Professional Documents
Culture Documents
حقوق األوالد وهم ثمرة الزواج ،تثبت من وقت الوالدة ،و بعضها على األب وحده ،
وبعضها على الزوجين ،وبعضها على الوالدين ،وبعضها حق لهما ،وأول ما يثبت 9لألوالد من
حقوق ،هو ثبوت النسب ،وهو حق للولد ،ولألب ثم يكون حق التربية 10
وفيما يلى نتناول حق الولد ـ ذكراً كان أو أنثى ـ فى إثبات نسبه 9وأحكام ذلك شرعا ً وقانوناً،
خاصة وأن دعاوى إثبات ،ونفى النسب بلغت عدداً خطيراً فى اآلونة األخيرة على التفصيل اآلتى :
فقد روى أنه رفع إلى عمر بن الخطاب رضى هللا عنه أن امرأة ول99دت لس99تة أش99هر ،من وقت
زواجها ،فهم عمر بإقامة الحد عليها ،فقال له على بن أبى طالب رضى هللا عنه ،ليس لك ذلك ،قال
هللا تعالى :
، ) (2وقال تعالى :
)(3فحوالن وستة 9أشهر ،فخلى عمر سبيلها ،ويروى أن الذى قال له ذلك هو ابن عباس ،وهذا رأى
األئمة 9األربعة وغيرهم من الفقهاء (0)4
وأما أقصى مدة للحمل فقد اختلف فيها الفقهاء :
ذهب اإلمام مالك إلى أنها خمس سنين ،وقال الشافعى أربع ،وهو رأى عن99د المالكي99ة ،ورأى
الحنابلة ،وعن أحمد أن أقصى مدة للحمل سنتان وهو رأى الحنفية ،لما روى عن عائشة رض99ى هللا
عنها قالت :ال تزيد المرأة عن السنتين فى الحمل ،وقال محمد بن الحكم :إن أقصى م99دة الحم99ل س99نة
قمرية ،وقال الظاهرية أقصى مدة الحم9ل تس9عة أش9هر ،وال يزي9د على ذل9ك 0وق9ال بن رش9د :ه9ذه
المسألة الرجوع فيها إلى العادة والتجربة ،وقول بن الحكم والظاهرية هو األقرب إلى المعتاد 0
وقد أخذ المشرع المصرى خروجا ً على المذهب الحنفى فى القانون رقم 25لسنة 1929برأى
قريب من مذهب بن الحكم ألن السنة عنده هاللية ،ذلك أن العمل بمقتضى 9م99ذهب اإلم99ام /أبى حنيف99ة
كان يقتضى اعتبار أقص99ى م99دة للحم99ل س99نتين ،ولكن الق99انون رقم 25لس99نة 1929ع99د أقص99ى م99دة
الحمل سنة شمسية ( ) 365يوما ً بالنسبة 9لسماع دع9وى نفق9ة الع9دة ،ودع9وى النس9ب حس9بما يفهم
من نص المادة 23 /من القانون سالف الذكر المعدل بالقانون رقم 100لسنة 0 1985
اتفق الفقهاء على أن العقد الصحيح هو السبب فى ثبوت نسب الولد ال9ذى يول99د فى أثن99اء قي9ام
العالقة الزوجية ،إال أنهم اختلفوا فى اشتراط الدخول أو إمكان الدخول :
فقال أب99و حنيف9ة :إن العق9د الص99حيح وح99ده س9بب فى ثب99وت نس9ب الول9د ول9و لم يلت99ق الرج99ل
بالمرأة قط 0
وقال أحمد :فى قول ،والشافعى ،ومالك :إن العقد الصحيح سبب لثبوت نس99ب م99ا ت99أتى ب99ه
المرأة فى أثناء قيام الزوجية أو العدة إذا كان الدخول ممكنا ً ،فإذا ثبت أن99ه غ99ير ممكن ف99إن النس99ب ال
يثبت ،وكذلك إذا ثبت أنهما لم يتالقيا قط ولم يكن فى اإلمكان تالقيهما 0
أما شيخ 9اإلس99الم ابن تيميه : 9فق99د اخت99ار أن النك99اح الص99حيح يع99د س99ببا ً لثب99وت النس99ب بش99رط
