You are on page 1of 18

‫الدكتور إدريس الفاخوري‬

‫دور النيابة العامة يف املادة األسرية‬

‫رابط املقال‬

‫‪https://www.maroclaw.com/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-‬‬
‫‪%D8%A5%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AE%D9%88%D8%B1%D9%8A-‬‬
‫‪%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84/‬‬

‫تعد مؤسسة النيابة العامة من بين المؤسسات التي تسهر على حماية المصالح العامة لألفراد والمجتمع‪ ،‬بما في ذلك‬
‫األسرة التي تعد الخلية األولى للمجتمع‪ ،‬صالحه من صالحها وفساده من فسادها‪ ،‬وما دامت الرابطة بين األسرة والمجتمع‬
‫جدلية على هذا النحو‪ ،‬وأن النيابة العامة هي الساهرة على حماية المجتمع و األسرة‪ ،‬فقد تم تخويلها أدوار مهمة في جميع‬
‫القضايا المتعلقة باألسرة‪ ،‬لتساهم بشكل فعال في الحفاظ على كيانها واستقرارها‪ ،‬نظرا للخصوصية التي ينفرد بها قضاء‬
‫األسرة عن القضاء المدني رغم أنه فرع من فروعه‪.‬‬
‫ولهذا السبب كرس المشرع المغربي الدور االيجابي للنيابة العامة في ميدان النزاعات األسرية للسهر على التطبيق‬
‫الحسن لبنود المدونة وتحقيق مجموعة من األهداف بغية العدالة ومصلحة األسرة‪ .‬إذ منحت المادة الثالثة من مدونة األسرة‬
‫للنيابة العامة صفة الطرف األصلي في جميع القضايا التي تطبق فيها المدونة‪ ،‬هذه األخيرة التي تدخل ضمن القضايا التي‬
‫يختص قسم قضاء األسرة لدى المحكمة االبتدائية بالنظر فيها‪ ،‬حيث جاء في الفصل الثاني من ظهير التنظيم القضائي للمملكة‬
‫ما يلي‪“ :‬تنظر أقسام قضاء األسرة في قضايا األحوال الشخصية والميراث والحالة المدنية وشؤون التوثيق والقاصرين والكفالة‬
‫وكل ما له عالقة برعاية وحماية األسرة”‪ .‬باإلضافة الى التنصيص في حوالي ‪ 62‬مادة على تدخل النيابة العامة على امتداد‬
‫الحياة األسرية‪ ،‬السيما مرحلتي الزواج وانحالله‪ ،‬بما في ذلك حماية المحضون والمحجور بصفة عامة‪.‬‬
‫|‪|1‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬نتساءل عن دور النيابة العامة في المادة األسرية‪ ،‬وهل فعال توفق المشرع في صياغة المواد التي‬
‫أسند فيها للنيابة العامة‪ ،‬كجهاز يسعى إلى تحقيق المصلحة العامة وحماية المجتمع‪ ،‬هذا الدور الحمائي والرقابي احيانا أخرى‪.‬‬
‫ولتبيان ذلك سأقسم الموضوع إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬دور النيابة العامة أثناء الزواج وعند انحالله‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا الحضانة واألهلية والنيابة الشرعية‬
‫********************************************************************‬
‫املبحث األول‪ :‬دور النيابة العامة أثناء الزواج وعند احنالله‬

‫تؤدي النيابة العامة دورا مهما في قضايا األسرة باعتبارها طرفا أصليا في جميع قضايا ودعاوى مدونة األسرة التي‬
‫يمكن أن تنتج عن الرابطة الزوجية والمرتبط كذلك بمجموعة اآلثار المترتبة عن هذه العالقة‪ ،‬سواء قبل بدايتها أو خالل‬
‫سريانها أو عند انتهائها‪ ،‬ولها الحق في اتخاذ من اإلجراءات ما تراه ضروريا لتحقيق الهدف األسمى المتمثل في التطبيق العادل‬
‫لمدونة األسرة‪ ،‬إضافة إلى ما يدخل في صميم عملها اإلداري‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬سنتناول هذا المبحث عبر مطلبين اثنين ندرس في المطلب األول دور النيابة العامة أثناء قيام الرابطة الزوجية‪،‬‬
‫ونناقش في المطلب الثاني دور النيابة العامة في تجهيز ملفات انحالل ميثاق الزوجية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬دور النيابة العامة أثناء قيام الرابطة الزوجية‬

‫قبل الحديث عن تتدخل النيابة العامة أثناء قيام الرابطة الزوجية‪ ،‬نرى أنه من المهم إبراز صفة هذا التدخل أي متى‬
‫تأخذ صفة الطرف األصلي وما هي الحاالت التي تتدخل بغير هذه الصفة مع ما يترتب على ذلك من أثار قانونية في غاية‬
‫األهمية (الفرع األول) وبعد ذلك نبين تدخلها أثناء قيام العالقة الزوجية من خالل عملها اإلداري المتمثل في تسجيل بيانات‬
‫الزواج وفي االجراءات المتعلقة بالتعدد (الفرع الثاني) ناهيك عن الدور الحمائي المتجسد في إرجاع الزوج المطرود إلى بيت‬
‫الزوجية‪ ،‬وحماية حقوق األطفال (الفرع الثالث)‬

‫الفرع األول‪ :‬صفة تدخل النيابة العامة يف مدونة األسرة‬


‫يطرح موضوع تدخل النيابة العامة في قضايا األسرة إشكالية الصفة التي تتدخل بها في هذه القضايا‪ ،‬هل تتدخل‬
‫كطرف أصلي أم كطرف منضم‪ ،‬إذ تعتبر المادة الثالثة من مدونة األسرة أن النيابة العامة طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية‬
‫إلى تطبيق أحكام هذه المدونة‪ ،‬بينما الفصل التاسع من قانون المسطرة المدنية ينص على أنها طرفا منضما‪ ،‬علما أن الفصل‬
‫الثاني من ظهير التنظيم القضائي المغير والمتمم بقانون ‪ 30 -30‬عدد قضايا األسرة في قضايا األحوال الشخصية والميراث‬
‫وقضايا الحالة المدنية وشؤون التوثيق والقاصرين وكذا األطفال المهملين‪.‬‬

‫|‪|2‬‬
‫وعليه يبدو أن النيابة العامة تتدخل كطرف أصلي ومنظم في آن واحد؛ وإن كان من غير المستساغ الجمع بين التدخلين‬
‫لوجود تباين يجعل الجمع بينهما مستحيال‪ ،‬فما هي طبيعة تدخل النيابة العامة في قضايا األسرة؟ وما الدور الذي تقوم به في هذه‬
‫القضايا؟ وهذا ما سنتناوله في الفقرتين التاليتين‪:‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬طبيعة تدخل النيابة العامة يف مدونة األسرة‬

‫باستقراء المادة الثالثة من المدونة يتضح أن النيابة العامة طرف أصلي‪ ،‬وبالرجوع إلى البند الثاني من الفصل ‪ 9‬من‬
‫قانون المسطرة المدنية نجده ينص على ضرورة تبليغ قضايا األسرة إلى النيابة العامة‪ ،‬مما يجعلها طرفا منظما‪ ،‬ويبدو أنها‬
‫تتدخل كطرف أصلي ومنظم في آن واحد‪ ،‬وإن كان من غير المستساغ قانونا الجمع بين التدخلين لوجود تباين يجعل الجمع‬
‫بينهما آن واحد مستحيال الختالف اآلثار القانونية المترتبة عن كل منهما‪.‬‬
‫ومن هنا برز رأيين مختلفين في الموضوع‪ ،‬حاوال فك إشكالية التوفيق بين المادتين‪.‬‬
‫الرأي األول حاول تحديد طبيعة تدخل النيابة العامة في قضايا األسرة بطرحه لحالتين ‪ :‬الحالة األولى هي التي تكون‬
‫فيها النيابة العامة طرفا رئيسيا في جميع القضايا التي خول لها القانون حق إقامة الدعوى أو عندما ترفع ضدها الدعوى (أي‬
‫مدعية أو مدعى عليها) وتكتسب هنا صفة الطرف األصلي حيث تصير خصما لها ما للخصوم من حقوق‪.‬‬
‫أما الحالة الثانية‪ :‬هي التي تكون فيها النيابة العامة طرفا منضما وتظهر في القضايا األسرية التي ال تكتسب فيها صفة‬
‫المدعية أو المدعى عليها ويكون من حقها تقديم المستنتجات وإبداء آراءها دون أن يكون لها حق المواجهة‪.‬‬
‫وبالنسبة للرأي الثاني يرى ‪-‬انسجاما مع أحكام المادة الثالثة من مدونة األسرة‪ ،-‬أن النيابة العامة طرف أصلي‪ ،‬حيث تتدخل‬
‫بناء على نص قانوني ويكون لها االختيار باعتبارها ليست الوحيدة التي تملك صفة االدعاء في الدعاوى التي تكون فيها مدعية‪،‬‬
‫فلكل ذي مصلحة مشروعة حق تقديم طلب أمام المحكمة‪ ،‬ويتم تبليغ الملف إليها حتى تبدي مستنتجاتها في الموضوع وفقا لما‬
‫يمليه القانون‪ .‬وتتدخل كطرف منظم في باقي القضايا المتعلقة باألسرة رعاية لها وحفاظا على وحدة كيانها وفقا للفلسفة التي‬
‫جاء بها المشرع من أجل رفع الحيف عن النساء وحماية حقوق األطفال وصيانة كرامة الرجل‪.‬‬
‫ونعتقد‪ ،‬انسجاما مع مقتضيات المادة الثالثة من مدونة األسرة والفصل ‪ 9‬من قانون المسطرة المدنية وكذا الفصل الثاني‬
‫من ظهير التنظيم القضائي أن اعتبار النيابة العامة طرفا أصليا له ما يبرره‪ ،‬إذ هناك منازعات أسرية قد تمس مراكز قانونية ال‬
‫تقتصر آثارها على خصوم الدعوى فقط‪ ،‬إذ قد تمس مصالح أخرى جديرة بالحماية من طرف المشرع وال نرى من سوف يقوم‬
‫بهذا الدور غير النيابة العامة‬
‫فالهدف من إعطاء هذه األخيرة هذا الدور في قضايا األسرة هو منحها ما قد يكون لألطراف من حقوق كحق الطعن‪،‬‬
‫فقد ترى خرقا سافرا للقانون ومضرا بحق من حقوق المجتمع كما قد يكون الطرف المحكوم عليه ضعيفا أو عديم األهلية‪،‬‬
‫فيكون حق الطعن هو السبيل الوحيد لحفظ مثل هذه الحقوق ومؤازرة الضعفاء في الدعوى‪.‬‬

