You are on page 1of 54

:

:
2020/201
1 :9
‫مقدمة تمهيدية‬

‫من كماؿ الشريعة الغراء‪ ،‬أف شملت جميع مظاىر الحياة باإلرشاد والتوجيو والتنظيم والتدبير والجزاء‪،‬‬
‫بدءا بالعقيدة والعبادات‪ ،‬الى الخالفة‪ ،‬ثم أحكاـ األسرة والمعامالت والحدود والوصايا والفرائض‪ ،‬ومن كماؿ‬
‫شموليتها ورحمتها أف تكلفت باألفراد في حياتهم وبعد مماتهم‪ ،‬فتقضي مشيئة اهلل أف ‪{ :‬كل نفس ذائقة‬
‫الموت }‪ ،1‬فاإلنساف مهما طاؿ عمره وامتد أجلو ميت ال محالة‪ ،‬يترؾ وراءه كل ما جمعو وعدده من أمواؿ‪،‬‬
‫لذلك تكفل اهلل سبحانو وتعالى بقسمة متروؾ عبده‪ ،‬حتى ال يتعرض للبطش ومنطق القوة والغلبة واالستيالء‬
‫بالقوة‪ ،‬فجعل الماؿ ألقرباء الميت بالمقاسمة األقرب فاألقرب‪ ،‬كي يطمئن الشخص على مآؿ مالو الى من‬
‫يحب ويبتغي‪ ، .‬قطعا لدابر الخالؼ والنزاع بين أفراد أسرتو‪ ،‬وقد رسم سبحانو لذلك حدودا‪ ،‬منبها ومحدرا من‬
‫تجاوزىا‪ ،‬فقاؿ ‪ { :‬تلك حدود اهلل ومن يطع اهلل ورسولو ندخلو جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها وذلك‬
‫الفوز العظيم‪ ،‬ومن يعص اهلل ورسولو ويتعد حدوده ندخلو نارا خالدا فيها ولو عذاب مهين}‪2‬‬

‫وقد اىتمت التشريعات الوضعية بنظاـ اإلرث‪ ،‬واستقت أحكامو من الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما ىو الحاؿ‬
‫بالنسبة للتشريع المغربي الذي نظمو في إطار مدونة االسرة‪ ،‬واعتبره من النظاـ العاـ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف علم المواريث‬

‫يعتبر علم المواريث أو علم الفرائض أحد أقساـ المعامالت في علم فروع الفقو‪ ،‬والمواريث جمع‬
‫ميراث‪ ،‬قاؿ تعالى ‪{ :‬وهلل ميرات السماواث واألرض}‪ ،3‬بمعنى الماؿ الموروث أو التركة‪ ،‬وقد سمي كذلك ألنو‬
‫يبقى بعد صاحبو‪.‬‬

‫وأما الفرائض فجمع فريضة وىي مشتقة من الفرض‪ 4‬أقوؿ فرضت الشيء اي قدرتو‪ ،‬وتكوف بمعنى‬
‫الوجوب‪ ،‬كما في قولو تعالى‪ { :‬سورة أنزلناىا وفرضناىا }‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ــ سوة آل عمران‪ ،‬اآلٌة ‪541‬‬
‫‪2‬‬
‫ــ سورة النساء‪ ،‬اآلٌتان ‪ 51 :‬و‪51‬‬
‫‪3‬‬
‫ــ سورة آل عمران‪ ،‬آٌة ‪541‬‬
‫‪2‬‬
‫أما اصطالحا فعلم الفرائض ىو العلم الذي يوصل لمعرفة قدر مايجب لكل ذي حق في التركة‬
‫ويتضمن التركات وما يتعلق بها‪ ،‬وأركاف اإلرث وشروطو‪ ،‬وأسبابو‪ ،‬وموانعو‪ ،‬وأنواعو‪ ،‬والفرض والتعصيب‪،‬‬
‫والحجب‪ ،‬وأعماؿ حساب الفرائض وقسمة التركات‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أىمية ىذا العلم وفائدتو‪:‬‬

‫لقد تولى اهلل عز وجل قسمة الميراث بآيات تفصيلية‪ ،‬قاؿ تعالى ‪{ :‬يوصيكم اهلل في أوالدكم للذكر‬
‫مثل حظ األنثيين‪ ،}...‬وقولو تعالى ‪ { :‬يستفتونك قل اهلل يفتيكم في الكاللة‪.}...‬‬

‫كما أف النبي (ص) تكلف ببياف وتفصيل ما جاء في آيات الفرائض من كتاب اهلل‪ ،‬كما دعا إلى تعلم‬
‫الفرائض وتعليمها‪ ،‬فيما رواه عنو أبو ىريرة رضي اهلل عنو أنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل (ص)‪ " :‬تعلموا الفرائض‬
‫وعلموىا فإنها نصف العلم‪ ،‬وىو ينسى‪ ،‬وىو أوؿ شيء ينزع من أمتي"‪ 5‬مما يستفاد قدر ىذا العلم ومكانتو‬
‫في اإلسالـ‪.‬‬

‫وقد بدأ تأسيس علم الفرائض أو الدراسة العلمية المتخصصة لو والمستمدة من كتاب اهلل وسنة‬
‫رسولو مع تأسيس المدارس الفقهية‪ ،‬حيث اعتمدوا على اجتهادات لبعض الصحابة من أىمها دراسات زيد‬
‫ابن ثابت الذي صاغ أصوؿ التوريث‪ ،‬باإلضافة الى اجتهادات أخرى ألبي بكر الصديق وعمر ابن الخطاب‬
‫وعلي ابن أبي طالب وعبد اهلل بن مسعود‪ ،‬لكن زيد بن ثابت ىو من اختص منهم في ىذا العلم لكونو صاغ‬
‫أصوؿ التوريث‪ ،‬تبعهم في ذلك باقي األئمة خاصة منهم أئمة المذاىب الفقهية‪.‬‬

‫كما ساىم علماء اإلسالـ في كل عصر ومصر في نشر ىذا العلم وتنقيحو وتبويبو بمؤلفات‬
‫ومصنفات‪ ،‬فالعلماء بالقرآف الكريم تناولوا آيات المواريث بالتفسير والبياف‪ ،‬وكاف لرجاؿ الحديث فضل جمع‬
‫ماثبت عن الرسوؿ األكرـ (ص) من السن ن المتعلقة بذلك‪ ،‬وكاف للفقهاء دور االستفادة‪ ،‬واالستنباط من كل ما‬
‫وصل إليهم‪ ،‬فأنشؤوا بذلك ثروة ىائلة من المصنفات‪. 6‬‬

‫‪4‬‬
‫ـ انظر المدلوالت اللؽوٌة لذلك‪ ،‬لسان العرب البن منظور‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪212‬‬
‫‪5‬‬
‫ــ أخرجه ابن ماجة والدار قطنً‬
‫‪6‬‬
‫ـ من هذه المراجع فً دائرة المذهب المالكً كتاب الفرائض‪ :‬لعبد الرحمان بن عبد هللا السهٌلً‪ ،‬شرح الدرة البٌضاء ‪ :‬لسٌدي عبد الرحمان‬
‫األخضري‪ ،‬بهجة البصر فً شرح فرائض المختصر‪ :‬لمحمد بن أحمد بنٌس‪ ،‬باب الفرائض ‪ :‬لمحمد الصادق الشطً التونسً‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ومن خالؿ ىذه الدراسة سنتناوؿ في مبحث أوؿ أحكاـ عامة للمواريث ثم في كبحث ثاف اصناؼ‬
‫الورثة وعوارض الميراث‬

‫المبحث األول ‪ :‬أحكـ ـ ـام عامة للم ـ ـواريـ ـ ـث‬

‫قبل تناوؿ أصناؼ الورثة وما يتعلق بهم من أحواؿ وأحكاـ إرثية‪ ،‬سنتقدـ في البداية بذكر أحكاـ التركة‪،‬‬
‫تشتمل على معنى التركة وما يتعلق بها من حقوؽ‪ ،‬ثم مقومات اإلرث وتضم اسبابو ‪ ،‬وشروطو‪ ،‬وموانعو‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أحكام التركة‬

‫لما كانت التركة ىي موضوع المواريث‪ ،‬بحيث إذا لم تكن ىناؾ تركة ال تكوف ىناؾ حاجة لتوزيع‬
‫اإلرث بين الورثة‪ ،‬فسنتناوؿ مفهوـ التركة والحقوؽ المتعلقة بها‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوـ التركة‬

‫التركة كما تعرفها المادة ‪ 123‬من مدونة األسرة‪ 7‬ىي ‪" :‬مجموع ما يتركو الميت من أمواؿ أو حقوؽ‬
‫مالية"‪.‬‬

‫فالتركة تشمل الحقوؽ الثابتة للهالك والثابتة عليو‪ ،‬أي مالها من حقوؽ وما عليها من إلتزامات‪،‬‬
‫كالديوف ونفقات تجهيز الميت وتنفيد وصيتو‪ ،‬ثم يأتي بعد ذلك تقسيم التركة‪ ،‬وىو المستوحى من مجموعة‬
‫من النصوص في مدونة األسرة‪ ،‬منها المادة ‪ 191‬التي تنص على أنو‪ " :‬يتسلم الورثة بعد تنفيد إلتزامات التركة‬
‫ما بقي منها‪. "...‬‬

‫فالمشرع حدد وقت استحقاؽ اإلرث من تاريخ الوفاة‪ ،‬لكنو حدد وقت انتقالو إلى الورثة من تاريخ‬
‫االنتهاء من تصفية التركة‪ ،‬فالورثة ال يستطيعوف معرفة ماينوبهم‪ ،‬إال بعد جرد أمواؿ التركة وتخليصها من‬
‫الحقوؽ العالقة بها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ــ ظهٌر شرٌؾ رقم ‪ 5011022‬صادر فً ‪ 52‬ذي الحجة ‪ 5125‬الموافق ل(‪ 1‬فبراٌر‪ ،)2111‬بتنفٌد القانون رقم ‪ 31011‬بمثابة مدونة األسرة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وقد أخضع المشرع المغربي من خالؿ الفصل ‪ 31‬من ظهير الوضعية المدنية للفرنسيين واألجانب‪، 8‬‬
‫التوارث في التركة الموجودة في المغرب للقانوف الوطني للمورث‪ ،‬وبناء عليو إذا كاف الهالك مغربيا طبق على‬
‫تركتو القانوف المغربي(أي مدونة األسرة) ‪ ،‬حتى ولو كاف متعدد الجنسيات‪ ،‬وىو ما أقرتو مدونة األسرة في‬
‫مادتها الثانية بشكل صريح‪ ،9‬ألف الجنسية الوطنية تفضل على غيرىا‪.‬‬

‫وإذا كاف أجنبيا مسلما يخضع ألحكاـ مدونة األسرة‪ ،‬أما إذا كاف غير مسلم فيخضع للقانوف الوطني‬
‫لبلده‪.10‬‬

‫أما إذا كاف الجئا في المغرب‪ ،‬فإف الفصل ‪ 32‬من اتفاقية جنيف الخاصة بالالجئين المؤرخة في ‪21‬‬
‫‪11‬‬
‫تنص على أف األحواؿ الشخصية لالجئ ػ بما فيها اإلرث والوصية ػػ‪ ،‬تخضع لقانوف الدولة‬ ‫يوليوز‪3993‬‬
‫التي يوجد فيها موطنو‪ ،‬وإذا لم يكن لو فيها موطن فلقانوف الدولة التي يوجد فيها محل إقامتو‪ ،‬وىو ما تبنتو‬
‫المادة الثانية من مدونة األسرة كذلك‪ ،‬على أنو إذا كاف يهوديا طبق على تركتو القانوف العبري المغربي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحقوؽ المتعلقة بالتركة‬

‫تتعلق بالتركة مجموعة من الحقوؽ‪ ،‬تندرج في األسبقية‪ ،‬تناولها المشرع في المادة ‪ 122‬من مدونة األسرة‬
‫جاء فيها ‪" :‬تتعلق بالتركة حقوؽ خمسة تخرج على الترتيب التالي‪:‬‬

‫‪3‬ػ ػ الحقوؽ المتعلقة بعين التركة؛‬

‫‪8‬‬
‫ــالظهٌر الصادر فً ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ‪ 11‬ؼشت ‪ 1913‬بشان الوضعٌة المدنٌة للفرنسٌٌن واألجانب‬
‫ٌنص الفصل ‪ 54‬من القانون المشار إلٌه أنه ‪ٌ " :‬خضع توارث المنقوالت واألصول الموجودة داخل منطقة الحماٌة الفرنسٌة بالمؽرب لقانون الدولة التً‬
‫ٌنتسب إلٌها الموروث فً ما ٌعود لتعٌٌن الورثة والترتٌب الذي ٌرثون بمقتضاه‪ ،‬واألنصبة العائدة ألى كل واحد منهم‪ ،‬والمقادٌر التً ٌتعٌن علٌهم‬
‫إرجاعها إلى التركة‪ ،‬والمقدار الذي ٌجوز للموروث ألن ٌتصرؾ به على وجه الوصٌة‪ ،‬والمقدار الذي ٌجب حفظه للورثة"‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ــ جاء فً هذه المادة ما ٌلً ‪ :‬تسري أحكام هذه المدونة على ‪ :‬جمٌع المؽاربة ولو كانوا حاملٌن لجنسٌات أخرى‪ ،‬الالجئٌن بمن فٌهم عدٌمو الجنسٌة‪،‬‬
‫طبقا التفاقٌة جنٌؾ المؤرخة فً ‪ٌ 24‬ولٌوز لسنة ‪ 5515‬المتعلقة بوضعٌة الالجئٌن‪ ،‬العالقات التً ٌكون فٌها أحد الطرفٌن مؽربٌا‪ ،‬العالقات التً تكون‬
‫بٌن مؽربٌٌن أحدهما مسلم‪ ،‬أما الٌهود المؽاربة فتسري علٌهم قواعد األحوال الشخصٌة العبرٌة المؽربٌة‪".‬‬
‫‪10‬‬
‫ــ وهو التوجه الذي أخدت به محكمة النقض فً قرار لها جاء فٌه ‪ٌ " :‬ترتب على اعتناق الدٌانة اإلسالمٌة لزوما تطبٌق القواعد الشرعٌة على مسائل‬
‫األحوال الشخصٌة والمٌراث مادام أن ذلك االعتناق وقع بدون تدلٌس وطبقا للقواعد الشكلٌة المقررة قانونا"‬
‫قرار صادر بتارٌخ ‪ 5531/3/1‬تحت عدد ‪ ،211‬منشور بالمجلة المؽربٌة للقانون والسٌاسة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،1‬سنة ‪ ،5533‬ص ‪ ،512‬أشلر إلٌه‬
‫ــ أشار إلى ذلك‪ ،‬محمد المهدي‪ ،‬نظام اإلرث فً ضوء مدونة األسرة والعمل القضائً ــ قواعد وتطبٌقات ـ الطبعة الثالثة‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة‬
‫‪.2152‬‬
‫‪11‬‬
‫ـ انضم إلٌها المؽرب بمقتضى ظهٌر ‪ 4‬ؼشت ‪.5511‬‬
‫‪5‬‬
‫‪2‬ػ نفقات تجهيز الميت بالمعروؼ؛‬

‫‪1‬ػ ديوف الميت؛‬

‫‪4‬ػالوصية الصحيحة النافدة؛‬

‫‪9‬ػ المواريث بحسب ترتيبها في ىذه المدونة"‬

‫والمالحظ ىنا أف المشرع قدـ الحقوؽ المتعلقة بعين التركة على نفقات التجهيز والتكفين‪ ،‬وىذا‬
‫الترتيب ىو المشهور في مذىب المالكية والحنفية والشافعية‪ ،‬في حين ذىب الحنابلة إلى تقديم نفقات تجهيز‬
‫‪12‬‬
‫الميت على سائر الحقوؽ األخرى‪.‬‬

‫وسنتولى تباعا تناوؿ ىذه الحقوؽ ‪:‬‬

‫‪ 3‬ػ الحقوؽ المتعلقة بعين التركة ‪:‬‬

‫يعرؼ الحق العيني بأنو سلطة مباشرة على شيء مادي معين بالذات يقرىا القانوف لشخص معين‪،‬‬
‫فالمالك مثال ىو صاحب حق عيني‪ ،‬ألف لو سلطة مباشرة على الشيء الذي يملكو‪ ،‬يستطيع أف يباشر سلطتو‬
‫عليو دوف تدخل طرؼ آخر‪.‬‬

‫ويقصد بالحقوؽ المتعلقة بعين التركة‪ ،‬ذلك الحق الذي يترتب للغير على اشياء معينة من أمواؿ‬
‫الهالك‪ ،‬منقوالت أو عقارات‪ ،‬باعتباره ػ أي الهالك ػ مدينا بو حاؿ حياتو‪ ،‬سواء كاف ىذا الحق أصلي كحق‬
‫الملكية‪،‬كما لو أف إجراءات نقل الملكية لم تتم في حياة الهالك‪ ،‬وحق السطحية واالنتفاع واالرتفاؽ‪ ،‬أو‬
‫الحقوؽ العينية التبعية التي تكوف لضماف تنفيد التزاـ أصلي عالق بالهالك‪ ،‬كاالمتيازات بأنواعها والرىوف‬
‫الحيازية والرسمية‪ ،13‬ألنها حقوؽ غير مملوكة للهالك‪ ،‬كاف عليو أدائها قيد حياتو سواء طوعا أو جبرا‪ ،‬لذلك‬
‫فعلى الورثة أداء ىذه الديوف الى أصحابها‪ ،‬وإذا كانت محل رىن أو امتياز يؤدونها شريطة أداء الدين الرسمي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ــ محمد ٌوسؾ موسى‪ ،‬التركة والمٌراث فً اإلسالم‪ ،‬دار الفكر العربً‪ ،‬دون ذكر السنة‪ ،‬ص ‪.513‬‬
‫‪13‬‬
‫ــ عبد الرحمان بلعكٌد‪ ،‬علم الفرائض‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬سنة ‪ ،2112‬ص ‪12‬‬
‫‪6‬‬
‫وإذا تزاحمت مجموعة من الديوف يراعى األولوية في ىذه الديوف‪ ،‬بحيث تؤدى االمتيازات العقارية‬
‫التي تقدـ على أي دين ولو كاف مضمونا برىن حيازي او رسمي‪ ،‬ثم االمتيازات الخاصة بالمنقوالت‪ ،‬ثم‬
‫االمتيازات العامة‪ ،‬وأخيرا الرىوف الحيازية والرسمية التي يراعى في ترتيبها تاريخ التقييد‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ نفقات تجهيز الميت بالمعروؼ‪:‬‬

‫وىي النفقات المتعلقة بتجهيز الميت‪ ،‬كمصاريف غسلو وتكفينو ودفنو‪ ،‬واإلجراءات الخاصة بها‬
‫كالحصوؿ على شهادة الوفاة ورخصة الدفن‪ ،‬وما تعارؼ عليو المجتمع من إطعاـ المعزيين دوف إسراؼ قد‬
‫يضر بحقوؽ الدائنين والورثة القاصرين‪ ،‬كالوالئم التي تقاـ في اليوـ الثالث‪ ،‬واليوـ األربعين‪ ،‬والذكرى السنوية‪،‬‬
‫فهي بدع يتحمل نفقاتها من أقامها‪ ،‬وال تتعلق بنفقات تجهيز الميت التي أشارت إليها المدونة‪.‬‬

‫‪ 1‬ػ ديوف الميت المطلقة ‪:‬‬

‫وىي الديوف العادية التي ال تتعلق بعين من أعياف التركة‪ ،‬وليست محل امتياز وال مضمونة برىن‪ ،‬تؤدى‬
‫بعد مصاريف تجهيز الميت‪ ،‬وقد أجمع عليها جميع الفقهاء إال الظاىرية الذين قدموه على تجهيز الميت‪،‬‬
‫سواء الديوف العينية أو العادية‪.‬‬

‫والدين يقضى قبل الوصية‪ ،‬ولو أف القرآف ينص على أسبقية الوصية على الدين‪ ،‬قاؿ تعالى‪{ :‬من بعد‬
‫وصية توصوف بها أو دين}‪.‬‬

‫وتنقسم ديوف الميت المطلقة الى ديوف اهلل تعالى ثم ديوف العباد ‪:‬‬

‫ػ ػ ديوف اهلل تعالى ‪ :‬وتعني الزكاة والحج والكفارة والنذور والحج؛‬

‫ػ ػ ديوف العباد ‪ :‬وىي الديوف التي كانت على رقبة الميت أثناء حياتو قبل الغير‪ ،‬والثابتة ثبوتا ال ريب فيو‪ ،‬وىي‬
‫‪14‬‬
‫ترد على األمواؿ المنقولة‪ ،‬وتستوفى فيها أوال الديوف الممتازة والمرىونة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ــ محمد رٌاض‪ ،‬أحكام الموارٌث بٌن النظر الفقهً والواقع العملً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪.12 ،5554 ،‬‬
‫‪7‬‬
‫ومن الديوف الممتازة نجد الصوائر المترتبة عن مرض الميت للستة أشهر السابقة على الوفاة (المادة‬
‫‪ )3241‬من ؽ ؿ ع‪.‬‬

‫ولإلشارة فإف الديوف التي تكوف على المورث ألجل ال تحل بموتو‪ ،‬فهي تبقى محافظة على األجل‬
‫القانوني المحدد لها‪ ،‬والدليل على ذلك عدـ ذكر موت المدين ضمن الحاالت التي يفقد فيها المدين مزية‬
‫األجل المنصوص عليو في الفصل ‪ 319‬من ؽ ؿ ع‪ ،‬وفي ىذا مخالفة للرأي الراجح في الفقو اإلسالمي‬
‫الذي يقضي بسقوط حق األجل‪ ،‬وبالتالي حلوؿ الدين بوفاة المدين‪.‬‬

