You are on page 1of 18

‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................

‬اسمهان عفيف‬

‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‬


‫»قراءة في أحكام املادة ‪ 7‬من قانون األسرة ومقارنتها بأحكام املادة ‪ 20‬من مدونة االسرة املغربية «‬
‫‪Judicial licence as a mechanism for protecting the minor‬‬
‫« ‪Reading the provisions of Article 7 of the Family law and comparing it with those of‬‬
‫‪”» Article 20 of the Moroccan Family Modawana‬‬

‫اسمهان عفيف*‬
‫أستاذة مساعدة قسم «أ» وطالبة باحثة بالدكتوراه‪،‬جامعة العربي بن مهيدي ام البواقي‬
‫‪e-mail: mimiba18@yahoo.com‬‬

‫تاريخ اإلرسال‪ ،27-03-2018 :‬تاريخ القبول‪ 09-07-2019:‬تاريخ النشر‪2019-12-26:‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يعد الزواج من أقدس الروابط االجتماعية لكونه اللبنة األساسية في انشاء االسرة التي هي الخلية األساسية‬
‫لبناء املجتمع‪ ،‬لذلك يتطلب اإلقدام على هذه الخطوة درجة من الوعي واإلدراك لحجم املسؤولية التي تنشأ‬
‫عنها‪ .‬وهو ما انتهجه املشرع كقاعدة عامة بموجب املادة ‪ 7‬من قانون األسرة ببيان سن الرشد القانوني للزواج‪،‬‬
‫غير أن هذه القاعدة أورد عليها املشرع استثناء وظفه ملصلحة القاصر وجعل القا�ضي رقيبا على تقرير ذلك‬
‫من خالل آلية قضائية تتمثل في الترخيص القضائي؛ الذي هو مدار بحثنا في هذه الورقة ابتداء ببيان أسسه‬
‫ومبرراته وآثاره‪ ،‬وصوال إلى بيان مدى فعاليته في تحقيق األهداف التي وضع ألجلها؛ وعليه تستدعي اإلجابة على‬
‫ذلك تحليل أحكام املادة ‪ 7‬من قانون األسرة املتضمنة ألحكامه ومقارنتها بأحكام املادة ‪ 20‬من مدونة االسرة‬
‫املغربية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬القاصر‪ ،‬الزواج‪ ،‬الترخيص القضائي‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪Marriage is one of the most sacred social links because it is the basis rule for building up the‬‬
‫‪family wich is the crucial key for making society. That’s why making such a step requires a real‬‬
‫‪awareness of the great responsibility that every one bears when he/ she makes a family and this‬‬
‫‪is what the legislator has adopted as a general base according to Article 7 from the Family law to‬‬
‫‪show the legal age of marriage. However, the legislator excluded the minor from this base and‬‬
‫‪made him under the supervision of the judge through a judicial mechanism which is the Judicial‬‬
‫‪* Corresponding author, e-mail : mimiba18@yahoo.com‬‬
‫‪252‬‬ ‫(‪)269-252‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫‪Licence and this is the essential theme of our research in this paper by stating and exposing its‬‬
‫‪foundations, justifications and effects and consequently showing its effectiveness in realizing the‬‬
‫‪desired goals and aims . For reaching so, we are going to depend on the provisions of Article 7‬‬
‫‪from Family law and comparing it with those of Article 20 from Moroccan Family Modawana.‬‬
‫‪Keyword: the minor, Marriage, the Judicial Licence‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد حظي القاصربحماية تشريعية كان أصلها جملة من النصوص الشرعية التي مهدت إطارها؛ ثم ما أعقبها‬
‫من تشريعات وضعية من ذلك االتفاقية العاملية لحقوق الطفل‪ ،‬ولعل من أهم ما شمله من رعاية وحماية مسألة‬
‫الزواج ملا تكتسيه من أهمية في قيام البشرية واستمراريتها ‪ ،‬فنظرا لخطورة هذا العقد وخاصة على القاصر‬
‫لكونه تصرفا قانونيا فيه ما يجلب له املنفعة ومنه ما قد يجلب له املضرة؛ فنجد أن املشرع قد أحاطه بجملة‬
‫من الضمانات القانونية من خالل جعل زواج القاصر استثناء من القاعدة العامة املتعلقة باشتراط األهلية في‬
‫الزواج‪ ،‬ولم يكتف النص بالخروج عن هذا األصل فقط وإنما جعل األمرمرتبطا بالقا�ضي من خالل تمكينه من‬
‫وسيلة إجرائية على ضوئها يسمح لهذا القاصربالزواج‪ ،‬وهو ما تضمنته املادة ‪ 7‬من األمر‪11-84‬املتضمن قانون‬
‫األسرة املعدل واملتمم‪ ،‬لذلك سنحاول إجراء قراءة قانونية تحليلية ألحكام هذه املادة وما جاءت به من جديد‬
‫قانوني يتعلق بها من خالل ما مسها من تعديل بموجب االمر ‪ ، 02-05‬وكذا محاولة مقارنة أحكامها بما احتوته‬
‫املادة ‪ 20‬من مدونة األسرة املغربية؛ وهذا للوقوف على أهم اإليجابيات والسلبيات الواردة فيها‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬
‫طرحت اإلشكالية التالية‪ :‬ما مدى توفق املشرع الجزائري في تكريس الحماية القانونية للقاصرفي إنشاء الرابطة‬
‫الزوجية من خالل اآللية القانونية املعدة كرقيب على هذه الحماية؟‬
‫(‪)269-252‬‬

‫ولإلجابة على هذا التساؤل تم تقسيم املوضوع إلى مبحثين؛ حيث سنتناول اشتراط األهلية في عقد الزواج‬
‫واالستثناءات الواردة عليه وهذا في (املبحث األول)‪ ،‬في حين نتحدث عن دور قا�ضي شؤون األسرة في منح اإلذن‬
‫القضائي واآلثارالقانونية املترتبة على ترشيد القاصرفي ( املبحث الثاني)‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اشتراط األهلية في عقد الزواج واالستثناءات التي ترد عليه‬
‫باعتبار عقد الزواج تصرفا قانونيا فإن صحة هذا التصرف يتطلب توفر األهلية وهو ما سنحاول بيانه في‬
‫هذا املبحث من خالل تحديد دور األهلية في عقد الزواج واألثر القانوني املترتب على مخالفتها باعتبارها مكونا‬
‫أساسيا في عقد الزواج وهذا كقاعدة عامة‪ ،‬وما إذا كان يجوز للقاصرإبرام هذا النوع من التصرفات القانونية‬
‫استثناء‪ ،‬وإذا كان القول باإليجاب فما املغزى أو الحكمة التي على ضوئها خرج املشرع بهذا االستثناء وهل تم‬
‫ضبطه بقيود قانونية حتى ال يتوسع فيه؟ على ضوء ذلك تم تقسيم هذا املبحث إلى مطلبين ‪:‬حيث نتكلم عن‬
‫دور األهلية في عقد الزواج وأثرتخلفها وهذا في (املطلب األول)‪،‬ونتكلم عن مقاصد تزويج القاصروالقيود الواردة‬

‫‪253‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫عليه في(املطلب الثاني)‪.‬‬


