You are on page 1of 118

‫امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ‬

‫الﳫية اﳌتعددة التخصصات ‪ -‬زة‪-‬‬

‫ذة‪ .‬اب س ام ل مـــــي‬


‫شعبة القانون و ق صاد‬
‫مس القانون اﳋاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفو ﲔ ) ٔ ‪ -‬ب(‬
‫و دة اﳌواريث واﳊقوق اﳌالية‬

‫ﳏ ـ ـاضـ ـرات ف ـي اﳌواريث‬


‫)اﶈاضرة اﻷوﱃ(‬

‫السنة اﳉامعية‪2020-2019 :‬‬


‫‪1‬‬
‫اﶈور اﻷول‪ :‬ﻣاﻫﻴﺔ ﻋﻠﻢ اﳌواريث وﻣﺼادرﻩ وأﳘﻴﺘﻪ وﻣوضوﻋﻪ‬
‫لﻺحاطة بجوانب هذا المحور ارتأينا تقسيمه إلى مبحثين‪ ،‬نخصص )المبحث اﻷول(‬
‫للحديث عن تعريف علم الميراث ومصادره‪ ،‬ونقف في )المبحث الثاني( عن موضوع علم‬
‫المواريث وأهميته‪.‬‬

‫اﳌﺒﺤث اﻷول‪ :‬ﺗﻌريﻒ ﻋﻠﻢ اﳌواريث وﻣﺼادرﻩ‬


‫نتناول هذا المبحث في مطلبين‪ ،‬نخصص )المطلب اﻷول( للحديث عن مفهوم علم‬
‫المواريث‪ ،‬و)المطلب الثاني( نعالج فيه مصادر علم المواريث‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻮارﻳﺚ‬


‫يطلق على هذا العلم علم المواريث أو علم الفرائض وأحكام التركات من باب ترادف‬
‫اﻷلفاظ‪.‬‬
‫والمواريث لغة جمع ميراث‪ ،‬مصدر من فعل ورث يرث وراثة وإرثا‪ ،‬ويطلق على‬
‫معنيين‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬البقاء‪ ،‬ومنه صفة ﷲ تعالى )الوارث( أي "الباقي بعد فناء الخلق" ومنه قوله‬
‫تعالى‪" :‬و ميراث السماوات واﻷرض"‪.1‬‬
‫والوارث صفة من صفات ﷲ عز وجل‪ ،‬وهو الباقي الدائم بعد فناء الخﻼئق‪ ،‬يرث‬
‫اﻷرض ومن عليها وهو خير الوارثين‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬انتقال الشيء من شخص إلى شخص آخر‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪" :‬وورث سليمان‬
‫داوود"‪ ،2‬أراد باﻹرث هنا نزوله منزلته في النبوة والملك‪.3‬‬
‫والمواريث في اﻻصطﻼح الفقهي هو "الفقه المتعلق باﻹرث والعلم الذي يوصل إلى‬
‫معرفة قدر ما يجب لكل ذي حق في التركة"‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سورة آل عمران‪ ،‬اﻵية ‪.180‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سورة النمل‪ ،‬اﻵية ‪.16‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أحكام القرآن ﻻبن عربي‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬ص‪.1448 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬الرصاع‪ ،‬شرح حدود ابن عرفة‪ ،‬دار الغرب اﻹسﻼمي‪ ،‬الطبعة اﻷولى ‪1973‬م‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.687 .‬‬

‫‪2‬‬
‫وقيل هو‪" :‬علم يعرف به من يرث ومن ﻻ يرث‪ ،‬ومقدار ما لكل وارث‪ ،‬وموضوعه‬
‫التركات وغايته إيصال كل ذي حق حقه من تركة الميت"‪.1‬‬
‫وعلم الميراث علم مركب من فقه وحساب‪ .‬وبالتالي فحقيقة هذا العلم مركبة من أمرين‪:‬‬
‫اﻷول معرفة من يرث ومن ﻻ يرث‪.‬‬
‫والثاني معرفة كيفية الحساب والعمل في مسائل المناسخات وغيرها‪ ،‬ولهذا قيل‪:‬‬
‫بحسب مهارة اﻹنسان في الحساب يكون اقتداره على إخراج الحظوظ‪.2‬‬
‫فالقسم الفقهي يتضمن العلم باﻷحكام الشرعية‪ ،‬والقسم العملي يتضمن القواعد الحسابية‬
‫ولهذه القواعد أهميتها ويجب اﻻعتناء بمقاييسها وما يستجد فيها من قواعد وطرق تمكن من‬
‫ضبط هذا العلم وإتقانه‪.‬‬
‫فقانون الميراث إذن هو مجموعة من القواعد يعرف بمقتضاها من يرث ومن ﻻ يرث‪،‬‬
‫ومقدار ما لكل وارث في التركة وهذا يدل على أنه قانون يعنى بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تعيين اﻷشخاص الذين يستحقون التركة بموت مالكها عن طريق اﻹرث منه‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد حصة كل واحد منهم في هذه التركة عن طريق الكسور اﻻعتيادية من نصف‬
‫وثلث وربع مثﻼ ولهذا يقال أن علم الميراث هو فقه وعمل‪.‬‬
‫وعرفته مدونة اﻷسرة في المادة ‪ 323‬بنصها على أنه‪" :‬اﻹرث انتقال حق بموت مالكه‬
‫بعد تصفية التركة لمن استحقه شرعا بﻼ تبرع‪ 3‬وﻻ معاوضة‪."4‬‬
‫يفهم من تعريف المدونة أن اﻹرث استحقاق‪ ،‬وهذا اﻻستحقاق ﻻ يثبت للشخص إﻻ بعد‬
‫موت صاحب التركة وتصفية جميع الحقوق المتعلقة بها كيفما كانت إذ اﻹرث يثبت للشخص‬
‫بقوة الشرع فهو ليس تبرعا وﻻ معاوضة‪ ،‬ولذلك ﻻ يجوز للوارث أن يتنازل عن هذا الحق‬
‫الذي استحقه بقوة الشرع‪ ،‬كما ﻻ يجوز للمورث أن يجرد الوارث من هذا الحق الذي أعطاه‬
‫له الشرع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬شمس الدين الشيخ ﷴ عرفة الدسوري‪ ،‬حاشية الدسوقي‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪2005‬م‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ص‪.710 .‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬التسولي‪ ،‬البهجة في شرح التحفة‪ ،‬دار الرشاد الحديثة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة اﻷولى ‪ ،2005‬الجزء الثاني‪ ،‬ص‪.717 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عقود التبرعات هي الصدقة والهبة والوقف والوصية والعمرى‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬عقود المعاوضات تشمل البيع والشراء واﻹجارة والمقاولة والشركة والقرض والقسمة والحوالة والصلح والجعل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺼﺎدر ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻮارﻳﺚ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫يستمد علم المواريث أصوله وأحكامه من القرآن والسنة واﻹجماع‪ ،‬واجتهاد الفقهاء‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ‬


