Professional Documents
Culture Documents
األحوال الشخصية
هذه النصوص على المصادر األساسية التالية :القرآن الكريم ،والسنة النبوية
شرعيا ،أو كونه تام األهلية أو ناقصها لصغر سن أو عته أو جنون ،أو كونه
مطلق األهلية أو مقيدها بسبب من أسبابها القانونية
مجموعة األحكام الفقهية الناظمة إلنشاء األسرة ،وما يتعلق بالشخص في حدود
أسرته ،من أحكام وآثار لعقد الزواج أدبية كانت أو مادية ،تبين إنشاء هذا العقد
وإنهاءه وثمراته ،أي ما يترتب عليه من حقوق الزوجين ،وحقوق األوالد من
نسب ،ونفقة ،وحضانة ،ووالية ووصاية ،ثم ما يترتب على هذه العالقة األسرية
بعد وفاة أحد أفراد األسرة من مواريث
مصادر قانون األسرة الجزائري:
اعتمدت اللجنة في وضع الثابتة ثبوتا مقبوال عند علماء الحديث ،واإلجماع،
والقياس ،واالجتهاد ،الفقه على المذاهب األربعة وعلى غيرها في بعض
المسائل...
الزواج
الزواج لغتا
وزوجه إليه
الزواج في اللغة وهو االقتران واالختالط ،يقال زوج الشيء بالشيء ّ
قرنه
الزواج اصطالحا
_ تعريف المالكية ":عقد على مجرد متعة التلذذ بآدمية غير موجب قيمتها ،ببينة
قبله ،غير عالم عاقدها حرمتها إن حرمها الكتاب على المشهور أو اإلجماع على
اآلخر".
_ تعريف الشافعية " :عقد يتضمن إباحة وطء بلفظ إنكاح أو تزويج أو ترجمته".
_ تعريف الحنابلة ":هو عقد التزويج ،فعند إطالق لفظه ينصرف إليه ،ما لم
يصرفه عنه دليل".
الزواج قانونا
عرف المشرع الجزائري الزواج في المادة 04من قانون األسرة التي جاء
فيها":الزواج هو عقد رضائي يتم بين رجل وامرأة على الوجه الشرعي ،من
أهدافه ،تكوين أسرة أساسها المودة والرحمة والتعاون وإحصان الزوجين
والمحافظة على األنساب"
الخطبة
الخطبة في اللغة:
الخطبة في االصطالح:
هي طلب الرجل يد امرأة معينة للتزوج بها ،والتقدم إليها أو إلى ذويها ببيان
حاله ومفاوضتهم في أمر العقد ومطالبه ومطالبهم بشأنه.
تعريف الخطبة في قانون األسرة الجزائري:
تعريف المحكمة العليا كذلك ،حيث جاء في قرار لها أنه":من المقرر شرعا
وقانونا أن الخطبة هي مجرد وعد بالزواج ولكل من الطرفين العدول عنها"
الخطبة في الشريعة اإلسالمية هي وعد بالزواج ،وليست عقدا وإن تمت باتفاق
ورضا الطرفين فهي ال تعتبر عقدا وال زواجا وال ينتج عنها أي أثر من آثار
الزواج ،والخطبة ليست عقد ملزم حيث يقول الشيخ أبو زهرة" :ونرى من هذا
الكالم أن اعتبار الخطبة عقدا ملزما غريب عن الفقه غرابته عن حقيقتها التي
عرفها الخاطب و المخطوبة عند إنشائها"
ذهب غالبية فقهاء القانون الوضعي إلى تحديد الوصف القانوني للخطبة بأنها
مجرد وعد إلنشاء الزواج ليست لها أي قوة إلزامية و هذا ما عناه المشرع
الجزائري في الفقرة 01من المادة ":05الخطبة وعد بالزواج يجوز للطرفين
العدول عن الخطبة".
مسألة اقتران الفاتحة بالخطبة:
يتفق الفقه اإلسالمي على أن الخطبة مرحلة تمهيدية تسبق عقد الزواج ،وأن كل
ما يجري أثناء الخطبة من تبادل الهدايا أو دفع الصداق كله أو بعضه أو أي
وسيلة متعارف عليها تفيد التواعد على الزواج ،ال تعتبر من ماهية عقد الزواج
وال من ضوابطه وشروطه ،وال يمكن بأي حال من األحوال أن تعد زواجا ،بما
في ذلك قراءة الفاتحة.