‫املطلب األول‪ :‬دور األهلية في عقد الزواج وأثرتخلفها‬
‫لقد ربطت الشريعة اإلسالمية مسألة التكاليف الشرعية بتوفر األهلية التي تكون بالبلوغ الذي هو الفترة‬
‫الزمنية التي تأتي بعد مرحلتي الطفولة والتمييز‪ ،‬وهي تظهرطبيعيا بعالمات توجد في الفتى كاالحتالم‪ ،‬وفي الفتاة‬
‫كالحيض‪ ، 1‬كما جعل املشرع الجزائري النعقاد الزواج شروطا من بينها توفر األهلية في كال الطرفين ملا لهذا‬
‫العقد من أهمية ال تتعلق بطرفيه فقط وإنما تتعدى ذلك إلى الغيرواملجتمع ككل ‪ ،‬وهوما سنبينه في هذا املطلب‬
‫الذي تم تقسيمه إلى فرعين يتضمن الفرع األول(دور األهلية في عقد الزواج) أما الفرع الثاني يتحدث عن(أثر‬
‫تخلف األهلية على عقد الزواج)‬
‫الفرع األول‪ :‬دور األهلية في عقد الزواج‪:‬‬
‫يعد عقد الزواج ميثاقا غليظا لذلك أحاطه املشرع بحماية خاصة‪ ،‬كونه يهدف الى حفظ النسل وإحصان‬
‫الزوجين‪2‬؛ إضافة إلى ما ينشأ عنه من حقوق والتزامات التي تنشأ في ظل قيام هذه الرابطة وفقا ملا قضت به‬
‫املادة ‪ 36‬و‪37‬و‪ 40‬من قانون األسرة‪ ،‬والوعي بحجم املسؤولية امللقاة على طرفيه تتوجب مستوى من اإلدراك‬
‫والتمييز وتمحيص الضر من النفع‪ ،‬وعلى أساس ذلك جعل املشرع بموجب املادة ‪ 9‬مكرر من قانون األسرة أن‬
‫من شروط املكونة لعقد الزواج توفر األهلية في كل من الزوجة والزوج على حد سواء‪ ،‬كما فصل في بيان ذلك‬
‫من خالل تحديد سن الرشد القانوني في الزواج بموجب أحكام املادة ‪7‬فقرة‪ 1‬من قانون األسرة بقوله‪ »:‬تكتمل‬
‫أهلية الرجل واملرأة بتمام ‪ 19‬سنة وللقا�ضي أن يرخص بالزواج قبل ذلك ملصلحة أو ضرورة متى تأكدت‬
‫قدرة الطرفين على الزواج»‬
‫ومما يمكن مالحظته على هذا النص أن املشرع الجزائري أوجد قاعدة قانونية تعد هي األصل تتمثل في نصه‬
‫على السن القانوني الذي يجعل من الشخص مؤهال إلبرام عقد الزواج؛ وهو بذلك وحد سن الرشد القانوني في‬
‫الزواج مع ما هو وارد في القانون املدني‪ ،‬وهذا خالفا ملا كان عليه الوضع قبل تعديل املادة ‪ 7‬بموجب االمر ‪05-‬‬
‫‪ 02‬ح «حيث كان سن الزواج محددا بالنسبة للمرأة بـ‪ 18‬سنة أما الرجل فحدد بـ‪ 21‬سنة»‪ ،‬إضافة إلى املساواة‬
‫بين الرجل واملرأة في ذلك‪.3‬‬
‫إن اشتراط املشرع لألهلية في عقد الزواج يأتي من باب حرصه على املؤسسة األسرية بشكل عام ومصلحة‬
‫القاصر بشكل خاص‪ ،‬نظرا لآلثار النفسية والصحية للزواج املبكر خاصة على املرأة‪ ،‬إضافة إلى أن الزواج‬
‫باعتباره مسؤولية وتكليفا؛ فإن نقص النضج العقلي يجعل من القاصرضعيفا وغيرمؤهل إلدارة شؤونه فكيف‬
‫له أن يتولى شؤون أسرته؟‬
‫موقف املشرع املغربي من خالل ما ورد في املادة ‪ 19‬من مدونة األسرة‪:‬‬
‫إن توحيد السن القانوني للزواج لم يكن منهج املشرع الجزائري وحده وإنما هو ذات املنهج الذي سار‬

‫‪254‬‬ ‫(‪)269-252‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫عليه املشرع املغربي من خالل نصه بموجب املادة ‪ 19‬من مدونة األسرة على أن‪« :‬تكتمل أهلية الفتى والفتاة‬
‫املتمتعين بقواهما العقلية ثمانية عشرة سنة شمسية»‪.4‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أثرتخلف شرط األهلية على عقد الزواج‪:‬‬
‫لم يتضمن قانون األسرة لسنة ‪ 84-11‬وال حتى التعديل القانوني له بموجب األمر ‪ 05-02‬أي نص قانوني يبين‬
‫مصير عقد الزواج في حال مخالفة شرط األهلية على خالف باقي الشروط واألركان املكونة لعقد الزواج‪ ،‬حيث‬
‫بالرجوع إلى أحكام املادة ‪ 32‬و‪ 33‬و‪ 34‬من قانون األسرة نجد أنها بينت أن مصيرعقد الزواج في حال تخلف ركنه‬
‫املتمثل في الرضا يكون البطالن املطلق سواء تم الدخول أو لم يتم‪ ،‬في حين نصت على أن تخلف كل من شرط‬
‫الولي أو الصداق أو الشهود هو الفسخ قبل الدخول واالستمرارية في حال تم الدخول‪ ،‬بينما يفسخ عقد الزواج‬
‫قبل وبعد الدخول إذا اشتمل على مانع من موانع الزواج‪.‬‬
‫وأمام هذا الفراغ القانوني أوجد الفقه الحل لهذا اإلشكال وسد هذه الثغرة القانونية من خالل الرجوع إلى‬
‫أحكام أول قانون وضع بعد االستقالل والذي يتضمن تحديد سن الزواج بموجب قانون ‪ 63-224‬الذي ينص‬
‫على مصير عقد الزواج في حال تخلف األهلية؛ حيث جاء في املادة الثالثة منه أن مصير العقد البطالن إذا لم‬
‫يلحقه دخول وهذا من خالل طلب كل من له مصلحة بما في ذلك النيابة العامة‪ ،‬أما إذا تم الدخول فإنه يكون‬
‫من حق الزوجين دون غيرهما املطالبة بإبطاله‪.‬‬
‫وأساس إعمال هذا النص القانوني ما أوردته أحكام املادة ‪223‬من قانون األسرة التي نصت على إلغاء جميع‬
‫األحكام املخالفة لهذا القانون‪ ،‬وباعتبار أنه ال يوجد نص قانوني يق�ضي بمصير عقد الزواج في حال تخلف‬
‫األهلية وبما أن قواعد قانون األسرة تتعلق بالنظام العام فإنه يجوز في هذه الحالة إعمال النص القانوني أعاله‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬مقاصد تزويج القاصرو القيود التي ترد عليه‬
‫(‪)269-252‬‬

‫إن الغاية القانونية من اشتراط األهلية في الزواج تكمن أساسا في رعاية مصلحة القاصرالذي ال يزال يجهل‬
‫أمورا كثيرة في الحياة العامة؛ فما بالك بخبايا الحياة األسرية ‪،‬وكون األسرة الخلية األساسية في بناء املجتمع‬
‫فهذا يتطلب على من يؤسس بنيانها أن يكون قادرا على تحمل االلتزامات واكتساب الحقوق‪ ،‬إال أنه وإن كان‬
‫هذا األصل؛ فقد أوجد املشرع كما سبق القول استثناء يحوي إمكانية السماح للقاصربالزواج مع وضع بعض‬
‫القيود تتمثل أساسا في مقاصده وهو ما سنبينه في هذا املطلب من خالل تحديد مقاصد تزويج القاصرفي(الفرع‬
‫األول) ونتناول القيود التي ترد على تزويج القاصرفي(الفرع الثاني) ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مقاصد تزويج القاصر‪:‬‬
‫يعد الزواج من أهم الحقوق االنسانية املكفولة للشخص لذلك اشترط املشرع األهلية القانونية الكاملة‬
‫للتمتع بهذا الحق‪ ،‬كما نص على استثناء من هذه القاعدة لذات الغرض اإلنساني‪ ،‬وهوإمكانية زواجه دون بلوغ‬
‫سن الرشد القانوني وهذا حماية للقاصرإن كان في زواجه مصلحة وضرورة‪.5‬‬

‫‪255‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫إن اشتراط األهلية إلبرام عقد الزواج يعود إلى كون هذا األخيريفرض التزامات وتترتب عنه آثارال تتعلق فقط‬
‫بالطرفين الزوج والزوجة وإنما تتعداها إلى الغير عامة وتمس حقوق األوالد على وجه الخصوص ‪ ،‬ومن جهة‬
‫ثانية فقد أعطى املشرع للقاصر رخصة الزواج دون السن القانوني وذلك وفقا لقيود وضوابط وهذا مراعاة‬
‫ملصلحته ‪ ،‬وهنا نجد أن املقصد الحقيقي من تزويج القاصر هو االعتراف القانوني بحقوقه الشخصية السيما‬
‫أن منحه هذا الحق تقف وراءه جملة من األسباب االجتماعية ‪:‬‬
‫‪1 1-‬أن هذه الظاهرة املعروفة بالزواج املبكرأو زواج القاصرخاصة بالنسبة لإلناث‪ ،‬تقف وراءها خلفيات‬
‫ثقافية تتمثل في أعراف وتقاليد ال يمكن إلغاؤها لكونها متجذرة في املجتمع ‪ ،‬وهذا ما استدعى إقرارها بموجب‬
‫نصوص قانونية حتى يتم ضبطها ضمن إطارقانوني‪.‬‬
‫‪2 2-‬عدم الحصول على مستوى تعليمي وانتشاراألمية والفقريزج بهؤالء القصرإلى الزواج بغية دفع مخاطر‬
‫عنوستهن وكذا عدم قدرة األولياء على تحمل مسؤوليتهن املادية واملعنوية‪.6‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القيود الواردة على زواج القاصر‬
‫باعتبارأن زواج القاصرهو استثناء من عموم القاعدة أوجده املشرع لتحقيق مقصد إنساني يهدف باألساس‬
‫إلى حماية مصلحة القاصر؛ فإنه من جانب آخرقد أحاطه بضمانات تتمثل في جملة من القيود والضوابط بينها‬
‫ضمن أحكام املادة ‪ 7‬من قانون األسرة إضافة إلى ما نص عليه ضمن املادة ‪ 2/ 11‬وكذلك املادة ‪ 13‬من ذات‬
‫القانون‪.‬‬
‫أوال‪ :‬القيود املنصوص عليها ضمن أحكام املادة ‪ 7‬من قانون األسرة‪:‬‬
‫أجاز املشرع للقاصر الزواج بنص املادة ‪ 7‬من قانون األسرة وضمن ذات املادة أورد جملة من الشروط حتى‬
‫يتم ذلك حيث جاء فيها‪ »:‬تكتمل أهلية الرجل واملرأة في الزواج بتمام ‪19‬سنة‪ .‬وللقا�ضي أن يرخص بالزواج‬
‫قبل ذلك ملصلحة أو ضرورة متى تأكدت قدرة الطرفين على الزواج»‪ .‬وعلى ضوء هذا تتمثل القيود في اآلتي‪:‬‬
‫‪1 1-‬وجوب الحصول على إذن أو ترخيص قضائي مسبق من قا�ضي شؤون األسرة‪.‬‬
‫‪2 2-‬أن منح الترخيص يكون بناء على سلطة القا�ضي‪.‬‬
‫‪3 3-‬أن يكون في زواج القاصرمصلحة له ويالحظ أن املشرع لم يعرف لنا املصلحة املقصودة وكذا معاييرها‪.‬‬
‫‪4 4-‬أن تكون هناك ضرورة تقت�ضي تزويج القاصر ولم يبين املشرع ما الذي يعد من الضروريات و هل هذه‬
‫الضرورة تتعلق بالجانب النف�سي أو املادي‪.‬‬
‫‪5 5-‬أن تكون له القدرة على تحمل األعباء الزوجية سواء في جوانبها النفسية أو املادية‪ .‬غير أن املشرع لم‬
‫يبين من املخول قانونا بإجراء الفحص الذي على ضوئه تتحدد قدرة الطرفين على الزواج جسميا ونفسيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اشتراط الولي في عقد زواج القاصركقيد وارد على زواجه‪:‬‬
‫لم يكتف املشرع بما ورد في أحكام املادة ‪ 7‬من شروط تتعلق بزواج القاصر وإنما أضاف إلى ذلك اشتراط‬

