You are on page 1of 11

‫‪Warih Anom Wirawan NIM 21101010055 BSA C‬‬

‫المفعول المطلق‬

‫ق ‪ :‬مصد ٌر يُذك ُر بع َد فعل من لفظه تأكي""داً لمعن""اه‪ ،‬أو بيان"ا ً لِ َع" َد ِد ِه‪ "،‬أو بيان"ا ً لنوع""ه‪ ،‬أو بَ" َدالً ِمنَ التلف""ظ بفعل""ه‪.‬‬ ‫المفعو ُل ال ُم ْ‬
‫طل َ ُ‬
‫س"ير العُقالء»‪.‬‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬
‫والث"الث نح""و ‪ِ :‬س"رْ ُ‬ ‫وقفت وقف""تين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فاأل َّولُ‪ ،‬نحو‪َ ﴿ :‬و َكلَّ َم هللاُ ُمو َسى تَ ْكلِي ًما [النساء ‪ .]١٦٤ :‬والثاني نح"و ‪:‬‬
‫صبراً على ال َّشدائد»‪".‬‬ ‫والرابع نحو ‪َ « :‬‬

‫أن ما يُذك ُر بَدالً ِم ْن فعل ِه ال يُراد به تأكيد‪ ،‬وال بيان عد ٍد أو نوع‪ .‬وفي هذا المبحث ستَّةُ مباحث‪.‬‬
‫واعلم َّ‬

‫‪ - ۱‬ال َمصْ َد ُر ال ُم ْبهَ ُم َوال َمصْ َد ُر ال ُم ْختَصُّ‬

‫المصدر ‪ :‬نوعان ‪ُ :‬مبهم و ُمختص‬

‫"ربت اللصّ‬ ‫قمت قيام"ا ً ‪ ،‬وض" ُ‬ ‫فالمبهم ‪ :‬ما يُساوي معنى فعله من غير زيادة وال نقصان‪ ،‬وإنما يُذك ُر لمج َّر ِد التَّأكي""د ‪ ،‬نح""و ‪ُ :‬‬
‫ضرْ باً»‪ ،‬أو بَ َدالً ِمنَ التَّلفظ بفعل""ه‪ ،‬نح" ُو ‪ :‬إيمان"ا ً ال ُك ْف""راً»‪ ،‬ونح" ُو ‪َ :‬س"معا ً وطاع""ة»؛ إذ المع""نى ‪« :‬آ ِم ْن وال تَ ْكفُ"رُ‪َ ،‬وَأ ْس" َم ُع‬
‫َ‬
‫وُأ ِطيعُ»‪.‬‬

‫تكرير الفعل‪ ،‬والبدل من فعله بمنزلة‬


‫ِ‬ ‫و ِم ْن ثُ َّم ال يجوز تثنيته وال جم ُعهُ ؛ َّ‬
‫ألن المؤ ِّك َد بمنزلة‬

‫ير‬ ‫الفعل نفسه‪ ،‬فعُو ِم َل ُمعاملته في عد َِم التَّ ْثني ِة وال َج ْم ِع‪ .‬والمختص ما زا َد على فعله بإفادته نوعا ً أو ع""دداً ‪ ،‬نح " ُو ‪ :‬س" ُ‬
‫"رت َس " َ‬
‫ت»‪.‬‬ ‫ض َربَا ٍ‬‫ين‪َ "،‬أو َ‬ ‫ضرْ بَتِ ِ‬ ‫وضربت اللَّ َّ‬
‫ي َ‬ ‫ُ‬ ‫العُقالء‪،‬‬

‫ب‬ ‫ق َأنَّه يُثنَّى ويُج َم ُع قياسا ً على ما ُس"م َع من""ه ‪ :‬ك"‬


‫"العقول واأللب""ا ِ‬
‫ِ‬ ‫وال ُمفي ُد َعدَداً يُثَنَّى ويُج َم ُع بال خالف وأ َّما ال ُمفيد ‪،‬نوعاً‪ ،‬فالح ُّ‬
‫«قمت قِيا َمي ِن»‪ ،‬وأنتَ تُ ِري ُد نوعين من القيام‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُقال‪:‬‬ ‫وغيرها فَيص ُح ْ‬
‫أن ي َ‬ ‫ِ‬ ‫وال ُحلُوم‬

‫"ت الجل""وس»‪ ،‬تُري" ُد‬


‫قمت القيام»‪ ،‬أي‪« :‬القيا َم الذي تَ ْعهَدُ»‪ "،‬وبأل الجنسية‪ ،‬نح""و‪ :‬جلس" ُ‬
‫ويختص المصد ُر بأل العهديَّ ِة ‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬
‫«سعيت في حاجتك سعيا ً عظيماً‪ ،‬وبإضافته‪ ،‬نحو‪ِ « :‬سرْ ُ‬
‫ت َس ْي َر الصَّالحينَ ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الجنس والتنكير ‪ ،‬وبوصفه‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫ِّف‬ ‫ص ِّرفُ وال َمصْ َد ُر َغ ْي ُر ال ُمت َ‬


‫َصر ِ‬ ‫‪ - ٢‬ال َمصْ َد ُر ال ُمتَ َ‬

‫أن يكونَ منصوبا ً على المصدريَّ ِة ‪ْ ،‬‬


‫وأن يَ ْنصرف عنها إلى وقوعه فاعالً‪ ،‬أو نائب فاع"ل‪ ،‬أو‬ ‫المصدر المتص ِّرفُ ‪ :‬ما يجوز ْ‬
‫مبتدأ‪ ،‬أو خبراً ‪ ،‬أو مفعوالً به‪ ،‬أو غير ذلك‪ .‬وهو جميع المصادر‪ ،‬إال قليال جدا منها‪ ،‬وهو ما سيذكر‪.‬‬
‫ً‬
‫ف ‪ :‬ما يُالز ُم النَّصْ َ‬
‫ب على المصْ دَريَّ ِة‪ ،‬أي‪ :‬المفعولية المطلقة؛ ال ينصرفُ عنها‬ ‫َص ِّر ِ‬
‫وغير المت َ‬

‫ك ودوالي""ك وح""ذاريك‪ .‬وس""يأتي الكالم على‬


‫وحنانَي َ‬
‫ك َ‬ ‫إلى غيرها من مواقع اإلعراب‪ .‬وذلك نح ُو سُبحانَ و َم َعا َذ ولَبَّي َ‬
‫ك و َسعدَي َ‬
‫هذه المصادر‪.‬‬

‫‪ - ٣‬النائب عن ال َمصْ دَر‬

‫ق ‪ -‬اثنا َع َش َر َشيئا ً ‪:‬‬


‫ينوب عن المصدر ‪ -‬فيُعطى ‪ُ -‬ح ْك َمه في كونه منصوبا ً على أنه مفعول ُمطلَ ٌ‬
‫و«سلمت سالماً»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫و«اغتسلت ُغسالً» وكلَّ ْمت َ‬
‫ك كالماً»‬ ‫ُ‬ ‫‪ - ١‬اسم المصدر‪ ،‬نحو‪« :‬أعطيتُك عَطاء»‬
‫«اجتهدت اجتهاداً لم يجتهده غ""يري »‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َّير واذكروا هللا كثيراً ‪ -‬ضميره العائد إليه‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫ت أحسنَ الس ِ‬ ‫«سرْ ُ‬
‫‪ -۲‬صفته ‪ ،‬نحو‪ِ :‬‬
‫"ير لَ ْف ِظ" ِه ‪ ،‬م""ع‬
‫"‬ ‫غ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫"‬
‫"ونَ‬ ‫يك‬ ‫ْ‬
‫"أن‬ ‫"‬‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫"‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫مراد‬ ‫‪-‬‬ ‫]‪.‬‬‫‪١١٥‬‬ ‫"دة‪:‬‬‫"‬‫[المائ‬ ‫ينَ‬‫م‬ ‫َ‬
‫َ ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫نَ‬ ‫م‬ ‫ًا‬
‫د‬
‫َ ِّ‬ ‫ح‬ ‫َأ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ب‬‫ذ‬‫ِّ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َأ‬ ‫اَّل‬ ‫ًا‬ ‫ب‬‫ا‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ب‬‫ذ‬‫ِّ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ُأ‬ ‫فإن‬ ‫ومنه قوله تعالى ‪:‬‬
‫ِ‬
‫ت ُوقُوف"ا» و«رض"تُه إذالالً» و «أعجب""ني الش""يء ُحبَّا‪ ،‬ق"ال الش"اعر‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ت الكسالنَ بُعْض"ا»‪ .‬و«قُ ْم ُ‬ ‫تَقَارُب المعنى ‪ -‬نحو‪َ « :‬ش ْي ْت ُ‬
‫[من الرجز] ‪:‬‬

