You are on page 1of 16

‫‪ 1‬من ‪16‬‬

‫التناقض فى تشريع الطلق بين القرآن والفقه السني‬


‫بقلم‪ :‬احمد صبحي منصور‬

‫تاريخ النشر‪06 -08 -2006 :‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫‪ -1‬هناك لغة مشتركة بين تشريع الطلق فى الفقه السنى وتشريعه فى العصر الجاهلى تتمثل فى أن الرجل يملك أن يطلق‬
‫زوجته أو زوجاته بمجرد كلمة ‪ ،‬وفى أدبيات العصر الجاهلى أن أشهر طبيب عربى وهو الحارث بن كلدة حين استقذر إمرأته‬
‫فقال لها (كنتى فبنتى) أى كنتى زوجة فاصبحتى بائنا أى مطلقة بينونة قاطعة ؛ فخرجت من بيته وانتهت علقتها به ‪.‬‬
‫وهذا التشريع الجاهلى ألغاه القرآن الكريم فى تشريعاته التفصيلية فى الطلق ‪ ،‬ولكن مالبث الفقه السنى أن تجاهل تشريع‬
‫القرآن الكريم وأرجع التشريع الجاهلى الذى يؤكد على حق الرجل فى التطليق بكلمة دون شهود ‪ ،‬وتحت هذا الطار اختلفوا فى‬
‫فروع كثيرة ‪.‬‬
‫ومع السف الشديد فان الطلق على الطريقة السنية هو أهم ما تم تطبيقه من التشريعات فى مجتمعات المسلمين ‪ ،‬ول يزال‬
‫تطبيقه مستمرا ‪ .‬والنتيجة المحققة هى خراب البيوت وظلم المرأة قديما وحديثا ‪ ،‬وقيام تلك الفجوة الهائلة بين تشريع الطلق‬
‫فى القرآن وتشريعه لدى الفقهاء ‪.‬‬

‫‪ -2‬أساس التناقض بين تشريع الطلق السلمى فى القرآن وتشريعه فى الفقه السنى يكمن فى تناقض المقصد التشريعى‬
‫بينهما‪ .‬ان تشريع الطلق فى القرآن له هدف أو مقصد أساسى هو الحرص على رعاية السرة ومن خلل هذا الهدف صيغت‬
‫تشريعات الزواج والطلق وفى عقوبة الزنا والقذف والزى والستئذان ‪..‬الخ ‪ .‬بل أن الدارس لتشريعات القرآن يلحظ قلة‬
‫التشريعات القرآنية والتزامها فى الغلب الى وضع القواعد الكلية دون الدخول فى التفصيلت الدقيقة ال فى موضوعات الطلق‬
‫والحوال الشخصية ‪ ،‬تجد فيها التفصيلت التشريعية مع ذكر القواعد والحتكام للعرف أى المتعارف على أنه عدل وحق وانه‬
‫مناسب للحال ‪،‬هذا مع التأكيد المستمر فى كل آيةعلى مراعاة التقوى والخوف من ال تعالى حتى يلتزم المسلمون بهذه‬
‫التشريعات وتطبيقها أفضل تطبيق ابتغاء مرضاة ال تعالى عز وجل‪ .‬كل ذلك حتى ل يحدث ظلم للمرأة ـ وهى الطرف الضعيف ـ‬
‫الذى ظلمه العصر الجاهلى ونزل القرآن الكريم لرفع الظلم عن جميع المظلومين ومنهم المرأة ‪.‬‬
‫تناسى الفقه السنى كل هذه التفصيلت وكل الوصايا والتحذيرات لن تشريعات فقهائنا السنيين فى العصور الوسطى غلب عليها‬
‫هدف أساسى هو التشريع الذكورى الذى يراعى متطلبات الرجل ول يرى فى المرآة إل مخلوقا من الدرجة الثانية ناقصا العقل‬
‫والدين حسبما قال البخارى فى أحاديثه المفتراة ‪.‬‬

‫الطلق فى تشريع الفقهاء‬


‫‪ -1‬يقول سيد سابق شيخ الخوان المسلمين فى كتابه المشهور{فقه السنة }الذى أوجز معالم الفقه السنى ‪ ،‬انه قد اجمع الفقهاء‬
‫من الخلف الى السلف على أن الطلق يقع بدون إشهاد ‪ ،‬لن الطلق من حقوق الرجل ‪ ،‬والرجل ل يحتاج إلى بينة كى يباشر‬
‫حقه ‪،‬وقال انه لم يرد عن النبى (ص) ول عن الصحابة ما يدل على مشروعية الشهاد فى الطلق ‪ (.‬فقه السنة ‪. )220 / 2‬‬
‫ومعناه أن الرجل يطلق المرأة بمجرد كلمة دون شهود ‪ ،‬ويطرد زوجته من بيته بمجرد كلمة قد يقولها غاضبا أو مازحا أو‬
‫ناسيا‪ .‬وهذا ما يحدث حتى الن‪ .‬والساس فيه حق الرجل ـ فى الفقه السنى ‪ -‬فى أن يطلق زوجته بدون شهود‪ ،‬كما كان يحدث‬
‫فى العصر الجاهلى‪.‬‬
‫ال أن الشيخ سيد سايق يتناقض سريعا مع نفسه فى نفس الصفحة فيذكر أن هناك من الصحابة من اشترط الشهاد فى الطلق ؛‬
‫ومنهم المام على بن ابى طالب ؛ وعمران بن الحصين ؛ ومن التابعين المام محمد الباقر وجعفر الصادق وبنوهما أئمة آل‬
‫البيت وعطاء وابن جريح وابن سيرين‪ ،‬كما روى احاديث منسوبة للنبى تفيد إشتراط الشهاد فى الطلق (فقه السنة‬
‫‪. )2/220:221‬الواضح هنا انه يتكلم على الفقه الشيعى الذى يشترط الشهاد فى الطلق‪ .‬وعموما فالفقه الشيعى أكثر انصافا‬
‫للمرأة ‪ ،‬نظرا لمكانة السيدة فاطمة الزهراء رضى ال تعالى عنها ـ عندهم ‪.‬‬

‫‪ -2‬إل أن المهم أن السائد فى الفقه السنى هو أن الطلق من حق الرجل يمارسه كيف يشاء وبدون إشهاد إى شهود ؛ فإذا قال‬
‫لها أنتى طالق باللسان أو الشارة أو بالكتابة أو بالكناية أو بأى طريقة وبأى لفظ ينوى به الطلق أصبحت طالقا وتخرج من‬
‫بيته ومن حياته ‪ .‬ثم قاموا بالتفريع واختلفوا فى التفريعات ؛ مثل طلق المكره ـ بضم الميم وسكون الكاف ـ وطلق السكران‬
‫وطلق الهزل وطلق الغضبان وطلق الغافل والساهى والمدهوش والطلق المعلق على شرط ؛والطلق التنجيزى السريع ‪.‬‬
‫وفى أغلب الحوال فالطلق يقع لنه فى يد الزوج وبمشيئته‪.‬‬
‫ومن المحزن أن الفقهاء السنيين توسعوا فى اباحة الطلق بالشارة ؛ أى يشير لزوجته فتصبح طالقا دون أن يتكلم ‪ ،‬واختلفوا‬
‫فى مثل هذه التفريعات مع اتفاقهم على أن لفظ الطلق ومعانيه المختلفة يقع بها الطلق بمجرد النطق ؛ وبدون شهود‪ .‬بل أنه‬
‫إذا تلفظ بالطلق بالثلث أجاز بعضهم أن تقع الطلقات الثلث بمجرد النطق بحيث ل ترجع إليه إل بعد أن تتزوج غيره ‪ .‬وأحكام‬
‫الطلق فى هذه التفريعات ل حصر لها ؛ وهى فى صالح الرجل ؛ والضحية هى المرأة والولد والسرة ‪ .‬واذا انهارت السرة‬
‫من الداخل وتفكك البناء بالطلق السهل السريع الظالم انتشر العداء بين الخوة والقارب أصيب المجتمع بالوهن ‪ .‬وهو ما ينعم‬
‫‪ 2‬من ‪16‬‬

‫به المجتمع المسلم حتى الن‪ .‬والفضل للفقه السنى ‪.‬‬

‫تشريع الطلق فى القرآن ‪:‬‬


‫الطلق هو لمحاولة التوفيق بين الزوجين‬
‫عكس الفقه السنى فان رعاية السرة هى المقصد التشريعى الساسى لمعظم تشريعات القرآن الجتماعية عموما ‪ .‬وفى‬
‫تشريعات القرآن الكريم فى الطلق فان هناك حقيقة قرآنية أغفلها جهل أئمة الفقه السنى ‪ ،‬وهى أن الطلق ل يعنى نهاية‬
‫العلقة الزوجية ‪ ،‬بل هو مرحلة انتقالية لمحاولة اعادة الحياة الى مجاريها بين الزوجين المتنازعين‪ .‬الطلق فى التشريع‬
‫القرآنى ليس لقطع الزواج وانهائه بل هو مجرد مرحلة فى العلقات الزوجية تسبقه وتتلوه مراحل ‪ .‬الطلق فى تشريعات‬
‫القرآن ليس نهاية المطاف لنه مرحلة لمحاولة التوفيق بين الزوجين فإذا تعذر التوفيق أصبح الطلق إنفصال كامل أو مفارقة‬
‫أو سراحا أو تسريحا للمرأة أى إطلقا لسراحها ‪ .‬والطلق أيضا فى تشريعات القرآن مسبوق بعدة أحكام مماثلة تسهم كلها فى‬
‫إستقرار السرة وتدفع عنها عوامل النهيار ‪ .‬وتدعيم السرة هو المقصد ‪.‬‬
‫هذا يستلزم توضيحا مختصرا بقدر المكان ‪.‬‬
‫ما قبل الطلق‬
‫القواعد التشريعية الساسية فى التعامل بين الزوجين تتجلى فى آيتين فى سورة النساء(‪34‬؛‪ )19‬وهما باختصار شديد ‪:‬‬
‫‪ -1‬قوامة الرجل أى مسئوليته عن الزوجة ورعايته لها‪ ،‬وتتحقق هذه القوامة بقيامه بالنفاق عليها بعد ان دفع صداقها ‪(.‬‬
‫ت ِل ْلغَيْبِ ِبمَا حَفِظَ‬
‫ض وَبِمَا َأنْفَقُوا مِنْ أَ ْموَا ِل ِهمْ فَالصّالِحَاتُ قَا ِنتَاتٌ حَافِظَا ٌ‬ ‫علَى َبعْ ٍ‬ ‫ض ُهمْ َ‬‫ض َل الُّ َبعْ َ‬
‫علَى النّسَاءِ ِبمَا فَ ّ‬ ‫الرّجَالُ َقوّامُونَ َ‬
‫الُّ ) النساء ‪) 34‬‬
‫بدون النفاق ل تكون للرجل قوامة على الزوجة ال برضاها واختيارها‪ .‬كما أن للزوجة أن تشترط أن تكون العصمة بيدها ‪ ،‬أو‬
‫ان تكون لها القوامة على الرجل ‪ .‬ان عقد الزواج مجال للتفاوض بين الطرفين يضع فيه كل طرف ما يعبر مكانته ومقدرته‪ ،‬وما‬
‫يتم التفاق عليه فى العقد يصبح سارى المفعول طبقا لمر ال تعالى للمؤمنين فى أول سورة المائدة بالوفاء بالعقود‪..‬‬
‫شيْئًا‬
‫ن كَ ِرهْتُمُوهُنّ َفعَسَى أَنْ َتكْ َرهُوا َ‬ ‫‪ -2‬معاملةالزوج للزوجة بالمعروف حتى ولوكان كارها لها‪ ( .‬وَعَاشِرُوهُنّ بِالْ َمعْرُوفِ َفإِ ْ‬
‫خيْرًا ) النساء ‪) 19‬‬ ‫ج َع َل الُّ فِيهِ َ‬
‫وَيَ ْ‬
‫وفى إطار تلك القاعدتين التشريعتين نفهم تشريع القرآن فى إصلح الشقاق بين الزوجين‪ .‬فقد يكون السبب من الزوجة( نشوز‬
‫الزوجة ) أو من الزوج ( نشوز الزوج ) أو منهما معا ( الشقاق بين الزوجين )‪.‬‬
‫وفى كل حالة وضع القرآن الكريم علجا مناسبا غفل الفقه السنى عن تدبره والتعاظ به‪.‬‬
‫أول ‪:‬نشوز الزوجة هو تحويلها انسجام العلقة الزوجية الى نشازونكد ونغص ومغص ‪.‬وهذا يحدث اذا لم تكن الزوجة أمينة‬
‫على نفسها وبيتها وزوجها‪ ،‬هنا تبدأ المشاكل وتتكاثرلتحول البيت الهادىء الساكن الى اصوات نشاز‪ ،‬يقول تعالى فى وصف‬
‫لّ وَاللّتِي تَخَافُونَ‬ ‫ظا ُ‬ ‫ت ِل ْلغَيْبِ بِمَا حَفِ َ‬‫الزوجات الفاضلت والزوجات التواشزالمستحقات للتهذيب ( فَالصّالِحَاتُ قَا ِنتَاتٌ حَافِظَا ٌ‬
‫علِيّا كَبِيرًا ) النساء‬ ‫لّ كَانَ َ‬‫نا َ‬ ‫سبِيلً إِ ّ‬ ‫عَل ْيهِنّ َ‬
‫طعْ َن ُكمْ فَلَ َت ْبغُوا َ‬
‫ج ِع وَاضْرِبُوهُنّ َفإِنْ َأ َ‬‫ن وَاهْجُرُوهُنّ فِي الْمَضَا ِ‬ ‫نُشُو َزهُنّ َفعِظُوهُ ّ‬
‫‪) 34‬‬
‫فإذا خاف الزوج نشوز زوجته عليه فعليه ـ فى ضوء مسئوليته عنها ومعاملته لها بالمعروف وحرصه على دوام العلقة‬
‫الزوجية واستقرار البيت ـ بأن يعالج ذلك النشوز بالوعظ أول ‪ ،‬ثم ثانيا بالهجر فى المضاجع‪ ،‬وأخيرا بالضرب‪ .‬وهو هنا يتعامل‬
‫جعِ‬ ‫ن وَاهْجُرُوهُنّ فِي الْ َمضَا ِ‬ ‫أساسا بتقوى ال تعالى لنه إذا ظلمها كان ال تعالى خصما له (وَاللّتِي تَخَافُونَ نُشُو َزهُنّ َفعِظُوهُ ّ‬
‫علِيّا كَبِيرًا ) النساء ‪.)34‬‬ ‫لّ كَانَ َ‬‫نا َ‬ ‫سبِيلً إِ ّ‬
‫عَل ْيهِنّ َ‬
‫طعْ َن ُكمْ فَلَ َت ْبغُوا َ‬
‫وَاضْرِبُوهُنّ َفإِنْ َأ َ‬
‫بامكانها اذا كانت تكرهه وتريد أن تتركه أن تفتدى منه بأن ترد اليه المهر أو جزءا منه حسبما يقع عليه التفاق ‪ ،‬وهو ما‬
‫يعرف عند الفقهاء بالخلع‪ .‬فكما أن الطلق من حق الرجل فان الفتداء ( بالمصطلح القرآنى ) أو الخلع ( بالمفهوم الفقهى ) من‬
‫حق المرأة ‪.‬‬
‫لكننا هنا مع زوجة ينفق عليها زوجها ويرعاها ويتقى ال تعالى فى معاملتها وهى ل تريد النفصال عنه ‪ ،‬وبدل من ان ترد له‬
‫حسن المعاملة والرعاية بالمثل فانها تنشز عليه وتحيل حياته الى موسيقى نشازمن الشجاروالمشاكل‪ .‬فى هذه الحال عليه‬
‫اصلحها بالطرق الثلثة المشار اليها‪.‬‬
‫نؤكد ثانيا على أن هذا كله فى إطار الزوجة التى دفع زوجها صداقها وله عليها القوامة بإنفاقه عليها ‪ .‬وهناك حالة أخرى‬
‫للزوجة التى تشترط أن تكون العصمة بيدها أو تشترط أن تكون لها القوامة بأموالها وجاهها ‪ ،‬وتصيغ عقد الزوجية على هذا‬
‫الساس فيصبح لزما لن المؤمنين مطالبون بالوفاء بالعقود (المائدة‪ )1:‬كما ان هناك حالة اخرى للزوجة التى تنفر من زوجها‬
‫وتريد النفصال عنه وهذا ميسور لها إذا افتدت نفسها منه بأن تدفع له ما أخذته منه من مهر أو بما يتفقان عليه من فدية‬
‫تدفعها مقابل النفصال ( البقرة‪. )299:‬‬
‫ضرب الزوجة لمنعها من النشوز‪:‬‬

