You are on page 1of 103

١

‫ﻟﻺﻋﻼﻡ ﺑﺎﻷﺧﻄﺎﺀ ِّ‬


‫ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺪﺭﺍﻛﺎﺕ ﻭﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺣﺎﺕ؛ ﻳﺮﺟﻰ ﺍﳌﺮﺍﺳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﱪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺎﱄ‪1:‬‬
‫‪tafreeghalshuwayer@gmail.com‬‬
١
‫‪2‬‬

‫‪‬‬
‫لاةُُتُسُ اُعةُ»‪.‬‬
‫«* شُرُوطُُالصُ ُ‬

‫ُ‬
‫ُ اُت اُعا اُلى‪ *( :‬شُرُوطُُالصُ ُ‬
‫لاةُُتُسُ اُعةُ)‪ُ.‬‬ ‫قولُالمصنفُ‬
‫ؒ‬
‫المشروط‪ ،‬وال يكون الز ًما من وجوده وجوود‬ ‫ِ‬ ‫الشُرط هو‪ :‬ما يكون ِ‬
‫الز ًما من عدمه عدم َ‬
‫المشروط‪ ،‬وال عدمه لذاته‪.‬‬
‫َ‬
‫المشروط الذي ش ِر َط لوه للوا الشويء‬
‫ومنُهذاُالتُعريفُيتبينُلنا‪ :‬أنه ال يمكن أن يصح َ‬
‫إال بتح ُّقق الشرط‪.‬‬
‫إذن‪ :‬عندنا هنا أمران ال يتحقق الفعل بدوهنما؛ وهما‪:‬‬
‫‪ ‬الشرط‪.‬‬
‫والركْن‪.‬‬
‫‪ُّ ‬‬
‫الفور مون‬
‫بوالفر ‪ْ :-‬‬
‫ْ‬ ‫ولذلكُنحتاجُأنُنُبيُنُمااُالراربُناينُالشارطُوالارُكن؟‪- ،‬وأعنوي‬
‫أمر آخر يذكر يف كتب األصول‪.‬‬ ‫حيث األثر الف ْقهي‪ ،‬وأما ْ‬
‫باعتبار الحقيقة فهذا ٌ‬
‫‪ُ‬فمنُالرروبُيفُنابُالرقهُأنُهمُيقولون‪:‬‬
‫الوركن‬
‫كون فيوه؛ ألن ُّ‬
‫الركن ال يجوز أن يتقدم على الفعل الذي هو ر ٌ‬
‫‪ ‬الرربُاألول‪ :‬إن ُّ‬
‫المشوروط الوذي هوو‬
‫جزء الماهية‪ ،‬بينما الشرط يجوز أن يتقدم؛ بل األصل فيه أن يتقدم علوى َ‬
‫الفعل الذي ش ِر َط له‪.‬‬

‫الشروط تكون متقدمة على الفعل‪ ،‬وال تكون معه‪ ،‬لكن ي ْلزم ْ‬
‫استصحاب ح ْكمها‪،‬‬ ‫إذن‪ُّ :‬‬
‫استصحاب الح ْكم يف كالم المصنف‪.-‬‬
‫‪-‬وسيأيت ما معنى ْ‬
‫‪3‬‬

‫الشويء؛ فإنوه يفعول وينتهوي يف أثنا؛وه؛ ِ‬


‫كالقيوام يف‬ ‫الوركن هوو‪ :‬بعو‬
‫‪ ‬الرربُالثااي‪ :‬أن ُّ‬
‫استصحابه يف كل الفعل‪ ،‬فإلا‬
‫والسجود ونحوها‪ ،‬بينما الشرط؛ فإنه ال بد من ْ‬
‫والركوع ُّ‬
‫الصالة ُّ‬
‫اختل يف أي موضع من مواضع الفعل؛ فإننوا نحكوم بوأن الفعول ٌ‬
‫بالول‪ ،‬سووا ًء كوان وضوو ًءا‪ ،‬أو‬
‫كان صال ًة‪ ،‬أو غير للا من العبادات‪ ،‬أو غيرها من المعاقدات‪.‬‬
‫الركن والشرط‪ ،‬ومما ْأوردوه فيما يتعلق بوالعجز؛ فوإن‬
‫إذن‪ :‬هذا المتعلق بالفروقات بين ُّ‬
‫الركن‪ ،‬ومن أحسن َمن تكلم عن الفر بوين العجوز‬ ‫العجز عن الشرط يختلف عن العجز عن ُّ‬
‫مودة الف ْق ِوه»‪ ،‬فقود‬
‫عن الركن والشرط‪- :‬الشيخ تقي الدين‪ -‬يف شرحه العظويم علوى كتواب‪« :‬ع ِ‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ناسب قِصر الوقت يف الحديث عنها‪.‬‬
‫لكر تفصيالت كثيرة ال ي ِ‬

‫لاةُُتُسُ اُعةُ)‪.‬‬
‫قولُالمصنُف‪ *( :‬شُرُوطُُالصُ ُ‬
‫‪ُ‬قاعدةُُ‪-‬عندُأهلُالعلم‪(ُ:-‬كُلُُماُكاانُعلاىُيابيلُال اعادُُناننُيقولاوا‪ُ:‬تساعةُ‪ُ،‬ثمانياةُ‪ُ،‬‬
‫خمسةُُيفُالشاروطُواألركاانُوالوابباا ؛ُفاننُُ ادليالُالحصارُإنُمااُهاوُاْياتقرا ‪ ،‬فالعلمواء‬

‫‪َ ‬ت َعا َلى ْ‬


‫استقرؤوا األدلة الدالة على ُّ‬
‫الشروط فوجدوا أنه ال يوجود مون شوروط الصوالة‬
‫إال تسع ٌة‪ ،‬وهذا ال َعدد الذي يورده الفقهاء له م ْفهوو ٌم‪ ،‬نمعناى‪ :‬ال زيوادة عليهوا‪ ،‬فيقصودون لموا‬
‫عوودُّ وا تسووعة قااالوا‪ :‬ال غيوور‪ ،‬فم ْفهومووه م ْعتوور؛ أي‪ :‬م ْفهوووم العوودد هنووا معت َبو ٌور يف المختصوورات‬
‫الف ْقهية‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫اس ِة‪َ ،‬و َس ْتر ا ْل َع ْو َر ِة‪َ ،‬ودخول‬ ‫ِ‬


‫ال ْسالَم‪َ ،‬وا ْل َع ْقل‪َ ،‬والت ْميِيز‪َ ،‬و َر ْفع ا ْل َحدَ ث‪َ ،‬وإِ َزا َلة الن َج َ‬ ‫« ِْ‬

‫استِ ْق َبال ا ْل ِق ْب َل ْة‪َ ،‬والن َية‪.‬‬ ‫ِ‬


‫ا ْل َو ْقت‪َ ،‬و ْ‬
‫لامُ‪َ ،‬و ِضدُّ ه ا ْلك ْفر»‪.‬‬ ‫ي ُ‬ ‫األاوُلُ‪ُ :‬‬
‫ال ا ُ‬ ‫الشُرُطُُ ُ‬

‫شووورع المصووونف يف الشووورط األول مووون شوووروط الصوووالة وهوووو‪ِ ْ ( :‬‬


‫ال ْسوووالَم)‪ ،‬وعوووادة‬
‫المختصرات أنهم ال يطولون يف شرح ُّ‬
‫الشروط األربعة؛ ألنها مكرر ٌة يف أغلب العبادات‪ ،‬لكن‬
‫المصنف زاد فيها تفصيالت‪ُ.‬‬
‫لامِ‪َ ،‬و ِضدُّ ه ا ْلك ْفر) أي يقابِل السالم الك ْفور‪ ،‬ويفُمعناىُالفرار‪ :‬الشورك؛ ألن‬ ‫قوله‪ ْ ( :‬إِ‬
‫ال ْ ِ‬
‫س ِ‬
‫الشرك والكفر ل ْفظان إلا اجتمعا ا ْفرتقا‪ ،‬وإلا ا ْفرتقا اجتمعا‪.‬‬
‫شور ٌط يف‬
‫نوعيه‪ :‬األكر واألصغر‪ ،‬وكالهموا ضودُّ السوالم؛ وهوو ْ‬
‫والفررُوالشُركُيشملُ ا‬
‫فور ٌ بينهموا يف الشورلية؛ فوإن عودم توو ُّفر هوذا الشورط فيموا يتعلوق بوالكفر‬
‫الصالة‪ ،‬لكن هناك ْ‬
‫تصوح‪ ،‬وأموا موا يتعلوق بالشورك األصوغر؛ فوإن‬
‫ُّ‬ ‫األكر أو الشرك األكر ُّ‬
‫يودل علوى أن العبوادة ال‬
‫تصح لكن ال أجر عليها‪ ،‬وقود رد المحققوون ‪-‬كالشويخ تقوي الودين وغيوره‪ -‬علوى َمون‬
‫ُّ‬ ‫العبادة‬
‫قال‪ :‬إن الشرك األصغر ‪ -‬وهو الرياء ‪ -‬ينقص األجور‪ ،‬فقوال‪ :‬هوذا غيور صوحيح؛ وإنموا يبطِول‬
‫العمل بالكلية‪ ،‬كما بين اهلل ‪ ‬أن الذي يشرك فقد حبط عمله؛ أي‪ :‬ال يقبل عملوه بالكليوة‪،‬‬
‫فكوول َموون أشوورك يف صووالته َو َراءى هبووا أو سوومع هبووا؛ فووإن صووالته صووحيح ٌة فيمووا يتعلوق بعوودم‬
‫المأمور على صفة األمر الذي أمِ َر به بحيث ال تلزم العادة‬ ‫العادة؛ ألنُُالصُحةُمعناها‪ :‬ف ْعل ْ‬

‫صحيحا‪ ،‬لكن ال أجر له مطل ًقا‪.‬‬


‫ً‬ ‫فيكون‬
‫‪5‬‬

‫اةُدائماُيُوردهاُالعلما ‪ :‬ماُالرربُنينُالرُيا ُونينُالتُشريك؟‬


‫ً‬ ‫‪ُ‬وهناُنفت‬
‫التُشريكُيفُالنُية يف الذي ينقص األجر‪ ،‬نينماُالرُيا ي ِ‬
‫محق العمل بالكلية‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫ون م ْسولِم‪َ ،‬والودل ِيل َق ْولوه َت َعوا َلى‪ :‬ﭐﱡﭐﱟ‬‫ِ‬ ‫« َوا ْل َكافِر َع َملوه َم ْوردو ٌد‪َ ،‬و َ‬
‫ال ت َق َبول الصوالَة إِال م ْ‬
‫ﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱠ [آل عمران‪.]٨٥ :‬‬

‫َوا ْل َكوافِر َع َملووه َمو ْوردو ٌد َو َلو ْو َع ِمو َل َأي َع َموول‪َ ،‬والوودل ِيل َق ْولوه َت َعوا َلى‪ :‬ﱡﭐﱵﱶﱷﱸﱹ‬

‫ﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀ ﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈ‬
‫ﱠ [التوبوووووة‪َ ،]١٧ :‬و َق ْولوووووه َت َعوووووا َلى‪ :‬ﱡﭐﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱠ‬
‫[الفرقان‪.»]٢٣ :‬‬

‫تصح العبادات منه ولو فع َلها‪.‬‬


‫هذهُاألدلُة تد ُّلنا على أن الكافر الفررُاألكبر ال ُّ‬
‫وثمرةُذلكُالرقهية‪ :‬أن الكوافر لوو صولى حوال ك ْفوره‪ ،‬أو حو حوال ك ْفوره‪ ،‬أو صوام حوال‬
‫فواضح؛ ألنه يف العمر مر ٌة‪ ،‬وأما الصالة‬
‫ٌ‬ ‫ك ْفره‪ ،‬ثم أسلم َو َج َبت عليه تلا العبادات‪ ،‬أما الح ُّ‬
‫فبِ َأن ي ْسلِم قبل خروج الوقت‪ ،‬والصوم بأن ي ْسولِم قبول غوروب الشومس‪ ،‬في ْلزموه حينذوذ قءواء‬
‫ِ‬
‫وسا؛ر العبادات؛ ألنه ال بد من السالم‪.‬‬ ‫هذا الصوم وقءاء هذه الصالة‬

‫وأمُاُالشُركُاألصغر فهو‪ :‬محبِ ٌط لألجر َ‬


‫والمثو َبة‪ ،‬فال يثاب على عملوه وإن كوان ال يو مر‬
‫بالعادة‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫وع َعنْه ا ْل َق َلم َحتى ي ِف َيق‪.‬‬ ‫ِ‬


‫«الشُرُطُُالثُاي‪ُ:‬الُ اُعقُلُ‪َ ،‬وضدُّ ه ا ْلجنون‪َ ،‬وا ْل َم ْجنون َم ْرف ٌ‬
‫حتاىُيُرُيا ا ُ‪ُ،‬‬ ‫ىُيسا اُتيُقُ اُ‬
‫ظ‪ ُ،‬اُوالُ اُمجُناوُنُُ اُ‬ ‫حتا اُ‬ ‫َوالدل ِيل ا ْل َحدْ يث‪« :‬رف اُعُالُ اُق اُلمُُ اعانُُ اُث ا ُ‬
‫ل اثاةُ‪ُ:‬الناائُمُُ اُ‬
‫ىُيبُلُغاُ»‪.‬‬
‫حتُ اُ‬
‫اُوالصُغُيرُُ اُ‬

‫الشُرطُالثُاي منُشُروطُالعبادا ُكُلُها‪ :‬أنه ال بد من العقل‪ ،‬ويقابل العقل (ا ْلجنون)‪.‬‬


‫تعبيرُالمصنُف‪َ ( :‬و ِضدُّ ه ا ْلجنون) يد ُّلنا على أن غير الجنون لويس م ْل َح ًقوا بوه؛ فاننُُغياابُ‬
‫العقلُتار ًُة‪:‬‬
‫‪ ‬يكون بالجنون‪.‬‬
‫‪ ‬وتار ًة يكون بالنوم‪.‬‬
‫بالس ْكر‪.‬‬
‫‪ ‬وتار ًة يكون ُّ‬
‫‪ ‬وتار ًة يكون بالغماء‪.‬‬
‫فهي أربعة أنواع يغيب فيها العقل‪.‬‬

‫شر ًلا إنما هو العقل الذي يقابل الجنون‪ ،‬وأما العقول الوذي يكوون ْ‬
‫مسولو ًبا‬ ‫فالذي يكون ْ‬
‫الس ْكر؛ فإنه ال يسقط التكاليف؛ فإن النوا؛م إلا ْ‬
‫اسوتيق مون نوموه وجوب عليوه‬ ‫بسبب النوم‪ ،‬أو ُّ‬
‫لةُ اُأوُناس اي اهاُ افلي اصل اهاُإ اذاُ اذك اار اهاا؛ُ افانُنُُ‬ ‫قءاء الصالة لقول النبوي ♀‪ «ؒ:‬اُمنُُ اُنا اُمُ اُعنُُ ا ُ‬
‫صاُ‬
‫اُذلُ ا ُ‬
‫كُهُ اُوُ اُوقُتُ اُها»‪ ،‬فبين النبي ♀‪ :‬أن النا؛م وإن غواب عقلوه كول الوقوت؛ فإنوه ي ْلزموه‬
‫القءاء‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫الس ْكر وهوو‪ :‬ال ابانُجُ‪ ،‬وهوو الوذي يسومى بوو‪:‬‬


‫وكذلا َمن غاب عقله بس ْكر‪ ،‬أو ما يف معنى ُّ‬
‫األحكوام ‪-‬أعنوي المغيوب‬ ‫األحكوام‪ ،‬ويتفقوون يف بعو‬ ‫(المغيب ؛ فإنه ْفر ٌ بينهما يف بعو‬
‫والم ْسكِر‪-‬؛ فإنه يلزمه كذلا قءاء الصلوات‪.‬‬
‫األمرُالرُانع ‪ -‬وأريدكم أن تنتبهوا له ‪ -‬وهو‪ :‬غيابُالعقلُنالغما ‪.‬‬
‫يفُمشهورُمذهبُأحمد‪ :‬أن ِ‬
‫ال ْغماء ال يجعلونه نو ًموا مطل ًقوا‪ ،‬وال جنونًوا مطل ًقوا؛ وإنموا‬
‫ِ‬
‫األحووط مون الح ْك َموين‬‫ي ْلحقونه أحيانًا بالجنون‪ ،‬وأح ًيانًا بالنوم‪ ،‬ففوي بواب العبوادات موا كوان ْ‬
‫فمن أ ْغ ِمي عليوه‬
‫فيلحقونه به‪ ،‬وبنا ًء على للا فالمشهور‪ :‬أن الم ْغ َمى عليه كالنا؛م يف الصالة‪َ ،‬‬
‫واستيق من إغما؛ه؛ فإنه ي ْلزموه أن يقءوي‬
‫يوم‪ ،‬أو يومان‪ ،‬أو ثالث ٌة‪ ،‬أو أربع ٌة‪ ،‬أو أكثر من للا ْ‬
‫الصالة عن تلا األيام كلِها‪ ،‬إ ْل أ ْلحقوا الم ْغ َمى عليه بالنا؛م ال بالمجنون يف هذه ُّ‬
‫الصوورة‪ ،‬ويف‬
‫األحكام هناك موذكورة‬ ‫صور أخرى أ ْلحقوه بالمجنون‪ ،‬وللا يف الصوم؛ ألنه يتعلق هبا بع‬
‫‪-‬إن جاءت لها مناسبة يف يوم آخر‪.-‬‬
‫والرُوايةُالثُانية‪ :‬هو أن الم ْغ َمى عليه إلا زاد عن ثالثة أيام؛ فإنه يلحق بالمجنون‪ ،‬وهذا ما‬
‫الصحابة‪ ،‬وهو الوذي كوان يفتوي بوه الشويخ ابون بواز عليوه ‪-‬‬ ‫قءى به ابن عمر ◙ وبع‬
‫رحمة اهلل‪.-‬‬
‫إذن‪ُ:‬قولُالمصنُف‪َ ( :‬و ِضدُّ ه ا ْلجنون) هذه الفا؛دة مهمو ٌة‪ ،‬يجوب أن نعلوم أن ف ْقود العقول‬
‫بأربعة أشياء‪ ،‬المقصودُهُنا ناترابُ‪ :‬إنما هو الجنون‪.‬‬
‫وع َعنْه ا ْل َق َلم َحتى ي ِف َيق) ثم لكر الحديث‪«( :‬رف اُعُالُ اُق اُلمُُ اُعنُُ اُث ا ُ‬
‫ل اُثةُ»)‬ ‫قال‪َ ( :‬وا ْل َم ْجنون َم ْرف ٌ‬
‫حتُىُيُرُي ا ُ)‪.‬‬
‫ومنها‪ ( :‬اُوالُ اُمجُنُونُُ اُ‬
‫‪9‬‬

‫ين»‪ ،‬ثوم يو ْ َمر بِالصوالَ ِة ل ِ َق ْولِو ِه‬‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫«الشُرُطُُالثُالُثُ‪ُ:‬التُمُيُيزُ‪ُ،‬وضدُّ ه الصو َغ ْر‪َ :‬و َحودُّ ه « َسو ْبع سون َ‬
‫‪ُ،‬واض ارُنُوهُمُُ اُع اُليُ اه ااُلُ اُعش ارُ اُ‬
‫‪ُ،‬و اُفرُق اواُ اُني اناُهُمُُف ايُ‬ ‫لاةُُلُ اس ابُعُ اُ‬ ‫♀‪«ُ:‬م ارُ اُ‬
‫واُأنُنا اا اُكُمُُنُالص ا ُ‬
‫الُ اُم اضُابُعُ»‪ُ.‬‬

‫الشارطُالثُالااثُماانُشاروطُصااحُةُالصالة‪( :‬التُمُيُياازُ)‪ ،‬وأمووا إلا أردنووا أن نقووول‪ :‬شاروطُ‬


‫شورط التكليوف‪ ،‬فالمصونف هنوا يوذكر‬
‫وبوبُالصلة؛ فإننا نقول‪( :‬البلاو )؛ ألن البلوو هوو ْ‬
‫شروط الصحة ال شروط الوجوب‪ُ.‬‬
‫(التُمُيُيزُ) عندُفقهائناُلهمُاتُجاهان‪ُ :‬‬
‫‪ ‬ماانهم‪َ :‬موون يحوودد التمييووز بالسوون كمووا مشووى عليووه المصوونف وغيووره‪ :‬أنهووا‪َ «( :‬س و ْبع‬
‫ين»)‪.‬‬‫ِ ِ‬
‫سن َ‬
‫الم ْورداوي وغيوره‪ :-‬أنُُ‬
‫‪ ‬والطريقةُالثانية‪ :‬وهي التوي ْارتءواها المحققوون؛ ‪-‬كوال َعالء َ‬
‫المرادُنالتمييز إنما هو‪ :‬باختالف األشخاص‪ ،‬فكل َمن ميز موا يحتواج للتمييوز فهوو ممي ٌوز فيوه‪،‬‬
‫فمن ميز أفعال الصالة وعرف كيف يفر بوين الصوالة وغيرهوا؛ فإنوه يكوون مميو ًزا‪ ،‬ومون ميوز‬
‫َ‬
‫فعرف ما يكون به البيع وما يكون فيوه التورُّع؛‬
‫الصوم عن غيره فهو ممي ٌز فيه‪ ،‬و َمن ميز يف البيع َ‬
‫المعا َقدات‪.‬‬ ‫فيصح منه بع‬
‫ُّ‬ ‫فإنه يكون ممي ًزا‬
‫المورداوي‪ -‬أنهوا ليسوت‬
‫إذن‪ :‬التمييز على الطريقة الثانية اختيوار ‪-‬القاضوي َعوالَء الودين ْ‬
‫صوصا يقيدونه بالسبع من بواب األغلوب‪،‬‬
‫ً‬ ‫كثير من الفقهاء المتأخرين خ‬
‫محدد ًة بالسن‪ ،‬ولكن ٌ‬
‫‪10‬‬

‫إ ْل غالب التمييز يكون عند َس ْبع؛ وألن ً‬


‫كثيورا مون األحكوام متعلقو ٌة بالسو ْب ِع؛ كوال َعورة وغيرهوا؛‬

‫ألنُهمُيقولون‪ :‬إن َمن كان دون َس ْبع َل ً‬


‫كرا كان أو أنثى فال عورة له‪ ،‬فال يلوزم َسوتْره؛ وإنموا مون‬
‫ِ‬
‫كتوضأته وتنظيفه ونحو للا‪.‬‬ ‫باب األدب‪ ،‬ويجوز النظر لعورته‪ ،‬ويجوز لمسها لحاجة‪،‬‬

‫المقصودُمنُهذا‪ :‬أن ابن الس ْب ِع هو الذي ُّ‬


‫تصح صالته‪.‬‬
‫قال‪( :‬ثم ي ْ َمر) هذهُمسنلةُُأُخرى وهوي‪ :‬أن ابون سوبع يو مر بالصوالة أ ْمور ْتأديوب؛ لقوول‬
‫عمرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده الذي أورده المصنف‪:‬‬
‫النبي ♀ يف حديث ْ‬
‫سبُعُ»)؛ وهذا الحديث وإن كانت صيغته األمر؛ فننهُمنُالمتقرُرُعنادُ‬ ‫(«مُرُواُ اُأنُناُا اُكُمُُنُالصُ ُ‬
‫لاةُُلُ ا ُ‬
‫أهلُاألصول‪ُ:‬أنُُاألمرُناألمر؛ُإنُماُهوُأمرُُننادبُللثااي؛ فالثااي وهوو‪ :‬الصوبي؛ الصوالة عليوه‬
‫ليست واجب ًة؛ وإنما هي مندوب ٌة؛ ألنه ليس بمكلف؛ وإنما يندب عليها لي ْعتادها‪ ،‬فإلا بلو ِسون‬
‫التكليف وهو‪ :‬ينُالوبوب؛ فإنها تكوون سوهل ًة عليوه‪ِ ،‬‬
‫إل الصولوات والعبوادات ك ُّلهوا تحتواج‬ ‫ْ‬
‫إلى د ْر َبة ورياضة‪.‬‬
‫الخوان يكون عليه أمور الصوالة ٌ‬
‫ثقيول وشوا ‪ ،‬إموا بالكليوة ف َتشو ُّق عليوه الصوالة‪،‬‬ ‫وبع‬

‫سوووا ًء م ون ل َل َبووة العلووم أو موون غيوورهم‪ ،‬أو موون حووديث ْ‬


‫عهوود بالسووالم‪ ،‬أو َيش و ُّق عليووه بع و‬
‫واجباهتا‪ ،‬أو َمندوباهتا الم كدة‪ ،‬فمن الواجبات يف قول كثير مون أهول العلوم وهوي‪ :‬الجماعوة‪،‬‬
‫تشق عليه الجماعة ولكنه يصلي‪ ،‬فنقول‪ :‬إن أول موا يلوزم المورء بعود العنايوة‬
‫الناس قد ُّ‬ ‫فبع‬
‫ننمرين‪:‬‬
‫بالصالة أن يدر َب نفسه عليها ا‬
‫فمون أتوى بالواجوب موع مندوباتوه؛ فإنوه يف‬
‫‪ُ‬األمرُاألول‪ :‬أن يأيت بالشيء مع َمندوباته‪َ ،‬‬
‫واضح‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫المندوب‪ ،‬وهذا‬
‫كسله وض ْعفه؛ فإنه يأيت به بعد للا على سبيل الوجوب و َيرتك َ‬
‫حال َ‬
‫السونن الرواتوب رجول سووء»؛ ألنوه يف حوال ضو ْعفه‬
‫وهذاُمعناىُقاولُأحماد‪« :‬إن الوذي يورتك ُّ‬
‫‪.‬‬ ‫وفتوره قد يرتك الفرا؛‬
‫‪ ‬األماارُالثاااي‪ :‬أن ي ْعنَووى بالص ولوات اآلكوود‪ ،‬وآكوود الص ولوات الخمووس‪( :‬العصوور‪ ،‬ث وم‬
‫‪11‬‬

‫الفجر‪ ،‬ثم العشاء)‪ ،‬فهذه الصلوات الثالث َمن حاف عليها؛ فإنه سيحاف على الباقي‪ ،‬نلُقدُ‬
‫نصُأهلُالعلم‪ُ:‬أن من حاف على صالة العصر؛ فإنوه سويحاف علوى الباقيوات‪ ،‬كموا قوال اهلل‬

‫‪ :‬ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱠ [البقوووورة‪ ،]٢٣٨ :‬فاااااالصُلةُالوياااا اطى‬