‫|‪|3‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الدور الذي تؤديه النيابة العامة يف املادة األسرية‬

‫يتسع دور النيابة العامة ويضيق في قضايا األسرة حسب نوع القضايا التي تتدخل فيها‪ ،‬رغم أن تدخلها في هذه القضايا‬
‫طبقا لمقتضيات المادة الثالثة من المدونة يأخذ صفة الطرف األصلي ووفقا للفصل ‪ 9‬من قانون المسطرة المدنية تتدخل كطرف‬
‫منظم‪.‬‬
‫ففي القضايا الرامية إلى تطبيق أحكام المدونة تتدخل كطرف أصلي مدعية أو مدعي عليها ونستنتج ذلك من خالل‬
‫مجموعة من المواد منها‪:‬‬
‫‪ ‬المادة ‪ :45‬حماية حقوق الطفل – المادة ‪ :524‬طلب اختيار األصلح للحضانة‬
‫‪ ‬المادتين ‪ 34‬و ‪ :32‬طلب استصدار قرار بإثبات حياة المفقود أو إثبات التاريخ الحقيقي للوفاة‬
‫‪ ‬المادة ‪ :533‬طلب استصدار قرار منع السفر بالمحضون خارج المغرب‬
‫‪ ‬وكذا المواد ‪ 665‬و ‪ 662‬و ‪ 633‬و ‪…035‬‬
‫وتتدخل في باقي القضايا كطرف منضم‪ ،‬وفقا للفصل ‪ 9‬من ق م م‪ ،‬تبدي رأيها لفائدة القانون ويتضح ذلك جليا من‬
‫بعض المواد‪ :‬كالمادة ‪ 88‬والمادة ‪ 654‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫أما فيما يخص قضايا الحالة المدنية فإن النيابة العام تتدخل كطرف أصلي لتعلقها بالنظام العام كما تأخذ نفس الصفة في‬
‫القضايا المتعلقة بكفالة األطفال المهملين إذا كانت مدعية أو مدعى عليها كتحريك دعوى التصريح باإلهمال أو المطالبة باتخاذ‬
‫إجراءات معينة في مصلحة الطفل وتأخذ صفة الطرف المنظم إذا لم تكن هي التي رفعت الدعوى أو أقيمت ضدها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬دور النيابة العامة يف تسجيل الزواج ويف دعاوى التعدد‬


‫نتحدث في الفقرة األولى عن دور النيابة العامة في تسجيل بيانات الزواج على أن نبين دورها في دعاوى التعدد في‬
‫الفقرة الثانية‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬السهر على تسجيل بيانات الزواج‬

‫تؤدي النيابة العامة دورا مهما على مستوى اإلجراءات اإلدارية لعقد الزواج سواء أبرم داخل المغرب أو خارجه‪ ،‬غير‬
‫أن دورها هذا ال يندرج في إطار تدخلها كطرف أصلي أو منضم‪ ،‬وإنما يندرج في مهامها اإلدارية والمتمثلة في اإلشراف على‬
‫الحالة المدنية والتنسيق بين قسم قضاء األسرة ونظام الحالة المدنية بما يضمن ويحقق مصلحة األسرة‪.‬‬
‫ويتضح ذلك جليا من خالل الفقرة األخيرة من المادة ‪ 54‬من مدونة األسرة التي تنص على أنه‪ ”:‬إذا لم يكن للزوجين أو‬
‫ألحدهما محل والدة بالمغرب‪ ،‬فإن النسخة توجه إلى قسم قضاء األسرة بالرباط وإلى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية بالرباط”‪.‬‬
‫وكذلك من خالل الفقرة الثانية من المادة ‪ 28‬من مدونة األسرة التي تنص على ما يلي‪ «:‬غير أنه إذا لم يكن للزوجين أو‬
‫ألحدهما محل والدة بالمغرب‪ ،‬يوجه الملخص إلى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية بالرباط»‪.‬‬
‫وتطبيق مقتضيات المادة ‪ 54‬من مدونة األسرة يتم عبر السلك الدبلوماسي‪ ،‬إذ تتولى مصالح وزارة الخارجية إرسال‬
‫نسخ من عقود الزواج المبرمة بالخارج بين المغاربة وفقا لقانون بلد اإلقامة إلى السيد وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية‬
‫|‪|4‬‬
‫بالرباط‪ ،‬في حالة عدم توافر الزوجين أو أحدهما على محل والدة بالمغرب وذلك بغية اتخاذ اإلجراءات التي تخضع لها رسوم‬
‫الحالة المدنية المسجلة بسفارات وقنصليات المملكة المغربية بالخارج وإخضاعها للمراقبة‪ .‬كما يقوم رئيس قسم قضاء األسرة‬
‫بتوجيه ملخص عقود الزواج المبرمة بالمغرب بين زوجين ال يتوفر أحدهما أو كالهما على محل والدة بالمغرب إلى وكيل‬
‫الملك بالرباط‪.‬‬
‫كما أن النيابة العامة تراقب مدى توافر الشروط القانونية في الزيجات التي يبرمها المغاربة بالخارج عن طريق ملتمس‬
‫رفض تذيل حكم أجنبي بالصيغة التنفيذية لعلة أن الزوجين عقد زواجهما وفق اإلجراءات اإلدارية المحلية لبلد االقامة‪ ،‬وأن هذا‬
‫العقد لم يعرض على القضاء لمراقبة توافر الشروط القانونية‪ ،‬الشكلية والموضوعية من عدمه وذلك لمخالفته لمقتضيات المادة‬
‫‪ 55‬من مدونة األسرة لحضور شاهد امرأة غير مسلمة‪.‬‬
‫وهذه المقتضيات اقتضتها مصلحة األسرة من حيث الحفاظ على كل ما يرتبط بتوثيق العقد المنشئ لها‪ ،‬كما تجسد رغبة‬
‫المشرع في تضمين بيانات الزواج بهامش رسم والدة الزوجين‪،‬حيث أصبحت رسوم الحالة المدنية في ظل النظام القانوني‬
‫الحالي تتضمن بيانا هامشيا للزواج‪ ،‬وعلى ضابط الحالة المدنية أن يحيل بيان الزواج المدرج بطرة رسم الوالدة للزوجين على‬
‫وكيل الملك المختص ليقوم هذا األخير بتضمينه في نظير السجل المحفوظ بالمحكمة طبقا لما تنص عليه المادة ‪ 66‬من القانون‬
‫رقم ‪99‬ـ‪ 03‬المتعلق بالحالة المدنية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬السهر على تبليغ االستدعاء للزوجة املراد التزوج عليها‬

