You are on page 1of 12

‫كلية الشريعة والقانون‬

‫أصول الفقه ‪]]LBC2033‬‬

‫"أقسام الواجب"‬

‫مجموعة فصل المناقشة‪ :‬مجموعة الرابعة‬

‫اسم المحاضر‪ :‬أستاذ إروان محمد سوبري‬

‫الفصل الدراسي األول للعام الدراسي ‪2022/2023‬م‬

‫رقم الهاتف‬ ‫رقم الجامعي‬ ‫اسم الطالب‬

‫‪01110969551‬‬ ‫‪1221467‬‬ ‫نور عدلينا بنت هسدي‬

‫‪0184674342‬‬ ‫‪1221468‬‬ ‫ايمان شفيق بن رملي‬

‫المقدمة‬
‫احلمدهلل حنمده ونستعينه ونعوذبه من شرور أنفسنا ومنه سيئات أعمالنا من يهده اهلل فال مضل له‬
‫ومن يضلله فال هدى له أشهد ان ال إله إال اهلل وأشهد أن حممد عبده ورسوله وعلى اله وصحبه‬
‫‪.‬ومن دعا وإىل يوم الدين‬

‫إن املوضوع< هلذه املادة "أصول الفقه" هي "أقسام الواجب"‪ ،‬فيجب علينا أن يلخص كل األنشطة‬
‫والعمل الدراسية هبذه املادة السياحية‪ .‬شكرا إىل أصدقاء األعزاء وكل من ساعدونا يف إعداد‬
‫وتقدمي البحث وإىل الذين أشهروا ليلهم واجهدوا هنارهم يف احلب اخلري وبذل النصيحة وإىل‬
‫‪.‬الطلبة العلم وحمي اخلري‬

‫شر وشر ما هو قبله‬


‫اللهم إننا نعوذبك يف هذا اليوم فتحة ونصرة ونوره وبركاته نعوذبك من ِّ‬
‫وشرما بعده‪ .‬اللهم اجعلنا أوال هذا اليوم صالحا جناحا وأخره‪،‬ونسئلك من خري الدنيا واألخرة‬
‫برمحتك يا أرحم الرامحني‪.‬وأخريه‪,‬نرجو البحث أن نستفيد مع الطالب أخر خصوصا من الطلبة‬
‫‪.‬يف قسم القواعد الفقهية‪ <.‬واهلل أعلم بالصواب<‬

‫‪:‬أقسام الواجب‬
‫من الكتاب "علم أصول الفقه وخالصة تاريخ التشريع اإلسالمي" الذي كان يتأليف عبد‬
‫‪:‬الوهاب خالف ينقسم الواجب إىل أربع تقسيمات باعتبارات خمتلفة‬

‫التقسيم األول‪( :‬جهة وقت أدائه)‬

‫الواجب املطلق‬

‫هو ما طلب فعله حتما ومل يعني وقتا ألدائه مثل كالكفارة الواجبة على من حلف ميينا وحنث‪،‬‬
‫فليس لفعل هذا وقت معني‪ ،‬فإن شأ احلانث كفر بعد احلنث مباشرة وإن شأ كفر بعد ذلك‪،‬‬
‫‪.‬وكاحلج واجب على استطاع وليس ألداء هذا الواجب عام معني‬

‫الواجب املؤقت‬

‫والواجب املؤقت إذا فعله املكلف يف وقت كامال مستوفيا أركانه وشرائطه مسى فعله أداء‪ ،‬وإذا‬
‫فعله يف وقته غري كامل مث أعاده يف الوقت كامال مسى فعله إعادة‪ .‬وإذا فعله بعد وقته مسى فعله‬
‫قضاء‪ .‬مثل كالصالة فرض كوقت صالة الظهر مثال‪ ،‬فهو وقت موسع يسع أداء الظهر وأداء أى‬
‫‪.‬صالة أخرى‪ ،‬وللمكلف أن يؤدي الظهر يف أي جزء منه‬

