You are on page 1of 16

‫الطالق االلكتروني‬

‫حليمة محمد عبدالقادر علي‬

‫‪202201797‬‬

‫قانون أسرة‬

‫د‪.‬قيس الشيخ‬
‫المقدمة‬

‫نتيجة للتقدم الهائل للتكنولوجيا‪ ،‬تطورت أساليب وتقنيات االتصال‪ ،‬حيث يوجد اآلن العديد من‬
‫الخيارات كالهاتف والتلكس والبرق والفاكس واإلنترنت وأشكال االتصال األخرى‪ ،‬وقد ساعدت هذه الوسائل في‬
‫تقصير المسافات‪ ،‬وساعدت في تطوير عمليات إبرام العقود التي كانت ُتجرى تقليدًيا في مجلس واحد‪ .‬وقد‬
‫تطورت هذه العمليات إلى عقود يتم إجراؤها عن طريق المراسالت المكتوبة المرسلة بالبريد العادي والفاكس‬
‫والتلكس واإلنترنت أو المراسالت الشفوية المنقولة عبر الهاتف أو اإلنترنت في البريد اإللكتروني أو غرف‬
‫الدردشة‪ .‬وانتشر ما يشار إليه بـ "العقود التجارية اإللكترونية" و "الزواج اإللكتروني"‪ ،‬ولم ينته الموضوع عند‬
‫هذا الحد بل امتد إلى إجراءات إنهاء العقود بالطرق القانونية‪.‬‬

‫يحدث الطالق اإللكتروني عندما يتم فسخ العقد الرسمي بجهاز إلكتروني أي عن طريق االتصال‬
‫الهاتفي أو البريد اإللكتروني أو الهاتف المحمول‪ ،‬وكذلك الطرق المذكورة أعاله ودفعني ذلك إلى طرح األمر‬
‫التالي‪ :‬ما هو الطالق بالوسائل اإللكترونية؟ وما هو المغزى؟‬

‫سنتطرق الى دراسة المشكلة بطرح المباحث التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الطالق بين الشريعة و القانون من خالل ثالث مطالب‪ :‬المطلب األول‪ :‬مفهوم‬ ‫‪‬‬
‫الطالق‪ ،‬المطلب الثاني‪ :‬أنواع الطالق والمطلب الثالث‪ :‬شروط المطلق‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر الطالق االلكتروني و صحته من خالل مطلبين‪ :‬المطلب األول‪ :‬مظاهر‬ ‫‪‬‬
‫الطالق االلكتروني والمطلب الثاني‪ :‬حكمه وصحته‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الطالق بين الشريعة و القانون‬

‫المطلب األول لهذا الموضوع هو مناقشة مفهوم الطالق وتعريفه اللغوي ثم تعريفه الشرعي والمطلب‬
‫الثاني مناقشة أنواعه‪ .‬والمطلب الثالث‪ ،‬الشروط التي يجب توافرها في المطلق‪.‬‬

‫المطلب األول فهم مفهوم الطالق‪:‬‬

‫في البداية‪ ،‬تعريف الطالق‪:‬‬

‫‪ -1‬التعريف اللغوي للطالق‪ :‬فالمرأة طلقت من زوجها‪ ،‬أي تحللت عن رباط الزواج وهو فسخ الروابط‬
‫الناشئة عن الخروج عن عصمة الزوج‪ ،‬وكما انها مشتقة من االطالق أي اإلرسال واالنصراف‪.1‬‬

‫‪ -2‬تعريف الطالق شرعًا‪ :‬تختلف تعريفات الفقهاء للطالق إال أنها تتفق من حيث المضمون ‪ ،‬اذ ُيعَّر ف بأنه‬
‫"فك رباط الزواج بكلمات محددة" ‪.‬‬

‫عّر فها الفقهاء الحنفية بأنها الفسخ الفوري أو الكامل للزواج بعبارة معينة‪ .‬وعّر فها المالكيون بأنها إزالة قيد‬
‫الزواج‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬عّر فها الشافعيون على أنها فسخ عقد الزواج بلفظ الطالق ومصطلحات مماثلة‪،‬‬
‫وكما عّر فها الحنابلة بأنها حل قيد النكاح‪.2‬‬

‫ومن خالل المالجظه نجد بأن هذه التعريفات رغم اختالف تعابيرها‪ ،‬لكن معانيها متطابقة‪ .‬وتتفق جميعها‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫* الطالق يترتب عليه فك رباط الزواج الثابت بين الزوجين إو زالته‪.‬‬

‫* أن فسخ عقد الزواج أو حله ال يتم إال بالطرق الشرعية ‪ ،‬باعتبار أن عقد الزواج نفسه ال يكون إال بشكل‬
‫شرعي‪.‬‬

‫‪ 1‬م صطفى بن العددى‪ ,‬أحكام الطالق في الشريعة اإلسالمية ‪ ,‬مكتبة ابن تميمة‪ ,‬القاهرة‪ ,‬الطبعة األولى‪, 1988 ,‬ص ‪09‬‬
‫‪ 2‬مسعودة نعيمة الياس‪ ,‬التعويض عن الضرر في بعض مسائل الزواج و الطالق‪ ,‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪,‬‬
‫كلية الحقوق ‪ ,‬و العلوم السياسية‪ ,‬جامعة تلمسان‪, 2009 / 2010,‬ص‪.115‬‬