نظم المشرع الجزائري مسألة اقتران الفاتحة بالخطبة في قانون األسرة رقم
،11/84حيث حررت في ظل هذا القانون كما يلي":يمكن أن تقترن الخطبة مع
الفاتحة أو تسبقها بمدة غير محددة ،تخضع الخطبة والفاتحة لنفس األحكام
المبينة في المادة 5أعاله".
يتضح من خالل هذين النصين أن الفاتحة يمكن أن تسبق الخطبة ،أو أن تقترن
بالخطبة في نفس المجلس ،أو أن تتأخر عنه ،وقرر في كل هذه األحوال حق
الطرفين في العدول عن الخطبة على أن يكون ذلك قبل إبرام عقد الزواج ،وهو
ما يفيد بأن اقتران الفاتحة بالخطبة ال يعدو أن يكون وعدا بالزواج وليس زواجا.
حكم العدول عن الخطبة وأثره على حكم الهدايا -بين الفقه اإلسالمي وقانون
األسرة الجزائري
يظهر بجالء رجحان ما ذهب إليه المالكية في قولهم الثاني الذي عليه الفتوى
عندهم ،والذي تميز بالتفريق بين عدول الخاطب وعدول المخطوبة ،ألنه األقرب
إلى تحقيق العدالة واإلنصاف ،والعمل بمقتضاه يجعل الطرف المعدول عنه بمنأى
دائما عن اجتماع األلمان معا ،ألم العدول وألم فقدان الهدايا ،كما أنه يتفق مع
المنطق والواقع ،وقد رجح هذا القول أكثر العلماء المعاصرين و شراح القانون.
القول الثاني لمذهب المالكية :فإن كان العدول عن الخطبة من جهة الخاطب،
فليس له أن يسترد شيئا مما أهداه للمخطوبة ولو كان قائما بحاله.
نص المشرع الجزائري في الفقرة 2من المادة 5من قانون األسرة على أنه":إذا
ترتب عن العدول عن الخطبة ضرر مادي أو معنوي ألحد الطرفين جاز الحكم له
بالتعويض"
القول الراجح:بعد عرض أقوال أهل المذاهب األربعة واختالفهم في شأن األلفاظ
التي ينعقد بها الزواج ،فإن مذهب الحنفية والمالكية وما اختاره ابن تيمية من
الحنابلة الذين قالوا بجواز انعقاد الزواج بلفظي اإلنكاح والتزويج،وبكل لفظ يدل
عليهما هو القول الراجح ،وذلك قوة األدلة الشرعية والعقلية التي استندوا عليها
في ما ذهبوا إليه.
أثر تخلف اإليجاب والقبول في عقد الزواج:
اتفق أهل المذاهب األربعة على أن تخلف ركن اإليجاب و القبول (الصيغة) في
عقد الزواج ،يؤدي إلى بطالن عقد الزواج ،ويجعله منعدما ،وليس له أي وجود
مطلقا ،فال يترتب عليه أي أثر من آثار الزواج الصحيح سواء قبل الدخول أو
بعده ،مع وجوب التفريق بين الزوجين في الحال إذا تم الدخول باعتبار أن هذا
الدخول هو في حكم الزنا المحض ،وهو معصية كبيرة يجب رفعها.
القول األول :ذهب المالكية والشافعية والحنابلة وأبو يوسف ومحمد إلى إقامة حد
الزنا إن كانا عاقلين عالمين بالتحريم.
القول الثاني :ذهب أبو حنيفة إلى أن صورة العقد _الزواج الباطل_ شبهة تكفي
ألن يدرأ بها الحدود ،دون اإلعفاء من العقوبة ،وهي إنزال أشد أنواع عقوبة
التعزير عليهما.
اخذ المشرع الجزائري النص بشكل صريح في الشطر األول من المادة 4منه
على أن" :الزواج هو عقد رضـائي ،"...وما يؤكد مسعى المشرع الجزائري على
رضائية عقد الزواج ،هو اعتباره أن رضا الزوجين هو الركن الوحيد الذي ينعقد
الزواج به ،حيث نص في المادة 9منه تحت عنوان أركان الزواج على أنه":
ينعقد الزواج بتبادل رضا الزوجين".
ومن متطلبات الرضا وضوح اللفظ الدال على القصد ،والمشرع قد فسر كيفية
التعبير عن الرضا بتبادل اإليجاب والقبول من الطرفين بكل األلفاظ التي تفيد
معنى النكاح شرعا طبقا لما نصت عليه الفقرة 1من المادة ،10التي جاء
فيها":يكون الرضا بإيجاب من أحد الطرفين وقبول من الطرف اآلخر بكل لفظ
يفيد معنى النكاح شرعا".
