Professional Documents
Culture Documents
Nouveau Microsoft Word Document
Nouveau Microsoft Word Document
الرئيسية
نصوص قانونية
مقاالت قانونية
بحوث قانونية
إجتهادات قضائية
المكتبة القانونية
مباريات التوظيف
من نحن
تـابعونا
لذلك كان اهتمام مدونة األسرة نابعا من حاجة مكونات األسرة لحماية قانونية وقضائية ،وقد تعددت أوجه هذه
الحماية في هذه المدونة سواء في بعدها المعنوي أو المادي من خالل تمكين المتضرر من الزوجين من الحصول
.على تعويض لجبر الضرر الذي يتسبب فيه أحد طرفي العالقة الزوجية لآلخر
ولقد جاءت مدونة األسرة بعدة مستجدات شملت مختلف المواضيع سواء تلك المتعلقة بالخطبة أو الزواج أو
انحالله ،ولعل أبرزها تلك المستجدات المرتبطة بانفتاح مدونة األسرة على قانون االلتزامات والعقود ،حسب ما
يظهر من خالل مجموعة من المواد التي نصت فيها صراحة على إمكانية تعويض الزوج المتضرر من األفعال المنافية
لمقاصد عقد الزواج ،وما يرتبط به من التزامات بل قررت إمكانية إعمال قواعد المسؤولية المدنية حتى قبل إبرام
.عقد الزواج وذلك من خالل الخطبة
بل إن إنفتاح مدونة األسرة على قانون االلتزامات والعقود لم يقتصر على قواعد المسؤولية المدنية بل شمل كذلك
.األحكام المتعلقة بعيوب اإلرادة خاصة عيبي اإلكراه والتدليس
لذلك فإن إعمال المشرع ألحكام المسؤولية المدنية في مدونة األسرة يطرح مجموعة من اإلشكاالت القانونية
تتمثل في مدى إمكانية تطبيق قواعد المسؤولية المدنية المضمنة في قانون االلتزامات والعقود في المجال
األسري ؟ وما هو األساس القانوني للتعويض؟ وما هي خصوصيات إثبات عناصر المسؤولية الموجبة للتعويض في
مدونة األسرة ؟
كما أن إشكالية المسؤولية المدنية في المجال األسري نجدها كذلك في القوانين المقارنة ،وسنعمل من خالل
هذه الدراسة على تبيان هذه اإلشكالية مع ما يرتبط به من موضوعات وتبيان األسس والضوابط التي تعتمدها
عليها هذه القوانين المقارنة في الحكم بالتعويض نتيجة الضرر الذي قد يلحق بأحد طرفي هاته العالقة الزوجية
.وفقا لقواعد المسؤولية المدنية
:أهمية الموضوع
:يمكن الوقوف على أهمية موضوع هذا البحث من عدة جوانب
أمام التعديل الذي طرأ في مجال األسرة كان البد من الوقوف على الجوانب اإليجابية التي جاءت بها هذه
المدونة (األسرة) فيما يخص تحديد مسؤولية الزوجين والمعيار المعتمدة في تحديد هذه المسؤولية في
.القوانين المقارنة
إن حماية المتضرر من الزوجين يشيع العدل بين فئات المجتمع ،أما إذا ترك المتضرر بدون تعويض فإن ذلك يضر
.بمصالحه