الدخول الحقيقى ،وقال إن أحمد أشار فى رواية حرب بمثل 9ذلك 0
وهذا ما رجحه وبح9ق ابن القيم ( )1حيث ق9ال :وه9ذا ه9و الص9حيح المج9زوم ب9ه فكي9ف تص9ير9
المرأة فراشا ً ولم يدخل بها الزوج ولم يبن بها لمجرد امكان بعيد ؟ وهل يعد أهل العرف واللغة المرأة
فراشا ً قبل البناء بها ؟ وكيف تأتى الشريعة بإلحاق نسب من لم يبن بامرأة وال دخل بها وال اجتمع بها
بمجرد امكان ذلك ؟ وهذا االمكان قد يقطع بانتفائه عادة فال تصير 9المرأة فراشا ً إال بدخول محقق0
أما السبب فى ثبوت النسب الفاسد ومثال الزوجية الفاسدة زواج الرجل من أخته فى الرضاعة
أو من تزوجت بغير شهود فهو الدخول الحقيقى وبدونه ال يثبت النسب ،ومثل ذلك الوطء بش99بهة من
كل الوجوه 0
وقد أخذ المشرع المصرى خروجا ً على المذهب الحنفى فى القانون رقم 25لسنة 1929برأى
وسط حيث منع عند اإلنكار سماع دعوى النسب لولد زوجة ثبت ع99دم التالقى بينه99ا وبين زوجه99ا من
حين العقد ،وال لولد زوجة أتت به بعد سنة 9من وقت غيبة الزوج عنها0
لقوله فى الحديث الصحيح " :الولد للفراش وللعاهر الحجر"( ، )2وألن ثبوت النس99ب نعم99ة
والجريمة ال تثبت النعمة بل يستحق صاحبها النقمة 0
فإذا كان فعل الزنا خالى من أى شبهة مسقطة للحد فإن النسب ال يثبت باإلجماع ،أما إذا كانت
ثمة شبهة تمحو وصف الجريمة فإن النسب يثبت على الراجح 0
( )2أحكام األحوال الشخصية فى الشريعة والقانون ـ للشيخ /أحمد إبراهيم بك ،والمستشار /واصل عالء الدين أحمد إبراهيم ـ الطبعة الخامسة 2003ـ ص 0 539
( )3قوانين األحوال الشخصية معلقا ً على نصوصها ـ للمستشار /أشرف مصطفى كمال ـ الطبعة السادسة 2003ـ ص 0 519
( )4الطعن رقم 462لسنة 64ق ـ جلسة 15/2/2000ـ مشار إليه بقوانين األحوال الشخصية معلقا ً على نصوصها ـ المرجع السابق ـ هامش ص 0 522
( )5نشر فى الجريدة الرسمية بالعدد رقم 12تابع (أ) بتاريخ 0 18/3/2004
(( )1سورة النورـ من اآلية 6حتى 0 ) 8
3
2ـ الزوجية الفاسدة كسبب لثبوت النسب :
ومثال الزوجية الفاسدة زواج الرجل من أخته فى الرضاعة أو من تزوجت بغير شهود 0
ويجب لثبوت النسب فى الزوجية الفاسدة أن يكون الزواج ثابتا ً ال نزاع فيه رغم فس9اده س9واء
كان اإلثبات بالفراش أو اإلقرار أو البينة 0
وكما يثبت النسب فى الزواج الفاسد فيثبت أيضا ً فى الوطء بشبهة ومثاله حال99ة المطلق99ة ثالث 9ا ً
ويصلها المطلق خالل العدة معتقداً أنها تحل له على الرغم من بينونتها منه بينونة 9كبرى 0
وفى الحالتين الزواج الفاسد والوطء بشبهة 9ال يثبت 9فيهما النسب إال بأحد طرق أربعة هى قيام
الفراش أو اإلقرار أو البينة 9أو حكم القافة 0
أما وسائل إثبات النسب أى طرق إثبات عالقة الزوجية التى يترتب 9عليها إثبات النسب أو نفيه
بعدم إثباتها فهى أربعة:
1ـ ثبوت الزوجية ( الفراش ) بكافة طرق اإلثبات 2 0ـ اإلقرار بالنسب أو االس99تلحاق ( دع99وة
