Professional Documents
Culture Documents
النيابة العامة في منازعات شؤون الأسرة
النيابة العامة في منازعات شؤون الأسرة
حمار
صبيحة لمطاعي ّ
كلية الحقوق -جامعة الجزائر1
lemtaisabiha.fac@gmail.com
الملخص:
أدرج المشرع بموجب األمر 02-05المعدل والمتمم لقانون األسرة ،النيابة العامة كطرف أصلي،
وذلك بموجب المادة 3مكرر منه .غير أنه ولألسف الشديد لم يتم تفسير هذا النص تفسي ار صحيحا ولم
يطبق تطبيقا سليما على مستوى مختلف الجهات القضائية .األمر الذي أدى إلى فقدان هذا النص
ألهميته والهدف المتوخى من إدراجه أصال .كما أنه وعلى الرغم من صدور قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية ،إالّ أن الوضع بقي على حاله من حيث التفسير والتطبيق بخصوص عمل النيابة العامة .لذا
فإن الهدف من هذا البحث هو تبيان وتوضيح الرؤية حول المركز القانوني للنيابة العامة وتبيان دورها
في المسائل المتعلقة بشؤون األسرة ،وقد تم التوصل إلى أن النيابة العامة ال يكمن دورها في طلب تطبيق
القانون كما هو معمول به حاليا على مستوى القضاء وانما يتعداه لما هو أكثر من ذلك بكثير.
Abstract:
By virtue of ordinance 05-02 amending and supplementing the family law, the public
prosecution office as an original party, pursuant to article3 bis of it. However, unfortunately,
thistextwas not been interpreted correctly and has not been properlyapplied at the level of
thejudicialauthorities. Whichled to the loss of thistext of its importance and the
intendedpurpose of its inclusion in the first place. Also, despite the issuanceof the civil and
administrativeprocedureslaw, the same in terms of interpretation and application. So the goal
of thisresearchis to clarify the role of the public prosecution, it was concluded that the
prosecutor’s role is not to demand the application of the law, but rather more than that.
مقدمة:
بداية ال بد من التفرقة بين مصطلحين قانونيين دقيقين وهامين جدا واللذين يتم استعمالهما بصدد
موضوع النيابة العامة في المواد المدنية عامة وفي منازعات شؤون األسرة خاصة ،دون االنتباه للفرق
الهام والشاسع الموجود بين المصطلحين ،وهما :مصطلح " الطرف األصلي " ومصطلح " الطرف
المنضم" ،فكل مصطلح منهما يجب أن يستعمل في حاالت معينة فقط وال يمكن توظيفه في حاالت أخرى
غير تلك الحاالت الخاصة به.
إن الشيء المالحظ والغريب في نفس الوقت ،خاصة في الميدان التطبيقي والعملي ،ناهيك عن
الجانب الفقهي ،أنه يوجد خلط كبير بين هذين المصطلحين؛ إذ يتم استعمالهما في غير محلهما وبشكل
غير صحيح ،بل ويمكن تصنيف ذلك حتى في خانة الخطأ القانوني ،ولكن لألسف الشديد ساد هذا الخطأ
واستفحل حتى كاد األمر أن يكون مسلما به؛ لذا يمكننا تصنيفه ضمن خانة الخطأ الشائع.
إن موضوع النيابة العامة في منازعات شؤون األسرة ،جدير بالبحث والدراسة نظ ار لألهمية البالغة
التي يكتسيها وذلك بالنظر إلى الدور الجبار المنوط بالنيابة العامة تجاه األسرة ،فالنيابة العامة تعد صمام
األمان بالنسبة لألسرة التي تعتبر بدورها الخلية األساسية للمجتمع طبقا لنص المادة 2من قانون األسرة،
خاصة بعدما أدرجها المشرع في هذا القانون بموجب التعديل الذي طاله في سنة ،2005وذلك بجعلها
طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية إلى تطبيق أحكامه وهذا بصريح نص المادة 3مكرر منه.
غير أنه ولألسف الشديد لم يتم تفسير نص المادة 3مكرر من قانون األسرة تفسي ار صحيحا كما
أنه لم يطبق تطبيقا سليما على مستوى مختلف الجهات القضائية .األمر الذي أدى إلى فقدان هذا النص
ألهميته والهدف المتوخى من إدراجه أصال .كما أنه وعلى الرغم من صدور قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية ،الذي أورد نصوصا بما فيه الكفاية تخص النيابة العامة في المواد المدنية عامة ومنازعات
شؤون األسرة خاصة ،إالّ أن الوضع بقي على حاله من حيث التفسير والتطبيق.
إن الهدف األساسي لهذه الدراسة ،يكمن في توضيح الرؤية بخصوص المركز القانوني الصحيح
للنيابة العامة في مجال منازعات شؤون األسرة وتبيان دورها الحقيقي المنوط بها ،بغية الوصول إلى
التطبيق السليم والصحيح للقانون ألجل حماية األسرة ومن خاللها المجتمع ككل.
ومنه يمكن طرح اإلشكالية التالية :ما هو المركز القانوني للنيابة العامة في منازعات شؤون األسرة؟
وما هو الدور المنوط بها؟
ولإلجابة على هذه اإلشكالية ،ارتأينا تقسيم هذه الدراسة إلى مبحثين رئيسيين ،وكل مبحث قسمناه
إلى مطلبين ،متبعين في ذلك التقسيم الثنائي ،ففي المبحث األول من هذه الدراسة تناولنا فيه المركز
القانوني للنيابة العامة في منازعات شؤون األسرة .أما المبحث الثاني فقد تطرقنا فيه إلى تبيان دور النيابة
العامة في منازعات شؤون األسرة ،ثم أعقبنا ذلك بخاتمة تضمنت أهم النتائج واالقتراحات المتوصل إليها
والموصى بها.
كما تجدر اإلشارة إلى أنه تم التركيز في دراستنا هذه على المنهج الوصفي االستقرائي ،مستعينين
في ذلك بأداة التحليل المنطقي مع االستشهاد بعدة أحكام وق اررات قضائية صادرة عن مختلف الجهات
القضائية خاصة منها المحكمة العليا ،لتبيان الجانب التطبيقي والعملي والخلل الحاصل بخصوص المركز
حل هذا اإلشكال القانوني الهام جدا ،كونه يتعلق
القانوني للنيابة العامة ودورها الحقيقي المنوط بها ،ومنه ّ
باألسرة التي تعد بمثابة العمود الفقري للمجتمع.
المبحث األول :المركز القانوني للنيابة العامة في منازعات شؤون األسرة :مركز أسيئ فهمه
إن تحديد المركز القانوني للنيابة العامة في منازعات شؤون األسرة ،يتطلب منا أوال وقبل كل شيء
البحث عن التطور الحاصل بخصوص هذا المركز القانوني في المسائل األسرية (المطلب األول) ،حتى
نتمكن من تحديد المركز الحقيقي والصحيح للنيابة العامة في هذا النوع من المنازعات (المطلب الثاني).
وفيما يلي نتطرق إلى التطور الحاصل بشأن المركز القانوني للنيابة العامة في المنازعات األسرية من
خالل المطلب األول التالي.
المطلب األول :تطور المركز القانوني للنيابة العامة في المنازعات األسرية :تطور إيجابي لم يستغل
إن المركز القانوني للنيابة العامة في المنازعات األسرية ،تطور بشكل ملحوظ مع تطور التشريع
األسري ،من جهة ،والتشريع اإلجرائي ،من جهة أخرى ،ونقصد في هذا الخصوص كل من قانون
اإلجراءات المدنية الملغى ،مرو ار بالتعديل الذي طال قانون األسرة إلى غاية صدور قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية .ويمكننا القول أن المركز القانوني للنيابة العامة في منازعات شؤون األسرة تطور تطو ار
إيجابيا من خالل التغيير الذي ط أر على هذا المركز القانون يعبر مختلف القوانين السالفة الذكر ،ويمكن
تقسيم هذا التطور إلى أربعة مراحل أساسية ،هي :مرحلة ما قبل صدور قانون األسرة ومرحلة ما بعد
صدور قانون األسرة ومرحلة ما بعد تعديل قانون األسرة وأخي ار مرحلة ما بعد صدور قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية.
ففي مرحلة ما قبل صدور قانون األسرة ،كان يطبق بشأن النيابة العامة ،عندما يتعلق األمر
بقضايا تخص منازعات شؤون األسرة ،قانون اإلجراءات المدنية 1الملغى بموجب القانون رقم 09-08
المؤرخ في 25فبراير 2008المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية2؛ إذ تم إلغائه بصريح نص
المادة 1064التي تضمنها قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.3فقانون اإلجراءات المدنية الملغى جعل
للنيابة العامة مرك از قانونيا محددا ولكن لألسف الشديد ،جعل ذلك على مستوى المجالس القضائية فقط
دون محاكم الدرجة األولى.
فبتصفح قانون اإلجراءات المدنية الملغى ،نجد أن المشرع فرق فعال بين المحاكم والمجالس
القضائية بخصوص المركز القانوني للنيابة العامة ،فعلى مستوى المحاكم لم يجعل للنيابة العامة أي
مركز قانوني ،سواء تعلق األمر بالقضايا المدنية عامة أو بالقضايا األسرية على وجه الخصوص .أما
بالنسبة للمجالس القضائية فقد وضع لها مرك از قانونيا وخصها به؛ إذ جعل من النيابة العامة طرفا
منضما .غير أن الشيء المالحظ هو أنه تارة ،يعتبرها بمثابة طرفا منضما انضماما إجباريا ،وتارة أخرى،
يعتبرها بمثابة طرفا منضما انضماما اختيارياّ .بيد أنه في هذه الحالة األخيرة نجد أن المشرع قد فرق بين
االنضمام االختياري الذي يكون تلقائيا من قبل النيابة العامة واالنضمام االختياري الذي يكون بناء على
مبادرة خالصة من قبل قضاة المجلس القضائي.
إن الشيء المالحظ على قانون اإلجراءات المدنية الملغى ،هو أنه نظم المركز القانوني للنيابة
العامة في مادة واحدة ووحيدة؛ إذ تعتبر المادة 141من قانون اإلجراءات المدنية الملغى المادة الوحيدة
التي حددت المركز القانوني للنيابة العامة ،وهي التي كانت تطبق على كل القضايا المتعلقة بالمنازعات
األسرية ،فبالرجوع إلى نص الفقرة األولى منها ،نجد أن المشرع قد ألزم النيابة العامة باالنضمام إجباريا
في ثماني أنواع من القضايا والتي أوردها على سبيل الحصر ال المثال.4كما ألزم قضاة المجلس القضائي
صدر قانون اإلجراءات المدنية بموجب األمر رقم 154-66المؤرخ في 18صفر عام 1386الموافق لـ 8يونيو سنة 1
في 18صفر عام 1429الموافق 25فبراير سنة 2008المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،الجريدة الرسمية،
العدد ،21السنة .2008
تنص المادة 1064من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على ما يلي ":تلغى ،بمجرد سريان مفعول هذا القانون ،أحكام 3
األمر رقم 154-66المؤرخ في 18صفر عام 1386الموافق 8يونيو سنة 1966والمتضمن قانون اإلجراءات المدنية،
المعدل والمتمم ".
تنص الفقرة األولى من نص المادة 141من قانون اإلجراءات المدنية الملغى على ما يلي " :يجب إطالع النائب العام 4
على القضايا اآلتية – 1 :القضايا التي تتعلق بالدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية والمصالح والهبات والوصايا
لصالح الخدمات االجتماعية – 2 ،القضايا الخاصة بحالة األشخاص – 3 ،القضايا التي تتضمن دفوعا بعدم االختصاص
بإرسال الملفات المتعلقة بهذا النوع من القضايا إلى النائب العام .1فتكون بذلك النيابة العامة طرفا منضما
انضماما إجباريا وهو مركزها القانوني في هذا النوع من القضايا .هذا من جهة.
