You are on page 1of 48

‫جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‬

‫معهد العلوم اإلسالمية و العربية يف إندونسيا‬

‫كلية الشريعة‬

‫من أحكام الزكاة يف الفقه اإلسالمي‬

‫حبث مقدم يف مادة احلديث‬

‫إعداد‪:‬‬

‫لطفي حممد الفاتح‬

‫طالب املستوى الرابع من قسم الشريعة‬

‫حتت إشراف‪:‬‬

‫فضيلة الشيخ الدكتور حممد حممود سليمان العجوز – حفظه هللا –‬

‫‪ 1444‬ه‬

‫‪1‬‬
‫املقدمة‬

‫احلمد هلل على إحسانه و الشكر على توفيقه و امتنانه و صلوات هللا و سالمه على خري خلقه‬
‫حممد ابن عبد هللا و على آله و صحبه و من سار على هنجه و اقتدى هبديه إىل يوم ال ريب فيه‪.‬‬

‫فال خيفى على كل قارئ أن الزكاة هلا أمهية و مكانة رفيعة يف اإلسالم ‪ ،‬و من املهم لكل مسلم‬
‫معرفة ما يتعلق ابلزكاة بقدر ما ميكن أداء الزكاة مبعرفتها ‪ ،‬ألن العمل ال بد ابلعلم‪ .‬و أما ابلنسبة لطالب‬
‫العلم الشرعي فإن األمهية صارت أكثر و أعظم ‪ ،‬و قد يكون الطالب ال تسبق له دراسة أحكام الزكاة‬
‫إال شيئا يسريا منها ‪ ،‬فشعر أبنه غري مستعد لدراسة األحاديث املتعلقة أبحكام الزكاة ‪ ،‬و لذلك فإن من‬
‫مقاصد هذا البحث تيسري بعض املواد املتعلقة أبحكام الزكاة حىت يكون عند القارئ و الباحث نفسه زاد‬
‫كاف ليتبحر يف دراسة أحاديث الزكاة إن شاء هللا‪.‬‬

‫أمهية البحث‬

‫‪ .1‬كون الزكاة ركنا من أركان اإلسالم‪.‬‬


‫‪ .2‬كون الزكاة واجبة على كل مسلم‪.‬‬
‫‪ .3‬حاجة طالب العلم الشرعي إىل معرفة أحكام الزكاة إمجاال قبل التبحر يف أحاديث الزكاة‪.‬‬

‫أهداف البحث‬

‫‪ .1‬اختصار مواد الزكاة لطالب العلم الشرعي‪.‬‬


‫‪ .2‬تنبيه القارئ بذكر بعض األحكام املتفقة لدى الفقهاء ألن خمالفتها ليس هبني‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .3‬تزويد القارئ سرد أقوال الفقهاء دون اإلطالفة يف ذكر اخلالف‪.‬‬
‫‪ .4‬إعطاء ملكة فقهية للقارئ بذكر األحكام مع األدلة غالبا و كيفية استنباط العلماء منها‪.‬‬
‫‪ .5‬عدم التعرض للرتجيح لعم مناسبته للمقام‪.‬‬

‫خطة البحث‬

‫و قد قسم البحث إىل اببني و حتت كلتا البابني فصول و مباحث و مطالب‪ .‬و التقسيم موافق‬
‫متام للتقسيم الذي وضعه الدوكتور إال أنين زدت حتت عدة فصول مباحث و مطالب‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الشكر و التقدير‬
‫مث أما بعد فإننا كطالب علم ال بد أن جنتهد يف دراستنا و نكثر من التمارين و املمارسة‪ ،‬و‬
‫املهارة يف كتابة البحث ال حيصل عليها طالب علم إال بعد كثرة املمارسة ‪ ،‬فيسرىن تكليف مدرسي‬
‫احملبوب املبجل فضيلة الشيخ الدكتور فضيلة الشيخ الدكتور حممد حممود سليمان العجوز – حفظه هللا‬
‫– بكتابة هذا البحث ؛ألين أدرك حسن نيته و قصده و هي أن يتعود الطالب على كتابة البحث ألهنا‬
‫شيء ال يستغىن عنها طالب علم‪.‬‬

‫و أخريا أود أن أشكر شيخيا املبجل احملبوب على أن يتفضل بتوجيهنا و تعليمنا مع كل الصرب و‬
‫الثبات ‪ ،‬و ال شك أن األستاذ سيجد منا تقصريا يف األدب و يف احلرص ‪ ،‬كما أنه سيجد أخطاء يف‬
‫حبثنا هذا ‪ ،‬و نرجو من فضيلتكم التوجيح و التصحيح و الدعاء‪.‬‬

‫فأسأل هللا سبحانه التوفيق يف هذا البحث ‪ ،‬و أن يغفر لنا ذنوبنا و لوالدين و ملشاخينا و لسائر‬
‫املسلمني و املسلمات ‪ ،‬و أسأل هللا أن يعينىن على إخالص النية يف سائر أعماىل فإنه على كل شيء‬
‫قدير‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫التمهيد‬
‫الفصل األول ‪ :‬تعريف الزكاة ‪.‬‬
‫التعريف اللغوي‬
‫الزكاة مصدر من زكى‪ -‬يزكو زكاء و هي تعىن يف اللغة الطهارة و النماء و الربكة و املدح‪ 1 .‬يقال‬
‫زكا الزرع إذا زاد و انم‪ .‬و أما زكى – يزكي فهو فعل إخراج الزكاة ‪ ،‬يقال َزَّكى الرجل إذا أدى زكاته‪.‬‬

‫التعريف االصطالحي‬
‫و أما يف الشرع فقد عرفه فقهاء كثر ‪ ،‬منها تعريف ابن قاسم الغزي الشافعي ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫(( اسم ملال خمصوص‪ ،‬يؤخذ من مال خمصوص‪ ،‬على وجه خمصوص‪ ،‬يصرف لطائفة خمصوصة‪")).‬‬

‫و يالحظ أبن التعريف مقتصر على األموال املخرجة فقط مع أن الزكاة تطلق أيضا على فعل الزكاة كما‬
‫قال به الزخمشري‪.‬‬

‫و أمشل من هذا التعريف تعريف شيخ يوسف القرضاوي ‪ ،‬فقد عرفه أبنه ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫"احلصة املقدرة من املال اليت فرضها هللا للمستحقني ‪ ،‬كما تطلق على نفس إخراج هذه احلصة‪".‬‬

‫و أما سبب تسمية الزكاة هبذا االسم ‪ ،‬فألن املزكي تَطهر نفسه و أمواله بعد إخراجها ‪ ،‬ألن حق‬
‫املستحقني تعترب كاألدانس ابملنسبة للمزكي إذا أبقاها و مل خيرجها‪.‬‬

‫‪ 1‬ينظر ‪ ( :‬لسان العرب ‪) 35٨ / 14‬‬


‫‪ 2‬ينظر ‪( :‬فتح القريب اجمليب ‪) 119 / 1‬‬
‫‪ 3‬ينظر ‪( :‬فقه الزكاة ‪) 37 -3٨ / 1‬‬
‫‪5‬‬
‫الباب األول ‪ :‬املقدمات يف الزكاة اليت ال يسع الطالب جهلها‬
‫الفصل الثاين ‪ :‬حكم الزكاة‪.‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬حكم إخراجه‬
‫و أما حكم إخراجها فواجب ابإلمجاع‪ 4‬إذا توفرت شروط الوجوب ‪ ،‬و األدلة عليها كثرية ال‬
‫حتصى‪ ،‬و سيأيت بعضها موضعها إن شاء هللا‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬حكم مانعيها‬


‫الزكاة ركن من أركان اإلسالم و و هذا يدل على علو منزلته يف اإلسالم ‪ ،‬و هلا دور عظيم يف‬
‫األمة ‪ ،‬و لذلك أوعد هللا تعاىل على من امتنع عن الزكاة عقااب يف اآلخرة ‪ ،‬سواء تركه كسوال أم جاحدا‬
‫يقول هللا تعاىل‬
‫ِ ۡ ُ‬ ‫ذ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ۡ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ذ‬
‫ابَأ ِِلمَ‪َ٣٤‬‬‫ذ‬
‫ِ ٍ‬‫ع‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫م‬‫ه‬ ‫ّش‬‫ِ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫َ‬‫ِ‬ ‫َ‬
‫ّلل‬ ‫ٱ‬‫َ‬ ‫يل‬ ‫ب‬‫َس‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫اَِف‬‫ه‬ ‫ون‬‫ق‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫َي‬ ‫َل‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ض‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ٱ‬‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫َّل‬‫ٱ‬‫َ‬‫َ‬ ‫ون‬‫ِن‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫َّل‬ ‫﴿‪...‬وَٱ‬
‫﴾ [التوبة‪]34 :‬‬

‫‪5‬‬
‫قال ابن عمر‪ :‬الكنز هو املال الذي ال تؤدى منه الزكاة‪.‬‬
‫و أما من امتنع عن إخراج الزكاة منكرا وجوبه فهو كافر مرتد ابتفاق ‪ ،‬و أما من امتنع لكنه مل‬
‫ينكر وجوهبا فحكمه خمتلف فيه ‪ ،‬و اخلالف حاصل منذ الصدر األول من اإلسالم ‪ ،‬و هلم ثالثة أقوال‬

‫القول األول ‪ :‬كافر مرتد و هو قول أيب بكر و لذلك قاتل مانعي الزكاة يف عصره‪.‬‬

‫‪ 4‬ينظر ‪( :‬هناية احملتاج إىل شرح املنهاج ‪) 43 / 3‬‬


‫‪ 5‬نظر ( تفسري ابن كثري ‪) 139 / 2‬‬
‫‪6‬‬
‫القول الثاين ‪ :‬أنه ال يكفر و ال يرتد ‪ ،‬لكن جيوز لإلمام أخذ الزكاة منه بقساوة و جاز له التعزير‬
‫أيضا‪، 6‬و هذا قول عمر و اجلمهور‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬يكفر مبجرد االمتناع حىت و لو مل جيحد وجوهبا‪.‬‬

‫‪ 6‬ينظر ‪ ( :‬اجملموع شرح مهذب ‪) 331 / 5‬‬


‫‪ 7‬ينظر ‪ ( :‬بداية اجملتهد ‪) 266-265 / 1‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬األدلة على مشروعية الزكاة‬

