Professional Documents
Culture Documents
1
-سورة آل عمران ،اﻵية .180
2
-سورة النمل ،اﻵية .16
3
-أحكام القرآن ﻻبن عربي ،الجزء الثالث ،ص.1448 .
4
-الرصاع ،شرح حدود ابن عرفة ،دار الغرب اﻹسﻼمي ،الطبعة اﻷولى 1973م ،الجزء الثاني ،ص.687 .
2
وقيل هو" :علم يعرف به من يرث ومن ﻻ يرث ،ومقدار ما لكل وارث ،وموضوعه
التركات وغايته إيصال كل ذي حق حقه من تركة الميت".1
وعلم الميراث علم مركب من فقه وحساب .وبالتالي فحقيقة هذا العلم مركبة من أمرين:
اﻷول معرفة من يرث ومن ﻻ يرث.
والثاني معرفة كيفية الحساب والعمل في مسائل المناسخات وغيرها ،ولهذا قيل:
بحسب مهارة اﻹنسان في الحساب يكون اقتداره على إخراج الحظوظ.2
فالقسم الفقهي يتضمن العلم باﻷحكام الشرعية ،والقسم العملي يتضمن القواعد الحسابية
ولهذه القواعد أهميتها ويجب اﻻعتناء بمقاييسها وما يستجد فيها من قواعد وطرق تمكن من
ضبط هذا العلم وإتقانه.
فقانون الميراث إذن هو مجموعة من القواعد يعرف بمقتضاها من يرث ومن ﻻ يرث،
ومقدار ما لكل وارث في التركة وهذا يدل على أنه قانون يعنى بما يلي:
-تعيين اﻷشخاص الذين يستحقون التركة بموت مالكها عن طريق اﻹرث منه.
-تحديد حصة كل واحد منهم في هذه التركة عن طريق الكسور اﻻعتيادية من نصف
وثلث وربع مثﻼ ولهذا يقال أن علم الميراث هو فقه وعمل.
وعرفته مدونة اﻷسرة في المادة 323بنصها على أنه" :اﻹرث انتقال حق بموت مالكه
بعد تصفية التركة لمن استحقه شرعا بﻼ تبرع 3وﻻ معاوضة."4
يفهم من تعريف المدونة أن اﻹرث استحقاق ،وهذا اﻻستحقاق ﻻ يثبت للشخص إﻻ بعد
موت صاحب التركة وتصفية جميع الحقوق المتعلقة بها كيفما كانت إذ اﻹرث يثبت للشخص
بقوة الشرع فهو ليس تبرعا وﻻ معاوضة ،ولذلك ﻻ يجوز للوارث أن يتنازل عن هذا الحق
الذي استحقه بقوة الشرع ،كما ﻻ يجوز للمورث أن يجرد الوارث من هذا الحق الذي أعطاه
له الشرع.
1
-شمس الدين الشيخ ﷴ عرفة الدسوري ،حاشية الدسوقي ،دار الفكر ،بيروت ،لبنان 2005م ،الجزء الرابع ،ص.710 .
2
-التسولي ،البهجة في شرح التحفة ،دار الرشاد الحديثة ،الدار البيضاء ،الطبعة اﻷولى ،2005الجزء الثاني ،ص.717 .
3
-عقود التبرعات هي الصدقة والهبة والوقف والوصية والعمرى.
4
-عقود المعاوضات تشمل البيع والشراء واﻹجارة والمقاولة والشركة والقرض والقسمة والحوالة والصلح والجعل.
3
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﺼﺎدر ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻮارﻳﺚ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
يستمد علم المواريث أصوله وأحكامه من القرآن والسنة واﻹجماع ،واجتهاد الفقهاء.
1
-سورة النساء ،اﻵية .11
2
-سورة النساء ،اﻵية .12
4
ساء فَ ِللذﱠك َِر
ان ِم ﱠما ت َ َركَ َوإِن كَانُواْ إِ ْخ َوةً ِ ّر َجاﻻً َونِ َ يَكُن لﱠ َها َولَ ٌد فَ ِإن كَا َنتَا اثْنَت َ ْي ِن فَلَ ُه َما الثﱡلُث َ ِ
ظ اﻷُنثَيَ ْي ِن يُ َب ِيّ ُن ّ ُ لَ ُك ْم أَن تَ ِضلﱡواْ َو ّ ُ ِب ُك ِ ّل ش َْيءٍ َ
ع ِلي ٌم".1 ِمثْ ُل َح ِ ّ
ﺛﺎﻟﺜﺎ :اﻹﺟﻤﺎع
يعتبر إجماع الصحابة مصدرا من مصادر بعض حاﻻت الميراث التي لم يثبت فيها
اﻹرث ﻻ بنص من القرآن ،وﻻ بنص من السنة ،حيث أجمعوا على توريث بعض اﻷقارب،
وحجب البعض اﻵخر منهم.
أ -توريث بعض اﻷقارب:
-الجد ﻷب عند عدم وجود اﻷب.
1
-سورة النساء ،اﻵية .176
5
-ابن اﻻبن عند عدم وجود اﻻبن.
-اﻷخت ﻷب عند عدم وجود اﻷخت الشقيقة.
-الجد ﻷب مع اﻹخوة اﻷشقاء وﻷب.
-اﻹخوة اﻷشقاء مع اﻹخوة ﻷم إذا لم يبقى للعصبات شيء.
ب – حجب بعض اﻷقارب:
-اﻷب ﻷبيه وأمه ،ولﻸخوة من جميع الجهات؛
-اﻹخوة اﻷشقاء لﻸخوة ﻷب؛
-اﻷم للجدات سواء من جهتها أو من جهة اﻷب؛
-الجدة القريبة للجدة البعيدة؛
-البنت لﻸخ ﻷم.
راﺑﻌﺎ :اﻻﺟﺘﻬﺎد
ثبت الميراث باجتهاد الجمهور ،وكان في مسائل اختلفت فيها رؤاهم لعدم وجود نص
صريح ،ولم يحصل إجماع لهذا اجتهدوا ،وكان اجتهادهم عاما وشامﻼ لجميع المسائل
والمشاكل التي طرأت عند التطبيق ،فلم يقتصر اجتهادهم عي بعض اﻷمور المتعلقة
باﻷولوية أو اﻷفضلية ،بل امتد حتى إلى خلق بعض القواعد التقنية والحسابية ،مثل
المضاعف المشترك ،ومسائل العول أو الرد ،والمخارجة والقسمة إلى غير ذلك من
اﻷمور...
6
اﳌﺒﺤث اﻟﺜاﱐ :ﻣوضوع ﻋﻠﻢ اﳌواريث وأﳘﻴﺘﻪ
دراسة هذا المبحث ستتم من خﻼل الحديث في )مطلب أول( عن موضوع علم
المواريث ،وفي )المطلب الثاني( عن أهمية هذا العلم.
1
-الفصل 322من مدونة اﻷسرة.
7
وعلم المواريث علم قرآني جليل القدر عظيم المنفعة ﻻ يستغنى عنه أحد ،فهو من
أشرف العلوم واجلها ،وما يدل على شرفه وعظيم قدره أن ﷲ تعالى قد تولى قسمة المواريث
بنفسه وقدر نصيب كل وارث في كتابه الكريم تقديرا ﻻ يحتمل الشك وﻻ التأويل ،وﻻ يحتمل
الزيادة وﻻ النقصان وﻻ التعديل ،فكل ذلك مقدر من عنده بنصوص واضحة قطعية الدﻻلة
والثبوت ،قال ﷺ "إن ﷲ تعالى لم يكل قسمة مواريثكم إلى نبي مرسل أو ملك مقرب ولكن
قسمها بنفسه"
فالقرآن الكريم هو العمدة في أحكام المواريث ومقاديرها ،وﻻ يوجد في الشريعة
اﻹسﻼمية أحكام تعرض القرآن لبيانها مثل أحكام المواريث.
وإذا كان القرآن الكريم قد أولى لهذا العلم عناية خاصة ،فالرسول ﷺ قد أوصى به
ورغب في تعليمه وتعلمه في غير ما من حديث .من ذلك ما روي عن ابن مسعود رضي ﷲ
عنه أنه قال :قال رسول ﷲ ﷺ "تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا الفرائض وعلموه
الناس ،وتعلموا القرآن وعلموه الناس ،فإني امرؤ مقبوض ،والعلم سيقبض وتظهر الفتن
حتى يختلف اثنان في فريضة ﻻ يجد أحد يفصل بينهما" ،وعن أبي هريرة رضي ﷲ عنه أن
النبي ﷺ قال" :تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم ،وهو ينسى وهو أول شيء
ينزع من أمتي" .
وإنما كانت الفرائض نصف العلم ،باعتبار أن العلم الشرعي إما أن يتعلق بحالة الموت
أعني النظر في مخلف الميت وقسمه على ورثته ،وإما أن يتعلق بحالة الحياة من عبادة ﷲ
تعالى وسائر معامﻼته ،فالحياة سبب لوقوع سائر العلوم والموت سبب الوقوع الفرائض،
وأحد الحالين نصف من مجموعها ،وإنما قيل :إنها نصف العلم على جهة التشريف والمبالغة
على الحث على اﻻشتغال بها مخافة أن تنسى .
8
امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ
الﳫية اﳌتعددة التخصصات -زة-
1
-ﺳورة الﺷعراء ،اﻵية .67
3
البدع التي ﻻ يجوز اﻹنﻔاق عﻠيها من التركة ،ومن أنﻔق ﺷيئا عﻠﻰ هذه اﻷمور فهو الضامن له،
فإن كان وارﺛا فهو من ماله الﺧاص ،وإن كان أجنبيا فهو متبرع.
-3دﻳﻮن اﻟﻤﻴﺖ:
وهي الديون الﺛابتة في الذمة ،وﻻ تتعﻠق بعين من أعيان التركة وهي نوعان:
اﻷول :ديون ﷲ ﺗعﺎﻟى :كالزكاة والكﻔارات ،وهذا النوع اﺧتﻠف فيه عﻠﻰ ﻗولين :ﻗول
الﺣنﻔية الذي ويرى أن ديون ﷲ ﻻ تؤدى من التركة ،إﻻ إذا أوﺻﻰ بها الميت ،فتكون
وﺻية فإن لم يوﺻي ﻻ تؤدى لﺳﻘوطها بالموت .وﻗول الجمهور من المالكية والﺷافعية
والﺣنابﻠة الذين يوجبون أداء ديون ﷲ تعالﻰ ﻷنها متعﻠﻘة بالتركة ﻗبل الوفاة ،وﻻ تﺳﻘط
بالموت.
اﻟثﺎني :ديون اﻟعبﺎد :وهي الديون التي تﺛبت في ذمة الميت لﺷﺧص ،وهذه يجب
وفاؤها باتﻔاق المذاهب ﻷن الدين كان متعﻠﻘا بالذمة وبعد الموت أﺻبح متعﻠﻘا بالتركة ،كما
أنها مﻘدمة عﻠﻰ الوﺻية والميراث ،ﻷنه ﺣق واجب عﻠﻰ الميت ،والوﺻية تبرع منه،
وﻗدمت الوﺻية عﻠﻰ الدين في ﻗوله تعالﻰ" :ﻣن بعد وصيﺔ يوصي بهﺎ أو دين" ،لكونها
تﺷبه الميراث لﻸﺧذ بﻐير عوض ،فيﺷق عﻠﻰ الورﺛة إﺧراجها ،بﺧﻼف الدين فإن نﻔوﺳهم
مطمئنة بأدائه ،فﻘدمت عﻠيه في الذكر ﺣﺛا عﻠﻰ إﺧراجها ،وتنبيها عﻠﻰ أنها مﺛﻠه في وجوب
اﻷداء ،ﺛم إن تﻘديم الدين عﻠﻰ الوﺻية ﺛابت في الﺳنة فﻘد روى الترمذي في ﺳننه عن عﻠي
رضي ﷲ عنه ﻗال رأيت رﺳول ﷲ ﷺ بدأ بالدين ﻗبل الوﺻية.2
وﻗد اتﻔق جمهور الﻔﻘهاء عﻠﻰ أن الديون المؤجﻠة ﻻ تﺣل بموت الدائن ﻷن اﻷجل ﺣق
لﻠمدين الذي ﺷﻐﻠت ذمته بالدين ولذلك ﻻ يﺣق لورﺛة الدائن أن يطالبوا المدين بأداء ما عﻠيه
من دين إﻻ بعد ﺣﻠول أجﻠه.
2
-أﺧرجه البﺧاري في الوﺻايا ،باب :ما جاء يبدأ بالدين ﻗبل الوﺻية.
4
والﻘانون ،بمعنﻰ أن تكون لﻐير الوارث وفي ﺣدود الﺛﻠث ،أما إذا كان لوارث ولو في ﺣدود
الﺛﻠث ،أو لﻐير الوارث بأكﺛر من الﺛﻠث فهي متوﻗﻔة عﻠﻰ إجازة الورﺛة فإن أجازوها وهم
من أهل التبرع جازت ،وﻗد نﺻت المادة 303من مدونة اﻷﺳرة عﻠﻰ أن" :إذا أجاز الورﺛة
الوﺻية لوارث أو بأكﺛر من الﺛﻠث ،بعد موت الموﺻي أو في مرضه المﺧوف المتﺻل
بموته ،أو اﺳتأذنهم فيه فأدينه ،لزم ذلك لمن كان كامل اﻷهﻠية منهم.
وفي ﺣالة إذا لم يجز الورﺛة الوﺻية لوارث ،أو لم يجيزوا ما زاد عﻠﻰ الﺛﻠث لﻐير
الوارث بطﻠت الوﺻية في ﺣق الوارث ،وبطل المﻘدار الزائد عﻠﻰ الﺛﻠث في ﺣق غير
الوارث ،أما إذا أجازها بعض الورﺛة دون بعض نﻔذت في ﺣق من أجاز ولم تنﻔذ في ﺣق
من لم يجز.
ويﺷترط في ﺻﺣة الوﺻية أن يﺻدر بها إﺷهاد عدلي أو إﺷهاد أي جهة رﺳمية مكﻠﻔة
بالتوﺛيق أو يﺣررها الموﺻي بﺧط يده مﻊ إمضائه ،في ﺣالة الضرورة المﻠﺣة تﺛبت بﺷهادة
الﺷهود ،3وتكون نافذة إذا لم يتم التراجﻊ عنها من ﻗبل الموﺻي ولم يردها الموﺻﻰ له بعد
وفاته ،4وفضﻼ عن ذلك يجب أن يﺻرح في عﻘد الوﺻية المنعﻘدة بﺧط يد الموﺻي بما يﻔيد
اﻹذن بتنﻔيذها.5
3
-المادة 296من مدونة اﻷﺳرة.
4
-انظر المادتان 286و 289من مدونة اﻷﺳرة.
5
-المادة 297من مدونة اﻷﺳرة.
6
-انظر الﻔﺻل الﺛاني من الظهير المﻠكي رﻗم 154.62.1المؤرخ في 29جمادى اﻷولﻰ عام 1382الموافق لـ 21أكتوبر .1962
-انظر الﻔﻘرة 6من المادة 349من مدونة اﻷﺳرة.
5
امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ
الﳫية اﳌتعددة التخصصات -زة-
2
اﶈور الثالث :أرﻛان اﻹرث وأﺳﺒابﻪ وﺷروﻃﻪ وﻣواﻧعﻪ
لﻺحاطة بجوانب هذا المحور نخصص )المبحث اﻷول( للحديث عن أركان اﻹرث
وأسبابه ،و)المبحث الثاني( نقف فيه على شروط اﻹرث وموانعه.
4
بالنسبة للطﻼق وأثره من حيث الحق في التوارث ،ينبغي التمييز بين فرضيتين،
فرضية كونه وقع في حالة مرض الزوج مرضا مخوفا ،وفرضية كونه وقع في حالة صحة
الزوج:
ففي الفرضية اﻷولى أي وقوع الطﻼق في حالة مرض الزوج مرضا مخوفا ،ترث
المطلقة مطلقا ،أي سواء كان الطﻼق رجعيا أو بائنا ،وسواء توفي المطلق خﻼل العدة أو
بعدها ،وذلك معاملة له بنقيض قصده ،ﻷنه يتهم افتراضا بأنه أراد حرمانها من اﻹرث
واﻹضرار بها ،فوجب سد هذه الذريعة ،على أنه يشترط عموما في ثبوت ميراثها في هذه
الحالة ثﻼثة شروط:
-أن ﻻ يصح من ذلك المرض وإن مات عنه بعد مدة؛
-أن يكون المرض مخوفا يحجر عليه فيه؛
-أن يكون الطﻼق منه ﻻ منها وﻻ بسببها كالتمليك والتخيير والخلع.
