Professional Documents
Culture Documents
:
2020/201
1 :9
مقدمة تمهيدية
من كماؿ الشريعة الغراء ،أف شملت جميع مظاىر الحياة باإلرشاد والتوجيو والتنظيم والتدبير والجزاء،
بدءا بالعقيدة والعبادات ،الى الخالفة ،ثم أحكاـ األسرة والمعامالت والحدود والوصايا والفرائض ،ومن كماؿ
شموليتها ورحمتها أف تكلفت باألفراد في حياتهم وبعد مماتهم ،فتقضي مشيئة اهلل أف { :كل نفس ذائقة
الموت } ،1فاإلنساف مهما طاؿ عمره وامتد أجلو ميت ال محالة ،يترؾ وراءه كل ما جمعو وعدده من أمواؿ،
لذلك تكفل اهلل سبحانو وتعالى بقسمة متروؾ عبده ،حتى ال يتعرض للبطش ومنطق القوة والغلبة واالستيالء
بالقوة ،فجعل الماؿ ألقرباء الميت بالمقاسمة األقرب فاألقرب ،كي يطمئن الشخص على مآؿ مالو الى من
يحب ويبتغي ، .قطعا لدابر الخالؼ والنزاع بين أفراد أسرتو ،وقد رسم سبحانو لذلك حدودا ،منبها ومحدرا من
تجاوزىا ،فقاؿ { :تلك حدود اهلل ومن يطع اهلل ورسولو ندخلو جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها وذلك
الفوز العظيم ،ومن يعص اهلل ورسولو ويتعد حدوده ندخلو نارا خالدا فيها ولو عذاب مهين}2
وقد اىتمت التشريعات الوضعية بنظاـ اإلرث ،واستقت أحكامو من الشريعة اإلسالمية ،كما ىو الحاؿ
بالنسبة للتشريع المغربي الذي نظمو في إطار مدونة االسرة ،واعتبره من النظاـ العاـ.
يعتبر علم المواريث أو علم الفرائض أحد أقساـ المعامالت في علم فروع الفقو ،والمواريث جمع
ميراث ،قاؿ تعالى { :وهلل ميرات السماواث واألرض} ،3بمعنى الماؿ الموروث أو التركة ،وقد سمي كذلك ألنو
يبقى بعد صاحبو.
وأما الفرائض فجمع فريضة وىي مشتقة من الفرض 4أقوؿ فرضت الشيء اي قدرتو ،وتكوف بمعنى
الوجوب ،كما في قولو تعالى { :سورة أنزلناىا وفرضناىا }.
1
ــ سوة آل عمران ،اآلٌة 541
2
ــ سورة النساء ،اآلٌتان 51 :و51
3
ــ سورة آل عمران ،آٌة 541
2
أما اصطالحا فعلم الفرائض ىو العلم الذي يوصل لمعرفة قدر مايجب لكل ذي حق في التركة
ويتضمن التركات وما يتعلق بها ،وأركاف اإلرث وشروطو ،وأسبابو ،وموانعو ،وأنواعو ،والفرض والتعصيب،
والحجب ،وأعماؿ حساب الفرائض وقسمة التركات.
لقد تولى اهلل عز وجل قسمة الميراث بآيات تفصيلية ،قاؿ تعالى { :يوصيكم اهلل في أوالدكم للذكر
مثل حظ األنثيين ،}...وقولو تعالى { :يستفتونك قل اهلل يفتيكم في الكاللة.}...
كما أف النبي (ص) تكلف ببياف وتفصيل ما جاء في آيات الفرائض من كتاب اهلل ،كما دعا إلى تعلم
الفرائض وتعليمها ،فيما رواه عنو أبو ىريرة رضي اهلل عنو أنو قاؿ :قاؿ رسوؿ اهلل (ص) " :تعلموا الفرائض
وعلموىا فإنها نصف العلم ،وىو ينسى ،وىو أوؿ شيء ينزع من أمتي" 5مما يستفاد قدر ىذا العلم ومكانتو
في اإلسالـ.
وقد بدأ تأسيس علم الفرائض أو الدراسة العلمية المتخصصة لو والمستمدة من كتاب اهلل وسنة
رسولو مع تأسيس المدارس الفقهية ،حيث اعتمدوا على اجتهادات لبعض الصحابة من أىمها دراسات زيد
ابن ثابت الذي صاغ أصوؿ التوريث ،باإلضافة الى اجتهادات أخرى ألبي بكر الصديق وعمر ابن الخطاب
وعلي ابن أبي طالب وعبد اهلل بن مسعود ،لكن زيد بن ثابت ىو من اختص منهم في ىذا العلم لكونو صاغ
أصوؿ التوريث ،تبعهم في ذلك باقي األئمة خاصة منهم أئمة المذاىب الفقهية.
كما ساىم علماء اإلسالـ في كل عصر ومصر في نشر ىذا العلم وتنقيحو وتبويبو بمؤلفات
ومصنفات ،فالعلماء بالقرآف الكريم تناولوا آيات المواريث بالتفسير والبياف ،وكاف لرجاؿ الحديث فضل جمع
ماثبت عن الرسوؿ األكرـ (ص) من السن ن المتعلقة بذلك ،وكاف للفقهاء دور االستفادة ،واالستنباط من كل ما
وصل إليهم ،فأنشؤوا بذلك ثروة ىائلة من المصنفات. 6
4
ـ انظر المدلوالت اللؽوٌة لذلك ،لسان العرب البن منظور ،ج ،3ص 212
5
ــ أخرجه ابن ماجة والدار قطنً
6
ـ من هذه المراجع فً دائرة المذهب المالكً كتاب الفرائض :لعبد الرحمان بن عبد هللا السهٌلً ،شرح الدرة البٌضاء :لسٌدي عبد الرحمان
األخضري ،بهجة البصر فً شرح فرائض المختصر :لمحمد بن أحمد بنٌس ،باب الفرائض :لمحمد الصادق الشطً التونسً.
3
ومن خالؿ ىذه الدراسة سنتناوؿ في مبحث أوؿ أحكاـ عامة للمواريث ثم في كبحث ثاف اصناؼ
الورثة وعوارض الميراث
قبل تناوؿ أصناؼ الورثة وما يتعلق بهم من أحواؿ وأحكاـ إرثية ،سنتقدـ في البداية بذكر أحكاـ التركة،
تشتمل على معنى التركة وما يتعلق بها من حقوؽ ،ثم مقومات اإلرث وتضم اسبابو ،وشروطو ،وموانعو.
لما كانت التركة ىي موضوع المواريث ،بحيث إذا لم تكن ىناؾ تركة ال تكوف ىناؾ حاجة لتوزيع
اإلرث بين الورثة ،فسنتناوؿ مفهوـ التركة والحقوؽ المتعلقة بها.
التركة كما تعرفها المادة 123من مدونة األسرة 7ىي " :مجموع ما يتركو الميت من أمواؿ أو حقوؽ
مالية".
فالتركة تشمل الحقوؽ الثابتة للهالك والثابتة عليو ،أي مالها من حقوؽ وما عليها من إلتزامات،
كالديوف ونفقات تجهيز الميت وتنفيد وصيتو ،ثم يأتي بعد ذلك تقسيم التركة ،وىو المستوحى من مجموعة
من النصوص في مدونة األسرة ،منها المادة 191التي تنص على أنو " :يتسلم الورثة بعد تنفيد إلتزامات التركة
ما بقي منها. "...
فالمشرع حدد وقت استحقاؽ اإلرث من تاريخ الوفاة ،لكنو حدد وقت انتقالو إلى الورثة من تاريخ
االنتهاء من تصفية التركة ،فالورثة ال يستطيعوف معرفة ماينوبهم ،إال بعد جرد أمواؿ التركة وتخليصها من
الحقوؽ العالقة بها.
7
ــ ظهٌر شرٌؾ رقم 5011022صادر فً 52ذي الحجة 5125الموافق ل( 1فبراٌر ،)2111بتنفٌد القانون رقم 31011بمثابة مدونة األسرة.
4
وقد أخضع المشرع المغربي من خالؿ الفصل 31من ظهير الوضعية المدنية للفرنسيين واألجانب، 8
التوارث في التركة الموجودة في المغرب للقانوف الوطني للمورث ،وبناء عليو إذا كاف الهالك مغربيا طبق على
تركتو القانوف المغربي(أي مدونة األسرة) ،حتى ولو كاف متعدد الجنسيات ،وىو ما أقرتو مدونة األسرة في
مادتها الثانية بشكل صريح ،9ألف الجنسية الوطنية تفضل على غيرىا.
وإذا كاف أجنبيا مسلما يخضع ألحكاـ مدونة األسرة ،أما إذا كاف غير مسلم فيخضع للقانوف الوطني
لبلده.10
أما إذا كاف الجئا في المغرب ،فإف الفصل 32من اتفاقية جنيف الخاصة بالالجئين المؤرخة في 21
11
تنص على أف األحواؿ الشخصية لالجئ ػ بما فيها اإلرث والوصية ػػ ،تخضع لقانوف الدولة يوليوز3993
التي يوجد فيها موطنو ،وإذا لم يكن لو فيها موطن فلقانوف الدولة التي يوجد فيها محل إقامتو ،وىو ما تبنتو
المادة الثانية من مدونة األسرة كذلك ،على أنو إذا كاف يهوديا طبق على تركتو القانوف العبري المغربي.
تتعلق بالتركة مجموعة من الحقوؽ ،تندرج في األسبقية ،تناولها المشرع في المادة 122من مدونة األسرة
جاء فيها " :تتعلق بالتركة حقوؽ خمسة تخرج على الترتيب التالي:
8
ــالظهٌر الصادر فً 9رمضان 1331الموافق 11ؼشت 1913بشان الوضعٌة المدنٌة للفرنسٌٌن واألجانب
ٌنص الفصل 54من القانون المشار إلٌه أنه ٌ " :خضع توارث المنقوالت واألصول الموجودة داخل منطقة الحماٌة الفرنسٌة بالمؽرب لقانون الدولة التً
ٌنتسب إلٌها الموروث فً ما ٌعود لتعٌٌن الورثة والترتٌب الذي ٌرثون بمقتضاه ،واألنصبة العائدة ألى كل واحد منهم ،والمقادٌر التً ٌتعٌن علٌهم
إرجاعها إلى التركة ،والمقدار الذي ٌجوز للموروث ألن ٌتصرؾ به على وجه الوصٌة ،والمقدار الذي ٌجب حفظه للورثة".
9
ــ جاء فً هذه المادة ما ٌلً :تسري أحكام هذه المدونة على :جمٌع المؽاربة ولو كانوا حاملٌن لجنسٌات أخرى ،الالجئٌن بمن فٌهم عدٌمو الجنسٌة،
طبقا التفاقٌة جنٌؾ المؤرخة فً ٌ 24ولٌوز لسنة 5515المتعلقة بوضعٌة الالجئٌن ،العالقات التً ٌكون فٌها أحد الطرفٌن مؽربٌا ،العالقات التً تكون
بٌن مؽربٌٌن أحدهما مسلم ،أما الٌهود المؽاربة فتسري علٌهم قواعد األحوال الشخصٌة العبرٌة المؽربٌة".
10
ــ وهو التوجه الذي أخدت به محكمة النقض فً قرار لها جاء فٌه ٌ " :ترتب على اعتناق الدٌانة اإلسالمٌة لزوما تطبٌق القواعد الشرعٌة على مسائل
األحوال الشخصٌة والمٌراث مادام أن ذلك االعتناق وقع بدون تدلٌس وطبقا للقواعد الشكلٌة المقررة قانونا"
قرار صادر بتارٌخ 5531/3/1تحت عدد ،211منشور بالمجلة المؽربٌة للقانون والسٌاسة واالقتصاد ،العدد ،1سنة ،5533ص ،512أشلر إلٌه
ــ أشار إلى ذلك ،محمد المهدي ،نظام اإلرث فً ضوء مدونة األسرة والعمل القضائً ــ قواعد وتطبٌقات ـ الطبعة الثالثة ،دار القلم ،الرباط ،سنة
.2152
11
ـ انضم إلٌها المؽرب بمقتضى ظهٌر 4ؼشت .5511
5
2ػ نفقات تجهيز الميت بالمعروؼ؛
والمالحظ ىنا أف المشرع قدـ الحقوؽ المتعلقة بعين التركة على نفقات التجهيز والتكفين ،وىذا
الترتيب ىو المشهور في مذىب المالكية والحنفية والشافعية ،في حين ذىب الحنابلة إلى تقديم نفقات تجهيز
12
الميت على سائر الحقوؽ األخرى.
يعرؼ الحق العيني بأنو سلطة مباشرة على شيء مادي معين بالذات يقرىا القانوف لشخص معين،
فالمالك مثال ىو صاحب حق عيني ،ألف لو سلطة مباشرة على الشيء الذي يملكو ،يستطيع أف يباشر سلطتو
عليو دوف تدخل طرؼ آخر.
ويقصد بالحقوؽ المتعلقة بعين التركة ،ذلك الحق الذي يترتب للغير على اشياء معينة من أمواؿ
الهالك ،منقوالت أو عقارات ،باعتباره ػ أي الهالك ػ مدينا بو حاؿ حياتو ،سواء كاف ىذا الحق أصلي كحق
الملكية،كما لو أف إجراءات نقل الملكية لم تتم في حياة الهالك ،وحق السطحية واالنتفاع واالرتفاؽ ،أو
الحقوؽ العينية التبعية التي تكوف لضماف تنفيد التزاـ أصلي عالق بالهالك ،كاالمتيازات بأنواعها والرىوف
الحيازية والرسمية ،13ألنها حقوؽ غير مملوكة للهالك ،كاف عليو أدائها قيد حياتو سواء طوعا أو جبرا ،لذلك
فعلى الورثة أداء ىذه الديوف الى أصحابها ،وإذا كانت محل رىن أو امتياز يؤدونها شريطة أداء الدين الرسمي.
12
ــ محمد ٌوسؾ موسى ،التركة والمٌراث فً اإلسالم ،دار الفكر العربً ،دون ذكر السنة ،ص .513
13
ــ عبد الرحمان بلعكٌد ،علم الفرائض ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء ،الطبعة الخامسة ،سنة ،2112ص 12
6
وإذا تزاحمت مجموعة من الديوف يراعى األولوية في ىذه الديوف ،بحيث تؤدى االمتيازات العقارية
التي تقدـ على أي دين ولو كاف مضمونا برىن حيازي او رسمي ،ثم االمتيازات الخاصة بالمنقوالت ،ثم
االمتيازات العامة ،وأخيرا الرىوف الحيازية والرسمية التي يراعى في ترتيبها تاريخ التقييد.
وىي النفقات المتعلقة بتجهيز الميت ،كمصاريف غسلو وتكفينو ودفنو ،واإلجراءات الخاصة بها
كالحصوؿ على شهادة الوفاة ورخصة الدفن ،وما تعارؼ عليو المجتمع من إطعاـ المعزيين دوف إسراؼ قد
يضر بحقوؽ الدائنين والورثة القاصرين ،كالوالئم التي تقاـ في اليوـ الثالث ،واليوـ األربعين ،والذكرى السنوية،
فهي بدع يتحمل نفقاتها من أقامها ،وال تتعلق بنفقات تجهيز الميت التي أشارت إليها المدونة.
وىي الديوف العادية التي ال تتعلق بعين من أعياف التركة ،وليست محل امتياز وال مضمونة برىن ،تؤدى
بعد مصاريف تجهيز الميت ،وقد أجمع عليها جميع الفقهاء إال الظاىرية الذين قدموه على تجهيز الميت،
سواء الديوف العينية أو العادية.