‫باستقراء مضمون المادة ‪ 50‬من مدونة األسرة يتبين أن دور النيابة العامة في دعاوى التعدد يدخل في أطار إشراكها‬
‫في تجهيز القضايا المتعلقة باألسرة‪ ،‬ويتمثل باألساس في السهر على تبليغ االستدعاء للزوجة المراد التزوج عليها بناء على‬
‫تكليف من المحكمة‪ ،‬إذ عندما يتقدم الزوج بطلب التعدد يتم استدعاء الزوجة المراد التزوج عليها‪ ،‬وفي حالة غيبتها فإنه ال يمكن‬
‫منح اإلذن بالتعدد إال إذا أفادت النيابة العامة بعد قيامها ببحث بواسطة الشرطة القضائية أو السلطة المحلية تعذر الحصول على‬
‫موطن أو محل إقامة لها يمكن استدعاؤها فيه‪ .‬وذلك عمال بمقتضيات الفقرة الثانية من المادة ‪ 50‬مدونة األسرة التي تنص على‬
‫مايلي‪ »:‬كما يمكن البت في الطلب في غيبة الزوجة المراد التزوج عليها إذا أفادت النيابة العامة تعذر الحصول على موطن‬
‫أو محل إقامة يمكن استدعاؤها فيه‪«.‬‬
‫وباإلضافة إلى دور النيابة العامة في السهر على تبليغ االستدعاء للزوجة المراد التزوج عليها فإنها تتدخل كطرف‬
‫أصلي بناء على طلب من الزوجة المتضررة أي بناء على شكاية الزوجة في الحالة التي يكون عدم توصلها باالستدعاء ناتجا‬
‫عن تقديم الزوج بسوء نية لعنوان غير صحيح أو تحريف في اسم الزوجة قصد حرمانها من الحضور‪ ،‬حتى يسهل عليه مبدئيا‬
‫الحصول على اإلذن بالتعدد‪ ،‬وذلك منعا لتحايل الزوج على القانون‪ ،‬إذ غالبا ما يعمد الزوج إلى الحصول على اإلذن بالتعدد‬
‫دون علم الزوجة األولى لكي يضعها فيما بعد أمام األمر الواقع‪ ،‬وذلك عن طريق اإلدالء بعنوان وهمي للزوجة األولى أو اسم‬
‫محرف‪ ،‬لكي يتعذر حضورها وعلمها باألمر‪ ،‬وبالتالي حرمانها من حقوقها‪ ،‬وهنا تتدخل النيابة العامة من أجل تحريك الدعوى‬
‫العمومية ضد الزوج طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 025‬من القانون الجنائي‪.‬‬

‫|‪|5‬‬
‫وإذا كان تدخل النيابة العامة هنا متوقف على شكاية الزوجة المتضررة‪ ،‬فإن تنازل هذه األخيرة عن شكايتها يغل يد‬
‫النيابة العامة في تحريك المتابعة عمال بمقتضيات الفقرة الثالثة من المادة الرابعة من قانون المسطرة الجنائية التي تنص على‬
‫أنه‪ «:‬تسقط الدعوى العمومية بتنازل المشتكي عن شكايته…»‪ .‬بغية الحفاظ على استمرار الروابط األسرية والحد من اآلثار‬
‫السلبية التي يمكن أن تنجم عن إدانة الزوج خصوصا وأن العالقة الزوجية الزالت قائمة ومبررات الحفاظ عليها موجودة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬السهر على إرجاع الزوج املطرود ومحاية حقوق األطفال‬


‫تؤدي النيابة العامة باإلضافة الى دورها التقليدي دورا حمائيا يتمثل في إرجاع الزوج المطرود إلى بيت الزوجية‬
‫(الفقرة األولى) وفي حماية حقوق األطفال (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫أسندت المادة ‪ 40‬من مدونة األسرة للنيابة العامة مهمة إرجاع الزوج المطرود حاال إلى بيت الزوجية مع اتخاذ‬
‫اإلجراءات الكفيلة بأمنه وحمايته‪ ،‬إذ نصت على أنه‪ «:‬إذا قام أحد الزوجين بإخراج اآلخر من بيت الزوجية دون مبرر‪ ،‬تدخلت‬
‫النيابة العامة من أجل إرجاع المطرود إلى بيت الزوجية حاال‪ ،‬مع اتخاذ اإلجراءات الكفيلة بأمنه وحمايته»‪.‬‬
‫وتفعيل هذه المادة من شأنه المساهمة في ضمان االستقرار األسري‪ ،‬ومعالجة بعض المشاكل والحاالت الواقعية الكثيرة‬
‫التي ما فتئت تعاني منها األسرة المغربية‪ ،‬بالنظر إلى ما تتوفر عليه النيابة العامة من سلطات تمكنها من تسخير القوة واللجوء‬
‫إلى وسائل اإلجبار‪ ،‬وكل ذلك طبعا من أجل تجاوز المشاكل والحاالت الواقعية التي كثيرا ما أظهرت معاناة الزوجة أو الزوج‬
‫من تداعيات الطرد من بيت الزوجية دون مبرر‪ ،‬حيث أصبح من حق النيابة العامة التدخل بشكل فوري ومؤقت إلرجاع‬
‫المطرود إلى بيت الزوجية إلى حين أخذ اإلجراءات القانونية مجراها الطبيعي‪.‬‬
‫إن تقييد تدخل النيابة العامة بكون الطرد مبررا أو غير مبرر يوجب عليها بمقتضى ما تتوفر عليه من سلطة المالئمة‬
‫تحديد ما إذا كانت الحالة المعروضة أمامها تقوم على سبب مشروع يجيز لها التدخل لرد المطرود لبيت الزوجية وإرجاع‬
‫الحالة إلى ما كانت عليه أم ال‪.‬‬
‫فالنيابة العامة يجب أن تكون لها نظرة شمولية لمختلف الظروف الواقعية المرتبطة بالحالة المعروضة عليها وأن تتفهم‬
‫وبشكل واضح األسباب والدوافع التي أدت إلى الطرد‪ ،‬حتى تقرر مدى توافر المبرر الشرعي من عدمه‪ ،‬آخذة في االعتبار‬
‫دورها االجتماعي واإلنساني لحماية الزوج المطرود والحفاظ على سالمته‪.‬‬
‫لذلك فإن النيابة العامة ال تكون ملزمة دائما برد المطرود لبيت الزوجية كما لو كان الزوج يشكل خطرا على الزوجة‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة يتعين عليها اتخاذ التدابير االحترازية الالزمة واالمتناع عن رد الزوج المطرود إلى بيت الزوجية رغم انعدام‬
‫مبرر الطرد كإسكان الزوج لدى أحد األقارب حفاظا على سالمته إلى حين إيجاد حل نهائي للنزاع‪ ،‬وتبقى جميع هذه‬
‫اإلجراءات التي تقوم بها النيابة العامة مجرد إجراءات ذات طابع وقتي ورهينة بتحقيق عدالة زمنية في انتظار أن يفصل‬
‫القضاء في موضوع النزاع بين الزوجين‪.‬‬

‫|‪|6‬‬
‫ومن الناحية العملية فإن تدخل النيابة العامة هذا قد تعوقه مجموعة من المعوقات لعل أهمها ندرة آليات التدخل‪ ،‬بل‬
‫كيف ستتعامل مع هذه المسألة وهي تتوفر فقط على جهاز الشرطة القضائية الذي يكون تدخله في غالب األحيان في معالجة مثل‬
‫هذه الحاالت غير مجدي ومفضيا إلى نتائج عكسية خصوصا وأن هذا الجهاز لم يتلقى أي تكوين في قضايا األسرةإضافة إلى‬
‫غياب أي جزاء جنائي يجعل الزوج مجبرا على االنصياع لتنفيذ أمر النيابة العامة بإرجاع زوجته المطرودة‪.‬‬

‫تجسيدا التفاقية حقوق الطفل الصادرة سنة ‪ 5989‬والتي صادقت عليه المملكة المغربية و في إطار العناية التي أولتها‬
‫المدونة لألسرة عامة ولفئة األطفال بصفة خاصة‪ ،‬ألقت مدونة األسرة من خالل مقتضيات المادة ‪ 45‬على النيابة العامة دورا‬
‫جسيما يتمثل في السهر على حماية الحقوق المختلفة لألطفال التي تم تعدادها في المادة المذكورة والمرتبطة بالطفل واللصيقة‬
‫بشخصه وحياته األسرية ومجتمعه والهادفة إلى حمايته‪.‬‬
‫وهذه الحقوق مرتبطة أساسا بالحق في الحياة والتوجيه الديني والتربية على السلوك القويم والسعي إلى التسجيل في‬
‫الحالة المدنية قصد تثبيت الهوية والنسب‪ ،‬وضمان حق التعليم والسهر على سالمة األطفال جسديا ونفسيا والوقاية من كل‬
‫استغالل‪ ،‬فالنيابة العامة تسهر على مراقبة حسن تطبيق هذه الحقوق والقيام بها‪ ،‬وذلك بتحريك اآلليات الزجرية في حالة‬
‫اإلخالل بااللتزامات القانونية التي وضعتها مدونة األسرة في صلب المادة ‪ 45‬على عاتق األبويين والتي تعتبر في نفس الوقت‬
‫حقوقا لألطفال‪.‬‬
‫إن سهر النيابة العامة على مراقبة تنفيذ األحكام المنصوص عليها في المادة ‪ 45‬من مدونة األسرة يجد تبريره في‬
‫حرص المشرع على ضمان تطبيقها على الوجه السليم حماية لهذه الفئة من المجتمع‪ ،‬مادام أن معظمها تتمتع بحماية جنائية‬
‫منصوص عليها في القانون الجنائي‪ ،‬فمثال التزام العمل على تثبيت هوية األطفال والحفاظ عليها يستفيد من المقتضيات الزجرية‬
‫المنصوص عليها في المادتين ‪ 528‬و ‪ 533‬من القانون الجنائي ‪ ،‬والتزام التوجيه الديني والتربية على السلوك القويم وقيم النبل‬
‫المؤدية إلى الصدق في القول والعمل يجد سنده في الفصل ‪ 586‬من نفس القانون‪ ،‬وحماية حق الطفل في الحياة الجسدية منذ‬
‫الحمل إلى حين بلوغ سن الرشد‪ ،‬وكذا اجتناب العنف المفضي إلى اإلضرار الجسدي والمعنوي‪ ،‬يستند الحماية الجنائية من‬
‫الفصلين ‪559‬و ‪ 545‬المتعلقين باإلجهاض وكذا الفصول ‪ 538‬و ‪ 555‬من القانون الجنائي‪.‬‬
‫وال تخفى على أحد الصعوبات العملية التي قد تعترض عمل النيابة العامة في السهر على تنفيذ وضمان هذه الحقوق‪،‬‬
‫وذلك إما لطبيعة بعضها كإرضاع األم ألوالدها‪ ،‬أو النعدام الوسيلة التي سوف تعتمدها في مراقبة تنفيذها‪ ،‬فكيف تتعامل النيابة‬
‫العامة مثال مع األب واألم حينما يقصران في تنفيذ حقوق طفلهما عن قصد أو عن غير قصد ألسباب اجتماعية واقتصادية؟‬
‫وكيف يمكن إرغام األب على تعليم ابنه وهو غير راغب أو غير قادر على شراء األدوات المدرسية؟‬
‫املطلب الثاني‪ :‬دور النيابة العامة يف جتهيز ملفات احنالل ميثاق الزوجية‬

