You are on page 1of 25

‫مقرر حقوق اإلنسان‬

‫في اإلسالم‬
‫الوحدة السابعة‪ :‬حق الزواج‬
‫وتكوين األسرة‬
‫الكتاب المقرر‬
‫حقوق اإلنسان في اإلسالم‬

‫تأليف‬
‫مجموعة من المختصين‬
‫محتويات العرض‬

‫الوحدة السابعة‪ :‬حق الزواج ‪ ،‬والحقوق األسرية‬


‫يتوقع بعد دراستك لهذه الوحدة – أن تكون قادرًا على ‪:‬‬
‫‪ – ١‬إدراك حق لإلنسان ‪ ،‬وقوة العناية التي يوليها اإلسالم لهذا الحق ‪.‬‬
‫‪ – ۲‬معرفة حقوق أفراد األسرة على بعضهم ‪.‬‬
‫‪ - ۳‬بيان تميز نظام األسرة في اإلسالم في حفظ الحقوق‪.‬‬
‫‪ – ٤‬اإللمام بأهم البنود في المواثيق الدولية المخالفة ألحكام اإلسالم‪.‬‬
‫حق الزواج‬
‫أوال ‪ :‬الحث على الزواج ‪:‬‬
‫تض‪K‬افرت األدل‪K‬ة من الكت‪K‬اب والس‪K‬نة على الحث على ال‪K‬زواج ؛ فمن‬
‫ذل‪K‬ك أم‪K‬ر الن‪K‬بي ب‪K‬الزواج في قول‪K‬ه ‪ ( :‬ي‪K‬ا معش‪K‬ر الش‪K‬باب من اس‪K‬تطاع‬
‫منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )‬
‫حق الزواج‬
‫أوال ‪ :‬الحث على الزواج ‪:‬‬
‫وأم‪K‬ر هللا تع‪K‬الى ب‪K‬التزويج في قول‪K‬ه س‪K‬بحانه‪( :‬وأنكح‪K‬وا األيـمى منكم‬
‫والص‪K‬لحين من عب‪K‬ادكم وإم‪K‬آئكم إن يكون‪K‬وا فق‪K‬راء يغنهم هللا من فض‪K‬له‬
‫وهللا واس‪K‬ع عليم) (الن‪K‬ور ‪ )٣٢ :‬فه‪K‬ذا أم‪K‬ر لألولي‪K‬اء «بإنك‪K‬اح من تحت‬
‫واليتهم من األي‪KKK‬امي وهم‪ :‬من ال أزواج لهم‪ ،‬من رج‪KKK‬ال‪ ،‬ونس‪KKK‬اء‪،‬‬
‫ثيب‪KK‬ات‪ ،‬وأبك‪KK‬ار‪ ،‬فيجب على الق‪KK‬ريب وولي الي‪KK‬تيم‪ ،‬أن ي‪KK‬زوج من‬
‫يحت‪K‬اج لل‪K‬زواج‪ ،‬ممن تجب نفقت‪K‬ه علي‪K‬ه‪ ،‬وإذا ك‪K‬انوا م‪K‬أمورين بإنك‪K‬اح‬
‫من تحت أيديهم‪ ،‬كان أمرهم بالنكاح بأنفسهم من باب أولى»‬
‫حق الزواج‬
‫أوال ‪ :‬الحث على الزواج ‪:‬‬
‫وعلى ه‪K‬ذا فليس ألح‪K‬د أن يمن‪K‬ع أح‪K‬دا من حق‪K‬ه في ال‪K‬تزوج م‪K‬ا دام‬
‫أن‪KK‬ه ق‪KK‬د ت‪KK‬وافرت له‪KK‬ذا ال‪KK‬زواج ش‪KK‬روطه المش‪KK‬روعة المنص‪KK‬وص‬
‫عليه‪K‬ا عن‪K‬د الفقه‪K‬اء؛ ول‪K‬ذا ج‪K‬اء النهي الق‪K‬رآني عن إمس‪K‬اك النس‪K‬اء‬
‫ض‪K‬رارًا‪ ،‬أو منعهن من ال‪K‬تزوج‪ ،‬يق‪K‬ول تع‪K‬الى‪( :‬وإذا طلقتم النس‪K‬اء‬
‫فبلغن أجلهن فأمس‪KK‬كوهن بمع‪KK‬روف أو س‪KK‬رحوهن بمع‪KK‬روف وال‬
‫تمس‪KK‬كوهن ض‪KK‬رارا لتعت‪KK‬دوا ومن يفع‪KK‬ل ذل‪KK‬ك فق‪KK‬د ظلم نفس‪KK‬ه»‬
‫(البق‪K‬رة‪ ،)٢٣١ :‬فق‪K‬د ح‪K‬رم هللا على الرج‪K‬ل أن يراج‪K‬ع امرأت‪K‬ه من‬
‫أج‪K‬ل أن يض‪K‬ر به‪K‬ا؛ فال ه‪K‬و يحس‪K‬ن إليه‪K‬ا‪ ،‬وال ه‪K‬و يطلقه‪K‬ا؛ لتعيش‬
‫حياتها مع غيره‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬تيسير الزواج‪.‬‬
‫وض‪KK‬عت الش‪KK‬ريعة اإلس‪KK‬المية ال‪KK‬تراتيب الميس‪KK‬رة ال‪KK‬تي تزي‪KK‬ل‬
‫العراقي‪K‬ل من طري‪K‬ق الش‪K‬باب والفتي‪K‬ات ال‪K‬ذين يرغب‪K‬ون في ال‪K‬تزوج‬
‫لكون‪K‬ه حق‪K‬ا قـد تح‪K‬ول الع‪K‬ادات والتقاليـد أحيان‪ًK‬ا دون حص‪K‬ولهم‬
‫عليه ‪ ،‬ومن ذلك ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ – ١‬أم‪KK‬ر أولي‪KK‬اء األم‪KK‬ور بالموافق‪KK‬ة على ال‪KK‬زواج م‪KK‬تى تيس‪KK‬ر‬
‫الخ‪K‬اطب الكفء ق‪K‬ال رس‪K‬ول هللا ‪ ( :‬إذا خطب إليكم من ترض‪K‬ون‬
‫دين‪K‬ه وخلق‪K‬ه فزوج‪K‬وه ‪ ،‬إال تفعلـوا تـكـن فتن‪K‬ة في األرض ‪ ،‬وفس‪K‬اد‬
‫عريض )‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬تيسير الزواج‪.‬‬