‫الفقه السنى ركز على موضوع الضرب وأفاض فيه ليحقق رغبته الذكورية فى امتهان المرأة ‪ ،‬متناسيا أن الضرب "أمر" جاء‬
‫فى سياق الصلح – وهو "أمر" استثنائى مرتبط بظروفه اذ يخضع لقاعدة تشريعية واجبة ومستمرة تؤكد على معاملة‬
‫الزوجة بالمعروف حتى لو كان الزوج كارها لها‪.‬‬
‫والكارهون للسلم ركزوا على الكلمة القرآنية الوحيدة(وَاضْرِبُوهُنّ ) وأقاموا عليها مناحة مستمرة‪ ،‬متجاهلين ما جاء فى‬
‫عشرات اليات الخرى من حفظ لحقوق المرأة ورعاية لها ‪ ،‬وأن هذا الحفظ والرعاية ل تعنىالحصانةالمطلقة للمرأة من‬
‫‪ 3‬من ‪16‬‬

‫التوجيه والتهذيب اذا كانت محتاجة لذلك ‪ ،‬ومتجاهلين أن الحقوق ل بد أن تقابلها واجبات ‪ ،‬فاذا تمتعت المرأة بحقوقها واكلت‬
‫حقوق الزوج وسممت حياته فل بد من علجها ‪ .‬الضرب هنا وسيلة للتأديب ونوع من الرعاية والهتمام وليس للكراهية أو‬
‫النتقام لن الحياة الزوجية ل مجال فيها للكراهية والنتقام ‪ ،‬ومتجاهلين ان الضرب هنا محاط بتشريعات قبله وبعده تجعله‬
‫استثناءا للضرورة لمن يستحق فى ظرف من الظروف وليس قاعدة مستمرة‪ ،‬ومتجاهلين أن أحدهم اذا رزق بزوجة من النوع‬
‫الناشز المستحق للضرب وفق تشريعات القرآن فانه لن يكتفى بضربها بل ربما يرتكب فى حقها جريمة ‪ .‬بل وتناسوا المكتوب‬
‫فى معاملة المرأة فى كتبهم من تحقير للمرأة واساءة لمعاملتها لمجرد كونها امرأة ‪ ،‬ول نريد الخوض فى المزيد مما يخرج عن‬
‫موضوعنا ‪ ،‬ومتناسين ما يحدث الن من انتهاك لحقوق المرأة وضرب لها فى أرقى المجتمعات سواء كانت زوجة شرعية أو‬
‫فى ظل معاشرة مستمرة بدون سقف الزواج الشرعى الذى يحمى المرأة ويصون كرامتها وآدميتها فى شبابها وشيخوختها‪،‬‬
‫ومتناسين أن هذه التشريعات القرآنية المتقدمة فى رعاية المرأة سبقت العصر الذى نزلت فيه ‪ ،‬وكانت ثورة تشريعية فى‬
‫المجتمع البدوى العربى الذى ل يرى فى المرأة ال مجرد متاع مملوك للرجل‪ ،‬والدليل ان الفقه السنى نفسه جاء متسقا مع ثقافة‬
‫العصور الوسطى فى ظلم المرأة وانتهاك حقوقها فاتيح له التطبيق بينما تجاهل معظم المسلمين تشريعات القرآن عن المرأة‬
‫لنها كانت تتناقض مع ثقافة العصور الوسطى السائدة ‪ ،‬وهم أيضا تجاهلوا أن الفقه السنى ذاته مع قسوته على المرأة فقد كان‬
‫أرحم بها من ثقافة الروربيين فى العصور الوسطى ‪ ،‬وأن المرأة الغربية حتى فى عصرنا ل تزال اقل حقوقا مما يتيحه لها‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نشوز الزوج ‪:‬بأن تشكو الزوجة من مجرد إعراضه عنها أو انشغاله عنها أو بالتعبير المصرى شديد الدللة ‪ ":‬مش‬
‫بيديها وشه " ‪ ،‬فعليها وعليه معا أن يعقدا بينهما صلحا يقوم على أساس التخلى عن النانية وشح النفس (وَإِنِ امْرََأةٌ خَافَتْ‬
‫ت الَْنْ ُفسُ الشّحّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَ َتتّقُوا‬
‫خيْ ٌر وَأُحْضِرَ ِ‬
‫صلْحُ َ‬
‫صلْحًا وَال ّ‬
‫صلِحَا َبيْ َنهُمَا ُ‬
‫علَ ْيهِمَا أَنْ يُ ْ‬
‫مِنْ َب ْع ِلهَا نُشُوزًا َأوْ إِعْرَاضًا فَلَ جُنَاحَ َ‬
‫لّ كَانَ بِمَا َتعْ َملُونَ خَبِيرًا ) النساء ‪.)128‬‬ ‫نا َ‬ ‫َفإِ ّ‬
‫الملحظ هنا أن اعراض الزوجة عن زوجها ل يعتبره القرآن الكريم نشوزا ‪ ،‬لن نشوز الزوجة هى أن تحيل حياته الى خلفات‬
‫مستمرة تستدعى ان يتدخل لصلحها بالطرق الثلثة السالفة – وهو الزوج الذى يتقى ال تعالى فى تعامله معها فل يظلمها ول‬
‫يقصر فى حقوقها‪ .‬نشوز الزوج هو مجرد اعراضه عن زوجته ‪ ،‬لن من حق الزوجة على زوجها ان يقبل عليها بوجهه‬
‫ويوليها اهتمامها‪ ،‬فاذا تجاهلها أو أهملها أو فقد اهتمامه بها كان ذلك نشوزا منه ل بد من علجه بجلسة مصارحة حميمة‬
‫يتعهد فيها الطرفان بالتخلى عن النانية أو بالتعبير القرآنى ( شح النفس )‪ ،‬وهما اذ يفعلن ذلك ل بد أن يتذكرا أن رب العزة‬
‫جل وعل شاهد عليهما باعتبارهما مسئولين أمامه على حفظ بيتهما ورعايته‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬وإذا تحول النشوز الى شقاق بينهما معا أصبح على المجتمع أن يتدخل فى صورة القضاء ؛ بإنتخاب ممثل عن الزوج‬
‫حكَمًا مِنْ‬
‫حكَمًا مِنْ َأ ْهلِ ِه وَ َ‬
‫وممثل عن الزوجة يريدان الصلح بين الزوجين والتوفيق بينهما (وَإِنْ خِفْ ُتمْ شِقَاقَ بَ ْي ِنهِمَا فَا ْبعَثُوا َ‬
‫علِيمًا خَبِيرًا) النساء ‪ . )35‬ال تعالى هنا وضع مسئولية الصلح على‬ ‫لّ كَانَ َ‬
‫نا َ‬
‫َأ ْه ِلهَا إِنْ ُيرِيدَا إِصْلَحًا ُيوَ ّفقِ الُّ َبيْ َنهُمَا إِ ّ‬
‫الحكمين‪ ،‬مؤكدا انهما معا اذا أرادا باخلص صلح الزوجين جاء توفيق ال تعالى مؤكدا على صدق نيتهما فى الصلح‪ .‬والمعنى‬
‫ان ارادتهما الصلح يتبعها توفيق ال فى عقد الصلح ‪ ،‬والمعنى أيضا أن الفشل هو مسئولية الحكمين‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬‬

‫قد يكره الرجل زوجته ول يتمثل وصية ال تعالى فيها فل يعاملها بالمعروف(النساء ‪ )19‬وقد يصل فى كراهيته له إلى درجة‬
‫علِيّا كَبِيرًا ) النساء ‪ )34‬وينسى تهديد‬ ‫لّ كَانَ َ‬
‫نا َ‬ ‫سبِيلً إِ ّ‬‫علَ ْيهِنّ َ‬ ‫ط ْع َن ُكمْ َفلَ تَ ْبغُوا َ‬
‫الظلم والضرب تعديا ناسيا قوله تعالى ( َفإِنْ أَ َ‬
‫ال تعالى له إن هو ظلمها ‪ .‬هو هنا مستحق لعقاب رب العزة فى الدنيا والخرة‪.‬‬
‫وقد يصل فى نسيانه لوامرربه وكراهيته لزوجته إلى اليلء ؛ وهو هجر الزوجة جنسيا وإهمالها كليا بحيث يكون الفراق‬
‫واقعيا فى إطار زواج شكلى ‪ .‬هنا يتدخل تشريع القرآن ليفرض على الزوج مهلة أربعة أشهر عليه أن يعود لزوجته ويعطيها‬
‫ن الَّ غَفُورٌ رَحِي ٌم ‪ ،‬وَإِنْ عَزَمُوا‬
‫شهُرٍ َفإِنْ فَاءُوا َفإِ ّ‬‫حقها فى الجنس؛ وإل فالطلق ( ِلّلذِينَ ُي ْؤلُونَ مِنْ نِسَا ِئ ِهمْ تَ َربّصُ أَ ْر َبعَةِ أَ ْ‬
‫علِيمٌ ) البقرة ‪226‬؛‪ )227‬طبعا تطبيق هذا التشريع يعنى لجوء الزوجة للقاضى ‪ ،‬فى دولة تطبق شرع‬ ‫ن الَّ سَمِيعٌ َ‬
‫لقَ َفإِ ّ‬
‫الطّ َ‬
‫ال تعالى الحقيقى فى القرآن وليس تشريع فقهاء التخلف والظلم‪ .‬وعلى القاضى أن يحكم عليه اما أن يستأنف علقته الجنسية‬
‫بها أو يطلقها‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن هذا الطلق ليس نهاية المطاف ‪..‬‬
‫أنه هدنة لستئناف الحياة الزوجية واصلحها ‪ ،‬أو مقدمة لنهائها‪..‬‬

‫مراحل الطلق فى التشريع القرآنى‬


‫كما أن للمجتمع دورا فى الصلح بين الزوجين إذا حدث بينهما شقاق ( النساء ‪ ) 35‬أو إذا هجر الزوج زوجته لدرجة اليلء (‬
‫البقرة ‪ )227 -226‬فإن للمجتمع دورا فى الطلق بحيث يكون على الطلق إشهاد من المجتمع يتمثل فى وجود شاهدى عدل‪،‬‬
‫أى إثنين من الشهود يمثلن المجتمع ‪ ،‬أى يقوم المجتمع بمنحهما مصداقية رسمية ليكونا شهودا رسميين يمكن استدعاؤهما‬
‫ش ِهدُوا‬
‫بواسطة الزوجين أو أحدهما لضبط موضوع الطلق وما قد يترتب عليه‪ ،‬وذلك معنى قوله تعالى فى سورة الطلق (وَأَ ْ‬
‫ج َع ْل لَهُ مَخْ َرجًا ) الطلق ‪.) 2‬‬
‫لّ وَالْ َي ْومِ الْخِ ِر وَمَنْ َي ّتقِ الَّ يَ ْ‬
‫ن كَانَ ُيؤْمِنُ بِا ِ‬
‫شهَا َد َة لِّ َذ ِل ُكمْ يُوعَظُ ِبهِ مَ ْ‬
‫ع ْدلٍ مِ ْن ُك ْم وَأَقِيمُوا ال ّ‬
‫َذ َويْ َ‬
‫وإجراءات الطلق كالتى‪:‬‬
‫‪ 4‬من ‪16‬‬

‫الطلق الول‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا أراد الزوج الطلق فعليه بالشهاد على الطلق فكما تزوج بشاهدى عدل فعليه أن يتزوج بشاهدى عدل ‪ ،‬فيستحضر‬
‫الشاهدين ويعلن أمامهما أن زوجته طالق‪.‬‬
‫‪ -2‬وهنا يوجب القرآن ان تظل الزوجة فى بيتها وهو بيت الزوجية طيلة مدة العدة‪ .‬ويحرص القرآن الكريم على التأكيد على ان‬
‫تلك الزوجة المطلقة ل تزال فى بيتها ‪ ،‬وينسب ملكية البيت لها حتى مع وقوع الطلق‪ ،‬ويحرم أن يطردها زوجها من بيتها‬
‫مطلقا إل فى حالة واحدة وهى ضبطها متلبسة فى واقعة زنا مثبتة ‪ ،‬وتلك حدود ال التى نص عليها القرآن الكريم‪( :‬يَا َأ ّيهَا‬
‫ن َولَ يَخْرُجْنَ ِإلّ أَنْ َيأْتِينَ‬
‫خرِجُوهُنّ مِنْ بُيُو ِتهِ ّ‬ ‫ن وَأَحْصُوا ا ْل ِع ّدةَ وَاتّقُوا الَّ َر ّب ُكمْ لَ تُ ْ‬
‫طلّقُوهُنّ ِل ِعدّ ِتهِ ّ‬
‫طلّقْ ُتمُ النّسَاءَ َف َ‬‫النّ ِبيّ ِإذَا َ‬
‫حدِثُ َب ْع َد َذلِكَ أمرا ) الطلق ‪.) 1‬‬ ‫ظ َلمَ نَفْسَ ُه لَ َتدْرِي َلعَ ّل الَّ يُ ْ‬
‫حدُو َد الِّ فَ َقدْ َ‬‫حدُو ُد الِّ وَمَنْ يَ َت َعدّ ُ‬‫بِفَاحِشَةٍ مُبَيّنَ ٍة وَ ِتلْكَ ُ‬
‫طلّقُوهُنّ ِل ِعدّ ِتهِنّ) يعنى ان مدة أو فترة الطلق هى مدة أو فترة العدة التالية لوقوع الطلق أمام الشاهدين‪ .‬وفى‬ ‫وقوله تعالى (فَ َ‬
‫فترة الطلق‪/‬العدة ل يجوز على الطلق طرد المرأة من بيتها ال فى حالة اثبات الزنا عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬وهى فى فترة العدة تعتبر زوجته يجوز له ان يعاشرها جنسيا ‪ ،‬واذا عاشرها جنسيا فقد زال موضوع الطلق وأصبح كأن لم‬
‫يكن ‪ ،‬وعادت بينهما الحياة الى مجاريها بدون أية آثار جانبية‪ ،‬عليهما فقط اشعار الشاهدين بأن الموضوع زال وانتهى‪.‬‬