‫‪.‬والثاين كشهر رمضان فهو مضيق ال يسع إال صوم رمضان‬

‫التقسيم الثاين‪( :‬جهة املطالب بأدائه)‬

‫الواجب العيين‬

‫ما هو طلب الشارع فعله من فرد من كل أفرد املكلفني‪ ،‬وال جيزئ قيام مكلف به عن آخر‬
‫كالصالة والزكاة واحلج‪ ،‬والوفاء بالعقود واجتناب اخلمر وامليسر‪( .‬فرض عني)‬
‫الواجب الكفائى<‬

‫هو ما طلب الشارع فعله من جمموع املكلفني‪ ،‬ال من كل فرد منهم‪ ،‬حبيث إذا قام به بعض‬
‫املكلفني فقد أدى الواجب وسقط اإلمث واحلرج عن الباقني‪ .‬وإذا مل يقم به أى فرد من أفرد‬
‫املكلفني أمثوا مجيعا بإمهال هذا الواجب‪ <.‬كالصالة على املتوىف وبناء املستشفيات‪ ،‬وإنقاد الغريق‪،‬‬
‫‪.‬وإطفاء احلريق‬

‫التقسيم الثالث‪( :‬جهة املقدار املطلوب)‬

‫الواجب احملدد‬

‫هو ما عني له الشارع مقدارا معلوما‪ ،‬حبيث ال تربأ ذمة املكلف من هذا الواجب إال إذا أداه على‬
‫ما عني الشارع كالزكاة والديون< املالية‪ <.‬زكاة كل املال واجبة فيه الزكاة مشغولة هبا ذمة املكلف‬
‫حىت تؤدي مبقدرها يف مصرفها‪ .‬معدل دفع الزكاة الذي مت حتديده وقفا لدخل الشخص أو‬
‫‪.‬ممتلكاته‬

‫الواجب غري احملدد‬

‫هو ما مل يعني الشارع مقداره بل طلبه من املكلف بغري حتديد‪ ،‬مثل كاإلنفاق يف سبيل اهلل‪،‬‬
‫والتعاون< على الرب‪ ،‬والتصديق< على الفقراء إذا واجب بالنذر‪ .‬ال يوجد مبلغ أو مبلغ ثابت يف‬
‫‪.‬اهلدية أو الصدقة‬
‫التقسيم الرابع‪ ( :‬جهة عدم تعينه )‬

‫الواجب معني‬

‫هو ما طلبه الشارع بعينه كالصالة‪ ،‬والصيام‪ <،‬ومثن املشرتى‪ ،‬وأجر املستأجر‪ ،‬ورد املغضوب< وال‬
‫‪.‬تربأ ذمة املكلف إال بأدائه بعينه‪ .‬قرار إلزامي ال ميكن ألحدهم أن خيتاره‪ .‬جيب تنفيذ كل شيء‬

‫الواجب املخري‬

‫ما طلبه الشارع واحدا من أمور معينة‪ ،‬كأحد خصال الكفارة فأن اهلل أوجب على من حنث يف‬
‫ميينه أن يطعم عشرة مساكني‪ ،‬أو يكسوهم‪ ،‬أو يعتق رقبة‪ ،‬فالواجب أى واحد من هذه األمور‬
‫‪.‬الثالثة‪ ،‬واخليار للمكلف يف ختصيص واحد بالفعل‪ ،‬وتربأ ذمته من الواجب بأداء أى واحد‬
‫من الكتاب "الوضيح في أصول الفقه للمبتدئين مع أسئلة للمناقشة وتمرنات" الذي كان‬
‫‪:‬يتأليف محمد سليمان عبد اهلل األشقر ينقسم إىل أربعة قاعدة‬