‫‪256‬‬ ‫(‪)269-252‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫الولي في عقد الزواج ‪ ،‬وهو ما سنبينه من خالل بيان دور الولي في زواج القاصروترتيبه في ذلك ملا له من أثريتعلق‬
‫بتقديم طلب الترخيص بالزواج‪.‬‬
‫‪1 1-‬دور الولي في عقد زواج القاصر‪:‬‬
‫يعرف الولي بأنه‪ »:‬هو الذي يتوقف عليه صحة العقد فال يصح بدونه وهو األب أو وصيه والقريب العاصب‬
‫واملعتق والسلطان والحاكم» هذا في الفقه اإلسالمي‪ ،7‬أما في قانون األسرة فلم يتعرض له بالتعريف؛ وإنما‬
‫بين مركزه في العقد حيث اعتبر الولي بموجب املادة ‪9‬مكرر من قانون األسرة شرطا من شروط تكوين الزواج‬
‫‪ ،‬وأضاف بموجب املادة‪ 11/2‬بيان املمثل الشرعي والقانوني للقاصر الذي سماه بالولي‪ ،‬وهذا أمر بديهي لكون‬
‫القاصر ال يزال صغيرا على معرفة مصلحته وما يتعلق بأمور الزواج؛ لذلك كان البد من توكيل من يكون أجدر‬
‫باختياراألصلح له‪ ،‬فإقرارالوالية في الزواج للقاصرهو من باب الضمانة القانونية لحماية مصلحته ‪ ،‬وأهم قيد‬
‫يرد على منحه الحق في الزواج‪ ،‬غير أنه وإن كان للولي دور في زواج القاصر‪ ،‬إال أنه ومن الناحية القانونية فإن‬
‫الركن األسا�سي والوحيد في الزواج واملتمثل في الرضا يختص به القاصر وحده وهذا ما أكده املشرع بموجب‬
‫املادة ‪ 13‬من قانون األسرة التي منعت والية اإلجبار‪ ،8‬وبذلك يكون املشرع قد خالف توجه الفقه اإلسالمي في‬
‫إقرارهذه الوالية على الصغيربحكم ضعفه العقلي وعدم قدرته على تمييزاألصلح له‪.9‬‬
‫‪2 2-‬ترتيب األولياء في عقد الزواج‪:‬‬
‫بالرجوع إلى أحكام املادة ‪ 11/2‬من قانون األسرة نجد أن املشرع أبقى على ترتيب األولياء في عقد زواج القاصر‬
‫حيث جعل الوالية بداية تكون لألب في حال قيام الرابطة الزوجية أو انقضائها بالطالق‪ ،‬أما في حال انحالل‬
‫الرابطة الزوجية بالوفاة فقد جعل الوالية لألقارب األولين ويدخل ضمن هذه اإلمكانية أن تكون األم وليا على‬
‫القاصرفي الزواج وهو ما نصت عليه املادة ‪ 87‬من قانون األسرة‪.10‬‬
‫(‪)269-252‬‬

‫‪3 3-‬والية القا�ضي في زواج القاصر‪:‬‬


‫األصل في والية القا�ضي أن مصدرها الفقه اإلسالمي الذي جعل لهذه الوالية دورا في أحكام الصغار‪ ،11‬وهو‬
‫ذات املنهج الذي سارعليه املشرع حيث منح بموجب املادة ‪ 7‬واملادة ‪ 11/2‬دورين للقا�ضي في عقد زواج القاصر‬
‫ملا يكت�سي دوره من أهمية في حمايته وهذا طبقا للمادة ‪ 424‬من قانون ‪ 08-09‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬لذلك فإن القا�ضي في حال انعدام األب واألم وعدم وجود األقارب فإنه يحل محلهم في هذه الحالة‬
‫وينوب القاصرفي زواجه وبذلك يكون ممثله القانوني‪ ،‬كما أنه من جانب آخرهو صاحب السلطة بموجب املادة‬
‫‪ 7‬في السماح للقاصر بالزواج وإعفائه من شرط األهلية وهنا يمارس دورا مستقال على ما هو وارد ضمن أحكام‬
‫املادة‪.11/2‬‬
‫كما أن القا�ضي أيضا يتدخل في حال عضل الولي أيا كان إذا قام بمنع أو إجبار القاصرة على الزواج‪ ،‬حيث‬
‫يرفع األمر إليه لدفع هذا الظلم عنها طبقا ملا هو وارد في املادة ‪ 13‬من قانون األسرة ويكون بذلك إلغاء ضمني‬

‫‪257‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫لدور الولي في هذا الجانب ‪.‬‬


‫‪4 4-‬أثرتخلف الولي في عقد زواج القاصر‪:‬‬
‫الولي هو شرط وجوبي في عقد الزواج بحكم املادة‪9‬مكرر وحضوره وتمثيله للقاصر في العقد هو أمر إلزامي‬
‫ويدخل ضمن الوالية على نفس القاصر؛ ولذلك فقد رتب املشرع أحكاما على تخلفه كسائر الشروط األخرى‬
‫وهذا بموجب املادة‪ 33/2‬من قانون األسرة وذلك بفسخ العقد إذا لم يتم الدخول ‪ ،‬أما إذا تم الدخول فيستمر‬
‫فيه صحيحا لترجيح مصلحة الزواج على الطالق‪.‬‬
‫‪5 5-‬أثراشتراط الترخيص بالزواج على سلطة الولي في عقد زواج القاصر‪:‬‬
‫إن دور القا�ضي في منح الترخيص هو أمر مكمل ألحكام املادة ‪ 9‬مكرر التي تشترط األهلية في عقد الزواج‬
‫‪،‬واإلعفاء من هذا الشرط مخول قانونا لقا�ضي شؤون األسرة دون سواه‪ ،‬في حين يتلخص دور الولي في تقديم‬
‫طلب الحصول على اإلذن القضائي بالزواج بحكم مركزه كممثل شرعي للقاصروكذلك تمثيله في العقد‪ ،‬غيرأن‬
‫سلطة الولي في العقد قد ال تكون ذات أهمية في حال العضل حيث تحل سلطة القا�ضي في هذا الحال محله‪ ،‬كما‬
‫أن موافقة الولي على الزواج ال تكون ذات قيمة إذا لم تشفع بترخيص القضاء‪.‬‬
‫موقف املشرع املغربي على ضوء أحكام املادة‪ 20‬من مدونة االسرة‪:‬‬
‫على خالف املشرع الوطني شدد املشرع املغربي في السماح للقاصردون سن ‪ 18‬سنة شمسية من الزواج من‬
‫خالل إدراجه لجملة من القيود حددتها املادة ‪ 20‬من املدونة بقولها‪ »:‬لقا�ضي شؤون األسرة املكلف بالزواج أن‬
‫يأذن بزواج الفتى والفتاة دون سن األهلية املنصوص عليه في املادة ‪ 19‬أعاله ‪،‬بمقرر معلل يبين فيه املصلحة‬
‫واألسباب املبررة لذلك‪ ،‬بعد االستماع ألبوي القاصر أو نائبه الشرعي واالستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث‬
‫اجتماعي»‪.‬‬
‫يتضح من أحكام هذه املادة أن املشرع املغربي وخالفا للمشرع الجزائري أشرك األولياء أو النائب الشرعي‬
‫للقاصر في تقرير إمكانية الزواج من عدمه‪ ،‬كما أنه لم يكتف بذلك فقط وإنما جعل من الفحص الطبي له‬
‫أمرا إلزاميا للتأكد من قدرته على الزواج ‪ ،‬إضافة الى إمكانية االستعانة بخبرة اجتماعية عن طريق إجراء بحث‬
‫اجتماعي عن القاصروهذا حتى يلم باألسباب التي تخول له منح هذا الترخيص‪.‬‬
‫كما ألزم القانون املغربي القا�ضي بأن يصدرالترخيص في شكل مقرر قضائي يسرد فيه األسباب التي بنى عليها‬
‫منح الترخيص وهذا حماية ملصلحة القاصر‪ ، ،12‬كما جعل أهم مقصد يعفي القاصرمن السن القانوني للزواج‬
‫هو قيام الضرورة واملصلحة وهنا يتفق موقف املشرع املغربي مع موقف املشرع الجزائري‪.‬‬
‫يتضح مما سبق أن اإلعفاء من السن القانوني هو أمراستثنائي يخضع ألحكام القضاء وفقا لسطلة القا�ضي‬
‫وهو ما نعالجه في اآلتي‪:‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬دور قا�ضي شؤون األسرة في منح اإلذن القضائي وآثاره‬