وقد عالج المشرع الجزائري أثر تخلف ركن الرضا في عقد الزواج باعتباره
الركن الوحيد لعقد الزواج في الفقرة 1من المادة 33من قانون األسرة التي
نصت على ما يلي":يبطل الزواج إذا اختل ركن الرضا" ،ومادام األمر كذلك ،فإن
تخلف ركن التراضي بين الزوجين أو أحدهما يعدم وجود العقد ،وبالتالي ال
تترتب عليه أي أثر من آثار عقد الزواج الصحيح ،وال ينشئ حقا أو التزاما ألي
من الزوجين ،سواء كان ذلك قبل الدخول أو بعده ،وهذا ما أجمع عليه أصحاب
المذاهب الفقهية.
القول الراجح:
بعد عرض مذاهب الفقهاء وأدلتهم في ثبوت والية اإلجبار في تزويج الصغار
من عدمها ،يظهر لي _وهللا أعلم_ أن ما ذهب إليه أصحاب المذهب الثاني إلى
القول بعدم ثبوت والية اإلجبار في تزويج الصغار هو األولى باألخذ به ،وإن
كانت أدلتهم لم تسلم من االعتراضات من أصحاب المذهب األول،ذلك أن زواج
الصغار ما دون البلوغ ال فائدة ترجى منه بالنظر إلى عدم تحقيق هذا الزواج
مقاصده الشرعية التي شرع من أجلها ،والتي تتنافى مع الصغر ،وكون
الصغيرة في مرحلة قاصر فيها إدراكها لمعاني وواجبات الزواج وآثاره
الخطيرة ،التي ال تدرك إال بعد البلوغ ،فال حاجة إليه قبله،كما أنهم لم يحددوا
سنا معينة للزواج ،بل ربطوا الزواج بالبلوغ الذي يكون في األغلب في سن
متقدمة جدا من حياة اإلنسان.
اتفق الفقهاء على أن كل تكليف شرعي ال يكون إال بشرط العقل _كما سبق
بيانه_ ،ولما كان العقل وصفا باطنيا ،يحصل لإلنسان بالتدريج كان البد من
وضع أمر منضبط يكون سببا ومناطا الستكماله ،ولهذا كان شرط التكليف بلوغ
المكلف من غير خلل في عقله.
نص المشرع الجزائري في المادة 7من قانون األسرة على أنه ":تكتمل أهلية
الرجل والمرأة في الزواج بتمام 19سنة ،وللقاضي أن يرخص بالزواج قبل
ذلك لمصلحة أو ضرورة متى تأكدت قدرة الطرفين على الزواج .
وهدف المشرع من وراء هذا التحديد إلى تحقيق جملة من المصالح تتعلق
بالزواج في حد ذاته وبالزوجين واألسرة والمجتمع على السواء ،فبالنسبة
للزواج هو إبراز قدسيته وإعطاءه األهمية الكبرى والعناية الفائقة التي أولتها
له الشريعة اإلسالمية ،ألنه عقد تترتب عليه التزامات مالية وواجبات اجتماعية
وعائلية ،لذلك كان من الواجب على كال من الزوجين أن يكونا أهال للزواج لكي
يكونا قادرين على تحمل تبعاته ومسؤولياته.
ثانيا:الوالية في عقد الزواج في الفقه اإلسالمي وقانون األسرة الجزائري
لغتا :وولي المرأة :الذي يلي عقد النكاح عليها ،وال يدعها تستبد بعقد النكاح
دونه.
أقسام الوالية:
يقسم الفقهاء الوالية إلى قسمين ،الوالية القاصرة ،والوالية المتعدية؛ فالوالية
القاصرة هي قدرة الشخص شرعا على إنشاء العقد الصحيح النافذ على نفسه،
والوالية المتعدية ،هي قدرة الشخص شرعا على إنشاء العقد الصحيح النافذ
لغيره ،وتقسم هذه األخيرة إلى ثالثة أقسام؛ والية على النفس ،ووالية على المال،
ووالية على النفس والمال معا ،والذي يعنينا منها ،هي الوالية على النفس ،وهي
في مسائل أهمها الزواج.