‫‪- 4‬ومدة العدة التى تظل يها المطلقة فى بيت زوجها هى للمرأة العادية ثلث حيضات تطهر منهن كى تتأكدإن كانت حامل منه أم‬
‫ل ‪ ،‬ويحرم القرآن عليها أن تكتم حملها أو تخفيه ( البقرة ‪ ) 228‬فإن لم تكن تحيض أصل أو بلغت سن الياس فمدة عدتها ثلث‬
‫أشهر‪ .‬فإذا ظهرت براءة الرحم من الحمل إنتهت عدتها بمرور ثلث حيضات أو ثلثة أشهر‪ ،‬أما إذا ظهر أنها حامل فإن عدتها‬
‫تستمر إلى أن تضع حملها وبعده تنتهى عدتها بخلو رحمها ( البقرة ‪ ، 228‬الطلق ‪) 4‬‬
‫‪ -5‬وبإنتهاء عدة المطلقة وهى فى بيتها مع زوجها – وبدون أن يعاشرها جنسيا ويتصالحا ‪ -‬تنتهى مرحلة الطلق أو تصل مدة‬
‫الطلق الى نهايتها ‪،‬وتدخل الزوجة والزوج فى وضع جديد أمام الشاهدين ‪.‬‬
‫‪ -6‬يأتى الشاهدان فى نهاية فترة الطلق ( العدة) ويقومان بتخيير الزوج بين شيئين ‪:‬‬
‫(ا) إما أن يتمسك بالزواج ويحتفظ بالزوجة ويتعهد أمام الشاهدين بمعاملتها بالمعروف وأل يكون دافعه للتمسك بها هو‬
‫للضرار بها ‪ ،‬فان فعل رجعت الحياة الزوجية بينهما الى مجاريها ولكن تحسب عليه أمام الشاهدين أنه قام بتطليق زوجته‬
‫طلقة ‪ ،‬وتظل تلك الطلقة ترفرف فوق رءوسهما‪.‬‬
‫(ب) واما أن يتمسك بالنفصال التام عنها ‪ ،‬وحينئذ يتحول الطلق إلى فراق نهائى أو سراح ‪ ،‬وحينئذ تخرج من بيته الذى لم‬
‫يعد بيتها ‪ ،‬وتصبح حرة يمكن أن تتزوج بمجرد خروجها من ذلك البيت‪ ،‬فقد انتهت عدتها وانتهت مرحلة طلقها بانتهاء العدة‬
‫داخل بيتها دون أن يلمسها ودون أى محاولة للتفاق والصلح‪ .‬بخروجها تبدأ مرحلة جديدة تتزوج من تشاء بعقد جديد ومهر‬
‫جديد حتى لو كان زوجها السابق‪.‬‬
‫طلّ ْق ُتمُ النّسَاءَ فَ َب َلغْنَ‬
‫‪ -7‬ويحرم القرآن أن يتمسك الزوج بزوجته ليوقع بها الضرر‪ ،‬ويحذر ال تعالى من ذلك أشد التحذير (وَِإذَا َ‬
‫خذُوا آيَاتِ‬ ‫ظ َلمَ َنفْسَ ُه َولَ تَتّ ِ‬ ‫سكُوهُنّ ضِرَارًا لِ َتعْ َتدُوا وَمَنْ يَ ْف َعلْ َذلِكَ فَ َقدْ َ‬ ‫ف َولَ تُمْ ِ‬ ‫سكُوهُنّ بِ َمعْرُوفٍ َأوْ سَرّحُوهُنّ بِ َمعْرُو ٍ‬ ‫ج َلهُنّ َفأَمْ ِ‬‫أَ َ‬
‫علِيمٌ )‬ ‫يءٍ َ‬ ‫ش ْ‬‫ن الَّ ِب ُكلّ َ‬ ‫علَمُوا أَ ّ‬‫ظ ُكمْ بِ ِه وَاتّقُوا الَّ وَا ْ‬ ‫حكْمَةِ َيعِ ُ‬
‫ب وَالْ ِ‬
‫عَل ْي ُكمْ مِنَ ا ْلكِتَا ِ‬
‫عَل ْي ُكمْ وَمَا أَ ْن َزلَ َ‬
‫الِّ هُ ُزوًا وَا ْذكُرُوا ِنعْمَ َة الِّ َ‬
‫البقرة ‪ ) 231‬الواضح هنا أن ثلث الية فقط جاء فى التشريع ‪ ،‬وهو انه اذا بلغت فترة الطلق نهايتها فعلى الزوج ان يختار بين‬
‫الحتفاظ بها بالمعروف –أى بالعدل والنصاف والحسان – أو يفارقها أى ينفصل عنها بالمعروف‪ ،‬مع التحذيرمن ال تعالى من‬
‫أن يحاول الزوج الحتفاظ بها للضرار بها‪ .‬بعد هذا التشريع تتالت عبارات التحذير والوعظ والتنبيه على التقوى والخوف من‬
‫ال تعالى‪ .‬كل ذلك لرعاية حقوق المرأة‪.‬‬
‫ج َلهُنّ‬
‫طلّقْ ُتمُ النّسَاءَ فَ َب َلغْنَ أَ َ‬
‫‪ -7‬كما يحذر ال تعالى من عضل الزوجة بعد إنتهاء العلقة الزوجية بأن يمنعوها عن الزواج (وَِإذَا َ‬
‫لّ وَالْ َي ْومِ الْخِ ِر َذ ِلكُمْ أَ ْزكَى‬
‫ن كَانَ مِ ْن ُكمْ ُيؤْمِنُ بِا ِ‬ ‫ف َذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَ ْ‬ ‫ضوْا َبيْ َن ُهمْ بِالْ َمعْرُو ِ‬
‫جهُنّ ِإذَا َترَا َ‬ ‫ضلُوهُنّ أَنْ يَ ْنكِحْنَ أَ ْزوَا َ‬ ‫فَلَ َتعْ ُ‬
‫طهَ ُر وَالُّ َي ْع َلمُ وَأَ ْن ُت ْم لَ َت ْعلَمُونَ )البقرة ‪) 232‬‬ ‫َل ُكمْ وَأَ ْ‬
‫أى انه بمجرد خروجها يكون من حقها الزواج ممن يعرض الزواج عليها حتى لو كان زوجها السابق‪ .‬ويحرم ال تعالى على‬
‫ولى أمرها أو أى شخص آخر ان يمنعها من حقها فى الزواج طالما تراضيا بالمعروف – أى المتعارف على أنه خير وعدل‬
‫واحسان ومناسب للطرفين‪ .‬وكالعادةيأتى معظم الية فى التحذير والوعظ حتى يلتزم المسلمون بتنفيذ هذا التشريع وحفظ حق‬
‫هذه المرأة وأل يعضلها احد ‪ ،‬أى يمنعها من الزواج‪.‬‬
‫الخلصة‪:‬‬
‫أنه بمجرد أن يختار الزوج الفراق وإطلق سراح الزوجة بعد إتمام عدتها فى بيته فإن الزوجة تخرج من بيتها وهى بريئة‬
‫الرحم من أى شبهة حمل ‪ ،‬وتستطيع الزواج بعدها مباشرة بمن تشاء‪ .‬وحتى لو أراد الزوج السابق أن يرجع اليها فلن يتمكن‬
‫إل بعقد جديد وصداق جديد ‪.‬‬
‫وهنا يكون الطلق مجردمرحلة – هى مرحلة العدة – يأتى بعدها النفصال التام وهو الفراق أو السراح‪.‬‬
‫ويكون الطلق أيضا مجرد مرحلة لعادة الوئام فى حالتين إذا حدث صلح او مجرد لقاء جنسى بين الزوجين أثناء العدة ‪ ،‬وهنا‬
‫تكمن الحكمة فى وجوب أن تظل الزوجة فى كنف زوجها وفى بيتها أى بيته ‪ ،‬ينفق عليها ويرعاها فإذا حدث الصلح إنهار‬
‫موضوع الطلق من أساسه كأنه لم يكن ‪ ،‬اما اذا استمرت القطيعة بينهما الى انتهاء العدة وجاء الشاهدان وتم تخيير الزوج‬
‫فأختار امساك الزوجة حينئذ يكون الطلق ايضا طريقا لستبقاء الحياة الزوجية ؛ ولكن تحلق فوق رأسيهما تلك الطلقة السابقة‬
‫التى يعرفها الشاهدان والمجتمع والناس‪.‬‬
‫‪ 5‬من ‪16‬‬

‫الطلق الثانى‬
‫فاذا عادا الى النزاع والشقاق وعزم على تطليقها للمرة الثانية ؛ فعلية ان يسير فى نفس الجراءات ؛ استحضار الشاهدين‬
‫واعلن الطلق امامهما ؛ وتظل فى بيته فترة العدة ؛ فاذا تصالحا قبل انتهاء العدة ‪ -‬أى مدة الطلق ‪-‬اصبح الطلق الثانى لغيا‬
‫ويبلغا الشاهدين بانتهاء الطلق والغائه قبل تمام العدة وقبل احتساب طلقة عليهما ‪ .‬أما اذا استمرا بدون صلح وبدون مراجعة‬
‫الى ان تنتهى عدة الطلق أو أجل الطلق وحضر الشاهدان يتم تخييرالزوج بين امساكها بالمعروف او فراقها بالمعروف؛ فاذا‬
‫اختار امساكها كانت عليه طلقة ثانيا وأستأنفا حياتهما الزوجية ‪ .‬اما اذا اختار فراقها خرجت من بيتها واصبح من حقها الزواج‬
‫لقُ َمرّتَانِ َفإِمْسَاكٌ بِ َمعْرُوفٍ َأوْ تَسْرِيحٌ ِبإِحْسَانٍ ) البقرة ‪ ) 229‬أى فى كل‬ ‫‪ .‬يقول تعالى عن الطلق الول والطلق الثانى (الطّ َ‬
‫مرة من المرتين يتم تخيير الزوج بين أن يمسكها بالمعروف أو ان يفارقها بالحسان ‪ .‬ويختلف المر فى الطلق الثالث حيث ل‬
‫يستطيع الحتفاظ بها وارجاعها لعصمته ال بعد أن تتزوج شخصا آخر ثم تطلق من ذلك الشخص الخر‪.‬‬
‫الطلق الثالث‬
‫ونفترض انه امسكها بعد الطلقة الثانية وأستأنفا حياتهما الزوجية للمرة الثالثة ؛ ولكن احتدم الشقاق بينهما كالعادة وأراد أن‬
‫يطلقها للمرة الثالثة ‪،‬فان الجراءت تتم كالسابق من حضور الشاهدين ليسمعا اعلن الطلق ؛ وبقاء الزوجة فى بيت الزوجية‬
‫الى ان تتم عدتها ‪ .‬ولكن بعد ان تتم العدة ل يكون له حق الخيار؛ اذ تخرج من بيته‪ ،‬وتتزوج من تشاء ال هو‪ ،‬اذ ل يستطيع ان‬
‫يتزوجها ال بعد ان تتزوج شخصا اخر ؛ ثم يطلقها ذلك الشخص الخرويتم النفصال النهائى بينهما بالفراق أو السراح بانتهاء‬
‫حتّى َت ْنكِحَ َزوْجًا‬
‫ح ّل لَهُ مِنْ َب ْعدُ َ‬
‫طلّ َقهَا فَلَ تَ ِ‬
‫فترة الطلق أو العدة ‪ .‬بعدها يمكن للشخص الول ان يسترجعها بعقد جديد ( َفإِنْ َ‬
‫حدُودُ الِّ ُيبَيّ ُنهَا لِ َق ْومٍ َي ْعلَمُونَ البقرة ‪) .230‬‬ ‫لّ وَ ِتلْكَ ُ‬
‫حدُو َد ا ِ‬
‫جعَا إِنْ ظَنّا أَنْ يُقِيمَا ُ‬
‫علَ ْيهِمَا أَنْ يَتَرَا َ‬
‫طلّ َقهَا فَلَ جُنَاحَ َ‬
‫غَيْ َرهُ َفإِنْ َ‬

‫الخلصة‪:‬‬
‫ومن هنا يتضح أن إجراءات الطلق يمكن أن تؤدى إلى إعادة الحياة الزوجية إلى مجاريها كما يمكن أن تؤدى إلى الفراق‬
‫ن وَأَحْصُوا ا ْل ِع ّدةَ وَاتّقُوا الَّ َر ّب ُكمْ لَ تُخْ ِرجُوهُنّ‬ ‫طلّقُوهُنّ ِل ِعدّ ِتهِ ّ‬
‫طلّقْ ُتمُ النّسَاءَ َف َ‬
‫النهائى ؛ وذلك معنى قوله تعالى (يَا أَ ّيهَا النّ ِبيّ ِإذَا َ‬
‫حدِثُ َب ْعدَ‬ ‫ظ َلمَ نَفْسَ ُه لَ َتدْرِي َل َع ّل الَّ يُ ْ‬
‫حدُودَ الِّ فَ َقدْ َ‬‫لّ وَمَنْ َي َت َعدّ ُ‬‫حدُودُ ا ِ‬ ‫ن َولَ يَخْرُجْنَ ِإلّ أَنْ َيأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ ُمبَيّ َن ٍة وَ ِتلْكَ ُ‬
‫مِنْ ُبيُو ِتهِ ّ‬
‫َذلِكَ أمرا ) الطلق ‪ )1:‬أى أن آلية الطلق تشمل إحصاء مدة العدة وهى تعيش فى كنف زوجها أو بتعبير القرآن فى (بيوتهن)‬
‫ع ْدلٍ‬
‫ش ِهدُوا َذ َويْ َ‬ ‫سكُوهُنّ بِ َمعْرُوفٍ َأوْ فَارِقُوهُنّ ِب َمعْرُوفٍ وَأَ ْ‬ ‫ج َلهُنّ َفأَمْ ِ‬
‫ثم إذا تمت العدة وبلغ الجل يكون التخيير ( َف ِإذَا َب َلغْنَ أَ َ‬
‫سكُوهُنّ بِ َمعْرُوفٍ َأوْ سَرّحُوهُنّ بمعروفٌ ‪ :‬البقرة ‪ )231‬ولعل ال تعالى‬ ‫ج َلهُنّ َفأَمْ ِ‬ ‫طلّقْ ُتمُ النّسَاءَ َف َب َلغْنَ َأ َ‬
‫مِ ْن ُكمْ ) ا لطلق ‪( )2‬وَِإذَا َ‬
‫يحدث أمرا فتعود الحياة لمجاريها‪ ،‬وإلخرجت بعد إنقضاء العدة إمرأة حرة صالحة للزواج بعدها بدقائق‪.‬‬

‫ما بعد الطلق‪.‬‬


‫وفى كل الحوال فالتشريع القرآنى يحرص على أن يكون إمساكها بمعروف وإطلق سراحها بمعروف كما كان يحرص على أن‬
‫تكون معاشرتها الزوجية بالمعروف ‪ .‬كما يحرص على سداد متعة طلقها أيضا بالمعروف ؛ وحقوق الرضاعة إذا كانت مرضعة‬
‫لطفلها يكون أيضا بالتراضى وبالمعروف ‪ ....‬وكلها حقوق للمرآة يؤكد عليها تشريع القرآن مثلما أكد من قبل على حقوقها فى‬
‫الصداق وفى المؤخر (البقرة ‪229‬؛‪231‬؛‪233‬؛‪236‬؛‪.241‬النساء ‪19‬؛الحزاب ‪49‬؛الطلق ‪.)2‬‬

‫متعة الطلق‬
‫اذا طلق زوجته قبل الدخول بها وبدون أن يكون لها شرط مفروض فى عقد الزواج – أى مؤخر صداق ‪ -‬فليس الزوج مطالبا‬
‫بالجراءات السابقة ول بالمؤخر ‪ .‬عليه فقط أن يدفع لها متعة ‪ -‬أى مبلغا من المال ‪ -‬تتمتع به مقابل طلقها وانفصالها عنه‪.‬‬
‫هذه المتعة المالية حق للمطلقة حتى لو لم يدخل بها الزوج ولم تكن قد فرضت لنفسها مؤخر صداق‪ .‬هذه المتعة يمكن تقديرها‬
‫سعِ َقدَ ُرهُ‬
‫علَى الْمُو ِ‬ ‫طلّقْ ُتمُ النّسَاءَ مَا َلمْ تَمَسّوهُنّ َأوْ تَفْ ِرضُوا َلهُنّ فَرِيضَ ًة وَمَ ّتعُوهُنّ َ‬ ‫علَ ْي ُكمْ إِنْ َ‬‫حسب حالة الرجل المالية‪ .‬لَ جُنَاحَ َ‬
‫علَى الْمُحْسِنِينَ ) البقرة ‪) 236‬‬ ‫علَى الْمُقْ ِترِ َقدَ ُرهُ مَتَاعًا بِالْ َمعْرُوفِ حَقّا َ‬ ‫وَ َ‬
‫واذا طلق زوجته قبل الدخول بها ولكن كان قد فرض لها مؤخر صداق فعليه أن يدفع نصف المؤخر المفروض عليه فى عقد‬
‫الزواج ‪ ،‬ال اذا تنازلت المرأة أو ولى أمرها عن حقها فى نصف المؤخر‪ .‬ويدعو رب العزة الى ايثار العفو والتسامح والفضل‬
‫ض ُتمْ َلهُنّ فَرِيضَةً َفنِصْفُ مَا َفرَضْ ُتمْ ِإلّ أَنْ َيعْفُونَ‬ ‫طلّقْتُمُوهُنّ مِنْ قَ ْبلِ أَنْ َتمَسّوهُنّ َو َقدْ فَرَ ْ‬ ‫فى هذه القضية لتصفو النفوس (وَإِنْ َ‬
‫ن الَّ بِمَا َتعْ َملُونَ بَصِيرٌ ) البقرة ‪) 237‬‬ ‫ضلَ بَ ْي َن ُكمْ إِ ّ‬
‫سوُا الْ َف ْ‬
‫ب لِلتّ ْقوَى َولَ تَنْ َ‬
‫ح وَأَنْ َتعْفُوا أَقْرَ ُ‬ ‫َأوْ َيعْ ُفوَ اّلذِي ِب َي ِدهِ عُ ْق َدةُ ال ّنكَا ِ‬
‫وفى كل الحوال فل بد للمطلقة من متعة طلق‪ ،‬سواء كان الطلق بدون عدة – اذا لم يدخل بها ‪ -‬أو كان الطلق بعد الدخول‬
‫علَى الْ ُمتّقِينَ)‬
‫طلّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْ َمعْرُوفِ حَقّا َ‬‫وانتهى الى فراق وانفصال ‪ .‬كل مطلقة انتهت علقتها بزوجها لها متعة طلق ( َو ِللْمُ َ‬
‫‪ ) 241‬يقول ال تعالى ‪ -‬بعد أن جاء بالتفصيلت الخاصة بالطلق وغيره ‪ -‬يخاطب المسلمين بأهمية هذا الشرح والبيان‬
‫لّ َل ُكمْ آيَاتِ ِه َل َعّل ُكمْ َتعْ ِقلُونَ ) البقرة ‪ ) 242‬لكن فقهاء السنة لم يعقلوا بيان ال‬ ‫نا ُ‬ ‫والتفصيل فى تشريع القرآن الكريم ( َك َذلِكَ ُيبَيّ ُ‬
‫تعالى فى القرآن الكريم‪!!.‬‬