‫‪:‬قاعدة الواجب يف الذمة ووجوب األداء‬

‫قاعدة الواجب املوسع والواجب املضيق< والواجب< املطلق‬

‫قد يكون< الوقت املقدر للواجب قد يكون الوقت املق ّدر للواجب يسعه ويسع من جنسه مقداراً‬
‫آخر‪ ،‬فيقال له حينذ الواجب املوسع‪ .‬ومن ذلك الصالة‪ ،‬فإ ّن وقت الظهر مثالً من زوال الشمس‬
‫إىل صريورة ظل الشيء مثله‪ .‬وهذا الوقت يسع صالة الظهر وصلوات أخرى‪ .‬وآخر الواجب<‬
‫املوسع قد يكون< حمدداً كما يف الصالة‪ <،‬وقد يكون< هناية العمر‪ ،‬كاحلج والزكاة عند من قال بأهنما‬
‫ال جيبان على الفور‪ .‬والواجب املضيق كالصوم فإن وقته ما بني طلوع الفجر وغروب الشمس‬
‫‪.‬وذلك الوقت< ال يتسع إال لصيام واحد‬

‫ويتضيق الواجب املوسع مبرور الوقت‪ ،‬إذا مل يبق من الوقت إال ما يسع الفرض ال غري‪ ،‬أو بغري‬
‫مروره كمن ُحكم عليه باإلعدام يف منتصف الوقت أو من غلب على ظنها ظهور احليض كذلك‪.‬‬
‫وهناك بعض الواجبات مل يُقدَّر هلا وقت بالكلية‪ ،‬بل تفعل حبسب احلاجة‪ ،‬فتسمى الواجبات‬
‫‪.‬املطلقة كرب الوالدين وصلة األرحام‪ ،‬واألمر باملعروف والنهي عن املنكر‬

‫قاعدة الواجب املقدر والواجب غري املقدر‬

‫حبد‪ ،‬حمدود‪ ،‬كفريضة صالة الصبح مثالً‪ ،‬فإهنا ركعتان وكفريضة‬ ‫من الواجبات ما هو مق ّدر ٍ‬
‫الزكاة فإهنا يف الذهب والفضة ربع العشر‪ ،‬ويف اإلبل والغنم والبقر والزروع مقدرة مبقادير حمددة‬
‫‪.‬من قبل الشرع‬
‫ومن الواجبات ما ليس له تقدير وارد يف الشرع كنفقة القريب‪ ،‬إمنا يُطلب هبا سد احلاجة ال غري‪.‬‬
‫وإذا رفع األمر إىل القضاء‪ ،‬فحكم بقد ٍر معني من النفقة‪ <،‬فإنه يتقدر بذلك‪ ،‬وكذا إن حصل‬
‫الرتاضي من املنفق واملنفق عليه على قدر معلوم‪ ،‬فإنه يتقدر به وكصلة الرحم‪ ،‬فليس هلا تقدير بـ‬
‫‪.‬حيد معلوم‬

‫والواجب املقدر يرتتب< يف الذمة إذا فات ومل يؤد يف وقته كالصالة والزكاة أما الواجب غري املقدر‬
‫فال يرتتب يف الذمة كاإلنفاق على املضطرين‪ ،‬وإنقاذ الغرقى‪ ،‬ونفقة القريب قبل تقدير القاضي‬
‫‪.‬هلا‪ ،‬أو الرتاضي< عليها‬

‫قاعدة الواجب املعني والواجب املخري‬

‫‪.‬األكثر يف الواجبات التعيني‪ .‬ولكن قد يكون< الواجب مبهماً بني أشياء‪ ،‬كما يف كفارة اليمني‬

‫قاعدة الواجب على الكفاية والواجب على األعيان‬

‫الصالة والصوم< وبر الوالدين‪ ،‬والصدق كلها واجبة على املسلمني املكلفني فرداً فرداً‪ ،‬فهي واجبة‬
‫على األعيان‪ <،‬أو كما هو التعبري املشهور لدى األصوليني والفقهاء واجبات عينية‪ <.‬وهكذا كثري‬
‫‪.‬من الواجبات الشرعية‬

‫ض من إجياهبا أداء العمل‬


‫ولكن هناك يسمى هذا النوع واجب الكفاية‪ .‬من الواجبات يكون الغََر ُ‬
‫من حيث هو عمل ال بد منه ملصلحة اجلماعة يف دينهم أو دنياهم‪ ،‬كغسل امليت‪ ،‬والصالة< عليه‬
‫ودفنه فإن املهم هو أن يوجد الغسل والدفن والصالة‪ <،‬وليس من الغرض أن يكون< القائم بالعمل‬
‫‪.‬واحداً معيناً من املسلمني‪ ،‬بل املهم أن يوجد العمل بذاته‪ ،‬ملا فيه من املصلحة العامة‬
‫‪:‬اإلعادة‬