‫‪ 4‬ػ الوصية الصحيحة النافدة ‪:‬‬

‫الوصية ىي تبرع بجزء مما سيتركو المتبرع‪ ،‬يلزمو بموتو‪ ،‬وقد عرفتها مدونة أألسرة في المادة ‪222‬‬
‫بأنها‪ ":‬عقد يوجب حقا في ثلث عاقده يلزمو بموتو"‪.‬‬

‫وفي القرآف الكريم الوصية تأتي قبل الدين {من بعد وصية توصوف بها أو دين}‪ ،‬لكن النبي (ص) بدأ‬
‫بالدين قبل الوصية‪.‬‬

‫ويشترط فيها أف يصدر بها إشهاد عدلي‪ ،‬أو يحرر بها عقد رسمي أو بخط يد الموصي وإمضائو‪ ،‬أو‬
‫أف تثبت بشهادة الشهود عند الضرورة‪ ،‬وتكوف نافدة إذا لم يتراجع عنها الموصي ولم يردىا الموصى لو‪.‬‬

‫وتنحصر الوصية في حدود الثلث يوـ تنفيدىا‪ ،‬بعد إخراج الحقوؽ األخرى‪ ،‬وإذا تضمنت نسبة أكثر‬
‫من ذلك وجب إجازة الورثة الرشداء‪.‬‬

‫‪ 9‬ػ المواريث ‪:‬‬

‫بعد اسيفاء الحقوؽ المذكورة يوزع باقي التركة على الورثة‪ ،‬مع انتفاء المانع وتحقق السبب وتحقق‬
‫شروط اإلرث‪.15‬‬

‫‪15‬‬
‫ــ وهو مانصت علٌه المادة ‪ 151‬من مدونة األسرة جاء فٌها‪ٌ" :‬تسلم الورثة بعد تنفٌد إلتزامات التركة‪ ،‬ما بقً منها كل بحسب نصٌبه الشرعً‪"...‬‬
‫‪8‬‬
‫وما يميز اإلرث كأحد أسباب نقل الملكية ىو أنو عطية من عند اهلل تعالى‪ ،‬ال يحق للوارث أف يرفضو‪،‬‬
‫أو يتنازؿ عنو لغيره فيجعلو خلفا عنو في اإلرث‪ ،‬كما ال يحق لمالك التركة أف يجرد أحدا من الورثة قبل الوفاة‪،‬‬
‫فقواعد اإلرث وأحكامو المعتبرة شرعا من النظاـ العاـ ال يجوز االتفاؽ على مخالفتها‪ ،‬وىو مانصت عليو‬
‫مدونة األسرة‪ ،‬جاء في مادتها ‪ 129‬مايلي‪ " :‬ليس لكل من الوارث أو الموروث إسقاط صفة الوارث أو‬
‫الموروث وال التنازؿ عنو للغير"‬

‫والورثة يقسموف الى ‪:‬‬

‫األـ ػ الجدة ػ األخ ألـ ػ األخت ألـ‬ ‫‪6‬‬ ‫ورثة بالفرض فقط‬
‫الزوجة ػ الزوج‬
‫اإلبن ػ ابن اإلبن وإف سفل ػ األخ الشقيق ػ األخ ألب ػ‬ ‫ورثة بالتعصيب فقط ‪1‬‬
‫ابن األخ الشقيق أو ألب وإف سفل ػ العم الشقيق والعم‬
‫ألب وابنهما وإف سفل‬
‫األب ػ الجد لألب‬ ‫ورثة بالفرض والتعصيب جمعا ‪2‬‬
‫البنت ػ بنت االبن وإف سفلت ػ األخت الشقيقة ػ األخت‬ ‫ورثة بالفرض والتعصيب انفرادا ‪4‬‬
‫ألب‬

‫‪ .‬وذوي األرحاـ وىم ملحقين في آخر أبواب الفقو اإلسالمي‪ ،‬ويطلق على األقرباء الذين ال يرثوف فرضا‬
‫وال تعصيبا‪ ،‬وقد اختلف الفقهاء في توريثهم من عدمو‪ ،‬فقاؿ بعدـ توريثهم زيد بن ثابت والمالكية‪ ،‬وقاؿ‬
‫بتوريثهم عدد من الصحابة والحنفية‪ ،‬واختلف بشأنهم الشافعية‪ ،‬وحسب مدونة األسرة ال ميراث لديهم ‪ ،‬كما‬
‫لم يثبت ميراثهم في القرآف الكريم بالنص الصريح وال بالسنة الظاىرة وىم ‪:‬‬

‫الجد والجدة ألـ والعمة والخاؿ والخالة وإبن البنت وبنت البنت وإبن وبنت األخت وإبن األخ ألـ والعم ألـ‪.‬‬

‫أما الدولة من قبل كانت ترث من ال وارث لو‪ ،‬وتعصب بعد استحقاؽ ذوي الفروض لنصيبهم‪ ،‬لكن‬
‫بعد صدور ظهير أكتوبر ‪ 3962‬وحلوؿ المادة ‪ 149‬من ـ س أصبحت فقط ترث من ال وارث لو‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬مقومات اإلرث‬

‫مقومات اإلرث ىي عالماتو التي ال يثبت شرعا إال بمجموعها‪ ،‬وىي اسباب اإلرث التي يلزـ من‬
‫وجودىا وجود اإلرث ومن عدمها عدمو‪ ،‬ثم شروط اإلرث التي يلزـ من عدمها عدـ اإلرث‪ ،‬ثم موانع اإلرث‬
‫التي يلزـ من وجودىا عدـ اإلرث‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أسباب اإلرث‬

‫لكي يتم التوارث بين شخص وآخر‪ ،‬ال بد من وجود رابطة تجمع بينهما‪ ،‬وىذه الرابطة ىي سبب‬
‫اإلرث‪ ،‬واسباب اإلرث المتفق عليها ىي القرابة والزوجية والوالء‪ ،16‬أما مدونة األسرة فحصرتها في الزوجية‬
‫والقرابة‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 129‬من المدونة على ما يلي ‪ " :‬أسباب كالزوجية والقرابة‪ ،‬ال تكتسب بعقد‬
‫وال بوصية"‪ ،‬إذف حسب ىذه المادة‪ ،‬فليس لكل وارث أو الموروث إسقاط صفة الوارث أو الموروث أو‬
‫التنازؿ عنو للغير‪.‬‬

‫السبب األوؿ ‪ :‬القراب ػ ػ ػ ػ ػػة ‪:‬‬

‫تعتبر من أسباب اإلرث القرابة للميت‪ ،‬وتقوـ على رابطة الدـ‪ ،‬سواء كانت قرابة والدة‪ ،‬أو قرابة‬
‫حواشي وتشمل ‪:‬‬

‫س ِم َّما تَػ َر َؾ إِف َكا َف لَوُ َولَ ٌد فَِإف لَّ ْم يَ ُكن‬


‫الس ُد ُ‬
‫‪ ‬األصوؿ ‪ :‬ودليلو قولو تعالى ‪{ :‬وِألَبػوي ِو لِ ُكل و ِ‬
‫اح ٍد م ْنػ ُه َما ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ْ‬
‫ث فَِإف َكا َف لَوُ إِ ْخ َوةٌ فَِألُم ِو ُّ‬
‫لَّوُ َولَ ٌد َوَوِرثَوُ أَبَػ َواهُ فَِألُم ِو الثُّػلُ ُ‬
‫‪17‬‬
‫س}‬ ‫الس ُد ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء فَػ ْو َؽ‬
‫سً‬ ‫‪ ‬الفروع ‪ :‬ودليلو قولو تعالى ‪{ :‬يُوصي ُك ُم اللوُ في أ َْوَالد ُك ْم للذ َك ِر مثْ ُل َحظ ْاألُنثَػيَػ ْي ِن فَإف ُك َّن ن َ‬
‫ف}‪18‬ويرث منهم من لم يدؿ بأنثى‪ ،‬كاإلبن ‪،‬‬ ‫ص ُ‬ ‫اثْػنتػي ِن فَػلَه َّن ثُػلُثا ما تَػر َؾ وإِف َكانَ ْ ِ‬
‫ت َواح َدةً فَػلَ َها الن ْ‬ ‫ََ ْ ُ َ َ َ َ‬

‫‪16‬‬
‫ــالوالء فهو قرابة حكمٌة أنشأها الشارع من العتق‪ ،‬وهو صلة بٌن السٌد وبٌن من أعتقه‪ ،‬وتجعل للسٌد أو عصبته حق اإلرث ممن أعتقه ‪ ،‬إذا مات‬
‫وال وارث له من قرابته ‪ ،‬وأضاؾ الحنفٌة لألسباب الثالثة المذكورة والء المواالة‪ ،‬وهو عقد بٌن اثنٌن ٌتوارثان به‪ .‬لكن هذه األنظمة استبعدت باستبعاد‬
‫الرق‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ــ سورة النساء‪ ،‬اآلٌة ‪55‬‬
‫‪18‬‬
‫ــ سورة النساء‪ ،‬اآلٌة ‪55‬‬
‫‪10‬‬
‫وابن اإلبن وإف نزلوا من الذكور‪ ،‬والبنت وبنت اإلبن‪ ،‬وال يرث إبن البنت وبنت البنت ‪ ،‬ألنهما أدليا‬
‫بأنثى‪ ،‬لكنهما يستفيداف من الوصية الواجبة‪.‬‬
‫ث َك َاللَةً‬ ‫‪ ‬الحواشي ‪ :‬وىم فروع األصوؿ‪ ،‬ودليل استفادتهم من اإلرث قولو تعالى ‪َ { :‬وإِف َكا َف َر ُج ٌل يُ َ‬
‫ور ُ‬
‫ك فَػ ُهم ُشرَكاء فِي الثُّػلُ ِ‬ ‫ِ َٰ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت فَِل ُكل و ِ‬
‫اح ٍد م ْنػ ُه َما ُّ‬ ‫أَ ِو ْام َرأَةٌ َولَوُ أَ ٌ‬
‫ث‬ ‫س فَإف َكانُوا أَ ْكثَػ َر من َذل َ ْ َ ُ‬ ‫الس ُد ُ‬ ‫َ‬ ‫خ أ َْو أُ ْخ ٌ‬
‫‪19‬‬ ‫صيَّ ًة من اللَّ ِو واللَّو علِ ِ‬
‫ضار و ِ‬ ‫صيَّ ٍة يُ َ ِ‬ ‫ِمن بػ ْع ِد و ِ‬
‫يم}‬
‫يم َحل ٌ‬
‫َ َُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫وص َٰى ب َها أ َْو َديْ ٍن غَْيػ َر ُم َ َ‬ ‫َ َ‬

‫ويشمل الحواشي ‪:‬‬

‫ػ ػ اإلخوة مطلقا‪ ،‬سواء كانوا ذكورا أو إناثا‪ ،‬أشقاء أو ألب أو ألـ‪.‬‬

‫ػ ػ كل ذكر لم يذؿ بأنثى كابن األخ والعم وابن العم‪ ،‬وال يعتبر من الورثة‪ ،‬العمة والخالة‬
‫وابن األخت وبنت األخت وابن العمة وبنت العمة وىكذا‪.....‬‬

‫السبب الثاني ‪ :‬الزوجية‬

‫اج ُك ْم إِف لَّ ْم يَ ُكن لَّ ُه َّن‬ ‫ف َما تَػ َر َؾ أَ ْزَو ُ‬


‫ص ُ‬ ‫الزوجية سبب من أسباب اإلرث‪ ،‬والدليل قولو تعالى ‪َ { :‬ولَ ُك ْم نِ ْ‬
‫الربُ ُع ِم َّما تَػ َرْكتُ ْم إِف لَّ ْم يَ ُكن‬
‫ين بِ َها أ َْو َديْ ٍن َولَ ُه َّن ُّ‬ ‫ِ ِ ٍِ ِ‬ ‫ولَ ٌد فَِإف َكا َف لَه َّن ولَ ٌد فَػلَ ُكم ُّ ِ‬
‫الربُ ُع م َّما تَػ َرْك َن من بَػ ْعد َوصيَّة يُوص َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪20‬‬
‫وصو َف ب َها}‬ ‫ِ ٍِ‬ ‫لَّ ُكم ولَ ٌد فَِإف َكا َف لَ ُكم ولَ ٌد فَػلَه َّن الث ِ‬
‫ُّم ُن م َّما تَػ َرْكتُم من بَػ ْعد َوصيَّة تُ ُ‬
‫ُ ُ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫وتنعت بالقرابة السببية‪ ،‬ويقصد بها الزوجية الناشئة عن عقد صحيح‪ ،‬فإذا مات أحد الزوجين في ىذا‬
‫النكاح‪ ،‬ورثو أآلخر سواء كاف الموت قبل الدخوؿ أو بعده‪ ،‬بشرط أف يكوف عقد النكاح عند الوفاة قائما‬
‫حقيقة ببقاء الزوجية بين الطرفين‪ ،‬أو حكما كالمعتدة من طالؽ رجعي‪ ،‬و يثبت حق التوارث بمجرد انعقاد‬
‫العقد‪ ،‬وال يتوقف على الدخوؿ أو الدعوة اليو‪.‬‬

‫وإذا كاف الزواج الذي استوفى كافة أركانو وشروط صحتو ينتج جميع آثاره من الحقوؽ والواجبات التي‬
‫رتبتها الشريعة اإلسالمية بين الزوجين‪ ،‬ومن بينها التوارث‪ ،‬كما تنص على ذلك المادة ‪ 93‬من مدونة األسرة‪،‬‬
‫فإف الزواج الباطل الختالؿ أركانو‪ ،‬التي ىي اإليجاب والقبوؿ‪ ،‬أو وجود موانع مؤبدة أو مؤقتة‪ ،‬يترتب عليو‬
‫‪19‬‬
‫ــ سورة النساء‪ ،‬اآلٌة ‪532‬‬
‫‪20‬‬
‫ــ سورة النساء اآلٌة ‪52‬‬
‫‪11‬‬
‫عند وجود حسن النية لحوؽ النسب وحرمة المصاىرة‪ ،‬لكن ال يترتب عليو التوارث بين الزوجين‪ ،‬أما الزواج‬
‫الفاسد لعقده أو لصداقو‪ ،‬فإنو يرتب جميع اآلثار القانونية‪ ،‬إلى أف يصدر حكم قضائي بفسخو‪ ،‬وبذلك يعتبر‬
‫‪21‬‬
‫سببا كافيا لإلرث‪ ،‬إذا توفي أحد الزوجين قبل صدور الحكم القاضي بفسخو‪.‬‬

‫اإلرث والطالؽ ‪:‬‬

‫في الطالؽ الرجعي يثبت الميراث بين الزوجين فيما لو مات أحدىما اثناء العدة‪ ،‬كما يثبت ميراث من‬
‫طلق زوجتو طالقا بائنا بغير رضاىا في مرضو المتصل بموتو‪ ،‬حتى ولو خرجت من عدتها‪ ،‬ولو تزوجت برجل‬
‫آخر‪ ،‬معاملة لو بنقيض القصد‪ ،‬أما بالنسبة للزوج المطلق طالقا بائنا في مرض موتو‪ ،‬فإنو ال يرث منها مطلقا‪.‬‬

‫حكم اجتماع أسباب اإلرث‪:‬‬

‫متى ثبتت القرابة أو الزوجية كانت سببا لإلرث لصاحبها بقوة القانوف‪ ،‬لكن يطرح اإلشكاؿ في حالة‬
‫اجتماع الصفتين معا كالقرابة والزوجية‪ ،‬كالهالكة التي تترؾ من الورثة فقط زوجها الذي ىو في نفس الوقت ابن‬
‫عمها‪.‬‬

‫المقرر عند فقهاء الشريعة اإلسالمية أنو يرث بهما معا‪ ،‬لكن مدونة االسرة في المادة ‪ 112‬نجدىا قد‬
‫أدرجت الزوج ضمن الورثة الذين يرثوف بالفرض فقط‪ ،‬وىو ما سيطرح إشكاال حوؿ الصفة التي يرث بها‬
‫الوارث‪ ،‬لذلك يتطلب األمر من المشرع التدخل إلعادة صياغة المواد المنظمة لإلرث بػإدراج حالة التوارث‬
‫بوجود سببين لإلرث الزوجية والقرابة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط اإلرث‬

‫بعد قياـ أسباب اإلرث‪ ،‬يشترط لثبوت اإلرث توفر ثالث شروط‪ ،‬كما جاء في المادة ‪ 113‬من ـ س‬
‫"يشترط في استحقاؽ اإلرث مايلي ‪:‬‬

‫‪3‬ػ تحقق موت الموروث حقيقة أو حكما؛‬

‫‪2‬ػ وجود وارثو عند موتو حقيقة أو حكما؛‬


‫‪21‬‬
‫‪ .‬ـ وهو مانصت علٌه كذلك المادة ‪ 15‬من مدونة األسرة‪ ،‬حٌث اعتبرت من الحقوق والواجبات المتبادلة بٌن الزوجٌن حق التوارث بٌنهماـ‬
‫ــ محمد الشتٌوي‪ ،‬اإلجراءات اإلدارٌة والقضائٌة لتوثٌق الزواج‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنٌة‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2111‬ص ‪.21‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ 1‬ػ العلم بجهة اإلرث"‪.‬‬

‫الشرط األوؿ ‪ :‬ثبوت موت المورث حقيقة أو حكما‬

‫بمعنى ال يمكن أف تقسم التركة حتى يموت المورث موتا ثبوتيا قطعيا‪ ،‬أو يحكم القاضي بموتو‪ ،‬وىو‬
‫المراد بالموت حكما‪ ،‬لذلك قرر المشرع في الفصل ‪ 63‬من ؽ ؿ ع عدـ جواز التنازؿ عن تركة إنساف على‬
‫قيد الحياة ولو برضاه‪ ،‬وكل تصرؼ فيو يقع باطال بطالنا مطلقا‪.‬‬

‫ػ ػ أ ػ الموت الحقيقي ‪:‬‬

‫الموت الحقيقي ىو فقداف الحياة قطعيا‪ ،‬أي عدـ قدرة الجسم على الحركة‪ ،‬بموت الدماغ وعدـ‬
‫التنفس وعدـ االستجابة ألي مؤثر‪ ،‬ويثبت بشهادة الشهود‪ ،‬أو عن طريق السماع‪ ،‬أو شهادة الوفاة‪.‬‬

‫ػ ػ ب ‪ :‬الموت الحكمي "المفقود أو الغائب"‪:‬‬

‫المفقود ىو الشخص الذي غاب عن أىلو وانقطعت أخباره‪ ،‬بحيث لم يعد يعرؼ أىو حي أـ ميت‪،‬‬
‫فيجري في حقو اصطالح الموت الحكمي‪ ،‬الفتراض وتغليب موتو‪ ،‬إما لظروؼ استثنائية يغلب عليو فيها‬
‫الهالؾ‪ ،‬كالحروب واالضطرابات والفياضانات والزالزؿ والحرائق واألوبئة وغيرىا من النكبات‪ ،‬أو في ظروؼ‬
‫عادية تطوؿ فيها غيبتو الى ما ال يحيا إلى مثلو‪.‬‬

‫والمفقود يبقى في نظر القانوف حيا‪ ،‬إلى أف يصدر حكم بتمويتو‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 126‬من مدونة االسرة‪،‬‬
‫بناء على دعوى التصريح بوفاتو ترفع من كل ذي مصلحة مشروعة‪ ،‬أو من النيابة العامة للمحكمة االبتدائية‬
‫لمحل آخر موطن أو محل إقامة للغائب‪ ،‬وإال فإلى المحكمة التي توجد األمواؿ بدائرتها ‪.‬‬

‫والمحكمة تحكم بتمويتو بناء على ما أدلي لها من وثائق ‪،‬كاللفيف العدلي الذي يثبت الغيبة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى أف المحكمة ال تصرح بالوفاة إال بعد التحري والبحث عن الغائبين بواسطة النيابة العامة‪ ،‬والقياـ بالنشر‬
‫في الجرائد وغيرىا‪ ،‬ويضرب أجل لذلك‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 122‬من مدونة األسرة‪.22‬‬

‫‪22‬‬
‫ــ تنص هذه المادة على ماٌلً‪ٌ " :‬حكم بموت المفقود فً حالة استثنائٌة ٌؽلب علٌه فٌها الهالك بعد مضً سنة من تارٌخ الٌأس من الوقوؾ على خبر‬
‫حٌاته أو مماته‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫وعند انقضاء األجل يصرح بالوفاة‪ ،‬وبفتح تركة المفقود‪ ،‬وتنهى مهاـ المسير القضائي إذا سبق تعيينو‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫واليعتد سوى بالورثة األحياء عند النطق بالحكم‪ ،‬ومن مات منهم من قبل‪ ،‬ال يعتد بو‪.‬‬

‫والمفقود في ظروؼ يغلب فيها االعتقاد بأنو ىلك‪ ،‬كما في حالة الحرب والفيضاف فإف المحكمة ال‬
‫تحكم بموتو‪ ،‬إال بعد انقضاء سنة من تاريخ اليأس من الوقوؼ على خبر وفاتو‪ ،‬أما إذا فقد في ظروؼ عادية‪،‬‬
‫يبقى الصالحية للمحكمة في تحديد المدة التي تنتظرىا بعد تاريخ اليأس‪ ،‬قبل إصدار الحكم بموتو‪.‬‬

