‫مدخل اإلستجابة ‪:‬فقه األسرة‪ :‬الطالق‪ :‬األحكام والمقاصد‬

‫"‪ -‬واستبقا الباب وقد قميصه من دبر وألفيا سيدها لدا الباب‪ ،‬قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إال أن يسجن أو‬
‫عذاب أليم‪( ".‬يوسف‪)52:‬‬
‫" وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف‪ ،‬وال تمسكوهن ضرارا لتعتدوا "‬

‫الطالق‪ :‬تعريفه وحكمه وشروطه‬

‫"تعريف الطالق ‪ :‬حل ميثاق الزوجية‪،‬يمارسه الزوج والزوجة‪ ،‬كل بحسب شروطه‪ ،‬تحت مراقبة القضاء"‬
‫مدونة األسرة‪ ،‬المادة ‪87‬‬
‫حكم الطالق‪ :‬الطالق مباح في اإلسالم‪ ،‬لكن ال ينبغي اللجوء إليه إال عند الضرورة القصوى‬
‫أقسام الطالق‪ :‬ينقسم الطالق باعتبار إيقاعه إلى‪ :‬طالق سني وطالق بدعي‪.‬‬
‫وباعتبار اآلثار المترتبة عنه إلى‪ :‬طالق رجعي‪ ،‬وطالق بائن بينونة صغرى‪ ،‬وطالق بائن بينونة كبرى‪.‬‬
‫ـ أقسام الطالق باعتبار إيقاعه‪:‬‬

‫شروطه‬ ‫تعريفه‬ ‫نوع الطالق‬

‫أن يقع في طهر لم يمسها فيه ـ أن يكون بطلقة واحدة‪ ،‬ـ أن ال‬ ‫هو ما وافق السنة النبوية الشريفة‬ ‫طالق سني‬
‫يطلقها طلقة أخرى داخل العدة‪ -.‬وأن يُ ْش َهدَ عدالن‪...‬‬
‫ما اختل فيه شرط من شروط الطالق السني‪.‬‬ ‫هو ما خالف السنة النبوية الشريفة‬ ‫طالق بدعي‬

‫أقسام الطالق وأنواعه باعتبار آثاره وما يترتب عنه‪:‬‬

‫النوع األول‪ :‬الطالق الرجعي‪:‬‬

‫هو الذي يحق فيه للزوج أن يراجع زوجته داخل العدة دون الحاجة إلى إذن أو عقد‪،‬أو صداق لقوله تعالى‪ { :‬وبعولتهن‬
‫أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصالحا }‪.‬‬
‫ـ أحكام تتعلق بالطالق الرجعي‬
‫ـ تقيم المطلقة في بيت الزوجية طيلة وقت العدة‪.‬‬
‫ـ جواز دخول الزوج عليها‪ ،‬فإن مسها اعتبر ذلك رجعة وجب توثيقه‪.‬‬
‫ـ وجوب نفقة المطلقة داخل العدة على الزوج‪.‬‬
‫ـ استحقاقهما اإلرث من بعضهما البعض في حالة موت أحدهما داخل العدة‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬الطالق البائن‪:‬‬