ال اختالف في آراء الفقهاء في الحصول على التعويض جراء الضرر حتى هذا االختالف ال نجده كذلك في
.القوانين المقارنة وإنما االختالف هو في أساس هذا التعويض هل هو المسؤولية التقصيرية أم العقدية
:اإلشكالية
.إن هذا الموضوع يطرح إشكالية كبرى تتمحور حولها مجموعة من اإلشكاالت الفرعية
فاإلشكالية الرئيسية لهذا الموضوع تتمثل في مدى إمكانية إعمال أركان المسؤولية المدنية في كل من الخطبة
والزواج ؟
وتتفرع عن هذه اإلشكالية المحورية مجموعة من التساؤالت الفرعية ومن بينها التساؤل حول االساس القانوني
للتعويض في كل من الخطبة والزواج في القانونين المغربي والمقارن ؟ وعلى أي أساس تقوم المسؤولية
.المدنية في الخطبة والزواج هل هي مسؤولية عقدية أم مسؤولية تقصيرية ؟
:منهجية البحث
من خالل هذا البحث سيتم معالجة اإلشكاالت السابقة الذكر وفق منهجية تحليلية ووصفية لمجموعة من المواد
والنصوص القانونية في مدونة األسرة والقانون المقارن كما سنعتمد في نفس الوقت على منهج مقارن حتى
.يتسنى لنا مقارنة النصوص والمواد القانونية المغربية والمقارنة
من خالل المادة 5والمادة 7من مدونة األسرة إضافة إلى الفصل 14من ظهير االلتزامات والعقود الذي ينص على
” مجرد الوعد ال ينشئ التزاما ” يتبين لنا أن الخطبة هي مجرد وعد بالزواج ،وليست بزواج وال ترقى إلى مرتبة
.العقد ،لذلك فال يمكن مطالبة العادل عن الخطبة بالتعويض ألن هذا مباح حسب منطوق المواد السالفة الذكر
كما أن الخطبة في الفقه اإلسالمي هي مجرد اتفاق رضائي ،وأنها ال تكتسي أي صبغة إلزامية من الناحية
القضائية إذ ال يجوز إجبار أحد طرفي الخطبة بإتمام عقد الزواج ،إال أنه دينيا وخلقيا يجب على الطرف الذي يعدل
.عن الخطبة أن ال يلجأ إليها إال إذا وجد مسوغ شرعي لذلك
يتضح من نص هذه الفقرة أنه إذا ترتب عن العدول ضرر لحق الطرف اآلخر سواء كان الضرر ماديا كأن تكون
المخطوبة قد تركت العمل الذي تعيش منه استعدادا للزواج أو تكبد الخاطب مصاريف إعداد بيت الزوجية أو كان
الضرر معنويا ،كأن ينتج عن العدول مساس بشرف وكرامة الطرف المتخلى عنه :فإنه يمكن للطرف المتضرر في
.هذه الحالة المطالبة بالتعويض ،وذلك حسب منطوق المادة السابعة من مدونة األسرة
إال أن التساؤل يثار حول األساس القانوني لهذا التعويض ،هل هو طبقا للمسؤولية التقصيرية أم للمسؤولية
العقدية ؟
يمكن القول أن المشرع المغربي لم يجعل الخطبة عقدا ينشأ عنها التزام قانوني للطرفين ،حيث اعتبرها مجرد
تواعد في المادة 5من مدونة األسرة [ ]4وبرجوعنا إلى قانون االلتزامات والعقود المغربي فالوعد ال ينشئ التزاما [
]5.