‫هي‪ :‬صالة العصر‪ ،‬فصالة العصر المحافظة عليها م كدٌ ‪- ،‬آكد من غيرها‪ ،-‬وما شو ِغ َل بعو‬
‫األنبياء إال عن صالة العصر‪ ،‬فقد ش ِغ َل سليمان عنها‪ ،‬وش ِغ َل نب ُّينا محمودٌ ♀ عنهوا‬
‫شخصووا ت ْثقوول عليووه‬
‫ً‬ ‫يف غو ْوزوة الخنوود ‪ ،‬ومووا صووالها إال بعوود خوروج وقتهووا‪ ،‬فلووذلا إلا رأيووت‬
‫الصالة ْ‬
‫فقل له‪ :‬عود نفسا على المحافظة على صوالة العصور‪ ،‬هوذه هوي وسوطى الصولوات‪،‬‬
‫فمن حاف على صالة العصر وسا؛ر الصلوات؛ فإنه سيحاف على باقي الصلوات بعد للا‪.‬‬
‫َ‬
‫‪12‬‬

‫ُ‬
‫حداُثُ‪َ -ُ،‬وه َو ا ْلوضوء ا ْل َم ْعروف‪.-‬‬
‫‪ُ:‬رفُعُُالُ اُ‬
‫«الشُرُطُُالرُانُعُ اُ‬
‫ُ اُومُوبُبُهُ‪ :‬ا ْل َحدَ ث»‪ُُ.‬‬
‫ُ‬

‫ُ‬
‫شر ٌط؛ لقول النبي ♀‪ « :‬ا ُ‬
‫ُْ‬ ‫حداُثُ)‪ ،‬ر ْفع الحدَ ث ْ‬
‫‪ُ:‬رفُعُُالُ اُ‬
‫قال‪«( :‬الشُرُطُُالرُانُعُ اُ‬

‫ىُي اُت اُوض اُن»‪ ،‬فبين أن ر ْفع الحدَ ث ْ‬


‫شر ٌط‪ُ.‬‬ ‫ُحتُ اُ‬ ‫حدُكُمُُإُ اُذ اُ‬
‫اُأحدا ا‬
‫ث اُ‬ ‫لا اُةُ اُأ اُ‬
‫ص ُ‬
‫اُيقُ اُبلُُاللُُ ا ُ‬
‫قااال‪َ -( :‬وهو َو ا ْلوضووء ا ْل َم ْعوروف‪ )-‬وكووذلا الغ ْسوول لموون وجووب عليووه الغسوول األكوور‪،‬‬
‫ولكن المصنف اختصر فذكر الوضوء لعموم الناس‪ ،‬والغ ْسل كذلا له بابه‪.‬‬
‫قااال‪ ( :‬اُومُوبُب اهُ‪ :‬ا ْل َح ودَ ث») تعبياارُالمصاانُف‪ ( :‬اُومُوبُب اهُ‪ :‬ا ْل َح ودَ ث») يعنااي‪ :‬أن نووواق‬
‫إال الحدث‪ ،‬والحدث هذا يشومل النوواق‬ ‫الوضوء متعددة ولكنه لم يذكر من هذه النواق‬
‫الثمانية التي لكروها يف كتب الف ْقه‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫ُ‬
‫استِ ْصو َحاب ح ْك ِم َهوا‪َ - ،‬بو َأ ْن َ‬
‫ال‬ ‫ال ْسو َالم‪َ ،‬وا ْل َع ْقول‪َ ،‬والت ْميِيوز‪َ ،‬والن َيوة‪َ ،‬و ْ‬‫« اُوشُرُوطُهُُ اُعشاُ اُرةُ‪ِ ْ ُ:‬‬

‫وريوة َمواء‪،‬‬ ‫استِ ْج َم ٌار َق ْب َله‪َ ،‬و َله ِ‬ ‫وجب‪ ،‬و ِ‬


‫استنْ َجا ٌء َأ ِو ْ‬‫َ ْ‬
‫َينْ ِو َي َق ْط َع َها َحتى َتتِم َل َهارته‪َ ،-‬وا ْن ِق َطاع م ِ‬
‫َ‬
‫ت َع َلى َم ْن َحدَ ثه َدا؛ِ ٌم ل ِ َف ْر ِض ِه‪ُ.».‬‬ ‫وإِباحته‪ ،‬وإِ َزا َلة ما يمنَع وصو َله إِ َلى ا ْلب َشر ِة‪ ،‬ودخول الو ْق ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ُ‬

‫نبدأُنهاُواحدةُواحدة‪ُ:‬‬
‫أما ( ْ ِ‬
‫ال ْس َالم‪َ ،‬وا ْل َع ْقل) قد تقدما‪َ ( ،‬والت ْميِيز) كذلا‪.‬‬
‫والشُرطُالثُالثُهو‪( :‬الن َية)‪ ،‬فالنية تجب للوضوء‪.‬‬
‫ومعنااىُالنُيااة‪ :‬هووو أن يقصوود ر ْفووع الحوودَ ث‪ ،‬وال يشوورتط الووتل ُّف فيهووا‪ ،‬وال أن توافووق أول‬
‫تكون ر ْفع الحدَ ث‪.‬‬
‫َ‬ ‫العمل‪ ،‬وال يشرتَط أكثر من أن‬
‫استِ ْص َحاب ح ْك ِم َها)‪ .‬معنىُايُتصحابُحُفُمها يعني‪َ ( :‬أ ْن َال َي ِ‬
‫نو َي َق ْط َع َها) كموا‬ ‫قال‪َ ( :‬و ْ‬
‫غسل الرج َلين‪.‬‬
‫تنقءي العبادة وهو ْ‬
‫َ‬ ‫ينوي ق ْطع النية حتى‬
‫عبر المصنف؛ أال َ‬
‫يصوح للمورء‬
‫ُّ‬ ‫وجب) أي‪ :‬وانقطاع موجب الوضوء وهوو‪ :‬الحادا ث‪ ،‬فوال‬ ‫قال‪َ ( :‬وا ْن ِق َطاع م ِ‬

‫استطال الريح‪ ،‬أو حال خروج بول‪ ،‬أو حال خروج غا؛ط‪ ،‬ونحو للا‪.‬‬ ‫أن يتوضأ حال ْ‬
‫استِ ْج َم ٌار َق ْب َله) أي‪ :‬من شرط صحة الوضوء‪ :‬إلا كان المرء قود خورج‬ ‫قال‪( :‬و ِ‬
‫استنْ َجا ٌء َأ ِو ْ‬
‫َ ْ‬
‫يستنجي قبله‪ ،‬ولويس الموراد هبوذه الجملوة‬
‫َ‬ ‫من قبلِه أو دب ِره شي ٌء‪ ،‬فمن َشرط صحة وضو؛ه أن‬
‫االستنجاء‪ ،‬وإنما المراد َمن توضأ لخوروج شويء مون سوبي َليه مموا‬
‫أن كل َمن توضأ يجب عليه ْ‬
‫‪14‬‬

‫االستنجاء غير الملوث؛ ألنه لو خورج غيور الملووثُهالُ‬


‫االستنجاء‪ ،‬وما الذي يوجب ْ‬
‫يوجب ْ‬
‫يلزمُاْيتنجا ُمنه؟ روايتان‪ ،‬والصُحيح‪ :‬عدم الوجوب؛ ألن المعنى معلل‪.‬‬
‫ماُالدليلُعلىُوبوبُاْيتنجا ؟ُ‬

‫نقاااااول‪ :‬إن اهلل ‪ ‬قوووووال‪ :‬ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱠ‬


‫وجوهكم وأيديكم ونحو للا‪ُ.‬‬
‫َ‬ ‫فاغ ِسلوا‬
‫[الما؛دة‪ ]٦ :‬أي‪ :‬بعد ال ْتيان من الحدَ ث ْ‬

‫ويدل على هذا المعنىُآخر اآلية‪ :‬ﱡﭐﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧ‬

‫واالسوتجمار يكوون كوذلا؛ وألن‬


‫ْ‬ ‫ﱨﱩﱠ [الما؛دة‪ ]٦ :‬فدل على أنه بعد انقءاء الحودَ ث‪،‬‬
‫تجمار قط‪ُ.‬‬
‫ٌ‬ ‫اس‬
‫النبي ♀ ما توضأ قبل ْ‬
‫يصوح‪ ،‬فلوو وقعوت النجاسوة‬
‫ُّ‬ ‫أما لو كانت النجاسة على غير محل الحدَ ث؛ فإن الوضووء‬
‫مثال‪ -‬أو على ال َف ِ‬
‫خذ ثم توضوأ‪ ،‬ثوم وجود النجاسوة بعود للوا فنقاول‪ :‬إن‬ ‫على السا ؛ ‪-‬البول ً‬
‫واالستجمار‪.‬‬
‫ْ‬ ‫االستنجاء‬
‫وضوأه صحيح؛ ألن الواجب إنما هو تقدُّ م ْ‬
‫قااال‪َ ( :‬و َله ِ‬
‫وريووة َموواء) أي‪ :‬ال بوود أن يكووون الموواء َل ً‬
‫هووورا‪ ،‬غيوور لوواهر وال متوونجس‪،‬‬
‫والتفصيل بين أنواع المياه الثالثة مذكور ٌة يف باب المياه‪.‬‬
‫مسورو وال م ْسو َت َحق‪ ،‬وهوو الوذي‬ ‫قال‪( :‬وإِب ِ ِ‬
‫باحوا غيور ْ‬
‫احته) أي‪ :‬ال بد أن يكوون المواء م ً‬ ‫َ َ َ‬
‫يسو ُّومونه بالمواء المغصوووب؛ ألنُ القاعاادةُعناادهم‪ُ:‬أنُُالمحاارمُُْيباايح‪ ،‬فووإلا كووان َعو ْين الموواء‬
‫محر ًما أي‪ُ:‬مسرو ًقا‪ ،‬أو مستح ًقا‪ ،‬أو م ْغصو ًبا؛ فإنوه ال يرفوع الحودث‪ ،‬لكون لوو كوان النواء هوو‬
‫المسرو ؛ فإن الحدث ْيرتفع؛ ألن الشرط إنما هو إباحة الماء ال إباحة إنا؛ه‪.‬‬
‫قال‪َ ( :‬وإِ َزا َل ِة َما َي ْمنَع وصو َله إِ َلى ال ِ َب َش َر ِة) أي‪ :‬ما يمنع وصول الماء إلوى البشورة‪ ،‬والوذي‬
‫يكون على البشرة الذي يمنع الوصول قالوا‪ :‬هو ما كان لوه ج ْور ٌم‪ ،‬وأموا موا ال ج ْورم لوه؛ فإنوه ال‬
‫يمنع وصول الماء إلى البشرة‪ ،‬فهذه األَ ْد َهان والكريموات ال تمنوع وصوول المواء إلوى البشورة‪،‬‬
‫‪15‬‬

‫فحينذذ نقول‪ :‬ال ي ْلزم إزالتها؛ وإنما ما يكوون لوه ج ْور ٌم فقوط‪ ،‬ومعناىُالجارم‪ :‬بوأن يكوون شوي ٌء‬
‫سما وج ْر ًما‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سوس ي َح ُّس أن له ج ً‬
‫مح ٌ‬ ‫ْ‬
‫األصبا ال تمنع وصول الماء؛ ألنها لويس لهوا ج ْور ٌم‪ ،‬ولكون إلا‬
‫ومُجرُدُاللُونُُْيفري‪ ،‬ف ْ‬
‫كان لها ج ْر ٌم وجز ٌء؛ فإنها تمنع‪.‬‬
‫الشرح‪:‬‬ ‫ت َع َلى َم ْن َحدَ ثه َدا؛ِ ٌم ل ِ َف ْر ِض ِه) هذهُمسنلةُ تحتاج إلى بع‬
‫قال‪( :‬ودخول ا ْلو ْق ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العلما ُ‪ ُ‬اُت اُعا اُلىُيقولون‪ :‬إن من النواس َمون يكوون حدَ ثوه ً‬
‫دا؛موا‪ ،‬ومعناىُأنُيفاونُ‬
‫الحدثُدائماُأي‪ُ:‬أنه غير منقطع‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ُ‬منُأمثلةُالحدثُالدُائم‪ُ:‬‬
‫ف َيخورج‬ ‫‪-ُ‬وهوُاألصل‪ :-‬المستحاضة؛ لحديث َح ْمنَ َة وغيرها؛ أنها كانت تسوتحا‬
‫منها الدم وال ينقطع‪.‬‬
‫ومنُأمثلةُمنُحدا ثهُدائمُ‪ :‬امنُلهُريحُُْتنقطاعُمناه‪- ،‬مساتط ال ُالاريح‪ ،-‬بوأن تكوون‬
‫ا‬ ‫‪ُ‬‬
‫دا؛ما‪.‬‬
‫الريح تخرج ً‬
‫ومنهُأيضا‪ :‬اي السُالبول‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ُ‬‬
‫‪ ‬ومنه‪ :‬امنُنهُناايورُداخليُ؛ ألن الناسور الداخلي يخرج الدم من جسوده مون مخورج‬
‫قليال‪.‬‬ ‫من أحد السبي َلين فيكون ً‬
‫ناقءا ولو كان ً‬
‫‪ُ‬ومنُالحدا ثُالدائم‪ :‬امنُكانُفيهُبرحُمستمرُالخاروجُللادم‪ُ،‬ولايسُنمنقطاعُالادم‪،‬‬
‫وهكذا‪ ،‬كل هذه من صور الحدَ ث الدا؛م‪.‬‬
‫هذاُالحدا ثُالدُائمُخرفُاللُ‪ُ‬عنهُمنُبهتاين‪:‬‬
‫‪ُ‬الجهةُاألولى‪ :‬أن النجاسة إلا وق َعت على ثوبه؛ فإنه م ْعفو عن تطهيرها‪ ،‬هوي نجاسوة‬
‫لكنه م ْعفو عن تطهيرها‪.‬‬
‫ناقءا للوضووء‪ ،‬فوال ينوتق‬
‫‪ُ‬الجهةُالثُانية‪ :‬أننا نقول‪ :‬إن خروج الحدَ ث الدا؛م ليس ً‬
‫‪16‬‬

‫وضوؤه بخروج هذا الحدَ ث الدا؛م؛ بدليل‪ :‬أن َح ْمنَة كانوت تصولي وتحتهوا َل ْس ٌ‬
‫وت‪ ،‬في َورى يف‬
‫والصفرة من أثر الدم‪ ،‬فدمها مستمر مون ك ْثورة الحودث‪ ،‬لكون يجوب عليوه أن‬
‫الط ْست الحمرة ُّ‬

‫يتوضوووأ لكووول صوووالة؛ ألنوووه جووواء يف بعووو أ ْلفوووا الحوووديث‪ :‬أن النبوووي ♀ أمو َ‬
‫وور‬
‫ت) أي‪ :‬ودخوول وقوت‬ ‫المستحاضة أن تتوضأ لكل صالة‪ .‬وهاذاُمعناىُقولاه‪( :‬ودخوول الو ْقو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الفريءة الذي هي الصلوات الخموس ( َع َلوى َمو ْن َحدَ ثوه َدا؛ِو ٌم ل ِ َف ْر ِضو ِه) أي‪ :‬لصوالة الفريءوة‪،‬‬
‫وأما النافلة فال؛ فإنه إلا توضأ للفريءة فيصلي هبا ما شاء من النوافل‪ ،‬يتوضوأ للعشواء فيصولي‬
‫هبا العشاء والتراويح‪ِ ،‬‬
‫والو ْتر وما شاء وإن كان حدَ ثه ً‬
‫دا؛ما‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫ُ‬
‫« اُو اُأمُاُفُرُوضُهُُ اُفسُتُةُ‪ُ.»:‬‬

‫ُ‬

‫قوله‪ «( :‬اُو اُأمُاُفُرُوضُهُُ اُفسُتُةُ‪ )»:‬المرادُنالرروض‪ْ :‬‬


‫األركان‪ُ.‬‬
‫إذاُأطل ا ُالررضُعندهمُفيقصدونُنهُالركن‪ُ.‬‬
‫‪18‬‬

‫ُ‬
‫وال‪ :‬مِون منَابِو ِ‬
‫ت َشو ْع ِر الور ْأ ِ‬ ‫االستِنْ َشا ‪َ ،-‬و َحودُّ ه لو ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫ْ َ‬ ‫« َغ ْسل ا ْل َو ْجه‪َ - ،‬ومنْه ا ْل َم ْء َم َءة َو ْ‬
‫إِ َلى الذ ْق ِن‪َ ،‬و َع ْر ًضا إِ َلى فرو ِع ْاألل َن ْي ِن»‪.‬‬

‫هذاُأوُلُأركانُالوضو ‪ُ،‬وهو‪َ ( :‬غ ْسول ا ْل َو ْجو ِه)‪ ،‬وهوو الوذي جواء يف اآليوة‪ :‬ﱡﭐﱄﱅ‬

‫ﱆﱇﱈﱉﱠ [الما؛دة‪.]٦ :‬‬


‫االستِن َْشا ‪ )-‬تعبيارُالمصانُف‪َ -( :‬ومِنْوه ا ْل َم ْء َم َءوة‬ ‫ِ‬
‫قالُالمصنُف‪َ -( :‬ومنْه ا ْل َم ْء َم َءة َو ْ‬
‫واالستنشا واجبوان‪ ،‬وهموا داخوالن يف الوجوه‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫االستِن َْشا ‪ )-‬هذا يدلنا على أن ْ‬
‫المء َم َءة‬ ‫َو ْ‬
‫والدليل على أنهما داخالن يف الوجه‪ :‬أنموا لوم يوذكرا يف اآليوة‪ ،‬فهموا داخوالن يف عمووم اآليوة‪،‬‬
‫واستنشق‪.‬‬
‫ْ‬ ‫قط إال َت َم ْء َم َ‬
‫والنبي ♀ ما توضأ ُّ‬
‫االستِن َْشا ‪ )-‬مسائل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫‪ُ‬عندناُيفُكلمةُالمصنُف‪َ -( :‬ومنْه ا ْل َم ْء َم َءة َو ْ‬
‫االسوتنثار موع أن النبوي ♀ فعلهوا‪،‬‬
‫‪ُ‬المسنلةُاألولى‪ :‬أن المصنف لم يوذكر ْ‬
‫أ ْلفوا صوفة وضوو؛ه ♀‪ ،‬فنقاول‪ :‬إن ْ‬
‫االسوتنثار لويس‬ ‫وجاء عنه األمور هبوا يف بعو‬
‫ووع‬
‫االسووتنثار إنمووا هووو ت َب ٌ‬
‫االستنشووا فقووط؛ ألن ْ‬
‫والووركن إنمووا هووو ْ‬
‫بواجووب؛ وإنمووا الواجووب ُّ‬
‫لالستنشا ‪.‬‬
‫ْ‬
‫باالستنثار سنة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ألجز َأه؛ وإنما إخراجه‬‫َ‬ ‫فلو أن امر ًأ أدخل الماء إلى أنفه ولم ي ْ‬
‫خرجه‬
‫االستِن َْشوا ‪ )-‬يودلنا علوى أن‬ ‫ِ‬
‫‪ُ‬المسنلةُالثانية‪ :‬أن قول المصنف‪َ -( :‬ومنْه ا ْل َم ْء َم َءة َو ْ‬
‫‪19‬‬

‫تجويووف الفووم‪ ،‬وتجويووف األنووف م ْل َح َقووان بالوجووه أي‪ :‬م ْل َح َقووان بالظواهر ال بووداخل الجسوود‪،‬‬
‫دخل إلى تجويوف فموه أو أنفوه شوي ٌء‬ ‫وين َبنِي على للا أن الصا؛م إلا أدخل يف تجويه فمه‪ ،‬أو َ‬
‫طرا؛ ألن لها ح ْكم الظاهر ال ح ْكم الداخل‪.‬‬
‫فال يكون م ْف ً‬
‫واالستنشا قالُأهلُالعلم‪ :‬إن لها صرتاين‪:‬‬
‫ْ‬ ‫المءمءة‬
‫‪ُ‬المسنلةُاألخيرة‪ :‬أن ْ‬
‫‪ ‬صفة كمال‪.‬‬
‫إجزاء‪.‬‬
‫‪ ‬وصفة ْ‬
‫فنماُالمضمضةُفصرةُالبزا ُنها‪ :‬إ ْتيان اثنين من ثالثة‪.‬‬
‫وصرةُالفمال‪ :‬ال ْتيان بالثالثة كلها‪.‬‬
‫ماُهيُالثُلثةُيفُالمضمضة؟ُ‬
‫‪ -‬إدخال الماء‪ُ.‬‬
‫‪ -‬وتحريكه‪.‬‬
‫‪ -‬و َم ُّجه‪.‬‬
‫أدخل الماء إلى ِ‬
‫فمه وحركوه‪ ،‬ثوم َمجوه؛ فإنوه يف هوذه‬ ‫َ‬ ‫فمن فعل هذه األشياء الثالثة كلها؛‬
‫َ‬
‫الحالة نقول‪ :‬إنه أتوى بالكموال‪ ،‬وأموا الجوزاء فالتيوان بثنتوين منهوا‪ ،‬إدخوال المواء‪ ،‬و َم ُّجوه‪ ،‬أو‬
‫تمء َم ؛ ألنه َصدَ َ عليه‬ ‫إدخال الماء وتحريكه يف فمه ثم ب ْلعه‪َ ،‬ف ِفي كال الحالتين يكون قد ْ‬
‫المءمءة‪.‬‬
‫المءمءة‪ ،‬هذا ما يتعلق بصفة الجزاء يف ْ‬
‫يف لسان العربية ْ‬
‫أماُاْيتنشابُفقدُذكارُالعلماا ُأنُُصارةُالبازا ُفيهاا‪ :‬وصوول المواء إلوى األنوف بوأي‬
‫لريق‪ ،‬فلو بل إصبعيه أو ِخر َق ًة وأدخل ِ‬
‫الخ ْر َقة يف أنفوه أجوز َأه‪ ،‬هوذه الجوزاء‪- .‬وصوول المواء‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫باستنشا ‪ -‬أي‪ :‬بإدخال بقوة‪ ،‬كله م ِ‬ ‫ِ‬
‫جزئ‪.‬‬ ‫بإدخال له بخ ْر َقة‪ ،‬أو ب َيد‪ ،‬أو ْ‬
‫السن َن‪.‬‬ ‫الجمع بين االستنشا واالستنثار‪ ،‬ولكروا لها عد ًدا من ُّ‬ ‫ْ‬ ‫وأماُصرةُالفمال‪ :‬فهو‬
‫س) عا َد ًة‪ ،‬وال عرة باألَ ْق َرع‬ ‫وال‪ ):‬أي‪ :‬حدُّ الوجه (مِن منَابِ ِ‬
‫ت َش ْع ِر الر ْأ ِ‬ ‫ثمُقال‪َ ( :‬و َحدُّ ه ل ً‬
‫ْ َ‬
‫‪20‬‬

‫جبهتَوه‪( ،‬إِ َلوى‬ ‫وال باألَ ْف َرع‪ ،‬قالوا‪ُ:‬وا ُ‬


‫ألاقُ اُرعُ‪ :‬من انحسر شعر رأسه‪ ،‬واألف اُ‬
‫ارعُ‪َ :‬مون غطوى الشوعر َ‬
‫الذ ْق ِن) الذقنُهو‪ :‬منتهى الل ْحية‪- ،‬فكل هذا وجه‪َ ( ،-‬و َع ْر ًضا إِ َلى فورو ِع ْاأللنَو ْي ِن) يعناي‪ :‬مون‬
‫ٌ‬
‫داخول يف الوجوه‪،‬‬ ‫وبوين األلن‬ ‫الوذي بوين العوار‬ ‫األلن إلى األلن‪ ،‬وبنا ًء على للا فال َبيوا‬
‫فكل هذا حدُّ الوجه‪ ،‬يجب غسله‪.‬‬
‫‪21‬‬

‫س‪- ،‬ومِنْه‪ْ :‬األل َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ان‪.».-‬‬ ‫« َو ْغ ْسل ا ْل َيدَ ْي ِن إِ َلى ا ْلم ْر َف َق ْي ِن‪َ ،‬و َم ْسح َجمي ِع الر ْأ ِ َ‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫الرُكنُالثُايُوهو‪َ «( :‬و ْغ ْسل ا ْل َيدَ ْي ِن إِ َلوى ا ْل ِمو ْر َف َق ْي ِن)‪ ،‬العلماا ُيقولاون‪ُ:‬إنُمااُنعادُ«إلاى»ُ‬
‫ا‪ُ،‬وليسُداخلُفيماُقبلهاُإُْيفُموض اعين‪ُ،‬بي ُنا«إلى»ُنمعنى‪«ُ:‬مع»‪ُ،‬والموضاعانُ‬
‫ً‬ ‫ليسُواب ًب‬
‫كلهماُيفُالوضو ؛ُوهماُغسلُاليادينُإلاىُالمارف اقين‪ ،‬وغ ْسول القود َمين موع الكعبوين أو إلوى‬
‫أدارُنيادهُعلاىُ‬
‫فالمرفقان يجب غسلهما؛ لحوديث جوابر‪ ،‬أن النبوي ♀‪ « :‬ا‬
‫ْ‬ ‫الكع َبين‪،‬‬
‫مرفقه»‪ ،‬وال َيد تشمل الكف مع الذراع‪ ،‬وال يكتفى بالذراع وحدها‪.‬‬

‫س) الودليل‪ :‬ﱡﭐﱍﱎﱠ [الما؛ودة‪،]٦ :‬‬ ‫ثمُنعادهاُقاال‪َ ( :‬و َم ْسوح َج ِميو ِع الور ْأ ِ‬

‫وحا لرأسووه إال إلا مسووح جميعووه؛ وماااُالماارادُ‬ ‫ِ‬


‫و«البوواء» هنووا «لإللصاااب»‪ ،‬فووال يكووون الموورء ماسو ً‬
‫نالراس؟ُ‬
‫قالوا‪ :‬المرادُنالراس‪ :‬من َمنابت الشعر من جهة الوجه إلى منابتِه يف جهة الرقبة‪ ،‬هذا هوو‬
‫الرأس‪ ،‬والصودغان‪ ،‬الصاد ُهاو‪ :‬الشوعر الوذي فوو األلن‪ ،‬والصودغان مون الورأس كوذلا‪،‬‬
‫فيجب مسح رأسه من أول مقدمه من منابت الشعر إلى منتهاه ال َقفا الذي هو من الرأس‪ ،‬وأموا‬
‫رجال‬ ‫اس َ‬
‫رتسل من الشعر‪ :‬إن كان امرأ ًة أو ً‬ ‫َقفا الرقبة فال يشرع ْ‬
‫مسحه‪ ،‬وبنا ًء على للا؛ فإن ما ْ‬
‫فقوط دون موا عوداه موع مالحظوة‬ ‫الفور‬
‫مسح‪ ،‬وإنما يمسح المغطي لمكان ْ‬
‫شعر؛ فإنه ال ي َ‬
‫له ٌ‬
‫مسح الصد َغين‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪22‬‬