وإذا تزوجت المطلقة من جديد ،ثم طلقها الزوج الثاني في مرضه المخوف فإنها ترثه
أيضا ،ولو تعدد اﻷزواج ،وهكذا إذا ثبت حقها في اﻹرث فإنه ﻻ يقطعه تزوجها بزوج آخر،
وهذا من غرائب الفقه أن ترث الزوجة في عدة أزواج ليست في عصمتهم.
وإذا حدث أن ماتت المطلقة قبل مطلقها ،فإنه ﻻ يرثها ولو ماتت داخل العدة ،ﻷن
الطﻼق بيده بحسب اﻷصل ،وهو يتهم على قصد حرمانها من اﻹرث ،فيعامل بنقيض قصده،
بخﻼف الزوجة فإنها ﻻ تتهم على حرمان زوجها ،ﻷن الطﻼق ليس بيدها بحسب اﻷصل.
أما في الفرضية الثانية :أي وقوع الطﻼق في حالة صحة الزوج فنميز بين ما إذا كان
الطﻼق رجعيا ،وبين ما إذا كان بائنا ،ففي الحالة اﻷولى إذا مات أحد المتفارقين خﻼل العدة
ورثه اﻵخر ،أما إذا مات بعدها فﻼ يرثه ،وفي الحالة الثانية ليس هناك توارث بين المتفارقين
مطلقا ،أي سواء مات أحدهما خﻼل العدة أو بعد انقضائها ،ﻻنقطاع الزوجية ،التي هي سبب
التوارث بين الزوجين ،فيلزم من انتفاء السبب انتفاء المسبب.
السبب الثاني :القرابة
يعبر عنها أيضا بالنسب أو الرحم ،وهي أقوى أسباب اﻹرث ،قال تعالى":للرجال
نصيب مما ترك الوالدان واﻷقربون ،وللنساء نصيب مما ترك الوالدان واﻷقربون مما قل
منه أو كثر" ،ففي هذه اﻵية إيماء إلى أن علة اﻹرث بيناﻷقارب هي القرابة.
وﻻ شك أن أقارب الهالك كثيرون ،وأفراد عائلته متعددون ،وعشيرته تحيط به من كل
جانب ،وله أصول وفروع وإخوة وأوﻻد إخوة ،وأعمام وأوﻻد أعمام ،وعمات وأوﻻد عمات،
وأخوال وأوﻻد أخوال ،وخاﻻت وأوﻻد خاﻻت ،ولكن رغم هذا التوسع في القرابة والعدد
5
الكبير من اﻷقارب ،فإن الذين لهم الحق في خﻼفة الهالك في ماله ينحصرون في المجموعات
التالية فقط دون غيرها:
-فروع الهالك :ويقصد بهم أقاربه الذين ينتمون إليه لكونه أصلهم ،فهو أبوهم أو أمهم،
وهؤﻻء الفروع تجمعهم صفة البنوة ،وتكون مباشرة أو غير مباشرة،فإذا كان الفرع مباشرا
ورث بصرف النظر عن جنسه ،أما إذا كان غير مباشر فيتعين أن يكون بينه وبين الهالك
واسطة مذكر حتى يرث ،ولذلك ترث بنت اﻻبن وإن نزل وﻻ ترث بنت البنت.
-أصول الهالك :ويقصد بهم أقاربه الذين ينتمي إليهم ،لكونهم أصوله ،وهؤﻻء اﻷصول
تجمعهم صفة اﻷبوة أو اﻷمومة ،وتكون مباشرة أو غير مباشرة ،فتشمل :اﻷب واﻷم والجد
من جهة اﻷب والجدة من جهة اﻷم أو اﻷب.
-فروع أبوي الهالك :ويقصد بهم أقاربه الذين ينتمون إلى أبويه ،ﻷنهما أصﻼن لهم
وللهالك جميعا ،أو ينتمون إلى أحد أبويه فقط ،وهؤﻻء الفروع تجمعهم صفوة اﻷخوة،
مباشرة كانت أو غير مباشرة ،كان الموصوف بها مذكرا أو مؤنثا ،ويدخل في ذلك أيضا
أبناء اﻹخوة اﻷشقاء أو ﻷب ،أما أبناء اﻹخوة ﻷم فهم غير معنيين ،ﻷنهم ﻻ يرثون.
-فروع أجداد الهالك :ويتعلق اﻷمر هنا باﻷعمام وأوﻻدهم ممن يرثون ،أي الذكور
دون اﻹناث ،فابن العم يرث دون ابنته.
أما باقي اﻷقرباء الذين ﻻ يندرجون ضمن إحدى هذه المجموعات ممن يطلق عليهم
"ذوو اﻷرحام" فﻼ يرثون حسب ما ذهب إليه اﻹمامان مالك والشافعي ،بخﻼف أبي حنيفة
وصاحبيه فيرون أنهم يرثون ،والمقصود بهم كل اﻷقارب الذين ليسوا ذوي فروض وﻻ
عصبة ،كأوﻻد البنات وأوﻻد اﻷخوات وبنات اﻹخوة وأوﻻد اﻹخوة ﻷم واﻷخوال والخاﻻت
والعمات وبنات اﻷعمام وكل من بينه وبين الميت أم.
6
اﳌﺒﺤـث الثاﻧـي :ﺷـ ـروط اﻹرث وﻣ ـواﻧع ـ ـ ـﻪ
نعالج هذا المبحث في مطلبين ،نتطرق في )المطلب اﻷول( لشروط اﻹرث ،و)المطلب
الثاني( نخصصه للحديث عن موانع اﻹرث.
7
أ – مسطرة الحكم بموت المفقود:
نشير بداية إلى أن المفقود يبقى في نظر القانون حيا إلى أن يصدر حكم بموته ،وذلك
بصريح المادة 326من مدونة اﻷسرة التي جاء فيها " :المفقود مستصحب الحياة بالنسبة
لماله ،فﻼ يورث وﻻ يقسم بين ورثته ،إﻻ بعد الحكم بتمويته ،"...وﻻ يصدر هذا الحكم إﻻ
بناء على دعوى التصريح بوفاته ترفع من كل ذي مصلحة مشروعة أو من النيابة العامة لدى
المحكمة اﻻبتدائية لمحل آخر موطن أو آخر محل إقامة الغائب.
وبعد أن يتم رفع الدعوى ،تأمر المحكمة بإجراء اﻷبحاث والتحريات الﻼزمة للبحث
عن المفقود بجميع الوسائل الممكنة ،عن طريق الجهات المختصة بالبحث عن المفقودين،
فإن تم العثور عليه أو الوقوف على خبر حياته أو مماته كان بها ،أما إذا حصل اليأس من
العثور عليه أو معرفة أخباره ،فهنا ﻻ يكون أمام المحكمة سوى البت في القضية وإصدار
حكمها في الموضوع.
غير أنه إذا كان المفقود قد فقد في ظروف يغلب فيها اﻻعتقاد بأنه هلك ،كما في حالة
الحرب والفيضان وانتشار اﻷوبئة القاتلة ،فإن المحكمة ﻻ تحكم بموته إﻻ بعد انقضاء سنة من
تاريخ اليأس من الوقوف على خبره ،أما إذا كان قد فقد في ظروف ﻻ يسود فيها ذلك
اﻻعتقاد ،كمن سافر لطلب التجارة أو طلب العلم أو قضاء مناسك الحج أو للسياحة ،ولم
يرجع ولم يعلم خبره ،فإن المحكمة لها الصﻼحية التامة في تحديد المدة التي تنتظرها بعد
تاريخ اليأس قبل إصدار الحكم بموته ،وذلك وفقا لما نصت عليه المادة 327من مدونة
اﻷسرة التي جاء فيها " :يحكم بموت المفقود في حالة استثنائية يغلب عليه فيها الهﻼك بعد
مضي سنة من تاريخ اليأس من الوقوف على خبر حياته أو مماته.
أما في جميع اﻷحوال اﻷخرى ،فيفوض أمد المدة التي يحكم بموت المفقود بعدها إلى
المحكمة ،وذلك كله بعد التحري والبحث عنه بما أمكن من الوسائل بواسطة الجهات
المختصة بالبحث عن المفقودين".
ب – اﻹرث في المفقود:
يعتبر المفقود مستصحب الحياة بالنسبة ﻷمواله ،أي يعتبر حيا ،استنادا إلى دليل
اﻻستصحاب ،أي استصحاب الحالة التي كان عليها الشخص قبل فقده وهو ما أكدته المادة
326من مدونة اﻷسرة ،ولهذا فإن أمواله ﻻ تقسم بين ورثته بسبب الشك في موته ،وﻻ
ميراث مع الشك كما سنرى في موانع اﻹرث ،وعليه يبقى ماله موقوفا إلى أن يحكم القاضي
بموته وفق المسطرة المذكورة سابقا ،فيورث ماله حينئذ.
لكن قد يحدث أن تحكم المحكمة بموت المفقود ،ثم يظهر بعد ذلك أنه حي يرزق ،أو
يتبين أن التاريخ الحقيقي لوفاته هو غير الذي صدر به الحكم ،فالجواب على هذين
الفرضيتين نجدهما في المادتين 75و 76من مدونة اﻷسرة.
8
ففي الفرضية اﻷولى ،يجب على النيابة العامة أو من يعنيه اﻷمر تقديم طلب إلى
المحكمة ﻻستصدار مقرر قضائي بإثبات كون المفقود ما زال على قيد الحياة ،لكن ما أثر هذا
الحكم الجديد على اﻷوضاع التي قررها الحكم القديم؟.
فمن خﻼل المادة 75فإن الحكم المصرح به بالوفاة يبطل في جميع آثاره ،ما عدا في
موضوع الزواج ،بمعنى أنه إذا كان قد تم توزيع أمﻼك المفقود على الورثة ،فإن من حق هذا
المفقود العائد استعادة كل تلك اﻷمﻼك ما قسم منها وما لم يقسم ،إن كانت باقية ،ويرى أحد
الفقه أنه في حالة استحالة ذلك كما إذا استهلكها الورثة ،يكون للمفقود أن يحصل على مجرد
تعويض في إطار أحكام اﻹثراء بﻼ سبب مشروع )الفصول من 66إلى 78من ق.ل.ع( ،أما
بالنسبة لزوجته فإذا كانت قد تزوجت بغيره بعد قضائها فترة العدة ،فإنه ﻻ حق له في
استرجاعها ،طالما أن الزوج الجديد دخل بها ،وإﻻ فله ذلك.
ينص الفصل 75على أنه " :إذا ظهر أن المفقود المحكوم بوفاته ما زال حيا ،تعين
على النيابة العامة أو من يعنيه اﻷمر ،أن يطلب من المحكمة إصدار قرار بإثبات كونه باقيا
على قيد الحياة.
يبطل الحكم الصادر بإثبات حياة المفقود ،الحكم بالوفاة بجميع آثاره ،ما عدا زواج
امرأة المفقود فيبقى نافذا إذا وقع البناء بها".
وفي الفرضية الثانية ،فإن اﻵثار المترتبة على التاريخ غير الصحيح تبطل بمقرر
قضائي أيضا ،يستثنى من ذلك فقط زواج امرأته ،فإنه يبقى نافذا ،سواء تم البناء بها من
طرف الزوج الجديد أم ﻻ حسب ما تنطق به المادة 76من المدونة.
ينص الفصل 76على أنه " :في حالة ثبوت التاريخ الحقيقي للوفاة غير الذي صدر
الحكم به ،يتعين على النيابة العامة وكل من يعنيه اﻷمر طلب إصدار الحكم بإثبات ذلك،
وببطﻼن اﻵثار المترتبة عن التاريخ غير الصحيح للوفاة ما عدا زواج المرأة".
– 2ثبوت حياة الوارث حقيقة أو حكما وتأخرها عن موت المورث:
الحي حقيقة هو من تكون حياته مستقرة وثابتة بعد موت المورث ،بدفاتر الحالة
المدنية ،وبطاقة الهوية ،وشهادة اللفيف ...وهذا إرثه واضح ﻻ نقاش فيه ،يكفي أن يثبت تأخر
حياته عن موت المورث تأخرا بينا ،فضﻼ عن إثبات صفته اﻹرثية ،ويلحق به المفقود قبل
صدور الحكم بموته.
أما الحي حكما فهو الحمل الذي يوضع حيا في وقت يدل على أنه كان جنينا عند موت
المورث ،أي موجودا في رحم أمه ولو نطفة أو علقة ،على أن حياته عند الوﻻدة تتحقق
بصراخ أو رضاع أو نحوهما ،وتكفي حياته ولو مدة يسيرة ،مع اشتراط تأخرها أيضا عن
موت المورث تأخرا ثابتا.
9
وبناء عليه ،إذا كان ضمن الورثة حمل ،فإنه يجب على القول المشهور من المذهب
المالكي وقف جميع متروك الهالك ،وعدم قسمته حتى تتم الوﻻدة ،وتعرف حقيقة الحمل
كامﻼ ،فيقسم حينئذ على اليقين.
فقسمة التركة قبل الوﻻدة فيه تخمين ومخاطرة وتسليط للورثة على كامل التركة أو
بعضها ،مما يؤدي إلى إتﻼفها أو استهﻼكها قبل الوضع ،فيصعب استردادها ،خاصة أن
الورثة سيقولون بأنهم أخذوا حصصهم بوجه جائز.
ومحل ما قلناه من وقف القسم إذا كان الحمل وارثا ،أما إذا كان غير وارث على فرض
تقديره ذكرا وعلى فرض تقديره أنثى ،فﻼ يوقف شيء من التركة ،كما إذا مات رجل عن أب
وأم حامل من زوج آخر ،فالحمل هنا ﻻ شيء له باعتباره أخا ﻷم ،ﻷنه يحجب باﻷب.
– 3العلم التفضيلي بجهة اﻹرث:
المقصود هنا العلم بالجهة التي يجب بها اﻹرث من زوجية أو قرابة ،بمعنى أن نعلم
كيف يتصل الوارث بالمورث ،هل هو زوج أو قريب ،فقد يكون للميت وارث معلوم فيدعي
آخر أنه أولى بإرث الميت منه ،ففي هذه الحال ﻻبد من العلم بكيفية اتصال المدعي بالميت
وبمنزلته منه أيضا ،وهذا يقتضي أن تكون القرابة معلومة ومفصلة من أبوة أو أمومة أو
أخوة .بحيث تختلف كل جهة في الميراث عن الجهة اﻷخرى ،فقد يكون الوارث ،مثﻼ من
جهة الزوجية وارث بالفرض ومن جهة العمومة وارث بالتعصيب ،وأحيانا أخرى من
الجهتين معا.
10
اﻟﻤﻄﻠـ ـ ـﺐ اﻟﺜﺎﻧ ـ ـﻲ :ﻣـ ـﻮاﻧ ـ ـ ـ ـ ـﻊ اﻹرث
يقصد بموانع اﻹرث اﻷوصاف التي تمنع منه ،أي التي بمقتضاها ينتفي اﻹرث عن
الشخص الذي قام به سببه ،وتوافرت لديه شروطه ،وبعبارة أخرى هي صفات إذا وجد واحد
منها حرم الشخص من الميراث ولو توفرت أسبابه وشروطه ،ويسمى الشخص حينئذ
ممنوعا أو محروما من اﻹرث ،ويعتبر كأنه غير موجود أصﻼ ،فﻼ يؤثر على عيره من
اﻷشخاص في الحجب.
وقد تطرقت مدونة اﻷسرة إلى هذه الموانع في عدد من موادها ،بحيث تناولت مانع
الشك في المادة ،328ومانع عدم اﻻستهﻼل في المادة ،331وموانع الكفر واللعان والزنى
في المادة ،332ومانع القتل في المادة ،333وهي نفسها الموانع التي ذكرها فقهاء اﻹسﻼم،
إضافة إلى مانع الرق الذي لم يعد له وجود اليوم ،وقد جمع ابن عاصم هذه الموانع في تحفة
بقوله:
وإن هما بعد الممات ارتفعا الكفر والرق ﻹرث منعــــــا
ومطلقا يمنع قتل العمـــــــد ومثل ذاك الحكم في المرتـــد
وحالة الشك بمنع مغنيـــــة. وإن يكن عن خطأ فمن دية
وقد رمز لها الفقهاء بعبارة " :عش لك رزق" ،فالعين لعدم استهﻼل المولود ،والشين
للشك ،والﻼم للعان ،والكاف للكفر ،والراء للرق ،والزاي للزنى ،والقاف للقتل ،وسنحاول
تبيان هذه الموانع كل على حدة:
– 1مانع الشك:
معنى هذا أن الميراث ﻻ يكون بالشك ،والشك هو التردد بين أمرين ﻻ مزية ﻷحدهما
عن اﻵخر ،وبهذا فهو يختلف عن الظن والوهم واليقين ،فالظن إدراك الطرف الراجح،
والوهم إدراك الطرف المرجوح ،واليقين علم الشيء بحقيقته.