‫نفقة المطلقة‬
‫نفقة المطلقة تعنى الطعام والملبس والسكن وسائر النفقة المعتادة لها باعتبارها زوجة لزوجها الذى ينفق عليها‪ .‬هذه النفقة‬
‫تجب للمطلقة اثناء اقامتها فى بيت الزوجية الذى هو بالتعبير القرآنى بيتها هى ‪ .‬وتستمر هذه القامة مدة العدة التى هى مدة‬
‫الطلق‪ ،‬فاذا كانت حامل استمرت عدتها ومدة الطلق الى أن تضع مولودها واستمرت النفقة طيلة هذه المدة‪ .‬فاذا وضعت طفل‬
‫‪ 6‬من ‪16‬‬

‫وانتهت عدتها بالوضع خرجت من بيته ولكن يكون على المولود له نفقة الرضاع والرضيع ونفقة المطلقة المسرحة المنفصلة‬
‫عن زوجها السابق طالما كانت ترضع الطفل‪ .‬وطالما ظل الطفل فى حضانتها فعليه نفقة الطفل مع انتهاء النفقة للم‪.‬‬
‫ن َوكِسْوَ ُتهُنّ‬
‫علَى الْ َم ْولُودِ لَهُ رِ ْز ُقهُ ّ‬ ‫ن لِمَنْ َأرَادَ أَنْ يُ ِتمّ الرّضَاعَ َة وَ َ‬ ‫ن كَا ِملَيْ ِ‬‫ح ْولَيْ ِ‬‫ضعْنَ َأ ْو َلدَهُنّ َ‬ ‫يقول ال تعالى ‪(:‬وَا ْلوَالِدَاتُ ُيرْ ِ‬
‫علَى ا ْلوَارِثِ ِم ْثلُ َذلِكَ َفإِنْ أَرَادَا فِصَالً عَنْ تَرَاضٍ‬ ‫س َعهَا لَ تُضَا ّر وَا ِل َدةٌ ِب َو َل ِدهَا َولَ َم ْولُودٌ لَهُ ِب َو َلدِ ِه وَ َ‬ ‫ف لَ ُت َكلّفُ نَفْسٌ ِإ ّل وُ ْ‬ ‫بِالْ َمعْرُو ِ‬
‫ف وَاتّقُوا الَّ‬ ‫سلّ ْم ُتمْ مَا آ َتيْ ُتمْ بِالْ َمعْرُو ِ‬
‫علَ ْي ُكمْ ِإذَا َ‬
‫جنَاحَ َ‬ ‫ضعُوا َأ ْو َل َدكُمْ فَلَ ُ‬ ‫ستَرْ ِ‬ ‫علَ ْيهِمَا وَإِنْ أَ َردْ ُتمْ أَنْ تَ ْ‬
‫مِ ْنهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَ جُنَاحَ َ‬
‫ن الَّ بِمَا َتعْ َملُونَ بَصِيرٌ) البقرة ‪) 233‬‬ ‫علَمُوا َأ ّ‬‫وَا ْ‬
‫مع أن سياق الحديث عن المطلقات ال ان التعبير القرآنى جاء بوصف (الوالدات ) ليجعل التشريع عاما للمطلقة والزوجة العادية‬
‫وليؤكد أن المطلقة اذا ولدت لزوجها فلها نفس حقوق الزوجة فى موضوع الرضاعة – بأن ترضعه سنتين كاملتين اذا ارادت ان‬
‫تعطيه حقه التام فى الرضاعة الطبيعية – وفى النفقة على الم والرضيع ‪ ،‬اذ تشمل النفقة سائر ما تحتاجه الوالدة ورضيعها مع‬
‫الكسوة طيلة العامين ‪ ،‬وأن يتم تقدير المتعة بالمتعارف على أنه عدل ومناسب لحال الرجل بحيث ل يحدث اضرار بالرجل الب‬
‫أو بالم الوالدة ‪ ،‬فاذا مات الوالدان أو أحدهما كان على الوارث القيام بالمسئولية نفسها‪ .‬واذا جاء وقت الفطام وانفصال الطفل‬
‫عن صدر أمه والكف عن الرضاع فان تحديد هذا الوقت يجب أن يكون بالتراضى والتشاور بين الب والم‪ .‬واذا أراد الب أن‬
‫يؤجر مرضعة للوليد فل بأس اذا كان ذلك بالمعروف‪ ،‬وفى كل الحوال فال تعالى يراقب الجميع وعليهم أن يتقوه ويخشوه ‪.‬‬
‫وفى تفصيلت أخرى يقول تعالى فى التأكيد على أن حقوق المطلقة فى النفقة تساوى حقوق الزوجة العادية ‪ ،‬وبنفس المستوى‬
‫الذى يعيش فيه زوجها ‪ ،‬ويحرم رب العزة التضييق فى النفقة على المطلقة والضرار بها ‪ ،‬ويؤكد على تدخل المجتمع ممثل‬
‫فلى الهيئات المختصة‬
‫ضعْنَ حَ ْم َلهُنّ‬
‫حتّى َي َ‬ ‫علَ ْيهِنّ َ‬‫ن وَإِنْ كُنّ أُولَتِ حَ ْملٍ َفَأنْفِقُوا َ‬ ‫عَل ْيهِ ّ‬
‫ج ِد ُكمْ َولَ ُتضَارّوهُنّ ِلتُضَيّقُوا َ‬ ‫ن وُ ْ‬ ‫س َكنْ ُتمْ مِ ْ‬
‫سكِنُوهُنّ مِنْ حَيْثُ َ‬ ‫(أَ ْ‬
‫ضعُ لَهُ ُأخْرَى ) الطلق ‪ ،) 6‬هنا دعوة للمجتمع أو‬ ‫ف وَإِنْ َتعَاسَ ْر ُتمْ فَسَتُ ْر ِ‬ ‫ن وَأْتَمِرُوا َبيْ َن ُكمْ بِ َمعْرُو ٍ‬ ‫ضعْنَ َل ُكمْ فَآتُوهُنّ أُجُو َرهُ ّ‬ ‫َفإِنْ أَ ْر َ‬
‫من يمثل المجتمع فى عقد مؤتمر أو جلسة للفصل فى هذه الموضوعات طبقا للمعروف المتعارف على أنه حق وخير وعدل‬
‫ويسر وتيسير ‪.‬‬
‫وفى نفس الوقت يترفق رب العزة بالرجل فيؤكد على أن تكون النفقة على قدر قدرته المالية ‪ ،‬مشجعا اياه على ان يكون كريما‬
‫س َعتِهِ‬‫سعَةٍ مِنْ َ‬ ‫ق ذُو َ‬ ‫فى النفقة مع اعساره على وعد بأن يجعل ال تعالى عسره يسرا‪ ،‬فى هذا المجال‪ .‬يقول ربى جل وعل (ِليُنْ ِف ْ‬
‫ج َع ُل الُّ َب ْعدَ عُسْرٍ يُسْرًا‪ ) .‬الطلق ‪) 7‬‬ ‫ف الُّ نَفْسًا ِإلّ مَا آتَاهَا سَيَ ْ‬ ‫علَ ْيهِ رِزْقُهُ َفلْيُ ْن ِفقْ مِمّا آتَا ُه الُّ لَ ُي َكلّ ُ‬
‫وَمَنْ ُقدِرَ َ‬
‫وفى هذا دعوة ضمنية تؤكد على ما أشرنا له من قبل وهو أن آيات التشريع القرآنى دائما تدعو الى مراعاة التقوى وأهمية أن‬
‫يتعامل المؤمن مع ربه مباشرة فيخشاه وحده ويتقيه وحده ‪ ،‬وبذلك يقوم بتطبيق هذا التشريع ويعطى حق المرأة وهى الطرف‬
‫الضعيف المعرض للظلم دائما‪ ،‬لذا كان على الطرف القوى وهو الرجل أن يتذكر من هو أقوى منه وهو رب العزة جل وعل‬
‫فيتقيه ويخشاه ويطمع فى فضله وفى رزقه ‪.‬‬
‫أخيرا‬

‫‪ -1‬كما قلنا فان الملحظ بوجه عام فى كل التشريعات الخاصة بحقوق الزوجة أن ال تعالى يخاطب ضمير الرجال ويحذرهم بكل‬
‫الساليب من إيقاع الضرر بالزوجة ؛ إذا كان الزوج يكرهها أو يضربها ظلما أو يريد إستبقائها (كالرض الوقف) أويمنعها‬
‫حقها فى المتعة الجنسية‪ ،‬أو كان يريد منعها عن حقها فى الزواج أو العودة لزوجها ‪..‬بل إن بعض اليات –كما قلنا من قبل ‪-‬‬
‫يأتى ثلثها فقط فى الحكم التشريعى ويأتى ثلثا الية فى الوعظ والتحذير (البقرة ‪ )231‬ونحو ذلك فى نفس الموضوع فى سورة‬
‫الطلق (آية ‪2‬؛‪ ) 3‬كما تكررنفس المنهج فى النهى عن عضل النساء ( البقرة ‪)232‬‬
‫كما ان حرص التشريع القرآنى على حقوق المرأة يتجلى أيضا فى جعل المجتمع شاهدا وحكما ومراقبا وقاضيا فى كل المشاكل‬
‫التى تحدث بين الزوجين اذا عجزا عن معالجة النشوز بينهما وتحول النشوز الى شقاق وصراخ يستدعى تدخل المجتمع‬
‫وسلطته المخولة باصلح السرة وحماية المرأة‪ .‬ورأينا تدخل المجتمع فى موضوع اليلء وفى الشهاد فى مدة الطلق‬
‫والعدة ‪ ،‬وفى تحول الطلق الى انفصال وفراق وسراح ‪ ،‬وتدخل المجتمع فى الثار الجانبية للنفصال والطلق من تقدير للمتعة‬
‫والنفقة وسائر حقوق المرأة والمولود ‪ ،‬وسريان ذلك كله بالمعروف والحسان ‪.‬‬
‫ومن أسف أن بعض المجتمعات المتحضرة – كما فى أمريكا – قد سنت مثيل لهذه التشريعات القرآنية فى قوانينها لحماية‬
‫السرة وعلج المشاكل النفسية والجتماعية بين الزوجين ‪ ،‬ومناصرة الزوجات المظلومات ‪..‬ألخ‪ .‬بينما أضاع الفقه السنى‬
‫وأئمته كل هذا العجاز القرآنى فى التشريع ‪ ،‬والسابق لوانه ‪.‬‬
‫‪ - 2‬إن حرص التشريع القرآنى على القسط مع النساء ل يعدله إل حرص فقهاء العصور الوسطى على ظلم المرأة ‪ .‬واذا كان‬
‫السلم قد كفل حقوق المرأة فى أشد العصور الوسطى ظلما وفى أكثر بقاع الرض وحشية وجاهلية فان المسلمين السنيين فى‬
‫عصر حضارتهم ما لبثوا أن أضاعوا تشريعات القرآن الكريم بما قاله أئمة الفقه السنى ‪ .‬بدأ ذلك بالمام مالك ثم الشافعى ثم ابن‬
‫حنبل والبخارى ومسلم وأشباههم‪ ،‬وأرسوا ظلما للمرأة المسلمة ل يزال سائدا ومستمرا ومطبقا بدليل الستغراب الذى يصاحب‬
‫القارىء لهذا المقال‪.‬‬
‫جاءت تفصيلت الكتاب العزيز تغطى كل المطلوب فى موضوع الحياة الزوجيةوالطلق والفراق والسراح وحقوق المرأة فى أقل‬
‫من عشرين آية فقط شديدة الوضوح لكل من أقبل على القرآن الكريم بعقل مفتوح يريد الهداية والتعلم منه‪ ،‬بينما كتب أئمة‬
‫الفقه السنى فى الطلق وتفريعاته آلف الصفحات ملئت ظلما وتزويرا وأكاذيب وتخلفا واختلفا وحمقا بحيث ل يخرج العاقل من‬
‫قراءتها ال بالقرف‪ .‬المشكلة أن الماعز فى عصرنا ل تقرأ واذا قرأت ل ترى ول تفهم ‪ ..‬لنها ماعز‪!!.‬‬
‫انه عداء حقيقى للسلم أرساه أولئك الئمة فى العصور الوسطى ‪ ،‬ثم جاءت النكبة الوهابية السلفية لتؤكد هذا العداء للسلم‬
‫‪ 7‬من ‪16‬‬

‫تحت شعار السلم ‪ .‬ولهذا فان السلم يواجه نفس العداء ويعانى اتهامات جديدة بالرهاب والتطرف والتعصب والجمود بفضل‬
‫شيوخ السنة القدامى والجدد ‪.‬‬
‫‪ -3‬كان مفترضا للنهضة الصلحية التى بدأها المام محمد عبده أن تستمر وتثمرتحريرا لحياتنا الجتماعية والدينية وعتقا‬
‫للمرأة بالذات من أفكار التخلف السنى ‪ ،‬ولكن جاء رشيد رضا تلميذ محمد عبده ليعمل خادما للسعودية وينشىء من أجلها‬
‫حركة الخوان المسلمين عن طريق تلميذه حسن البنا ‪ .‬وعمل الخوان المسلمون على اجهاض المشروع الصلحى لمحمد‬
‫عبده لصالح الحاكمية والوصول للسلطة على أساس الوهابية‪ ،‬وهى أشد أنواع الفقه الحنبلى تعصبا وتخلفا وتزمتا‪ .‬وبذلك تم‬
‫تعليب المرأة المسلمة فى كفن أسود ذى عين واحدة يقال له نقاب ‪ ،‬لتصبح مجرد جثة متحركة تسعى على قدمين يصرخ من‬
‫مرآها الطفال ‪.‬‬
‫واذا كان فقهاء السنة القدامى يعبرون عن اتجاه سائد فى ثقافة العصور الوسطى المتعصبة المتطرفة المتزمتة بطبيعتها فكيف‬
‫نجد عذرا لفقهاء السنة الحنبلية الوهابية وقادة الحركة السلفية فى عصرنا وهو عصر حقوق النسان والديمقراطية والقرية‬
‫الكونية الواحدة ؟‬
‫أكل ذلك من أجل أن يركبوا أكتافنا ويصلوا الى الحكم ؟ أمن أجل تطبيق ذلك الفقه السلفى السنى الحنبلى المتخلف يؤفعون شعار‬
‫‪ " :‬تطبيق الشريعة"؟‪ .‬لو كانت شريعة القرآن هى التى يقصدون لجعلونى اماما لهم وما كان عداؤهم الشديد لمن يكتفى‬
‫بالقرآن مصدرا للتشريع ‪ ،‬ولكنها شريعة الفقه السنى وأئمته القدامى والجدد ‪.‬‬
‫ل رضى ال تعالى عنهم جميعا‪.‬‬

‫هذه المقالة تمت قرائتها ‪ 4881‬مرة‬

‫التعليقات (‪)1‬‬
‫‪07-03-2008 -‬‬ ‫[‪ ]17867‬تعليق بواسطة ابوسلطان النجدي‬
‫السلم دين محبه‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬

‫حفظك ال‬ ‫دكتورنا الفاضل‪ /‬احمد صبحي منصور ‪.‬‬

‫وبعد‬ ‫السلم عليكم ورحمه ال وبركاته‬

‫الحقيقه اشكرك جزيل الشكر على ماتقوم به لوجه ال تعالى وجعل ال هذا في ميزان حسناتك‬

‫لقد قمت بالبحث في محرك القوقل وبي هذه الصدفه ومن حسن الحظ اذا هي تذهب بي الى موقعكم الجميل‬