‫وصرةُمسحه‪ :‬إما أن يمسح ‪ -‬لب ًعا يمسح مرة واحودة ‪ -‬بوأي صوفة شوذت‪ ،‬ولفانُصارةُ‬
‫الفامال‪ :‬أن تقبل بيدَ يا وتدبر‪ ،‬بأن تبدأ بمقدم الرأس إلى القفا‪ ،‬ثم تعود مر ًة أخرى‪.‬‬
‫َان‪ )-‬معناىُقولاه‪-( :‬ومِنْوه‪ْ :‬األلن ِ‬
‫َوان‪ )-‬أي‪ :‬واأللنوان يأخوذان ح ْكوم‬ ‫قال‪-( :‬ومِنْه‪ْ :‬األلن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كوامال‪ ،‬كأنوه تورك‬
‫ً‬ ‫فمن لم يمسح األلنَين فيكون لوم يمسوح الورأس‬
‫الرأس يف وجوب المسح‪َ ،‬‬
‫الرأس‪.‬‬ ‫بع‬
‫وقوله‪-( :‬ومِنْه‪ْ :‬األلن ِ‬
‫َان‪ )-‬دليله الحديث‪« :‬األذُ اُنانُُمُ اُ‬
‫نُالرُأُسُ» حديث أنس‪ .‬فال نقاول‪:‬‬ ‫َ‬
‫إنها لم تذكر يف اآلية؛ ألن األلنين داخالن يف الرأس‪.‬‬
‫نُالرُأُسُ»‪ُ،‬وقولُالمؤلف‪-(ُ:‬ومِنْه‪ْ :‬األلن ِ‬
‫َان‪ُ)-‬يدلُعلىُأنُهُ‬ ‫ُلفنُهلُحديث‪«ُ:‬األذُ اُنانُُمُ اُ‬
‫َ‬
‫ُْيستحبُأخذُما ُبديدُلألذنين؟ُنقول‪ :‬ال‪ ،‬لم يدل الحديث على للا؛ فإنما دل الحوديث‬
‫على وجووب المسوح‪ ،‬ولوم يودل علوى صوفة المسوح؛ وإنُمااُاألفضالُوالمساتحب‪ :‬أن ي خوذ‬
‫عمر ثبت عنه أنه كان يأخذ أللنَيه عند الوضووء‬
‫لأللنَين ما ٌء جديد‪ ،‬والدليلُعلىُذلك‪ :‬أن ابن َ‬
‫عمر من أشود النواس يف االتبواع‬
‫مخالف له‪ ،‬وابن َ‬
‫ٌ‬ ‫ماء جديدً ا‪ ،‬وال يعرف عن أحد من الصحابة‬
‫للنبي ♀‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫ُ‬
‫« َو َغ ْسل الر ْج َل ْي ِن إِ َلى ا ْل َك ْع َب ْي ِن‪.‬‬
‫الة‪».‬‬ ‫َوالت ْرتِيب‪َ ،‬وا ْلم َوا َ‬
‫ُ‬

‫الفصول بينهوا‬
‫بوأن ال يطيول ْ‬ ‫( َوالت ْرتِيب) أي‪ :‬بين األركوان األربعوة السوابقة‪َ ( ،‬وا ْلمو َوا َ‬
‫الة) َ‬

‫كبيرا‪.‬‬
‫فصال ً‬
‫ً‬
‫‪24‬‬

‫« َوالدل ِيل َق ْوله َت َعوا َلى‪ :‬ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉ‬

‫ﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱠ [الما؛دة‪».]٦ :‬‬


‫ُ‬

‫ُ‬
‫هذهُاآليةُتدلُ على األركان األربعة السابقة كلهوا األ ْو َلوى‪ ،‬وأموا الترتيوب فقود دلوت هوذه‬
‫ووحا بووين م ْغسوووالت‪ ،‬ولسووان العوورب يقتءووي ع ْطووف‬
‫اآليووة عليهووا حينَمووا لكوور اهلل ‪ ‬ممسو ً‬
‫ات على بعءها‪ ،‬ولكْر م َغاير بين المتواليات ُّ‬
‫يدل على أن للا لحكمة أو لف ْقد بالغة‪،‬‬ ‫الم َتوال ِي ِ‬
‫َ َ‬
‫ونظرنا فلم نجد حكم ًة إال وجوب الترتيوب بوين األركوان األربعوة‪ ،‬وأموا الموواالة فودل عليهوا‬
‫ْ‬
‫قووووول اهلل ‪( :‬ﱡﱄﱅﱆﱇﱈﱉﭐﱠ) إلووووى آخووووره‪ .‬فرتووووب أول‬
‫األفعال وهو الغسل بو «الفاء» التي تفيد الت ْعقيب‪ ،‬ثم عطف عليها باقي األفعال‪ُ.‬‬
‫وماانُقواعاادُاللغااة‪ُ:‬أنُُالمعطااويُيش ااركُالمعطااويُعليااهُيفُبميااعُأوصااافه‪ُ،‬ومنهااا‪ُ:‬‬
‫التُعقيب‪ُ،‬نننُيفونُكُلُفعلُُ اعقبُالرعلُاآلخر‪ُ.‬‬
‫ُ‬
‫‪25‬‬

‫يب ا ْل َح ِديث‪« :‬انُداُؤُواُنُ اُماُ اُنداُ اُأُاللُُنُهُ»»‪.‬‬


‫« َو َدل ِيل الت ْرتِ ِ‬

‫االستدالل من اآلية على وجوب الترتيب‪.‬‬


‫هذا ي يد ْ‬
‫‪26‬‬

‫ب ا ْل ُّل ْم َع ِة‪َ ،‬ع ِن النبِي ♀‪َ « :‬أنوه َلموا َر َأ َى َرجو ًال‬ ‫اح ِ‬ ‫ال ِة؛ ح ِديث ص ِ‬
‫َ‬ ‫« َو َدليل ا ْلم َوا َ َ‬
‫ِ‬

‫ال َعا َد ِة»‪.‬‬


‫يفِ َقدَ مِ ِه ل ْم َع ٌة َقدْ َر الد ْر َه ِم َل ْم ي ِص ْب َها ا ْل َماء؛ َف َأ َم َره بِ ْ ِ‬

‫ويرا يف الحووديث اآلخوور غسو َول ِرجلووه‬


‫وويال‪ ،‬ولم وا كووان الفصوول قصو ً‬
‫لمووا كووان الفصوول لو ً‬
‫‪ ،‬أو أشار َلرجل أن يغسل رجله ولم يعدْ ‪.‬‬
‫‪27‬‬

‫ُ‬
‫« اُو اُوابُبُهُ‪ :‬الت ْس ِم َية َم َع الذ ْك ِر»‪.‬‬

‫ٌ‬
‫حوديث‪:‬‬ ‫اجبه) أي‪ :‬وواجب الوضوء (الت ْس ِم َية َم َع الذ ْك ِر)؛ ألنه جواء‬
‫قولُالمصنُف‪َ ( :‬و َو ِ‬

‫يصوح‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ْاُوُضُو اُُل اُمنُُ اُلمُُ اُيذُكُرُُايا امُاللُُ اُع اُلياهُ»‪ ،‬قاالُأحمادُ‪« :‬ال‬
‫أن النبي ♀ قال‪ُ « :‬‬
‫ولكن العمل عليه» أي‪ :‬العمل على هذا الحديث‪.‬‬
‫يودل علوى الوجووب؛ ألن الفور بوين‬ ‫أخذُأهلُالعلمُمنُهذاُالحديث‪ :‬أن الحديث هذا ُّ‬ ‫ا‬
‫الوركن أو الفور‬ ‫ِ‬
‫الركن والواجب‪ :‬أن الواجب َمن َتركه نسيانًا سقط‪ ،‬بينما ُّ‬ ‫الفر الذي هو ُّ‬
‫موع الوذكْر واجبو ٌة‪ ،‬وموع عدموه تكوون‬ ‫ِ‬
‫فإن َمن تركه نسيانًا ال يسقط‪ ،‬فحينذذ قوالوا‪ :‬إن الت ْسومية َ‬
‫ساقط ًة ليست بمبط َلة‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫« اُو اُن اُواقُضُهُُ اُث اُمانُيُةُ‪ُ.»:‬‬

‫ُ‬
‫الوضوء‪ُ.‬‬ ‫أي‪ :‬نواق‬
‫والموجبووات‪ ،‬فيجعلووون للوضوووء نووواق َ ‪ ،‬وللغ ْسوول‬ ‫لب ًعووا هووم يفرقووون بووين الن وواق‬
‫‪.‬‬ ‫وجبات‪ ،‬لكروا يف للا م ْعن َيين يعني‪ :‬لمالا فرقوا بين الم ِ‬
‫وجب والناق‬ ‫ٌ‬ ‫م‬
‫‪29‬‬

‫ارج مِ َن السبِي َل ْي ِن»‪.‬‬


‫«ا ْل َخ ِ‬

‫ارج مِ َن السبِي َل ْي ِن) المرادُنالسبيلين‪ :‬القبل والدُّ بر‪ ،‬ففلُماُخرجُمنُ‬


‫قولُالمصنُف‪( :‬ا ْل َخ ِ‬

‫لواهر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫اُولوُلمُيفنُنجساا؛ فوإن مون الخوارج مون السوبيلين موا هوو‬
‫ً‬ ‫هُيفونُناقض‬
‫ً‬ ‫السبيلين؛ُفننُ‬
‫والرلوبوات مون المورأة علوى‬
‫لواهر‪ُّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫المنِوي مون الرجول والمورأة كالهموا‬
‫مثل‪ :‬الولود‪ ،‬ومثول‪َ :‬‬
‫لاهر كذلا‪ ،‬فدلنا للا علوى أن الخوارج مون السوبيلين وإن‬
‫ٌ‬ ‫الصحيح من َق ْو َل ْي أهل العلم أنه‬
‫لاهرا فهو ناق ٌ ‪- .‬هذاُواحد‪.-‬‬
‫ً‬ ‫كان‬

‫كذلك‪ :‬الخارج من السبيلين ناق ٌ للوضوء ولو لم ي ْلزم منه ْ‬


‫االسوتنجاء؛ فوإن الصوحيح‬

‫من َق ْو َل ْي أهل العلم أن الخارج من السبيلين إلا لم يكن ملو ًثوا فوال ْ‬
‫اسوتنجاء منوه‪ ،‬لكنوه نواق ٌ‬
‫كذلا‪.‬‬
‫نقيُعندي مسنلة‪ :‬ماُالمرادُنالسبي الين؟ُ‬
‫واضوح‪ ،‬لكون العلمواء يلحقوون بالسوبيلين َم ْخورج الولود‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫قالوا‪ :‬هو القبل والدُّ بر‪ ،‬وهوذا‬
‫فيقولون‪ :‬إن َم ْخرج الولود كوذلا م ْل َح ٌوق بالسوبيلين‪ ،‬فكول موا خورج منوه فإنوه يكوون ً‬
‫ناقءوا يف‬
‫الجملة‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫جس مِ َن ا ْل َج َس ِد»‪.‬‬ ‫ارج ا ْل َف ِ‬


‫احش الن ِ‬ ‫« َوا ْل َخ ِ‬

‫ون ا ْل َج َسو ِود) أي‪ُ:‬موون غيوور السووبيلين‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وارج ا ْل َفو ِ‬


‫واحش) أي‪ :‬الكثيوور (الوون ِ‬
‫جس مو َ‬ ‫قولووه‪َ ( :‬وا ْل َخو ِ‬

‫والُذيُيخرجُمنُغيرُالسبيلينُ اُن ً‬
‫جساُثلثةُأشيا ‪:‬‬
‫‪ُ‬األمرُاألول‪ :‬إما أن يكون َد ًما‪.‬‬
‫‪ُ‬األمرُالثُاي‪ :‬وإما أن يكون قي ًذا‪.‬‬
‫هذانُاألمرانُاألوْن‪ :‬الدم‪ ،‬وال َقيء‪ ،‬وهماُالمرادُمانُكالمُالمصانُف‪ ،‬فالودم ال يونق‬
‫كثيرا؛ كما جاء عن ابن عباس أنه قال‪« :‬الكثير ما َفح َش يف نفسا»‪ ،‬فما كان دونه‬
‫إال أن يكون ً‬
‫ناقءا للوضوء‪.‬‬ ‫ف فيه‪ ،‬فال ي ْلزم تطهيره‪ ،‬وال يكون ً‬
‫نجس لكن خف َ‬‫ٌ‬
‫ومثله‪ :‬القيء‪ ،‬وضانطُالقي ُالفثيرُقالوا‪ :‬ما كان مِ ْل َء الفم‪ ،‬وما كان دونه فلويس ً‬
‫ناقءوا؛‬
‫ألنه يسمى يف لسان العرب‪َ « :‬ق َل ًسا» أو « َق ْل ًسا» وهما وجهان صحيحان‪.‬‬
‫إذن‪ :‬هذان األمران األوالن النجسان اللذان يخرجان من الجسد‪.‬‬
‫‪ُ‬األمرُالثالث‪ :‬وهو البول والغا؛ط؛ فإن من الناس َمن يفعل له َق ْس َط َر ٌة‪ ،‬ف َيخورج البوول‬
‫والغا؛ط من غير السبيل بأن يفتح له فتْحة ونحو للا‪.‬‬
‫‪ ،‬سوواء‬ ‫بووال أو غا؛ ًطوا؛ فوإن ح ْكموه ح ْك َ‬
‫وم الونق‬ ‫فنقول‪ْ :‬‬
‫إن كان الخارج من النجاسات ً‬
‫كثيورا‪ ،‬لكون يف الغالوب أن الوذي يكوون لوه َق ْسو َط َر ٌة يكوون ح ْكموه ح ْكوم الحودَ ث‬
‫قلويال أو ً‬
‫كان ً‬
‫وضوؤه هبذا الحدَ ث الذي يخرج منه‪.‬‬ ‫وسبق ح ْكم الحدَ ث الدا؛م أنه ال ينتق‬
‫َ‬ ‫الدا؛م‪،‬‬
‫‪31‬‬

‫ارج ا ْل َفو ِ‬
‫احش) ماراده‪ :‬غيور البوول والغوا؛ط‪ ،‬يجوب أن نقيوده‬ ‫إذنُفقولُالمصنُف‪َ ( :‬وا ْل َخو ِ‬

‫بذلا‪( ،‬غير البول والغا؛ط)‪.‬‬


‫‪32‬‬

‫« َو َز َوال ا ْل َع ْق ِل»‪.‬‬
‫ُ‬

‫قاولُالمصاانُف‪َ ( :‬و َز َوال ا ْل َع ْقو ِل) بووأي لريقووة‪ ،‬سوواء كووان نو ًمووا‪ ،‬أو سو ْك ًرا‪ ،‬أو إ ْغمووا ًء‪ ،‬أو‬
‫ناقءوا للوضووء‪ ،‬يع َفوى عون زوال العقول شوي ٌء واحودٌ‬
‫جنونًا‪ ،‬بال ُّطر األربع كلها؛ فإنه يكوون ً‬
‫وهو‪ :‬النوم اليسير؛ فإن الصحابة كانت َت ْخ ِفق رؤوسهم وال ي ْ َمرون بإعادة الصوالة‪ ،‬ماُضاانطُ‬
‫فمون نوام م ْءوطج ًعا أو‬
‫دليال‪ :-‬أن العورة بالهيذوة‪َ ،‬‬
‫النُوم؟ المشهور عند فقها؛نا‪- ،‬وهو األظهر ً‬
‫وضوؤه‪.‬‬ ‫متك ًذا أو م ْعتمدً ا؛ فإنه حينذذ ينتق‬
‫‪33‬‬

‫« َو َم ُّس ا ْل َم ْر َأ ِة بِ َش ْه َوة»‪.‬‬

‫لقوووول اهلل ‪ :‬ﱡﭐﱤﱥﱦﱠ [الما؛ووودة‪ ،]٦ :‬جووواءت قراءتوووان‪ :‬ﱡﭐﱤﱥﱠ‬


‫الجماع الم ِ‬
‫وجب للغسل‪ ،‬والثُانياة‪ :‬علوى الموس‬ ‫وﱡ المستمﭐﱠ‪ ،‬فنحملُإحدىُالروايتينُعلى‪ِ :‬‬
‫ا‬
‫ناقءا للوضوء‪.‬‬
‫باليد بدون حا؛ل‪ ،‬ويكون ً‬
‫ناقءوا؛ ألن النبوي ♀ ثبوت أنوه‬ ‫و المسُالمرأةُنقول‪ :‬إن مجرد َ‬
‫المس ال يكون ً‬
‫ِ‬
‫يف صووالته مووس عا؛ش و َة ‪ ،‬فننظوور للمعنووى ال وذي قصوودَ ألجلووه فنقااول‪ :‬إلا كووان ْ‬
‫بقصوود‬
‫الموس‪ ،‬والحفماةُ‬
‫ُّ‬ ‫للمواس دون المسووس منوه‪ ،‬والعلاةُفياه‬
‫ناقءوا َ‬
‫الم ُّس ً‬
‫الشهوة‪ ،‬ويكون هذا َ‬
‫المذي‪ ،‬هوذه الحكموة‪ ،‬حتوى وإن تويقن عود َم خوروج ال َموذي فنقاول‪ُ:‬العلاةُهاي‪:‬‬ ‫مظنة خروج َ‬
‫المظِنوة ال يجووز تعليوق الحكوم هبوا إال إلا لوم يكون هنواك‬
‫المظنوة؛ ألن َ‬‫المس‪ ،‬والحفمةُهاي‪َ :‬‬
‫ُّ‬
‫بالمظِنة‪.‬‬
‫وصف‪ ،‬فحينذذ ال ننيط الحكم َ‬ ‫ف وال حكم ٌة منءبط ٌة فهنا عندنا ْ‬
‫وص ٌ‬ ‫ْ‬
‫‪34‬‬

‫« َو َم ُّس ا ْل َف ْرجِ بِا ْل َي ِد ‪-‬قب ًال َك َ‬


‫ان َأ ْو دب ًرا‪.»-‬‬

‫قال‪َ ( :‬و َم ُّس ا ْل َفو ْرجِ ) ألكثور مون حوديث َ‬


‫ورد يف للوا؛ مون حوديث أم حبيبوة وغيرهوا‪ ،‬أن‬
‫النبي ♀ بين « َأ َن َم ْن َمس َف ْر َجه ‪ -‬وهذا ل ْف حديث أم حبيبة ‪َ -‬ف ْل َي َت َوض ْأ»‪.‬‬
‫ان َأ ْو دب ًرا‪ )-‬تعبيرُالمصنف بو (الي ِد) لكِي يبين خالف الشوافعية‪ ،‬أن‬ ‫قوله‪( :‬بِا ْل َي ِد ‪-‬قب ًال َك َ‬
‫وح ْرفهوا؛ ألن الشوافعية‬ ‫تصد على جميع اليد؛ بطنها ‪ -‬بطن اليد ‪ -‬وظهرها‪َ ،‬‬ ‫اليد إلا أللِ َقت ْ‬
‫َيرون أنه البطن فقط‪ ،‬فنقول‪ :‬الحديث جاء مطل ًقا‪ ،‬أن َ‬
‫المس بمطلق اليود؛ بوالبطن‪ ،‬أو بوالظهر‪،‬‬
‫الوضوء والمفسدات فااُالقاعادةُعنادهم‪ُ:‬أنُُكالُمااُ‬ ‫الم ُّس من نواق‬
‫بالحرف‪ ،‬ولما كان َ‬
‫أو َ‬
‫فمون موس قب َلوه أو دب َوره ولوو مون غيور‬
‫كانُمنُنابُاأليبابُوالمرسدا ُفلُتُشترطُلاهُالنُياة‪َ ،‬‬
‫عمر ‪ ‬كان يصلي بالنواس‪ ،‬فوأراد أن‬ ‫وضوؤه‪ ،‬وهذا الذي ِ‬
‫فه َمه عمر؛ فإن َ‬ ‫قصد انتق‬
‫ْ‬
‫إزاره فمس قب َله من غيور ْ‬
‫قصود‪ ،‬فوذهب وتوضوأ‪ ،‬ثوم عواد‪ ،‬وهوذا هوو القاعودة منءوبطة‪،‬‬ ‫يعد َل َ‬
‫فهم الصحابة ‪.‬‬
‫والتطبيق ْ‬
‫‪35‬‬

‫« َو َأ ْكل َل ْح ِم ا ْل َجز ِ‬
‫ور»‪.‬‬

‫وردُفيهُحديثانُوهي‪ِ :‬‬
‫البل‪.‬‬ ‫ا‬
‫‪36‬‬

‫« َو َت ْغ ِسيل ا ْل َميت»‪.‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫تغسيلُالميت جاء عن النبي ♀ أنه قال‪ « :‬امنُُ اُغس ا ُ‬
‫لُ اُميُتًاُ اُفل اُيغُ اُتسُلُ»‪ُ.‬‬
‫قوله‪ ( :‬اُفل اُيغُ اُتسُلُ) حم َله الفقهاء على أن معنواه‪ :‬ف ْليتوضوأ؛ ألنوه يمكون إلوال االغتسوال‬
‫األعءاء‪ ،‬وهذا الذي حملوا عليه أن َمن غسل ميتًا ف ْليتوضأ‪.‬‬ ‫غسل بع‬
‫على ْ‬
‫ولذلكُذكرُالتُرمذيُ‪ :‬أن هذا الحديث‪ « :‬امانُُ اُغس ا ُ‬
‫الُ اُميُتًااُ اُفل اُيغُ اُتسالُ» علوى ظواهره ت ْعمويم‬
‫الصوحابة؛‬ ‫الجسد لم ْ‬
‫يقل به أحد؛ وإنما قال به أحمد وأصحابه يف الوضوء فقط؛ لف ْعول بعو‬
‫أ ْلفا الحديث‪ « :‬اُو امنُُ اُغ اس الهُُ اُفل اُي اُت اُوضُنُ» أو نحو للا‪.‬‬ ‫وألنه جاء يف بع‬
‫والحفمةُيفُذلك‪ :‬قالوا‪ :‬ألن المغسل للميت َمظن ٌة؛ ألَن َيمس عورته‪ ،‬ومس العورة مون‬
‫ناقءا للوضوء‪.‬‬
‫نفسه أو من غيره يكون ً‬
‫وأماُالُذيُيعاونُمُغسلُالميت‪ :‬فال يتوضأ؛ وإنما الذي باشر التغسيل بنفسه ولو كان قود‬
‫لف على يده ِخ ْر َق ًة‪.‬‬
‫‪37‬‬

‫ال ْسالَ ِم ‪َ -‬أ َعا َل َنا اهلل مِ ْن َلل ِ َا‪.-‬‬‫« َوالردة َع ِن ْ ِ‬

‫ب‪َ ،‬وا ْلب ْق َعو ِة‪َ ،‬والودل ِيل َق ْولوه‬


‫ايةُ مِ ْن َث َالث‪ :‬مِ َن ا ْل َبودَ ِن‪َ ،‬والثو ْو ِ‬
‫ج اُ‬ ‫الشُرُطُُالُخاُامُسُ‪ :‬إُزاُا اُلةُُالنُ اُ‬

‫َت َعا َلى‪ :‬ﱡﭐﲣﲤﲥﱠ [المدثر‪.»]٤ :‬‬


‫ُ‬

‫ُ‬
‫هذاُالشُرطُمنُالشُروطُالمهماة‪ ،‬وأريود أن أبوي َن مسانل ًُة مهموة‪ ،‬وهوي‪ :‬أن المشوهور عنود‬
‫ٌ‬
‫شرط قالوا‪ُ:‬‬ ‫شر ٌط‪ ،‬ودليلهم على أنها‬
‫فقها؛نا أن إزالة النجاسة ْ‬
‫ألنهووا أحوود الحوودَ َثين‪ ،‬وموون قيوواس الش وبه عنوودهم أنه وم ي ْل ِ‬
‫حقووون إزالووة النجاسووة بر ْفووع‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الحدَ ث‪ ،‬ولما كان ر ْفع الحدَ ث شر ًلا لحديث ابن َ‬
‫عمور وغيوره الوذي لكورت لكوم قبول قليول‬
‫الحدَ َثين‪ُ.‬‬
‫أحد َ‬
‫فكذلا إزالة النجاسة؛ ألنها َ‬
‫شر ًلا؛ وإنما هوو‬
‫ليست ْ‬
‫ْ‬ ‫القولُالثُاي‪-ُ،‬وهو اختيار الشيخ تقي الدين‪ :-‬أن إزالة النجاسة‬
‫واجب‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ماُالرربُنينُالقو الين؟ُ‬
‫ِ‬
‫نقول‪ :‬إن الفر بين القو َلين‪ :‬أن َمن أصاب بدنه أو جسده أو ب ْق َعته نجاس ٌة و َعل َ‬
‫وم هبوا ثوم‬
‫نسيها فعلى مشهورُالمذهب ‪ -‬القول األول الذي مشى عليه المصنف ‪ :-‬فإن صوالته باللو ٌة‪،‬‬
‫ِ‬
‫وعلى القولُالثُاي‪ :‬فإن صالته صحيح ٌة‪ ،‬واتفق القووالن يف ح ْك َموين‪ :‬أن َمون َعل َ‬
‫وم هبوا وصولى‬
‫لاكور وجودهوا فصوالته باللوة؛ ألن الواجوب ال يسوقط بوالعلم ‪َ -‬حو َال العلوم ‪ ،-‬واتفقووا‬
‫وهو ٌ‬
‫كذلا يف صورة ثانية‪ ،‬وهي‪ :‬إلا و ِجودَ ت النجاسوة يف أحود هوذه األموور الثالثوة ولوم يعلوم هبوا‬
‫‪38‬‬

‫انقءت الصالة‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن صالته صحيحة‪ ،‬لماذاُايتثناهاُفقهاؤناُمعُأنُهُشرطُ؟‬