‫حدد القرآن الكريم لكل من اﻷوﻻد نصيبا من التركة ذكورا أو إناثا‪ ،‬وجعل ﻷبويه‬
‫نصيبا مفروضا ﻻ فرق بين اﻷب واﻷم‪ ،‬وكذلك جعل لﻸخوة نصيبا في الميراث سواء كانوا‬
‫أشقاء أو ﻷب أو ﻷم‪ ،‬كما خصص للزوجين نصيبا محددا لكل واحد منهما‪.‬‬
‫ومن يتمعن في اﻵيات المفصلة للميراث يجدها تبين بوضوح مقدار اﻷنصبة‪ ،‬ونصيب‬
‫كل وارث‪ ،‬لذلك نورد هذه اﻵيات الكريمة من سورة النساء وهي على التوالي‪:‬‬
‫وصي ُك ُم ّ ُ فِي أ َ ْوﻻَ ِدكُ ْم‬
‫اﻷولى‪ :‬في شأن ميراث اﻷوﻻد واﻷبوين وهي قوله تعالى‪" :‬يُ ِ‬
‫اح َدةً فَ َل َها‬‫ساء فَ ْوقَ اثْنَت َ ْي ِن فَلَ ُه ﱠن ثُلُثَا َما ت َ َركَ َو ِإن كَانَتْ َو ِ‬
‫ظ اﻷُنث َ َي ْي ِن فَ ِإن ك ﱠُن نِ َ‬
‫ِللذﱠك َِر ِمثْ ُل َح ِ ّ‬
‫َان لَهُ َولَ ٌد فَ ِإن لﱠ ْم يَكُن لﱠهُ َولَ ٌد َو َو ِرثَهُ‬
‫ُس ِم ﱠما ت َ َركَ إِن ك َ‬
‫سد ُ‬ ‫ْف َوﻷَبَ َو ْي ِه ِلكُ ِ ّل َو ِ‬
‫اح ٍد ِ ّم ْن ُه َما ال ﱡ‬ ‫ال ِنّص ُ‬
‫وصي ِب َها أ َ ْو َد ْي ٍن آبَآ ُؤ ُك ْم‬
‫ُس ِمن بَ ْع ِد َو ِصيﱠ ٍة يُ ِ‬
‫سد ُ‬ ‫َان لَهُ إِ ْخ َوة ٌ فَﻸ ُ ِ ّم ِه ال ﱡ‬
‫ث فَ ِإن ك َ‬ ‫أَبَ َواهُ فَﻸ ُ ِ ّم ِه الثﱡلُ ُ‬
‫ع ِليما َح ِكيما"‪. 1‬‬ ‫ضةً ِ ّم َن ّ ِ إِ ﱠن ّ َ ك َ‬
‫َان َ‬ ‫ون أَيﱡ ُه ْم أ َ ْق َر ُ‬
‫ب لَ ُك ْم نَ ْفعا ً فَ ِري َ‬ ‫َوأَبنا ُؤ ُك ْم ﻻَ تَد ُْر َ‬
‫والثانية‪ :‬في ميراث الزوج والزوجة واﻹخوة لﻸم‪ ،‬وهي قوله تعالى‪َ " :‬ولَكُ ْم نِص ُ‬
‫ْف َما‬
‫الربُ ُع ِم ﱠما تَ َرك َْن ِمن بَ ْع ِد َو ِصيﱠ ٍة‬ ‫َان لَ ُه ﱠن َولَ ٌد َفلَكُ ُم ﱡ‬‫ت َ َركَ أ َ ْز َوا ُج ُك ْم إِن لﱠ ْم يَكُن لﱠ ُه ﱠن َولَ ٌد فَ ِإن ك َ‬
‫َان لَ ُك ْم َولَ ٌد َفلَ ُه ﱠن الثﱡ ُمنُ‬ ‫ين ِب َها أَ ْو َد ْي ٍن َولَ ُه ﱠن ﱡ‬
‫الربُ ُع ِم ﱠما تَ َر ْكت ُ ْم ِإن لﱠ ْم َيكُن لﱠ ُك ْم َولَ ٌد َف ِإن ك َ‬ ‫وص َ‬
‫يُ ِ‬
‫ث َكﻼَ َلةً أَو ْ‬
‫ام َرأَةٌ َولَهُ أ َ ٌخ أ َ ْو‬ ‫ور ُ‬ ‫ون ِب َها أ َ ْو َد ْي ٍن َو ِإن ك َ‬
‫َان َر ُج ٌل يُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫ِم ﱠما ت َ َر ْكتُم ِ ّمن َب ْع ِد َو ِص ﱠي ٍة تُو ُ‬
‫ث ِمن بَ ْع ِد َو ِصيﱠ ٍة‬ ‫س َف ِإن كَانُ َواْ أ َ ْكث َ َر ِمن َذ ِلكَ َف ُه ْم ش َُركَاء فِي الثﱡلُ ِ‬ ‫أ ُ ْختٌ َف ِل ُك ِ ّل َو ِ‬
‫اح ٍد ِ ّم ْن ُه َما ال ﱡ‬
‫س ُد ُ‬
‫آر َو ِصيﱠةً ِ ّم َن ّ ِ َو ّ ُ َ‬
‫ع ِلي ٌم َح ِلي ٌم"‪.2‬‬ ‫صى ِب َها أ َ ْو َد ْي ٍن َ‬
‫غ ْي َر ُم َ‬
‫ض ٍّ‬ ‫يُو َ‬
‫ستَ ْفتُونَكَ قُ ِل ّ ُ‬ ‫وفي اﻵية الثالثة بين ميراث اﻹخوة الشقاء أو ﻷب‪ ،‬قال ﷲ تعالى‪" :‬يَ ْ‬
‫س لَهُ َولَ ٌد َولَهُ أ ُ ْختٌ فَلَ َها نِص ُ‬
‫ْف َما ت َ َركَ َو ُه َو يَ ِرث ُ َها إِن لﱠ ْم‬ ‫يُ ْفتِي ُك ْم فِي ا ْل َكﻼَ َل ِة إِ ِن ْ‬
‫ام ُر ٌؤ َهلَكَ لَ ْي َ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اﻵية ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اﻵية ‪.12‬‬

‫‪4‬‬
‫ساء فَ ِللذﱠك َِر‬
‫ان ِم ﱠما ت َ َركَ َوإِن كَانُواْ إِ ْخ َوةً ِ ّر َجاﻻً َونِ َ‬ ‫يَكُن لﱠ َها َولَ ٌد فَ ِإن كَا َنتَا اثْنَت َ ْي ِن فَلَ ُه َما الثﱡلُث َ ِ‬
‫ظ اﻷُنثَيَ ْي ِن يُ َب ِيّ ُن ّ ُ لَ ُك ْم أَن تَ ِضلﱡواْ َو ّ ُ ِب ُك ِ ّل ش َْيءٍ َ‬
‫ع ِلي ٌم"‪.1‬‬ ‫ِمثْ ُل َح ِ ّ‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ‬


‫أوردت السنة النبوية الشريفة عدة أحاديث ثابتة عن الرسول ﷺ في موضوع اﻹرث إما‬
‫مبينة لكيفية ميراث بعض اﻷقارب اللذين لم تفصل آيات المواريث ميراثهم أو مفسرة لبعض‬
‫القواعد العامة ومن بين هذه اﻷحكام ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ميراث بنت اﻻبن مع البنت‪ :‬ترث بنت اﻻبن مع البنت من جدها سواء كان أبوها ابن‬
‫صلب‪ ،‬أو كان ابن ابنه وإن نزل‪ ،‬والدليل على هذا ما أورده البخاري في صحيحه أن رجﻼ‬
‫سأل أبا موسى اﻷشعري عمن خلف بنتا وبنت ابن وأختا‪ ،‬فقال للبنت النصف والباقي‬
‫لﻸخت‪ ،‬ثم قال للسائل اسأل عن ذلك ابن مسعود وأخبرني عما يجيب به‪ ،‬فلما سأله قال‬
‫رأيت رسول ﷲ قضى للبنت بالنصف ولبنت اﻻبن بالسدس تكملة للثلثين ولﻸخت الباقي‪،‬‬
‫فلما أخبر السائل أبا موسى اﻷشعري بذلك‪ ،‬قال ﻻ تسألوني عن شيء مادام هذا الخبر فيكم‪.‬‬
‫‪ -‬ميراث اﻷخت مع البنت‪ :‬ودليل ميراثها قوله ﷺ‪" :‬اجعلوا اﻷخوات مع البنات‬
‫عصبة"‪.‬‬
‫‪ -‬ميراث الجدة‪ :‬ثبت ميراث الجدة بالسنة فقد وردت أحاديث كثيرة بشأن الجدة‪ ،‬حيث‬
‫روى أبو داود عن بريدة أن النبي ﷺ جعل للجدة السدس"إذا لم يكن دونها أم"‪ ،‬وعن عبادة‬
‫بن الصامت أن النبي ﷺ قضى للجدتين من الميراث بالسدس بينهما"‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﻹﺟﻤﺎع‬
‫يعتبر إجماع الصحابة مصدرا من مصادر بعض حاﻻت الميراث التي لم يثبت فيها‬
‫اﻹرث ﻻ بنص من القرآن‪ ،‬وﻻ بنص من السنة‪ ،‬حيث أجمعوا على توريث بعض اﻷقارب‪،‬‬
‫وحجب البعض اﻵخر منهم‪.‬‬
‫أ‪ -‬توريث بعض اﻷقارب‪:‬‬
‫‪ -‬الجد ﻷب عند عدم وجود اﻷب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اﻵية ‪.176‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬ابن اﻻبن عند عدم وجود اﻻبن‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷخت ﻷب عند عدم وجود اﻷخت الشقيقة‪.‬‬
‫‪ -‬الجد ﻷب مع اﻹخوة اﻷشقاء وﻷب‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹخوة اﻷشقاء مع اﻹخوة ﻷم إذا لم يبقى للعصبات شيء‪.‬‬
‫ب – حجب بعض اﻷقارب‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷب ﻷبيه وأمه‪ ،‬ولﻸخوة من جميع الجهات؛‬
‫‪ -‬اﻹخوة اﻷشقاء لﻸخوة ﻷب؛‬
‫‪ -‬اﻷم للجدات سواء من جهتها أو من جهة اﻷب؛‬
‫‪ -‬الجدة القريبة للجدة البعيدة؛‬
‫‪ -‬البنت لﻸخ ﻷم‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻻﺟﺘﻬﺎد‬
‫ثبت الميراث باجتهاد الجمهور‪ ،‬وكان في مسائل اختلفت فيها رؤاهم لعدم وجود نص‬
‫صريح‪ ،‬ولم يحصل إجماع لهذا اجتهدوا‪ ،‬وكان اجتهادهم عاما وشامﻼ لجميع المسائل‬
‫والمشاكل التي طرأت عند التطبيق‪ ،‬فلم يقتصر اجتهادهم عي بعض اﻷمور المتعلقة‬
‫باﻷولوية أو اﻷفضلية‪ ،‬بل امتد حتى إلى خلق بعض القواعد التقنية والحسابية‪ ،‬مثل‬
‫المضاعف المشترك‪ ،‬ومسائل العول أو الرد‪ ،‬والمخارجة والقسمة إلى غير ذلك من‬
‫اﻷمور‪...‬‬