النسب ) 3 0ـ البينة الشرعية 4 0ـ حكم القافة ( ( )2يثبت به النسب عند الجمهور ) 0
يثبت النسب بالزواج كما ذكرنا سواء كان ص99حيحا ً أو فاس99داً أو تم ال99وطء بش99بهة إذا ت99وافرت
شروط كل منها ،وسواء كان الزواج رسميا ً أو عرفيا ً صحيحا ً شرعا ً ،مكتوبا ً أو غير مكتوب 0
وفى حكم حديث قضت محكمة استئناف القاهرة لألحوال الشخصية بأنه :
" وحيث أنه ال يشترط فى إثبات عقد الزواج تقديم هذا العقد بل يكفى أن يثبت 9بالبين99ة وق99رائن
األحوال حصوله وحصول المعاشرة الزوجية تنفيذاً له ،كما أنه ليس بالالزم أن يشهد الشهود مجلس
ذلك العقد بل يكفى أن يشهدوا بعلمهم بحصوله ألن الشهادة بالتسامع جائزة 0كم99ا أن المق99رر ش99رعا ً
أن النسب هو حق هللا تعالى وهو من النظام العام وقد جرى الشارع على إثباته حتى إذا دار األمر بين
ثبوته 9ونفيه وترجح جانب اإلثبات وتقبل فيه الشهادة حسبة ويغتفر فيه التناقض لم99ا ق99د يص99احبه من
لبس أو إخفاء وتجوز فيه الشهادة بالشائع ويترتب 9النسب فى نكاح فاسد إذ األص99ل أن النس99ب يحت99ال
فى إثباته بما هو جائز عقالً وقبوله شرعا ً لحمل المرأة على الصالح صيانة لشرفها وشرف عشيرتها
وللتستر على األعراض وإحياء للولد مراعاة لمصلحته "(0 )3
وعلى ذلك يمكن للزوجة إثبات العالقة الزوجية ـ الفراش ـ بمعاينة 9الزوج المنكر لنسب ولده
منها لواقعة الوالدة ،أو حضوره مجلس العقد ( ،)4وتقبل قضا ًء شهادة الطبيب المولد فى إثبات واقعة
الوالدة ،وكذلك شهادة امرأة واحدة كما سبق القول 0
يعد اإلقرار بالنسب سببا ً منشئا ً له إذا صدر من األب مجرداً دون التصريح 9أنه من زنا 0وال
يشترط فى هذه الحالة المدة المشار إليها ـ أال تقل مدة الحمل عن ستة أشهر ،وال تزيد عن سنة 0
( )2والقافة لغة جمع قائف وهو الذى يعرف النسب بفراسته ونظره إلى أعضاء المولود 0
( )3الحكم الصادر من محكمة استئناف القاهرة لألحوال الشخصية ـ االستئنافات أرقام 1389لسنة 123ق 1503 ،لسنة 123ق 1605 ،لسنة 123ق ،بجلسة
24/5/2006ـ غير منشور0
( )4نقض أحوال شخصية فى الطعن رقم 74لسنة 53ق ـ جلسة 12/2/1985ـ س 0 36
4
ولقد أتى المشرع بقيود بموجب نص المادة 7 /من القانون رقم 1لسنة 2000فى حالة إذا
كان المقر بالنسب قد توفى منكراً له فال تقبل دعوى إثبات النسب أو اإلقرار به أو الشهادة على
اإلقرار به بعد الوفاة إال إذا وجدت أوراق رسمية أو مكتوبة 9جميعها بخط المتوفى وعليها إمضاؤه أو
أدلة قطعية جازمة على صحة هذا اإلدعاء 0
واإلقرار بالنسب نوعان :إقرار أصلى ،وإقرار فرعى بالنسب :
األول :اإلقرار األصلى :أى هو اإلقرار بالبنوة أو األبوة ،وال يكون فيه حمالً للنسب على
الغير0
ويشترط لثبوت النسب األصلى باإلقرار أربعة شروط :
أ ـ أن يكون المقر ببنوته ممن يولد مثله لمثل المقر 0