‫حتى َ‬
‫قااالوا‪ :‬ألج ول الحووديث‪ ،‬حينمووا صوولى النبووي ♀ ويف ن ْعلووه ألى‪ ،‬فقااالوا‪ :‬هووذا‬
‫استثناء من القاعدة الكلية‪.‬‬
‫ْ‬
‫ا‬
‫ُمنهااُفهاوُأولاى‪ ،‬ولوذلا إن‬ ‫وهناك مسنلةُ‪ :‬كلماُكانتُالقاعدةُالفليُةُُْيُمفنُاْيتثنا‬
‫القول الثاين َأ ْو َجه من حيث القاعدة والراد القاعدة‪.‬‬
‫أردت أن نعرف كيف أ ِخ َذ هبذين القو َلين‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫فقط أنا‬
‫قال‪ :‬التي تجب إزالة النجاسة ثال ًثا‪( :‬مِ َن ا ْل َبدَ ِن) كله‪ ،‬والنجاسة التوي تكوون علوى البودن‬
‫يفُموض اعين‪:‬‬
‫واالستجمار‪ ،‬وإن كانوت علوى غيور الخوارج مون‬
‫ْ‬ ‫إما على القبل والدُّ بر فتزال باالستنجاء‬
‫بمعنوى َأ َد – فإنهوا ال يجووز إزالتهوا إال‬
‫ً‬ ‫السبي َلين أو غير المعتاد مون الخوارج مون السوبي َلين ‪-‬‬
‫بالماء فقط‪.‬‬
‫ثانيا‪( :‬الثوب) والمرادُنالثوب‪ :‬ما يتحرك بحركة المصلي؛ ِ‬
‫كالع َمامة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫والثالث‪( :‬ا ْلب ْق َعة) وهو‪ :‬الموضع الذي يصلي عليه‪ .‬ا‬
‫وحادُه‪ :‬مون َك ْع َبيوه حوال القيوام إلوى‬
‫السجود و َيدَ يوه وموا بينهموا‪ ،‬فكول موا لمسوه بجسوده أو بثوبوه في ْلوزم أن يكوون‬
‫موضع جبهته يف ُّ‬
‫لواهرا‪ ،‬فلوو‬
‫ً‬ ‫لاهرا‪ ،‬وما لم يمسه المصلي بجسده وال بثوبه يف أثناء الصالة فال ي ْلزم أن يكوون‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫بوجهوه‬ ‫يلمسوها بيدَ يوه وال‬
‫كانت النجاسة يف قبلته‪ ،‬أو ‪ -‬على مشهور المذهب ‪ -‬بين يدَ يه ولم ْ‬
‫باشره هو بنفسه أو بثوبه‪ .‬هذا ما يتعلق بالب ْق َعة‪.‬‬
‫وال بثوبه فصالته صحيحة؛ ألنُُالمقصود‪ :‬ما َ‬
‫قال‪َ ( :‬والدل ِيل َق ْوله َت َعا َلى‪:‬ﭐﱡﭐﲣﲤﲥﱠ) هذا ما يتعلق بالثياب‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫ُ‬
‫يتُرُُالُ اُعوُ اُرةُ‪ُُ.‬‬
‫«الشُرُطُُالسُادُسُ‪ ُ:‬ا ُ‬
‫اد َص َال ِة َم ْن َص َلى ع ْر َيا ًنا َوه َو َي ْق ِدر»‪.‬‬ ‫َأجمع َأ ْهل ا ْل ِع ْل ِم َع َلى َفس ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ‬

‫ألن اهلل ‪ ‬قال‪ :‬ﱡﭐﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱠ [األعراف‪ ]٣١ :‬وهنوا ( َأ ْخوذ‬


‫الزينَة) نمعنى‪ :‬ستْر ال َعورة‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫الر ْك َب ِة‪َ ،‬و ْاألَ َمة َك َذل ِ َا»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫السرة إِ َلى ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫« َو َحدُّ َع ْو َرة الرج ِل م َن ُّ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫الر ْك َب ِة) مر م َعنا قاعدةُ قبول قليول‪ :‬أن الحود ال يودخل يف‬ ‫ِ‬
‫السرة إِ َلى ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫( َحدُّ َع ْو َرة الرج ِل م َن ُّ‬
‫فالسرة والركبة ليسا عور ًة للرجل؛ وإنما األَ ْو َلى ستْرهما ْ‬
‫خشية انكشوافهما يف أثنواء‬ ‫الم ْحدود‪ُّ ،‬‬
‫َ‬
‫الصالة‪ُ.‬‬
‫‪41‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬

‫« َوا ْلح ورة ك ُّل َه وا َع و ْو َر ٌة إِال َو ْج َه َه وا َوالوودل ِيل َق ْول وه َت َع وا َلى‪ :‬ﱡﭐﱂﱃﱄﱅﱆﱇ‬

‫ﱈﱠ [األعراف‪َ ]٣١ :‬أ ْي‪ِ :‬عنْدَ كل َصالَة»‪.‬‬


‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫المرأةُيفُالصلةُعلىُمشهورُالماذهب كلهوا عوور ٌة‪ ،‬حتوى كفهوا عوور ٌة‪ ،‬وحتوى ال َقودَ مان‬
‫عور ٌة‪ُ.‬‬

‫وأماُال اقدا مانُفدليله‪ :‬حديث أم س َل َمة‪« ،‬فكوان الودرع سواب ًغا ْ‬


‫يسورت ظهوور ال َقودَ َمين» فودل‬
‫على أن القدَ مين عورة‪.‬‬
‫وأماُالفران؛ُفننُُالمذهبُفيهُوبهاان‪ :‬مشاهورُالماذهب أنهموا يجوب سورتهما يف أثنواء‬
‫الصالة‪ ،‬فيجب أن تغطي كفيها المرأة‪.‬‬
‫والرُوايةُالثُانيةُوهي‪-ُ:‬اختياارُالشايتُتقايُالادينُعلياهُرحماةُالل‪ :-‬أن الكفوين ال يلوزم‬
‫ستْرهما يف الصالة‪.‬‬
‫‪42‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫«الشُرُطُُالسُانُعُ‪ُ:‬دُخُولُُالُ اُوقُتُ»‪ُ.‬‬
‫ُ‬

‫قولُالمصنُف‪( :‬الشُرُطُُالسُانُعُ‪ُ:‬دُخُولُُالُ اُوقُتُ) عبرُالمصانُف بوو «الودُّ خول»‪ ،‬وهوذا إنموا‬


‫هو يف الصلوات المفروضة الخمس‪ ،‬وأما النوافل فال يشرتط لها دخوول الوقوت فإنهوا تصوح؛‬
‫ألنه ليس لها وقت‪- .‬هذاُواحد‪.-‬‬
‫وأماااُالجمعااة فلوويس شو ْورلها دخووول الوقووت؛ وإنمووا شو ْورلها الوقووت‪ ،‬وانظوور الفوور بووين‬
‫الجمعة وبين الصلوات الخموس؛ الخماسُقلناا‪ :‬دخوول الوقوت‪ ،‬والجمعاةُقلناا‪ :‬الوقوت‪ُ،‬مااُ‬
‫الرربُنينهما؟‬
‫نقول‪ :‬الفور أن الصولوات الخموس إلا صول َي ْت قبول وقتهوا لوم تصوح‪ ،‬وإلا صول َي ْت بعود‬
‫خروج وقتها صحت‪ ،‬فالعرة بالدخول ال بوالخروج‪ ،‬نعوم بعود انتهواء الوقوت تكوون قءوا ًء ال‬
‫أداء‪ ،‬بينما الجمعة إلا صلي ْت قبل وقتها فال تصح‪ ،‬وبعد خروج وقتها ال تصوح‪ِ ،‬‬
‫إل الجمعوة ال‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫قءى؛ وإنما تصلى أدا ًء فقط‪ ،‬فإلا خرجت من وقتها انتق ْلت إلى بدلِها وهو الظهر‪ ،‬والجمعوة‬‫ت َ‬
‫ظه ًرا‪.‬‬
‫ليست ْ‬
‫ْ‬
‫إذنُفقوله‪( :‬دخول ا ْلو ْق ِ‬
‫ت) أي‪ :‬يف الصلوات الخمس المفروضة دون الجمعة‪ ،‬فشرلها‬ ‫َ‬
‫الوقت‪ ،‬والنوافل األصل فيها عدم وجوب الوقت‪ ،‬والدليل عليه حديث جريل ‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫وول ‪َ « :‬أنوووه َأم النبِوووي♀ يفِ َأو ِل‬ ‫السووون ِة‪َ :‬حووو ِديث ِج ْب ِريو َ‬ ‫ِ ِ‬
‫« َوالووودليل مووو َن ُّ‬
‫نُ اُه اُذيُنُُالُ اُوقُ اُتيُنُ»‪.‬‬
‫لاةُُ اُنيُ اُ‬
‫حمُدُ!‪ُ،‬الصُ ُ‬ ‫آخ ِر ِه‪ُ،‬ثم َق َال‪ ُ:‬اُياُمُ اُ‬
‫ت‪ ،‬وفِي ِ‬
‫َ‬
‫ا ْلو ْق ِ‬
‫َ‬
‫َو َق ْوله َت َعا َلى‪ :‬ﱡﭐﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﱠ [النساء‪]١٠٣ :‬‬
‫وضا فِي ْاألَو َق ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫َأ ْي‪َ :‬م ْفر ً‬
‫ْ‬
‫ودل ِيووول ْاألَو َقووو ِ‬
‫ات َق ْولوووه َت َعوووا َلى‪ :‬ﱡﭐ ﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣﱤ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱠ [السراء‪.»]٧٨ :‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫وورد مون حوديث ابون‬
‫المواقيت مون حوديث أبوي موسوى‪َ ،‬‬
‫ورد من حيث َ‬
‫حديث جريل َ‬
‫وو َرد من حديث غيرهم ╚‪.‬‬
‫عباس‪َ ،‬‬
‫يهمناُهنا‪ :‬أني سألكر لا األاوقا ُنسرعةُ مع الت ْركيز على وقتَين؛ ألن فيهما خال ًفا!‬
‫الرجر‪ُ:‬يبدأ من للوع الفجر إلى للوع الشمس‪.‬‬
‫والظهر‪ُ:‬يبدأ من زوال الشمس إلى أن يكون ظِ ُّل كل شيء م ْثله‪.‬‬
‫والعصرُفيهُقوْن‪ُ:‬‬
‫‪ُ‬فمشهورُالمذهب‪ :‬أنه يبدأ من حين أن يكون ظِ ُّل كل شويء م ْثلوه إلوى أن يكوون ظِ ُّول‬
‫كل شيء م ْث َليه‪ ،‬ثم يكون الوقت وقت ضرورة إلى غروب الشمس‪.‬‬
‫‪ ‬والقولُالثُاي ‪ -‬والفر بين القو َلين اختالف الحدي َثين الذي لكرت لكم قبل قليل ‪-‬‬
‫‪44‬‬

‫ِ‬
‫‪ :‬أن وقت العصر يبدأ من أن يكون ظ ُّل كل شيء م ْثله إلوى ْ‬
‫اصوفرار الشومس‪ ،‬ثوم يكوون وقوت‬
‫الءرورة إلى غروهبا‪.‬‬
‫وجهوا‬
‫كوامال إلوى غيواب الشوفق األحمور‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫والمغرب‪ :‬يكون من غروب ق ْورص الشومس‬
‫‪.‬‬ ‫واحدً ا يف مذهب أحمد‪ ،‬ال األبي‬
‫نتهى وقت ْ‬
‫االختيار فيهُقوْن‪:‬‬ ‫وأماُالعشا ‪ :‬فيبدأ من غياب الشفق األحمر‪ ،‬وم َ‬
‫‪ ‬فالمشهورُعندُالمتنخرين‪ :‬أن منتهى وقت صالة العشاء اال ْختياري إلوى ثلوث الليول‬
‫األول‪.‬‬
‫‪ ‬والرُوايةُالثُانية‪ :‬أنه إلى نصف الليل‪.‬‬

‫قولااهُ‪( :‬ﱡﭐﱝﱞﱟﱠﭐﱠ) يعنااي‪ :‬عنوود غووروب الشوومس (ﱡﱡ‬

‫ﱢﱣﭐﱠ) هووذا منتهووى وقووت العشوواء‪( ،‬ﱡﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫ‬

‫ﱬﱠ) هذا وقت صالة الفجر‪.‬‬


‫‪45‬‬

‫الشُرُطُُالثُامُنُ‪ُ:‬ايتُقُ اُبالُُالُقُبُ اُلةُ‪ُ.‬‬

‫ُ َوالووووودل ِيل َق ْولوووووه َت َعوووووا َلى‪ :‬ﱡﭐﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒ ﲓﲔﲕﲖﲗ‬

‫ﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﱠ [البقرة‪.»]١٤٤ :‬‬


‫ُ‬

‫ُ‬

‫استقبال القبلة واجب يف الجملة إال على العاجز؛ ألن اآلية موا زالوت م ْح َك َموة‪ُ:‬ﱡﭐﲈ‬
‫ْ‬
‫ﲉﲊﲋﲌﲍ ﱠ [البقرة‪ُ]١١٥ :‬سواء كان َ‬
‫لخوف‪ ،‬أو لعدَ م معرفته بمكان القبلة‪ُ.‬‬
‫وايتقبالُالقبلةُنقول‪ُ:‬لهاُحالتان‪ُ:‬‬
‫‪ُ‬الحالةُاألولى‪ :‬إما َعينها‪.‬‬
‫‪ُ‬الحالةُالثانية‪ :‬وإما استقبال جهتها‪.‬‬
‫فنمُاُاياتقبالُعينهاا‪ :‬فلِ َمون كوان يف مكو َة يف المسوجد الحورام فيجوب عليوه اسوتقبال عوين‬
‫يسيرا‪.‬‬
‫الكعبة‪ ،‬وال يجوز له أن يستقبل ما جاورها ولو ً‬
‫وأمُاُايتقبالُالجهة‪ :‬فلِ َمن كان خارج مكو َة؛ فإنوه يجوب عليوه اسوتقبال جهتهوا‪ ،‬قاالُانانُ‬
‫ربب‪« :‬أجمع العلماء على أنه ال يجب م َسا َمتَة عين الكعبة؛ وإنما يجب االتجاه للجهة»‪.‬‬
‫يسويرا يف المسوجد‪،‬‬
‫ً‬ ‫كثير اآلن لما يأيت الناس عن لريق هذه األجهزة يجود انحرا ًفوا‬
‫وهذا ٌ‬
‫أو عندما يكون مع أصحابه؛ إما يف البيت‪ ،‬أو عندما يكوون يف ال َبور‪ ،‬فنقاول‪ :‬حتوى لوو انحر ْفوت‬
‫خمسا أو ستًّا أو عشر درجات؛ فإنه م ْعفو عنه‪ ،‬يجوز؛ ألن العورة‬
‫ً‬ ‫متعمدً ا درج ًة أو درجتَين أو‬
‫‪46‬‬

‫بالجهة‪.‬‬
‫‪47‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫اسع‪ :‬الن َيوة‪َ ،‬و َم َح ُّل َهوا ا ْل َق ْلوب‪َ ،‬والوت َل ُّف بِ َهوا بِدْ َعو ٌة‪َ ،‬والودل ِيل‪ُ:‬الُ احادُيثُ‪«ُ:‬إُنُ امااُ‬
‫«الشرط الت ِ‬
‫ْ‬
‫األاعُ اُمالُُنُالنُ اُيا ُ اُ‬
‫‪ُ،‬وإُنُ اُماُلُفُلُُامُرُئُُ اُماُ اُن اُوى»‪ُ.‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬

‫مسنلة (النُية ‪ :‬هذه من األموور المهموة‪ ،‬ولكون سوأتكلم يف دقيقتوين فقوط عون‪ :‬أن بعو‬
‫إخوانِنا عندما يعلم أ ْمر النية يدخل عليه الشيطان يف باب الوسواس‪ ،‬فتجده يعيود الصوالة مور ًة‬
‫اعتقا ًدا منه أنه لم ِ‬
‫ينو‪ ،‬أو َو ْه ًما منْه بأنه قد قطع النية‪ ،‬وهوذا غيور صوحيح؛‬ ‫ومرتين ويقطعها إما ْ‬
‫سهل‪ ،‬بدليل‪ :‬أنه لم ير ْد فيها إال ٌ‬
‫دليول واحودٌ ‪ ،‬وهوو حوديث عمور بون الخطواب‬ ‫أ ْمر النية أ ْمرها ٌ‬

‫◙‪.‬‬
‫وع للعلوم»‪ُّ ،‬‬
‫فكول َمون علوم الصوالة فهوو نواو لهوا‪ ،‬موا‬ ‫وقدُقالُالشُافعيُوغيره‪« :‬إن النية َت َب ٌ‬
‫لهوب بوا إلوى َحنفيوة المواء؟ الوضووء‪ ،‬فودل علوى‬
‫َ‬ ‫الذي أدخ َلا المسجد؟ الصالة‪ ،‬ما الذي‬
‫توضئ ومصلي‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أنا م‬
‫متُىُتُرقدُالنُية؟ُيفُحاْ ُ‪ُ:‬‬
‫‪َ ‬من صلى معل ًما لغيره‪ ،‬هذا الذي يصلي يعلم غيره‪ ،‬مثل المعلم يف الفصل هوذا لويس‬
‫نَاو ًيا‪.‬‬
‫ويمور عليوه أربوع‬
‫ُّ‬ ‫‪ ‬الذي يوأيت بشويء مون بواب العوادات؛ مثول‪ :‬ت ْعمويم الجسود بالمواء‪،‬‬
‫جريات‪ ،‬نقول‪ :‬هذا عادة‪ ،‬لكن الذي يغسل هبذه الطريقوة ليسوت عوادة؛ وإنموا هوي هيذو ٌة تعوود‬
‫عليها‪ ،‬فالحقيقة أن نيتَه موجود ٌة غال ًبا‪.‬‬
‫‪48‬‬

‫لةُُ اُأرُ اُن اُع اُةُ اُعشاُ اُر‪ُُ:‬‬


‫« اُو اُأرُ اُكانُُالصُ ا ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْل ِق َيام َم َع ا ْلقدْ َر ِة‪َ ،‬و َت ْكبِ َيرة ْ ِ‬
‫السوجود‬ ‫الركووع‪َ ،‬والر ْفوع منْوه‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ال ْحو َرا ِم‪َ ،‬وقو َرا َءة ا ْل َفات َحوة‪َ ،‬و ُّ‬
‫اء‪ ،‬و ِاال ْعتِدَ ال مِنْه‪ ،‬وا ْلج ْلسة بين السجدَ َتي ِن‪ ،‬وال ُّطم ْأنِينَة يفِ ج ِميو ِع ْاألَركَو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ َْ َ‬ ‫َع َلى َس ْب َعة ْاألَ ْع َء َ‬
‫وس َله‪ ،‬والص َالة َع َلى النبِي ♀‪ ،‬والتسلِيم َت ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َوالت ْرتِيب َوالت َشهد ْاألَ ِخير‪َ ،‬وا ْلجل ِ‬

‫عُالُقُد اُرةُ‪َ ،‬والودل ِيل َق ْولوه َت َعوا َلى‪ :‬ﱡﭐﱆﱇﱈﱉﱠ [البقورة‪:‬‬


‫األاوُلُ‪ُ:‬الُقُ اُيامُُ اُم اُ‬
‫الرُكُنُُ ُ‬
‫‪.»]٢٣٨‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ندأُالمصنُفُننولُاألركانُوهو‪( :‬ا ْل ِق َيام َم َع ا ْلقدْ َر ِة)‪.‬‬


‫ا‬
‫ِِ‬
‫القيااام لقووول اهلل ‪( :‬ﱡﱆﱇﱈﭐﱠ) «قووانت َ‬
‫ين» أي‪ُ:‬م َصوولين؛ ألنُُالقنااو ُ‬
‫المرادُنه‪ :‬هو لول القيام يف الصالة‪ ،‬وليس المراد به هنا يف اآلية الدُّ عاء‪.‬‬
‫والقيامُيفُالصلةُتارةُيفونُركنًا‪ُ،‬وتار ًُةُيفونُشر ًطاُيفُركنُ‪ُ،‬القيامُنوعان‪ُُ:‬‬
‫‪ ‬قيام ركْن‪.‬‬
‫شرط يف ركْن‪.‬‬
‫‪ ‬وقيام ْ‬
‫فنماُالقيامُالُذيُهوُركنُُفهو‪ُ:‬‬
‫‪ ‬القيام يف القراءة‪.‬‬
‫الركوع‪ ،‬فهو ركْن‪.‬‬
‫‪ ‬والقيام بعد ُّ‬
‫‪49‬‬

‫وأماُالُذيُهوُشرطُُيفُرُكنُ‪ :‬فهو القيوام عنود تكبيورة الحورام؛ فوإن تكبيورة الحورام مون‬
‫شور ٌط‬ ‫شرط صحتها‪ :‬أن يكوون قا؛موا‪ ،‬ولوذلا بودأ المصونف ِ‬
‫بالقيوام قبول الت ْك ِ‬
‫بيور؛ ألن القيوام ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫لصحة التكبير‪ ،‬لماذاُفرقناُنينُاألمرين؟‬
‫الناس قود يعجوز عون القيوام يف الصوالة لكنوه يقودر‬ ‫نُررُبُنينُاألمرينُأنناُنقول‪ :‬إن بع‬
‫فور ٌ بوين الشورط‬
‫قا؛موا ثوم تجلوس؛ ألنوه ْ‬
‫على القيام يف التكبير‪ ،‬فنقول‪ :‬يجب عليوا أن تكبور ً‬
‫والركْن المستقل‪.‬‬
‫للركْن ُّ‬
‫االعتماد على ال َقدَ َمين‪ ،‬وبنا ًء على للا فإن َمن كوان غيور م ْعتمود علوى‬
‫والقيامُالمرادُنه‪ْ :‬‬
‫قدَ َميه إلا بحيث رفع قد َميه سقط؛ فإنه ليس بقا؛م‪ ،‬ولذلكُيقولُالعلما ‪« :‬إن َمون قوام م ْعتمودً ا‬
‫صحيح» فيصح له أن ي ْعتمد على عصا‪ ،‬وهلُيلزمهُأنُيقومُمعتمدً اُعلاىُ‬
‫ٌ‬ ‫على عصا؛ فإن قيامه‬
‫عصا؟ُ‬
‫ُالمشهور‪ :‬نعم‪.‬‬
‫أو العاجز عن القيام‪.‬‬ ‫والقولُالثايُوهوُاألايسر‪ :‬أنه ال ي ْلزمه للا‪ ،‬وخاص ًة يف المري‬
‫‪50‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫الحاا اُرامُ‪َ ُ،‬والوودل ِيل‪ :‬ا ْل َحوو ِديث‪ « :‬اُتحُرُيمُ اهاااُالتُفُبُياارُ اُ‬
‫‪ُ،‬و اُتحُلُيلُ اهاااُ‬ ‫ياارةُُ ُ‬
‫«الاارُكُنُُالثااانُي‪ ُ.‬اُتفُبُ اُ‬
‫التُسُلُيمُ»‪.‬‬
‫ُ‬

‫تفبيرةُالحرامُدليلها‪ «( :‬اُتحُرُيمُ اُهاُالتُفُبُيرُ» والتكبيرة تكون النية سابق ًة لها‪ ،‬ومون ْ‬


‫شورط‬
‫قا؛ما‪ ،‬ويجب فيها الل ْف ‪ ،‬وهو أن يقوول‪( :‬اهلل أكور) وجو ًبوا‪ ،‬وال يجز؛وه عون‬
‫التكبير أن يكون ً‬
‫هذه اللفظة غيرها‪ْ ،‬بل ي ْلزمه التل ُّف هبا‪ ،‬وماُهوُأقلُُالتلرظ؟‬
‫نعضهمُيقول‪ :‬تحريا اللسان والشفتَين‪.‬‬
‫ونعضهمُيقول‪ :‬أن ي ْس ِم َع نفسه‪.‬‬
‫مشهورُالمذهب‪ :‬الثاين وهو أن ي ْس ِم َع نفسه‪ ،‬ال بد أن ي ْس ِم َع نفسه‪.‬‬
‫والرُوايةُالثُانية‪-ُ،‬وهيُاختيارُالشيتُتقيُالادين‪ :-‬أن مجورد تحريوا اللسوان والشوفتَين‬
‫كافي ٌة يف التكبير‪ ،‬ومثله القراءة‪.‬‬
‫‪ُ‬مستحبا ُتفبيرةُالحرام‪ :‬ر ْفع اليدَ ين؛ فإنها مستحب ٌة؛ لحديث أبي ح َميد وغيره‪.‬‬
‫‪51‬‬

‫ُ‬
‫«وبعدَ ها‪ِ :‬‬
‫اال ْستِ ْف َتاح ‪َ -‬وه َو سن ٌة‪.»-‬‬ ‫ََْ َ‬
‫ؒ‬
‫ؒ‬
‫االستفتاح‪ْ ،‬‬
‫بول إن ظواهر الموذهب ‪ -‬كموا‬ ‫قوله‪( :‬وبعدَ ها‪ِ :‬‬
‫اال ْستِ ْف َتاح) أي‪ :‬ي‬
‫ستحب لكْر ْ‬
‫ُّ‬ ‫ََْ َ‬
‫الجموع بوين‬
‫ْ‬ ‫قرره الشيخ تقي الدين عليه رحموة اهلل ‪ :-‬أن ْ‬
‫الموأموم إلا ضوا وقوت القيوام عون‬ ‫ُّ‬
‫واالستفتاح‪ ،‬سوا ًء كان للا يف الصالة السرية‪ ،‬أو يف َس َكتَات المام؛ قاال‪« :‬إن ظواهر‬
‫ْ‬ ‫الفاتحة‬
‫كالمهم أن االستفتاح َأ ْو َلى من قراءة الفاتحة‪ْ ،‬‬
‫للمأموم فقط‪ ،‬أما المام والمنفرد؛ فإن الفاتحوة‬
‫ْن‪ ،‬كما تعلمون‪ ،‬وأما المأموم؛ فإن قراءة االسوتفتاح َأ ْو َلوى إلا َضوا َ ال ُّ‬
‫محول عون‬ ‫يف حقهما رك ٌ‬
‫تقي الدين وغيره‪ ،‬وهو آكد المستحبات يف القيام‪.‬‬ ‫ْ‬
‫التيان هبما»‪ .‬نص على للا الشيخ ُّ‬
‫‪52‬‬

‫ُ‬
‫ْاُإُ اُل اُهُ اغُيُرُ اُ‬
‫ك» ‪ُ .‬‬ ‫ىُبدُ اُ‬
‫ك‪ ُ،‬اُو ُ‬ ‫‪ُ،‬و اُت اُعا اُل اُ‬
‫ك اُ‬ ‫ار اُ‬
‫كُايُمُ ا ُ‬ ‫حمُدُ اُ‬
‫ك‪ ُ،‬اُو اُت اُب اُ‬ ‫حا اُن ا ُ‬
‫كُاللُهُمُُ اُونُ اُ‬ ‫« َق ْول‪«ُ:‬يُبُ اُ‬
‫كُاللُهُمُ»ُ َأ ْي‪ :‬أنزه َا التنْ ِزي َه الال؛ِ َق بِ َجالَل ِ َا َيا اهلل‪.‬‬ ‫حا اُن ا ُ‬‫ُ َو َم ْعنَى «يُبُ اُ‬
‫ك»ُ َأ ْي‪َ :‬ثنَا ًء َع َل ْي َا‪ُ.‬‬
‫حمُدُ اُ‬
‫ُ« اُونُ اُ‬
‫ك»ُ َأ ْي‪ :‬ا ْل َب َر َكة تنَال بِ ِذ ْك ِر َك‪.‬‬ ‫ار اُ‬
‫كُايُمُ ا ُ‬ ‫« اُو اُت اُب اُ‬
‫ىُبدُكُ»‪َ ُ:‬أ ْي‪َ :‬جل ْت َع َظ َمت َا‪.‬‬ ‫ُ« اُو اُت اُعا اُل اُ‬
‫اك َيا اهلل»‪.‬‬ ‫ال فِي السم ِ‬
‫اء بِ َحق ِس َو َ‬ ‫ك»‪َ ُ:‬أ ْي‪َ :‬ال َم ْعبو َد فِي ْاألَ ْر ِ َو َ‬
‫ْاُإُ اُل اُهُ اُغيُرُ اُ‬
‫ُ« اُو ُ‬
‫َ‬