‫املبحث األول ‪ :‬دليل من القرآن‬

‫األايت اليت تدل على مشروعيتها كثرية جدا ‪ ،‬و قد مساها هللا تعاىل اترة ابلزكاة كما يف قول هللا‬
‫تعاىل ‪:‬‬
‫ذٰ‬ ‫ۡ ُ‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬
‫﴿وأقِيمواََٱلصل ٰوةََوءاتواَٱلزك ٰوةََوَٱركعواََمعَٱلركِعِيَ‪[َ﴾٤٣‬البقرة‪]43 :‬‬

‫و مساها ابلصدقة اترة أخرى كما يف قوهلا تعاىل ‪:‬‬


‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ُ ِ‬ ‫ٗ ُ‬ ‫ُ ۡ‬
‫﴿خذَم ِۡنَأ ۡموٰل ِ ِه ۡمَصدقةَتط ِ ِه ُره ۡمَوتزك ِي ِهمَبِهاَوص ِلَعل ۡي ِه ۡمَۖۡإِنَصل ٰوتكَسك ‪ٞ‬نَل ُه ۡمَۗۡوَٱ َُ‬
‫ّللَ‬
‫يعَعل ٌَ‬
‫ِيم‪[ ﴾َ١٠٣‬التوبة‪]103 :‬‬
‫س ِم ٌ‬

‫و مساها اترة حقا ابلصدقة كما يف قوهلا تعاىل ‪:‬‬

‫ِبَ‬
‫ُ‬
‫َُي ُّ‬ ‫ُۡ ُ ذ‬
‫ۡسف ْۚواَإِن َُهۥََل‬‫َت‬ ‫َل‬ ‫و‬ ‫َ‬‫َ‬
‫ۦ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ِ‬ ‫د‬‫ا‬‫ص‬‫َح‬‫م‬‫و‬‫﴿‪ُُ َ...‬كُواَمِنَثمرَه ِۦََإذاَأ ۡثمرَوءاتُواَح ذق َُهۥَي ۡ‬
‫ِ‬ ‫ۖۡ‬ ‫ِ ِ‬
‫ۡسف ِيَ‪[َ١٤١‬األنعام‪﴾ ]141 :‬‬ ‫ٱل ۡ ُم ۡ‬
‫ِ‬
‫و كل هذه األايت فيها أمر إبخراج الزكاة ‪ ،‬و األمر للوجوب و مل يوجد أي صارف يصرفها عن‬
‫وجوهبا و هللا أعلم‪.‬‬

‫‪٨‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬دليل من السنة‬
‫‪ -‬روى البخاري و مسلم عن عمر قال ‪ :‬مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول ‪ :‬بين‬
‫اإلسالم على مخس ‪ :‬شهادة أن ال إله إال هللا ‪ ،‬وأن حممدا رسول هللا ‪ ،‬وإقام الصالة ‪ ،‬وإيتاء‬
‫‪8‬‬
‫الزكاة ‪ ،‬وحج البيت ‪ ،‬وصوم رمضان‪.‬‬
‫‪ -‬و روى البخاري أنه قال ملعاذ ‪ :‬فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن هللا قد افرتض عليهم صدقة‬
‫تؤخذ من أغنيائهم فرتد على فقرائهم‪ 9.‬و ملسلم حنوه‪.10.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬دليل اإلمجاع‬

‫أمجع العلماء على أن الزكاة واجب ‪ ،‬و هذا اإلمجاع تلقته األمة ابلقبول و ال يعرف أحد من‬
‫العلماء خالف اإلمجاع ‪ ،‬و اإلمجاع نقله غري واحد من العلماء يف كتبهم جيال عن جيل منهم ابن قدامة‬
‫‪12‬‬
‫يف كتبه املغين‪ ، 11‬أو النووي يف شرحه للمهذب‪.‬‬

‫‪ ٨‬أخرجه البخاري (‪ ،)8‬ومسلم (‪.)16‬‬


‫‪ 9‬أخرجه البخاري ( ‪)1395‬‬
‫‪ 10‬و مسلم (‪.)19‬‬
‫‪ 11‬ينظر (املغين ‪.)475 / 2‬‬
‫‪ 12‬ينظر (اجملموع شرح مهذب ‪.)326 / 5‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬احلكمة من مشروعية الزكاة‬
‫شرع أشياء إال و فيها حكمة قد يطلع عليها و قد ال‬
‫الزكاة شريعة هللا تعاىل ‪ ،‬و الشارع ما ّ‬
‫يطلع‪ .‬و الزكاة طبعا هلا حكم كثرية و عظيمة للمزكي و للمستحق ‪ ،‬و قد حاول العلماء منذ قدم‬
‫الزمان مجع حكم الزكاة ‪ ،‬و بعضها منصوص عليها يف القرآن و يف احلديث‪ .‬و نلخص بعض احلكم‬
‫هنا إن شاء هللا بعد تقسيمها إىل ثالثة أقسام‪: .‬‬

‫املبحث األول ‪ :‬ابلنسبة للمزكي‬


‫تطهري النفس من الشح‬ ‫‪-‬‬

‫البخل أو الشح من أمراض النفس ‪ ،‬و الزكاة عالجها‪ ،‬و لذك جند يف القرآن دائما أن‬
‫هللا ميدح من يسلم من البخل و الشح بعد أن حض املؤمنني على اإلنفاق و الصدقة ‪ .‬قال هللا‬
‫تعاىل ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ ُۡۡ‬ ‫ُ َٰٓ‬ ‫ُ ۡ‬
‫﴿‪...‬ومنَيُوقَش ذحَنف ِ‬
‫س َهِۦَفأولئِكَهمَٱلمفل ِحونَ‪[َ٩‬الحشر‪﴾ ]9 :‬‬
‫تطهري للمال‬ ‫‪-‬‬

‫نص هللا تعاىل أن الزكاة مطهرة ‪ ،‬يقول تعاىل ‪:‬‬


‫﴿ ُخ ۡذَم ِۡنَأ ۡموٰلِه ۡمَصدق ٗة َُتط ِه ُر ُه ۡمَوتُز ِك ِيهمَبهاَوص ِلَعل ۡيه ۡمَۖۡإ ذنَصل ٰوتكَسكنَ‪ٞ‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ِيم‪[ ﴾َ١٠٣‬التوبة‪]103 :‬‬ ‫يعَعل ٌَ‬ ‫ل ُه ۡمَۗۡوَٱ َُ‬
‫ّللَس ِم ٌ‬

‫تنمية املال‬ ‫‪-‬‬

‫مال من صدقة‬
‫و قد روي عن عبد الرمحن بن عوف أنه قال ‪ :‬ال يَنقص ٌ‬

‫عالج القلب من حب الدنيا‬ ‫‪-‬‬

‫‪10‬‬
‫كثرة األوال قد تؤدي صاحبها إىل الكرب و حب الدنيا ‪ ،‬فشرعت الزكاة لكسر ذلك‬
‫امليل البالغ و احملبة الكثرية ‪ ،‬و لينتبه صاحب املال أن األموال هلا مالكها احلقيقي‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬ابلنسبة للمستحق‬


‫سد حاجة املستحقني‬ ‫‪-‬‬

‫من املعلوم أن الناس متفاوتون يف األرزاق ‪ ،‬فمنهم الغين ‪ ،‬و منهم الفقر ‪ ،‬و شرعت الزكاة‬
‫لسد حاجة الفقراء و املساكني‪.‬‬

‫دفع احلسد و البغض منهم‬ ‫‪-‬‬

‫من طبيعة البشر أنه إذا أصابه فقر و اآلخرون يف غىن أن يشعر ابحلسد ‪ ،‬فريجو زوال‬
‫تلك الغىن من جرياهنم ‪ ،‬و لذلك شرعت الزكاة‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬ابلنسبة للمجتمع‬


‫‪ -‬تقوية األخوة اإلسالمية‬
‫‪ -‬القضاء على بعض اجلرائم ألن معظم اجلرائم منشأها الفقر‬

‫قرر بعض البحوث احلديثية أن الفقر له عالقة وثيقة مبشاكل اإلجرام يف اجملتمع ‪ ،‬بل عده بعض‬
‫الباحثني من أم املشاكل‪ .‬فإذا كان الزكاة شرعها للقضاء على الفقر فإن الزكاة يف نفس الوقت تقضي‬
‫بعض اجلرائم‪.‬‬

‫‪ -‬تسوية مستوى اإلقتصاد بني املناطق‬

‫ال خيفى أن من املسائل االجتماعية احلالية هو عدم استواء مستوى االقتصاد بني املناطق يف دولة‬
‫واحدة ‪ ،‬فنجد بعض املناطق أهلها أثرايء و أخرى أهلها فقراء ‪ ،‬فبالزكاة ميكن أن يرقى مستوى‬
‫اإلقتصادي يف منطقة ما ‪ ،‬و ذلك بصرف الزكاة إىل أهلها‪ .‬و هللا أعلم‪.‬‬
‫‪11‬‬
12
‫الفصل اخلامس ‪ :‬أنواع األموال اليت أتخذ منها الزكاة‬
‫و من املهم أن نعرف ما هي أنواع األموال اليت أتخذ منها الزكاة ‪ ،‬و ال سيما اليت اتفق الفقهاء على‬
‫وجوهبا ‪ ،‬فنذكر هنا بعض األموال املتفقة على وجوهبا و املختلفة يف وجوهبا ‪:‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬املواشي‬
‫املطلب األول ‪ :‬األدلة على وجوهبا‬
‫ف‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬
‫النب ﷺ والذي نَ ْفسي بيَده ‪ْ -‬أو‪ :‬والذي ال إلَهَ َغ ْريه‪ْ ،‬أو كما َحلَ َ‬ ‫عن أيب ذر الغفاري‪ :‬انْتَ َهْيت إىل ِّّ‬
‫‪ -‬ما ِّمن رجل تَكون له إبِّل‪ ،‬أو ب َقر‪ ،‬أو َغنَم‪ ،‬ال ي ؤِّدي حقَّها‪ّ ،‬إال أِّيت هبا ي ِّ‬
‫يام ِّة‪ْ ،‬‬
‫أعظَ َم ما تَكون‬ ‫وم الق َ‬‫َ ََ‬ ‫َّ َ‬ ‫ٌ ْ ٌَ ْ ٌ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫بني‬
‫حىت ي ْقضى ْ َ‬ ‫ت عليه أوالها‪ّ ،‬‬ ‫ت أ ْخراها رَّد ْ‬ ‫َخفافها‪ ،‬وتَ ْنطَحه بقروهنا‪ ،‬كلَّما َ‬
‫جاز ْ‬ ‫وأ َْمسَنَه تَطَؤه أب ْ‬
‫ِّ ‪13‬‬
‫النّاس‪.‬‬
‫هذا احلديث نص يف إجياب زكاة البقر و الغنم و اإلبل ‪ ،‬و قد نقل ابن منذر اإلمجاع يف‬
‫‪14‬‬
‫ذلك‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أنواع املواشي املتفقة على وجوب زكاهتا‬