‫‪3‬‬
‫* عقد الزواج الذي يرفعه الطالق يشترط فيه أن يكون صحيحًا‪.3‬‬

‫تشير آيات عديدة في القرآن الكريم إلى الطالق ‪ ،‬ومنها قوله‪" :‬الطـالق مرتـان فإمساك بمعروف أو‬
‫‪5‬‬
‫تسريح بإحسان"‪ ،4‬وقوله تعالى " ال جناح عليكم إن طلقـتم النسـاء مـا لم تمسوهن"‬

‫وكذلك ورد الطالق في أقوال السنة النبوية فمنها قول النبي صلى اهلل عليه "ابغـض الحـالل عنـد ااهلل‬
‫الطالق" كما ورد أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر ثم راجعها‪.‬‬

‫‪ -3‬الطالق في القانون القطري‪ :‬وفقًا للمادة ‪ 109‬يقع الطالق من الزوج أو من وكيله بوكالة خاصة‪،‬‬
‫أو من الزوجة إن مّلكها الزوج أمر نفسه‪ ، 6‬استخدم المشرع مصطلح الوقوع الذي يشمل جميع طرق فسخ‬
‫الزواج أو الطالق ‪ ،‬سواء باإلرادة قبل الزوج‪ ،‬أو موكله‪ ،‬أو الزوجة ان كانت الوكالة تحت تصرفها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الطالق‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬من حبث الصحة‪ ،‬ينقسم إلى طالق سني وطالق بدعة‪.‬‬

‫الطالق السني يكون بأمر اهلل تعالى والنبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فيكون مرة تلو مرة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪":‬الطالق‬
‫مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان"‪ ، 7‬ونتيجة لذلك ‪ ،‬يطلق الرجل زوجته طالًقا رجعًيا واحًد ا وهي‬
‫في حالة طهارة اذ لم يمسسها‪ ،‬وهذا ما أطلق عليه الفقهاء أحسن الطالق‪.‬‬

‫أما الطالق المبتدع فهو ما خالف فيه المطلق ما أمر به اهلل ورسوله صلى اهلل عليه وسلم كطالق الرجل‬
‫‪8‬‬
‫لزوجته عدة مرات دفعة واحدة أو طلقها وهي حائض أو في حالة طهارة ولكن بعد الجماع معها‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬من حيث المراجعة فينقسم لنوعان من الطالق‪:‬طالق رجعي‪ ،‬وطالق بائن‪.‬‬

‫‪ 3‬مسعودة نعيمة الياس‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪116‬‬


‫‪ 4‬سورة البقرة اآلية ‪. 229‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة اآلية ‪. 236‬‬
‫‪ 6‬الجريدة الرسمية‪،‬العدد‪،8‬الصادرة في ‪28/08/2006‬‬
‫‪ 7‬سورة البقرة االية ‪229‬‬
‫‪ 8‬علي علي منصور‪ ,‬مقارنات بين الشريعة اإلسالمية و القوانين الوضعية‪ ,‬دار الفتح للطباعة و النشر‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة األولى‪,‬‬
‫‪ 1970.‬ص‪206‬‬