والدين يقضى قبل الوصية ،ولو أف القرآف ينص على أسبقية الوصية على الدين ،قاؿ تعالى{ :من بعد
وصية توصوف بها أو دين}.
وتنقسم ديوف الميت المطلقة الى ديوف اهلل تعالى ثم ديوف العباد :
ػ ػ ديوف العباد :وىي الديوف التي كانت على رقبة الميت أثناء حياتو قبل الغير ،والثابتة ثبوتا ال ريب فيو ،وىي
14
ترد على األمواؿ المنقولة ،وتستوفى فيها أوال الديوف الممتازة والمرىونة.
14
ــ محمد رٌاض ،أحكام الموارٌث بٌن النظر الفقهً والواقع العملً ،الطبعة األولى ،مطبعة النجاح الجدٌدة.12 ،5554 ،
7
ومن الديوف الممتازة نجد الصوائر المترتبة عن مرض الميت للستة أشهر السابقة على الوفاة (المادة
)3241من ؽ ؿ ع.
ولإلشارة فإف الديوف التي تكوف على المورث ألجل ال تحل بموتو ،فهي تبقى محافظة على األجل
القانوني المحدد لها ،والدليل على ذلك عدـ ذكر موت المدين ضمن الحاالت التي يفقد فيها المدين مزية
األجل المنصوص عليو في الفصل 319من ؽ ؿ ع ،وفي ىذا مخالفة للرأي الراجح في الفقو اإلسالمي
الذي يقضي بسقوط حق األجل ،وبالتالي حلوؿ الدين بوفاة المدين.
الوصية ىي تبرع بجزء مما سيتركو المتبرع ،يلزمو بموتو ،وقد عرفتها مدونة أألسرة في المادة 222
بأنها ":عقد يوجب حقا في ثلث عاقده يلزمو بموتو".
وفي القرآف الكريم الوصية تأتي قبل الدين {من بعد وصية توصوف بها أو دين} ،لكن النبي (ص) بدأ
بالدين قبل الوصية.
ويشترط فيها أف يصدر بها إشهاد عدلي ،أو يحرر بها عقد رسمي أو بخط يد الموصي وإمضائو ،أو
أف تثبت بشهادة الشهود عند الضرورة ،وتكوف نافدة إذا لم يتراجع عنها الموصي ولم يردىا الموصى لو.
وتنحصر الوصية في حدود الثلث يوـ تنفيدىا ،بعد إخراج الحقوؽ األخرى ،وإذا تضمنت نسبة أكثر
من ذلك وجب إجازة الورثة الرشداء.
بعد اسيفاء الحقوؽ المذكورة يوزع باقي التركة على الورثة ،مع انتفاء المانع وتحقق السبب وتحقق
شروط اإلرث.15
15
ــ وهو مانصت علٌه المادة 151من مدونة األسرة جاء فٌهاٌ" :تسلم الورثة بعد تنفٌد إلتزامات التركة ،ما بقً منها كل بحسب نصٌبه الشرعً"...
8
وما يميز اإلرث كأحد أسباب نقل الملكية ىو أنو عطية من عند اهلل تعالى ،ال يحق للوارث أف يرفضو،
أو يتنازؿ عنو لغيره فيجعلو خلفا عنو في اإلرث ،كما ال يحق لمالك التركة أف يجرد أحدا من الورثة قبل الوفاة،
فقواعد اإلرث وأحكامو المعتبرة شرعا من النظاـ العاـ ال يجوز االتفاؽ على مخالفتها ،وىو مانصت عليو
مدونة األسرة ،جاء في مادتها 129مايلي " :ليس لكل من الوارث أو الموروث إسقاط صفة الوارث أو
الموروث وال التنازؿ عنو للغير"
األـ ػ الجدة ػ األخ ألـ ػ األخت ألـ 6 ورثة بالفرض فقط
الزوجة ػ الزوج
اإلبن ػ ابن اإلبن وإف سفل ػ األخ الشقيق ػ األخ ألب ػ ورثة بالتعصيب فقط 1
ابن األخ الشقيق أو ألب وإف سفل ػ العم الشقيق والعم
ألب وابنهما وإف سفل
األب ػ الجد لألب ورثة بالفرض والتعصيب جمعا 2
البنت ػ بنت االبن وإف سفلت ػ األخت الشقيقة ػ األخت ورثة بالفرض والتعصيب انفرادا 4
ألب
.وذوي األرحاـ وىم ملحقين في آخر أبواب الفقو اإلسالمي ،ويطلق على األقرباء الذين ال يرثوف فرضا
وال تعصيبا ،وقد اختلف الفقهاء في توريثهم من عدمو ،فقاؿ بعدـ توريثهم زيد بن ثابت والمالكية ،وقاؿ
بتوريثهم عدد من الصحابة والحنفية ،واختلف بشأنهم الشافعية ،وحسب مدونة األسرة ال ميراث لديهم ،كما
لم يثبت ميراثهم في القرآف الكريم بالنص الصريح وال بالسنة الظاىرة وىم :
الجد والجدة ألـ والعمة والخاؿ والخالة وإبن البنت وبنت البنت وإبن وبنت األخت وإبن األخ ألـ والعم ألـ.
أما الدولة من قبل كانت ترث من ال وارث لو ،وتعصب بعد استحقاؽ ذوي الفروض لنصيبهم ،لكن
بعد صدور ظهير أكتوبر 3962وحلوؿ المادة 149من ـ س أصبحت فقط ترث من ال وارث لو.
9
المطلب الثاني :مقومات اإلرث
مقومات اإلرث ىي عالماتو التي ال يثبت شرعا إال بمجموعها ،وىي اسباب اإلرث التي يلزـ من
وجودىا وجود اإلرث ومن عدمها عدمو ،ثم شروط اإلرث التي يلزـ من عدمها عدـ اإلرث ،ثم موانع اإلرث
التي يلزـ من وجودىا عدـ اإلرث.
لكي يتم التوارث بين شخص وآخر ،ال بد من وجود رابطة تجمع بينهما ،وىذه الرابطة ىي سبب
اإلرث ،واسباب اإلرث المتفق عليها ىي القرابة والزوجية والوالء ،16أما مدونة األسرة فحصرتها في الزوجية
والقرابة ،حيث نصت المادة 129من المدونة على ما يلي " :أسباب كالزوجية والقرابة ،ال تكتسب بعقد
وال بوصية" ،إذف حسب ىذه المادة ،فليس لكل وارث أو الموروث إسقاط صفة الوارث أو الموروث أو
التنازؿ عنو للغير.
تعتبر من أسباب اإلرث القرابة للميت ،وتقوـ على رابطة الدـ ،سواء كانت قرابة والدة ،أو قرابة
حواشي وتشمل :
16
ــالوالء فهو قرابة حكمٌة أنشأها الشارع من العتق ،وهو صلة بٌن السٌد وبٌن من أعتقه ،وتجعل للسٌد أو عصبته حق اإلرث ممن أعتقه ،إذا مات
وال وارث له من قرابته ،وأضاؾ الحنفٌة لألسباب الثالثة المذكورة والء المواالة ،وهو عقد بٌن اثنٌن ٌتوارثان به .لكن هذه األنظمة استبعدت باستبعاد
الرق.
17
ــ سورة النساء ،اآلٌة 55
18
ــ سورة النساء ،اآلٌة 55
10
وابن اإلبن وإف نزلوا من الذكور ،والبنت وبنت اإلبن ،وال يرث إبن البنت وبنت البنت ،ألنهما أدليا
بأنثى ،لكنهما يستفيداف من الوصية الواجبة.
ث َك َاللَةً الحواشي :وىم فروع األصوؿ ،ودليل استفادتهم من اإلرث قولو تعالى َ { :وإِف َكا َف َر ُج ٌل يُ َ
ور ُ
ك فَػ ُهم ُشرَكاء فِي الثُّػلُ ِ ِ َٰ ِ ِ ت فَِل ُكل و ِ
اح ٍد م ْنػ ُه َما ُّ أَ ِو ْام َرأَةٌ َولَوُ أَ ٌ
ث س فَإف َكانُوا أَ ْكثَػ َر من َذل َ ْ َ ُ الس ُد ُ َ خ أ َْو أُ ْخ ٌ
19 صيَّ ًة من اللَّ ِو واللَّو علِ ِ
ضار و ِ صيَّ ٍة يُ َ ِ ِمن بػ ْع ِد و ِ
يم}
يم َحل ٌ
َ َُ ٌ َ وص َٰى ب َها أ َْو َديْ ٍن غَْيػ َر ُم َ َ َ َ
ػ ػ كل ذكر لم يذؿ بأنثى كابن األخ والعم وابن العم ،وال يعتبر من الورثة ،العمة والخالة
وابن األخت وبنت األخت وابن العمة وبنت العمة وىكذا.....
وإذا كاف الزواج الذي استوفى كافة أركانو وشروط صحتو ينتج جميع آثاره من الحقوؽ والواجبات التي
رتبتها الشريعة اإلسالمية بين الزوجين ،ومن بينها التوارث ،كما تنص على ذلك المادة 93من مدونة األسرة،
فإف الزواج الباطل الختالؿ أركانو ،التي ىي اإليجاب والقبوؿ ،أو وجود موانع مؤبدة أو مؤقتة ،يترتب عليو
19
ــ سورة النساء ،اآلٌة 532
20
ــ سورة النساء اآلٌة 52
11
عند وجود حسن النية لحوؽ النسب وحرمة المصاىرة ،لكن ال يترتب عليو التوارث بين الزوجين ،أما الزواج
الفاسد لعقده أو لصداقو ،فإنو يرتب جميع اآلثار القانونية ،إلى أف يصدر حكم قضائي بفسخو ،وبذلك يعتبر
21
سببا كافيا لإلرث ،إذا توفي أحد الزوجين قبل صدور الحكم القاضي بفسخو.
في الطالؽ الرجعي يثبت الميراث بين الزوجين فيما لو مات أحدىما اثناء العدة ،كما يثبت ميراث من
طلق زوجتو طالقا بائنا بغير رضاىا في مرضو المتصل بموتو ،حتى ولو خرجت من عدتها ،ولو تزوجت برجل
آخر ،معاملة لو بنقيض القصد ،أما بالنسبة للزوج المطلق طالقا بائنا في مرض موتو ،فإنو ال يرث منها مطلقا.
متى ثبتت القرابة أو الزوجية كانت سببا لإلرث لصاحبها بقوة القانوف ،لكن يطرح اإلشكاؿ في حالة
اجتماع الصفتين معا كالقرابة والزوجية ،كالهالكة التي تترؾ من الورثة فقط زوجها الذي ىو في نفس الوقت ابن
عمها.
المقرر عند فقهاء الشريعة اإلسالمية أنو يرث بهما معا ،لكن مدونة االسرة في المادة 112نجدىا قد
أدرجت الزوج ضمن الورثة الذين يرثوف بالفرض فقط ،وىو ما سيطرح إشكاال حوؿ الصفة التي يرث بها
الوارث ،لذلك يتطلب األمر من المشرع التدخل إلعادة صياغة المواد المنظمة لإلرث بػإدراج حالة التوارث
بوجود سببين لإلرث الزوجية والقرابة.
بعد قياـ أسباب اإلرث ،يشترط لثبوت اإلرث توفر ثالث شروط ،كما جاء في المادة 113من ـ س
"يشترط في استحقاؽ اإلرث مايلي :
بمعنى ال يمكن أف تقسم التركة حتى يموت المورث موتا ثبوتيا قطعيا ،أو يحكم القاضي بموتو ،وىو
المراد بالموت حكما ،لذلك قرر المشرع في الفصل 63من ؽ ؿ ع عدـ جواز التنازؿ عن تركة إنساف على
قيد الحياة ولو برضاه ،وكل تصرؼ فيو يقع باطال بطالنا مطلقا.
الموت الحقيقي ىو فقداف الحياة قطعيا ،أي عدـ قدرة الجسم على الحركة ،بموت الدماغ وعدـ
التنفس وعدـ االستجابة ألي مؤثر ،ويثبت بشهادة الشهود ،أو عن طريق السماع ،أو شهادة الوفاة.
المفقود ىو الشخص الذي غاب عن أىلو وانقطعت أخباره ،بحيث لم يعد يعرؼ أىو حي أـ ميت،
فيجري في حقو اصطالح الموت الحكمي ،الفتراض وتغليب موتو ،إما لظروؼ استثنائية يغلب عليو فيها
الهالؾ ،كالحروب واالضطرابات والفياضانات والزالزؿ والحرائق واألوبئة وغيرىا من النكبات ،أو في ظروؼ
عادية تطوؿ فيها غيبتو الى ما ال يحيا إلى مثلو.
والمفقود يبقى في نظر القانوف حيا ،إلى أف يصدر حكم بتمويتو ،طبقا للمادة 126من مدونة االسرة،
بناء على دعوى التصريح بوفاتو ترفع من كل ذي مصلحة مشروعة ،أو من النيابة العامة للمحكمة االبتدائية
لمحل آخر موطن أو محل إقامة للغائب ،وإال فإلى المحكمة التي توجد األمواؿ بدائرتها .
والمحكمة تحكم بتمويتو بناء على ما أدلي لها من وثائق ،كاللفيف العدلي الذي يثبت الغيبة ،باإلضافة
إلى أف المحكمة ال تصرح بالوفاة إال بعد التحري والبحث عن الغائبين بواسطة النيابة العامة ،والقياـ بالنشر
في الجرائد وغيرىا ،ويضرب أجل لذلك ،طبقا للمادة 122من مدونة األسرة.22
22
ــ تنص هذه المادة على ماٌلًٌ " :حكم بموت المفقود فً حالة استثنائٌة ٌؽلب علٌه فٌها الهالك بعد مضً سنة من تارٌخ الٌأس من الوقوؾ على خبر
حٌاته أو مماته.
13
وعند انقضاء األجل يصرح بالوفاة ،وبفتح تركة المفقود ،وتنهى مهاـ المسير القضائي إذا سبق تعيينو،
23
واليعتد سوى بالورثة األحياء عند النطق بالحكم ،ومن مات منهم من قبل ،ال يعتد بو.
والمفقود في ظروؼ يغلب فيها االعتقاد بأنو ىلك ،كما في حالة الحرب والفيضاف فإف المحكمة ال
تحكم بموتو ،إال بعد انقضاء سنة من تاريخ اليأس من الوقوؼ على خبر وفاتو ،أما إذا فقد في ظروؼ عادية،
يبقى الصالحية للمحكمة في تحديد المدة التي تنتظرىا بعد تاريخ اليأس ،قبل إصدار الحكم بموتو.
ويترتب على الحكم القضائي بموت المفقود ،انتهاء شخصيتو القانونية من تاريخ صدور الحكم ،ويعامل
معاملة الميت من ذلك التاريخ ،حيث توزع تركتو على من كاف موجودا من ورثتو وقت صدور الحكم بتمويتو.
يعتبر المفقود مستصحب الحاؿ بالنسبة ألموالو ،أي يعتبر حيا استنادا الى دليل االستصحاب ،أي
استصحاب الحالة التي كاف عليها قبل فقده ،لذلك فإف أموالو تبقى موقوفة الى أف يحكم القاضي بتمويتو،
وإذا ظهر قبل الحكم يضع يده على مالو.