رجحان قول الجمهور القائلين باشتراط الولي في صحة الزواج ،ومن ثم عدم
جواز مباشرة المرأة البالغة العاقلة عقد زواجها لنفسها مطلقا ال أصالة وال ونيابة
وال وكالة ،وذلك لألسباب التالية:
_ قوة األدلة التي استدلوا بها فيما ذهبوا إليه من القرآن والسنة والمعقول.
_ أن القائلين بهذا القول هم جماهير أهل العلم من الصحابة رضي هللا عنهم،
والتابعين ،وأئمة المذاهب الفقهية وفقهائها ،مما يطمأن باألخذ به .
_ ثبوت صحة األحاديث التي اشترطت الولي بحكم العلماء عليها وقوة داللتها
ووضوحها على ذلك ،بخالف األحاديث التي لم تشترطه ،وإن كانت ثابتة ،إال أن
داللتها على عدم اشتراط الولي غير واضحة وغير صريحة.
_ إن ِعظم أثر عقد الزواج وخطره أمر مرعي في الشريعة اإلسالمية من خالل
جملة األحكام الشرعية التي شرعت لتنظيمه ،ومن أهم هذه األحكام تلك المتعلقة
بالمرأة ووليها في عقد الزواج.
جاء في الفقرة 2من المادة 11من قانون األسرة ما يلي":دون اإلخالل بأحكام
المادة 7من هذا القانون ،يتولى زواج القصر أولياؤهم وهم األب ،فأحد األقارب
األولين والقاضي ولي من ال ولي له".
نص المشرع الجزائري في المادة 13من قانون األسرة على أنه ":ال يجوز
للولي ،أبا كان أو غيره أن يجبر القاصرة التي هي في واليته على الزواج ،وال
يجوز له أن يزوجها بدون موافقتها".
ثالثا :الصداق في الفقه اإلسالمي وقانون األسرة الجزائري
تعريف الصداق:
_ الصداق في اللغة :دفع مال ال ُمش ِهر بالرغبة في الزواج ،أو هو مهر الزوجة
وجمعه أصدقة وصدق.
_ الصداق في االصطالح :عرفه الحنفية بأنه" :اسم للمال الذي يجب في عقد
النكاح على الزوج في مقابلة البضع"،
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى عدم اعتبار الصداق
ركنا وال شرطا في صحة الزواج ،وإنما هو واجب على أنه حكم من أحكام
الزواج المترتبة عليه بعد تمامه وأثر من آثاره التي تثبت بعده ،ومن هنا يجب
المهر بالزواج ،وإن لم يس ّم وينص عليه في العقد أصال.
ذهب المشرع الجزائري الى اعتبار الصداق شرطا من شروط صحة عقد الزواج
وفقا لما جاء في المادة 9مكرر من قانون األسرة ،وهذا ما أكدته الفقرة الثانية من
المادة 15من نفس القانون بقولها " :في حالة عدم تحديد قيمة الصداق تستحق
الزوجة صداق المثل" ،كما نصت الفقرة 2من المادة 33على أنه " :اذا تم
الزواج بدون شاهدين أو صداق أو ولي في حالة وجوبه ،يفسخ قبل الدخول و
ال صداق فيه ،و يثبت بعد الدخول بصداق المثل".
ليس للمهر حد أقصى باالتفاق؛ ألنه لم يرد في الشرع ما يدل على تحديده بح ّد
أعلى
أما المشرع الجزائري فلم يجعل للصداق حدًا أدنى وال أعلى ،آخذا في ذلك بما
ذهب إليه الشافعية والحنابلة ،وفقا للمادة 14من قانون األسرة التي جاءت مطلقة
في هذا الشأن ،يفهم ذلك من عبارة "ما يدفع نحلة للزوجة من نفود ونحوها"،
وهذا الموقف الذي اتخذه المشرع الجزائري يتماشى وروح التشريع في التيسير
ورفع الحرج ،بما يتناسب و جميع طبقات المجتمع غنيها و فقيرها ،أي أنه ال
يُعجز الفقراء ،وال يقيد إرادة البعض اآلخر في الرفع من مبلغ الصداق
أنواع الصداق:
الجانب الفقهي
-المهر المسمى:
هو ما س ّمي في العقد أو بعده بالتراضي بين الزوجين ،بأن اتفق عليه صراحة في
العقد أو فرض للزوجة بعده بالتراضي
فقد عرفه الحنفية بأنه ":مهر امرأة تماثل الزوجة وقت العقد من جهة أبيها في
المال والجمال والسن والعقل والدين
الجانب القانوني:
يطبق صداق المثل متى لم يتفق في العقد على تحديد الصداق طبقا للمادة 15من
قانون األسر ،نص المشرع الجزائري في الفقرة الثانية من المادة 33من قانون
األسرة" :إذا تم الزواج بدون شاهدين أو صداق أو ولي في حالة وجوبه يفسخ
قبل الدخول وال صداق فيه ،ويثبت بعد الدخول بصداق المثل" ،حيث قرنت
استحقاق الزوجة الصداق المثل متى تم الدخول بها بدون صداق.