ولهذا المانع صور وألوان ،لعل أبرزها الشك في حياة الوارث عند وفاة المورث ،وهذه
الصورة تكون بالنسبة لﻸشخاص الذين يموتون في بعض الحوادث ،سواء كانت حوادث سير
أو شغل أو حوادث طبيعية ،فﻼ يدري من المتقدم منهما موتا ومن المتأخر ،وبالتالي من
منهما المورث ومن منهما الوارث.
وعلى هذا إذا توفي زوجان ،ولم يعرف هل ماتا في وقت واحد أو سبق أحدهما اﻵخر
بالموت ،فﻼ يرث أحدهما اﻵخر ،سواء ماتا في مكان واحد ،كما إذا ارتكبا حادثة سير ،أو
ماتا كل واحد منهما في مكان خاص ولم يضبط وقت موت كل منهما ،أو ضبط وقت موت
11
أحدهما دون اﻵخر ،فنفس الحكم ،ﻻ توارث بينهما ،حيث يقدر في كل واحد منهما كأنه لم
يخلف صاحبه ،وإنما خلف اﻷحياء من ورثته اﻵخرين ،فكل واحد يرثه اﻷحياء فقط.
وقد عبر المشرع المغربي في مدونة اﻷسرة عن هذا المانع في المادة 328بقوله " :إذا
مات عدة أفراد ،وكان بعضهم يرث بعضا ،ولم يتم التوصل إلى معرفة السابق منهم ،فﻼ
استحقاق ﻷحدهم في تركة اﻵخر ،سواء كانت الوفاة في حادث واحد أم ﻻ".
ومن يتأمل هذه الصورة يجد أنها تنتهي في نهاية المطاف إلى تخلف أحد شروط
اﻹرث ،الذي هو ثبوت حياة الوارث عند موت المورث.
– 2مانع عدم اﻻستهﻼل:
إذا مات شخص وترك في رحم زوجته جنينا ،فهنا ننظر إذا ولد هذا الجنين محقق
الحياة ولو لدقائق معدودة بصراخ أو رضاع أو حركة ظاهرة أو عطاس وشبهه ،فإنه يعد
وارثا لتحقق حياته في هذه اﻷحوال ،أما إذا لم تتحقق حياته فﻼ إرث له ،وهذا ما أشار إليه
المشرع في المادة 331من مدونة اﻷسرة التي جاء فيها " :ﻻ يستحق اﻹرث ،إﻻ إذا ثبتت
حياة المولود بصراخ أو رضاع ونحوهما".
ولعل السند الشرعي الذي ركن إليه المشرع في هذا الباب هو قول النبي ﷺ" :إذا
استهل المولود ورث" ،على اعتبار أن اﻻستهﻼل دليل على الحياة.
– 3مانع الكفر:
نصت مدونة اﻷسرة على هذا المانع في المادة 332بقولها " :ﻻ توارث بين مسلم
وغير المسلم ،"...وهذا يعني أن الكفر يعد مانعا من اﻹرث ،سواء كان أصليا أو عارضا
بسبب اﻻرتداد ،وسواء اتصف به الوارث أو المورث ،فﻼ يرث المسلم غير المسلم ،سواء
كان هذا اﻷخير كتابيا أم غير كتابي ،ومن جهة أخرى فإن أبناء الزوجة غير المسلمة يتبعون
أباهم المسلم في الدين ،لذلك ﻻ توارث بينها وبينهم.
ولعل هذا الحكم يجد سنده في قوله ﷺ" :ﻻ يرث المسلم الكافر وﻻ يرث الكافر
المسلم" ،وفي قوله أيضا" :ﻻ يتوارث أهل ملتين" ،وكﻼهما نص في منع التوريث.
وتجدر اﻹشارة أن العبرة في اعتبار المانع هي بوقت وفاة المورث ،أي أنه يشترط
اتحاد الوارث والمورث في الدين خﻼل هذا الوقت ،لكي يثبت اﻹرث بينهما.
-4مانع انتفاء النسب :
نصت المادة 332من مدونة اﻷسرة على هذا المانع بقولها ..." :وﻻ بين من نفى
الشرع نسبه" ،أي وبين من انتفى عنه ،إما أصﻼ كما هو الشأن بالنسبة للزاني ،والرجل
الذي جاءت امرأته مثﻼ بولد خارج أمد الحمل ،أو بناء على دعوى.
12
أ – حالة الزنا:
اﻹرث مبني على ترابط شرعي بين رجل وامرأة ،والمقصود بالترابط الشرعي عقد
الزواج الصحيح المستوفي لجميع أركانه ،كما تمت اﻹشارة إلى ذلك أعﻼه ،فإذا زنا رجل
بامرأة ونتج عن فعل الزنا ولد فإن ذلك الولد الذي هو ولد الزنا ﻻ يرث أباه من الزنا بل يرث
أمه فقط ،وهي ترثه وكذلك إخوته من الزنا يتوارثون فيما بينهم باعتبارهم إخوة اﻷم.
ولعل العلة هنا في عدم إرث ابن الزنا هي انعدام سبب اﻹرث ،أي القرابة المسماة أيضا
النسب ،فهنا ﻻ نسب بين الطرفين.
ب – حالة الوﻻدة خارج اﻷمد الشرعي:
من المعروف أن الولد يثبت نسبه ﻷبيه بفراش الزوجية إذا ولد بعد مضي ستة أشهر
من تاريخ عقد الزواج وأمكن اﻻتصال ،كما يثبت نسبه بالفراش إذا ولد داخل سنة من انتهاء
العﻼقة الزوجية كما تصرح بذلك المادة 154من مدونة اﻷسرة.
وبناء عليه إذا أتى الولد خارج اﻷمد الشرعي فإنه ﻻ يثبت نسبه من الزوج أصﻼ
وبالتالي ﻻ يحتاج إلى رفع دعوى لنفي النسب ﻷنه منتف هنا بحكم الشرع وبقوة القانون،
ومن انتفى النسب بقوة الشرع انتفى معه بداهة حق التوارث.
ج – حالة نفي النسب بناء على دعوى:
بالنظر إلى المستجدات التي جاءت بها مدونة اﻷسرة في باب النسب ،يمكن القول بأن
نفي النسب يكون بأحد طريقين ،اللعان أو الخبرة القضائية.
ودعوى نفي النسب بطريق اللعان ﻻ تقبل إﻻ بشرطين :أن يكون نفي الولد فور العلم
به ،وأن ﻻ يقر الزوج بالولد ،فإذا تم اللعان بين الزوجين بكيفيته الشرعية ،بعد استيفائه
الشرطين المذكورين ،انتهت به عصمة الزوجية انتهاء أبديا ،ينقطع به سبب اﻹرث لكل
واحد منهما في اﻵخر ،وﻻ يبقى بينهما توارث ،وكذلك ينتهي به النسب بين الزوج والولد
الذي ﻻعن فيه ،فينقطع بذلك سبب القرابة بينهما ،وأما نسب الولد ﻷمه فثابت ،لقوله صلى ﷲ
عليه وسلم" ،ألحقوا ولد المﻼعنة بأمه" ،لذلك فهو يعطى حكم ولد الزانية.
لكن إذا كذب المﻼعن نفسه واعترف بالولد الذي نفاه فإنه يحد حد القذف ،ويعود
التوارث بينهما لثبوت النسب حينئذ.
أما بالنسبة للخبرة القضائية ،فإذا اتضح من نتيجتها أن الولد أو الحمل ليس من اﻷب
المزعوم انتفى النسب عنه من تاريخ صدور الحكم القضائي بذلك ،وتبعا لذلك ينتهي حق
التوارث بينهما.
13
– 5مانع القتل:
معنى هذا أن الشخص إذا قتل مورثه عمدا ،فإنه ﻻ يرث فيه أصﻼ ،ولعل العلة في
انتفاء اﻹرث عنه هنا هي التهمة الموجهة إليه بأنه استعجل اﻹرث فيحرم من اﻹرث عمﻼ
بالقاعدة الفقهية" :من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه" ،والسند في هذا المنع هو
قوله ﷺ " القاتل ﻻ يرث".
فهذا المنع يشمل من عفي عنه ومن لم يعف عنه ،وسواء كانت له شبهة أم لم تكن ،لكن
إذا كان القتل خطأ أي دون عمد ،فإنه يرثه لعدم قصد قتله ،وعليه أداء ديته كاملة لبقية
الورثة ،دون أن يرث هو منها شيئا.
هذه اﻷحكام هي التي أشارت إليها مدونة اﻷسرة في المادة 333بقولها " :من قتل
موروثه عمدا ،وإن أتى بشبهة لم يرث من ماله ،وﻻ ديته ،وﻻ يحجب وارثا.
من قتل موروثه خطأ ورث من المال دون الدية وحجب".
14
امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ
الﳫية اﳌتعددة التخصصات -زة-
2
وفي هذا اﻹطار يمكن تصنيف الورثة إلى أربع مجموعات أو أصناف.
أوﻻ :الصنف يرث بالفرض فقط وهم :
-1اﻷم.
-2الجدة.
-3الزوجة سواء كانت واحدة أو متعددة.
-4الزوج إذا لم يكن ابن عم لزوجته.
-5اﻷخ ﻷم.
-6اﻷخت ﻷم.
وقد ذكرت مدونة اﻷسرة هؤﻻء الورثة في المادة 337حيث نصت على أن "الوارث
بالفرض فقط ستة :اﻷم والجدة والزوج والزوجة واﻷخ ﻷم واﻷخت ﻷم".
والمﻼحظ أن مدونة اﻷسرة في المادة المشار إليها أعﻼه أجملت النص على الجدة،
ولم تفصل ،ﻷنه على التفصيل هناك الجدة من جهة اﻷم والجدة من جهة اﻷب ،وكان عليها
أن تفصل كما فصلت بالنسبة لﻸخ لﻸم واﻷخت لﻸم.
وأيضا لم تلتفت إلى إرث الزوج واﻷخ ﻷم بالتعصيب مع الفرض إذا كانا ابني عم
واستحقاقهما للتعصيب بهذه الصفة مع إرثهما بالفرض.
مثاله :زوج ابن عم يرث بقرابتين يرث بالفرض بصفته زوجا ،ويرث بالتعصيب
بوصفه ابن عم لزوجته بمقتضى للتعصيب إن بقي شيء ،إذا لم يكن هناك من هو أولى منه
من اﻷبناء ،وأبنائهم ،واﻷب ،والجد ،واﻹخوة اﻷشقاء كانوا أو ﻷب ،وأبنائهم ،واﻷعمام،
وأن ﻻ يكون من أبناء العم من هو أقرب منه إلى الهالكة أو أقوى منه ،من أجل ذلك صنف
الزوج من بين الورثة الذين يرثون بالفرض والتعصيب جمعا.
ثانيا :الصنف الذي يرث بالتعصيب فقط
التعصيب أخذ الوارث جميع المال عند انفراده ،أو ما بقي عن ذوي الفروض إن كان
معه صاحب فرض ،وقد نصت مدونة اﻷسرة في الفقرة الثانية من المادة 335على أن:
"التعصيب أخذ الوارث جميع التركة أو ما بقي عن ذوي الفروض" .
3
والورثة الذين يرثون بالتعصيب فقط هم :
-1اﻻبن .
-2ابن اﻹبن وما سفل .
-3اﻷخ الشقيق أو اﻷخ ﻷب.
-4ابن اﻷخ شقيقا كان أو ﻷب.
-5العم الشقيق أو ﻷب.
-6ابن العم الشقيق كان أو ﻷب.
وهذا ما نصت عليه مدونة اﻷسرة في المادة " :338الورثة بالتعصيب فقط ثمانية:
اﻻبن ،وابنه ،وإن سفل ،واﻷخ الشقيق واﻷخ ﻷب وابنهما وإن سفل ،والعم الشقيق والعم
ﻷب وابنهما وإن سفل".
والمﻼحظ في هذا اﻹطار أنها أغفلت بيت مال المسلمين الذي هو حاليا "الخزينة
العامة للدولة" والذي يرث في حالة عدم وجود وارث أصﻼ ،وبالرجوع إلى مدونة اﻷسرة
نجد المادة 349في حديثها عن العصبة بالنفس التي يقدم بعضها على بعض في اﻹرث
حيث عدت من ذلك "بيت المال إذا لم يكن هناك وارث أصﻼ ،حيث تتولى السلطة المكلفة
بأمﻼك الدولة حيازة الميراث. "....
ثالثا :الصنف الذي يرث بالفرض و التعصيب جمعا
يرث بالفرض والتعصيب جمعا اثنان من الورثة هما:،
-1اﻷب في حالة وجوده مع فرع أنثى )بنت( .
-2الجد في حالة وجوده كذلك مع فرع أنثى )بنت( .
يرثان السدس فرضا والباقي تعصيبا .يضاف إليهما الزوج إذا كان ابن عم لزوجته
كما سبقت اﻹشارة إلى ذلك .وقد نصت مدونة اﻷسرة في المادة 339على أن" :الوارث
بالفرض والتعصيب جمعا اثنان :اﻷب والجد" .
رابعا :الصنف الذي يرث بالفرض فقط أو بالتعصيب فقط دون الجمع بينهما
الوارثون إما بالفرض و إما بالتعصيب دون الجمع بينهما أصناف من الورثة كلهن من
النساء وهن:
4
-1البنت أو المتعدد من البنات.
-2بنت اﻹبن أو بنات اﻹبن.
-3اﻷخت الشقيقة.
-4اﻷخت ﻷب.
فكل واحدة من هؤﻻء النسوة ترث بالفرض فقط في حالة اﻻنفراد ،أو الثلثين في حالة
التعدد ،وفي حالة ما إذا كان معهن ذكر في درجتهن يرثن معه بالتعصيب للذكر مثل حظ
اﻷنثيين.
مثاله - :إذا توفي شخص وترك بنتا وابنا فهما يرثان بالتعصيب فقط للذكر مثل حظ
اﻷنثيين أي للذكر سهمان ولﻸنثى سهم واحد ..
وإذا توفي وترك بنتا واحدة ترث النصف بالفرض لكونها واحدة وإذا ترك متعددا من
الذكور واﻹناث فاﻹرث يتم بالتعصيب فقط للذكر مثل حظ اﻷنثيين.
ولﻺشارة فهؤﻻء الورثة ليسوا كلهم في مرتبة واحدة ،فمنهم من يرث دائما ،ومنهم من
يحجب حجب نقصان ،ومنهم من يحجب حجب حرمان ،وبعضهم يرث بطريق الفرض،
وبعضهم يرث بطريق التعصيب ،وبعضهم يجمع بين الفرض والتعصيب ،وبعضهم يرث
تارة بالفرض وتارة أخرى بالتعصيب .
وتبعا لذلك سنعمل على تقسيم هذا المحور وفق الشكل اﻵتي:
المبحث اﻷول :الورثة بالفرض فقط
المبحث الثاني :الوارثون بالتعصيب فقط
المبحث الثالث :الورثة بالفرض والتعصيب بهما جمعا
المبحث الرابع :الورثة بالفرض والتعصيب بهما انفرادا
5
اﳌﺒﺤ ـ ـ ـث اﻷول :اﻟورﺛـ ـ ـة ﻟﻔ ـ ـرض فـﻘ ـ ـ ـﻂ
اﻟﻤﻄﻠـ ـ ـﺐ اﻟﺜ ـﺎﻧـ ـ ـﻲ :ﺗﺤﺪﻳ ـ ـﺪ اﻟﻮارﺛﻴ ـ ـﻦ ﺑﺎﻟﻔـ ـﺮض ﻓﻘـ ـ ـﻂ
تنص المادة 337من مدونة اﻷسرة على أنه" :الوارث بالفرض فقط ،ستة :اﻷم
والجدة والزوج والزوجة واﻷخ لﻸم واﻷخت لﻸم" ،فهؤﻻء الورثة ﻻ يرثون إﻻ بالفرض
فقط ،وﻻ يرثون بالتعصيب أبدا بهذه الصفة ،ولتوضيح نصيب كل واحد من هؤﻻء
سنوردهم على التوالي:
أوﻻ :اﻷم
ترث اﻷم في أوﻻدها بسبب القرابة من نوع اﻷمومة المباشرة ،ودليل إرثها قوله
تعالى" :وﻷبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد ،فإن لم يكن له ولد
6
وورثه أبواه فﻸمه الثلث ،فإن كان له إخوة فﻸمه السدس" ،واﻷم ﻻ يحجبها أحد عن إرثها
في ولدها.