‫‪ - ۲‬النهي عن الغل‪KKK‬و في المه‪KKK‬ور ‪ ،‬ق‪KKK‬ال ﷺ ‪ ( :‬أتت الن‪KKK‬بي‬


‫ﷺ ام‪KKK‬رأة ‪ ،‬فق‪KKK‬الت ‪ :‬إنه‪KKK‬ا ق‪KKK‬د وهبت نفس‪KKK‬ها هلل ولرس‪KKK‬وله‬
‫ﷺ ‪ ،‬فق‪K‬ال ‪ :‬م‪K‬ا لي في النس‪K‬اء من حاج‪K‬ة ‪ ،‬فق‪K‬ال رج‪K‬ل ‪ :‬زوجنيه‪K‬ا‬
‫‪ ،‬ق‪K‬ال ‪ :‬أعطه‪K‬ا ثوب‪K‬ا ‪ ،‬ق‪K‬ال ‪ :‬ال أج‪K‬د ‪ ،‬ق‪K‬ال ‪ :‬أعطه‪K‬ا ‪ ،‬ول‪K‬و خاتم‪K‬ا من‬
‫حدي‪K‬د ‪ ،‬فاعت‪K‬ل ل‪K‬ه ‪ ،‬فق‪K‬ال ‪ :‬م‪K‬ا مع‪K‬ك مـن القـرآن ؟ ق‪K‬ال ‪ :‬ك‪K‬ذا وك‪K‬ذا ‪ ،‬ق‪K‬ال‬
‫‪ :‬فقد زوجتكها بما معك من القرآن)‬
‫ثانيًا ‪ :‬تيسير الزواج‪.‬‬