‫‪258‬‬ ‫(‪)269-252‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫لقد ربط املشرع الجزائري وكذا املشرع املغربي سلطة منح الترخيص القضائي بزواج القاصر لقا�ضي شؤون‬
‫األسرة وهذا بموجب املادة ‪ 7‬من قانون األسرة و‪20‬من مدونة األسرة‪ ،‬وعليه عدت هذه الوسيلة اإلجرائية‬
‫األساس في إعفاء القاصرمن السن القانوني‪ ،‬وعليه سنحاول من خالل هذا املبحث التطرق إلى كيفية ممارسة‬
‫القا�ضي لهذه اآللية وما هواألساس الذي يستند إليه القا�ضي في إعمالها؟ وماهي املعاييرالتي يستند إليها في تقدير‬
‫مصلحة القاصر؟ وهذا من خالل(املطلب األول)‪،‬ثم سنتحدث عن اآلثار القانونية التي يرتبها الترشيد القضائي‬
‫للقاصروالقيود التي ترد عليه وهذا من خالل(املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬دور قا�ضي شؤون األسرة في منح الترخيص القضائي بالزواج‬
‫يعد الترخيص القضائي اآللية اإلجرائية التي على ضوئها يمنح الحق في القيام بالتصرف القانوني املتمثل في‬
‫الزواج‪ ،‬ومن خالله تنشأ املراكزالقانونية ألطراف العالقة‪ ،‬وللوقوف على مضمون هذه الوسيلة اإلجرائية ودور‬
‫القا�ضي فيها يتعين بدء تحديد التكييف القانوني لإلذن القضائي بالزواج في الفرع األول ‪،‬ثم تبيان الضمانات‬
‫اإلجرائية ملنح اإلذن القضائي من خالل توضيح دور القا�ضي فيه وهذا من خالل (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التكييف القانوني لإلذن القضائي بالزواج‬
‫أوال ‪:‬التطور التاريخي لترخيص القضائي‪:‬‬
‫مر الترخيص القضائي بمراحل تاريخية تبعا ملا مر به التشريع الوطني؛ حيث بالرجوع إلى الفترة االستعمارية‬
‫نجد أن االستعمار بالرغم من إخفاقه في تطبيق قواعد القانون املدني الفرن�سي على األحوال الشخصية في‬
‫الجزائرإال أنه تدخل بجملة من القوانين في محاولة منه لتطبيق توجهاته من ذلك تحديد السن القانوني والنص‬
‫على وجوبية الحصول على الترخيص من القضاء في حال الزواج دون ذلك السن‪ ،‬واستمرالعمل على هذا النهج‬
‫حتى بعد االستقالل من خالل ما نص عليه املشرع في قانون ‪29‬جوان‪ 1963‬الذي يحدد سن الزواج‪ ،‬وأبرز‬
‫(‪)269-252‬‬

‫ما جاء به هذا القانون كما سبق بيانه الجزاء القانوني في حال مخالفة شروطه ؛وكذا مصير العقد ذاته‪ ،‬كما‬
‫أضاف هذا القانون بموجب املادة ‪ 5‬منه عدم االعتراف بالزواج العرفي إال بعد تسجيله ‪.13‬‬
‫وجاء قانون ‪ 11-84‬للتأكيد على منهج املشرع في اشتراطه إلزامية الحصول على ترخيص قضائي لإلعفاء من‬
‫السن القانوني؛ وهو ما أكده تعديل‪ 02-05‬لقانون األسرة بموجب املادة ‪ 7‬منه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الطبيعة القانونية للترخيص القضائي‪:‬‬
‫إن تحديد الطبيعة القانونية لإلذن القضائي تكمن أساسا في تحديد كيفية مباشرة القا�ضي لهذه الوسيلة‬
‫اإلجرائية والتقنية الدقيقة وما إذا كان مصدرها نزاعا ظاهرا أم خفيا ؟وما إذا كانت هذه املمارسة من قبل‬
‫قا�ضي شؤون األسرة تدخل ضمن وظيفته القضائية؟‬
‫إن طبيعة الوظيفة القضائية تجعل من القا�ضي يباشرعمله وفق صورتين؛ إما العمل القضائي الذي يكون‬
‫أساسه وجود خصومة تستلزم الفصل فيها‪ ،‬أو العمل الوالئي الذي يتخذ عدة أشكال دون أن يكون هناك نزاع‬

‫‪259‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫يتعلق بأطرافه‪ ،‬وكال العملين يستلزم إعمال السلطة التقديرية في إصداره‪ ،‬والتي يقصد بها املكنة القانونية التي‬
‫قوامها النشاط الذهني الذي يقوم به القا�ضي بغية إيجاد حل ملا يعرض عليه من مسائل وهي جوهر الوظيفة‬
‫القضائية‪ ،‬كما تعني الوسيلة القانونية التي على أساسها يصل إلى نتيجة ذهنية تتعلق بمدى جدية ما هو‬
‫معروض عليه ومحاولة النظر فيه بشكل موضوعي حتى يؤدي الغاية التي ابتغاها القانون من وراء منحه هذه‬
‫املكنة‪ ،‬وهذا املفهوم األخير مجاله العمل الوالئي الذي ال يستلزم إعمال نشاط ذهني في حل نزاع وإنما إعماله‬
‫لتقريرمدى مصلحة القاصرفي الزواج حتى يتم منحه هذا الترخيص ‪ ،‬وال بد أن يكون هدفه الوصول إلى الغاية‬
‫التي ارتضاها املشرع وهي حماية القاصرعن طريق هذه املكنة‪.14‬‬
‫إن الخلفية القانونية التي تجعلنا نميزما إذا كان اإلذن الصادرمن قا�ضي شؤون األسرة يدخل ضمن العمل‬
‫القضائي أو العمل الوالئي تكمن في الغاية منه‪ ،‬فإذا كانت الغاية من منح هذا اإلذن هو الفصل بموجبه في نزاع‬
‫معروض فنحن بصدد عمل قضائي‪ ،‬أما إذا كان الهدف منه مجرد تدبيروقائي يهدف إلى حماية شخص معين أو‬
‫السماح له بإجراء تصرف معين ين�شئ مركزا قانونيا فنحن بصدد عمل والئي‪.‬‬
‫وبتطبيق ما سبق قوله على ما ورد في املادة ‪ 7‬من قانون األسرة نجد أنها تنطبق على الشطر الثاني كون منح‬
‫هذا اإلذن يهدف في أساسه إلى حماية القاصر ناقص األهلية ؛ ولذلك عمل القا�ضي هنا يكمن في تقرير حماية‬
‫للقاصروليس اإلشراف والرقابة على من يمارس الوالية عليه؛ لذلك قيل أن‪« :‬جل اختصاصات القا�ضي املكلف‬
‫بشؤون القاصرين ليست من قبيل العمل القضائي باملعنى الدقيق‪ ،‬وإنما هي من قبيل التدبير»‪.15‬‬
‫مما سبق قوله‪ ،‬يمكن استخالص أن اإلذن بالزواج هو وسيلة قانونية إجرائية يسمح بموجبها القا�ضي بإجراء‬
‫عقد الزواج باعتباره تصرفا قانونيا‪ ،‬والذي ين�شئ مراكز قانونية ما كانت لتنشأ لوال تدخله بموجب هذه اآللية‬
‫التي مارسها باالستناد إلى وظيفته القضائية ووفقا ملا تتطلبه سلطته التقديرية ملا له من والية على عامة الناس‪،‬‬
‫ومادام ما يقوم به ال يوجد نزاع قائم بشأنه‪.‬‬
‫إن التوصل إلى تحديد التكييف القانوني للترخيص القضائي في كونه يدخل ضمن األعمال الوالئية لقا�ضي‬
‫شؤون األسرة يقودنا إلى القول أن األمر القا�ضي بمنح الترخيص ال يمكن أن يكون محال للطعن بأي وجه من‬
‫األوجه وكذلك األمرفي حال رفض منحه‪.16‬‬
‫موقف املشرع املغربي بموجب املادة‪ 20‬من املدونة‪:‬‬
‫لقد اعتبر املشرع املغربي ما يصدره القا�ضي من أذون قضائية تتعلق بالزواج تدخل ضمن العمل القضائي‬
‫حيث أوجب على القا�ضي منح اإلذن بموجب مقرر معلل يبين فيه األسباب التي على أساسها سمح للقاصر‬
‫بالزواج وهذا بموجب املادة‪ ،1/ 20‬كما نص في الفقرة ‪ 2‬من ذات املادة على أن مقرر االستجابة لطلب الزواج‬
‫ال يقبل أي طعن فيه‪ ،‬وبمفهوم املخالفة فإن عدم االستجابة للطلب تخول لصاحبه الطعن فيه‪ ،‬وهذا املوقف‬
‫يخالف ما ذهب إليه املشرع الجزائري من خالل نصه في املادة ‪ 7‬من قانون األسرة أن القا�ضي يمنح ترخيص‬