كما نجد من جهة أخرى ،أن المشرع قد غير من المركز القانوني للنيابة العامة ،وذلك عندما يتعلق
األمر بقضايا خارج مجال القضايا السالف ذكرها ،إذ جعل منها طرفا منضما انضماما اختياريا تلقائيا؛
أي أن انضمامها غير إلزامي وغير وجوبي فهو أمر جوازي بالنسبة لها ويخضع لسلطتها التقديرية؛ إذ
يمكنها أن تتدخل في أي قضية كانت ،كلما رأت ضرورة لذلك ،خاصة إذا كان األمر يتعلق بالنظام العام،
وهذا ما قررته الفقرة ما قبل األخيرة من نص المادة 141من قانون اإلجراءات المدنية الملغى.2
ومن جهة ثالثة ،نجد أن المشرع أعطى لقضاة المجلس القضائي الحق أن يأمروا من تلقاء أنفسهم
بإرسال القضايا إلى النيابة العامة ،فنكون أمام حالة االنضمام االختياري بناء على مبادرة من قضاة
المجلس القضائي ،وهو ما قررته الفقرة األخيرة من نص المادة 141من قانون اإلجراءات المدنية
الملغى.3
إن الشيء المالحظ على نص المادة 141من قانون اإلجراءات المدنية الملغى ،أن هذه المادة هي
التي حددت المركز القانوني للنيابة العامة واعتبرتها طرفا منضما ،وهي التي تطبق على القضايا الخاصة
بالمنازعات األسرية ،وهو ما يتجلى خاصة من خالل ما ورد في نصها بهذا الخصوص عندما تضمنت
عبارة " القضايا الخاصة بحالة األشخاص .4هذا في مرحلة ما قبل صدور قانون األسرة.
أما مرحلة ما بعد صدور قانون األسرة في سنة ،51984فإن هذا األخير لم يشر إلى النيابة العامة
ولم يحدد مركزها القانوني إالّ في خمسة ( )5مواضع فقط وردت على سبيل الحصر ال المثال .كما أن
في نزاع يتعلق بصالحية الجهة القضائية – 4 ،تنازع االختصاص بين القضاة ورد القضاة – 5 ،مخاصمة القضاة– 6،
القضايا المتعلقة بعديمي األهلية – 7 ،القضايا المتعلقة باألشخاص المعتبرين غائبين – 8 ،إجراءات الطعن بالتزوير ".
تنص الفقرة الثانية من نص المادة 141من قانون اإلجراءات المدنية الملغى على ما يلي " :ترسل هذه القضايا 1
الموضحة آنفا إلى النائب العام قبل 10أيام على األقل من يوم الجلسة بواسطة كتابة الضبط ".
تنص الفقرة ما قبل األخيرة من نص المادة 141من قانون اإلجراءات المدنية الملغى على ما يلي " :ويجوز للنائب العام 2
االطالع على جميع القضايا األخرى التي يرى أن تدخله فيها ضروري والسيما القضايا الماسة بالنظام العام ".
تنص الفقرة األخيرة من نص المادة 141من قانون اإلجراءات المدنية الملغى على ما يلي " :ويجوز للمجلس القضائي 3
أن يأمر من تلقاء نفسه بإرسال القضايا المذكورة إلى النائب العام ".
4من بين القضايا التي تعتبر من القضايا الخاصة بحالة األشخاص :القضايا المتعلقة بالزواج والطالق والحضانة ...الخ.
صدر قانون األسرة بموجب القانون رقم ،11-84المؤرخ في 9رمضان عام 1404الموافق 9يونيو سنة ،1984 5
المعدل والمتمم باألمر رقم 02-05المؤرخ في 18محرم عام 1426الموافق 27فبراير سنة ،2005الجريدة الرسمية،
العدد ،15السنة .2005
كل حالة من هذه الحاالت خصت بمادة واحدة فقط ،ويتعلق األمر بكل من التقديم ،1الحجر ،2المفقود،3
الكفالة ،4وقسمة التركات.5أين خول المشرع للنيابة العامة الحق في إقامة الدعوى مباشرة ،أي أن المشرع
اعتمد على معيار " صفة االدعاء " في قانون األسرة في هذه الحاالت وهو ما يجعلها في مركز الطرف
األصلي ،دون ذكر ذلك ،ومنه يمكن أن تكون مدعية أو مدعى عليها ،وهو ما يعد تطو ار إيجابيا في
المركز القانوني للنيابة العامة .غير أن بقية المنازعات األخرى والمتعلقة بشؤون األسرة ،فإن النيابة العامة
بقيت في مركز الطرف المنضم كما كانت قبل صدور قانون األسرة ،وكان يطبق بشأنها قانون اإلجراءات
المدنية الملغى؛ فالمشرع أبقى على النيابة العامة في مركز الطرف المنضم .وهكذا أضحت النيابة العامة
طرفا منضما على مستوى المجالس القضائية فقط دون المحاكم .غير أنه بحدوث التعديل الذي ط أر على
قانون األسرة ،تغير الوضع وتغير معه المركز القانوني للنيابة العامة.
إن مركز النيابة العامة في المنازعات المتعلقة بشؤون األسرة في مرحلة ما بعد تعديل قانون األسرة،
تغير الوضع بشأنه إيجابيا فأصبح للنيابة العامة مرك از قانونيا جديدا؛ إذ أصبحت النيابة العامة طرفا
أصليا في كل المنازعات المتعلقة بشؤون األسرة ،وذلك بموجب صريح نص المادة 3مكرر من قانون
األسرة ،التي تنص على ما يلي " :تعد النيابة العامة طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية إلى تطبيق
أحكام هذا القانون ".
كما أنه ومن خالل تصفحنا للتعديل الذي طال قانون األسرة ،نالحظ أن هذا التعديل شمل أربعين
( )40مادة بين تعديل والغاء واضافة؛ إذ تم تعديل ثماني وعشرين ( )28مادة والغاء خمس ( )5مواد
واضافة سبعة ( )7مواد جديدة .وهذه المواد كلها تتعلق بالكتاب األول 6ومادة واحدة فقط ( )1من الكتاب
تنص المادة 99من قانون األسرة على ما يلي " :المقدم هو من تعينه المحكمة ...بناء على طلب أحد أقاربه أو ممن 1
العامة أن يتقدم إلى المحكمة بطلب تصفية التركة وبتعيين مقدم ." ...
6قسم المشرع قانون األسرة إلى أربعة ( )4كتب :الكتاب األول يتعلق بالزواج وانحالله ،الكتاب الثاني يتعلق بالنيابة
الشرعية ،الكتاب الثالث يتعلق بالميراث والكتاب الرابع واألخير يتعلق بالتبرعات " الوصية -الهبة -الوقف ".
الثاني لتعلقها بالكتاب األول ومادة واحد ( )1تتعلق باألحكام العامة وتخص النيابة العامة وهي المادة 3
مكرر .ويعتبر من بين أهم التعديالت إن لم نقل أحسنها بالنظر إلى المركز القانوني الذي أضحت تتمتع
به النيابة العامة ،من جهة ،وأيضا عند إدراجها ضمن األحكام العامة في قانون األسرة ،من جهة أخرى.
لقد تعمد المشرع وضع النيابة العامة في مركز الطرف األصلي وضمن األحكام العامة ،وذلك
بهدف حماية وضمان استقرار األسرة ،من جهة ،وعلى اعتبار أن كل القضايا المتعلقة بشؤون األسرة تعد
من النظام العام ،من جهة أخرى .فقد ورد في محضر الجلسة العلنية الثانية المنعقدة يوم االثنين 14
مارس 2005بمقر المجلس الشعبي الوطني ،للتصويت على مشروع القانون المتضمن الموافقة على
األمر رقم 02-05المعدل والمتمم للقانون رقم 11-84المتضمن قانون األسرة ،على ما يلي– 7 ":
تعديالت ذات طبيعة إجرائية :تطبيقا لتوصيات اللجنة الوطنية إلصالح العدالة ،تضمن األمر بعض
اعتبار أن جميع القضايا التي تمس األسرة هي من النظام العام
ا التعديالت ذات الطابع اإلجرائي وهي:
الموكول للنيابة العامة الحفاظ عليه ،فقد نص األمر على أن تكون النيابة العامة طرفا أصليا في جميع
الدعاوى الرامية إلى تطبيق قانون األسرة ،حماية لألسرة من التفكك والسهر على ضمان استقرارها ".1
أما مرحلة ما بعد صدور قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،فيمكن القول بشأنها ،أن المشرع
أحدث ثورة كبيرة بخصوص المركز القانوني للنيابة العامة؛ إذ اتضح مركزها بشكل جيد ودقيق بحسب نوع
وطبيعة القضية ،سواء تعلق األمر بالقضايا المدنية عامة أو بالقضايا المتعلقة بشؤون األسرة على وجه
الخصوص .فقد خصص المشرع للنيابة العامة عدة مواد قانونية بعدما كان يخصص لها مادة واحدة
ووحيدة في قانون اإلجراءات المدنية الملغى .كما وسع في نطاق ومجال عملها ليمتد إلى محاكم الدرجة
األولى ولم يكتف بالمجالس القضائية فقط كما كان عليه الحال سابقا.
فبالرجوع إلى قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،يتضح لنا جليا أن المشرع فرق بين أربعة أنواع
من المراكز القانونية للنيابة العامة ،وهي :مركز الطرف األصلي ،مركز الطرف المنضم انضماما إجباريا
ومركز الطرف المنضم انضماما اختياريا ومركز الطرف المتدخل تلقائيا .فالنوع األول من المراكز
القانونية للنيابة العامة ،يتمثل في مركز الطرف األصلي ،وهو ما يتضح من خالل الشطر األول من نص
المادة 256من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،التي ورد فيها ما يلي " :يمكن لممثل النيابة العامة أن
يكون مدعيا كطرف أصلي ." ...
أنظر :محضر الجلسة العلنية الثانية المنعقدة يوم االثنين 14مارس 2005بمقر المجلس الشعبي الوطني ،الجريدة 1
الرسمية لمداوالت المجلس الشعبي الوطني ،السنة الثالثة ،العدد ،146ص .8
أما النوع الثاني من المراكز القانونية للنيابة العامة ،فيكمن في الطرف المنضم انضماما إجباريا؛ إذ
أن المشرع بعدما بين أن النيابة العامة يمكنها عالوة على أن تكون كطرف أصلي يمكنها كذلك أن تكون
كطرف منضم ،وهو ما تضمنه الشطر الثاني من نص المادة 256من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية ،التي تضمنت ما يلي... " :أو يتدخل كطرف منضم " .إالّ أنه بعد ذلك ،ميز بين عدة مراكز
بخصوص الطرف المنضم .فهناك الطرف المنضم انضماما إجباريا ،وهو النوع الثاني من أنواع المراكز
القانونية للنيابة العامة ،وهو ما تضمنه نص المادة 259من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،التي
تنص على ما يلي " :يكون ممثل النيابة العامة طرفا منضما في القضايا الواجب إبالغه بها." ... 1
أما النوع الثالث من المراكز القانونية للنيابة العامة ،فيتمثل في مركز الطرف المنضم انضماما
اختياريا؛ إذ عندما نكون بصدد القضايا التي لم يدرجها المشرع في نص المادة 260من قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية ،والمشار إليها في الهامش ،والخاصة بالطرف المنضم انضماما إجباريا ،فإن المشرع
مكن أيضا النيابة العامة من االطالع على جميع القضايا التي ترى ضرورة في تدخلها؛ أي أن المشرع
جعل من النيابة العامة طرفا منضما انضماما اختياريا تلقائيا ،لكنه غير وجوبي بالنسبة لها بل هو أمر
جوازي لها؛ إذ يمكنها أن تتدخل كلما رأت لذلك ضرورة حسب تقديرها هي ،وذلك بناء على ما تتمتع به
من سلطة تقديرية منحها إياها المشرع في هذا الشأن .وهذا ما قررته الفقرة ما قبل األخيرة من نص المادة
260من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية .2كما مكنت الفقرة األخيرة من هذه المادة أيضا القاضي من
أن يأمر بإبالغ ممثل النيابة العامة بأية قضية أخرى .فنكون أمام حالة االنضمام االختياري بناء على
مبادرة من قاضي الحكم.