‫ويترتب على الحكم القضائي بموت المفقود‪ ،‬انتهاء شخصيتو القانونية من تاريخ صدور الحكم‪ ،‬ويعامل‬
‫معاملة الميت من ذلك التاريخ‪ ،‬حيث توزع تركتو على من كاف موجودا من ورثتو وقت صدور الحكم بتمويتو‪.‬‬

‫‪ ‬حكم ظهور المفقود ‪:‬‬

‫يعتبر المفقود مستصحب الحاؿ بالنسبة ألموالو‪ ،‬أي يعتبر حيا استنادا الى دليل االستصحاب‪ ،‬أي‬
‫استصحاب الحالة التي كاف عليها قبل فقده‪ ،‬لذلك فإف أموالو تبقى موقوفة الى أف يحكم القاضي بتمويتو‪،‬‬
‫وإذا ظهر قبل الحكم يضع يده على مالو‪.‬‬

‫لكن في بعض األحياف قد تحكم المحكمة بموت المفقود‪ ،‬ويتم توزيع التركة على الورثة‪ ،‬ويتم الحكم‬
‫بالتطليق للغيبة لصالح الزوجة‪ ،‬ثم يظهر ىذا المفقود بعد صدور الحكم بتمويتو‪ ،‬أو يتبين أف التاريخ الحقيقي‬
‫لوفاتو ليس ىو القاضي بو الحكم‪ ،‬على اعتبار أف الحكم بتمويت المفقود ال يستند إلى دليل قطعي‪ ،‬وإنما إلى‬
‫اجتهاد قاضي الموضوع فقط‪.‬‬

‫في الفرضية األولى على النيابة العامة أ و من يعنيو األمر تقديم طلب الى المحكمة الستصدار حكم‬
‫قضائي بإثبات كوف المفقود ال زاؿ حيا‪ ،‬فيبطل الحكم المصرح بالوفاة في جميع آثاره‪ ،24‬أما إذا تم توزيع‬
‫أموالو على الورثة المفترضين‪ ،‬فمن حق المفقود استعادتها إف كانت باقية‪ ،‬أو تقديم دعوى من أجل اإلثراء بال‬
‫سبب‪.25‬‬

‫‪23‬‬
‫ـعبد الرحمان بلعكٌد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪551‬‬
‫‪24‬‬
‫ــ وهو مانصت علٌه المادة ‪ 31‬من مدونة األسرة‬
‫‪25‬‬
‫ــ المدونة الكبرى لإلمام مالك‪ ،‬ج‪ ،51‬ص ‪ ،14‬ج‪ ،51‬ص ‪.544‬‬
‫‪14‬‬
‫أما الزوجة فإما أف يجدىا بدوف زواج فهي لو‪ ،‬وإما أف يجدىا قد تزوجت ودخل بها الزوج الثاني فال‬
‫سبيل لو إليها‪ ،‬وإما أف يجدىا قد تزوجت‪ ،‬لكن لم يدخل بها الزوج الثاني‪ ،‬فيكوف أحق بها‪ ،‬كما جاء عند‬
‫اإلماـ مالك‪.‬‬

‫أما عند ثبوت التاريخ الحقيقي للوفاة غير الذي صدر الحكم بو‪ ،‬يتقدـ المعني باألمر أوالنيابة العامة‬
‫بطلب إصدار حكم جديد بإثبات التاريخ الحقيقي‪ ،‬وبطالف الحكم السابق في جميع آثاره المترتبة عن التاريخ‬
‫‪26‬‬
‫غير الصحيح للوفاة‪ ،‬فقط فيما يتعلق بزواج المرأة‪ ،‬فيبقى نافذا إذا وقع بها البناء‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬تحقق حياة وارثو عند موتو حقيقة أو حكما ‪:‬‬

‫ػ أ ػ الوجود الحقيقي للوارث ‪:‬‬

‫يعني الوجود الحقيقي للوارث ىو ثبوت كونو حي يرزؽ عند موت المورث ‪ ،‬أي يجب إثبات تأخر‬
‫حياة الوارث عن موت المورث ولو للحظات‪ ،‬كما في حالة الوفاة بسبب حوادث السير مثال‪.‬‬

‫ويثبت الوجود الطبيعي للوارث بدفاتر الحالة المدنية‪ ،‬وبطائق الهوية‪ ،‬وشهادة اللفيف والقرائن‬
‫القانونية‪ ،‬بما في ذلك التقارير الطبية المعتمدة للتأكد من ذلك‪ ،‬وبالشهود الذين عاينوا الوفاة ويشهدوف في‬
‫رسوـ اإلراثات بمعرفة الوارث المعرفة الكافية‪ ،‬وبأنو حي أثناء وفاة المورث ولو بلحظات‪ ،‬كأف كاف في حالة‬
‫احتضار أو كاف في غيبوبة تامة‪ ،‬فتبقى لو صفة وارث ماداـ توفي بعد وفاة المورث‪ ،‬ويلحق بو المفقود قبل‬
‫صدور حكم قضائي بموتو‪ ،‬على اعتبار أنو يكوف مستصحب الحياة في ىذه الحالة ويعتبر حيا‪.‬‬

‫وفي حالة عدـ معرفة المتوفى السابق‪ ،‬وجب العمل بالشك‪ ،‬والشك من موانع اإلرث فال توارث‬
‫بينهم‪ ،‬لذلك فال توارث بين الجماعة التي تتوفى في وقت واحد‪ ،‬وال يتم معرفة السابق منهم والالحق‪ ،‬كالغرقى‬
‫والهدمى والحرقى والقتلى‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ـ أنظر فً ذلك المادة ‪ 32‬من المدونة‬
‫‪15‬‬
‫أما الجنين فال توزع التركة المفترض نصيبو فيها‪ ،‬الى أف تتحقق حياتو وصفتو وعدده عند والدتو‬
‫بصراخ أو عطاس أو تنفس أو تحرؾ أو رضاع‪ ،‬وىو ما يعرؼ بشرط االستهالؿ‪ ،‬لقوؿ الرسوؿ (ص)‪ {:‬إذا‬
‫استهل المولود ورث}‪.‬‬

‫وفي حالة سقوط الجنين‪ ،‬ال ميراث لو النتفاء شرط االستهالؿ‪.‬‬

‫ػ ب ػ ػ الوجود الحكمي ‪:‬‬

‫جاء في المادة ‪ 126‬من مدونة األسرة مايلي ‪:‬‬

‫" المفقود مستصحب الحياة بالنسبة لمالو‪ ،‬فال يورث وال يقسم بين ورثتو إال بعد الحكم بتوريثو‪ ،‬ومحتمل‬
‫الحياة في حق نفسو وكذلك في حق غيره فيوقف الحظ المشكوؾ فيو الى أف يبت في أمره"‬

‫إذف فالمفقود ينصرؼ عليو الوجود الحكمي الذي قبل صدور مقرر بوفاتو يظل محتمل الحياة في حق‬
‫نفسو وفي حق غيره‪ ،‬فلو مات من يرث فيو‪ ،‬لوجب إيقاؼ حظو المشكوؾ فيو احتماال لظهوره‪ ،‬إف ظهر قبل‬
‫الحكم بتمويتو‪ ،‬ليناؿ حظو الموقوؼ‪ ،‬وإال رد حظو الموقوؼ الى ورثة المتوفى‪ ،‬فال ميراث لو بسبب الشك‬
‫في حياتو‪ ،‬وال ميراث مع الشك‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬موانع اإلرث‬

‫قد تتحقق شروط اإلرث ومع ذلك يحرـ الوارث من اإلرث‪ ،‬متى نزؿ بو مانع من الموانع‪ .‬وشروط‬
‫اإلرث شروط واقفة إذا تحققت وجب اإلرث‪ .‬والموانع شروط فاسخة إذا تحققت وجب اإلرث‪.‬‬

‫والمانع ىو صفات إذا وجد واحد منها حرـ الشخص من الميراث ولو توفرت أسبابو وشروطو‪ ،‬ويسمى‬
‫الشخص حي نئد ممنوعا ومحروما من اإلرث‪ ،‬ويعتبر كأنو غير موجود أصال‪ ،‬فال يؤثر على غيره من األشخاص‬
‫في الحجب‪.‬‬

‫وموانع الشك سبعة وقد رمزوا لها بعبارة (عش لك رزقا)‪ ،‬العين لعدـ استهالؿ المولود بصراخ أو رضاع‪،‬‬
‫والشين للشك في السبب أو الشرط‪ ،‬والالـ اللعاف‪ ،‬والكاؼ الكفر واختالؼ الدين‪ ،‬والراي للرؽ‪ ،‬والزاي‬
‫‪16‬‬
‫للزنى‪ ،‬والقاؼ للقتل‪ .‬غير أف مدونة األسرة أوردت من ىذه الموانع ستة في عدد من موادىا‪ ،‬بحيث تناولت‬
‫مانع الشك في ترتيب الموت (المادة ‪ ،)121‬ومانع عدـ استهالؿ المولود بصراخ أو رضاع (المادة ‪،)113‬‬
‫وموانع تضمنتها (المادة ‪ )112‬وىي ثالث موانع الكفر واللعاف والزنى "ال توارث بين مسلم وغير مسلم‬
‫(الكفر)‪ ،‬وال بين من نفي الشرع نسبو (اللعاف والزنا) ‪ ،‬وما تضمنتو (المادة ‪ )111‬وىو مانع القتل‪ ،‬أما الرؽ‬
‫الذي لم يعد لو وجود اليوـ‪ ،‬قد استبعدتو مدونة األسرة ضمن موانع اإلرث في موادىا‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬عدـ استهالؿ المولود‬

‫يستفاد ىذا المنع من المادة ‪ 113‬من مدونة األسرة التي جاء فيها مايلي‪" :‬اليستحق اإلرث‪ ،‬إال إذا‬
‫ثبتت حياة المولود بصراخ أو رضاع ونحوىما"‪.27‬‬

‫واالستهالؿ ىو كل مايصدر عن المولود‪ ،‬فيدؿ على ازدياده حيا‪ ،‬فإذا مات شخص وترؾ في رحم‬
‫زوجتو جنينا‪ ،‬فإذا ولد ىذا الجن ين محقق الحياة ولو بلحظة تستدؿ بصراخ أو رضاع أو حركة ظاىرة أو عطاس‬
‫أو ماشابو‪ ،‬فهو يعتبر وارثا ومورثا لتحقق حياتو‪ ،‬وإذا لم يستهل فإنو ال يرث وال يورث‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مانع الشك‬


‫‪28‬‬
‫مانع من موانع اإلرث ويتخد عدة صور‪ ،‬كحالة عدـ التأكد من حياة الوارث عند وفاة‬ ‫يعتبر الشك‬
‫المورث‪ ،‬مثل الموتى جماعة في حادث أو الهدمى أو الغرقى‪ ،‬بحيث ال يعرؼ السابق منهم والالحق‪ ،‬وىي‬
‫الحالة الوحيدة التي نصت عليها مدونة األسرة في المادة ‪.29121‬‬

‫وىناؾ صور أخرى للشك‪ ،‬من قبيل الشك في القرابة نفسها‪ ،‬كما إذا عجز الوارث عن اإلدالء بحجة‬
‫القرابة للمورث‪ ،‬كسبب الستفادتو من اإلرث‪ ،‬أو الشك في اسالـ وارث كافر‪ ،‬قبل وفاة المورث او بعده‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ــ أصل هذا المنع ما أخرجه النسائً من رواٌة ابن الزبٌر عن جابر رضً هللا عنه ان رسول هللا (ص) قال"إذا استهل الصبً ورث وورَّ ث‬
‫وصلى علٌه"‬
‫‪28‬‬
‫ـ الشك هو التردد بٌن أمرٌن ال مزٌة ألحدهما على اآلخر‪ ،‬وهو ٌختلؾ عن الظن وااوهم والٌقٌن‪ ،‬فالظن إدراك الطرؾ الراجح‪ ،‬والوهم إدراك‬
‫الطرؾ المرجوح‪ ،‬والٌقٌن علم الشًء بحقٌقته‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫ـــ جاء فً المادة ‪ 124‬ماٌلً ‪ " :‬إذا مات عدة أفراد‪ ،‬وكان بعضهم ٌرث بعضا‪ ،‬ولم ٌتوصل إلى معرفة السابق منهم‪ ،‬فال استحقاق ألحدهم فً تركة‬
‫اآلخر‪ ،‬سواء كانت الوفاة فً حادث واحد أم ال"‬
‫‪17‬‬
‫ثالثا ‪:‬مانع انتفاء النسب‬

‫النسب كما جاء في المادة ‪ 393‬من مدونة األسرة‪ ،‬ىي لحمة شرعية بين األب وولده تنتقل من السلف‬
‫إلى الخلف‪ ،‬ويعتبر فراش الزوجية الذي يكوف بين ستة أشهر من تاريخ العقد وسنة من تاريخ انتهاء العالقة‬
‫الشرعية‪ ،‬حجة قطعية على ثبوت النسب‪ ،‬فإذا أتى الولد خارج األمد الشرعي‪ ،‬فإنو اليثبت نسبو إلى الزوج‬
‫أصال‪ ،‬وبذلك ال يحتاج إلى رفع دعوى إلثبات النسب‪.‬‬

‫أما إذا جاء الولد داخل األمد الشرعي وأمكن االتصاؿ‪ ،‬لكن تأكد للزوج أف الولد ليس من صلبو‪ ،‬فإنو‬
‫يكوف من حقو نفي نسبو عنو لوحده دوف الغير‪ 30،‬إال إذا ازداد بعد وفاتو‪ ،‬فهنا يحق للورثة رفع دعوى المطالبة‬
‫بنفي نسب الولد عن مورثهم‪ ،31‬وحسب مقتضيات المادة ‪ 391‬من مدونة األسرة يجوز الطعن في النسب‬
‫إما بطريق اللعاف‪ ،‬أو طلب استصدار أمر قضائي بإجراء خبرة جينية‪.‬‬

‫ػ أ ػ ػ اللعاف ‪ :‬اللعاف‪ 32‬ىو أف يحكم القاضي على كل من الزوج بأف يحلف أيمانا معينة على مايدعيو من‬
‫زنا زوجتو‪ ،‬أو نفي حملها أو ولدىا الذ ي ينتسب إليو لوال اللعاف‪ ،‬وعلى الزوجة أف تحلف أيمانا معينة لتكذيب‬
‫‪33‬‬
‫زوجها فيما اتهمها‪ ،‬لتدرأ الحد الواجب عليها فيما إذا نكلت‪.‬‬

‫فإذا ما العن الزوج زوجتو طبق المسطرة الشرعية‪ ،‬إال وسقط حد القذؼ عن الزوج وحد الزنا عن‬
‫الزوجة‪ ،‬وتنتهي عصمة الزوجية بينهما لألبد‪ ،‬وينقطع سبب اإلرث بينهما‪ ،‬كما ال ينسب إليو الولد وال يتوارث‬
‫األب والولد الذي العن فيو‪.‬‬

‫ودعوى نفي النسب بطريق اللعاف ال تقبل إال بشرطين ‪ :‬أف يكوف نفي الولد فور العلم بو‪ ،‬وأف ال يقر‬
‫الزوج بالولد‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ـ جاء فً قرار لمحكمة النقض‪ " :‬األصل فً دعوى نفً النسب انها ال تسمع إال ممن نسب إلٌه الولد‪ ،‬وهً حق لألب المطلوب نفً النسب عنه"‬
‫القرار الصادر بتارٌخ ‪ 2112/5/4‬تحت عدد ‪ ،25‬فً الملؾ الشرعً عدد ‪.2111/5/2/113‬‬
‫‪31‬‬
‫ـ جاء فً قرار لمحكمة النقض " النسب الذي ال ٌمكن الطعن فٌه إال من طرؾ األب هو نسب الولد المزداد فً حٌاته بشروطه‪ ،‬أما نسب الولد المزداد‬
‫بعد وفاته فٌجوز الطعن فٌه من طرؾ الورثة"‬
‫قرار تحت عدد ‪ ،122‬بتارٌخ ‪ 25‬أبرٌل ‪ ،2151‬ملؾ شرعً عدد ‪ ،2113/5/2/511‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬ص ‪521‬‬
‫ـــ أشار إلى ذلك‪ ،‬محمد المهدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.513‬‬
‫‪32‬‬
‫ـ اللعان لؽة‪ ،‬مصدر العن‪ ،‬مأخود من اللعن وهو الطرد واإلبعاد‪ ،‬وشرعا شهادات مؤكدة باألٌمان مقرونة باللعن من جهة الزوج وبالؽضب من‬
‫جهة الزوجة‪ ،‬وسمً اللعان لقول الزوج فً الخامسة أن لعنة هللا علٌه إن كان من الكاذبٌن‪ ،‬وألن أحدهما كاذب ‪ ،‬فٌكون ملعونا‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫ــ ابن معج وز‪ ،‬أحكام األسرة فً الشرٌعة اإلسالمٌة ووفق مدونة األحوال الشخصٌة‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬طبعة ‪ ،5551‬ص ‪214‬‬
‫‪18‬‬
‫أما إذا كذب المالعن نفسو واعترؼ بالولد الذي نفاه‪ ،‬فإنو يحد حد القذؼ‪ ،‬ويعود التوارث بينهما لثبوت‬
‫النسب حينئد باإلقرار‪.‬‬

‫ػ ػ ب ػ الخبرة الطبية‬

‫من المستجدات التي جاءت بها مدونة األسرة اعتماد الخبرة القضائية‪ ،‬باعتبارىا وسيلة من وسائل‬
‫التحقيق لنفي النسب‪ ،‬باإلضافة إلى مسطرة اللعاف‪.‬‬

‫وىذه الخبرة ىي شبو يقينية في إثبات النسب عن طريق البصمة الوراثية(‪ ،34)ADN‬التي تحمل‬
‫حمض معين في جسم اإلنساف‪ ،‬للتعرؼ على صفاتو الوراثية‪ ،‬ومقارنتها إف اقتضى الحاؿ بفاصل جسم آخر‪،‬‬
‫لتقرير مطابقتو لو من عدمو‪ ،‬وأصبحت تستعمل حاليا في إثبات النسب وفق مستجدات أحكاـ مدونة األسرة‪.‬‬

‫ويشترط قصد االس تجابة لمسطرة الخبرة الطبية قياـ دالئل قوية على ادعاء الزوج لنفي النسب‪ ،‬وىو‬
‫‪35‬‬
‫‪.‬كمثال اإلدالء بمحضر الضابطة القضائية إلثبات الخيانة‬ ‫مانصت عليو المادة ‪ 391‬من مدونة االسرة‬
‫الزوجة‪ ،‬أوامتهاف الزوجة للدعارة‪...‬‬

‫وإذا جاءت نتيجة الخبرة أف الولد أو الحمل ليس من االب المزعوـ‪ ،‬انتفى النسب عنو من تاريخ‬
‫‪36‬‬
‫صدور الحكم القضائي بذلك‪ ،‬وتبعا لذلك ينتهي حق التوارث بينهما‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬مانع اختالؼ الدين ‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 112‬من مدونة األسرة على أنو "ال توارث بين المسلم وغير المسلم"‪ ،37‬وىذا يعني أف‬
‫الكفر يعد مانعا من اإلرث مهما كانت العالقة عن طريق النسب أو الزواج‪ ،‬وسواء كاف أصليا أو عارضا بسبب‬
‫اإلرتداد‪ ،‬وسواء اتصف بو الوارث أو المورث‪ ،‬فال يرث المسلم غير المسلم‪ ،‬سواء كاف ىذا كتابيا أـ غير‬

‫‪34‬‬
‫ــ وتسمى أٌضا ببصمة الحمض النووي‪ ،‬وهً صفات وراثٌة تنتقل من األصول إلى الفروع ‪ ،‬والتً من شأنها تحدٌد شخصٌة كل فرد عن طرٌق‬
‫تحلٌل جزء من حامض ‪ DNA‬المتمركز فً كل نواة من خلٌة داخل خالٌا الجسم‪.‬‬
‫ــ أشار إلى ذلك ذ محمد الكشبور‪ ،‬الوسٌط فً شرح مدونة األسرة‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪35‬‬
‫ـ جاء فً المادة ‪ٌ" :511‬ثبت الفراش بماتثبت به الزوجٌة‪.‬‬
‫ٌعتبر الفراش بشروطه حجة قاطعة على ثبوت النسب‪ ،‬الٌمكن الطعن فٌه إال من الزوج عن طرٌق اللعان‪ ،‬أو بواسطة خبرة تفٌد القطع‪ ،‬بشرطٌن‪:‬‬
‫ــ إدالء الزوج المعنً بدالئل قوٌة على ادعائه؛‬
‫ــ صدور أمر قضائً بهذه الخبرة‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫ــ محمد المهدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪555‬‬
‫‪37‬‬
‫ــ ومستند هذه المادة قول النبً (ص)‪ ":‬ال ٌرث المسلم الكافر والٌرث الكافر المسلم"‪ ،‬وفً قوله أٌضا (ص)‪" :‬الٌتوارث أهل ملتٌن"‪.‬‬
‫أشار الى ذلك محمد المهدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.552‬‬
‫‪19‬‬
‫كتابي‪ ،‬ولهذا فإف الزوجة المسيحية أو اليهودية ال ترث في زوجها المسلم إذا مات‪ ،‬وبالمثل فهو ال يرثها إذا‬
‫ماتت‪ ،‬ومن جهة أخرى فإف أبناء الزوجة غير المسلمة يتبعوف آباىم في الدين‪ ،‬لذلك ال توارث بينها وبينهم‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬الزنا‬

‫الزنا مانع من اإلرث بين ولد الزنا والزاني‪ ،‬فال يرث أحدىما اآلخر وال ينسب إليو‪ ،‬فالزاني اليرث في‬
‫ابنو من الزنا وال في أوالده‪ ،‬كما اليرث إبن الزنا في الزاني وال في أصولو أو فروعو أو حواشيو‪ ،‬أما الزانية‬
‫فيرث فيها إبنها وترث منو‪ .‬ذلك أف البنوة غير الشرعية تعتبر في حكم العدـ في حق األب‪ ،‬لكن األـ يرثها‬
‫‪38‬‬
‫وترثو‪.‬‬