‫ْجبُهُ ال َّس ُخونُ والبَرُو ُد و التَّ ْمرُ‪ُ ،‬حبًّا مالَهُ َم ِزي ُد‬
‫يُع ِ‬

‫﴿وهَّللا ُ َأ ْنبَتَ ُكم ِّمنَ اَأْلرْ ِ‬


‫ض نَبَاتَا [نوح‪ ،]١٧ :‬وقوله ‪َ :‬وتَبَتَّلْ ِإلَ ْي ِه تَ ْبتِياًل [المزمل ‪:‬‬ ‫‪ - ٥‬مصدر يُالقي ِه في االشتقاق‪ ،‬كقوله تعالى‪َ :‬‬
‫‪.]۸‬‬
‫‪ -٦‬ما يَدلُّ على نوعه‪ ،‬نحو‪ :‬رج َع القهقرى» و «قع َد القُرفُصا َء» و«جلس االحتباء و اشتمل ال َّ‬
‫ص َّما َء »‪.‬‬
‫‪ -٧‬ما يدل على عَد ِده ‪ ،‬نح ُو ‪ :‬أنذرتُك ثالثاً‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ ﴿ :‬فَاجْ لِدُوا ُك َّل َوا ِح ٍد ِم ْنهُ َما ِماَئةَ جلة ﴾ [النور‪.]٢ :‬‬
‫قت الع""د ّو س""هما ً ‪ ،‬أو رصاص"ةً أو قذيف""ة‪.‬‬ ‫ضربت النّصَّ َسوطاً‪ ،‬أو عص"اً‪َ ،‬‬
‫ور َش" ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -٨‬ما يدلُّ على آلته التي يكون بها ‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫وهو يَطَّ ِر ُد في جميع أسماء آال ِ‬
‫ت الفع"ل‪ .‬فل"و قلت ‪« :‬ض"ربته خش"بة‪ ،‬أو رميتُ"ه ُكرس"يًّا ‪ ،‬لم يَجُ"ز ألنَّهم"ا لم يُعه"دا" للض"رب‬
‫والرَّمي‪.‬‬
‫‪« - ٩‬ما» و«أي» االستفهاميتان ‪ ،‬نحو‪« :‬ما أكرمت خالداً؟ و«َأ َّ‬
‫ي عيش تعيش؟»‪ ،‬ومنه قوله تعالى ‪َ ﴿ :‬و َسيَ ْعلَ ُم الَّ ِذينَ ظَلَ ُم""وا‬
‫َأى ُمنقَلَ ٍ‬
‫ب يَنقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء‪.]۲۲۷ :‬‬
‫ّات‪ ،‬نحو‪( :‬ما تجلس أجلس و«مهما تقف أقف» و«َأ َّ‬
‫ي‬ ‫‪« -١٠‬ما ومهما وَأيُّ ال َّشرطي ُ‬

‫بعض‬
‫َ‬ ‫يت‬ ‫َر‪ ،‬نح"و‪﴿ :‬فَاَل تَ ِميلُ"وا ُك" َّل المي"ل [النس"اء‪َ ]۱۲۹ :‬‬
‫وس" َع ُ‬ ‫ْ‬
‫المص"د ِ‬ ‫‪ - ١١‬لف"ظ ك"ل وبعض وأي الكماليَّ ِة‪ُ ،‬مض"افا ٍ‬
‫ت إلى‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫المصدر النائب""ة عن""ه ؛ ألن التق""دير ‪ :‬فال تميل""وا ميال ك""ل المي""ل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ي اجتهاد»‪ .‬وهذا في الحقيقة ِمن صف ِة‬ ‫ت أ َّ‬ ‫ْي» واجته ْد ُ‬ ‫ال َّسع ِ‬
‫"ال‪.‬‬
‫ِ‬ ‫"‬‫م‬‫ك‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫"نى‬ ‫"‬‫مع‬ ‫على‬ ‫"دلُّ‬
‫"‬ ‫ت‬ ‫"ا‬
‫"‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أل‬ ‫؛‬ ‫َّة‬ ‫ي‬‫بالكمال‬ ‫"ذه‬
‫"‬ ‫ه‬ ‫«أي»‬ ‫يت‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫"‬ ‫وس‬
‫ُ‬ ‫"اد»‪.‬‬ ‫"‬‫اجته‬ ‫أي‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫اجتهاد‬ ‫واجتهدت‬ ‫َّعي‪.‬‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ْض‬
‫َ َ َ‬‫ع‬ ‫ب‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ْي‬
‫ع‬ ‫س‬ ‫ُ‬
‫وسعيت‬
‫صفَةٌ لها ‪ ،‬نحو ‪:‬‬‫كانت ِ‬‫ْ‬ ‫وهي إذا وقعت بع َد النَّ َك َر ِة‬
‫ت ال ِّرجا ِل‪ .‬وإذا وقعت بعد المعرفة كانت حاالً منه""ا‪ ،‬نح""و‪ :‬م""ررت بعب""د هللا‬
‫«خالد رج ٌل أي رجل» أي ‪ :‬هو كامل في صفا ِ‬
‫ت المشتقات‪ .‬وال تطابق""ه في‬ ‫ً‬ ‫أي رجل»‪ .‬وال تُستعمل ِإاَّل مضافةً‪ ،‬وتطابق موصوفها في التذكير والثاني ِ‬
‫ث‪ ،‬تشبيها لها بالصفا ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫غيرهما»‪.‬‬
‫ُقال‪« :‬هَل اجته""دت‬ ‫ُ‬
‫«قلت ذلك القول»‪ ،‬أم ال ‪ ،‬كأن ي َ‬ ‫‪ - ١٢‬اسم اإلشارة ُمشاراً به إلى المصدر ‪ ،‬سواء أأتبع بالمصدر‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫اجتهاداً َح َسناً؟»‪ ،‬فتَقُولُ‪« :‬اجْ تَهَ ْد ُ‬
‫ت ذلكَ »‪.‬‬

‫عام ُل ال َم ْفعُو ِل ال ُم ْ‬
‫طل َ ِ‬
‫ق‬

‫صفَةُ المشتقة منه‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫يعمل في المفعول ال ُمطلق أحد ثالثة عوامل‪ :‬الفع ُل التام المتص ِّرفُ ‪ ،‬نحو ‪« :‬أتقن عملك إتقاناً»‪ ،‬وال َّ‬
‫ت باجتهادك اجتهاداً َح َسناً»‪ ،‬ومنه قول""ه تع""الى ‪﴿ :‬فَ"ِإ َّن َجهَنَّ َم َج" زَ اُؤ ُك ْم‬
‫ْرعا ً إسراعا ً عظيماً»‪ ،‬ومصدره ‪ ،‬نحو‪ :‬فَ ِرحْ ُ‬
‫رأيتُهُ ُمس ِ‬
‫َج َزاء َموْ فُورًا [اإلسراء ‪.]٦٣ :‬‬

‫المطلق‬
‫ِ‬ ‫َأحكام المفعول‬

‫للمفعول المطلق ثالثة أحكام ‪:‬‬

‫‪ - ١‬أنه يجبُ نَصْ بُه‪.‬‬


‫إن كانَ استفهاما ً أو‬ ‫وع أو الع َد ِد‪َ ،‬جا َز َأ ْن يُذكر بعده أو قبله‪ِ ،‬إاَّل ْ‬ ‫أن يقع بعد العا ِم ِل‪ِ ،‬إ ْن كانَ للتأكيد‪ "،‬فِإ ْن كانَ للنَّ ِ‬
‫‪ - ٢‬أنهُ يَجبُ ْ‬
‫الم‪.‬‬ ‫االستفهام وال َّشرْ ِط َ‬
‫ص ْد َر ال َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألن ألسماء‬ ‫ت‪ .‬وذلك َّ‬ ‫شَرْ طاً‪ ،‬فيجب تقدمه على عامله‪ ،‬كما رأيت في أمثلتهما التي تق َّد َم ْ‬

‫إن كانَ نَوعيًا أو عدَديًّا ‪ ،‬لقرينة دالة علي""ه‪ ،‬تق""ول‪« :‬م""ا َجلَ ْس"تَ »‪ ،‬فيق""ال في الج""وا ِ‬
‫ب ‪ :‬بَلى‬ ‫‪َ - ٣‬أنَّهُ يجوز َأ ْن يُح َذفَ عامله‪ْ ،‬‬
‫"ير ِس"رْ تَ ؟»‪،‬‬ ‫ً‬
‫ك»‪ ،‬فتق""و ُل ‪ :‬بَلى اعتن""ا ٌء عَظيم"ا»‪ ،‬ويق"ال‪« :‬أي س" ٍ‬ ‫جُلوسا ً طويالً ‪ ،‬أو جلستي ِن»‪ ،‬ويُقالُ‪ِ« :‬إن َ‬
‫ك ال تَ ْعتَ""ني ب َع َملِ" َ‬ ‫َّ‬
‫َب لِل َح َّج َحبًّا مبروراً»‪ ،‬ولمن قَ ِد َم ِم ْن َسفَ ٍر ‪« :‬قدوما ً ُمباركاً» على النجم )‪.‬‬ ‫فتقولُ‪َ « :‬سي َْر الصَّالِحينَ »‪ ،‬وتَقُو ُل لِ َم ْن تاه َ‬