وعليه فإنه يستحيل إضفاء قواعد المسؤولية العقدية على الخطبة لعدم وجود عقد وبالتالي فإن المطالبة بالتعويض
يتم في إطار المسؤولية التقصيرية ،طبقا للفصالن 77و 78من قانون االلتزامات والعقود وهذه المسؤولية بطبيعة
.الحال ال تقوم إال إذا كان الضرر نتيجة خطأ صادر عن المدعى عليه[]6
وعليه نعتقد أن التعويض يكون بناء على فعل قصد به الطرف العادل عن الخطبة اإلضرار أو خطأ لم يقصد به اإلضرار
.بالطرف األخر المتخلى عنه
وفي هذا الصدد قضى المجلس األعلى بأن “الضرر الذي يحق للشخص أن يطالب برفعه إذا توافرت إحدى حاالت
التعسف في استعمال الحق المنصوص عليه قانونا هو الضرر المحقق بأن يكون قد وقع فعال أو وقعت أسبابه ،
وترامت أثاره إلى مستقبل وال عبرة لدى القاضي بالضرر االحتمالي المبني على الوقائع التي قد تقع أو قد ال
” تقع []7
وخالصة القول فإن تكييف المسؤولية المترتبة عن العدول عن الخطبة في إطار القانون المغربي يكون على أساس
المسؤولية التقصيرية ،ذلك أن المشرع المغربي عندما منح للطرفين إمكانية العدول عن الخطبة ،إال أنه جاء في
المادة 7من مدونة األسرة وأعطى للمتضرر إمكانية المطالبة بالتعويض متى كان هناك سبب غير مشروع وراء
فعل العدول ،مما تسبب في إلحاق ضرر بأحد الخطيبين فالمتضرر عليه إثبات الخطأ ونوعه والضرر الناتج والعالقة
.السببية لتقبل دعوى التعويض عن العدول عن الخطبة
وسنحاول من خالل هذا المطلب التطرق إلى التكييف القانوني للخطبة في القانون المقارن (فقرة أولى) ،وإلى
.أساس التعويض عن العدول عنها (فقرة ثانية )
وفي هذا الصدد قضت استئنافية تولوز بأن “الخطبة عقد ملزم يرتب التزامات تبادلية بين المتعاقدين بإتمام الوعد
بالزواج ،وهذا الوعد يخول كال منهما دعوى إلجبار اآلخر بالوفاء به لكن طبيعة هذا االرتباط تقتضي بأن يتحول
بالضرورة إلى التزام بالتعويض يلتزم به من يرفض التنفيذ طبقا للمبادئ العامة التي أخذ بها القانون المدني
” الفرنسي في المادة 1142و]10[1145
وحسب ما يستفاد من هذا القرار ،فإن الخطبة وإن كانت عقدا ،فإنه ال يجوز إجبار العادل عنها على التنفيذ العيني
، .وذلك مراعاة لطبيعتها الخاصة ،ويبقى للمتضرر فقط الحق في التعويض عما أصابه من ضرر جراء ذلك العدول
الفقرة الثانية :المسؤولية العقدية كأساس للتعويض في القانون المقارن (فرنسا نموذجا )
لقد رأينا سابقا أن القانون الفرنسي يضفي الطابع التعاقدي على الخطبة وترتب على ذلك أن إنهاء الخطبة يرتب
مسؤولية عقدية []11
وباإلضافة إلى ذلك فقد طبق الفقه الفرنسي على الوعد بالزواج قاعدة العقد شريعة المتعاقدين المنصوص عليها
في الفصل ،1134وهي قاعدة ال يمكن استبعادها إال إذا وجد نص خاص يقضي بذلك وال وجود لمثل هذا النص في
مجال الخطبة في التشريع المدني الفرنسي
إن اعتبار الخطبة عقد ملزما لطرفيه حسب ما يذهب إليه أنصار النظرية العقدية يعني أنها تنشأ التزامات ذات صفة
تعاقدية يؤدي اإلخالل بها إلى إعمال أحكام المسؤولية العقدية ،وهذه المسؤولية تقتضي ضرورة وجود عقد أبرم
صحيحا ،حيث ال يكون لها محل في حال كون عقد الخطبة اختلت أركانه وشروطه []12
:وعموما فإن أركان المسؤولية العقدية في هذا الصدد هي كاآلتي
الضرر
إال أن هذه النظرية التعاقدية للخطبة تعرضت للنقد ألن األمر ليس بهذه البساطة ،وخاصة بالنسبة للخطبة التي
تتميز بطابع خاص ولها أهداف أخرى ال توجد بالنسبة لغيرها من العقود كما أنها تعد تمهيدا للزواج ،وهي نظام ال
يتعلق بالمعامالت المالية ولكنه يتصل بحالة األشخاص إن انعدام تنظيم القانون المدني الفرنسي للخطبة ال يعني
إخضاعها للمبادئ العامة للتعاقد ،وإنما يعني أن هذا القانون ال يهتم بالحقوق والواجبات ذات الطابع األخالقي
.واألدبي []13
.المبحث الثاني :المسؤولية المدنية في الزواج في القانون المغربي والمقارن
إن المسؤولية المدنية تعني إلزام المسؤول عن الضرر ألداء التعويض للطرف المتضرر في الحاالت التي تتوفر فيها
.شروط هذه المسؤولية []14
فهي تهدف إلى حماية مصلحة خاصة يملك الشخص المتضرر إمكانية واسعة للتنازل عن حقه في التعويض عن
جزء منها أو كلها لكن يبقى التساؤل عن أساس هذه المسؤولية هل هو الخطأ العقدي أم الخطأ التقصيري؟
وسوف يأتي ترتيب الكالم في هذا المبحث عن المسؤولية المدنية في الزواج في القانون المغربي (مطلب أول)
وفي القانون المقارن (مطلب ثاني)
إن الزواج هو” ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل و امرأة على وجه الدوام ،غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة
”مستقرة برعاية الزوجين …]15[.