‫والعلة أف الشارع راعى في استحقاؽ اإلرث عفة االسرة وتماسك أصولها‪ ،‬واعتد بالبنوة الشرعية التي‬
‫يتبع الولد فيها أباه في الدين والنسب‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬مانع القتل العمد‬

‫قاؿ رسوؿ اهلل ص {الميراث لقاتل}‪.39‬‬

‫والعلة في انتفاء اإلرث في مواجهة القاتل‪ ،‬ىو أنو استعجل اإلرث من مورثو قبل أوانو عن طريق قتلو‪،‬‬
‫فيحرـ منو‪ ،‬عمال بالقاعدة الفقهية "من استعجل الشيء قبل أوانو عوقب بحرمانو"‪.‬‬

‫فإذا توفر القصد اإلجرامي بإزىاؽ الروح‪ ،‬إال وكاف القتل عمديا يترتب عليو الحرماف من اإلرث والدية‬
‫والحجب‪.‬‬

‫ويشترط لتحقق المانع أف يكوف القاتل راشدا كي يكوف كامل المسؤولية‪ ،‬وأف يكوف سليم العقل قادر‬
‫على التمييز‪ ،‬كما ال يجب توافر سبب من أسباب التبرير‪ ،‬إذا كاف القتل قد أوجبو القانوف أوفرضتو السلطة‪ ،‬أو‬
‫اضطر الفاعل الى ارتكاب جريمتو مكرىا‪ ،‬أو استلزمتها ضرورة حالة الدفاع الشرعي‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ــ وهو مانصت علٌه مدونة األسرة فً المادة ‪ 511‬جاء فٌها‪ " :‬تكون البنوة شرعٌة بالنسبة لألب فً حاالت قٌام سبب من أسباب النسب"‬
‫أما المادة ‪ 512‬فتنص على ماٌلً ‪ " :‬تستوي البنوة لألم فً اآلثار التً تترتب علٌها سواء كانت ناتجة عن عالقة شرعٌة أو ؼٌر شرعٌة"‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫ــ أخرجه مالك فً الموطأ‪ .‬كتاب عقول‬
‫‪20‬‬
‫وال يفترض سبق اإلصرار والترصد الشتراط المانع‪ ،‬وإنما يتطلب فقط نية االعتداء وإزىاؽ الروح‪.‬كما‬
‫أف القاتل يمنع من اإلرث والدية واليحجب‪ ،‬ولو أتى بشبهة كقاتل زوجتو التي وجدىا في حالة تلبس بالزنا‪ ،‬أو‬
‫الوالد الذي ضرب ولده تأديبا لو فمات‪ ،‬أما إذا لم يتوافر القصد الجنائي للجاني فهو يرث‪ ،‬تطبيقا لمقتضيات‬
‫المادة ‪ 111‬من المدونة جاء فيها ‪ " :‬من قتل موروثو عمدا وإف أتى بشبهة لم يرث من مالو‪ ،‬والديتو‪ ،‬وال‬
‫يحجب وارثا‪ ،‬من قتل موروثو خطأ ورث من الماؿ دوف الدية وحجب‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أصناف الورثة وعوارض اإلرث‬


‫بعد تصفية التركة يتولى تحديد عدد الورثة وبأي شكل يرثوف‪( ،‬بالفرض أو التعصيب‪ ،‬اـ بهما معا)‪،‬‬
‫ومقدار مايرثوف‪ ،‬من خالؿ األنصبة النهائية لكل وارث‪ ،‬ثم عوارض اإلرث‪ ،‬التي إف تحققت إما يسقط الوارث‬
‫من الميراث‪ ،‬كحجب اإلسقاط أو تنقص حظوظو في اإلرث‪ ،‬كحجب النقل أو بوجود وصية أو العوؿ‪ ،‬وأخيرا‬
‫بزيادة غير متوقعة في نسبة الحظوظ (الرد)‪ ،‬كوسيلة لمنع رجوع الدولة بمابقي عن ذوي الفروض‪ ،‬وبذلك‬
‫فسنتناوؿ في ىذا المبحث‪ ،‬اصناؼ الورثة ومستحقاتهم ثم عوارض اإلرث ‪.‬‬

‫المطلب األوؿ ‪ :‬أصناؼ الورثة‬


‫‪40‬‬
‫اإلرث إما بالفرض أو التعصيب‪ ،‬وإما الجمع بينهما انفرادا أو جمعا‪ ،‬والفرض لغة ىو التقدير‬
‫واصطالحا ىو سهم مقدر شرعا‪ 41‬للوارث في التركة بالكتاب أو السنة أو اإلجماع غالبا‪ ،‬ويبدأ في التوريث‬
‫بأصحاب الفروض‪ ،‬والتعصيب ال تقدير فيو بداية‪ ،‬قاؿ رسوؿ اهلل (ص) ‪(( :‬ألحقوا الفرائض بأىلها فما بقي‬
‫فهو ألولى رجل ذكر))‪ ،‬وىو مانصت عليو كذلك مدونة األسرة في المادة ‪ 119‬جاءفيها‪" :‬الفرض سهم‬
‫مقدر للوارث في التركة ويبدأ في التوريث بأصحاب الفروض‪."....‬‬

‫أما التعصيب فهو إرث الباقي من التركة بعد أخد أصحاب الفروض فروضهم‪ ،‬وقد يحوز العاصب كل‬
‫التركة إذا لم يكن معو ذو فرض‪ ،‬كاإلبن مع عدـ الوارث‪ ،‬وقد اليرث العاصب إذا لم يبق لو شيء من التركة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ــ المعجم الوسٌط‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫ــ أما فً اصطالح األصولٌٌن والفقهاء ؼٌر الفرضٌٌن‪ ،‬فهو بمعنى الواجب الذي ٌثاب على فعله وٌعاقب على تركه‪.‬‬
‫محمد المهدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪521‬‬
‫‪21‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬الورثة بالفرض‬

‫حسب المادة ‪ 112‬من ـ س الورثة بالفرض فقط ىم ‪ :‬الزوج ػ الزوجة ػ األـ ػ الجدة ػ األخ ألـ ػ األخت‬
‫ألـ‪.‬‬

‫والفروض المقدرة ستة ‪:‬النصف ونصفو الربع‪ ،‬ونصفو الثمن‪ ،‬والثلثين‪ ،‬ونصفو الثلث‪ ،‬ونصف نصفو‬
‫السدس‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الوارثوف بالفرض فقط دوف احتماؿ إسقاطهم و يتعلق األمر بالزوج والزوجة واألـ‬

‫‪ 3‬ػ ميراث الزوج ‪:‬‬

‫يرث الزوج زوجتو المسلمة بسبب الزوجية‪ ،‬ودليل قولو تعالى ‪{ :‬ولكم نصف ما ترؾ أزواجكم إف لم‬
‫يكن لهن ولد فإف كاف لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين}‬

‫ػ إرثو النصف عند عدـ وجود الفرع الوارث ذكر أو أوثى االبن وإف سفل للزوجة‪.‬‬

‫ػ إرثو الربع إذا وجد فرع وارث للزوجة‬

‫‪ 2‬ػ ميراث الزوجة‬

‫ترث الزوجة في زوجها بسبب الزوجية لقولو تعالى ‪{:‬ولهن الربع مما تركتم إف لم يكن لكم ولد‪ ،‬فإف كاف‬
‫لكم ولد فلهن الربع مما تركتم من بعد وصية توصوف بها أو دين}‬

‫ترث الربع مع انعداـ الفرع الوارث والثمن بوجوده‪.‬‬

‫‪ 1‬ػ ميراث األـ ‪:‬‬

‫ترث األـ في ابنها وبنتها بسبب القرابة من نوع األمومة المباشرة ودليل ذلك قولو تعالى ‪:‬‬

‫{وألبويو لكل واحد منهما السدس إف كاف لو ولد فإف لم يكن لو ولد وورثاه أبواه فألمو الثلث فإف كاف لو‬
‫إخوة فألمو السدس }‪.‬‬

‫‪ ‬السدس ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫ترث األـ السدس في تركة ابنها في حالتين ‪:‬‬

‫ػ ػ إذا كاف لولدىا الهالك فرع ولد‪ ،‬ويشمل اإلبن وابن االبن وإف سفل وبنت اإلبن وإف سفلت‪.‬‬

‫ػ ػ إذا كاف للميت متعدد من اإلخوة (إثنين فما فوؽ)‪ ،‬أشقاء أو ألب أو ألـ‪ ،‬ذكورا كانوا أو إناثا‪ ،‬وارثين‬
‫أو محجوبين‪.‬‬

‫‪ ‬الثلث ‪:‬‬

‫ترث األـ الثلث في حالة انعداـ الولد وإثنين فأكثر من اإلخوة من االشقاء أو ألب أو ألـ ولو حجبوا‪.‬‬

‫‪ ‬الثلث الباقي في "الغراوين" المادة ‪166‬‬

‫ترث االـ ثلث الباقي عوض ثلث التركة‪ ،‬وذلك في مسألتي "الغراوين"‪ ،‬وىما من المسائل الشادة في‬
‫علم الفرائض‪ ،‬من اجتهاد الصحابة‪ ،‬وسميت كذلك بالعمرية النتسابها لعمر بن الخطاب‪ ،‬ألف األـ غرت فيهما‬
‫بإعطائها الثلث لفظا ليس معنى‪ ،‬نقوؿ غره يغُره وغرير خدعو مناؿ منو ما أراد‪.42‬‬

‫والمسألة تقعاف في صورتين اثنتين ليس غيرىما ‪:‬‬

‫‪ ‬الصورة األولى ‪ :‬ىلكت إمرأة وخلفت زوجا وأما وأبا‬

‫‪1 /6‬‬ ‫‪ ‬الزوج ‪3/2‬‬

‫‪2 /6‬‬ ‫‪ ‬األـ ‪3/1‬‬

‫‪3 /6‬‬ ‫‪ ‬األب الباقي تعصيبا‬

‫‪ ‬الصورة الثانية ‪ :‬ىلك لرجل وخلف زوجة أو أكثر أما أبا‬

‫في ىذه الصورة للزوجة الربع لعدـ وجود الفرع الوارث‪ ،‬ولألـ ثلث النعداـ الفرع الوارث واإلخوة‬
‫ولألب الباقي تعصيبا‬

‫‪1/32‬‬ ‫‪ ‬زوجة أو أكثر ‪ 3/4‬توحيد الكسرين في ‪ 32‬كأصغر مقاـ مشترؾ‬

‫‪42‬‬
‫ــ معجم الوسٌط‪َ (( ،‬ؼر))‬
‫‪23‬‬
‫‪ ‬األـ ‪4/32 3/1‬‬

‫‪ ‬األب لو الباقي تعصيبا ‪9/32‬‬

‫وجو المخالفة‬

‫ػ األـ في المسألة األولى ستأخد ضعف األب وىو مخالف لمبدأ المفاضلة بين الرجل والمرأة‪.‬‬

‫ػ في المسألة الثانية ال يفارقاف سوى بسهم واحد‪.‬‬

‫ذىب جمهور الصحابة كعمر بن الخطاب وعثماف بن عفاف وزيد بن ثابت وعبد اهلل بن مسعود الى أف‬
‫لألـ ثلث مابقي‪ ،‬بعد فرض أحد الزوجين‪ ،‬ولألب ثلثاه إقرارا لمبدأ المفاضلة بين الذكر واألنثى‪ ،‬فتطبق مسألة‬
‫الغراوين كما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬المسألة األولى ‪ :‬الزوج‪ ،‬األـ‪ ،‬األب‬

‫للزوج النصف لعدـ وجود الفرع الوارث‪ ،‬ولألـ الثلث مابقي عن فرض الزوج‪ ،‬ولألب الباقي عنهما‪.‬‬

‫توحد الكسرين في ‪ 6‬كأصغر مقاـ مشترؾ ‪1/6‬‬ ‫‪ ‬الزوج ‪3/2‬‬

‫‪3 /6‬‬ ‫ما بقي عن الزوج ‪1/1/6‬‬ ‫‪ ‬األـ ‪3/1‬‬

‫المفاضلة بينهما‬ ‫‪2 /6‬‬ ‫الباقي عن الزوج واألـ‬ ‫‪ ‬األب‬

‫‪ ‬المسألة الثانية ‪ :‬الزوجة‪ ،‬األـ‪ ،‬األب‬

‫زوجة أو أكثر‪ ،‬أب‪ ،‬أـ‬

‫للزوجة الربع لعدـ وجود الفرع الوارث‪ ،‬ولألـ الثلث مابقي عن الزوجة ولألب الباقي تعصيبا‬

‫‪3 /4‬‬ ‫‪3 /4‬‬ ‫‪ ‬زوجة أو أوأكثر‬

‫‪3 / 4 1 /1 /4‬‬ ‫‪ ‬األـ مابقي عن الزوج ‪3/1‬‬

‫‪2 /4‬‬ ‫‪ ‬األب مابقي عن الزوج واألـ‬

‫‪24‬‬
‫ثانيا ػ ػ الوارثوف بالفرض فقط مع احتماؿ إسقاطهم ‪:‬‬

‫يتعلق األمر ىنا بالجدة واألخ ألـ واألخت ألـ‬

‫‪ 3‬ػ ميراث الجدة ‪:‬‬

‫يقصد بو جدتاف الجدة من جهة األـ‪ ،‬وىي أـ األـ‪ ،‬وأمها وإف علت‪ ،‬وىذه ترث بشرط أف ال‬
‫يفصل بينهما ذكر فأـ أبي األـ (أـ الجد ألـ) وأـ أبي أـ األـ (أـ جد األـ)‪ ،‬ال ترثاف ألف بينهما وبين الميت‬
‫ذكر‪ ،‬والجدة من جهة األب وىي أـ األب المباشرة وأـ أـ األب وأـ أـ أـ األب وإف علت‪ ،‬بشرط أف ال‬
‫يفصل بينها وبين الميت ذكر غير األب(فأـ أبي األب "أـ الجد من جهة األب"‪ ،‬ال ترث ألنو يفصل بينها وبين‬
‫الهالك ذكر غير األب)‪.‬‬

‫لم يثبت ميراث الجدة في كتاب اهلل‪ ،‬فاآلية ‪ 33‬من سورة النساء تنصرؼ على األب واألـ دوف الجد‬
‫والجدة‪ ،‬وإنما صدر في الحديث ثوريتها السدس إف كانت الجدة ألـ بمنفردىا انفردت بو‪ ،‬وإف كانت الجدة‬
‫لألب انفردت بو ىي كذلك‪ ،‬وإذا اجتمعتا كاف لهما مناصفة‪.43‬‬

‫حاالت ميراث الجدة ‪:‬‬

‫الحالة األولى ‪:‬السدس انفرادا‬

‫ترث الجدة ألـ أو الجدة لألب السدس عند االنفراد‪ ،‬أي حينما تكوف بمفردىا ولو علت من إحدى‬
‫الجهتين‪ ،‬فالعبرة أوال باالنفراد‪ ،‬وبانحصار الجدة ثانيا في جهة الجدة لألـ وإف علت‪ ،‬فال ميراث إال للجدتين‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬السدس مناصفة ‪:‬‬

‫يكوف السدس مناصفة بين جدتين عند التساوي في الرتبة‪ ،‬كأف توجد الجدة لألـ والجدة لألب‪،‬‬
‫فالتساوي في الرتبة ثابت‪ ،‬ألف كل واحدة ال يفصلها عن الهالك سوى واحد‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ــ روي عن قبٌصة بن ذؤٌب‪ ،‬أنه قال"جاءت الجدة إلى أبً بكر الصدٌق‪ ،‬تسأله مٌراثها‪ ،‬فقال لها أبو بكر‪ :‬مالك فً كتاب هللا شٌئا‪ ،‬وماعلمت لك فً‬
‫سنة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬فارجعً حتى اسأل الناس‪ ،‬فسأل الناس‪ ،‬فقال المؽٌرة بن شعبة‪ :‬حضرت رسول هللا ص أعطاها السدس‪ ،‬فقال ابو‬
‫بكر هل معك ؼٌرك؟ فقام محمد بن سلمة األنصاري‪ ،‬فقال مثل ماقال المؽٌرة‪ ،‬فأنفده لهل أبو بكر الصدٌق‪ ،‬ثم جاءت الجدة األخرى إلى عمر بن‬
‫الخطاب تسأله مٌراثها‪ ،‬فقال لها‪ :‬مالك فً كتاب هللا شًء‪ ،‬وما كان القضاء الذي قضى به لؽٌرك‪ ،‬وما أنا بزائد فً الفرائض شٌئا‪ ،‬ولكنه ذلك السدس‪،‬‬
‫فإن اجتمعتما‪ ،‬فهو بٌنكما‪ ،‬وآٌتكما خلت بهن فهو لها"‬
‫ــ أخرجه بن حبان والحاكم‬
‫‪25‬‬
‫كذلك يكوف التساوي في الرتبة محققا ولو علت الجهة‪ ،‬كأف توجد أـ أـ أمو‪ ،‬وأـ أـ أبيو‪ ،‬فالسدس‬
‫بينهما مناصفة‪.‬‬

‫الحالة الثالثة ‪ :‬السدس مناصفة بين جدة قريبة لألب وجدة بعيدة لألـ‬

‫إذا اجتمعت جدة قريبة من جهة األب مع جدة بعيدة من جهة األـ‪ ،‬فإف السدس بينهما يكوف مناصفة‪،‬‬
‫حتى ولو انعدـ التساوي في الرتبة‪ ،‬ألف جهة الجدة لألـ أقوى من جهة الجدة ألب‪ ،‬وىو ما ذىب اليو زيد بن‬
‫ثابت واختلف فيو الصحابة منهم علي إبن أبي طالب‪ ،‬الذي قاؿ بضرورة اتحادىم في الدرجة‪ ،‬ومرجع الخالؼ‬
‫الى عدـ النص عليها ال في القرآف وال في السنة‪ ،‬وإنما ىو اجتهاد للصحابة‪.‬‬

‫أما المدونة فأخدت برأي اإلماـ مالك على عمل أىل المدينة‪ ،‬بحيث نصت في المادة ‪ 142‬من ـ س‬
‫في فقرتها السادسة‪ ..." :‬الجدة إذا كانت منفردة سواء كانت ألـ أو ألب قسم السدس‪.‬ػ فإف اجتمعت جدتاف‬
‫قسم السدس بينهما إف كانتا في رتبة واحدة أو التي لألـ أبعد فإف كانت التي لألـ أقرب اختصت بالسدس"‪.‬‬

‫حجب الجدة ‪:‬‬

‫أخدت المدونة في المادة ‪ 191‬في حجب الجدة بما وقع عليو اإلجماع‪ ،‬وما وقع فيو خالؼ أخدت‬
‫برأي اإلماـ مالك وعليو ‪:‬‬

‫أ ػ فإف األـ تحجب الجدة لألـ والجدة لألب‪ .‬والجدة القريبة تحجب الجدة البعيدة التي من جهتها‪.‬‬

‫ب ػ األب يحجب الجدة التي من جهتو أي أمو (الجدة ألب) فقط‪.‬‬

‫ج ػ الجدة القربى من جهة األـ تحجب البعدى من جهة األب‪ ،‬وأما العكس فال‪ ،‬فالجدة القربى من‬
‫جهة األب ال تحجب البعدى من جهة األـ‪ ،‬بل السدس بينهما مناصفة‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ األخ لألـ واألخت ألـ ‪:‬‬

‫قاؿ تعالى {‪ ..‬وإف كاف رجل يورث كاللة أو امرأة ولو أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإف كانوا‬
‫أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصي بها أو دين غير مضار وصية من اهلل واهلل عليم حليم}‪.‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬السدس عند االنفراد ‪:‬‬


‫‪26‬‬
‫فكل من األخ ألـ واألخت ألـ يرث بالفرض فقط بسبب القرابة من نوع األخوة المباشرة‪ ،‬فهو يرث‬
‫سدس المتروؾ بشرط أف يكوف واحدا‪ ،‬وال يسهم إف كاف ذكرا أو أنثى‪ ،‬وبشرط عدـ وجود من يحجبو‪ ،‬وىو‬
‫اإلبن والبنت وإبن اإلبن وبنت اإلبن وإف سفلت‪ ،‬األب والجد لألب وإف عال‪.‬‬

‫ويرجع سبب حجب ىؤالء الى أف جهة البنوة واألبوة أقوى من جهة األخوة‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬الثلث بالتساوي عند التعدد ‪:‬‬

‫يرث اإلخوة من األـ الثلث بالتساوي عند التعدد‪ ،‬شريطة انعداـ الحاجب الذي ذكر‪ ،‬والثلث يقسمونو‬
‫فيما بينهم بالتساوي ال فرؽ بين ذكورىم وإناثهم‪ ،‬وذلك راجع ألنهم ال يدلوف بذكر في صلتهم بالهالك‪ ،‬وىي‬
‫الحالة الوحيدة التي يتساوى فيها الذكر باألنثى‪ ،‬كما أف ذكرىم ال يعصب أنثاىم‪.‬‬

‫الحالة الثالثة ‪ :‬المشتركة ‪:‬‬

‫طرح المشتركة‪ :‬إف كاف اإلخوة من األـ يقتسموف الثلث بينهم بالتساوي عند التعدد‪ ،‬فإف اإلخوة‬
‫األشقاء يزاحمونهم فيما يقتسمونو جميعا بالتساوي‪ ،‬ال فرؽ بين ذكورىم وإناثهم‪ ،‬وذلك في مسألة شادة عرفها‬
‫علم الفرائض في الصدر األوؿ لإلسالـ في خالفة عمر بن الخطاب‪.‬‬