‫‪6‬‬
‫اﳌﺒﺤث اﻟﺜاﱐ‪ :‬ﻣوضوع ﻋﻠﻢ اﳌواريث وأﳘﻴﺘﻪ‬
‫دراسة هذا المبحث ستتم من خﻼل الحديث في )مطلب أول( عن موضوع علم‬
‫المواريث‪ ،‬وفي )المطلب الثاني( عن أهمية هذا العلم‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﻣﻮﺿﻮع ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻮارﻳﺚ‬


‫موضوع علم المواريث هو التركة‪ ،‬فمنها يكون اﻻستحقاق ومنها تؤخذ الحصص‪ ،‬فهو‬
‫يبحث عن عوارضها الذاتية أي عن أحوالها الﻼحقة بها من كون تجهيز الميت أوﻻ ثم تقضى‬
‫ديونه ثم وصاياه‪ ،‬وكون هذا الوارث له النصف في التركة أو الربع أو السدس أو الثلث أو‬
‫كون هذا الشخص يرث أو ﻻ يرث‪ ،‬وكون هذا يرث بالفرض أو التعصيب أو بهما جمعا أو‬
‫انفرادا‪ ،‬فجميع هذه اﻷمور يبحث فيها علم المواريث‪.‬‬
‫فالشخص الذي مات ولم يترك شيئا ﻻ دخل لهذا العلم فيه‪ ،‬لذلك كانت الغاية من دراسة‬
‫هذا العلم هو معرفة كيفية قسمة الميت على ورثته بعد إخراج الحقوق المتعلقة بالتركة‬
‫والمقدمة على اﻹرث‪ ،‬وإيصال كل ذي حق إلى حقه في التركة حتما للنزاع والشقاق بين‬
‫الورثة‪.1‬‬
‫مما سبق نستخلص أن علم المواريث هو عبارة عن قواعد فقهية وضوابط حسابية فهو‬
‫الفقه المتعلق باﻹرث والعلم الذي يوصل إلى معرفة قدر ما يجب لكل ذي حق في التركة‪.‬‬
‫ولهذا يجب على الفرضي أن يتقن علم الفقه وعلم الحساب حتى يتمكن من اﻹفتاء في‬
‫المسائل اﻹرثية‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻮارﻳﺚ‬


‫علم المواريث علم توﻻه ﷲ تعالى بالتدقيق والتفصيل‪ ،‬وبيان كثير من أحكامه في كتابه‬
‫الكريم تعظيما لشأنه وإبرازا لمكانته في التشريع اﻹسﻼمي‪ ،‬وما ذلك إﻻ لحرص اﻹسﻼم‬
‫على تحقيق العدالة بين الناس‪ ،‬وضمان التوزيع العادل للثروات وقد لفت رسول ﷲ ﷺ أنظار‬
‫الناس إلى ذلك بقوله "إن ﷲ قسم لكل وارث نصيبه من الميراث" ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 322‬من مدونة اﻷسرة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وعلم المواريث علم قرآني جليل القدر عظيم المنفعة ﻻ يستغنى عنه أحد‪ ،‬فهو من‬
‫أشرف العلوم واجلها‪ ،‬وما يدل على شرفه وعظيم قدره أن ﷲ تعالى قد تولى قسمة المواريث‬
‫بنفسه وقدر نصيب كل وارث في كتابه الكريم تقديرا ﻻ يحتمل الشك وﻻ التأويل‪ ،‬وﻻ يحتمل‬
‫الزيادة وﻻ النقصان وﻻ التعديل‪ ،‬فكل ذلك مقدر من عنده بنصوص واضحة قطعية الدﻻلة‬
‫والثبوت‪ ،‬قال ﷺ "إن ﷲ تعالى لم يكل قسمة مواريثكم إلى نبي مرسل أو ملك مقرب ولكن‬
‫قسمها بنفسه"‬
‫فالقرآن الكريم هو العمدة في أحكام المواريث ومقاديرها‪ ،‬وﻻ يوجد في الشريعة‬
‫اﻹسﻼمية أحكام تعرض القرآن لبيانها مثل أحكام المواريث‪.‬‬
‫وإذا كان القرآن الكريم قد أولى لهذا العلم عناية خاصة‪ ،‬فالرسول ﷺ قد أوصى به‬
‫ورغب في تعليمه وتعلمه في غير ما من حديث‪ .‬من ذلك ما روي عن ابن مسعود رضي ﷲ‬
‫عنه أنه قال‪ :‬قال رسول ﷲ ﷺ "تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا الفرائض وعلموه‬
‫الناس ‪،‬وتعلموا القرآن وعلموه الناس ‪،‬فإني امرؤ مقبوض‪ ،‬والعلم سيقبض وتظهر الفتن‬
‫حتى يختلف اثنان في فريضة ﻻ يجد أحد يفصل بينهما"‪ ،‬وعن أبي هريرة رضي ﷲ عنه أن‬
‫النبي ﷺ قال‪" :‬تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم ‪،‬وهو ينسى وهو أول شيء‬
‫ينزع من أمتي" ‪.‬‬
‫وإنما كانت الفرائض نصف العلم‪ ،‬باعتبار أن العلم الشرعي إما أن يتعلق بحالة الموت‬
‫أعني النظر في مخلف الميت وقسمه على ورثته‪ ،‬وإما أن يتعلق بحالة الحياة من عبادة ﷲ‬
‫تعالى وسائر معامﻼته‪ ،‬فالحياة سبب لوقوع سائر العلوم والموت سبب الوقوع الفرائض‪،‬‬
‫وأحد الحالين نصف من مجموعها‪ ،‬وإنما قيل ‪ :‬إنها نصف العلم على جهة التشريف والمبالغة‬
‫على الحث على اﻻشتغال بها مخافة أن تنسى ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ‬
‫الﳫية اﳌتعددة التخصصات ‪ -‬زة‪-‬‬

‫ذة‪ .‬اب س ام ل مـــــي‬


‫شعبة القانون و ق صاد‬
‫مس القانون اﳋاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفو ﲔ ) ٔ ‪ -‬ب(‬
‫و دة اﳌواريث واﳊقوق اﳌالية‬