‫هذا معنى هذا الدعاء‪.‬‬


‫‪ُ،‬و اُت اُعا اُلىُ‬
‫ك اُ‬ ‫ار اُ‬
‫كُايُمُ ا ُ‬ ‫حمُدُ اُ‬
‫ك‪ ُ،‬اُو اُت اُب اُ‬ ‫حا اُن ا ُ‬
‫كُاللُهُمُُ اُونُ اُ‬ ‫‪ُ‬وهناُفائدةُ‪ :‬أن هذا الدُّ عاء وهو‪«( :‬يُبُ اُ‬
‫االستفتاح للفريءة؛ ألنه ثبوت أن ع َمو َر ◙ كتوب‬
‫ك») هو أفءل أدعية ْ‬ ‫ْاُإُ اُل اُهُ اُغيُرُ اُ‬ ‫بدُ اُ‬
‫ك‪ ُ،‬اُو ُ‬ ‫اُ‬
‫لألمصار‪َ « :‬أ ِن ا ْدعوا بِ َه َذا»‪.‬‬
‫ولذلكُقالُفقهاؤنا‪ :‬إن أفءل أدعية االستفتاح هذا الدُّ عاء يف صالة الفريءة‪.‬‬
‫وأماُيفُصلةُالنُافلة ‪ -‬ومنها قيام الليل ‪ :-‬فإن سا؛ر األدعية األخرى وهي السبعة ‪ -‬كموا‬
‫ورد فيووه‬
‫لكرهووا ابوون القوويم – جووا؛ز ٌة؛ فإنهووا موون بوواب اخووتالف التنو ُّووع؛ وإن كووان يف قيووام الليوول َ‬
‫يل اُوإي اراف ا ُ‬
‫يل»‪ ،‬والكالم الذي لكره المصنف إنموا هوو‬ ‫يل اُوميفاائ ا‬
‫حديث آخر‪« :‬اللهم اُربُببر ا‬
‫واالستعالة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫يف شرح هذا الدعاء‬
‫‪53‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫نُالشُيُ اُطانُُالرُبُيمُ»‪َ ُ،‬م ْعنَى‪ «ُ:‬اُأعُوذُ»‪ ُ:‬اُألُوذُُ اُو اُألُ اُتجُئُُ اُو اُأعُ اُتصُمُُنُ ا ُ‬
‫كُ اُياُاللُ‪ُ.‬‬ ‫« اُأعُوذُُنُاللُُمُ اُ‬
‫ال يءرنِي يفِ ِدين ِي و َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اي»‪.‬‬ ‫ال في د ْن َي ْ‬ ‫َ‬ ‫نُالشُيُ اُطانُُالرُبُيمُ»‪ُ:‬ا ْل َم ْطرود َع ْن َر ْح َمة اهلل‪ُّ َ َ ،‬‬ ‫ُ«مُ اُ‬
‫ُ‬

‫وهوُمستحبُ؛ االستعالة يف أول الصالة فقط‪ ،‬يف أول القراءة‪ ،‬ثم بعد ال تستحب‪.‬‬
‫‪54‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫« اُوقُ اُرا اُةُُالُ اُراتُ اُ‬
‫حةُُرُكُنُُفُيُكُلُُ اُركُ اُعةُ؛»‪ُ.‬‬

‫(« اوق ارا ا ةُال اراتُ احةُركنُفيُكل اُرك اعةُ») لب ًعا هذا بالنسبة لإلموام والمنفورد‪ ،‬وأموا الموأموم‬
‫فووإن المووام يتحموول عنووه للووا؛ ل ِ َمووا ثبووت بإسووناد رجالووه ثقووات‪ ،‬موون حووديث جووابر‪ ،‬أن النبووي‬
‫ال اُمامُُ اُلهُُقُ اُرا اُةُ»‪.‬‬
‫انُ اُلهُُإُ اُمامُ اُفقُ اُرا اُةُُ ُ‬
‫♀ قال‪ « :‬امنُُ اُك اُ‬
‫‪55‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫حةُُالُفُ اُتابُ»ُو ِهي أم ا ْلقر ِ‬
‫آن»‪ُُ.‬‬ ‫ل اُةُل امنُُ اُلمُُ اُيقُ اُرأُنُ اُراتُ اُ‬
‫صاُ‬
‫ْاُ ا ُ‬ ‫« َكما فِي ا ْلح ِد ِ‬
‫يث‪ُ «ُ:‬‬
‫َ َ ُّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ْن؛ ألنُُالقاعدةُيفُالتُمييزُنينُالرُكنُعنُالوابب‪ُ :‬‬‫وهذا يدلنا على أنها رك ٌ‬
‫كن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ُ‬األمرُاألول‪ :‬أن ما نف َي الصحة ألجله فهو ر ٌ‬
‫كون‪ ،‬مثول أن تسومى الصوالة‬
‫‪ُ‬األمارُالثااي‪ :‬أن كول موا عب َور عنوه باسووم الجميوع؛ فإنوه ر ٌ‬
‫كوعا‪ ،‬فهما ْأر ٌ‬
‫كان فيه‪.‬‬ ‫سجو ًدا أو ر ً‬
‫نُ‬
‫ايُو انايُ اُ‬ ‫باسومه‪ ،‬مثول الفاتحوة‪ « :‬اُق اسامتُالصا ا ُ‬
‫لةاُ اُنيُن اُ‬ ‫‪ُ‬األمرُالثُالث‪ :‬موا سوم َي الجميوع ْ‬
‫اُعبُدُيُنُص اريُن»‪.‬‬
‫فهذهُثلثُقواعدُيميزُنهاُالركنُعنُالوابب‪ُ.‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫‪56‬‬

‫ُ‬

‫استِ َعا َن ًة»‪.‬‬


‫«ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱠ‪َ :‬ب َر َك ًة َو ْ‬
‫ُ‬

‫ُ‬

‫قاااولُالمصااانُف‪«( :‬ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﭐﱠ») يعناااي‪ :‬أن هوووذه يسو‬


‫ووتحب قراءهتوووا قبووول‬
‫ُّ‬
‫البسوملة مسوتحب ٌة قبول قوراءة الفاتحوة‪ ،‬وهوي آيوة‬ ‫الفاتحة‪ ،‬وقدُانعقدا ُالبمااع‪ :‬علوى أن قوراءة ْ‬
‫حيث كتِ َب ْت مون القورآن‪ ،‬فهوي آيو ٌة قبول الفاتحوة‪ ،‬لكنهوا ليسوت آيوة مون الفاتحوة‪ ،‬هوي آيوة قبول‬
‫ليسووت جوز ًءا موون الفاتحووة‪ ،‬ولووذلا فووإن اهلل ‪ ‬يف‬ ‫الفاتحووة بإجموواع‪ ،‬حيووث كتِ َبو ْ‬
‫وت‪ ،‬لكنهووا َ‬
‫ين‪َ ُ،‬قو َال اهلل ‪ُ:‬‬ ‫الحديث القدْ ِسي لما لكر المصولي قوال‪« :‬إُ اُذاُ اقا ا ُ‬
‫ال‪ُ:‬الُ احُمادُُللُُ اُربُُالُ اعاا اُلمُ اُ‬

‫ُعبادي» فبوين أن أول آيوة مون سوورة الفاتحوة التوي ي ْلوزم قراءهتوا هوي‪ :‬ﱡﭐﱆﱇ‬ ‫اُأثناُ اُ‬
‫ىُع اُلي اُ‬

‫(البسملة) لكنها مستحب ٌة‪ُ.‬‬ ‫ﱈﱉﱊﱠ [الفاتحة‪َ ]٢ :‬‬


‫وليست ْ‬
‫رورا؛ ألجل الوقت‪.‬‬
‫فنمر عليها م ً‬
‫ثم بعد للا شرع المصنف يف تفسير سورة الفاتحة‪ُّ ،‬‬
‫‪57‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫«ﭐﱡﭐﱆﱇﭐﱠ‪« :‬ا ْلحم ود» َثنَ واء‪ ،‬و ْاألَل ِ وف والووالم ِ‬
‫ال ْس وتِ ْغ َرا ِ َج ِمي و ِع ا ْل َم َحامِ و ِد‪َ ،‬و َأم وا‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ال َح ْمدً ا»‪.‬‬ ‫ال َو َن ْح ِو ِه‪َ ،-‬فالثنَاء بِ ِه ي َسمى َمدْ ًحا َ‬‫يه ‪-‬مِ ْث َل ا ْل َج َم ِ‬‫ال صنْع َله فِ ِ‬
‫َ‬ ‫ا ْل َج ِميل ال ِذي َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫هذه مسنلةُ فقط ‪-‬يعني جاء هبا المصنف‪ ،-‬أريدُأنُأناب اهُعليها‪:‬‬


‫ٌ‬
‫جميول‪ ،‬ولويس‬ ‫يه) يعني‪ :‬إلا كان المورء فيوه شوي ٌء‬ ‫ال صنْع َله فِ ِ‬
‫قوله‪َ ( :‬و َأما ا ْل َج ِميل ال ِذي َ‬
‫َ‬
‫دور فيه‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يصن ْعه هو‪ ،‬ولم يكن له ٌ‬ ‫هذا من صنْعه هو؛ فإن لكْر هذا الجميل الذي فيه ‪-‬الذي لم ْ‬
‫ال صونْ َع َلوه فِيو ِوه) هووذا متعلو ٌق‬
‫؛ فإنوه ال يسوومى ثنووا ًء؛ وإنمووا يسوومى َمودْ ًحا‪ ،‬ولووذلا فااننُُقولااه‪َ ( :‬‬
‫باآلدميين فقط‪ ،‬وال يتعلق بذات اهلل ‪‬؛ وإنما أراد المصنف من هوذه الجملوة‪ :‬أن يبوي َن أن‬
‫كلمة‪( :‬الحمد) أشمل بكثير من الثناء؛ ألنُهُق ا‬
‫يل‪ :‬إنُُالرربُنينُ(الحمد ُوُ(الثُنا ‪:‬‬
‫أن الحمدُعا ٌم لكل جميل يف اآلدمي‪ُ.‬‬
‫وأما الثُنا فال يكون إال للثناء الذي ال صنْع له فيه؛ كَجمال ِ‬
‫الخ ْل َقة ونحو للا‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫ومسنلةُالرروبُاللغوية‪ ،‬هذه من المسا؛ل ال ُّلغويوة الدقيقوة‪ ،‬وقود ألوف فيهوا جماعو ٌة‪ ،‬مون‬
‫أشهرهم‪ :‬أبو هالل الع ْس َكري يف كتابه‪« :‬الفرو »‪- ،‬ال اعسفاريُهاو‪ :‬الفقيوه الحنبلوي صواحب‬
‫الجمع بين «المقنِع والتنقيح»‪.-‬‬
‫‪58‬‬

‫«ﱡﱈﱉﱠ؛ الوور ُّب‪ :‬ه و َو ا ْل َم ْعب وود ا ْل َخ والِق الوور ِاز ا ْل َمالِووا ا ْلمت ََصوورف م َربووي‬

‫ين بِن َع ِم ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َجمي ِع ا ْل َعا َلم َ‬

‫ﱡﱉﱠ‪ :‬ك ُّل َما ِس َوى اهللِ َعا َل ٌم‪َ ،‬وه َو َر ُّب ا ْل َج ِميعِ‪.‬‬
‫ﱡﭐﱋﱠ‪ :‬رحم ًة َعام ًة بِج ِمي ِع ا ْلم ْخلو َق ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬

‫ين‪َ ،‬والدلِيل َق ْوله َت َعوا َلى‪ :‬ﱡﭐﳠﳡﳢﳣﱠ‬‫ِِ‬


‫ﱡﭐﱌﱠ‪َ :‬ر ْح َم ًة َخاص ًة بِا ْلم ْ من َ‬

‫[األحزاب‪.]٤٣ :‬‬

‫اب‪َ ،‬ي ْو َم كل ي َج َازى بِ َع َملِ ِه‪ ،‬إِ ْن َخ ْي ًرا َف َخ ْي ٌور‪،‬‬ ‫ﱡﭐﱎﱏﱐﱑﱠ‪ :‬يو ِم ا ْلج َز ِاء وا ْل ِ‬
‫ح َس ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬

‫َوإِ ْن َش ًّرا َف َشر‪َ ،‬والودلِيل َق ْولوه َت َعوا َلى‪ :‬ﱡﭐﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘ ﲙ‬

‫ﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﱠ [االنفطار‪.]١٩ – ١٧ :‬‬

‫َوا ْل َح ِديث َعنْه ‪« :‬الفايُس اُ‬


‫ُمنُ ادانُنار اسه اُو اعم الُل اُماُ انعدا ُالُ امو ُ اُ‬
‫‪ُ،‬وال اعاابز اُمانُ‬

‫ُاألا اُمانُيُ»‪.‬‬
‫ىُع الىُالل ُ‬
‫اُوت اامن ا‬ ‫اأت اب اعُنار ا ُ‬
‫سهُُ اه او ااه ا‬

‫ﱡﭐﱒﱓﱠ‪َ :‬أ ْي َال َن ْعبد َغ ْي َر َك ‪َ -‬ع ْهدٌ َب ْي َن ا ْل َع ْب ِد َو َب ْي َن َرب ِه َأال ي ْع َبدَ إِال إِياه‪.-‬‬

‫َعين بِ َأ َحد ِس َواه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ﱡﭐﱔﱕﱠ‪َ :‬ع ْهدٌ َب ْي َن ال َع ْبد َو َب ْي َن َربه َأ ْن َال َي ْست َ‬

‫ﱡﭐﱗ ﱘﱙﱚﱠ‪َ :‬م ْعنَووى «اهاادناا»‪ :‬دلنَووا َو َأ ْر ِشوودْ نَا َو َثبِ ْتنَ وا‪َ ،‬و«الص اُ‬
‫ااراطُ»‪:‬‬

‫ال ْسالَم‪َ ،‬وقِ َيل‪ :‬الرسول‪َ ،‬وقِ َيل‪ :‬ا ْلق ْرآن‪َ ،‬وا ْلك ُّل َحق‪.‬‬
‫ِْ‬

‫َو«المستاقيمُ»‪ :‬ال ِذي َال ِع َو َج فِيه‪.‬‬


‫‪59‬‬

‫ﱡﭐﱛﱜﱝﱞﱠ‪َ :‬ل ِر َيق ا ْلمنْ َع ِم َع َل ْيه ْم‪َ ،‬والدلِيل َق ْولوه َت َعوا َلى‪ :‬ﱡﭐﱩﱪﱫ‬

‫ﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸ‬

‫ﱹﱺﱻﱼﱠ [النساء‪.]٦٩ :‬‬

‫ﱡﱟﱠﱡﭐﱠ‪َ :‬وه ْم ا ْل َيهود‪َ ،‬م َعه ْم ِع ْل ٌم َو َل ْم َي ْع َملوا بِ ِه‪َ ،‬ت ْس َأل اهلل َأ ْن ي َجن َب َا‬

‫َل ِري َقه ْم‪.‬‬

‫اهلل َع َلووى َج ْهوول َو َض والَل‪َ ،‬ت ْسو َوأل اهلل َأ ْن‬


‫ون َ‬ ‫ﱡﭐﱢﱣﱤﱠ‪َ :‬وهووم الن َصو َ‬
‫وارى‪َ ،‬ي ْعبوود َ‬

‫ي َجن َب َا َل ِري َقه ْم‪.‬‬

‫ين َق ْولوه َت َعوا َلى‪ :‬ﱡﭐﲃﲄﲅﲆ ﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎ‬ ‫ِ‬


‫َو َدليل الءال َ‬

‫ﲏﲐﲑﲒﲓﲔﭐﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠ‬

‫ﲡﲢﲣﱠ [الكهف‪.]١٠٥ – ١٠٣ :‬‬

‫‪ُ،‬حتاىُ الاوُ‬ ‫ااانُ اقاب الفم ا‬


‫ُحاذ اوُالُقاذةُنالقاذةُ اُ‬ ‫ُمنُك ا‬ ‫َوا ْل َح ِديث َعنْه ‪ « :‬التاتُبُعُنُُ ا ُ‬
‫ين اان اُ‬

‫ول اهللِ! ا ْل َيهود َوالن َص َارى؟ َق َال‪ ُ:‬اف امنُ؟!» َأ ْخ َر َجاه‪.‬‬


‫ُضبُُ اُلدا خلتموه‪َ ،‬قالوا‪َ :‬يا َرس َ‬
‫اد اخلواُبح ار ا‬

‫اارىُ اع الاىُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ُ،‬وافت اار اقاتُالن اص ا‬
‫ينُفر اقا ًُة ا‬ ‫ُع الاىُإحادا ا‬
‫ىُو ايابع ا‬ ‫َوا ْل َحديث الثاني‪« :‬افت اار اقتُُالُ ايهاود ا‬

‫ينُفر اق ًُة‪ُ،‬كل اُهاُفايُالناارُإْ اُ‬


‫ُواحادا ة‪،‬‬ ‫ُع الىُ اث ُ‬
‫لاث اُو ايبع ا‬ ‫ينُفر اق ًُة ا‬
‫‪ُ،‬و ايتارتارب اُهذهُاألُمة ا‬ ‫اثناتاين اُو ايبع ا‬

‫ااُع اليهُُ او اأص اُ‬


‫حاني»‪.‬‬ ‫ق ْلنَا‪َ :‬م ْن ِه َي َيا َرسول اهللِ؟ َق َال‪ :‬اُمنُك اُ‬
‫اانُ اع الىُمثل اُم ا‬
‫اُأن ا‬
‫‪60‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬

‫قولهُ‪«(ُ:‬ﱡﭐﱒﱓﱠ َأ ْي‪َ :‬ال َن ْعبد َغ ْي َر َك»)ُلب ًعا هنا؛ ألنه قدم المعمول على‬
‫الحصر‪ُ.‬‬
‫ْ‬ ‫العامل هذا يفيد‬
‫االسوتطرادات‪ ،‬وخاصا ًُةُ‬
‫ْ‬ ‫َت َعا َلى تميز يف كتبه المختصرات؛ أنه يورد بع‬ ‫الشيخؒ‬
‫يفُثلثةُأمورُ‪ُ:‬‬
‫اعتقوادهم وتع ُّلقهوم بواهلل‬ ‫‪ُ‬األمرُاألوُل‪ :‬ما يتعلق فيما ُّ‬
‫يدل علوى صوالح النواس يف أ ْمور ْ‬
‫‪ ،‬وإفرادهم العبادة‪.‬‬
‫واضح يف كتابه‪« :‬آداب المشي إلى الصوالة»؛‬
‫ٌ‬ ‫‪ُ‬األمرُالثُاي‪ :‬فيما يتعلق باآلداب‪ ،‬وهذا‬
‫فإنه ما جا َءت مناسبة لكْر دعاء أو أدب إال أشار إليه‪.‬‬
‫َت َعوا َلى م ْعن ًيوا بتفسوير كوالم اهلل‬ ‫‪ُ‬األمرُالثُالاث‪ :‬تفسوير اآليوة‪ ،‬وقود كوان الشويخؒ‬
‫‪‬؛ ألنوه هووو األصوول‪ ،‬ولالووب العلووم يحوورص علووى أن ي ْعنَووى بووالنظر يف كتوواب اهلل ‪،‬‬
‫واستنباط األحكام منه‪.‬‬
‫ْ‬
‫ثم عاد بعد للا ألركان الصالة فقال‪ُ:‬‬
‫‪61‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫« اُوالرُكُوعُ»‪ُ.‬‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫َت َعا َلى‪ ،‬وقود لكور‬ ‫قوله‪ ( :‬اُوالرُكُوعُ) هذا أحد أركان الصالة التي لكرها المصنفؒ‬
‫وصوفان‪ ،‬وسوألكر كال ًموا يف الوصوف‬ ‫العلماء ‪َ ‬ت َعا َلى‪ :‬أن المراد ُّ‬
‫بالركوع ما اجتمع فيه ْ‬
‫الكتب‪.‬‬ ‫الثاين؛ ألنه غير موجود يف بع‬
‫كوعا إال إلا كان فيه انْحناء‪.‬‬
‫‪ ‬األمرُاألول‪ :‬قالوا‪ :‬ال يكون الفعل ر ً‬

‫‪ُ‬األمرُالثُاي‪ :‬إلا وص َلت الكفان أو بعءهما إلى ُّ‬


‫الركبتين‪ ،‬وهذا القيد الثاين لوم يوذكره‬
‫كثير من الفقهاء‪ ،‬وقدُقالُنعضُالمحققين ‪-‬وهو العالموة محمود بون مفلِوح‪ -‬يف شورحه علوى‬
‫ٌ‬
‫«المحرر»‪« :‬أن هذا هو منصوص أحمد‪ ،‬وأن الحديث عليه» فقد جاء يف حديث سعد وغيره‪:‬‬
‫بوضع اليودَ ين علوى‬
‫كوعا إال ْ‬
‫الركوع ر ً‬
‫الركب»‪ ،‬فدل على أال يكون ُّ‬ ‫«أمِ ْرنا ْ‬
‫بوضع األيدي على ُّ‬
‫السنة بأن تكوون بوالن الكفوين علوى الوركْبتَين‪ ،‬وال ت ْفوري األصوابع‪،‬‬
‫الركبة‪ ،‬ليس معنى كمال ُّ‬
‫ُّ‬
‫للركبة ولو بطرف اليد‪ .‬هذا ما يسمى ركو ًعا‪.‬‬ ‫فهذا سن ٌة؛ وإنما المراد أقل ما يكون ًّ‬
‫مسا ُّ‬
‫أماُكماله ‪ -‬أي‪ :‬كمال الركوع ‪ -‬فقد لكرت صفة ال َيدين‪ ،‬وأما الظهر َف ِفي حديث عا؛شة‬
‫سوتقيما بحيوث لوو‬
‫ً‬ ‫ستقيما بحيث أنه ال ْ‬
‫يخفءه جدً ا وال ْيرفعه؛ وإنما يكون م‬ ‫ً‬ ‫أن يكون الظهر م‬
‫الستقام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ظهره إنا ٌء ْ‬
‫وض َع على ْ‬
‫‪62‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫« اُوالرُفُعُُمُنُهُ»‪ُ.‬‬

‫قال‪ ( :‬اُوالرُفُعُُمُنُهُ) أي‪ :‬والرفع من الركوع‪.‬‬


‫‪ُ‬والنُصُعلىُأنُُالرُفعُمنُالرُكوعُركنُلهُأكثرُمنُفائدةُ‪ُ:‬‬
‫يستقيم يف القيام بعد للا‪.‬‬
‫الركوع بحيث أنه ْ‬
‫‪ُ‬الرائدةُاألولى‪ :‬أنه يجب الرفع من ُّ‬
‫قصد ‪َ -‬‬
‫كأن يكون ْارتفع فز ًعوا ‪-‬؛ فوإن‬ ‫‪ُ‬الرائدةُالثُانية‪ :‬أننا نقول‪ :‬إن َمن ارتفع من غير ْ‬
‫الوركن الوذي‬ ‫ْارتفاعه هذا غير صحيح ْبل يجب عليه أن يرتفع من ركوعه ْ‬
‫بقصود االنتقوال إلوى ُّ‬
‫بعده‪.‬‬

‫وعندما َنعتبِر الرفع من ُّ‬


‫الركوع ر ْكنًا فيفيد يف عد األركان؛ ألن مسألة عد األركوان مهمو ٌة‪،‬‬
‫َين َبنِي عليها عد ٌد من األحكام؛‬
‫منها‪ :‬إلا سبق المام ْ‬
‫المأموم بر ْكنَين بطلت الركعة؛ يف أحد القو َلين‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬قءية صالة ال َفذ‪.‬‬
‫‪63‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫ىُاألاعُ ا ُ‬
‫ضا ُُالسُبُ اُعةُ»‪ُ.‬‬ ‫« اُوالسُجُودُُ اُع اُل ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫ىُيبُ اُعةُُ اُأعظمُ»‪.‬‬


‫ضا ُُالسُبُ اُعةُ) حديث ابن عباس ◙‪« :‬أمر اُُأنُُ اُأيُجُداُُ اُع اُل ا ُ‬
‫األاعُ ا ُ‬
‫( ُ‬
‫‪64‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫نُالسُجُداُ اُتيُنُ»‪ُ.‬‬
‫سةُُ اُنيُ اُ‬
‫جلُ ا ُ‬
‫‪ُ،‬والُ اُ‬
‫« اُواُْعُتُداُالُُمُنُهُ اُ‬
‫ُ‬

‫(واالعتدال منوه ومون الركووع)‬


‫ْ‬ ‫هناُقولُالمصنُف‪ ( :‬اُواُْعُتُداُالُُمُنُهُ) نعضُالرقها ُيقول‪:‬‬
‫الج ْلسة بين السجدتين‪ ،‬وذكر ُلفمُفائادة‪ :‬أنوه لوو ْارتفوع‬ ‫االعتدال م ٌ‬
‫نفصل عن َ‬ ‫بحيث يكون ْ‬
‫ِ‬
‫فزعا فنقول‪ :‬لم ْيأت ُّ‬
‫بالركن؛ وإن كوان قود جلوس‪ ،‬فوال بود أن‬ ‫من ركوعه أو ْارتفع من سجوده ً‬
‫يكون ارتفاعه ألجل للا‪.‬‬
‫المصلين يكون سواجدً ا السوجدة‬ ‫‪ ‬منُفوائدُهذاُالُتيُتظهرُلبعضُالمصلين‪ :‬أن بع‬
‫الركن الذي بعدها هوو الج ْلسوة بوين السوجدتين‪ ،‬لكنوه يقووم أي‪- :‬يقووم‬
‫األ ْو َلى‪ ،‬ثم بعد للا ُّ‬
‫إلى الركعة‪ ،-‬يظنُّها هي الركعة الثانية‪ ،‬ف َينتبوه؛ فالعلماا ُيقولاون ‪ -‬علوى مشوهور الموذهب ‪:-‬‬
‫السوجود للجلووس‪ ،‬وهوو لوم‬
‫االعتودال مون ُّ‬
‫يجب عليه أن يسجد ثم يجلس؛ ألنه يجوب عليوه ْ‬
‫يفع ْله‪.‬‬
‫االعتدال من السجود‪ ،‬والج ْلسة بين السجدتين‪.‬‬
‫هذه من ثمرات‪ ،‬أو فوا؛د الفصل بين ْ‬
‫‪65‬‬