‫دكتورني الفاضل يعلم ال اني معجب بكلمك الجميل مع اني اجهل بكثير من المور ولقد قمت بالحث عن جميع الردود التي‬
‫توجهت اليك ووجد با حدى المنتديات كلم يقل فيه ادب الحوار السليم واسمحلي ان انقله اليك كالتالي لكي تجيب عليه ويطمئن‬
‫قلبي مع احترامي لشخصكم الكريم على اسلوب ذلك الشخص‬

‫النص مقتبس كالتالي‪:‬‬

‫‪http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3710‬‬

‫نكاح المحلل‬
‫بقلم‪ :‬احمد صبحي منصور‬

‫تاريخ النشر‪06 -08 -2006 :‬‬

‫لم تكن الحياة الزوجية على ما يرام بين السيدة نعمات وزوجها عبده بيه‪ ،‬شجارهما وصراخهما مل الفاق المحيطة بالقصر‬
‫وأصبح مثار السخرية بين الخدم والجيران‪ .‬كانت أعصاب عبده بيه تثور دائما على أتفه السباب بسبب تسلط الست نعمات‬
‫عليه وغرورها بمالها وقصرها‪ .‬فى احدى نوبات غضبه طلقها فقام المأذون بارجاعها اليه ‪ ،‬فى مرة أخرى القى عليها الطلق‬
‫للمرة الثانية فجاء المأذون وقام برد يمين الطلق وأعاد الزوجة لزوجها للمرة الثانية‪ .‬فى المرة الخيرة صرخ عبده بيه فى‬
‫وجهها بأنها طالق بنت طالق ‪ .‬بعد الهدوء والعتاب المعتاد استدعيا المأذون لرجاعهما كالعادة ال انه تمرد عليهما وأعلن أنه‬
‫–أى عبد بيه – قد أوقع الطلقة الثالثة فل يمكن أن ترجع الست نعمات له ال عن طريق محلل‪" .‬أى أن تتزوج من شخص جديد‬
‫يدخل بها وتدخل به ‪ ،‬ويذوق عسيلتها وتذوق عسيلته طبقا للحديث النبوى " هذا ما قاله المأذون الذى أردف قائل ‪ " :‬ثم‬
‫يطلقها هذا الشخص ‪ ،‬وبعد تمام عدتها منه يمكن أن يتزوجها عبده بيه"‪ .‬تعقدت المشكلة‪ ،‬وانتهت الى حل هو‪ ”:‬أن تتزوج‬
‫‪ 8‬من ‪16‬‬

‫الست نعمات من السائق بخيت‪ ،‬وبعد ليلة واحدة من الزواج يقوم بخيت بتطليقها وهو ل يستطيع عصيان الوامر‪”.‬‬
‫تم عقد الزواج ودخل الخ بخيت بسيدته الست نعمات ‪ ،‬فلما ذاقت عسيلته انبهرت وأكتشفت أنها أضاعت عمرها هباء مع ذلك‬
‫الرجل الطرى اللمس المسمى عبده بيه والذى يعيش على خيرها ول يعترف بجميلها عليه ‪ ،‬ثم يكون الكتشاف الخير وهو ان‬
‫عبده بيه (ل هنا ول هناك ول يباع فى سوق الرجالة بنص ريال )‪ .‬وهكذا طبقا لعشرات الفلم المصرية تمسكت الست نعمات‬
‫بزوجها الشاب واعطت لعبده بيه صابونة تزحلق عليها الى خارج القصر ‪ ..‬ول يزال‪!!..‬‬
‫تلك قصة خيالية بالطبع تشرح معنى المحلل ‪ ،‬ال انها قصة تتكرر كثيرا فى حياتنا الجتماعية وفى العمال الدرامية‪ .‬البطل فيها‬
‫ليس الست نعمات أو عبده بيه أو المأذون ‪ ،‬وحتى ليس الفتى بخيت ‪ ..‬البطل هو ذلك الحديث الكاذب ذو المعنى الجنسى الفاضح‬
‫‪ ،‬والذى ينص على وجوب أن يذوق الزوج – المحلل – عسيلة زوجته الجديدة وان تذوق هى عسيلته لكى يصح زواجه‬
‫وطلقه‪.‬‬
‫بعد هذا الفاصل الفكاهى ندخل فى الموضوع اصوليا وتاريخيا لتقعيد موضوع زواج المحلل ‪ ،‬ونضعه على شكل سؤال وجواب‬
‫لتسهيله على القارىء ‪.‬‬
‫س ‪ : 1‬نعرف أن موضوع المحلل مرتبط بالطلق – أى طلق الزوجة ثلث مرات ‪ .‬فأين صالح السرة فى هذا الموضوع ؟‬
‫ج ‪ - 1‬أن تشريع الزواج والطلق فى السلم هدفه الحرص على السرة ومعالجة الخلفات الزوجية او الشقاق بين الزوجين ‪،‬‬
‫فإذا تعذرت الحياة بينهما جاء تشريع الطلق ليحاول بقدر المكان إسترجاع الوئام بينهما وذلك بجعل الطلق على مرحلتين ؛‬
‫وفى كل مرحلة تظل الزوجة فى بيت زوجها ينفق عليها ‪.‬؛ فإذا اتصل بها جنسيا أو تصالحا قبل العدة بطل الطلق ؛ فإذا ظل‬
‫هكذا إلى العدة‪ -‬وهى نهاية فترة الطلق ‪ -‬يتم تخيير الزوج المطلق بين المساك بها بالمعروف أو تسريحها وفراقها‬
‫بالمعروف؛ وفى كل الحوال فلبد من وجود شاهدى عدل يمثلن المجتمع لحفظ كيان السرة وحقوق المرأة‪ .‬وهكذا يعطى‬
‫الزوجان فى حالة الطلق فرصتين ؛ فإذا عادا وتم الطلق الثالث استحالت العودة بينهما إل بعد أن تنكح زوجا غيره ؛ فإذا‬
‫طلقها الزوج الجديد عادت إلى الزوج الول إذا أرادا ذلك ‪.‬‬

‫س ‪ : 2‬من الواضح انه اذا تم تطبيق التشريع القرآنى فى الطلق بحيث يكون وسيلة للصلح بين الزوجين فسيكون من النادر‬
‫اللجوء للطلق الثالث والمحلل ‪.‬اذن ما هو السبب فى انتشار هذه الظاهرة؟‬
‫ج ‪ -2‬الطلق فى تشريع الفقه السنى هو السبب لمخالفته للقرآن الكريم ‪ .‬ومع السف فأنه هو الذى لذى تم ويتم تطبيقه حتى‬
‫الن ‪.‬‬
‫الطلق فى الفقه السنى يقع بمجرد أن ينطق الزوج كلمة الطلق أو ما يدل عليها ولو بالشارة ‪ ،‬وعليه يطرد زوجته من البيت‬
‫‪.‬ويقع الطلق فى الفقه السنى بدون شهود وبدون أى حماية للزوجة وحقوقها‪ .‬وبسبب سهولة الطلق فى التشريع السنى‬
‫وبسبب تطبيقه عمليا منذ أكثر من ألف عام أسهم الفقه السنى فى خراب مليين البيوت و تشريد مليين الطفال وتطليق مليين‬
‫المهات الزوجات لدنى خلف عادى بين الزوجين وبمجرد النطق بكلمة الطلق أو ما يدل على معناها سواء كان الزوج عابثا‬
‫أو جادا ‪ .‬من هنا كان سهل أن يتم تطليق الزوجة مرات ثلثة وتحتاج الى محلل كى تعود للزوج الول ‪ .‬بل أن أغلب الفقهاء‬
‫السنيين يجعل قول الزوج لزوجته ‪ :‬أنت طالق بالثلثة يوقع الطلقات الثلثة معا وفى وقت واحد ‪ ،‬وعليه فل يمكن أن ترجع اليه‬
‫بعد هذه الكلمة – على حسب تشريعهم – ال بأن تتزوج من شخص آخر ثم يطلقها لتعود للول ‪.‬‬

‫س ‪ – 3‬اذن فقد احدث تطبيق هذا الفقه السنى فى الطلق فوضى وخرابا للحياة السرية فى المجتمع ‪ ،‬ول بد للفقه السنى أن‬
‫يحاول اصلح هذا الفساد ‪ .‬فهل فعلوا ذلك ؟‬
‫ج ‪ - 3‬لعلج هذا الموضوع – جزئيا – قام الفقه السنى نفسه باختراع موضوع المحلل ليسهل عودة الزوجة المطلقة ثلث‬
‫مرات الى زوجها الول بالتفاق والتراضى بين الطراف على عمل تمثيلية الزواج من شخص آخر ليقوم بتحليل عودة الزوجة‬
‫الى زوجها الول‪ .‬وحتى يستفيد الشخص القائم بدور المحلل من هذه المهمة الطارئة فقد روعى تشجيعه على الموضوع‬
‫باشتراط الدخول بالزوجة ومعاشرتها جنسيا ‪ ،‬وزيفوا ذلك الحديث القائل حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها‪.‬‬
‫باختصار فان الفقه السنى هو الذى خلق موضوع المحلل لرجاع زوجة طلقها زوجها للمرة الثالثة ‪ ،‬بل وطبقها فى العصور‬
‫الوسطى ‪.‬‬

‫س ‪ 4‬ما الذى دفع الفقه السنى الى انتقاص حقوق المرأة التى جاءت فى القرآن فيما يخص الطلق ؟‬
‫ج ‪ - 4‬الساس هو إنتقاص العصور الوسطى لحقوق المرأة وإنعكاس ذلك على رؤية الفقهاء وقتها ‪ -‬مع تناقض ذلك مع تشريع‬
‫القرآن ‪ .‬والمثلة كثيرة فى تشريع المسلمين من السبى للنساء والطفال فى المعارك الحربية الى أهمال الصداق للزوجة‬
‫وتضييع حقوقها إذا كانت جارية مملوكة لسيدها وكل ذلك يناقض القرآن الكريم‪ .‬والمثل الواضح فى موضوعنا هنا هو جعل‬
‫الطلق بلسان الرجل وبدون شهود وبمجرد النطق ثم يطردها من بيته ‪ .‬ولن الخلفات الزوجية ل تنتهى كان من السهل أن‬
‫يصل الطلق إلى الطلقة الثالثة ويحتاجان الى محلل‪.‬‬

‫س ‪ : 5‬ألم تكن هناك طريقة أخرى للفقهاء السنيين لصلح هذا الخلل غير المحلل ؟‬
‫ج ‪ - 5‬المصيبة الكبرى التى وقع فيها الفقه السنى هو انكاره لوجوب الشهاد فى الطلق‪ .‬بانكارهم الشهادة فى الطلق أتيح‬
‫للرجل ان يطلق زوجته كيف يشاء وبل رقيب من المجتمع ‪ .‬ومع اشتراط الشهود فى الطلق فى التشريع القرآنى " وأشهدوا‬
‫ذوى عدل منكم ‪ :‬الطلق ‪ "2‬إل أن الفقه السنى أغفل ذلك تماما ؛ بل إن فقيها مصلحا سلفيا مثل ابن القيم تعرض لموضوع‬
‫‪ 9‬من ‪16‬‬

‫الطلق واجتهد فى الفتاء بأن الطلق بلفظ الثلثة ل يقع إل طلقة واحدة ؛ ومع أنه استشهد بسورة الطلق ؛ وتحدث فى‬
‫موضوع الطلق فى أكثر من خمسين صفحة فى كتابه (إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان(‪ ) 1/283:338‬مع ذلك فقد تجاهل‬
‫شرط الشاهدين فى الطلق‪.‬‬

‫س ‪ : 6‬معنى هذا أن ابن القيم يرى أن التطليق بالثلثة ل يقع ال مرة واحدة وبالتالى ل يحتاج الى محلل‪ .‬هذا تطور هام وان‬
‫كان قد أغفل سبب المشكلة وهو عدم وجود شاهدى عدل كما جاء فى القرآن ‪ .‬ال أن موقف ابن القيم يثبت وجود خلف بين‬
‫أئمة الفقه السنى أنفسهم ‪ .‬السؤال هنا عن ذلك الخلف ‪ ،‬متى بدأ؟ وما صلته بموضوع الطلق وزواج المحلل ؟‬
‫ج ‪ -6‬معلوم ان الفقه السنى منذ بدايته انقسم الى اتجاهين ‪ :‬اتجاه سلفى محافظ بدأ به مالك فى المدينة وتابعه الشافعى فى‬
‫العراق ومصر‪ ،‬ثم برز أكثر فى المذهب الحنبلى ‪ ،‬وهو يعتمد على الحاديث أساسا يصنعها ليقيم عليها فتاويه وآراءه ‪ ،‬ثم‬
‫اتجاه عقلى بدأت به مدرسة الرأى فى العراق وتزعمها أبو حنيفة ‪ ،‬وتطور استعمال العقل لديها ليصل الى فقه الحيل أى‬
‫التحايل على الشرع بفتاوى تعطل التشريع القرآنى ‪ ،‬وهو تيار كان هائل فى الفقه الحنفى‪.‬‬
‫وفى هذه الظروف تشعبت مشكلة المحلل واختلف فيها الفقهاء السنيون حسب اتجاهاتهم المذهبية ومرجعياتهم التى لم يكن من‬
‫بينها الحتكام للقرآن الكريم‪..‬‬
‫مدرسة الرأى العقلية التى تطرفت إلى القول بالحيل الفقهيه اخترعت موضوع المحلل؛ فقابلتها المدرسة المحافظة الحنبلية‬
‫باحاديث تصطنعها تطعن المحلل وتلعنه‪ .‬فلم تستنكف المدرسة العقلية عن صنع أحاديث تبرر موضوع المحلل وتجيزه‪.‬‬