ب ـ أن يصدق المقر له المقر إذا كان مميزاً ،وإن لم يكن كذلك ثبت النسب دون حاجة
لتصديقه 0
ج ـ أن يكون المقر بنسبه 9مجهول النسب أى ال يعلم له أب فى البلد الذى يوجد فيه 0
د ـ أال يصرح المقر بالنسب أن المقر له ابنه من عالقة زنا 0
وتلك الشروط السابقة كما تسرى 9على المقر باألبوة ،تسرى أيضا ً على األم إذا أقرت
باألمومة ،إال أن وجه االختالف بينهما أن األم إن أقرت بأمومتها للطفل من زواج غير شرعى أى
عالقة زنا يثبت النسب لألم الزانية بشرط إثبات المرأة المقرة والدتها للمقر له باألمومة0 9
الثانى :اإلقرار الفرعى بالنسب :
وهو اإلقرار الذى يكون فيه حمالً للنسب على غير المقر 0كما إذا قال الرجل بأن فالنا ً أخوه
فإن معنى ذلك جعله ابنا ً ألبيه وأخا ً له نفسه وألخيه إن كان موجوداً 0
وهذا اإلقرار ال يصلح بمفرده إلثبات النسب حال كون اإلقرار يعد حجة قاصرة على المقر فقط
ال يتعداه إلى الغير 0ويشترط لصحة هذا اإلقرار أن يصدقه من حمل اإلقرار بالنسب عليه أو أن يثبت
المقر صحة ما جاء بإقراره بالبينة (0 )1
تعد البينة 9وهى شهادة الشهود إحدى طرق إثبات النسب ،وإذا ثبت النسب بموجبها فال حاجة
لبحث ما إذا كان المطلوب إثبات نسبه 9من زواج صحيح إذ يكفى ثبوت النسب بأحد الطرق المقررة
شرعا ً خاصة البينة ذلك أن لها حجة متعدية 9وليست قاصرة فى اإلثبات كما هو حال اإلقرار(0 )2
إال أنه يشترط لقبولها فى إثبات النسب معاينة واقعة الوالدة أو حضور مجلس العقد( 0 )3أما
عن نصابها المقرر شرعا ً فهو رجلين أو رجل وامرأتين 0ويكفى فيها التسامع استثنا ًء 0
وفى أحكام محكمة النقض المصرية 9أقرت بصحة الشهادة على وجود عقد الزواج وقيام
العالقة الزوجية حتى ولو لم يعاين الشاهد العقد متى اشتهر عند الشاهد ذلك طبقا ً لمذهب األحناف
المعمول به فى مصر فى دعاوى األحوال الشخصية 9عند عدم وجود نص فقد جاء فى أحد أحكامها :
" العشرة أو المساكنة ال تعتبر 9وحدها دليالً شرعيا ً على قيام الزوجية والفراش وإنما نص فقهاء
الحنفية على أنه يحل للشاهد أن يشهد بالنكاح ولو لم يعاينه متى اشتهر عنده بأحد نوعى الشهادة
الشرعية الحقيقية أو الحكمية 9فمتى شهد أن رجالً وامرأة يسكنان فى موضع أو بينهما انبساط
األزواج وشهد لديه رجالن عدالن بلفظ الشهادة أنها زوجته حل له أن يشهد بالنكاح وإن لم يحضر
( )1فى ذات المعنى :نقض جلسة 25/6/1975ـ ص 1302ـ س ، 26وكذلك نقض أحوال شخصية ـ الطعن رقم 114لسنة 64ق ـ جلسة 0 20/11/1998
( )2الطعن رقم 114لسنة 64ق ـ جلسة 20/11/1998ـ سالف اإلشارة إليه 0
( )3نقض أحوال شخصية ـ الطعن رقم 117لسنة 55ق ـ جلسة 0 19/5/1987
5
وقت العقد ،وهذا عند الصاحبين أما عند أبى حنيفة فال يجوز للشاهد أن يشهد على النكاح بالتسامع
إال إذا اشتهر شهرة حقيقية وهى ما تكون بالتواتر " (0 )1