أما النوع الرابع من المراكز القانونية للنيابة العامة ،فيتمثل في مركز الطرف المتدخل تلقائيا في
القضايا التي يكون قد حددها القانون أو في القضايا التي ترى فيها النيابة العامة أنها تتعلق بالنظام العام،
إذ تتدخل تلقائيا للدفاع عن النظام العام الموكل إليها حمايته والحفاظ عليه ،طبقا لنص المادة 257من
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،التي تنص على ما يلي " :تتدخل النيابة العامة تلقائيا في القضايا التي
1لقد حدد وعدد المشرع القضايا الواجب إبالغ النيابة العامة بها ،وحصرها في ثماني حاالت ،وذلك بموجب نص المادة
260من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،وهي – 1 :القضايا التي تكون الدولة أو إحدى الجماعات اإلقليمية أو
المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها – 2 ،تنازع االختصاص بين القضاة – 3 ،رد القضاة – 4 ،الحالة
المدنية – 5 ،حماية ناقصي األهلية – 6 ،الطعن بالتزوير – 7 ،اإلفالس والتسوية القضائية – 8 ،المسؤولية المالية
للمسيرين االجتماعيين.
تنص الفقرة ما قبل األخيرة من نص المادة 260من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،على ما يلي " :ويجوز لممثل 2
النيابة العامة االطالع على جميع القضايا األخرى التي يرى أن تدخله فيها ضروريا ".
يحددها القانون أو للدفاع عن النظام العام " .ويالحظ في هذا الصدد أن المشرع أفرد لها مادة مستقلة
على عكس ما كان عليه الحال في قانون اإلجراءات المدنية الملغى.
لكن لألسف الشديد ،أسيء فهم هذه المراكز القانونية ولم يستغل التطور اإليجابي الحاصل بشأنها،
عند إسقاطها وتطبيقها على المنازعات المتعلقة بشؤون األسرة ،فاختلط الحابل بالنابل .لذا ال مناص لنا
من تبيان المركز القانوني الصحيح للنيابة العامة في المنازعات األسرية ،من خالل المطلب الثاني التالي.
المطلب الثاني :المركز القانوني الصحيح للنيابة العامة في المنازعات األسرية :طرفا أصليا ال منضما
لقد سبق وأن وضحنا وبينا من خالل المطلب األول أعاله ،كيف تطور إيجابيا المركز القانوني
للنيابة العامة في مجال منازعات شؤون األسرة إلى أن استقر في األخير في مركز الطرف األصلي ،غير
أن الشيء المالحظ والغريب جدا في نفس الوقت بخصوص هذا المركز القانوني ،هو أنه وبالرغم من أن
المشرع جعل من النيابة العامة طرفا أصليا في جميع منازعات شؤون األسرة ،وذلك بصريح نص المادة 3
مكرر من قانون األسرة ،وبالرغم من أن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،بين بوضوح الفرق بين مركز
النيابة العامة عندما تكون كطرف أصلي وعندما تكون كطرف منضم ،إالّ أن الخلط ال يزال قائما بين
مركز النيابة العامة كطرف أصلي ومركزها كطرف منضم ،سواء على مستوى الفقه أو القضاء .بل وذهب
البعض إلى اعتبارها طرفا منضما وأبعدها عن مركز الطرف األصلي.
فقد ذهب جانب من الفقه إلى حد القول أن" المشرع قد وفق إلى حد كبير في تحديد طبيعة تدخل
النيابة العامة في ظل قانون األسرة حينما تدارك اإلشكاليات العملية لتطبيق المادة 3مكرر في اعتبار
النيابة العامة طرفا أصليا في جميع قضايا األسرة ،وذلك حينما وزع تدخلها بموجب المادة 256من قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية بين جعلها طرفا أصليا عندما تكون مدعية أو مدعى عليها ،وبين جعلها طرفا
منضما عندما تكون متدخلة .إذ أنه ال يمكن اعتبار النيابة العامة طرفا أصليا في جميع قضايا األسرة،
وانما تعتبر كذلك في الحاالت المحددة بمقتضى نصوص خاصة في قانون األسرة ،وفيما عدا ذلك فإنها
تعتبر طرفا منضما ،ليوفق المشرع بين دور النيابة العامة بجعله ايجابيا ،وعدم إمكانية إسباغ صفة
المدعي أو المدعى عليه على النيابة العامة دائما ،ذلك أن تدخلها أساسا في سبيل السهر على تطبيق
الحسن لمقتضيات قانون األسرة ،حماية للزوجين أو األطفال أو القاصرين" .1وذهب رأي آخر لحد القول،
أنظر :فائزة جروني ،تدخل النيابة العامة في ظل قانون األسرة الجزائري ،مجلة العلوم القانونية والسياسية ،جامعة الوادي، 1
بأنه ال يقصد من نص المادة 3مكرر من قانون األسرة ،جعل النيابة العامة طرفا أصليا في كل قضايا
األسرة وانما تكون طرفا متدخال وجوبيا.1
ومنه يتضح جليا ،من خالل هذه اآل ارء الفقهية ،أنها قد أخرجت النيابة العامة من مركزها القانوني
الصحيح والطبيعي ،وهو الطرف األصلي ،وزجت بها في مركز قانوني غير صحيح وهو الطرف
المنضم؛ إذ ال عالقة للنيابة العامة في القضايا األسرية بمركز الطرف المنضم ،فهي ال تمت له بأية
صلة ال من بعيد وال من قريب .هذا من جهة.
ومن جهة أخرى ،إن القول بأن المشرع وزع تدخل النيابة العامة بموجب نص المادة 256من
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بين مركز النيابة العامة كطرف أصلي ومركزها كطرف منضم في
قضايا شؤون األسرة ،قوال ال نؤيده بتاتا؛ إذ يعتبر بمثابة تزيد على النص ،فهذه المادة اإلجرائية ،بينت
فقط المراكز القانونية للنيابة العامة بخصوص جميع القضايا المدنية ولم توزع أبدا األدوار بخصوص
القضايا المتعلقة بمنازعات شؤون األسرة .فقانون األسرة حدد المركز القانوني للنيابة العامة ،بموجب المادة
3مكرر منه ،وجعلها طرفا أصليا ،أما قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية بين في هذا الخصوص كيفية
العمل والتعامل مع هذا المركز القانوني والمراكز القانونية األخرى فقط.
كما ذهب نفس الرأي إلى أبعد من ذلك ،فجزم بأنه ال يجوز تطبيق المادة 3مكرر من قانون
األسرة بصفة مطلقة ،إذ ال بد من تحديد الدور األصلي للنيابة العامة وقصره على حاالت محددة.2وهو
أمر غريب حقا ،فالمشرع حدد كل الحاالت وذلك بنص صريح واعتبر النيابة العامة طرفا أصليا في جميع
القضايا الرامية إلى تطبيق قانون األسرة ،بموجب المادة 3مكرر من هذا القانون ،كما سلف ذكره ،ويتولد
عن ذلك أن كل حالة تدخل ضمن قانون األسرة وتجد لها مجاال فيه ،تكون معنية بهذا النص ،وال يمكن
أبدا حصر ذلك وجعله يقتصر على حاالت محددة ،ألن ذلك يتنافى ومركز النيابة العامة كطرف أصلي،
والذي يعد مركزها الطبيعي والصحيح.
كما تجدر اإلشارة إلى أنه هناك من اعتبر أن النيابة العامة كانت قبل تعديل قانون األسرة في
مركز الطرف االحتياطي ،وأن المشرع بموجب األمر رقم 02-05لسنة 2005قد نقل النيابة العامة فجأة
من مركز الطرف االحتياطي في بعض القضايا إلى مركز الطرف األصلي في جميع القضايا الرامية إلى
تطبيق أحكام قانون األسرة بما في ذلك دعاوى الطالق والرجوع والنفقة والحضانة والخلع وغيرها .ومعنى
أنظر :الطيب زروتي ،الكامل في العرائض القضائية – العرائض القضائية في شؤون األسرة ،الجزء األول ،مطبعة 1
ذلك حسب هذا الرأي أن النيابة العامة كانت تشكل في قضايا هذه المسائل طرفا احتياطيا .وليس طرفا
أصليا وال طرفا منضما وال متدخال .مع تبريره لذلك بكون أن من خصائص الطرف األصلي أن يكون
شريكا في الدعوى منذ بدايتها إلى أن يصدر حكم قطعي ونهائي بشأنها .في حين أن الطرف االحتياطي
ال يتدخل في الدعوى وال يقدم أي طلب فيها إالّ إذا ثبت أن الطرف األصلي غير موجود ،أو أنه لم يقم
بما يسمح له القانون القيام به.1
غير أننا ال نوافق هذا الرأي مطلقا؛ إذ ال يوجد أصال ما يسمى بمركز قانوني احتياطي من بين
أنواع المراكز القانونية الخاصة بالنيابة العامة ،فالمشرع فرق بين أربعة أنواع من المراكز القانونية فقط،
وهي :الطرف األصلي ،الطرف المنضم انضماما إجباريا والطرف المنضم انضماما اختياريا والطرف
المتدخل تلقائيا .2ومنه فإن الحاالت التي ذكرها هذا الرأي ،هي في الحقيقة حاالت تتعلق بالنيابة العامة
باعتبارها طرفا أصليا وهو مركزها القانوني الصحيح ،ففي هذه الحاالت ال يمكن أبدا اعتبارها في مركز
الطرف المنضم انضماما إجباريا وال في مركز الطرف المنضم انضماما اختياريا وال حتى في مركز
الطرف المتدخل تلقائيا ،فما بالك بالمركز االحتياطي الذي ال وجود له أصال .فالنيابة العامة إما أن يكون
لها مركز قانوني أو ال يكون لها ذلك ،ومنه ال يمكنها أن تبقى هكذا في االحتياط وتنتظر حتى يتخلف
الطرف األصلي لتتدخل هي على سبيل االحتياط لتقوم بدور الطرف األصلي.
وقد ذهب البعض اآلخر إلى أنه ال يمكن للنيابة العامة أن تكون طرفا أصليا بصفة مطلقة في
جميع القضايا المتعلقة بمنازعات األسرة .بل يمكن أن تكون كذلك وعلى سبيل االستثناء في بعض
القضايا ،مثل القضايا المنصوص عليها بالمواد 102 ،114و 182من قانون األسرة ،وما عدا ذلك ال
يمكن أن تكون طرفا أصليا في أية قضية أخرى ،ألن ذلك يتناقض وطبيعة دورها في المجتمع.3
كما ذهب نفس الرأي إلى القول أنه كان قانون األسرة قبل تعديله يمنح النيابة العامة صالحيات
التدخل في عدد من القضايا .ويعطيها دو ار في إجراءات الدعوى حيث كان لها سلطة .4ويقصد هنا
القضايا المذكورة في قانون األسرة على سبيل الحصر ،5التي أعطت للنيابة العامة سلطة فيها .أما بعد
أنظر :عبد العزيز سعد ،عبد العزيز سعد ،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد-أحكام الزواج والطالق بعد التعديل، 1
أنظر :عمر زودة ،طبيعة دور النيابة العامة في ظل أحكام المادة 3مكرر من قانون األسرة (األمر رقم ،)02-05مجلة 3
المحكمة العليا ،قسم الوثائق بالمحكمة العليا ،الجزائر ،العدد ،2005 ،2ص .45-31
أنظر :عبد العزيز سعد ،المرجع السابق ،ص .181 4
5راجع ما ذكرناه في المطلب األول ،بخصوص المركز القانوني للنيابة العامة في الحاالت الخمس المحددة في قانون
األسرة.
تعديل قانون األسرة فال يمكن اعتبارها ،حسب هذا الرأي ،بمثابة طرف أصلي وال تتمتع بأية سلطة ما عدا
في القضايا السالفة الذكر.
