You are on page 1of 3

‫الغسل وأحكامه ‪ :‬الفقه من متن الرسالة البن أبي زيد القيرواني بشرح كفاية الطالب الرباني‬

‫الغسل وأحكامه من كتاب الفقه من متن الرسالة البن أبي زيد القيرواني بشرح كفاية الطالب الرباني ألبي الحسن بحاشية‬
‫‪ .‬العدوي‪ ،‬كتاب التلميذ والتلميذة‪ ،‬للسنة األولى من التعليم اإلعدادي العتيق (الدرس ‪)7‬‬

‫أهداف الدرس‬

‫أن أتعرف أسباب الغسل وفرائضه وسننه وصفته‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫أن أميز بين فرائض الغسل وسننه ومستحباته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن أتمثل صفة الغسل في حياتي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تمهيد‬

‫المصلي يناجي ربه‪ ،‬وتقتضي مناجاة المعبود االستعداد لها‪ .‬ولذلك يجب على من يناجي ربه أن يكون على طهارة‪ .‬وهي على‬
‫‪.‬قسمين‪ :‬صغرى وهي الوضوء‪ ،‬وكبرى وهي الغسل‪ .‬وللغسل موجبات وفرائض وسنن وفضائل‬
‫فما هي موجبات الغسل ؟ وما هي فرائضه وسننه ؟ وما هي صفته ؟‬

‫المتن‬

‫ِا‬
‫قال ابن أبي زيد رحمه اهلل‪َ :‬أَّم ا الُّطْه ُر َفُهَو ِم َن اْلَج َناَبِة َو ِم ن اْلَحْيَض ِة َو الِّنَفاِس َس واٌء‪َ ،‬فِإ ن ْقَتَص َر اْلُم َتَطِّه ُر َع َلى اْلُغْس ِل ُد وَن‬
‫اْلُو ُض وِء َأْج َز َأُه‪َ ،‬و َأْفَض ُل َلُه َأْن َيَتَو َّضَأ َبْع َد َأْن َيْبَد َأ ِب َغْس ِل َم ا ِب َفْر ِج ِه َأْو َج َس ِدِه ِم َن اَأْلَذ ى‪ُ ،‬ثَّم َيَتَو َّضُأ ُو ُض وَء الَّصَالِة ‪َ ،‬فِإ ن َش اَء َغ َس َل‬
‫ِر ْج َلْي ِه ‪َ ،‬و ِإن َش اَء َأَّخ َر ُهَم ا ِإَلى آِخ ِر ُغ ْس ِلِه ‪ُ .‬ثَّم َيْغ ِم ُس َيَدْي ِه ِفي اِإْل َناِء َو َيْر َفُعُهَم ا َغ ْي َر َقاِبٍض ِبِه َم ا َش ْي ئًا‪َ ،‬فُيَخ ِّلُل ِبِه َم ا ُأُص وَل َش َعِر‬
‫َر ْأِس ِه ‪ُ ،‬ثَّم َيْغ ِر ُف ِبِه َم ا َع َلى َر ْأِس ِه َثالَث َغ َر َفاٍت ‪ ،‬غاِس ًال َلُه ِبِه َّن ‪َ ،‬و َتْفَع ُل َذ ِلَك اْلَمْر َأُة‪َ ،‬و َتْض َغُث َش َعَر َر ْأِس َه ا‪َ ،‬و َلْي َس َع َليَه ا َح ُّل‬