ويثبت النسب بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين 0ويعتد فى إثبات النسب بشهادة التسامع
إستثنا ًء 0
4ـ حكم القافة ( يثبت به النسب عند الجمهور ) :
وكما سلف الذكر أن القافة لغة جمع قائف وهو الذى يعرف النسب بفراسته 9ونظره إلى
أعضاء المولود ،وتعد القافة أحد وسائل إثبات النسب شرعا ً وقانونا ً 0
فهى من الناحية الشرعية :
حكم رسول هللا وقضاؤه باعتبار القافة وإلحاق النسب بها 0حيث ثبت فى الصحيحين من
حديث عائشة رضى هللا عنها قالت دخل على رسول هللا ذات يوم مسروراً تبرق أسارير وجهه
فقال ألم تر أن "مجززاً المدلجى" نظر آنفا ً إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد وعليهما قطيفة قد
غطت رؤسهما وبدت أقدامهما فقال أن هذه األقدام بعضها من بعض فسر النبى بقول القائف ولو
كانت كما يقول المنازعون من أمر الجاهلية كالكهانة ونحوها لما سر بها وال أعجب بها ، 00قال
الشافعى والنبى أثبته 9علما ً ولم ينكره ولو كان خطأ ألنكره ألن فى ذلك قذف المحصنات ونفى
األنساب 0 )2 (
وحكم القافة من الناحية القانونية 9وإن كان معترف به شرعا ً فى إثبات ونفى النسب إال أنه من
الناحية الواقعية نادراً ما يتم اللجؤ إليها كوسيلة من وسائل اإلثبات وذلك بسبب قلة عدد القافة فى
العصر الحالى بل وندرتهم فى ظل ما طرأ على العالم من تقدم علمى وتكنولوجى فى عصر تحكمه
األدلة المادية فى مجال اإلثبات 0كما هو الحال فى ظهور تحليل األنسجة أو الحمض النووى وهو ما
يعرف بتحليل الـ D.N.A 0
المحكمة المختصة نوعيا ً ومحليا ً بنظر دعاوى إثبات ونفى النسب :
بموجب القانون رقم 1لسنة 2000بتنظيم إجراءات التقاضى فى مسائل األحوال الشخصية
وما نصت عليه المادة 10 /منه ،وكذلك ما نصت عليه المادة 3 /من القانون رقم 10لسنة 2004
بإنشاء محاكم األسرة ،فإن المحكمة المختصة بنظر دعاوى النسب هى محكمة األسرة االبتدائية 0
ويتعين قبل رفع الدعوى اللجؤ إلى مكتب تسوية المنازعات األسرية المختص بطلب تسوية
النزاع حول النسب ،عمالً بنصوص 9المواد 8 ، 6 ، 5 /من القانون رقم 10لسنة 2004سالف
الذكر ،وإال قضى فى الدعوى بعدم قبولها عمالً بنص المادة 9 /من ذات القانون 0
أما المحكمة المختصة محليا ً بنظر الدعوى فهى المحكمة التى يقع فى دائرتها موطن المدعى
عليه عمالً بنص المادة 15 /من القانون رقم 1لسنة 2000سالف اإلشارة إليه 0وذلك إذا كان
موطنه معلوما ً فإذا كان غير ذلك أى أنه لم يكن للمدعى عليه موطن معلوم فى مصر فإن المحكمة
المختصة محليا ً هى التى يقع فى دائرتها موطن المدعى 0
خاتمــــــــــة :
والجدير بالذكر أنه بلغت أعداد دعاوى إثبات وإنكار النسب المنظورة أمام المحاكم المصرية
فى اآلونة األخيرة ما يقرب من 12ألف قضية وهو عدد جد خطير ترجع أسباب هذا الكم الهائل من