لكن في بعض األحياف قد تحكم المحكمة بموت المفقود ،ويتم توزيع التركة على الورثة ،ويتم الحكم
بالتطليق للغيبة لصالح الزوجة ،ثم يظهر ىذا المفقود بعد صدور الحكم بتمويتو ،أو يتبين أف التاريخ الحقيقي
لوفاتو ليس ىو القاضي بو الحكم ،على اعتبار أف الحكم بتمويت المفقود ال يستند إلى دليل قطعي ،وإنما إلى
اجتهاد قاضي الموضوع فقط.
في الفرضية األولى على النيابة العامة أ و من يعنيو األمر تقديم طلب الى المحكمة الستصدار حكم
قضائي بإثبات كوف المفقود ال زاؿ حيا ،فيبطل الحكم المصرح بالوفاة في جميع آثاره ،24أما إذا تم توزيع
أموالو على الورثة المفترضين ،فمن حق المفقود استعادتها إف كانت باقية ،أو تقديم دعوى من أجل اإلثراء بال
سبب.25
23
ـعبد الرحمان بلعكٌد ،مرجع سابق ،ص 551
24
ــ وهو مانصت علٌه المادة 31من مدونة األسرة
25
ــ المدونة الكبرى لإلمام مالك ،ج ،51ص ،14ج ،51ص .544
14
أما الزوجة فإما أف يجدىا بدوف زواج فهي لو ،وإما أف يجدىا قد تزوجت ودخل بها الزوج الثاني فال
سبيل لو إليها ،وإما أف يجدىا قد تزوجت ،لكن لم يدخل بها الزوج الثاني ،فيكوف أحق بها ،كما جاء عند
اإلماـ مالك.
أما عند ثبوت التاريخ الحقيقي للوفاة غير الذي صدر الحكم بو ،يتقدـ المعني باألمر أوالنيابة العامة
بطلب إصدار حكم جديد بإثبات التاريخ الحقيقي ،وبطالف الحكم السابق في جميع آثاره المترتبة عن التاريخ
26
غير الصحيح للوفاة ،فقط فيما يتعلق بزواج المرأة ،فيبقى نافذا إذا وقع بها البناء.
الشرط الثاني :تحقق حياة وارثو عند موتو حقيقة أو حكما :
يعني الوجود الحقيقي للوارث ىو ثبوت كونو حي يرزؽ عند موت المورث ،أي يجب إثبات تأخر
حياة الوارث عن موت المورث ولو للحظات ،كما في حالة الوفاة بسبب حوادث السير مثال.
ويثبت الوجود الطبيعي للوارث بدفاتر الحالة المدنية ،وبطائق الهوية ،وشهادة اللفيف والقرائن
القانونية ،بما في ذلك التقارير الطبية المعتمدة للتأكد من ذلك ،وبالشهود الذين عاينوا الوفاة ويشهدوف في
رسوـ اإلراثات بمعرفة الوارث المعرفة الكافية ،وبأنو حي أثناء وفاة المورث ولو بلحظات ،كأف كاف في حالة
احتضار أو كاف في غيبوبة تامة ،فتبقى لو صفة وارث ماداـ توفي بعد وفاة المورث ،ويلحق بو المفقود قبل
صدور حكم قضائي بموتو ،على اعتبار أنو يكوف مستصحب الحياة في ىذه الحالة ويعتبر حيا.
وفي حالة عدـ معرفة المتوفى السابق ،وجب العمل بالشك ،والشك من موانع اإلرث فال توارث
بينهم ،لذلك فال توارث بين الجماعة التي تتوفى في وقت واحد ،وال يتم معرفة السابق منهم والالحق ،كالغرقى
والهدمى والحرقى والقتلى.
26
ـ أنظر فً ذلك المادة 32من المدونة
15
أما الجنين فال توزع التركة المفترض نصيبو فيها ،الى أف تتحقق حياتو وصفتو وعدده عند والدتو
بصراخ أو عطاس أو تنفس أو تحرؾ أو رضاع ،وىو ما يعرؼ بشرط االستهالؿ ،لقوؿ الرسوؿ (ص) {:إذا
استهل المولود ورث}.
" المفقود مستصحب الحياة بالنسبة لمالو ،فال يورث وال يقسم بين ورثتو إال بعد الحكم بتوريثو ،ومحتمل
الحياة في حق نفسو وكذلك في حق غيره فيوقف الحظ المشكوؾ فيو الى أف يبت في أمره"
إذف فالمفقود ينصرؼ عليو الوجود الحكمي الذي قبل صدور مقرر بوفاتو يظل محتمل الحياة في حق
نفسو وفي حق غيره ،فلو مات من يرث فيو ،لوجب إيقاؼ حظو المشكوؾ فيو احتماال لظهوره ،إف ظهر قبل
الحكم بتمويتو ،ليناؿ حظو الموقوؼ ،وإال رد حظو الموقوؼ الى ورثة المتوفى ،فال ميراث لو بسبب الشك
في حياتو ،وال ميراث مع الشك.
قد تتحقق شروط اإلرث ومع ذلك يحرـ الوارث من اإلرث ،متى نزؿ بو مانع من الموانع .وشروط
اإلرث شروط واقفة إذا تحققت وجب اإلرث .والموانع شروط فاسخة إذا تحققت وجب اإلرث.
والمانع ىو صفات إذا وجد واحد منها حرـ الشخص من الميراث ولو توفرت أسبابو وشروطو ،ويسمى
الشخص حي نئد ممنوعا ومحروما من اإلرث ،ويعتبر كأنو غير موجود أصال ،فال يؤثر على غيره من األشخاص
في الحجب.
وموانع الشك سبعة وقد رمزوا لها بعبارة (عش لك رزقا) ،العين لعدـ استهالؿ المولود بصراخ أو رضاع،
والشين للشك في السبب أو الشرط ،والالـ اللعاف ،والكاؼ الكفر واختالؼ الدين ،والراي للرؽ ،والزاي
16
للزنى ،والقاؼ للقتل .غير أف مدونة األسرة أوردت من ىذه الموانع ستة في عدد من موادىا ،بحيث تناولت
مانع الشك في ترتيب الموت (المادة ،)121ومانع عدـ استهالؿ المولود بصراخ أو رضاع (المادة ،)113
وموانع تضمنتها (المادة )112وىي ثالث موانع الكفر واللعاف والزنى "ال توارث بين مسلم وغير مسلم
(الكفر) ،وال بين من نفي الشرع نسبو (اللعاف والزنا) ،وما تضمنتو (المادة )111وىو مانع القتل ،أما الرؽ
الذي لم يعد لو وجود اليوـ ،قد استبعدتو مدونة األسرة ضمن موانع اإلرث في موادىا.
يستفاد ىذا المنع من المادة 113من مدونة األسرة التي جاء فيها مايلي" :اليستحق اإلرث ،إال إذا
ثبتت حياة المولود بصراخ أو رضاع ونحوىما".27
واالستهالؿ ىو كل مايصدر عن المولود ،فيدؿ على ازدياده حيا ،فإذا مات شخص وترؾ في رحم
زوجتو جنينا ،فإذا ولد ىذا الجن ين محقق الحياة ولو بلحظة تستدؿ بصراخ أو رضاع أو حركة ظاىرة أو عطاس
أو ماشابو ،فهو يعتبر وارثا ومورثا لتحقق حياتو ،وإذا لم يستهل فإنو ال يرث وال يورث.
وىناؾ صور أخرى للشك ،من قبيل الشك في القرابة نفسها ،كما إذا عجز الوارث عن اإلدالء بحجة
القرابة للمورث ،كسبب الستفادتو من اإلرث ،أو الشك في اسالـ وارث كافر ،قبل وفاة المورث او بعده.
27
ــ أصل هذا المنع ما أخرجه النسائً من رواٌة ابن الزبٌر عن جابر رضً هللا عنه ان رسول هللا (ص) قال"إذا استهل الصبً ورث وورَّ ث
وصلى علٌه"
28
ـ الشك هو التردد بٌن أمرٌن ال مزٌة ألحدهما على اآلخر ،وهو ٌختلؾ عن الظن وااوهم والٌقٌن ،فالظن إدراك الطرؾ الراجح ،والوهم إدراك
الطرؾ المرجوح ،والٌقٌن علم الشًء بحقٌقته.
29
ـــ جاء فً المادة 124ماٌلً " :إذا مات عدة أفراد ،وكان بعضهم ٌرث بعضا ،ولم ٌتوصل إلى معرفة السابق منهم ،فال استحقاق ألحدهم فً تركة
اآلخر ،سواء كانت الوفاة فً حادث واحد أم ال"
17
ثالثا :مانع انتفاء النسب
النسب كما جاء في المادة 393من مدونة األسرة ،ىي لحمة شرعية بين األب وولده تنتقل من السلف
إلى الخلف ،ويعتبر فراش الزوجية الذي يكوف بين ستة أشهر من تاريخ العقد وسنة من تاريخ انتهاء العالقة
الشرعية ،حجة قطعية على ثبوت النسب ،فإذا أتى الولد خارج األمد الشرعي ،فإنو اليثبت نسبو إلى الزوج
أصال ،وبذلك ال يحتاج إلى رفع دعوى إلثبات النسب.
أما إذا جاء الولد داخل األمد الشرعي وأمكن االتصاؿ ،لكن تأكد للزوج أف الولد ليس من صلبو ،فإنو
يكوف من حقو نفي نسبو عنو لوحده دوف الغير 30،إال إذا ازداد بعد وفاتو ،فهنا يحق للورثة رفع دعوى المطالبة
بنفي نسب الولد عن مورثهم ،31وحسب مقتضيات المادة 391من مدونة األسرة يجوز الطعن في النسب
إما بطريق اللعاف ،أو طلب استصدار أمر قضائي بإجراء خبرة جينية.
ػ أ ػ ػ اللعاف :اللعاف 32ىو أف يحكم القاضي على كل من الزوج بأف يحلف أيمانا معينة على مايدعيو من
زنا زوجتو ،أو نفي حملها أو ولدىا الذ ي ينتسب إليو لوال اللعاف ،وعلى الزوجة أف تحلف أيمانا معينة لتكذيب
33
زوجها فيما اتهمها ،لتدرأ الحد الواجب عليها فيما إذا نكلت.
فإذا ما العن الزوج زوجتو طبق المسطرة الشرعية ،إال وسقط حد القذؼ عن الزوج وحد الزنا عن
الزوجة ،وتنتهي عصمة الزوجية بينهما لألبد ،وينقطع سبب اإلرث بينهما ،كما ال ينسب إليو الولد وال يتوارث
األب والولد الذي العن فيو.
ودعوى نفي النسب بطريق اللعاف ال تقبل إال بشرطين :أف يكوف نفي الولد فور العلم بو ،وأف ال يقر
الزوج بالولد.
30
ـ جاء فً قرار لمحكمة النقض " :األصل فً دعوى نفً النسب انها ال تسمع إال ممن نسب إلٌه الولد ،وهً حق لألب المطلوب نفً النسب عنه"
القرار الصادر بتارٌخ 2112/5/4تحت عدد ،25فً الملؾ الشرعً عدد .2111/5/2/113
31
ـ جاء فً قرار لمحكمة النقض " النسب الذي ال ٌمكن الطعن فٌه إال من طرؾ األب هو نسب الولد المزداد فً حٌاته بشروطه ،أما نسب الولد المزداد
بعد وفاته فٌجوز الطعن فٌه من طرؾ الورثة"
قرار تحت عدد ،122بتارٌخ 25أبرٌل ،2151ملؾ شرعً عدد ،2113/5/2/511منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى ،ص 521
ـــ أشار إلى ذلك ،محمد المهدي ،مرجع سابق ،ص .513
32
ـ اللعان لؽة ،مصدر العن ،مأخود من اللعن وهو الطرد واإلبعاد ،وشرعا شهادات مؤكدة باألٌمان مقرونة باللعن من جهة الزوج وبالؽضب من
جهة الزوجة ،وسمً اللعان لقول الزوج فً الخامسة أن لعنة هللا علٌه إن كان من الكاذبٌن ،وألن أحدهما كاذب ،فٌكون ملعونا.
33
ــ ابن معج وز ،أحكام األسرة فً الشرٌعة اإلسالمٌة ووفق مدونة األحوال الشخصٌة ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،طبعة ،5551ص 214
18
أما إذا كذب المالعن نفسو واعترؼ بالولد الذي نفاه ،فإنو يحد حد القذؼ ،ويعود التوارث بينهما لثبوت
النسب حينئد باإلقرار.
ػ ػ ب ػ الخبرة الطبية
من المستجدات التي جاءت بها مدونة األسرة اعتماد الخبرة القضائية ،باعتبارىا وسيلة من وسائل
التحقيق لنفي النسب ،باإلضافة إلى مسطرة اللعاف.
وىذه الخبرة ىي شبو يقينية في إثبات النسب عن طريق البصمة الوراثية( ،34)ADNالتي تحمل
حمض معين في جسم اإلنساف ،للتعرؼ على صفاتو الوراثية ،ومقارنتها إف اقتضى الحاؿ بفاصل جسم آخر،
لتقرير مطابقتو لو من عدمو ،وأصبحت تستعمل حاليا في إثبات النسب وفق مستجدات أحكاـ مدونة األسرة.
ويشترط قصد االس تجابة لمسطرة الخبرة الطبية قياـ دالئل قوية على ادعاء الزوج لنفي النسب ،وىو
35
.كمثال اإلدالء بمحضر الضابطة القضائية إلثبات الخيانة مانصت عليو المادة 391من مدونة االسرة
الزوجة ،أوامتهاف الزوجة للدعارة...
وإذا جاءت نتيجة الخبرة أف الولد أو الحمل ليس من االب المزعوـ ،انتفى النسب عنو من تاريخ
36
صدور الحكم القضائي بذلك ،وتبعا لذلك ينتهي حق التوارث بينهما.
نصت المادة 112من مدونة األسرة على أنو "ال توارث بين المسلم وغير المسلم" ،37وىذا يعني أف
الكفر يعد مانعا من اإلرث مهما كانت العالقة عن طريق النسب أو الزواج ،وسواء كاف أصليا أو عارضا بسبب
اإلرتداد ،وسواء اتصف بو الوارث أو المورث ،فال يرث المسلم غير المسلم ،سواء كاف ىذا كتابيا أـ غير
34
ــ وتسمى أٌضا ببصمة الحمض النووي ،وهً صفات وراثٌة تنتقل من األصول إلى الفروع ،والتً من شأنها تحدٌد شخصٌة كل فرد عن طرٌق
تحلٌل جزء من حامض DNAالمتمركز فً كل نواة من خلٌة داخل خالٌا الجسم.
ــ أشار إلى ذلك ذ محمد الكشبور ،الوسٌط فً شرح مدونة األسرة ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء ،ص .111
35
ـ جاء فً المادة ٌ" :511ثبت الفراش بماتثبت به الزوجٌة.
ٌعتبر الفراش بشروطه حجة قاطعة على ثبوت النسب ،الٌمكن الطعن فٌه إال من الزوج عن طرٌق اللعان ،أو بواسطة خبرة تفٌد القطع ،بشرطٌن:
ــ إدالء الزوج المعنً بدالئل قوٌة على ادعائه؛
ــ صدور أمر قضائً بهذه الخبرة.
36
ــ محمد المهدي ،مرجع سابق ،ص 555
37
ــ ومستند هذه المادة قول النبً (ص) ":ال ٌرث المسلم الكافر والٌرث الكافر المسلم" ،وفً قوله أٌضا (ص)" :الٌتوارث أهل ملتٌن".