‫يبرز دور النيابة العامة بشكل جلي في مرحلة انحالل ميثاق الزواج سواء بالطالق أو بالتطليق من خالل السهر على‬
‫تجهيز الملفات الرائجة المتوقفة على التبليغ عندما تكلف من طرف المحكمة‪ ،‬أو من خالل سهرها على حماية حقوق الزوجة‬
‫|‪|7‬‬
‫واألطفال ووضعهما اإلجتماعي‪ ،‬وكذا من خالل حماية حقوق المتغيب المفقود عبر تقديم طلب التصريح بحياته أو إلثبات‬
‫التاريخ الحقيقي لوفاته إذ وجددت اثباتات على ذلك‪.‬‬
‫غير أن دور النيابة العامة في هذه المرحلة تتباين أهميته وتختلف درجاته بحسب نوع القضية‪ ،‬وهو ما سنبينه في الفروع الثالثة‬
‫التالية‪ :‬نتطرق في الفرع األولى إلى دور النيابة العامة في التصريح بحياة المفقود وإثبات التاريخ الحقيقي لوفاته‪ ،‬ونتناول في‬
‫الفرع الثاني تدخل النيابة العامة في مسطرة الطالق على أن ندرس في الفرع الثالث تدخل النيابة العامة في دعاوى التطليق‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دور النيابة العامة يف التصريح حبياة املفقود و إثبات التاريخ احلقيقي لوفاته‬

‫تؤدي النيابة العامة دورا أصيال فيما يخص طلب التصريح بحياة المفقود (الفقرة األولى) وكذا بشأن إثبات التاريخ‬
‫الحقيقي لوفاته (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫أسندت مدونة األسرة بمقتضى المادة ‪ 34‬منها للنيابة العامة مهمة تقديم طلب إلى المحكمة إلصدار قرار بكون المفقود‬
‫المحكوم بوفاته مازال حيا‪ ،‬في حال ما إذا ظهر أن هذا األخير الزال حيا‪ ،‬وتتدخل النيابة العامة في هذه الحالة بصفتها مدعية‬
‫أو طالبة أي كطرف أصلي‪ ،‬تبسط الحجج المثبتة لحياة المفقود‪ ،‬ويكون لها حق المبادرة في رفع الدعوى ومراقبتها وتتبع‬
‫إجراءاتها‪ ،‬ويعد تدخلها في هذه الحالة تدخال إيجابيا وفعاال يروم الحفاظ على حقوق المفقود‪ ،‬فاستصدار قرار إلثبات حياة‬
‫المفقود هو يبطل الحكم بالوفاة بجميع آثاره‪ ،‬باستثناء زواج امرأة المفقود حكما حيث يبقى نافذا في حالة البناء بها‪.‬‬

‫تتدخل النيابة العامة بناء على مقتضيات المادة ‪ 32‬من مدونة األسرة بصفتها طالبة ومدعية إذا ثبت لها أن التاريخ الذي‬
‫صدر به الحكم المتعلق بالوفاة الخاص بالمفقود مخالفا للتاريخ الحقيقي للوفاة‪ ،‬وذلك عن طريق تقديم طلب إلى المحكمة إلصدار‬
‫حكم قضائي يقضي بإثبات التاريخ الحقيقي للوفاة وبطالن ما عداه من اآلثار المترتبة عن التاريخ غير الصحيح للوفاة باستثناء‬
‫زواج امرأة المفقود سواء تم البناء بها أو لم يتم‪ .‬وهذا الدور ليس بجديد على النيابة العامة وإنما هو من األدوار التي كانت‬
‫تمارسها بصريح قانون المسطرة المدنية وفقا للفصل ‪ 664‬الذي تم إلغاءه بالقانون ‪ 30.36‬المتعلق بالمسطرة المدنية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تدخل النيابة العامة يف مسطرة الطالق‬

‫تتدخل النيابة العامة في هذه المرحلة على مستوى مسطرة الصلح بين الزوجين (الفقرة األولى) وبعد الخطاب على‬
‫وثيقة الطالق من طرف القاضي(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫أنيطت بالنيابة العامة وفقا للمادة ‪ 85‬من مدونة األسرة مهمة المساعدة في تجهيز الملفات المتعلقة بالطالق عن طريق‬
‫تكليفها من المحكمة الناظرة في الملف بإبالغ الزوجة التي توصلت بصفة شخصية باالستدعاء ولم تحضر ولم تقدم مالحظات‬
‫مكتوبة‪ ،‬أنها إذا لم تحضر سيتم البت في الطلب في غيبتها‪ .‬وكذلك في الحالة التي يكون فيها عنوان الزوجة مجهول يمكن‬
‫|‪|8‬‬
‫للمحكمة أن تلجأ للنيابة العامة من أجل الوصول إلى العنوان الحقيقي للزوجة عن طريق االستعانة بالضابطة القضائية أو‬
‫بتنسيق مع السلطات المحلية وبجميع الوسائل المتاحة‪ ،‬ويبدو أن المشرع حاول تجسيد البعد الحمائي للمدونة من وراء هذه‬
‫اإلجراءات بتوفير الحماية الالزمة للزوجة تفاديا إلصدار حكم نهائي بانفصام العالقة الزوجية في غيابها‪ ،‬غير أنه إذا ثبت‬
‫تحايل الزوج من أجل عدم التمكن من تبليغ الزوجة واستصدار حكم بانفصام الزوجية في غيبتها‪ ،‬فإن النيابة العامة تتدخل‬
‫لتحريك الدعوى العمومية بطلب من الزوجة المتضررة‪ ،‬ومتابعته جنائيا وفق الفصل ‪ 025‬من القانون الجنائي‪.‬‬

‫عندما تأذن المحكمة للزوج بتوثيق الطالق يخاطب عليه القاضي المكلف بالتوثيق بقسم قضاء األسرة المختص ويقوم‬
‫بتوجيه نسخة منه إلى المحكمة التي أذنت بتوثيق الطالق حيث تصدر هذه األخيرة قرار معلال يتضمن البيانات الواردة في‬
‫المادة ‪ 88‬من مدونة األسرة والذي يشمل وجوبا مستنتجات النيابة العامة‪ ،‬ويتعين تبليغ ملخص وثيقة الطالق إلى ضابط الحالة‬
‫المدنية لمحل والدة الزوجين أو توجيهها إلى وكيل الملك لدى المحكمة االبتدائية بالرباط إذا لم يكن للزوجين أو ألحدهما محل‬
‫والدة بالمغرب طبقا للمادة ‪ 555‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫ويجوز للنيابة العامة الطعن باالستئناف في هذا القرار باعتبارها طرفا أصليا وفقا للمادة الثالثة من مدونة األسرة‪،‬‬
‫باستثناء الجزء القاضي بانفصام الزوجية الذي ال يقبل أي طعن وفقا لما نصت عليه الفقرة األولى من المادة ‪ 568‬من نفس‬
‫المدونة‪ ،‬إذ ال طعن بدون مصلحة حسب القواعد العامة المؤطرة لمؤسسة الطعون‪ ،‬وهكذا فال مصلحة للنيابة العامة للطعن في‬
‫هذا الجزء الخاص بإنهاء العالقة الزوجية وإنما مصلحتها تكمن في الطعن في الجزء المتعلق بالمستحقات التي يمكن أن تحكم‬
‫بها المحكمة للزوجة واألطفال‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تدخل النيابة العامة يف دعاوى التطليق‬