‫وفي هذا ال َم ْن َح ِ‬
‫ث َم ْب َحثان‪:‬‬

‫ب ال َم ْفعُو ِل َألجْ لِ ِه‬


‫‪ُ - ۱‬شروطُ نَصْ ِ‬

‫َص"بُهُ‪ .‬فَ َ‬
‫ليس ك""لُّ م""ا يُ""ذكر‬ ‫َع َر ْفتَ ِم َّما َع َّر ْفنا به المفعول ألجْ لِ ِه ‪َ ،‬أنَّه يُشترط فيه خَ ْمسةً ُشروط‪ .‬فَِإ ْن فُقِ َد شرط منه""ا لم يَ ُج" ْ‬
‫"ز ن ْ‬
‫صي َل شروط نَصْ به ‪:‬‬ ‫ك تَ ْف ِ‬
‫صبُ على أنَّه مفعول له‪ .‬وها َ‬ ‫بيانا ً لسبب حُدو ِ‬
‫ث الفِ ْع ِل يُ ْن َ‬

‫‪َ - ۱‬أ ْن يكونَ َمصْ دَراً‪.‬‬

‫ض َعهَا لَِأْلنَا ِء [الرحمن ‪.]١٠ :‬‬ ‫فِإ ْن كانَ غَي َر َمصْ ِد ٍر لَ ْم يَجْ ْز نَصْ بُهُ ‪ ،‬كقوله تعالى‪َ ﴿ :‬واَأْلرْ َ‬
‫ض َو َ‬

‫«جْئ ُ‬
‫ت للقراءة»‬ ‫‪ - ٢‬أن يكون المصد ُر قَ ْلبيًّا‪.‬أي ‪ِ :‬م ْن أفعا ِل النَّ ْف ِ‬
‫س البا ِطنَ ِة‪ ،‬فَِإ ْن َكانَ ال َمصْ َد ُر َغ ْي َر قَلبي لم يَجُرْ نَصْ بُه ‪ ،‬نحو‪ِ :‬‬
‫»‪.‬‬
‫‪ ٣‬و ‪َ - ٤‬أ ْن يَ ُكونَ ال َمصْ َد ُر القَ ْلبِ ُّي ُمتَّ ِحداً َم َع الفِ ْع ِل في ال َّز ِ‬
‫مان‪ ،‬وفي الفاعل‪.‬‬

‫(أي‪ :‬يجب أن يكون زمانُ الفعل وزمان المصدر واحداً ‪ ،‬وفاعلهما واحداً‪ .‬فإن اختلفا زمانا ً أو فعالً لم يجز نصب المص""در‪.‬‬
‫الع ْل َم»‪ .‬إذ‬
‫ك ِ‬ ‫«سافرت لِل ِع ْل ِم»‪ .‬فَِإ َّن زمانَ ال َّس ْف ِر ماضي وزمان العلم مستقبل ‪ ،‬والثاني نح""و ‪« :‬أحببتُ" َ‬
‫ك لتعظي ِم" َ‬ ‫ُ‬ ‫فاأل َّو ُل نحو ‪:‬‬
‫ّ‬
‫إن فاعل المحبَّ ِة هو المتكل ُم وفاعل‬ ‫َّ‬

‫كجئت ُحبًّ""ا للعلم‪ ،‬أو يك""ونَ َأ َّو ُل‬


‫ُ‬ ‫التعظيم هو المخاطب‪ .‬ومعنى اتحادهما في الزما ِن ْ‬
‫أن يقع الفع" ُل في بعض زم""ا ِن المص""در‬
‫زما ِن الحدث آخر زما ِن المصدر ‪ :‬كأمسكته خوفا ً ِم ْن فراره أو بالعكس‪ ،‬كأدبته إصالحاً‪.‬‬

‫ص" ُح أن يق""ع جواب"ا ً‬ ‫ُ‬


‫بحيث يَ ِ‬ ‫م"ان والفاع""ل‪ِ ،‬علَّةً لحُص""و ِل الفع""ل‪،‬‬ ‫ه ‪ -‬أن يكون هذا المص""د ُر القَ ْلبِ ُّي ال ُمتَّح" ُد م" َع الفع" ِل في ال َّز ِ‬
‫جئت َر ْغبةً في العلم»‪ ،‬فقولك ‪ :‬رغبة في العلم بمنزلة جواب لق""ول قائ""ل ‪« :‬لِ َم ِجْئتَ ؟»‪ .‬ف""إن‬ ‫ُ‬ ‫لقولك ‪ :‬لِ َم فعلت؟»‪ .‬فإن قلت ‪:‬‬
‫ً‬
‫ث الفعل‪ ،‬لم يكن مفعوالً ألجله‪ ،‬بل يكون كما يطلبه العامل الذي يتعلق به‪ .‬فيكون مفع""والً مطلق "ا في‬ ‫لم يُذكر بيانا ً لسبب حدو ِ‬
‫ت ال ُج ْبنَ َم َع َّرةٌ»‪ ،‬ومبتدأ في نحو‪« :‬الب ُْخ ُل دا ًء»‪ ،‬وخَ""براً في نح""و ‪:‬‬ ‫ت العلماء تعظيماً»‪ ،‬ومفعوالً به في ِ‬
‫نحو َعلِ ْم ُ‬ ‫نحو ‪ :‬عَظَّ ْم ُ‬
‫«أذوى األدواء الجهل»‪ ،‬ومجروراً في نحو ‪َ« :‬أيُّ دا ٍء َأ ْدوى ِمنَ الب ُْخ ِل؟»‪ ،‬وهَلُ َّم َج ًّرا » ‪.‬‬

‫ت في ِه ال ُّشروط قولُهُ تَعالى‪َ ﴿ :‬واَل تَ ْقتُلُوا َأوْ لَ َد ُك ْم َخ ْشيَةَ ِإ ْملَ ٌ‬


‫ق نَحْ نُ نَرْ ُزقُهُ ْم َوِإيَّا ُك ْم [اإلسراء‪.]٣١ :‬‬ ‫ومثال ما اجتم َع ْ‬

‫الم َو ِم ْن وفي‪ ،‬ف"الاَّل ُم نح"و ‪ِ « :‬ج ْث ُ‬


‫ت‬ ‫"رف َج" ِّر يفي""د التعلي""ل ‪ ،‬ك"الالم ِ‬‫َر بح" ِ‬ ‫ب جرُّ المصد ِ‬ ‫فِإ ْن فُقد شرط من هذه الشروط ‪َ ،‬و َج َ‬
‫ق نَحْ نُ نَرْ ُزقُ ُك ْم َوِإيَّاهُ ْم ﴾‪[ .‬األنعام ‪ ،]١٥١ :‬وفي كح""دي ِ‬
‫ث ‪َ :‬دخَ لَ ِ‬
‫ت‬ ‫َأ‬
‫للكتابَ ِة»‪ ،‬و« ِم ْن» كقول ِه تَعالى‪َ ﴿ :‬واَل تَ ْقتُلُوا وْ اَل َد ُكم ِّم ْن ِإ ْملَ ٌ‬
‫َأل‬ ‫ط َع َم ْتها‪ ،‬وال هي تركتها تأك ُل من خَ‬ ‫ا ْم َرَأةٌ النَّا َر فِي ِه َّر ٍة َحبَ َس ْتها ‪ ،‬ال ِه َي َأ ْ‬
‫شاش ا رْ ِ‬
‫ض»‪.‬‬ ‫ِ‬

‫المفعول فيه وهو ال ُم َس َّمى ظَرْ فا ً‬

‫لبيان زما ِن الفِع ِْل أو مكانه‬


‫ِ‬ ‫المفعو ُل فيه ( ويُس َّمى ظَرْ فاً) ‪ :‬هو اس ٌم يَنتَ ِ‬
‫صبُ على تقدير (في)‪ ،‬يُذك ُر‬

‫ب ما يطلبه العامل‪ .‬فيكون مبتدأ وخبراً ‪،‬‬ ‫أما إذا لم يكن على تقدير (في) فال يكون ظَرْ فاً‪ ،‬بل يكون كسائر األسماء‪ ،‬على َح َس ِ‬
‫نحو يومنا يوم سعيد»‪ "،‬وفاعالً ‪ ،‬نحو‪« :‬جاء يوم الجمع ِة»‪ ،‬ومفعوالً به‪ ،‬نحو‪« :‬ال تُض"يع أي""ام ش""بابك»‪ .‬ويك"ون غ""ير ذل""ك‪،‬‬
‫وسيأتي بيانه‪.‬‬