‫ﳏ ـ ـاضـ ـرات ف ـي اﳌواريث‬


‫)اﶈاضرة الثانية(‬

‫السنة اﳉامعية‪2020-2019 :‬‬


‫اﶈور الثاﱐ‪ :‬اﳊﻘـ ـوق اﳌﺘﻌﻠﻘ ـ ـة لﺘـرﻛـ ـة‬
‫تعتبر التركة الركن اﻷهم في الميراث‪ ،‬وهي جوهر موضوعه‪ ،‬ﻷنه لوﻻ وجودها لما‬
‫كان هناك توريث وﻻ موروث‪.‬‬
‫والتركة في الﻠﻐة مﺷتﻘة من الترك وهو التﺧﻠية‪ ،‬يﻘال ترك الﺷيء إذا تﺧﻠﻰ عنه‬
‫وانﻔﺻل عنه‪ ،‬وهي عبارة عما يتركه الهالك من ميراث‪.‬‬
‫والتركة في اﻻﺻطﻼح هي كل ما يﺧﻠﻔه الميت من اﻷموال والﺣﻘوق الﺛابتة مطﻠﻘا‪.‬‬
‫وﻗد عرفت مدونة اﻷﺳرة التركة في المادة ‪ 321‬بنﺻها عﻠﻰ أن‪" :‬اﻟﺗرﻛﺔ ﻣﺟﻣوع ﻣﺎ‬
‫يﺗرﻛه اﻟﻣيت ﻣن ﻣﺎل أو ﺣﻘوق ﻣﺎﻟيﺔ"‪.‬‬
‫والﺣﻘوق المتعﻠﻘة بالتركة إما أن تﺛبت ﻗبل وفاة ﺻاﺣبها‪ ،‬أو تﺛبت له بﺳبب موته‪،‬‬
‫فالﺣﻘوق الﺛابتة ﻗبل الموت وهي المﺳماة بالديون لها ﺣالتان‪ :‬إما أن تتعﻠق بﺷيء معين من‬
‫التركة‪ ،‬أو تتعﻠق بالتركة من ﺣيث هي‪ ،‬والﺣﻘوق الﺛابتة بالموت إما أن تكون لﻔائدة الميت‬
‫الذي ﺧﻠف التركة )وهي المﺳماة بنﻔﻘات التجهيز(‪ ،‬وإما أن تكون لﻔائدة غيره‪ ،‬وهنا لها‬
‫ﺣالتان‪ :‬ﻷن ﺛبوتها لﻠﻐير يكون بﺳبب إرادة ﺻاﺣب التركة )وهي المﺳماة بالوﺻية(‪ ،‬أو‬
‫يكون بﻘوة الﻘانون )وهي المﺳماة باﻹرث(‪.‬‬
‫وبهذا تكون الﺣﻘوق المتعﻠﻘة بالتركة ﺧمﺳة ﺣﻘوق مﻘدم بعضها عﻠﻰ بعض ﺣﺳب‬
‫أفضﻠية اﻷﺧذ من التركة‪ ،‬فتﻘدم الﺣﻘوق المتعﻠﻘة بأعيان التركة عﻠﻰ نﻔﻘات تجهيز الميت‬
‫وتكﻔينه‪ ،‬وهذه عﻠﻰ الديون العادية‪ ،‬ﺛم الوﺻية‪ ،‬ﺛم ﺣﻘوق الورﺛة‪ ،‬وﻗد نﺻت مدونة اﻷﺳرة‬
‫في المادة ‪ 322‬عﻠﻰ الﺣﻘوق المتعﻠﻘة بالتركة بﻘولها‪" :‬ﺗﺗعلق بﺎﻟﺗرﻛﺔ ﺣﻘوق خﻣسﺔ‪ ،‬ﺗخرج‬
‫على اﻟﺗرﺗيب اﻵﺗي‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗعلﻘﺔ بعين اﻟﺗرﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬نفﻘﺎت ﺗﺟهيز اﻟﻣيت بﺎﻟﻣعروف‪.‬‬
‫‪ -3‬ديون اﻟﻣيت‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟوصيﺔ اﻟصﺣيﺣﺔ اﻟنﺎفذة‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻟﻣواريث بﺣسب ﺗرﺗيبهﺎ في هذه اﻟﻣدونﺔ"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -1‬اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻴﻦ اﻟﺘﺮﻛﺔ‪:‬‬
‫ويﻘﺻد بها ﺣﻘوق الﻐير التي تعﻠﻘت بذات معينة من التركة‪ ،‬ﺳواء تعﻠﻘت هذه الﺣﻘوق‬
‫ببعض ما تركه الهالك أو بجميﻊ ما تركه‪.‬‬
‫ومن أمﺛﻠة هذه الﺣﻘوق الدين المتعﻠق بالمرهون‪ ،‬كما لو أن المتوفﻰ ﺣال ﺣياته رهن‬
‫ﺷيئا من ماله في مﻘابل دين عﻠيه لﻐيره‪ ،‬فإن دين المرتهن مﻘدم في اﻷداء ﻗبل إﺧراج أي‬
‫ﺣق آﺧر‪ .‬فهذه الﺣﻘوق المتعﻠﻘة بأعيان التركة يجب البدء بها ﻗبل كل ﺷيء ﺣتﻰ نﻔﻘات‬
‫تجهيز الميت وتكﻔينه‪ ،‬ولهذا وجب في البداية إﺧراج هذا الﺣق من التركة لتعﻠق ﺣق الﻐير‬
‫به‪ ،‬ﺣتﻰ ولو كانت تركة كﻠها مرهونة في دين فتباع فيه ويدفﻊ ﺛمنها بتمامه لرب الدين‪.‬‬

‫‪ -2‬ﻧﻔﻘـﺎت ﺗﺠﻬﻴﺰ اﻟﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف‪:‬‬


‫المﻘﺻود بنﻔﻘة تجهيز الميت بالمعروف ما يﺣتاج إليه الميت من وﻗت وفاته إلﻰ أن‬
‫يوارى التراب‪ ،‬وتﺷمل نﻔﻘة الﻐﺳل‪ ،‬والكﻔن‪ ،‬والدفن‪ ،‬والﺣمل إلﻰ الﻘبر‪ ،‬وذلك ﺣﺳب‬
‫المعروف في أمﺛاله دون إﺳراف في النﻔﻘة‪ ،‬وﻻ تﻔريط بمﻘتضيات كرامة الميت وﺣرمته‪.‬‬
‫وﻗد نص الﻔﻘهاء عﻠﻰ أن تجهيز الميت يكون بالمعروف‪ ،‬بمعنﻰ أن يكون بما اعتاده‬
‫الناس وجرى به تجهيز الميت بﻼ تبذير وﻻ تﻘتير لﻘوله تعالﻰ‪" :‬واﻟذين إذا أنفﻘوا ﻟم‬
‫يسرفوا وﻟم يﻘﺗروا وﻛﺎن بين ذﻟك قواﻣﺎ"‪ ،1‬فيجب مراعاة العرف وما يناﺳب كل ﺷﺧص‬
‫من الﺣالة اﻻجتماعية دائما‪.‬‬
‫ويﻠزم أن يكون تجهيز الميت من التركة‪ ،‬فإذا لم تكن لﻠهالك تركة فعﻠﻰ من تجب‬
‫نﻔﻘته‪ ،‬وإذا لم يكن له من ينﻔق عﻠيه ﺣال ﺣياته عﻠﻰ الدولة أن تتكﻔل بتجهيزه ومواراته‬
‫التراب‪ ،‬وتكﻔين الميت‪ ،‬ﺣﺳب الﺳنة ﺛﻼث أﺛواب لﻠرجال‪ ،‬وﺧمﺳة لﻠمرأة‪ ،‬وباعتبار الﻘيمة‬
‫بﻘدر ما كان يﻠبﺳه في ﺣياته من أوﺳط ﺛيابه ﻻ الذي يتزين به في اﻷعياد‪ ،‬وغﺳل الميت‬
‫فرض كﻔاية‪ ،‬مؤونة تجهيزه مﻘدمة عﻠﻰ الدين وتؤﺧذ من رأﺳماله ﺣﺳب ما اتﻔق عﻠيه العﻠماء‪.‬‬
‫وﻻ يعد من نﻔﻘات التجهيز ما اﺳتﺣدﺛه الناس في عﺻرنا الﺣاضر من بدع من إﻗامة‬
‫المآتم والتوﺳﻊ في اﻷطعمة‪ ،‬والوﻻئم التي تﻘام في اﻷربعين‪ ،‬والذكرى الﺳنوية‪ ،‬فكل ذلك من‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﺳورة الﺷعراء‪ ،‬اﻵية ‪.67‬‬

‫‪3‬‬
‫البدع التي ﻻ يجوز اﻹنﻔاق عﻠيها من التركة‪ ،‬ومن أنﻔق ﺷيئا عﻠﻰ هذه اﻷمور فهو الضامن له‪،‬‬
‫فإن كان وارﺛا فهو من ماله الﺧاص‪ ،‬وإن كان أجنبيا فهو متبرع‪.‬‬

‫‪ -3‬دﻳﻮن اﻟﻤﻴﺖ‪:‬‬
‫وهي الديون الﺛابتة في الذمة‪ ،‬وﻻ تتعﻠق بعين من أعيان التركة وهي نوعان‪:‬‬
‫اﻷول‪ :‬ديون ﷲ ﺗعﺎﻟى‪ :‬كالزكاة والكﻔارات‪ ،‬وهذا النوع اﺧتﻠف فيه عﻠﻰ ﻗولين‪ :‬ﻗول‬
‫الﺣنﻔية الذي ويرى أن ديون ﷲ ﻻ تؤدى من التركة‪ ،‬إﻻ إذا أوﺻﻰ بها الميت‪ ،‬فتكون‬
‫وﺻية فإن لم يوﺻي ﻻ تؤدى لﺳﻘوطها بالموت‪ .‬وﻗول الجمهور من المالكية والﺷافعية‬
‫والﺣنابﻠة الذين يوجبون أداء ديون ﷲ تعالﻰ ﻷنها متعﻠﻘة بالتركة ﻗبل الوفاة‪ ،‬وﻻ تﺳﻘط‬
‫بالموت‪.‬‬
‫اﻟثﺎني‪ :‬ديون اﻟعبﺎد‪ :‬وهي الديون التي تﺛبت في ذمة الميت لﺷﺧص‪ ،‬وهذه يجب‬
‫وفاؤها باتﻔاق المذاهب ﻷن الدين كان متعﻠﻘا بالذمة وبعد الموت أﺻبح متعﻠﻘا بالتركة‪ ،‬كما‬
‫أنها مﻘدمة عﻠﻰ الوﺻية والميراث‪ ،‬ﻷنه ﺣق واجب عﻠﻰ الميت‪ ،‬والوﺻية تبرع منه‪،‬‬
‫وﻗدمت الوﺻية عﻠﻰ الدين في ﻗوله تعالﻰ‪" :‬ﻣن بعد وصيﺔ يوصي بهﺎ أو دين"‪ ،‬لكونها‬
‫تﺷبه الميراث لﻸﺧذ بﻐير عوض‪ ،‬فيﺷق عﻠﻰ الورﺛة إﺧراجها‪ ،‬بﺧﻼف الدين فإن نﻔوﺳهم‬
‫مطمئنة بأدائه‪ ،‬فﻘدمت عﻠيه في الذكر ﺣﺛا عﻠﻰ إﺧراجها‪ ،‬وتنبيها عﻠﻰ أنها مﺛﻠه في وجوب‬
‫اﻷداء‪ ،‬ﺛم إن تﻘديم الدين عﻠﻰ الوﺻية ﺛابت في الﺳنة فﻘد روى الترمذي في ﺳننه عن عﻠي‬
‫رضي ﷲ عنه ﻗال رأيت رﺳول ﷲ ﷺ بدأ بالدين ﻗبل الوﺻية‪.2‬‬
‫وﻗد اتﻔق جمهور الﻔﻘهاء عﻠﻰ أن الديون المؤجﻠة ﻻ تﺣل بموت الدائن ﻷن اﻷجل ﺣق‬
‫لﻠمدين الذي ﺷﻐﻠت ذمته بالدين ولذلك ﻻ يﺣق لورﺛة الدائن أن يطالبوا المدين بأداء ما عﻠيه‬
‫من دين إﻻ بعد ﺣﻠول أجﻠه‪.‬‬

