Professional Documents
Culture Documents
المالحظة الثانية:
• أن قبول المدين للحوالة يجب أن يفهم في حدود مقصوده وال يحمل بأكثر
مما يعني .فقبول مثل هذا ال يعني أكثر من أنه مجرد اعتراف من المدين
بوقوع حوالة حق الدائن قبله الى شخص آخر .وعلى ذلك فليس لهذا
القبول داللة ومعنى في اعتراف المدين بالدين .وبعبارة اخرى أن قبول
الحوالة طريق يتحقق باقتضاء علمه بها وال يعنى اعترافه بالدين.
اعالن المدين بالحوالة:
يكون إعالن المدين بالحوالة بأي ورقة رسمية مثل ورقة التكليف
بالحضور ,يتم إعالنها بطلب المحيل أو المحال ل وعلى ذلك فال
يجوز االعالن بخطاب موصى عليه ولو في المسائل التجارية.
ويجدر التنويه الى أن المشرع قد يتشدد في شروط نفاذ الحوالة في
حق الغير .فال يجعل مناطه مجرد قبول المدين أو اعالنه بها بل
يستوجب إضافة الى ذلك اجراء آخر.
مثال :لو كان الحق المحال به مضمونًا برهن فإن حوالة هذا التأمين
التنفذ في حق الغير اال اذا تم التأشير بها على هامش القيد االصلي
للرهن.
ونود ان نشير ان هناك حاالت لم يستوجب المشرع قبول المدين او
اعالنه بحوالة حق الدائن قبله الى شخص اخر حتى تكون هذه
الحوالة نافذة في حق الغير .ويظهر ذلك في محيط االوراق التجارية
مثل الكمبيالة .اذ يمكن تحويلها بمجرد التظهير .بل يمكن ان ينتقل
ملكية الحق الثابت فيها بمجرد التسليم اذا كانت لحاملها.
العلم الفعلي ال يغنى عن القبول او االعالن:
ان المنطق يقضى بأن يكون المدين على علم بالمحال له الذي
حال محل الدائن.
أما وقد حدد المشرع طريقتين للعلم هما القبول واالعالن ,فأننا
نتسأل عن قيمة العلم الفعلي؟
فإذا علم المدين بالحوالة فعال دون قبوله لها أو اعالنه بها هل
تنفذ في حق الغير على المعنى المتقدم؟
في التقدير أن العلم الفعلي ال يقوم مقام العلم عن طريق القبول
واإلعالن .ذلك أن علما مثل هذا ,ومهما استطاع ذو المصلحة
أن يثبته بل ولو اقر به المدين نفسه ,ليس كافيًا لنفاذ الحوالة
في حق الغير اذ متى رسم القانون طريقًا محدودًا للعلم بتصرف
معين فال يجوز استظهار العلم اال بهذا الطريق.
آثار حوالة الحق!
طائفتان من اآلثار:
نفرق بشأن آثار حوالة الحق طائفتين لهذه اآلثار:
الطائفة االولى :نتناول فيها آثار حوالة الحق بين
طرفيها المحيل والمحال له.
الطائفة الثانية :ونبرز فيها آثارهذه الحوالة في
العالقة بين طرفيها من جهة والغير من جهة
أخرى.
آثار حوالة الحق بين طرفيها
أوًال :انتقال الحق:
يتمثل األثر الجوهري لحوالة الحق في انتقال الحق المحال به من المحيل الى المحال
له .والحق ينتقل على هذا النحو بما يالزمه من صفات وما يلحقه من توابع وما
يضمنه من تأمينات
وحق الدائن (المحيل) ينتقل بصفاته إلى المحيل .فإذا كان تجاريًا أو مدنيًا انتقل
كذلك.
واذا كان حق الدائن مضمونًا برهن أو كفالة أو امتياز انتقل الضمان مع الحق على
أثر حوالته.
ثانيًا :التزام المحيل بضمان وجود الحق:
--اذا كانت الحوالة بعوض التزم المحيل بضمان وجود وقت الحوالة مالم يتفق على
غير ذلك
--أما إذا كانت الحوالة بغير عوض فال يكون المحيل ضامنًا حتى لوجود الحق
يضمن المحيل اذا لم يوجد الحق وقت الحوالة او كان موجودا وانقضى الي سبب
وقت الحوالة
ال يضمن اذا وجد وقت الحوالة وانقضى فيما بعد الي سبب مثل التقادم ..