‫شرعا ثانيًا‪ ،‬بعد سبق األداء‪ ،‬وعرفه ابن احلاجب بأنه‪" ‬ما فعل‬
‫وهو فعل الواجب< يف وقته احملدد له ً‬
‫‪.‬يف وقت األداء ثانيًا خللل‪ ،‬وقيل لعذر"‪)٣( ‬‬

‫شرعا‪ ،‬فإذا أراد جرب هذا‬


‫ناقصا عن الوجه املطلوب ً‬ ‫وفائدة اإلعادة أن املكلف أدى الواجب ً‬
‫ومستفيدا من األجر والثواب يف الزيادة‪ ،‬وتقع‬
‫ً‬ ‫النقص فيؤدي الواجب مرة ثانية مستكماًل نقصه‪،‬‬
‫اإلعادة لعذر ولغري عذر‪ ،‬لتحصيل فضيلة مطل ًقا زيادة يف الثواب‪ ،‬كاجلماعة يف الصالة بعد األداء‬
‫‪.‬منفردا‪ ،‬أو يف مجاعة ثانية‬
‫ً‬
‫واإلعادة ليست مرتبطة بالواجب املؤقت‪ ،‬فإن بعض الواجبات املؤقتة ال ميكن فيها اإلعادة‬
‫كالواجب املؤقت املضيق‪ ،‬فال جيري فيه تعجيل وال إعادة‪ ،‬ألن وقته ال يتسع إال لألداء‪ ،‬فإن فات‬
‫نذرا‬
‫الوقت فهو قضاء‪ ،‬كما أن اإلعادة قد تتحقق يف الواجب املطلق عن الوقت‪ ،‬كمن صام ً‬
‫حمرما‪ ،‬أو أطعم عشرة مساكني يف الكفارة وشك يف‬ ‫مطل ًقا أو صام للكفارة‪ ،‬وارتكب< فيه ً‬
‫إشباعهم‪ ،‬فأراد اإلعادة لالحتياط فيكون فعله إعادة لتدارك اخللل يف أداء الواجب املطلق‪،)١( ‬‬
‫‪.‬كما يرى بعض العلماء صحة إعادة املندوب‬

‫القضاء‬

‫أما القضاء فال بد له أصولياً من أمر جديد مثله مثل األداء‪ ،‬أي‪ :‬من ترك صالة الظهر عمداً‬
‫متعمداً مفرطاً فليس عليه القضاء‪ ،‬وإذا أذن املؤذن للعصر فال يقضي هذه الصالة‪ <،‬وإن قضاها‬
‫فهي ليست حمسوبة له‪ ،‬ألن القضاء ال بد له من دليل كما أن األداء ال بد له من دليل‪.‬‬

‫ودليل ذلك‪ :‬أن اهلل أمر بأوامر جيب على املرء أن يؤديها‪ ،‬ومل يأمر بقضائها‪ ،‬وجيلي لنا ذلك قول‬
‫عائشة رضي اهلل عنها وأرضاها عندما سألتها املرأة ‪-‬كما يف الصحيحني‪ -‬فقالت‪( :‬أنقضي‬
‫الصالة؟! فقالت‪ :‬أحرورية أنت‪ ،‬كنا نفعل ذلك على عهد النيب صلى اهلل عليه وسلم) أي‪ :‬كنا ال‬
‫نصوم وال نصلي إذا حاضت املرأة‪ ،‬فنقضي< الصوم وال نقضي الصالة‪ <،‬والصوم جاء بأمر جديد‬
‫من النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وهو الذي أمرهم بذلك‪ ،‬ولذلك قالت عائشة‪( :‬كنا نؤمر) وهذا‬
‫أمر جديد‪ ،‬أي‪ :‬أمرنا جمدداً بقضاء الصيام‪ ،‬ومل نؤمر جمدداً بقضاء الصالة‪ <.‬ولذلك قعد علماء‬
‫الفقه قاعدة فقهية تقول‪ :‬دليل األداء ليس دليالً للقضاء‪.‬‬