وفي حالة إخالل أحد طرفي العالقة الزوجية بهذا االلتزام فإن ذلك يعتبر خطأ ،يستمد أساسه من العقد الرابط بين
.الطرفين ،فيكون بالتالي إخالل أحد الزوجين بشروط عقد الزواج ،خطأ عقديا []16
لكن التساؤل الذي يمكن طرحه في هذا الصدد ،هل االلتزام الناتج عن عقد الزواج هو التزام بنتيجة أم التزام ببذل
عناية ؟ إنه لمن الصعب تحديد أي نوع من االلتزامات ينطبق على االلتزامات الناتجة عن عقد الزواج ،ويمكن القول
أن مدونة األسرة عندما نصت في المادة الرابعة على أن عقد الزواج هو اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة ،
إنما هو التزام بتحقيق نتيجة ،وبالتالي فإن االلتزامات الناتجة عن عقد الزواج هي التزامات بتحقيق نتيجة ألنه
متى لم تتحقق هذه النتيجة فإن ذلك يشكل خطأ عقديا ،إال أنه في نفس الوقت يمكن القول إن عقد الزواج وإن
كانت الغاية منه هو تحقيق نتيجة معينة فإن ذلك رهين بالمجهودات التي يبدلها كل الزوجين وتكون بذلك أمام
.التزام ببذل عناية
واألساس القانوني للمسؤولية العقدية في باب الزواج ما نصت عليه المادة 47من مدونة األسرة ”.أن الشروط
” كلها ملزمة إال ما خالف منها أحكام العقد ومقاصده والقواعد اآلمرة للقانون وتعتبر باطلة والعقد صحيح
والمادة 48من مدونة األسرة والتي جاء فيها ” كل الشروط التي تحقق فائدة مشروعة لصاحبها تكون صحيحة
.وملزمة لمن التزم بها من الزوجين
وطبقا لمقتضيات المادة 63من مدونة األسرة فإن عقد الزواج المشوب بإكراه أو تدليس عند التعاقد فإن المكره أو
المدلس عليه من الزوجين له الحق في المطالبة بفسخ عقد الزواج مع حفظ حقه في الحصول على تعويض عما
.أصابه من ضرر[]17
ويبقى التأكيد على أن عيب اإلكراه والتدليس المنصوص عليهما في المادة 63من مدونة األسرة رغم كونهما
عيبان يؤثران في إرادة الزوجين ن إال أن اآلثار المترتبة عنهما في مدونة األسرة تختلف عن اآلثار المنصوص عليها
في قانون االلتزامات والعقود أوال من جهة أن مدونة األسرة قد رتبت على اإلكراه والتدليس الفسخ ،بخالف قانون
االلتزامات والعقود الذي رتب عليهما اإلبطال ،كما أن مدونة األسرة حددت أجل تقادم دعوى فسخ عقد الزواج
المقترن بعيب اإلكراه أو التدليس في أجل شهرين خالفا لقانون االلتزامات والعقود الذي حدده في أجل سنة[
]18 .