‫‪ -4‬اﻟﻮﺻﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ اﻟﻨﺎﻓﺬة‪:‬‬


‫المﻘﺻود بالوﺻية هنا الوﺻية اﻹرادية أو اﻻﺧتيارية أي التي تكون باﺧتيار الموﺻي‬
‫ورغبته‪ ،‬وﺣتﻰ تكون هذه الوﺻية ﺻﺣيﺣة نافذة ﻻبد أن تكون موافﻘة ﻷﺣكام الﺷرع‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬أﺧرجه البﺧاري في الوﺻايا‪ ،‬باب‪ :‬ما جاء يبدأ بالدين ﻗبل الوﺻية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫والﻘانون‪ ،‬بمعنﻰ أن تكون لﻐير الوارث وفي ﺣدود الﺛﻠث‪ ،‬أما إذا كان لوارث ولو في ﺣدود‬
‫الﺛﻠث‪ ،‬أو لﻐير الوارث بأكﺛر من الﺛﻠث فهي متوﻗﻔة عﻠﻰ إجازة الورﺛة فإن أجازوها وهم‬
‫من أهل التبرع جازت‪ ،‬وﻗد نﺻت المادة ‪ 303‬من مدونة اﻷﺳرة عﻠﻰ أن‪" :‬إذا أجاز الورﺛة‬
‫الوﺻية لوارث أو بأكﺛر من الﺛﻠث‪ ،‬بعد موت الموﺻي أو في مرضه المﺧوف المتﺻل‬
‫بموته‪ ،‬أو اﺳتأذنهم فيه فأدينه‪ ،‬لزم ذلك لمن كان كامل اﻷهﻠية منهم‪.‬‬
‫وفي ﺣالة إذا لم يجز الورﺛة الوﺻية لوارث‪ ،‬أو لم يجيزوا ما زاد عﻠﻰ الﺛﻠث لﻐير‬
‫الوارث بطﻠت الوﺻية في ﺣق الوارث‪ ،‬وبطل المﻘدار الزائد عﻠﻰ الﺛﻠث في ﺣق غير‬
‫الوارث‪ ،‬أما إذا أجازها بعض الورﺛة دون بعض نﻔذت في ﺣق من أجاز ولم تنﻔذ في ﺣق‬
‫من لم يجز‪.‬‬
‫ويﺷترط في ﺻﺣة الوﺻية أن يﺻدر بها إﺷهاد عدلي أو إﺷهاد أي جهة رﺳمية مكﻠﻔة‬
‫بالتوﺛيق أو يﺣررها الموﺻي بﺧط يده مﻊ إمضائه‪ ،‬في ﺣالة الضرورة المﻠﺣة تﺛبت بﺷهادة‬
‫الﺷهود‪ ،3‬وتكون نافذة إذا لم يتم التراجﻊ عنها من ﻗبل الموﺻي ولم يردها الموﺻﻰ له بعد‬
‫وفاته‪ ،4‬وفضﻼ عن ذلك يجب أن يﺻرح في عﻘد الوﺻية المنعﻘدة بﺧط يد الموﺻي بما يﻔيد‬
‫اﻹذن بتنﻔيذها‪.5‬‬

‫‪ -5‬اﻟﻤﻮارﻳﺚ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺪوﻧﺔ‪:‬‬


‫بعد اﺳتيﻔاء الﺣﻘوق الﺳابﻘة يوزع الباﻗي من التركة عﻠﻰ الورﺛة ﺣﺳب اﻻﺳتﺣﻘاق‪،‬‬
‫وذلك إذا توفرت أﺳباب اﻹرث تﺣﻘﻘت ﺷروطه وانتﻔت موانعه‪ ،‬ويتم التوزيﻊ وفق الﻘواعد‬
‫الﺷرعية الواردة في مدونة اﻷﺳرة‪.‬‬
‫وفي ﺣالة عدم وجود أﺻﺣاب اﻻﺳتﺣﻘاق من الورﺛة‪ ،‬تؤول التركة إلﻰ بيت المال‬
‫وتتولﻰ مﺻﻠﺣة اﻷمﻼك المﺧزنية بوزارة المالية ﺣيازة الميراث لﻔائدة بيت المال‪.6‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 296‬من مدونة اﻷﺳرة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬انظر المادتان ‪ 286‬و‪ 289‬من مدونة اﻷﺳرة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 297‬من مدونة اﻷﺳرة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬انظر الﻔﺻل الﺛاني من الظهير المﻠكي رﻗم ‪ 154.62.1‬المؤرخ في ‪ 29‬جمادى اﻷولﻰ عام ‪ 1382‬الموافق لـ‪ 21‬أكتوبر ‪.1962‬‬
‫‪ -‬انظر الﻔﻘرة ‪ 6‬من المادة ‪ 349‬من مدونة اﻷﺳرة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ‬
‫الﳫية اﳌتعددة التخصصات ‪ -‬زة‪-‬‬

‫ذة‪ .‬اب س ام ل مـــــي‬


‫شعبة القانون و ق صاد‬
‫مس القانون اﳋاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفو ﲔ ) ٔ ‪ -‬ب(‬
‫و دة اﳌواريث واﳊقوق اﳌالية‬

‫ﳏ ـ ـاضـ ـرات ف ـي اﳌواريث‬


‫)اﶈاضرة الثالثة والرابعة(‬

‫السنة اﳉامعية‪2020-2019 :‬‬


‫تم الوقوف من قبل على مفهوم علم المواريث وأهمية هذا العلم باعتباره علم قرآني‬
‫جليل القدر عظيم المنفعة توﻻه تعالى بالتدقيق والتفصيل وبين أحكامه في كتابه الكريم‬
‫تعظيما لشأنه وإبرازا لمكانته‪ ،‬فعلم المواريث علم مركب من الفقه المتعلق باﻹرث ومن‬
‫الحساب الذي يتوصل به إلى معرفة قدر ما يجب لكل وارث‪ ،‬كما تم الوقوف أيضا على‬
‫موضوع علم المواريث وذكرنا بهذا الخصوص أن موضوعه هو التركة فمنها يكون‬
‫اﻻستحقاق ومنها تؤخذ الحصص بعد تصفية الحقوق المتعلقة بالتركة حسب ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 322‬من مدونة اﻷسرة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اﶈور الثالث‪ :‬أرﻛان اﻹرث وأﺳﺒابﻪ وﺷروﻃﻪ وﻣواﻧعﻪ‬

‫لﻺحاطة بجوانب هذا المحور نخصص )المبحث اﻷول( للحديث عن أركان اﻹرث‬
‫وأسبابه‪ ،‬و)المبحث الثاني( نقف فيه على شروط اﻹرث وموانعه‪.‬‬

‫اﳌﺒﺤ ـ ـ ـ ـث اﻷول‪ :‬أرﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان اﻹرث وأﺳﺒـ ــابـ ـ ـ ـ ــﻪ‬


‫نتناول هذا المبحث في مطلبين‪ ،‬نخصص )المطلب اﻷول( للحديث عن أركان اﻹرث‪،‬‬
‫و)المطلب الثاني( نعالج فيه أسباب اﻹرث‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠـ ـﺐ اﻷول‪ :‬أرﻛ ـ ـ ـ ـﺎن اﻹرث‬