ويتبين من اﻵية الكريمة أن اﻷم لها أحد فرضين :السدس والثلث ،فمتى تحوز أحد
النصيبين؟.
-إرثها السدس ) :(1/6بالرجوع إلى الفقرة الثانية من مدونة اﻷسرة المادة 347
التي جاء فيها" :أصحاب السدس -2 :اﻷم بشرط وجود الولد أو ولد اﻻبن أو
اثنين فأكثر من اﻹخوة وارثين أو محجوبين" ،ومنه يتبين أن إرث اﻷم السدس
يكون في حالتين:
الحالة اﻷولى :إذا كان لولدها الهالك فرع وارث ،ذكرا كان أو أنثى ،مباشرا أو
غير مباشر ،ولكن بينه وبين الهالك واسطة مذكر ،وسواء كان الولد واحدا أو متعددا ،كان
لهم نسب شرعي أو كانوا من زنى أو لعان ،ﻷن البنوة بالنسبة لﻸم تستوي في اﻵثار
المترتبة عليها ،سواء كان مصدرها عﻼقة شرعية أو غير شرعية.
مثال :توفيت امرأة عن زوجها وابنها وأمها
في هذه المسألة أخذت اﻷم السدس لوجود الفرع الوارث للهالك وأخذ الزوج الربع
لوجود الفرع الوارث كذلك ،وأخذ اﻻبن الباقي تعصيبا ،وكذا الحكم لو كان بدل اﻻبن ابن
اﻻبن.
الحالة الثانية :إذا لم يكن للهالك ولد أصﻼ ،وكان له على اﻷقل اثنان من اﻹخوة
واﻷخوات ،سواء كانا مذكرين أو مؤنثين ،أو بعضهم مذكرا وبعضهم اﻵخر مؤنثا ،كانوا
أشقاء أو ﻷب أو ﻷم ،وارثين أو محجوبين.
مثال :هلك هالك عن أم وأب وأخوين شقيقين أو ﻷب أو ﻷم
في هذه المسألة أخذت اﻷم السدس لتعدد اﻹخوة ،وأخذ اﻷب الباقي تعصيبا وﻻ شيء
لﻸخوين لحجبهما باﻷب ،ومع ذلك فإنهما يحجبان اﻷم من الثلث إلى السدس.
-إرثها الثلث ) :(1/3ترث اﻷم الثلث في متروك ولدها بشرط أﻻ يكون له فرع
وارث من ابن أو بنت أو ولد ابن وإن سفل ،ذكرا كان أو أنثى وأﻻ يكون له اثنان
فأكثر من اﻷخوة أشقاء أو ﻷب أو ﻷم ،ذكورا أو إناثا أو مختلطين ،وارثين أو
7
محجوبين وإلى ذلك أشارت المدونة في الفقرة اﻷولى من المادة 346على أنه:
"أصحاب الثلث ثﻼثة:
- 1اﻷم بشرط عدم الفرع الوارث وعدم اثنين فأكثر من اﻹخوة ولو حجبوا".
مثال :ماتت امرأة عن زوج وأب وأم
ففي هذه الحالة للزوج النصف لعدم وجود الفرع الوارث ولﻸم الثلث لعدم وجود
الفرع الوارث ومتعدد من اﻹخوة ،ولﻸب الباقي ﻷنه وارث بالتعصيب.
-البهجة في شرح التحفة للتسولي ،الجزء الثاني ،الطبعة الثانية ،دار الفكر 1370هـ ،ص.395 .
2
9
-الحالة الثانية :إرثه الربع
يرث الزوج الربع إذا وجد فرع وارث للزوجة حسب المادة 343من مدونة اﻷسرة
التي نصت على أن "أصحاب الربع اثنان -1 :الزوج إذا وجد فرع وارث للزوجة" ،سواء
كان هذا الفرع ابنا أو بنتا ،واحدا أو متعددا مباشرا أو غير مباشر ،منه أو من غيره.
مثـــال :هلك عن زوج وبنتين وابن ابن
للزوج الربع لعدم وجود الفرع الوارث وللبنتين الثلثان والباقي ﻻبن اﻻبن تعصيبا.
-الحالة الثالثة :يرث الزوج بالفرض والتعصيب إذا كان ابن عم لزوجته المتوفاة،
غير أنه ﻻ يرث بالتعصيب إﻻ عندما وجود من هو أولى منه من اﻷبناء وأبنائهم واﻷب
والجد واﻹخوة أشقاء كانوا أو ﻷب ،وأبنائهم واﻷعمام ،وأﻻ يكون هناك ﻷبناء العم من هو
أقرب منه أو أقوى منه إلى زوجته المتوفاة.
10
بنسبه ،ونفس الشيء يقال في ولد الزنى ،وفي هذا الفرض تقول مدونة اﻷسرة في المادة
343على أنه" :أصحاب الربع اثنان:
- 2الزوجة إذا لم يكن للزوج فرع وارث".
مثــــال :هلك هالك عن زوجة وأم وأخ ﻷم وثﻼثة إخوة أشقاء
للزوجة الربع لعدم وجود الفرع الوارث ولﻸم السدس لوجود متعدد من اﻹخوة ،ولﻸخ
ﻷم السدس ﻻنفراده ولعدم وجود من يحجبه ولﻺخوة اﻷشقاء الباقي تعصيبا.
-الحالة الثانية :الثمن:
ترث الزوجة الثمن إذا كان لزوجها الهالك ولد من نسبه ذكرا كان أو أنثى ،واحدا أو
متعددا ،مباشرا أو غير مباشر منها أو من غيرها ،والمقصود بالولد غير المباشر الحفيد أو
الحفيدة كما تقدم معنا.
والثمن ترثه الزوجة في حالة اﻻنفراد أو التعدد ،ودليل إرث الزوجة الثمن قوله تعالى:
"فإن كان لكم ولد فلهن الثمن".1
مثـــال :هلك هالك عن زوجة ،وأب وأم وثﻼثة أبناء
للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث ،ولﻸم السدس لوجود الفرع الوارث كذلك ،ولﻸب
السدس فقط ،وﻻ شيء له تعصيبا لوجود اﻷبناء ولو كان بدل اﻷبناء أبناء اﻷبناء لم يتغير
الحكم.
وتشترك الزوجات إذا تعددن في الثمن أو الربع بإجماع العلماء ،قال اﻹمام القرطبي
"وترث المرأة من زوجها الربع مع فقد الولد ،والثمن مع وجوده ،وأجمعوا على أن حكم
الواحدة من اﻷزواج والتنتين والثﻼث واﻷربع في الربع إن لم يكن له ولد ،وفي الثمن إن
كان له ولد واحد ،وأنهن شركاء في ذلك ،ﻷن ﷲ عز وجل لم يفرق بين حكم الواحدة
منهن وبين حكم الجميع ،كما فرق بين حكم الواحدة من البنات والواحدة من اﻷخوات
وبين حكم الجميع منهن".2
-القرطبي" ،الجامع ﻷحكام القرآن" ،الجزء الخامس ،طبع بدار الكاتب العربي1387 ،هـ1967-م ،ص.76-75 .
2
11
ﺧﺎﻣﺴ ــﺎ :اﻷخ ﻟ ـــ ـﻸم واﻷﺧـ ـ ـﺖ ﻟـ ـ ـﻸم
كل من اﻷخ لﻸم واﻷخت لﻸم يرث بالفرض بسبب القرابة من نوع اﻷخوة المباشرة،
ودليل إرثهما قوله تعالى" :إن كان رجل يورث كﻼلة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد
منهما السدس ،فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصي بها أو
دين" ،1واﻹجماع منعقد على أن اﻹخوة في هذه اﻵية يقصد بهم اﻹخوة ﻷم.
فاﻷخ ﻷم واﻷخت ﻷم لهما أحد فرضين ،السدس أو الثلث كما أكدت على ذلك اﻵية
الكريمة وهو ما نجده أيضا في مدونة اﻷسرة المادتين 346و.347
جاء في الفقرة الثانية من المادة 346على أنه" :أصحاب الثلث ثﻼثة:
- 2المتعدد من اﻹخوة لﻸم بشرط انفرادهم عن اﻷب وعن الجد لﻸب وعن ولد
الصلب وولد اﻻبن ذكرا كان أو أنثى".
كما جاء في الفقرة الخامسة من المادة 347على أنه" :أصحاب السدس:
- 5اﻷخ لﻸم أو اﻷخت لﻸم بشرط أن يكون واحدا ذكرا كان أو أنثى وبشرط انفراده
عن اﻷب والجد والولد وولد اﻻبن ذكرا كان أو أنثى".
الحالة اﻷولى :إرثهما السدس
يرث اﻷخ لﻸم أو اﻷخت لﻸم سدس متروك الهالك ،بشرط أن يكون واحدا وﻻ يهم
كونه ذكرا أو أنثى ،وبشرط عدم وجود من يحجبه ،وهم الموجودون في عمودي النسب
اﻷعلى واﻷسفل ،وعمود النسب اﻷعلى اﻷب والجد من جهة اﻷب وإن عﻼ ،وعموده
اﻷسفل الولد وولده وإن سفل ،فيدخل في ذلك اﻻبن والبنت وابن اﻻبن وبنت اﻻبن وإن
سفل ،وهو ما أشارت إليه المادة 347من مدونة اﻷسرة.
مثــال :هلك هالك عن أخ ﻷم وزوجة وأخوين ﻷب وأم
لﻸخ ﻷم السدس وللزوجة الربع ولﻸم السدس ولﻸخوين ﻷب الباقي.
12
الحالة الثانية :إرثهما الثلث
ويكون ذلك في حالة تعدد اﻹخوة ﻷم ،أي وجود اثنين فما فوق ،ذكورا أو إناثا أو
مختلطين ،وعدم وجود من يحجبهم وهو ما أشارت إليه المادة 346من مدونة اﻷسرة،
على أن "أصحاب الثلث ثﻼثة:
-2المتعدد من اﻹخوة لﻸم بشرط انفرادهم عن اﻷب وعن الجد لﻸب وعن ولد
الصلب وولد اﻹبن ذكرا كان أو أنثى" .على أساس أنهم يقتسمون الثلث مناصفة،
للذكر مثل حظ اﻷنثى.
مثــال :هلك عن أخوين ﻷم وزوج وأخ شقيق
لﻸخوين ﻷم الثلث وللزوج النصف ولﻸخ الشقيق الباقي.
13
جامعة س يدي محمد بن عبد هللا
اللكية املتعددة التخصصات -اتزة-
2
ثانيا :مشروعية التعصيب
1
-سورة النساء ،اآلية .176
2
-أخرجه البخاري في الفرائض ،باب ميراث ابن االبن إذا ما لم يكن ابن ،وباب ميراث الجد ومع األب واألخوة .ومسلم في الفرائض باب ألحقوا
الفرائض بأهلها فما بقي فألولى رجل ذكر.
3
وهذه األنواع الثالثة سنتناولها في فقرات ثالث( ،الفقرة األولى) العصبة بالنفس( ،الفقرة
الثانية) العصبة بالغير ،و(الفقرة الثالثة) العصبة مع الغير.
هم الوارثون الذكور وبسبب النسب والذين ليس بينهم وبين الهالك أنثى.
والعاصب بالنفس هو كل ذكر ليس بينه وبين الهالك أنثى ،وسمي عاصبا بنفسه ألن
تعصيبه ال يحتاج فيه إلى غيره ،وهذا النوع من التعصيب خاص بالذكور ولذلك يقال بأن
الذكور الوارثين كلهم عصبة ،إال الزوج واألخ ألم .والعصبة بالنفس يتوزعون على جهات
ويخضع الترجيح بينهم عند اإلرث لضوابط معينة ،يغني عن معرفتها العلم بحجب اإلسقاط.
والعصبة بالنفس خمس جهات مقدم بعضها على بعض وهي على الترتيب التالي:
-1جهة البنوة ،وتشمل هذه الجهة االبن وابن االبن وإن سفل.
-2جهة األبوة ،وتشمل هذه الجهة األب المباشر وحده.
-3جهة الجدودة واألخوة ،وتشمل هذه الجهة الجد العصبي 1واألخوة األشقاء.
-4جهة أبناء األخوة ،وتشمل أبناء األخوة األشقاء ثم أبناء األخوة ألب مهما بعدوا.
-5جهة العمومة ،وتشمل األعمام األشقاء ثم األعمام ألب ثم أبناء األعمام األشقاء ثم
أبناء األعمام ألب مهما بعدوا.
فهذه الجهات مرتبة بهذا الشكل ،فجهة البنوة مقدمة على جهة األبوة ،وجهة األبوة
مقدمة على جهة الجدودة واإلخوة ،وهكذا فكل واحد ومن الذكور الذين ينضوون تحت هذه
الجهات يأخذ التركة كلها بجهة واحدة إذا انفرد ،ويأخذ الباقي عن أصحاب الفروض بشرط أال
يكون في المسألة من هو أولى منه وفقا للترتيب المذكور.
وقد نصت مدونة األسرة على تحديد جهات العصوبة بالنفس في المادة " :349للعصبة
بالنفس جهات مقدم بعضها على بعض في اإلرث على الترتيب اآلتي:
1
-أي الجد العصبي من جهة األب ال الجد من جهة األم ألن هذا األخير ال يرث أصال.
4
-1البنوة ،وتشمل األبناء وأبناء االبن وإن سفل.
-2األبوة.
-3الجد العصبي وإن عال واإلخوة وتشمل األخوة األشقاء واإلخوة ألب.
-4أبناء اإلخوة وإن سفلوا.
-5العمومة ،وتشمل أعمام الميت ألبوين أو ألب وأعمام أبيه كذلك وأعمام جده
العصبي وإن عال ،وأبناء من ذكروا وإن سفلوا.
-6بيت المال إذا لم يكن هناك وارث ،حيث تتولى السلطة المكلفة بأمالك الدولة حيازة
الميراث ،فإذا وجد وارث واحد بالفرض رد عليه الباقي ،وإذا تعدد الورثة بالفرض ولم
تستغرق الفروض التركة رد عليهم الباقي حسب نسبتهم في اإلرث".
ضوابط الترجيح بين العصبة بالنفس عند اإلرث:
إذا لم يكن في الفريضة إال عاصب بنفسه منفرد ،حظي بالتركة كلها ،لكن إذا تعدد
العصبة بالنفس ،بأن وجد أكثر من واحد فإن إرثهم يخضع للضوابط والمعايير التالية:
• الترجيح بالجهة :إذا تعدد العاصب بنفسه ،يكون الترجيح بالجهة ،فيقدم االبن على
األب ،واألب على الجد واإلخوة ،والجد واإلخوة على بني اإلخوة ،وبنو اإلخوة على األعمام،
واألعمام على بنيهم.
وبعبارة أخرى ،فإن صاحب الجهة األقرب يحجب صاحب الجهة األبعد ،ومن كانت
جهته مقدمة فهو مقدم ،وإن بعد على من كانت جهته مؤخرة ،فإن االبن وإن سفل مقدم على
األب وابن األخ الشقيق أو ألب وإن سفل مقدم على العم وهكذا.
• الترجيح بالدرجة :بمقتضى هذا الضابط يرجح األقرب درجة في اإلرث بالتعصيب
على األبعد درجة ،فيقدم االبن على ابنه ويقدم األخ الشقيق على ابن األخ الشقيق وهكذا.
وهذا ما أشارت إليه مدونة األسرة في المادة 350فقرة 1بقولها" :إذا اتخذت العصبة
بالنفس في الجهة كان المستحق لإلرث أقربهم درجة إلى الميت".
5
مثال :االبن مع ابن االبن ،جهتهما واحدة وهي البنوة ،ولكن درجتهما مختلفة ،ألن االبن
في الدرجة األولى من جهة البنوة ،حيث إن بنوته مباشرة ،بينما ابن االبن في الدرجة الثانية من
جهة البنوة حيث إن بنوته غير مباشرة ،فالوارث هنا بالتعصيب هو االبن وحده ،وهو حاجب
البن االبن.