غير أننا ال نوافق وال نؤيد أبدا هذا الرأي؛ إذ أن النيابة العامة تعد طرفا أصليا في كل القضايا
المتعلقة بشؤون األسرة وال يمكن حصر هذا المركز القانوني في بعض القضايا فقط دون سواها ،كما
انتهى إليه أنصار هذا الرأي ،وكأـن للنيابة العامة عدة مراكز قانونية في مجال منازعات شؤون األسرة،
وهو أمر غير معقول وال يستقيم حتى مع صريح نص المادة 3مكرر من قانون األسرة ،فالنيابة العامة
لها مركز قانوني واحد في جميع القضايا المتعلقة بشؤون األسرة وهو مركز الطرف األصلي والذي يعد
بحق مركزها القانوني الوحيد والطبيعي والصحيح ،فعندما يتعلق األمر بمنازعات شؤون األسرة ،يتولد
الحق آليا للنيابة العامة في أن تقوم بكل ما هو متاح بالنسبة للطرف األصلي ،وليس من الضروري أن
يحدد لها المشرع كل كبيرة وصغيرة ،فعبارة الطرف األصلي تعبر عن كل ذلك ،وحسن فعل المشرع عندما
وضع النيابة العامة في مركز الطرف األصلي.
كما خلص رأي إلى القول أنه" إذا كان من البديهي القول أن أطراف الدعوى المدنية ومنها قضايا
األحوال الشخصية ،هما المدعي والمدعى عليه فإن معنى ذلك أنه يمكن القول أن الطرف األصلي أما أن
يكون هو المدعي في القضية وهو من يطلب من المحكمة أن تحكم له على المدعى عليه بما يدعيه من
حقوق .وأما أن يكون هو الطرف األصلي المدعى عليه في نفس القضية وهو في األعم من ينفي وينكر
ما يدعيه الخصم اآلخر ويطلب عادة رفض دعوى المدعي." 1
وأضاف نفس الرأي قائال " وخالصة القول في هذا المجال هو أن الطرف األصلي في الدعوى هو
الطرف الذي يمكن أن يصدر الحكم له أو يصدر عليه .وأن النيابة العامة هنا ال يمكن الحكم لها وال
الحكم عليها .وحتى لو جاز القول أن النيابة العامة طرف أصلي مدخل في الخصام فإن إدخالها ال يكون
إالّ إلى جانب المدعي أو إلى جانب المدعى عليه .وفي جميع األحوال فإن الحكم الذي ستصدره المحكمة
سيصيب نصيب منه المدخل في الخصام سلبا أو إيجابا والنيابة العامة هنا ال نصيب لها في نتيجة
الحكم .وهذا ما يجعل المرء يتساءل هل يتصور أن النيابة العامة وهي طرف أصلي يمكن الحكم لها أو
عليها؟ واذا لم يمكن الحكم لها أو عليها فهي ال تصلح ألن تكون طرفا أصليا .وال طرفا مدخال في
الخصام." 2
غير أننا ال نؤيد وال نوافق أيضا هذا القول مطلقا ،ألن النيابة العامة ليس بالضرورة أن تكون مع
المدعي أو المدعى عليه ،وليس بالضرورة أن يكون الحكم الذي سيصدر في القضية في صالحها أو
ضدها ،حتى تكون في مركز الطرف األصلي .فالنيابة العامة في قضايا شؤون األسرة تكون دائما وأبدا
في حق المجتمع وال يمكن الزج بها في مثل هكذا متاهات .فالنيابة العامة في منازعات شؤون األسرة
حالها حال النيابة العامة عند المحاكمة الجزائية ،ال يمكن طرح بشأنها مثل هكذا أسئلة باعتبارها ممثلة
للمجتمع ،فهل يمكننا أن نتساءل في المقابل أيضا بخصوص القضايا الجزائية فنقول ،هل النيابة العامة
هي ضد المتهم وفي حق الضحية؟ وهل الحكم الذي سيصدر في القضية يكون لها أو عليها؟
إن النيابة العامة دائما وأبدا تكون في حق المجتمع ،فهي ليست ضد المتهم ،بدليل أن النيابة العامة
يمكنها تقديم طلب يتضمن الحكم بالبراءة في حق المتهم متى ثبت لها بالدليل القاطع أن المتهم ال عالقة
له بالجرم المنسوب إليه ،وهو طلب قانوني عادي جدا جدا ،على عكس ما يعتقده البعض .كما أن النيابة
العامة ليست في حق الضحية أو معها ،بدليل أنها ال تطالب بالتعويضات المدنية له أو تدافع عن حقوقه
المدنية .فكذلك الشأن في القضايا المتعلقة بشؤون األسرة.
إن النيابة العامة باعتبارها طرفا أصليا في القضايا التي تتعلق بشؤون األسرة ،ال يعني بتاتا أنها
في حق الزوج أو الزوجة أو غيرهما ،وانما النيابة العامة تكون دائما في حق المجتمع ككل ،خاصة إذا
علمنا أن المشرع اعتبر أن األسرة هي الخلية األساسية للمجتمع بموجب نص المادة 2من قانون األسرة،1
فباعتبار أن النيابة العامة تحافظ على المجتمع وتسهر على ذلك ،فهي تعد بمثابة صمام األمان له ،فمن
باب أولى إذا المحافظة على الخلية األساسية لهذا المجتمع والمتمثلة في األسرة ،على اعتبار أن المجتمع
عبارة عن مجموعة أسر.
وقد حاول البعض 2إجراء مقارنة بين قانون األسرة وقانون الجنسية في هذا الشأن .وهي مقارنة نرى
أنه ال جدوى منها ،ألن المشرع بمجرد تحديده للمركز القانوني للنيابة العامة في قانون األسرة ،وجعلها
تنص المادة 2من قانون األسرة على ما يلي " :األسرة هي الخلية األساسية للمجتمع ." ... 1
2حيث يقول عبد العزيز سعد " :واذا كانت المادة 38من قانون الجنسية الجزائرية تنص على أن لكل شخص الحق في أن
يقيم دعوى أمام المحكمة ضد النيابة العامة .وأن للنيابة العامة الحق في أن تقيم دعوى ضد أي شخص بقصد إثبات تمتعه
أو عدم تمتعه بالجنسية الجزائرية .فإنها قد أوجبت على النيابة العامة أن تكون دوما طرفا أصليا في مثل هذه الدعوى.
وعليها أن تقدم مذكرات كتابية .كما نصت على أن يجري التحقيق والحكم في النزاعات بشأن الجنسية الجزائرية وفقا لقواعد
اإلجراءات العامة .ومعنى ذلك أن النيابة العامة هنا ستكون دائما طرفا أصليا ،وعليه ما على كل طرف أصلي من
واجبات ،ولها ما له من حقوق .وأن الحكم الذي سيصدر بشأن النزاع حول الجنسية .سيكون لصالح النيابة العامة أو لغير
صالحها .وفي حالة ما إذا كان قد صدر لغير صالحها فإن الفقرة الثانية من المادة 37تسمح لها بالطعن باالستئناف ضد
هذا الحكم .وذلك على عكس المادة 3مكرر من قانون األسرة التي جاءت جافية وصامتة .ال يعرف أحد ما إذا كان يجب
تبليغ عريضة افتتاح الدعوى إليها وتكليفها بالحضور إلى الجلسة .وال أحد يعرف ما إذا كان يجب عليها أن تقدم مذكرات
طرفا أصليا في جميع القضايا المتعلقة بمنازعات شؤون األسرة ،فإنه يتولد الحق في جانب النيابة العامة
لتباشر كل ما يتمتع به صاحب هذا المركز القانوني ،وليس بالضرورة أن يخصها المشرع ببيان ما يجب
وما ال يجب عليها القيام به ،فمركز الطرف األصلي يعني للنيابة العامة كل شيء ويتيح لها كل ما هو
متاح للطرف األصلي دون حاجة إلى بيان آخر.
كما يمكننا القول ،أن محاوالت إبعاد النيابة العامة عن مركزها القانوني الصحيح والزج بها في
مراكز قانونية أخرى غير مركزها الصحيح وتحت جملة من المبررات التي نرى أنها غير مقنعة ،فإن ذلك
يعد في حد ذاته خرقا صريحا للقانون ،ومحاولة إلبعاد النيابة العامة عن مركزها القانوني الصحيح،
وبالتبعية إبعادها عن مهمتها األساسية التي دفعت بالمشرع إلى إدراجها في قانون األسرة ومنه الحد من
صالحيتها وتقزيم دورها في القضايا المتعلقة بشؤون األسرة ،هذا من جهة.
ومن جهة أخرى ،يمكننا القول أيضا ،بأنه وبالرغم من هذه المحاوالت العديدة والمتكررة إلبعاد
النيابة العامة ،كما سلف بيانه ،عن مركزها القانوني الصحيح ،فإن النيابة العامة تبقى دائما وأبدا في
مركزها األصيل كطرف أصلي بقوة القانون ،ومنه يمكن الجزم أن المركز القانوني الصحيح للنيابة العامة
في جميع القضايا التي تتعلق بمنازعات شؤون األسرة ،هو مركز الطرف األصلي دون سواه ،نظر للدور
الفعال الذي يمنحه هذا المركز للنيابة العامة في المحافظة على األسرة ومنه المجتمع ،كما سنبينه الحقا
عند ما نتطرق إلى دور النيابة العامة في القضايا التي تتعلق بمنازعات شؤون األسرة.
وفي األخير ،يمكننا القول أن المشرع أحسن صنعا عندما أدرج المادة 3مكرر عند تعديله لقانون
األسرة ،وجعلها في مركز الطرف األصلي .فهي مادة نرى أن مفيدة جدا على عكس ما يعتقده البعض،
بأنها مادة غير مفيدة وال تتضمن أي جديد وال أي فكر سديد ظاهر ومعتبر ،1ومن أنها ذات أثر سلبي
يمكن تفاديه ،2ومن أنه ال يصوغ اعتبارها طرفا أصليا في كل مسائل األسرة.3بل بالعكس تماما نرى أن
هذه المادة إضافة الشيء الكثير وجاءت بنظرة ثاقبة جديدة وفكر سديد يعبر عن مدى اهتمام المشرع
باألسرة التي تعد الخلية األساسية للمجتمع ،فأضحت النيابة العامة بموجب هذه المادة بمثابة صمام
األمان بالنسبة لألسرة ودرعها الحامي.
كتابية أو ال يجب .وما إذا كان يحق لها الطعن في الحكم باالستئناف أو ال يحق .وهو ما يجعل مركزها كطرف أصلي في
قانون الجنسية أكثر وضوحا وفائدة على عكس مركزها في قانون األسرة األكثر غموضا واألقل فائدة « .أنظر :عبد العزيز
سعد ،المرجع السابق ،ص .184
أنظر :عبد العزيز سعد ،المرجع السابق ،ص .184 1
أنظر :عبد القادر بن داود ،شرح قانون األسرة الجديد ،دار الهالل للخدمات اإلعالمية ،الجزائر ،2005 ،ص .62 2
أما اآلن وبعدما حددنا المركز القانوني للنيابة العامة في منازعات شؤون األسرة ،لم يبق لنا سوى
تبيان الدور المنوط بها في مجال منازعات شؤون األسرة باعتبارها طرفا أصليا ،وهو األمر الذي سوف
نبينه من خالل المبحث الثاني التالي.
المبحث الثاني :دور النيابة العامة في منازعات شؤون األسرة :دور أسيئ تطبيقه
بداية نشير إلى أنه قد اختلف الفقه والقضاء اختالفا كبي ار حول دور النيابة العامة في منازعات
شؤون األسرة ،لذا يتعين علينا في هذا المبحث ،تبيان دور النيابة العامة كطرف أصلي في المنازعات
األسرية وابعاده عن الخلط غير المبرر بالطرف المنضم (المطلب األول) .هذا من جهة .كما أنه يتعين
علينا ،من جهة أخرى ،تبيان أن مطالبة النيابة العامة بتطبيق القانون في منازعات شؤون األسرة ،كما هو
عليه الشأن لدى مختلف الجهات القضائية حاليا ،هو في حد ذاته يعد خطأ في تطبيق القانون (المطلب
الثاني) .وفيما يلي نتطرق إلى دور النيابة العامة كطرف أصلي في منازعات شؤون األسرة ،من خالل
المطلب األول التالي.