‫« َوالوووودل ِيل َق ْولووووه َت َعووووا َلى‪ :‬ﱡﭐﲅﲆﲇﲈﲉﲊﱠ [الحوووو ‪،]٧٧ :‬‬


‫ىُيبُ اُعةُُ اُأعظمُ»‪.‬‬ ‫َوا ْل َح ِديث َعنْه ♀‪« :‬أمر اُُأنُُ اُأيُجُدا اُ‬
‫ُع اُل ا ُ‬
‫ُ‬

‫قوله‪( :‬ﱡﭐﲅﲆﲇﲈﲉﲊﱠ) هنوا سومى الصوالة كلهوا ركو ًعوا‪،‬‬


‫أجزا؛وه دل علوى أن للوا الجوزء ركو ٌن‬ ‫وسمى الصالة كلها سجو ًدا‪ ،‬فإلا سم َي الشويء بوبع‬
‫فيه‪ ،‬ال يسقط بحال‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫األارُ اُكانُ»‪ُ.‬‬
‫نُ ُ‬‫األافُ اُعالُ‪ ُ،‬اُوالتُرُتُيبُُ اُنيُ اُ‬
‫يُبمُيعُُ ُ‬
‫« اُوالطُ اُمنُنُي اُنةُُفُ اُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫األافُ اُعالُ) دون األقوال؛ ألن األقوال تختلف عن األفعوال‪ ،‬هوي مون‬
‫يُبمُيعُُ ُ‬
‫(الطُ اُمنُنُيناُةُُفُ اُ‬
‫توواترت تووات ًرا‬
‫َ‬ ‫األركان‪ ،‬وقد نقل الشيخ تقي الدين يف «القواعد النُّورانية»‪« :‬أن األحاديث قود‬
‫األارُ اُكانُ) بحيث يكون ْترتبيها‬
‫نُ ُ‬‫م ْعنو ًيا على وجوب ال ُّط َم ْأنينة يف أفعال الصالة»‪ ( ،‬اُوالتُرُتُيبُُ اُنيُ اُ‬
‫كما صلى ‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪67‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫«والدل ِيل ح ِديث ا ْلم ِس ِ‬
‫يء»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬

‫يء)‪ ،‬هوذا الحوديث حوديث أبوي هريورة (ح ِوديث ا ْلم ِس ِ‬


‫ويء) يف‬ ‫قبل أن نقرأ (ح ِديث ا ْلم ِس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫األركوان؛ ألنُهامُقاالوا‪ :‬إن هوذا الرجول‬
‫صالته‪ ،‬ذكرُبماعةُمنُأهلُالعلم‪ :‬أنه األصل يف بيان ْ‬
‫األفعوال‪،‬‬ ‫األركان أو بعو‬ ‫المسيء يف صالته الذي نقل أبو هريرة قصته‪ ،‬كان قد ِ‬
‫جهل بع‬
‫فأ َم َره النبي ♀ بالعادة‪ ،‬فلو لم تكن هذه األشياء التي تركها أركانًوا يف الصوالة َل َموا‬
‫أمِ َر بالعادة‪ ،‬ولذلا فاألصل عندهم حديث أبي هريرة للمسيء لصالته‪ .‬وسيأيت تفصيل كل‬
‫ركْن من هذا الحديث‪.‬‬
‫سوتقال‪ -‬يف ت َت ُّبوع لور‬
‫ً‬ ‫جوز ًءا» أي‪- :‬كتا ًبوا م‬
‫وقدُذكرُاننُحجرُيف «فوتح البواري»‪« :‬أن لوه ْ‬
‫موورا هوي معودودة عنود‬
‫لرقوه أنوه تورك أ ً‬ ‫حديث أبي هريرة هوذا‪ ،‬ثمُقاال‪« :‬وقود جواء يف بعو‬
‫السنَن» كذا لكر الحاف يف شرح البخاري‪ ،‬فهذاُيشفلُُعلىُقاعدةُأهلُالعلم‪ :‬بأن‬
‫الفقهاء من ُّ‬
‫كل ما َتركه للا الرجل وعلمه النبي ♀ إياه يف حديث المسيء لصوالته أنوه يكوون‬
‫ركنًا‪.‬‬
‫أ ْلفوا‬ ‫لفنُالبانةُعنُذلكُنقول‪ :‬إن أ ْلفوا الحوديث قود تعود َدت‪ ،‬وموا جواء يف بعو‬
‫است ْطرا ًدا يف لكْر ما يكمول بوه الصوالة ال أن الرجول قود تركهوا يف أثنواء‬
‫الحديث؛ فإنه قد يكون ْ‬
‫صالته‪.‬‬
‫‪68‬‬

‫وس ِعنْودَ النبِوي ♀ إِ ْل َد َخو َل َرجو ٌل َف َصولى‪َ ،‬ف َسول َم َع َلوى‬


‫« َق َال‪َ « :‬ب ْينَ َما َن ْحن جل ٌ‬
‫صلُ‪َ -ُ،‬ف َع َل َها َث َال ًثا‪.»-‬‬
‫كُ اُلمُُتُ ا ُ‬ ‫النبِي ♀ َف َق َال‪ :‬ارُبُعُُ اُف ا ُ‬
‫صلُُ اُفنُنُ ا ُ‬

‫لب ًعا هذا يود ُّلنا علوى أن كول موا َتركوه مون صوالته ر ٌ‬
‫كون َت ْفسود بوه الصوالة‪ ،‬ولوو ْ‬
‫جه ًوال أو‬
‫نسيانًا‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪69‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫«ثم َقو َال‪َ :‬والو ِذي َب َع َثو َا بِوا ْل َحق َنبِ ًّيوا َال أ ْح ِسون َغ ْيو َر َهو َذا َف َعل ْمنِوي‪َ ،‬ف َقو َال‪«ُ:‬إُ اُذاُقُما ا ُ‬
‫تُإُ الاىُ‬
‫حتاىُ اُتطُ امائُنُُ اُراكُ ًعاا‪ُ،‬ثامُُارُ افاعُُ اُ‬
‫حتاىُ‬ ‫نُالُقارُآنُ‪ُ،‬ثامُُارُكااعُُ اُ‬ ‫لةُُ اُف اُفبرُ‪ُ،‬ثُمُُاقُ اُرأُُ اُماُ اُت اُيسُ اُرُ اُم اُع ا ُ‬
‫كُمُ اُ‬ ‫الصُ ا ُ‬
‫بالُ ًساا‪ُ،‬ثامُُافُ اعالُُ اُذلا ا ُ‬
‫كُفايُ‬ ‫يابُدًُا‪ُ،‬ثُمُُارُ اُفعُُ اُ‬
‫حتُىُ اُتطُ امائُنُُ اُ‬ ‫اُتعُ اُتدُ ا ُلُ اُقائُ ًُما‪ُ،‬ثُمُُايُجُدُُ اُ‬
‫حتُىُ اُتطُ اُمئُنُُ ا ُ‬
‫لتُ ا ُ‬
‫كُكُلُ اُها»‪ُ.‬‬ ‫صاُ‬
‫اُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫قوله‪( :‬إ اذاُقم ا‬


‫تُإ الىُالص الةُ) هذا ُّ‬
‫الركن األول وجوب القيام يف الصالة‪.‬‬
‫ْون فيهوا‪ ،‬بينموا تكبيورات االنتقوال‬ ‫وقوله‪ ( :‬اُف اُفبرُ) هوذا ٌ‬
‫دليول علوى أن تكبيورة الحورام رك ٌ‬
‫واجبات ‪-‬كما سيأيت‪.-‬‬
‫ٌ‬ ‫ليست أركانًا؛ وإنما هي‬
‫ْن‪ ،‬وهو قراءة الفاتحة‪.‬‬
‫نُالُقُرُآنُ ‪ُ.‬هذا رك ٌ‬ ‫قوله ‪( :‬ثُمُُاقُ اُرأُُ اُماُ اُت اُيسُ اُرُ اُم اُع ا ُ‬
‫كُمُ اُ‬
‫الركووع وركنيوة‬ ‫حتاىُ اُتطُ امائُنُُ اُراكُ ًعاا ‪ُ.‬هوذا ٌ‬
‫دليول علوى ركنيوة ُّ‬ ‫ُقوله ‪( :‬ثامُُارُكااعُُ اُ‬
‫اال ْلم ْذنان‪.‬‬
‫حتُىُ اُتعُ اُتدُ ا ُلُ اُقائُ ًُما ‪ُ.‬هذا ركن ْ‬
‫االعتدال من الركوع‪.‬‬ ‫قولهُ‪( :‬ثُمُُارُ اُفعُُ اُ‬
‫السجود‪.‬‬
‫يابُدًُا ‪ُ.‬هذا ركن ُّ‬
‫حتُىُ اُتطُ اُمئُنُُ ا ُ‬
‫قوله ‪(ُ:‬ثُمُُايُجُدُُ اُ‬
‫سا ‪ُ.‬هذا ركْن الج ْلسة بين السجد َتين‪.‬‬
‫بالُ ً ُ‬ ‫قولهُ‪( :‬ثُمُُارُ اُفعُُ اُ‬
‫حتُىُ اُتطُ اُمئُنُُ اُ‬
‫لتُ ا ُ‬
‫كُكُلُ اُها ‪ُ.‬هذا هو الدليل على سا؛ر األفعال‪.‬‬ ‫يُص ا ُ‬ ‫قولهُ‪ُ( :‬ثُمُُافُ اُعلُُ اُذلُ ا ُ‬
‫كُفُ ا ُ‬
‫‪70‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫ون ا ْب ِ‬
‫ون َم ْسوعود ◙ َق َ‬
‫وال‪« :‬كنوا‬ ‫ُاألاخُيرُركنُمررُوضُ؛ كَموا فِوي ا ْلح ِ‬
‫وديث َع ِ‬ ‫« اُوالت اشهد ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫يول َومِي َكا؛ِ َ‬
‫يول‪،‬‬ ‫نَقول َقب َل َأ ْن ي ْفر َ َع َلينَا الت َشهد‪ :‬الس َالم َع َلى اهللِ مِن ِع ِ‬
‫باد ِه‪ ،‬الس َالم َع َلوى ِج ْب ِر َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫‪ُ،‬و الفانُ‬ ‫ُع الاىُاللُمانُعباادهُ؛ُ افاننُاللاُها اوُالس ا ُ‬


‫الم ا‬ ‫الم ا‬
‫بوي♀‪ :‬اُْتاقولاوا‪ :‬الس ا ُ‬ ‫ََ َ‬
‫فقال الن ُّ‬
‫اك اُأي اهااُالنباي اُو ارح اماةُالل اُو ان اركااتاه‪ُ،‬‬
‫ُع الي ا‬
‫الم ا‬ ‫‪ُ،‬والصا ال اُوا اُ‬
‫ُوالطيباا ‪ُ،‬الس ا ُ‬ ‫قولوا‪ُ:‬التحياا ُللاه اُ‬

‫ااهد اُأنُُم احماادً اُ اعباادهُ‬


‫ااهد اُأن اُُْإ الاا اهُإُْالل اُو اأش ا‬ ‫ين ا‬
‫‪ُ،‬أش ا‬ ‫ااااُو اع الااىُعبااادُاللُالصااالح ا‬
‫ُع الين ا‬
‫الم ا‬
‫السا ا ُ‬

‫او اريو الهُ»»‪.‬‬

‫ُاألاخُيارُركان اُمرارُوضُ)؛‬ ‫َتعا َلى يف تِع ِ‬


‫داد أركان الصوالة‪ ( :‬اُوالت اشاهد ُ‬ ‫يقول الشيخؒ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫مرتادفوان عنود الفقهواء‪،‬‬ ‫الركن والفريءوة أو الفور‬
‫قوله‪( :‬ركن اُمررُوضُ) هذا يدلنا على أن ُّ‬
‫وقد نبه على للا أكثر من واحد من فقهاء أصوحاب أحمود‪ ،‬ومونهم يوسوف بون عبود الهوادي‬
‫مراد ًفوا للواجوب عنود‬ ‫‪ ،‬وإن كوان الفور‬ ‫وغيره قالوا‪ :‬إن الركن عند الفقهواء مو ٌ‬
‫رادف للفور‬
‫األصوليين‪.‬‬
‫ُاألاخُيرُ) يشملُأمرين‪:‬‬
‫وقوله‪ ( :‬اُوالت اشهد ُ‬
‫‪ ‬يشمل الجلوس له‪.‬‬
‫‪ ‬ويشمل ما يقال فيه‪.‬‬
‫فنماُالجلوسُله فقد جاء أن النبوي ♀‪ :‬أمور المسويء لصوالته أن يجلوس قبول‬
‫‪71‬‬

‫كون؛ ألن النبوي ♀ أ َمور بوه‬


‫سالمه‪ ،‬فدل للوا علوى أن الجلووس قبول السوالم هوو ر ٌ‬
‫لما أ َمره بإعادة صالته‪.‬‬
‫المسيء لصالته‪ ،‬ولو لم يكن واج ًبا َ‬
‫وأماُاألقوالُالُتيُتقالُفيه وهي‪( :‬التحيا ُ) والسالم على النبي ♀‪ ،‬وبعودها‬
‫الصالة على النبي ♀‪ ،‬فهما ركْنان ألمر النبي ♀ هبما‪ ،‬كموا سويأيت بعود‬
‫قليل‪.‬‬
‫والقاعدة‪ُ:‬أنهُُْيوبدُركنُُمنُأركانُالصلةُإُْوهاوُمشاغولُُناذكرُ‪ ،‬فوال بود أن يكوون‬
‫الووذكر إمووا واج ًبووا‪ ،‬وإمووا أن يكووون ر ْكنًووا‪ ،‬وهووذا الووذكْر المووذكور هنووا هووو ركْوو ٌن؛ ألن النبووي‬
‫الحتْم‪.‬‬
‫♀ أ َمر به على سبيل َ‬
‫بالتشهد األخير‪ ،‬داللوة كلموة‪( :‬األخيور)‬
‫ُّ‬ ‫‪ ‬األمرُالثالثُواألخير‪ ،‬عندنا تعبير المصنف‬
‫نايتخدامينُُْنايتخدامُواحد‪:‬‬
‫ا‬ ‫فيهاُنفتاة؛ فإنهم يطلقون لف ‪( :‬األخير)‬
‫بالتشوهد األخيور‬
‫ُّ‬ ‫* فاْيتخدامُاألول‪ :‬يذكرونه يف باب أركان الصوالة هنوا‪ ،‬ويقصودون‬
‫أي‪ :‬آخر أفعال الصالة قبل السالم‪ ،‬وهو المراد هنا‪.‬‬
‫بالتشوهد األخيور يف بواب‬
‫ُّ‬ ‫* ولهمُايتخدامُثانُ ‪-‬يف باب صفة الصالة‪-‬؛ فإنهم يقصدون‬
‫يسبقه شيء من جنسه‪ ،‬ولذلا هناك يقولون‪ :‬ويستحب التو َو ُّرك يف‬
‫التشهد الذي ْ‬
‫ُّ‬ ‫صفة الصالة‬

‫ووهد األخيووور إلا سوووب َقه تشو ُّ‬


‫ووهدٌ مووون جنسوووه‪ ،‬وقووود جووواء يف حوووديث أبوووي حميووود‪ :‬أن النبوووي‬ ‫التشو ُّ‬
‫شهد األخيور»؛ قاالوا‪ :‬األخيور الوذي سوبقه شوي ٌء مون جنسوه‪ ،‬فوال‬
‫♀‪« :‬تورك يف الت ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أخيرا إال إلا كان قبله شيء من جنسه‪َ ،‬ففيه أو ٌل وفيه ثان‪ ،‬فهنا يستحب التو ُّ‬
‫ورك‪ ،‬بينمهوا‬ ‫يسمى ً‬
‫كن يقصدون به األخير أي‪ :‬أخير الصالة أو‪ :‬آخر الصالة‪.‬‬
‫هنا التشهد األخير الذي هو ر ٌ‬
‫استخدا َمين يف الموضعين فإنه مختلف‪.‬‬
‫أردت أن تعرف ْ‬
‫ُّ‬ ‫فقط‬
‫ديث َع ِن ا ْب ِن َم ْسعود ◙ َق َال‪« :‬كنوا نَقوول َق ْب َول َأ ْن ي ْف َور َ َع َل ْينَوا‬ ‫قال‪«( :‬كَما فِي ا ْلح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بوي♀‪:‬‬ ‫الن‬ ‫ال‬ ‫الت َشهد‪ :‬الس َالم َع َلى اهللِ مِن ِع ِ‬
‫باد ِه‪ ،‬الس َالم َع َلى ِج ْب ِر َيل َومِي َكا؛ِ َيل‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫‪72‬‬

‫‪ُ،‬و الفاانُقولااوا‪ُ:‬التحيااا ُللااه‪ُ،‬‬ ‫ُع الااىُاللُم انُعبااادهُ؛ُ افااننُاللاُه ا اوُالسا ا ُ‬


‫الم ا‬ ‫الم ا‬
‫اُْتاقولااوا‪ :‬السا ا ُ‬
‫اااُو اع الاىُعباادُ‬
‫ُع الين ا‬ ‫ك اُأي اهاُالنبي اُو ارح امةُالل اُو ان اركااته‪ُ،‬الس ا ُ‬
‫الم ا‬ ‫ُع الي ا‬
‫لم ا‬ ‫اُوالص ال اُوا اُ‬
‫ُوالطيبا ‪ُ،‬الس ا ُ‬

‫‪ُ،‬أش اهد اُأن اُُْإ ال اهُإُْالل اُو اأش اهد اُأنُم احمدً ا‬
‫اُعبُده اُو اريو الهُ»)‪.‬‬ ‫ين ا‬‫اللُالصالح ا‬
‫أصح ِصي التشهد‪.‬‬
‫هذه الصيغة التي أور َدها المصنف هي ُّ‬
‫والعلما ُ‪َ ‬ت َعا َلى لكروا أن التشهد ور َد عن النبي ♀ بأكثر من صويغة‪،‬‬
‫إسونا ًدا فكلهوا جوا؛ز ٌة‪ ،‬ولفانُهمُنظارواُإليهااُمانُ‬
‫إسنا ًدا‪ ،‬موا دام صوحت ْ‬
‫كلها جا؛ز ٌة إلا صحت ْ‬
‫بها ُ‪ُ:‬‬
‫إسنا ًدا‪ .‬وهذه قاعدةُ أحمود‪ ،‬وفقهواء الحوديث‪،‬‬
‫أصحها ْ‬
‫ُّ‬ ‫‪ ‬الجهةُاألولى‪ :‬قالوا‪ :‬أفءلها‬
‫ومونهم أصووحاب أحموود؛ فااننُُالقاعاادةُعناادهم‪ُ:‬أنُالعبااادا ُالمتنوعااةُإذاُكانااتُماانُاألذكااارُ‬
‫أفضلهاُاألصحُإينا ًدا‪ ،‬خالف قاعدة الشافعية‪ :‬أن أفءلها األكثر أ ْلفا ًظا التي فيها عمول كثيور‪،‬‬
‫التح ِميد‪ ،‬ماُهايُأفضالُصايغة؟ قاالواُنقاول‪ :‬أفءول‬ ‫التسميع يقول بعدها ْ‬
‫ِ‬
‫ولذلا لما قالوا يف ْ‬
‫ور َدت‪ ،‬بينمووا‬ ‫ِ‬
‫صوويغة‪( :‬ربنووا ولووا الحموود) بووالواو‪ ،‬بوودون (اللهووم) مووع أن الصووي أربووع التووي َ‬
‫الشافعية يقولون‪ :‬األفءل أن يقول‪(ُ:‬اللهم ربنا ولا الحمد)؛ ألنها أكثر أ ْلفا ًظا‪.‬‬
‫فأهول الحوديث لموا كوانوا م ْعنِيوين بوالنظر يف األسوانيد قاالوا‪ :‬أفءول موا ور َد بوه أكثور موون‬
‫إسنا ًدا‪ ،‬وبناء على للا فإن أصح ِصوي التشوهد يف الصوالة هوو‪ :‬هوذا الحوديث‬ ‫أصحه ْ‬
‫ُّ‬ ‫الصيغة‬
‫الذي أور َده المصنف حديث ابن مسعود ◙‪ ،‬نص عليه أحمد يف أكثر من رواية‪.‬‬
‫‪ ‬األمرُالثايُقلتُلفم‪ :‬أنه يجوز كل ل ْف ورد عن النبي ♀ يف للا‪.‬‬
‫‪ ‬األمرُالثالث‪ :‬أنُُالقاعدة عندُأهلُالعلم‪ :‬أنُهُُْيجوزُالتلريا ُيفُاألذكاار‪ ،‬فوال يجووز‬
‫مثال‪( :‬التحيات هلل‪ ،‬والصولوات الطيبوات الزكِيوات‪ ،‬السوالم عليوا) فتوأيت بل ْفظوة‬
‫لا أن تقول ً‬
‫من حديث ابن عباس وتركبها على حوديث ابون مسوعود‪ ،‬ال؛ إموا أن توأيت بحوديث ابون عبواس‬
‫كامال‪ ،‬أو كل رواية كما جاءت‪ ،‬ال تلفق بين األ ْلفوا ‪،‬‬
‫كامال‪ ،‬وإما أن تأيت بحديث ابن مسعود ً‬
‫ً‬
‫‪73‬‬

‫هووذا هووو األصوول عنوودهم‪ ،‬وهووذه قاعاادةُ مهمووة يجووب أن نن َتبِو َه لهووا يف التحيووات ويف غيرهووا موون‬
‫األمور‪ ،‬وم ْثله سيأيت بعد قليل يف الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬األمارُقباالُاألخياار وهووو‪ :‬قءووية أن هووذه األحاديووث يف (التحيووات) ور َدت عوون النبووي‬
‫بأكثر من صيغة‪ ،‬فنقول‪ :‬ننظر ما اتفقت عليه األحاديث ونقول هو الواجب مون‬
‫♀ َ‬
‫التحيات‪.‬‬
‫فنقاااولُ‪ -‬علوووى سوووبيل المثوووال ‪ :-‬أن الوووذي اتفقوووت عليوووه األحاديوووث‪( :‬التحيوووات هلل‪،‬‬
‫األ ْلفوا بوالواو‪ ،‬وجواء بودون الوواو‪،‬‬ ‫الص َلوات)‪ ،‬موا يلوزم أن توأيت بوالواو‪ ،‬ألنوه جواء يف بعو‬
‫فيجوز التيان بالواو وبعدمها‪ ،‬فنقول‪ :‬إن الصيغة المجز؛ة ما اتفقت عليه األحاديوث‪ ،‬فتقاول‪:‬‬
‫(التحيوات‪ ،‬الصوولوات الطيبوات‪ ،‬السووالم عليووا) وباا ‪( :‬سووال ٌم عليووا) فاألقالُهااو‪( :‬سووال ٌم‬
‫عليووا‪ ،‬أ ُّيهووا النبووي‪ ،‬ورحمووة اهلل وبركاتووه‪ ،‬وأشووهد أن ال إلووه إال اهلل‪ ،‬وأشووهد أن محموودً ا عبووده‬
‫ورسوله أو‪ :‬ورسوله) على حسب ما ورد يف أقل األلفا وهي أربع جمل‪.‬‬
‫بدأ المصنف يشرح التحيات‪ ،‬وقد شرحها يف «آداب المشي‪ »..‬كذلا‪.‬‬
‫‪74‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وات لِلو ِه م ْل ًكوا و ِ‬
‫«ومعنَى «التحيا ُ»‪ :‬ج ِميوع التعظِيم ِ‬
‫اسوت ْح َقا ًقا‪- ،‬م ْثول‪ :‬االنْحنَواء َو ُّ‬
‫الركوو ِع‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬

‫ف مِنْوه َشو ْي ًذا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ون َص َور َ‬ ‫السجود َوا ْل َب َقاء َوالد َوا ِم‪َ ،-‬و َجميع َما ي َعظم بِه َر ُّب ا ْل َعا َلم َ‬
‫ين َفه َو لله‪َ ،‬ف َم ْ‬ ‫َو ُّ‬
‫ل ِ َغ ْي ِر اهللِ؛ َفه َو م ْش ِر ٌك َكافِ ٌر»‪.‬‬

‫هذا أحد التفسيرات لمعنى‪«( :‬التحيا ُ»)‪ ،‬وق ا‬


‫يل‪ :‬إنها موأخول ٌة مون الحيواة‪ ،‬والحيواة إموا‬
‫الحياء أو الصفة الذاتية هلل ‪ ‬وهي‪ :‬الحياة‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪75‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫ات‪َ ،‬وقِ َيل‪ :‬الص َل َوات ا ْل َخ ْمس»‪ُ.‬‬
‫اها‪ :‬ج ِميع الد َعو ِ‬
‫َ‬ ‫« اُوالصُ اُل اُوا ُ»ُ َم ْعنَ َ َ‬
‫ُ‬

‫وال مانع من أن يكون الم ْعنَيان م ًعا‪.‬‬


‫‪76‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫ال إِال َلي َب َها‪.‬‬ ‫ب‪َ ،‬و َال َي ْق َبل مِ َن ْاألَ ْق َو ِ‬
‫ال َو ْاألَ ْع َم ِ‬ ‫«« اُوالطي اُبا ُُللُهُ»‪ ،‬اهلل َلي ٌ‬

‫ااكُ اأي اهاااُالنباايُُ او ارح امااةُُاللُُ او ان اركااتااهُ»‪َ :‬توودْ عو لِلنبِووي♀ بِالسو َوال َم ِة‬
‫االمُُ اع الي ا ُ‬
‫«الس ا ُ‬

‫َوالر ْح َم ِة َوا ْل َب َرك َِة َو َر ْف ِع الد َر َج ِة‪َ ،‬وال ِذي يدْ َعى َله َما يدْ َعى َم َع اهللِ»‪.‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫قولااه‪ :‬أنُُالساالمُهااو‪ :‬الوودعاء للنبووي ♀ (بِالسوو َال َم ِة أي‪ :‬إلا كووان ح ًيووا فلووه‬
‫بالسالمة‪ ،‬وبعد و َفاته تدعو بالسالمة لجسده‪ ،‬فهو دعوا ٌء لوه بالسوالمة‪ ،‬ودعوا ٌء ً‬
‫أيءوا بالسوالمة‬
‫لسنته؛ اهلل ‪ ‬كذلا حاف ٌ سنة نبيه ♀‪ ،‬وتدعو له بو (الر ْح َم ِة َوا ْل َب َركَو ِة) كوذلا‬
‫له ولِسنته‪.‬‬
‫‪77‬‬