ويالحظ أن بعضًا من أحكام الضمان السابقة ال يتعلق بالنظام العام اذ
يمكن االتفاق على مخالفة حكمها اما ”بالتشديد“ أو ”التخفيف“
وفي مجال تشديد الضمان يمكن االتفاق على أن يضمن المحيل يسار
المدين.
وفي هذا تقول المادة 372من القانون المدني الكويتي (اذا ضمن المحيل يسار المدين فال ينصرف
هذا الضمان اال الى اليسار وقت الحوالة ما لم يتفق على غير ذلك)
ومفهوم هذا النص في تقديرنا يذهب باستعمال ( اذا ) الشرطية في صدره الى ان ضمان المحيل ليسار
المدين يتقرر باالتفاق عليه وليس مصدره ،هذا النص ألن أداة الشرط في صدر النص يعني أن
األمور متروك إلرادة الطرفين في حوالة الحق.
وفي حالة اإلتفاق على هذا النوع من الضمان ،فإن ضمان المحيل ليسار المدين يجب أال يتجاوز •
وقت الحوالة مالم يتفق على غير ذلك.
واذا اراد الطرفان مدى أكثر بعدًا لهذا الضمان تعين تحديده في االتفاق المنشئ لهذا النوع من •
الضمان.
وفي مجال االتفاق على تشديد أحكام الضمان بصفة عامة ذهب رأى في الفقه
المصري الى القول بأن من صور ذلك االتفاق على أن المحيل يضمن وجود
الحق وقت الحوالة اذا كانت بغير عوض.
جواز االتفاق على مخالفة أحكام الضمان الن ال تتعلق بالنظام العام هو امر يرجع فيه
الى النصوص المتضمنة ألحكام الضمان ومعرفة ما اذا كان المشرع قد أجاز االتفاق على مايخالفها ام
ال .واذا رجعنا الى النص في القانون المدني الكويتي (مادة )371والنص المصري المقابل ( مادة
) 308وهما متماثالن في الحكم تماما لوجدنا المشرع في البلدين يجيز في الفقرة األولى من النصين
االتفاق على مخالفة أحكام الضمان الواردة في هذه الفقرة فقط ،وتخص ضمان المحيل لوجود الحق
وقت الحوالة اذا كانت الحوالة بعوض .اذ قال بعد أن اورد احكام هذا الضمان على هذا النحو ” ،مالم
يوجد اتفاق يقضي بغير ذلك“ اما الضمان في الحوالة التبرعية بغير عوض فقد تكلم عنه المشرع في
البلدين في الفقرة الثانية من النصين المذكورين قوال بعدم ضمان المحيل حتى لوجود الحق ،دون ان
يتبع ذلك بعبارة ”مالم يوجد اتفاق بغير ذلك“.
اذن ،جواز االتفاق على مخالفة احكام الضمان وقرره مشرع البلدين في الفقرة االولى من النصين هو أمر
يقتصر على احكام الضمان الواردة في هذه الفقرة فقط وال يتعداه الى حكم الضمان الوارد في الفقرة
الثانية من النصين بخصوص الحوالة التبرعية والذي ال يجوز االتفاق على حكم يخالفه .وبعبارة اخرى
فإن القاعدة الخاصة بضمان المحيل لوجود الحق وقت الحوالة اذا كانت الحوالة بعوض هي قاعدة
مكملة .أما القاعة الخاصة بعدم ضمان المحيل حتى لوجود الحق اذا كانت الحوالة بغير عوض فهي
قاعدة أمرة.
أما بالنسبة لإلتفاق على تخفيف أحكام الضمان فمن صورة االتفاق على
أن الحميل ال يضمن وجود الحق المحال به وقت الحوالة اذا كانت
هذه الحوالة بعوض.
ثالثًا :ضمان المحيل لفعله الشخصي :
يضمن المحيل المحال له اضافة الى ماتقدم فعله الشخصي ،وفي هذا تنص المادة
374مدني كويتي على ما يأتي ” :يكون المحيل مسؤوًال عن تعويض المحال
له عما يلحقه من ضرر بسبب أفعاله الشخصية ولو كانت الحوالة بغير عوض“
ويتضح من النص أن فحوى التزام المحيل بضمان فعله الشخصي انما يتمثل في
وجوب االمتناع عن أي عمل يضر بالمحال له كما لو أدى عمله هذا الى منع
المحال له أو تعويقه عن الحصول على الحق من المحال عليه .ويتحقق ذلك لو
لجأ المحيل الى مطالبة المحال عليه بعد ابرام الحوالة.