ولقد عمل القضاء المغربي على تفعيل مقتضيات المادة 63من مدونة األسرة على المستوى العملي ،حيث جاء
في حكم صادر عن قسم قضاء األسرة بالرباط على أنه “حيث إن العالقة الزوجية قائمة بين الطرفين استنادا
إلى عقد الزواج المومأ إليه وحيث قدمت الدعوى داخل اآلجل المقرر لرفعها طبقا للمادة 63من مدونة األسرة
وحيث أوضحت المدعية بأنها كانت ضحية إكراه تمثل في تهديد أستاذها بالرسوب إذا لم تقبل الزواج به … وحيث
أجاب المدعى عليه بأنه ال أساس لما تدعيه زوجته من صحة … .حيث إن المحكمة باطالعها على الوثيقة العدلية
المومأ إليها ستقبل الزواج بأستاذها تحت إكراهه لها ولوال ذلك ما قبلت … مما يدل على أن إرادتها إبان زواجها
كانت معيبة فعال بإكراه زواجها آنذاك لها ،ويعتبر بالتالي طلبها مؤسسا ويتعين قبوله []19
الفقرة الثانية :المسؤولية التقصيرية
إن الخطأ التقصيري يتكون من عنصرين أحدهما مادي واآلخر معنوي وصور هذا اإلخالل يكون إما مخالفة نص قانوني
.أو في مخالفة التزامات قانونية ففي أي صورة يمكن إدراج الخطأ األسري ؟
بالنسبة للصورة األولى للخطأ في المسؤولية التقصيرية فال شك أن االلتزامات المترتبة عن الزواج من طرف أحد
الزوجين ،يشكل بالتزام قانوني منصوص عليه في مدونة األسرة من خالل المادة 51والتي نظمت الحقوق
والواجبات المتبادلة بين الزوجين وبالتالي فإن اإلخالل بها يشكل خطأ تقصيريا يترتب عنه مسؤولية تقصيرية ،
والصورة الثانية من صور الخطأ المتمثلة في مخالفة التزامات قانونية غير محددة في نصوص ،نجد لها تطبيقا في
.الميدان األسري[]20
إن األساس القانوني للمطالبة بالتعويض عن الضرر يتمثل في الخطأ التقصيري الناتج عن اإلخالل بااللتزامات
المفروضة قانونا على الزوجين معا .من أجل الحفاظ على دوام استمرار العالقة الزوجية بينهما ،واستقرار كيان
األسرة ووحدتها في المجتمع ،مما ينتج عنه أن اإلطار القانوني لطلب التعويض هو المسؤولية التقصيرية وليست
العقدية []21
إن المسؤولية التقصيرية تتطلب تحقق عنصر الخطأ إلمكانية المطالبة بالتعويض ،وهو الشيء الذي ال يحدث دائما
.في االلتزامات األسرية
وتجدر اإلشارة إلى أن العمل القضائي أكد هذا االتجاه من خالل حكم اعتبر فيه أن األساس القانوني للمطالبة
بالتعويض ليس هو قانون االلتزامات والعقود ،إنما مدونة األسرة ،حيث جاء في تعليل هذا الحكم ما يلي ” :إن
المدعي أسس الدعوى على مقتضيات المادة 78من قانون ق.ل.ع في حين أن التعويض يتعلق ويرتبط بدعوى
التطليق التي ينظمها قانون مدونة األسرة باعتباره قانون األحوال الشخصية للطرفين وباعتباره نص خاص هو
الواجب التطبيق وخاصة وأنه ينظم التعويض الواجب الحكم به على المسؤول لفائدة الزوج اآلخر حسب ما تنص
.عليه المادة 97من مدونة األسرة[]22
المطلب الثاني :المسؤولية المدنية في الزواج في القانون المقارن
لقد شكل موضوع المسؤولية المدنية في الزواج جدال في مختلف التشريعات الوضعية ،حيث يعتبر الزواج عقدا يتم