‫س ‪ : 7‬اذن فقد تبارزوا فيما بينهم بالحاديث ‪ ،‬كل منهم يصنع أحاديث تؤكد وجهة نظره‪ .‬نريد توضيحا فى هذه النقطة بالذات‪.‬‬
‫ج ‪ : 7‬دخلت المدرستان معا فى مبارزة بالحاديث ؛ فمدرسة الرأى تضع أحاديث تجيز موضوع المحلل الذى اخترعته وتوجب‬
‫أن يدخل المحلل بها ويذوق عسليتها وتذوق عسليتة ‪ ..‬ومدرسة الحاديث تصنع آحاديث تلعن المحلل والمحلل له ‪.‬و المثلة‬
‫كثيرة أكبر من طاقة هذا المقال‪.‬‬
‫ثم تطور الصراع بين مدرسة الحيل الحنفية ومدرسة الحديث الحنبلية فى القرن الثامن الهجرى خلل الصحوة التى أحدثتها‬
‫مدرسة ابن تيمية فى عصر التقليد ؛ حيث يكتب زعيم المدرسة السلفية الحنبلية ابن تيمية احاديث تطعن فى موضوع المحلل‬
‫وتحرمه فى رسالته ‪":‬إقامة الدليل على إبطال التحليل"‪ .‬ومع أنه يعترف فى نفس الكتاب بأن نكاح المحلل لم يعرفه عصر النبى‬
‫ولم يعرفه الصحابة إذن فكيف يلعن النبى شيئا لم يعرفه عصره وهو الذى ل يعلم غيب المستقبل ؟ ويقول المزنى تلميذ الشافعى‬
‫أن نكاح المحلل كانوا يسمونه فى الجاهلية التيس المستعار‪ ،‬وقد نقل عنه ابن القيم هذا القول فى كتابه ( اغاثة اللهفان ‪)1/274‬‬
‫ثم يتناقض ابن القيم مع نفسه فيما بعد حين يذكر طبقا لحديث فى البخارى أن نكاح المحلل ل يشبه نكاح الجاهلية( ‪)1/279‬‬
‫ويقول ابن القيم " ومن العجائب معارضة هذه الحاديث بقوله تعالى " فإن طلقها فل تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره "‬
‫والذى أنزلت عليه هذه الية هو لعن المحلل والمحلل له " أى أنه يفترض بأن النبى عليه السلم لعن فعل المحلل وأبطل‬
‫نكاحه ؛ ويعتبر ذلك لغيا لحكم الية القرآنية‪ .‬ويقول " وأعجب من هذا قول بعضهم ‪ :‬نحن نحتج بكونه سماه محلل فلول أنه‬
‫أثبت الحل لم يكن محلل "‪.‬أى أنه "حلل" لكونه "محلل"‪ .‬وهى حجة وجيهة ال ان ابن القيم يتعجب منها ول يأخذ بها‪.‬‬
‫فى المقابل نجد المدرسة الحنفية فى الحيل تقابل مدرسة ابن تيمية السلفية الحنبلية بتطورجديد فى فن الحيل الفقهية يمكن بها‬
‫إسترجاع المرأة المطلقة ثلثا باستعمال المحلل؛ بإن يجعل الزواج مؤبدا فيقول لها عند النكاح إذا طلقتك فأنت طالق قبل ثلثا ‪...‬‬
‫أو أن يجعل الزواج فاسدا من أساسه بالطعن فى عدالة الوالى أو عدالة الشهود‪ ،‬أو جعل الطلق خلعا ؛ أو يشترى غلما دون‬
‫البلوغ ثم يزوجة بها ؛ ويدخل بها فإذا دخل بها ظاهريا وهبه لها وانفسخ نكاحه بملكها له ؛ أو أن يستأجر محلل ويشترط عليه‬
‫أنه متى وطأها فهى طالق أو بمجرد أن تخبر المرأة بذلك يقع طلقها ‪.‬‬
‫وأضاف العوام حيل أخرى لسترجاع المطلقة ثلثا ؛ أن يأمروا المحلل بوطئها بقدمه وهى قاعدة أو مضجعة بديل عن الدخول‬
‫بها جنسيا؛ وأضافوا تخاريف أخرى ذكرها ابن القيم فى كتابه السالف الذكرمثل أن تكون حامل وتلد ذكرا فطالما ولدت ذكرا‬
‫فكأنما دخل بها رجل ذكر‪ ،‬أو أن يصب المحلل عليها دهنا يتشربه جسدها ؛ أو أن يفترقا بالسفر ؛ أو أن يجتمعا على عرفات‬
‫ويقف بها هناك فى الجبل ‪ .‬أى وصل فقه الحيل الى التخريف كما وصل فقه السلف الى التحريف والتزييف ‪.‬‬
‫المهم أن هذا الرواج فى الفتاوى الفقهية وصل الى العوام ‪ ،‬مما يعنى أنه كان تعبيرا عن الحياة الجتماعية التى تأثرت بالطلق‬
‫السنى وطبقته بسهولة فانتشر الطلق السهل ووعم خراب البيوت ‪ ،‬وصار زواج المحلل صنعة رائجة يحترفها بعض الناس فى‬
‫العصر المملوكى‪.‬‬
‫س ‪ : 8‬هذا كلم خطير يستدعى دليل تاريخيا‬
‫ج ‪ : 8‬شهد العصر المملوكى فى مصر والشام والحجاز التطبيق الحقيقى للفقه السنى وشريعته‪ .‬كان فيه القضاة الربعة كل‬
‫منهم يمثل مذهبا من المذاهب السنية ‪ ،‬وكان من آليات القضاء تعيين كتبة للقاضى وحاجبا وموقعا – بتشديد القاف وكسرها –‬
‫وحراسا وغير ذلك‪ .‬الهم من ذلك كله تعيين شهود رسميين ‪ ،‬يقوم الشاهد بالشهادة الرسمية وتعتمد شهادته على الحدث امام‬
‫القاضى‪ .‬أى أن الشاهد فى ذلك العصر كان يقوم مقام الختم الرسمى فى عصرنا‪ .‬وكان لكل شاهد ( حانوت ) أو مكتب معروف‬
‫يقصده الناس ليوقع لهم على العقود أو ليسجل شهادته فيما يحتاجون لثباته‪ .‬وهذا ينهض دليل على سوء النية لدى أئمة الفقه‬
‫السنى وهم الذين كانوا يشرعون ويطبقون التشريع ‪ ،‬اذ أنهم استعملوا الشاهد فى كل شىء ما عدا موضوع الطلق الذى أوجبه‬
‫ال تعالى فى كتابه الكريم ‪ .‬عصى أئمة الفقه السنى أمر ال تعالى فلم يستعملوا الشاهد فى موضوع الطلق ليؤكدوا على حق‬
‫الرجل فى طلق زوجته بمجرد كلمة أو لفتة أو بالمزاح او بمجرد النية وبدون شهود !!‬
‫لكنهم فى موضوع المحلل احتاجوا للشهود اذ ل بد من شاهدين فى عقد الزواج‪ .‬وفى العصر المملوكى كان المحلل وظيفة‬
‫‪ 10‬من ‪16‬‬

‫يتفرغ لها بعض الرجال يقفون على أبواب الشهود أو مكاتبهم فى الشوارع ‪ ،‬فيأتى الذى طلق زوجته ثلثا الى مكتب الشاهد‬
‫ومعه طليقته ‪ ،‬فيدله الشاهد على أحد الرجال الواقفين ببابه ليكون المحلل ‪ ،‬فيتفق المطلق – الزوج السابق – مع المحلل على‬
‫الجرة ويدفعها له ثم يدخل الثلثة مع ولى المر على الشاهد وأعوانه فيعقد قران المطلقة على المحلل ‪ ،‬ويأخذ المحلل المرأة‬
‫الى خلوة قد أعدت خصيصا لهذا الغرض فيلتهم الزوجة جنسيا ‪ ،‬ويجلس فى انتظارهما الزوج السابق وولى المر وبقية‬
‫الشهود ‪.‬وبعد اتمام اللقاء الجنسى يأتى المحلل بالمرأة للشاهد ومن معه ليشهد أنه ( حللها )‪ ،‬فيشهد المحلل والزوجة باللقاء‬
‫الجنسى الذى حدث بينهما ‪ ،‬ويقوم المحلل بطلقها ‪ ،‬وتعود الى البيت تنتظر انتهاء العدة ليعيدها الزوج السابق‪.‬‬
‫هذا ما كان يحدث فى العصر المملوكى وذكره ابن القيم نفسه فى كتابه ( اغاثة اللهفان من مكائد الشيطان ) يقول وهو يكاد‬
‫يبكى يصف ما يحدث فى حوانيت الشهود والرجال القائمين بوظيفة المحلل ‪ " :‬فلو شاهدت الحرائر المصونات على حوانيت‬
‫المحللين مبتذلت ‪ ..‬حتى إذا تشارطا( أى الزوج السابق والمحلل ) نهض ( المحلل ) واستتبعها ( أى الزوجة ) خلفه بل زفاف‬
‫ول إعلن ؛ فل جهاز ينقل ول مهر مقبوض ؛ والزوج يبذل المهر ؛وهذا التيس ( أى المحلل)يطأ بالجر ‪ .‬حتى إذا خل بها‬
‫وأرخى الحجاب والمطلق والولى واقفان على الباب ‪ .‬حتى إذا قضيا عرس التحليل فإن كان قبض أجره سلفا وتعجيل وإل‬
‫حبسها حتى تعطيه الجر ‪ ...‬فإذا طهرها وطيبها قال لها اعترفى بما جرى بيننا ليقع عليك الطلق ‪ ...‬فتأتى إلى حضرة الشهود‬
‫فيسألونها ‪ ..‬هل كان ذاك ؟ فل يمكنها الجحود فيأخذون منها أو من المطلق أجرا)‬
‫تخيل وصول الخوان السلفيين لحكم مصر وأرجاعهم القضاء السنى بكل مظاهره ومنها حوانيت الشهود ووظيفة المحلل ؟‬
‫تخيل معى آلف الطوابير من الشباب الذى ل يستطيع الزواج وقد تزاحموا على أبواب الشهود ليعملوا فى وظيفة المحلل لتذوق‬
‫العسيلة كل يوم مع الحصول على أجرة‪ .‬تخيلهم على أبواب الشهود ينتظرون الفرج ( بفتح الراء وسكونها أيضا حسب‬
‫التساهيل )‪.‬‬
‫نرجع للمحلل فى العصر المملوكى ‪،‬وقد كان يمارس مهنته كبائعة الهوى – اى يتزوج بدون تمييز‪ ،‬حسب التساهيل والرزاق‪،‬‬
‫ومع كثرة التطليق وكثرة زواج المحلل فقد كان المحلل يتزوج امراة كان قد سبق له الزواج من أمها بنفس الطريقة‪ ،‬أو أن‬
‫يجمع فى زواجه بين أختين دون أن يدرى‪ .‬يقول ابن القيم فى ذلك ‪ ( :‬وكثير من هؤلء المستأجرين يحلل الم وابنتها فى‬
‫عقدين ؛ ويجمع ماءه فى أكثر من أربع ؛ وفى رحم أختين) ‪ ( .....‬إغاثه اللهفان ‪.)268 /1‬‬
‫ولو انصفوا ل تبعوا تشريع القرآن فى الشهاد على الطلق أول وجعل المجتمع من خلل الشاهدين مراقبا لسير الحياة الزوجية‬
‫‪ .‬ولكنه الفقه السنى الملعون !!‬

‫س ‪ -9‬لكن هل لهذا علقة بتشريع القرآن الكريم ؟‬


‫ج ‪ - 9‬لم يرد مصطلح المحلل فى القرآن الكريم حتى فى تشريعات الزواج والطلق فيما يخص تلك الحالة‪ .‬يقول تعالى عن‬
‫جعَا إِنْ ظَنّا أَنْ يُقِيمَا‬
‫علَ ْيهِمَا أَنْ َيتَرَا َ‬
‫طلّ َقهَا َفلَ جُنَاحَ َ‬
‫حتّى َت ْنكِحَ َزوْجًا غَيْ َرهُ َفإِنْ َ‬
‫ح ّل لَهُ مِنْ َب ْعدُ َ‬
‫طلّ َقهَا فَلَ تَ ِ‬
‫الطلق الثالث " َفإِنْ َ‬
‫حدُو ُد الِّ يُ َبيّ ُنهَا لِ َق ْومٍ َي ْعلَمُونَ) البقرة‪ ) 230 /‬أى فإن طلقها الطلق الثالث فل يحل له أن يرجعها إل بعد أن‬ ‫لّ وَ ِتلْكَ ُ‬
‫حدُودَ ا ِ‬
‫ُ‬
‫تخرج من بيته بعد تمام عدتها ؛ ثم تنكح زوجا أخر فإذا طلقها الزوج الخر وأصبحت حرة أمكن للزوج الول أن يعيدها زوجة‬
‫له بعقد جديد ‪.‬‬

‫س ‪ -10‬الفقه السنى يشترط أن يدخل المحلل بالزوجة كى يكون الزواج صحيحا ‪ .‬فهل يتفق ذلك مع القرآن الكريم ؟‬
‫ج ‪ - 10‬الفقه السنى يتحدث بمصطلحاته ومفاهيمه الخاصة المختلفة عن مصطلحات القرآن الكريم ومفاهيمه‪ .‬ليس فى القرآن‬
‫الكريم مصطلح المحلل ولكن يتحدث فى الية المعنية عن (زوج) يتزوج زواجا طبيعيا عاديا من زوجة تم طلقها ثلث مرات‬
‫من زوج سابق‪ ،‬ثم يطلقها الزوج الخيروينفصل عنها فتختار الرجوع الى الزوج السابق‪.‬‬
‫أما الفقه السنى فيتحدث عن (محلل) يدخل بالزوجة ويروى فى ذلك حديثا يقول ( حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها ) ‪ .‬ويرى‬
‫غيْ َرهُ ) يعنى الدخول بالزوجة ‪ .‬ولذلك فان‬
‫الفقه السنى أن مصطلح النكاح المذكور فى الية الكريمة السابقة ‪( :‬حَتّى َت ْنكِحَ َزوْجًا َ‬
‫تشريعات الفقه السنى فى موضوع الزواج والطلق والمعاشرة الزوجية والحوال الشخصية تدخل دائما تحت باب ضخم يطلق‬
‫عليه " باب النكاح"‪ ،‬تراه فى كتب الفقه وفى كتب الحديث تأكيدا على أن النكاح فى مصطلحاتهم يعنى الدخول بالزوجة وليس‬
‫غيْ َرهُ " أى حتى تتزوج رجل آخر يدخل بها ‪ ،‬ومن هنا‬ ‫مجرد العقد عليها فقط‪ .‬ومن هنا يفهمون قوله تعالى " حَتّى َت ْنكِحَ َزوْجًا َ‬
‫كان إشتراط الدخول بالزوجة وتزييف حديث " حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها"‪ .‬وهذا يخالف التشريع القرآنى ‪.‬‬

‫حتّى تَ ْنكِحَ َزوْجًا غَيْ َرهُ" ل تعنى الدخول بالزوجة وانما تعنى مجرد‬
‫س ‪ - 11‬معنى ذلك أن كلمة " تَ ْنكِحَ " فى قوله تعالى " َ‬
‫العقد عليها فقط ؟‬
‫ج ‪ - 11‬نعم ‪ ،‬وبالتأكيد ‪.‬‬

‫س ‪ - - 12‬اذن ل بد من توضيح مفهوم مصطلح النكاح فى القرآن لتأكيد اختلفه عن مفهومه فى الفقه السنى ‪.‬‬
‫ج ‪ - 12‬ان مصطلح " النكاح" فى القرآن الكريم يعنى عقد الزواج فقط ‪،‬وليس الدخول بالزوجة ‪.‬‬
‫طلّ ْقتُمُوهُنّ مِنْ َق ْبلِ أَنْ تَمَسّوهُنّ‬
‫والقول الفاصل فى تحديد معنىالنكاح قوله تعالى " يَا َأ ّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا ِإذَا َنكَحْ ُتمُ الْ ُمؤْمِنَاتِ ُثمّ َ‬
‫ع ّدةٍ َتعْ َتدّو َنهَا َفمَ ّتعُوهُنّ وَسَرّحُوهُنّ سَرَاحًا) ‪ :‬الحزاب ‪ "49‬أى إذا تم عقد الزواج أو عقد النكاح على امرأة‬ ‫علَ ْيهِنّ مِنْ ِ‬
‫فَمَا َل ُكمْ َ‬
‫ثم طلقها الزوج قبل أن يدخل بها فليس عليها عدة طالما لم يدخل بها ‪ .‬الية هنا تتحدث بلفظ النكاح عن عقد الزواج قبل‬
‫طلّقْتُمُوهُنّ مِنْ قَ ْبلِ أَنْ تَمَسّوهُنّ ‪ "..‬ولنه لم يحدث‬ ‫ح ُتمُ الْ ُمؤْمِنَاتِ " وتذكرالطلق قبل الدخول " ُثمّ َ‬ ‫الدخول فتقول " ِإذَا َنكَ ْ‬
‫‪ 11‬من ‪16‬‬