‫❖ اإلبل ‪.‬‬
‫❖ البقر ‪.‬‬
‫❖ الغنم‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫❖ خيل للتجارة‪.‬‬

‫‪ 13‬صحيح البخاري ‪1460‬‬


‫‪ 14‬ينظر ‪( :‬اإلمجاع البن منذر ‪) 349 / 1‬‬
‫‪ 15‬ينظر ‪ ( :‬بدائع الصنائع ‪)34 / 2‬‬
‫‪13‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬أنواع املواشي املختلفة فيها وجوب زكاهتا‬
‫‪16‬‬
‫❖ اخليل السائمة للنماء ‪.‬‬
‫❖ بقية املواشي اليت يف معىن اإلبل و البقر و الغنم‪.‬‬

‫‪ 16‬ينظر ‪ ( :‬بدائع الصنائع ‪)34 / 2‬‬


‫‪14‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬النقدين و األمثان‬
‫املطلب األول ‪ :‬األدلة على وجوهبا‬
‫أما القرآن فقوله تعاىل ‪:‬‬
‫ۡ‬ ‫ذ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ ُ ُ‬ ‫ُّ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ٗ ِ ۡ‬ ‫ُ ذ‬ ‫َٰٓ ُّ ذ‬
‫لَ‬ ‫ٰ‬
‫اسََب ِٱلب ِط َِ‬ ‫ٰ‬
‫انَِلأكلونَأمولََٱنل ِ َ‬ ‫ارَِوَٱلرهب َِ‬
‫۞يأيهاَٱَّلِينََءامنواَإِنَكثِرياَمِنَٱۡلحب َ‬
‫ذ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ۡ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ُ ُّ‬
‫ّللَِ‬
‫يلَٱ َ‬ ‫اَِفَسب ِ ِ‬
‫ّللَِۗۡوَٱَّلِينََيك ِِنونََٱَّلهبََوَٱلفِضةََوَلَينفِقونه ِ‬
‫يلَٱَ َ‬
‫ويصدونَعنَسب ِ ِ‬
‫ِ ۡ ُ‬
‫ابَأ ِِلمَ‪[َ٣٤‬التوبة‪]34 :‬‬
‫فبَ ِّش ِ ٍ‬
‫ذ‬ ‫ع‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫م‬‫ه‬

‫أما السنة ففيه حديث ‪:‬‬


‫عن أيب هريرة ‪ -‬﵁ ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬ﷺ‪« -‬ما من صاحب ذهب وال فضة‪ ،‬ال يؤدي حقها إال‬
‫إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من انر‪ ،‬فأمحي عليها يف انر جهنم‪ ،‬فيكوى هبا جبينه وظهره‪،‬‬
‫كلما بردت أعيدت له‪ ،‬يف يوم كان مقداره مخسني ألف سنة‪ ،‬حىت يقضى بني العباد‪ ،‬فريي سبيله‪ ،‬إما‬
‫‪17‬‬
‫إىل اجلنة‪ ،‬وإما إىل النار»‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬أنواع األمثان املتفقة على وجوب الزكاة فيها‬
‫‪18‬‬
‫❖ الدراهم الفضية والداننري الذهبية‪ ،‬وما هو يف حكم حمل منهما من الذهب أو الفضة‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫❖ السبائك من كل من الذهب والفضة‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫❖ األوراق النقدية‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬أنواع األمثان املختلفة فيها وجوب زكاهتا‬
‫❖ األواين من الذهب و الفضة‪.‬‬

‫‪ 17‬أخرجه مسلم ‪5729‬‬


‫‪ 1٨‬ينظر ‪ ( :‬الفقه املنجي ‪)21 / 2‬‬
‫‪ 19‬ينظر ‪ ( :‬الفقه املنجي ‪)21 / 2‬‬
‫‪ 20‬ينظر ‪ ( :‬الفقه املنجي ‪)21 / 2‬‬
‫‪15‬‬
‫❖ أو النقدين اليت ال تستعمل كالثمن كاحللي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬احلبوب و الثمار الزروع‬
‫املطلب األول ‪ :‬األدلة على وجوهبا‬
‫أما القرآن فقوله تعاىل ‪:‬‬
‫ُ ِ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ُۡ ۡ ذ ۡ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َٰٓ ُّ ذ‬
‫تَماَكسبتمَومِماَأخرجناَلكمَمِنَٱۡل ِ َ‬
‫ۡرضَوَلَ‬ ‫ٰ‬
‫يأيهاََٱَّلِينََءامنواَأنفِقواَمِنَطيِب ِ‬
‫ۡ ُ ذ ذ‬ ‫ُۡ ُ‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ُۡ ُ ُ‬ ‫ۡ‬
‫نَي‬
‫ّللَغ ِ َ‬ ‫تي ذم ُمواَٱۡلبِيثََمِنهَتنفِقونَولستمَأَ‍ِب ِ‬
‫خذِيهَِإَِلَأنَتغ ِمضواَفِي ِۚهَِوَٱعلمواََأنَٱ َ‬
‫َح ٌَ‬
‫ِيد‪[َ٢٦٧‬البقرة‪]267 :‬‬

‫قال القرطب ‪ :‬قوله تعاىل ‪ ( :‬ومما أخرجنا لكم من األرض ) يعين النبات واملعادن والركاز ‪ ،‬وهذه أبواب‬
‫‪21‬‬
‫ثالثة تضمنتها هذه اآلية‪.‬‬
‫بن َجبَل حني بَ َعثَهما َرسول هللاِّ ﷺ إىل اليَ َم ِّن ي َعلِّّما ِّن‬ ‫أما السنة ففيه حديث ‪ :‬عن أيب موسى وم ِّ‬
‫عاذ ِّ‬ ‫ْ‬
‫ِّ ‪22‬‬
‫بيب‪ ،‬والتَّمر‪.‬‬‫الز ِّ‬ ‫َّعري‪ ،‬واحلِّ ِّ‬
‫نطة‪ ،‬و َّ‬ ‫الص َدقةَ ّإال من هذه األرب ِّ‬
‫عة‪ :‬الش ِّ‬ ‫اس ْأمَر دينِّهم‪ :‬ال َأتخذوا َّ‬
‫َ‬ ‫النّ َ‬

‫‪23‬‬
‫أما اإلمجاع فقد نقل ابن منذر اإلمجاع يف وجوب زكاة احلنطة ‪ ،‬و الشعري ‪ ،‬و التمر ‪ ،‬و الزبيب‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬أنواع احلبوب و الثمار و الزروع املتفقة على وجوب زكاهتا‬

‫اتفق الفقهاء على وجوب الزكاة يف عدة أشياء مما أخرجته األرض من الثمار و احلبوب الزوع ‪،‬‬
‫منها ‪:‬‬

‫‪ 21‬ينظر ‪ ( :‬تفسري القرطب ‪)321 / 3‬‬


‫‪ ( 22‬أخرجه احلاكم يف املستدرك ‪) 1477‬‬
‫‪( 23‬اإلمجاع البن منذر ‪) 349 / 1‬‬
‫‪17‬‬
‫❖ احلنظة‬
‫❖ الشعري‬
‫❖ التمر‬
‫‪24‬‬
‫❖ الزبيب‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬أنواع اجلبوب و الثمار و الزروع املختلفة يف وجوب زكاهتا‬


‫❖ الذرة و األرز و ما يف معنامها‪.‬‬
‫❖ عموم اخلضروات‪.‬‬

‫‪ 24‬ينظر ‪( :‬فقه الزكاة ‪) 349 / 1‬‬


‫‪1٨‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬عروض التجارة‬
‫و املراد عروض التجارة هي األرابح اليت حصل عليها التاجر من جتارته أاي كان نوع جتارته‪.‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬األدلة على وجوهبا‬
‫ُۡ ۡ‬
‫تَماَكسبتمَ[البقرة‪]267 :‬‬ ‫ٰ‬ ‫ب‬‫ي‬‫ِ‬ ‫ِنَط‬‫م‬‫َ‬ ‫وا‬‫ق‬
‫ُ‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫َأ‬ ‫ا‬‫و‬‫ن‬‫يَٰٓأ ُّيهاََٱ ذَّلِينََءام ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪25‬‬
‫قال اجملاهد يف هذه اآلية‪ :‬اي أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم قال‪ :‬من التجارة‪.‬‬
‫و أما اإلمجاع فقد أمجع األمة على وجوب زكاهتا من عصر الصحابة إىل التابعني و من بعدهم‪،‬‬
‫‪26‬‬
‫و اإلمجاع نقل كثريا جدا يف كتب الفقه ‪ ،‬منه ما نقله ابن منذر يف كتابه ‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬اخلالف على حكم زكاة العروض‪.‬‬


‫مبا أن قد قلنا أبن اإلمجاع منعقد على وجوب زكاة العروض ‪ ،‬لكننا ال ننكر وجود بعض‬
‫املتأخرين الذين أنكرو وجوهبا ‪ ،‬منها متأخرو الظاهرية و بعض اإلمامية‪ ، 27‬لكنه خالف ال يلتف إليه‪.‬‬

‫‪( 25‬تفسري الطربي ‪) 349 / 5‬‬


‫‪ 26‬ينظر ( اإلمجاع البن منذر ‪) 349 / 1‬‬
‫‪ 27‬ينظر ( فقه الزكاة ‪) 323 / 1‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل السادس ‪ :‬املصارف اليت تصرف إليها الزكاة‬