الدعاوى فى الغالب األعم منها إلى تزايد عدد حاالت الزواج العرفى وتنكر األزواج لما يسفر عنه هذا
()1
نقض جلسة 26/10/1977ـ ص 1583ـ س 0 28
7
المصرى يطبق فى هذه الحالة مذهب اإلمام أبى حنيفة الذى ال يقر بإثبات النسب لمدعى أنه وليد
عالقة زنا 0
لذلك فقد تقدم أحد أعضاء مجلس الشعب بمشروع قانون لم يناقش بعد يتضمن 9النص على
جعل تحليل الـ D. N. Aوجوبيا ً فى أمثال تلك الدعاوى ،وجعل جزاء اإلدعاء الكاذب بإثبات
النسب عقوبته 9الغرامة المالية الكبيرة 00ولكن يثور التساؤل إذا كان هذا المشروع بقانون يضيف
وسيلة جديدة من وسائل إثبات النسب ،فما هو الحل إذا جاء التحليل مؤكداً نسبته إليه ـ وسبق لنا
القول أن هذا التأكيد محل نظر إذ قد يأتى التحليل بتلك النتيجة مع والد هذا الشخص ،أو أخيه التفاق
أنسجة كل منهم ـ ثم ادعى المراد نسب الولد له أنه ثمرة عالقة زنا ؟ خاصة وأن الشريعة اإلسالمية
كما ذكرنا أنها باتفاق الفقهاء ال تعترف بالنسب المترتب على عالقة الزنا ؟0
فإذا صدر هذا المشروع بقانون على النحو المذكور وترتب عليه إثبات النسب مع وجود
اإلدعاء بأنه وليد عالقة آثمة 9شرعا ً ،يكون فى هذا اإلثبات للنسب مخالفة صريحة ألحكام الشريعة
الغراء 0إذن ما هو الحل ؟؟؟
الحل فى اعتقادى أن يتضمن هذا المشروع بقانون تعديالً باإلضافة بإضافة نص جديد لقانون
العقوبات ،أو يضع نصا ً خاصا ً فى هذا القانون المزمع إصداره يجرم ارتكاب كبيرة الزنا قانونا ً ،
ويضع لها عقوبة مشددة كما وردت بالشريعة اإلسالمية ، 9وبذلك يقع الشخص الراغب فى الفرار من
إثبات النسب بين نارين إما االعتراف بالنسب ،أو االدعاء بأن الولد نتيجة عالقة زنا وهنا يكون
عليه تنفيذ العقوبة المغلظة المقررة لمرتكب تلك الجريمة 0
وفى اعتقادى أيضا ً أن مثل ذلك النص المشدد المقرر لعقوبة الزنا يحقق عدة أهداف فى آن
واحد :
األول :أنه يعد تطبيقا ً لشرع هللا عز وجل ابتغاء مرضاته0 9
والثانى :أنه يقلل بل وقد يحد من تفكير أصحاب الضمائر المريضة من ارتكاب مثل تلك
الكبائر 0
والثالث :أنه يحد من عدد دعاوى إثبات وإنكار النسب الغير قائمة على أسا س من الواقع أو
الحقيقة ،حيث من يقع فى ارتكاب الفاحشة ـ الزنا ـ ويتولد عن هذه الجريمة ولد ،سيكون أهون
عليه االعتراف به من اإلدعاء كذبا ً بالزنا هروبا ً من إثبات نسب الولد له ،ومن ثم توقيع عقوبة
الزانى المقترحة عليه 0ومن ثم الحفاظ على حق هؤالء الصغار الذين لم يرتكبوا خطأ ويدفعون ثمن
أخطاء آبائهم طيلة حياتهم معيرين بين أقرانهم بأسوأ الصفات 0
لذلك نهيب بالمشرع التدخل بوضع نص تشريعى يجرم الزنا ،ويضع له أشد العقوبات حتى
تكون محققة للغرض والهدف من العقوبة من تحقيق الردع الخاص ردعا ً لمرتكبى تلك الجريمة ،
والردع العام لكل من تسول له نفسه مجرد التفكير فى ارتكابها ،حماية لألعراض واألنساب ،وحفظأ
لحقوق العباد ،ودرءاً للشبهات 0
8