‫لﻺرث أركان ثﻼثة‪ :‬مورث‪ ،‬ووارث‪ ،‬وموروث‪.‬‬
‫أ‪ -‬المورث وهو الشخص الذي يستحق وارثه اﻹرث من تركته‪ ،‬وقد يكون موته حقيقيا‪،‬‬
‫وقد يكون حكميا كالمفقود الذي يحكم القاضي بموته بعد اليأس من معرفة حقيقة أمره‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوارث وهو الشخص الذي يستحق اﻹرث من تركة مورثه بسبب من أسباب‬
‫اﻹرث‪.‬‬
‫ج‪ -‬الموروث وهو ما يتركه المورث من مال وعقار وغير ذلك‪ ،‬ويسمى الموروث إرثا‬
‫وميراثا وتركة وكلها أسماء للشيء الذي يتركه الميت للورثة‪.‬‬
‫وهذه اﻷركان أساسية وﻻ يصح اﻹرث إﻻ باجتماعها‪ ،‬وإذا فقد ركن من هذه اﻷركان لم‬
‫يصح اﻹرث ﻷن اﻹرث عبارة عن استحقاق شخص ما لشخص آخر بفرض أو عصوبة‪،‬‬
‫فإذا فقد واحد منها فقد اﻹرث‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠـﺐ اﻟﺜﺎﻧ ـﻲ‪ :‬أﺳﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎب اﻹرث‬


‫السبب في اللغة هو وما يتوصل به إلى المقصود‪ .‬وفي اﻻصطﻼح هو ما يلزم من‬
‫وجوده الوجود ومن عدمه العدم لذاته‪ .‬ولﻺرث سببان يقتضي كل واحد منهما التوارث بين‬
‫الحي والميت المرتبطين به شرعا وهما القرابة والزوجية‪.‬‬
‫وكان ثمة سبب ثالث يصح به اﻹرث وهو الوﻻء الذي انقرض بمرور الزمان‪ .‬ونصت‬
‫مدونة اﻷسرة المغربية في المادة ‪ 329‬على أن "أسباب اﻹرث كالزوجية والقرابة أسباب‬
‫شرعية ﻻ تكتسب بالتزام وﻻ بوصية فليس لكل من الوارث أو الموروث إسقاط صفة‬
‫الوارث أو الموروث وﻻ التنازل عنه للغير"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وعليه سأتناول أسباب اﻹرث في سببين‪:‬‬
‫السبب اﻷول‪ :‬الزوجية‬
‫تعتبر الزوجية سببا من أسباب إرث أحد الزوجين في اﻵخر‪ ،‬حيث يرث الزوج زوجته‬
‫وترث الزوجة زوجها عند وفاته بمجرد العقد الصحيح ما دامت العصمة الزوجية قائمة‬
‫بينهما حتى الوفاة‪ ،‬على أن تاريخ اعتبارهما زوجين يبدأ من لحظة سماع العدلين اﻹيجاب‬
‫والقبول منهما وتوثيقه‪ ،‬ﻻ من لحظة إعطاء اﻹذن بتوثيق عقد الزواج من طرف قاضي‬
‫اﻷسرة المكلف بالزواج‪ ،‬وﻻ من لحظة خطاب القاضي المكلف بالتوثيق على رسم الزواج‪.‬‬
‫ويقصد بالزوجية العﻼقة الناشئة نتيجة عقد زواج صحيح قائم بين الزوجين مستوفيا‬
‫لجميع اﻷركان والشروط المتطلبة شرعا وقانونا‪ ،‬فإذا مات أحد الزوجين قبل الدخول أو بعده‬
‫ورثه اﻵخر‪ .‬واﻹرث بسبب الزوجية يتحقق وفق الشروط اﻵتية‪:‬‬
‫‪ -‬وجود عقد زواج صحيح بين الزوجين‪ :‬فالتوارث بين الزوجين يثبت بسبب العقد‬
‫وليس بسبب الدخول‪ ،‬والسبب قد تحقق بالعقد المبرم‪ .‬أما إذا اختل أحد أركان عقد الزواج‬
‫الصحيح كان الزواج باطﻼ وبالتالي ﻻ يصح التوارث بين الزوجين ‪.‬‬
‫وحسب المادة ‪ 57‬من مدونة اﻷسرة يكون الزواج باطﻼ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا اختل فيه أحد اﻷركان المنصوص عليها في المادة ‪ 10‬أعﻼه؛‬
‫‪ -‬إذا وجد بين الزوجين أحد موانع الزواج المنصوص عليها في المواد ‪ 35‬إلى ‪39‬‬
‫أعﻼه؛‬
‫‪ -‬إذا انعدم التطابق بين اﻹيجاب والقبول"‪.‬‬
‫تصرح المحكمة ببطﻼن الزواج بمجرد اطﻼعها عليه أو بطلب ممن يعنيه اﻷمر‬
‫ويترتب على هذا الزواج بعد البناء الصداق واﻻستبراء‪ ،‬كما يترتب عليه عند حسن النية‬
‫لحوق النسب وحرمة المصاهرة حسب ما تنص مقتضيات المادة ‪ 58‬من المدونة‪.‬‬
‫وإذا كان الزواج فاسدا اي اختل فيه شرط من شروط صحته طبقا للمادتين ‪ 60‬و ‪61‬‬
‫من المدونة فإنه ﻻ يترتب عليه أي شيء قبل البناء‪ ،‬ويترتب عليه بعد البناء أثر العقد‬
‫الصحيح ومنها اﻹرث إلى أن يصدر الحكم بفسخه‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون الزوجية قائمة وقت الوفاة‬
‫ﻻ يكفي لثبوت التوارث وجود عقد زواج صحيح بل ﻻبد أن تبقى هذه الرابطة قائمة‬
‫بين الزوجين إلى أن تحل بسبب من أسباب اﻹنحﻼل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫بالنسبة للطﻼق وأثره من حيث الحق في التوارث‪ ،‬ينبغي التمييز بين فرضيتين‪،‬‬
‫فرضية كونه وقع في حالة مرض الزوج مرضا مخوفا‪ ،‬وفرضية كونه وقع في حالة صحة‬
‫الزوج‪:‬‬
‫ففي الفرضية اﻷولى أي وقوع الطﻼق في حالة مرض الزوج مرضا مخوفا‪ ،‬ترث‬
‫المطلقة مطلقا‪ ،‬أي سواء كان الطﻼق رجعيا أو بائنا‪ ،‬وسواء توفي المطلق خﻼل العدة أو‬
‫بعدها‪ ،‬وذلك معاملة له بنقيض قصده‪ ،‬ﻷنه يتهم افتراضا بأنه أراد حرمانها من اﻹرث‬
‫واﻹضرار بها‪ ،‬فوجب سد هذه الذريعة‪ ،‬على أنه يشترط عموما في ثبوت ميراثها في هذه‬
‫الحالة ثﻼثة شروط‪:‬‬
‫‪ -‬أن ﻻ يصح من ذلك المرض وإن مات عنه بعد مدة؛‬
‫‪ -‬أن يكون المرض مخوفا يحجر عليه فيه؛‬
‫‪ -‬أن يكون الطﻼق منه ﻻ منها وﻻ بسببها كالتمليك والتخيير والخلع‪.‬‬
‫وإذا تزوجت المطلقة من جديد‪ ،‬ثم طلقها الزوج الثاني في مرضه المخوف فإنها ترثه‬
‫أيضا‪ ،‬ولو تعدد اﻷزواج‪ ،‬وهكذا إذا ثبت حقها في اﻹرث فإنه ﻻ يقطعه تزوجها بزوج آخر‪،‬‬
‫وهذا من غرائب الفقه أن ترث الزوجة في عدة أزواج ليست في عصمتهم‪.‬‬
‫وإذا حدث أن ماتت المطلقة قبل مطلقها‪ ،‬فإنه ﻻ يرثها ولو ماتت داخل العدة‪ ،‬ﻷن‬
‫الطﻼق بيده بحسب اﻷصل‪ ،‬وهو يتهم على قصد حرمانها من اﻹرث‪ ،‬فيعامل بنقيض قصده‪،‬‬
‫بخﻼف الزوجة فإنها ﻻ تتهم على حرمان زوجها‪ ،‬ﻷن الطﻼق ليس بيدها بحسب اﻷصل‪.‬‬
‫أما في الفرضية الثانية‪ :‬أي وقوع الطﻼق في حالة صحة الزوج فنميز بين ما إذا كان‬
‫الطﻼق رجعيا‪ ،‬وبين ما إذا كان بائنا‪ ،‬ففي الحالة اﻷولى إذا مات أحد المتفارقين خﻼل العدة‬
‫ورثه اﻵخر‪ ،‬أما إذا مات بعدها فﻼ يرثه‪ ،‬وفي الحالة الثانية ليس هناك توارث بين المتفارقين‬
‫مطلقا‪ ،‬أي سواء مات أحدهما خﻼل العدة أو بعد انقضائها‪ ،‬ﻻنقطاع الزوجية‪ ،‬التي هي سبب‬
‫التوارث بين الزوجين‪ ،‬فيلزم من انتفاء السبب انتفاء المسبب‪.‬‬
‫السبب الثاني‪ :‬القرابة‬
‫يعبر عنها أيضا بالنسب أو الرحم‪ ،‬وهي أقوى أسباب اﻹرث‪ ،‬قال تعالى‪":‬للرجال‬
‫نصيب مما ترك الوالدان واﻷقربون‪ ،‬وللنساء نصيب مما ترك الوالدان واﻷقربون مما قل‬
‫منه أو كثر"‪ ،‬ففي هذه اﻵية إيماء إلى أن علة اﻹرث بيناﻷقارب هي القرابة‪.‬‬
‫وﻻ شك أن أقارب الهالك كثيرون‪ ،‬وأفراد عائلته متعددون‪ ،‬وعشيرته تحيط به من كل‬
‫جانب‪ ،‬وله أصول وفروع وإخوة وأوﻻد إخوة‪ ،‬وأعمام وأوﻻد أعمام‪ ،‬وعمات وأوﻻد عمات‪،‬‬
‫وأخوال وأوﻻد أخوال‪ ،‬وخاﻻت وأوﻻد خاﻻت‪ ،‬ولكن رغم هذا التوسع في القرابة والعدد‬