‫ين»‪ :‬ت َسلم َع َلى َن ْف ِس َا َو َع َلى كل َع ْبد َصالِح مِ ْن‬


‫لمُُ اع الينااُ او اع الىُع اُبادُُاللُُالصالح اُ‬
‫« اوالس ا ُ‬
‫َأه ِل السم ِ‬
‫اء َو ْاألَ ْر ِ ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬

‫ون يدْ َعى َله ْم‪َ ،‬و َال يدْ َع ْو َن َم َع اهللِ»‪.‬‬


‫َوالس َالم د َعا ٌء‪َ ،‬والصالِح َ‬

‫تشوعر‬
‫َ‬ ‫اس‬
‫استشعرها المسولم عنودما يقورأ هوذا الودعاء؛ يعناي‪ :‬لوو أن المورء ْ‬
‫هذهُالمعاي إلا ْ‬
‫‪ ،‬علِ َمهوم أو جهلهوم هبوذه‬ ‫كيف أنه يسلم على عبواد اهلل الصوالحين؛ يف السوماوات ويف األر‬

‫عظويم جودًّ ا إلا‬


‫ٌ‬ ‫الكلمة فهو يكون قد أمنَهم‪ ،‬ودعا لهم باألَ ْمن‪ ،‬ودعا لهم بالسالمة‪ ،‬فهذا معنى‬

‫تشعره المسلم‪.‬‬
‫اس َ‬ ‫ْ‬
‫ووع اهللِ)‪ ،‬وكوووذلا‬ ‫وهنااااُقاااولُالمصااانف‪َ ( :‬والصوووالِح َ‬
‫ون يووودْ َعى َلهو ْ‬
‫ووم‪َ ،‬و َال يووودْ َع ْو َن َمو َ‬
‫دعى مع اهلل ‪.‬‬
‫دعى له وال ي َ‬
‫♀ي َ‬
‫‪78‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫ين َأال ي ْع َبودَ فِوي‬
‫ُْإُُْاللُ‪ ُ،‬او اأش اهدُُ اأنُُم احمدً اُ اعبدهُُ او ارياولهُ»‪َ ُ:‬ت ْش َوهد َش َوها َد َة ا ْل َي ِقو ِ‬
‫« اأش اهدُُ اأنُُ ا ُ‬
‫السم ِ‬
‫اء َو َال فِي ْاألَ ْر ِ بِ َحق إِال اهلل‪َ ،‬و َش َها َدة َأن م َحمدً ا َع ْبده َو َرسوله»‪.‬‬ ‫َ‬
‫ُ‬

‫واجب هنا‪ ،‬يجب إظهوار اسومه‪ ،‬موا تقوول‪( :‬وأنوه‬


‫ٌ‬ ‫لب ًعا إظهار اسم محمد ♀‬
‫عبده ورسوله)‪ ،‬يف التحيات ال بد من إظهار اسومه‪ ،‬وأموا الصوالة فسويأيت مسوألة الظهوار بعود‬
‫قليل‪.‬‬
‫‪79‬‬

‫ودي ِوة َوالر َسوا َل ِة‪َ ،‬والودلِيل‬


‫ول َال ي َكذب ب ْل ي َطاع ويتبع‪َ ،‬شر َفه اهلل بِا ْلعب ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫« َع ْبدٌ َال ي ْع َبد‪َ ،‬و َرس ٌ‬

‫َق ْوله َت َعا َلى‪ :‬ﱡﭐﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﱠ [الفرقان‪.»]١ :‬‬


‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬

‫‪ ‬هذهُالمسنلةُفيهاُنفتاةُ وهي‪ :‬أن النبوي ♀ إنموا شورفه اهلل ‪ ‬بالرسوالة‪،‬‬


‫و َمن أنوزل النبوي ♀ مقا ًموا فوو َمقاموه؛ فإنوه يكوون لوم يتبوع النبوي ♀‪،‬‬
‫الناس يقول‪ :‬إن مون تعظويم النبوي ♀ أن ي َسوو َد حتوى يف الودعاء يف‬ ‫وللا أن بع‬
‫الصووالة‪ ،‬فيقووول‪( :‬وأشووهد أن سوويدنا محم ودً ا عبووده ورسوووله) فيقااول‪ :‬هووذا موون تعظوويم النبووي‬
‫ووه ًموا‪ ،‬لوم‬ ‫ً‬
‫خطوأ ْ‬ ‫متأخري الشافعية‬ ‫♀؛ نقول‪ :‬هذا غير صحيح‪ ،‬وإن قال به بع‬
‫يق ْلووه أحوود موون متقوودميهم إلووى القوورن الثوامن‪ ،‬بو ْول بعوود للووا ربمووا؛ ولووذلا فووإن تعظوويم النبووي‬
‫♀ باتباعه‪ ،‬وهو ينتفع بدعاء المسلمين له‪ ،‬وبسالمهم عليه‪ ،‬والنبوي ♀‬
‫إنما ينتفع الناس كذلا بالسالم عليه والصالة عليه؛ فإن اهلل ‪ ‬يرفع َمن صلى عليه‪.‬‬
‫‪80‬‬

‫ُ‬
‫تُ اع الىُإن اُراهُ اُ‬
‫يمُإن ا ُ‬
‫كُ احمُيدُُ امجُيدُ»‪:‬‬ ‫«اللهمُُ اصلُُ اع الىُم احمدُُ او اع الىُآلُُم احمدُُك ااماُ اصلي ا ُ‬

‫يح ِه» َعو ْن‬


‫ح ِ‬‫اري فِي «ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الص َالة م َن اهلل‪َ :‬ثنَاؤه َع َلى َع ْبده في ا ْل َم َأل ْاألَ ْع َلى‪ ،‬ك ََما َح َكى الب َخ ِ ُّ‬
‫َأبِي ا ْلعال ِي ِة َق َال‪« :‬ص َالة اهللِ َثنَاؤه َع َلى َعب ِد ِه فِي ا ْلم َ ِ‬
‫أل ْاألَ ْع َلى»‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫َومِ َن ا ْل َم َال؛ِ َك ِة‪ِ :‬اال ْستِ ْغ َفار‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوم َن ْاآل َدمي َ‬
‫ين‪ :‬الدُّ َعاء‪.‬‬
‫«وبار ْك» وما بعدَ ها مِن الدُّ َع ِ‬
‫اء‪ :‬سنَن َأ ْق َوال َو َأ ْف َعال»‪.‬‬ ‫ََ َ َ َ َْ َ َ‬

‫ُ‬

‫يمُإن ا ُ‬
‫اكُ احمُيادُُ‬ ‫تُ اع الاىُإن اُ‬
‫اراهُ اُ‬ ‫قوله‪«(ُ:‬اللهمُُ اصلُُ اع الىُم احمدُُ او اع الىُآلُُم احمادُُك اامااُ اصالي ا ُ‬
‫امجُيدُ») الصلةُالنراهيمية يف هناية الصالة لها ِص َفة كمال‪ ،‬وصفة إجزاء‪ ،‬وقد أشار المصونف‬
‫لذلا يفُقوله‪«( :‬وبار ْك» وما بعدَ ها مِن الدُّ َع ِ‬
‫اء‪ :‬سنَن َأ ْق َوال َو َأ ْف َعال)‪.‬‬ ‫ََ َ َ َ َْ َ َ‬
‫ور َدت يف حووديث ك ْعووب وغيووره‪ ،‬وأفءوولها مووا لكووره‬
‫ُفنماااُصاارةُالفمااال‪ :‬فهووي التووي َ‬
‫يمُإن ا ُ‬
‫اكُ احمُيادُُ‬ ‫تُ اع الاىُإن اُ‬
‫اراهُ اُ‬ ‫المصنف‪«( :‬اللهمُُ اصلُُ اع الىُم احمدُُ او اع الاىُآلُُم احمادُُك اامااُ اصالي ا ُ‬
‫إبراهيم‪ ،‬إنا‬
‫َ‬ ‫ْت على‬
‫بارك َ‬ ‫ِ‬
‫(وبارك على محمد وعلى آل محمد كما َ‬ ‫امجُيدُ») هذا هو األفءل‪،‬‬
‫َحميدٌ َمجيدٌ ) بدون زيادة (العوا َلمين) وبودون زيوادة (وآل إبوراهيم) هوذه أفءول الصوي ‪ ،‬نوص‬
‫عليه أحمد يف مسا؛ل عبد اهلل وغيره‪ ،‬هذه أفءل الصي ‪ ،‬وأصحها إسنا ًدا‪ ،‬وموا عودا للوا كلوه‬

‫جا؛ز‪ ،‬ور َدت بزيادة (العا َلمين)‪َ ،‬‬


‫وورد بزيادة (آل إبراهيم)‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫‪81‬‬

‫أماُالواببُمنهاُفهوُقالوا‪ :‬أنُيقول‪( :‬اللهم صل على محمود) يجوب أنُيقاول‪( :‬اللهوم‬


‫صل على محمد)‪ ،‬وهلُيلزمُإظهارُايمُالنُبيُ♀؟‬
‫إضومار‬
‫نصوهم أنوه يجوب إظهوار اسومه‪ ،‬وال يجوزئ ْ‬ ‫ظاهر كالم كثير مون المتوأخرين ْ‬
‫بول ُّ‬
‫اسمه‪ ،‬إظهار اسمه تقول‪( :‬اللهم صل على محمد) ماُتقول‪ :‬اللهوم صول عليوه‪ ،‬بول ال بود مون‬
‫اسمه يف الصالة البراهيمية يف أثناء الصالة‪.‬‬
‫إظهار ْ‬
‫تصوح الخطبتوان‬
‫ُّ‬ ‫وأماُيفُالخطبة‪ :‬فإن الصالة على النبي ♀ من واجباهتا‪ ،‬فوال‬
‫م ًعا إال بالصالة على النبي ♀‪.‬‬
‫وهلُيلزمُإظهارُايمهُأمُْ؟‬
‫الخ ْلو َوتِي يف «حاشويته»‪ :‬أن الشوافعية‬
‫كثير من المتوأخرين علوى نوص‪ ،‬وقود لكور َ‬
‫يقف ٌ‬‫لم ْ‬
‫يقولون بلزوم إظهارها‪ ،‬قال‪« :‬والظاهر من المذهب‪ :‬أنه ي ْلزم إظهار اسم النبوي ♀‬
‫يف الخطبة‪ ،‬وليس كما قالوا‪ ،‬بل إنهوم قود بينووا الفور بوين الخطبوة وبوين الصوالة‪ ،‬وأن الموراد‬
‫بالخطبة مطلق الصالة وإن لم يظهر اسمه‪ ،‬فلو ق ْل َت‪ :‬قال النبوي♀ أجوز َأك‪ ،‬خال ًفوا‬
‫للشوافعية الوذي يقولوون‪ :‬يجوب أن تقوول‪ :‬قوال النبوي محمودٌ ♀؛ ألن الصوالة فيهوا‬
‫أدعي ٌة توقيفي ٌة‪ ،‬بينموا الخطبوة ليسوت توقيفيو ًة يف الصوالة عليوه ♀؛ وإنُمااُالمقصاود‬
‫لكْره والصالة عليه؛ ألنه ما لكِ َر اهلل إال لكِ َر النبوي♀ معوه»‪ .‬هوذه الفا؛ودة الثالثوة يف‬
‫الصالة ال ْبراهيمية‪.‬‬
‫معنوى‬ ‫الرائدةُاألخيرة‪ :‬أن قوول المورء‪( :‬اللهوم صول علوى محمود) لكور المصونفؒ‬

‫ار ُّي فِوي‬ ‫الصالة‪ ،‬فقال‪( :‬الص َالة مِن اهللِ‪َ :‬ثنَاؤه َع َلى َعب ِود ِه فِوي ا ْلم َ ِ‬
‫وأل ْاألَ ْع َلوى‪ ،‬ك ََموا َح َكوى الب َخو ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ياحي ( َق َال‪« :‬ص َالة اهللِ َثنَواؤه َع َلوى َعب ِود ِه فِوي ا ْلم َ ِ‬
‫وأل ْاألَ ْع َلوى»)‪،‬‬ ‫يح ِه» َعن َأبِي ا ْلعال ِي ِة) الر ِ‬
‫ح ِ‬‫«ص ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫وقياال‪ :‬الرحمووة‪ ،‬والصوواب األول‪ ،‬تعبياارُالمصاانُف‪( :‬والصووواب األول) يعنااي‪ :‬هووو مجموووع‬
‫‪82‬‬

‫األمرين‪ ،‬ال مانع من أن يكون مجموع األمرين‪.‬‬

‫الجو َال ِء» يف معنوى صوالة اهلل ‪ ‬علوى النبوي‪ ،‬وصوالة العبواد‬
‫وقد ألال ابون القويم يف « ِ‬

‫عليه‪.‬‬
‫الذي لم يتكلم عنه المصنف معنى‪( :‬اآلل) ‪-‬آل محمد‪.-‬‬
‫عتمدُ من نصوص أحمد وعند أصحابه‪- ،‬وهو قول المالكيوة‪« :-‬أن الموراد بوو (اآلل)‬
‫المُ ا‬
‫يف الدعاء هم‪ :‬الم منون األ ْتقياء»‪ ،‬ويُؤيدُهذاُالمعنىُأمران‪:‬‬
‫‪ُ‬األمرُاألول‪ :‬حديث رواه تموام الورازي يف كتابوه‪« :‬الفوا؛ود»‪ ،‬أن النبوي ♀‬
‫كل َت ِقي»‪.‬‬
‫سذِ َل‪َ :‬من آل َا؟ فقال‪ُّ « :‬‬
‫‪ ‬واألمرُالثُاي‪ :‬أن َداللوة االقورتان تودل عليوه؛ فوإن التحيوات فيهوا سوالم علوى عبواد اهلل‬
‫فناس َبت أن تكوون الصوالة فيهوا صوالة علوى عبواد اهلل الصوالحين‪ ،‬وهوم آل‬
‫الصالحين جمي ًعا‪َ ،‬‬
‫محمد ♀‪.‬‬
‫ْ‬
‫واختار الشيخ تقي الدين‪ :‬أن المراد بوو (اآلل) يف الودعاء كوو (اآلل) يف بواب الزكواة‪« ،‬فوإن‬
‫الصدقة محرم ٌة على محمد وآلِه»‪( ،‬واآلل) هناك نمعنى‪ :‬ال َقرابة‪.‬‬
‫علىُنوعين‪ُ:‬‬
‫ا‬ ‫وأنتم تعلمون الخالف أن المراد بال َقرابةُ‬
‫قيل‪ :‬إهنم َبنو هاشم فقط‪.‬‬
‫وقيل‪َ :‬بنو هاشم‪ ،‬و َبنو المطلب‪ ،‬كما مشى عليه موسى‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫قالُالمصنُف‪َ ( :‬وم َن ا ْل َم َال؛ َكة‪ :‬اال ْست ْغ َفار‪َ .‬وم َن ْاآل َدمي َ‬
‫ين‪ :‬الدُّ َعاء)‪.‬‬

‫قوله‪َ «( :‬و َبو َار ْك») يعنيُقوله‪( :‬وبوارك علوى محمود وعلوى آل محمود‪ ،‬كموا باركْوت علوى‬
‫إبراهيم إنا حميد َمجيد)‪َ ( ،‬و َما َب ْعدَ َها) أي‪ :‬من بعد الصيغة (سنَن َأ ْق َوال َو َأ ْف َعال)‪.‬‬
‫قوله‪َ ( :‬أ ْق َوال َو َأ ْف َعال) يعناي‪ :‬أن الصوالة تشومل سونَنًا مون األقووال‪ ،‬وسونَنًا مون األفعوال‪،‬‬
‫‪83‬‬

‫وهي كثير ٌة جدً ا‪.‬‬


‫‪84‬‬

‫ُ‬
‫ات َغ ْي َر َت ْكبِ َير ِة ْ ِ‬
‫ال ْح َرا ِم»‪.‬‬ ‫«* ُوال ُواب ُبا ُُ اث ُمانُيةُ‪ُ:‬ج ِميع الت ْكبِير ِ‬
‫ا ا َ‬ ‫ا ا ا‬
‫َ‬
‫ُ‬

‫هذا آخر فصل معنا يف هذه الرسالة‪ ،‬وهي واجبات الصالة‪.‬‬


‫وسيذكر المصنف يف آخره ما هي ثمرة معرفة الواجبات‪.‬‬
‫يور ِة ْ ِ‬ ‫قال‪ُ ( :‬وال ُوابباا ُُ اث ُمانُياةُ)‪ :‬أولهااُقاال‪( :‬ج ِميوع الت ْكبِ ِ‬
‫ال ْح َورا ِم)‪ ،‬هوذه‬ ‫يورات َغ ْي َور َت ْكبِ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا ا‬ ‫ا ا ا‬
‫التكبيوورات يسوومها العلموواء‪( :‬تكبيوورات االنتقووال)؛ ألنهووا انتقو ٌ‬
‫وال بووين األركووان؛ ألن الصووالة ال‬
‫الور ْكنَين فيوه‬
‫إنصات‪ ،‬لكن ال سكوت فيها‪ ،‬ولذلا فإن ما بين ُّ‬
‫ٌ‬ ‫كوت؛ وإنما فيها‬
‫موضع فيها س ٌ‬
‫واجوب وليسوت ركنًوا موع أن‬
‫ٌ‬ ‫لك ٌْر وهو تكبيرات االنتقال‪ ،‬والدليل علوى أن تكبيورات االنتقوال‬
‫أ ْلفا لر حديث المسيء لصالته‪.‬‬ ‫األصل أن تكون ركنًا؛ ألنها مذكور ٌة يف بع‬
‫نقول‪ :‬أن النبي ♀ لما قام من الركعة الثانية إلوى الثالثوة‪ ،‬ونبو َه؛ سوجد سوجود‬
‫سهو‪ ،‬فدل على أنه ترك واجبات‪.‬‬
‫ْ‬
‫تيُتركهاُالنُبيُ♀ أمورُ‪:‬‬
‫ُوالُ ا‬
‫تكبيره للجلووس لوم‬
‫َ‬ ‫وترك كذلا تكبيرة انتقال؛ ألن‬
‫( َترك التشهد األول‪ ،‬والجلوس له‪َ ،‬‬
‫وذكره؛ وإنمووا انتقوول للتكبيوورة التووي بعوودها)‪ ،‬ف ورتَك ثووالث واجبووات‪ ،‬فهووذا الفعوول موون النبووي‬
‫يو ْ‬
‫واجبات وليست ْأركانًا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫♀ يدلنا على أن هذه األمور الثالثة كلها‬

‫ُ‬
‫‪85‬‬

‫ُ‬
‫ان ربي ا ْلعظِ ِ ِ‬
‫الركو ِع»‪.‬‬
‫يم» في ُّ‬ ‫« َو َق ْول‪« :‬س ْب َح َ َ َ َ‬

‫ان ربووي ا ْلعظِ و ِ ِ‬


‫الرك وو ِع) واجو ٌ‬
‫وب؛ ألن اهلل ‪ ‬لمووا نووزل قووول اهلل‬ ‫يم» فووي ُّ‬ ‫قولااه‪«( :‬س و ْب َح َ َ َ َ‬

‫‪ :‬ﱡﭐﲏﲐﲑﲒﲓﱠ [األعلوى‪ ]١ :‬قال النبوي ♀‪« :‬ابُ اعل ا‬


‫وهااُفايُ‬

‫يااااجُودُكُمُ»‪ ،‬ولمووووا نز َلووووت‪ :‬ﱡﭐﳅﳆﳇﳈﳉﱠ [الواقعووووة‪ ]٧٤ :‬قووووال النبووووي‬

‫وه ااُف ايُرك اوعُفُمُ»‪ ،‬فقولااه‪« :‬اج َعلوهووا يف ركوووعكم» توودل علووى أنهووا‬
‫♀‪« :‬ابُ اعل ا‬

‫وليست سن ًة؛ ألنها صيغة أ ْمر‪ ،‬ولمُنقلُإنُهاُركنُُلماذا؟؛ ألنه يمكن أن يتحقق الركوع‬
‫واجب َ‬
‫ٌ‬

‫بدوهنا؛ فإن َمن أدرك إما ًما راك ًعا قبل لكْر هذه الكلمة؛ فإنه يكون مدركًا لها‪.‬‬
‫‪86‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫« َو َق ْول‪َ « :‬س ِم َع اهلل ل ِ َم ْن َح ِمدَ ه» ل ِ ْإلِ َما ِم َوا ْلمنْ َف ِر ِد»‪.‬‬

‫الركنَين‪ ،‬وجع ْلناه واج ًبوا؛ ألنوه ٌ‬


‫بودل‬ ‫ِ‬
‫هذاُيسمى‪« :‬الت ْسميع»‪ ،‬وهذا التسميع محله‪ :‬ما بين ُّ‬
‫فأخذ ح ْكمه‪.‬‬
‫عن تكبيرة االنتقال َ‬
‫‪87‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫« َو َق ْول‪َ « :‬ربنَا َو َل َا ا ْل َح ْمد» ل ِ ْلكل»‪.‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫والموأموم‪ ،‬لفانُالراربُ‬ ‫ِ‬
‫وللمنفرد‪،‬‬ ‫قوله‪َ ( :‬و َق ْول‪َ « :‬ربنَا َو َل َا ا ْل َح ْمد» ل ِ ْلكل) أي‪ :‬لإلمام‪،‬‬
‫تتموا قا؛مين‪ ،‬بينموا المنفورد يقولوه بوين‬
‫اس ُّ‬
‫نينهُلإلمامُوالمنموم‪ُ:‬أن المام والمنفرد يقولونه إلا ْ‬
‫الركنين أي‪ :‬عند ر ْفع من ركوعه‪.‬‬
‫ُّ‬
‫السونة‪( :‬اللهوم ربنوا لوا الحمود)‪،‬‬
‫َوت يف ُّ‬
‫التحميد لوه أربوع صوي ‪ ،‬كلهوا ث َبت ْ‬
‫وتقدم معنا أن ْ‬
‫(اللهم ربنا ولا الحمد)‪( ،‬ربنا لا الحمد)‪( ،‬ربنا ولا الحمود) كلهوا جوا؛ز ٌة‪ْ ،‬‬
‫واختوار أحمود‬
‫أصحها إسنا ًدا‪ ،‬وهو ل ْف الصحيحين‪( :‬ربنا ولا الحمد)‪.‬‬

‫ُ‬
‫‪88‬‬

‫ُ‬
‫ان ربي ْاألَ ْع َلى» فِي السج ِ‬
‫ود‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُّ‬ ‫« َوق ْول‪« :‬س ْب َح َ َ‬
‫اغ ِف ْر لِي» َب ْي َن الس ْجدَ َت ْي ِن‪.‬‬
‫َو َق ْول‪َ « :‬رب ْ‬

‫َوالت َش ُّهد ْاألَول‪َ ،‬وا ْلجلوس َله»‪.‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫ان ربي ْاألَ ْع َلى» فِي السج ِ‬
‫ود ‪ُ.‬هذا تقدم الدليل عليه قبل قليل‪ُ.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُّ‬ ‫قوله‪َ ( :‬وق ْول‪« :‬س ْب َح َ َ‬
‫سوتحب ثال ًثوا‪ ،‬ويجووز‬
‫ُّ‬ ‫واجب بين السجدتين واحودة‪ ،‬وي‬
‫ٌ‬ ‫اغ ِف ْر لِي»)‬‫قوله‪َ ( :‬و َق ْول‪َ « :‬رب ْ‬
‫وارحمني‪ ،‬واجرْين‪ ،‬وعافِني»‪.‬‬ ‫اغفر لي‪ْ ،‬‬ ‫ال ْتيان بحديث حذيفة‪« :‬رب ْ‬
‫واجب وليس بركْن‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫قوله‪َ ( :‬والت َش ُّهد ْاألَول‪َ ،‬وا ْلجلوس َله ‪ِ.‬مر معنا الدليل على أنه‬
‫‪89‬‬

‫ُ‬
‫ُ‬
‫ت الص َالة بِت َْركِ ِه»‪.‬‬
‫« افاألار اُكانُ ما س َق َط مِنْها سهوا َأو َعمدً ا؛ ب َط َل ِ‬
‫َ َ ًْ ْ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫بالجهل كذلا؛ ألنه من عرف الصالة فإنه ال بد أن‬
‫ْ‬ ‫بالعمد‪ ،‬وال‬
‫ْ‬ ‫ال تسقط ال بالس ْهو‪ ،‬وال‬
‫يعرف أركاهنا؛ وإنما تسقط بالعجز أحيانًا إلى بدَ ل‪ ،‬وأحيانًا إلى غير َبدل‪.‬‬
‫‪90‬‬

‫وت الص َوال َة بِت َْركِ ِوه‪َ ،‬واهلل‬


‫« ُوال ُواب ُبا ُ ما س َق َط مِنْها سهوا جبره سوجود السوه ِو‪ ،‬و َعمودً ا ب َط َل ِ‬
‫ْ َ ْ َ‬ ‫َ َ ْ ً َ َْ‬ ‫ا ا ا َ َ‬
‫َأ ْع َلم»‪.‬‬

‫***‬

‫تامت اُوللُال احمد‪ُ.‬‬

‫ت الص َالة بِ َت ْركِ ِه)‪.‬‬


‫وأماُالواببا ‪ :‬فإن ما سقط منها ( َعمدً ا ب َط َل ِ‬
‫ْ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫تورك شويء مون الواجبوات تبطول‬ ‫قوله‪َ ( :‬و َع ْمدً ا َب َط َلت الص َال َة بِت َْركه) يعني‪ :‬أن َمن تعمد ْ‬
‫للسهو‪ ،‬وسجود الس ْهو له أحوال‪ ،‬لكرها العلماء يف‬
‫ْ‬ ‫بالسجود‬
‫صالته‪ ،‬وأما ( َس ْه ًوا)؛ فإنه يجر ُّ‬
‫محله‪.‬‬
‫َت َعوووا َلى يف‪« :‬شاااروطُالصااالةُوأركانهااااُ‬ ‫نكوووون بوووذلا أهنينوووا رسوووالة الشووويخؒ‬
‫ووابباتها»‪.‬‬

‫أينلُاللُ‪ُ‬للجميعُالتُوفي ُوالسداد‪ُ،‬‬
‫ُوصلىُاللُويلُمُوناركُعلىُنبيناُمُحمُدُ‪ُ.‬‬
‫‪91‬‬