المطلب األول :دور النيابة العامة كطرف أصلي :خلط غير مبرر بالطرف المنضم
بالرغم من أن المشرع كان واضحا في موقفه بخصوص تحديد المركز القانوني للنيابة العامة في
القضايا المتعلقة بمنازعات بشؤون األسرة ،إذ جعلها في مركز الطرف األصلي ،وذلك بموجب صريح
نص المادة 3مكرر من قانون األسرة ،كما سلف بيانه أعاله ،إالّ أن هذا النص عند صدوره أحدث
اختالفا كبي ار وجدال واسعا في أوساط كل من الفقه والقضاء حول الدور المنوط بالنيابة العامة باعتبارها
طرفا أصليا في المنازعات األسرية ،إلى درجة الخلط بين مختلف المراكز القانونية للنيابة العامة 1من
حيث الدور الذي تقوم به هذه األخيرة.
فعلى مستوى القضاء ،وبعدما صدر التعديل وتم نشره بالجريدة الرسمية ودخول نص المادة 3
مكرر من قانون األسرة حيز التنفيذ ،فإن أول ما تساءل حوله القضاة عامة وقضاة النيابة العامة خاصة،
هو :هل يجب على ممثلي النيابة العامة حضور جلسات قسم شؤون األسرة أم ال؟ وهل عليهم تقديم
طلبات كتابية أم شفاهية؟ وهل أن دورهم يتمثل في المطالبة بتطبيق القانون أم يتعداه لشيء آخر؟ إلى
غير ذلك من األسئلة العديدة والمتنوعة .مما جعل تطبيق أحكام المادة 3مكرر من قانون األسرة ،يختلف
من مجلس قضائي إلى آخر بل ومن محكمة إلى أخرى داخل نفس المجلس القضائي.
وأمام استمرار هذا االختالف غير المبرر وغير الطبيعي واستفحال األمر بين مختلف الجهات
القضائية ،والذي من شأنه عرقلة حسن سير العدالة ،اضطرت و ازرة العدل إلى التدخل لحل هذا اإلشكال
1راجع ما ذكرناه في المطلب األول من المبحث األول بخصوص أنواع المراكز القانونية للنيابة العامة.
القانوني ،فأرسلت بتاريخ ،2006 /04/30تلكس إلى كل من السيدات والسادة رؤساء المجالس القضائية
والسادة النواب العامين لدى المجالس القضائية .وذلك من أجل دعوة ممثلي النيابة العامة إلى حضور
الجلسات ،وأهم ما جاء في ملخص لهذا التلكس ما يلي " :تنفيذا ألحكام المادة 3مكرر من القانون رقم
11-84المؤرخ في 9يونيو 1984المتضمن قانون األسرة المعدل والمتمم التي تنص " تعد النيابة
العامة طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية إلى تطبيق أحكام هذا القانون " ،وبالتالي تعد طرفا أصليا في
تشكيلة جلسات شؤون األسرة ،وعليه يرجى منكم دعوة ممثلي النيابة الحضور في تشكيلة جلسات شؤون
األسرة وابداء طلباتها وفقا لما يقتضيه القانون ".1
لقد كان لتدخل و ازرة العدل األثر الكبير والدور الفعال في حل هذا اإلشكال القانوني ،وجعل ممثلي
النيابة العامة يحضرون جلسات شؤون األسرة ،عبر مختلف الجهات القضائية على مستوى التراب
الوطني ،وحسن فعلت و ازرة العدل بذلك ،كون أن عدم حضور النيابة العامة لجلسات شؤون األسرة،
يتنافى ومركزها القانوني كطرف أصلي في جميع القضايا المتعلقة بمنازعات شؤون األسرة ،طبقا لنص
المادة 3مكرر من قانون األسرة ،خاصة وأنا لنيابة العامة لم تعد مرتبطة في هذا النوع من القضايا،
بنص المادة 141من قانون اإلجراءات المدنية الملغى ،الذي يتعلق بمركز النيابة العامة كطرف منضم
انضمام إجباري وليس كطرف أصلي.
كما تجدر اإلشارة ،إلى أن المحكمة العليا ،أصدرت بتاريخ 2006/10/11ق ار ار منشو ار،2
بخصوص المركز القانوني للنيابة العامة في القضايا المتعلقة بمنازعات شؤون األسرة ،حيث أقرت المبدأ
التالي " :يجب إطالع النيابة العامة ،باعتبارها طرفا أصليا ،على قضايا األحوال الشخصية " .وأهم ما
ورد في حيثيات هذا القرار ما يلي " :أن الحكم المطعون فيه فعال قد خالف القانون وأساء تطبيقه وخاصة
المادتين 49و 3مكرر من قانون األسرة لكونه مشوبا بالتناقض بين أسبابه ومنطوقه .فباالطالع على
الحكم المطعون فيه نالحظ أن قاضي أولى درجة قضى بالطالق بين طرفي قضية الحال دون أن يجري
الصلح بينهما ولم يدعوهما له .كما أن النيابة العامة لم تطلع على ملف قضية الحال باعتبارها طرفا
أصليا ...األمر الذي يجعل الحكم محل الطعن عرضة للنقض واإلبطال ".
إن ما الحظناه في تأشيرات قرار المحكمة العليا ،المشار إليه أعاله ،هو عدم إشارته إلى نص
المادة 141من قانون اإلجراءات المدنية الملغى ،وهذا دليل قاطع على أن المحكمة العليا فرقت بين دور
راجع التلكس الذي أرسلته و ازرة العدل بتاريخ ،2006 /04/30إلى كل من السيدات والسادة رؤساء المجالس القضائية 1
والسادة النواب العامين لدى المجالس القضائية ،من أجل دعوة ممثلي النيابة العامة إلى حضور الجلسات.
أنظر :القرار رقم 401317الصادر بتاريخ ،2006/10/11المحكمة العليا ،قسم الوثائق ،الجزائر ،مجلة المحكمة 2
النيابة العامة عندما تكون كطرف منضم انضماما إجباريا وعندما تكون كطرف أصلي ،وذلك نتيجة تغير
المركز القانوني للنيابة العامة في القضايا المتعلقة بمنازعات شؤون األسرة؛ إذ تغير مركزها القانوني من
مركز الطرف المنضم انضماما إجباريا الذي كانت تحكمه المادة 141من قانون اإلجراءات المدنية
الملغى إلى مركز الطرف األصلي بموجب نص المادة 3مكرر من قانون األسرة.1
غير أننا نرى أنه كان يتعين على المحكمة العليا ،عالوة على ذلك ،اإلشارة إلى ضرورة حضور
النيابة العامة لجلسات شؤون األسرة وتحديد طلبها كتابة وال تكتفي فقط بضرورة االطالع على ملف
القضية .ولو أن المحكمة العليا أشارت إلى ضرورة حضور النيابة العامة للجلسات في القضايا األسرية،
من خالل عنوان موضوع هذا القرار وليس في محتواه ،إذ ورد العنوان كما يلي " طالق – دعوى الطالق
– حضور النيابة العامة " .كما نعتقد أنه يعد في نفس الوقت كتأكيد منها على ما تضمنه التلكس الذي
أرسلته و ازرة العدل إلى كل من رؤساء المجالس القضائية والنواب العامين لدى مختلف الجهات القضائية،
والتي تدعو فيه هذه األخيرة إلى ضرورة حضور ممثلي النيابة العامة لجلسات شؤون األسرة .وأن ما يعزز
قولنا ،هو ذلك التقارب الموجود بين تاريخ إرسال التلكس من قبل و ازرة العدل وتاريخ صدور قرار المحكمة
العليا.2
كما تجدر اإلشارة إلى أن األمر بقي كذلك إلى غاية أن صدور قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية،
أين ألزم المشرع بموجبه النيابة العامة وبنص صريح على حضور الجلسات المتعلقة بقضايا شؤون األسرة
وتقديم طلباتها كتابيا؛ إذ نصت المادة 258من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية علة ما يلي " :يجب
على ممثل النيابة العامة تقديم طلباته كتابيا وحضور الجلسة في القضايا التي يكون طرفا أصليا فيها ".
وباعتبار أن النيابة العامة طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية إلى تطبيق أحكام قانون األسرة ،طبقا
لنص المادة 3مكرر من قانون األسرة ،فإنه يتعين عليها وجوبا حضور جلسات أقسام وغرف شؤون
األسرة مع ضرورة تقديم طلباتها كتابيا.
لكن الغريب في األمر ،أنه وعلى الرغم من وضوح النصوص القانونية وعلى الرغم من تحديد
المركز القانوني للنيابة العامة كطرف أصلي في المنازعات المتعلقة بشؤون األسرة ،إالّ أنه ال يزال الخلط
قائما لحد الساعة بين دور النيابة العامة عندما تكون طرفا أصليا ودورها عندما تكون طرفا منضما؛
وسواء تعلق األمر بالفقه أو القضاء.
فيرى البعض من الفقه ،على سبيل المثال ،ويعتقد أنه ليس من الضروري حضور النيابة العامة في
جميع القضايا المتعلقة باألسرة ،والتي تكون فيها طرفا أصليا ،إالّ في الحاالت التي يلزم المشرع تبليغ
لإلشارة ،أن قرار المحكمة العليا ،صدر قبل صدور قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية. 1
فإرسال التلكس من قبل و ازرة العدل كان بتاريخ ،2006 /04/30وقرار المحكمة العليا صدر بتاريخ .2006/10/11 2
النيابة العامة ،ألن ذلك يثقل من كاهل قضاتها بأعمال هم في حاجة إلى صرفها في أمور أخرى ،ككتابة
المالحظات الكتابية ،سيما في المحاكم التي تعاني من نقص في عدد قضاة النيابة العامة.1
ّبيد أن هذا الرأي حسب اعتقادنا ،ال يستقيم بتاتا مع نص المادة 258من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية ،المتعلقة بالطرف األصلي؛ إذ كيف يمكن القول أن النيابة العامة تعد طرفا أصليا ثم نقول أنه
ليس من الضروري حضور الجلسات ،أال نكون بذلك قد وقعنا في تناقض وخالفنا نص المادة 258من
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،التي تلزم وتجبر صراحة النيابة العامة حضور الجلسات .2هذا من
جهة.
ومن جهة أخرى ،يتضح لنا جليا أيضا أنه فيه خلط غير مبرر ما بين دور النيابة العامة عندما
تكون في مركز الطرف المنضم انضماما إجباريا ودور النيابة العامة عندما تكون في مركز الطرف
األصلي من حيث الدور الذي تقوم به بحسب طبيعة القضايا .فالحاالت التي يلزم المشرع تبليغ النيابة
العامة بها ،والتي يتعين على النيابة العامة حضورها ،حسب هذا الرأي .هي في الحقيقة ،حاالت تتعلق
بالنيابة العامة عندما تكون في مركز الطرف المنضم انضماما إجباريا وليس عندما تكون في مركز
الطرف األصلي كما هو عليه الحال في القضايا المتعلقة بشؤون األسرة .وهي الحاالت المنصوص عليها
في نص المادة 1/260من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،وال عالقة لها مطلقا بالقضايا المتعلقة
بشؤون األسرة .كما تجدر اإلشارة في هذا الصدد ،إلى أن النيابة العامة عندما تكون في مركز الطرف
المنضم انضماما إجباريا ال تحضر الجلسات مطلقا وانما تقدم فقط طلبات كتابية حول تطبيق القانون
دون حضور الجلسات ،على عكس ما هو عليه الحال لو كانت في مركز الطرف األصلي ،كما هو
الشأن بالنسبة للقضايا المتعلقة بمنازعات شؤون األسرة.