‫وصورة ذلك أف تهلك امرأة وتترؾ زوجا ػ أما أو جدة إخوة ألـ ػ إخوة أشقاء‪.‬‬

‫الزوج النصف‪ ،‬األـ لوجود تعدد اإلخوة السدس ػ أو الجدة السدس ػ ‪ ،‬اإلخوة ألـ الثلث‪ ،‬المسألة من‬
‫ستة‪ ،‬للزوج ثالثة لألـ واحد‪ ،‬واإلخوة ألـ إثناف من ستة‪ ،‬واإلخوة األشقاء عصبة لم يبق لهم شيئا‪.‬‬

‫وبهذا قضى عمر بن الخطاب في أوؿ عاـ لخالفتو‪ ،‬فاحتج عليو اإلخوة األشقاء بقولهم إنما ورث‬
‫اإلخوة ألـ الثلث بأمهم وىي أمهم وىي أمنا ولو اختلف األب فهي تجمعنا ؟ فأشرؾ بينهم في الثلث‪ ،‬لذلك‬
‫سميت المشتركة الشتراكهم في األـ‪ ،‬وقيل كذلك أنها لقبت بالمنبرية ألف عمر بن الخطاب سئل عنها وىو‬
‫حمارا‪ ،‬وقد كاف من المناصرين للمشتركة زيد بن ثابت وعثماف‬
‫الحمارية ألف والده المورث كاف َّ‬
‫في المنبر‪ ،‬أو َّ‬
‫بن عفاف‪ ،‬والمناىضين لها علي بن أبي طالب وتبعو في ذلك الحنفية‪ ،‬الذين قالوا باستحقاؽ اإلخوة ألـ الثلث‬
‫واإلخوة األشقاء ىم عصبة لم يتبق لهم شيئا‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الزوج ‪ 3/2‬األـ أو الجدة ‪ 3/6‬إخوة أشقاء وإخوة ألـ شركاء في ‪ 3/1‬لهم ‪.2/6‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الورثة بالتعصيب فقط‬

‫العُصبة في اللغة من عصب يعصب عصبا وعصابا وعصوبة‪ ،‬بمعنى الشدة والقوة واإلحاطة‪ ،44‬وأصل‬
‫الكلمة مأخود من قولهم‪ :‬عصب القوـ بالرجل إذا اجتمعوا وأحاطوا بو‪ ،‬من أجل الحماية والدفاع‪ ،‬ويقاؿ‬
‫للجماعة األقوياء ( ُعصبة) بمعنى الجماعة المتآزرة والمتحالفة‪ ،‬كما جاء في القرآف الكريم‪ ،‬لقولو تعالى " إِ ْذ‬
‫الؿ ُمبِي ٍن "‪.‬‬
‫ض ٍ‬ ‫صبَةٌ إِ َّف أَبَانَا لَِفي َ‬ ‫ِ‬
‫ب إِلَى أَبِينَا منَّا َونَ ْح ُن ُع ْ‬
‫َح ُّ‬
‫َخوهُ أ َ‬
‫ف َوأ ُ‬
‫وس ُ‬
‫قَالُوا لَيُ ُ‬
‫وفي اصطالح علم المواريث ىو كل وارث ليس لو سهم مقدر صريح في الكتاب والسنة‪ ،‬مثل (اإلبن‬
‫وإبن اإلبن‪ ،‬واألخ الشقيق‪ ،‬واألخ ألب‪ ،‬والعم الشقيق‪ ،)...‬وقرابة ىؤالء وأمثالهم قوية‪ ،‬ألنهم يدلوف بواسطة‬
‫األب‪ ،‬دوف األـ‪ ،‬ألف اإلدالء بها يضعف القرابة (كاألخ لألـ )‪ ،‬فقد أدلى برحم أنثى‪ ،‬وىو اليرث مطلقا‪ ،‬ولقد‬
‫عرؼ الفرضيوف (العصبة) بمايلي‪( :‬كل من يأخد كل الماؿ عند االنفراد‪ ،‬ويأخد الباقي بعد أخد أصحاب‬
‫الفروض فروضهم)‪ ،‬وقد عرفتو مدونة األسرة في المادة ‪ 119‬بأنو "التعصيب أخد الوارث جميع التركة أو ما‬
‫بقي من ذوي الفروض"‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أنواع العصبة‬

‫العصبة كما جاء في المادة ‪ 141‬من مدونة األسرة ثالثة أنواع ‪:‬‬

‫ػ ػ عصبة بالنفس ػ عصبة بالغير ػ عصبة مع الغير‬

‫ػ ‪3‬ػ ‪ :‬العصبة بالنفس ‪ :‬العاصب بنفسو ىو الوارث الذكر بسبب النسب‪ ،‬األقرب إلى الميت‪ ،‬والذي لم‬
‫يفصل بينو وبين الهالك أنثى‪ ،‬ويسمى عاصبا بنفسو‪ ،‬ألف تعصيبو ال يحتاج فيو الى غيره‪ ،‬وىذا النوع من‬
‫التعصيب خاص بالذكور‪ ،‬ألنو ال تعصيب بالنفس ألنثى وإنما بغيرىا أو مع غيرىا‪.‬‬

‫واألساس الشرعي في القرآف الكريم وفي الحديث الشريف‪ ،‬عن عمر بن عباس عن الرسوؿ ص قاؿ‪:‬‬
‫"ألحقوا الفرائض بأىلها فما بقي فألولى رجل ذكر"‬

‫‪44‬‬
‫ــ لسان العرب البن منظور‬
‫‪28‬‬
‫أ ػ جهات التعصيب بالنفس‪:‬‬

‫لما كاف التعصيب بالنفس يقوـ على األولوية‪ ،‬إال ووجب ترتيب جهات القرابة باألولوية‪ ،‬وتقديم بعضها‬
‫على بعض في اإلرث‪ ،‬وىو ماذكرتو مدونة األسرة في المادة ‪ 149‬في أف العصبة بالنفس ست جهات‪ ،‬مقدـ‬
‫بعضها على بعض في اإلرث على الترتيب التالي‪:‬‬

‫ػ البنوة وتشمل األبناء وأبناءىم وإف سفلوا؛‬

‫ػ األبوة المباشرة وتشمل االب وحده؛‬

‫ػ الجدودة واألخوة المباشرة فهما في مرتبة واحدة‪ ،‬وتشمل الجد العصبي واإلخوة األشقاء أو ألب؛‬

‫ػ بنوة األخوة وتشمل أبناء اإلخوة األشقاء أو ألب وإف نزلوا؛‬

‫ػ العمومة وبنوتها تشمل أعماـ الميت األشقاء وأعمامو لألب وأعماـ أبيو وأعماـ جده لألب وإف عال‬
‫وابناءىم وإف سفلوا؛‬

‫ػ بيت الماؿ‪ :‬إذا لم توجد أي جهة من الجهات السابقة‪ ،‬ولم يوجد من يرث بالفرض‪ ،‬فإف بيت الماؿ‬
‫يرث المتروؾ تعصيبا‪.‬‬

‫ب ػ ضوابط الترجيح بين العصبة بالنفس عند اإلرث‬

‫إذا لم يكن في الفريضة إال عاصب بنفسو منفرد حضي بالتركة كلها‪ ،‬لكن إذا تعدد العصبة بالنفس‪ ،‬بأف‬
‫وجد أكثر من واحد‪ ،‬فإف مصير إرثهم يتحدد وفق جملة من الضوابط ىي كالتالي ‪:‬‬

‫‪ 3 ‬ػ ضابط الترجيح بالجهة ‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫معنى ذلك أف من ينتمي الى الجهة األولى "البنوة " تكوف لو األولوية في اإلرث على من ينتمي للجهة‬
‫الثانية‪ ،‬ومن ينتمي للجهة الثانية تكوف لو األولوية على الجهة الثالثة‪ ،‬فصاحب الجهة األقرب يحجب من في‬
‫الجهة األبعد‪ ،‬لكن ىذا الضابط ليس على إطالقو‪ ،‬فاإلبن مثال ال يحجب األب وال الجد‪ ،‬كما يستثنى اإلخوة‬
‫األشقاء او ألب مع الجد‪ ،‬فجهتهم متأخرة عن جهة األبوة(الجد) ولكنهم يرثوف معو‪ ،‬على الرأي الراجح وىو‬
‫‪45‬‬
‫مذىب (زيد بن ثابت)‪.‬‬

‫وفي حالة اتحاد العصبة بالنفس في نفس الجهة‪ ،‬كاجتماع اإلبن مع إبن اإلبن‪ ،‬ألنهما متحدين في جهة‬
‫البنوة‪ ،‬ننتقل إلى استعماؿ ضابط الترجيح الموالي‪.‬‬

‫‪ 2 ‬ػ ضابط الترجيح بالدرجة ‪:‬‬

‫بمقتضى ىذا الضابط يرجح األ قرب درجة في اإلرث بالتعصيب على األبعد درجة‪ ،‬فيقدـ اإلبن على‬
‫‪46‬‬
‫ابنو‪ ،‬واألب على الجد والعم على ابن العم‪.‬‬

‫وىو ما اشارت اليو المدونة في المادة ‪ 193‬من المدونة في الفقرة األولى ‪ ":‬إذا اتحدت العصبة‬
‫بالنفس في الجهة كاف المستحق لإلرث أقربهم درجة للميت"‪ ،‬أي أف صاحب الدرجة األولى يحجب صاحب‬
‫الدرجة الثانية‪ ،‬كما في مثاؿ االبن مع ابن اإلبن‪ ،‬فجهتهما واحدة وىي البنوة‪ ،‬لكن درجتهما مختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬ضابط الترجيح بقوة القرابة ‪ :‬إذا انحدر الورثة في الجهة والدرجة‪ ،‬كاف الترجيح بقوة (القرابة)‪ ،‬فمن كانت‬
‫قرابتو أقوى كاف ىو العصبة‪ ،‬وتنص المادة ‪ 193‬على أف العصبة ‪ " :‬إذا اتحدوا في الجهة والدرجة كاف‬
‫التقديم بقوة القرابة‪ ،‬فمن كانت قرابتو من األبوين قدـ على من كانت قرابتو من األب فقط"‪.‬‬

‫وبذلك فقوة القرابة التكوف في البنوة واألبوة‪ ،‬وإنما فقط في األخوة وبنوتها والعمومة وبنوتها‪.‬‬

‫وإذا حصل ما يستدعي االستغناء عن ىذه الضوابط الثالثة‪ ،‬كما في حالة اتحاد الورثة في الجهة والدرجة‬
‫والقوة‪ ،‬فإنهم يرثوف جميعا على السواء‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫ػ ‪ 2‬ػ العصبة بالغير‪ :‬لقولو تعالى {للذكر مثل حظ األنثيين}‬

‫‪45‬‬
‫ـ محمد الصابونً‪ ،‬الموارٌث فً الشرٌعة األسالمٌة فً ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬دار الحدٌث‪ ،‬سنة ‪ ،2151‬ص‪.25‬‬
‫‪46‬‬
‫ـــ ابن العربً‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪114‬‬
‫‪30‬‬
‫العاصب بغيره ىو تعصيب العاصب بالنفس من جهة البنوة أو األخوة ألنثى من جهتو‪ ،‬للذكر مثل حظ‬
‫األنثيين‪ ،‬فاألبناء يعصبوف البنات‪ ،‬وأبناء اإلبن وإف سفلوا يعصبوف بنات اإلبن وإف سفلن‪ ،‬واإلخواف يعصبوف‬
‫األخوات ‪، ....‬فإذا قيل عاصب بغيره فالغير عاصب‪ ،‬بخالؼ العاصب مع الغير كما سنرى‪ ،‬فإف الغير ليس‬
‫بعاصب‪.‬‬

‫‪ ‬شروط التعصيب بالغير ‪:‬‬

‫ترجع ىذه الشروط الى االتحاد في الجهة والدرجة وقوة الدرجة‬

‫‪ 3‬ػ االتحاد في الجهة ‪ :‬ونعني االتحاد في الجهة بين العاصب بالنفس واألنثى المنفردة أو المتعددة‪ ،‬فاإلبن‬
‫واحد أو أكثر يعصب البنت واحدة أو أكثر‪ ،‬واألخ الشقيق أو لألب واحد فأكثر يعصب األخت الشقيقة أو لألب‬
‫واحدة فأكثر‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ االتحاد في الدرجة‪ :‬بعد االتحاد في الجهة لزـ االتحاد في الدرجة‪ ،‬فاإلبن يعصب البنت ألنها من جهتو‬
‫ودرجتو‪ ،‬في حين تختل الدرجة بين ابن اإلبن والبنت‪ ،‬وبين ابن ابن االبن وبنت اإلبن‪ ،‬فال تعصيب‪ ،‬باستثناء فرضية‬
‫وجود بنت االبن مع بنتين‪ ،‬حيث ال ترث السدس تكملة للثلثين الستغراؽ الثلثين بالبنتين‪ ،‬مالم يوجد ابن ابن في‬
‫درجتها أو أسفل منها درجة‪ ،‬حيث تستنجد بو‪ ،‬فترث معو الباقي للذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬

‫‪ 1‬ػ االتحاد في قوة الدرجة ‪ :‬وىو الشرط الثالث‪ ،‬فاألخ الشقيق يعصب األخت الشقيقة‪ ،‬واألخ ألب يعصب‬
‫األخت ألب‪ ،‬في حين ال يقوى األخ ألب على تعصيب األخت الشقيقة‪ ،‬وال تعصيب بالطبع بين إبن األخ الشقيق‬
‫أو ألب وبنت األخ الشقيق أو ألب‪.‬‬

‫ػ ‪ 1‬ػ العصبة مع الغير‪:‬‬

‫يقصد بهذا النوع من التعصيب‪ ،‬كل أنثى تصير عاصبة مع أنثى أخرى‪ ،‬ويكوف بتعصيب البنات وبنات‬
‫اإلبن لألخوات الشقيقات أو ألب‪ ،‬فاألخت الشقيقة أو ألب ال ترث بالفرض‪ ،‬وإنما في الباقي عن البنات‬
‫وبنات اإلبن وإف سفلن بالتعصيب‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ــ النساء‪ ،‬اآلٌة ‪.55‬‬
‫‪31‬‬
‫وال يشترط في ذلك سوى وجود البنت أو بنت االبن وإف سفلت‪ ،‬واحدة فأكثر الى جانب األخت‬
‫الشقيقة أو ألب واحدة فأكثر‪ ،‬سواء وجد األخ الشقيق أو ألب أو لم يوجد‪ ،‬فالكل يرث في الباقي عن‬
‫البنت وبنت االبن وإف سفلت‪ ،‬وذوي الفروض إف وجدوا‪ ،‬والميراث يكوف في الباقي للذكر مثل حظ األنثيين‪،‬‬
‫قاؿ التلمسانية‪:‬‬
‫‪48‬‬
‫إف كاف للهالك بنت أو بنات‬ ‫واألخوات قد يصرف عصبات‬

‫والجدير بالذكر أف ىؤالء يصرف عصبات ينزلن منزلة إخوانهم‪ ،‬ويأخدف أحكامهم بالنسبة لباقي العصبة‬
‫في التقديم بالجهة والدرجة‪ ،‬حيث تنزؿ األخت الشقيقة منزلة االخ الشقيق‪ ،‬وتحجب كل من يحجب ىذا‬
‫األخير‪ ،‬واألخت ألب منزلة األخ ألب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الورثة بالتعصيب فقط‬

‫الورثة بالتعصيب فقط ثمانية‪ ،‬حصرتهم مدونة األسرة في المادة ‪ ،111‬وىم كاآلتي‪:‬‬

‫"اإلبن وإبنو وإف سفل‪ ،‬واألخ الشقيق واألخ ألب وإبنهما وإف سفل‪ ،‬والعم الشقيق والعم لألب وإبنهما‬
‫وإف سفل"‪.‬‬

‫وىؤالء يعتبروف ورثة بالنفس‪ ،‬فقط يستحقوف جميع التركة عند انفرادىم بها دوف أصحاب الفروض‪ ،‬أو‬
‫يستحقوف ما بقي في التركة‪ ،‬أو يستحق ما يفضل عمن يرث في المسألة بالفرض‪ ،‬وإذا لم يبق من التركة شيء‬
‫ال يستحقوف إرثا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الورثة بالفرض والتعصيب جمعا‬

‫حسب المادة ‪ 119‬من من مدونة األسرة فإف الوارثاف بالفرض والتعصيب إثناف ىما األب والجد‪.‬‬

‫‪ :3‬حاالت إرث األب ‪:‬‬

‫األصل في ميراث األب قولو تعالى ‪{ :‬وألبويو لكل واحد منهما السدس ‪}....‬‬

‫وللحديث الشريف((ألحقوا الفرائض بأىلها فمابقي فألولى رجل ذكر))‬

‫‪48‬‬
‫ـ جامع العلوم والحكم‪ ،‬ج‪ ،2‬تحقٌق شعٌب األرنؤوط ومن معه‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫وحاالت إرث األب ىي ‪:‬‬

‫‪ ‬بالفرض فقط ويكوف فرضو السدس إف كاف معو ابن الهالك أو إبن إبنو وإف سفل‪ ،‬واحدا أو متعددا‪،‬‬
‫سواء كانت معو بنت الهالك أو بنت إبنو أو لم تكن‪ ،‬ودليل ذلك قولو تعالى ‪ " :‬وألبويو لكل‪"..‬‬

‫‪ ‬األرث بالتعصيب فقط إف لم يكن مع فرع وارث‪.‬‬

‫‪ ‬اإلرث بالفرض والتعصيب جمعا ‪ :‬يرث بالفرض والتعصيب معا‪ ،‬بوجود بنت الهالك أو بنت إبنو وإف نزؿ‪،‬‬
‫حيث يرث السدس فردا والباقي تعصيبا‪ ،‬فإذا لم يفضل شيءا فالتعصيب لو‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حاالت ميراث الجد‬

‫يقصد بالجد ىنا الجد من جهة األب‪ ،‬وىو الذي تسميو المدونة بالجد العصبي الذي ال تفصل بينو‬
‫وبين الهالك أنثى‪ ،‬مثل (أب األب) وإف عال‪ ،‬فإف دخل في نسبتو إلى الميت انُثى فهو اليرث‪ ،‬والقاعدة أنو‬
‫متى دخل بين الذكور أنثى‪ ،‬يصبح الجد غير صحيح‪ ،‬وأما إذا لم تدخل االنثى فهو جد صحيح‪ ،‬مهما علت‬
‫درجتو‪ ،‬كأب أب األب‪ ،‬وأب أب األب‪ ،‬وإف عال‪...‬‬

‫والجد لم يرد نص قرآني يقضي بإرثو‪ ،‬فاآلية الحادية عشرة من سورة النساء تتحدث عن األب‬
‫{وألبويو لكل واحد منهما السدس ‪ ،}....‬اما الجد فقد ثبت إرثو بالسنة واإلجماع في جانب‪ ،‬وىو الفرضية‬
‫التي ينعدـ فيها اإلخوة األ شقاء أو ألب‪ ،‬أما اإلخوة ألـ فالجد يحجبهم‪ ،‬حيث ينزؿ الجد فيها منزلة األب في‬
‫أحوالو الثالث‪ ،‬بشروطها وأحكامها باستثناء الغراوين‪ :‬السدس بالفرض فقط عند وجود اإلبن وإبن اإلبن وإف‬
‫سفل‪.‬‬

‫‪ ‬السدس بالفرض والباقي بالتعصيب عند وجود البنت وبنت اإلبن وإف سفلت؛‬

‫‪ ‬التعصيب عند عدـ الولد وولد اإلبن وإف سفل‪.‬‬

‫ويشترط إلرثو ػ أف ال يوجد األب‪ ،‬فهناؾ إجماع على حجب األب للجد‪.‬وأف ال يوجد معو جد آخر أقرب‬
‫منو درجة فهو يحجبو‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أما الحالتاف الباقيتاف فينفرد بهما عن األب‪ ،‬وقد أفتى بها الصحابة‪ ،‬وتتعلق بوجوده مع اإلخوة أشقاء كانوا‬
‫أو ألب‪.‬‬

‫‪ ‬أوال ‪ :‬وجود الجد مع نوع واحد من اإلخوة ‪:‬‬

‫في ىذه الحالة قد يكوف في النازلة صاحب فرض‪ ،‬وقد اليكوف‪ ،‬ولكل وضع من ىذين الوضعين‬
‫أحكامو‪ ،‬وذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة األولى‪ :‬وجود الجد مع نوع واحد من اإلخوة دوف صاحب فرض‬

‫تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 194‬من مدونة األسرة على أنو ‪" :‬إذا اجتمع الجد العصبي مع اإلخوة‬
‫األشقاء خاصة أو مع اإلخوة ألب كذلك‪ ،‬ذكورا أو إناثا أو مختلطين‪ ،‬فلو األفضل من ثلث جميع الماؿ أو‬
‫المقاسمة"‪.‬‬

‫إذف ففي حالة وجود الجد مع اإلخوة أشقاء أو لألب‪ ،‬فلو الخيار بين أخد ثلث الماؿ‪ ،‬أو المقاسمة‬
‫مع اإلخوة‪ ،‬فأي السهمين كاف أفضل لو يأخذه‪ ،‬فإف كانت المقاسمة أفضل أخد إرثو بالمقاسمة‪ ،‬وإف كاف ثلث‬
‫التركة أفضل لو أخد الثلث‪.‬‬