‫ِع َقاِص َه ا‪ُ .‬ثَّم ُيِفيُض اْلَم اَء َع َلى ِش ِّقِه اَأْلْي َم ِن ‪ُ ،‬ثَّم َع َلى ِش ِّقِه اَأْلْي َس ِر ‪َ ،‬و َيَتَد َّلُك ِبَيَدْي ِه ِبإْثِر َص ِّب اْلَم اِء ‪َ ،‬ح َّتى َيُعَّم َج َس َدُه‪َ .‬و َم ا َش َّك َأْن‬
‫ِّل‬ ‫ِقِه‬ ‫ِه‬ ‫ِدِه‬ ‫ِم‬ ‫ِدِه‬ ‫ِء‬ ‫ِدِه‬ ‫ِم‬
‫َيُك وَن اْلَم اُء َأَخ َذ ُه ْن َج َس َع اَو َدُه ِباْلَم ا َو َد َلَك ُه ِبي ‪َ ،‬ح َّتى ُيوِع َب َج يَع َج َس ‪َ ،‬و ُيَتاِب ُع ُع ْم َق ُس َّر ِت َو َتْح َت َح ْل ‪َ ،‬و ُيَخ ُل َش َعَر‬
‫‪ِ.‬لْح ِتِه َتْح َت َنا ْي ِه َبْيَن َأْل َتْي ِه ْفَغْي ِه َتْح َت ْك َتْي ِه َأ اِفَل ِر ْج َلْي ِه ‪َ ،‬خ ِّلُل َأ اِب َيَدْي ِه‬
‫َص َع‬ ‫َو ُي‬ ‫ُر َب َو َس‬ ‫َو‬ ‫َي َو ُر‬ ‫َج َح َو‬ ‫َي َو‬
‫ْغ ِس ُل ِر ْج َلْي ِه آِخ َذ ِلَك ‪َ ،‬يْج َذ ِلَك ِفيِه ا ِلَتماِم ُغ ِلِه ِلَتماِم ُض وِئِه ِإن َك اَن َأَّخ َغ َل ا‪َ ،‬يْح َذ َأْن َّس َذ َك ُه ِفي َتَد ُّلِكِه‬
‫َر‬ ‫َيَم‬ ‫َر ْس ُهَم َو ُر‬ ‫ُو‬ ‫ْس َو‬ ‫َم‬ ‫َم ُع‬ ‫َر‬ ‫َو َي‬
‫ِم‬ ‫ِض‬ ‫ِلِه‬ ‫ِء‬ ‫ِت‬ ‫ِف‬ ‫ِل‬ ‫ِه‬ ‫ِط‬
‫ِببا ِن َك ِّف ‪َ ،‬فِإ ن َفَع َل َذ َك ‪َ ،‬و َقْد َأْو َعَب ُطْه َر ُه‪َ ،‬أَع اَد اْلُو ُض وَء‪َ ،‬و ِإْن َم َّس ُه ي اْب َد ا ُغ ْس ‪َ ،‬و َبْع َد َأْن َغ َس َل َمَو ا َع اْلُو ُض وِء ْن ه‪،‬‬
‫‪َ.‬فْل َّر َد َذ ِلَك ِبَيَدْي ِه َلى اِض ِع اْل ُض وِء ِباْل اِء ‪َ ،‬لى ا ْن ِغ ي ِم ْن َذ ِلَك ْن ِو يِه‬
‫َو َي‬ ‫َم َع َم َي َب‬ ‫ُو‬ ‫َع َمَو‬ ‫َيُم َبْع‬
‫الفهم‬

‫الشرح‬

‫اْلَح َش َفِة ‪ :‬رأس الذكر‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫َتْض َغُث ‪ :‬بفتح التاء والغين وسكون الضاد تجمع وتضم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ِع َقاِص َه ا ‪ :‬جمع عقيصة وهي الخصلة من الشعر تضفرها المرأة ثم ترسلها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ُيِفيُض ‪ُ :‬يسيل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫َج َناَح ْي ِه ‪ِ :‬إبَطْي ه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫َو ُر ْفَغْي ِه ‪ :‬تثنية رفغ بفتح الراء وضمها‪ ،‬باطن الفخذ من جهة البطن‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب الغسل وأحكامه‬

‫‪.‬الغسل‪ :‬تعميم ظاهر الجسد بالماء مع الدلك‬

‫‪:‬وله أسباب وفرائض وسنن وفضائل ومكروهات‪ .‬وتفصيل ذلك في اآلتي‬

‫‪:‬أسباب الغسل هي ‪1.‬‬

‫‪:‬الجنابة وتنشأ عن أمرين وهما‬

‫بالنسبة للرجل‪ ،‬اإلنزال‪ ،‬وهو خروج المني بلذة معتادة‪ .‬ومغيب الحشفة من بالغ في قبل أو دبر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وبالنسبة للمرأة‪ :‬انقطاع دم الحيض بإحدى العالمتين‪ :‬القصة أو الجفوف‪ .‬وانقطاع دم النفاس ولو عند الوالدة‪ .‬وفي ذلك‬ ‫‪‬‬
‫قول المصنف‪« :‬أما الطهر فهو من الجنابة ومن الحيضة والنفاس سواء»‪.‬‬
‫فرائض الغسل وهي خمس ‪2 .‬‬

‫النية‪ .‬وهي قصد المغتسل رفع الجنابة بغسله‬ ‫‪‬‬


‫تعميم الجسد كله بالماء‬ ‫‪‬‬
‫المواالة‪ .‬وهي‪ :‬فعل الغسل دون تفريق زمني بين أفعاله‬ ‫‪‬‬
‫الدلك مع صب الماء أو بعده‬ ‫‪‬‬
‫تخليل الشعر‪ ،‬ولو كان كثيفا‬ ‫‪‬‬
‫‪:‬سنن الغسل خمس وهي ‪3.‬‬

