You are on page 1of 4

‫الفْص ُل األَّو ُل‪ :‬تعريُف اإلحراِم ‪ ،‬وُح ْك ُم ه‪ ،‬والِح ْك َم ُة منه‬

‫ُث‬
‫المبح األَّو ُل‪ :‬تعريُف اإلحراِم‬
‫اإلحراُم لغًة ‪ :‬هو الُّد خوُل في الُحْر َم ِة‪ ،‬يقال‪ :‬أحَر َم الَّر ُجُل‪ :‬إذا دَخ َل في ُحرَمِة عْهٍد‬
‫أو ميثاٍق ؛ فيمَت ِنُع عليه ما كان حالاًل له‬
‫اإلحراُم اصطالًح ا‪ :‬هو ِنَّي ُة الُّد خوِل في الُّن ُسِك ‪ ،‬وهذا َم ْذ َه ُب الُجْم هوِر ‪ِ :‬مَن الماِلِكَّية‪،‬‬
‫والَّش اِفِعَّية‪ ،‬والَح ناِبَلة‬
‫ُث َّث‬
‫المبح ال اني‪ُ :‬ح ْك ُم اإلحراِم‬
‫‪.‬اإلحراُم‪ِ :‬م ْن َفراِئِض الُّن ُسِك ‪ ،‬حًّج ا كان أو ُعْم َر ًة‬
‫‪:‬األدَّلة‬
‫أَّو اًل ‪ِ :‬مَن الُّس َّن ِة‬
‫َع ن ُع َمَر ْب ِن الَخ َّط اِب َر ِض َي ُهللا عنه أَّن النبَّي صَّلى هللا عليه وَس َّلم قال‪(( :‬إَّن ما‬
‫األعماُل بالِّن َّيِة ))‬
‫‪َ:‬و ْج ُه الَّد الَلِة‬
‫أَّن ه ال يِص ُّح العَم ُل وال َي ْث ُبُت إاَّل بوقوِع النَّيِة‪ ،‬واإلحراُم هو نَّي ُة الُّد خوِل في الُّن ُسِك ؛‬
‫فال يِص ُّح وقوُع الُّن ُسِك إاَّل بِنَّيٍة؛ وهي اإلحراُم‬
‫ثانًيا‪ِ :‬مَن اإلجماِع‬
‫نقَل اإلجماَع على ذلك ابُن َح ْز ٍم‬
‫َّث ُث‬
‫المبحث ال اِل ‪ِ :‬ح َك ُم َت ْش ريِع اإلحراِم‬
‫‪ِ:‬م ْن ِح َك ِم َم ْش روعَّيِة اإلحراِم‬
‫تحقيُق العبودَّيِة هلل‪ ،‬وتعظيُمه‪ ،‬واالمتثاُل ألْم ِر ه ‪1-‬‬
‫‪.‬إظهاُر المساواِة بين جميِع الُمْس لميَن ‪ :‬حاِكِمهم وَم ْح كوِمهم‪َ ،‬غ ِنِّيهم وَفقيِر هم ‪2-‬‬
‫الَّت ذكيُر باليوِم اآلِخ ِر والَح ْش ِر ‪3-‬‬
‫َّث‬
‫الفصل ال اني‪ُ :‬س َن ُن اإلحراِم‬
‫المبحث األَّو ل‪ :‬االغتساُل‬
‫المبحث الَّث اني‪ :‬إحراُم الَّر ُج ِل في إزاٍر وِر داٍء‬
‫المبحث الَّث اِلث‪ :‬الَّت َط ُّيُب‬
‫المبحث الَّر اِبع‪ :‬اإلحراُم َعِقَب صالٍة‪ ،‬وهل له صالٌة َت ُخ ُّصه؟‬
‫المبحُث الخاِمُس ‪ :‬الَّت ْلِبَي ُة‬

‫إذا أحرم المسلم بالحج أو العمرة ودخل في النسك‪ ،‬فإن هناك أمورًا تحرم عليه ما‬
‫دام محرمًا‪ ،‬وهذه األمور هي التي يطلق عليها أهل العلم محظورات اإلحرام‪،‬‬
‫وهي على ثالثة أقسام‪ ،‬قسم يشترك فيه الرجل والمرأة‪ ،‬وقسم محرم على الرجال‬
‫‪.‬فقط‪ ،‬وقسم محرم على اإلناث فقط‬

‫‪:‬أما ما يشترك فيه الرجل والمرأة فهو‬

‫إزالة شعر الرأس بحلق أو غيره لقوله تعالى‪{ :‬وال تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ ‪1-‬‬
‫الهدي محله } (البقرة اآلية ‪ ،)196‬وألحق به جمهور أهل العلم شعر سائر البدن‪،‬‬
‫وتلزمه الفدية إن تعمد أخذ شيٍء من شعره حال إحرامه‪ ،‬أما لو سقط الشعر بغير‬
‫اختياره فال حرج عليه‪ ،‬ويجوز له إزالة شعره إن كان يتأذى ببقائه مع وجوب‬
‫الفدية‪ ،‬لقوله جل وعال‪{ :‬فمن كان منكم مريضًا أو به أذًى من رأسه ففدية من‬
‫‪.‬صيام أو صدقة أو نسك} (البقرة اآلية ‪)196‬‬