‫ويكوف الثلث مثل المقاسمة حينما يوجد مع مثليو أي أخوين‪ ،‬والثلث أفضل لو حينما يوجد مع أكثر‬
‫من مثليو (أ خوين وأخت‪ ،‬أو أخ وثالث أخوات‪ ،‬أو أربع أخوات‪ ،‬أما إذا كاف عدد اإلخوة أقل من مثليو كأخ‬
‫وأخت‪ ،‬تكوف المقاسمة أفضل لو‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬وجود الجد مع نوع واحد من اإلخوة مع صاحب فرض فأكثر‬

‫إذا وجد مع الجد مع نوع واحد من اإلخوة واألخوات‪ ،‬وصاحب فرض أو أكثر‪ ،‬يأخد الجد أفضل لو من‬
‫ثالث‪:‬‬

‫‪ ‬إما المقاسمة؛‬

‫‪ ‬وإما الثلث الباقي بعد أخد ذوي الفروض فروضهم؛‬

‫‪ ‬وإما سدس جميع الماؿ‪.‬‬


‫‪34‬‬
‫ويشترط أال ينقص نصيبو عن السدس بحاؿ من األحواؿ‪ ،‬فلو لم يبق بعد إعطاء أصحاب الفروض إال‬
‫السدس أعطي لو السدس‪ ،‬أو بقي أقل من السدس يفرض للجد السدس‪ ،‬ويحرـ اإلخوة‪.‬‬

‫أما إذا كانت المقاسمة بعد أخد أصحاب الفروض فروضهم أفضل للجد‪ ،‬فإنو يحضى بالمقاسمة‪ ،‬وإذا‬
‫كاف الثلث الباقي افضل لو يعطى لو‪ ،‬وإال أعطي لو السدس مهما بقي من التركة‪ ،‬ألنو ال ينزؿ عن فرضو‬
‫‪49‬‬
‫المقدر‪ ،‬وىو (السدس) بحاؿ من األحواؿ‪ ،‬وىو مانصت عليو كذلك المادة ‪ 149‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫وجود الجد مع النوعين من اإلخوة‪ ،‬التي تندرج في إطار المسائل الشواذ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أطلق عليها الفرضيوف إسم المعادة‪ ،‬لوجود الصنفين من اإلخوة األشقاء وألب مع الجد‪ ،‬حيث يعد‬
‫اإلخوة االشقاء اإلخوة لألب على الجد‪ ،‬ليمنعوه كثرة الميراث‪.‬‬

‫فاألصل أف اإلخوة األشقاء الذكور يحجبوف اإلخوة لألب ذكورا وإناثا‪ ،‬واألخوات الشقيقات ال يرث‬
‫معهن اإلخوة ألب ذكورا وإناثا‪ ،‬إال بعد استكمالهن لفرضهن الشرعي (النصف عند اإلنفراد والثلثين عند‬
‫التعدد) ‪ ،‬فميراثهم موقوؼ‪ ،‬في حين ال يقوى الجد على حجب أيا من اإلخوة‪ ،‬لذلك فإف اإلخوة األشقاء‬
‫الذكور واإلناث يع َدوف اإلخوة لألب ذكورا وإناثا على الجد ليمنعوه كثرة الميراث‪ ،‬وليس لو أف يحتج بحجب‬
‫اإلخوة لألب أو وقف ميراثهم‪ ،‬فالحجب والوقف من جهة اإلخوة األشقاء واألخوات الشقيقات ال من‬
‫جهتو‪.50‬‬

‫رابعا‪ :‬الورثة بالفرض والتعصيب انفرادا‬

‫ىناؾ صنف من الورثة يجمع بين اإلرث بالفرض واإلرث بالتعصيب‪ ،‬ولكن إذا ورث باحدىما ال يرث‬
‫باآلخر‪ ،‬وىو المقصود بالورثة بالفرض والتعصيب انفرادا‪ ،‬وىن نسوة يرثن إما بالفرض أو بالتعصيب بالغير أو‬
‫مع الغير‪ ،‬وال يجمعن بينهما في نفس التركة‪ ،‬خالؼ أصحاب الفرض والتعصيب جمعا كما رأينا سابقا‪.‬‬

‫وىؤالء النسوة أربع‪ :‬البنت وبنت اإلبن وإف سفلت واألخت الشقيقة واألخت ألب‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ــ جاء فً المادة ‪ 111‬ماٌلً‪ " :‬إذا اجتمع مع اإلخوة وذوي الفروض فله االفضل من ثالثة‪ :‬سدس جمٌع المال أوثلث مابقً بعد ذوي الفروض أو‬
‫مقاسمة اإلخوة كذكر منهم‪"....‬‬
‫‪50‬‬
‫ــ عبد الرحمان بلعكٌد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.255‬‬
‫‪35‬‬
‫أوال‪ :‬ميراث البنت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء فَػ ْو َؽ‬
‫سً‬ ‫ميراث البنت ثابت بالقرآف الكريم‪{ :‬يُوصي ُك ُم اللوُ في أ َْوَالد ُك ْم للذ َك ِر مثْ ُل َحظ ْاألُنثَػيَػ ْي ِن فَإف ُك َّن ن َ‬
‫‪51‬‬
‫ف}‪.‬‬‫ص ُ‬ ‫اثْػنتػي ِن فَػلَه َّن ثػُلُثا ما تَػر َؾ وإِف َكانَ ْ ِ‬
‫ت َواح َدةً فَػلَ َها الن ْ‬ ‫ََ ْ ُ َ َ َ َ‬
‫وقد قررت اآلية الكريمة ميراث البنت بأوضح بياف‪ ،‬واتم تفصيل في ثالث حاالت ‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة األولى‪ :‬النصف‬

‫ترث البنت النصف من تركة ابيها أو أمها‪ ،‬شرط انفرادىا عن ولد الصلب ذكرا أو أنثى‪.‬وقد أوردت مدونة‬
‫األسرة إرث البنت‪ ،‬ضمن اصحاب النصف في المادة ‪.142‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬الثلثاف لإلثنتين فمافوؽ‬

‫يرث المتعدد من البنتاف الثلثاف‪ ،‬عند وجود اثنتاف فأكثر بشرط انفرادىن عن اإلبن‪.‬‬

‫‪ ‬إرثها بالتعصيب‪:‬‬

‫ترث البنت ػ سواء واحدة أو متعددة ػ بالتعصيب‪ ،‬إذا كاف للهالك منهما ابن واحد أو أكثر‪ ،‬على‬
‫أساس للذكر مثل حظ األنثيين‪ ،‬لكل إبن سهماف ولكل بنت سهم واحد‪ ،‬فميراثها في ىذه الحالة ينقص عن‬
‫ميراثها بالفرض في الحالتين السابقتين‪ ،‬وىو صورة لحجب النقل من الفرض إلى التعصيب‪.‬‬

‫وتسمى في ىذه الحالة عاصبة بالغير‪ ،‬المنصوص يها في المادة ‪ 193‬من المدونة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ميراث بنت اإلبن وإف سفلت‬

‫قاؿ ابن رشد‪ :‬وأجمعوا من ىذا الباب على أف بني البنين يقوموف مقاـ البنين عند فقد البنين‪ ،‬يرثوف‬
‫‪52‬‬
‫كما يرثوف ويحجبوف كما يحجبوف‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ــ حدثنا محمد بن الحسٌن قال‪ ،‬حدثنا أحمد بن مفضل قال‪ ،‬حدثنا أسباط‪ ،‬عن السدي‪ٌ " :‬وصٌكم هللا فً أوالدكم للذكر مث ُل حظ األنثٌٌن "‪ ،‬كان أهل الجاهلٌة ال‬
‫ٌورِّ ثون الجواريَ وال الصؽارَ من الؽلمان‪ ،‬وال ٌرث الرجل من ولده إال من أطاق القتال‪ ،‬فمات عبد الرحمن أخو حسان الشاعر‪ ،‬وترك امرأة ٌقال لها أم كجَّ ة‪ ،‬وترك‬
‫خمس أخواتٍ‪ ،‬فجاء الورثة ٌأخذون ماله‪ ،‬فشكت أم كجَّ ة ذلك إلى النبً صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬فأنـزل هللا تبارك وتعالى هذه اآلٌة‪ {:‬إِن ُكنَّ ِنسَاء َفوقَ اث َن َتٌ ِن َفلَهُنَّ ُثلُ َثا مَا‬
‫ك َوإِن َكا َنت َواحِدَ ة َفلَهَا ال ِّنصؾُ }‬
‫َترَ َ‬
‫‪52‬‬
‫ــ بداٌة المجتهد ج‪ 2‬ص‪ .111‬أشار إلٌه محمد رٌاض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.513‬‬
‫‪36‬‬
‫بناء على ذلك يستمد ميراث بنت اإلبن حكمو من اإلجماع‪ ،‬فترث في ثالث حاالت كما ترث البنت‪،‬‬
‫وىناؾ حالة ترث فيها السدس مع وجود بنت الصلب تكملة للثلثين‪ ،‬وىذه الحالة األصل فيها السنة‪.‬‬

‫‪ ‬النصف عند االنفراد‪ :‬ترث بنت اإلبن وإف سفلت منفردة من تركة جدىا أو جدتها المتوفى عند‬
‫االنفراد‪ ،‬وعدـ وجود ابن للهالك (عمها)‪ ،‬وعدـ وجود إبن إبن في درجتها‪.‬‬

‫فاإلبن يحجبها حجب إسقاط‪ ،‬والبنت تحجبها حجب نقل من النصف إلى السدس تكملة للثلثين‪،‬‬
‫والبنتاف تحجبانها حجب إسقاط الستغراقهما الثلثاف‪ ،‬مالم يوجد العاصب‪ ،‬وإبن إبن ينقلها من الفرض إلى‬
‫التعصيب بالغير‪.‬‬

‫‪ ‬الثلثاف‪ :‬لالثنتين فمافوؽ‬

‫تستحق بنتا اإلبن ولو سفلن وما فوؽ الثلثين‪ ،‬شريطة عدـ وجود من سبقت اإلشارة إليهن‪ ،‬فال خالؼ‬
‫بين الحالتين سوى في النصيب‪ ،‬عند االنفراد النصف‪ ،‬وعند التعدد الثلثاف‪ ،‬وىو مانصت عليو المادة ‪149‬‬
‫من المدونة ‪" :‬أصحاب الثلثين أربعة‪ :‬بنتا اإلبن فأكثر بشرط انفرادىما عن ولد الصلب ذكرا كاف أو أنثى وإبن‬
‫إبن في درجتهما"‪.‬‬
‫‪ ‬السدس تكملة للثلثين‬
‫ترث بنت اإلبن الواحدة أو بنات اإلبن عند التعدد السدس مع بنت الصلب التي ترث النصف‪،‬‬
‫فيكوف نصابهم الثلثين‪ ،‬أما إذا كانت مع بنتين فال شيء لها على التفصيل السابق‪ ،‬وبشرط أال يكوف معها ابن‬
‫ابن في درجتها يعصبها‪.‬‬
‫وىو مانصت عليو المادة ‪ 142‬من المدونة‪ " :‬أصحاب السدس ‪ ... :‬بنت اإلبن ولو تعددت‪ ،‬بشرط‬
‫كونها مع بنت صلب واحدة‪ ،‬وأف ال يكوف معها أبن إبن في درجتها"‪.‬‬
‫‪ ‬اإلرث بالتعصيب‬
‫ترث بنت اإلبن بالتعصيب ضمن األوجو التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ترث بالتعصيب بالغير‪ ،‬مع ابن االبن المساوي لها في الدرجة (أخيها أو إبن عمها)‪ ،‬للذكر مثل حظ‬
‫األنثيين‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ ‬ترث بنت اإلبن ايضا بالتعصيب‪ ،‬مع ابن اإلبن المساوي لها في الدرجة مع وجود بنت الصلب‪ ،‬إذ‬
‫ترث النصف وترث بنت اإلبن مع ابن اإلبن في درجتها الباقي تعصيبا‪ ،‬للذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬
‫‪ ‬ترث بنت اإلبن بالتعصيب مع أخيها المساوي لها في الدرجة‪ ،‬أو مع إبن إبن أسفل منها في حالة‬
‫وجودىا مع بنتي أو بنات الصلب‪ ،‬ألنها في ىذه الحالة تكوف محجوبة مع تعدد بنات الصلب‪ ،‬نظرا‬
‫‪53‬‬
‫الستيفائهن الثلثين‪ ،‬وينقدىا من ىذا الحجب أخوىا أو إبن عمها أو إبن إبن أسفل منها درجة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ميراث األخت الشقيقة‬
‫س لَوُ َولَ ٌد‬
‫ك لَْي َ‬ ‫ك قُ ِل اللَّوُ يُػ ْفتِي ُك ْم فِي الْ َك َاللَ ِة إِ ِف ْام ُرٌؤ َىلَ َ‬
‫قاؿ تعالى في آخر سورة النساء‪{ :‬يَ ْستَػ ْفتُونَ َ‬
‫اف ِم َّما تَػ َر َؾ َوإِف‬
‫ف ما تَػر َؾ و ُىو ي ِرثُػها إِف لَّم ي ُكن لَّها ولَ ٌد فَِإف َكانَػتَا اثْػنَتَػ ْي ِن فَػلَهما الثُّػلُثَ ِ‬
‫َُ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ص ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ت فَػلَ َها نِ ْ‬
‫َولَوُ أُ ْخ ٌ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َكانُوا إِ ْخوةً رج ًاال ونِساء فَِل َّ ِ‬
‫يم}‪.‬‬ ‫لذ َك ِر مثْ ُل َحظ ْاألُنثَػيَػ ْي ِن يُػبَػي ُن اللَّوُ لَ ُك ْم أَف تَضلُّوا َواللَّوُ ب ُكل َش ْيء َعل ٌ‬ ‫َ َ َ ًَ‬
‫تضمنت اآلية الكريمة حكم ميراث األخت الشقيقة فترث في أخيها الشقيق وأختها الشقيقة النصف‬
‫منفردة‪ ،‬وترث الثلثين بالتعدد‪ ،‬وترث بالتعصيب مع أخيها أو إخوتها الذكور‪ ،‬وىناؾ حالة ترث فيو األخت‬
‫الشقيقة مع البنت بالتعصيب مع الغير‪ ،‬وىي واردة بالسنة كما سوؼ نرى‪ ،‬ولها حالة مع الجد ترث بمقتضى‬
‫للذكر مثل حظ األنثيين(األكدرية)‪.54‬‬

‫‪ ‬الحالة األولى‪ :‬النصف عند االنفراد‬


‫ترث األخت الشقيقة النصف من التركة من أخيها ألبوين أو أختها كذلك‪ ،‬بشرط انفرادىا وعدـ من‬
‫يحجبها كاألب واإلبن وإبن اإلبن ‪ ،‬إذ يحجبونها حجب إسقاط‪ ،‬ووجود أخت معها تنقلها إلى فرض‬
‫الثلثين‪ ،‬ووجود أخ ذكر يجعلها ترث معو للذكر مثل حظ األنثيين‪ ،‬وكونها مع بنت وبنت اإلبن‪ ،‬ولو في‬
‫حالة تعددىن‪ ،‬ينقلها من فرض النصف إلى التعصيب مع الغير‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬فرض الثلثين‬
‫يتصور ىذا الفرض في حالة شقيقتاف فأكثر‪ ،‬بشرط انتفاء األخ الشقيق ومن يحجبهن‪ ،‬أو من ينقلهن‬
‫إلى تعصيب مع الغير كما ذكر فيما سبق‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ــ محمد رٌاض‪ ،‬مرجع سابق‪.515 ،514 ،‬‬
‫‪54‬‬
‫ــ نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.515‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬التعصيب بالغير‬
‫ترث الشقيقة الواحدة أو األختاف الشقيقتاف فأكثر‪ ،‬مع وجود أخ شقيق واحد‪ ،‬أو إخوة اشقاء‬
‫بمقتضى للذكر مثل حظ األنثيين‪ ،‬شرط عدـ الحجب للجميع‪ ،‬كاإلبن وإف سفل‪ ،‬واألب‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الرابعة ‪ :‬التعصيب مع الغير‬
‫إذا وجدت الشقيقة مع بنت أو أكثر‪ ،‬أو بنت إبن أو أكثر‪ ،‬وتسمى ىنا عاصبة مع الغير‪ ،‬ترث ما‬
‫يفضل عن ذوي الفروض‪ ،‬والحجة في ذلك أنها تقدـ على إبن األخ الشقيق أو ألب‪ ،‬وىي كسائر من يرث في‬
‫ىذه الحالة بالتعصيب‪ ،‬قد اليبقى لها شيء في بعض مسائل اإلرث‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الخامسة ‪:‬المقاسمة مع الجد‬
‫في ىذه الحالة ترث مع الجد بمقتضى التعصيب للذكر مثل حظ االنثيين‪ ،‬سواء كانت األخت‬
‫الشقيقة ىنا منفردة أو متعددة‪ ،‬تتم المقاسمة على عدد الرؤوس‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة السادسة‪ :‬إرث األخت الشقيقة مع الجد (األكدرية)‬
‫ىذه الحالة كما تناولناىا في مسائل الجد تعتبر من الحاالت الخاصة‪ ،‬إذ ال يفرض لألخت الشقيقة أو‬
‫ألب مع الجد‪ ،‬وإنما ترث بمقتضى إما المقاسمة أو الثلث‪ ،‬إذا كاف ىناؾ أصحاب فروض‪ ،‬كاف للجد إما‬
‫المقاسمة او الثلث‪ ،‬وإذا كاف ذو فرض معهما كاف للجد إما المقاسمة أو ثلث الباقي أو سدس الكل‪ ،‬ولكن‬
‫في مسألة االكدرية يفرض لها ولو‪ ،‬ويجمع نصيبهما‪ ،‬ثم يقتسم بينهما بالتفاضل للذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ميراث األخت ألب‬
‫األخت ألب في ميراثها كاألخت الشقيقة‪ ،‬وذلك ثابت باإلجماع المبني على القياس من اآلية‬
‫ف َما تَػ َر َؾ‪ ،}...‬إذ األخت ألب كاألخت الشقيقة عند‬ ‫ت فَػلَ َها نِ ْ‬
‫ص ُ‬ ‫س لَوُ َولَ ٌد َولَوُ أُ ْخ ٌ‬ ‫الكريمة‪ {:‬إِ ِف ْام ُرٌؤ َىلَ َ‬
‫ك لَْي َ‬
‫عدمها ‪ ،‬تنفرد عنها في أنها ترث السدس معها تكملة للثلثين‪ ،‬قياسا على بنت اإلبن مع البنت‪.‬‬
‫ونبين بتفصيل ىذه الحاالت‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة األولى‪ :‬فرض النصف‬

‫‪39‬‬
‫ترث األخت لألب من تركة أخيها أو أختها لألب المتوفى بشروط‪ ،‬وىي أف ال يكوف معها أخ ألب‬
‫فأكثر‪ ،‬وال أخت ألب فأكثر‪ ،‬وال جد‪ ،‬وال أب‪ ،‬وال أخت شقيقة فأكثر‪ ،‬وال أخ شقيق فأكثر‪ ،‬وال إبن وال بنت‬
‫فأكثر وال إبن إبن وأكثر وإف سفل‪ ،‬وال بنت إبن فأكثر وإف سفلت‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬فرض الثلثاف‬
‫يرثو المتعدد من األخت لألب إثنتاف فما فوؽ‪ ،‬بشرط عدـ من يعصب‪ ،‬وعدـ من يحجب كما ذكر في‬
‫حالة النصف‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬فرض السدس تكملة للثلثين‬
‫ترث األخت لألب واحدة فأكثر في ىذه الحالة (السدس)‪ ،‬مع وجود األخت الشقيقة‪ ،‬التي لها‬
‫النصف معها تكملة للثلثين‪ ،‬وىي ىنا كحاؿ بنت اإلبن مع البنت‪ ،‬وترث السدس مع األخت الشقيقة‪ ،‬شرط‬
‫عدـ من يحجبها كاألخ الشقيق ومن حجبو‪ ،‬أو من يعصبها كاألخ ألب‪ ،‬فإذا وجد ورثت معو للذكر مثل حظ‬
‫األنثيين‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الرابعة‪ :‬التعصيب بالغير‬
‫ترث األخت ألب مع األخ ألب بالتعصيب بالغير "للذكر مثل حظ األنثيين‪ ،‬بشرط عدـ وجود الحاجب‬
‫وىو ىنا األخ الشقيق واألخت الشقيقة ومن حجبهم‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الخامسة‪ :‬التعصيب مع الغير‬
‫ترث األخت ألب مع البنت أو البنات‪ ،‬أو بنت اإلبن أو بنات اإلبن بالتعصيب مع الغير‪ ،‬كحاؿ األخت‬
‫الشقيقة مع من ذكر‪ ،‬شرط عدـ وجود األخت الشقيقة‪ ،‬ألنها أقوى درجة منها‪ ،‬فلو توفي عن بنت‪ ،‬وأخت‬
‫شقيقة‪ ،‬وأخت ألب‪ ،‬لكاف للبنت النصف‪ ،‬ولألخت الشقيقة النصف اآلخر بالتعصيب‪ ،‬وال شيء لألخت‬
‫لألب‪ ،‬أما لو مات عن بنت وأخت ألب فهذه األخيرة تعصب النصف اآلخر المتبق عن البنت‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة السادسة‪ :‬المقاسمة مع الجد‬
‫حاؿ األخت لألب مثل حاؿ األخت الشقيقة معو‪ ،‬واألخت لألب حين تقاسم الجد وترث معو‬
‫بالتعصيب‪ ،‬يتم ذلك شرط عدـ وجود األخت الشقيقة‪ ،‬وإال حصلت المعادة‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة السابعة‪ :‬إرث األخت لألب مع الجد (األكدرية) ػ ػ حالة شادة ػ ػ‬