كما يرى البعض أيضا ،أن النيابة العامة ال تكون طرفا أصليا في قانون األسرة ،بالنظر إلى نص
المادتين 3مكرر من قانون األسرة و 256من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،إالّ عندما تكون كطرف
مدعي أو مدعى عليها .وهي ال تكون كذلك على المستوى العملي إالّ في دعاوى محدودة من مجموع
دعاوى شؤون األسرة ،إذ ال بد ،حسب هذا الرأي ،من تحديد الدور األصلي للنيابة العامة وقصره على
حاالت محددة .3وقد أضاف هذا الرأي قائال " أن النيابة العامة كطرف منظم أنيطت بها عدة صالحيات،
بغرض تفعيل طابعها الحمائي ،والتدخل لفائدة القانون والعدالة لمصلحة األسرة ،ونفضل من المشرع تحديد
2تنص المادة 258من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على ما يلي " :يجب على ممثل النيابة العامة تقديم طلباته كتابيا
وحضور الجلسة في القضايا التي يكون طرفا أصليا فيها ".
أنظر :فائزة جروني ،المرجع السابق ،ص .53 3
مجال التدخل االختياري للنيابة العامة بكل دقة في المسائل المرتبطة بشؤون األسرة ،خاصة مع كثرة
األعباء الملقاة عليها ".1
وذهب البعض اآلخر إلى القول ،أن " ما يؤكد على دور النيابة العامة المنصوص عليها بالمادة 3
مكرر أنها تعمل كطرف منضم ،أن المشرع لم يلغ المواد 144 ،102و 182من قانون األسرة ،ولو
قصد المشرع جعل النيابة العامة طرفا أصليا في جميع قضايا األسرة ،أللغى باقي المواد األخرى التي
تسمح لها بأن تعمل كطرف أصلي أمام قاضي األسرة ،واكتفى بنص المادة 3مكرر .وان دور النيابة
العامة عندما تعمل كطرف أصلي هو دور استثنائي ،ينص المشرع عليه في كل حالة يريد لها أن تقوم
بهذا الدور ،وال يجوز أن يعطي لها هذا الدور في جميع القضايا ،ولو تعلقت تلك القضايا بقضايا األسرة،
ولو فعل ذلك فإنه سيحدث تغيي ار في طبيعة دورها في المجتمع ،وهذا ما لم يقصده ".2
كما ذهب رأي آخر ،إلى القول أنه "إذا سلمنا بأن النيابة العامة طرفا أصليا في كل قضايا األسرة،
فيطرح التساؤل عن عدم تغيير المشرع لمضامين المواد 114 ،102 ،99من قانون األسرة بعد التعديل
الوارد بموجب األمر .02-05كما أن تأكيده على جعل النيابة طرفا منضما في القضايا التي يتم إبالغه
بها ،حسب المادة 259من القانون 09-08لسنة 2008المتضمن تعديل ق إ م إ ،3وباطالعنا على
مضمون المادة 260من نفس القانون التي تحدد القضايا التي يجب إطالع النيابة العامة بها ،نجد من
بينها قضايا الحالة المدنية وحالة األشخاص .فاإلبقاء على ذكر النيابة في هذه المواضع والتأكيد على
جعلها طرفا أصليا في مواضع ،وطرفا منضما في مواضع أخرى ،يطرح تساؤال عن مقصود الشارع من
ذلك".4
ّبيد أننا ال نوافق مطلقا هذه اآلراء ،ألن الحقيقة عكس ذلك تماما ،فالمادة 3مكرر من قانون
األسرة ،هي التي جعلت النيابة العامة في مركز الطرف األصلي .كما أن مركز النيابة العامة كطرف
أصلي ال يمكن قصره وحصره في حاالت محددة ،بل يمتد ليشمل كل الحاالت التي تدخل ضمن منازعات
شؤون األسرة دون استثناء .وال يمكن للجانب العملي أو التطبيقي السيئ ،أن يبعد النيابة العامة عن
لإلشارة فإن القانون 09-08لم يعدل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،كما ورد في هذا الرأي ،وانما هو قانون قائم 3
بذاته ،ألغى بموجب المادة 1064منه قانون اإلجراءات المدنية المعدل والمتمم ،ليحل محله قانون آخر يسمى " قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية ".
4أنظر :الهاشمي تافرونت ،دور النيابة العامة في قضايا األسرة في التشريع الجزائري ،مجلة الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة عباس لغرور خنشلة ،الجزائر ،الجزء ،01العدد ،2017 ،08ص .203
مركزها القانوني كطرف أصلي ويحول دون القيام بدورها المنوط بها بموجب هذا المركز القانوني ،هذا من
جهة.
ومن جهة أخرى ،فإن اإلجابة بسيطة جدا على التساؤل حول عدم تغيير المشرع لمضامين بعض
المواد من قانون األسرة عند تعديله؛ إذ أن المشرع نص على النيابة العامة ضمن األحكام العامة لهذا
القانون ،وكما هو متعارف عليه في المجال القانوني ،أن كل ما يتم النص عليه ضمن األحكام العامة في
أي قانون كان ،فمعنى ذلك أنه يسري ويطبق على كل ما تضمنه ذلك القانون .ومنه فإن النص على
النيابة العامة كطرف أصلي ضمن األحكام العامة ،يعني ذلك أن يخص ويطبق على كل ما تضمنه
قانون األسرة دون حاجة لتكرار ذلك في كل حالة على حدى .ومنه فإن القول بأن المشرع خص النيابة
العامة ببعض القضايا في قانون األسرة فقط دون غيرها .قول مردود عليه وال يستقيم مع الحكمة القانونية
المتوخاة من إدراج األحكام العامة عند سن القوانين .كما نضيف عالوة على ذلك ،أن المشرع لم يجر
تعديال واسعا لقانون األسرة وانما مس هذا التعديل الكتاب األول منه فقط.1
كما تجدر اإلشارة ،إلى أن استعمال مصطلح " تدخل " في مركز الطرف األصلي في غير محله،
بدليل أن المشرع يستعمل مصطلح " التدخل " عندما يكون في مركز الطرف المنضم وليس في مركز
الطرف األصلي ،إذ نص المشرع في المادة 256من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،على ما يلي" :
يمكن لممثل النيابة العامة أن يكون مدعيا كطرف أصلي أو يتدخل كطرف منضم " .وكذلك الشأن في
نص المادة 257من القانون نفسه ،إذ ورد فيها ما يلي " :تتدخل النيابة العامة تلقائيا في القضايا التي
يحددها القانون أو للدفاع عن النظام العام ".
وفي األخير يمكن القول والجزم جزما قاطعا ،أن النيابة العامة تعد طرفا أصليا في منازعات شؤون
األسرة وليس لها أي مركز قانوني آخر .كما تجدر اإلشارة إلى أنه ال يجوز للنيابة العامة قانونا المطالبة
بتطبيق القانون في منازعات شؤون األسرة ،باعتبارها في مركز الطرف األصلي ،وهذا ما سوف نتناوله
عند تبيان أن مطالبة النيابة العامة بتطبيق القانون هو في حد ذاته خطأ في تطبيق القانون ،وذلك من
خالل المطلب الثاني التالي.
المطلب الثاني :مطالبة النيابة العامة بتطبيق القانون :خطأ في تطبيق القانون
إن الشيء المالحظ في الميدان العملي أو التطبيقي أن النيابة العامة دائما في قضايا شؤون األسرة
تطالب بتطبيق القانون ،وحسب رأينا أن مطالبة النيابة العامة بتطبيق القانون هو في حد ذاته يعتبر خطأ
فادح في تطبيق القانون؛ إذ أن هذا الطلب يتنافى والمركز القانوني الذي حدده المشرع للنيابة العامة في
القضايا المتعلقة بمنازعات شؤون األسرة كطرف أصلي ،أين يكون لديها حق االدعاء وليس إبداء الرأي
حول تطبيق القانون.
كما أن المطالبة بتطبيق القانون لهو دليل قاطع على الخلط الحاصل بين مختلف المراكز القانونية
للنيابة العامة ،السيما بين مركز الطرف األصلي ومركز الطرف المنضم انضماما اجباريا ،من جهة.
وعدم التمييز بين دور النيابة العامة عندما تكون طرفا أصليا ودورها عندما تكون طرفا منضما انضماما
إجباريا ،من جهة أخرى .فطلبات النيابة العامة تختلف باختالف المركز القانوني الذي تكون فيه ،والمركز
القانوني للنيابة العامة في القضايا المتعلقة بمنازعات شؤون األسرة ،فصل فيه المشرع وحدده ،والذي
يتمثل في مركز الطرف األصلي.
ففي بداية األمر ،كانت النيابة العامة تقدم على مستوى الدرجة األولى ،عريضة في شكل نماذج
مطبوعة سلفا ،تتضمن التماسات وكالء الجمهورية على مستوى المحاكم .ففي بعض المحاكم نجد هذا
المطبوع يتضمن سلفا عبارة " نلتمس تطبيق قانون األسرة " ،وفي بعض المحاكم األخرى نجد عبارة "
أطلع عليه السيد وكيل الجمهورية يوم ...وهو يلتمس تطبيق القانون ومبادئ الشريعة اإلسالمية " ...إلخ
من النماذج.
كما ذهب جانب من الفقه ،إلى أنه يمكن لقاضي شؤون األسرة تلقائيا ،كلما تبين له أن قضية ما
تكتسي طابعا ذا أهمية خاصة له عالقة بمصلحة المجتمع أن يأمر بتبليغ الملف للنيابة إلبداء رأيها حول
تطبيق القانون ،وذلك من أجل الحفاظ على كيان األسرة واستقرارها .ولها الحق في هذه الحالة أن تكتفي
باإلشارة إلى أنها اطلعت على القضية دون إلزامها بإبداء رأيها .1وقد أضاف هذا الرأي قائال " يترتب على
التدخل اإلنضمامي للنيابة العامة في قضايا شؤون األسرة أن يكون لها الحق في إبداء رأيها كتابيا حول
تطبيق القانون ،ويكون حضورها الجلسات اختياريا ،وذلك وفقا لنص المادة 266من قانون اإلجراءات
المدنية واإلدارية والتي جاء فيها ":عندما تكون النيابة العامة طرفا منضما في القضية ،يكون لها الحق في
إبداء مالحظات ".2
غير أننا ال نوافق هذا الرأي ،ألن هذا النص ال يعني مطلقا القضايا المتعلقة بمنازعات شؤون
األسرة ،وال ينطبق عليها بتاتا .بل النيابة العامة لها مركز واحد فقط في المنازعات األسرية ،وهو مركز
الطرف األصلي.
كما ذهب جانب من الفقه إلى القول " ،رغم أن النيابة العامة عندما تكون طرف أصلي في المسائل
المتعلقة بشؤون األسرة إالّ أن دورها يقتصر على التماس تطبيق القانون ،دون أن يتعداها إلى منحها كافة
اإلمكانيات التي ترى أنها الزمة لتفعيل تدخلها" ،وأضاف قائال "،واعطاء النيابة العامة إمكانية الطعن في
األحكام الصادرة عن الهيئات القضائية والمتعلقة بشؤون األسرة عندما تكون طرفا منضما ،نظ ار للدور
المحوري الذي تلعبه في حماية المصلحة العامة للمجتمع والدفاع عن النظام العام ولم شمل األسرة " .1بل
وذهب البعض اآلخر إلى حد القول بضرورة تعديل المادة 3مكرر من قانون األسرة واعطاء النيابة العامة
وصف الطرف المنضم انضماما وجوبيا لتحقيق االنسجام بين النص والتطبيق ،ألنه حسب هذا الرأي أن
اإلبقاء على وصف الطرف األصلي للنيابة العامة في قضايا شؤون األسرة يحول دون تحقيق المقصد
الضروري الذي نزع إليه المشرع الجزائري والذي يؤكد على أن مسائل األسرة من النظام العام ،وأن حماية
النظام العام األسري من المهام األكيدة للنيابة العامة.2
غير أننا ال نوافق هذه اآلراء مطلقا ،نظ ار للتناقض الحاصل بشأنها ،نتيجة عدم التمييز بين دور
النيابة العامة عندما تكون في مركز الطرف األصلي ،كما هو الشأن بالنسبة للمنازعات األسرية ،وبين
دور النيابة العامة عندما تكون في مركز الطرف المنضم انضماما إجباريا ،كما هو الحال بالنسبة للقضايا
التي حددها المشرع بموجب نص المادة 1/260من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية .3فدور النيابة
العامة يكون فعاال وحمائي أكثر لألسرة عندما تكون في مركز الطرف األصلي وليس في مركز الطرف
المنضم انضماما إجباريا؛ إذ أن النيابة العامة عندما تكون في هذا المركز األخير ،يكون دورها باهتا
ومحدودا ال يتعدى حدود االطالع على القضية والمطالبة بتطبيق القانون دون التفرقة بين قضية وأخرى،
فهو نفس الطلب بالنسبة لكل القضايا دون أدنى استثناء .بل وتمنع النيابة العامة عندما تكون في مركز
الطرف المنضم انضماما إجباريا ،حتى من حضور الجلسات.