‫دخول بالزوجة فل داعى للعدة التى تعنى استبراء الرحم من الحمل حيث لم يحدث التقاء جنسى أصل‪.‬النكاح هنا معناه عقد‬
‫الزواج وليس الدخول بالزوجة‪.‬‬
‫وبذلك يتضح زيف الفقه السنى ومخالفته للتشريع القرآنى فى تحديد المصطلحات ومفهوم الكلمات التشريعية ‪ ،‬وهذا هو مفتاح‬
‫الفهم لى تشريعات؛ أن تفهم المصطلحات حسب ما يقرره كتاب التشريع سواء كان بشريا أو الهيا‪ .‬ان للفقه السنى مصطلحاته‬
‫الخاصة المختلفة عن كل مصطلحات القرآن ‪ ،‬وهذا ما أوضحناه فى أبحاث سابقة فى مفاهيم السلم واليمان والكفر والشرك‬
‫والنسخ والحدود والتأويل وغير ذلك‪.‬‬
‫هذا الختلف فى المصطلحات ينهى العلقة بين السلم والفقه السنى من البداية‪ ،‬اذ يترتب على تحديد المصطلحات فهم‬
‫التشريعات ذاتها طبقا لفهم مدلول المصطلح الخاص بها ‪.‬‬
‫وفى موضوعنا عن مفهوم النكاح فى القرآن الكريم يمكن لنا ان نفهم التشريعات القرآنية على حقيقتها بعد تحديد مفهوم النكاح‬
‫بدقة على أنه فى القرآن الكريم يعنى عقد الزواج وليس الدخول‪ .‬ففى المحرمات فى الزواج يستعمل القرآن لفظ النكاح ليؤكد‬
‫على تحريم العقد أساسا قبل تحريم الزواج نفسه ‪ ،‬كقوله تعالى " َولَ تَ ْنكِحُوا مَا َنكَحَ آبَا ُؤ ُكمْ مِنَ النّسَاءِ)‪ :‬النساء ‪ "22‬أى إذا‬
‫عقد الب على إمرأة أصبحت بمجرد العقد محرمة على إبنه حتى لو طلقها الب قبل الدخول بها لنها قد تم تحريمها على البن‬
‫بمجرد عقد زواج ابيه عليها‪ .‬ويختلف الحال عن موضوع الربيبة أى بنت الزوجة التى تحرم على زوج أمها‪ .‬ال تعالى يوضح‬
‫هنا شرط دخول الزوج بالم ‪ ،‬فاذا دخل بالم فقد حرم عليه أن يتزوج ابنتها فيما بعد‪ .‬أما اذا نكح الم – أى عقد عليها ‪ -‬بدون‬
‫أن يدخل بها ثم طلقها فيجوز له أن يتزوج البنت فيما بعد‪ .‬يقول ربى جل وعل ضمن المحرمات فى الزواج فى الية التالية(‬
‫عَل ْي ُكمْ ‪ )...‬النساء ‪) 23‬‬ ‫جنَاحَ َ‬ ‫خلْ ُتمْ ِبهِنّ فَلَ ُ‬‫ن َلمْ َتكُونُوا دَ َ‬ ‫خلْ ُتمْ ِبهِنّ َفإِ ْ‬
‫وَرَبَا ِئ ُب ُكمُ اللّتِي فِي حُجُو ِر ُكمْ مِنْ نِسَا ِئ ُكمُ اللّتِي دَ َ‬
‫‪ .‬ولن النكاح هو العقد فان القرآن الكريم يقرنه أحيانا بالعقد فيقول "عقدة النكاح " فيقول عن نكاح الرملة بعد تمام عدتها‬
‫جلَهُ ‪ :‬البقرة ‪ "235:‬ويقول عن الصداق المؤخر للمطلقة‬ ‫حتّى يَ ْبُلغَ ا ْلكِتَابُ أَ َ‬‫المختلفة عن عدة المطلقة" َولَ َتعْزِمُوا عُ ْق َدةَ ال ّنكَاحِ َ‬
‫ض ُتمْ ِإلّ أَنْ َيعْفُونَ َأوْ َيعْ ُفوَ اّلذِي ِب َي ِدهِ‬‫صفُ مَا فَرَ ْ‬ ‫ن وَ َقدْ فَ َرضْ ُت ْم َلهُنّ فَرِيضَةً فَنِ ْ‬ ‫طلّ ْقتُمُوهُنّ مِنْ َق ْبلِ َأنْ تَمَسّوهُ ّ‬‫قبل الدخول " وَإِنْ َ‬
‫عُ ْق َدةُ ال ّنكَاحِ) البقرة ‪ "237 /‬أى الولى الذى قام بالعقد‪.‬‬
‫حتّى َت ْنكِحَ‬
‫ح ّل لَهُ مِنْ َب ْعدُ َ‬
‫طلّ َقهَا فَلَ تَ ِ‬
‫غيْ َرهُ " فى قوله تعالى ( َفإِنْ َ‬ ‫المهم ان كلمة ( تنكح) فى قوله تعالى " حَتّى َت ْنكِحَ َزوْجًا َ‬
‫حدُودُ الِّ ُيبَيّ ُنهَا لِ َق ْومٍ َي ْعلَمُونَ) البقرة‪/‬‬‫حدُو َد الِّ َو ِتلْكَ ُ‬‫جعَا إِنْ ظَنّا أَنْ يُقِيمَا ُ‬ ‫علَ ْيهِمَا أَنْ َيتَرَا َ‬
‫طلّ َقهَا فَلَ جُنَاحَ َ‬
‫َزوْجًا غَيْ َرهُ َفإِنْ َ‬
‫‪ ) 230‬تفيد مجرد العقد ‪ ،‬أو بتعبيرنا "كتب الكتاب" و ل تفيد الدخول بالزوجة‪.‬‬

‫س ‪ – 13‬معنى ذلك ان المحلل ل يتحتم عليه الدخول بالزوجة ؟‬


‫ج ‪ – 13‬نعم ‪ ،‬ل يتحتم على المحلل الدخول بالزوجة‪ .‬فلو طلقها بعد العقد مباشرة وفى نفس المجلس جاز ان ترجع لزوجها‬
‫السابق فى نفس المجلس ‪ .‬والمعنى أنه إذا عقد أحدهم على هذه المرأة ‪ -‬التى تم طلقها ثلثا من قبل ‪ -‬ثم طلقها الزوج الجديد‬
‫فى نفس المجلس أمكن أن يعقد عليها زوجها السابق ؛ لنه ليست عليها عدة لن المحلل قد طلقها فى نفس المجلس ولم يدخل‬
‫طلّقْتُمُوهُنّ‬
‫بها ‪ .‬وليس للمطلقة التى لم يدخل بها زوجها عدة مصداقا لقوله تعالى " يَا أَ ّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا ِإذَا َنكَحْ ُتمُ الْ ُمؤْمِنَاتِ ُثمّ َ‬
‫ع ّدةٍ َت ْع َتدّو َنهَا) ‪ :‬الحزاب ‪. "49‬‬
‫علَ ْيهِنّ مِنْ ِ‬
‫مِنْ َق ْبلِ أَنْ تَمَسّوهُنّ َفمَا َل ُكمْ َ‬

‫س ‪ : 14‬نريد توضيحا أكثر‪ ..‬كيف يتم حل المشكلة فى جلسة واحدة ؟‬


‫ج ‪- 14‬اذا أردنا التوضيح أكثر فلنعد الى قصة الست نعمات والخ بخيت التى بدأنا بها الموضوع لنحكيها بطرقة أخرى ‪،‬نتخيل‬
‫فيها ان هناك مأذونا يفهم تشريع ال تعالى فى القرآن الكريم ‪ .‬ذلك المأذون سيأتى بعد انتهاء العدة وتمام فترة الطلق الثالث‬
‫بين نعمات وعبده بيه ليعلن تحول الطلق الى سراح وفراق تام وانفصال بينهما وحرية الست نعمات فى أن تتزوج من تشاء‪،‬‬
‫وفى الجلسة يتقدم بخيت يطلب الزواج منها ‪ ،‬فيقوم المأذون بعقد قران نعمات على بخيت ‪ ،‬وبعد دفع المهرواتمام العقد فان‬
‫عقد الزواج هو مفهوم النكاح المذكور فى القرآن الكريم ‪ ،‬ويكون الخ بخيت قد ( نكح ) الست نعمات فعل بعقده زواجه عليها ‪،‬‬
‫ول حاجة لدخوله بها ول حاجة لن تنبهر بعسيلته أو أن يتذوق عسيلتها‪ .‬وعليه فانه فى نفس المجلس ايضا يمكن أن يتم‬
‫طلق بخيت ونعمات‪ ،‬ويطلقها المأذون ‪ .‬ولن الخ بخيت لم يدخل بالست نعمات فليس لها عدة ‪ ،‬أى يمكن للمأذون – أيضا –‬
‫وفى نفس المجلس ‪ -‬أن يعقد قران محاسن على عبد بيه ‪ .‬كل ذلك فى جلسة واحدة يتم فيها ‪ :‬اعلن النفصال بين عبده بيه‬
‫ونعمات أول ‪ ،‬ثم عقد زواج نعمات و بخيت ثانيا‪ ،‬ثم طلق بخيت ونعمات ثالثا ‪ ،‬ثم زواج نعمات وعبد بيه رابعا ‪.‬‬
‫‪ ..‬وكل عام وانتم بخير!!‬

‫هذه المقالة تمت قرائتها ‪ 5638‬مرة‬

‫التعليقات (‪)14‬‬
‫[‪ ]11175‬تعليق بواسطة عابد اسير ‪23-09-2007 -‬‬
‫شيوع الفاحشة بين المؤمنين‬
‫شيوع الفاحشة بين المؤمنين لم بغواية ابليس فقط ولكنة كان بافتراءات شيوخ الفقة السنى عندما قاموا بمهمة شياطين النس خير‬
‫قيام فى موضوع المحلل وزواج المتعة المتفشيان بين المسامين حتى اليوم‪.‬‬
‫‪ 12‬من ‪16‬‬

‫ول حول ول قوة ال بال العلى العظيم‬


‫‪---------------------------------‬‬

‫[‪ ]14275‬تعليق بواسطة فريد نمور ‪07-12-2007 -‬‬


‫النكاح يختلف معناة فى القرآن و السنة (مفتاح الفهم)‬
‫كما يختلف معنى المكروه فى القرآن و السنة‬
‫نريد من استاذنا الدكتور أحمد منصور اضافة كلمات اخرى مجمعة لتعيننا لفهم آيات القرآن بكل ما تعنيه كلمة آية و التى لسيادتكم‬
‫الفضل فى افهامننا اياها‬
‫كما يوجد كلمات لها أكثر من معنى مثل المحصنات‬
‫أعلم ان ما أطلبه كثير و لكن لشعورى انها مفاتيح تعين لفهم القرأن الح و الح‬
‫و زيدنا من كتبك بالموقع‬
‫اريد او اتمنى ان ارتقى فى فهمى للقرأن رغم ضعف لغتى العربية‬
‫ما هى الكتب التى يمكن ان اقرأها فى التفاسير و الحاديث و تفسير القرآن التى يمكن من خللها الستفادة علما اننى ليس بخبير‬
‫كى أقرأ و اكتشف ان كان الكتاب مفيد من عدمه‬
‫و لكم الشكر‬

‫[‪ ]22764‬تعليق بواسطة جهاد فيصل ‪12-06-2008 -‬‬


‫المحلل و تصفير العداد ‪ -‬رأي فقط‬
‫أل يكون هذا تأيدا لفكرة المحلل ‪ ..‬في المذهب السني جعلو للمحلل حق الدخول بهذه المطلقة على شرط تطليقها بعد ذلك وهي‬
‫زواج متعة بل تفوق عليه فالزوج هو من يدفع المهر إن وجد وحتى تكاليف الدخول بزوجته ‪..‬هذه فكرة مريضة ومع ذلك لم‬
‫تردعهم عن الستخفاف بالطلق‪.‬‬
‫أل تعتقد أستاذنا العزيز بأن فكرتكم ستزيد الستخفاف بالطلق وبالتالي تصفير العداد ونبدأ من جديد ‪ ..‬ول يوجد دخول بالزوجة‬
‫إذا ل ضرر ‪ ..‬وهو متعة مع وقف التنفيذ وزواج بقصد الطلق ‪.‬‬
‫أل يكون القصد من الية أن ل مجال للعودة إل أن تكون تلك المرأة قد تزوجت وعاشت حياة طبيعية ثم شائت القدار أن تتطلق أو‬
‫يموت زوجها الثاني فحينها يمكن لها أن تحل لذالك الزوج الول الذي كان قد طلقها ثلثا؟؟‬
‫حدُودُ‬
‫حدُودَ الِّ َوتِ ْلكَ ُ‬
‫ن ُيقِيمَا ُ‬
‫ظنّا أَ ْ‬
‫جعَا إِنْ َ‬
‫ن َيتَرَا َ‬
‫عَليْ ِهمَا أَ ْ‬
‫جنَاحَ َ‬
‫غيْرَ ُه َفإِنْ طَلّ َقهَا فَلَ ُ‬
‫حتّى تَ ْنكِحَ زَ ْوجًا َ‬‫ل تَحِلّ لَ ُه مِنْ َب ْعدُ َ‬
‫(فَإِنْ طَلّ َقهَا فَ َ‬
‫لّ ُيبَ ّي ُنهَا ِلقَوْ ٍم َيعَْلمُونَ) البقرة‪) 230 /‬‬ ‫ا ِ‬
‫فإن طلقها أل تعني إلغاء لوضيفة المحلل وأن الزوج الذي سيتزوجها بعده له حرية التطليق‪ ..‬أي لم يتقدم ليكون محلل غرضه‬
‫التطليق؟؟‬
‫حدُودَ الِّ ) أي أن رغبة هذين الزوجين في العودة إل بعضهما ليست‬ ‫ن يُقِيمَا ُ‬ ‫ظنّا أَ ْ‬
‫جعَا إِنْ َ‬
‫ن يَتَرَا َ‬‫جنَاحَ عََل ْي ِهمَا أَ ْ‬
‫ثم الية تقول ( فَلَ ُ‬
‫مسبقة فوجود المحلل يلزم أن يكون المر مرتبا بينهما بينما الية توحي بأن الزوجين إن ضنا أن يقيما حدود ال فمسموح لهما‬
‫ذالك التراجع‬
‫بعد ذلك الطلق عن زواج طبيعي‪.‬‬
‫ل في ذالك منطق؟؟‬
‫[‪ ]22765‬تعليق بواسطة شريف صادق ‪12-06-2008 -‬‬
‫أقسم بال أن أشهد بالحق ‪ ..‬لى أو على ‪..‬‬
‫بعد التحية والسلم‬

‫إقتباس‪:‬‬

‫حدُو َد الِّ ) أي أن رغبة هذين الزوجين في العودة إل بعضهما‬


‫جعَا إِنْ ظَنّا أَنْ يُقِيمَا ُ‬
‫علَ ْيهِمَا أَنْ َيتَرَا َ‬
‫{ ثم الية تقول ( َفلَ جُنَاحَ َ‬
‫ليست مسبقة فوجود المحلل يلزم أن يكون المر مرتبا بينهما بينما الية توحي بأن الزوجين إن ضنا أن يقيما حدود ال‬
‫فمسموح لهما ذالك التراجع‬

‫بعد ذلك الطلق عن زواج طبيعي‪.‬‬

‫هل في ذالك منطق؟؟}‬

‫ول ريحه المنطق ( من جانبى ) إل فى إحتمال واحد فقط ‪..‬‬

‫أن يكون قول إبن كثير التالى صحيحا فى سبب نزول الية ‪:‬‬
‫‪ 13‬من ‪16‬‬

‫طلّ َقهَا مِائَة مَرّة مَا‬


‫جعَةِ اِمْرَأَته وَإِنْ َ‬
‫حقّ بِرَ ْ‬
‫عَليْ ِه الَْمْر فِي اِ ْب ِتدَاء الِْسْلَم مِنْ أَنّ الرّجُل كَانَ أَ َ‬
‫{" َه ِذهِ الْيَة ا ْلكَرِيمَة رَا ِفعَة لِمَا كَانَ َ‬
‫علَى ال ّزوْجَات قَصَ َر ُه ْم الّ" ‪} ..‬‬ ‫ن َهذَا فِيهِ ضَرَر َ‬ ‫دَامَتْ فِي ا ْل ِعدّة َفلَمّا كَا َ‬

‫أن يكون قد تم إدخال المحلل فى المنتصف حى ل يتم إعطاء الفرصة للزوج أن يطلق ويرجع إمرآته العمر كله بدون مهرا جديدا‬
‫أو حتى بدون أن يكون لها رآيا فى رفض الرجوع ‪ ..‬وجميعنا يعلم انه قبل صدور قانون الخلع بمصر تم بهدله نساء كثيرات‬
‫وتركهم كالمعلقات (( عندا )) ‪ ..‬بمعنى ان ليس كل الرجال ملئكة ‪ ..‬ومن المحتمل ان يكون هذا مخرجا لمن تتزوج النذل من‬
‫الزواج ( مثل ما وصفه بن كثير ) ‪ ..‬وإن تاب أهل بالمحلل ومهر جديد غرامة وتعويضا منه عما صدر منه من خطا بحق‬
‫الزوجة ‪ ..‬لم يتوب بالسلمة ووراه كسرقله أو قل كسر زير ‪..‬‬
‫والسلم ‪..‬‬
‫[‪ ]22769‬تعليق بواسطة شريف صادق ‪12-06-2008 -‬‬
‫اشرح ببساطة ما أذهب إليه‬
‫لفد كانت أسرتى تقطن بفيل باليجار ( من شركة مصر الجديدة ) قبل أن نقوم شرائها منهم بناء على رغبتنا بعد إستجارها‬
‫منهم لمدة تزيد عن عشرون عاما حيث انهم قالوا لنا اننا سنبيع الفيل لمالك جديد ( مع إستمرا تعاقدكم كما هو مع المالك‬
‫الجديد حسب القانون ) وانه حسب قانون الشفعة من حقكم أن تكونوا أول المشترين إذا رغبتم ‪ ..‬وقد كان ‪..‬‬

‫الفيل بحديقة على مساحة ‪ 600‬متر مربع ‪ ..‬وعلى ناصية ‪ ..‬بأرقى حى بمصر الجديدة ‪ ..‬ثلثة أدوار ‪ ..‬وبدروم حجرتين وحمام‬
‫‪ ..‬وسطوح مستقل ‪..‬‬