‫لتحقيق مقاصد الشرع يف تشريع الزكاة ال بد أن تصرف أموال الزكاة إىل مستحقيها ‪ ،‬و لذلك‬
‫نص هللا تعاىل أصناف مستحقي الزكاة ابلدقة حىت ال تذهب أموال الزكاة سدى ‪ ،‬و مع دقتها ال يزال‬
‫وقع اخلالف يف بعض مسائل الفروعية كالتحديد حد الفقر و املسكنة أو حتقيق مناط اجلهاد يف سبيل‬
‫هللا ‪ ،‬و لكن ليس قصدان يف هذا املقام التعمق يف مثل تلك املسائل ‪ ،‬فلذا نذكر هنا أصناف الثمانية‬
‫اليت نص عليهم القرآن مع ذكر تعريفهم‪.‬‬

‫األصل فيها قول هللا تعاىل ‪:‬‬

‫ابَ‬
‫لرق َِ‬ ‫ِيَوَٱلۡع ٰ ِمل ِيََعل ۡيهاَوَٱل ۡ َُمؤ ذلفةَِقُلُ ُ‬
‫وب ُه ۡمَوِفَٱ ِ‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ٰ‬
‫س‬ ‫م‬
‫ۡ‬
‫ل‬‫ٱ‬‫َِو‬
‫َ‬ ‫ء‬ ‫ا‬‫ر‬ ‫ق‬ ‫ف‬
‫ذ ٰ ُ ُۡ‬
‫تَل ِل‬
‫﴿إِنماَٱلصدق َ‬
‫ذ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫يلَفريض ٗة ِ‬ ‫نَٱ ذ‬ ‫ّللَِوَٱبۡ‬‫ذ‬ ‫ۡ‬
‫ِيمَحك ‪َٞ‬‬
‫ِيم‪[َ٦٠‬التوبة‪﴾ .]60 :‬‬ ‫ّللَعل ٌ‬ ‫ّللَِۗۡوَٱ َُ‬
‫َمِنَٱ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬‫َ‬ ‫ب‬‫لس‬ ‫َ‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٱ‬‫َ‬ ‫يل‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫َس‬ ‫ِف‬‫و‬ ‫َ‬ ‫ِي‬
‫َ‬ ‫م‬‫ر‬‫ٰ‬
‫وَٱل ِ‬
‫غ‬

‫فيسنتبط من هذه األية مثانية مستحق للزكاة هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬الفقراء‬
‫‪28‬‬
‫هو الفقري الذي ال مال له و ال كسب يكفيه عن حاجته‪.‬‬

‫‪ .2‬املساكني‬
‫‪29‬‬
‫من قدر على مال أو كسب يقع كل منهما موقعا من كفايته وال يكفيه‪.‬‬

‫‪ .3‬العامل على الزكاة‬

‫‪ 2٨‬ينظر ‪( :‬فتح القريب اجمليب ‪) 132 / 1‬‬


‫‪( 29‬فتح القريب اجمليب ‪) 133 / 1‬‬
‫‪20‬‬
‫‪30‬‬
‫من استعمله اإلمام على أخذ الصدقات ودفعها ملستحقيها‪.‬‬

‫‪ .4‬املؤلفة قلوهبم‬
‫‪31‬‬
‫من أسلم ونيته ضعيفة يف اإلسالم فتألف بدفع الزكاة له‪.‬‬

‫‪ .5‬العباد و األمة أو املكاتب‬


‫‪32‬‬
‫و هو املكاتب كتابة صحيحة‪.‬‬

‫‪ .6‬الغارمني‬
‫‪33‬‬
‫من عليه دين للغري و مل يقضه‪.‬‬

‫‪ .7‬اجملاهدين يف سبيل للا‬


‫‪34‬‬
‫الغزاة املتطوعون الذين ليس هلم راتب شهري من احلكومة‬

‫‪ .8‬املسافر الذي انتهى زاده‬

‫من ينشئ سفرا من بلد الزكاة أو يكون جمتازا ببلدها و هو حباجة إىل املعونة و سفره يف غري معصية‬
‫‪35‬‬
‫هللا‪.‬‬

‫‪( 30‬فتح القريب اجمليب ‪) 133 / 1‬‬


‫‪( 31‬فتح القريب اجمليب ‪) 133 / 1‬‬
‫‪( 32‬فتح القريب اجمليب ‪) 133 / 1‬‬
‫‪( 33‬فتح القريب اجمليب ‪) 133 / 1‬‬
‫‪( 34‬فتح القريب اجمليب ‪) 133 / 1‬‬
‫‪( 35‬فتح القريب اجمليب ‪) 133 / 1‬‬
‫‪21‬‬
‫الباب الثاين ‪ :‬ذكر بعض أحكام الزكاة‬
‫شروط وجوب الزكاة العامة‬
‫قبل الشروع يف تفاصيل أحكام الزكاة جدير بنا أن نذكر هنا شروطا عامة لوجوب الزكاة ‪ ،‬و بقي‬
‫ذكر الشروط اخلاصة يف مواضعيها إن شاء هللا ‪:‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ .1‬اإلسالم حلديث معاذ الشهري‪ ، 36‬فال جتب على الكافر‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ .2‬احلرية‪ 38‬لقول الرسول ‪ :‬ليس على املسلم يف عبده و ال فرسه صدقة‬
‫‪40‬‬
‫‪ .3‬ملكية النصاب‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ .4‬مرور حول قمري كامل على ملكية النصاب إال يف الزروع و الركاز‪.‬‬

‫‪( 36‬أخرجه البخاري ‪)1395‬‬


‫‪ 37‬ينظر (الفقه املهجي ‪) 17 / 2‬‬
‫‪ 3٨‬ينظر (فتح القريب اجمليب ‪) 120 / 1‬‬
‫‪( 39‬أخرجه البخاري ‪ ،1464‬ومسلم ‪)982‬‬
‫‪ 40‬ينظر (الفقه املهجي ‪) 17 / 2‬‬
‫‪ 41‬ينظر (الفقه املهجي ‪) 17 / 2‬‬
‫‪22‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬زكاة األنعام‬
‫املبحث األول ‪ :‬أنواع البهيمة اليت أتخذ منها‬
‫و هي يف اإلبل و البقر و الغنم ابتفاق‪ .‬أما اخليل ففيه تفصيل ‪:‬‬
‫أما خيل اجلهاد و احلمل فال زكاة فيهما إمجاعا‪ . 42‬و كذلك املعلوفة ‪ ،‬ألن السوم شرط وجوب‬
‫الزكاة عند اجلمهور‪.‬‬
‫و أما خيل التجارة ففيه زكاة إبمجاع العلماء سوى الظاهرية ‪ ،‬ألن اإلعداد للتجارة دليل على النماء‬
‫و الفضل عن احلاجة ‪ ،‬و النماء علة يلحق هبا اخليل إىل اإلبل و الغنم و البقر‪ 43،‬و ألنه يعد من قبيل‬
‫عروض التجارة‪.‬‬
‫إمنا وقع اخلالف يف قضية خيل السائمة للنماء و النسل ‪ ،‬فذهب اجلمهور إىل أنه ال حتب الزكاة فيها‬
‫و دليلهم كثرية منها ‪:‬‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ليس على املُ ْسل ِم يف َع ْبده وال فَ َرسه َ‬
‫ص َدقَةٌ‪)).‬‬ ‫‪ .1‬عن أيب هريرة ‪َ ((:‬‬
‫‪44‬‬

‫قالو ‪ :‬النفي هنا شامل لكل أنواع الفرس سائمة كانت أم معولفة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ .2‬السنة العملية مل جتئ أبخذ الزكاة من اخليل‪.‬‬
‫و ذهب أبو حنيفة إىل وجوب زكاة اخليل بشرط أن ال تكون اخليول كلها ذكورا ‪ ،‬ألنه ال ميكن‬
‫النماء و النسل بدون اإلانث‪ .‬و استدل أصحاب القول الثاين أبدلة منها ‪:‬‬

‫‪ 42‬ينظر ‪ ( :‬بدائع الصنائع ‪)34 / 2‬‬


‫‪ 43‬ينظر ‪ ( :‬بدائع الصنائع ‪)34 / 2‬‬
‫‪ 44‬أخرجه البخاري (‪ ،)1464‬ومسلم (‪)982‬‬
‫‪ ( 45‬فقه الزكاة ‪)223 / 1‬‬
‫‪23‬‬
‫اّللِّ‪،‬‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َجٌر‪ :‬فَ َرج ٌل َربَطَها يف َس ِّ‬
‫بيل َّ‬ ‫فأما الذي له أ ْ‬ ‫َجٌر‪َ ،‬ولَرجل س ْرتٌ‪ ،‬وعلى َرجل ِّوْزٌر‪ّ ،‬‬ ‫‪ .1‬اخلَْيل لَرجل أ ْ‬
‫الرو ِّ‬ ‫فأطال هبا يف مرج أَو روضة‪ ،‬فَما أَصابت يف ِّطيلِّها َ ِّ‬
‫ت له َح َسنات‪،‬‬ ‫ضة كانَ ْ‬‫ذلك م َن امل ْرِّج أ َِّو َّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ ْ َْ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ت آاثرها‪َ ،‬وأ َْرواثها َح َسنات له‪ ،‬ولو َّأهنا َمَّر ْ‬
‫ت‬ ‫َّت َشرفًا أ َْو َشرفَ ْ ِّ‬
‫ني كانَ ْ‬ ‫َ‬ ‫فاستَ ن ْ َ‬ ‫ولو أنَّه انْ َقطَ َع طيَ لها‪ْ ،‬‬
‫َجٌر‪َ ،‬وَرج ٌل َربَطَها تَغَنِّّيًا‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ذلك أ ْ‬
‫ذلك َح َسنات له‪ ،‬فَهي ل َ‬ ‫ت منه َوَملْ ي ِّرْد أَ ْن يَ ْسق َي كا َن َ‬ ‫بنَ َهر‪ ،‬فَ َش ِّربَ ْ‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ورها‪ ،‬فَهي لِّ َ ِّ‬ ‫قاهبا َوال ظه ِّ‬ ‫اّللِّ يف ِّر ِّ‬
‫ذلك س ْرتٌ‪َ ،‬وَرج ٌل َربَطَها فَ ْخًرا َورايءً َونواءً‬ ‫س َح َّق َّ‬‫َوتَ َع ُّف ًفا مثَّ َملْ يَْن َ‬
‫ِّ ‪46‬‬
‫اإلسالم‪.‬‬‫أله ِّل ْ‬ ‫ْ‬
‫وره) و وجه الداللة قالو أبن حق هللا يف‬ ‫اّللِّ يف ِّر ِّ‬
‫قاهبا َوال ظه ِّ‬ ‫س َح َّق َّ‬
‫و الشهاد قوله ‪( :‬مثَّ َملْ يَْن َ‬
‫‪47‬‬
‫الرقاب هو الزكاة‪.‬‬
‫و أما بقية احليواانت غري املذكورة كالبغال مثال ‪ ،‬فإن اجلمهور ال يرون الزكاة فيها ‪ ،‬فإهنم جعلوا‬
‫النصوص قاصرة و مل يعرتوا العلة ‪ ،‬و ذهب بعض العلماء املعاصرين كعبد الوهاب خالف إحلاق بقية‬
‫البهائم اليت ليس فيها نص على البهائم املنصوصة‪ ،‬فهم سلكوا مسلك احلنفية ‪ .‬فأوجبوا الزكاة يف غري‬
‫‪48‬‬
‫البهائم األربع‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬شروط وجوهبا‬