‫‪260‬‬ ‫(‪)269-252‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫مضمونه املوافقة على طلب اإلعفاء من السن القانوني إذا توفرت شروطه كما أنه لم ينص على إمكانية الطعن‬
‫فيه من عدمه ‪،‬غيرأنه وبتكييفنا على كونه عمال والئيا فإنه يكون غيرقابل للطعن‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الضمانات اإلجرائية ملنح الترخيص القضائي‪:‬‬
‫لقد خول املشرع لقا�ضي شؤون األسرة سلطة تقديرية مطلقة في بحث مدى إمكانية إعفاء القاصرمن السن‬
‫القانوني للزواج لكونه اشترط توفر الضرورة واملصلحة ومدى قدرة الطرفين على الزواج دون بيان املعايير التي‬
‫يستند إليها القا�ضي في ذلك وما إذا كان بإمكانه اللجوء إلى الخبرة الطبية واملساعدة االجتماعية في ذلك؟‬
‫إن أهم الضمانات التي عمل املشرع على كفالتها للقاصر هو جعل تقدير مصلحته من الزواج بيد القا�ضي‬
‫بحكم الوالية القانونية املمنوحة له طبقا للمادة ‪ 424‬من ق ا م ا والتي جاء فيها ‪»:‬يتكفل قا�ضي شؤون األسرة ‬
‫على الخصوص بالسهرعلى حماية مصالح القصر»‪.‬‬
‫وبتحليل ما ورد في مضمون املادة‪ 7‬من قانون األسرة نجد أن املشرع الجزائري اكتفى بتدبيرإجرائي واحد على‬
‫أساسه تقرر حماية القاصرمن وراء منح اإلذن له بالزواج من عدمه ‪ ،‬ويتجلى في السلطة التقديرية التي منحها‬
‫لقا�ضي شؤون األسرة في تقديرقيام املصلحة في زواج القاصر وما إذا كانت هناك ضرورة تستدعي ذلك وكذلك‬
‫مدى توفراإلمكانيات املادية والفيزيولوجية والنفسية للقاصرعلى تحمل كل أعباء وخبايا الحياة الزوجية‪ ،‬وبما‬
‫أن هذه السلطة مطلقة دون تقييد فإنه يجوز للقا�ضي في ظلها االستعانة بأحكام املواد ‪ 28‬و‪ 425‬من قانون‬
‫االجراءات املدنية واإلدارية أثناء ّأدائه للمهام املوكلة إليه في سبيل السهر على حماية مصالح القاصر ومن بين‬
‫هذه املهام التحقيق في مدى توفر الشروط السابقة في القاصر والتي حددتها املادة ‪ 7‬من قانون األسرة وكذلك‬
‫االستعانة بخبرة طبية أو اللجوء إلى مساعدة اجتماعية‪ ،‬للتأكد من مدى قدرة القاصر على امل�ضي في عقد‬
‫الزواج من عدمه‪.‬‬
‫(‪)269-252‬‬

‫بالرجوع إلى أحكام املادة ‪ 20‬من املدونة نجد أن املشرع املغربي قد وضع عدة ضمانات إجرائية ملنح الترخيص‬
‫بالزواج على خالف ما اكتفى به املشرع الجزائري وذلك من خالل‪:‬‬
‫•منح سلطة البت في طلب الترخيص إلى قا�ضي مكلف بشؤون القاصرين‬
‫•حضور القاصرواالستماع اليه‪.‬‬
‫•حضور أبوي القاصرأو نائبه الشرعي لسماعهم‪.‬‬
‫•ضرورة موافقة النائب الشرعي على الزواج من خالل النص على ضرورة توقيعه مع القاصرعلى طلب اإلذن‬
‫بالزواج وهو ما نصت عليه املادة ‪ 21‬من املدونة‬
‫•االستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي‬
‫•إصدارالقا�ضي مقررا معلال يبين فيه األسباب املوجبة ملنح الترخيص‪.‬‬
‫إن ما أورده املشرع املغربي من تدابير إجرائية كانت الغاية منها تمحيص مصلحة القاصر؛ لذلك نص على‬

‫‪261‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫وجوبية االستعانة بالخبرة الطبية حتى يتأكد من القدرة الجسمية للقاصرعلى الزواج ‪ ،‬والهدف من االستعانة‬
‫ببحث اجتماعي وسماع أبوي القاصرهو التحقق من مدى وجود الضرورة للزواج والتأكد من مدى رضا القاصر‬
‫بهذا العقد ؛وهنا ال بد أن يكون القاصر في مرحلة نضج عقلي تستوجب إمكانية تميزه وتعبيره فعال على رضاه‪،‬‬
‫وأهم ما جاء به املشرع املغربي بخالف الجزائري تأكيده على ضرورة توقيع النائب الشرعي لطلب الترخيص‬
‫مع القاصر‪ ،‬وهنا نتساءل عن جدوى إقحام هذا الشرط الذي قد ال يكون له دور في حال امتناع الولي على‬
‫املوافقة؟ حيث أن سلطة القا�ضي في منح اإلذن من عدمه هي الفصل وليس موافقة النائب الشرعي‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي تفاداه املشرع الوطني حتى ال يكون محل تناقض مع نفسه بمنع والية اإلجبار ثم النص على شرط توقيع‬
‫الولي الشرعي‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن االمتيازالقانوني املمنوح للقاصروالذي يمكنه من الزواج دون السن القانوني يتطلب‬
‫جملة من الشروط اإلجرائية تتمثل بداية في تقديم طلب إلى قا�ضي شؤون األسرة املوجود باملحكمة التي يقع‬
‫بدائرة اختصاصها مكان طالب الترخيص طبقا ملا نصت عليه املادة‪ 426‬ق ا م ا من قبل ممثله الشرعي‪ ،‬ويقع‬
‫على عاتق القا�ضي بإعتباره حامي حقوق القصرالتأكد من توفرالشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ /1‬توفر الضرورة واملصلحة للقاصر وعدم وجود أي ضرر يقع عليه من خالل االستناد إلى املعايير التي تقت�ضي‬
‫ذلك؛ كأن تكون القاصرة يتيمة ال معيل لها أو أبواها فقيران أو أن تكون دون مستوى علمي مما يرجح مصلحة‬
‫زواجها على مكوثها في البيت‪.‬‬
‫‪ /2‬اإلمكانية والقدرة على تحمل االلتزامات الزوجية من خالل االكتفاء املادي وكذا القدرة الجسدية ‪.‬‬
‫بالرغم من حرص املشرع على وضع مصلحة القاصر فوق كل اعتبار وذلك من خالل النص على جملة من‬
‫التدابير التي يجب على القا�ضي وهو بصدد إعمال سلطته القضائية تحريها‪ ،‬إال أن الواقع العملي يفرز غير ما‬
‫يصبو إليه املشرع ‪ ،‬فالتجسيد الفعلي إلرادته يعترضه جملة من العراقيل أبرزها كثرة التزاماته الوظيفية حيث‬
‫يجد صعوبات في تحري ذلك؛ ففي الغالب يقوم بتوجيه أسئلة لكل من القاصروممثله الشرعي وعلى ضوء ذلك‬
‫يمنح الترخيص‪.‬‬
‫إن هذه العراقيل لم تعترض املشرع الجزائري فقط وإنما أيضا املشرع املغربي‪ ،‬فبالرغم من تشديد هذا األخير‬
‫من خالل جملة القيود التي وضعها في سبيل منح الترخيص للقاصر بالزواج؛ إال أن الواقع ال يسمح بتطبيق‬
‫ذلك؛ حيث يرى الوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف بمراكش أن أكبرعائق يواجه تطبيق أحكام املادة‬
‫‪ 20‬من املدونة يكمن في الخبرة الطبية وإجراء البحث االجتماعي إذ أن عدم لجوء القا�ضي إلى ذلك تتحكم‬
‫فيه عدة عوامل أهمها الوقت الذي يتطلبه استخراج الشهادة الطبية والحصول على الترخيص حيث يصعب‬
‫الحصول عليهما في يوم واحد خاصة بالنسبة لألشخاص الذين يسكنون في مناطق بعيدة ويكونون ذوي دخل‬
‫محدود مما يجعل من مسألة دفع أجرة الطبيب وأجرة التنقل أمرا مرهقا لهم وهذا ما يدفع بالقا�ضي في كثيرمن‬