‫‪ - ٣‬الحث على تيس‪K‬ير أم‪K‬ور الخطب‪K‬ة ‪ ،‬ق‪K‬الﷺ ‪ ( :‬إن من‬


‫يمن الم‪KK‬رأة تيس‪KK‬ير خطبتهـا ‪ ،‬وتيس‪KK‬ير صـداقها ‪ ،‬وتيس‪KK‬ير‬
‫رحمه‪K‬ا) ‪ ،‬أي ‪ :‬أن مـن بركـة الم‪K‬رأة تس‪K‬هيل ولي أمره‪K‬ا على‬
‫الخطاب طلب نكاحها ‪ ،‬وإجابتهم إلى ذلك عند طلبهم‬
‫ثانيًا ‪ :‬تيسير الزواج‪.‬‬

‫‪ - ٤‬الحث على ع‪K‬دم المبالغ‪K‬ة في وليم‪K‬ة الع‪K‬رس‪ ،‬ففي زواج عب‪K‬د‬


‫ال‪K‬رحمن بن ع‪K‬وف أن رس‪K‬ول ہللا ﷺ ق‪K‬ال ل‪K‬ه ‪ ( :‬أولم ول‪K‬و‬
‫بش‪K‬اة ) ‪ ،‬وال ش‪K‬ك أن المغ‪K‬االة في ه‪K‬ذه األم‪K‬ور الش‪K‬كلية تح‪K‬ول في‬
‫بعض المجتمعات دون قصد الزواج ‪.‬‬
‫‪ – ٥‬الحث على تخفيف التزامات الزواج ‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬صيانة عقد الزواج‬
‫إن الحث وال‪K‬ترغيب الس‪K‬ابقين في تيس‪K‬ير التمت‪K‬ع بح‪K‬ق ال‪K‬زواج لم يمن‪K‬ع‬
‫الش‪K‬ريعة من أن تض‪K‬رب حول‪K‬ه س‪K‬ياجا تش‪K‬ريعيا قوي‪K‬ا يض‪K‬من حص‪K‬وله‬
‫على الوج‪K‬ه ال‪K‬ذي يحق‪K‬ق الغاي‪K‬ة من‪K‬ه ‪ ،‬وهـي العفـة والس‪K‬كن النفس‪K‬ي‬
‫وتحص‪K‬يل الـولـد ‪ ،‬مـع غ‪K‬ير إخالل بضـروريات الحيـاة األخ‪K‬رى ‪،‬‬
‫ومن أهم هذه التحصينات ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ – ۱‬ضرورة توافر الرضا من الطرفين‪.‬‬
‫‪ -٢‬اشتراط اذن الولي‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬صيانة عقد الزواج‬

‫‪ -٣‬اشتراط الكفاءة في الدين‪.‬‬


‫‪ -٤‬الترغيب في الودود الولود‪.‬‬
‫‪ -٥‬تحريم نكاح المتعة‪.‬‬
‫الفرق بين المنهج اإلسالمي وغيره في حق الزواج‬