• الترجيح بقوة القرابة :تنص الفقرة الثانية من المادة 350من مدونة األسرة على أنه:
" إذا اتحدوا في الجهة والدرجة كان التقديم بقوة القرابة ،فمن كانت قرابته من األبوين ،قدم
على من كانت قرابته من األب فقط".
وهذا يعني بكل وضوح أنه ال يمكن استعمال ضابط القرابة إال في جانب األخوة وبنوتها
وفي العمومة وبنوتها .لعدم تصور قوة قرابة إال فيهما.
مثال :األخ الشقيق واألخ ألب ،فهما وإن كانا متحدين جهة ودرجة إال أنهما مختلفان في
قوة قرابتهما من الهالك ،فاألخ الشقيق قريب للميت من جهتين (األب واألم) بخالف األخ ألب
فال يقرب له إال من جهة واحدة فقط ولذلك كان األول أولى باإلرث.
وقد يحصل أحيانا أن تتحد الجهة والدرجة والقوة ،كاألبناء واإلخوة واألشقاء أو ألب
واألعمام كذلك ،ففي هذه الحالة يرثون جميعا على السواء لعدم وجود ما يبرر التقديم وهذا ما
نصت عليه مدونة األسرة في الفصل 350فقرة " 3إذا اتحدوا في الجهة والدرجة والقوة
وكان اإلرث بينهم على السواء".
1
-سورة النساء ،اآلية .11
2
-سورة النساء ،اآلية .176
7
ومن هذا البيان يتضح أن العاصب بالنفس ينقل األنثى المساوية له من الفرض األفضل
لها إلى التعصيب األقل ،فال ترث النصف عند االنفراد ،أو الثلثين عند التعدد ،وإنما ترث على
أساس قاعدة المفاضلة للذكر سهمان ولألنثى سهم واحد.
وقد نصت مدونة األسرة على التعصيب بالغير في المادة 351بقولها" :العصبات بالغير:
-1البنت مع االبن.
-2بنت االبن وإن نزل مع ابن االبن وإن نزل ،إذا كان في درجتها مطلقا أو كان أنزل
منها إذا لم ترث بغير ذلك.
-3األخوات ألبوين مع اإلخوة ألبوين ،واألخوات ألب مع اإلخوة ألب ويكون اإلرث
بينهم في هذه األحوال للذكر مثل حظ األنثيين".
8
تعتبر في هذه الحالة األخوات ألبوين كاإلخوة ألبوين ،وتعتبر األخوات ألب كاإلخوة ألب
ويأخذن أحكامهم بالنسبة لباقي العصبات في التقديم بالجهة والدرجة والقوة".
تحديد الورثة بالتعصيب فقط وطريقة إرثهم:
تنص المادة 338من مدونة األسرة على أنه" :الوارث بالتعصيب فقط ثمانية :االبن
وابنه وأن سفل ،واألخ الشقيق واألخ لألب وابنهما وإن سفل ،والعم الشقيق والعم لألب
وابنهما وإن سفل".
من خالل تأمل النص أعاله ،يتضح أن الورثة بالتعصيب ،فقط ثمانية وكلهم ذكور
يندرجون في نوع العصبة بالنفس .وبعد تحديد الوارث منهم باستعمال ضوابط الترجيح المارة
بنا في حقهم ،أو قواعد الحجب التي سنراها ،نجده يرث وفق األحوال الثالثة اآلتية:
• الحالة األولى :يستحق جميع التركة الصافية وحده عند انفراده بالمسألة عمن يرث
بالفرض كأن ال يوجد في المسألة سوى ابن واحد أو أخ شقيق واحد ،أو عم شقيق واحد،
وهكذا.
• الحالة الثانية :يستحق ما يفضل عمن ورث في المسألة بالفرض لقوله صلى هللا عليه
وسلم "ألحقوا الفرائض بأهلها ،فما بقي فألولى رجل ذكر".
ومثاله :أن يموت رجل عن ابنه وأمه فتأخذ األم سدس التركة فرضا ثم يأخذ االبن الباقي
تعصيبا ،أو يموت رجل عن شقيقه وبنته ،فترث البنت النصف فرضا ،ويأخذ الشقيق النصف
المتبقي تعصيبا.
• الحالة الثالثة :إذا لم يفضل له شيء عن ذوي الفروض الموجودين في المسألة لكونهم
استغرقوا جميع التركة فال ميراث له فيها.
مثال :إذا ماتت زوجة عن زوجها وأمها وأخويها من أمها وأخيها من أبيها ،يرث الزوج
نصف التركة ،وتأخذ األم سدسها ويأخذ األخوان ألم ثلثها فلم يفضل شيء لألخ من جهة األب.
9
خالصــــة إرث أصحـــاب التعصيــــــــــب
10
امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ
الﳫية اﳌتعددة التخصصات -زة-
الوارث بالفرض والتعصيب جمعا هو :الوارث الذي قد يجمع بين الفرض والتعصيب،
حيث يرث بالفرض مع ذوي الفروض ،ويرث الباقي بالتعصيب إن كان أولى بالتعصيب.
وﻻ يصير ذلك إﻻ لشخصين من الورثة :اﻷب والجد.
وهذا ما نصت عليه مدونة اﻷسرة في المادة 339على أن" :الوارث بالفرض
والتعصيب جمعا اثنان :اﻷب والجد".
فهؤﻻء الورثة قد يجمعون في اﻹرث بين الفرض والتعصيب ،وليس معنى هذا أنهم
يرثون دائما بالفرض والتعصيب ،فإن لﻸب والجد ثﻼثة أحوال يرثان في إحداها بالتعصيب
فقط ،ويرثان أحيانا بالفرض فقط ،ويجمعان في الحالة الثالثة بين الفرض والتعصيب.
ولﻺحاطة بجوانب هذا المبحث ارتأينا تقسيمه إلى مطلبين ،نخصص )المطلب اﻷول(
للحديث عن ميراث اﻷب و)المطلب الثاني( نخصصه للحديث عن ميراث الجد.
1
-سورة النساء ،اﻵية .11
2
مثــال :هلك هالك عن زوجة وابن وأب ،للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث ،ولﻸب
السدس لوجود الفرع الوارث )اﻻبن( ،واﻻبن يرث بالتعصيب.
أصل المسألة من ،24للزوجة ) ،(3ولﻸب ) ،(4ولﻼبن ) .(17وعملها كالتالي:
24
3 زوجة ع+
4 أب ع+
17 ابن ع
-هلك هالك عن زوجته وأبيه وبنتيه ،للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث ،وللبنتين
الثلثين ﻻنفرادهما عن اﻻبن ،ولﻸب السدس فرضا والباقي تعصيبا .وعملها كاﻵتي:
24
3 زوجة ع+
1+4 أب ع+
8 بنت ع+
8 بنت
4
اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜ ــﺎﻧـ ـ ـ ــﻲ :ﻣﻴـ ـ ـ ـ ـﺮاث اﻟـ ـﺠ ـ ـﺪ
يقصد بالجد هنا الجد من جهة اﻷب وهو يرث في حفيده أو في حفيدته بسبب القرابة،
واﻷصل في ميراث الجد المباشر )أب اﻷب( السنة ،فقد ورد في الحديث الذي رواه عمران
بن حصين أن رجﻼ أتى النبي ﷺ فقال :إن ابن ابني مات فما لي من ميراثه؟ قال :لك
السدس" .أما الجد الغير المباشر )جد اﻷب( فدليل إرثه في أحفاده هو اﻹجماع.
ويشترط ﻹرث الجد ثﻼثة شروط:
-1أن يكون أبو الهالك ميتا ،فإذا كان حيا لم يرث معه الجد ،مباشرا كان أو غير
مباشر ،والدليل على ذلك هو إجماع العلماء على أن الجد ﻻ يرث مع وجود اﻷب.
-2أن ﻻ يوجد معه جد آخر أقرب إلى الهالك ،فإذا كان للهالك جدان على قيد الحياة،
وكﻼهما من جهة اﻷب ،فالذي يرثه منهما هو الجد القريب ،ﻷنه يحجب الجد البعيد.
-3أن ﻻ تفصل بينه وبين الهالك أنثى ،فﻼ إرث ﻷب أم اﻷب ،وﻻ ﻷب اﻷم.
فإذا توافرت هذه الشروط ثبت للجد حق اﻹرث ،على أن إرثه يكون إما بالفرض و إما
بالتعصيب ،وإما بالجمع بينهما.
أوﻻ :يرث الجد السدس فرضا إذا كان معه ابن الهالك أو ابن ابنه وإن سفل ،وقد
نصت على هذه الحالة المادة 347من مدونة اﻷسرة على أن" :أصحاب السدس:
-7الجد لﻸب عند وجود الولد أو ولد اﻻبن وعدم اﻷب".
مثــال :هلك هالك عن زوجة ،وأم ،وابن ،وجد.
للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث ،ولﻸم السدس لوجود الفرع الوارث ،وللجد
السدس ،والباقي يأخذه اﻻبن تعصيبا .وعملها كاﻵتي:
24
3 زوجة ع+
4 أم ع+
13 ابن ع
4 جد ع+
5
توضيح :بين مقامي فرض اﻷم والجد تماثل نأخذ أحدهما ) ،(6/1وبين مقام فرض
الزوجة ) (8/1و) (6/1توافق ،للحصول على أصل المسألة نضرب وفق أحد المقامين في
كامل اﻵخر فيكون أصل الفريضة 24للزوجة ) ،(3ولﻸم ) ،(4وللجد ) ،(4والباقي يأخذه
اﻻبن تعصيبا.
ثانيا :يرث الجد التعصيب فقط إذا لم يكن معه فرع وارث للهالك ،وفي هذه الحالة
يأخذ الجد جميع التركة أو الباقي عن ذوي الفروض تعصيبا ،وقد أشارت مدونة اﻷسرة إلى
هذه الحالة في الفقرة الثالثة من المادة 349حيث ورد فيها" :الجد العصبي وإن عﻼ" وذلك
ضمن بيانها لجهات العصبة بالنفس.
مثال :هلكت هالكة عن زوج وأم وجد ،للزوج النصف لعدم وجود الفرع والوارث،
ولﻸم الثلث لعدم وجود الفرع الوارث ،والباقي يأخذه الجد تعصيبا .وعملها كاﻵتي:
6
3 زوج ع+
2 أم ع+
1 جد ع
توضيح :بين مقامي فرض الزوج ) ،(2/1واﻷم ) (3/1تباين ،ولذلك نضرب أحدهما
في اﻵخر ،فيكون الخارج هو ) (6نجعله أصﻼ للمسألة ،يعطى للزوج ) ،(3واﻷم )،(2
والباقي يأخذه الجد تعصيبا.
ثالثا :يجمع الجد بين الفرض والتعصيب إذا كانت معه بنت الهالك أو بنت ابنه وإن
سفل ،تأخذ البنت أو بنت اﻻبن النصف فرضا ،ويأخذ الجد السدس فرضا والباقي وهو الثلث
تعصيبا .وهذا ما نصت عليه مدونة اﻷسرة في المادة 353على أن" :إذا اجتمع اﻷب أو الجد
مع البنت أو بنت اﻻبن وإن نزل استحق السدس فرضا والباقي بطريق التعصيب".
مثــال :هلك هالك عن بنت وجد ،للبنت النصف ﻻنفرادها عن ولد الصلب ،وللجد السدس
فرضا والباقي تعصيبا .وعملها كاﻵتي:
6
6
3 بنت ع+
2+1 الجد ع+
ويزيد الجد على اﻷب عندما يكون معه إخوة ،ومن المعلوم أن اﻷب يحجب اﻹخوة
واﻷخوات أشقاء أو ﻷب إجماعا ،بخﻼف الجد فإنه ﻻ يحجبهم بل يرث معهم وهو ما سارت
عليه مدونة اﻷسرة.
وعلى هذا إذا اجتمع الجد مع اﻹخوة فله إحدى حالتين:
الحالة اﻷولى :أن يوجد الجد ﻷب مع اﻹخوة اﻷشقاء وحدهم أو مع اﻹخوة لﻸب
وحدهم ،ذكورا كانوا أو إناثا أو مختلطين وليس معهم صاحب فرض ،فإن له في هذه الحالة
اﻷفضل من أمرين:
-1ثلث جميع المال.
-2أو مقاسمة اﻹخوة كذكر منهم.
وهذا ما تنص الفقرة اﻷولى من المادة 354من مدونة اﻷسرة على أنه -1" :إذا اجتمع
الجد العصبي مع اﻹخوة اﻷشقاء خاصة أو مع اﻹخوة لﻸب كذلك ذكورا أو إناثا أو مختلطين
فله اﻷفضل من ثلث جميع المال أو المقاسمة".
عمليا يكون الثلث أفضل للجد إذا كان معه من اﻹخوة من زاد عددهم على مثليه،
ويتصور هذا في مسألة يكون فيها مثﻼ الجد مع أخوين وأخت فأكثر ،أو خمس أخوات فأكثر،
أما إذا ساوى عددهم مثليه ،كما إذا اجتمع جد وأخوان ،أو جد وأربع أخوات ،أو جد وأخ
وأختان ،فحينئذ تتساوى المقاسمة مع الثلث ،أما إذا نقص عددهم عن مثليه فإن المقاسمة
تكون أفضل له.
مثــال :هلك هالك وترك جدا وثﻼثة إخوة أشقاء أو ﻷب ،أخذ الجد ثلث جميع المال ﻷنه
أحظى له من المقاسمة الذي ينوبه بمقتضاها ربع المال ،وأخذ اﻹخوة الباقي وهو الثلثان.
وعملها كاﻵتي:
7
3
9 3
3 1 جد ع+
2 2 أخ شقيق
2 أخ شقيق ع
2 أخ شقيق
-هلك هالك وترك جدا وأخا شقيقا أو ﻷب ،في هذه الحالة قاسم الجد اﻷخ وأخذ النصف
ﻷنه أحظى له من الثلث ولﻸخ النصف .وعملها كاﻵتي:
2
1 جد ع
1 أخ شقيق
الحالة الثانية :أن يوجد الجد مع اﻹخوة ،أشقاء كانوا أو ﻷب ،ذكورا أو إناثا أو
مختلطين ،ومعهم صاحب فرض ،ففي هذه الحالة يعطى للجد اﻷفضل من ثﻼثة أمور:
-سدس كامل التركة.
-الثلث الباقي بعد أخذ أصحاب الفروض فروضهم.
-مقاسمة اﻹخوة في هذا الباقي.
وهذه الحالة نصت عليها الفقرة الثالثة من المادة 354من مدونة اﻷسرة -3" :إذا
اجتمع مع اﻹخوة وذوي الفروض فله اﻷفضل من ثﻼثة :سدس جميع المال أو ثلث ما بقي
بعد ذوي الفروض أو مقاسمة اﻹخوة كذكر منهم مع المعادة".
ومن أجل معرفة اﻷفضل للجد نسلك الطريقة التالية :نقسم التركة مرتين ،مرة باعتباره
صاحب فرض وهو السدس ،ومرة باعتباره عاصبا ،ونقارن بين النصيبين ،فإن تبين أن ما
يأخذه على اعتباره صاحب فرض أكبر حظه ،وإن تبين العكس فهنا ننظر إن كان عدد
اﻹخوة يزيد على مثليه أخذ الثلث الباقي على أصحاب الفروض ﻷنه اﻷحسن له ،أما إذا قل
عددهم عن مثليه ،فاﻷفضل له مقاسمة اﻹخوة كذكر منهم ،وكأنه أخ معهم.
8
-يكون السدس أحﻈى للجد:
مثــال :هلك هالك عن زوجة وبنتين وجد وأخ شقيق أو ﻷب ،للزوجة الثمن لوجود
الفرع الوارث ،وللبنتين الثلثان لتعددهما وانفرادهما عن اﻻبن ،وللجد السدس ،والباقي
تعصيبا لﻸخ الشقيق .وعملها كاﻵتي:
24
3 زوجة ع+
8 بنت ع+
8 بنت
4 جد ع+
1 أخ شقيق ع
9
-تكون المقاسمة أفضل للجد:
مثــال :هلك هالك عن جد وجدة وأخ ،للجدة السدس ،والباقي بين الجد واﻷخ ،أصلها
من ،6للجدة منها ) ،(1وبقي ) ،(5مقتضى المقاسمة له من الباقي وهو ).(5.2) :(5
ومقتضى ثلث الباقي له أقل من ) ،(5.2أما السدس فهو أقل نسبة وهي ) .(1وعملها كاﻵتي:
12 6
2 1 جدة
جد
5 :لكل أخ 10 5 2
أخ
توضيح :قمنا بتصحيح عدد ) (5ﻷنه ﻻ ينقسم على ) ،(2عدد رؤوس الجد واﻷخ،
فضربنا ) (2عدد الرؤوس في أصل المسألة ) ،(6والناتج ) .(12وفي هذه الحالة المقاسمة
هنا أفضل للجد.