أما دور النيابة العامة كطرف أصلي ،فإن األمر يتعدى ذلك بكثير؛ إذ يكون لديها حق االدعاء،
واجبارية حضور الجلسات ،واجبارية تقديم طلبات مكتوبة ومحددة تختلف وتتماشى مع طبيعة ونوعية كل
قضية؛ إذ يجب على النيابة العامة تحديد الطلب بدقة ،وليس المقصود من ذلك استعمال عبارة عامة
وفضفاضة في الطلب لتنحصر في عبارة المطالبة " بتطبيق القانون "بشكل آلي بالنسبة لكل القضايا من
دون استثناء .كما هو الحال بالنسبة للطرف المنضم انضماما إجباريا.
أنظر :محمد لمين مسيخ ،دور النيابة العامة كحامية للنظام العام في قانون األسرة الجزائري (المادة 3مكرر من قانون 2
األسرة الجزائري) ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،جامعة باتنة ،الجزائر ،العدد ،2018 ،13ص .734
راجع ما تم ذكره ،بخصوص مركز النيابة العامة كطرف منضم انضماما اجباريا ،في المطلب األول من المبحث األول 3
كما أن النيابة العامة ليست في مركز الطرف المنضم انضماما إجباريا في المنازعات المتعلقة
بشؤون األسرة ،بل هي في مركز الطرف األصلي ،كما سلف بيانه ،ومنه ال يجوز مطلقا للنيابة العامة
عندما تكون في هذا المركز المطالبة بتطبيق القانون ،ألن ذلك يعد في حد ذاته خطأ في تطبيق القانون،
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى ،وبالرجوع إلى قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،نجد أن المشرع قد وزع األدوار
على النيابة العامة تبعا للمركز القانوني الذي تتمتع به .إذ أن دورها يختلف من مركز قانوني إلى آخر
بحسب ما إذا كانت في مركز الطرف األصلي أو في مركز الطرف المنضم انضماما إجباريا أو في مركز
الطرف المنضم انضماما اختياريا.
إذ يجب على ممثل النيابة العامة عندما يكون في مركز الطرف األصلي حضور الجلسات وتقديم
طلباته كتابيا ،طبقا لنص المادة 258من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية .1أما إذا كانت النيابة العامة
في مركز الطرف المنضم انضماما إجباريا ،2فإنه يتعين عليها إبداء رأيها كتابيا حول تطبيق القانون ،وهذا
ما تضمنته المادة 259من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية .3وأما عندما تكون النيابة العامة في مركز
الطرف المنضم انضماما اختياريا وفي كل القضايا التي تكون خارج الحاالت المحدد بموجب الفقرة األولى
من نص المادة 260من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والمذكورة بالهامش أدناه ،يكون لها الحق فقط
في إبداء مالحظات ،طبقا لنص المادة 266من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.4
لقد استند الفقه على جملة من الق اررات القضائية الصادرة عن المحكمة العليا ،لالستشهاد بها كدليل
على أن النيابة العامة لها مركز الطرف المنضم ،كالقرار الصادر عن المحكمة العليا " المجلس األعلى
سابقا "بتاريخ ،1986/10/06والمنشور بالمجلة القضائية ،5والذي تضمن المبدأ التالي ":متى أوجب
تنص المادة 258من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على ما يلي " :يجب على ممثل النيابة العامة تقديم طلباته 1
كتابيا وحضور الجلسة في القضايا التي يكون طرفا أصليا فيها ".
والمقصود بها هنا القضايا الواجب إبالغ ممثل النيابة بها والمحددة على سبيل الحصر في نص المادة 1/260من قانون 2
اإلجراءات المدنية واإلدارية ،وهي :القضايا التي تكون الدولة أو إحدى الجماعات اإلقليمية أو المؤسسات العمومية ذات
الصبغة اإلدارية طرفا فيها ،تنازع االختصاص بين القضاة ،رد القضاة ،الحالة المدنية ،حماية ناقصي األهلية ،الطعن
بالتزوير ،اإلفالس والتسوية القضائية وأخي ار المسؤولية المالية للمسيرين االجتماعيين.
تنص المادة 259من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على ما يلي " :يكون ممثل النيابة العامة طرفا منضما في 3
القضايا الواجب إبالغه بها ،ويبدي رأيه بشأنها كتابيا حول تطبيق القانون ".
تنص المادة 266من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على ما يلي " :عندما تكون النيابة العامة طرفا منضما في 4
القانون إطالع النائب العام على القضايا الخاصة بحالة األشخاص قبل عشرة أيام على األقل من يوم
الجلسة بواسطة كتابة الضبط ،فإن القضاء بما يخالف أحكام هذا المبدأ يعد خرقا للقانون .والقضاء
بخالف ما ذكر ،يستوجب نقض القرار الذي يقضي ...دون مراعاة لمقتضيات المادة 141من ق.إ.م ".
وقد ورد في حيثيات هذا القرار ما يلي " :فيما يخص السبب األول المتخذ اعتمادا على خرق المادة .141
لقد نظر المشرع نظرة خاصة لجملة من القضايا وأوالها عناية مميزة ونص على أنه إذا عرضت على
المجالس القضائية فال تفصل فيها قبل عرضها على النيابة العامة لالطالع عليها واعطاء رأيها في
موضوعها وأن يكون لهذا اإلجراء إذا اتخذ أثر بالملف أن لم ينص عليه في القرار كما هو المطلوب ومن
تلك قضايا حاالت األشخاص .وحيث أن القضية الصادر فيها القرار المطعون فيه اشتملت على شيئين
من حاالت األشخاص وهما الطالق والحضانة ،وقد أهمل القضاة إطالع النيابة عليه منتهكين بذلك
مقتضيات المادة في السبب مكتفين بوضع ورقة بالملف تدل على أنهم قاموا باإلجراء ،غير أنه إذا قورن
تاريخها بتاريخ االستئناف يظهر أن األول أسبق من األخير ومن ثم يعتبر أمر الورقة المؤرخة في
1983/11/19غير قانوني وعليه فالسبب في محله.
كما ورد في قرار آخر ،صادر بتاريخ 1984/02/03عن المحكمة العليا "المجلس األعلى سابقا"،
منشور بالمجلة القضائية ،1المبدأ التالي " :إطالع النائب العام على الملفات المتعلقة باألحوال الشخصية
– طالق – إجراء جوهري من النظام العام " .كما ورد فيه ما يلي " :من المقرر قانونا أنه يجب إبالغ
النائب العام على القضايا المتعلقة بحالة األشخاص ،ومن ثم فإن القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد خرقا
إلجراء جوهري وانتهاكا لقاعدة قانونية من قواعد النظام العام .ولما كان قضاة االستئناف ،وافقوا على حكم
قضى بالطالق دون إبالغ الملف المتعلق به إلى النائب العام ،فإنهم بقضائهم هذا خرقوا المادة 141من
قانون اإلجراءات المدنية " .وأضافت في حيثياتها ،ما يلي " :لقد أوجب القانون في عدة قضايا على أال
يقع البت فيها إالّ بعد إطالع النائب العام على ملفاتها ومعنى ذلك أن القانون جعلها طرفا فيها ،وكل
طرفا فيها في أية قضية ينبغي أن يكون على علم بموضوعها .وحيث أنه من المقرر قانونا أنه يجب
إبالغ النائب العام بالقضايا المتعلقة بحالة األشخاص ،ومن ثم فإن القضاء بما يخالف هذا المبدأ يعد
خرقا إلجراء جوهري وانتهاكا لقاعدة من قواعد النظام العام .ومتى كان كذلك استوجب نقض القرار
المطعون فيه ".
أنظر :القرار رقم 34762الصادر بتاريخ ،1984/02/03المحكمة العليا ،قسم الوثائق ،الجزائر ،المجلة القضائية، 1
وورد في قرار آخر صادر عن المحكمة العليا بتاريخ ،1988/05/09والمنشور بنشرة القضاة ،1ما
يلي ":لقد جعل المشرع لبعض القضايا ميزة خاصة ،وفرض على قضاة المجالس في حالة عرضها عليهم
أن يتخذوا في شأنها إجراءات معينة قبل أن يفصلوا فيها .ومن تلك القضايا ،تلك التي تتعلق بحاالت
األشخاص ومنها الطالق .وبالرجوع إلى أوراق ملف القضية والقرار المطعون فيه الصادر حولها .فإنه
يتبين منها أنه رغم أن النزاع يتعلق بالطالق ،فإن الملف لم يبلغ إلى النائب العام .مما يعد خرقا إلجراءات
جوهرية ،تتعلق بالنظام العام الذي يعرض القرار المطعون فيه للنقض ".
إن الشيء المالحظ حول ق اررات المحكمة العليا في هذا الصدد ،هو أن كل ق ارراتها المستشهد بها
بخصوص النيابة العامة في منازعات شؤون األسرة ،صدرت قبل تعديل قانون األسرة وقبل صدور قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية .وهذا دليل قاطع على أن المحكمة العليا استندت على المادة 141من قانون
اإلجراءات المدنية الملغى .فهذا يعد بمثابة تزيد من الفقه على نص القانون وتحميل النصوص القانونية
أكثر مما تطيق.
كما أنه وباعتبار أن النيابة العامة في مركز الطرف األصلي في منازعات شؤون األسرة ،فإنها
تملك كل ما يملكه الطرف األصلي ،وتتصرف كمدعية استنادا لمعيار صفة االدعاء .إذ يمكنها المطالبة
ببطالن الزواج إذا تم دون مراعاة أركانه .كما يمكنها المطالبة بتثبيت الطالق الذي سبق وأن أوقعه الزوج
بإرادته المنفردة ،كما لها أن تعترض على الرجوع بعد الطالق ،إذا تبين لها أن الطالق بائن بينونة كبرى،
في حالة ما إذا ثبت لديها وجود ثالثة أحكام قضائية متفرقة تقضي بالطالق بين نفس الزوجين ،على
عكس ما يرى البعض ،بالقول " إن النيابة العامة على مستوى القضاء في قضايا الطالق بصفة عامة
تطالب في مذكراتها فقط بتطبيق القانون بحيث يعد دورها جد سلبي وكأنها غائبة ألن ال نجد من وراء
حضورها نفعا ،أما بحضور الطالق باإلرادة المنفردة ،فال ضرورة من حضورها ألن الزوج قرر فك الرابطة
2
الزوجية وال يمكن للنيابة أن تلزمه بإرجاع الزوجة ".