‫‪4‬‬
‫الطالق الرجعي هو الذي يجوز فيه للمطلق أن يعيد الرابطة الزوجية دون عقد جديد ودون موافقة‬ ‫‪‬‬
‫‪10‬‬
‫الزوجة‪ ،‬ما دامت ضمن إطار العدة المقدرة بثالثة قروء‪ ،9‬لقوله تعالى‪ " :‬و بعولتهن أحق بردهن"‬
‫كما قال تعالى‪ " :‬فـان طلقهـا فـال جنـاح عليهما أن يتراجعا"‪ ،11‬كما ورد في قانون األسرة في المادة‬
‫‪" :111‬الطالق الرجعي ال ينهي عقد الزواج إال بانقضاء العدة"‪.‬‬
‫وقد قسم اإلسالم الطالق الرجعي الى دفعتين فان وقع للطالق للمرة الثالثة فهذا دليل على فساد‬
‫الزواج واستحالة بقائه‪.‬‬
‫أما الطالق البائن فينقسم الى نوعان ‪ ،‬كالهما يمنع المطلق من الزواج بزوجته السابقة أثناء العدة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كما ينقسم الى نوعان بائن بينونة صغرى وبائن بينونة كبرى‪.‬‬
‫الطالق البائن بينونة صغرى‪ :‬إذا انقضت العدة بعد الطالق األول والثاني وقبل أن يستعيد الزوج‬ ‫‪-‬‬
‫زوجته‪ ،‬يصبح الطالق بائنًا ويمكن للزوج استعادة الرابطة الزوجية للمرة الثانية أو الثالثة بموافقة‬
‫الزوجة وعقد ومهر جديد‪ ،‬كما نص عليه المشرع القطري وفقًا للمادة ‪ ":111‬الطالق البائن‬
‫بينونة صغرى ال تحل المطلقة بعده لمطلقها إال بعقد ومهر جديدين"‪،‬ويرجع ذلك ألن العالقة‬
‫الزوجية تنتهي بمجرد انتهاء العدة‪ ،‬فالعقد والمهر مطلوبين في هذه الحالة‪ ،‬وتنطبق هذه الحالة‬
‫في الطلقتين األولى والثانية فقط‪.‬‬
‫الطالق البائن بينونة كبرى‪ :‬وهو الطالق الذي استنفد فيه المطلق الثالثة ‪ ،‬أي طلقها للمرة‬ ‫‪-‬‬
‫الثالثة ‪ ،‬فال يستردها إال إذا تزوجت رجال آخر‪ .‬فان تزوجت برجل أخر بعده ودخل بها ثم طلقها‬
‫بعد ذلك‪ ،‬أو مات بعد الدخول وانقضت عدتها‪ ،‬جاز له الزواج بها ‪،‬كما يستلزم مهر وعقد‬
‫جديدين‪ ، 12‬وذلك لقوله تعالى‪":‬الطالق مرتان‪........‬فان طلقها فال تحل له من بعد حتى تنكح‬
‫زوجًا غيره"‪ ،‬اذ نصت المادة ‪ 111‬في القانون القطري أن ‪ ":‬الطالق البائن بينونة كبرى ال تحل‬
‫المطلقة بعده لمطلقها إال بعد انقضاء عدتها من زوج آخر دخل بها دخوًال حقيقيًا يعتد به شرعًا‬
‫في زواج صحيح"‪.‬‬
‫اختلف الفقهاء في شأن الطالق ان كان كان وقع بتكرار العبارة ثالث مرات أو بإشارة‪ .‬هل‬
‫يحدث الطالق بائنًا أم ال؟ وكذلك إذا قال الرجل لزوجته‪" :‬أنت طالق بثالث" أو اذا تلفظ‬

‫‪ - 9‬خالد بن عمر الرديعان‪ ,‬طالق ما قبل الزواج‪ :‬أسبابه و سمات المطلقين‪ ,‬مركز بحوث كلية األداب‪ ,‬جامعة المملكة العربية‬
‫السعودية‪, , 2008 ,‬ص ‪22‬‬
‫‪ 10‬آلية ‪ 228‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ 11‬آلية ‪ 223‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫‪ 12‬لغوثي بن ملحة‪ ,‬قانون األسرة على ضوء الفقه و القضاء‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬بن عكنون‪ ,‬الجزائر‪, 2004 ,‬ص ‪100‬‬

‫‪5‬‬
‫بالطالق ثالث مرات‪ .‬اذ رأى جمهور الفقهاء‪ ،‬ومنهم األئمة األربعة‪ ،‬أنه ان تم بأحد الصيغيتين‬
‫فيقع الطالق بائنًا بينونة كبرى‪ .‬أما الرأي الثاني‪ ،‬فيشير إلى أنه مهما كان عدد الطلقات فإن‬
‫واحدة فقط تحدث‪ ،‬ويتم تنفيذ الرأي الثاني في أغلب البلدان العربية حاليًا‪.13‬‬

‫موقف المشرع القطري ‪ :‬بالنسبة لقانون األسرة القطري‪ ،‬فانه يتفق مع الرأي الثاني اذ وفقًا للمادة ‪ 108‬أن‬
‫الطالق المتتابع أو المقترن بالعدد لفظًا أو كتابة أو إشارة ال يقع إال طلقة واحدة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬‬

‫شروط المطلق‪:‬‬

‫هو من يملك الطالق فعًال ويوقعه وهو الزوج‪ .‬فيقول اهلل تعالى‪ :‬إو ذا طلقتم النساء"‪ ،‬كما قال تعالى‪" :‬فان‬
‫طلقها فال تحل له من بعد" ‪،‬كما قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪":‬الطالق لمن أخذ بالساق"أي‬
‫الزوج‪،‬رواه ابن ماجه‬

‫يشترط في المطلق ما يلي‪:‬‬

‫الشرط األول‪:‬‬

‫يجب أن يكون المطلق بالًغ ا سليًم ا ‪ ،‬كما يجب أن يكون المطلق عاقًال ؛ وال يؤخذ بطالق المجنون ‪ ،‬كما‬
‫قال النبي محمد (صلى اهلل عليه وسلم)‪" :‬رفع القلم عن ثالث‪ :‬عن النائم حتى يستيقظ‪ ،‬وعن الصبي حتى‬
‫يحتلم‪ ،‬وعن المجنون حتى يفيق" ويلحق بالمجنون النائم والمبرسم والمعتوه والمدهوش والمغمى عليه‪.‬‬

‫فالمعتوه هو قليل الفهم مختلط الكالم فاسد التدبير‪ ,‬ولكنه ال يضـرب وال يشـتم على عكس المجنون‪.‬‬
‫والمدهوش‪ :‬هو من ذهب عقله حياًء أو خوفًا فتغلب عليه االختالالت والهذيان أثر صدمة عصبية أصابته‬
‫فأذهبت عقله‪.‬‬