أشار الى ذلك محمد المهدي ،مرجع سابق ،ص .552
19
كتابي ،ولهذا فإف الزوجة المسيحية أو اليهودية ال ترث في زوجها المسلم إذا مات ،وبالمثل فهو ال يرثها إذا
ماتت ،ومن جهة أخرى فإف أبناء الزوجة غير المسلمة يتبعوف آباىم في الدين ،لذلك ال توارث بينها وبينهم.
خامسا :الزنا
الزنا مانع من اإلرث بين ولد الزنا والزاني ،فال يرث أحدىما اآلخر وال ينسب إليو ،فالزاني اليرث في
ابنو من الزنا وال في أوالده ،كما اليرث إبن الزنا في الزاني وال في أصولو أو فروعو أو حواشيو ،أما الزانية
فيرث فيها إبنها وترث منو .ذلك أف البنوة غير الشرعية تعتبر في حكم العدـ في حق األب ،لكن األـ يرثها
38
وترثو.
والعلة أف الشارع راعى في استحقاؽ اإلرث عفة االسرة وتماسك أصولها ،واعتد بالبنوة الشرعية التي
يتبع الولد فيها أباه في الدين والنسب.
والعلة في انتفاء اإلرث في مواجهة القاتل ،ىو أنو استعجل اإلرث من مورثو قبل أوانو عن طريق قتلو،
فيحرـ منو ،عمال بالقاعدة الفقهية "من استعجل الشيء قبل أوانو عوقب بحرمانو".
فإذا توفر القصد اإلجرامي بإزىاؽ الروح ،إال وكاف القتل عمديا يترتب عليو الحرماف من اإلرث والدية
والحجب.
ويشترط لتحقق المانع أف يكوف القاتل راشدا كي يكوف كامل المسؤولية ،وأف يكوف سليم العقل قادر
على التمييز ،كما ال يجب توافر سبب من أسباب التبرير ،إذا كاف القتل قد أوجبو القانوف أوفرضتو السلطة ،أو
اضطر الفاعل الى ارتكاب جريمتو مكرىا ،أو استلزمتها ضرورة حالة الدفاع الشرعي.
38
ــ وهو مانصت علٌه مدونة األسرة فً المادة 511جاء فٌها " :تكون البنوة شرعٌة بالنسبة لألب فً حاالت قٌام سبب من أسباب النسب"
أما المادة 512فتنص على ماٌلً " :تستوي البنوة لألم فً اآلثار التً تترتب علٌها سواء كانت ناتجة عن عالقة شرعٌة أو ؼٌر شرعٌة".
39
ــ أخرجه مالك فً الموطأ .كتاب عقول
20
وال يفترض سبق اإلصرار والترصد الشتراط المانع ،وإنما يتطلب فقط نية االعتداء وإزىاؽ الروح.كما
أف القاتل يمنع من اإلرث والدية واليحجب ،ولو أتى بشبهة كقاتل زوجتو التي وجدىا في حالة تلبس بالزنا ،أو
الوالد الذي ضرب ولده تأديبا لو فمات ،أما إذا لم يتوافر القصد الجنائي للجاني فهو يرث ،تطبيقا لمقتضيات
المادة 111من المدونة جاء فيها " :من قتل موروثو عمدا وإف أتى بشبهة لم يرث من مالو ،والديتو ،وال
يحجب وارثا ،من قتل موروثو خطأ ورث من الماؿ دوف الدية وحجب.
أما التعصيب فهو إرث الباقي من التركة بعد أخد أصحاب الفروض فروضهم ،وقد يحوز العاصب كل
التركة إذا لم يكن معو ذو فرض ،كاإلبن مع عدـ الوارث ،وقد اليرث العاصب إذا لم يبق لو شيء من التركة.
40
ــ المعجم الوسٌط.
41
ــ أما فً اصطالح األصولٌٌن والفقهاء ؼٌر الفرضٌٌن ،فهو بمعنى الواجب الذي ٌثاب على فعله وٌعاقب على تركه.
محمد المهدي ،مرجع سابق ،ص 521
21
الفقرة األولى :الورثة بالفرض
حسب المادة 112من ـ س الورثة بالفرض فقط ىم :الزوج ػ الزوجة ػ األـ ػ الجدة ػ األخ ألـ ػ األخت
ألـ.
والفروض المقدرة ستة :النصف ونصفو الربع ،ونصفو الثمن ،والثلثين ،ونصفو الثلث ،ونصف نصفو
السدس.
أوال :الوارثوف بالفرض فقط دوف احتماؿ إسقاطهم و يتعلق األمر بالزوج والزوجة واألـ
يرث الزوج زوجتو المسلمة بسبب الزوجية ،ودليل قولو تعالى { :ولكم نصف ما ترؾ أزواجكم إف لم
يكن لهن ولد فإف كاف لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين}
ػ إرثو النصف عند عدـ وجود الفرع الوارث ذكر أو أوثى االبن وإف سفل للزوجة.
ترث الزوجة في زوجها بسبب الزوجية لقولو تعالى {:ولهن الربع مما تركتم إف لم يكن لكم ولد ،فإف كاف
لكم ولد فلهن الربع مما تركتم من بعد وصية توصوف بها أو دين}
ترث األـ في ابنها وبنتها بسبب القرابة من نوع األمومة المباشرة ودليل ذلك قولو تعالى :
{وألبويو لكل واحد منهما السدس إف كاف لو ولد فإف لم يكن لو ولد وورثاه أبواه فألمو الثلث فإف كاف لو
إخوة فألمو السدس }.
السدس :
22
ترث األـ السدس في تركة ابنها في حالتين :
ػ ػ إذا كاف لولدىا الهالك فرع ولد ،ويشمل اإلبن وابن االبن وإف سفل وبنت اإلبن وإف سفلت.
ػ ػ إذا كاف للميت متعدد من اإلخوة (إثنين فما فوؽ) ،أشقاء أو ألب أو ألـ ،ذكورا كانوا أو إناثا ،وارثين
أو محجوبين.
الثلث :
ترث األـ الثلث في حالة انعداـ الولد وإثنين فأكثر من اإلخوة من االشقاء أو ألب أو ألـ ولو حجبوا.
ترث االـ ثلث الباقي عوض ثلث التركة ،وذلك في مسألتي "الغراوين" ،وىما من المسائل الشادة في
علم الفرائض ،من اجتهاد الصحابة ،وسميت كذلك بالعمرية النتسابها لعمر بن الخطاب ،ألف األـ غرت فيهما
بإعطائها الثلث لفظا ليس معنى ،نقوؿ غره يغُره وغرير خدعو مناؿ منو ما أراد.42
في ىذه الصورة للزوجة الربع لعدـ وجود الفرع الوارث ،ولألـ ثلث النعداـ الفرع الوارث واإلخوة
ولألب الباقي تعصيبا
42
ــ معجم الوسٌطَ (( ،ؼر))
23
األـ 4/32 3/1
وجو المخالفة
ػ األـ في المسألة األولى ستأخد ضعف األب وىو مخالف لمبدأ المفاضلة بين الرجل والمرأة.
ذىب جمهور الصحابة كعمر بن الخطاب وعثماف بن عفاف وزيد بن ثابت وعبد اهلل بن مسعود الى أف
لألـ ثلث مابقي ،بعد فرض أحد الزوجين ،ولألب ثلثاه إقرارا لمبدأ المفاضلة بين الذكر واألنثى ،فتطبق مسألة
الغراوين كما يلي :
للزوج النصف لعدـ وجود الفرع الوارث ،ولألـ الثلث مابقي عن فرض الزوج ،ولألب الباقي عنهما.
للزوجة الربع لعدـ وجود الفرع الوارث ،ولألـ الثلث مابقي عن الزوجة ولألب الباقي تعصيبا
24
ثانيا ػ ػ الوارثوف بالفرض فقط مع احتماؿ إسقاطهم :
يقصد بو جدتاف الجدة من جهة األـ ،وىي أـ األـ ،وأمها وإف علت ،وىذه ترث بشرط أف ال
يفصل بينهما ذكر فأـ أبي األـ (أـ الجد ألـ) وأـ أبي أـ األـ (أـ جد األـ) ،ال ترثاف ألف بينهما وبين الميت
ذكر ،والجدة من جهة األب وىي أـ األب المباشرة وأـ أـ األب وأـ أـ أـ األب وإف علت ،بشرط أف ال
يفصل بينها وبين الميت ذكر غير األب(فأـ أبي األب "أـ الجد من جهة األب" ،ال ترث ألنو يفصل بينها وبين
الهالك ذكر غير األب).
لم يثبت ميراث الجدة في كتاب اهلل ،فاآلية 33من سورة النساء تنصرؼ على األب واألـ دوف الجد
والجدة ،وإنما صدر في الحديث ثوريتها السدس إف كانت الجدة ألـ بمنفردىا انفردت بو ،وإف كانت الجدة
لألب انفردت بو ىي كذلك ،وإذا اجتمعتا كاف لهما مناصفة.43
ترث الجدة ألـ أو الجدة لألب السدس عند االنفراد ،أي حينما تكوف بمفردىا ولو علت من إحدى
الجهتين ،فالعبرة أوال باالنفراد ،وبانحصار الجدة ثانيا في جهة الجدة لألـ وإف علت ،فال ميراث إال للجدتين.
يكوف السدس مناصفة بين جدتين عند التساوي في الرتبة ،كأف توجد الجدة لألـ والجدة لألب،
فالتساوي في الرتبة ثابت ،ألف كل واحدة ال يفصلها عن الهالك سوى واحد.
43
ــ روي عن قبٌصة بن ذؤٌب ،أنه قال"جاءت الجدة إلى أبً بكر الصدٌق ،تسأله مٌراثها ،فقال لها أبو بكر :مالك فً كتاب هللا شٌئا ،وماعلمت لك فً
سنة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ،فارجعً حتى اسأل الناس ،فسأل الناس ،فقال المؽٌرة بن شعبة :حضرت رسول هللا ص أعطاها السدس ،فقال ابو
بكر هل معك ؼٌرك؟ فقام محمد بن سلمة األنصاري ،فقال مثل ماقال المؽٌرة ،فأنفده لهل أبو بكر الصدٌق ،ثم جاءت الجدة األخرى إلى عمر بن
الخطاب تسأله مٌراثها ،فقال لها :مالك فً كتاب هللا شًء ،وما كان القضاء الذي قضى به لؽٌرك ،وما أنا بزائد فً الفرائض شٌئا ،ولكنه ذلك السدس،
فإن اجتمعتما ،فهو بٌنكما ،وآٌتكما خلت بهن فهو لها"
ــ أخرجه بن حبان والحاكم
25
كذلك يكوف التساوي في الرتبة محققا ولو علت الجهة ،كأف توجد أـ أـ أمو ،وأـ أـ أبيو ،فالسدس
بينهما مناصفة.
الحالة الثالثة :السدس مناصفة بين جدة قريبة لألب وجدة بعيدة لألـ
إذا اجتمعت جدة قريبة من جهة األب مع جدة بعيدة من جهة األـ ،فإف السدس بينهما يكوف مناصفة،
حتى ولو انعدـ التساوي في الرتبة ،ألف جهة الجدة لألـ أقوى من جهة الجدة ألب ،وىو ما ذىب اليو زيد بن
ثابت واختلف فيو الصحابة منهم علي إبن أبي طالب ،الذي قاؿ بضرورة اتحادىم في الدرجة ،ومرجع الخالؼ
الى عدـ النص عليها ال في القرآف وال في السنة ،وإنما ىو اجتهاد للصحابة.
أما المدونة فأخدت برأي اإلماـ مالك على عمل أىل المدينة ،بحيث نصت في المادة 142من ـ س
في فقرتها السادسة ..." :الجدة إذا كانت منفردة سواء كانت ألـ أو ألب قسم السدس.ػ فإف اجتمعت جدتاف
قسم السدس بينهما إف كانتا في رتبة واحدة أو التي لألـ أبعد فإف كانت التي لألـ أقرب اختصت بالسدس".
أخدت المدونة في المادة 191في حجب الجدة بما وقع عليو اإلجماع ،وما وقع فيو خالؼ أخدت
برأي اإلماـ مالك وعليو :
أ ػ فإف األـ تحجب الجدة لألـ والجدة لألب .والجدة القريبة تحجب الجدة البعيدة التي من جهتها.
ج ػ الجدة القربى من جهة األـ تحجب البعدى من جهة األب ،وأما العكس فال ،فالجدة القربى من
جهة األب ال تحجب البعدى من جهة األـ ،بل السدس بينهما مناصفة.
قاؿ تعالى { ..وإف كاف رجل يورث كاللة أو امرأة ولو أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإف كانوا
أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصي بها أو دين غير مضار وصية من اهلل واهلل عليم حليم}.
ويرجع سبب حجب ىؤالء الى أف جهة البنوة واألبوة أقوى من جهة األخوة.
يرث اإلخوة من األـ الثلث بالتساوي عند التعدد ،شريطة انعداـ الحاجب الذي ذكر ،والثلث يقسمونو
فيما بينهم بالتساوي ال فرؽ بين ذكورىم وإناثهم ،وذلك راجع ألنهم ال يدلوف بذكر في صلتهم بالهالك ،وىي
الحالة الوحيدة التي يتساوى فيها الذكر باألنثى ،كما أف ذكرىم ال يعصب أنثاىم.
طرح المشتركة :إف كاف اإلخوة من األـ يقتسموف الثلث بينهم بالتساوي عند التعدد ،فإف اإلخوة
األشقاء يزاحمونهم فيما يقتسمونو جميعا بالتساوي ،ال فرؽ بين ذكورىم وإناثهم ،وذلك في مسألة شادة عرفها
علم الفرائض في الصدر األوؿ لإلسالـ في خالفة عمر بن الخطاب.
وصورة ذلك أف تهلك امرأة وتترؾ زوجا ػ أما أو جدة إخوة ألـ ػ إخوة أشقاء.
الزوج النصف ،األـ لوجود تعدد اإلخوة السدس ػ أو الجدة السدس ػ ،اإلخوة ألـ الثلث ،المسألة من
ستة ،للزوج ثالثة لألـ واحد ،واإلخوة ألـ إثناف من ستة ،واإلخوة األشقاء عصبة لم يبق لهم شيئا.
وبهذا قضى عمر بن الخطاب في أوؿ عاـ لخالفتو ،فاحتج عليو اإلخوة األشقاء بقولهم إنما ورث
اإلخوة ألـ الثلث بأمهم وىي أمهم وىي أمنا ولو اختلف األب فهي تجمعنا ؟ فأشرؾ بينهم في الثلث ،لذلك
سميت المشتركة الشتراكهم في األـ ،وقيل كذلك أنها لقبت بالمنبرية ألف عمر بن الخطاب سئل عنها وىو
حمارا ،وقد كاف من المناصرين للمشتركة زيد بن ثابت وعثماف
الحمارية ألف والده المورث كاف َّ
في المنبر ،أو َّ
بن عفاف ،والمناىضين لها علي بن أبي طالب وتبعو في ذلك الحنفية ،الذين قالوا باستحقاؽ اإلخوة ألـ الثلث
واإلخوة األشقاء ىم عصبة لم يتبق لهم شيئا.
27
الزوج 3/2األـ أو الجدة 3/6إخوة أشقاء وإخوة ألـ شركاء في 3/1لهم .2/6
العُصبة في اللغة من عصب يعصب عصبا وعصابا وعصوبة ،بمعنى الشدة والقوة واإلحاطة ،44وأصل
الكلمة مأخود من قولهم :عصب القوـ بالرجل إذا اجتمعوا وأحاطوا بو ،من أجل الحماية والدفاع ،ويقاؿ
للجماعة األقوياء ( ُعصبة) بمعنى الجماعة المتآزرة والمتحالفة ،كما جاء في القرآف الكريم ،لقولو تعالى " إِ ْذ
الؿ ُمبِي ٍن ".