‫غسل اليدين للكوعين‬ ‫‪‬‬


‫المضمضة‬ ‫‪‬‬
‫االستنشاق‬ ‫‪‬‬
‫االستنثار‬ ‫‪‬‬
‫مسح الصماخين (ثقب األذنين)‬ ‫‪‬‬
‫‪:‬فضائل الغسل سبع وهي‪4.‬‬

‫التسمية في بداية الغسل‬ ‫‪‬‬


‫البدء بإزالة األذى (النجاسة)‬ ‫‪‬‬
‫تقديم أعضاء الوضوء في الغسل‬ ‫‪‬‬
‫البدء بغسل أعالي الجسد قبل أسافله‬ ‫‪‬‬
‫البدء بغسل ميامن الجسد قبل مياسره‬ ‫‪‬‬
‫تثليث غسل الرأس‬ ‫‪‬‬
‫قلة الماء مع إتقان الغسل‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا‪ :‬صفة الغسل‬

‫‪ .1‬يبدأ المغتسل بإزالة األذى عن مخرجيه بنية إزالة الجنابة‬

‫‪ .2‬يتوضأ وضوء الصالة‪ ،‬ويؤخر غسل رجليه إلى آخر غسله‪ ،‬أو يغسلهما مع وضوئه‬

‫‪ .3‬يبلل يديه بالماء فيخلل أصول شعره‪ ،‬ويغرف الماء على رأسه ثالث غرفات مع التخليل ليدخل الماء جميع شعره‬
‫وتفعل المرأة مثل الرجل‪ ،‬وتجمع شعر رأسها ليدخله الماء‪ ،‬وال يجب عليها حل ضفائرها إال أن تربطها بخيوط كثيرة‬

‫‪ . 4‬يفيض الماء على شقه األيمن ثم على شقه األيسر بادئا باألعلى في كليهما‪ .‬وفي الحديث عن مسروق عن عائشة قالت‪:‬‬
‫«َك اَن الَّنِبُّي صلى اهلل عليه وسلم ُيْع ِج ُبُه الَّتَيُّم ُن ِفي َتَنُّع ِلِه َو َتَر ُّج ِلِه َو ُطُهوِر ِه َو ِفي َش ْأِنِه ُك ِّلِه »‪( .‬البخاري‪ ،‬باب التيمن في الوضوء‬
‫والغسل)‪ .‬ويتدلك المغتسل وجوبا مع صب الماء أو بعده حتى يتحقق تعميم جسده‪ .‬ويوكل غيره عند العجز‪ .‬وفي ذلك قول‬
‫المصنف‪« :‬وأفضل له أن يتوضأ بعد أن يبدأ إلى قوله‪ :‬ويتدلك بيديه بإثر صب الماء حتى يعم جسده»‪.‬‬

‫وبما أن بعض مواضع الجسد قد ال يصلها الماء‪ ،‬فإنه يجب على المغتسل أن يعاودها بالماء حتى يتحقق وصول الماء إليها مثل‬
‫باطن السرة‪ ،‬وتحت الحلق‪ ،‬وتحت اللحية‪ ،‬وتحت اإلبطين‪ ،‬وبين األليتين‪ ،‬وباطن الفخذين‪ ،‬وتحت الركبتين‪ ،‬وأسافل الرجلين‪،‬‬
‫وكل ما شك المصلي في وصول الماء إليه‪ .‬وفي ذلك قال المصنف رحمه اهلل‪« :‬وما شك أن يكون الماء أخذه من جسده عاوده‬
‫‪».‬بالماء ودلكه بيده إلى قوله‪ :‬وتحت ركبتيه وأسافل رجليه‪ ،‬ويخلل أصابع يديه‬

‫‪.5‬يغسل رجليه لغسله ووضوئه إن لم يكن غسلهما في وضوئه‪ ،‬ويتحفظ أثناء غسله من مس ذكره بباطن أصابعه أو جنبها‪،‬‬
‫فإن مس ذكره أعاد الوضوء‪ .‬وفي ذلك قال المصنف رحمه اهلل‪« :‬ويحذر أن يمس ذكره في تدلكه بباطن كفه‪ ،‬فإن فعل ذلك وقد‬
‫أوعب طهره أعاد الوضوء»‪.‬‬

‫ومن فوائد هذا الدرس حث المسلم على العناية بجمال مظهره‪ ،‬وطهارة بدنه تقربا إلى اهلل تعالى‪ ،‬وقياما بحق جسمه و بدنه‬
‫‪.‬عليه في ذلك‬

You might also like