حاالت الصداق
نصت المادة 15من قانون األسرة الجزائري على أنه " :يحدد الصداق في العقد
سواء كان معجال أو مؤجال ،وفي حالة عدم تحديد قيمة الصداق ،تستحق
الزوجة صداق المثل".
يتضح من خالل نص هذه المادة أن تحديد الصداق في العقد قد يكون مؤجال أو
معجال ،وفي حالة عدم تحديد قيمته تستحق الزوجة صداق المثل .وقد أخذ
المشرع الجزائري بمذهب الجمهور في جواز تعجيل أو تأجيل المهر كله أو
بعضه .وعليه يمكن عرض أوضاع الصداق من حيث التعجيل والتأجيل في
ثالث حاالت .
استحقاق الصداق
نص المشرع الجزائري على استحقاق الزوجة للصداق في الفقرة 2من المادة
15والمادة 16من قانون األسرة
االختالف في الصداق
لقد نص قانون األسرة على أثر تخلف شرط الصداق في عقد الزواج في نص
فرقت بين حالتين:
المادة 33منه ،والتي ّ
_ حالة تخلف شرط الصداق قبل الدخول ،هنا رتبت فسخ العقد وال تستحق
الزوجة الصداق.
_حالة تخلف شرط الصداق بعد الدخول ،فهنا رتبت إثبات الزواج بصداق المثل،
وتترتب عليه آثار الزواج الصحيح.
اتفقت المذاهب األربعة على أن الشهادة شرط في صحة الزواج فال يصح
بال شهادة اثنين غير الولي لقوله صلى هللا عليه وسلم فيما روته عائشة رضي هللا
عنها" :ال نكاح إال بولي وشاهدي عدل" وروى الدار قطني حديث عن عائشة
أيضا" :ال بد في النكاح من أربعة الولي ،والزوج ،والشاهدين" وروى الترمذي
عن ابن عباس من قوله عليه الصالة والسالم" :البغايا الالتي ينكحن أنفسهن
بغير بينة".
وقت الشهادة :تجب الشهادة عند العقد نفسه بحيث يتالزمان فإذا فرض وأن عقد
الزواج بحضور من ال تصلح شهادتهم يفسد العقد
تحقق الشهادة:
الشهادة تأكيد وتبيان أمام النفوس السيئة ،وهذا تماشيا مع حديث الرسول
صلى هللا عليه وسلم فيما روته عائشة" :ال نكاح إال بولي وشاهدي عدل فإن
تشاجروا فالسلطان ولي من ال ولي له"
نصاب الشهادة:
شروط الشهود
أما فيما يخص المشرع الجزائري فقد نص على الشهادة في المادة 9مكرر من
قانون األسرة الجزائري بحيث جعل منها شرطا لصحة عقد الزواج مثلها مثل
الولي والصداق،
إال أن المشرع الجزائري بعد أن ذكر الشهادة ضمن شروط العقد غير أنه سكت
عن الشروط الواجب توافرها في الشهود ،ولم يشرط إطالقا كما لم يبين لنا جنس
الشهود مما يحيلنا إلى الرجوع إلى الشريعة اإلسالمية وفقا للمادة 222من ق.أ.