‫وأما طالق السفيه فهو صحيح ألن السفه ال يؤثر على قدرة العقل في فهم األمور فطالقه يالزمه‪.14.‬‬

‫‪ 13‬علي علي منصور‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪205‬‬


‫‪ - 14‬الغوثي بن ملحة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪. 97‬‬

‫‪6‬‬
‫وأيضًا السكران زائل العقل‪ ،‬ويميز جمهور الفقهاءبطريق محظور أو بطريقه غير محظوره ‪ .‬فالسكر غير‬
‫المحظور يندرج تحته من تناول دواء ففقد عقله ‪ ،‬أو تناول مسكًرا دون أن يدرك أنه واحد فسكر بذلك‪ .‬وفي‬
‫هذه الحاالت ال يتم الطالق‪ ،‬اذ ان السكر ينزع عنه الوعي‪ ،‬فتصبح كلماته هذيانًا وغير عقالنية‪.‬‬

‫عند جمهور الفقهاء‪ ،‬يقع الطالق بالسكر بطريقة محظورة ‪ ،‬كما يقره الحنفية والمالكية‪ .‬والشافعية والحنابلة‪،‬‬

‫وذكر الظاهرية أن طالق السكران ال ضرورة له ‪ ،‬سواء كان بطريق محظورة أم ال‪ .‬وقد اختير هذا المثل ابن‬
‫تيمية وابن القيم‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون الطالق اختياريا ال قسريا‬

‫وذكر الحنفية أن سبب الطالق باإلكراه هو رغبته في التخلص مما كان يهدده سواء كان القتل أو األذى الذي‬
‫ال يتحمله ؛ ألن اإلكراه على علم بالجريمتين والضررين‪ :‬ضرر التسبب في الطالق‪ ،‬والضرر الذي يهدد به‪،‬‬
‫فيختار أهونهما‪ ،‬مما أدى إلى طالقه من زوجته‪.15‬‬

‫وذكر الجمهور ‪ :‬أن اإلكراه ال يأتي باالختيار ألنه يفسده ‪ ،‬والسلوك الشرعي يعتبر شرعا باختياره ‪ ،‬فإذا فشل‬
‫االختيار‪ ،‬فليس للتصرف وزن ‪ ،‬والطالق‪ ،‬وكيف يجوز اإلكراه على الطالق ونحن نعلم يقينًا أنه ال يرغب‬
‫في الطالق وال ينوه ‪ ،‬وقـال رسـول اهلل صلى اهلل عليه وسلم " ‪:‬إن ااهلل وضـع عـن أمـتي الخطـأ‪ ،‬والنسيان‪ ،‬وما‬
‫استكرهوا عليه " رواه ابن ماجة‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪:‬‬

‫أن يكون المطلق قاصدًا الطالق‪ ،‬أي نوى الطالق بمحض إرادته‪ .‬ال يجوز الطالق إال بلفظ ونية أو بلفظ‬
‫فقط أو بنية فقط‪.‬‬

‫ال ينجم الطالق عن النية وحدها‪ .‬إذا قصد أحد الزوجين تطليق زوجته بقلبه أو طلقها في نفسه دون‬ ‫‪-‬‬
‫أن ينطق بلفظ طالق لم يقع طالقه عند جمهور الفقهاء إال الزهري وابن سيرين‪ .‬قال الزهري إذا عزم‬
‫بتطليق زوجته طلقت زوجته‪ .‬وعندما سئل عن طالق الشخص في نفسه أجاب ابن سيرين‪" :‬ألم يعرفه‬
‫اهلل؟" قال السائل‪ :‬نعم‪ .‬قال ابن سيرين‪ :‬ال أقول فيه شيئًا‪.‬‬

‫‪ 15‬مصطفى بن العددى‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.59‬‬

‫‪7‬‬
‫كما ذكر العلماء حديث الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ " ":‬إن ااهلل تجـاوز عـن أمـتي مـا حـدثت بـه‬ ‫‪-‬‬
‫‪16‬‬
‫أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " رواه البخاري والترمذي‪.‬‬

‫_ طالق الهزلي وهو الذي يقصد به لفظ طالق وال يريد حكما باللفظ‪ .‬وذكر ابن في قدامة‪ ":‬أن الطالق‬
‫الصريح ال يشترط النية‪ .‬بل يقع بغير قصد‪ ،‬وال خالف في هذه الحالة‪ ،‬سواء كان ذلك في الدعابة أو‬
‫الجدية"‪ .‬يعتقد بعض أهل العلم أن من ينطق بها‪ ،‬ولو على سبيل الدعابة‪ ،‬يقع طالقه ‪ ،‬ومنهم الشافعية‬
‫والحنفية وغيرهما ‪ ،‬واستدلو بذلك قول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ " :‬ثالث جدهن جد و هزلهن جد‪ ,‬النكـاح و‬
‫الطـالق و الرجعـة " رواه أبـو داود والترمـذي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر ومشروعية الطالق اإللكتروني‬