‫‪40‬‬
‫وىي التي تناولناىا فيما يخص إرث األخت الشقيقة‬
‫‪ ‬الحالة الثامنة‪ :‬حالة المعادة مع وجود الجد ػ حالة شادة ػ ػ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عوارض اإلرث‬


‫يقصد بعوارض اإلرث كل ما يعترض الوارث من حجب وعوؿ في نصيبو بالنقصاف منو‪ ،‬أورد بالزيادة‬
‫في ىذا النصيب‪ ،‬وقد يتعلق األمر بمسألة من مسائل اإلرث‪ ،‬ما يقتضي معرفة قدر مايستحقو ورثة ىالك ثاف‬
‫من ورثة الهالك األوؿ قبل قسمة التركة‪ ،‬وىو مايسمى بالمناسخة‪.‬‬
‫كما قد يوصي الهالك قبل وفاتو بوصية إرادية والتي يدخل في حكمها التنزيل‪ ،‬والتي تستخرج من‬
‫التركة قبل توزيع اإلرث‪ ،‬وىو الحاؿ نفسو بالنسبة للوصية الواجبة‪ ،‬وكل ىذه تسمى عوارض اإلرث‪ ،‬التي تؤثر‬
‫في مقدار الوارث زيادة أو نقصاف‪ ،‬والتي بها تنتهي التركة ويأخد كل وارث نصيبو منها‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الحجب‬

‫الحجب في اللغة‪ 55‬بمعنى الستر‪ ،‬والمنع‪ ،‬وكل ما حاؿ بين شيئين‪ ،‬ومنو الحاجب‪ ،‬وىو البواب ألنو‬
‫يمنع من الدخوؿ إال بإذف‪.‬‬
‫أما في االصطالح فهو منع وارث معين من كل الميراث أو بعضو بقريب آخر‪ ،‬وقد عرفتو المدونة في‬
‫مادتها ‪ 199‬بأنو‪":‬الحجب منع وارث معين من كل الميراث أو بعضو بقريب آخر"‪.‬‬
‫لذلك فالمدونة تتحدث عن حجب اإلسقاط أو مايسمى بحجب الحرماف‪ ،‬الذي يمنع فيو المحجوب‬
‫من كل الميراث‪ ،‬وحجب النقل‪ ،‬أو مايسمى بحجب النقصاف الذي يمنع عنو بعض ىذا الميراث‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حجب النقل‬

‫حجب النقل ىو نقل وارث بوجود وارث آخر من حصة في اإلرث‪ ،‬إلى حصة أقل منها غالبا‪ ،‬وىو ثالثة‬
‫أنواع‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫ــ ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬حجب‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬حجب النقل من فرض إلى فرض أقل منو‬

‫أصحاب ىذا النوع يؤثر عليو في نقلو من فرض إلى فرض أقل‪ ،‬وجود الفرع الوارث اإلبن والبنت‪،‬‬
‫وبنت اإلبن‪ ،‬ألف الولد أقرب وارث إلى الهالك‪ ،‬وكذلك وجود بنت اإلبن مع بنت الصلب‪ ،‬واألخت لألب مع‬
‫وجود األخت الشقيقة‪ ،‬ويتعلق األمر بخمس أنواع من الورثة‪:‬‬
‫‪ ‬األـ‪ :‬تنتقل من فرض الثلث إلى فرض السدس‪ ،‬بوجود الفرع الوارث (اإلبن والبنت) وإف سفل‪،‬‬
‫والمتعدد من اإلخوة‪ ،‬سواء كانوا أشقاء أو ألب أو ألـ‪ ،‬وارثين أو محجوبين؛‬
‫‪ ‬الزوج‪ :‬ينتقل من النصف إلى الربع‪ ،‬بوجود الفرع الوارث؛‬
‫‪ ‬الزوجة‪ :‬تنتقل من الربع إلى الثمن‪ ،‬بوجود الفرع الوارث؛‬
‫‪ ‬بنت اإلبن‪ :‬تنتقل إف كانت واحدة من النصف إلى السدس تكملة للثلثين‪ ،‬بوجود بنت الصلب‬
‫الواحدة‪ ،‬ونفس الحكم إف تعددت بنت اإلبن‪ ،‬فيرثن مع بنت الصلب الواحدة السدس بدؿ الثلثين‪.‬‬
‫‪ ‬األخت ألب‪ :‬تنتقل إف كانت واحدة من النصف إلى السدس‪ ،‬تكملة للثلثين بوجود األخت الشقيقة‬
‫الواحدة‪ ،‬فإف تعددت األخت لألب فيرثن أيضا السدس مع األخت الشقيقة الواحدة بدؿ الثلثين‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬حجب النقل من الفرض إلى التعصيب‬
‫يندرج تحت ىذا النوع عنصر اإلناث مع من يعصبهن إما بالتعصيب بالغير‪ ،‬أو مع الغير‪ ،‬بنقلهن من‬
‫الفرض إلى التعصيب من نصيب أكثر إلى نصيب أقل‪ ،‬كالبنت التي ينقلها اإلبن من النصف منفردة إلى الثلث‬
‫مع أخيها‪ ،‬ويدخل تحت ىذا النوع مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬بنت االصلب أو بنات الصلب مع إبن الصلب أو أبناء الصلب‪ ،‬بمقتضى للذكر مثل حظ‬
‫األنثيين؛‬
‫‪ ‬بنت اإلبن أو بنات اإلبن مع إبن إبن الصلب أو أبناء الصلب‪ ،‬بمقتضى للذكر مثل حظ‬
‫األنثيين؛‬
‫‪ ‬األخت الشقيقة أو األخوات الشقيقات مع األخ الشقيق أو اإلخوة األشقاء‪ ،‬بمقتضى للذكر‬
‫مثل حظ األنثيين‪ ،‬شرط االنفراد عن الفرع الوارث الذكر واألب؛‬

‫‪42‬‬
‫‪ ‬األخت لألب أو األخوات لألب مع األخ لألب أو اإلخوة لألب‪ ،‬بمقتضى للذكر مثل حظ‬
‫األنثيين‪ ،‬شرط عدـ وجود اإلخوة االشقاء الذكور‪ ،‬وما ذكر في األخت الشقيقة؛‬
‫‪ ‬األخت الشقيقة أو ألب ينقلهما الجد من الفرض إلى التعصيب‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬النقل من تعصيب إلى فرض‬
‫يتعلق ىذا النوع بعنصرين من الورثة وىم‪:‬‬
‫‪ ‬األب‪ :‬ينقلو الفرع الوارث (اإلبن وإبنو) من التعصيب إلى فرض السدس‪ ،‬وفيو تقديم لجهة البنوة‬
‫على جهة األبوة؛‬
‫‪ ‬الجد‪ :‬في حالة عدـ وجود األب ينقلو الفرع الوارث (اإلبن وإبنو)‪ ،‬من التعصيب إلى فرض السدس‬
‫أيضا‪ ،‬لتقدـ البنوة على الجدودة‪.56‬‬
‫ثانيا‪ :‬حجب اإلسقاط‬

‫حجب االسقاط ىو الحجب الذي يمنع فيو الوارث وارثا آخر من كل الميراث‪ ،‬والعمل فيو بالقاعدة‬
‫التي تنبني عليها الفرائض(األقرب فاألقرب)‪ ،‬ألف من يدلي للهالك بوارث ال يرث مع وجوده‪ ،‬وينبني حجب‬
‫اإلسقاط على مبدأ القرب من الهالك‪ ،‬حسب معايير الجهة والدرجة‪ ،‬والقوة‪ ،‬مما سبق تناولو حوؿ التعصيب‬
‫بالنفس‪ ،‬وأصل ذلك قولو صلى اهلل عليو وسلم‪(( :‬ألحقوا الفرائض بأىلها ومابقي فألولى رجل ذكر))‪.‬‬
‫وقد راعى المشرع بعض جهات القرابة‪ ،‬ورابطة الزواج بالنسبة للزوج والزوجة‪ ،‬فلم تشمل ىذه الجهات‬
‫حجب اإلسقاط‪ ،‬وإف كاف يسري عليهم حجب النقل‪.‬‬
‫وىذه الجهات ذكرتها المادة ‪ 192‬من المدونة‪ ،‬وتخص اإلبن والبنت واألب واألـ والزوج والزوجة‪ ،‬إال‬
‫إذا حاؿ مانع من موانع اإلرث المارة بنا دوف استفادتهم من اإلرث‪.‬‬
‫أما باقي الورثة فقد يلحقهم حجب اإلسقاط‪ ،‬ويتعلق األمر بمن ذكرتهم المادة ‪ 191‬من مدونة األسرة‬
‫ب‪:‬‬
‫‪ ‬إبن اإلبن يحجبو اإلبن خاصة‪ ،‬والقريب من ذكور الحفدة يحجبهم البعيد منهم؛‬
‫‪ ‬بنت اإلبن يحجبها اإلبن فوقها مطلقا‪ ،‬اي سواء كاف معها إبن إبن أو لم يكن‪ ،‬كماتحجبها‬

‫‪56‬‬
‫ــ محمد رٌاض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.521‬‬
‫‪43‬‬
‫بنتاف فمافوؽ‪ ،‬إال إذا كاف معها إبن إبن في درجتها أو أسفل منها فيعصبها‪.‬‬
‫‪ ‬الجد يحجبو األب خاصة‪ ،‬والجد القريب يحجب الجد البعيد؛‬
‫‪ ‬األخ الشقيق والشقيقة يحجبهما اإلبن وإبن اإلبن واألب؛‬
‫‪ ‬األخ ألب واألخت ألب يحجبهما الشقيق ومن حجبو‪ ،‬وال تحجبهما الشقيقة؛‬
‫‪ ‬إبن األخ الشقيق يحجبو الجد واألخ لألب ومن حجبو؛‬
‫‪ ‬أبن األخ لألب يحجبو إبن األخ الشقيق ومن حجبو؛‬
‫‪ ‬العم الشقيق يحجبو إبن األخ لألب ومن حجبو؛‬
‫‪ ‬العم ألب يحجبو العم الشقيق ومن حجبو؛‬
‫‪ ‬إبن العم الشقيق يحجبو العم لألب ومن حجبو؛‬
‫‪ ‬إبن العم لألب يحجبو إبن العم الشقيق ومن حجبو؛‬
‫‪ ‬األخ لألـ واألخت لألـ يحجبهما اإلبن‪ ،‬والبنت وإبن اإلبن وبنت اإلبن وإف سفلن واألب‬
‫والجد‪ ،‬وإف عال؛‬
‫‪ ‬الجدة ألـ تحجبها األـ خاصة؛‬
‫‪ ‬الجدة لألب يحجبها األب واألـ؛‬
‫‪ ‬القربى من جهة األـ تحجب البعدى من جهة األب‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العوؿ‬

‫العوؿ في اللغة بمعنى الميل إلى الجور‪ ،‬كما في قواه تعالى‪َٰ {:‬ذَلِ َ‬
‫ك أَ ْدنَ َٰى أ ََّال تَػ ُعولُوا}‪.58‬‬ ‫‪57‬‬

‫وفي اإلصطالح العوؿ ىو الزيادة في عدد األسهم على األصل المرتب للنقصاف في نسب الحظوظ‪،‬‬
‫وىو يقع حينما يتزاحم أرباب الفروض على الفرائض‪ ،‬حيث تزيد االسهم على أصل الفريضة ((المسألة‬
‫‪59‬‬
‫العائلة))‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ــ إبن منظور‪ ،‬المرجع السابق‪(( ،‬عول))‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫ــ سورة النساء اآلٌة ‪1‬‬
‫‪59‬‬
‫ــ وقع العول فً خالفة عمر بن الخطاب‪ ،‬فً أول فرٌضة عالت فً اإلسالم‪ ،‬بعد أن توفٌت إمرأة عن زوج وأختٌن للزوج النصؾ لعدم الفرع‬
‫الوارث‪ ،‬ولألختٌن الثلثان للتعدد وعدم الحاجب والعاصب‪ ،‬قال عمر إن بدأت بالزوج ضٌعت األختٌن‪ ،‬وإن بدأت باألختٌن ضٌعت الزوج‪ ،‬فأشٌروا‬
‫‪44‬‬
‫وبذلك فالمسألة العائلة ىي التي يكوف فيها مجموع أنصبة الورثة أكبر من أصلها‪ ،‬وىو ماال يمكن‬
‫تصوره في مسألة فيها تعصيب‪ ،‬ومثاؿ ذلك أف تموت زوجة عن زوجها وأختها الشقيقة وجدتها‪ ،‬فيكوف للزوج‬
‫النصف‪ ،‬ولألخت النصف‪ ،‬وللجدة السدس‪ ،‬أصل المسألة من ستة للزوج نصفها ثالثة‪ ،‬ولألخت نصفها أيضا‬
‫ثالثة‪ ،‬وللجدة سدسها واحد‪ ،‬فيكوف مجموع األنصبة ىو سبعة‪ ،‬وىي أكبر من ستة‪ ،‬فالمسألة ىنا عائلة‪،‬‬
‫وتعوؿ إلى سبعة‪.‬‬
‫وقد ثبت باالستقراء أف المسائل التي يلحقها العوؿ ثالثة‪ ،‬مقامها من (‪ ،)6‬أو (‪ ،)32‬أو (‪)24‬؛‬
‫ػ والمسائل التي تعوؿ أصلها من ستة (‪ )6‬تعوؿ إلى (‪ )2‬و(‪ )1‬و(‪)9‬و(‪ ،)33‬وىو أقصى ماتعوؿ إليو؛‬
‫ػ والتي أصلها من (‪ )32‬تعوؿ إلى (‪)31‬و(‪)39‬و (‪ ،)32‬وىو أقصى ماتعوؿ إليو؛‬
‫ػ والتي أصلها من (‪ )24‬تعوؿ مرة واحدة إلى (‪.)22‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الرد‬
‫تعريف الرد‪:‬‬
‫الرد في اللغة الرجوع والصرؼ‪ ،60‬وفي االصطالح صرؼ الزائد عن الفروض إلى أصحاب الفروض‬
‫بنسب فروضهم‪ ،‬فالرد جانب إيجابي يلحق الورثة خالؼ العوؿ‪ ،‬والرد كالعوؿ لم يرد فيو نص في القرآف أوفي‬
‫السنة‪ ،‬وإنما كاف محل إجتهاد من الصحابة‪،61‬وىو ال يتحقق إال وفق شروط‪:‬‬
‫‪ ‬أف يكوف ىناؾ ذو فرض؛‬
‫‪ ‬أف يكوف ىناؾ فاضل عن ذوي الفروض؛‬
‫‪ ‬أف ال يكوف ىناؾ عاصب يأخد ىذا الفضل‪.‬‬

‫علً‪ ،‬فأشار العباس بن عبد المطلب بالعول من ستة إلى سبعة‪ ،‬للزوج ثالثة ولألختٌن أربعة‪ ،‬وقال‪ :‬أرأٌت لو مات رجل وترك ستة دراهم‪ ،‬ولرجل‬
‫علٌه ثالثة‪ ،‬وآلخر أربعة‪ ،‬ألٌس ٌجعل المال سبعة أجزاء‪ ،‬فأخد به عمر وقال‪ :‬وهللا ما أدري أٌمكم قدم هللا وأٌكم أخر‪ ،‬فال أجد ما أوسع من أن أقسم‬
‫علٌكم هذا المال بالحصص‪ ،‬فأدخل على كل ذي سهم مادخل علٌه من عول‪.‬‬
‫واالصل الذي بنً علٌه العول هنا كما جاء فً كالم سٌدنا العباس بن عبد المطلب عم النبً صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬وسٌدنا عمر رضً هللا‬
‫عنهما هو ا القٌاس‪ ،‬حٌث قٌس ضٌق اصل الفرٌضة عن السهام‪ ،‬على حال من أحاط الدٌن بماله‪ ،‬إذ تقسم دٌونه قسمة ؼرماء على قدر نسبة دٌونهم‪.‬‬
‫ــ أشار إلى ذلك عبد الرحمان بلعكٌد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪60‬‬
‫ــ إبن منظور‪ ،‬مرجع سابق‪((،‬ردد))‬
‫‪61‬‬
‫ــ كان خالؾ بٌن الصحابة حول مسألة الرد‪ ،‬فذهب زٌد بن ثابت ألى القول بعدم الرد لعدم وجود النص‪ ،‬فً حٌن ذهب علً بن أبً طالب إلى القول‬
‫به‪ ،‬واستثنى منه الزوجتٌن‪ ،‬وهو الرأي الذي أخد به أبو حنٌفة وأحمد بن حنبل‪ ،‬وذهب عبد هللا بن مسعود إلى القول بالرد كذلك‪ ،‬لكن مع تمدٌد االستثناء‬
‫لٌشمل لٌس الزوجٌن فقط‪ ،‬بل أصحاب الفروض الضعٌفة‪ ،‬كبنت اإلبن واألخت لألب فً السدس تكملة للثلثٌن والجدات واإلخوة ألم‪.‬‬
‫ـــ أشلر إلى ذلك‪ ،‬محمد رٌاض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.531 :‬‬
‫‪45‬‬
‫مثالها‪ :‬أف يموت زوج عن زوجة وأـ وبنت‪ ،‬للزوجة الثمن‪ ،‬ولألـ السدس‪ ،‬وللبنت النصف‪ ،‬أصلها من‬
‫أربعة وعشرين‪ ،‬للزوجة ثمنها ثالثة‪ ،‬ولألـ سدسها أربعة‪ ،‬وللبنت نصفها إثناعشر‪ ،‬فإذا جمعنا األنصبة‬
‫وجدناىا تسعة عشر‪ ،‬وبذلك فهناؾ فاضل وىو خمسة‪ ،‬فهذه مسألة ناقصة‪ ،‬لتوافرىا على الشروط‬
‫السابقة‪ ،‬ترد على ذوي الفروض‪.‬‬
‫طريقة إجراء الرد‬
‫إلجراء الرد في المسائل الناقصة طريقتاف‪:‬‬
‫‪ ‬األولى تقضي باستخراج أصل المسألة‪،‬حيث تعرؼ الفروض المقدرة‪ ،‬والباقي تعاد قسمتو على‬
‫الورثة حسب نسب فروضهن‪ ،‬وعيب ىذه الطريقة االستغراؽ والتركيب‪.‬‬
‫‪ ‬الثانية‪ :‬تقضي بجعل مجموع نسب الفروض أصال للمسألة مباشرة‪ ،‬فهذه الطريقة تمتاز‬
‫بالسهولة واإلختصار(وىي المسألة التي سنستعملها في دراستنا)‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬الوصايا والتنزيل‬


‫الوصية تعتبر من أسباب كسب الملكية وىي من عقود التبرع‪ ،‬تصدر بإرادة واحدة من طرؼ الموصي‪،‬‬
‫وال تتوقف على وقبوؿ الموصى لو بداية‪ ،‬وإنما بعد وفاة الموصي حين توزيع التركة يمكن للموصى لو الراشد‬
‫رفض الوصية(المادة ‪ 219‬من المدونة)‪ ،62،‬ومن ثم كاف الفرؽ بينها وبين تصرفات أخرى مشابهة‪ ،‬كالهبة‬
‫والصدقة والحبس والعمرى‪ ،‬التي تحاز في حياة المعطي وإال بطلت‪.‬‬
‫وإذا كاف األصل في الوصية أنها إرادية‪ ،‬ألنو ال وصية بغير إرادة الموصي‪ ،‬فإف ثمة إستثناء عرفتو‬
‫القوانين الوضعية‪ ،‬ومنها القانوف المغربي‪ ،‬تجلى فيما يعرؼ بالوصية الواجبة‪ ،‬التي تكتسب فيها الملكية بقوة‬
‫القانوف‪ ،‬وال تتوقف على القبوؿ مثلها مثل الميراث‪ ،‬وىي الوصية الواجبة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الوصية اإلرادية‬
‫الوصية اإلرادية قد تكوف في صورة الوصية العادية‪ ،‬وقد تكوف في صورة التنزيل‪ ،‬على أف ال يتجاوز‬
‫نصيبهما معا الثلث‪ ،‬والتنزيل ينزؿ المستفيد فيو منزلة الولد‪ ،‬لكن ال يثبت بو النسب شرعا‪ ،‬ألف التبني الينتج‬
‫عنو أثر من آثار الوالدة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ــ محمد رٌاض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.553‬‬
‫‪46‬‬
‫وأحكاـ الوصية ىي نفسها الجارية على التنزيل‪ ،‬ويبقى الفرؽ في التحديد والمقدار واالستخراج‪ ،‬ألف‬
‫الوصية معلومة المقدار‪ ،‬وتستخرج قبل الميراث‪ ،‬أما التنزيل فيستخرج مع الميراث‪ ،‬وبالتالي يكوف مجهوؿ‬
‫المقدار‪ ،‬قبل تصفية التركة وتوزيعها بين الورثة‪.‬‬
‫وسنتناوؿ باختصار أحكاـ الوصية والتنزيل‪.‬‬
‫‪ ‬أحكاـ الوصية‬
‫الوصية في اللغة بمعنى وصى‪ ،‬وىو أصل يدؿ على وصل شيء بشيء‪ ،‬وسميت كذلك‪ ،‬ألف الميت‬
‫يصل بها ما كاف في حياتو بعد مماتو‪ ،‬وفي االصطالح الفقهي عرفها إبن عرفة بقولو‪" :‬عقد يوجب حقا في‬
‫‪63‬‬
‫ثلث عاقده يوـ موتو‪ ،‬أو نيابة عنو بعده"‬
‫أما مدونة األسرة‪ ،‬فعرفتها في المادة ‪ 222‬بأنها‪ ":‬عقد يوجب حقا في ثلث عاقده بموتو‪ ،‬أو نيابة عنو‬
‫بعده"‪.‬‬
‫وقد ثار خالؼ حوؿ الوصية‪ ،‬بين من اعتبرىا عقدا ومن اعتبرىا تصرؼ بإرادة واحدة‪ ،‬ويرجع أصل‬
‫الخالؼ إلى مدى االعتبار في ركني اإليجاب والقبوؿ‪ ،‬ىل يتطلب األمر اإليجاب والقبوؿ معا‪ ،‬أـ مجرد‬
‫اإليجاب‪ ،‬على اعتبار أف الوصية تنشأ بداية بمجرد اإليجاب‪ ،‬والقبوؿ ليس بشرط إال بعد الوفاة‪ ،‬والموصي‬
‫‪64‬‬
‫يبقى مالكا لحق الرجوع في وصيتو ماداـ حيا‪.‬‬
‫ومدونة األسرة أخدت بمذىب اإلماـ مالك واعتبرتها عقدا‪ ،‬عند تعريفها في المادة ‪ 222‬جاء فيها‪:‬‬
‫"الوصية عقد يوجب حقا في ثلث ماؿ عاقده يلزـ بموتو"‪ ،‬رغم أنها نصت في المادة ‪ 214‬على أف الوصية‬
‫تنعقد بإيجاب من جانب واحد وىو الموصي‪.‬‬