‫والدليل على ذلك أيضاً‪ :‬قول النيب صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬من نام عن صالة أو نسيها فليصلها‬
‫حني يذكرها)‪ ،‬فالنوم والنسيان عذر‪ ،‬ولذلك كل األحاديث‪( :‬إال من عذر) لكن املفرط ليس له‬
‫دليل‪ ،‬فجاءنا الدليل على النائم والناسي‪ <،‬ومل يأتنا< الدليل على املتعمد‪ ،‬فاملتعمد ال قضاء عليه‪،‬‬
‫لكن ينصح بكثرة النوافل؛< لقول النيب صلى اهلل عليه وسلم كما يف سنن أيب داود بسند صحيح‬
‫من حديث أيب هريرة‪ :‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪( :‬أول ما حياسب عليه املرء‬
‫الصالة؛ فإن كانت ناقصة قال اهلل للمالئكة‪ :‬يا مالئكيت! انظروا إىل عبدي أله من النوافل؟! فإن‬
‫كانت أمت هبا صالته) فالذي يرتك فرضاً عمداً يكثر من النوافل‪.‬‬

‫وهذا احلكم ينطبق أيضاً على السنن الرواتب‪ ،‬فلو أن رجالً ليس عنده شيء‪ ،‬وكان جالساً ميزح‬
‫مع أخيه أو يتسامر معه‪ ،‬ومل يصل سنة الظهر حىت أقام اإلمام صالة الظهر‪ ،‬فهذا ليس عليه قضاء‪،‬‬
‫وال يقضي سنة الظهر‪ ،‬ألنه ليس لديه دليل على أنه يقضي هذه السنة‪.‬‬

‫أثر اخلالف بني األحناف واجلمهور يف الفرض والواجب<‬

‫الواجب له أمور تتعلق به منها‪ :‬أوالً‪ :‬أن الواجب< يطلق عليه أيضاً الفرض‪ ،‬لكن اختلف العلماء يف‬
‫الواجب والفرض‪ ،‬فجمهور أهل العلم من املالكية والشافعية< واحلنابلة على أن الواجب هو‬
‫الفرض‪ ،‬وال فرق بينهما‪.‬‬
‫وأما األحناف فغايروا بني الواجب والفرض‪ ،‬وقالوا‪ :‬الفرض ما ثبت بدليل قطعي‪ ،‬وأما الواجب‬
‫فهو ما ثبت بدليل ظين‪.‬‬

‫الصال َة}‬
‫يموا َّ‬‫والدليل القطعي‪ :‬املتواتر‪ ،‬مثل‪ :‬القرآن‪ ،‬فهو فرض عندهم‪ ،‬كقول اهلل تعاىل‪ِ :‬‬
‫{وَأق ُ‬
‫َ‬
‫[البقرة‪ ،]٤٣:‬فهذا فرض وليس بواجب‪.‬‬

‫أيضاً أمر اهلل تعاىل بالزكاة‪ ،‬فهذا فرض وليس بواجب؛ ألنه ثبت بدليل قطعي‪ .‬وأما الذي يثبت<‬
‫عندهم بدليل ظين فهو واجب‪ ،‬مثل‪ :‬الوتر‪ ،‬فهو عندهم واجب وليس بفرض؛ ألنه ثبت يف السنة‬
‫بقول النيب صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬اجعلوا آخر صالتكم بالليل وتراً)‪ ،‬وهذا فعل أمر‪ ،‬والقاعدة‪ :‬أن‬
‫ظاهر األمر يقتضي< الوجوب ما مل تأت قرينة تصرفه من الوجوب إىل االستحباب‪ ،‬لكنه هنا‬
‫واجب وليس بفرض؛ ألنه ثبت بدليل ظين وهو‪ :‬حديث اآلحاد وليس مبتواتر‪.‬‬