‫‪ 16‬مصطفى بن العددى‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪56‬‬

‫‪8‬‬
‫بعد أن كان الطالق ال يتم اال باللفظ وبحضور الزوجة أو وليها أو وكيلها ظهر نموذج آخر في أواخر العقود‬
‫وهو كتابته على ورقة إو رساله عبر البريد العادي‪ ،‬ولكنه يشهد مؤخًرا صور أخرى حتم وجودها واستخدامها‬
‫بعد التطور التكنولوجي في وسائل االتصال‪ ،‬حيث ظهر طالق الرسالة المسجلة وطالق الهاتف المحمول‬
‫والبريد اإللكتروني‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق عبارة تعبر عن رغبة طالق الزوج لزوجته برسالة نصية مختصرة يتم‬
‫إرسالها عبر الهاتف أو البريد اإللكتروني أو بأي طريقة أخرى‪.‬‬

‫وستتمحور هذه المناقشة حول برامج الدردشة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مظاهر الطالق اإللكتروني‪:‬‬

‫أوًال ‪ -‬الطالق عبر البريد اإللكتروني‪:‬‬

‫يعد البريد اإللكتروني من أكثر الخدمات البريدية تقدًم ا نظًرا لسرعة إرساله وبساطة استخدامه‪ .‬كما أنها‬
‫واحدة من أحدث الخدمات البريدية التي تظهر في عالم االتصاالت ونقل المستندات يتم استخدامه لنقل‬
‫الرسائل بدًال من الرسائل التقليدية ‪ ،‬حيث يتم تخصيص صندوق لكل فرد لبريده اإللكتروني ‪ ،‬كما يتم‬
‫استخدامه لنقل المواد المكتوبة مثل الرسائل والعقود‬

‫فيما يلي بعض سماته‪:‬‬

‫‪ -‬من الضروري عند استخدام البريد اإللكتروني‪ ،‬أن يتوفر جهاز مماثل لكل مرسل ومستقبل وذلك الجراء‬
‫االتصال‪.‬‬

‫‪ -‬ال تتم عملية االتصال إال من خالل خطوط وشبكات اتصال خاصة‪ ،‬ولكل مشترك في هذه الشبكات رمز‬
‫سري خاص يميزه عن المشتركين اآلخرين‪ ،‬مما يوفر عنصر الخصوصية واألمان الستخدام البريد‬
‫اإللكتروني‪ ،‬حيث يقلل من احتمالية فقدان المستندات أو الكشف عن المعلومات التي تخص المستخدم‪.‬‬

‫‪ -‬المستند الذي يتم إرساله عبر البريد اإللكتروني ثابت ودائم‪ ،‬بحيث يمكن تخزينه إلى أجل غير مسمى‪،‬‬
‫ويمكن استخراج صورة مكررة أو متطابقة منه‪ 17‬كما يسمح لألشخاص القريبين أو البعيدين جغرافًيا بالتواصل‬
‫ومناقشة بعضهم البعض‬

‫‪ 17‬ع بد الرحيم صالحي‪ ,‬انعقاد الزواج بالبريد االلكتروني‪ ,‬دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي و القانون الجزائري‪ ,‬مجلة دفاتر السياسية‬
‫و والقانون‪ ,‬العدد السابع‪ ,‬جوان ‪, 2012‬ص ‪191‬‬

‫‪9‬‬
‫من الشائع أن يتواصل الزوج الغائب مع زوجته عبر البريد اإللكتروني إذا كانت هناك خالفات بين‬
‫الزوجين ‪ ،‬لذلك يكون األمر بسيًطا بالنسبة للزوج بارسال رسالة تتضمن عبارة "أنت طالق" أو أي عبارة‬
‫أخرى تدل على الطالق‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الطالق عن طريق الجوال‬

‫الهاتف المحمول هو شكل من أشكال أجهزة االتصاالت الالسلكية القائمة على االتصاالت من خالل شبكة‬
‫من هوائيات اإلرسال المنتشرة داخل منطقة معينة‪ ،‬يعتمد استخدامها على دوائر االستقبال واإلرسال عبر‬
‫اإلشارات االهت اززية عبر محطات اإلرسال األرضية واألقمار الصناعية‪.‬‬

‫أصبح الهاتف المحمول جهاًز ا ال غنى عنه ‪ ،‬ويمكن لمستخدمه تخزين البيانات عليه‪ ،‬وبناًء عليه ‪،‬‬
‫تم تزويد الزوج بطريقة سريعة وبسيطة للحصول على معلومات شاملة عن األفراد الذين يتعامل معهم‪ ،‬ويجوز‬
‫له أن يطلب الطالق شفهيًا أو كتابيًا دون مواجهة زوجته‪.‬‬

‫شفهًي ا ‪ ،‬مثل عندما يتصل الزوج بزوجته إلبالغها بالطالق وكتابيًا حيث يقوم الزوج بإرسال رسالة نصية‬
‫‪18‬‬
‫قصيرة عبر الهاتف العالمها برغبيته في تطليقها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حكمه وصحته‪:‬‬