‫والظرف في األصل ‪ :‬ما كانَ ِوعاء لشيء‪ .‬وتُس ّمى األواني ظروفا ً ؛ ألنَّها أوعية لما يجعل فيها‪ .‬و ُس ِّميت‬

‫ْمان ‪ :‬ظَ""رْ فُ زم""ا ٍن و َ‬


‫ظ""رْ فُ َمك" ٍ‬
‫"ان‪.‬‬ ‫األزمنة واألمكنة «ظروفاً» َّ‬
‫ألن األفعال تحص ُل فيها ‪ ،‬فصارت كاألوعية لها ‪ .‬وهو قِس ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫«س"افرت ليال»‪ .‬وظ"رف المك"ان‪ :‬م"ا ي"دلُّ على مك"ان وق"ع في"ه‬ ‫ت وقع في"ه الح"دث‪ ،‬نح"و‪:‬‬ ‫ْ‬
‫فظرف الزمان ‪ :‬ما يَدُلُّ على َوق ِ‬
‫الع ْل ِم»‪ .‬والظ""رف س""واء أك""ان زماني""ا أم مكانيًّ""ا ‪ِ ،‬إ َّما ُمبهم أو مح""دو ٌد ‪( .‬ويق""ال للمح""دود‪:‬‬
‫ت تحتَ َعلَ ِم ِ‬‫"دث‪ ،‬نح""و‪َ « :‬وقَ ْف ُ‬
‫الح" ُ‬
‫ِّف‪ .‬وفي هذا الباب ثمانية مباحث ‪:‬‬ ‫َصر ٍ‬‫ت والمختص أيضاً‪ ،‬وإ َّما ُمتص ِّرفُ أو غي ُر ُمت َ‬ ‫ال ُم َوقِّ ُ‬

‫"ير ُمعيَّن‪ ،‬نح""و‪َ« :‬أبَ" ِد َوَأ َم" ٍد‬


‫‪ - ۱‬الطَّرْ فُ ال ُم ْبهَ ُم والطَّرْ فُ ال َمحْ دُود ال ُمبهم من ظروف الزمان ‪ :‬ما َد َّل على قَ ْد ٍر ِمنَ ال َّزما ِن غ" ِ‬
‫ت و َز َما ِن»‪.‬‬ ‫وحين و َو ْق ِ‬

‫ت ُمق َّد ٍر ُم َعيَّ ِن محدود‪ ،‬نحو‪ :‬ساعة ويَوْ ٍم َولَ ْيلَ ٍة َوُأسبوع و َشه ٍْر َو َس"نَ ٍة‬
‫ت أو المختص) ‪ :‬ما َد َّل على َو ْق ٍ‬
‫والمحدود منها أو ال ُموقَ ُ‬
‫َام»‪.‬‬
‫َوع ٍ‬

‫ف‬ ‫ص ِّرفُ والطَّرْ فُ َغ ْي ُر ال ُمت َ‬


‫َص ِّر ِ‬ ‫‪ - ٢‬الطَّرْ فُ ال ُمتَ َ‬

‫ق الظَّرفية إلى حال ٍة ال تُشبهها ‪ :‬كان يُستعمل مبتدأ أو خبراً أو‬ ‫ُفار ُ‬
‫ظرف‪ ،‬فهو ي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الطَّرْ فُ المتصرِّ فُ ‪ :‬ما يُستعم ُل ظرفا ً وغير‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت يوما أو َش "هْرا أو َس "نَةٌ أو‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫فاعالً أو مفعوالً به‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬نحو‪« :‬شهر ويوم و َسن ٍة ولَيْل»‪ ،‬ونحوها‪ ،‬ف ِمثالها ظَرْ فا‪ِ :‬‬
‫«سرْ ُ‬
‫لَ ْيالً»‪ .‬ومثالها غير ظرف ‪« :‬السَّنةُ اثنا َع َش َر َشهْراً‪ ،‬وال َّشه ُر ثالثونَ يَوْ ماً‪ ،‬والليل طوي""ل‪ ،‬وس"رَّني ي""و ُم قُ""دو ِمكَ ‪ ،‬وانتظ""رْ تُ‬
‫ساعةً لقائك‪ .‬ويوم الجمعة يوم ُمبارك»‪.‬‬

‫ب على الظرفيَّ ِة َأبَداً ‪ ،‬فال يُستع َم ُل ِإاَّل ظَرْ فا ً منص""وباً‪ ،‬نح""و‪:‬‬


‫ُالز ُم النَّصْ َ‬
‫ف نَوعان ‪ :‬النوع األول ‪ :‬ما ي ِ‬ ‫والطَّرْ فُ غي ُر ال ُمتص ِّر ِ‬
‫كصباح مساء وليل ليل‪.‬‬‫َ‬ ‫الظروف ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ب ِمنَ‬‫باح وذاتَ لَيْلة»‪ ، .‬ومنه ما رُ َّك َ‬‫ص ٍ‬‫«قط وعَوْ ضُ وبَيْنا وبَيْنما وإذا وَأيَّانَ وَأنَّى وذا َ‬

‫روف المكان إال َشي ِ‬


‫ْئان ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫صبُ ِم ْن ظُ‬
‫وال يُن َ‬

‫ت فَرْ َسخاً»‪.‬‬
‫وقفت أما َم ال ِم ْنبَ ِر»‪ ،‬والثاني نحو ‪ِ :‬سرْ ُ‬
‫ُ‬ ‫ض ِّمنا ً معنى (في)‪ ،‬فاأل َّو ُل نحو ‪:‬‬
‫‪ - ۱‬ما كانَ ِم ْنها ُمبهما ً ‪ ،‬أو ِش ْبهَهُ‪ُ ،‬متَ َ‬

‫ب العوامل»‪.‬‬ ‫ب ْ‬
‫أن يكونَ على َح َس ٍ‬ ‫(فإن لم يتضمن معناها نح ُو ‪« :‬المي ُل ثلث الفَرْ سخ‪ ،‬والكيلو متر ألف متر»‪ ،‬و َج َ‬

‫س َأه" ِ‬
‫"ل‬ ‫ق منه‪ ،‬نح""و ‪َ :‬جلَ ْس " ُ‬
‫ت َمجْ لِ َ‬ ‫ب بِفَ ْعلِ ِه ال ُم ْستَ ِّ‬ ‫‪ - ٢‬ما كان منها ُمشتقا ‪ ،‬سوا ًء أكانَ ُمبهما ً أم محدوداً ‪ ،‬على َش ِر ِط َأ ْن يُن َ‬
‫ص َ‬
‫ت‬‫وس"رْ ُ‬ ‫ُ‬
‫«أقمت في َمجْ لِ ِس"كَ ‪ِ .‬‬ ‫وجب َج" رُّ هُ ‪ ،‬نح""و‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ق ِمنهُ عامله‬ ‫وذهبت َم ْذه َ‬
‫َب َذ ِوي ال َع ْق ِل»‪ .‬فِإ ْن َكانَ ِم ْن َغي ِْر َما ا ْستُ َ‬ ‫ُ‬ ‫الفَضْ ِل‪.‬‬
‫في َم ْذهَبِكَ»‪".‬‬

‫‪ -‬ناصبُ الظَّرْ ِ‬
‫ف (أي‪ :‬العامل فيه)‬

‫"ت أم""ا َم‬ ‫َث الواق""ع في""ه ِم ْن فع""ل أو ش""بهه‪ .‬وه""و ِإ َّما ظ""اهر‪ ،‬نح" ُو ‪ :‬جلس" ُ‬ ‫هو الح"د ُ‬ ‫ب‪َ :‬‬ ‫ناصبُ الطَّ ِ‬
‫رف (أي ‪ :‬العامل فيه النَّصْ َ‬
‫خين»‪ ،‬جواب"ا ً لِ َم ْن‬
‫ت»‪ .‬وِإ َّما ُمق َّد ٌر جوازاً‪ ،‬نحو‪« :‬فَرْ َس" ِ‬ ‫ت يو َم الخميس‪ .‬وأنا واقف لديك‪ .‬وخال ٌد ُمسافر يو َم السب ِ‬ ‫ال ِم ْنبَ ِر‪ .‬و ُ‬
‫ص ْم ُ‬
‫ك ‪ :‬ك ْم َم َشيْتَ ؟»‪ .‬وِإ َّما ُمق َّد ٌر ُوجُوبا ً ‪ ،‬نح""و‪« :‬أن""ا ِع ْن"دَك»‪ .‬والتَّق""دي ُر ‪:‬‬
‫قال لك‪« :‬كم ِسرْ تَ ؟»‪ ،‬ونحو ‪« :‬ساعتين»‪ ،‬لِ َم ْن قا َل لَ َ‬ ‫َ‬
‫«أنا كائن عندك»‪.‬‬
‫ق الظَّرف‬
‫ه ‪ُ -‬متَ َعلَّ ِ‬