مﻼحﻈة هامة :ما ذكر في الحالتين السابقتين هو مخصوص بوجود صنف واحد من
اﻹخوة ،أما إذا وجد مع الصنفان معا اﻷشقاء ولﻸب سواء كان معهم ذو فرض أم ﻻ ،فإننا
نكون أمام مسألة شاذة تسمى مسألة المعادة ولذلك نرجئ الكﻼم فيها إلى حينه عند تناولنا
للمسائل اﻹرثية الشاذة.
10
امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ
الﳫية اﳌتعددة التخصصات -زة-
1
-سورة النساء ،اﻵية .11
2
مثــال :هلك هالك عن بنت وبنت ابن ،وأخ شقيق.
للبنت النصف ) ( لعدم وجود الفرع الوارث الذكر ،ولبنت اﻻبن السدس ) ( لكونها مع بنت
صلب واحدة وليس معها ابن ابن في نفس درجتها ،ولﻸخ الشقيق ما بقي تعصيبا .وعملها كاﻵتي:
6
3 بنت ع
1 بنت ابن ع
2 أخ ع
الحالة الثانية :إرثها للثلثين
ترث البنت عند التعدد الثلثين ،بشرط أن ﻻ يكون للهالك ابن ،إذ لو كان معهن ابن لعصبهن.
وقد نصت مدونة اﻷسرة على إرث البنتين فأكثر الثلثين في الفقرة اﻷولى من المادة 345بقولها:
"أصحاب الثلثين أربعة:
-1ابنتان فأكثر بشرط انفرادهما عن اﻻبن".
مثـــال :هلك هالك عن بنتين وأب.
للبنتين الثلثان ) ( ،ولﻸب الباقي بالتعصيب .وعملها كاﻵتي:
3
1 2 بنت ع
1 بنت
1 أب ع
3
4
1 زوج ع
2 3 ابن ع
1 بنت
2
-أخرجه البخاري في الفرائض :ميراث بنت ابن مع ابنة ،والحبر بفتح الحاء وكسرها حكاه الجوهري ورجح الكسر ،وجزم الفراء أنه بالكسر
قال :سمي باسم الحبر الذي يكتب به ،وقال أبو عبيد :هو العالم بتحبير الكﻼم وتحسينه ،وقال الراغب :سمي العالم حبرا لما يبقى من أثر علومه.
4
بنت اﻻبن ترث النصف ) ( ﻻنفرادها عن ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى وعن ولد اﻻبن في
5
للبنت النصف ) ( لعدم وجود الفرع الوارث ،ولبنت اﻻبن السدس ) ( لكونها مع بنت صلب
واحدة وعدم وجود ابن في درجتها ،والباقي يرثه العم الشقيق تعصيبا .وعملها كاﻵتي:
6
3 بنت ع
1 بنت ابن ع
2 أخ ع
3
-سورة النساء ،اﻵية .176
6
وميراث اﻷخت الشقيقة يعرف خمس حاﻻت :ثﻼث ورد حكمها في اﻵية الكريمة :النصف عند
اﻻنفراد ،والثلثان عند التعدد ،والتعصيب بالغير ،والحالة الرابعة ثبت حكمها بالحديث السابق أن النبي
صلى ﷲ عليه قضى في بنت وبنت ابن وأخت فجعل للبنت النصف ولبنت اﻻبن السدس ولﻸخت
الباقي .وأما الحالة الخامسة فقد ثبتت باﻻجتهاد وهي مقاسمة الشقيقة للجد إذا كانت المقاسمة أفضل له.
الحالة اﻷولى :النصف عند اﻻنفراد
ترث اﻷخت الشقيقة إذا كانت واحدة النصف بشرط أﻻ يكون معها أخ شقيق وإﻻ عصبها ،وﻻ
أب وإﻻ أسقطها ،وﻻ ولد صلب ،فإن كان ذكرا أسقطها ،وإن كان أنثى عصبها.
وبعبارة أخرى ،ترث اﻷخت الشقيقة النصف إذا انتفى من يسقطها ،وهم اﻷب ،واﻻبن ،وابن
اﻻبن وإن سفل ،وانتفى كذلك من يعصبها ،وهم اﻷخ الشقيق ،والبنت ،وبنت اﻻبن.
وقد أجملت مدونة اﻷسرة هذه اﻷحكام في الفقرة الرابعة من المادة 342عند تناولها ﻷصحاب
النصف بقولها" :أصحاب النصف خمسة:
-4اﻷخت الشقيقة بشرط انتفاء الشقيق واﻷب وإن عﻼ وولد الصلب ذكرا كان أو أنثى وولد
اﻻبن ذكرا كان أو أنثى".
مثــال :هلك هالك عن أخت شقيقة ،وعم.
لﻸخت الشقيقة النصف ) ( ،وللعم الباقي تعصيبا .وعملها كاﻵتي:
2
1 أخت شقيقة ع
1 عم ع
8
ينقص ما خرج للجد بالقسمة عن سدس المال حيث كان معهم من يرث بالفرض ،فإذا ورث الجد
بالفرض لكون ما أعطته القسمة دون السدس أو لزيادة عدد اﻷخوات على اﻷربع ورثت أو ورثن
الباقي بالتعصيب وإذا لم يفضل لهن شيء فﻼ إرث لهن.
وهناك مسألة شاذة ورث فيها الفرضيون اﻷخت الشقيقة مع الجد رغم أنها لم يفضل لها شيء
عن ذوي الفروض ومنهم الجد ،ومع ذلك فرضوا لها النصف مبدئيا ،ثم أضافوه إلى سدس الجد،
وقسموا المجموع بينهما بالتفاضل ،وهي مسألة اﻷكدرية التي سوف ندرسها ضمن المسائل الشاذة في
ميراث الجد .وهذا ما نصت عليه المدونة في المادة 361ضمن مسائل خاصة "ﻻ يفرض لﻸخت مع
الجد في مسألة إﻻ في اﻷكدرية وهي زوج وأخت شقيقة أو ﻷب وجد وأم ،فيضم الجد ما حسب له
إلى ما حسب لها ويقسمان للذكر مثل حظ اﻷنثيين ،أصلها من ستة ،وتعول إلى تسعة ،وتصح من
سبعة وعشرين ،للزوج تسعة ،ولﻸم ستة ،ولﻸخت أربعة ،وللجد ثمانية" ،وبيان هذه المسألة كاﻵتي:
3
27 9 6
9 3 3 زوج ع
6 2 2 أم ع
8 4 1 جد ع
4 3 أخت ع
10
للزوج النصف ) ( لعدم وجود الفرع الوارث ،ولﻸم السدس ) ( لوجود المتعدد من اﻹخوة،
ولﻸخ ﻷم السدس ﻻنفراده عن اﻷب والجد والولد ولد اﻻبن ذكرا أو أنثى ،ولﻸخت الشقيقة النصف
) ( ﻻنتفاء الشقيق واﻷب وإن عﻼ وولد الصلب ذكرا كان أو أنثى ،وولد اﻻبن ذكرا كان أو أنثى،
ولﻸخت ﻷب السدس ) ( لكونها مع أخت شقيقة واحدة وانفرادها عن اﻷب واﻷخ ﻷب ،والولد ذكرا
كان أو أنثى.
أصل الفريضة من 6وعالت إلى ،9وعملها كاﻵتي:
9 6
3 3 زوج ع
1 1 أم ع
1 1 أخ ﻷم ع
3 3 أخت شقيقة ع
1 1 أخت ﻷب ع
11
جامعة س يدي محمد بن عبد هللا
اللكية ا ملتعددة التخصصات -اتزة-
ذة .ابتسـام علــمـــــي
شعبة القانون والاقتصاد
مسكل القانون اخلاص
الفصل السادس -الفوجني ( أ -ب )
وحدة املواريث واحلقوق املالية
التعصيب الفرض
تعريـ ـ ـ ــف الفـ ـ ـ ــرض
وارث بالفرض
وارث بالتعصيب وارث بالفرض وارث بالفرض
أو التعصيب دون
فقط والتعصيب جمعا فقط
الجمع بينهما
الوارث ــون بالف ــرض فقـ ــط
المادة 337من مدونة األسرة
الوارث بالفرض فقط هو الوارث بالنصيب المقدر وال يمكن له أن يرث بالتعصيب.
نصت المادة 337من مدونة األسرة على أنه” :الوارث بالفرض فقط ستة” :األم
والجدة والزوج والزوجة واألخ لألم واألخت لألم“.
الوارث بالتعصيب فقط يرث ما بقي من التركة بعد أخذ ذوي الفروض فروضهم ،وال يمكن له
الجمع بين التعصيب وفرض آخر.
والوارثون بالتعصيب فقط ثمانية وهم :
الجد ،عند عدم وجود األب ،إذا وجد األب إذا وجد مع البنت أو بنت
مع البنت أو بنت االبن وإن نزل االبن وإن نزل
الوارث ــون بالفرض والتعصيب وال يجمعون بينهما
المادة 340من مدونة األسرة
الورثة بالفرض والتعصيب انفرادا نسوة يرثن إما بالفرض أو بالتعصيب ،وال يجمعن بينهما في
نفس اإلراثة ،وعدد هؤالء النسوة أربعة :البنت ،وبنت االبن وإن سفل ،واألخت الشقيقة،
واألخت ألب ،وهذا ما نصت عليه المادة 340من مدونة األسرة ”الوارث بالفرض أو التعصيب
وال يجمع بينهما أربعة :البنت ،وبنت االبن ،واألخت الشقيقة ،واألخت لألب“.
مجموعة الورثة بالفرض أو بالتعصيب دون الجمع بينهما ،كل أفرادها إناث محصورات في البنت
المباشرة ،والبنت الغير المباشرة ،واألخت الشقيقة واألخت لألب ،حيث - :إذا حضر معهن ورثن
بالتعصيب مع الغير إن توفرت شروطه ،وإال ورثن بالفرض في حالة انعدامه ،باستثناء األخوات الشقيقات
أو لألب فيمكن أن يرثن بالتعصيب مع الغير إذا وجد في الورثة بنت أو بنات.
2
مثﻼ :الزوج يرث زوجته ولكن إذا قتلها ﻻ يرثها ،لكونه اتصف بصفة تمنعه من
الميراث ،وهذه الصفة هي القتل مع بقاء السبب الذي هو الزوجية والعكس صحيح.
أما الحجب فهو منع الشخص من الميراث لوجود شخص أقرب منه إلى الهالك،
فالشخص الممنوع من الميراث يسمى محجوبا والمانع يسمى حاجبا ،ويسمى حرمانه حجبا.
مثﻼ :وجود اﻻبن مع اﻷخ الشقيق ،فاﻻبن عاصب واﻷخ الشقيق محجوب ﻷنه قريب
منه في الدرجة مع قيام سبب الميراث وهو القرابة.
3
اﻟﻤ ـﺒﺤ ـ ـﺚ اﻟﺜـ ـﺎﻧ ـ ـ ـﻲ :أﻧ ـ ـ ـ ـﻮاع اﻟﺤ ـﺠ ـ ـﺐ
الحجب قد يكون حجبا بالوصف أو حجبا بالشخص:
فالحجب بالوصف هو المنع من اﻹرث كلية لقيام وصف بالوارث يمنعه من اﻹرث،
أي مانع من الموانع السبعة "عش لك رزق".
والحجب بالشخص هو أن يكون بعض الورثة محجوبا عن ميراثه كله أو بعضه
لوجود شخص آخر ،ويتنوع هذا القسم إلى نوعين :حجب حرمان ،وحجب نقصان.
وفي هذا اﻹطار نصت مدونة اﻷسرة في المادة 356على أن" :الحجب نوعان:
- 1حجب نقل من حصة اﻹرث إلى أقل منها.
- 2حجب اﻹسقاط من الميراث".
ولذلك فإننا سنتناول هذا المبحث في مطلبين) :المطلب اﻷول( حجب اﻹسقاط،
)المطلب الثاني( حجب النقل.
4
وقبل أن نتكلم عن المحجوبين حجب اﻹسقاط وتحديدهم ،نلفت اﻻنتباه إلى القواعد التي
وضعها الفقهاء لحجب اﻹسقاط وهي كاﻵتي:
-1اﻹدﻻء :فكل من أدلى إلى الهالك بوارث يحجب عند وجود ذلك الوارث إﻻ اﻹخوة
لﻸم فإنهم يرثون مع وجود اﻷم.
-2القرب :اﻷقرب من الورثة يحجب اﻷبعد.
-3قوة القرابة :فاﻷقوى قرابة يحجب اﻷضعف منه.
وبناء على القواعد السابقة نعرض للورثة الذين يحجبون حجب إسقاط حسب ما نصت
عليه مدونة اﻷسرة في المادة 358التي جاء فيها" :يحجب حجب إسقاط:
–1ابن اﻻبن يحجبه اﻻبن خاصة والقريب من ذكور الحفدة يحجب البعيد منهم.
–2بنت اﻻبن يحجبها اﻻبن فوقها مطلقا ،أو بنتان فوقها إﻻ أن يكون معها ابن في
درجتها أو أسفل منها فيعصبها.
–3الجد يحجبه اﻷب خاصة والجد القريب يحجب الجد البعيد.
–4اﻷخ الشقيق والشقيقة يحجبهما اﻷب واﻻبن وابن اﻻبن.
–5اﻷخ لﻸب واﻷخت لﻸب يحجبهما الشقيق ومن حجبه وﻻ تحجبهما الشقيقة.
–6اﻷخت لﻸب تحجبها الشقيقتان إﻻ إذا وجد معها أخ لﻸب.
–7ابن اﻷخ الشقيق يحجبه الجد واﻷخ لﻸب ومن حجبه.
–8ابن اﻷخ لﻸب يحجبه ابن اﻷخ الشقيق ومن حجبه.
–9العم الشقيق يحجبه ابن اﻷخ لﻸب ومن حجبه.
–10العم لﻸب يحجبه العم الشقيق ومن حجبه.
–11ابن العم الشقيق يحجبه العم لﻸب ومن حجبه.
–12ابن العم لﻸب يحجبه ابن العم الشقيق ومن حجبه.
–13اﻷخ لﻸم واﻷخت لﻸم يحجبهما اﻻبن والبنت وابن اﻻبن وبنت اﻻبن وإن سفل
واﻷب والجد وإن عﻼ.
–14الجدة لﻸم تحجبها اﻷم خاصة.
–15الجدة لﻸب يحجبها اﻷب واﻷم.
–16الجدة القربى من جهة اﻷم تحجب الجدة البعدى من جهة اﻷب".
5
اﻟ ـﻤﻄـ ـﻠـ ـﺐ اﻟـ ـﺜ ـ ـﺎﻧ ـ ـ ـﻲ :ﺣـ ـﺠـ ـ ـ ـﺐ اﻟ ـ ـ ـﻨـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻞ
أوﻻ :تعريف حجب النقل
حجب النقل هو الذي يمنع فيه المحجوب من بعض الميراث دون بعضه لوجود وارث
آخر ،فالمحجوب هنا ﻻ يسقط من الفريضة كما هو الشأن بالنسبة لحجب إسقاط ،وإنما
ينقص إرثه فقط ،فإن هذا النقص أو النقل يتخذ إحدى الصور التالية:
الصورة اﻷولى :أن يكون النقل من فرض إلى فرض أقل منه:
ويكون لخمسة أشخاص الزوج والزوجة واﻷم وبنت اﻻبن ،واﻷخت ﻷب
ومثاله:
-نقل الزوج من النصف إلى الربع عند وجود الفرع الوارث.
-نقل الزوجة من الربع إلى الثمن لوجود الفرع الوارث كذلك.
-نقل اﻷم من الثلث إلى السدس لوجود الفرع الوارث أو المتعدد من اﻹخوة كيفما
كانوا أشقاء أو ﻷب أو ﻷم.
الصورة الثانية :أن يكون النقل من فرض إلى تعصيب أقل منه:
كانتقال ذوات النصف أو ذوات الثلثين لكونهن وارثات بالفرض إلى كونهن وارثات
بالتعصيب بالغير عند وجود المعصب لهن.