‫للنيابة العامة دورا مهما في دعاوى التطليق سواء على مستوى تدخلها للبحث عن محل غيبة الزوج (الفقرة األولى) أو‬
‫من حيث تنفيذ التدابير المؤقتة التي يكمن أن تحكم بها المحكمة قبل الحكم في جوهر القضية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫يبرز دور النيابة العامة في مسطرة التطليق في الحالة التي تتقدم الزوجة بطلب التطليق للغيبة‪ ،‬ويكون الزوج الغائب‬
‫مجهول العنوان‪ ،‬وهنا تتأكد المحكمة عن طريق النيابة العامة من صحة دعوى الزوجة‪ ،‬بإجراء األبحاث الضرورية عن الزوج‬
‫بواسطة السلطات المحلية أو مصالح الضابطة القضائية‪ ،‬وفي حالة استرسال غيبته‪ ،‬تعين له المحكمة قيما للبحث عنه بمساعدة‬
‫النيابة العامة التي تسهر على تنفيذ إجراءات القيم‪ ،‬وذلك توخيا لسرعة البت في هذا النوع من القضايا‪ ،‬عمال بمقتضيات المادة‬
‫‪ 534‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫كما أن النيابة العامة تساعد المحكمة في تجهيز الملفات في دعوى التطليق لعدم اإلنفاق‪ ،‬إذ تتأكد المحكمة بواسطة‬
‫النيابة العامة من كون محل غيبة الزوج مجهوال فعال طبقا للمادة ‪ 530‬من مدونة األسرة‪ ،‬إذ قد تعمد الزوجة إلى اإلدالء بعنوان‬

‫|‪|9‬‬
‫غير صحيح للزوج لتضلل المحكمة وتدفعها إلى إصدار حكم بالتطليق لعدم اإلنفاق في غيبة الزوج‪ ،‬وتحريم الزوج من حق‬
‫الدفاع عن نفسه والرد على ادعاءاتها بعدم اإلنفاق عليها‪.‬‬
‫وليس للنيابة العامة حق الطعن في الجزء القاضي بإنهاء الرابطة الزوجية طبقا لمقتضيات المادة ‪ 568‬من نفس‬
‫المدونة‪ ،‬ولعل هدف المشرع من وراء سده باب الطعن في هذه المقررات هو إنهاء النزاع بالسرعة المطلوبة حتى ال تتولد عنه‬
‫قضايا متعددة‪ ،‬ذلك أن فتح باب االستئناف والنقض يجعل المتقاضين في حالة خصوم قد يستمر زمنا طويال وتتسع دائرة‬
‫المتخاصمين‪ ،‬ويسود بين األطراف روح الضغينة والكراهية والحقد‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن للنيابة العامة دور الطرف األصيل في الدعاوي المتعلقة بتذييل األحكام األجنبية القاضية‬
‫بالطالق أو التطليق بالصيغة التنفيذية‪ ،‬فهي تراقب مدى احترام الشروط الشكلية والموضوعية المنصوص عليها في المادة ‪568‬‬
‫من مدونة األسرة والمواد ‪ 503‬و ‪ 505‬و ‪ 506‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ولها حق الطعن في الحكم األجنبي المذيل بالصيغة‬
‫التنفيذية كيف ما كان موضوعه‪.‬‬

‫عندما تتعذر المساكنة بين الزوجين أثناء سريان الدعوى فللمحكمة أن تتخذ التدابير المؤقتة التي تراها مناسبة بالنسبة‬
‫للزوجة واألطفال تلقائيا أو بناء على طلب‪ ،‬وتنفذ هذه التدابير التي تروم حماية الزوجة واألطفال وضمان االستقرار األسري‬
‫في شقيه النفسي واالجتماعي على األصل عن طريق النيابة العامة‪ ،‬وهذه األخيرة تتدخل هنا في إطار مهامها الوالئية‬
‫واإلدارية‪ ،‬ال في إطار صفتها كطرف أصلي‪ ،‬لكونها تأتي بعد إتخاذ التدبير‪ ،‬إذ على المحكمة أن تحيل فورا األمر الصادر‬
‫باإلجراء المؤقت على النيابة العامة التي تتولى تنفيذه بجميع الوسائل المالئمة‪ ،‬حيث أناطت المادة ‪ 565‬من مدونة األسرة مهمة‬
‫التنفيذ الفوري لهذه التدابير للنيابة العامة بما فيها اختيار الزوجة السكن مع أقارب الزوج أو أقاربها‪.‬‬
‫ويظهر أن إسناد مهمة تنفيذ مثل هذه التدابير على األصل للنيابة العامة أملتها ضرورة التدخل السريع وما يحتاجه من‬
‫حزم ودقة ونظرا لحالة االستعجال المرتبطة بها‪ ،‬وذلك بتجنيد القوة العمومية الالزمة لمؤازرة مأموري التنفيذ إن اقتضى األمر‬
‫ذلك تجنبا للتماطل والتملص واالستخفاف الذي يصاحب عادة إجراءات التنفيذ المدني‪،‬حفاظا على حقوق الزوجة واألطفال‬
‫واستقرارهم النفسي واالجتماعي في انتظار صدور حكم في الموضوع‪ .‬وأي تهاون في تنفيذ هذه اإلجراءات قد يؤدي إلى آثار‬
‫وخيمة يتعذر تداركها الحقا الرتباطها بمشاكل آنية ال تحتمل التأخير أو التسويف‪.‬‬
‫غير أن تكليف النيابة العامة بمهمة تنفيذ هذه التدابير وحدها دون النص على وسائل جبرية تمكنها من إجبار المنفذ عليه‬
‫(الزوج أو أقاربه) بتنفيذها يبقى دون تحقيق المبتغى المقصود‪ ،‬فيكن لها فقط حق تحريك الدعوى العمومية من أجل تحقير‬
‫مقرر قضائي طبقا للفصل ‪ 622‬من القانون الجنائي‪ ،‬باعتبار هذه التدابير مقررات قضائية صادرة عن المحكمة‪.‬‬

‫|‪|10‬‬
‫املبحث الثاني ‪:‬النيابة العامة يف قضايا احلضانة واألهلية والنيابة الشرعية‬

‫أوكل المشرع للنيابة العامة مهمة حماية األطراف الضعيفة في مؤسسة األسرة التي ال تستطيع القيام بشؤونها بنفسها‬
‫وتستعين باآلخر في أفعالها المادية‪ ،‬إذ باستقراء بعض نصوص مدونة األسرة نجد المشرع استبدل الدور التقليدي للنيابة العامة‬
‫في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وأضحت طرفا رئيسيا في قضايا األسرة حيث أصبح لها تارة دور وقائي وحمائي‪ ،‬وتارة أخرى‬
‫دورا مساعدا للقضاء‪ ،‬ويتجلى ذلك باألساس في قضايا الحضانة واألهلية والنيابة الشرعية‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬ارتأينا تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين على الشكل التالي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا الحضانة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور النيابة العامة في قضايا األهلية والنيابة الشرعية‬
‫*************************************************************‬
‫املطلب األول ‪:‬دور النيابة العامة يف قضايا احلضانة‬

‫تعد الحضانة من أهم المؤسسات القانونية التي خصها المشرع بقواعد تأخذ بعين االعتبار مصلحة الطفل المحضون‬
‫طبقا التفاقية حقوق الطفل لسنة ‪ 5989‬والتي صادق عليها المغرب‪ ،‬ولذلك أسند للنيابة العامة مهمة السهر على حماية مصالحه‬
‫من كل األضرار التي قد يتعرض لها‪ ،‬سواء كانت جسمانية أو معنوية‪ ،‬وأعطى لها صالحية مراعاة مصلحة المحضون بالسهر‬
‫على اختيار األصلح للحضانة وحماية حقوقه (الفرع األول) وكذا الحرص على منع السفر بالمحضون إلى خارج المغرب دون‬
‫موافقة نائبه الشرعي‪ ،‬باإلضافة الى دورها األصيل في تحريك المتابعة الجنائية في حال عدم تقديم المحضون لمن له الحق فيه‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سهر النيابة العامة على مراعاة مصلحة احملضون‬