‫مضى بنا ذكر شروط عامة لوجوب الزكاة ‪ ،‬و هنا سنذكر شروط وجوب زكاة األنعام ‪ ،‬و منها‬
‫ما اتفقت و اختلفت ‪ .‬فنذكر هنا شروطها مع األدلة لكل شرط إن شاء هللا‪.‬‬

‫‪ 46‬أخرجه البخاري (‪ ،) 2371‬ومسلم (‪ )987‬بنحوه‬


‫‪ 47‬ينظر ‪ ( :‬فقه الزكاة ‪)225 / 1‬‬
‫‪ 4٨‬ينظر ‪ ( :‬فقه الزكاة ‪)233 / 1‬‬
‫‪24‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬الشروط املتفقة لوجوب زكاة املواشي ‪:‬‬

‫أن تكون ن تكون سائمة أي ترعى الكالء املباح أكثر من السنة‪ ،‬حبيث ال تتوقف حياهتا‬ ‫‪.1‬‬

‫ص َدقَِّة‬ ‫‪49‬‬
‫وصحتها على أكثر من ذلك ‪ ،‬ملا ورد يف كتاب أيب بكر الطويل أنه قال ‪ ... :‬ويف َ‬
‫ِّ ِّ ‪50‬‬
‫الغَنَِّم يف سائ َمتها‪.‬‬
‫أن ال تتخذ املاشية للعمل‪ 51‬كالتسمني أو النسل أو الدر ‪ ،‬لقول الرسول ﷺ «ليس يف البقر‬ ‫‪.2‬‬

‫العوامل شيء»‪ 52‬و يقاس عليها البقية‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬النصاب و املقدار الواجب إخراجه‬

‫‪ 49‬ينظر ‪( :‬الفقه املنجي ‪)39 / 2‬‬


‫‪( 50‬أجرجه البخاري ‪) 1454‬‬
‫‪ 51‬ينظر ‪( :‬الفقه املنجي ‪)39 / 2‬‬
‫‪( 52‬أجرجه البيهقي ‪) 7642‬‬
‫‪25‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬نصاب اإلبل‬

‫اإلبل‬

‫زكاته‬ ‫املقدار‬

‫إىل‬ ‫من‬
‫شاة‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬

‫شااتن‬ ‫‪14‬‬ ‫‪10‬‬

‫ثلث شياه‬ ‫‪19‬‬ ‫‪15‬‬

‫أربع شياه‬ ‫‪24‬‬ ‫‪20‬‬

‫بنت خماض‬ ‫‪35‬‬ ‫‪25‬‬

‫بنت لبون‬ ‫‪45‬‬ ‫‪36‬‬

‫حقة‬ ‫‪60‬‬ ‫‪46‬‬

‫جذعة‬ ‫‪75‬‬ ‫‪61‬‬

‫بنتا لبون‬ ‫‪90‬‬ ‫‪76‬‬

‫حقتان‬ ‫‪120‬‬ ‫‪91‬‬

‫حقتان أو ‪ 3‬بنات لبون‬ ‫‪129‬‬ ‫‪121‬‬

‫‪26‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬نصاب البقر و القدر الواجب أخراجه‬

‫زكاته‬ ‫املقدار‬

‫إىل‬ ‫من‬

‫تبيع أو تبيعة‬ ‫‪93‬‬ ‫‪30‬‬

‫مسنة‬ ‫‪59‬‬ ‫‪40‬‬

‫تبيعان‬ ‫‪69‬‬ ‫‪60‬‬

‫مث يف كل ‪ 30‬تبيع‪ ،‬ويف كل ‪ 40‬مسنة‬

‫والتبيع أو التبيعة هي‪ :‬ما هلا سنتان من البقر‬

‫واملسنة هي‪ :‬ما هلا ثالث سنوات‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬نصاب الغنم‬

‫الغنم‬

‫زكاته‬ ‫املقدار‬

‫إىل‬ ‫من‬
‫شاة‬ ‫‪120‬‬ ‫‪40‬‬

‫شااتن‬ ‫‪200‬‬ ‫‪121‬‬

‫ثالث‬ ‫‪399‬‬ ‫‪201‬‬

‫‪ 4‬شياه‬ ‫‪499‬‬ ‫‪400‬‬

‫مث يف كل مئة شاة‬

‫‪2٨‬‬
‫الفصل الثاين ‪:‬زكاة النقدين‬
‫املبحث األول ‪ :‬أنواع النقدين اليت أتخذ منها الزكاة‬
‫ذكران دليل وجوب زكاة الذهب يف السابق و إذا الحظنا فإن الوعيد موجه ملن كنز الذهب و الفضة‬
‫‪ ،‬و من هنا نعلم وجوب زكاة النقدين ‪ ،‬لكن هل األية تشمل كل أنواع الذهب و الفضة أم ال ؟‬
‫فخالف بني العلماء ‪ ،‬و اخلالف حاصل يف مسائل عدة منها ‪ :‬مسألة األوين املصنوعة من الذهب و‬
‫الفضة أو فيها قطعة منها و احللي ‪ ،‬و سنذكر أحكام زكاة احللي يف موضها إن شاء هللا‪.‬‬
‫و لكنه ال خالف بني العلماء على ‪ :‬أن ما حرم استعماله و اختاذه من الذهب و الفضة جتب‬
‫فيه الزكاة‪ ، 53‬فلو أن للرجل خامتا من ذهب بلغ النصاب جيب إخراج زكاهتا‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬شروط وجوهبا‬
‫مر بنا ذكر شروط وجوب الزكاة العامة ‪ ،‬و ليس يف وكاة النقدين شروط خاصة‪ .‬و هي ما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلسالم‬
‫‪ .2‬احلرية‬
‫‪ .3‬ملكية النصاب‪ .‬و نصاب احللي كنصاب الذهب و الفضة‪.‬‬
‫‪ .4‬مرور حول قمري‬
‫‪.5‬‬

‫املبحث الرابع ‪ :‬النصاب و املقدار الواجب إخراجه‬


‫أما الذهب ال زكاة يف الذهب حىت يبلغ قدره عشرين مثقاال‪ ،‬فهذا هو نصاب الذهب‪ ،‬و هو‬
‫يساوي ‪ 85‬كيلو غراما‪.‬‬

‫)‬ ‫‪2٨2/ 1‬‬ ‫‪ ( 53‬فقه الزكاة‬


‫‪29‬‬
‫وال زكاة يف الفضة حىت تبلغ مائيت درهم‪ ،‬فهذا هو نصاب الفضة و هو يساوي حنو ‪ 595‬غراما‬
‫من فضة‪.‬‬

‫و الدليل على ذلك ما يلي ‪:‬‬

‫عن على بن أيب طالب عن النيب ‪ -‬ﷺ ‪ -‬قال " إذا كانت لك مائتا درهم‪ ،‬و حال عليها احلول‪،‬‬
‫ففيها مخسة دراهم‪ ،‬و ليس عليك شيء ‪ -‬يعين يف الذهب ‪ -‬حىت يكون لك عشرون دينارا‪ ،‬فإذا‬
‫‪54‬‬
‫كان لك عشرون دينارا‪ ،‬و حال عليها احلول ففيها نصف دينار‪ ،‬فما زاد فبحساب ذلك»‪.‬‬

‫و احلديث جيل املعىن و غين عن الشرح‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬زكاة احللي‬


‫املبحث األول ‪ :‬تعريف احللي‬
‫ِّ ِّ ‪55‬‬
‫جارة‪.‬‬ ‫ا ما ي زيَّن به من مص ِّ ِّ ِّ ِّ‬
‫وغ املَْعدنيّات أو احل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫املبحث الثاين‪ :‬اخلالف يف مشروعيتها‬

‫و قد وقع اخلالف يف احللي و األواين من الذهب و الفضة أو النقدين اليت ال تستعمل كالثمن يف‬
‫البيع ‪ ،‬بل يستعمل للزينة أو منفعة أخرى سوى الثمنية‪.56.‬‬
‫‪57‬‬
‫و إمنا اخلالف وقع يف احللي املباح للنساء الذي بلغ النصاب‪.‬‬