‫تض‪K‬منت المواثي‪K‬ق الوض‪K‬عية مـا يـدل على اهمي‪K‬ة تمت‪K‬ع اإلنس‪K‬ان‬


‫ب‪K‬الحق في ال‪K‬زواج وتك‪K‬وين األس‪K‬رة ؛ فج‪K‬اء في اإلعالن الع‪K‬المي‬
‫لحق‪K‬وق اإلنس‪K‬ان أن ‪ « :‬للرج‪K‬ل والم‪K‬رأة ‪ ،‬من بلغ‪K‬ا س‪K‬ن ال‪K‬زواج ‪،‬‬
‫ح‪K‬ق ال‪K‬تزوج ‪ ،‬وتأس‪K‬يس أس‪K‬رة دون أي قيـد بس‪K‬بب الن‪K‬وع أو ال‪K‬دين‬
‫ولهم‪K‬ا حق‪K‬وق متس‪K‬اوية عن‪K‬د ال‪K‬زواج وأثن‪K‬اء قيام‪K‬ه وعن‪K‬د انحالل‪K‬ه‬
‫» ‪ .‬وقرر مثل ذلك العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ‪.‬‬
‫تابع الفرق بين المنهج اإلسالمي وغيره في حق‬
‫الزواج‬
‫إال أن ح‪KK‬ق ال‪KK‬زواج في ه‪KK‬ذه المواثي‪KK‬ق ‪ ،‬وإن انس‪KK‬جم م‪KK‬ع المرجعي‪KK‬ة‬
‫الغربي‪K‬ة للحق‪K‬وق ال‪K‬تي ال تقيم لل‪K‬دين وزن‪ًK‬ا ‪ ،‬ف‪K‬إن في‪K‬ه مخالف‪K‬ات كث‪K‬يرة‬
‫لحقوق الزواج في اإلسالم أبرزها ‪:‬‬
‫‪ – ١‬أن تل‪KKK‬ك المواثي‪KKK‬ق ت‪KKK‬دعو لل‪KKK‬زواج بغض النظ‪KKK‬ر عن ال‪KKK‬دين ‪،‬‬
‫واإلس‪K‬الم يح‪K‬رم زواج المس‪K‬لمة من غ‪K‬ير المس‪K‬لم ‪ ،‬وزواج المس‪K‬لم من‬
‫المش‪KK‬ركة ‪ ،‬يق‪KK‬ول تع‪KK‬الى ‪ ( :‬وال تنكح‪KK‬وا المش‪KK‬ركين ح‪KK‬تى يؤمن‪KK‬وا ﴾‬
‫( البقرة ‪. ) ٢٢١ :‬‬
‫ويق‪K‬ول ‪ ( :‬وال تنكح‪K‬وا المشركـت ح‪K‬تى ي‪K‬ؤمن ﴾ ( البق‪K‬رة ‪، ) ٢٢١ :‬‬
‫واستثنت الشريعة من ذلك زواج المسلم من الكتابيات ‪.‬‬
‫تابع الفرق بين المنهج اإلسالمي وغيره في حق‬
‫الزواج‬
‫‪-٢‬أن تل‪K‬ك المواثي‪K‬ق ت‪K‬دعو للتس‪K‬اوي المطل‪K‬ق لحق‪K‬وق ال‪K‬زوجين ‪ ،‬بينم‪K‬ا‬
‫يق‪K‬رر اإلس‪K‬الم التمي‪K‬يز الع‪K‬ادل ك‪K‬ل بحس‪K‬به ‪ ،‬نس‪K‬ب الخص‪K‬ائص الجس‪K‬دية‬
‫والنفس‪K‬ية والتك‪K‬اليف أوجبه‪K‬ا ‪ ،‬ومن ثم اختالف وظائفهم‪K‬ا داخ‪K‬ل نط‪K‬اق‬
‫األسرة ‪ ،‬وهـو تمايز يقتضي اختالفا في الحقوق والواجبات ‪.‬‬