‫‪5‬‬
‫الكبير من اﻷقارب‪ ،‬فإن الذين لهم الحق في خﻼفة الهالك في ماله ينحصرون في المجموعات‬
‫التالية فقط دون غيرها‪:‬‬
‫‪ -‬فروع الهالك‪ :‬ويقصد بهم أقاربه الذين ينتمون إليه لكونه أصلهم‪ ،‬فهو أبوهم أو أمهم‪،‬‬
‫وهؤﻻء الفروع تجمعهم صفة البنوة‪ ،‬وتكون مباشرة أو غير مباشرة‪،‬فإذا كان الفرع مباشرا‬
‫ورث بصرف النظر عن جنسه‪ ،‬أما إذا كان غير مباشر فيتعين أن يكون بينه وبين الهالك‬
‫واسطة مذكر حتى يرث‪ ،‬ولذلك ترث بنت اﻻبن وإن نزل وﻻ ترث بنت البنت‪.‬‬
‫‪ -‬أصول الهالك‪ :‬ويقصد بهم أقاربه الذين ينتمي إليهم‪ ،‬لكونهم أصوله‪ ،‬وهؤﻻء اﻷصول‬
‫تجمعهم صفة اﻷبوة أو اﻷمومة‪ ،‬وتكون مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬فتشمل‪ :‬اﻷب واﻷم والجد‬
‫من جهة اﻷب والجدة من جهة اﻷم أو اﻷب‪.‬‬
‫‪ -‬فروع أبوي الهالك‪ :‬ويقصد بهم أقاربه الذين ينتمون إلى أبويه‪ ،‬ﻷنهما أصﻼن لهم‬
‫وللهالك جميعا‪ ،‬أو ينتمون إلى أحد أبويه فقط‪ ،‬وهؤﻻء الفروع تجمعهم صفوة اﻷخوة‪،‬‬
‫مباشرة كانت أو غير مباشرة‪ ،‬كان الموصوف بها مذكرا أو مؤنثا‪ ،‬ويدخل في ذلك أيضا‬
‫أبناء اﻹخوة اﻷشقاء أو ﻷب‪ ،‬أما أبناء اﻹخوة ﻷم فهم غير معنيين‪ ،‬ﻷنهم ﻻ يرثون‪.‬‬
‫‪ -‬فروع أجداد الهالك‪ :‬ويتعلق اﻷمر هنا باﻷعمام وأوﻻدهم ممن يرثون‪ ،‬أي الذكور‬
‫دون اﻹناث‪ ،‬فابن العم يرث دون ابنته‪.‬‬
‫أما باقي اﻷقرباء الذين ﻻ يندرجون ضمن إحدى هذه المجموعات ممن يطلق عليهم‬
‫"ذوو اﻷرحام" فﻼ يرثون حسب ما ذهب إليه اﻹمامان مالك والشافعي‪ ،‬بخﻼف أبي حنيفة‬
‫وصاحبيه فيرون أنهم يرثون‪ ،‬والمقصود بهم كل اﻷقارب الذين ليسوا ذوي فروض وﻻ‬
‫عصبة‪ ،‬كأوﻻد البنات وأوﻻد اﻷخوات وبنات اﻹخوة وأوﻻد اﻹخوة ﻷم واﻷخوال والخاﻻت‬
‫والعمات وبنات اﻷعمام وكل من بينه وبين الميت أم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اﳌﺒﺤـث الثاﻧـي‪ :‬ﺷـ ـروط اﻹرث وﻣ ـواﻧع ـ ـ ـﻪ‬
‫نعالج هذا المبحث في مطلبين‪ ،‬نتطرق في )المطلب اﻷول( لشروط اﻹرث‪ ،‬و)المطلب‬
‫الثاني( نخصصه للحديث عن موانع اﻹرث‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠ ـ ـﺐ اﻷول‪ :‬ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮوط اﻹرث‬