‫تقليم األظافر قياسًا على حلق الشعر‪ ،‬قال ابن قدامة رحمه هللا‪" :‬أجمع أهل ‪2-‬‬
‫العلم على أن المحرم ممنوع من األخذ من أظافره"‪ ،‬وال فرق في ذلك بين أظافر‬
‫اليدين أو الرجلين‪ ،‬لكن لو انكسر ظفره وتأذى به‪ ،‬فال حرج أن يقص القدر‬
‫‪.‬المؤذي منه‪ ،‬وال فدية عليه‬
‫استعمال الطيب في الثوب أو البدن لحديث النبي صلى هللا عليه وسّلم في ‪3-‬‬
‫‪.‬الُمْح ِر م‪( :‬ال يلبس ثوبًا مسه ورٌس وال زعفران )‬

‫والمقصود به ابتداء استعمال الطيب بعد اإلحرام‪ ،‬وأما الطيب الذي تطيب به على‬
‫بدنه قبل إحرامه وبقي أثره عليه فال يضره بقاؤه‪ ،‬لقول عائشة رضي هللا عنها‪( :‬‬
‫كنت أنظُر إلى وبيص المسك في مفارق رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسّلم ‪ -‬وهو‬
‫‪ُ.‬محرم ) متفق عليه‬

‫عقد النكاح لقوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪( : -‬ال َي ْن ِكُح المحرم وال ُيْن َك ح وال ‪4-‬‬
‫يخطب) رواه مسلم‪ ،‬فال يجوز للُمحِر م أن يتزوج وال أن يعقَد النكاح لغيره‪ ،‬وال أن‬
‫‪.‬يخطب حتى يحل من إحرامه‬

‫المباشرة بشهوة بتقبيل أو لمس أو نحوه [وُيقصد بالمباشرة هنا‪ :‬مماسة بشرة ‪5-‬‬
‫الرجل بشرة المرأة من غير حائل بشهوة] لقوله جل وعال ‪ {:‬فال رفث وال فسوق‬
‫وال جدال في الحج } ( البقرة ‪ ،)197‬ويدخل في الرفث مقدمات الجماع من تقبيل‬
‫‪.‬ولمس وما أشبه ذلك‬

‫الجماع لقوله تعالى ‪{:‬الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فال رفث ‪6-‬‬
‫وال فسوق وال جدال في الحج } (البقرة اآلية ‪ ، )197‬والرفث هو ‪ :‬الجماع‬
‫ومقدماته‪ ،‬وهو أعظم المحظورات وأشدها تأثيرًا على اإلحرام‪ ،‬ألنه المحظور‬
‫‪.‬الوحيد الذي يفسد الحج به‪ ،‬وأما ما يترتب عليه فهو مفصل في أحكام الفدية‬

‫قتل صيد البر المأكول لقوله تعالى‪ُ{ :‬و ُحِّر م عليكم صيد البر ما دمتم ُحُرمًا } ‪7-‬‬
‫(المائدة اآلية ‪ .)96‬فال يجوز للمحرم اصطياد شيء من حيوانات البر‪ ،‬وال قتُله‬
‫وال اإلعانة على ذلك بداللة أو إشارة أو مناولة أو نحو ذلك‪ ،‬كما يحرم عليه أن‬
‫يأكل من الصيد إذا صاده غير المحرم ألجله‪ ،‬وأما إذا لم يصده ألجله فال حرج‬
‫‪.‬عليه في األكل منه‬

‫‪:‬وأما المحظورات التي يختص بها الرجال دون النساء فهي‬

‫لبس المخيط‪ ،‬والمقصود به ما يلبس ويفَّصل على هيئة األعضاء‪ ،‬سواء كان ‪1-‬‬
‫شامًال للجسم كله كالبرنس والقميص‪ ،‬أو لجزء منه كالسراويل والخفاف‬
‫والجوارب‪ ،‬وال يقصد به ما فيه خيط‪ ،‬ويجوز للمحرم شد وسطه بحبل وحزام‬
‫‪.‬ونحوه ‪ ،‬كما أن له أن يلبس الخفين إذا لم يجد نعلين‬

‫تغطية الرأس بمالصق فال يجوز للمحرم أن يغطي رأسه بما يالصقه ‪2-‬‬
‫كالطاقية‪ ،‬والغترة‪ ،‬والِعمامة ونحو ذلك‪ ،‬أما إذا كان الغطاء غير مالصق للرأس ‪-‬‬
‫كالشمسية مثًال‪ ،‬أو الخيمة فال حرج فيه‪ ،‬كما ال يجوز للمحرم أن يغطي وجهه‬
‫لقوله عليه الصالة والسالم في الذي قتلته ناقته في الحج – كما في بعض األلفاظ‪: -‬‬
‫‪(.‬وال تغطوا وجهه) رواه مسلم وغيره‬

‫أما المرأة فلها أن تغطي رأسها‪ ،‬ولها أن تلبس في اإلحرام ما شاءت من الثياب‬
‫من غير تبرج وال زينة‪ ،‬ولكنها ال تنتقب وال تلبس القفازين‪ ،‬ولها أن ُتغطي وجهها‬
‫‪.‬إذا مر الرجال قريبًا منها‪ ،‬فتسدل الخمار على وجهها‬

‫جميع المحظورات السابقة ال يجوز فعلها عمدًا من غير عذر‪ ،‬ومن ارتكب شيئًا‬
‫منها عامدًا من غير عذر فعليه الفدية مع اإلثم‪ ،‬وأما من احتاج لفعل شيء منها‬
‫لعذر يبيُح له ذلك‪ ،‬فعليه ما يترتب على فعل المحظور من غير إثم‪ ،‬ومن فعل شيئًا‬
‫‪.‬منها ناسيًا أو جاهًال أو ُمكَر هًا فال شيء عليه على الصحيح‬

You might also like