‫الظروف يحتا ُج إلى ما يتعلق ب ِه ِم ْن فِ ْع ٍل أو شبهه‪ ،‬كما يحتا ُج حرف الجر إلى ذل""ك‪ .‬و ُمتعلَّقُ"هُ إ َّما م""ذكو ٌر ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ب ِمنَ‬
‫ص َ‬‫كلُّ ما نُ ِ‬
‫ْت تَحْ تَ ال َّش َج َر ِة»‪ .‬وِإ َّما محذوف جوازاً أو وجوباً‪.‬‬
‫«غبت شهراً‪ .‬و َجلَس ُ‬
‫ُ‬ ‫نحو‪:‬‬

‫إن كانَ كونا ً خاصا ً و َد َّل عليه دليل نحو ‪« :‬عند العلماء»‪ ،‬في جواب من قال ‪« :‬أينَ أجْ لِسُ ؟»‪.‬‬
‫فيُح َذف جوازاً ‪ْ ،‬‬

‫ويُح َذفُ وجوبا ً في ثالث مسائل ‪:‬‬

‫ث ‪ :‬كموجود وك""ائن وحاص""ل‪ .‬ويك""ون المتعلَّق المق" َّد ُر ِإ َّما خَ بَ""راً ‪ ،‬نح""و‪:‬‬ ‫‪ - ١‬أن يكون كونا ً عاما ً يَصلُ ُح ْ‬
‫ألن يُراد به كلُّ َح َد ٍ‬
‫برجل ِع ْن" َد ال َم ْد َر َس" ِة»‪ .‬وِإ َّما ح"االً‪ ،‬نح" ُو ‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ت‬‫ت»‪ .‬وِإ َّما صفة‪ ،‬نح ُو ‪َ :‬م َررْ ُ‬‫ق ال ُغصْ ِن‪ .‬والجنَّةُ تحت أقدام األمها ِ‬ ‫«العُصفو ُر فو َ‬
‫الص"لَ ِة يجبُ َأ ْن‬
‫أن ُمتعلَّق ِّ‬ ‫ض" َر َم ْن ِعن" َدهُ الخ""ب ُر اليقين»‪ .‬غ""ير َّ‬ ‫«ح‬
‫َ َ‬ ‫نحو‪:‬‬ ‫للموصول‪،‬‬ ‫صلة‬ ‫وإما‬ ‫السحاب»‪.‬‬ ‫بين‬ ‫ُ‬
‫رأيت الهالل‬
‫صلُ‪ ،‬وكان ويكون‪ ،‬و ُو ِجد ويُو َجدُ‪ ،‬لوجوب كونها جملة‪.‬‬ ‫ص َل ويَحْ ُ‬ ‫كح َ‬‫يُق َّد َر فِ ْعالً ‪َ ،‬‬

‫‪ - ٢‬أن يكونَ الطَّرفُ َم ْنصوبا ً على االشتغال‪ ،‬ب" ْ‬


‫"أن يَ ْس"تَ ِغ َل عن""ه العام""ل المت""أخر بالعم""ل في ض""ميره‪ ،‬نح"و‪ :‬ي""وم الخميس‬
‫ُمت فيه‪ ،‬ووقتَ الفَجْ ِر سافَرْ ُ‬
‫ت فيه»‪.‬‬ ‫ص ُ‬

‫فيوم ووقت ‪ :‬منصوبا ِن على الظرفية بفعل محذوف‪ ،‬الشتغال الفعل المذكور عن العمل فيهما بالعمل في ضميرهما‪ ،‬والفعل‬
‫المحذوف مق َّدر من لفظ الفعل المذكور‪ ،‬غير أنه ال يجوز التصريح به ؛ كما علمت في با ِ‬
‫ب االشتغال»‪.‬‬

‫ق مسموعا ً بال َح ْذ ِ‬
‫ف ‪ ،‬فال يجو ُز ِذ ْك ُرهُ ‪ ،‬كقولهم‪« :‬حينئذ اآلن»‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫‪ - ٣‬أن يكون المتعلَّ ُ‬

‫كانَ ذلك ِحينَِئ ٍذ‪ ،‬فاسمع اآلن»‪ .‬فحينئذ واآلن منصوب كلُّ منهما بفعل محذوف وجوبا ً ؛ ألنه سمع هك""ذا مح""ذوفاً‪ .‬وه""ذا كالم‬
‫يقا ُل لِ َم ْن‬

‫َذك َر أ ْمراً قد تقادم زمانه لينصرف عنه إلى ما يعنيه" اآلن»‪.‬‬

‫‪ - ٦‬نائبُ الطَّرْ ِ‬
‫ف‬

‫صبُ على أنَّهُ َمفعول فيه ‪-‬‬ ‫ينوب عن الظَّرْ ِ‬


‫ف ‪ -‬فيُن َ‬

‫أ ‪ -‬أح ُد ِستَّ ِة أشياء ‪:‬‬


‫س""خ ‪ ،‬أو جمي َعهُم""ا أو‬
‫ِ‬ ‫ْت ُك"" َّل النَّ ِ‬
‫ه""ار‪ ،‬أو ك""لَّ‪ .‬الفَرْ‬ ‫‪ - ١‬ال ُمض""افُ إلى الظَّ ِ‬
‫رف ِم َّما َد َّل على ُكليَّ ٍة أو بعض""يَّة‪ ،‬نح""و‪َ « :‬م َش""ي ُ‬
‫ضهما‪ ،‬أو نِصْ فَهُما‪ ،‬أو رُب َعهُما»‪.‬‬ ‫عامتهما ‪ ،‬أو بَ ْع َ‬

‫ي ال َّد ِ‬
‫ار‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وجلست شرق َّ‬ ‫«وقفت طويالً من الوقت‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ - ۲‬صفته ‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫ْت هذا اليو َم َم ْشيا ً ُم ْت ِعباً‪ .‬وانتبذت تلك الناحية»‪ - .‬العدد" الم َميَّ ُز الظَّرْ ِ‬
‫ف أو المضافُ ِإليه ‪ ،‬نح""و‪:‬‬ ‫‪ - ٣‬اسم اإلشارة‪ ،‬نح ُو م َشي ُ‬
‫ت ثالثةَ فراسخ»‪.‬‬ ‫ولزمت الدا َر ِستَّةَ أيام‪ِ ،‬‬
‫وسرْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫رت أربعين فَرْ َسخاً‪.‬‬‫سافرت ثالثين يوماً‪ .‬و ِس ُ‬

‫"أن يك""ونَ الظّ""رفُ مض""افا ً إلى مص""در‪ ،‬فيُح" َذف الظ""رف المض""افُ ‪ ،‬ويق""وم‬ ‫ف‪ ،‬وذل""ك ب" ْ‬ ‫ه ‪ -‬المصد ُر المتض ِّمنُ مع""نى الظَّرْ ِ‬
‫طلوع ال َّشمس‪ .‬وأكثر ما يُفعل‬ ‫ِ‬ ‫سافرت َو ْقتَ‬
‫ُ‬ ‫المصد ُر (وهو المضاف إليه) َمقا َمهُ‪ ،‬نح ُو ‪« :‬سافرت طلوع الشمس»‪ ،‬واألصل‬
‫ق النَّجْ ِم‪ .‬وجئتُكَ‬‫ك ُخفُو َ‬ ‫ب‪ .‬وكانَ ذل َ‬‫ِ‬ ‫َّك‬
‫ر‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ِقدو‬ ‫روف ال َّز َما ِن‪ ،‬بِشَرْ ِط َأ ْن تُ َعيِّن وقتا ً أو مقداراً‪ .‬فما يُعين وقتا ً مثل قَ ِد ُ‬
‫مت‬ ‫ِ‬ ‫ذلك بظُ‬
‫داركَ‬
‫ك إلى ِ‬ ‫ت َذهَابَ " َ‬
‫ت‪ .‬ون ْم ُ‬‫ص "فحا ٍ‬
‫ث َ‬ ‫ص " ْفحتين‪ ،‬أو ق""را َءةَ ثال ِ‬ ‫ْ‬
‫ص " ِر»‪ ،‬وم""ا يُعيِّنُ مق""داراً ِمث " ُل ‪ :‬انتظرتُ""كَ كتابَ "ةَ َ‬ ‫ص""الةَ ال َع ْ‬
‫وأقمت في البَلَ ِد راحةَ ال ُمسافِ ِر»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ك ِمنها‪ .‬ونَ َز َل المط ُر َرك َعتي ِن ِمنَ الصَّال ِة‪.‬‬ ‫ورُجو َع َ‬