بتالقي إرادة كل من الزوج والزوجة مما يرتب الكثير من الحقوق وااللتزامات على عاتق الزوجين ،وسنقوم بدراسة
المسؤولية العقدية في القانون المقارن (فقرة أولى ) ،ثم المسؤولية التقصيرية في (فقرة ثانية )
وتتمثل بصفة عامة أركان المسؤولية العقدية في الخطأ العقدي المشار إليه أعاله ،والضرر الذي لحق أحد أطراف
العقد الذي يقع عليه حق إثباته وأخيرا يجب توفر عالقة سببية بين الخطأ والضرر بأن يكون الخطأ العقدي هو
.السبب المباشر في وقوع الضرر
و جاء في المادة 19من مدونة األسرة الجزائرية“ :للزوجين أن يشترطا في عقد الزواج أو في عقد رسمي الحق
كل الشروط التي يرياناها ضرورية والسيما شرط عدم تعدد الزوجات وعمل المرأة ما لم تتنافى هذه الشروط مع
“.أحكام هذا القانون
وبتحليلنا لهذه المادة وطبقا للقواعد العامة التي تنظم التعويض عن الضرر في الجزائر ومنها المادة 182من القانون
المدني الجزائري ،فإن الشروط في عقد الزواج تخضع ألحكام القواعد العامة في التعويض إال ما استقر منها بأحكام
القواعد خاصة ،وتطبيقا لذلك فإنه يكون للمرأة التي تضررت من جراء مخالفة شرطها في عقد الزواج كفقدانها
عملها بسبب إخالل الزوج بالشرط التي وافق عليه بسماحه للزوجة بمزاولة عملها ،أن تلجأ إلى القضاء وتطالب
.بالتعويض على ضرر الحق بها وتؤسس دعواها على أساس المسؤولية العقدية
وبالتالي بإمكان الزوج المشترط والمتضرر من جراء عدم وفاء الزوج لآلخر بالشرط المتفق عليه في عقد الزواج
اللجوء إلى القضاء للمطالبة بالتعويض عما لحقه من ضرر في إطار اإلخالل بالمسؤولية العقدية أو متى ثبت
.للقاضي تحقق الضرر وتوافر شروط حكم بالتعويض على الزوج المخالف للشرط التعاقدي بين الزوجين
وعالقة بالموضوع نفسه نص المشرع الجزائري في قانون األسرة الجزائري على الحقوق والواجبات المتبادلة بين
:الزوجين من خالل المادة 36حين جاء فيها
.المحافظة على روابط القرابة والتعامل مع الوالدين واألقربين بالحسنى والمعروف
فمن خالل هذه المادة يجب على كل زوج أو زوجة التقيد بما تنص عليه وكل إخالل بنصها قد يسائل المخل من
الطرفين وفق المسؤولية التقصيرية ألنه أخل بنص قانوني في مدونة األسرة الذي يعتبر قانون خاص ومنظم
.للعالقات والروابط األسرية
خاتمة
لقد عرفت مسألة تحديد طبيعة الخطبة جدال سواء على صعيد الفقه اإلسالمي أو القانون الوضعي وحتى في
القوانين المقارنة نظرا لألهمية الخاصة للخطبة اجتماعيا وقانونيا ال سيما الدور الهام الذي تلعبه في تحديد أثار
الخطبة ،خاصة أثار العدول عنها ،بما فيها إشكال تحديد أساس التعويض عن ضرر العدول عنها ،وما دام إلزام
الطرفين بإبرام عقد الزواج أمر غير مستساغ من الناحية الشرعية وحتى القانونية وال يمكن الحكم به قضاء ،ألن
العدول عن الخطبة مكفول للطرفين معا الرتباطه بمبدأ حرية الزواج ،وما دام أيضا الجدل الفقهي قائم بخصوص
الطبيعة الفقهية والقانونية للخطبة وجب تحديد تكيف قانوني منصوص عليه في قانون األسرة المغربي والمقارن