ويالحظ أن ضمان المحيل لفعله الشخصي يقوم سواء كانت الحوالة بعوض او بغير
عوض.
إضافة الى ذلك ،فإن هذا الضمان يقوم ولو اشترط المحيل في الحوالة عدم ضمان
فعله الشخصي .فقد نصت الفقرة الثانية من المادة 374مدني كويتي على
بطالن مثل هذا الشرط.
رابعًا :جزاء اخالل المحيل بالتزامه بالضمان :
- 1يظل المحيل هو صاحب الحق المحال به اذن هو الدائن ومن ثم ال يتعبر المحال له دائنًا في
مواجهة الغير ( ،وعلى ذلك فإنه يمكن للمحيل أن يطالب المدين بالوفاء واذا عرضه األخير
يستطيع األول أن يقبله وتبرأ ذمة المدين بهذا الوفاء).
- 2لما كان المحيل والحالة هذه – المدين لم يقبل الحوالة ولم تعلن له – هو صاحب
الحق المحال به في مواجهة الغير فليس من شك في أنه يستطيع أن يتصرف في
الحق المحال به كما لو قام بحوالته الى شخص أخر ( محال له ثان).
-3ان الحق المحال به يظل بالنسبة لدائني المحيل في ذمة األخير ويجوز لهم الحجز
عليه بخالف دائني المحل له فال يجوز لهم توقيع مثل هذا الحجز ألنه لم يصبح
دائنًا ،اذ الحق المحال به مازال في ذمة المحيل ،واستثناء على ذلك نصت المادة
367مدني كويتي على ما يأتي ” :يجوز للدائن المحال له ولو قبل نفاذ الحوالة في
حق المدين والغير ،أن يتخذ من االجراءات ما يحافظ به على الحق المحال به كما
لو أقحم على تجديد قيد رهن يضمن الدين“.
-4يستطيع المدين أن يمتنع عن الوفاء المحال له ولو كان يعلم فعال بالحوالة فالمحال
له ال يعد دائنًا بالنسبة للغير على نحو ماذكرنا والمسلم به أن المدين من الغير النه
ليس طرفًا في حوالة الحق.
)2آثار حوالة الحق بالنسبة للغير بعد نفاذها :
بقبول المدين الحوالة أو اعالنه بها تكون نافذة ويترتب على ذلك آثار وهي :
مثال /لو أن الحوالة تمت في تاريخ 28/1/1435هـ ,وكان تاريخ استحقاق الدين في
1/9/1435هـ وكان اإلعذار قد تم 1/6/1435هـ
بالتالي فإن الحوالة بين تاريخ 28/1/1435و 1/6/1435هـ غير نافذة على الغير
حتى وإن كانت موجودة بين المحيل والمحال عليه ,وبالتالي فقيمة الحوالة في هذه
الفترة عند المحيل وملكًا له ,فإذا أفلس المحيل خالل هذه الفترة فإن دائني المحيل هم
الذين سيحجزون عليها وليس دائني المحال إليه ,وذلك أن الحوالة لم تتم وغير نافذة
خالل هذه الفترة لعدم اإلعذار ,
أما بعد اإلعذار فالحوالة تنتقل إلى المحال إليه ,أي من تاريخ 1/6/1435هـ
ومابعده تعد ملًك ا للمحل إليه ,إذا دائني المحال إليه هم من سيحجز في هذه الفترة
عليها.
ثانيا :التزاحم بين محال له ودائن حاجز
قد يحدث أن يقوم دائن بالتوقيع للمحيل بالحجز على حقه لدى المدين المحال عليه وفي هذه الحالة نفرق بين
فروض ثالثة
الفرض األول:
وفيه تسبق الحوالة الحجز من حيث نفاذها في حق الغير ويفضل المحال له ويختص بكل الحق ,ألن الحجز قد
جاء بعد نفاذ الحوالة وانتقال الحق المحال به من المحيل إلى المحال له ,فيكون قد ورد على حق غير
مملوك للمحجوز عليه.