‫الطالق اإللكتروني اما ان يكون باللفظ أو بالكتابة‪ .‬فان تم باللفظ فانه يقع باتفاق الفقهاء‪ ،‬أما كتابيا‬
‫والمقصود هنا بارسال رسالة نصيه قصيره‪ ،‬فقد اختلف الفقهاء في حكمه وذلك يعود لسهولة التزوير والغش‬
‫في هذا الموضوع ‪ ،‬والشتراط بعض المذاهب الشهود ‪ ،‬ومن بين الرافضين لتلك الفكرة‪:‬‬

‫أستاذ الفقه بجامعة االمام محمد بن مسعود الدكتور محمد بن أحمد صالح الصالح اذ يقول أن ‪ ":‬الزواج في‬
‫الشريعة اإلسالمية عقد مقدس ‪ ،‬وهو أيًض ا أحد السنن الطبيعية التي يجب الوفاء بها ‪،‬لما في ذلك من أجل‬
‫بقاء البشرية إو متداد الحياة‪ .‬هذا هو السبب في أن اهلل أعد الرجل والمرأة مًع ا‪ .‬وذكر أن الزواج ان كان له‬
‫مثل هذه المكانة الرفيعة فال يصح الطالق االلكتروني لما فيه من العبث واالستهتار بهذا الموضوع المهم‪.‬‬

‫‪ 18‬عبد الرحيم صالحي‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪27‬‬

‫‪10‬‬
‫كما رأى مجموع من الفقهاء ان الطالق االلكتروني ال يقع لسهولة تداول الهاتف المحمول حاليا بين الناس‪،‬‬
‫فكل ما يصدر من رسالة من الشخص ال يشترط أن تكون صادرة منه اذ يمكن أن يتم اختراق البريد‬
‫االلكتروني بسهولة ‪ ،‬كما يمكن ان يتم ارسال الرسالة من قبل شخص أخر كالزوجة مثال او الزوجة الثانية‪.‬‬

‫كما تبنى بعض الفقهاء الموقف الذي يقر الطالق االلكتروني ولكن اشترطو ان يكون النص واضح الداللة‬
‫وأن يكون الزوج واعيا غير مكره‪ ،‬اذ رأو بان الطالق ال يشترط فيه رضا الزوجة ولكن رأو بانه يجب على‬
‫الزوجة التأكد من صوت المتصل بأنه زوجها وانه لم يتم التالعب في الصوت‪ ،19‬اما اذا كان الطالق عن‬
‫طريق رسالة فرأو بأنها ال يمكن أن يكون الزوج مكره في هذه الحاله اذ أنه استعمل خطوتين الرسال الرسالة‬
‫وهي الكتابة واالرسال‪.‬‬

‫كما أباح المذهب الجعفري الطالق اإللكتروني‪ ،‬لكنها اشترطت لصحته اجراء صيغة الطالق تلفظًا‬

‫باإلضافة إلى شروط أخرى‪ ،‬يشترط الطالق اللفظي حضور شاهدين عدل يسمعون من الرجل أثناء اجرائه‬
‫لصيغة الطالق‪.‬‬

‫وبحسب د‪ .‬القصبي زلط ‪ ،‬أستاذ الفقه بجامعة األزهر وعضو مجمع البحوث اإلسالمية ‪ ،‬فإنه يرى‬
‫بأن‪" :‬اهلل أحاط األسرة بالحماية ‪ ،‬وجعل الزواج ميثاقًا غليظًا ‪ ،‬لكن اإلسالم يجيز الطالق إذا كانت المعاشرة‬
‫مستحيلة‪ .‬كما أكد أن الطالق يقع على رأي الفقهاء باللفظ الصريح ‪.‬على سبيل المثال‪ :‬إذا أخبر الرجل‬
‫زوجته أنهما مطلقان‪ .‬وقع الطالق سواء كان ذلك في حضورها ‪،‬أو في رسالة أرسلها لها ‪ ،‬أو عبر الهاتف ‪،‬‬
‫طالما تعرفت على صوته‪ ،‬فال يهم‪ .‬لذلك يقع الطالق اإللكتروني ويعتبر طالًقا إذا ُس ئل الزوج واعترف به ‪،‬‬
‫وتأكدت الزوجة من ذلك"‪.‬‬

‫أما الدكتور أحمد محمود كريمة ‪ ،‬أستاذ الشريعة اإلسالمية بجامعة األزهر ‪ ،‬فيرى أن الطالق يكون‬
‫بلفظ صريح أو كتابة واضحة أو اشارة ‪،‬فإذا اعترف المطلق بالطالق عبر اإلنترنت أو"التليفون المحمول"‬
‫وغيره فهو طالق صحيح ‪ ،‬اذ تمت بالصيغة الشرعية‪.‬‬