ض ٍ صبَةٌ إِ َّف أَبَانَا لَِفي َ ِ
ب إِلَى أَبِينَا منَّا َونَ ْح ُن ُع ْ
َح ُّ
َخوهُ أ َ
ف َوأ ُ
وس ُ
قَالُوا لَيُ ُ
وفي اصطالح علم المواريث ىو كل وارث ليس لو سهم مقدر صريح في الكتاب والسنة ،مثل (اإلبن
وإبن اإلبن ،واألخ الشقيق ،واألخ ألب ،والعم الشقيق ،)...وقرابة ىؤالء وأمثالهم قوية ،ألنهم يدلوف بواسطة
األب ،دوف األـ ،ألف اإلدالء بها يضعف القرابة (كاألخ لألـ ) ،فقد أدلى برحم أنثى ،وىو اليرث مطلقا ،ولقد
عرؼ الفرضيوف (العصبة) بمايلي( :كل من يأخد كل الماؿ عند االنفراد ،ويأخد الباقي بعد أخد أصحاب
الفروض فروضهم) ،وقد عرفتو مدونة األسرة في المادة 119بأنو "التعصيب أخد الوارث جميع التركة أو ما
بقي من ذوي الفروض".
العصبة كما جاء في المادة 141من مدونة األسرة ثالثة أنواع :
ػ 3ػ :العصبة بالنفس :العاصب بنفسو ىو الوارث الذكر بسبب النسب ،األقرب إلى الميت ،والذي لم
يفصل بينو وبين الهالك أنثى ،ويسمى عاصبا بنفسو ،ألف تعصيبو ال يحتاج فيو الى غيره ،وىذا النوع من
التعصيب خاص بالذكور ،ألنو ال تعصيب بالنفس ألنثى وإنما بغيرىا أو مع غيرىا.
واألساس الشرعي في القرآف الكريم وفي الحديث الشريف ،عن عمر بن عباس عن الرسوؿ ص قاؿ:
"ألحقوا الفرائض بأىلها فما بقي فألولى رجل ذكر"
44
ــ لسان العرب البن منظور
28
أ ػ جهات التعصيب بالنفس:
لما كاف التعصيب بالنفس يقوـ على األولوية ،إال ووجب ترتيب جهات القرابة باألولوية ،وتقديم بعضها
على بعض في اإلرث ،وىو ماذكرتو مدونة األسرة في المادة 149في أف العصبة بالنفس ست جهات ،مقدـ
بعضها على بعض في اإلرث على الترتيب التالي:
ػ الجدودة واألخوة المباشرة فهما في مرتبة واحدة ،وتشمل الجد العصبي واإلخوة األشقاء أو ألب؛
ػ العمومة وبنوتها تشمل أعماـ الميت األشقاء وأعمامو لألب وأعماـ أبيو وأعماـ جده لألب وإف عال
وابناءىم وإف سفلوا؛
ػ بيت الماؿ :إذا لم توجد أي جهة من الجهات السابقة ،ولم يوجد من يرث بالفرض ،فإف بيت الماؿ
يرث المتروؾ تعصيبا.
إذا لم يكن في الفريضة إال عاصب بنفسو منفرد حضي بالتركة كلها ،لكن إذا تعدد العصبة بالنفس ،بأف
وجد أكثر من واحد ،فإف مصير إرثهم يتحدد وفق جملة من الضوابط ىي كالتالي :
29
معنى ذلك أف من ينتمي الى الجهة األولى "البنوة " تكوف لو األولوية في اإلرث على من ينتمي للجهة
الثانية ،ومن ينتمي للجهة الثانية تكوف لو األولوية على الجهة الثالثة ،فصاحب الجهة األقرب يحجب من في
الجهة األبعد ،لكن ىذا الضابط ليس على إطالقو ،فاإلبن مثال ال يحجب األب وال الجد ،كما يستثنى اإلخوة
األشقاء او ألب مع الجد ،فجهتهم متأخرة عن جهة األبوة(الجد) ولكنهم يرثوف معو ،على الرأي الراجح وىو
45
مذىب (زيد بن ثابت).
وفي حالة اتحاد العصبة بالنفس في نفس الجهة ،كاجتماع اإلبن مع إبن اإلبن ،ألنهما متحدين في جهة
البنوة ،ننتقل إلى استعماؿ ضابط الترجيح الموالي.
بمقتضى ىذا الضابط يرجح األ قرب درجة في اإلرث بالتعصيب على األبعد درجة ،فيقدـ اإلبن على
46
ابنو ،واألب على الجد والعم على ابن العم.
وىو ما اشارت اليو المدونة في المادة 193من المدونة في الفقرة األولى ":إذا اتحدت العصبة
بالنفس في الجهة كاف المستحق لإلرث أقربهم درجة للميت" ،أي أف صاحب الدرجة األولى يحجب صاحب
الدرجة الثانية ،كما في مثاؿ االبن مع ابن اإلبن ،فجهتهما واحدة وىي البنوة ،لكن درجتهما مختلفة.
ضابط الترجيح بقوة القرابة :إذا انحدر الورثة في الجهة والدرجة ،كاف الترجيح بقوة (القرابة) ،فمن كانت
قرابتو أقوى كاف ىو العصبة ،وتنص المادة 193على أف العصبة " :إذا اتحدوا في الجهة والدرجة كاف
التقديم بقوة القرابة ،فمن كانت قرابتو من األبوين قدـ على من كانت قرابتو من األب فقط".
وبذلك فقوة القرابة التكوف في البنوة واألبوة ،وإنما فقط في األخوة وبنوتها والعمومة وبنوتها.
وإذا حصل ما يستدعي االستغناء عن ىذه الضوابط الثالثة ،كما في حالة اتحاد الورثة في الجهة والدرجة
والقوة ،فإنهم يرثوف جميعا على السواء.
47
ػ 2ػ العصبة بالغير :لقولو تعالى {للذكر مثل حظ األنثيين}
45
ـ محمد الصابونً ،الموارٌث فً الشرٌعة األسالمٌة فً ضوء الكتاب والسنة ،دار الحدٌث ،سنة ،2151ص.25
46
ـــ ابن العربً ،مرجع سابق ،ص 114
30
العاصب بغيره ىو تعصيب العاصب بالنفس من جهة البنوة أو األخوة ألنثى من جهتو ،للذكر مثل حظ
األنثيين ،فاألبناء يعصبوف البنات ،وأبناء اإلبن وإف سفلوا يعصبوف بنات اإلبن وإف سفلن ،واإلخواف يعصبوف
األخوات ، ....فإذا قيل عاصب بغيره فالغير عاصب ،بخالؼ العاصب مع الغير كما سنرى ،فإف الغير ليس
بعاصب.
3ػ االتحاد في الجهة :ونعني االتحاد في الجهة بين العاصب بالنفس واألنثى المنفردة أو المتعددة ،فاإلبن
واحد أو أكثر يعصب البنت واحدة أو أكثر ،واألخ الشقيق أو لألب واحد فأكثر يعصب األخت الشقيقة أو لألب
واحدة فأكثر.
2ػ االتحاد في الدرجة :بعد االتحاد في الجهة لزـ االتحاد في الدرجة ،فاإلبن يعصب البنت ألنها من جهتو
ودرجتو ،في حين تختل الدرجة بين ابن اإلبن والبنت ،وبين ابن ابن االبن وبنت اإلبن ،فال تعصيب ،باستثناء فرضية
وجود بنت االبن مع بنتين ،حيث ال ترث السدس تكملة للثلثين الستغراؽ الثلثين بالبنتين ،مالم يوجد ابن ابن في
درجتها أو أسفل منها درجة ،حيث تستنجد بو ،فترث معو الباقي للذكر مثل حظ األنثيين.
1ػ االتحاد في قوة الدرجة :وىو الشرط الثالث ،فاألخ الشقيق يعصب األخت الشقيقة ،واألخ ألب يعصب
األخت ألب ،في حين ال يقوى األخ ألب على تعصيب األخت الشقيقة ،وال تعصيب بالطبع بين إبن األخ الشقيق
أو ألب وبنت األخ الشقيق أو ألب.
يقصد بهذا النوع من التعصيب ،كل أنثى تصير عاصبة مع أنثى أخرى ،ويكوف بتعصيب البنات وبنات
اإلبن لألخوات الشقيقات أو ألب ،فاألخت الشقيقة أو ألب ال ترث بالفرض ،وإنما في الباقي عن البنات
وبنات اإلبن وإف سفلن بالتعصيب.
47
ــ النساء ،اآلٌة .55
31
وال يشترط في ذلك سوى وجود البنت أو بنت االبن وإف سفلت ،واحدة فأكثر الى جانب األخت
الشقيقة أو ألب واحدة فأكثر ،سواء وجد األخ الشقيق أو ألب أو لم يوجد ،فالكل يرث في الباقي عن
البنت وبنت االبن وإف سفلت ،وذوي الفروض إف وجدوا ،والميراث يكوف في الباقي للذكر مثل حظ األنثيين،
قاؿ التلمسانية:
48
إف كاف للهالك بنت أو بنات واألخوات قد يصرف عصبات
والجدير بالذكر أف ىؤالء يصرف عصبات ينزلن منزلة إخوانهم ،ويأخدف أحكامهم بالنسبة لباقي العصبة
في التقديم بالجهة والدرجة ،حيث تنزؿ األخت الشقيقة منزلة االخ الشقيق ،وتحجب كل من يحجب ىذا
األخير ،واألخت ألب منزلة األخ ألب.
الورثة بالتعصيب فقط ثمانية ،حصرتهم مدونة األسرة في المادة ،111وىم كاآلتي:
"اإلبن وإبنو وإف سفل ،واألخ الشقيق واألخ ألب وإبنهما وإف سفل ،والعم الشقيق والعم لألب وإبنهما
وإف سفل".
وىؤالء يعتبروف ورثة بالنفس ،فقط يستحقوف جميع التركة عند انفرادىم بها دوف أصحاب الفروض ،أو
يستحقوف ما بقي في التركة ،أو يستحق ما يفضل عمن يرث في المسألة بالفرض ،وإذا لم يبق من التركة شيء
ال يستحقوف إرثا.
حسب المادة 119من من مدونة األسرة فإف الوارثاف بالفرض والتعصيب إثناف ىما األب والجد.
األصل في ميراث األب قولو تعالى { :وألبويو لكل واحد منهما السدس }....
48
ـ جامع العلوم والحكم ،ج ،2تحقٌق شعٌب األرنؤوط ومن معه ،مؤسسة الرسالة.
32
وحاالت إرث األب ىي :
بالفرض فقط ويكوف فرضو السدس إف كاف معو ابن الهالك أو إبن إبنو وإف سفل ،واحدا أو متعددا،
سواء كانت معو بنت الهالك أو بنت إبنو أو لم تكن ،ودليل ذلك قولو تعالى " :وألبويو لكل"..
اإلرث بالفرض والتعصيب جمعا :يرث بالفرض والتعصيب معا ،بوجود بنت الهالك أو بنت إبنو وإف نزؿ،
حيث يرث السدس فردا والباقي تعصيبا ،فإذا لم يفضل شيءا فالتعصيب لو.
يقصد بالجد ىنا الجد من جهة األب ،وىو الذي تسميو المدونة بالجد العصبي الذي ال تفصل بينو
وبين الهالك أنثى ،مثل (أب األب) وإف عال ،فإف دخل في نسبتو إلى الميت انُثى فهو اليرث ،والقاعدة أنو
متى دخل بين الذكور أنثى ،يصبح الجد غير صحيح ،وأما إذا لم تدخل االنثى فهو جد صحيح ،مهما علت
درجتو ،كأب أب األب ،وأب أب األب ،وإف عال...
والجد لم يرد نص قرآني يقضي بإرثو ،فاآلية الحادية عشرة من سورة النساء تتحدث عن األب
{وألبويو لكل واحد منهما السدس ،}....اما الجد فقد ثبت إرثو بالسنة واإلجماع في جانب ،وىو الفرضية
التي ينعدـ فيها اإلخوة األ شقاء أو ألب ،أما اإلخوة ألـ فالجد يحجبهم ،حيث ينزؿ الجد فيها منزلة األب في
أحوالو الثالث ،بشروطها وأحكامها باستثناء الغراوين :السدس بالفرض فقط عند وجود اإلبن وإبن اإلبن وإف
سفل.
السدس بالفرض والباقي بالتعصيب عند وجود البنت وبنت اإلبن وإف سفلت؛
ويشترط إلرثو ػ أف ال يوجد األب ،فهناؾ إجماع على حجب األب للجد.وأف ال يوجد معو جد آخر أقرب
منو درجة فهو يحجبو.
33
أما الحالتاف الباقيتاف فينفرد بهما عن األب ،وقد أفتى بها الصحابة ،وتتعلق بوجوده مع اإلخوة أشقاء كانوا
أو ألب.
في ىذه الحالة قد يكوف في النازلة صاحب فرض ،وقد اليكوف ،ولكل وضع من ىذين الوضعين
أحكامو ،وذلك على النحو التالي :
الحالة األولى :وجود الجد مع نوع واحد من اإلخوة دوف صاحب فرض
تنص الفقرة األولى من المادة 194من مدونة األسرة على أنو " :إذا اجتمع الجد العصبي مع اإلخوة
األشقاء خاصة أو مع اإلخوة ألب كذلك ،ذكورا أو إناثا أو مختلطين ،فلو األفضل من ثلث جميع الماؿ أو
المقاسمة".
إذف ففي حالة وجود الجد مع اإلخوة أشقاء أو لألب ،فلو الخيار بين أخد ثلث الماؿ ،أو المقاسمة
مع اإلخوة ،فأي السهمين كاف أفضل لو يأخذه ،فإف كانت المقاسمة أفضل أخد إرثو بالمقاسمة ،وإف كاف ثلث
التركة أفضل لو أخد الثلث.
ويكوف الثلث مثل المقاسمة حينما يوجد مع مثليو أي أخوين ،والثلث أفضل لو حينما يوجد مع أكثر
من مثليو (أ خوين وأخت ،أو أخ وثالث أخوات ،أو أربع أخوات ،أما إذا كاف عدد اإلخوة أقل من مثليو كأخ
وأخت ،تكوف المقاسمة أفضل لو.
الحالة الثانية :وجود الجد مع نوع واحد من اإلخوة مع صاحب فرض فأكثر
إذا وجد مع الجد مع نوع واحد من اإلخوة واألخوات ،وصاحب فرض أو أكثر ،يأخد الجد أفضل لو من
ثالث:
إما المقاسمة؛
أما إذا كانت المقاسمة بعد أخد أصحاب الفروض فروضهم أفضل للجد ،فإنو يحضى بالمقاسمة ،وإذا
كاف الثلث الباقي افضل لو يعطى لو ،وإال أعطي لو السدس مهما بقي من التركة ،ألنو ال ينزؿ عن فرضو
49
المقدر ،وىو (السدس) بحاؿ من األحواؿ ،وىو مانصت عليو كذلك المادة 149من مدونة األسرة.
وجود الجد مع النوعين من اإلخوة ،التي تندرج في إطار المسائل الشواذ.