*من شروط انعقاد الزواج أن تكون المعقود عليها محال للعقد أي أال يكون بين
الزوجين مانع من موانع الزواج
*و لقد تناول المشرع الجزائري أحكام موانع الزواج في قانون األسرة من المادة
23إلى 30
وتقسم المحرمات من النساء طبقا للمادة 23ق أ " يجب أن يكون كل من
الطرفين خاليا من الموانع الشرعية المؤبدة و المؤقتة "
جاء في المادة 24من قانون األسرة في ثالث حاالت رئيسية و هي :القرابة ،
المصاهرة ،الرضاع
أ -المحرمات بالقرابة :
-1أصول الرجل من النساء :كاألم و الجدة لألب مهما علت درجتهن و الدليل
على تحريم هذا النوع قوله تعالى " :حرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم ،وأخواتكم و
عماتكم و خاالتكم ،وبنات األخ و بنات األخت "
-2فروع الرجل :وهن بناته و بنات بناته ،وبنات أبنائه مهما نزلن "
-3فروع أبوي الرجل :من النساء كأخواته و بناتهن و بنات أخوته مهما نزلت
درجتهن ،ويستوي في ذلك اإلخوة و األخوات من األب و األم أو من األب و األم
معا
-4فروع أجداد الرجل و جداته :أي من الفروع المباشرة فقط و هن العمات و
الخاالت سواء كن عمات و خاالت للشخص نفسه أم كن عمات و خاالت ألبيه أو
أمه ،أم ألحد أجداده و جداته كما يشتمل أخوات الجدات
*و يالحظ في هذا الصنف أن التحريم يكون بدرجة واحدة فقط إما الدرجة الثانية
منه و ما بعدها فهن حالل للرجل كبنات األعمام و العمات و بنات األخوال و
الخاالت
* التحريم يتحقق بمجرد العقد على المرأة عقدا صحيحا حتى لو لم يحصل بها
دخول
ج -المرحات بسبب الرضاع :
يحرم بالرضاع ثمانية أصناف وهن األربعة المحرمات بالنسب و األربعة
المحرمات بالمصاهرة و هي على النحو التالي :
-1أصول الشخص من الرضاع مهما علة :وهي األم من الرضاعة و الجدة أو
الجدات أي أم المرضعة وأم زوج المرضعة
-2فروع الشخص من الرضاع مهما نزلن :و هي البنت رضاعا و بنتها ،وبنت
االبن رضاعا و بنتها و أن نزلت ،ألنهن بنات إخوته و أخواته
-3فروع أبوي الشخص من الرضاع :وهي األخوات من الرضاعة ألنهن خاالت
المرضع ،وبنات اإلخوة و األخوات مهما نزلن ،ألنهن بنات األخ و األخت
-4الفروع المباشرة لألجداد و الجدات من الرضاع :وهن عماته و خاالته من
الرضاع ،ألنه برضاعة صارت أخوات المرضعة خاالت له وأخوات زوجها
عمات له فيحرم عليه الزواج بواحدة منهن كما يحرم من النسب و إما بناتهن فهن
حالل له كما في بنات الخاالت و العمال من النسب فهن حالل اتفاقا
-5أصول الزوجة من الرضاع :إذا يحرم على الرجل أن يتزوج بأم زوجته
رضاعا و كذلك جدتها مهما علون ،فإذا عقد رجل على امرأة و كانت قد رضعت
من امرأة أخرى غير أمها النسبية حرمت أمها بالرضاعة عليه وكذا أم أمها مهما
علت
-6فروع الزوجة المدخول بها من الرضاع :يحرم على الرجل أن يتزوج بنت
زوجته من الرضاع و بنات أوالدهما كذلك مهما نزلن ،إذا كانت الزوجة مدخوال
بها فإذا لم يكن قد دخل بها فال تحرم فروعها من الرضاع على الزوج ،فإذا كان
لرجل زوجة قد أرضعت طفلة من زاوج سابق كانت هذه الطفلة ابنة لزوجته من
الرضاع فإذا دخل بأمها حرم عليه الزواج بها و ببناتها و بنات أوالدها مهما نزلن
كما هو الحال في التحريم بالنسب
-7زوجات أصول الشخص رضاعا :كزوجة أبيه و جده و إن عال سواء دخل بها
األب أو الجد أم لم يدخل ،فلو رضع طفل من امرأة متزوجة صار زوج هذه
المرأة أبا لهذا الطفل رضاعا ،و أبو الزوج جدا له كذلك فإذا كان لهذا الزوج
زوجة أخرى غير من أرضعته حرم على الرضيع التزوج بها ألنها زوجة أبيه
رضاعا ،كما يحرم عليه الزواج من امرأة لبيه نسبا
-8زوجات فروع الشخص رضاعا :وهن زوجات ابن ه وابن ابنته من الرضاع و
إن نزل ،سواء دخل االبن بزوجته أم ال فال يجوز لألب بالرضاع أن يتزوج امرأة
ابنه من الرضاع فلو أن امرأة أرضعت طفال أصبح ابنها وابن زوجها رضاعا ،
فإذا تزوج هذا الراضع حرمت زوجته على أبيه رضاعا كما تحرم زوجة االبن
بالنسب
* و التحريم بالرضاع ثابت بالقران و السنة واإلجماع