‫تراعي النيابة العامة مصلحة المحضون من خالل اختيار من هو األصلح للحضانة (الفقرة األولى) وكذا بالسهر على‬
‫حماية حقوقه ورعاية مصالحه (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 524‬من مدونة األسرة على أنه‪ «:‬إذا لم يوجد بين مستحقي الحضانة من يقبلها‪ ،‬أو وجد ولم تتوفر فيه‬
‫الشروط‪ ،‬رفع من يعنيه األمر أو النيابة العامة األمر إلى المحكمة‪ ،‬لتقرر اختيار من تراه صالحا من أقارب المحضون أو‬
‫غيرهم‪ ،‬وإال اختارت إحدى المؤسسات المؤهلة لذلك»‪.‬‬
‫يالحظ أن هذه المادة أعطت للنيابة العامة صالحية رفع طلب إسناد الحضانة إلى من هو جدير برعاية الطفل والقيام‬
‫بشؤونه وتربيته تربية سليمة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار مصلحة المحضون التي تتمحور باألساس حول حاجة الطفل إلى وسائل‬
‫مادية لنموه البدني واستقراره النفسي‪ ،‬وقيام الحاضن بواجبه في هذا الشأن‪ ،‬وضرورة الحفاظ على عالقته مع الوالد غير‬
‫|‪|11‬‬
‫الحاضن وأقاربه‪ ،‬وكل هذا متوقف على قدرة الحاضن للقيام بهذا الدور الذي ينعكس على شخصية الطفل وعلى مصيره‪ .‬وذلك‬
‫في الحالة التي لم يقبل من هو مستحق للحضانة أو لم تتوفر فيه أحد الشروط الواجب توافرها في الحاضن‪.‬‬
‫وقد ربط المشرع قيام النيابة العامة برفع طلب إسناد الحضانة لمن هو أصلح للمحضون بتوافر شرطين أساسين‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬رفض مستحقي الحضانة قبولها‪ ،‬ويشمل مستحقي الحضانة األم واألب وأم األم أو أحد األقارب األكثر‬
‫أهلية تعينه المحكمة‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬عدم توفر مستحقي الحضانة على الشروط الالزمة ما دام استحقاق الحضانة يرتبط وجوبا بتوفر‬
‫شروطها المحددة في المادة ‪ 530‬من المدونة مع مراعاة شروط أخرى أضافها الفقه المالكي‪ ،‬تطبيقا لإلحالة المنصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 533‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫وهنا يمكن للنيابة العامة أن تطلب من المحكمة إسقاط الحضانة إذا لم تتوفر في الحاضن الشروط المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 530‬من مدونة األسرة‪ ،‬كما يمكن لها التدخل لمنازعة مستحق الحضانة في صالحيته بالحضانة‪ ،‬السيما إذا اقترف‬
‫األفعال المنصوص عليها الفصل ‪ 586‬من القانون الجنائي‪ ،‬وصدر في حقه حكم قضى بإدانته من أجل ذلك‪.‬‬
‫وقد تتدخل كذلك إذا ثار خالف بين األم الحاضنة وولي المحضون حول تمدرس الطفل‪ ،‬كما لو أن األم أرادت أن يلج‬
‫ابنها مدرسة خصوصية وأراد النائب الشرعي أن يلج مدرسة عمومية‪.‬‬
‫فمن خالل هذه المعايير‪ ،‬ستعمل النيابة العامة على تقييم ثبوت مصلحة الطفل من عدمه‪ ،‬وبالتالي استعمال تلك اإلمكانيات كلما‬
‫ثبت لها أن تلك المصلحة يتهددها خطر ما‪.‬‬
‫هذا في الحالة التي تكن النيابة العامة هي التي بادرت إلى رفع األمر إلى القضاء الختيار األصلح للحضانة‪ ،‬أما إذا لم تكن هي‬
‫الطالبة فإنها تراقب وتتحقق من مدى استيفاء المختار للحضانة لجميع الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 530‬من المدونة‬
‫ومدى قدرة الحاضن على تحقيق المصلحة للمحضون‪ ،‬وذلك على الرغم من سكوت المادة عن مثل هذا اإلجراء‪ ،‬فعلى النيابة‬
‫العامة باعتبارها طرفا أصليا وتهدف إلى حماية المحضون القيام بإنجاز بحث عن الحاضن لتتمكن فيما بعد من تقديم ملتمساتها‬
‫التي قد تساعد المحكمة على معرفة األصلح للحضانة من أقارب المحضون أو غيرهم‪.‬‬
‫وهذا اإلجراء قد يغني النيابة العامة عن تطبيق مقتضيات المادة ‪ 533‬من المدونة التي منحت لها إمكانية اللجوء إلى المطالبة‬
‫بإسقاط الحضانة إذا ثبت لها تعرض المحضون للضرر‪ ،‬حيث أوجبت على األم واألب واألقارب وغيرهم إخطار النيابة العامة‬
‫كلما تعرض المحضون للضرر‪ ،‬فالنيابة العامة مسؤولة عن متابعة سير الحضانة عبر ما يمكن أن يرفع إليها من شكاوى‬
‫وأخبار تفيد العلم بسوء أحوال المحضون‪ ،‬ذلك أن مصلحة المحضون هي المتحكم الرئيسي في جميع األحكام والمقتضيات‬
‫العملية واإلجرائية الخاصة بالحضانة‪.‬‬

‫|‪|12‬‬
‫تتدخل النيابة العامة إذا بلغ إلى علمها أن حقوق المحضون مهددة بأخطار‪ ،‬كما لو ثبت لها أو رأت عدم أهلية الحاضن‬
‫للقيام بهذه المهمة‪ ،‬أو أن تصرفاته وسلوكه فيه خطر على مصلحة الطفل‪ ،‬خصوصا وان الطفل قد يكون في وضعية خطيرة‬
‫تزداد تعقيدا إذا لم يتم اتخاذ التدابير الالزمة بالسرعة المطلوبة‪.‬‬
‫وعموما فالنيابة العامة تتدخل كلما تعرضت حقوق الطفل المحضون المنصوص عليها في المادة ‪ 45‬من المدونة‬
‫النتهاك من طرف الحاضن‪ ،‬السيما وأن خرق تلك الحقوق يعد ضررا فادحا يجب إصالحه وتعويضه عبر طلب إسقاط‬
‫الحضانة عن المخل بها‪ ،‬باعتبارها طرفا أصليا وتضطلع بدور إيجابي وتلقائي في إطار أحكام المدونة‪ ،‬ولها أن تطبق في ذلك‬
‫مبدأ المالئمة واتخاذ ما تراه مناسبا لتجنب اإلضرار بالمحضون‪ ،‬وعمال بنص المادة ‪ 533‬من المدونة التي جاء فيها مايلي‪«:‬‬
‫يجب على األب وأم المحضون واألقارب وغيرهم إخطار النيابة العامة بكل األضرار التي يتعرض لها المحضون لتقوم‬
‫بواجبها للحفاظ على حقوقه‪ ،‬بما فيها المطالبة بإسقاط الحضانة»‬
‫وتبليغ النيابة العامة أو إخطارها يتم بجميع وسائل اإلشعار الكتابية منها والشفوية‪ ،‬كما أن األضرار التي قد يتعرض‬
‫لها المحضون والتي تستوجب تدخل النيابة العامة كثيرة‪ ،‬فقد تهدد الطفل في سالمته الجسدية‪ ،‬كالضرب واالعتداء البدني من‬
‫طرف الحاضن أو أقاربه‪ ،‬أو تهدده في صحته مثل عدم االهتمام بحالته الصحية التي قد تكون مهددة بمرض أو وباء يحتاج إلى‬
‫عالج سريع وعاجل‪ ،‬أو قد يتعلق الخطر الذي يهدده بدراسته وتربيته لما في ذلك من تأثير على مستقبله ككل‪ ،‬فمثل هذه‬
‫األخطار التي تهدد مصلحة المحضون تبرر تدخل النيابة العامة قصد وضع حد لها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور النيابة العامة يف منع السفر باحملضون ومحايته جنائيا‬

‫منحت مدونة األسرة للنيابة العامة دورا بارزا في حماية المحضون في هويته الثقافية وأصوله اإلجتماعية والحفاظ‬
‫على تربيته وتنشئته التنشئة السليمة في حضن والديه‪ ،‬لذلك من حقها استصدار حكم يمنع الحاضن من السفر بالمحضون دون‬
‫موافقة نائبه الشرعي (الفقرة األولى) وكذا في حمايته جنائيا في حال الحكم بسقوط الحضانة وامتناع من يوجد المحضون تحت‬
‫رعايته بتسليمه لمن له الحق فيه (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫تعد المادة ‪ 539‬من بين أهم المستجدات التي جاءت بها مدونة األسرة بمنحها للنيابة العامة دور مهم في منع السفر‬
‫بالمحضون إلى خارج المغرب عن طريق تقديم طلب إلى المحكمة من أجل أن تضمن في قرار إسناد الحضانة‪ ،‬أو في قرار‬
‫الحق‪ ،‬منع السفر بالمحضون إلى خارج المغرب‪ ،‬دون موافقة نائبه الشرعي‪ ،‬ألن السفر بالمحضون خارج المغرب قد يقطع‬
‫الصلة بينه وبين أبيه أو نائبه الشرعي الذي تثبت له حق الزيارة‪ ،‬إذ نصت على أنه‪ ” :‬يمكن للمحكمة بناء على طلب من النيابة‬
‫العامة‪ ،‬أو النائب الشرعي للمحضون‪ ،‬أن تضمن في قرار إسناد الحضانة‪ ،‬أو في قرار الحق‪ ،‬منع السفر بالمحضون إلى خارج‬
‫المغرب‪ ،‬دون موافقة نائبه الشرعي‪.‬‬

‫|‪|13‬‬
‫تتولى النيابة العامة تبليغ الجهات المختصة مقرر المنع قصد اتخاذ اإلجراءات الالزمة لضمان تنفيذ ذلك‪ ،‬ولعل الهدف‬
‫من هذه األحكام‪ ،‬الحفاظ على الهوية الثقافية للمحضون وأصوله االجتماعية إذ أن أغلب حاالت النقل غير المشروع لألطفال‬
‫تكون بعد انحالل الزواج المختلط‪ ،‬حيث يعمد الطرف الحاضن وغالبا ما تكون الزوجة األجنبية إلى نقل الطفل إلى بلدها‬
‫األصلي لتحرم بذلك الطرف اآلخر من رعاية ابنه وصلة الرحم به واإلطالع على أحواله‪.‬‬
‫ونشير إلى أنه يمكن اللجوء إلى قاضي المستعجالت في حالة رفض النائب الشرعي السفر بالمحضون صحبة الحاضنة‬
‫عندما تكون هناك ظروف خاصة تحتم ذلك السفر كأن يكون المحضون مريضا يستوجب إخضاعه للعالج هناك‪ ،‬الستصدار‬
‫إذن يمكنها من السفر به خارج المغرب‪.‬‬
‫وعندما تضمن المحكمة في قرار إسناد الحصانة أو في قرار الحق منع السفر بالمحضون‪ ،‬فإن النيابة العامة تسهر‬
‫على تبليغ هذا المقرر إلى الجهات المختصة قصد اتخاذ اإلجراءات القانونية الالزمة لذلك‪ .‬والمقصود بالجهات المختصة‬
‫كقاعدة شرطة الحدود المتواجدة بالمطارات والموانئ المغربية‪ ،‬وكذا غيرها من األجهزة التي لها عالقة بمجموع اإلجراءات‬
‫والوثائق التي تهم سفر المحضون‪ ،‬كالمقاطعات اإلدارية والعمالت والقنصليات‪ ،‬المانحة لجوازات السفر أو التأشيرات التي‬
‫تمكن من مغادرة التراب الوطني‪ ،‬وعمليا فإن القنصليات تشترط لمنح التأشير لألطفال القاصرين ضرورة موافقة النائب‬
‫الشرعي أو باألحرى موافقة الزوج األخر‪.‬‬