‫وإذا دققت النظر رأيت أن األحناف يتفقون< مع مجهور أهل العلم يف أن الذي ثبت بالدليل الظين‬
‫جيب العمل به‪ ،‬أي‪ :‬جيب أن تعمل هبذا األمر الذي ائتمرت به‪ ،‬سواء كان الدليل قطعياً أو ظنياً‪،‬‬
‫الصال َة) فال بد أن تصلي‪.‬‬
‫يموا َّ‬‫فلو جاءك مثالً قول اهلل تعاىل‪ِ :‬‬
‫(وَأق ُ‬
‫َ‬

‫وإذا جاءك قول النيب صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬اجعلوا آخر صالتكم بالليل وتراً) فعند األحناف‬
‫جيب‪ ،‬ويسن عند اجلمهور أن جتعل آخر الصالة وتراً‪ ،‬فهم يتفقون على لزوم العمل مبا ثبت ظنياً‬
‫أو قطعياً‪ ،‬فأصبح اخلالف خالفاً لفظياً وليس له أثر إال من ناحية االعتقاد‪ ،‬أي‪ :‬أن أثر اخلالف‬
‫بني األحناف واجلمهور بالدليل القطعي والدليل الظين ليس له حمل يف الفقه‪ ،‬لكن أثره يف االعتقاد‬
‫فقط‪.‬‬
‫ونبني ذلك باآليت‪ :‬منكر القرآن حكمه كافر‪ ،‬واجلميع يتفق على هذا‪ ،‬أما الذي ينكر حديثاً يف‬
‫صحيح البخاري فإن كان متواتراً فيكفر بذلك‪ ،‬وإن كان آحاداً فاختلف العلماء فيه‪ ،‬والراجح ما‬
‫قاله اجلمهور‪ :‬أنه ال يكفر‪ ،‬فاخلالف هنا ليس خالفاً فقهياً بني األحناف واجلمهور‪ ،‬وليس له مثة‬
‫أثر يف املسائل الفقهية‪<.‬‬

‫مسائل متعلقة بباب الوجوب‬

‫األوىل‪ :‬ألفاظ الوجوب‪:‬‬

‫قال ابن القيم رمحه اهلل‪( :‬ويستفاد الوجوب‪ :‬باألمر تارة‪ ،‬وبالتصريح باإلجياب‪ ،‬والفرض‪،‬‬
‫وال َكْتب‪ <،‬ولفظة على‪ ،‬ولفظة حق على العباد‪ ،‬وعلى املؤمن‪ ،‬وترتيب الذم والعقاب على الرتك‪،‬‬
‫وإحباط العمل بالرتك‪ ،‬وغري ذلك)‬

‫الثانية‪ :‬ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪:‬‬

‫وتسمى هذه القاعدة مقدمة الواجب‪ ،‬قال الشيخ السعدي رمحه اهلل‪( :‬الوسائل هلا أحكام املقاصد‪،‬‬
‫فما ال يتم الواجب إال به فهو واجب‪ ،‬وما ال يتم املسنون< إال به فهو مسنون‪ <،‬وطرق احلرام‬
‫أمرا به ومبا ال يتم إال‬
‫واملكروه تابعة هلا‪ ،‬ووسيلة املباح مباح‪ ...‬فإذا أمر اهلل ورسوله بشيء كان ً‬
‫أمرا جبميع شروطه الشرعية والعادية واملعنوية< واحلسية‪ ،‬فإن الذي شرع األحكام عليم‬ ‫به‪ ،‬وكان ً‬
‫حكيم‪ ،‬يعلم ما يرتتب على ما حكم به على عباده من لوازم وشروط ومتممات)‪.‬‬
‫املراجع‬

‫علم أصول الفقه وخالصة تاريخ التشريع االءسالمي‪ ،‬يتأليف عبد الوهاب خالف‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الوضيح يف أصول الفقه للمبتدئني مع أسئلة للمناقشة ومترنات‪ ،‬حممد سليمان عبد اهلل‬
‫األشقر‬
‫كتاب تيسري أصول الفقه للمبتدئني‪ ،‬حممد حسن عبد الغفار‬ ‫‪‬‬

You might also like