‫ْت نَحْ َو ال َمس ِ‬


‫ْج ِد»‪.‬‬ ‫ْت قُرْ بَ َ‬
‫ك‪َ .‬و َذهَب ُ‬ ‫المكان‪ ،‬نَحْ ُو ‪َ :‬جلَس ُ‬
‫ِ‬ ‫وقد يكون ذلك في ظروف‬
‫روف ال َّزما ِن ‪ ،‬على تضمينها معنى (في)‪ ،‬نح " ُو ‪َ« :‬أ َحقَّا َأنَّ َ‬
‫ك ذا ِهبٌ ؟»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ظُ‬
‫‪ - ٦‬ألفاظ مسموعةٌ توسعوا فيها ‪ ،‬فَنَصبُوها نَصْ َ‬
‫ق؟»‪ .‬وقد نُطق بفي في قوله [من الطويل]‪:‬‬ ‫واألص ُل «أفي َح ٌّ‬

‫ك َوال َخ ْم ُر‬ ‫ك هاِئم و َأنَّ ِ‬


‫ك ال َخ ٌّل هَوا ِ‬ ‫ق َأنِّي ُم ْغ َر ٌم بِ ِ‬
‫أفي ال َح ِّ‬

‫ك ُمصيبٌ ‪ .‬وظَنَّا ِمنِّي َأنَّ َ‬


‫ك قاد ٌم»‪.‬‬ ‫ق‪ .‬و ُج ِه َد رأيي َأنَّ َ‬
‫ك َأنِّي على َح ٌّ‬
‫ونحو ‪َ « :‬غ ْي َر َش ٍّ‬

‫المفعول َم َعهُ‬

‫اس ٌم فضلةً وقع بعد واو بمعنى «مع»‪ ،‬مسبوقة بجملة‪ ،‬ليدل على ش""يء حص""ل الفع" ُل ب ُمص""احبتِه (أي مع""ه ‪ ،‬بال قَ ْ‬
‫ص" ِد إلى‬
‫ْت والنَّهَ َر »‪.‬‬
‫تشريكه في حُكم ما قَ ْبلَهُ‪ ،‬نحو‪َ « :‬م َشي ُ‬

‫وفي هذا المبحث ثالثةُ َمبا ِح ُ‬


‫ث‪:‬‬

‫‪ُ - ١‬شرُوطُ النَّصْ ِ‬


‫ب َعلَى ال َم ِعيَّ ِة‬

‫يُشترط في نصب ما بعد" الواو‪ ،‬على أنَّه مفعول‬

‫ص ُح انعقاد الجملة بدونه)‪.‬‬ ‫ُ‬


‫بحيث يَ ِ‬ ‫‪َ - ١‬أ ْن يكونَ فَضْ لَةٌ َأي ‪:‬‬

‫فإن كان االسم التالي للواو عمدةً‪ ،‬نحو ‪ :‬اشترك سعيد وخليل»‪ ،‬لم يج"ز نص""به على المعي""ة‪ ،‬ب"ل يجب عطف""ه على م"ا قبل""ه‪،‬‬
‫ب عَظفِ"ه على «س"عيد» ال"ذي ه"و عم"دة‪ .‬والمعط"وف ل"ه حكم‬ ‫فتكون الواو عاطفة‪ .‬وإنَّم"ا ك"انَ «خلي"ل» هن"ا عم"دةً‪ ،‬لوج"و ِ‬
‫ك ال يق ُع ِإاَّل ِم ْن متعدد‪ .‬فبالعطف يكون االشتراك ُمسنداً ! إليهم""ا مع "اً‪. .‬‬ ‫وجب عطفه َّ‬
‫ألن فِعل االشترا ِ‬ ‫َ‬ ‫المعطوف عليه‪ .‬وإنَّما‬
‫فلو نصبته لكان فضلةً‪ ،‬ولم يكن له ‪ .‬االشتراك‪ ،‬فيكون االشتراك حاصالً من واحد‪ ،‬وهذا ممتنع ‪.‬‬

‫أن يكونَ ما قَ ْبلَهُ جُملةً ‪.‬‬


‫‪ْ -٢‬‬

‫امري وشأنُه»‪ ،‬كان معطوفا ً على ما قبله وكل ‪ :‬مبتدأ‪ ".‬وامرئ ‪ :‬مضاف إليه‪ .‬وش""أنه ‪ :‬معط""وف‬ ‫فإن سبقه مفرد ‪ ،‬نحو ‪ :‬كلُّ ِ‬
‫على كل والخبر محذوف وجوبا ً ‪ ،‬كما تقدم نظيره في باب المبتدأ والخبر»‪ ،‬والتقدير ‪ :‬ك"لُّ ام"ري وش"أنه مقترن"ان‪ .‬ول"كَ أنْ‬
‫ع أو اترك»‪ ،‬فتعطفُ «شأنه» حينئذ عليه منصوباً‪.‬‬ ‫ب ك ّل»‪ ،‬على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره ‪َ « :‬د ُ‬ ‫َنص َ‬
‫ت ِ‬

‫‪ - ٣‬أن تكون الواو التي تَ ْسبِقُهُ بمعنى َم َع»‪.‬‬

‫ص َّح ِة المعية ‪ ،‬نحو ‪ :‬جا َء خالد وسعيد قبله‪ .‬أو بعده»‪ ،‬لم يكن ما بعدها مفع""والً مع""ه؛‬
‫دم ِ‬ ‫فإن تعيَّنَ ْ‬
‫أن تكون الواو للعطف‪ ،‬ل َع ِ‬
‫ألن الواو هنا ليست بمعنى (مع» ؛ إذ لو قلت ‪« :‬جاء خالد مع سعيد قبله‪ ،‬أو بعده» كان الكالم ظاهر الفسا ِد‪.‬‬ ‫َّ‬

‫"ل‪.‬‬
‫والجبَ" َ‬
‫َ‬ ‫"ار عل ّي‬ ‫وإن تعيَّن أن تكون واو الحال فكذلك‪ ،‬نحو ‪ :‬جا َء عل ّي وال َّشمس طالعةٌ»‪ .‬ومثال ما اجْ تَ َم َع ْ‬
‫ت فيه الشروط س" َ‬
‫ك وسعيداً ؟ وما أ ْنتَ وسليما ً ‪.‬‬
‫وما لَ َ‬

‫‪ ٢‬ـ أحكام ما بعد الواو‬

‫ف‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬ورُجْ حانُ ال َع ْ‬


‫ط ِ‬ ‫لالسم الواقع بعد الواو أربعةُ ‪:‬أحكام وجوبُ النَّصْ ِ‬
‫ب على المعيَّ ِة‪ ،‬ووجوب العطف‪ ،‬ورجحانُ النَّصْ ِ‬

‫فيجبُ النَّصْ بُ على المعيَّة (بمعنى أنَّه ال يجوز العط""ف) إذا ل""ز َم ِمنَ العط""ف فس""اد في المع""نى‪ ،‬نح""و‪ :‬س""افر خلي""ل واللي""ل‪.‬‬
‫ورجع سعيد والشمس ومنه قوله تعالى‪﴿ :‬فََأجمعوا َأ ْم َر ُك ْم َو ُش َر َكا َء ُك ْم ﴾ [يونس‪ ،]۷۱ :‬وقوله‪َ ﴿ :‬والَّ ِذينَ تبوء و ال َّد َ‬
‫ار َواِإْل ي َمنَ ﴾‬
‫[الحشر ‪. ]۹ :‬‬

‫ألن العط""ف‬ ‫فيكونان ُمس""نداً إليهم""ا‪َّ ،‬‬


‫ِ‬ ‫وإنما امتنع العطف‪ ،‬ألنَّه يلزم منه عطفُ اللَّي ِل على خليل‪ ،‬وعطفُ ال َّشمس على سعيد‪،‬‬
‫على نيّة تكرير العامل‪ ،‬والمعطوك في حكم المعطوف عليه لفظا ً ومعنى‪ ،‬كما ال يخفى‪ ،‬فيكونُ المعنى ‪ :‬سافر خلي " ٌل وس" َ‬
‫"افر‬
‫الش"مسُ »‪ ،‬وه"ذا ظ"اه ُر الفَ َس"ا ِد‪ .‬ول"و عطفت «ش"ركاءكم»‪ ،‬في اآلي"ة األولى‪ ،‬على أم"ركم» لم‬ ‫اللَّيلُ‪ ،‬و َر َج َع س"عي ٌد ورج َع ِ‬
‫ت َّ‬
‫يج ُْز‪ ،‬ألنَّه يقا ُل‪« :‬أجمع أمره وعلى أمره»‪ ،‬كما يقالُ‪َ « :‬ع َز َمه و َع َز َم عليه‪ ،‬كالهما بمعنى واح ٍد‪ .‬وال يقال ‪« :‬أجم َع ال َّشركاء‬
‫أو عَز َم عليهم»‪ .‬بل يقال ‪َ :‬ج َم َعهم»‪ .‬فلو عطفت كانَ المعنى ‪ :‬اعزموا على أمركم واعزموا على شركائكم‪ ...‬وذل""ك واض""ح‬
‫ألن ال َّدا َر ‪ِ ،‬إ ْن تُتبوأ ‪ -‬أي ‪ :‬تُسكَنُ ‪ -‬فاإليمانُ‬
‫البطالن‪ .‬ولو عطفت اإليمان على الدار في اآلية األخرى ‪ ،‬لفَ َس َد المعنى ؛ َّ‬