الفرض الثاني:
أن يكون الحجز سابقا على نفاذ الحوالة في حق الغير وفيه يكون المحال له بمثابة حاجز ثاٍن ,ويقتسم مع
الحاجز األول الدين قسمة غرماء.
لو كانت الحوالة بمبلغ 6000لاير ،ينقسم الدين ال ( )12000قسمة غرماء بين --
الثالثة ،فيحصل كل منهم على ، 4000ثم يؤخذ نصيب الحاجز المتأخر الكمال حق
المحال له ،فتكون النتيجة ان :المحال له ياخذ 6000لاير والحاجز المتقدم 4000
.ويبقى للحاجز المتاخر 2000لاير
حوالة الحق في الفقه اإلسالمي
في الحق فإن أحكام الحوالة في الفقه اإلسالمي هي تطبيق لنصوص آمرة
في الشريعة اإلسالمية وليست اجتهادا فقهيا.
الشريعة اإلسالمية قد عرف فيها حوالة الدين وحوالة الحق .
حوالة الحق في إطار بيع الدين وهبته عند المالكية:
في الفقه المالكي :يجوز بيع الدين وهبته بشرطين:
- 1أن يقبض مايبيعه به من غير تأخير لئال يكون بيع دين بدين .
- 2أن يكون مايأخذ في الدين مما يجوز أن يسلم فيه رأس المال الذي
أسلمه إلى المديان.
ننبه على أن بيع الدين لدى المالكية الذي يتضمن مانسميه في القانون
حوالة حق ،هو بيع الدين من غير المدين .وهو حوالة حق عن طريق
المعاوضة .
وهبة الدين أيضا وهي حوالة حق عن طريق التبرع يالحظ فيها أنها هبة
دين من غير المدين
أما المذاهب األخرى :ال يجوز بيع الدين إال ممن عليه الدين.
• األحناف :األصل أن تمليك الدين من غير من عليه الدين باطل سواء كان
التمليك بعوض (بيع الدين) أو بغير عوض (هبة الدين).
• الحنابلة:
- 1ال يصح بيع الدين بالدين مطلقا سواء كانا حالين أو مؤجلين أو مختلفين.
-2ال يصح بيع الدين لغير من هو عليه ويصح بيعه للمدين بثمن حال مقبوض
في المجلس.
وعلى أية حال فليست الحوالة بيعا ألنها لو كانت بيعا لكانت بيع دين بدين .ولما
جاز التفرق قبل القبض ألنها بيع مال الربا بجنسه ولجازت بلفظ البيع وبين
جنسين كالبيع كله .وألن لفظها يشعربالتحول .وليست أيضا في معنى البيع
لعدم العين فيها بل الحوالة تنقل المال المحال به من ذمة المحيل إلى ذمة
المحال عليه لما سبق من أنها مشتقة من التحول أو التحويل وفيها شبه
بالمعاوضة من حيث أنها دين بدين وشبه باالستيفاء .
الشافعية :اليصح بيع الدين بالدين قطعا .واستثنى منه الحوالة للحاجة وأما بيعه
لمن هو عليه فهو االستبدال .فالحوالة معقول فيها أنا تحول حق على رجل إلى
غيره .وهو ماذكره صاحب المهذب من أنه :إذا أحال بالدين انتقل الحق إلى
المحال عليه وبرئت ذمة المحيل ألن الحوالة إما أن يكون تحويل حق أو بيع
حق وأيهما كان تبرأ به ذمة المحيل.
بعض تطبيقات لحوالة الحق في الفقه
اإلسالمي
--يجوز للبائع أن يتصرف بثمن المبيع قبل قبضه وذلك عن طريق
الحوالة .مثال :لو باع ماله من آخر بثمن معلوم له أن يحيل بثمنه
دائنه.
--بخصوص الهبة :من وهب دينه الذي هو في ذمة أحد آلخر واذنه
صراحة بالقبض بقوله اذهب فخذه فذهب الموهوب له وقبضه تتم
الهبة.
أجازت المالكية هبة الدين على ماذكرنا من قبل و أجازوا أن يهب
اإلنسان ماله كله ألجنبي وبصيغة تقتضي اإليجاب والقبول من قول
أو فعل كلفظ الهدية والعطية .ومعنى ذلك أنه لو وهب شخص دينه
الذي في ذمة أحد آلخر صح.