‫‪ ‬أركاف الوصية‪ :‬أركاف الوصية أربعة الموصي والموصى لو والصيغة والموصى بو‬
‫‪ ‬الموصي ‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫ـ توضٌح األحكام على تحفة الحكام‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.41‬‬
‫‪64‬‬
‫ــ هذا الخالالؾ ثالار عنالد المالذاهب الفقهٌالة‪ ،‬فالحنفٌالة جعلالوا للوصالٌة ركنالا واحالدا هالو اإلٌجالاب‪ ،‬وأن القبالول هالو شالرط إلفالادة الملالك‪ ،‬والشالافعٌة‬
‫اعتبروها من أعمال التبرع‪ ،‬فً حٌن اعتبرها المالكٌة عقد‪ ،‬مع أنها ال تتوقؾ فً نشأتها سوى على إرادة واحدة هً إرادة الموصً‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫نصت امادة ‪ 229‬من مدونة األسرة على مايلي‪" :‬يشترط في الموصي أف يكوف راشدا‪.‬تصح الوصية‬
‫‪65‬‬
‫من المجنوف حاؿ إفاقتو ومن السفيو والمعتوه"‬
‫إذف يشترط في الموصي شرطين وىما الرشد‪ 66‬والعقل‪ ،‬في حين أف شرط اإلسالـ غير وارد‪ ،‬بحيث‬
‫تصح الوصية من المسلم لغير المسلم والعكس صحيح‪ ،‬ووصية األجنبي تخضع لقانونو الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬الموصى لو‪:‬‬
‫يشترط في الموصى لو ‪:‬‬
‫‪ ‬أف ال يكوف وارثا‪ :‬الوصية ال تجوز لوارث وقت وفاة الموصي‪ ،‬إال إذا أجازىا الورثة الرشداء‪ ،‬كال أو‬
‫بعضا في حق جميع الموصى لهم أو البعض منهم‪.‬‬
‫‪ ‬اف يكوف موجودا أو منتظر الوجود‪ :‬ووجودية الموصى لو تنصرؼ إلى االشخاص الطبيعيين‬
‫واالعتباريين(المساجد والزوايا واألضرحة)‪ ،‬وإلى جهات البر واإلحساف (الخيريات والمستشفيات‪ ،)...‬وال‬
‫يشترط أف يكوف الموصى لو بالغا أو عاقال أو مسلما‪ .‬كما ينصرؼ الوجود الحكمي لمن سيولد عند تحقق‬
‫حياتو باالستهالؿ‪ ،‬وإذا مات بعد الوالدة‪ ،‬استحق ورثتو مقدار الوصية‪ ،‬كما يعتبر موجودا حكما‪ ،‬الوصية‬
‫للمفقود إذا ظهر بعد ذلك‪ ،‬أو وصية لبناء مسجد أو مؤسسة خيرية ينتظر وجودىا‪.67‬‬
‫‪ ‬أال يكوف قاتال عمدا للموصي‪ :‬وىو الشرط الثالث الذي نصت عليو كذلك المادة ‪ 211‬من‬
‫مدونة األسرة‪ ،‬الشتراط استحقاؽ الوصية من طرؼ الموصى لو‪ ،‬والقتل المقصود ىو القتل العمد بنية إزىاؽ‬
‫الروح ظلما وعدوانا‪ ،‬سواء كاف مسبوقا بسبق اإلصرار والترصد أـ ال‪ ،‬أما القتل الخطأ فال يسقط الوصية‪.‬‬
‫‪ ‬الموصى بو‪:‬‬
‫إشترطت مدوة األسرة مجموعة من الشروط الالزـ تحققها في الموصى بو‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أف يكوف الموصى بو قابل للتملك‪ :‬نصت مدونة االسرة في المادة ‪ 292‬على مايلي‪" :‬يجب‬ ‫‪‬‬
‫في الموصى بو أف يكوف قابال للتملك في نفسو"‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ـ المدونة السابقة اكتفت فً الموصً بأن ٌكون فً سن التمٌٌز دون سن الرشد‪ ،‬انسجاما فً ذلك مع التوجه الذي ٌعتبر الوصٌة من التصالرفات النافعالة‬
‫للموصً نفعا محضا‪ ،‬ألنها سبٌل لألجر والثواب‪ ،‬وال ضرر منها ألنها لما بعد الوفاة‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫ـ األهلٌة تكمل ببلوغ ‪ 54‬سنة شمسٌة كاملة‪ ،‬حسب المادة ‪ 215‬من مدونالة األسالرة‪ ،‬فكالل مالن بلالػ هالذا السالن‪ ،‬ولالم ٌثبالت سالبب مالن أسالباب نقصالان أهلٌتاله‬
‫أوانعدامها‪ٌ ،‬كون كامل األهلٌة لمباشرة حقوقه وتحمل إلتزاماته‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫ـ جاء فً المادة ‪ 151‬من المدونة‪ " :‬تصح الوصٌة لجهة معٌنة من جهات البر ٌنتظر وجودها‪ ،‬فإن تعذر وجودها صرفت الوصٌة إلى‬
‫األقرب مجانس لتلك الجهة"‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫بمعنى أنو يجب أف يكوف شيئا موجودا مثل العقارات أو المنقوالت‪ ،‬أو أف يكوف قابال للوجود‪ ،‬ماداـ‬
‫أف محل االلتزاـ في إطار الفصل ‪ 63‬من ؽ ؿ ع‪ ،‬تجيز أف يكوف المحل موجود أو قابل للوجود مستقبال‬
‫(الوصية مثال في مبنى في طور اإلنجاز)‪ ،‬بمعنى أف يكوف محقق الوقوع مستقبال‪ ،‬ومع ذلك اليجوز التنازؿ‬
‫عن تركة إنساف وىو قيد الحياة‪.‬‬
‫أف يكوف الموصى بو مشروعا‪ :‬حيث اشترطت المادة ‪ 221‬مايلي‪" :‬يشترط في صحة عقد‬ ‫‪‬‬
‫الوصية خلوه من التناقض والتخليط مع سالمتو مما منع شرعا"‪.‬‬
‫فال يجوز مثال الوصية في األمالؾ العامة والحبسية‪ ،‬ألنها تدخل في غير المتملك للموصي والتصرؼ‬
‫بماؿ الغير باطل وعدـ‪ ،‬أو الوصية بكمية من الخمور‪ ،‬فهي تدخل في المحل غير المشروع‪.‬‬
‫أف يكوف الماؿ الموصى بو ماال مقوما((العين والمنفعة))‪ :‬نصت المادة ‪ 294‬ـ س على أنو‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫"يصح أف يكوف الموصى بو عينا‪ ،‬ويصح أف يكوف منفعة لمدة محددة أو ِمؤبدة‪ ،‬ويتحمل المنتفع نفقات‬
‫الصيانة"‪.‬‬
‫تشتمل عناصر الملكية على التصرؼ أو الرقبة ػ االستعماؿ ػ االستغالؿ‪ ،‬والوصية قد تشتمل كامل ىذه‬
‫العناصر‪ ،‬فمثال يمكن للموصي أف يوصي بنقل الملكية للموصى لو‪ ،‬ليتمكن من التصرؼ فيها في جميع أنواع‬
‫االستغالؿ والتصرؼ‪ ،‬بعد وفاتو‪ ،‬كما يمكن أف يوصي لو باالستغالؿ فقط‪( ،‬االنتفاع)‪ ،‬بحيث يملك حق‬
‫االنتفاع بواسطتو أو بواسطة الغير‪ ،‬دوف حق التصرؼ‪ ،‬والمنفعة قد تكوف مؤبدة وتنعت بالحبس‪ ،‬وقد تكوف‬
‫مؤقتة (العمرى)‪ ،‬المحددة بعمر الموصى لو أو بمدة محددة‪ ،‬ثم تعود المنفعة لورثة الموصي‪.‬‬
‫أف يكوف الموصى بو غير زائد على الثلث‪ :‬بحيث يجب أف يحدد مقدار الوصية في الثلث‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بعد إخراج الحقوؽ المتعلقة بالتركة قبل الوصية كما تناولنا سلفا‪ ،‬لكن يمكن للورثة الراشدوف إجازة الوصية‬
‫‪68‬‬
‫للوارث كما لهم أف يجيزوا مقدار يتجاوز الثلث بعد موتو‪ ،‬أو في مرض الموت‪.‬‬
‫‪ ‬إثبات الوصية‪:‬‬
‫الوصية تعتبر تصرؼ شكلي‪ ،‬فهي ال تصح إال بإشهاد عدلين أو إشهاد حجة رسمية مكلفة بالتوثيق‪،‬‬
‫وفي حالة ما إذا انصبت على غير نقل ملكية العقارات‪69‬يحررىا الموصي بخط يده مع إمضاءه‪ ،‬حسب‬

‫‪68‬‬
‫ــ محمد رٌاض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪155 ،‬‬
‫‪69‬‬
‫ـ المادة ‪ 1‬من مدونة الحقوق العٌنٌة تنص على ماٌلً‪ٌ" :‬جب أن تحررـ تحت طائلة البطالن ــ جمٌع التصرفات المتعلقة بنقل الملكٌة أو بإنشاء‬
‫الحقوق العٌنٌة األخرى أو نقلها أو تعدٌلها أو إسقاطها بموجب محر رسمً‪ ،‬أو بمحرر ثابت التارٌخ ٌتم تحرٌره من طرؾ محام مقبول لدى محكمة‬
‫النقض ما لم ٌنص القانون على خالؾ ذلك‪"....‬‬
‫‪49‬‬
‫ماتنص عليو المادة ‪ 296‬من مدونة األسرة‪ ،‬على أنو في ىذه الحالة األخيرة يتعين حسب مقتضيات المادة‬
‫‪ 292‬من نفس المدونة‪ ،‬أف يصرح الموصي في الوصية بما يفيد اإلذف بتنفيدىا‪.‬‬
‫غير أنو إذا حالت الضرورة الملحة دوف اإلشهاد عليها‪ ،‬أو كتابتها بخط الموصي‪ ،‬أمكن إثباتها عن‬
‫طريق االستماع إلى الشهود الذين حضروا الوصية‪ ،‬ولو لم يكونوا عدوؿ منتصبين لإلشهاد‪ ،‬إال إذا تبين‬
‫للقاضي بناء على السلطة التقديرية في تقييم شهادة الشهود‪ ،‬أف شهادتهم مشكوؾ فيها‪ ،‬فيمتنع عن اإلذف‬
‫بتوثيقها‪.‬‬
‫‪ ‬إبطاؿ الوصية‪:‬‬
‫حسب مقتضيات المادة ‪ 134‬تبطل الوصية بمايلي‪:‬‬
‫ػ ػ بموت الموصى لو قبل الموصي سواء كاف الموت حقيقي أو حكمي؛‬
‫ػ بهالؾ الموصى بو المعين قبل وفاة الموصي‪ ،‬إذا كاف الهالؾ كليا تنقضي الوصية‪ ،‬وإذا كاف جزئيا‬
‫تنقضي في الجزء الذي اعتراه الهالؾ؛‬
‫ػ برجوع الموصي عن الوصية‪ ،‬حتى ولو التزـ بعدـ الرجوع‪ ،‬وسواء كاف في صحتو أو مرضو؛‬
‫ػ برد الموصى لو الراشد الوصية بعد وفاة الموصي‪.‬‬
‫والظاىر من مقتضيات ىذه المادة أف الوصية تبطل بمقتضيات واردة على سبيل الحصر‪ ،‬ال على سبيل‬
‫‪70‬‬
‫المثاؿ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التنزيل‬
‫تعريف التنزيل‪:‬‬
‫عرفت مدونة األسرة في المادة ‪ 139‬التنزيل كما يلي‪" :‬التنزيل إلحاؽ شخص غير وارث بوارث وإنزالو‬
‫في منزلتو"‪.71‬‬

‫‪70‬‬
‫ــ محمد رٌاص‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.112‬‬
‫‪71‬‬
‫ــ كما تنص المادة ‪ 152‬على ماٌلً‪ٌ " :‬نعقد التنزٌل بما تنعقد به الوصٌة مثل قول المنزل ـ ـكسراـ فالن وارث مع ولدي أو مع أوالدي أو ألحقوه‬
‫بمٌراثً أو ورثوه فً مالً أو ٌكون له ولد إبن أو ولد بنت فٌقول ورثوه مع أوالدي‪ ،‬وهو كالوصٌة تطبق علٌه أحكامها ما عدا التفاضل"‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫فالتنزيل ىو إنزاؿ شخص منزلة الوارث‪ ،‬كإنزالو منزلة اإلبن أو البنت أو األخ أو األخت‪ ،‬أو يكوف لو‬
‫والمنزؿ ال يلحق بنسب المنزؿ لعدـ توافر شروط االستلحاؽ‪ ،‬وإنما‬
‫إبن إبن قد مات فيقوؿ ورثوه مكاف أخيو‪َّ .‬‬
‫يريد إنزالو منزلة الولد في اإلرث فقط‪ ،‬فهو صورة من صور الوصية‪ ،‬ويأخد أحكامها (المادة ‪ 136‬المشار‬
‫اليها في الهامش)‪ ،‬سواء في األركاف أو الرجوع أو اإلثبات‪ ،72‬فقد يقصد المنزؿ الوصية صراحة‪ ،‬كما قد‬
‫يقصد التنزيل التاـ منزلة الولد‪ ،‬ويختلفاف فقط في التفاضل‪ ،‬فإذا كاف الموصى لهم متعددوف وفيهم ذكور‬
‫المنزؿ‬
‫وإناث‪ ،‬ولم يبين الموصي كيفية التوزيع‪ ،‬قسم عليهم بالتساوي‪ ،‬للذكر مثل حظ األنثى‪ ،‬أما إذا كاف َّ‬
‫متعدد‪ ،‬وفيهم ذكور وإناث‪ ،‬ولم يبين الموصي(المنزؿ) كيفية القسمة بينهم‪ ،‬تتم القسمة للذكر مثل حظ‬
‫األنثيين‪ ،‬مثل الميراث‪.‬‬
‫والتنزيل ال يدخل فيو إال من كاف موجودا يوـ وفاة المنزؿ‪ ،‬دوف من يولدوف بعد وفاتو‪ ،‬فإذا نزؿ الهالك‬
‫أوالد إبنو مكاف والدىم‪ ،‬فال يدخل ضمنهم من ولد بعد وفاتو‪.‬كما ال يشترط وجود الولد الذي نزؿ منزلتو يوـ‬
‫وفاة المنزؿ‪ ،‬فيصح التنزيل ممن نزؿ منزلة ولد غير موجود‪ ،‬أو مات قبل وفاة المنزؿ‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع التنزيل‪:‬‬
‫التنزيل مجهوؿ المقدار قبل توزيع المتروؾ‪ ،‬ػ ػ خالؼ الوصية في الغالب ػ ػ ‪ ،‬فهو يتنوع باختالؼ العبارة‬
‫أو صيغة التنزيل بين‪:‬‬
‫ػ ػ التنزيل بالتسوية‪ :‬نصت عليو المادة ‪ 132‬من المدونة‪ ،‬وىي الحالة التي يسوي فيها بين الملحق‬
‫والملحق بو‪ ،‬كأف يقوؿ فالف أوفالنة في منزلة إبني أو بنتي‪ ،‬يرث مثلما يرث‪ ،‬وطريقة عمل المسألة في ىذه‬
‫الحالة‪ ،‬ىو تصحيح المسألة بدوف منزؿ‪ ،‬ثم نزيد عليهم المنزؿ‪ ،‬ونعطيو مثل ميراث الذي نزؿ منزلتو‪ ،‬سواء‬
‫كاف في المسألة أصحاب فرض أـ لم يكونوا‪ ،‬وتحسب المسألة بطريقة العوؿ‪ ،‬فيلحق الضرر بالجميع‪.‬‬
‫ػ التنزيل بعدـ التسوية‪ :‬نصت عليو المادة ‪ 132‬من مدونة األسرة‪ ،‬وتعني ىذه الحالة أف المنزؿ لم يسو‬
‫صراحة بين الملحق والملحق بو‪ ،‬كأف يقوؿ فالف أو فالنة وارث مع ولدي أو أوالدي‪ ،‬أو ألحقوه بميراثي‪،‬‬
‫المنزؿ الذكر كواحد من ذكورىم واألنثى كواحدة من إناثهم‪ ،‬ويقدر‬
‫فحين ينعدـ من يرث بالفرض ينزؿ فيها َّ‬
‫زائدا‪ ،‬فإذا كاف البنوف إثناف أصبحوا ثالثة ىو ثالثهم‪ ،‬أما إذا كاف في المسألة صاحب فرض‪ ،‬نعالج المسألة‬
‫المنزؿ‪ ،‬ليعلم ماينوبو مع الورثة‪ ،‬ثم نعيد معالجتها لكن بدوف المنزؿ‪ ،‬مع جعل ماناب ىذا األخير مع‬
‫بإدخاؿ َّ‬
‫الورثة في المعالجة األولى وصية لو‪ ،‬ونصحح الفريضة بوصيتها‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ــ محمد رٌاض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪51‬‬
‫ثالثا‪:‬الوصية الواجبة‪:‬‬
‫الوصية الواجبة ىي وصية ال ميراث‪ ،‬ثابتة لألحفاد ػ ذكورا أو إناثا ػ في تركة جدىم أوجدتهم بتحقق‬
‫شروط معينة‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 169‬من مدونة االسرة مايلي‪" :‬من توفي ولو أوالد إبن أو أوالد بنت‬
‫ومات ذلك اإلبن أو البنت قبلو أو معو وجب ألحفاده ىؤالء في ثلث تركتو وصية ال بالمقدار والشروط‬
‫اآلتية"‪.‬‬
‫والمشرع المغربي استمر بعدـ توريث ذوي األرحاـ‪ ،‬وىو المشهور في المذىب المالكي‪ ،‬وبعدـ توريث‬
‫األحفاد الذين يتوفى والدىم فبل جدىم إذا كاف معهم أعماـ‪ ،‬إلى حين صدور مدونة األحواؿ الشخصية سنة‬
‫‪ ،3992‬الذي أوجب استفادة أوالد اإلبن دوف أوالد البنت من حصة والدىم في اإلرث وصية واجبة‪ ،‬ثم‬
‫عملت مدونة األسرة على توسيع دائرة االستفادة من الوصية الواجبة لفائدة أوالد البنت كذلك‪ ،‬فأصبح‬
‫المستفيدوف من الوصية الواجبة أوالد اإلبن وأوالد إبن اإلبن ذكورا وإناثا‪ ،‬وأوالد البنت‪ ،‬يحجب كل أصل‬
‫فرعو في اإلرث‪ ،‬فأوالد اإلبن يحجبوف أوالد إبن اإلبن مثال‪.‬‬

‫شروط الوصية الواجبة‬ ‫‪‬‬


‫يشترط لوجوب الوصية الواجبة وفقا ألحكاـ المادتين ‪ 169‬و‪ 123‬من المدونة ثالثة شروط‪:‬‬
‫‪ ‬أال يكوف أوالد اإلبن أو بناتو ورثة‪ :‬أي وارثين في جدىم بعدـ وجود اإلبن الحاجب‪ ،‬فال وصية‬
‫لوارث‪ ،‬فإف كانوا وارثين استفادوا من اإلرث دوف الوصية‪ ،‬ولو كاف مقدار الوصية الواجبة أفضل‬
‫من اإلرث‪.‬‬
‫‪ ‬أف ال يكوف أصلهم المتوفى جدا أو جدة منحهم على وجو التبرع ما يساوي على األقل مقدار‬
‫ما يجب لهم بمقتضى الوصية الواجبة‪ ،‬فإف كاف ما أعطاىم يقل عما يجب لهم بالوصية‬
‫الواجبة‪ ،‬يكمل لهم نصيبهم القانوني بها‪.‬‬
‫‪ ‬مقدار الوصية الواجبة محدد في نصيب ال يتجاوز الثلث‪ :‬وىو مانصت عليو المادة ‪ 123‬من‬
‫مدونة األسرة‪ ،‬حيث يستفيد األحفاد من نصيب والدىم أو والدتهم في إرث جدىم للذكر مثل‬
‫حظ األنثيين‪ ،‬على أف ال يتجاوز مقدار الثلث‪ ،‬كما ىو األمر بالنسبة لمختلف العطايا‪.‬‬

‫‪52‬‬
53
54

You might also like