‫‪262‬‬ ‫(‪)269-252‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫الحاالت إلى االعتماد على اإلشهاد الطبي املدلى به من الولي الشرعي ‪-‬وهو ذات األمر املطبق في الواقع الجزائري‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أن الشهادة الطبية في الغالب األعم تحمل ذات العبارة‪ »:‬أنه بعد إجراء الفحص السريري على‬
‫‪17‬‬
‫القاصرة‪ ،‬تبين بأنها تتوفرعلى الشروط الفيزيولوجية للزواج»‬
‫ويالحظ في هذا الشأن أن الغالب في هذا يكون للفتاة القاصرة‪ ،‬ماذا بشان القاصر الفتى وعلى ضوء ماذا‬
‫ستمنح له الشهادة الطبية املؤهلة للزواج؟‬
‫هذا ويمكن القول أن النصوص القانونية وإن كان هدفها حماية القاصر إال أن تفعيلها تقل أهميته أثناء‬
‫تنفيذ األمر الذي يتطلب جانبا من اإلدراك والوعي في كل ما يتعلق بمصلحة القاصر حتى يؤدي منح الترخيص‬
‫الدور الذي ابتغاه له املشرع‪.‬‬
‫إن أهم ما أغفله املشرع الجزائري واملغربي وهو بصدد منح السلطة التقديرية للقا�ضي في اإلعفاء من سن‬
‫الزواج من خالل ترخيصه للقاصر بالزواج هو عدم تحديد السن األدنى ملنح الترخيص؛ وهو األمر الذي خلق‬
‫سجاالت فقهية حول ضرورة تقييد هذه السلطة من عدمها حماية ملصلحة القاصر‪.‬‬
‫إن املناداة بمراعاة مصلحة القاصر الفضلى تقت�ضي ضرورة تقييد سلطة القا�ضي ببيان الحد األدنى الذي‬
‫يرى غالب الفقهاء أن ال يقل عن ‪ 16‬سنة لعدة اعتبارات تتعلق بالجانب النف�سي والجسمي والعقلي للقاصر‪،18‬‬
‫ّ‬
‫إال أن هناك من يرى ضرورة التقيد بسن التمييز الوارد في أحكام املادة ‪ 42/2‬املعدلة بموجب ألمر ‪ 05-02‬من‬
‫القانون املدني والتي تق�ضي بأن سن التمييزيتحدد بـ‪ 13‬سنة فما فوق فال يجوز منح الترخيص دون ذلك‪.19‬‬
‫غيرأن الواقع يق�ضي أن سن ‪ 16‬فما فوق هو األقرب في منح الترخيص؛ ألهم اعتباروهو أنه دون هذا السن ال‬
‫يجوز التشغيل؛ وبالتالي وصول الشخص إلى سن يسمح له بالعمل يؤهله نسبيا إلى أن يكون محال لتحمل األعباء‬
‫الزوجية‪ ،‬باإلضافة إلى االعتبارات القانونية األخرى الواردة ضمن املادة‪ 7‬من قانون األسرة‪.‬‬
‫(‪)269-252‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬آثارالترشيد وأثرتخلفه على عقد الزواج‪:‬‬


‫إن حصول القاصر على الترخيص القضائي بالزواج ال يتعلق فقط بمصلحته الخاصة وإنما يتعدى إلى‬
‫املصلحة العامة للمجتمع لذك كان لترشيد القاصر آثار تنصرف إلى املستفيد من الترخيص‪ ،‬كما تنصرف إلى‬
‫غيره‪ ،‬وهو ما عالجته املادة ‪ 7‬من قانون األسرة؛ غيرأنه وباملوازاة مع ما ينتج من الترخيص القضائي بالزواج من‬
‫آثارفإنه يطرح تساؤال من جانب آخر‪.‬‬
‫ّ‬
‫ما مصيرعقد الزواج الذي تخلف فيه هذا الترخيص فهل يمكن إجازته ؟وهل يستفيد صاحبه من نفس اآلثار‬
‫القانونية التي كان سيستفيد منها لو منح هذا الترخيص؟‬
‫على ضوء ذلك قسم هذا املطلب إلى فرعين ‪:‬حيث نتحدث عن آثارالترشيد بالزواج في(الفرع األول)‪ ،‬ونتحدث‬
‫عن أثرتخلف الترخيص القضائي على الزواج في (الفرع الثاني)‬
‫الفرع األول‪ :‬آثارالترشيد بالزواج‪:‬‬

‫‪263‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫إن حصول القاصرعلى الترخيص القضائي بالزواج هو امتيازقانوني يدخل ضمن حماية القاصرملا يتضمنه‬
‫من غايات اجتماعية‪ ،‬فمنح الترخيص هو االعتراف له باألهلية املدنية ملباشرة حقوقه والتزاماته الشخصية‬
‫‪،‬وهذا بدوره يؤدي إلى نتائج قانونية بينت أحكامها املادة ‪ 7/2‬من قانون األسرة‪ « :‬يكتسب الزوج القاصر أهلية‬
‫التقا�ضي فيما يتعلق بآثارعقد الزواج من حقوق والتزامات»‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التحرر من السلطة األبوية‪:‬‬
‫حيث أن القاصر في األصل يكون مرتبطا بالوالية عليه كما هو منصوص عليه قانونا بموجب املادة ‪87‬من‬
‫قانون األسرة ‪ ،‬وبترشيده بالزواج تكون له استقاللية في تحمل األعباء العائلية مما يمنح له الحق في االستقرار‬
‫األسري وتعيين محل إقامة مستقل عن الولي‪ ،‬إذ ال يعقل أن يرشد القاصر ويسمح له ببناء أسرة وهو ال يزال‬
‫يخضع لتبعية وليه‪.20‬‬
‫إن إقرار استقاللية القاصر املرشد وعدم تبعيته لوليه يستند فيه إلى ما أوكله له املشرع من رخصة املطالبة‬
‫بالحقوق وتحمل االلتزامات الناجمة عن الرابطة الزوجية والتي تتلخص فيما أورده املشرع ضمن أحكام املادة‬
‫‪7/2‬من قانون األسرة في حين تطرح إشكالية حدود هذا الترخيص‪ ،‬هل فقط يقع في دائرة االلتزامات والحقوق‬
‫الزوجية دون أن يتعدى ذلك أحكام الوالية املقررة عليه؟‬
‫كما هو معلوم فإن آثار الزواج نص عليها قانون األسرة في املواد ‪ 36‬و‪ 37‬منه حيث تشرك طرفي العالقة في‬
‫تحمل املسؤولية تجاه بعضهما وتجاه األوالد وأقارب الطرفين ‪،‬أما النيابة الشرعية عن القاصرفتشمل الرعاية‬
‫النفسية من حفظ وصيانة وتأديب وتزويج ورعاية مالية من خالل إدارة وحماية مصالحه املالية ‪ ،‬فإن سلمنا‬
‫جدال أن هذا الترشيد يتعلق باالستقاللية في الجانب النف�سي فإن األمر يكتنفه الغموض بشأن ماله‪ ،‬وما إذا‬
‫كان يجوز له أن يتصرف فيه بمقت�ضى هذا الترخيص أم أنه يحتاج في ذلك إلى ترخيص خاص طبقا ملا هو وارد‬
‫في املادة ‪88‬من قانون األسرة؛ خاصة وأن حماية مال القاصر يعد من النظام العام وهو ما تؤكده التطبيقات‬
‫القضائية‪.21‬‬
‫وعليه يمكن القول هنا أن الترشيد الوارد ضمن املادة ‪ 7/2‬هو مقيد ويحتاج إطالقة إلى ضرورة تعديل أحكام‬
‫هذه املادة وكذا تعديل املادة ‪ 88‬بجعلها تنص على رفع يد الولي على مال القاصراملرشد بالزواج ومنحه الحق في‬
‫التصرف في ماله دون الحصول على ترخيص خاص بذلك ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إمكانية القاصراملرشد بالزواج التقا�ضي بشان آثارعقد الزواج‪:‬‬
‫يعد هذا الشطر مستحدثا بموجب التعديل الذي مس أحكام املادة ‪ 7‬من قانون األسرة في سنة ‪،2005‬وقد‬
‫أحسن املشرع بذلك إذ ال يجوز أن يسمح للقاصر بالزواج ومن جانب آخر يبقى ضمن الحجر القانوني فيما‬
‫يتعلق بالحقوق وااللتزامات الناجمة عن عقد الزواج‪ ،‬وعليه فإن الترشيد القانوني بالزواج يترتب عليه بالتبعية‬
‫الترشيد فيما يتعلق بالتقا�ضي للمطالبة بحقوقه وحقوق األوالد‪ ،‬حيث يجوز لألم القاصرة املرشدة طبقا ألحكام‬