‫وبحسب موقع "إسالم أون الين" ‪ ،‬فقد دعم أيًض ا الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية األسبق‬
‫الطالق االلكتروني‪ .‬اذ أصدر فتوى تفيد بأن الطالق يختلف عن توثيق الزواج‪ .‬لكون الطالق صادر عن‬
‫الفرد ‪ ،‬ويمكن القيام بذلك عبر اإلنترنت أو الهاتف المحمول‪ ،‬ولكن التوثيق مطلوب أيًض ا‪ .‬للتحقق من طالق‬
‫‪19‬‬
‫احمد عبود علوان‪ ,‬دراسات فقهية لبعض المستجدات العصرية ‪ ,‬مجلة جامعة المدينة العالمية‪ ,‬العدد الثالث‪ ,‬ص ‪69‬‬

‫‪11‬‬
‫الزوجة ‪،‬حتى لو رغبت في الزواج مرة أخرى سُيطلب منها تقديم الوثائق‪ .‬قإذا انكر الزوج الطالق يثبت‬
‫الطالق الذي حدث عن طريق اإلنترنت أو الهاتف المحمول بوثيقة موقعة ومصدقة ومشهود عليها‪.‬‬

‫ويرى الدكتور عوض القرني األستاذ بجامعة الملك خالد أن هذا الطالق يقاس به في الفقه اإلسالمي‬
‫مختار قاصدًا عند كتابة الوثيقة‪ .‬كما قضت‬
‫ًا‬ ‫الطالق الكتابي ‪ ،‬ووقوعه نتيجة كتابة الزوج اذ كان واعيًا‬
‫المحكمة الشرعية لمنطقة قمباك في ماليزيا على صحة الطالق عن طريق الرسائل يوم الخميس الموافق ‪31‬‬
‫يوليو ‪، 2003‬اذ قضت بأن "الطالق عبر رسائل الهاتف المحمول يعتبر صحيًح ا ‪ ،‬بشرط أن تتحقق‬
‫‪20‬‬
‫المحكمة من ما حدث"‪.‬‬

‫كما أكدت المحاكم الشرعية للمسلمين في سنغافورة قبولها للطالق عبر رسائل الهاتف المحمول‪ ،‬بحسب بيان‬
‫لمسئول مسجل المحاكم حيث سيف الدين ثروان ‪ ،‬لكنه كرر أيًض ا مطالبة الزوجين بالحضور إلى المحكمة‬
‫وتأكيد ذلك‪ .‬لكن المحامين في ماليزيا وسنغافورة أكدوا أنهم ال يشجعون هذه الطريقة البسيطة لتطليق األزواج‬
‫على الرغم من كونها قانونية‪.‬‬

‫اضافة لما سبق فقد صرح مفتي دبي بأن "الطالق عبر الهاتف كتابة هو نوع من أنواع الطالق بطريقة‬
‫الكتابة‪ ،‬حتى ان كان لفظ الطالق مكتوب باللغة العربية أو بأية لغة أخرى ‪ ،‬تسري عليه األحكام ولكن‬
‫يشترط فيه ان يكون الكاتب هو الزوج‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫‪ 20‬ريدة صادق زوزو‪ ,‬أثر التكنولوجيا في النظر الفقهي" الطالق بالهاتف النقال نموذجا"‪ ,‬من الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪https://www.islamtoday.net/bohooth/services/printart-6525-86.htm‬‬
‫‪.‬بتاريخ‪28/09/2015‬‬

‫‪12‬‬
‫تعتبر األسرة مؤسسة مقدسة وليست نتيجة تالقي األفراد بالصدفة‪ ،‬كما يعتبر عقد النكاح في‬
‫القرآن الكريم عهد أبدي يلزم الزوجين بااللتزام به والشعور بالمسؤولية‪ ،‬ألن الحفاظ على نسل آدم واإلنجاب‬
‫والعفة يحدثان نتيجة الزواج‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد يصاب هذا االرتباط بحاالت يصعب التمسك بها فيكون الطالق‬
‫هو الحل ‪ ،‬على الرغم من أنه يؤثر على مؤسسة األسرة ويعرض أفرادها لمخاطر عديدة ويقلل من فرصهم‬
‫في الحصول على حياة اجتماعية طبيعية تماًم ا ويهدد العالقات األسرية بالتفكك‪ ،‬مع االنهيار وتدهور نوعية‬
‫الحياة للجميع‪.‬‬

‫إن ظهور الطالق اإللكتروني الذي يعتبر فسخًا لعالقة الزواج من قبل الزوج سواء كان لفظيًا أوكتابيًا‬
‫هناك علماء يرفضونه نظًر ا لتعارضه مع القيم التقليدية وحقيقة أن األسرة ال تعتبر معاملة تجارية حتى يتم‬
‫إبرامها عبر الهاتف أو البريد اإللكتروني‪ ،‬فضًال عن احتمال االحتيال والخداع الذي قد ينجم عن مثل هذه‬
‫المعاملة‪ ،‬كما أن هناك بعض العلماء الذين أيدو حدوث الطالق اإللكتروني واعتبروه مشروًع ا ‪ ،‬نظًرا ألن‬
‫وسائل التواصل الحديثة جاءت لتسهيل حياة الناس والتواصل معهم ‪ ،‬وكذلك حجتهم بأن الشريعة اإلسالمية‬
‫تقيس الطالق بالكتابة فيكون الطالق من الزوج الذي يرسل رسالة بوجه شرعي صحيح ‪ ،‬وهو في الحالة‬
‫المعتبرة شرعًا وقت كتابته الخطاب وأن تكون صيغة الطالق موجهة إلى الزوجة بطريقة واضحة ال لبس فيها‬
‫قاصدًا الطالق فيقع الطالق ‪ ،‬ولكن ان تم االخالل باحدى هذه الشروط فال يقع الطالق‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬التطور المتكرر للطالق اإللكتروني في عصرنا هذا تحول إلى ظاهرة تتطلب‬
‫نصوًص ا قانونية ومنتظمة وضوابط واضحة وصريحة وعم االكتفاء بالعموميات لتسهيل هذا الموضوع على‬
‫القضاء والناس معًا‪.‬‬