‫ال يتبوأ‪ .‬فما بعد الواو في اآليتين" منص""وب على أنَّه مفع""ول مع""ه‪ .‬ف""الواو واو المعي""ة‪ .‬ويج"وز أن تك""ون ال""واو في ا اآلي""تين‬
‫"ع ‪ -‬وفي الثاني""ة ‪:‬‬‫الج ْم" ِ‬
‫عاطفة‪ ،‬وما بعدها مفعول به لفعل محذوف تقديره في اآلية األولى ‪« :‬ادعوا واجمعوا ‪ -‬فعل أمر من َ‬
‫ْ‬ ‫أخلَصُوا ‪ -‬فعل ماض من اإلخالص ‪ -‬فيكونُ الكال ُم ِم ْن عطف جملة على جملة‪ ،‬ال ِم ْن َعطَ ِ‬
‫ف ُمف َر ٍد على ُمف َرد‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ويجوز أن يكون شركاءكم) معطوفا ً على (أمركم) على تضمين أجمع"وا مع"نى «ه"يئوا»‪ .‬وأن يك"ون اإليم"ان معطوف"ا ً على‬
‫الدار على تضمين تبوؤا معنى «الزموا»‪ .‬والتَّضمين في العربية باب واسع»‪ .‬ويجبُ ال َعظفُ (بمعنى أنَّه يمتن ُع النَّصْ بُ على‬
‫المعيّ ِة) إذا لم يَستَحْ ِملْ ُشروط نَصْ بِ ِه الثَّالثَةَ المتقدمة‪.‬‬

‫ضعف‪ ،‬في موضعين‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫ف على‬ ‫وي َُربَّ ُح النَّصب على المعيَّ ِة مع جواز ال َع ْ‬
‫ط ِ‬

‫الضمير ال ُمتصل المرف""وع الب""ارز ‪ ،‬أو المس""تتر‪،‬‬


‫ِ‬ ‫ْف في التَّركيب‪ ،‬كأن يلزم منه العطف على‬
‫ضع ٌ‬
‫العطف َ‬
‫ِ‬ ‫‪َ - ۱‬أ ْن يلز َم ِمنَ‬
‫ُ‬
‫جئت‬ ‫جئت وخال""داً‪ .‬واذهب وس""ليماً»‪ .‬ويَض" ُعفُ أن يُق" َ‬
‫"ال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫غير فَصْ ِل بالض ِ‬
‫َّمير المنفصل‪ ،‬أو بفاصل‪ ،‬أي فاص""ل‪ ،‬نح""و‪:‬‬ ‫من ِ‬
‫وخالد‪ .‬واذهب وسليم‪.‬‬

‫جئت»‪ ،‬وعطف «سليم» على الضمير المس""تتر في اذهب»‪ .‬والض""عف إنم""ا ه""و من جه""ة‬ ‫ُ‬ ‫أي بعطف «خالد» على التاء في‬
‫أن العرب ال تَع ِطفُ على الضمير المرفوع المتصل البارز أو‬ ‫ب‪ .‬وذلك َّ‬ ‫الصنا َع ِة النَّحوي ِة الثابتة أصولها باستقراء ِ‬
‫كالم ال َع َر ِ‬
‫ً‬
‫المستتر ‪ ،‬إاَّل أن يُفصل بينهما بفاصل أي فاصل ‪ ،‬نحو‪ :‬جئت اليوم وخالد وأذهب غدا وسعيد»‪ .‬واألفضل أن يكون الفاص""ل‬
‫ضميراً منفصالً يؤ َّكد به الضمير المتَّصل أو المستتر‪ ،‬نحو‪ِ « :‬جْئ ُ‬
‫ت أنا وخالد‪ .‬واذهب أنتَ و َسعيده ‪.‬‬

‫َّ‬
‫والش"بَ َع‪ .‬وال‬ ‫يعج ْب" َ‬
‫ك األك""ل‬ ‫فتفوت بالعطف‪ ،‬نحو‪« :‬ال يَ ُغرَّكَ ال ِغ" نى والبَ ْ‬
‫ط" َر ِة وال ِ‬ ‫ُ‬ ‫‪ - ٢‬أن تكون المعيَّةُ مقصودةً ِمنَ المتكلم‪،‬‬
‫فإن المعنى المراد ـ كما ترى ـ ليس النهي عن األم"رين ؛ وإنَّم"ا ه""و عن األول مجتمع"ا ً م""ع اآلخَ" ِر‪.‬‬ ‫تَه َو رغد العيش وال ُّدلَّ‪َّ ،‬‬
‫ومنه قول الشاعر [من الوافر] ‪:‬‬

‫فَ ُكونوا َأنتُ ُم َوبِنِي َأبي ُك ْم َم َكانَ ال ُك ْليَتَ ْي ِن ِمنَ الطَّ ِ‬


‫حال‬

‫فليس مراده‪ :‬كونوا أنتم وليكن بنو أبيكم‪ ،‬وإنما يريد‪ ":‬كونوا أنتم مع بني أبيكم‪ .‬فالنَّصب على المعية فيما‬

‫وهو تقدم راجح قوي‪ ،‬لتعيينه" المع"نى الم"راد‪ ،‬وفي العط"ف ض"عف من جه"ة المع"نى»‪ .‬وال ُمحقق"ون يوجب"ون في مث"ل ذل"ك‬
‫ب على المعيّة‪ ،‬وال يُج ّوزون العطف‪ ،‬الحق ؛ َّ‬
‫ألن العطف يفيد التشريك في الحكم‪ ،‬والتشريك هنا غير مقصود‪.‬‬ ‫النَّصْ َ‬
‫ْف ِم ْن جه ِة التَّركيب وال ِم ْن ِجهَ ِة المعنى‪ ،‬نحو‪َ :‬‬
‫سار األمير والجيش‪ ،‬و ِسرْ ُ‬
‫ت أنا وخال ٌد‬ ‫ضع ٍ‬ ‫بغير َ‬
‫ِ‬ ‫ويُرج ُح العطف متی أمكن‬
‫ك الجنة ﴾ [البقرة ‪.]٣٥ :‬‬ ‫َأ‬
‫‪ ،‬وما أنتَ وسعيد؟ ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬تَفَا َد ُم ا ْس ُك ْن نتَ َوزَ وْ ُج َ‬
‫ضعُفَ النَّصْ بُ على المعيَّ ِة ‪ ،‬و َمتَى تر ّج َح النَّصْ بُ على المعيَّة َ‬
‫ضعُفَ ال َعظفُ ‪.‬‬ ‫ومتى ترجح العطفُ َ‬

‫الحال‬

‫ك صغيراً‪ .‬و َم" َ‬


‫"ررْ ُ‬
‫ت بهن" ِ"د‬ ‫وصف فضلةٌ يُذك ُر لبيان هيَئ ِة االسم الذي يكونُ الوصف له‪ ،‬نحو‪َ « :‬ر َج َع الجند ظافراً‪ .‬وأدب ول َد َ‬
‫ت ال َّشمسُ ص""افية»‪ ،‬أو اس""ما ً جام""داً‬‫أن يكونَ الوصفُ مشتقّا منَ الفعل‪ ،‬نحو‪« :‬طلع ِ‬ ‫راكبةً‪ .‬وهذا خالد مقبالً»‪ .‬وال فَرْ َ‬
‫ق بينَ ْ‬
‫ْرعا ً كالغزال‪.‬‬‫في معنى الوصف المشتق ‪ ،‬نحو‪ :‬عدا خلي ٌل َغ َزاالً» أي ‪ُ :‬مس ِ‬
‫ص" ُح االس""تغناء عن""ه إذ ق""د تجيء الح""ال غ""ير‬ ‫ليس ُمسنداً وال ُمس""نداً إلي""ه‪ .‬وليس مع""نى ذل""ك أنَّه يَ ِ‬ ‫و معنى كون ِه فَضْ لَةٌ ‪ :‬أنَّه َ‬
‫الص "لوةَ َوَأنت ْمُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ض َو َما بَ ْينَهُ َما ل ِعبِينَ ﴾ [األنبياء ‪ ]١٦ :‬وقوله ‪ :‬وال تَق َربُوا َّ‬ ‫َأْل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫مستغنى عنها كقوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َما َخلقنَا ال َّس َما َء َوا رْ َ‬
‫ُس َك َرى َحتَّى تَ ْعلَ ُموا َما تَقُولُونَ ﴾ [النساء ‪ ]٤٣ :‬؛ وقول الشاعر [من الخفيف]‪:‬‬