‫‪264‬‬ ‫(‪)269-252‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫املادة ‪ 7‬أن ترفع دعوى قضائية ضد األب للمطالبة بنفقتها ونفقة أبناءها‪ ،‬وهواألمرالذي لم يكن باإلمكان القيام‬
‫به قبل تعديل ‪ ،2005‬وباملوازاة مع اإلقرار بهذا الحق للقاصر ‪ ،‬فإنه يجوز له أن يقوم بحل الرابطة الزوجية‬
‫واملطالبة بكل آثارها‪ ،‬كما يكون للقاصرأيضا الوالية القانونية على اوالده القصر‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أثرتخلف الترخيص القضائي على عقد الزواج‪:‬‬
‫تكمن الغاية من اشتراط األهلية حماية القصر من ما ينتج عن عقد الزواج من التزامات تتطلب قدرا من‬
‫الوعي واإلدراك‪ ،‬كما أن نص املشرع على إمكانية اإلعفاء من السن القانوني يصب كذلك في مصلحة القاصر‬
‫مادام يخضع لسلطة ورقابة قا�ضي شؤون األسرة في حصوله على ذلك‪ ،‬وعليه ما ورد من أحكام ضمن املادة ‪7‬‬
‫من قانون األسرة إنما يصب في مصلحة القاصر وهو املغزى من وضعها‪ ،‬غير أن املبتغى من هذه املادة لن ّ‬
‫يؤدى‬
‫لكون املشرع لم يبين الجزاء القانوني املترتب على مخالفتها‪ ،‬حيث بالرجوع الى املادة ‪ 33‬من قانون االسرة والتي‬
‫تحدد مصيرعقد الزواج في حال تخلف ركنه أوأحد شروطه لم تجبنا على مصيرهذا العقد في حال عدم حصول‬
‫أطرافه على ترخيص‪.‬‬
‫كما هو معلوم أن فائدة القاعدة القانونية وقوتها مستمدة من الجزاء القانوني املوقع في حالة مخالفتها وإال‬
‫فلن تؤدي الدور املرجو منها في تنظيم املجتمع ‪،‬والحال كذلك بالنسبة للمادة ‪ 7‬إذ ان املشرع بإغفاله الجزاء‬
‫املترتب على عدم الحصول على اإلذن القضائي وكذا مصيرعقد الزواج من دونه؛ جعل منها جسدا دون روح ألنه‬
‫بذلك حد من فعاليتها وهذا فيه إنقاص للحماية القانونية املقررة بشأنها‪ ،‬وعليه يجوز التحايل ببساطة على‬
‫أحكامها من خالل اللجوء إلى الزواج العرفي بمقت�ضى املادة ‪ 6/2‬من قانون األسرة وبعدها ال يجد القا�ضي خيارا‬
‫سوى تطبيق ما ورد في املادة ‪ 22‬من قانون األسرة وهو االستجابة لدعوى إثبات الزواج بموجب حكم قضائي‬
‫وتسجيله بالحالة املدنية بسعي من النيابة العامة خاصة وأن دعوى إثبات الزواج غيرمحددة بمهلة معينة وهو‬
‫(‪)269-252‬‬

‫ما أقرته املحكمة العليا في قراراتها‪.22‬‬


‫خاتمة‪:‬‬
‫نخلص في ختام بحثنا هذا إلى االتي‪:‬‬
‫‪1 1-‬يعد زواج القاصر استثناء يرد على األصل وهو وجوب توفر األهلية طبقا للمادة ‪9‬مكرر و‪ 7‬من قانون‬
‫االسرة‪.‬‬
‫‪2 2-‬ان نص املشرع على أن إمكانية إعفاء القاصرمن السن القانوني للزواج يدخل ضمن االعتراف بالحقوق‬
‫اإلنسانية له؛ وذلك العتبارات نفسية واجتماعية ‪.‬‬
‫‪3 3-‬إن هذا االمتياز وحماية مصلحة القاصر أحيط بضمانات قانونية وإجرائية تتمثل في الحصول على‬
‫ترخيص قضائي يمنح وفقا ملعايير قانونية تخضع للسلطة التقديرية لقا�ضي شؤون االسرة طبقا للمادة‪ 7‬من‬
‫قانون االسرة‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫‪4 4-‬لقد سار كل من املشرع الجزائري و املغربي على نفس الخطى في منح الترخيص القضائي مع تشديد‬
‫املشرع املغربي بموجب املادة ‪ 20‬من املدونة على الرقابة القضائية في منحه‪.‬‬
‫‪5 5-‬بالرغم من اشتراط املشرع الجزائري واملغربي الحصول على اإلعفاء القضائي بالزواج حماية للقاصر‪،‬‬
‫إال أن عدم النص على الجزاء املترتب على مخالفتها جعل من هذه املادة جسدا بال روح‪.‬‬
‫‪6 6-‬لقد منح املشرع للقاصر املرشد الحق في التقا�ضي فيما يتعلق بأثار عقد الزواج من حقوق وواجبات‬
‫لكنه أغفل منح الحق للقاصراملرشد الوالية على أوالده القصرولم ينص بشكل صريح على مدى حق القاصرفي‬
‫إدارة ماله بموجب هذا الترشيد أم يحتاج الى ترشيد اخريخص ذلك طبقا للمادة ‪ 87‬من قانون االسرة وما يليها‪،‬‬
‫كما أنه لم يبين ما إذا كان للقاصرالحق في حل الرابطة الزوجية خاصة قبل الدخول‪.‬‬
‫يمكن القول في األخيرأن نص املشرع على وجوب الحصول على الترخيص القضائي قبل الزواج يدخل ضمن‬
‫الحماية القانونية للقاصرفي إنشاء الرابطة الزوجية‪ ،‬غيرأنه وبالرغم من وضع هذه اآللية كرقيب على مصلحة‬
‫القا�ضي؛ فإن عدم نص املشرع على الجزاء املترتب على مخالفتها حد من فعاليتها وجعل من أحكام املادة‪ 7‬من‬
‫قانون األسرة وكذا املادة‪ 20‬من املدونة املغربية ال تؤدي الغاية القانونية من تشريعها والتي تتمثل في حماية‬
‫القاصر‪.‬‬
‫قائمة املصادروالراجع‬
‫ املصادر‬
‫القران الكريم‬
‫النصوص القانونية‬
‫•قانون ‪ 84-11‬املؤرخ في ‪9‬يونيو‪ 1984‬املتضمن قانون االسرة املعدل واملتمم باألمر رقم ‪ 05-02‬املؤرخ في‬
‫‪27‬فبراير‪،2005‬ج رعدد‪ ،15‬لسنة ‪ ،42‬املؤرخة في ‪ 27‬فبراير‪.2005‬‬
‫•االمر رقم ‪-58 75‬املؤرخ في ‪20‬رمضان عام‪ 1395‬املوافق ‪26‬سبتمبرسنة‪1975‬املتضمن القانون املدني ج ر‬
‫ع ‪78‬مؤرخة في ‪30‬سبتمبر‪ ،1975‬املعدل واملتمم بموجب االمر ‪05-10‬املؤرخ في ‪ 20‬يونيو ‪ ،2005‬ج رع ‪،44‬‬
‫الصادرة في ‪ 26‬جوان ‪،2006‬معدل ومتمم باالمر رقم ‪ 07-05‬املرخ في ‪ 13‬مايو‪ ،2007‬ج ر ع‪ ،31‬مؤرخة في‬
‫‪13‬مايو‪.2007‬‬
‫•قانون رقم ‪08-09‬مؤرخ في ‪18‬صفر ‪ ،1429‬املوافق ل‪25‬فبراير‪ 2008‬املتضمن قانون االجراءات املدنية‬
‫واالدارية‪ ،‬ج ر‪،‬ع‪،21‬لسنة‪ ،45‬مؤرخة في ‪ 3‬ديسمبر‪.2010‬‬
‫•قانون ‪ 12-15‬املؤرخ في ‪28‬رمضان‪1436‬املوافق ل‪15‬يوليو‪ 2015‬يتعلق بحماية الطفل‪ ،‬ج ر‪،‬‬
‫رقم‪،39‬لسنة‪.2015‬‬
‫•ظهير شريف رقم‪1.04.22‬صادر في ‪12‬ذي الحجة ‪1424‬ه املوافق ل‪3‬فيفري‪ 2004‬بتنفيذ قانون رقم‬

‫‪266‬‬ ‫(‪)269-252‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫‪70.03‬بمثابة مدونة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬ع‪ 5184‬لسنة‪ 93‬مؤرخة في ‪ 5‬فيفري‪.2004‬‬