‫‪ 54‬أخرجه أبو داود (‪)1573‬‬


‫‪( 55‬القاموس احمليط ‪) 1276/ 1‬‬
‫‪ 56‬ينظر ‪ ( :‬بدائع الصنائع ‪) 17/ 2‬‬
‫‪ ( 57‬فقه الزكاة ‪) 2٨2/ 1‬‬
‫‪30‬‬
‫فذهب الفريق األول منهم املالكية و املذهب عند الشافعية إىل أن احللي ليس فيه زكاة ‪ ،‬وذهب‬
‫احلنفية‪ 58‬وهو قول مقابل لألظهر عند الشافعية‪ :‬إىل وجوب الزكاة يف احللي من الذهب و الفضة‪،‬‬
‫‪59‬‬
‫كغريها من أنواع الذهب والفضة‪.‬‬
‫و من األدلة اليت استدل هبا الفريق األول‬
‫‪ .1‬الرباءة األصلية ‪ ،‬فما مل يرد نص صحيح صريح يف إجياب زكاة احللي فاملكلف ابق على‬
‫‪60‬‬
‫براءته األصلية‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ .2‬سبب وجوب الزكاة هو كون املال انميا أو معدا للنماء‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ .3‬فعل بعض الصحابة منهم عائشة‪ 62‬و ابن عمر أمساء بنت أيب بكر و جابر‪.‬‬
‫و من األدلة اليت استدل هبا الفريق الثاين ‪:‬‬
‫ِ ۡ ُ‬ ‫ذ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ۡ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ۡ‬
‫ك ُِ‬ ‫ذ‬
‫ّشهمَ‬ ‫ّللَِفبَ ِ‬
‫يلَٱ َ‬ ‫ب‬‫َس‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫اَِف‬‫ه‬ ‫ون‬‫ق‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫َي‬‫َل‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ض‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ٱ‬‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ه‬‫َّل‬ ‫ٱ‬‫َ‬ ‫ون‬ ‫ِن‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ِين‬
‫َ‬ ‫َّل‬ ‫‪ .1‬قوله تعاىل ‪ :‬وََٱ‬
‫ابَأ ِِلمَ‪[َ٣٤‬التوبة‪]34 :‬‬
‫بِعذ ٍ‬
‫و األية مطلقة ال قيد فيها ‪ ،‬قال الكساين ‪ :‬أحلق الوعيد الشديد بكنز الذهب والفضة وترك‬
‫‪64‬‬
‫إنفاقهما يف سبيل هللا من غري فصل بني احللي وغريه‪.‬‬

‫)‬ ‫‪244/ 2‬‬‫‪ 5٨‬ينظر ‪ ( :‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‬


‫‪ 59‬ينظر ‪( :‬املوسوعة الفقهية الكويتية ‪)263/ 23‬‬
‫‪ 60‬ينظر ‪( :‬فقه الزكاة ‪) 2٨9/ 1‬‬
‫‪ 61‬ينظر ‪( :‬فقه الزكاة ‪) 2٨9/ 1‬‬
‫‪ 62‬ينظر ‪( :‬املوطأ ‪) 256/ 1‬‬
‫‪ 63‬ينظر ‪( :‬فقه الزكاة ‪) 290/ 1‬‬
‫‪ 64‬ينظر ‪ ( :‬بدائع الصنائع ‪) 17/ 2‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ .2‬عن جد عمرو بن شعيب أن امرأةً دخلت عليه وعليها مسكتان من ذهب‪ ،‬فقال‪ :‬أتعطني زكاةَ‬
‫ِّ‬
‫القيامة سوارين من انر؟ فألقتهما وقالت‪:‬‬ ‫يوم‬ ‫أيسرِّك أ ْن ِّ ِّ‬
‫يسوَرك هللا هبما َ‬
‫ّ‬ ‫هذا؟ قالت‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ُّ :‬‬
‫ِّ ‪65‬‬
‫مها هلل ورسوله‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫حديث كتاب عمرو بن حزم و حديث علي يقتضي الوجوب يف مطلق الذهب‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬شروط وجوهبا النصاب و املقدار الواجب إخراجه‬


‫مر بنا شروط زكاة الذهب و الفضة ‪ ،‬و شروط زكاة احللي و نصاب زكاهتا و القدر الواجب‬
‫آخراجها عند احلنفية متاما كالذهب و الفضة ‪ ،‬ألهنم ال يفرقون بني احللي و غري احللي‪.‬‬

‫‪ 65‬أخرجه أبو داود (‪)1563‬‬


‫‪ 66‬ينظر ‪ ( :‬بدائع الصنائع ‪) 1٨/ 2‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬زكاة عروض التجارة‬
‫املبحث األول ‪ :‬أنواع عروض التجارة اليت أتخذ منها‬
‫زكاة عروض التجارة تشمل كل أنواع األموال ما عدى النقدين اليت تعد للتجارة ‪ ،‬فهي تشمل‬
‫اآلالت و األمتعة و الثياب و املأكوالت و احللي و اجلوهر و احليواانت و النبتات و األرض و غريها من‬
‫‪67‬‬
‫األموال‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬شروط وجوهبا‬


‫و أما شروطها املتفقة فثالثة‪ 68‬و بقية الشروط خمتلف فيها‪ .‬أما الشروط املتفقة يف هي ما يلي ‪:‬‬

‫و بعض شروطها خمتلفة فهي ما يلي ‪:‬‬

‫أما شروطها العامة فقد تقدم ذكرها و كلها متفق عليها و هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬اإلسالم‬
‫‪ .2‬احلرية‬
‫‪ .3‬ملكية النصاب‪ .‬و سيأيت قدره إن شاء هللا‬
‫‪ .4‬مرور حول قمري‬

‫و الفقهاء خمتلفون يف مىت يعترب كمال النصاب؟ و اخلالف طويل ‪ ،‬لكن الذي اخرتانه ما اختاره‬
‫الشيخ القرضاوي و هو مذهب مالك و األصح عند الشافعي و هو اعتبار النصاب يف آخر احلول ‪،‬‬
‫‪69‬‬
‫فإن مل يبلغ النصاب آخر احلول ال يزكي‪.‬‬

‫‪ 67‬ينظر ‪ ( :‬فقه الزكاة ‪) 313/ 1‬‬


‫‪ 6٨‬ينظر ‪ ( :‬الفقه اإلسالمي و أدلته ‪) 1٨66/ 3‬‬
‫‪ 69‬ينظر ( الفقه الزكاة ‪) 330/ 1‬‬
‫‪33‬‬
‫و أما شروطها اخلاصة فشرط منها متفق و هي ‪:‬‬
‫‪70‬‬
‫‪ .1‬نية التجارة حال الشراء‪.‬‬

‫و أما الشروط اخلاصة املختلفة فيها فهي ما يلي ‪:‬‬

‫‪ .2‬ملك العروض مبعاوضة‬

‫فإن ملك أحد أمواال بغري معاوضة كإرث أو هبة فال زكاة عليه ‪ ،‬و إن ملك مبعاوضة كشراء‬
‫وجبت الزكاة ‪ ،‬و هذا عند اجلمهور دون احلنفية‪.‬‬

‫‪ .3‬أال تتعلق الزكاة بعني العرض‬

‫فإن ملك أحد ماال تتعلق الزكاة به كاإلبل فال جتب عليه زكاة التجارة ‪ ،‬و إن ملك ماال ال‬
‫تتعلق الزكاة به كالثياب فعليه زكاة التجارة‪.‬‬

‫‪ .4‬فإن أال يقصد ابملال االنتفاع دون االجتار‬


‫‪71‬‬
‫اشرتى أحد أمواال بلغ النصاب بقصد االنتفاع ال االجتار مل جتب عليه الزكاة‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬النصاب و املقدار الواجب إخراجه‬


‫أما نصاب العروض فهي كقيمة نصاب النقدين متاما‪ .72‬و هي قيمة مئيت درهم و تساوي ‪595‬‬
‫‪74‬‬
‫جراما‪ 73‬أو قيمة الذهب و هي عشرون دينارا و تساوي ‪ 85‬جراما من الذهب‪.‬‬

‫‪ 70‬ينظر ( الفقه اإلسالمي و أدلته ‪) 1٨70/ 3‬‬


‫‪ 71‬ينظر ( الفقه اإلسالمي و أدلته ‪) 1٨70/ 3‬‬
‫‪ 72‬ينظر ( الفقه اإلسالمي و أدلته ‪) 1٨70/ 3‬‬
‫‪ 73‬ينظر (‪/2153https://dorar.net/feqhia/‬املطلب‪-‬الثالث‪-‬حساب‪-‬نصاب‪-‬الذهب‪-‬والفضة‪-‬ابملقاييس‪-‬احلديثة)‬
‫‪ 74‬ينظر (‪/2153https://dorar.net/feqhia/‬املطلب‪-‬الثالث‪-‬حساب‪-‬نصاب‪-‬الذهب‪-‬والفضة‪-‬ابملقاييس‪-‬احلديثة)‬
‫‪34‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬كيفية إخراجها‬
‫أما كيفية إخراجه فتقوم األموال التجارية ابلنقد املتعارف عليه واملتعامل به بعد متام احلول من‬
‫أول يوم ينوي التاجر التجارة‪ .75‬و هذا طبعا بعد إحصاء رؤوس األموال و األرابح املتبقية دون الديون‪.‬‬

‫الفصل اخلامس ‪ :‬زكاة الفطر‬


‫املبحث األول ‪ :‬تعريف زكاة الفطر‬
‫مر بنا تعريف الزكاة لغة و أما الفطرة ابْتِّداء اخلِّْل َق ِّة‪ 76.‬يقول هللا تعاىل ‪:‬‬

‫ِتَفطرَانلاسَعليها﴾َ[الروم‪]30 :‬‬
‫﴿ف ِطرةَاّللَِال ِ‬
‫أي على اهليئة اهليئة اليت تكون أوهلا‪.‬‬

‫و أما تعريف زكاة الفطر اصطالحا ‪ ،‬فلم أجد – مع قلة اطالعي‪ -‬من العلماء من وضع تعريفا‬
‫اصطالحيا خاصا له‪ .‬و مسيت أيضا صدقة الفطر ‪ ،‬و رمبا ذلك و هللا أعلم لكوهنا مشهورا فشهرته تغنيه‬
‫‪77‬‬
‫عن وضع التعريف ‪ ،‬و سبب تسميتها بذلك االسم ألهنا جتب بدخول الفطر‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬األدلة على مشروعيتها‬


‫مل يرد يف القرآن أية صرحية تدل على وجوب زكاة الفطر ‪ ،‬أما السنة ففي وجوب زكاة الفطر عدة‬
‫أحاديث ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫‪ 75‬ينظر ( الفقه النهجي ‪)44/ 2‬‬