‫يبرز دور النيابة العامة في حماية المحضون جنائيا في حال ما إذا صدر حكم أو قرار قضائي نهائي أو نافذ بصفة‬
‫مؤقتة يقضي بإسناد الحضانة لواحد من األبوين أو لغيرهما‪ ،‬وامتنع من بيده وتحت رعايته الطفل المحضون عن تسليمه لمن له‬
‫الحق في حضانته‪ ،‬من خالل تحريك المتابعة في حق الممتنع عن تسليم المحضون طبقا للفصل ‪ 533‬من القانون الجنائي الذي‬
‫ينص على أنه‪ «:‬إذا صدر حكم قضائي بالحضانة وكان نهائيا أو نافذا بصفة مؤقتة‪ ،‬فإن األب أو األم أو أي شخص يمتنع عن‬
‫تقديم القاصر إلى من له الحق في المطالبة بذلك‪ ،‬وكذلك إذا اختطفه أو غرر به ولو دون تدليس أو عنف أو حمل غيره على‬
‫التغرير به أو اختطافه ممن عهد إليه بحضانته أو من المكان الذي وضعه فيه‪ ،‬فإنه يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة‬
‫وغرامة من مائتين إلى ألف درهم‪.‬‬
‫فإذا كان مرتكب الجريمة قد حرم من الوالية األبوية على القاصر‪ ،‬فإن الحبس يمكن أن يصل إلى ثالث سنوات»‪.‬‬
‫ويتبين أن النص يطبق على أي شخص يكون بيده الطفل كاألب واألم وأم األم وغيرهم من األقارب الذين أسندت إليهم‬
‫حضانة الطفل أو أي شخص أجنبي أمسك المحضون ولم يقدمه إلى من صار حاضنا له بصفة قانونية بعد صدور الحكم أو‬
‫المقرر‪ ،‬كما أن المشرع الجنائي قد شدد العقوبة إذا كان مرتكب الجريمة قد حرم من الوالية األبوية على القاصر‪ .‬ويقتضي‬
‫توافر جريمة اإلمتناع عن تقديم المحضون وجود مطالبة صريحة بالطفل ورفضا تاما لتقديمه‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه على الحاضن أن يقدم المحضون لمن له حق المطالبة به‪ ،‬خاصة نائبه الشرعي للقيام بزيارته‬
‫التي تحدد بناء على اتفاق بينه وبين النائب الشرعي أو بمقتضى حكم قضائي‪ ،‬حتى ال يقع تحت طائلة العقوبة المنصوص عليها‬

‫|‪|14‬‬
‫في الفصل ‪ 532‬من القانون الجنائي والذي جاء فيه‪«:‬من كان مكلفا برعاية طفل وامتنع من تقديمه إلى شخص له الحق في‬
‫المطالبة به يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة‪».‬‬
‫والنائب الشرعي من بين األشخاص الذين لهم حق المطالبة به لحقه في الزيارة طبقا لمدونة األسرة‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬دور النيابة العامة يف قضايا األهلية والنيابة الشرعية‬

‫تتدخل النيابة العامة في قضايا األهلية والنيابة الشرعية لحماية المحجور ورعاية مصالحه‪ ،‬عن طريق اقامة الدعوى‬
‫متى رأت في ذلك مصلحة المحجور وحماية ألمواله من الضياع والتلف‪ ،‬أو بتقديم مستنتجات ومقترحات أثناء جريان المسطرة‬
‫لتطبيق القانون‪.‬‬
‫وعليه نتطرق لدور النيابة العامة في قضايا األهلية في الفرع األول‪ ،‬على أن نتناول دورها في قضايا النيابة الشرعية‬
‫في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دور النيابة العامة يف قضايا األهلية‬

‫خول المشرع للنيابة العامة دورا مهما في مجال األهلية لما يترتب على فقدانها أو انعدامها من آثار قانونية تمس الذمة‬
‫المالية للمحجور عليه‪ ،‬قد تحرمه من التصرف في أمواله‪ .‬إذ من حقها رفع طلب إلى المحكمة قصد استصدار حكم بالتحجير‬
‫على فاقد األهلية (الفقرة األولى) كما لها حق طلب إلغاء اإلذن بتسلم الصغير لجزء من أمواله قصد التجربة (الفقرة الثانية‪).‬‬

‫تنص المادة ‪ 665‬من مدونة األسرة على أنه‪ «:‬يصدر حكم بالتحجير أو برفعه بناء على طلب من المعني باألمر أو من‬
‫النيابة العامة أو ممن له مصلحة في ذلك»‪ ،‬كما جاء في المادة ‪ 663‬من مدونة األسرة ما يلي‪ «:‬فاقد العقل والسفيه والمعتوه‬
‫تحجر عليهم المحكمة بحكم من وقت ثبوت حالتهم بذلك‪ ،‬ويرفع عنهم الحجر ابتداء من تاريخ زوال هذه األسباب حسب‬
‫القواعد الواردة في هذه المدونة»‬
‫باستقراء هاتين المادتين يتبين أنه يمكن للنيابة العامة أن تتقدم بمقال إلى المحكمة تطلب فيه إصدار حكم بالحجر على‬
‫كل من ظهرت عليه عالمات الجنون أو السفه أو العته‪ ،‬إذا توافرت لديها حججا وأدلة تثبت حالة المعني باألمر المراد الحجر‬
‫عليه‪ ،‬كما يمكن لها طلب رفع الحجر إذا زال سببه‪ ،‬مع تعزز طلبها بأدلة تثبت حالة الشخص المعني ‪.‬‬
‫واألدلة المعززة للطلب سواء للحجر أو لرفعه غالبا ما تكون عبارة عن شهادة طبية مسلمة من طبيب مختص في‬
‫األمراض العقلية‪ ،‬تثبت أن الشخص المراد التحجير عليه فاقدا للعقل أو معتوها‪ ،‬أو تثبت أن الشخص أصبح متمتعا بكامل قواه‬
‫العقلية حسب الحالة‪ .‬وبشهادة عدلية أو لفيفية مستفسرة إذا كان سفيها‪ ،‬وإن كان يصعب عمليا على النيابة العامة الحصول على‬
‫هذه الوسائل‪.‬‬

‫|‪|15‬‬
‫كما يبدو أن المشرع لم يوضح الكيفية التي تعلم بها النيابة العامة وقوع أحد عوارض األهلية للشخص‪ ،‬حتى تتقدم‬
‫بطلب إلى المحكمة قصد الحجر عليه‪ ،‬بخالف المشرع المصري الذي أوكل مهمة إبالغ النيابة العامة عن حاالت فقد األهلية‬
‫الناشئة عن عاهة عقلية بمجرد ثبوت ذلك لديه لألطباء والمعالجين ومديري المستشفيات والمصحات على حسب األحوال‪.‬‬
‫وعليه فالنيابة العامة سواء كانت طالبة للحجر أم أحيل عليها الملف لإلدالء بمستنتجاتها‪ ،‬عليها أن تأخذ بعين االعتبار‪،‬‬
‫مصلحة المحجور وحمايته من نفسه ومن الغير‪ ،‬وفقا لما تقتضيه قواعد العدالة ومبادئ الحفاظ على مصلحة المحجور الفضلى‪.‬‬