‫•القانون‪63 224-‬املتعلق بسن الزواج‪ ،‬املؤرخ في ‪29‬جوان ‪ ،1963‬الصادربالجريدة الرسمية رقم ‪،44‬بتاريخ‬
‫‪ 2‬جويلية ‪.1963‬‬
‫الكتب‬
‫•الجزيري عبد الرحمان‪ ،‬الفقه على املذاهب االربعة‪ ،‬دارالفكر‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ج‪،2008،‬ج‪.4‬‬
‫•االسروشيني محمد بن محمود بن الحسين بن احمد‪ ،‬جامع أحكام الصغار‪ ،‬تحقيق ابي مصعب البدري و‬
‫محمود عبد الرحمان عبد املنعم‪ ،‬دارالفضيلة‪ ،‬د م ن‪ ،‬د ط‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫•بلحاج‪ .‬العربي‪ ،‬الوجيزفي شرح قانون االسرة الجزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،2012 ،6‬‬
‫ج‪.1‬‬
‫•بن جحا فريد‪ ،‬اثارالترشيد‪ ،‬معهد الدراسات العليا‪ ،‬د م ن‪ ،‬د ط‪.2015 ،‬‬
‫•بن الشيخ اث ملويا‪ .‬لحسين‪ ،‬قانون االسرة دراسة تفسيرية(ج‪،1‬د‪.‬ط)‪.‬الجزائر‪ :‬دار الهدى‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬د‬
‫ط‪،2014 ،‬ج‪.1‬‬
‫•قري‪.‬غنية‪ ،‬شرح قانون االسرة املعدل دراسة مقارنة بين الشرع والقانون‪ ،‬دار دار طليطلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪.2011‬‬
‫•يوسف دالدنة‪ ،‬قانون االسرة(د‪.‬ط)‪.‬الجزائر‪ :‬درهومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د ط‪.2014 ،‬‬
‫الرسائل الجامعية‬
‫•فا�سي‪ ،‬عبد هللا‪ ،‬املركزالقانوني للقاصرفي الزواج والطالق‪ .‬رسالة مكملة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة ابي بكربلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2015-2014 ،‬‬
‫(‪)269-252‬‬

‫•عفيف‪ ،‬اسمهان‪ ،‬السلطة التقديرية لقا�ضي شؤون االسرة في التعويض عن الضرر‪ .‬مذكرة مكملة لنيل‬
‫شهادة املاجستيرتخصص قانون شؤون االسرة‪ ،‬جامعة ‪8‬ماي ‪،1945‬قاملة‪. 2011-2010 ،‬‬
‫املجالت العلمية‬
‫•ابراهيمي‪ .‬حسن‪ ،‬زواج القاصربين دواعي االلغاء ومبررات االبقاء‪ ،‬دفاترالحكامة‪ ،‬د ن‪ ،‬املغرب‪ ،‬ع‪.2015 ،1‬‬
‫•الخملي�شي‪ .‬احمد‪ ،‬زواج املغتصبة والقاصرة بين النصوص القانونية والواقع العملي‪ ،‬محكمة االستئناف‬
‫بالرباط‪ ،‬مطبعة االمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ع‪.. 2012 ،5‬‬
‫•الحر‪ .‬زهور‪ ،‬زواج القاصرة بين النص التشريعي والواقع العملي‪ ،‬محكمة استئناف الرباط‪ ،‬مطبعة االمنية‪،‬‬
‫الرباط ‪،‬ع‪. 2012 ،5‬‬
‫•املستاري عبد االله‪ ،‬الحماية القانونية لألطفال القاصرين من خالل جريمة التغرير بقاصرة والحاالت التي‬
‫ترد عليه‪ .‬محكمة االستئناف بالرباط‪ ،‬مطبعة االمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ع‪.2012 ،5‬‬

‫‪267‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫•اليوموري‪ ،‬فريدة‪ ،‬زواج القاصربين القانون والواقع‪ ،‬دفاترالحكامة‪ ،‬املغرب‪،‬ع‪. 2015 ،1‬‬
‫•دريوش عبد هللا‪ ،‬اإلذن القضائي في مدونة االسرة‪،،‬مدونة االسرة بين النص واملمارسة‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ع‪.2006 ،25‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ 1‬العربي‪.‬بلحاج‪ ،‬الوجيزفي شرح قانون االسرة الجزائري‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬ط‪،2012 ،6‬ج‪،1‬ص‪ 15‬ومايليها‪.‬‬

‫‪ 2‬انظراملادة‪ 4:‬من قانون األسرة‪.‬‬

‫‪3‬غنية‪.‬قري‪ ،‬شرح قانون االسرة املعدل دراسة مقارنة بين الشرع والقانون‪ ،‬دارطليطلة‪ ،‬الجزائر‪،‬ط‪ ،2011 ،1‬ص‪ .24‬لحسين بن الشيخ‪ .‬اث‬

‫ملويا‪ ،‬قانون االسرة دراسة تفسيرية‪ ،‬دارالهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د ط‪،2014 ،‬ج‪،1‬ص‪.20‬‬

‫‪ 4‬فريدة‪ .‬اليوموري‪ ،‬زواج القاصربين القانون والواقع‪ ،‬دفاترالحكامة‪ ،‬املغرب‪،‬ع‪،2015 ،1‬ص ص‪.35-36‬‬
‫‪ 5‬زهور‪.‬الحر‪ ،‬زواج القاصرة بين النص التشريعي والواقع العملي‪ ،‬محكمة استئناف الرباط‪ ،‬مطبعة االمنية‪ ،‬الرباط ‪،‬ع‪، 2012 ،5‬ص‪.68‬‬

‫‪6‬احمد‪ .‬الخملي�شي‪ ،‬زواج املغتصبة والقاصرة بين النصوص القانونية والواقع العملي‪ ،‬محكمة االستئناف بالرباط‪ ،‬مطبعة االمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ع‪،5‬‬

‫‪، 2012‬ص‪.68‬‬

‫‪ 7‬عبد الرحمان‪.‬الجزيري‪ ،‬الفقه على املذاهب االربعة‪ ،‬دارالفكر‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ج‪ ،2008،‬ج‪،4‬ص‪22.‬ومايليها‪.‬‬

‫‪ 8‬غنية قري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪ 9‬عبد الرحمن الجزيري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪24‬ومايليها‪.‬‬

‫‪ 10‬محمد بن محمود بن الحسين بن احمد‪ .‬االسروشيني‪ ،‬جامع أحكام الصغار‪ ،‬تحقيق ابي مصعب البدري و محمود عبد الرحمان عبد املنعم‪،‬‬

‫دارالفضيلة‪ ،‬د م ن‪ ،‬د ط‪،‬د ت‪،‬ج‪ ،1‬ص‪.67‬‬

‫‪11‬االسروشيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.69‬‬

‫‪ 12‬حسن‪.‬ابراهيمي‪ ،‬زواج القاصربين دواعي االلغاء ومبررات االبقاء‪ ،‬دفاترالحكامة‪ ،‬د ن‪ ،‬املغرب‪ ،‬ع‪ ،2015 ،1‬ص ص‪.116-117‬‬

‫‪ 13‬عبد هللا‪.‬فا�سي‪ ،‬املركزالقانوني للقاصرفي الزواج والطالق‪ .‬رسالة مكملة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة ابي بكربلقايد‪،‬‬

‫تلمسان‪ ،2015-2014،‬ص‪ 81.‬ومايليها‪.‬‬


‫‪ 14‬اسمهان عفيف‪ ،‬السلطة التقديرية لقا�ضي شؤون االسرة في التعويض عن الضرر‪ .‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجستيرتخصص قانون‬

‫شؤون االسرة‪ ،‬جامعة ‪8‬ماي ‪،1945‬قاملة‪ ،2011-201 ،‬ص‪.58‬‬

‫‪ 15‬عبد هللا دريوش‪ ،‬اإلذن القضائي في مدونة االسرة‪،،‬مدونة االسرة بين النص واملمارسة‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬

‫مراكش‪ ،‬ع‪،2006 ،25‬ص‪.194‬‬

‫‪ 16‬بلحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪121‬‬

‫‪ 17‬عبد االله املستاري ‪ ،‬الحماية القانونية لألطفال القاصرين من خالل جريمة التغريربقاصرة والحاالت التي ترد عليه‪ .‬محكمة االستئناف‬

‫بالرباط‪ ،‬مطبعة االمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ع‪ ،2012 ،5‬ص ص‪.38-39‬‬

‫‪268‬‬ ‫(‪)269-252‬‬
‫الترخيص القضائي بالزواج كآلية لحماية القاصر‪...................................‬اسمهان عفيف‬

‫‪ 18‬العربي بلحاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122‬‬

‫‪ 19‬عبد هللا‪.‬فا�سي‪ ،‬مرجع سابق‪.118 ،‬‬

‫‪20‬فريد‪ .‬بن جحا‪ ،‬اثارالترشيد‪ ،‬معهد الدراسات العليا‪ ،‬د م ن‪ ،‬د ط‪،2015 ،‬ص‪.88‬‬

‫‪21‬يوسف دالدنة‪ ،‬قانون االسرة‪ ،‬درهومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د ط‪ ،2014 ،‬ص‪.200‬‬

‫يوسف‪ .‬دالدنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪22‬‬


‫(‪)269-252‬‬

‫‪269‬‬

You might also like