‫‪( 76‬لسان العرب ‪)5٨/ 5‬‬
‫‪( 77‬مغين احملتاج ‪)110/ 2‬‬
‫‪35‬‬
‫العْب ِّد‬ ‫ِّ ِّ‬
‫صاعا من َشعري على َ‬ ‫صاعا من متَْر‪ْ ،‬أو ً‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صلّى هللا عليه وسلَّ َم َزكاةَ الفطْ ِّر ً‬
‫فَرض رسول َِّّ‬
‫اّلل َ‬ ‫َ ََ‬ ‫‪-‬‬

‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الذ َك ِّر واألنْثى‪ ،‬و َّ ِّ‬


‫اس إىل‬ ‫وج النّ ِّ‬ ‫الصغ ِّري وال َكبِّ ِّري م َن امل ْسلم َ‬
‫ني‪ ،‬وأ ََمَر هبا أ ْن ت َؤّدى قَ ْب َل خر ِّ‬ ‫واحل ِّر‪ ،‬و َّ‬
‫ّ‬
‫ِّ ‪78‬‬
‫الصالة‪.‬‬
‫َّ‬
‫عن أيب سعيد اخلدري ‪ :‬كنا خنرج زكاة الفطر إذ كان فينا رسول هللا ﷺ صاعا من طعام‪ ،‬أو‬ ‫‪-‬‬

‫صاعا من متر‪ ،‬أو صاعا من شعري‪ ،‬أو صاعا من زبيب‪ ،‬أو صاعا من أقط‪ ،‬فال أزال أخرجه كما‬
‫‪79‬‬
‫كنت أخرجه ما عشت‪.‬‬

‫و األحاديث كثرية ‪ ،‬و رواية الشيخني تغينيا عن ذكر األحاديث األخرى يف ابب أدلة‬
‫املشروعية‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬حكمة مشروعيته و حكمها‬


‫و إغناء الفقراء عن التسول يوم العيد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫توزيع الفرح يوم العيد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املبحث الرابع ‪ :‬حكمها‬


‫أما حكمها فواجب عند اجلمهور ملن توفر فيه الشروط اآلتية ‪ ،‬و قد حكى ابن رشد اخلالف‬
‫فيها ‪ ،‬فقال اجلمهور واجب و دليلهم حديث ابن عمر السابق و قالو أبهنا حمكمة ال منسوخة و هي‬
‫داخلة حتت زكاة املفروضة ‪ ،‬و ذهب بعض متأخري الشافعية إىل أهنا سنة ‪ ،‬و قال بعض العرقيني إهنا‬
‫منسوخة بزكاة املال‪ .80‬و دليل أصحاب القول الثاين و الثالث حديث طلحة بن عبيد هللا و ذكر فيه ‪:‬‬

‫‪( 7٨‬أخرجه البخاري ‪ 1503‬أخرجه مسلم ‪ 986 ،984‬مفرقاً ابختالف يسري )‬


‫‪ 79‬صحيح مسلم ‪985‬‬
‫‪ ٨0‬بنظر ( بداية اجملتهد و هناية املقتصد ‪)40/ 2‬‬
‫‪36‬‬
‫وذَ َكر له رسول َِّّ‬
‫قال‪ :‬ال‪ّ ،‬إال أ ْن تَطََّّو َ‬ ‫صلّى هللا عليه وسلَّ َم َّ‬
‫‪81‬‬
‫ع‪.‬‬ ‫هل َعلَ َّي َغ ْريها؟ َ‬
‫قال‪ْ :‬‬
‫الزكاةَ‪َ ،‬‬ ‫اّلل َ‬ ‫َ َ‬
‫و قال ابن منذر ‪ :‬و أمجعوا على أن صدقة الفطر فرض‪ 82.‬و اخلالف حقيقة ال يلتفت إليه‪.‬‬

‫املبحث اخلامس ‪ :‬شروط وجوهبا‬


‫‪ .1‬اإلسالم‬
‫‪83‬‬
‫فال زكاة الفطر على كافر‪.‬‬

‫‪ .2‬القدرة‬

‫و اختلف الفقهاء يف ضبط القدرة ‪ ،‬فقال اجلمهور الشافعية أهنا تعد بزايدة القوت يف اليوم ‪ ،‬و‬
‫املالكية قالو أبهنا تعد إذا كان قادرا على املقدار الذي عليه ولو كان أقل من صاع وعنده قوت يومه‬
‫وجب عليه دفعه‪ .‬و قال احلنفية القدرة تعد مبلكية النصاب‪.‬‬

‫‪ .3‬بغروب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان أو بطلوع فجر العيد‬

‫و اختلف الفقهاء يف الوقت الذي يسبب وجوب زكاة الفطر‪ ،‬فقال أبو حنيفة و مالك يف رواية‬
‫أنه غروب طلوع فجر رمضان ‪ ،‬و قال الشافعي و مالك يف اخرى أنه بغروب الشمس أخر أايم‬
‫‪84‬‬
‫رمضان‪.‬‬

‫‪ ٨1‬أخرجه البخاري (‪ ،)2678‬ومسلم (‪)11‬‬


‫‪( ٨2‬اإلمجاع البن منذر ‪)47/ 1‬‬
‫‪ ٨3‬بنظر (مغين احملتاج ‪)112/ 2‬‬
‫‪ 84‬بنظر (بداية اجملتهد ‪)44/2‬‬
‫‪37‬‬
‫املبحث السادس‪ :‬صفة إخراجها‬

‫املطلب األول ‪ :‬جنس املخرج‬


‫جتب الزكاة على كل من توفت فيه الشروط ‪ ،‬و يكون إخراجه احلنطة والشعري والتمر والزبيب أو‬
‫ما يف معنىها من غالب قوت البلد ‪ ،‬و قد وقع اخلالف يف جواز إخراجها قيمة ‪ ،‬فذهب اجلمهور إىل‬
‫‪85‬‬
‫أنه ال جيوز ‪ ،‬و ذهب احلنفية إىل جوازه‪.‬‬

‫املطلب الثين ‪ :‬مقدار املخرج‬


‫أما قدر الزكاة فقدرها نصف صاع من حنطة أو صاع من شعري أو متر أو زبيب‪ ،‬لكن ابن‬
‫مسعود أنكر إخراج الزكاة نصف صاع كما هو معروف‪ .‬و الصاع ختتلف تقديره ابلوزن من عامل من إىل‬
‫آخر ‪،‬فقيل إنه ‪ 3800‬غراما‪ ، 86‬و هذا عند احلنفية‪ .‬و أما عند الشافعية فالصاع ما يقارب ‪ 3‬كيلو‬
‫جراما مع نقصان‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬وقت إخراجه‬


‫قال العلماء ‪ :‬األفضل أن خيرج مبكرا ‪ ،‬و هذا أقرب لتحقيق مقصد زكاة الفطر ‪ ،‬و حتقيقا لقوله‬
‫اليوم – إن صح احلديث‪ .87-‬لكن احملديثني قالو أبن احلديث ضعيف‪ .‬لكن‬‫ﷺ ‪ :‬أغنوهم يف هذا ِّ‬
‫أن النب ﷺ أمر بَزكاةِّ ِّ‬
‫الفطْ ِّر‬ ‫ََ‬ ‫هناك حديث أصح من هذا و هو ما رواه الشيخان ‪ :‬عن عبدهللا بن عمر‪َّ َّ :‬‬
‫الصالةِّ‪ .‬و احلديث أكثر صحة و قوي الداللة أيضا‪ .‬و لذلك فقد حبب العلماء‬ ‫وج النّ ِّ‬
‫اس إىل َّ‬ ‫قَ ْب َل خر ِّ‬
‫التبكري يف إخراجها‪.‬‬

‫‪ 85‬بنظر (الفقه اإلسالمي و أدلته ‪)2045-2044/23‬‬


‫‪( ٨6‬الفقه اإلسالمي و أدلته ‪)2045-2044/23‬‬
‫‪( ٨7‬البدر املنري ‪)620/5‬‬
‫‪3٨‬‬
‫املبحث السابع‪ :‬على و عمن من جتب؟‬

‫أما من عليه الزكاة فقد أمجع علماء املسلمني أن كلهم خماطبون هبا ذكراان كانوا أو إاناث‪ ،‬صغارا‬
‫أو كبارا‪ ،‬عبيدا أو أحرارا‪ .‬و اتفقوا أيضا على أنه جتب على األب إخرجها عن ولده الذي ال مال له و‬
‫عبده‪ .‬و إمنا اخلالف يف مسألة عبد الكافر لسيد مسلم أو العكس و نرتك ذلك اخلالف لعدم وجود‬
‫‪88‬‬
‫الرقيق اليوم‪.‬‬

‫‪ ٨٨‬ينظر(بداية اجملتهد ‪)41/2‬‬


‫‪39‬‬
‫اخلامتة‬
‫هبذا مت البحث إبذن هللا‪ ,‬و أرجو هللا أن وفقين يف هذ العمل و إىل اإلخالص فيه ‪ ،‬و نرجو من‬
‫فضيلة الشيخ التصحيح ‪ ,‬و أخريا نرجو هللا أن يدمي لنا الربكة و أن يرزقنا اإلستقامة يف إخالص النية‬
‫حىت النهاية‪ ,‬فإمنا األعمال ابخلوامت‪ .‬فإنه ويل ذلك و القادر عليه‪.‬‬

‫من نتائج البحث‬

‫‪ .1‬وجوب إخراج الزكاة لكل من توفت فيه شروط الوجوب‪.‬‬


‫‪ .2‬كفر من جحد وجوب الزكاة ‪.‬‬
‫‪ .3‬أنواع األموال اليت اتفق مجهور الفقهاء على وجوب زكاهتا و هي النقدين و اإلبل و الغنم و البقر‬
‫و عروض التجارة و الزبيب و التمر و احلنطة و الشعري‪.‬‬
‫‪ .4‬وجوب إخراج زكاة الفطر‪.‬‬

‫من التوصيات البحث‬

‫‪ .1‬حفظ بعض املنت الفقهي فبل التبحر يف أحاديث الزكاة‬


‫‪ .2‬االطالع كتب الفقه املطول عند البحث عن تفاصيل أحكام الزكاة‬
‫‪ .3‬الرجوع إىل شروحات كتب السنة يف فهم أحاديث الزكاة‪.‬‬

‫و احلمد هلل و الصالة على النب و السالم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫املراجع‬

‫كتب الفقه‬

‫‪ -‬فقه الزكاة دراسة مقارنة ألحكامها و فلفسفتها يف ضوء القرآن و السنة ليوسف القرضاوي ‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة الطبعة األوىل‪ 1420 ،‬ه ‪ 2000 -‬م‬
‫‪ -‬الفقه املنهجي على مذهب اإلمام الشافعي الدكتور مصطفى اخلِّ ْن‪ ،‬الدكتور مصطفى البغا‪،‬‬
‫الشْربج دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق الطبعة‪ :‬الرابعة‪ 1413 ،‬ه ‪1992 -‬‬
‫علي ّ‬
‫م‬
‫‪ -‬املوسوعة الفقهية الكويتية صادر عن وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية ‪ -‬الكويت طبعة (من‬
‫‪ 1427 - 1404‬ه )‬
‫الز َحْيلِّ ّي ‪ ،‬دار الفكر الطبعة‪َّ :‬‬
‫الرابعة املنقَّحة‬ ‫اإلسالمي وأدلَّتُهُ ل أ‪ .‬د‪َ .‬وْهبَة بن مصطفى ُّ‬
‫ُّ‬ ‫‪ِ -‬‬
‫الف ْقهُ‬
‫املعدَّلة‪.‬‬
‫‪ -‬اجملموع شرح مهذب لإلمام النووي الشافعي مع تكملة السبكي واملطيعي طبعة دار الفكر‬
‫‪-‬‬
‫‪ -‬مغين احملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ املنهاج مشس الدين اخلطيب الشربيين الشافعي (املتوىف‪:‬‬
‫‪977‬ه ) دار الكتب العلمية الطبعة األوىل‪1415 ،‬ه ‪1994 -‬م‬
‫‪ -‬هناية احملتاج إىل شرح املنهاج مشس الدين الرملي دار الفكر‪ ،‬بريوت ط أخرية ‪-‬‬
‫‪1404‬ه ‪1984/‬م‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬فتح القريب اجمليب يف شرح ألفاظ التقريب البن قاسم الشافعي بعناية بسام عبد الوهاب‬
‫اجلايب اجلفان واجلايب للطباعة والنشر‪ ،‬دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت – لبنان‬
‫األوىل‪ 1425 ،‬ه ‪ 2005 -‬م‬
‫‪ -‬املغين البن قدامة مكتبة القاهرة ‪1388‬ه ‪1968 -‬م‬
‫‪ -‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع للكاساين احلنفي طبعة دار الكتب العلمية‬
‫‪ -‬بداية اجملتهد و هناية املقتصد البن رشد احلفيد طبعة دار احلديث ‪ -‬القاهرة ‪1425‬ه ‪-‬‬
‫‪ 2004‬م‬
‫‪ -‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق اببن جنيم املصري دار الكتاب اإلسالمي الطبعة الثانية‬
‫‪ -‬اإلمجاع حملمد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري حتقيق د‪ .‬فؤاد عبد املنعم أمحد دار املسلم للنشر‬
‫والتوزيع ألوىل لدار املسلم‪ 1425 ،‬ه ‪ 2004 /‬م‬

‫كتب التفسري‬

‫‪ -‬تفسري القرآن العظيم البن كثري الدمشقي سامي بن حممد سالمة دار طيبة للنشر والتوزيع الثانية‬
‫‪1420‬ه ‪ 1999 -‬م‬
‫‪ -‬جامع البيان يف أتويل القرآن أبو جعفر ابن جرير بن يزيد الطربي حتقيق أمحد حممد شاكر‬
‫مؤسسة الرسالة الطبعة األوىل‪ 1420 ،‬ه ‪ 2000 -‬م‬

‫كتب اللغة‬

‫‪ -‬لسان العرب مجال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى دار صادر – بريوت الطبعة‪:‬‬
‫الثالثة ‪ 1414 -‬ه‬

‫‪42‬‬
‫‪ -‬القاموس احمليط جملد الدين أ الفريوز آابدى حتقيق مكتب حتقيق الرتاث يف مؤسسة الرسالة‬
‫إبشراف حممد نعيم العرقسوسي مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت – لبنان الطبعة‬
‫الثامنة‪ 1426 ،‬ه ‪ 2005 -‬م‬

‫كتب احلديث و التخريج‬

‫‪ -‬جلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول للا ﷺ وسننه وأايمه = صحيح البخاري‬
‫حممد بن إمساعيل أبو عبد هللا البخاري اجلعفي حتقيق حممد زهري بن انصر الناصر دار طوق‬
‫النجاة (مصورة عن السلطانية إبضافة ترقيم ترقيم حممد فؤاد عبد الباقي)‬
‫‪ -‬املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول للا صلى للا عليه وسلم وأايمه‬
‫= صحيح مسلم إلمام مسلم بن حجاج طبعة دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‬
‫‪ -‬املستدرك على الصحيحني أبو عبد هللا احلاكم النيسابوري حتقيق مصطفى عبد القادر عط دار‬
‫الكتب العلمية – بريوت الطبعة األوىل‪1990 – 1411 ،‬‬
‫الس ِّج ْستاين حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد‬
‫ِّ‬
‫‪ -‬سنن أيب داود ألبو داود سليمان بن األشعث ّ‬
‫املكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بريوت‪.‬‬
‫‪ -‬السنن الكربى ألمحد بن احلسني بن أبو بكر البيهقي اخلراساين حتقيق حممد عبد القادر عطا‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنات الطبعة الثالثة‪ 1424 ،‬ه ‪ 2003 -‬م‪.‬‬
‫‪ -‬البدر املنري يف ختريج األحاديث واألاثر الواقعة يف الشرح الكبري البن امللقن املصري احملقق‪:‬‬
‫مصطفى أبو الغيط وعبد هللا بن سليمان وايسر بن كمال دار اهلجرة للنشر والتوزيع ‪ -‬الرايض‪-‬‬
‫السعودية الطبعة االوىل‪1425 ،‬ه ‪2004-‬م‬

‫‪43‬‬
44
‫فهرس املوضوعات‬
‫‪2 ..........................................................................................‬‬
‫املقدمة ‪2 ...................................................................................‬‬
‫الشكر و التقدير ‪4 ..........................................................................‬‬
‫التمهيد ‪5 ...................................................................................‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬تعريف الزكاة ‪5 ........................................................... .‬‬
‫التعريف اللغوي ‪5 ....................................................................‬‬
‫التعريف االصطالحي ‪5 ...............................................................‬‬
‫الباب األول ‪ :‬املقدمات يف الزكاة اليت ال يسع الطالب جهلها ‪6 ................................‬‬
‫الفصل الثاين ‪ :‬حكم الزكاة‪6 ............................................................. .‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬حكم إخراجه ‪6 ......................................................‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬حكم مانعيها ‪6 .......................................................‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬األدلة على مشروعية الزكاة ‪٨ ..............................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬دليل من القرآن ‪٨ ....................................................‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬دليل من السنة ‪9 .....................................................‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬دليل اإلمجاع ‪9 ......................................................‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬احلكمة من مشروعية الزكاة ‪10 .............................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬ابلنسبة للمزكي ‪10 ...................................................‬‬

‫‪45‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬ابلنسبة للمستحق ‪11 .................................................‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬ابلنسبة للمجتمع ‪11 ................................................‬‬
‫الفصل اخلامس ‪ :‬أنواع األموال اليت أتخذ منها الزكاة ‪13 ....................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬املواشي ‪13 ..........................................................‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬النقدين و األمثان ‪15 .................................................‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬أنواع األمثان املختلفة فيها وجوب زكاهتا ‪15 ...........................‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬احلبوب و الثمار الزروع ‪17 ..........................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬األدلة على وجوهبا ‪17 ................................................‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬أنواع احلبوب و الثمار و الزروع املتفقة على وجوب زكاهتا ‪17 ............‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬أنواع اجلبوب و الثمار و الزروع املختلفة يف وجوب زكاهتا ‪1٨ ...........‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬عروض التجارة ‪19 ...................................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬األدلة على وجوهبا ‪19 ................................................‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬اخلالف على حكم زكاة العروض‪19 .................................. .‬‬
‫الفصل السادس ‪ :‬املصارف اليت تصرف إليها الزكاة ‪20 .....................................‬‬
‫الباب الثاين ‪ :‬ذكر بعض أحكام الزكاة ‪22 ....................................................‬‬
‫شروط وجوب الزكاة العامة ‪22 ............................................................‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬زكاة األنعام ‪23 ............................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬أنواع البهيمة اليت أتخذ منها‪23 .......................................‬‬

‫‪46‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬شروط وجوهبا‪24 .....................................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬الشروط املتفقة لوجوب زكاة املواشي ‪25 ............................. :‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬النصاب و املقدار الواجب إخراجه ‪25 ...............................‬‬
‫الفصل الثاين ‪:‬زكاة النقدين ‪29 ............................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬أنواع النقدين اليت أتخذ منها الزكاة ‪29 ................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬شروط وجوهبا ‪29 ....................................................‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬النصاب و املقدار الواجب إخراجه ‪29 ................................‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬زكاة احللي ‪30 ............................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬تعريف احللي ‪30 .....................................................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬اخلالف يف مشروعيتها ‪30 ..............................................‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬شروط وجوهبا النصاب و املقدار الواجب إخراجه‪32 ...................‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬زكاة عروض التجارة ‪33 ....................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬أنواع عروض التجارة اليت أتخذ منها ‪33 ...............................‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬شروط وجوهبا‪33 .....................................................‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬النصاب و املقدار الواجب إخراجه ‪34 ...............................‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬كيفية إخراجها ‪35 ....................................................‬‬
‫الفصل اخلامس ‪ :‬زكاة الفطر ‪35 ...........................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬تعريف زكاة الفطر ‪35 ................................................‬‬

‫‪47‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬األدلة على مشروعيتها ‪35 ............................................‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬حكمة مشروعيته و حكمها ‪36 ......................................‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬حكمها ‪36 ..........................................................‬‬
‫املبحث اخلامس ‪ :‬شروط وجوهبا ‪37 ..................................................‬‬
‫اخلامتة ‪40 ..................................................................................‬‬
‫املراجع ‪41 .................................................................................‬‬

‫‪4٨‬‬

You might also like