي األولى أي التي يترتب عمييا براءة ذمة المدين نيائياًا م‪. 307‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬التقادم المسقط‪ :‬التقادم إذا أدى إلى فقد الحق سمي مسقطاًا‪ ،‬وىو يؤدي إلى‬
‫سقوط الحقوق العينية العقارية‪ ،‬عدا حق الممكية وكذلك الحقوق الشخصية‪ ،‬وسقوط الحقوق‬
‫الشخصية معناه انقضاء االلتزامات المقابمة ليا‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مدة التقادم‪ :‬نص القانون المدني الجزائري عمى مجموعة من مدد التقادم‪ ،‬األولى خمس‬
‫عشرة سنة كأصل عام م ‪ 308‬ويقال فييا التقادم العام أو الطويل‪ ،‬والثانية خمس سنوات فيما‬
‫يتعمق بالحقوق الدورية المتجددة م ‪ 309‬والثالثة أربع سنوات الضرائب والرسوم المستحقة لمدولة‬
‫وفي الرسوم المستحقة عن االوراق القضائية م ‪ 311‬سنتين فيما يتعمق بحقوق األطباء‬
‫والصيادلة والمحامين والميندسين والخبراء ووكالء التفمسة والسماسرة واألساتذة المعممين بشرط أن‬
‫تكون ىذه الحقوق واجبة ليم جزاء عما أدوه من عمل مينتيم وعما تكبدوه من مصاريف ‪ ،‬سنة‬
‫واحدة م ‪ 312‬ويقال لمتقادم فييا التقادم الحولي أو القصير‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬كيفية حساب مدد التقادم ‪ :‬تقضي المادة ‪ 314‬من ق م ج بأن تحسب المدة التي‬
‫تمنع سماع الدعوى بالتقويم الميالدي‪ ،‬وتكون باأليام ال بالساعات‪ ،‬ومعنى حساب المدة باأليام‬
‫ال بالساعات‪ ،‬عدم اعتبار اليوم الناقص‪ ،‬وعميو فال يعتبر اليوم األول من سريان التقادم وتحسب‬
‫المدة من اليوم التالي لو‪ ،‬ويدخل في الحساب أيام العطل الرسمية‪ ،‬فال تنقص من مجموع المدة‪،‬‬
‫ولكن إذا صادف اليوم الخير يوم عطمة رسمية فالمدة تكمل باليوم االخير‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬وقف التقادم‪ :‬يقصد بوقف التقادم أو توقفو أن يكون سريانو قد بدأ ولكن ط أر طارر جعل‬
‫ىذا السريان يقف أو يتوقف‪ ،‬فال تعتبر المدة التي تمر أثناء قيام الطارر ولكن المدة السابقة عميو‬
‫تبقى محفوظة‪ ،‬وعندما يزول الطارر الذي أوقف التقادم يعود ىذا السريان من جديد‪ ،‬وعندئذ‬
‫تضاف المدة السابقة عمى التوقف إلى المدة السارية بعد زوالو‪ ،‬ومتى بمغ مجموع المدتين المدة‬
‫‪6‬‬
‫المقررة في القانون يكتمل التقادم وال تسمع الدعوى‪ ،‬أسباب الوقف منصوص عمييا في المادة‬
‫‪ 317‬من ق م ج‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬قطع التقادم م ‪ 318‬من ق م ج ‪ :‬المقصود بقطع التقادم سقوط المدة السارية ألحد‬
‫األمور ذكرت في المادة ‪ 318‬من ق م ج أن ىذه المدة تعتبر كأن لم تكن‪ ،‬فإذا بدا التقادم‬
‫فإنو يبدأ من جديد‪ ،‬ويجب عندئذ مرور المدة المنصوص عمييا في القانون كميا م ‪ 319‬من ق‬
‫م ج‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬كيفية إعمال التقادم‪ :‬ال يرتب عمى التقادم سقوط الدين أو براءة ذمة المدين منو‪ ،‬وانما‬
‫يترتب عميو عدم سماع الدعوى فقط‪.‬‬
‫لذلك فالمحكمة ال تحكم بو من تمقاء نفسيا إذا لم يتمسك بو المدين وال أي شخص آخر‬
‫لو مصمحة في التمسك بو‪ ،‬كالكفيل والمدين المتضامن‪ ،‬ودائن المدين الذي يتمسك بو نيابة عن‬
‫المدين عن طريق الدعوى غير المباشرة‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 321‬من ق م ج عمى ذلك‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬آثار التقادم‪ :‬يميز الفقياء في القوانين المدنية بين اآلثار التي تترتب عمى التقادم قبل‬
‫التمسك بو‪ ،‬واآلثار التي تترتب عميو بعد التمسك بو‪ ،‬فااللتزام قبل أن يتمسك المدين بالتقادم‬
‫يعتبر التزاماًا مدنياًا واجب الوفاء‪ ،‬فمجرد مرور مدة التقادم ال ينقضي االلتزام إذا لم يتمسك بو‬
‫المدين‪ ،‬فإذا وفى المدين بو‪ ،‬فإنو يكون قد وفى بالتزام واجب في ذمتو‪ ،‬وال يستطيع استرداد ما‬
‫دفعو عمى أساس ما دفع دون حق‪ ،‬ولو كان يجيل عند الوفاء باكتمال مدة التقادم‪.‬‬
‫أما آثار التقادم بعد التمسك بو فتختمف ‪ ،‬بحيث إذا تمسك المدين بالتقادم سقط الدين‬
‫وتوابعو وممحقاتو‪ ،‬فال يمكن إجبار المدين عمى الوفاء بو وتسقط مع الدين التأمينات التي كانت‬
‫تضمن الوفاء بو‪ ،‬تطبيقاًا لنص المادة ‪ 320‬من ق م ج‪.‬‬
‫سابعا ‪ :‬عدم جواز النزول عن التقادم قبل ثبوت الحق فيه‪ :‬تقضي المادة ‪ 232‬من ق م ج‬
‫بأنو " ال يجوز التنازل عن التقادم قبل ثبوت الحق فيو‪ ،‬كما ال يجوز االتفاق عمى أن يتم التقادم‬
‫في مدة تختمف عن المدة التي عينيا القانون " فكل اتفاق يتفق فيو الطرفان‪ ،‬أو يفرضو الدائن‬
‫عمى المدين عمى عدم تقادم الدين بعد المدة التي حددىا القانون يقع باطل‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like