أطلق عليها الفرضيوف إسم المعادة ،لوجود الصنفين من اإلخوة األشقاء وألب مع الجد ،حيث يعد
اإلخوة االشقاء اإلخوة لألب على الجد ،ليمنعوه كثرة الميراث.
فاألصل أف اإلخوة األشقاء الذكور يحجبوف اإلخوة لألب ذكورا وإناثا ،واألخوات الشقيقات ال يرث
معهن اإلخوة ألب ذكورا وإناثا ،إال بعد استكمالهن لفرضهن الشرعي (النصف عند اإلنفراد والثلثين عند
التعدد) ،فميراثهم موقوؼ ،في حين ال يقوى الجد على حجب أيا من اإلخوة ،لذلك فإف اإلخوة األشقاء
الذكور واإلناث يع َدوف اإلخوة لألب ذكورا وإناثا على الجد ليمنعوه كثرة الميراث ،وليس لو أف يحتج بحجب
اإلخوة لألب أو وقف ميراثهم ،فالحجب والوقف من جهة اإلخوة األشقاء واألخوات الشقيقات ال من
جهتو.50
ىناؾ صنف من الورثة يجمع بين اإلرث بالفرض واإلرث بالتعصيب ،ولكن إذا ورث باحدىما ال يرث
باآلخر ،وىو المقصود بالورثة بالفرض والتعصيب انفرادا ،وىن نسوة يرثن إما بالفرض أو بالتعصيب بالغير أو
مع الغير ،وال يجمعن بينهما في نفس التركة ،خالؼ أصحاب الفرض والتعصيب جمعا كما رأينا سابقا.
وىؤالء النسوة أربع :البنت وبنت اإلبن وإف سفلت واألخت الشقيقة واألخت ألب.
49
ــ جاء فً المادة 111ماٌلً " :إذا اجتمع مع اإلخوة وذوي الفروض فله االفضل من ثالثة :سدس جمٌع المال أوثلث مابقً بعد ذوي الفروض أو
مقاسمة اإلخوة كذكر منهم"....
50
ــ عبد الرحمان بلعكٌد ،مرجع سابق ،ص .255
35
أوال :ميراث البنت
ِ ِ ِ ِ َّ ِ َّ ِ ِ
اء فَػ ْو َؽ
سً ميراث البنت ثابت بالقرآف الكريم{ :يُوصي ُك ُم اللوُ في أ َْوَالد ُك ْم للذ َك ِر مثْ ُل َحظ ْاألُنثَػيَػ ْي ِن فَإف ُك َّن ن َ
51
ف}.ص ُ اثْػنتػي ِن فَػلَه َّن ثػُلُثا ما تَػر َؾ وإِف َكانَ ْ ِ
ت َواح َدةً فَػلَ َها الن ْ ََ ْ ُ َ َ َ َ
وقد قررت اآلية الكريمة ميراث البنت بأوضح بياف ،واتم تفصيل في ثالث حاالت :
ترث البنت النصف من تركة ابيها أو أمها ،شرط انفرادىا عن ولد الصلب ذكرا أو أنثى.وقد أوردت مدونة
األسرة إرث البنت ،ضمن اصحاب النصف في المادة .142
يرث المتعدد من البنتاف الثلثاف ،عند وجود اثنتاف فأكثر بشرط انفرادىن عن اإلبن.
إرثها بالتعصيب:
ترث البنت ػ سواء واحدة أو متعددة ػ بالتعصيب ،إذا كاف للهالك منهما ابن واحد أو أكثر ،على
أساس للذكر مثل حظ األنثيين ،لكل إبن سهماف ولكل بنت سهم واحد ،فميراثها في ىذه الحالة ينقص عن
ميراثها بالفرض في الحالتين السابقتين ،وىو صورة لحجب النقل من الفرض إلى التعصيب.
وتسمى في ىذه الحالة عاصبة بالغير ،المنصوص يها في المادة 193من المدونة.
قاؿ ابن رشد :وأجمعوا من ىذا الباب على أف بني البنين يقوموف مقاـ البنين عند فقد البنين ،يرثوف
52
كما يرثوف ويحجبوف كما يحجبوف.
51
ــ حدثنا محمد بن الحسٌن قال ،حدثنا أحمد بن مفضل قال ،حدثنا أسباط ،عن السديٌ " :وصٌكم هللا فً أوالدكم للذكر مث ُل حظ األنثٌٌن " ،كان أهل الجاهلٌة ال
ٌورِّ ثون الجواريَ وال الصؽارَ من الؽلمان ،وال ٌرث الرجل من ولده إال من أطاق القتال ،فمات عبد الرحمن أخو حسان الشاعر ،وترك امرأة ٌقال لها أم كجَّ ة ،وترك
خمس أخواتٍ ،فجاء الورثة ٌأخذون ماله ،فشكت أم كجَّ ة ذلك إلى النبً صلى هللا علٌه وسلم ،فأنـزل هللا تبارك وتعالى هذه اآلٌة {:إِن ُكنَّ ِنسَاء َفوقَ اث َن َتٌ ِن َفلَهُنَّ ُثلُ َثا مَا
ك َوإِن َكا َنت َواحِدَ ة َفلَهَا ال ِّنصؾُ }
َترَ َ
52
ــ بداٌة المجتهد ج 2ص .111أشار إلٌه محمد رٌاض ،مرجع سابق ،ص .513
36
بناء على ذلك يستمد ميراث بنت اإلبن حكمو من اإلجماع ،فترث في ثالث حاالت كما ترث البنت،
وىناؾ حالة ترث فيها السدس مع وجود بنت الصلب تكملة للثلثين ،وىذه الحالة األصل فيها السنة.
النصف عند االنفراد :ترث بنت اإلبن وإف سفلت منفردة من تركة جدىا أو جدتها المتوفى عند
االنفراد ،وعدـ وجود ابن للهالك (عمها) ،وعدـ وجود إبن إبن في درجتها.
فاإلبن يحجبها حجب إسقاط ،والبنت تحجبها حجب نقل من النصف إلى السدس تكملة للثلثين،
والبنتاف تحجبانها حجب إسقاط الستغراقهما الثلثاف ،مالم يوجد العاصب ،وإبن إبن ينقلها من الفرض إلى
التعصيب بالغير.
تستحق بنتا اإلبن ولو سفلن وما فوؽ الثلثين ،شريطة عدـ وجود من سبقت اإلشارة إليهن ،فال خالؼ
بين الحالتين سوى في النصيب ،عند االنفراد النصف ،وعند التعدد الثلثاف ،وىو مانصت عليو المادة 149
من المدونة " :أصحاب الثلثين أربعة :بنتا اإلبن فأكثر بشرط انفرادىما عن ولد الصلب ذكرا كاف أو أنثى وإبن
إبن في درجتهما".
السدس تكملة للثلثين
ترث بنت اإلبن الواحدة أو بنات اإلبن عند التعدد السدس مع بنت الصلب التي ترث النصف،
فيكوف نصابهم الثلثين ،أما إذا كانت مع بنتين فال شيء لها على التفصيل السابق ،وبشرط أال يكوف معها ابن
ابن في درجتها يعصبها.
وىو مانصت عليو المادة 142من المدونة " :أصحاب السدس ... :بنت اإلبن ولو تعددت ،بشرط
كونها مع بنت صلب واحدة ،وأف ال يكوف معها أبن إبن في درجتها".
اإلرث بالتعصيب
ترث بنت اإلبن بالتعصيب ضمن األوجو التالية:
ترث بالتعصيب بالغير ،مع ابن االبن المساوي لها في الدرجة (أخيها أو إبن عمها) ،للذكر مثل حظ
األنثيين.
37
ترث بنت اإلبن ايضا بالتعصيب ،مع ابن اإلبن المساوي لها في الدرجة مع وجود بنت الصلب ،إذ
ترث النصف وترث بنت اإلبن مع ابن اإلبن في درجتها الباقي تعصيبا ،للذكر مثل حظ األنثيين.
ترث بنت اإلبن بالتعصيب مع أخيها المساوي لها في الدرجة ،أو مع إبن إبن أسفل منها في حالة
وجودىا مع بنتي أو بنات الصلب ،ألنها في ىذه الحالة تكوف محجوبة مع تعدد بنات الصلب ،نظرا
53
الستيفائهن الثلثين ،وينقدىا من ىذا الحجب أخوىا أو إبن عمها أو إبن إبن أسفل منها درجة.
ثالثا :ميراث األخت الشقيقة
س لَوُ َولَ ٌد
ك لَْي َ ك قُ ِل اللَّوُ يُػ ْفتِي ُك ْم فِي الْ َك َاللَ ِة إِ ِف ْام ُرٌؤ َىلَ َ
قاؿ تعالى في آخر سورة النساء{ :يَ ْستَػ ْفتُونَ َ
اف ِم َّما تَػ َر َؾ َوإِف
ف ما تَػر َؾ و ُىو ي ِرثُػها إِف لَّم ي ُكن لَّها ولَ ٌد فَِإف َكانَػتَا اثْػنَتَػ ْي ِن فَػلَهما الثُّػلُثَ ِ
َُ َْ َ َ ص ُ َ َ َ َ َ َ ت فَػلَ َها نِ ْ
َولَوُ أُ ْخ ٌ
ٍ ِ ِ ِ َكانُوا إِ ْخوةً رج ًاال ونِساء فَِل َّ ِ
يم}. لذ َك ِر مثْ ُل َحظ ْاألُنثَػيَػ ْي ِن يُػبَػي ُن اللَّوُ لَ ُك ْم أَف تَضلُّوا َواللَّوُ ب ُكل َش ْيء َعل ٌ َ َ َ ًَ
تضمنت اآلية الكريمة حكم ميراث األخت الشقيقة فترث في أخيها الشقيق وأختها الشقيقة النصف
منفردة ،وترث الثلثين بالتعدد ،وترث بالتعصيب مع أخيها أو إخوتها الذكور ،وىناؾ حالة ترث فيو األخت
الشقيقة مع البنت بالتعصيب مع الغير ،وىي واردة بالسنة كما سوؼ نرى ،ولها حالة مع الجد ترث بمقتضى
للذكر مثل حظ األنثيين(األكدرية).54
53
ــ محمد رٌاض ،مرجع سابق.515 ،514 ،
54
ــ نفس المرجع ،ص .515
38
الحالة الثالثة :التعصيب بالغير
ترث الشقيقة الواحدة أو األختاف الشقيقتاف فأكثر ،مع وجود أخ شقيق واحد ،أو إخوة اشقاء
بمقتضى للذكر مثل حظ األنثيين ،شرط عدـ الحجب للجميع ،كاإلبن وإف سفل ،واألب.
الحالة الرابعة :التعصيب مع الغير
إذا وجدت الشقيقة مع بنت أو أكثر ،أو بنت إبن أو أكثر ،وتسمى ىنا عاصبة مع الغير ،ترث ما
يفضل عن ذوي الفروض ،والحجة في ذلك أنها تقدـ على إبن األخ الشقيق أو ألب ،وىي كسائر من يرث في
ىذه الحالة بالتعصيب ،قد اليبقى لها شيء في بعض مسائل اإلرث.
الحالة الخامسة :المقاسمة مع الجد
في ىذه الحالة ترث مع الجد بمقتضى التعصيب للذكر مثل حظ االنثيين ،سواء كانت األخت
الشقيقة ىنا منفردة أو متعددة ،تتم المقاسمة على عدد الرؤوس.
الحالة السادسة :إرث األخت الشقيقة مع الجد (األكدرية)
ىذه الحالة كما تناولناىا في مسائل الجد تعتبر من الحاالت الخاصة ،إذ ال يفرض لألخت الشقيقة أو
ألب مع الجد ،وإنما ترث بمقتضى إما المقاسمة أو الثلث ،إذا كاف ىناؾ أصحاب فروض ،كاف للجد إما
المقاسمة او الثلث ،وإذا كاف ذو فرض معهما كاف للجد إما المقاسمة أو ثلث الباقي أو سدس الكل ،ولكن
في مسألة االكدرية يفرض لها ولو ،ويجمع نصيبهما ،ثم يقتسم بينهما بالتفاضل للذكر مثل حظ األنثيين.
رابعا :ميراث األخت ألب
األخت ألب في ميراثها كاألخت الشقيقة ،وذلك ثابت باإلجماع المبني على القياس من اآلية
ف َما تَػ َر َؾ ،}...إذ األخت ألب كاألخت الشقيقة عند ت فَػلَ َها نِ ْ
ص ُ س لَوُ َولَ ٌد َولَوُ أُ ْخ ٌ الكريمة {:إِ ِف ْام ُرٌؤ َىلَ َ
ك لَْي َ
عدمها ،تنفرد عنها في أنها ترث السدس معها تكملة للثلثين ،قياسا على بنت اإلبن مع البنت.
ونبين بتفصيل ىذه الحاالت:
الحالة األولى :فرض النصف
39
ترث األخت لألب من تركة أخيها أو أختها لألب المتوفى بشروط ،وىي أف ال يكوف معها أخ ألب
فأكثر ،وال أخت ألب فأكثر ،وال جد ،وال أب ،وال أخت شقيقة فأكثر ،وال أخ شقيق فأكثر ،وال إبن وال بنت
فأكثر وال إبن إبن وأكثر وإف سفل ،وال بنت إبن فأكثر وإف سفلت.
الحالة الثانية :فرض الثلثاف
يرثو المتعدد من األخت لألب إثنتاف فما فوؽ ،بشرط عدـ من يعصب ،وعدـ من يحجب كما ذكر في
حالة النصف.
الحالة الثالثة :فرض السدس تكملة للثلثين
ترث األخت لألب واحدة فأكثر في ىذه الحالة (السدس) ،مع وجود األخت الشقيقة ،التي لها
النصف معها تكملة للثلثين ،وىي ىنا كحاؿ بنت اإلبن مع البنت ،وترث السدس مع األخت الشقيقة ،شرط
عدـ من يحجبها كاألخ الشقيق ومن حجبو ،أو من يعصبها كاألخ ألب ،فإذا وجد ورثت معو للذكر مثل حظ
األنثيين.
الحالة الرابعة :التعصيب بالغير
ترث األخت ألب مع األخ ألب بالتعصيب بالغير "للذكر مثل حظ األنثيين ،بشرط عدـ وجود الحاجب
وىو ىنا األخ الشقيق واألخت الشقيقة ومن حجبهم.
الحالة الخامسة :التعصيب مع الغير
ترث األخت ألب مع البنت أو البنات ،أو بنت اإلبن أو بنات اإلبن بالتعصيب مع الغير ،كحاؿ األخت
الشقيقة مع من ذكر ،شرط عدـ وجود األخت الشقيقة ،ألنها أقوى درجة منها ،فلو توفي عن بنت ،وأخت
شقيقة ،وأخت ألب ،لكاف للبنت النصف ،ولألخت الشقيقة النصف اآلخر بالتعصيب ،وال شيء لألخت
لألب ،أما لو مات عن بنت وأخت ألب فهذه األخيرة تعصب النصف اآلخر المتبق عن البنت.
الحالة السادسة :المقاسمة مع الجد
حاؿ األخت لألب مثل حاؿ األخت الشقيقة معو ،واألخت لألب حين تقاسم الجد وترث معو
بالتعصيب ،يتم ذلك شرط عدـ وجود األخت الشقيقة ،وإال حصلت المعادة.
الحالة السابعة :إرث األخت لألب مع الجد (األكدرية) ػ ػ حالة شادة ػ ػ
40
وىي التي تناولناىا فيما يخص إرث األخت الشقيقة
الحالة الثامنة :حالة المعادة مع وجود الجد ػ حالة شادة ػ ػ
الحجب في اللغة 55بمعنى الستر ،والمنع ،وكل ما حاؿ بين شيئين ،ومنو الحاجب ،وىو البواب ألنو
يمنع من الدخوؿ إال بإذف.