‫بالعودة إلى القانون القطري‪ ،‬هناك فراغ قانوني في هذا الصدد حيث ال توجد مادة في قانون األسرة تنظم‬
‫الطالق اإللكتروني لذلك‪ ،‬يجب على الهيئة التشريعية مواكبة االتجاه الحالي والواقع الذي يفرض هذا النوع‬
‫من الطالق ‪ ،‬ويصوغ المواد القانونية التي تنظم الطالق اإللكتروني ‪ ،‬ويحد من شروطه ‪ ،‬ويحدد طرق إثباته‬
‫وذلك لتقليص وتضييق نطاق االستغالل غير المنطقي للوسائل الحديثة في العبث بمؤسسة الزواج واألسرة‬
‫بشكل عام‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المصادر‪:‬‬

‫‪- 1‬احمد عبود علوان‪ ,‬دراسات فقهية لبعض المستجدات العصرية ‪ ,‬مجلة جامعة المدينة العالمية‪ ,‬العدد الثالث‪ ,‬ص ‪69‬‬

‫‪-2‬اآلية ‪ 228‬من سورة البقرة‪.‬‬

‫‪-3‬اآلية ‪ 223‬من سورة البقرة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪-4‬الجريدة الرسمية‪،‬العدد‪،8‬الصادرة في ‪28/08/2006‬‬

‫‪- 5‬الغوثي بن ملحة‪ ,‬قانون األسرة على ضوء الفقه و القضاء‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬بن عكنون‪ ,‬الجزائر‪,‬‬
‫‪, 2004‬ص ‪100‬‬

‫‪-6‬الغوثي بن ملحة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪. 97‬‬

‫‪- 7‬خالد بن عمر الرديعان‪ ,‬طالق ما قبل الزواج‪ :‬أسبابه و سمات المطلقين‪ ,‬مركز بحوث كلية األداب‪ ,‬جامعة المملكة‬
‫العربية السعودية‪, , 2008 ,‬ص ‪22‬‬

‫‪ -8‬ريدة صادق زوزو‪ ,‬أثر التكنولوجيا في النظر الفقهي" الطالق بالهاتف النقال نموذجا"‪ ,‬من الموقع االلكتروني‪:‬‬

‫‪https://www.islamtoday.net/bohooth/services/printart-6525-86.htm‬‬

‫‪.‬بتاريخ‪28/09/2015‬‬

‫‪ -9‬سورة البقرة اآلية ‪. 229‬‬

‫‪-10‬سورة البقرة اآلية ‪. 236‬‬

‫‪-11‬سورة البقرة االية ‪229‬‬

‫‪-12‬عبد الرحيم صالحي‪ ,‬انعقاد الزواج بالبريد االلكتروني‪ ,‬دراسة مقارنة بين الفقه اإلسالمي و القانون الجزائري‪ ,‬مجلة‬
‫دفاتر السياسية والقانون‪ ,‬العدد السابع‪ ,‬جوان ‪, 2012‬ص ‪191‬‬

‫‪-13‬عبد الرحيم صالحي‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪27‬‬

‫‪- 14‬علي علي منصور‪ ,‬مقارنات بين الشريعة اإلسالمية و القوانين الوضعية‪ ,‬دار الفتح للطباعة و النشر‪ ,‬بيروت‪ ,‬الطبعة‬
‫األولى‪ 1970. ,‬ص‪206‬‬

‫‪-15‬علي علي منصور‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪205‬‬

‫‪- 16‬مسعودة نعيمة الياس‪ ,‬التعويض عن الضرر في بعض مسائل الزواج و الطالق‪ ,‬رسالة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫القانون الخاص‪ ,‬كلية الحقوق ‪ ,‬و العلوم السياسية‪ ,‬جامعة تلمسان‪, 2009 / 2010,‬ص‪115‬‬

‫‪-17‬مسعودة نعيمة الياس‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪116‬‬

‫‪ - 18‬مصطفى بن العددى‪ ,‬أحكام الطالق في الشريعة اإلسالمية ‪ ,‬مكتبة ابن تميمة‪ ,‬القاهرة‪ ,‬الطبعة األولى‪, 1988 ,‬ص‬
‫‪. 09‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -19‬مصطفى بن العددى‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.59‬‬

‫‪-20‬مصطفى بن العددى‪ ,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪56‬‬

‫‪16‬‬

You might also like