.حتى يسهل قيام المسؤولية المدنية وحتى ال تضيع حقوق أطراف الخطبة عن العدول عنهما
وفي سياق أخر نجد عقد الزواج يحضى في القانون المغربي والمقارن بمكانة خاصة حيث اهتم به بعناية بالغة لم
تتوفر في باقي العقود المدنية األخرى لكن ترك تحديد طبيعته القانونية مبهمة ،ولذا وجب تحديد طبيعته بشكل
.صريح حتى يسهل تحديد جزء من أخل بالتزاماته في عقد الزواج
وفي نفس الطرح واضطالعا بمبدأ سلطان اإلرادة في مجال العقود عمل المشرع المغربي و المقارن على توسيع
من إرادة الزوجين وترك لهما مجاال واسعا للتراضي بينهما حول شؤونهما األسرية بما يساهم في استقرار األسرة
وإفساح المجال لالشتراط ،ولذلك ليس هناك ما يمنع الزوجين من التراضي والتفاق بينهما حول تنظيم حياتهما
لما في ذلك من توفير لضمانات مهمة لكل من الزوجين وتحصين حقوقهما ،لكن عند اإلخالل بهذه الشروط من
أحد األطراف ال ينتج ألية اثر نظرا لغياب جزاء واضح ينص عليه المشرع ،لذا وجب تحديد الجزاءات الناتجة عن
اإلخالل بالشروط التي يضعها األزواج أثناء عقد الزواج أو في عقود مستقلة حتى تكون لها قيمة واثر قانوني
.واضح
قانون رقم 03/70بمثابة مدونة األسرة الصادر في الجريدة الرسمية عدد 5184بتاريخ 4ذي الحجة الموافق ل -5
فبراير ]1[.2004
الحسنية لعديري “ ،المسؤولية المدنية للزوجين في ظل مدونة األسرة ” رسالتي لنيل دبلوم الماستر في ][2
القانون الخاص ،جامعة موالي
إسماعيل مكناس ،السنة الجامعية ، 2013/ 2012 ،ص 19
فؤاد بن شكرة ”.أثار العدول عن الخطبة في ضل مدونة األسرة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في-
القانون الخاص ،جامعة محمد []6
.األول وجدة ،السنة الجامعية 2009/2010ص 76
حكم صادر عن المحكمة االبتدائية بطنجة رقم 2024بتاريخ 2007-09-26في الملف رقم -]22[.1344/07
عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني – مصادر اللتزام – الجزء األول ،دار النشر للجامعات-
1982ص ]23[.656
محمد ابراهيم دسوقي ،تقدير التعويض بين الخطأ والضرر ،مطبعة دار الفكر العرب .1998صفحة -]24[ 228
:شارك هذا الموضوع
فيس بوك
LinkedIn
تويتر
Tumblr
Google
Pinterest
WhatsApp
الدعـوى الصرفية كآلية لحماية حامل الورقة التجارية د .خديجة مضي و ذ .ياسين الكيويمدى
صالحية المحكم التخاذ اإلجراء اإلستعجالي للباحث :ياسين الكيوي
...التطبيق القضائي
أكتوبر 0 2021 ,29
المزيد في هذا التصنيف
...تجديد النخب
مايو 0 2023 ,29
...عالقة الوسائل
مارس 0 2022 ,12
...اإلزدواجية المرجعية
نوفمبر 0 2021 ,09
...منهج الشرع في التعامل
نوفمبر 0 2020 ,23
أضف رد
* لن يتم نشر عنوان بريدك اإللكتروني .الحقول اإللزامية مشار إليها بـ
التعليق
* االسم
* البريد اإللكتروني
الموقع اإللكتروني
إرسال التعليق
نبدة عن الموقع
تم تأسيس موقع اآلفاق القانونية سنة ،2017من قبل مجموعة من الباحثين والمهنيين المهتمين بالبحث في
...الشأن القانوني والفقهي والقضائي وذلك بغية الوصول إلى تحقيق جملة من األهداف و الغايات