‫األسئلة‬

‫صيحةُلمنُيُعايُويواسُالطهارةُوالصلةُوالنُية؟‬
‫ا‬ ‫السؤال‪ :‬ماُهيُالنُ‬
‫بوسوواس‬
‫للوسواس سأتكلم عن نووع مون الوسوواس‪ ،‬وهوو موا يتعلوق ْ‬
‫الجواب‪ :‬بالنسبة ْ‬
‫الطهارة‪.‬‬
‫يجبُأنُتعلمُأوْ‪ :‬أن الوسواس ليس من الدين يف شيء‪.‬‬
‫ًُ‬ ‫‪ُ‬‬
‫‪ ‬األماارُالثااي‪ :‬أن مووا يعووا َل بووه الوسووواس أن تمنعووه‪ ،‬تغلووق با َبووه‪ ،‬ولااذلكُيقولااون‪ :‬إن‬
‫حوس أنوه لويس علوى لهوارة وهوو‬ ‫ِ‬
‫الشخص يجب أن ي ْ لم نفسوه‪ ،‬هكوذا يقولوون‪ :‬بمعنوى أنوه ي ُّ‬
‫يصلي؛ أنه لم يكمل صالته وي َسلم‪ ،‬أي شيء أحس به فال بد أن يودر َب نفسوه علوى أن الشويء‬
‫لم يكمل ومشى‪.‬‬
‫لمن وقع يف الوسواس نبدأ يف الطهارة‪ ،‬ثم سألكر ما يتعلوق بعود للوا يف الصوالة‬
‫بالنسبة َ‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫نالنسبةُللطهاارة يجوب عليوه أن يعمول ثالثوة أشوياء واجبوة‪ ،‬والرابوع مسوتحب‪ ،‬وسوألكر‬
‫الرابووع –ألنووه هووو الثالووث يف الرتتيووب ‪ :-‬موون شووا بالنسووبة للقطوورات ‪ -‬وهووي أغلووب األسووذلة‬
‫قلويال‪ ،‬و َيحورم ‪ -‬هكوذا صورح العلمواء‬
‫متعلقة هبا ‪ -‬فوإن المورء إلا قءوى حاجتوه فإنوه يمكوث ً‬
‫صراحة ‪َ -‬يحرم أن يطيل الم ْكث‪ ،‬نمعناى‪ :‬أنوه يجلوس عشور ثووان‪ ،‬عشورين ثانيوة بعود قءوا؛ه‬
‫اسوتحبا ًبا ال وجو ًبوا‬
‫الحاجة‪ ،‬حرا ٌم عليا أن تمكث مدة لويلة‪ ،‬ثم بعد للا فإنوه يسوتحب لوه ْ‬
‫أن يسلت ‪ -‬الس ْلت ‪ -‬والسلتُهاو‪ :‬أن يوأيت ِ‬
‫بيوده أو بإهباموه فيجعلوه علوى أصول لكوره‪ ،‬ويمور‬ ‫ْ‬
‫سوتحب‪ ،‬ولويس بواجوب؛ وقلنوا إنوه‬
‫ٌ‬ ‫رورا خفي ًفا ال ض ْغ ًطا إلى رأس الذكَر‪ ،‬هذا الثاين‪ ،‬وهو م‬
‫م ً‬
‫نصوا عليه إِ ْع ً‬
‫ماال لف ْعل التابعين‪ ،‬فقد روى ابن أبي شويبة يف «المصونف»‬ ‫ستحب ألن فقهاءنا ُّ‬
‫ٌ‬ ‫م‬
‫كثيورا؛‬ ‫عن جماعة من التابعين‪ :‬أنهم كانوا يسلتون‪ ،‬والسو ْلت مفيودٌ ً ِ‬
‫أيءوا ل ًبوا‪ ،‬لكون ال يكوون ً‬ ‫ْ‬
‫‪92‬‬

‫وإنما مرة واحدة‪.‬‬


‫ُّ‬
‫الشووا يف االسووتنجاء فاألفءوول لووه أن‬ ‫يسووتنجي‪ ،‬وإلا كثوور معووه‬
‫‪ ‬األماارُالثُالااث‪ :‬أنووه ْ‬
‫يستجمر‪ ،‬وال يستنجي‪.‬‬
‫الصووحابة؛ َك َط ْل َحووة وابوون عموور ‪ :‬أنهووم كووانوا يووأمرون‬ ‫وقوود جوواء عوون بعوو‬
‫االستجمار‪ ،‬ظون أنهوم َيورون أن االسوتنجاء غيور مشوروع‪ ،‬وبوين الشويخ تقوي‬
‫باالستنجاء دون ْ‬
‫كتبِه أن هذا لويس كوذلا؛ وإنموا لمعنًوى رأوا فيوه مصولح ًة للنواس‪ ،‬وبنوا ًء علوى‬ ‫الدين يف بع‬
‫للا فإلا كانت المصلحة يف االستجمار فيكون كذلا‪.‬‬
‫وموون أنفووع األمووور لموون وقووع يف وسووواس البووول بالووذات واالسووتنجاء أن يسووتجمر‪- ،‬‬
‫االستجمار واضح‪-‬؛ يمسح مسح ًة ثم الثانية‪ ،‬ثم الثالثة‪ ،‬ينظور يف الثالثوة هول يف ِ‬
‫المنوديل َب َل ٌول‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫المنديل ب َل ٌل وال لون فال َيزيد عليه شي ًذا؛ وإن ظون أنوه بقوي‬‫لون‪ ،‬إلا لم يكن يف ِ‬ ‫هل يف ِ‬
‫المنديل ٌ‬
‫نعم؛ ألنُُاْيتجمارُهو‪ :‬إزالة ح ْكم الخارج من السبي َلين مع بقاء بعءه‪ ،‬معفو عنه‪.‬‬
‫رشا خفي ًفا‪.‬‬ ‫رشا خفي ًفا‪ ،‬ال يغطس مالبسه؛ وإنما ُّ‬
‫يرش ً‬ ‫‪ ‬األمرُالرانع‪ :‬أنه ُّ‬
‫يرش ً‬
‫وقد جاء يف للا حديث يف «سنَن أبي داود» من حديث ابن عباس ¶‪ :‬أنوه ُّ‬
‫يورش‪،‬‬
‫رش‪ ،‬ماُالرائدة؟ بحيث أنه إلا قوام وأحوس بِ َب َلول ترسول لنفسوه‬
‫‪َ -‬ينءح‪ -‬يعني‪َ :‬ي ُّبل أصابعه و َي ُّ‬
‫رسالة أن ال َب َلل بسبب مرشه‪ ،‬هذه أربعة أشياء هي الواجبة‪.‬‬
‫الممنوع‪ :‬ال تفتش‪ ،‬قالُأحمد‪« :‬ال يشودد علوى نفسوه فيشود َد اهلل عليوه» ال تنظور أبودً ا‬
‫‪ ‬ا‬
‫أحس ْست بخروج بول‪ ،‬ومثله يقال‬
‫مهما َ‬
‫حتى تذهب مر ًة أخرى لدورة المياه لقءاء حاجتا‪ْ ،‬‬
‫يف الريح فهو م ْعفو عنه‪.‬‬
‫‪ ‬األمرُالثُاي‪ُ:‬عندنا قاعدتانُلمنُوقعُيفُالويواس‪:‬‬
‫‪ُ‬القاعدةُاألولى‪ :‬أنه كلما شو َك ْكت يف شويء فخوذ األَ َتوم‪ ،‬شو َك ْكت هول صوليت أم ال!‬
‫صليت‪ ،‬ش َك ْكت هل نَويت أم ال! فقد نَويت‪ ،‬ش َك ْكت هل غس ْلت يدك أم ال! غسلت‪ ،‬وهكذا‬
‫‪93‬‬

‫ش َك ْكت هل صليت ثنتين أم ثالث! فتأيت باألكمل ثالث‪ ،‬ش َك ْكت هل َ‬


‫انتق وضوؤك أم ال! لم‬
‫ينتق ْ ‪ ،‬وهكذا‪ ،‬قاعدة‪.‬‬
‫المسووا؛ل إلا زاد الوسووواس‬ ‫‪ ‬األماارُالثالااث‪ُ،‬وقضااىُنهاااُالشااعبيُوغيااره‪ :‬أن يف بعو‬
‫سقط الوجوب عنا‪.‬‬
‫مثلُنقول‪ :‬الواجبات القولية‪ ،‬فإن َمون زاد عنوده الوسوواس يف الواجبوات القوليوة نقاول‪:‬‬
‫ً‬
‫سقط الوجوب عليه‪ ،‬قءى بوه العلمواء‪ ،‬وهوي قاعادةُ ي ِ‬
‫عملهوا المالكيوة والحنابلوة ‪ -‬لويس هوذا‬
‫فموون شووا بوودأ عنووده الوس وواس يف قووراءة الفاتحووة أو يف التكبيوور أويف‬
‫محوول بيووان قاعوودهتم ‪َ -‬‬
‫التسووبيح نقااول‪ :‬س و َقطت عنووا العبووادات القوليووة يف الصووالة‪ ،‬وهووو مووذهب الشووافعي‪ْ ،‬‬
‫فنأخووذ‬ ‫ْ‬
‫بمذهب الشافعي لا بخصوصا‪ ،‬فنقول‪ :‬بالنسبة لا ال يجب يف الصالة عبادة قولِيوة؛ وإنموا‬
‫العبادات كلها الف ْعلية الواجبة‪ ،‬وهو قول معت َب ٌور‪- ،‬قوول الشوافعي وأصوحابه‪ ،-‬فيجووز ْ‬
‫األخوذ‬
‫األحيان‪ ،‬وهذه من تطبيقاهتا‪.‬‬ ‫بالقول الءعيف ضرور ًة يف بع‬
‫السؤال‪ :‬ذكر ا ُأنُالربالُإذاُماسُزوبتاهُنشاهوةُوبابُعلياهُالوضاو ‪ُ،‬ففيافُنعمالُ‬
‫نحديثُعائشة‪«ُ:‬كانُالنُبيُ♀ُيقبل‪ُ،‬ثُمُيخرجُللصلة»؟ُ‬
‫الجواب‪ :‬هذا واضح‪ ،‬أجا َبوت عنوه عا؛شوة‪ ،‬قالوت‪« :‬كوان أم َلككوم ِ‬
‫ل ْربِوه‪ ،‬ولوذلا النبوي‬
‫♀ الحكمة متيقن عدم وقوعها منه ♀‪ ،‬متويقن َيقينًوا‪ ،‬وهوذا يودلنا علوى‬
‫للووا‪ ،‬وبووذلا تجتمووع األدلووة كلهووا‪ ،‬وال تختلووف‪ ،‬فووال ن ْل ِغووي ِداللووة اآليووة‪ ،‬وال ن ْل ِغووي ِداللووة‬

‫الحووديث؛ وإنمووا نقااول‪ُ:‬المقصااود إلا كووان بشو ْوهوة‪ ،‬والتقبِيوول قوود يكووون ْ‬
‫لرحمووة‪ ،‬وقوود يكووون‬
‫ل َك َرامة‪ ،‬وقد يكون لغيره‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬ماُمنايبةُذكرُاْفترابُيفُترسيرُيورةُالراتحة؟‬
‫الجواب‪ :‬مناسبة لكْر المصنف لذلا‪ :‬أنه لما لكر لريق الزا؛غين عن الصراط المستقيم‬
‫ذكرُأنهمُنوعان‪ُ:‬‬
‫‪94‬‬

‫الذينُخالرواُيفُأصله وهم الءالون‪ ،‬والم ْغءوب عليهم‪.‬‬


‫والمخالرونُالذينُيدخلونُيفُدائرتهُالعامة‪ ،‬حينما خط النبي ♀ خ ًّطا وخوط‬
‫بجانبه خطو ًلا يف حديث ابن مسعود‪ ،‬فبين أن ه الء وإن لم يخرجوا من دا؛رة السالم إال أن‬
‫قالُانانُالمباارك ◙‪َ « :‬مون ضول مون علما؛نوا َف ِفيوه‬
‫ا‬ ‫شبها إما ب َيهود أو بنصارى‪ ،‬كما‬
‫فيهم ً‬
‫شب ٌه بال َيهود‪ ،‬و َمن ضل من عبادنا َف ِفيه شب ٌه بالنصارى»‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬ماُحفمُمنُتركُالبسملةُمتعمدً ا؟‬
‫الجواب‪ :‬أما يف غير الفاتحة فبِإجماع صالته صحيحة‪ ،‬وأما يف الفاتحة فقوول عاموة أهول‬
‫العلم‪ ،‬وهو الذي يدل عليوه الودليل‪ :‬صوالته صوحيحة كوذلا‪ ،‬لوم ْ‬
‫يقول بوجوهبوا إال الشوافعي‬
‫فقط‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬ماُحفمُالدلكُيفُالوضو ؟ُ‬
‫الجواب‪ :‬هو سنة إال إلا كان على ال َبشرة شيء له ج ْر ٌم‪ ،‬ليس كل شيء يدْ َلا ألجله‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬ماُحفمُقرا ةُالراتحةُللمنموم؟ُ‬
‫الجهر فهو دا؛ر بين الكراهوة‬
‫مسنون‪ ،‬وأما يف حال ْ‬
‫السرار فهو ْ‬
‫الجواب‪ :‬إلا كان يف حال ْ‬
‫والتحريم‪ ،‬كما قال اهلل ‪ :‬ﱡﭐﲨﲩﲪ ﲫﲬﲭﱠ [األعوراف‪]٢٠٤ :‬‬

‫‪ ،‬قالُأحمد‪« :‬أجمعوا على أنها نز َلت يف الصالة»‪.‬‬


‫ا‬
‫ُدائمُفهلُإذاُانتقضُوضوؤهُنحادا ثُآخارُيناتقضُوضاوؤهُأمُ‬ ‫نُكانُنهُحدا ث‬
‫ا‬ ‫السؤال‪ :‬ام‬
‫يبقى؟ُ‬
‫به‪.‬‬ ‫بسبب آخر ينتق‬ ‫الجواب‪ :‬ال‪ ،‬إلا انتق‬
‫السااؤال‪ :‬إذاُأياارعُالمااامُيفُالصاالة‪ُ،‬وتا ااركُاْطمئنااان‪ُ،‬فهاالُيجاابُعلااىُالماانمومينُ‬
‫العادة‪ُ،‬أمُصلتهمُصحيحة؟‬
‫الجواب‪ :‬ال‪ ،‬صالهتم صحيحة؛ لجواز اال ْقتداء بالحنفي؛ فإن الحنفية خوالفوا الجمهوور‬
‫‪95‬‬

‫الناس يتساهل‪ ،‬لكن يجب على ْ‬


‫المأموم أن يطمذن‪.‬‬ ‫مأنِينة‪ ،‬وبع‬
‫بعدَ م وجوب ال ُّط ْ‬

‫السؤال‪ :‬كيفُيحددُاألدنىُاألقصىُللمواْة؟‬
‫الجواب‪ :‬يف الوضوء ِ‬
‫يقصد‪ .‬قيل‪ :‬ما لم َيجف العءو الوذي قبلوه‪ ،‬وهوذا قوول فيوه بعو‬
‫ف‪ ،‬وهذا أقرب‪.‬‬ ‫التأمل‪ ،‬وقيل‪ :‬مرده إلى العر ِ‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫السؤال‪ :‬هلُصلةُحاقنُالبولُغيرُ‪ُ...‬يبطلُالصلة؟‬
‫كره صالهتم‪ ،‬وال تبطل‬ ‫ِ‬
‫والحاز كلهم ي َ‬ ‫الجواب‪ :‬ال‪ ،‬هم يقولون‪ :‬إن الحاقِن والحاقِب‬
‫صالهتم‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬عرفناُأنُُالرفعُمنُالركوعُركنُ‪ُ،‬فهلُاْعتدالُنعدُالركوعُركنُ؟‬
‫مستقال؛ كصواحب «المنتهوى»‪ ،‬ومونهم َمون‬
‫ً‬ ‫الجواب‪ :‬نعم‪ ،‬من أهل العلم َمن جعله ر ْكنًا‬
‫لم يجع ْله كذلا‪ ،‬أدخله فيه‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬أفضلُالدعا ُنعدُاألذانُهلُيفونُيفُالتُشهدُاألخيرُقبلُالسلم‪ُ،‬أمُنعدُالسالمُ‬
‫انرفعُاليدا ين؟‬
‫الجواب‪ :‬لعله يقصد بعد الصالة‪ ،‬ليس بعد األلان‪.‬‬
‫ستحب الدعاء‪ ،‬لكن األفءل أن‬
‫ٌ‬ ‫ألهل العلم كالم لويل جدً ا‪ ،‬وال شا أن قبل السالم م‬
‫بجوامع ال َكلِم‪ ،‬وأال يكون بتفاصيل‪ ،‬وخاصوة موالل الودنيا فإنهوا ممنوعو ٌة أن تكوون قبول‬
‫يكون َ‬
‫السالم‪ ،‬بعد السالم ا ْدع بمالل الدنيا التي تريدها‪ .‬هذا واحد‪.‬‬
‫نُالدُ اُعا ُُ‬
‫ثان ًيا‪ :‬أن قبل السالم هو محل الدعاء‪ ،‬ألن النبي ♀ قال‪ « :‬اُول اُي اُتخاُيرُُمُ اُ‬
‫اُم ا ُ‬
‫اُشا اُ»‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬أن الفريءة ال يشرع بعدها مباشرة الدعاء‪ ،‬وإنما يشرع بعدها االستغفار‪ ،‬ثم قوول‪:‬‬
‫(اللهم أنت السوالم) إلوى آخوره‪ ،‬ثوم بعود للوا يودعو‪ ،‬بينموا النافلوة يجووز لوه أن يودعو بعودها‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫‪96‬‬

‫السؤال‪ :‬ماُحفمُمستريلُاللحيةُيفُالوضو ؟‬
‫الجواب‪ :‬يعني اللحية الطويلة يقصد‪.‬‬
‫فيهاُوبهان‪ُ:‬‬
‫رتسل من اللحية يجب غسولها‪ ،‬وتكوون م ْل َح َقوة بالوجوه؛ ألن‬
‫اس َ‬‫مشهورُالمذهب‪ :‬أن ما ْ‬
‫المتصل يأخذ ح ْكم المتصل به‪.‬‬
‫هُاننُربب‪ُ،‬وهوُاألظهرُدليل‪ :‬أن المس ِ‬
‫رتسل ال يجب غسله‪ ،‬وإنما‬ ‫ًُ‬ ‫والوبهُالثاي‪ُ،‬ورب‬
‫ْ‬
‫جز َم به ابن رجب وغيره‪.‬‬
‫فقط‪ ،‬وهذا الذي َ‬ ‫غسل من اللحية ما حالى محل الفر‬
‫يجب ْ‬
‫السؤال‪ :‬هلُمسُُال ارخذُينقضُالوضو ؟‬
‫بشهوة هذا‬
‫الوضوء‪ ،‬إال إلا كان من امرأة بشهوة‪ ،‬يمس امرأة ْ‬ ‫الجواب‪ :‬بإجماع ال ينق‬
‫بإجماع‪.‬‬ ‫ناق ‪ ،‬أما َمن مسه فال ينق‬
‫يقل به أحد (مس ِ‬
‫ال ْبط)‪.‬‬ ‫الذي لكِر فيه خالف وه ِ‬
‫ج َر‪ ،‬وأصبح يعني لم ْ‬ ‫َ‬
‫نقل ابن المنذر يف «األَوسوط»‪ :‬أن مون الصوحابة ‪ -‬وهوو أبوو هريورة ‪ -‬ن ِق َول عنوه‪ :‬أن موس‬
‫أعلم‪.‬‬
‫فيما ْ‬ ‫يقل أحد بأنه ناق‬ ‫‪ ،‬أما ال َف ِ‬
‫خذ فلم ْ‬ ‫ِ‬
‫البط ناق‬

‫السؤال‪ :‬ﱡﭐ ﱝﱞﱟﱠﱠ [السراء‪ ]٧٨ :‬امنُقالُإنُهاُمواقيت؟‬


‫لكرها شيخ السالم وألال فيها‪ ،‬ولكر التفسيرات فيها كاملة‪.‬‬
‫الجواب‪ :‬هذه َ‬
‫السؤال‪ :‬أثرُعمرُيفُمسُالذكر‪ُ،‬هلُيعنيُأنُهُمسهُمنُورا ُحائل؟‬

‫الجواب‪ :‬ال ال‪ ،‬مسه من دون حا؛ول؛ ألنوه كوان ي ْلوبس إِ ً‬


‫زارا بوال َسوراويل‪ ،‬لوم يكون أهول‬
‫عهوود النبووي ♀ لووم يكوون‬ ‫الحجوواز ي ْلبسووون السووراويل‪ ،‬وقوود لكووروا أن السووراويل يف ْ‬
‫وغرهبوا‪ ،‬فلوم يكون مون‬ ‫ِ‬
‫وو َسوطها ْ‬
‫يعرفها إال من كان يف شمال الجزيرة دون َمن كان يف جنوهبوا َ‬
‫لكره بدون حا؛ل‪ ،‬هذا المراد‪.‬‬ ‫لباسهم‪ ،‬وإنا أراد أن يعد َل َ‬
‫إزاره‪ ،‬فا إزاره‪ ،‬وعدله‪ ،‬فمس َ‬
‫‪97‬‬

‫السؤال‪ :‬ماُمعنىُالخارجُغيرُالملوث؟‬
‫النواس يخورج منوه حجور‪ ،‬فهوذا غيور‬ ‫الجواب‪ :‬الخارج غير الملوث مثل‪ :‬الحجر‪ ،‬بع‬
‫ملوث‪ ،‬ليس فيه رلوبة‪ ،‬هذا معنى غير الملوث‪.‬‬
‫السؤال‪ :‬ماُحفمُالمواْةُيفُغسلُالجنانة؟‬
‫غسل الجنابة المواالة بين أعءا؛ها سنة وليس بواجب‪ ،‬ع ْكس الوضوء‪.‬‬
‫الجواب‪ْ :‬‬
‫السؤال‪ :‬ماُهوُكتابُ«القواعدُالنورانية»؟‬
‫كتاب عظيم للشيخ تقي الدين‪ ،‬الشيخ تقي الدين لوه‬
‫الجواب‪ :‬كتاب «القواعد النُّورانية» ٌ‬
‫كتابان يف ْترجيح األصول‪ْ ،‬ترجيح أصول أهل القورون المفءولة الثالثوة عنود تعارضوها‪ ،‬ألوف‬
‫فيها رسالة‪ ،‬سماها‪« :‬رسالة صحة أصول أهل المدينوة»‪ ،‬ثوم بعود القورون الثالثوة ألوف رسوالة‬
‫أخرى هي يف الحقيقة مكم َلة للرسالة األ ْولى‪ ،‬اسمها‪« :‬القواعد النُّورانية»‪ ،‬تكلوم يف «القواعود‬
‫النُّورانيووة» عوون أصووول المووذاهب بعوود القوورون المفءوولة الثالثووة‪ ،‬عنوودما َ‬
‫انتشوورت المووذاهب‬
‫واسووتقرت‪ ،‬وبووين أن أقوووى األصووول‪ :‬هووي أصووول مووذهب أهوول الحووديث‪ ،‬وأن أح و الن واس‬
‫تعالى‪ ،‬فِ ِفي هوذا الكتواب كتواب‪« :‬القواعود‬ ‫بطريقة أهل الحديث وأصولهم هو أحمدؒ‬
‫النُّورانية» كان الشيخ يبين أن أصول أهل الحديث ومون أجول أعالمهوم وفقهوا؛هم أحمود هوي‬

‫من أد األصول‪ ،‬وهذا الكتاب ليس قواعد ف ْقهية وإنما هو ْ‬


‫استطراد‪ ،‬يذكر مسألة ثم يوذكر موا‬
‫مس َل َكين أو أكثر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بن َي ْت عليه‪ ،‬ثم يذكر الخالف فيها بين ْ‬
‫السؤال‪ :‬قولُالمامُأحمد‪«ُ:‬الحديثُُْيصاح‪ُ،‬والعمالُعلياه»‪ُ،‬كيافُيعمالُالمحادثُ‬
‫نالحديثُالُذيُُْيصح؟‬
‫الجواب‪ :‬هذه مسألة مشهورة جدً ا‪.‬‬
‫العلمااا ُ‪ ُ‬اُت اع اا اُلىُيقولااون‪ :‬إن أحموود قوود نووص علووى العموول بأحاديووث ِضووعاف؛‬
‫ُْوُضُو اُُل امنُُ اُلمُُ اياذُكُرُُايا امُاللُُ‬
‫َحديث النبيذ‪ ،‬ومنها‪ :‬حديث الوضوء‪ ،‬حديث أبي هريورة‪ « :‬ا ُ‬
‫ك َ‬
‫‪98‬‬

‫اُع اُليُهُ» وغيره‪.‬‬


‫وألهل العلم يف َتوجيه كالم أحمد توجيهات‪:‬‬
‫‪ُ‬التُوبيهُاألوُل‪ :‬أنُُمرادُأحمدُنالحاديثُالضاعيفُأي‪ :‬الوذي يسوميه المتوأخرون بوو‪:‬‬
‫حسنًا»‪ ،‬ولذلا فإن الترموذي ي ِ‬
‫وورد‬ ‫قليال‪ ،‬فيسمى‪َ « :‬‬
‫صحيحا‪ ،‬ولكنه دونه ً‬
‫ً‬ ‫الحسن»‪ ،‬هو ليس‬
‫« َ‬
‫ف‬
‫الحسن» بمعنى‪ :‬أن العمول عليهوا‪ ،‬ولويس فيهوا ضو ْع ٌ‬
‫أحاديث كثيرة يف صحيحه ويسمها بو « َ‬
‫شديد يمنع من العمول هبوا‪ ،‬فهوذا المعنوى األول‪ ،‬وهوو الوذي تبنواه بقووة الشويخ تقوي الودين يف‬
‫توجيه كالم الشيخ‪.‬‬
‫وع عليوه‪ ،‬فقود َح َكوى كثيور مون أهول‬
‫جم ٌ‬‫لب ًعا من صور العمل بالحديث الءعيف ما هو م َ‬
‫راسيل بشرلين‪ ،‬حتى قِيول‪:‬‬ ‫حزم‪ ،‬والم ِ‬
‫َ‬ ‫عمرو بن ْ‬ ‫ِ‬
‫بمراسيل سعيد‪ ،‬و ْ‬
‫العلم الجماع على العمل َ‬
‫شرلان فقط‪.‬‬
‫إن الشافعي هو أول َمن أورد الشروط األربعة‪ ،‬وإنما ألهل العلم ْ‬
‫‪ ‬التوبيهُالثُاي‪ :‬أنُُمرادُأحماد‪« :‬والعمول عليوه» يف حوديث أن العمول علوى ح ْكموه ال‬
‫بالتسومية عنود الوضووء‪ ،‬وقوول الصوحابي إلا‬
‫عمر ◙‪ :‬األ ْمر ْ‬
‫على أ ْمره‪ ،‬فإنه قد ثبت عن َ‬
‫لم يخا َلف فهو حجة‪.‬‬

‫حمُدُ‪ُ.‬‬
‫وصلىُاللُويلُمُعلىُنبيُناُمُ اُ‬
‫ُ‬

‫‪‬‬
‫لل‬ ‫ح‬
‫ِبم ِد ا ِ‬

You might also like