‫‪ -٣‬ح‪KK‬ق اإلجه‪KK‬اض ‪ ،‬ف‪KK‬المؤتمرات الدولي‪KK‬ة تجع‪KK‬ل من ح‪KK‬ق الم‪KK‬رأة‬
‫إجه‪K‬اض جنينه‪K‬ا م‪K‬تى رغبت ‪ ،‬وه‪K‬و مخ‪K‬الف لإلس‪K‬الم ال‪K‬ذي يحمي ح‪K‬ق‬
‫الجنين ‪.‬‬
‫تابع الفرق بين المنهج اإلسالمي وغيره في حق‬
‫الزواج‬
‫‪ – ٤‬س‪KK‬لب والي‪KK‬ة الرج‪KK‬ل على الم‪KK‬رأة مطلق‪KK‬ا ‪ ،‬بحيث يلغى‬
‫مفه‪K‬وم القوام‪K‬ة ‪ ،‬ال‪K‬تي كفله‪K‬ا هللا لل‪K‬زوج على زوجت‪K‬ه ‪ ،‬ولألب‬
‫على موليت‪KK‬ه ‪ ،‬ص‪KK‬ونًا لهم‪KK‬ا وحفظ‪KK‬ا لحقوقهم‪KK‬ا ‪ ،‬ق‪KK‬ال تع‪KK‬الى ‪:‬‬
‫( الرجال قوامون على النساء » ( النساء ‪. ) 34 :‬‬
‫الحقوق األسرية‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم األسرة ومكانتها ‪.‬‬
‫يع‪K‬بر الق‪K‬رآن الك‪K‬ريم عن األس‪K‬رة بلف‪K‬ظ ( األه‪K‬ل ) كم‪K‬ا في ق‪K‬ول هللا‬
‫تع‪K‬الى ‪( :‬رحمت هللا وبركت‪K‬ه عليكم أه‪K‬ل ال‪K‬بيت) ‪ ،‬وكم‪K‬ا في قول‪K‬ه ‪:‬‬
‫(إن ابني من أهلي ) ‪.‬‬
‫الحقوق األسرية‬
‫ثانيًا ‪ :‬المسؤولية عن األسرة ‪.‬‬
‫المس‪K‬ؤولية عن األس‪K‬رة عام‪K‬ة وخاص‪K‬ة ؛ فأم‪K‬ا المس‪K‬ؤولية الخاص‪K‬ة فتتعل‪K‬ق‬
‫ب‪K‬أفراد األس‪K‬رة ؛ فاألس‪K‬رة ش‪K‬ركة بين أفراده‪K‬ا ‪ ،‬ك‪K‬ل ف‪K‬رد فيه‪K‬ا مس‪K‬ؤول عنهـا‬
‫بحس‪K‬ب طاقت‪K‬ه وطبيعت‪K‬ه وفطرت‪K‬ه ‪ ،‬يق‪K‬ول الن‪K‬بي ﷺﷺ ‪ ( :‬كلكم‬
‫راع ومس‪KK‬ؤول عن رعيت‪KK‬ه ‪ ،‬فاإلم‪KK‬ام راع ‪ ،‬وه‪KK‬و مس‪KK‬ؤول عن رعيت‪KK‬ه ‪،‬‬
‫والرج‪KK‬ل في أهل‪KK‬ه راع ‪ ،‬وه‪KK‬و مس‪KK‬ؤول عن رعيت‪KK‬ه ‪ ،‬والم‪KK‬رأة في بيت‬
‫زوجه‪KK‬ا راعي‪KK‬ة ‪ ،‬وهي مس‪KK‬ؤولة عن رعيته‪KK‬ا ‪ ،‬والخ‪KK‬ادم في م‪KK‬ال س‪KK‬يده‬
‫راع ‪ ،‬وهو مسؤول عن رعيته ) ‪.‬‬
‫الحقوق األسرية‬
‫وأم‪K‬ا المس‪K‬ؤولية العام‪K‬ة ف‪K‬إن األس‪K‬رة تمت‪K‬ع برعاي‪K‬ة تام‪K‬ة من الدول‪K‬ة‪،‬‬