كما أننا نرى ،أنه يجوز للنيابة العامة حتى االعتراض على إجراء محاوالت الصلح في مثل هذه
الحالة ،ألن إجراء الصلح والحكم بالرجوع يعد مخالفا للقانون والشرع في نفس الوقت؛ إذ ال تجوز المراجعة
شرعا وقانونا في حالة الطالق البائن بينونة كبرى ،طبقا لنص المادة 51من قانون األسرة .كما يمكنها
االعتراض على إسناد الحضانة إلى أحد األبوين أو كالهما إذا رأت أن الشروط التي يتطلبها المشرع غير
أنظر :القرار رقم 49283الصادر بتاريخ ،1988/05/09المجلس األعلى ،نشرة القضاة ،العدد ،02سنة ،1992 1
ص.46
2أنظر :إيمان سي بوعزة ،دور النيابة العامة في المسائل األسرية ،أطروحة دكتوراه ،القانون الخاص ،جامعة أبو بكر
بلقايد تلمسان ،الجزائر ،2019 ،ص .134
متوفرة ،كأن يكونا يتمتعان بسمعة سيئة ويشكالن خط ار على المحضون ،وبالمقابل تقديم طلب إلى
المحكمة إلسناد الحضانة إلى شخص يكون أهال للحضانة .كما يحق لها الطعن باالستئناف أو بالنقض
ضد األحكام والق اررات القضائية ،وخير دليل على ذلك ،على عكس ما يراه البعض ،الطعون التي تقوم بها
النيابة العامة في قضايا إثبات الزواج العرفي المختلط؛ إذ طعنت النيابة العامة ضد العديد من األحكام
القضائية أمام مختلف المجالس القضائية ،كما طعنت بالنقض أمام المحكمة العليا في العديد من الق اررات
القضائية الصادرة عن مختلف المجالس القضائية.1
وفي ختام هذا البحث يمكننا القول ،أن المشرع أحسن صنعا عندما أدرج النيابة العامة في قانون
األسرة ،وجعلها في مركز الطرف األصلي ،في جميع القضايا المتعلقة بمنازعات شؤون األسرة ،فهي
بالنسبة لألسرة صمام األمان ودرع حمايتها ،خاصة إذا علمنا أن المشرع الدستوري أولى أهمية خاصة
ألمن واستقرار األسرة والطفل ،فجعلها تحت حماية الدولة ،وهذا ما أقرته وتضمنته المادة 71من
الدستور .2ومنه ال يمكن مطلقا التساهل في مصير األسرة وتعريضها للخطر ،خاصة وأنها تعتبر الخلية
األساسية للمجتمع وحمايتها تعني حماية هذا األخير .لذا فإن جعل النيابة العامة في مركز الطرف
األصلي ،ما هو في الحقيقة إالّ تجسيدا لهذه الحماية .كما يعتبر في نفس الوقت بمثابة خطوة أولية جبارة
في انتظار بحول هللا انشاء محاكم األسرة وجعل نيابة عامة متخصصة وخاصة بها.
خاتمة:
من خالل كل ما تقدم يمكن القول ،أن النيابة العامة تعتبر صمام األمان بالنسبة لألسرة والدرع
الحصين الذي يحول دون تفككها ،خاصة وأن األسرة تعد الخلية األساسية للمجتمع ،فإذا تفككت وضاعت
تفكك وضاع معها المجتمع .لذا فإن المشرع أولى أهمية كبرى للمركز القانوني للنيابة العامة وللدور
أنظر على سبيل المثال ال الحصر ،الق اررات الصادرة عن المحكمة العليا ،والتي نذكر منها ،ما يلي: 1
-القرار رقم 0942668الصادر بتاريخ ،2016/02/03المحكمة العليا ،قسم الوثائق ،الجزائر ،مجلة المحكمة العليا،
العدد ،01سنة ،2016ص .130
-القرار رقم 1005800الصادر بتاريخ ،2016/07/13المحكمة العليا ،قسم الوثائق ،الجزائر ،مجلة المحكمة العليا،
العدد ،02سنة ،2016ص .207
-القرار رقم 1028971الصادر بتاريخ ،2016/12/07المحكمة العليا ،قسم الوثائق ،الجزائر ،مجلة المحكمة العليا،
العدد ،02سنة ،2016ص .211
2تنص المادة 71من الدستور على ما يلي ":تحظى األسرة بحماية الدولة .حقوق الطفل محمية من طرف الدولة واألسرة
مع مراعاة المصلحة العليا للطفل." ...
الجبار الذي ينبغي أن تقوم به في القضايا المتعلقة بمنازعات شؤون األسرة ،إذ جعل منها طرفا أصليا في
جميع القضايا المتعلقة باألسرة .وقد توصلنا في هذا البحث إلى جملة من النتائج واالقتراحات الموصي
بها ،نوردها فيما يلي:
أوال :النتائج:
– 1أن المشرع تعمد جعل النيابة العامة في القضايا المتعلقة بمنازعات شؤون األسرة ،في مركز الطرف
األصلي بموجب المادة 3مكرر من قانون األسرة ،فهو يقصد ذلك فعال وال مجال لمحاولة تحريف النص
عن طريق التفسير والتأويل واالجتهاد بحجة الغموض ،فال مجال لالجتهاد في مورد وضوح النص.
– 2أن جانبا كبي ار من الفقه والقضاء ،اختلط عليه األمر بخصوص المراكز القانونية للنيابة العامة ،فلم
يحسن التمييز والتفرقة بين مركز النيابة العامة عندما تكون طرفا أصليا وبين مركز النيابة العامة عندما
تكون طرفا منضما وخاصة منه االنضمام اإلجباري.
– 3أن النيابة العامة عندما تقدم طلبها لقاضي شؤون األسرة ،للمطالبة بتطبيق القانون ،كما هو عليه
الشأن حاليا ،يعتبر في حد ذاته خطأ فادحا من جانبها في تطبيق القانون ،كونها تعتبر طرفا أصليا
وليست طرفا منضما انضماما إجباريا حتى تبدي رأيها بخصوص تطبيق القانون.
–4أن النيابة العامة تم النص عليها ضمن األحكام العامة في قانون األسرة ،وكما هو معلوم قانونا أن ما
يتم النص عليه ضمن األحكام العامة ألي قانون كان ،فمعنى ذلك أنه يسري ويطبق على كل ما تضمنه
ذلك القانون .وهذا ما يعني أن مركز النيابة العامة كطرف أصلي والذي تم ذكره ضمن األحكام العامة،
يطبق على كل ما تضمنه قانون األسرة دون حاجة لتكرار ذلك في كل حالة على حدى .ومنه فإن القول
بأن المشرع خص النيابة العامة ببعض القضايا في قانون األسرة فقط دون غيرها .قول مردود عليه وال
يستقيم مع الحكمة القانونية المتوخاة من إدراج األحكام العامة عند سن القوانين.
- 5أن النيابة العامة تعد طرفا أصليا بصريح نص المادة 3مكرر من قانون األسرة ،ومنه فإن دورها
يكون في نطاق دور المنوط بالطرف األصلي ،وبالتالي ال يمكن بأي حال من األحوال ،أن ينسب لها
دور الطرف المنضم سواء كطرف منضم انضماما إجباريا أو كطرف منضم انضماما اختياريا.
- 1على المشرع التعجيل في إنشاء محاكم شؤون األسرة ونيابة عامة خاصة ومتخصصة فقط
بالمنازعات األسرية ،تجسيد الميالد قضاء شؤون األسرة.
- 2تخصيص وفي أقرب وقت ممكن ،جزءا من أعضاء النيابة العامة لمنازعات شؤون األسرة فقط مع
إخضاعهم لتكوين خاص في مجال المنازعات األسرية.
- 3على و ازرة العدل ،وفي انتظار إنشاء محاكم األسرة ونيابة األسرة ،إصدار تعليمة و ازرية إلى النواب
العامين لدى مختلف الجهات القضائية على مستوى التراب الوطني ،تشير فيها إلى ضرورة تفادي الخطأ
القانوني الحاصل حاليا بخصوص طلبات النيابة العامة ،والمتمثلة في المطالبة بتطبيق القانون ،والناتج
عن الخلط الحاصل بين طلبات النيابة العامة عندما تكون طرفا أصليا وعندما تكون طرفا منضما
انضماما إجباريا.
أ -الدستور:
دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المؤرخ في 08ديسمبر ،1996الجريدة الرسمية ،العدد
،76السنة ،1996المعدل بموجب القانون 03-02المؤرخ في 10أفريل ،2002الجريدة الرسمية،
العدد ،25السنة .2002والمعدل بالقانون رقم 19-08المؤرخ في 15نوفمبر سنة ،2008الجريدة
الرسمية ،العدد ،63السنة .2008والمعدل بموجب القانون رقم 01-16المؤرخ في 06مارس سنة
،2016الجريدة الرسمية ،العدد ،14السنة .2016والمعدل بموجب القانون رقم 442-20المؤرخ في
30ديسمبر سنة ،2020الجريدة الرسمية ،العدد ،82السنة .2020
ب -النصوص القانونية:
–2القانون رقم 11-84المؤرخ في 9رمضان عام 1404الموافق 9يونيو سنة ،1984المعدل والمتمم
باألمر رقم 02-05المؤرخ في 18محرم عام 1426الموافق 27فبراير سنة ،2005المتضمن قانون
األسرة ،الجريدة الرسمية ،العدد ،15السنة .2005
أ-الكتب:
- 1عبد العزيز سعد ،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد -أحكام الزواج والطالق بعد التعديل ،دار هومة ،الجزائر،
.2007
- 2عبد القادر بن داود ،شرح قانون األسرة الجديد ،دار الهالل للخدمات اإلعالمية ،الجزائر.2005 ،
– 3الطيب زروتي ،الكامل في العرائض القضائية – العرائض القضائية في شؤون األسرة ،الجزء األول ،مطبعة الفسيلة،
الجزائر.2010 ،
ب-الرسائل الجامعية:
-إيمان سي بوعزة ،دور النيابة العامة في المسائل األسرية ،أطروحة دكتوراه ،القانون الخاص ،جامعة أبو بكر بلقايد
تلمسان ،الجزائر.2019 ،
ج-االجتهاد القضائي:
- 1القرار رقم 34762الصادر بتاريخ ،1984/02/03المحكمة العليا ،قسم الوثائق ،الجزائر ،المجلة القضائية ،العدد
،04سنة .1989
- 2القرار رقم 41752الصادر بتاريخ ،1986/10/06المحكمة العليا ،قسم الوثائق ،الجزائر ،المجلة القضائية ،العدد
،02سنة .1989
- 3القرار رقم 49283الصادر بتاريخ ،1988/05/09المجلس األعلى ،نشرة القضاة ،العدد ،02سنة .1992
- 4القرار رقم 401317الصادر بتاريخ ،2006/10/11المحكمة العليا ،قسم الوثائق ،الجزائر ،مجلة المحكمة العليا،
العدد ،02سنة .2006
- 5القرار رقم 0942668الصادر بتاريخ ،2016/02/03المحكمة العليا ،قسم الوثائق ،الجزائر ،مجلة المحكمة العليا،
العدد ،01سنة .2016
- 6القرار رقم 1005800الصادر بتاريخ ،2016/07/13المحكمة العليا ،قسم الوثائق ،الجزائر ،مجلة المحكمة العليا،
العدد ،02سنة .2016
- 7القرار رقم 1014669الصادر بتاريخ ،2016/09/07المحكمة العليا ،قرار غير منشور.
- 8القرار رقم 1028971الصادر بتاريخ ،2016/12/07المحكمة العليا ،قسم الوثائق ،الجزائر ،مجلة المحكمة العليا،
العدد ،02سنة .2016
د-المقاالت في المجالت:
-1الهاشمي تافرونت ،دور النيابة العامة في قضايا األسرة في التشريع الجزائري ،مجلة الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
عباس لغرور خنشلة ،الجزائر ،الجزء ،01العدد ،2017 ،08ص .211-197
-2عمر زودة ،طبيعة دور النيابة العامة في ظل أحكام المادة 3مكرر من قانون األسرة (األمر رقم ،)02-05مجلة
المحكمة العليا ،قسم الوثائق بالمحكمة العليا ،الجزائر ،العدد ،2005 ،2ص .45-31
-3فائزة جروني ،تدخل النيابة العامة في ظل قانون األسرة الجزائري ،مجلة العلوم القانونية والسياسية ،جامعة الوادي،
الجزائر ،العدد ،2016 ،13ص .63-52
-4محمد لمين مسيخ ،دور النيابة العامة كحامية للنظام العام في قانون األسرة الجزائري (المادة 3مكرر من قانون
األسرة الجزائري) ،مجلة الباحث للدراسات األكاديمية ،جامعة باتنة ،الجزائر ،العدد ،2018 ،13ص .736-723