أما في االصطالح فهو منع وارث معين من كل الميراث أو بعضو بقريب آخر ،وقد عرفتو المدونة في
مادتها 199بأنو":الحجب منع وارث معين من كل الميراث أو بعضو بقريب آخر".
لذلك فالمدونة تتحدث عن حجب اإلسقاط أو مايسمى بحجب الحرماف ،الذي يمنع فيو المحجوب
من كل الميراث ،وحجب النقل ،أو مايسمى بحجب النقصاف الذي يمنع عنو بعض ىذا الميراث.
حجب النقل ىو نقل وارث بوجود وارث آخر من حصة في اإلرث ،إلى حصة أقل منها غالبا ،وىو ثالثة
أنواع:
55
ــ ابن منظور ،لسان العرب ،حجب.
41
الحالة األولى :حجب النقل من فرض إلى فرض أقل منو
أصحاب ىذا النوع يؤثر عليو في نقلو من فرض إلى فرض أقل ،وجود الفرع الوارث اإلبن والبنت،
وبنت اإلبن ،ألف الولد أقرب وارث إلى الهالك ،وكذلك وجود بنت اإلبن مع بنت الصلب ،واألخت لألب مع
وجود األخت الشقيقة ،ويتعلق األمر بخمس أنواع من الورثة:
األـ :تنتقل من فرض الثلث إلى فرض السدس ،بوجود الفرع الوارث (اإلبن والبنت) وإف سفل،
والمتعدد من اإلخوة ،سواء كانوا أشقاء أو ألب أو ألـ ،وارثين أو محجوبين؛
الزوج :ينتقل من النصف إلى الربع ،بوجود الفرع الوارث؛
الزوجة :تنتقل من الربع إلى الثمن ،بوجود الفرع الوارث؛
بنت اإلبن :تنتقل إف كانت واحدة من النصف إلى السدس تكملة للثلثين ،بوجود بنت الصلب
الواحدة ،ونفس الحكم إف تعددت بنت اإلبن ،فيرثن مع بنت الصلب الواحدة السدس بدؿ الثلثين.
األخت ألب :تنتقل إف كانت واحدة من النصف إلى السدس ،تكملة للثلثين بوجود األخت الشقيقة
الواحدة ،فإف تعددت األخت لألب فيرثن أيضا السدس مع األخت الشقيقة الواحدة بدؿ الثلثين.
الحالة الثانية :حجب النقل من الفرض إلى التعصيب
يندرج تحت ىذا النوع عنصر اإلناث مع من يعصبهن إما بالتعصيب بالغير ،أو مع الغير ،بنقلهن من
الفرض إلى التعصيب من نصيب أكثر إلى نصيب أقل ،كالبنت التي ينقلها اإلبن من النصف منفردة إلى الثلث
مع أخيها ،ويدخل تحت ىذا النوع مايلي:
بنت االصلب أو بنات الصلب مع إبن الصلب أو أبناء الصلب ،بمقتضى للذكر مثل حظ
األنثيين؛
بنت اإلبن أو بنات اإلبن مع إبن إبن الصلب أو أبناء الصلب ،بمقتضى للذكر مثل حظ
األنثيين؛
األخت الشقيقة أو األخوات الشقيقات مع األخ الشقيق أو اإلخوة األشقاء ،بمقتضى للذكر
مثل حظ األنثيين ،شرط االنفراد عن الفرع الوارث الذكر واألب؛
42
األخت لألب أو األخوات لألب مع األخ لألب أو اإلخوة لألب ،بمقتضى للذكر مثل حظ
األنثيين ،شرط عدـ وجود اإلخوة االشقاء الذكور ،وما ذكر في األخت الشقيقة؛
األخت الشقيقة أو ألب ينقلهما الجد من الفرض إلى التعصيب.
الحالة الثالثة :النقل من تعصيب إلى فرض
يتعلق ىذا النوع بعنصرين من الورثة وىم:
األب :ينقلو الفرع الوارث (اإلبن وإبنو) من التعصيب إلى فرض السدس ،وفيو تقديم لجهة البنوة
على جهة األبوة؛
الجد :في حالة عدـ وجود األب ينقلو الفرع الوارث (اإلبن وإبنو) ،من التعصيب إلى فرض السدس
أيضا ،لتقدـ البنوة على الجدودة.56
ثانيا :حجب اإلسقاط
حجب االسقاط ىو الحجب الذي يمنع فيو الوارث وارثا آخر من كل الميراث ،والعمل فيو بالقاعدة
التي تنبني عليها الفرائض(األقرب فاألقرب) ،ألف من يدلي للهالك بوارث ال يرث مع وجوده ،وينبني حجب
اإلسقاط على مبدأ القرب من الهالك ،حسب معايير الجهة والدرجة ،والقوة ،مما سبق تناولو حوؿ التعصيب
بالنفس ،وأصل ذلك قولو صلى اهلل عليو وسلم(( :ألحقوا الفرائض بأىلها ومابقي فألولى رجل ذكر)).
وقد راعى المشرع بعض جهات القرابة ،ورابطة الزواج بالنسبة للزوج والزوجة ،فلم تشمل ىذه الجهات
حجب اإلسقاط ،وإف كاف يسري عليهم حجب النقل.
وىذه الجهات ذكرتها المادة 192من المدونة ،وتخص اإلبن والبنت واألب واألـ والزوج والزوجة ،إال
إذا حاؿ مانع من موانع اإلرث المارة بنا دوف استفادتهم من اإلرث.
أما باقي الورثة فقد يلحقهم حجب اإلسقاط ،ويتعلق األمر بمن ذكرتهم المادة 191من مدونة األسرة
ب:
إبن اإلبن يحجبو اإلبن خاصة ،والقريب من ذكور الحفدة يحجبهم البعيد منهم؛
بنت اإلبن يحجبها اإلبن فوقها مطلقا ،اي سواء كاف معها إبن إبن أو لم يكن ،كماتحجبها
56
ــ محمد رٌاض ،مرجع سابق ،ص .521
43
بنتاف فمافوؽ ،إال إذا كاف معها إبن إبن في درجتها أو أسفل منها فيعصبها.
الجد يحجبو األب خاصة ،والجد القريب يحجب الجد البعيد؛
األخ الشقيق والشقيقة يحجبهما اإلبن وإبن اإلبن واألب؛
األخ ألب واألخت ألب يحجبهما الشقيق ومن حجبو ،وال تحجبهما الشقيقة؛
إبن األخ الشقيق يحجبو الجد واألخ لألب ومن حجبو؛
أبن األخ لألب يحجبو إبن األخ الشقيق ومن حجبو؛
العم الشقيق يحجبو إبن األخ لألب ومن حجبو؛
العم ألب يحجبو العم الشقيق ومن حجبو؛
إبن العم الشقيق يحجبو العم لألب ومن حجبو؛
إبن العم لألب يحجبو إبن العم الشقيق ومن حجبو؛
األخ لألـ واألخت لألـ يحجبهما اإلبن ،والبنت وإبن اإلبن وبنت اإلبن وإف سفلن واألب
والجد ،وإف عال؛
الجدة ألـ تحجبها األـ خاصة؛
الجدة لألب يحجبها األب واألـ؛
القربى من جهة األـ تحجب البعدى من جهة األب.
الفقرة الثانية :العوؿ
العوؿ في اللغة بمعنى الميل إلى الجور ،كما في قواه تعالىَٰ {:ذَلِ َ
ك أَ ْدنَ َٰى أ ََّال تَػ ُعولُوا}.58 57
وفي اإلصطالح العوؿ ىو الزيادة في عدد األسهم على األصل المرتب للنقصاف في نسب الحظوظ،
وىو يقع حينما يتزاحم أرباب الفروض على الفرائض ،حيث تزيد االسهم على أصل الفريضة ((المسألة
59
العائلة)).
57
ــ إبن منظور ،المرجع السابق(( ،عول)).
58
ــ سورة النساء اآلٌة 1
59
ــ وقع العول فً خالفة عمر بن الخطاب ،فً أول فرٌضة عالت فً اإلسالم ،بعد أن توفٌت إمرأة عن زوج وأختٌن للزوج النصؾ لعدم الفرع
الوارث ،ولألختٌن الثلثان للتعدد وعدم الحاجب والعاصب ،قال عمر إن بدأت بالزوج ضٌعت األختٌن ،وإن بدأت باألختٌن ضٌعت الزوج ،فأشٌروا
44
وبذلك فالمسألة العائلة ىي التي يكوف فيها مجموع أنصبة الورثة أكبر من أصلها ،وىو ماال يمكن
تصوره في مسألة فيها تعصيب ،ومثاؿ ذلك أف تموت زوجة عن زوجها وأختها الشقيقة وجدتها ،فيكوف للزوج
النصف ،ولألخت النصف ،وللجدة السدس ،أصل المسألة من ستة للزوج نصفها ثالثة ،ولألخت نصفها أيضا
ثالثة ،وللجدة سدسها واحد ،فيكوف مجموع األنصبة ىو سبعة ،وىي أكبر من ستة ،فالمسألة ىنا عائلة،
وتعوؿ إلى سبعة.
وقد ثبت باالستقراء أف المسائل التي يلحقها العوؿ ثالثة ،مقامها من ( ،)6أو ( ،)32أو ()24؛
ػ والمسائل التي تعوؿ أصلها من ستة ( )6تعوؿ إلى ( )2و( )1و()9و( ،)33وىو أقصى ماتعوؿ إليو؛
ػ والتي أصلها من ( )32تعوؿ إلى ()31و()39و ( ،)32وىو أقصى ماتعوؿ إليو؛
ػ والتي أصلها من ( )24تعوؿ مرة واحدة إلى (.)22
الفقرة الثالثة :الرد
تعريف الرد:
الرد في اللغة الرجوع والصرؼ ،60وفي االصطالح صرؼ الزائد عن الفروض إلى أصحاب الفروض
بنسب فروضهم ،فالرد جانب إيجابي يلحق الورثة خالؼ العوؿ ،والرد كالعوؿ لم يرد فيو نص في القرآف أوفي
السنة ،وإنما كاف محل إجتهاد من الصحابة،61وىو ال يتحقق إال وفق شروط:
أف يكوف ىناؾ ذو فرض؛
أف يكوف ىناؾ فاضل عن ذوي الفروض؛
أف ال يكوف ىناؾ عاصب يأخد ىذا الفضل.
علً ،فأشار العباس بن عبد المطلب بالعول من ستة إلى سبعة ،للزوج ثالثة ولألختٌن أربعة ،وقال :أرأٌت لو مات رجل وترك ستة دراهم ،ولرجل
علٌه ثالثة ،وآلخر أربعة ،ألٌس ٌجعل المال سبعة أجزاء ،فأخد به عمر وقال :وهللا ما أدري أٌمكم قدم هللا وأٌكم أخر ،فال أجد ما أوسع من أن أقسم
علٌكم هذا المال بالحصص ،فأدخل على كل ذي سهم مادخل علٌه من عول.
واالصل الذي بنً علٌه العول هنا كما جاء فً كالم سٌدنا العباس بن عبد المطلب عم النبً صلى هللا علٌه وسلم ،وسٌدنا عمر رضً هللا
عنهما هو ا القٌاس ،حٌث قٌس ضٌق اصل الفرٌضة عن السهام ،على حال من أحاط الدٌن بماله ،إذ تقسم دٌونه قسمة ؼرماء على قدر نسبة دٌونهم.
ــ أشار إلى ذلك عبد الرحمان بلعكٌد ،مرجع سابق ،ص .215
60
ــ إبن منظور ،مرجع سابق((،ردد))
61
ــ كان خالؾ بٌن الصحابة حول مسألة الرد ،فذهب زٌد بن ثابت ألى القول بعدم الرد لعدم وجود النص ،فً حٌن ذهب علً بن أبً طالب إلى القول
به ،واستثنى منه الزوجتٌن ،وهو الرأي الذي أخد به أبو حنٌفة وأحمد بن حنبل ،وذهب عبد هللا بن مسعود إلى القول بالرد كذلك ،لكن مع تمدٌد االستثناء
لٌشمل لٌس الزوجٌن فقط ،بل أصحاب الفروض الضعٌفة ،كبنت اإلبن واألخت لألب فً السدس تكملة للثلثٌن والجدات واإلخوة ألم.
ـــ أشلر إلى ذلك ،محمد رٌاض ،مرجع سابق ،ص.531 :
45
مثالها :أف يموت زوج عن زوجة وأـ وبنت ،للزوجة الثمن ،ولألـ السدس ،وللبنت النصف ،أصلها من
أربعة وعشرين ،للزوجة ثمنها ثالثة ،ولألـ سدسها أربعة ،وللبنت نصفها إثناعشر ،فإذا جمعنا األنصبة
وجدناىا تسعة عشر ،وبذلك فهناؾ فاضل وىو خمسة ،فهذه مسألة ناقصة ،لتوافرىا على الشروط
السابقة ،ترد على ذوي الفروض.
طريقة إجراء الرد
إلجراء الرد في المسائل الناقصة طريقتاف:
األولى تقضي باستخراج أصل المسألة،حيث تعرؼ الفروض المقدرة ،والباقي تعاد قسمتو على
الورثة حسب نسب فروضهن ،وعيب ىذه الطريقة االستغراؽ والتركيب.
الثانية :تقضي بجعل مجموع نسب الفروض أصال للمسألة مباشرة ،فهذه الطريقة تمتاز
بالسهولة واإلختصار(وىي المسألة التي سنستعملها في دراستنا).
62
ــ محمد رٌاض ،مرجع سابق ،ص .553
46
وأحكاـ الوصية ىي نفسها الجارية على التنزيل ،ويبقى الفرؽ في التحديد والمقدار واالستخراج ،ألف
الوصية معلومة المقدار ،وتستخرج قبل الميراث ،أما التنزيل فيستخرج مع الميراث ،وبالتالي يكوف مجهوؿ
المقدار ،قبل تصفية التركة وتوزيعها بين الورثة.
وسنتناوؿ باختصار أحكاـ الوصية والتنزيل.
أحكاـ الوصية
الوصية في اللغة بمعنى وصى ،وىو أصل يدؿ على وصل شيء بشيء ،وسميت كذلك ،ألف الميت
يصل بها ما كاف في حياتو بعد مماتو ،وفي االصطالح الفقهي عرفها إبن عرفة بقولو" :عقد يوجب حقا في
63
ثلث عاقده يوـ موتو ،أو نيابة عنو بعده"
أما مدونة األسرة ،فعرفتها في المادة 222بأنها ":عقد يوجب حقا في ثلث عاقده بموتو ،أو نيابة عنو
بعده".
وقد ثار خالؼ حوؿ الوصية ،بين من اعتبرىا عقدا ومن اعتبرىا تصرؼ بإرادة واحدة ،ويرجع أصل
الخالؼ إلى مدى االعتبار في ركني اإليجاب والقبوؿ ،ىل يتطلب األمر اإليجاب والقبوؿ معا ،أـ مجرد
اإليجاب ،على اعتبار أف الوصية تنشأ بداية بمجرد اإليجاب ،والقبوؿ ليس بشرط إال بعد الوفاة ،والموصي
64
يبقى مالكا لحق الرجوع في وصيتو ماداـ حيا.