‫يمكن للنيابة العامة طبقا لمقتضيات المادة ‪ 662‬من مدونة األسرة أن تطلب من القاضي المكلف بشؤون القاصرين إلغاء‬
‫قرار اإلذن بتسليم الصغير المميز جزء من أمواله إلدارتها بقصد االختبار إذا ثبت سوء التدبير في اإلدارة المأذون بها‪ ،‬بحيث‬
‫نصت الفقرة الثالثة منها على أنه‪ «:‬يمكن للقاضي المكلف بشؤون القاصرين إلغاء قرار اإلذن بالتسليم بطلب من الوصي أو‬
‫المقدم أو النيابة العامة أو تلقائيا إذا ثبت سوء التدبير في اإلدارة المأذون بها «‪.‬‬
‫ويظهر أن سحب اإلذن مرهون بمدى توافر سبب مبرر لذلك‪ ،‬كقيام المأذون له بتصرفات أضرت فعال بمصالحه‬
‫المالية‪ ،‬مادام سحب اإلذن له مساس بحريته وحقوقه الشخصية‪ ،‬ولذلك ال ينبغي أن يلجأ إليه إال في حالة المصلحة الراجحة‪،‬‬
‫وهي حماية القاصر من تبديد أمواله وضياعها‪.‬‬
‫لذلك على النيابة العامة أن تتحرى جميع المعلومات على القصر المأذون لهم بإدارة جزء من أموالهم‪ ،‬قبل تقديم الطلب‬
‫في هذا الشأن حتى يتأكد لها سوء ادارة تلك األموال ومدى أهليتهم للقيام بذلك على أحسن وجه‪ .‬ولعل مهمة النيابة العامة هذه‬
‫شاقة وصعبة‪ ،‬ألن دورها سيصطدم بصعوبة إحاطتها بسوء تدبير األموال التي يديرها المؤذون لهم‪ ،‬خصوصا أمام انعدام‬
‫الوسائل التي تمكنها من تتبع طبيعة تصرفاتهم ومدها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور النيابة العامة يف قضايا النيابة الشرعية‬

‫النيابة الشرعية إما والية أو وصاية أو تقديم‪ ،‬والهدف من تقرير هذه المؤسسة هو حماية أموال المحجور من تصرفاته‬
‫التي قد تكون طائشة‪ ،‬ومن تصرفات غيره التي قد يشبها غبن واستغالل لقصره‪ .‬ولحمايته وحماية أمواله خول المشرع للنيابة‬
‫العامة دورا بارزا (الفقرة األولى) كما من حقها طلب عزل الوصي أو المقدم أو بإبداء رأيها أثناء تعيين هذا األخير (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 645‬على أنه‪ «:‬لكل من النيابة العامة والنائب الشرعي ومجلس العائلة وعضو أو أكثر‬
‫من األقارب عند االنتهاء من اإلحصاء تقديم مالحظاته إلى القاضي المكلف بشؤون القاصرين حول تقدير النفقة الالزمة‬
‫للمحجور‪ ،‬واختيار السبل التي تحقق حسن تكوينه وتوجيهه التربوي وإدارة أمواله»‪.‬‬

‫|‪|16‬‬
‫يالحظ أن دور النيابة العامة في قضايا المحاجر مستمر على طول مرحلة التحجير‪ ،‬فكلما جد أمر في ملف النيابة‬
‫الشرعية‪ ،‬وجب على المحكمة إحالته على النيابة العامة إلبداء رأيها في إطار مهمتها األساسية‪ ،‬المتمثلة في الحفاظ على أموال‬
‫المحجور‪ ،‬والتدخل بالسرعة الالزمة للحيلولة دون ضياعها‪ ،‬ولئن كان رأيها يندرج في زمرة االقتراحات التي تبديها بشأن‬
‫اختيار الطرق المثلى والفضلى في إدارة أمواله‪ ،‬بما يساهم في تنميتها المحافظة عليها لتحقيق احتياجات المحجور وحاجاته‪ .‬إال‬
‫أن لم يلزم القاضي المكلف بشؤون القاصرين بإخطارها بانتهاء اإلحصاء‪ ،‬وأن هذا األخير ال يقتضي عقد جلسة حتى يبلغ‬
‫الملف للنيابة العامة للقيام بمهامها في هذا الصدد‪ ،‬بخالف المشرع المصري الذي أسند للنيابة العامة مهمة اإلشراف بنفسها على‬
‫هذا اإلحصاء‪.‬‬
‫ومن واجب النيابة العامة كذلك‪ ،‬في حالة وجود قاصرين للمتوفى أو وفاة الوصي أو المقدم‪ ،‬إبالغ القاضي المكلف‬
‫بشؤون القاصرين بواقعة الوفاة خالل فترة ال تتعدى ثمانية أيام من تاريخ العلم بالوفاة‪ ،‬وترفع هذه الفترة إلى شهر‪ ،‬في حالة‬
‫فقدان القريب أو الوصي أو المقدم لألهلية‪.‬‬
‫كما يمكن للنيابة العامة حفاظا على أموال المحجور‪ ،‬طلب إجراء حجز تحفظي على أموال الوصي أو المقدم أو‬
‫وضعها تحت الحراسة القضائية‪ ،‬أو فرض غرامة تهديدية عليه‪ ،‬إذا لم يقدم للقاضي المكلف بشؤون القاصرين إيضاحات عن‬
‫إدارة أموال المحجور‪ ،‬أو لم يقدم حسابا حولها‪ ،‬أو لم يدع ما بقي لديه من أموال المحجور بعد توجيه إنذار إليه يبقى دون‬
‫مفعول داخل األجل المحدد له‪.‬‬

‫ميز المشرع بين تعين الوصي والمقدم‪ ،‬إذ لم ينص على ضرورة إحالة الملف على النيابة العامة بالنسبة للوصي‬
‫بخالف تعين المقدم‪ ،‬ولعل السبب راجع إلى كون الوصي يعين من قبل األب واألم اللذان يكونان أعلم باألشخاص القادرين على‬
‫العناية بأوالدهم وأموالهم‪ ،‬ودور المحكمة يقتصر على تثبيت هذه الوصية انتهاء وليس ابتداء كما هو الشأن بالنسبة للمقدم الذي‬
‫قد يعينه القاضي تلقائيا وإما بناء على ترشيح من األقارب أو حتى بطلب من النيابة العامة باعتبارها طرفا أصليا في جميع‬
‫القضايا التي تطبق فيها المدونة‪ .‬إذ على المحكمة في حالة تعيين مقدم على المحجور لعدم وجود ولي أو وصي‪ ،‬أن تحيل الملف‬
‫على النيابة العامة فورا‪ ،‬حتى تتمكن من اإلدالء برأيها داخل أجل أقصاه ‪ 54‬يوما‪ ،‬وتتأكد من توافر الشروط القانونية لقيامه‬
‫بهذه المهمة على أحسن وجه‪ ،‬حسب نص المادة ‪ 654‬من مدونة األسرة التي جاء بها ما يلي‪ «:‬تحيل المحكمة الملف حاال على‬
‫النيابة العامة إلبداء رأيها داخل مدة ال تتجاوز خمسة عشر يوما على أن تبت المحكمة في الموضوع داخل اجل ال يتعدى‬
‫خمسة عشر يوما من تاريخ التوصل برأي النيابة العامة»‪.‬‬
‫ويبقى رأي النيابة العامة في المقدم المعين من قبل المحكمة ضروري ومهم لما تتوفر عليه من وسائل وإمكانات تسمح‬
‫لها بمعرفة مدى توفر الشخص المعين للقيام بمهمة المقدم على الشروط القانونية والسيما تلك المنصوص عليها في المادة ‪653‬‬
‫من مدونة األسرة‪ ،‬التي اشترطت في المقدم أال يكون محكوما عليه في جريمة سرقة أو إساءة ائتمان أو تزوير أو في جريمة‬

‫|‪|17‬‬
‫من الجرائم المخلة باألخالق أو أن يكون محكوما عليه باإلفالس أو في تصفية قضائية‪ ،‬وأخيرا أن ال يكون بينه وبين المحجور‬
‫نزاع قضائي أو خالف عائلي يخشى منه على مصلحة المحجور‪.‬‬
‫كما يمكن للنيابة العامة في إطار دورها المستمر في تتبع أعمال الوصي أو المقدم للوقوف على أي إخالل قد يضر‬
‫بمصالح المحجور‪ ،‬أن تقدم طلب إعفاء الوصي أو عزل المقدم من مهمته إذا عجز عن القيام بها أو حدث مانع من الموانع‬
‫المنصوص عليها في المادتين ‪ 652‬و ‪ 653‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫وعالوة على ما سبق‪ ،‬وفي إطار دور النيابة العامة األصيل في تحريك الدعوى العمومية‪ ،‬فإنها تتدخل لتحريكها في‬
‫حق الوصي أو المقدم عند وقوفها على خروقات معاقب عليها جنائيا تم ارتكابها عند إدارته لشؤون المحجور‪ ،‬بحيث يسأل‬
‫الوصي أو المقدم عن اإلخالل بالتزاماته في إدارة شؤون المحجور‪ ،‬وتطبق عليه أحكام مسؤولية الوكيل بأجر ولو مارس‬
‫مهمته بالمجان‪ .‬ويمكن مساءلته جنائيا عند االقتضاء طبقا لمقتضيات المادة ‪ 643‬من مدونة األسرة‪.‬‬
‫وصفوة القول‪ ،‬إن النيابة العامة تضطلع بأدوار مهمة ومتنوعة توازي اختصاصاتها في ممارسة الدعوى العمومية‪ ،‬أن‬
‫على مستوى الكم أو األهمية‪ .‬لما تحققه لألطراف األسرة من توازن بتدخلها أساسا لفائدة القانون والعدالة ومصلحة األسرة‬
‫والحفاظ على كيانها‪ ،‬سواء عن طريق تحريك الدعوى متى رأت مصلحة األسرة واألطفال في ذلك‪ ،‬أو بتقديم مستنتجات مبنية‬
‫على دراسة شاملة للوقائع المحيطة بالملفات المحالة عليها‪.‬‬

‫|‪|18‬‬

You might also like