‫وأيجارها ‪ ( 8‬ثمانية جنيهات بالشهر ) حسب العقد ‪..‬‬

‫كان العرف سابقا بمصر ان يتم تجديد العقد للورثة إلى يوم الدين ‪...‬‬
‫هل هذا معقول ؟؟ ‪ ..‬هل معقول ان نستمر فى دفع هذا المبلغ الصغير ( أقل من دولرين بالشهر !! ) إلى يوم الدين ؟؟‪..‬‬

‫كان لبد من صدور قانون لتصفير عدد مرات تناقل العقد للورثة لتصحيح الوضع ‪..‬‬

‫وفعل صدر قانون بمصر ينص على أن العقد يجدد للورثة مرة واحدة فقط ‪..‬‬

‫ما أقصده ‪ ..‬هو من فضلكم التروى والنظر فى كل الملبسات قبل اصدار الحكام ‪..‬‬
‫أما وجهه الشبهه بين ما أطرحة من مثال وبين تداخل المحلل ‪..‬‬

‫== فى حاله المحلل هذا لجعل هناك سقف لنذاله الزوج الندل فى عدد مرات طلقه لزوجته وإرجاعه لها بالقصر عن إرادتها ‪..‬‬
‫فالتصفير هنا يجئ رحمة للزوجة وجعلها المتحكم بعد الطلقه الثالثة ‪..‬‬

‫== وفى حاله إيجار الفيل أيضا لجعل هناك سقف لطول ثبات عقد اليجار بالتصفير ايضا رحمة للمالك وجعله المتحكم بعد‬
‫توريث العقد لمرة واحدة‪..‬‬

‫والسلم ‪..‬‬

‫[‪ ]22842‬تعليق بواسطة جهاد فيصل ‪14-06-2008 -‬‬


‫إهدأ إهدأ يا عزيزي‬
‫نعم نعم قل الحق ول تبالي فهكذا هو المسلم وهو إبتلء عضيم خصوصا لو كان قول هذا الحق فيه تهديد على حياتك كمسلم "‬
‫أقسم بال أن أشهد بالحق ‪ ..‬لى أو على ‪" ..‬‬

‫لكننا هنا يا عزيزي نبحث عن الحقيقة وإن كنت تزعم إمتلكها كاملة هات ما عندك ‪ ..‬لكن دعني أجيب كلنا يسعى ورائها ولن‬
‫يجليها ال سبحانه وتعالى كاملة إل يوم لقائه رحمني وإياك من أهوال ذلك اليوم‪.‬‬

‫والجميل في هذا الموقع الذي أنا جديد عليه هو جمال ورقي الحوار بين رواده وعلى رأسهم د‪.‬أحمد صبحي الذي رغم علمه‬
‫وإطلعه الكبيرين يسمح لنا أن نجادله ونناقشه وقد نختلف معه كل على ما أوتي من علم وحجة‪ ..‬إذن فل تحكم بالمطلق وتقول ‪:‬‬

‫ول ريحه المنطق ( من جانبى ) إل فى إحتمال واحد فقط ‪..‬‬

‫أعود إلى الموضوع ‪:‬‬


‫‪ 14‬من ‪16‬‬

‫نعم ماتقوله قد يكون فيه إنصاف كبير للمرأة في جعلها متحكمة ‪ ..‬وهذا إعتمده القرأن حين جعل الطلق ثلث ‪..‬بعدها ينفسخ العقد‬
‫‪ ..‬وتصبح المرأة في إطار عقد نكاح جديد‬

‫لكن السؤال ما دور المحلل ؟‬

‫العقد سينفسخ بعد الطلقة الثالثة أي أن المرأة أصبحت حرة وعودتها ستكون بعقد جديد لها حرية بنوده‬
‫هل "المحلل" دوره نفسي كعقاب للزوج ؟‬

‫هل فعل "المحلل" يجب أن يدخل بالزوجة؟؟ رغم فضاعة الفكرة‪.‬‬

‫أم أن مجرد عقد النكاح يجعلها متزوجة سابقة كما قال د‪.‬أحمد في حرمة الزواج من مطلقه الب حتى وإن لم يدخل بها أي‬

‫عقد النكاح ملزم ولو بدون دخول ‪ ...‬وما أهمية ذالك ؟‬

‫وهل سيتعض الزوج الذي إستسهل الطلق؟؟؟‬

‫ثم قرار الطلق كما أوضحه د‪.‬أحمد منصور ليس قرارا إرتجاليا عصبيا كما عهدناه في الفلم إنعكاسا‬

‫لرأي المذهب السني ‪ ..‬بل هو نتيجة تفكير و مراجعة وشهود و هذا لثلث مرات ‪ ..‬أل يعكس تكرار ذلك الطلق وجود‬

‫خلل والحياة الزوجية و بين طرفيها‪..‬يوجب حل رادعا‬

‫تسائلت أطرحها باحثا عن إجابة أو جزء منها لمن يملكها ‪ ......‬تحياتي للجميع‬

‫‪14-06-2008 -‬‬ ‫[‪ ]22843‬تعليق بواسطة شريف صادق‬


‫الرد باين من عنوانه للسف ‪..‬‬
‫السلم على من أحسن القول واتبع القرآن ‪..‬‬

‫القول منكم بعنوانكم‪:‬‬

‫{ إهدأ إهدأ يا عزيزي }‬

‫هذ قول غير محمودا للسف !!! ‪ ..‬فهل ترمى إلى أننى متشنجا بين سطوركم ‪..‬أكرر ‪ ..‬بين سطوركم أم ماذا أيها المسلم‬
‫(((( الجديد هنا )))) ؟؟‬

‫أما قولكم‪:‬‬

‫{ نعم نعم قل الحق ول تبالي فهكذا هو المسلم وهو إبتلء عضيم خصوصا لو كان قول هذا الحق فيه تهديد على حياتك كمسلم‬
‫" أقسم بال أن أشهد بالحق ‪ ..‬لى أو على ‪ .. " ..‬لكننا هنا يا عزيزي نبحث عن الحقيقة وإن كنت تزعم إمتلكها كاملة هات ما‬
‫عندك ‪ ..‬لكن دعني أجيب كلنا يسعى ورائها ولن يجليها ال سبحانه وتعالى كاملة إل يوم لقائه رحمني وإياك من أهوال ذلك‬
‫اليوم‪} .‬‬

‫أننى أعبر عما أراه داخل نفسى وهذا حقى وأنت مرغم على أل أمنع من قوله ‪ ..‬أما كونك يا مسلم تأخذ به أم ل تأخذ فهذا من‬
‫حقلك ول خلف عليه ‪ ..‬لكن ليس من حقك أبدا أن ترغمنى على ل أفصح عما أعتقد فيه من جانبى ‪ ..‬وأنا لم أجبرك عليه يا‬
‫مسلم إن كنت تعلم القراءة من أساسة ‪ ..‬وصلت ‪ .‬؟؟‪.‬‬

‫أما قولكم ‪:‬‬

‫{ والجميل في هذا الموقع الذي أنا جديد عليه هو جمال ورقي الحوار بين رواده وعلى رأسهم د‪.‬أحمد صبحي الذي رغم علمه‬
‫وإطلعه الكبيرين يسمح لنا أن نجادله ونناقشه وقد نختلف معه كل على ما أوتي من علم وحجة‪ ..‬إذن فل تحكم بالمطلق وتقول‬
‫‪ :‬ول ريحه المنطق ( من جانبى ) إل فى إحتمال واحد فقط ‪} ..‬‬
‫‪ 15‬من ‪16‬‬

‫وال أضحكتنى حتى الثمالة ‪ ..‬من قال مطلق خاصتك ؟؟ ‪ ..‬من أين جئت بها يا محترم ؟؟ ‪ ..‬ليتك تتفهم ماذا عنيت بقولى (( من‬
‫جانبى )) باللغة العربية قبل ردك الغير مدركا لمعانى اللغة العربية !!!‪.‬‬

‫أما قولك ‪:‬‬

‫{ هل "المحلل" دوره نفسي كعقاب للزوج ؟ هل فعل "المحلل" يجب أن يدخل بالزوجة؟؟ رغم فضاعة الفكرة ‪ ..‬إلى اخر‬
‫تعليقك )‬

‫فرده برجاء الرجوع إلى القرآن يا مسلم حتى تجد الجابة فى اليات التالية ‪:‬‬

‫علَى الْمُ ْقتِرِ َقدَ ُرهُ َمتَاعًا‬


‫سعِ َقدَ ُر ُه وَ َ‬
‫علَى الْمُو ِ‬
‫طلّ ْق ُتمُ النّسَاء مَا َلمْ تَمَسّوهُنّ َأوْ َتفْرِضُو ْا َلهُنّ فَرِيضَ ًة وَ َم ّتعُوهُنّ َ‬
‫عَل ْي ُكمْ إِن َ‬
‫جنَاحَ َ‬
‫{ لّ ُ‬
‫سنِينَ } ‪ ..‬البقرة ‪236‬‬ ‫علَى الْمُحْ ِ‬ ‫بِالْ َمعْرُوفِ حَقّا َ‬

‫و‬

‫ع ّدةٍ َتعْ َتدّو َنهَا َفمَ ّتعُوهُنّ وَسَرّحُوهُنّ‬


‫علَ ْيهِنّ مِنْ ِ‬
‫طلّقْتُمُوهُنّ مِن َق ْبلِ أَن تَمَسّوهُنّ فَمَا َل ُكمْ َ‬
‫{أَ ّيهَا اّلذِينَ آ َمنُوا ِإذَا َنكَحْ ُتمُ الْ ُمؤْمِنَاتِ ُثمّ َ‬
‫سَرَاحًا جَمِيل } ‪ ..‬الحزاب ‪49‬‬

‫و‬

‫ض ُتمْ ِإلّ أَن َيعْفُونَ َأوْ َيعْ ُفوَ اّلذِي ِب َي ِدهِ عُ ْق َدةُ ال ّنكَاحِ‬
‫طلّقْتُمُوهُنّ مِن َق ْبلِ أَن تَمَسّوهُنّ وَ َقدْ فَ َرضْ ُت ْم َلهُنّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَ ْ‬ ‫{وَإِن َ‬
‫ن الَّ بِمَا َتعْ َملُونَ بَصِيرٌ } ‪ ..‬البقرة ‪237‬‬ ‫ضلَ بَ ْي َن ُكمْ إِ ّ‬
‫سوُاْ الْفَ ْ‬
‫ب لِلتّ ْقوَى َولَ تَن َ‬
‫وَأَن َتعْفُواْ أَقْرَ ُ‬

‫والسلم‬

‫‪14-06-2008 -‬‬ ‫[‪ ]22844‬تعليق بواسطة شريف صادق‬


‫الخلصة‬
‫أيها الجهاد فيصل ‪..‬‬

‫لو بفرض ‪ ..‬أكرر ‪ ..‬بفرض ‪ ..‬أننى سأطلق زوجتى ثلت مرات ( وهذا لن يحدث "بأذن ال" ولكن فرضا حتى يصلكم الشرح )‬
‫فأننى عن نفسى سأستعين بمحلل لن يدخل بزوجتى ول شأن لى بغيرى ‪ ..‬أكرر ‪ ..‬ول شأن لى بغيرى ‪..‬أما عن حسابى فهو‬
‫عند ال وليس عندك ‪ ..‬أو عند الوهابيين ‪ ..‬أو عند الزهر ‪ ..‬أو عند الخوان المتأسلمين ‪ ..‬أو عند شيوخ الفضائيات ‪ ..‬أو عند‬
‫الباحثين عن الحق على النترنت ‪..‬‬

‫أما أنتم فأنتم حرون فى حقيقتكم ول شأن لى بكم ‪..‬‬

‫[‪ ]22845‬تعليق بواسطة جهاد فيصل ‪14-06-2008 -‬‬


‫عزيزي ل تأخذ المور بشكل شخصي رجاءا‬
‫لن ندخل في جدال عقيم‪ ...‬ما أردت طرحه في تعليقي هو رغبة في الحوار والنقاش وليس التهكم والهجوم‪ ....‬مرة أخري وهذه‬
‫المرة أرجوك أن تهدأ فليس لي قصد شخصي وناهيك عن أننا ل نعرف بعضنا‪..‬‬

‫و اليات الكريمة التي أشرت إليها تتحدث عن حالة بعينها هي وجود طلق بدون المساس بالمرأة أي "دخول" كيف تربط ذلك‬
‫بموضوع‬

‫المحلل ؟‬

‫ثم أنا ل أناقش صحية الطلق بدون المساس بالمرأة أي فسخ عقد نكاح بدون" دخول "والذي نضمته اليات التي ذكرتها ‪ ..‬لكن ما‬
‫أحاول تبيانه أو الستفسارعنه هو دور" المحلل" أو عقد النكاح الذي إشترطته الية ليكون فسخه شرطا لعودة المرأة للزوج الول‬
‫هل قصدت‬

‫حدُودَ‬
‫ن يُقِيمَا ُ‬
‫ظنّا أَ ْ‬
‫جعَا إِنْ َ‬
‫ن َيتَرَا َ‬
‫جنَاحَ عََل ْي ِهمَا أَ ْ‬
‫غيْ َر ُه فَإِنْ طَلّ َقهَا فَلَ ُ‬
‫حتّى َت ْنكِحَ َزوْجًا َ‬
‫ن َبعْدُ َ‬
‫الية الكريمة ( َفإِنْ طَلّ َقهَا فَلَ َتحِلّ لَ ُه مِ ْ‬
‫لّ يُ َبّي ُنهَا لِقَ ْو ٍم َيعَْلمُونَ) البقرة‪) 230 /‬‬ ‫حدُودُ ا ِ‬‫الِّ َوتِ ْلكَ ُ‬
‫‪ 16‬من ‪16‬‬

‫أن يكون الحل هو" المحلل" بمفهومه الحالي أو المحدث كما طرحه د‪.‬أحمد ‪..‬؟؟‬
‫أتمنى أن ل تغضب أو تتحسس من تعليقي ‪ ..‬فأنا لم أغضب من تعليقك ‪..‬رغم أنك لم تجب عن تساؤلتي وأتمني من الخوة‬
‫الخرين الدلء‬
‫بالرأي لعلنا نستأنس بنور إضافي مما أنعم ال به على عباده‪..‬‬
‫تحياتي أخي المسلم شريف صادق ونعم يزيدني شرفا أن تدعوني "يا مسلم" ‪ ..‬وليس من حقي أن أجبر أحدا على أي شئ إن هي‬
‫إل أفكار‬
‫وتساؤولت أطرحها رغبة في ترسيخ إيمناي بال وكتابه الكريم‪...‬تحياتي‬

‫[‪ ]22846‬تعليق بواسطة شريف صادق ‪14-06-2008 -‬‬


‫من حقى أل أستكمل الحوار معكم لما بدر منكم من قذف بحقى !! ‪..‬‬
‫هذا الرابط يشتمل على قذفكم فى حقى ‪www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php :‬‬

‫وهذا الرابط هو ما أنا مصر عليه وحسابى عند ال وليس عندك أو عند غيرك ‪www.ahl- :‬‬
‫‪alquran.com/arabic/show_article.php‬‬

‫وصلت ؟؟ ‪..‬‬

‫[‪ ]22847‬تعليق بواسطة جهاد فيصل ‪14-06-2008 -‬‬


‫أعتذر بشدة ‪ -‬رغم إستغرابي‬
‫أول تعليق لي في هذا المقع ولسوء حضي فهمتني خطأ‪..‬‬

‫إن كان هنالك أي من إسائة فأنا أعتذر ‪..‬‬


‫أقتبس‪...‬‬
‫"‪.‬أما عن حسابى فهو عند ال وليس عندك ‪ ..‬أو عند الوهابيين ‪ ..‬أو عند الزهر ‪ ..‬أو عند الخوان المتأسلمين ‪ ..‬أو عند شيوخ‬
‫الفضائيات ‪ ..‬او عند الباحثين عن الحق على النترنت‪" ....‬‬
‫هذا هو موقعنا وهو على النترنت و أسمح لنفسي أن أنتمي لهذه الجماعة وهذا الموقع رغم أني ل أحب السم حيث أنا مسلمون‬
‫وكفى‬

‫وما الطرح الذي يطرحه هذا الموقع إل جزء من الحقيقة وأشكر ال أن دلني عليه عن طريق مكانه على النترنت وليس في ذلك‬
‫عيب‬

You might also like