ومدونة األسرة أخدت بمذىب اإلماـ مالك واعتبرتها عقدا ،عند تعريفها في المادة 222جاء فيها:
"الوصية عقد يوجب حقا في ثلث ماؿ عاقده يلزـ بموتو" ،رغم أنها نصت في المادة 214على أف الوصية
تنعقد بإيجاب من جانب واحد وىو الموصي.
أركاف الوصية :أركاف الوصية أربعة الموصي والموصى لو والصيغة والموصى بو
الموصي :
63
ـ توضٌح األحكام على تحفة الحكام ،ج ،1ص.41
64
ــ هذا الخالالؾ ثالار عنالد المالذاهب الفقهٌالة ،فالحنفٌالة جعلالوا للوصالٌة ركنالا واحالدا هالو اإلٌجالاب ،وأن القبالول هالو شالرط إلفالادة الملالك ،والشالافعٌة
اعتبروها من أعمال التبرع ،فً حٌن اعتبرها المالكٌة عقد ،مع أنها ال تتوقؾ فً نشأتها سوى على إرادة واحدة هً إرادة الموصً.
47
نصت امادة 229من مدونة األسرة على مايلي" :يشترط في الموصي أف يكوف راشدا.تصح الوصية
65
من المجنوف حاؿ إفاقتو ومن السفيو والمعتوه"
إذف يشترط في الموصي شرطين وىما الرشد 66والعقل ،في حين أف شرط اإلسالـ غير وارد ،بحيث
تصح الوصية من المسلم لغير المسلم والعكس صحيح ،ووصية األجنبي تخضع لقانونو الوطني.
الموصى لو:
يشترط في الموصى لو :
أف ال يكوف وارثا :الوصية ال تجوز لوارث وقت وفاة الموصي ،إال إذا أجازىا الورثة الرشداء ،كال أو
بعضا في حق جميع الموصى لهم أو البعض منهم.
اف يكوف موجودا أو منتظر الوجود :ووجودية الموصى لو تنصرؼ إلى االشخاص الطبيعيين
واالعتباريين(المساجد والزوايا واألضرحة) ،وإلى جهات البر واإلحساف (الخيريات والمستشفيات ،)...وال
يشترط أف يكوف الموصى لو بالغا أو عاقال أو مسلما .كما ينصرؼ الوجود الحكمي لمن سيولد عند تحقق
حياتو باالستهالؿ ،وإذا مات بعد الوالدة ،استحق ورثتو مقدار الوصية ،كما يعتبر موجودا حكما ،الوصية
للمفقود إذا ظهر بعد ذلك ،أو وصية لبناء مسجد أو مؤسسة خيرية ينتظر وجودىا.67
أال يكوف قاتال عمدا للموصي :وىو الشرط الثالث الذي نصت عليو كذلك المادة 211من
مدونة األسرة ،الشتراط استحقاؽ الوصية من طرؼ الموصى لو ،والقتل المقصود ىو القتل العمد بنية إزىاؽ
الروح ظلما وعدوانا ،سواء كاف مسبوقا بسبق اإلصرار والترصد أـ ال ،أما القتل الخطأ فال يسقط الوصية.
الموصى بو:
إشترطت مدوة األسرة مجموعة من الشروط الالزـ تحققها في الموصى بو ،منها:
أف يكوف الموصى بو قابل للتملك :نصت مدونة االسرة في المادة 292على مايلي" :يجب
في الموصى بو أف يكوف قابال للتملك في نفسو".
65
ـ المدونة السابقة اكتفت فً الموصً بأن ٌكون فً سن التمٌٌز دون سن الرشد ،انسجاما فً ذلك مع التوجه الذي ٌعتبر الوصٌة من التصالرفات النافعالة
للموصً نفعا محضا ،ألنها سبٌل لألجر والثواب ،وال ضرر منها ألنها لما بعد الوفاة.
66
ـ األهلٌة تكمل ببلوغ 54سنة شمسٌة كاملة ،حسب المادة 215من مدونالة األسالرة ،فكالل مالن بلالػ هالذا السالن ،ولالم ٌثبالت سالبب مالن أسالباب نقصالان أهلٌتاله
أوانعدامهاٌ ،كون كامل األهلٌة لمباشرة حقوقه وتحمل إلتزاماته.
67
ـ جاء فً المادة 151من المدونة " :تصح الوصٌة لجهة معٌنة من جهات البر ٌنتظر وجودها ،فإن تعذر وجودها صرفت الوصٌة إلى
األقرب مجانس لتلك الجهة".
48
بمعنى أنو يجب أف يكوف شيئا موجودا مثل العقارات أو المنقوالت ،أو أف يكوف قابال للوجود ،ماداـ
أف محل االلتزاـ في إطار الفصل 63من ؽ ؿ ع ،تجيز أف يكوف المحل موجود أو قابل للوجود مستقبال
(الوصية مثال في مبنى في طور اإلنجاز) ،بمعنى أف يكوف محقق الوقوع مستقبال ،ومع ذلك اليجوز التنازؿ
عن تركة إنساف وىو قيد الحياة.
أف يكوف الموصى بو مشروعا :حيث اشترطت المادة 221مايلي" :يشترط في صحة عقد
الوصية خلوه من التناقض والتخليط مع سالمتو مما منع شرعا".
فال يجوز مثال الوصية في األمالؾ العامة والحبسية ،ألنها تدخل في غير المتملك للموصي والتصرؼ
بماؿ الغير باطل وعدـ ،أو الوصية بكمية من الخمور ،فهي تدخل في المحل غير المشروع.
أف يكوف الماؿ الموصى بو ماال مقوما((العين والمنفعة)) :نصت المادة 294ـ س على أنو:
"يصح أف يكوف الموصى بو عينا ،ويصح أف يكوف منفعة لمدة محددة أو ِمؤبدة ،ويتحمل المنتفع نفقات
الصيانة".
تشتمل عناصر الملكية على التصرؼ أو الرقبة ػ االستعماؿ ػ االستغالؿ ،والوصية قد تشتمل كامل ىذه
العناصر ،فمثال يمكن للموصي أف يوصي بنقل الملكية للموصى لو ،ليتمكن من التصرؼ فيها في جميع أنواع
االستغالؿ والتصرؼ ،بعد وفاتو ،كما يمكن أف يوصي لو باالستغالؿ فقط( ،االنتفاع) ،بحيث يملك حق
االنتفاع بواسطتو أو بواسطة الغير ،دوف حق التصرؼ ،والمنفعة قد تكوف مؤبدة وتنعت بالحبس ،وقد تكوف
مؤقتة (العمرى) ،المحددة بعمر الموصى لو أو بمدة محددة ،ثم تعود المنفعة لورثة الموصي.
أف يكوف الموصى بو غير زائد على الثلث :بحيث يجب أف يحدد مقدار الوصية في الثلث،
بعد إخراج الحقوؽ المتعلقة بالتركة قبل الوصية كما تناولنا سلفا ،لكن يمكن للورثة الراشدوف إجازة الوصية
68
للوارث كما لهم أف يجيزوا مقدار يتجاوز الثلث بعد موتو ،أو في مرض الموت.
إثبات الوصية:
الوصية تعتبر تصرؼ شكلي ،فهي ال تصح إال بإشهاد عدلين أو إشهاد حجة رسمية مكلفة بالتوثيق،
وفي حالة ما إذا انصبت على غير نقل ملكية العقارات69يحررىا الموصي بخط يده مع إمضاءه ،حسب
68
ــ محمد رٌاض ،مرجع سابق ،ص155 ،
69
ـ المادة 1من مدونة الحقوق العٌنٌة تنص على ماٌلًٌ" :جب أن تحررـ تحت طائلة البطالن ــ جمٌع التصرفات المتعلقة بنقل الملكٌة أو بإنشاء
الحقوق العٌنٌة األخرى أو نقلها أو تعدٌلها أو إسقاطها بموجب محر رسمً ،أو بمحرر ثابت التارٌخ ٌتم تحرٌره من طرؾ محام مقبول لدى محكمة
النقض ما لم ٌنص القانون على خالؾ ذلك"....
49
ماتنص عليو المادة 296من مدونة األسرة ،على أنو في ىذه الحالة األخيرة يتعين حسب مقتضيات المادة
292من نفس المدونة ،أف يصرح الموصي في الوصية بما يفيد اإلذف بتنفيدىا.
غير أنو إذا حالت الضرورة الملحة دوف اإلشهاد عليها ،أو كتابتها بخط الموصي ،أمكن إثباتها عن
طريق االستماع إلى الشهود الذين حضروا الوصية ،ولو لم يكونوا عدوؿ منتصبين لإلشهاد ،إال إذا تبين
للقاضي بناء على السلطة التقديرية في تقييم شهادة الشهود ،أف شهادتهم مشكوؾ فيها ،فيمتنع عن اإلذف
بتوثيقها.
إبطاؿ الوصية:
حسب مقتضيات المادة 134تبطل الوصية بمايلي:
ػ ػ بموت الموصى لو قبل الموصي سواء كاف الموت حقيقي أو حكمي؛
ػ بهالؾ الموصى بو المعين قبل وفاة الموصي ،إذا كاف الهالؾ كليا تنقضي الوصية ،وإذا كاف جزئيا
تنقضي في الجزء الذي اعتراه الهالؾ؛
ػ برجوع الموصي عن الوصية ،حتى ولو التزـ بعدـ الرجوع ،وسواء كاف في صحتو أو مرضو؛
ػ برد الموصى لو الراشد الوصية بعد وفاة الموصي.
والظاىر من مقتضيات ىذه المادة أف الوصية تبطل بمقتضيات واردة على سبيل الحصر ،ال على سبيل
70
المثاؿ.
ثانيا :التنزيل
تعريف التنزيل:
عرفت مدونة األسرة في المادة 139التنزيل كما يلي" :التنزيل إلحاؽ شخص غير وارث بوارث وإنزالو
في منزلتو".71
70
ــ محمد رٌاص ،مرجع سابق،ص .112
71
ــ كما تنص المادة 152على ماٌلًٌ " :نعقد التنزٌل بما تنعقد به الوصٌة مثل قول المنزل ـ ـكسراـ فالن وارث مع ولدي أو مع أوالدي أو ألحقوه
بمٌراثً أو ورثوه فً مالً أو ٌكون له ولد إبن أو ولد بنت فٌقول ورثوه مع أوالدي ،وهو كالوصٌة تطبق علٌه أحكامها ما عدا التفاضل".
50
فالتنزيل ىو إنزاؿ شخص منزلة الوارث ،كإنزالو منزلة اإلبن أو البنت أو األخ أو األخت ،أو يكوف لو
والمنزؿ ال يلحق بنسب المنزؿ لعدـ توافر شروط االستلحاؽ ،وإنما
إبن إبن قد مات فيقوؿ ورثوه مكاف أخيوَّ .
يريد إنزالو منزلة الولد في اإلرث فقط ،فهو صورة من صور الوصية ،ويأخد أحكامها (المادة 136المشار
اليها في الهامش) ،سواء في األركاف أو الرجوع أو اإلثبات ،72فقد يقصد المنزؿ الوصية صراحة ،كما قد
يقصد التنزيل التاـ منزلة الولد ،ويختلفاف فقط في التفاضل ،فإذا كاف الموصى لهم متعددوف وفيهم ذكور
المنزؿ
وإناث ،ولم يبين الموصي كيفية التوزيع ،قسم عليهم بالتساوي ،للذكر مثل حظ األنثى ،أما إذا كاف َّ
متعدد ،وفيهم ذكور وإناث ،ولم يبين الموصي(المنزؿ) كيفية القسمة بينهم ،تتم القسمة للذكر مثل حظ
األنثيين ،مثل الميراث.
والتنزيل ال يدخل فيو إال من كاف موجودا يوـ وفاة المنزؿ ،دوف من يولدوف بعد وفاتو ،فإذا نزؿ الهالك
أوالد إبنو مكاف والدىم ،فال يدخل ضمنهم من ولد بعد وفاتو.كما ال يشترط وجود الولد الذي نزؿ منزلتو يوـ
وفاة المنزؿ ،فيصح التنزيل ممن نزؿ منزلة ولد غير موجود ،أو مات قبل وفاة المنزؿ.
أنواع التنزيل:
التنزيل مجهوؿ المقدار قبل توزيع المتروؾ ،ػ ػ خالؼ الوصية في الغالب ػ ػ ،فهو يتنوع باختالؼ العبارة
أو صيغة التنزيل بين:
ػ ػ التنزيل بالتسوية :نصت عليو المادة 132من المدونة ،وىي الحالة التي يسوي فيها بين الملحق
والملحق بو ،كأف يقوؿ فالف أوفالنة في منزلة إبني أو بنتي ،يرث مثلما يرث ،وطريقة عمل المسألة في ىذه
الحالة ،ىو تصحيح المسألة بدوف منزؿ ،ثم نزيد عليهم المنزؿ ،ونعطيو مثل ميراث الذي نزؿ منزلتو ،سواء
كاف في المسألة أصحاب فرض أـ لم يكونوا ،وتحسب المسألة بطريقة العوؿ ،فيلحق الضرر بالجميع.
ػ التنزيل بعدـ التسوية :نصت عليو المادة 132من مدونة األسرة ،وتعني ىذه الحالة أف المنزؿ لم يسو
صراحة بين الملحق والملحق بو ،كأف يقوؿ فالف أو فالنة وارث مع ولدي أو أوالدي ،أو ألحقوه بميراثي،
المنزؿ الذكر كواحد من ذكورىم واألنثى كواحدة من إناثهم ،ويقدر
فحين ينعدـ من يرث بالفرض ينزؿ فيها َّ
زائدا ،فإذا كاف البنوف إثناف أصبحوا ثالثة ىو ثالثهم ،أما إذا كاف في المسألة صاحب فرض ،نعالج المسألة
المنزؿ ،ليعلم ماينوبو مع الورثة ،ثم نعيد معالجتها لكن بدوف المنزؿ ،مع جعل ماناب ىذا األخير مع
بإدخاؿ َّ
الورثة في المعالجة األولى وصية لو ،ونصحح الفريضة بوصيتها.
72
ــ محمد رٌاض ،مرجع سابق ،ص .211
51
ثالثا:الوصية الواجبة:
الوصية الواجبة ىي وصية ال ميراث ،ثابتة لألحفاد ػ ذكورا أو إناثا ػ في تركة جدىم أوجدتهم بتحقق
شروط معينة ،حيث جاء في المادة 169من مدونة االسرة مايلي" :من توفي ولو أوالد إبن أو أوالد بنت
ومات ذلك اإلبن أو البنت قبلو أو معو وجب ألحفاده ىؤالء في ثلث تركتو وصية ال بالمقدار والشروط
اآلتية".
والمشرع المغربي استمر بعدـ توريث ذوي األرحاـ ،وىو المشهور في المذىب المالكي ،وبعدـ توريث
األحفاد الذين يتوفى والدىم فبل جدىم إذا كاف معهم أعماـ ،إلى حين صدور مدونة األحواؿ الشخصية سنة
،3992الذي أوجب استفادة أوالد اإلبن دوف أوالد البنت من حصة والدىم في اإلرث وصية واجبة ،ثم
عملت مدونة األسرة على توسيع دائرة االستفادة من الوصية الواجبة لفائدة أوالد البنت كذلك ،فأصبح
المستفيدوف من الوصية الواجبة أوالد اإلبن وأوالد إبن اإلبن ذكورا وإناثا ،وأوالد البنت ،يحجب كل أصل
فرعو في اإلرث ،فأوالد اإلبن يحجبوف أوالد إبن اإلبن مثال.
52
53
54