ومثاله:
-نقل البنت من النصف في حالة انفرادها إلى التعصيب عند وجود أخيها معها.
-نقل اﻷخت الشقيقة من النصف كذلك في حالة اﻻنفراد إلى التعصيب في حالة
وجود أخيها في درجتها.
-نقل بنت اﻻبن من النصف إلى السدس في حالة وجود بنت واحدة أو المتعدد من
البنات اثنين فأكثر.
الصورة الثالثة :أن يكون من تعصيب إلى فرض أقل:
كانتقال اﻷب أو الجد من كونهما وارثين بالتعصيب إلى كونوهما وارثين السدس
فرضا عند عدم وجود الفرع الوارث المذكر
6
ومثاله :نقل اﻷب من التعصيب في حالة اﻻنفراد إلى الفرض )السدس( في حالة
وجوده مع فرع ذكر.
ثانيا :تحديد الورثة المشمولين بحجب النقل
تنص المادة 359من مدونة اﻷسرة على أنه" :يحجب حجب نقل:
-1اﻷم :ينقلها من الثلث إلى السدس اﻻبن وابن اﻻبن والبنت وبنت اﻻبن واثنان
فأكثر من اﻹخوة واﻷخوات سواء كانوا أشقاء أو لﻸب أو لﻸم وارثين أو محجوبين.
-2الزوج :ينقله اﻻبن وابن اﻻبن والبنت وبنت اﻻبن من النصف إلى الربع.
-3الزوجة :ينقلها اﻻبن وابن اﻻبن والبنت وبنت اﻻبن من الربع إلى الثمن.
-4بنت اﻻبن :تنقلها البنت الواحدة من النصف إلى السدس كما تنقل اثنتين فأكثر
من بنات اﻻبن من الثلثين إلى السدس.
-5اﻷخت لﻸب :تنقلها الشقيقة من النصف إلى السدس وتنقل اثنتين فأكثر من
الثلثين إلى السدس.
-6اﻷب :ينقله اﻻبن وابن اﻻبن من التعصيب إلى السدس.
-7الجد :عند عدم اﻷب ينقله اﻻبن وابن اﻻبن من التعصيب إلى السدس.
-8البنت وبنت اﻻبن ،واﻷخت الشقيقة واﻷخت لﻸب ينقل كل واحدة منهن فأكثر
أخوها عن فرضها ويعصبها.
-9اﻷخوات الشقائق واﻷخوات لﻸب تعصبهن البنت فأكثر أو بنت اﻻبن فأكثر
فتنقلهن من الفرض إلى التعصيب".
من خﻼل هذه المادة يمكن تقسيم الورثة المشمولين بحجب النقل إلى ثﻼث مجموعات
وهي على التوالي:
المجموعة اﻷولى :حجب النقل من الفرض إلى الفرض
يتعلق اﻷمر هنا بمن ذكرتهم المدونة في الفقرات 1إلى 5من المادة 359وهم:
-اﻷم :ينقلها من فرض الثلث إلى السدس اﻻبن ،وابن اﻻبن ،والبنت ،وبنت اﻻبن،
واثنان فأكثر من اﻹخوة واﻷخوات ،سواء كانوا أشقاء أو ﻷب أو ﻷم ،ثم إن اﻹخوة يحجبون
اﻷم من الثلث إلى السدس ولو كانوا محجوبين ،فمن ترك أما وأبا وأخوين شقيقين أو ﻷب
7
أو ﻷم ،فﻼ شيء لﻸخوين لحجبهما باﻷب ،ومع ذلك يحجبان اﻷم من الثلث إلى السدس،
فتأخذ اﻷم السدس فرضا ،واﻷب الباقي تعصيبا.
-الـــزوج :ينقله من النصف إلى الربع ،اﻻبن وابنه والبنت وبنت اﻻبن.
-الـزوجــة :ينقلها من فرض الربع إلى الثمن ،نفس اﻷشخاص الذين ينقلون الزوج
من النصف إلى الربع.
-بنت اﻻبن:
تنقلها عند اتحادها من فرض النصف إلى فرض السدس ،البنت ،وعند تعددها تنقلها
البنت أيضا من فرض الثلثين إلى فرض السدس.
المجموعة الثانية :حجب النقل من التعصيب إلى الفرض
يتعلق اﻷمر بمن ذكرتهم المدونة في الفقرتين 5و 7وهما:
-اﻷب :ينقله من التعصيب إلى فرض السدس ،اﻻبن وابنه ،فمن ترك أبا وابنا أو ابن
ابن ،فلﻸب السدس فرضا ،والباقي لﻼبن أو ابن اﻻبن تعصيبا ،لتقدم البنوة وبنوتها في
التعصيب على جهة اﻷبوة.
-الجد :ينقله من التعصيب إلى فرض السدس ،اﻻبن وابنه ،لتقدم البنوة وبنوتها في
التعصيب على الجدودة.
المجموعة الثالثة :حجب النقل من الفرض إلى التعصيب
يتعلق اﻷمر هنا بالورثة المتبقين في المادة 359وهم :البنت وبنت اﻻبن واﻷخت
الشقيقة واﻷخت ﻷب ،سواء كن متحدات أو متعددات ،سنقل كل واحدة منهم فأكثر أخوها
من الفرض إلى التعصيب ،كما تعصب اﻷخوات الشقيقات واﻷخوات ﻷب البنت فأكثر أو
بنت اﻻبن فأكثر.
ويضاف إلى هذا الذي اقتصرت عليه المدونة ،أن اﻷخت الشقيقة واﻷخت لﻸب
ينقلهما الجد من الفرض إلى التعصيب.
8
امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ
الﳫية اﳌتعددة التخصصات -زة-
دراسة هذا المحور ستتم من خﻼل تقسيمه إلى مبحثين المبحث اﻷول )العول في
الفرائض( ،والمبحث الثاني )الرد على الورثة(.
1
-سورة النساء ،اﻵية .3
2
أﻣﺜﻠ ـ ـ ـ ـ ـﺔ ﺗﻄﺒﻴ ـ ـﻘـ ـﻴ ـﺔ ﻟﻠ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮل:
الستﺔ ) (6تعول أربع مرات إلى ).(10 ،9 ،8 ،7
مثال :عول الستﺔ إلى سبعﺔ
-هلكﺖ عن زوج وأخﺖ شقيقﺔ وأخﺖ ﻷم ،للزوج النصف ،وللشقيقة النصف ،ولﻸخت
لﻸم السدس فأصلها من ستة وعالت إلى سبعة وعملها كما يلي:
7 6
3 3 1/2زوج
3 3 1/2أخت شقيقة
1 1 1/6أخت ﻷم
-هلكﺖ عن زوج وأختين شقيقتين ،للزوج النصف لعدم وجود الفرع الوارث،
وللشقيقتين الثلثان ﻻنفرادهما عن الشقيق وعن الفرع الوارث ،أصل المسألة من ستة وعالت
إلى سبعة ،وعملها كما يلي:
7 6
3 3 زوج 1/2
4 4 أختين شقيقتين 2/3
3
مثال :عول الستﺔ إلى تسعﺔ
-هلكﺖ هالكﺔ عن زوج وأختين ﻷب وأختين ﻷم ،للزوج في نصفه ) 3أسهم( ،ولكل
أخت ﻷب )سهمان( ،ولكل أخت ﻷم )سهم واحد( ،فأصل مسألتهم من ستة وعالت إلى تسعة،
وعملها كما يلي:
9 6
3 3 زوج 1/2
2 2 أخت ﻷب 2/3
2 2 أخت ﻷب
1 1 أخت ﻷم 1/3
1 1 أخت ﻷم
4
اﻹثنى عشر تعول ثﻼث مرات إلى ).(17 ،15 ،13
مثال :عول الثني عشر إلى ثﻼثﺔ عشر
-هلك عن زوجﺔ وأختان ﻷب ،وأخ ﻷم ،فللزوجة الربع ،ولﻸختين ﻷب الثلثان ،ولﻸخ
لﻸم السدس .فأصلها من اثني عشر وتعول إلى ثﻼثة عشر ،وعملها كما يلي:
13 12
3 3 زوجة 1 /4
4 4 أخت ﻷب 2 /3
4 4 أخت ﻷب
2 2 أخ ﻷم 1 /6
5
17 12
3 3 زوجة 1/4
8 8 أختين ﻷب 2/3
4 4 أخوين ﻷم 1/3
2 2 أم 1/6
وتسمى هذه المسألة بالمنبرية ،ﻷن عليا بن أبي طالب رضي ﷲ عنه أفتى فيها وهو
على المنبر يخطب ،فقال في نصيب الزوجة" :صار ثمنها تسعا نظرا لدخول العول على
نصيبها اﻷصلي إذ صار نصيبها 3من ،27وهو يمثل التسع ﻻ الثمن الحقيقي من ."24وقد
أشارت مدونة اﻷسرة على هذه المسألة في المادة 368بنصها على أنه" :إذا اجتمعﺖ زوجﺔ
وبنتان وأبوان صحﺖ ﻓريضتهم من أربعﺔ وعشرين وتعول إلى سبعﺔ وعشرين للبنتين
الثلثان ،-16-ولﻸبوين الثلث ،-8-وللزوجﺔ الثمن ،-3-ويصير ثمنها تسعا".
6
اﳌﺒﺤـ ـث الﺜ ـ ـاﻧ ـ ـي :الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرد
الرد لﻐة :العود والرجوع والصرف ،ومنه قوله تعالى" :ورد ﷲ الذين كفروا
بﻐيظهم" ،2أي أعادهم أذلة مقهورين من غزوة اﻷحزاب .وقال تعالى حكاية عن سيدنا
موسى ومعه فتاه" :ﻓارتدا على آثارهما قصصا" ،3أي عادا ورجعا .وجاء في الدعاء" :اللهم
رد عنا كيد المعتدين" ،أي ﷲ اصرف عنا كيدهم ومكرهم وعدوانهم.
والرد في اصطﻼح الفرضيين :نقص ﻓي عدد السهام ﻓي أصل المسألﺔ ،وزيادة ﻓي
المقادير ،فهو عكس العول الذي هو زيادة في السهام ونقص في المقادير.
وبيان ذلك أنه إذا زادت التركة بعد إعطاء أصحاب الفروض ما يستحقونه من السهام
ولم يكن ثمة عاصب ،إذ أن العصبة يأخذون الباقي عن ذوي الفروض ،فإننا نرد هذا الزائد
إلى أصحاب الفروض الموجودين في المسألة كل بنسبة سهامه ،وهذا هو مذهب سيدنا عثمان
بن عفان رضي ﷲ عنه.
وهذا ما نصت عليه مدونة اﻷسرة في الفقرة اﻷخيرة من المادة 349بقولها" :تتولى
السلطﺔ المكلفﺔ بأمﻼك الدولﺔ حيازة الميراث ،ﻓإذا وجد وارث واحد بالفرض رد عليه
الباقي ،وإذا تعدد الورثﺔ بالفرض ولم تستﻐرق الفروض التركﺔ رد عليهم الباقي حسب
نسبهم ﻓي اﻹرث".
وﻻ يمكن أن يصادف الرد في مسألة إرثية إﻻ إذا تحققت ثﻼثة شروط ،وهي:
2
-سورة اﻷحزاب ،اﻵية .25
3
-سورة الكهف ،اﻵية .64
7
وعلى هذا إذا كان في المسألة وارث بالفرض أو متعدد من الورثة بالفرض وزادت
عما يأخذونه ولم يكن هناك عاصب تعين الرد على هؤﻻء الورثة.
وطريقة العمل في هذه الحالة أن نستخرج أصل الفريضة كما في اﻷحوال العادية ،فإن
بقي شيء نصرف عنه النظر ،ثم نعود لنجمع أنصبة الورثة ،ونعتبر هذا المجموع هو أصل
الفريضة الجديد.
توﺿيﺢ :لﻸم السدس لوجود الفرع الوارث ،وللبنتين الثلثان لتعددها وانفرادهما عن
اﻻبن .أصل المسألة من ) (6وعالت إلى ).(5
مثال :2من مات وترك زوجﺔ وأخوين ﻷم وأخﺖ ﻷم.
21 12
9 3 زوجة 1 /4
4 4 أخ ﻷم 1 /3
4 / أخ ﻷم
4 / أخت ﻷم
توﺿيﺢ :للزوجة الربع لعدم وجود الفرع الوارث ،ولﻺخوة لﻸم الثلث لتعددهم
وانفرادهم عن اﻷب وعن الجد لﻸب وعن وصلد الصلب وولد اﻻبن ذكرا كان أو أنثى.
8
أصل الفريضة ) (12لوجود تباين بين مقامي الزوجة 1/4واﻹخوة لﻸم ،1/3للزوجة
ربعها ) ،(3ولﻺخوة لﻸم ثلثها ) ،(4وأصل الفريضة ) (12لوجود تباين بين ) (4و) (3إذن
نضرب 3 × 4والناتﺞ .12
أصل المسألة من ) (12وردت إلى ) ،(7وعدد رؤوس اﻹخوة ) (3وهم شركاء في
) ،(4و) (4ﻻ تقبل القسمة على عدد رؤوس اﻹخوة لﻸم ،نصحح المسألة بضرب عدد
رؤوس اﻹخوة ) (3في أصل المسألة بعد الرد ) .21 = 3 × 7 ،(7للزوجة ،9 = 3 × 3
ولﻺخوة لﻸم ،12 = 3 × 4لكل واحد منهم ).(4
مثال :3هلك وهالك عن بنﺖ ،أم.
4 6
1 1 أم 1/6
3 3 بنت 1/2
توﺿيﺢ :لﻸم السدس لوجود الفرع الوارث ،وللبنت النصف ﻻنفرادها عن ولد الصلب
ذكرا كان أو أنثى .أصل المسألة ) (6وردت إلى ) ،(4لﻸم سدسها ) ،(1وللبنت نصفها ).(3
مثال :4هلكﺖ عن بنﺖ ابن وزوج.
3 4
1 1 زوج 1/4
2 2 بنت ابن 1/2
توﺿيﺢ :للزوج الربع لوجود الفرع الوارث ،ولبنت اﻻبن النصف ﻻنفرادها عن ولد
الصلب وعن ابن اﻻبن في درجتها .أصل المسألة ) (4وعالت إلى ) ،(3للزوج ربعها )،(1
ولبنت اﻻبن نصفها ).(2
9
امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ
الﳫية اﳌتعددة التخصصات -زة-
2
اﻟﻤﺒﺤـ ـﺚ اﻟﺜ ـ ـﺎﻧ ـ ـ ـﻲ :ﻛﻴﻔﻴ ـ ـ ـﺔ اﻟﺘﺄﺻﻴ ـ ـ ـ ـﻞ
يتم تأصيل الفريضة بتحديد عدد اﻷسهم التي تتكون منها التركة ،وتعيين كم من سهم
يستحقه كل وارث من تلك اﻷسهم ،وعليه فإننا عند توزيع التركة على الورثة نقوم بقسمة
التركة على أصل الفريضة ،فنحصل بذلك على قيمة سهم واحد فﻼ يبقى لنا بعد ذلك إﻻ أن
نضرب قيمة سهم واحد في عدد اﻷسهم التي يستحقها كل وارث لنعرف نصيبه من التركة.
فإذا كان الورثة كلهم ذكورا ،كان أصل الفريضة هو عدد رؤوسهم.
مثال ذلك - :من مات وترك ثﻼثة أبناء فقط ،فأصل المسألة من ثﻼث ويكون تأصيلها
على الشكل اﻵتي:
3
1 ابن
1 ع ابن
1 ابن
-من مات وترك أربعة أبناء وكلهم ذكورا ،فكل واحد منهم ربع المال ،فأصل المسألة
من أربعة عدد رؤوسهم كما في الجدول:
4
1 ابن
1 ابن
1 ابن
1 ابن
إذا كان الورثة عاصبين ذكورا وإناثا ،فإن أصل الفريضة من عدد رؤوسهم للذكر
مثل حظ اﻷنثيين.
مثال ذلك :هلك عن ابنين وبنتين ،فأصل المسألة من ستة عدد سهامهم للذكر مثل حظ
اﻷنثيين كما في الجدول:
3
6
2 ابن
2 ابن
1 بنت
1 بنت
إذا كان في المسألة صاحب فرض واحد والباقي عصبة ،فالمسألة تكون من مقام
ذلك الفرض ،وهو العدد الذي أخذ من الفرض ،فيعطى منه لصاحب الفرض نصيبه والباقي
للعاصب.