‫والس‪K‬يما عن‪K‬د عج‪KK‬ز أفراده‪K‬ا عن حماي‪K‬ة جنابه‪K‬ا ‪ ،‬وتوف‪K‬ير أس‪K‬باب‬
‫بقائه‪K‬ا ‪ ،‬ق‪K‬ال ‪( :‬م‪K‬ا من م‪K‬ؤمن إال وأن‪K‬ا أولى ب‪K‬ه في ال‪K‬دنيا واآلخ‪K‬رة ‪،‬‬
‫فأيم‪K‬ا م‪K‬ؤمن م‪K‬ات‪ ،‬وت‪K‬رك م‪K‬اال فليرث‪K‬ه عص‪K‬بته من ك‪K‬انوا ‪ ،‬ومن ت‪K‬رك‬
‫دين‪K‬ا أو ض‪K‬ياعا‪ ،‬فلي‪K‬أتني فأن‪K‬ا م‪K‬واله) والض‪K‬ياع هم األوالد الص‪K‬غار‬
‫ال‪KK‬ذين ت‪KK‬ركهم أب‪KK‬وهم ‪ ،‬وال ش‪KK‬يء لهم " ‪ .‬وه‪KK‬ذا يؤس‪KK‬س لمس‪KK‬ؤولية‬
‫الدولة تجاه األسرة الفقيرة)‬
‫الحقوق األسرية‬
‫ثالثًا ‪ :‬حقوق أعضاء األسرة ‪.‬‬
‫ترجم اإلس‪K‬الم عنايت‪K‬ه باألس‪K‬رة في ص‪K‬ورة حق‪K‬وق تحف‪K‬ظ كيانه‪K‬ا ‪ ،‬وتنش‪K‬ر‬
‫الس‪K‬عادة بين أعض‪K‬ائها ‪ ،‬لتبقى قائم‪K‬ة على دع‪K‬ائم قوي‪K‬ة تمكنه‪K‬ا من تأدي‪K‬ة‬
‫رس‪K‬التها في التربي‪K‬ة واإلص‪K‬الح واإلعم‪K‬ار ‪ ،‬فق‪K‬د فص‪K‬ل اإلس‪K‬الم أحك‪K‬ام قي‪K‬ام‬
‫الزوجي‪KK‬ة وانفص‪KK‬امها ‪ ،‬وحق‪KK‬وق ك‪KK‬ل واح‪KK‬د من ال‪KK‬زوجين على اآلخ‪KK‬ر ‪،‬‬
‫وحق‪KKK‬وق اآلب‪KKK‬اء على األوالد ‪ ،‬وحق‪KKK‬وق األوالد على اآلب‪KKK‬اء ‪ ،‬وحق‪KKK‬وق‬
‫األق‪K‬ارب ‪ ،‬وبين أحك‪K‬ام الم‪K‬يراث والوص‪K‬ية‪ ،‬وأب‪K‬رز الحق‪K‬وق األس‪K‬رية م‪K‬ا‬
‫يأتي ‪:‬‬
‫الحقوق األسرية‬
‫‪ - ۱‬حق‪K‬وق ال‪K‬زوجين ‪ :‬فرض‪K‬ت الش‪K‬ريعة لل‪K‬زوجين حقوق‪K‬ا مش‪K‬تركة ‪ ،‬وأخ‪K‬رى‬
‫خاصة ألحدهما على اآلخر ‪:‬‬
‫الحق‪KK‬وق المش‪KK‬تركة ‪ :‬ومنه‪KK‬ا ؛ حس‪KK‬ن العش‪KK‬رة ‪ ،‬واالس‪KK‬تمتاع ‪ ،‬والتع‪KK‬اون ‪،‬‬
‫واإلرث ‪.‬‬
‫حقوق الزوج ‪ :‬الطاعة بالمعروف ‪ ،‬وقيامها بأمر البيت ‪.‬‬
‫حقوق الزوجة ‪ :‬ومنها ؛ المهر ‪ ،‬والنفقة ‪ ،‬والمبيت ‪.‬‬
‫الحقوق األسرية‬
‫‪ – ۲‬حق‪K‬وق األوالد ‪ :‬من حق‪K‬وق الول‪K‬د على والدي‪K‬ه ؛ حق‪K‬ه في حس‪K‬ن‬