‫وهو الذي ال يحق فيه للزوج مراجعة مطلقته إال برضاها وبصداق وعقد جديد‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬
‫أ ـ الطالق البائن بينونة صغرى‪ :‬الطالق الذي ينهي عقد الزوجية حاال‪ ،‬وال يمنع من تجديده‬
‫ومن صوره الطالق الرجعي الذي انقضت عدته‪ ،‬أو الطالق قبل الدخول‪ ،‬أو طالق الخلع‪ ,‬وكل طالق يوقعه القاضي‪،‬‬
‫ب ـ الطالق البائن بينونة كبرى‪ :‬وهو الطالق المكمل للثالث‪ ،‬ويمنع من تجديد العقد مع المطلقة إال بعد انقضاء عدتها‬
‫من زوج آخر بنى بها فعال بناء شرعيا‬
 ‫ـ أحكام العدة‪:‬‬
‫‪ -‬تعريفها‪ :‬وهي المدة التي تتربص فيها المطلقة بنفسها‪ ،‬وتختلف باختالف حال المرأة‪:‬‬
‫‪ -‬أنواعها ‪:‬‬
‫ط َّلقَاتُ َيت ََر َّبصْنَ ِبأ َ ْنفُ ِس ِه َّن ث َ َالثَةَ قُ ُروءٍ }‪.‬‬
‫◄الحائض‪ :‬ثالثة قروء‪ ،‬لقوله تعالى‪َ { :‬و ْال ُم َ‬
‫◄اليائسة أو الصغيرة أو التي ال تحيض‪ :‬ثالثة أشهر‬
‫ارت َ ْبت ُ ْم فَ ِعدَّت ُ ُه َّن ث َ َالثَةُ أ َ ْش ُه ٍر‬
‫سائِكُ ْم إِ ِن ْ‬ ‫يض ِم ْن نِ َ‬ ‫الالئِي يَئِسْنَ مِنَ ْال َم ِح ِ‬ ‫◄المرأة الحامل‪ :‬وضع الحمل‪ .‬قال تعالى‪َ { :‬و َّ‬
‫ض ْعنَ َح ْملَ ُه َّن }‪.‬‬ ‫الالئِي لَ ْم يَ ِحضْنَ َوأ ُ َ‬
‫والتُ ْاْلَحْ َما ِل أ َ َجلُ ُه َّن أ َ ْن يَ َ‬ ‫َو َّ‬
‫طلَّ ْقت ُ ُموه َُّن ِم ْن قَ ْب ِل أ َ ْن‬ ‫ت ث ُ َّم َ‬ ‫◄المطلقة قبل الدخول‪ :‬ليس عليها عدة‪ ،‬لقوله تعالى‪ { :‬يَاأَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا إِذَا نَ َكحْ ت ُ ُم ْال ُمؤْ ِمنَا ِ‬
‫س َرا ًحا َج ِم ً‬
‫يال }‪.‬‬ ‫علَ ْي ِه َّن ِم ْن ِعدَّةٍ ت َ ْعتَدُّونَ َها فَ َمتِعُوه َُّن َو َ‬
‫س ِر ُحوه َُّن َ‬ ‫سوه َُّن فَ َما لَكُ ْم َ‬
‫ت َ َم ُّ‬
‫◄المتوفى عنها زوجها‪ :‬أربعة أشهر وعشرة أيام‪ ،‬لقوله تعالى‪َ { :‬والَّذِينَ يُت ََوفَّ ْونَ ِم ْنكُ ْم َويَذَ ُرونَ أَ ْز َوا ًجا يَت ََر َّبصْنَ بِأ َ ْنفُ ِس ِه َّن‬
‫أ َ ْربَعَةَ أ َ ْش ُه ٍر َو َ‬
‫ع ْش ًرا}‬
‫ـ حكم العدة‪ :‬واجبة‪.‬‬
‫ـ الحكمة من مشروعيتها ‪ /‬مقاصدها‪:‬‬
‫ـ الحفاظ على اْلنساب من االختالط ‪ ،‬قال تعالى‪ { :‬وال يحل لهن أن يكتمن ما خلق هللا في أرحامهن } ـ البقرة‬
‫ـ إمكانية تراجع الزوجين عن الخطأ الذي وقعا فيه‪ { ،‬وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصالحا } ـ البقرة ‪:‬‬

‫مقاصد الطالق وآثاره على األسرة والمجتمع‬

‫مقاصد تشريع الطالق‪:‬‬
‫ـ تفادي اْلضرار النفسية والصحية للزواج الفاشل‪.‬‬
‫ـ دفع الزوجين إلى إعادة ترتيب حياتهما الزوجية بروح جديدة وبأسلوب أفضل‪.‬‬
‫ـ رفع المشقة عن أحد الزوجين إن أصيب أحدهما بمرض عضال يخل بواجبات الزوجية‪ ،‬وكذلك إذا ساء خلق أحدهما‪.‬‬
‫ـ وضع حل للطباع التي ال يألف بعضها بعضا‬

‫آثار الطالق على األسرة والمجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬انحراف اْلطفال و تشردهم بسبب حرمانهم من عاطفة اْلبوين‬
‫‪ -‬معاناة المرأة من الفقر خاصة إذا لم يكن لها مورد‬
‫التف كك اْلسري و انتشار الحقد و الكراهية بين اْلقارب و العائالت‬
‫ـ ارتفاع نسب التشرد واالنحراف وشيوع الجريمة في المجتمع‪.‬‬