مثال ذلك :هلك عن زوج وبنت وابن للزوج الربع ،فأصل المسألة من أربعة للزوج
واحد وبقي الثﻼثة مقسمة على اﻻبن والبنت للذكر مثل حظ اﻷنثنين ،اثنان لﻼبن وواحد للبنت
وهذا ما يوضحه هذا الجدول:
4
1 1/4زوج
2 ابن
1 بنت
وإذا كان في المسألة عصبة مع متعدد من ذوي الفروض ،هنا يجب النظر بين
المقامات باﻷنظار اﻷربعة وهي :التماثل ،والتداخل ،والتوافق ،والتباين .وسنعمل على
توضيح ذلك معززا باﻷمثلة التطبيقية.
أوﻻ :التمــاثـــل
التماثل عبارة عن مساواة عدد ﻵخر كالعدد 2مع ،2و 3مع 3إلى آخره يكتفى
بأحدهما ويكون هو أصل المسألة.
مثال ذلك - :هلكت زوجة عن زوج وأخت شقيقة ،للزوج النصف مقامه اثنان )(2
وللشقيقة النصف كذلك مقامه اثنان ) ،(2وبين اثنان واثنان تماثل ولذلك نكتفي بأحدهما
ونجعله أصﻼ للفريضة ،وتكون على الشكل التالي:
4
2
في هذه الفريضة هناك تماثل في المقامين
1 2/1زوج
نكتفي بأحدهما ونجعله أصﻼ للمسألة.
1 2/1أخت شقيقة
-هلك هالك عن أب وأم وابن ،لﻸب السدس لوجود الفرع الوارث مقامه ستة )،(6
ولﻸم السدس مقامه ستة ) ،(6وبين المقام اﻷول والمقام الثاني نجد أن هناك تماثل ،ولذلك
نكتفي بأحدهما ونجعله أصﻼ للمسألة.
6
في كل من الفريضتين هناك تماثل بين 1 1/6أب
مقامين :نكتفي بأحدهما أصﻼ للفريضة. 1 1/6أم
1 ابن ع
ثـانيـا :التـداخــل
التداخل عبارة عن عددين أحدهما أكبر واﻵخر أصغر ،حيث اﻷكبر يقبل القسمة على
اﻷصغر ،فنكتفي باﻷكبر عن اﻷصغر ونجعله أصﻼ للمسألة.
مثال ذلك - :هلك هالك عن زوج وبنت وشقيقة ،للزوج الربع مقامه أربعة ،وللبنت
النصف مقامه اثنان ،والنسبة بين اﻻثنين واﻷربعة التداخل فيكتفى بأكبرهما وهو اﻷربعة
ونجعله أصﻼ للفريضة ،ويعطى منها للزوج الربع واحد ،وللبنت النصف اثنان ،والباقي
تأخذه اﻷخت الشقيقة تعصيبا.
4
العدد أربعة يقبل القسمة على اثنين فهو أكبر 1 4/1زوج
منه لذلك نكتفي به ونجعله أصﻼ للمسألة. 2 2/1بنت
1 ع شقيقة
-هلك هالك عن زوجة وبنت وأخ شقيق وأخت شقيقة ،للزوجة الثمن لوجود الفرع
الوارث ،وللبنت النصف ﻻنفرادها عن ولد الصلب ،وللشقيقين الباقي بالتعصيب ،مقام فرض
5
اﻷولى ثمانية ) ،(8ومقام فرض الثانية اثنان ) ،(2وهما متداخﻼن ،فيكون أصل هذه المسألة
ثمانية ) (8وهو أكبر المقامين.
8
1 8/1زوجة
4 2/1بنت
2 أخ ع
1 أخت شقيقة
ثالثــــا :التــوافــق
هو عبارة عن عددين أكبر وأصغر ،ﻻ ينقسم أكبرهما على أصغرهما قسمة صحيحة،
ولكنهما يتفقان في بعض النسب الكسرية ،كالستة واﻷربعة ،والحكم فيه أن أصل الفريضة
يكون بضرب وفق أحدهما في كامل اﻵخر.
مثال ذلك - :هلك هالك عن زوج وأم وثﻼثة أبناء وبنت ،للزوج الربع مقامه أربعة،
ولﻸم السدس مقامه ستة ،والنسبة بين المقامين التوافق بالنصف ،فيضرب نصف أحدهما في
كامل اﻵخر ،والخارج هو اثنى عشر يجعل أصﻼ للمسألة ،ويعطى منه للزوج الربع ثﻼثة،
ولﻸم السدس اثنان ،وبقيت سبعة لﻸوﻻد للذكر مثل حظ اﻷنثيين ،لكل ابن اثنان وللبنت واحد.
12
3 1/4زوج
2 1/6أم
2 ابن
2 ابن ع
2 ابن
1 بنت
6
-هلك هالك عن زوجة وأم وابن ،للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث ،ولﻸم السدس
ولﻼبن ما بقي تعصيبا ،بين الثمانية والستة مقامي فرض الزوجة واﻷم التوافق ،للحصول
على أصل المسألة نضرب وفق أحد المقامين في كامل اﻵخر ،فيكون أصل الفريضة هو .24
24
3 8/1زوجة
4 6/1أم
17 ابن ع
رابعـــا :التبايــن
التباين أو التخالف عبارة عن عددين أكبر وأصغر ،ﻻ ينقسم أكبرهما على أصغرهما
قسمة صحيحة ،وﻻ يتفقان في أي نسبة كسرية ،كالعددين 3و ،4والحكم هنا هو ضرب
أحدهما في اﻷخر ،وما تحصل نجعله أصﻼ للمسألة.
مثال ذلك - :هلك زوجة عن زوج وأم وأخ شقيق ،للزوج النصف ،مقامه اثنان )،(2
ولﻸم الثلث ،مقامه ثﻼثة ) ،(3ولﻸخ الشقيق ما بقي تعصيبا .والنسبة بين المقامين هنا هي
التباين ،ولذلك نضرب أحدهما في اﻵخر ،فيكون الخارج هو ستة ) (6نجعله أصﻼ للمسألة،
فيعطى منه للزوج النصف ) ،(3ولﻸم الثلث ) ،(2والباقي واحد يأخذه اﻷخ الشقيق تعصيبا.
6
3 1/2زوج
2 1/3أم
1 أخ شقيق ع
-هلك هالك عن زوجة وأم وأخ شقيق ،للزوجة الربع مقامه أربعة ) ،(4ولﻸم الثلث
مقامه ثﻼثة ) ،(3والنسبة بين المقامين التخالف فيضرب كامل الثﻼثة في كامل اﻷربعة
والخارج اثنى عشر يجعل أصﻼ للفريضة.
7
12
03 1/4زوجة
04 1/3أم
05 أخ شقيق ع
وهذه اﻷنظار اﻷربعة )التماثل ،التداخل ،التوافق ،التباين( هي نفسها نستعملها في حالة
وجود ثﻼثة فروض في المسألة حيث نأخذ فرضين ،ونطبق على مقاميهما المقتضيات
السابقة ،والناتج ﻻ نجعله أصﻼ للمسألة ،وإنما نعتبره كمقال فرض واحد ،ونقارن بينه وبين
الفرض الثالث بنفس المقتضيات ،وهكذا العمل في حالة وجود أربعة فروض.
ونشير في اﻷخير إلى أنه قد يكون بين العددين تداخل وتوافق كما بين اﻻثنين
واﻷربعة ،وهنا سواء قلنا )تداخل( واعتبرنا أكبرهما ،أو قلنا )توافق( واعتبرنا خارج ضرب
وفق أحدهما في اﻵخر ،فالنتيجة واحدة ،ويمكن القول عموما أن كل تداخل هو توافق وليس
العكس صحيحا.
8
امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ
الﳫية اﳌتعددة التخصصات -زة-
2
نيا :ﻛيﻔية ﺗﺼﺤيﺢ اﳌﺴاﺋﻞ اﻹرﺛية
اﻻنكسار إما أن يكون انكسار على حيز واحد ،أو على حيزين أو على ثﻼثة أحياز،
والمقصود بالحيز هو الفريق صاحب النصيب المشترك ،وها النصيب يسمى منكسرا.
توضيح :أصل المسألة من 24وبقيت 5منكسرة على عدد رؤوس العصبة ،وبين العدد
والنصيب المشترك 5تباين ،وعليه أخذنا عدد الرؤوس )الحيز( وضربناه في أصل المسألة،
والخارج هو ،72جعلناه في جامعة ثانية وهو ما صححت منه المسألة ،ثم ضربنا ما للزوجة
3
في ،3والحاصل هو ،9وضربنا ما للبنتين في 3والحاصل هو ،48وضربنا ما للعصبة 5
× 3والحاصل هو ،15قسمناه بينهما بالتفاضل لبنت اﻻبن 5وﻻبن ابن اﻻبن .10
مﺜــــــال :2هلك هاﻟك عن زوجﺔ وابن وبنت
) 3جزء اﻟسهم(
تصحيح اﻟمسأﻟﺔ 24 أصل اﻟمسأﻟﺔ 8
3 1 الزوجة
𝟏
𝟖
14 7 ابن ع
7 بنت
توضيح :أصل المسألة من ،8للزوجة ثمنها ) ،(1وبقيت 7منكسرة على عدد رؤوس
اﻷوﻻد ) ،(3وبين العدد والنصيب المشترك 7تباين ،وعليه أخذنا عدد الرؤوس )الحيز(
وضربناه في أصل المسألة ،والخارج هو ،24جعلناه في جامعة ثانية ،وهو ما صحت منه
المسألة ثم ضربنا ما للزوجة في 3والحاصل هو 3وضربنا ما لﻸوﻻد 7في 3والحاصل
،21قسمناه بينهما بالتفاضل.
ب -وإما أن يكون بين سهمه وعدد رؤوسه توافق ،فتقسم عدد الرؤوس على القاسم،
وخارج القسمة هو جزء السهم ،فيضرب في أصل المسألة لو عائﻼ لتصح ويضرب في سهم
الوارث.
اﻟتوافق بين اﻟحيز ونصيبه
مﺜـــال :هلك هاﻟك عن زوج وابنين وبنتين
) 2جزء اﻟسهم(
تصحيح اﻟمسأﻟﺔ 8 أصل اﻟمسأﻟﺔ 4
2 1 اﻟزوج
2 ع ابن
2 3 ابن
1 بنت
1 بنت
4
توضيح :أصل المسألة من ) (4لوجود فرض الربع ،للزوج ربعها ) ،(1بقيت 3هي
نصيب اﻷوﻻد ،وجدناها منكسرة على عدد رؤوسهم ) ،(6وبين الحيز الذي هو 6ونصيبه
،3توافق باﻟﺜلث ،وعليه أخذنا ثلث الحيز 6وهو 2ووضعناه فوق أصل المسألة وضربناه
فيه ،والخارج ،8وضعناه في جامعة ثانية ،واعتبرناه العدد الذي صحت منه المسألة ،ثم بعد
ذلك ضربنا ما بيد الزوج 1في ما ضربت فيه المسألة وهو ، 2والخارج وضعناه في جامعة
التصحيح ،وضربنا ما بيد اﻷوﻻد وهو 3أيضا في ما ضربت فيه المسألة ،وما خرج وهو 6
قسمناه عليهم بالتفاضل ،للذكر مثل حظ اﻷنثيين.
5
اﻟنسبﺔ بين اﻟرواجع اﻟتماثل
مﺜـــال :1هلك هاﻟك عن 4زوجات و 4أبناء
4
تصحيح اﻟمسأﻟﺔ 32 أصل اﻟمسأﻟﺔ 8 اﻟرواجع
زوجة
4 1 زوجة 4
زوجة
زوجة
ابن
28 7 ابن ع 4
ابن
ابن
توضيح :أصل المسألة من ) ،(8للزوجات ثمنها وهو ) ،(1وهو ﻻ ينقسم عليهن ،وبينه
وبين عدد رؤوسهن مباينة ،فنثبت عدد رؤوسهن ،4ولﻸبناء الباقي ،7وهو ﻻ ينقسم عليهم
وبين عدد رؤوسهم مباينة ،فنثبت عدد رؤوسهم ،4وبين رؤوس الزوجات واﻷبناء مماثلة
فنضرب أحدهما في أصل المسألة ثم في كل سهم كل وارث.
اﻟنسبﺔ بين اﻟرواجع اﻟتماثل
مﺜـــال :2هلك هاﻟك عن زوجتين وشقيقين
2 اﻟرواجع
تصحيح اﻟمسأﻟﺔ 8 أصل اﻟمسأﻟﺔ 4
1 1 زوجﺔ ز 2
1
زوجﺔ
3 3 شقيق ع 2
3 شقيق
6
توضيح :أصل المسألة ) ،(4للزوجتين ربعها ) ،(1وهو منكسر عليهما ،مخالف لهما،
ولذلك وضعنا عددهما ) (2وراءهما ،وبقيت 3للشقيقين منكسرة عليهما ،مخالفة لهما،
فوضعنا عددهما أيضا ) (2وراءهما ،ثم نظرنا بين الراجعين فوجدنا بينهما تماثﻼ ،ولذلك
اكتفينا بأحدهما ووضعناه فوق أصل المسألة ،أي فوق ،4وضربناه فيها ،والخارج الذي هو
،8وضعناه في جامعة ثانية هي جامعة التصحيح ،ثم ضربنا اﻷنصبة فيما ضربت فيه
المسألة أي ،2فقسمنا اﻷنصبة وفق ما هو مبين أعﻼه.
اﻟنسبﺔ بين اﻟرواجع اﻟتوافق
مﺜــال :هلك هاﻟك عن أربع زوجات وابنين وبنتين
12
تصحيح اﻟمسأﻟﺔ 96 أصل اﻟمسأﻟﺔ 8 اﻟرواجع
3 زوجﺔ
3 1 زوجﺔ 4
3 زوجﺔ
3 زوجﺔ
28 ابن
28 7 ع ابن 6
14 بنت
14 بنت
7
اﻟنسبﺔ بين اﻟرواجع اﻟتداخل
مﺜـــال :هلك هاﻟك عن أربع بنات وأربع أخوات شقيقات
4 اﻟرواجع
تصحيح اﻟمسأﻟﺔ 12 أصل اﻟمسأﻟﺔ 3
ب نت
8 2 ب نت 2
ب نت
ب نت
شقيقﺔ
4 1 شقيقﺔ ع 4
شقيقﺔ
شقيقﺔ
8
اﻟنسبﺔ بين اﻟرواجع اﻟتباين
مﺜــال :هلك هاﻟك عن زوجتين وابن وبنت
6 اﻟرواجع
تصحيح اﻟمسأﻟﺔ 48 أصل اﻟمسأﻟﺔ 8
3 1 زوجﺔ 2
3
زوجﺔ
28 7 ابن ع 3
14 بنت
9
مﺜـــال :مات زوج عن أربع زوجات وثﻼث بنات وشقيقتين
12 اﻟرواجع
تصحيح اﻟمسأﻟﺔ 288 أصل اﻟمسأﻟﺔ 24
9 زوجﺔ
9 3 4
زوجﺔ
9
زوجﺔ
9
زوجﺔ
64 بنت
64 16 بنت 3
64
بنت
30 5 شقيقﺔ ع 2
30 شقيقﺔ
توضيح :أصل المسألة ) ،(24للزوجات ثمنها ) (3منكسرة عليهن ،مخالفة لهن ،ولذلك
وضعنا عددهن 4وراءهن ،وللبنات ثلثاها ،16منكسرة عليهن مخالفة لهن ،ولذلك وضعنا
عددهن 3وراءهن ،والفاضل هو 5للشقيقين ،منكسرة عليهما مخالفة لهما ،ولذلك وضعنا
عددهما 2وراءهما ،ثم نظرنا بين الراجعين 2و ،3فوجدنا النسبة بينهما التباين ،ثم ضربنا
أحدهما في اﻵخر ،فتحصلت ،6نظرنا بينها وبين الراجع الثالث ) ،(4فوجدنا النسبة بينهما
التوافق بالنصف ،فضربنا نصف أحدهما في اﻷخر ،فكان الخارج ،12وضعناه فوق أصل
المسألة وضربناه فيه ،والخارج ،288هو ما صحت منه اﻟمسأﻟﺔ ،جعلناه في جامعة ثانية ،ثم
ضربنا ما بيد كل ورد في ما ضربت فيه المسألة وفق ما هو مبين أعﻼه.
10