‫اختي‪K‬ار ك‪K‬ل منهم‪K‬ا لآلخ‪K‬ر ‪ ،‬وح‪K‬ق الحيـاة لـه حتـى وهـو جـنين ‪،‬‬
‫والنسب ‪ ،‬والرضاعة ‪ ،‬والنفقة ‪ ،‬والتربية والتعليم ‪ ،‬واإلرث ‪.‬‬
‫‪ - ۳‬حق‪K‬وق الوال‪K‬دين ‪ :‬من حق‪K‬وق الوال‪K‬دين اإلحس‪K‬ان إليهم‪K‬ا ‪ ،‬وتق‪K‬ديم‬
‫برهم‪K‬ا ح‪K‬تى على الجه‪K‬اد في س‪K‬بيل هللا ‪ ،‬وبرهم‪K‬ا ‪ ،‬ول‪K‬و بع‪K‬د وفاتهم‪K‬ا ‪،‬‬
‫والتواض‪KK‬ع لهم‪KK‬ا ‪ ،‬وش‪KK‬كرهما ‪ ،‬وتجنب أس‪KK‬باب ش‪KK‬تمهما ‪ ،‬وع‪KK‬دم‬
‫عقوقهما ولو بالنهر لهما‪.‬‬
‫الحقوق األسرية‬
‫‪ – ٤‬حق‪KK‬وق األق‪KK‬ارب ‪ :‬عظم هللا تع‪KK‬الى ح‪KK‬ق األق‪KK‬ارب وذوي األرح‪KK‬ام ‪،‬‬
‫فق‪K‬ال ‪ ( :‬واتق‪K‬وا هللا ال‪K‬ذي تس‪K‬اءلون ب‪K‬ه واألرح‪K‬ام ) ‪ ،‬وأم‪K‬ر ب‪K‬ه ‪ ،‬فق‪K‬ال ‪:‬‬
‫( وءات ذا الق‪KKKKK‬ربى حق‪KKKKK‬ه ) ( اإلس‪KKKKK‬راء ‪ . ) ٢٦ :‬وجع‪KKKKK‬ل الن‪KKKKK‬بي‬
‫ﷺﷺ من أسباب حصول النفع والخير للمرء وصله رحمه‪.‬‬
‫ترابط الحقوق األسرية ‪:‬‬
‫ويتض‪K‬ح من ك‪K‬ل م‪K‬ا س‪K‬بق أن ال‪K‬زواج يوج‪K‬د ش‪K‬بكة من الحق‪K‬وق المترابط‪K‬ة‬
‫بين أعضـاء األس‪KK‬رة ‪ ،‬فك‪KK‬ل ف‪KK‬رد في ه‪KK‬ذا الكي‪KK‬ان ل‪KK‬ه حق‪KK‬وق ‪ ،‬وعلي‪KK‬ه‬
‫واجب‪K‬ات ‪ ،‬في ظ‪K‬ل منظوم‪K‬ة متكامل‪K‬ة ‪ ،‬ك‪K‬ل ط‪K‬رف يكم‪K‬ل فيهـا الط‪K‬رف‬
‫اآلخ‪K‬ر ‪ ،‬ف‪K‬الزوج لـه حقـوق ‪ ،‬وعلي‪K‬ه واجب‪K‬ات تناس‪K‬ب طبيعت‪K‬ه ‪ ،‬والزوج‪K‬ة‬
‫تتكام‪K‬ل مع‪K‬ه بحق‪K‬وق وواجب‪K‬ات أخ‪K‬رى ‪ ،‬يكتم‪K‬ل بـهـا قيـام أس‪K‬رة قوي‪K‬ة‬
‫متماس‪K‬كة ‪ ،‬فال يطغى ح‪K‬ق على ح‪K‬ق ‪ ،‬وال يك‪K‬ون ح‪K‬ق س‪K‬ببا في تض‪K‬ييع‬
‫واجب ‪.‬‬
‫وق‪K‬د تميـز اإلس‪K‬الم في نظرتـه لألسـرة بمنعـه دخـول العالق‪K‬ات الش‪K‬اذة‬
‫في مفهـوم األسرة ‪ ،‬خالفا لبعض القوانين الوضعية‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫شكرا‬
‫لحسن االستماع‬

You might also like