‫ْت َم ْن يَعيشُ كثيبا ً كاسفا ً باله‪ ،‬قليل الرجاء‬


‫ِإنَّ َما ال َمي ُ‬

‫‪ - ١‬االس ُم الَّ ِذي تَكون لَهُ الحا ُل‬

‫ب الفاعل‪ ،‬نحو‪« :‬تُؤكل الفاكهة ناضجة»‪ .‬و ِمنَ الخ""بر‪ ،‬نح""و‪:‬‬ ‫تجيء الحا ُل ِمنَ الفاعل‪ ،‬نح ُو ‪َ :‬ر َج َع) الغائبُ سالما ً ‪ ،‬و ِم ْن نائ ِ‬
‫«هذا الهالل طالعاً»‪ .‬ومن المبتدأ (كما هو مذهب سيبويه ومن تابعه وه"و الح"ق)‪ .‬نح"و ‪ :‬أ ْنتَ مجته"داً أخي ونح"و ‪« :‬الم"اء‬
‫صرْ فا ً شرابي»‪ .‬و ِمنَ المفاعيل كلّها على األصح ال ِمنَ المفعول به َوحْ َدهُ‪ .‬فمجيثه""ا من المفع""ول ب""ه نح" ُو ‪ :‬ال تأك""ل الفاكه""ة‬
‫"ل ُمظلم"اً‪.‬‬ ‫ْت التَّعب شديداً و ِمنَ المفعول فيه نح""و ‪َ :‬س" ِري ُ‬
‫ْت اللي" َ‬ ‫ت َسيري حثيثاً‪ ،‬فتَعب ُ‬ ‫ق نحو ‪ِ « :‬سرْ ُ‬ ‫فِ َّجةٌ ‪ ،‬و ِمنَ المفعول ال ُم ْ‬
‫طل َ ِ‬
‫الخير ُم َجرَّدة عن الرياء»‪ ،‬ومن المفعول مع""ه نح""و ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُمت ال َّشهر كامالً»‪ ،‬ومن المفعول ألجله نحو ‪« :‬ا ْف َع ِل الخي َر محبةَ‬ ‫وص ُ‬
‫َسر والليل داجياً»‪.‬‬
‫سر والجبل عن يمينك" ونح ُو ‪« :‬ال ت ِ‬

‫بالحرف‪ ،‬نحو‪« :‬انهض بالكريم عاثراً»‪ ،‬ونح" ُو ‪« :‬ال ْ‬


‫تس" ِر‬ ‫ِ‬ ‫أن يكونَ المفعو ُل صريحا ً ‪ ،‬كما رأيت أو مجروراً‬ ‫وال فَرْ َ‬
‫ق بينَ ْ‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫في الليل ُمظلما»‪ ،‬ونحو‪« :‬اس َع للخير وحدَه»‪ .‬وقد تأتي الحال من المضاف إلي ِه بشَرْ ِط أن يكونَ في المعنى‪ ،‬أو في التق""دير‪،‬‬
‫فاعالً أو‬

‫مفعوالً‪ ،‬وذلك في صورتين ‪:‬‬

‫‪ - ١‬أن يكون المضافُ مصدراً أو وصفا ً مضافين إلى فاعلهما أو نائب فاعلهما أو مفعولهما ‪.‬‬

‫ُ"زءاً‬
‫بحيث لو حذف المضاف الستقام المعنى‪ .‬وذلك بأن يك""ون المض"افُ ج ْ‬ ‫ُ‬ ‫ص َح إقامة المضاف إليه مقا َم المضاف‪،‬‬ ‫‪ْ -٢‬‬
‫أن يَ ِ‬
‫من المضاف إليه حقيقةً‪ ،‬كقوله تعالى ‪َ :‬أي ُِحبُّ َأ َح ُد ُك ْم َأن يَْأ ُك َل لَحْ َم َأ ِخي ِه َم ْيتًا فَ َك ِر ْهتُ ُموهُ ﴾ [الحجرات‪.]۱۲ :‬‬

‫‪ - ٢‬شروط الحال ‪:‬‬

‫يُشترط في الحال أربعة شروط ‪:‬‬

‫صفَةً ُمنتقِلَةٌ ‪ ،‬ال ثابتةً (وهو األصل فيها)‪ ،‬نحو‪« :‬طلع ِ‬


‫ت ال َّشمسُ صافية»‪.‬‬ ‫‪ْ -١‬‬
‫أن تكونَ ِ‬

‫‪َ - ٢‬أ ْن تكون نكرة‪ ،‬ال معرفةً‬


‫آمنت باهلل َوحْ َدهُ‪ .‬أي‪ :‬منفرداً‪ ،‬ونح ُو ‪ :‬رجع المسافِ ُر عو َدهُ على بَدِئ ِه» ‪ ،‬أي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وقد تكونُ معرفةً إذا صح تأويلها بنكر ٍة ‪ ،‬نح ُو ‪:‬‬
‫عائداً في طريقه والمعنى أنَّه َر َج َع في الحال‪ .‬ونحو ‪ :‬أدخلوا األول (فاألول أي ‪ُ :‬متَرتبينَ ‪ .‬ونح" ُو ‪( :‬ج""اؤوا َ‬
‫الج َّما َء الغَف""ير )‬ ‫ِّ‬
‫ض "هُم‪ ،‬بقضيض""هم ‪ ،‬أي ‪ :‬ج""اُؤوا‬ ‫ك» ‪ ،‬أي ‪ :‬جاهداً جادًا‪ .‬ونحو ‪ :‬جا َء القو ُم قَ َّ‬
‫» ‪ ،‬أي‪ :‬جميعاً‪ .‬ونحو ‪ :‬افعل هذا جهدَكَ وطاقت َ‬
‫جميعا ً أو قاطبة‪.‬‬

‫س صاحبها في المعنى‪ ،‬نحو‪« :‬جاء سعيد راكب"اً»‪َّ .‬‬


‫ف"إن ال"راكب ه"و نفس س""عيد‪ .‬وال يج"وز أن يق"ال ‪ :‬ج"ا َء‬ ‫‪ - ٣‬أن تكونَ نَ ْف َ‬
‫سعيد ركوباً»‪َّ ،‬‬
‫ألن الركوب فعل الراكب وليس هو نَف َسه‪.‬‬

‫بوصف ُم ْشتَ ٌ‬
‫ق‪ ،‬وذلك في ثالث حاالت ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ - ٤‬أن تكونَ ُمشتقةً‪ ،‬ال جا ِم َدةً‪ .‬وقد تكون جامدةً ُمَؤ وَّلةً‬

‫ق َش ْمس"اً»‪ ،‬أي‪ُ :‬مض""يئا ً ‪ ،‬أو‬ ‫أن تد َّل على تشبيه ‪ ،‬نحو‪« :‬ك َّر علي أسداً» ‪ ،‬أي‪ُ :‬شجاعا ً كاَأل َس ِد‪ ،‬ونحو ‪َ :‬‬
‫وض" َح الح" ُّ‬ ‫األولى ‪ْ :‬‬
‫حمار حين سقوطهما ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َير أي مصطَ ِحبَي ِن كاصطحاب ِع ْدلي‬ ‫لي ع ٍ‬ ‫منيراً كال َّشمس‪ .‬ومنه قولهم ‪َ ( :‬وقَ َع ال ُمصْ طَ ِر ِ‬
‫عان ِع ْد ْ‬

‫س يداً بيد ‪ ،‬أي ‪ :‬متقابضين‪ ،‬ونحو‪« :‬كلمتُه فاه إلى في أي ‪ُ :‬متشافهين‪.‬‬ ‫الثانيةُ ‪َ :‬أن تَد َّل على ُمفاعَل ٍة‪ ،‬نح ُو ‪ :‬بِعتُ َ‬
‫ك الفَ َر َ‬

‫«قرأت الكتاب بابا ً باباً» ‪ ،‬أي ‪ُ :‬م َرتَّباً‪.‬‬


‫ُ‬ ‫الثالثة ‪ :‬أن تدل على ترتيب‪ ،‬نحو‪ :‬دخ َل القو ُم رجالً رجالً» ‪ ،‬أي ‪ُ :‬متَ َرتِّبِينَ ‪ ،‬ونحو‪:‬‬

You might also like