‫بعد قيام أحد أسباب اﻹرث‪ ،‬واتصاف الشخص به‪ ،‬يشترط لثبوت اﻹرث ثﻼثة شروط‬
‫ورد ذكرها في المادة ‪ 330‬التي جاء فيها‪ " :‬يشترط في استحقاق اﻹرث ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تحقق موت الموروث حقيقة أو حكما؛‬
‫‪ -2‬وجود وارثه عند موته حقيقة أو حكما؛‬
‫‪ -3‬العلم بجهة اﻹرث"‪.‬‬
‫‪ - 1‬تحقق موت الموروث حقيقة أو حكما‪:‬‬
‫الميت حقيقة هو الذي يثبت موته ثبوتا قطعيا‪ ،‬كمن تثبت وفاته بشهادة الشهود ولو عن‬
‫طريق السماع‪ ،‬والميت حكما هو حسب تعبير المادة ‪ 325‬من مدونة اﻷسرة " الميت حكما‬
‫من انقطع خبره وصدر حكم باعتباره ميتا"‪ ،‬وهذا ينطبق على المفقود‪ ،‬أي ذلك الشخص‬
‫الذي غاب عن أهله وانقطعت أخباره‪ ،‬بحيث لم يعد يعرف أهو حي أم ميت‪.‬‬
‫والمراد هنا أنه يشترط تحقق موت المورث إما حقيقة أو حكما لكي يثبت الحق في‬
‫اﻹرث‪ ،‬وإﻻ فﻼ وجود لهذا الحق‪ ،‬ولهذا قرر مشرع قانون اﻻلتزامات والعقود المغربي في‬
‫الفقرة الثانية من الفصل ‪ 61‬ما نصه ‪" :‬ومع ذلك ﻻ يجوز التنازل عن تركة إنسان على قيد‬
‫الحياة‪ ،‬وﻻ إجراء أي تعامل فيها أو في شيء مما تشتمل عليهولو حصل برضاه‪ .‬وكل‬
‫تصرف مما سبق يقع باطﻼ بطﻼنا مطلقا"‪ ،‬لما في ذلك من مضاربة على أرواح الناس من‬
‫جهة‪ ،‬وشدة الجهل والغرر البين من جهة أخرى‪ ،‬وﻻ يمكن القول بأن علة المنع هنا تكمن في‬
‫غياب حق الملكية‪ ،‬ﻷن من شأن هذا التبرير أن يفضي إلى القول بجواز التصرف إذا أجازه‬
‫صاحب المال كما هو الشأن بالنسبة للفضولي‪.‬‬
‫وإذا كان أمر الميت حقيقة ﻻ يثير نقاشا‪ ،‬فإن اﻷمر يختلف في حالة الميت حكما‪ ،‬فماذا‬
‫لو أن أقاربه ممن يرثونه أرادوا توزيع أمﻼكه في غيابه‪ ،‬هل يمكنهم ذلك أم ﻻ؟‬
‫هذا التساؤل نجد الجواب عنه في مدونة اﻷسرة‪ ،‬لكن قبل تبيان ذلك نقف أوﻻ عند‬
‫تساؤل في غاية اﻷهمية وهو متى يعتبر المفقود ميتا؟ فمن دون شك أن اﻹجابة على هذا‬
‫التساؤل من شأنه توضيح الموضوع الذي بين أيدينا‪ ،‬ولذلك فمن المهم أن نتناول الحديث عن‬
‫مسألتين أساسيتين وهما‪ :‬مسطرة الحكم بموت المفقود‪ ،‬واﻹرث في المفقود‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أ – مسطرة الحكم بموت المفقود‪:‬‬
‫نشير بداية إلى أن المفقود يبقى في نظر القانون حيا إلى أن يصدر حكم بموته‪ ،‬وذلك‬
‫بصريح المادة ‪ 326‬من مدونة اﻷسرة التي جاء فيها‪ " :‬المفقود مستصحب الحياة بالنسبة‬
‫لماله‪ ،‬فﻼ يورث وﻻ يقسم بين ورثته‪ ،‬إﻻ بعد الحكم بتمويته‪ ،"...‬وﻻ يصدر هذا الحكم إﻻ‬
‫بناء على دعوى التصريح بوفاته ترفع من كل ذي مصلحة مشروعة أو من النيابة العامة لدى‬
‫المحكمة اﻻبتدائية لمحل آخر موطن أو آخر محل إقامة الغائب‪.‬‬
‫وبعد أن يتم رفع الدعوى‪ ،‬تأمر المحكمة بإجراء اﻷبحاث والتحريات الﻼزمة للبحث‬
‫عن المفقود بجميع الوسائل الممكنة‪ ،‬عن طريق الجهات المختصة بالبحث عن المفقودين‪،‬‬
‫فإن تم العثور عليه أو الوقوف على خبر حياته أو مماته كان بها‪ ،‬أما إذا حصل اليأس من‬
‫العثور عليه أو معرفة أخباره‪ ،‬فهنا ﻻ يكون أمام المحكمة سوى البت في القضية وإصدار‬
‫حكمها في الموضوع‪.‬‬
‫غير أنه إذا كان المفقود قد فقد في ظروف يغلب فيها اﻻعتقاد بأنه هلك‪ ،‬كما في حالة‬
‫الحرب والفيضان وانتشار اﻷوبئة القاتلة‪ ،‬فإن المحكمة ﻻ تحكم بموته إﻻ بعد انقضاء سنة من‬
‫تاريخ اليأس من الوقوف على خبره‪ ،‬أما إذا كان قد فقد في ظروف ﻻ يسود فيها ذلك‬
‫اﻻعتقاد‪ ،‬كمن سافر لطلب التجارة أو طلب العلم أو قضاء مناسك الحج أو للسياحة‪ ،‬ولم‬
‫يرجع ولم يعلم خبره‪ ،‬فإن المحكمة لها الصﻼحية التامة في تحديد المدة التي تنتظرها بعد‬
‫تاريخ اليأس قبل إصدار الحكم بموته‪ ،‬وذلك وفقا لما نصت عليه المادة ‪ 327‬من مدونة‬
‫اﻷسرة التي جاء فيها‪ " :‬يحكم بموت المفقود في حالة استثنائية يغلب عليه فيها الهﻼك بعد‬
‫مضي سنة من تاريخ اليأس من الوقوف على خبر حياته أو مماته‪.‬‬
‫أما في جميع اﻷحوال اﻷخرى‪ ،‬فيفوض أمد المدة التي يحكم بموت المفقود بعدها إلى‬
‫المحكمة‪ ،‬وذلك كله بعد التحري والبحث عنه بما أمكن من الوسائل بواسطة الجهات‬
‫المختصة بالبحث عن المفقودين"‪.‬‬
‫ب – اﻹرث في المفقود‪:‬‬
‫يعتبر المفقود مستصحب الحياة بالنسبة ﻷمواله‪ ،‬أي يعتبر حيا‪ ،‬استنادا إلى دليل‬
‫اﻻستصحاب‪ ،‬أي استصحاب الحالة التي كان عليها الشخص قبل فقده وهو ما أكدته المادة‬
‫‪ 326‬من مدونة اﻷسرة‪ ،‬ولهذا فإن أمواله ﻻ تقسم بين ورثته بسبب الشك في موته‪ ،‬وﻻ‬
‫ميراث مع الشك كما سنرى في موانع اﻹرث‪ ،‬وعليه يبقى ماله موقوفا إلى أن يحكم القاضي‬
‫بموته وفق المسطرة المذكورة سابقا‪ ،‬فيورث ماله حينئذ‪.‬‬
‫لكن قد يحدث أن تحكم المحكمة بموت المفقود‪ ،‬ثم يظهر بعد ذلك أنه حي يرزق‪ ،‬أو‬
‫يتبين أن التاريخ الحقيقي لوفاته هو غير الذي صدر به الحكم‪ ،‬فالجواب على هذين‬
‫الفرضيتين نجدهما في المادتين ‪ 75‬و ‪ 76‬من مدونة اﻷسرة‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ففي الفرضية اﻷولى‪ ،‬يجب على النيابة العامة أو من يعنيه اﻷمر تقديم طلب إلى‬
‫المحكمة ﻻستصدار مقرر قضائي بإثبات كون المفقود ما زال على قيد الحياة‪ ،‬لكن ما أثر هذا‬
‫الحكم الجديد على اﻷوضاع التي قررها الحكم القديم؟‪.‬‬
‫فمن خﻼل المادة ‪ 75‬فإن الحكم المصرح به بالوفاة يبطل في جميع آثاره‪ ،‬ما عدا في‬
‫موضوع الزواج‪ ،‬بمعنى أنه إذا كان قد تم توزيع أمﻼك المفقود على الورثة‪ ،‬فإن من حق هذا‬
‫المفقود العائد استعادة كل تلك اﻷمﻼك ما قسم منها وما لم يقسم‪ ،‬إن كانت باقية‪ ،‬ويرى أحد‬
‫الفقه أنه في حالة استحالة ذلك كما إذا استهلكها الورثة‪ ،‬يكون للمفقود أن يحصل على مجرد‬
‫تعويض في إطار أحكام اﻹثراء بﻼ سبب مشروع )الفصول من ‪ 66‬إلى ‪ 78‬من ق‪.‬ل‪.‬ع(‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة لزوجته فإذا كانت قد تزوجت بغيره بعد قضائها فترة العدة‪ ،‬فإنه ﻻ حق له في‬
‫استرجاعها‪ ،‬طالما أن الزوج الجديد دخل بها‪ ،‬وإﻻ فله ذلك‪.‬‬
‫ينص الفصل ‪ 75‬على أنه ‪ " :‬إذا ظهر أن المفقود المحكوم بوفاته ما زال حيا‪ ،‬تعين‬
‫على النيابة العامة أو من يعنيه اﻷمر‪ ،‬أن يطلب من المحكمة إصدار قرار بإثبات كونه باقيا‬
‫على قيد الحياة‪.‬‬
‫يبطل الحكم الصادر بإثبات حياة المفقود‪ ،‬الحكم بالوفاة بجميع آثاره‪ ،‬ما عدا زواج‬
‫امرأة المفقود فيبقى نافذا إذا وقع البناء بها"‪.‬‬
‫وفي الفرضية الثانية‪ ،‬فإن اﻵثار المترتبة على التاريخ غير الصحيح تبطل بمقرر‬
‫قضائي أيضا‪ ،‬يستثنى من ذلك فقط زواج امرأته‪ ،‬فإنه يبقى نافذا‪ ،‬سواء تم البناء بها من‬
‫طرف الزوج الجديد أم ﻻ حسب ما تنطق به المادة ‪ 76‬من المدونة‪.‬‬
‫ينص الفصل ‪ 76‬على أنه‪ " :‬في حالة ثبوت التاريخ الحقيقي للوفاة غير الذي صدر‬
‫الحكم به‪ ،‬يتعين على النيابة العامة وكل من يعنيه اﻷمر طلب إصدار الحكم بإثبات ذلك‪،‬‬
‫وببطﻼن اﻵثار المترتبة عن التاريخ غير الصحيح للوفاة ما عدا زواج المرأة"‪.‬‬
‫‪ – 2‬ثبوت حياة الوارث حقيقة أو حكما وتأخرها عن موت المورث‪:‬‬
‫الحي حقيقة هو من تكون حياته مستقرة وثابتة بعد موت المورث‪ ،‬بدفاتر الحالة‬
‫المدنية‪ ،‬وبطاقة الهوية‪ ،‬وشهادة اللفيف‪ ...‬وهذا إرثه واضح ﻻ نقاش فيه‪ ،‬يكفي أن يثبت تأخر‬
‫حياته عن موت المورث تأخرا بينا‪ ،‬فضﻼ عن إثبات صفته اﻹرثية‪ ،‬ويلحق به المفقود قبل‬
‫صدور الحكم بموته‪.‬‬
‫أما الحي حكما فهو الحمل الذي يوضع حيا في وقت يدل على أنه كان جنينا عند موت‬
‫المورث‪ ،‬أي موجودا في رحم أمه ولو نطفة أو علقة‪ ،‬على أن حياته عند الوﻻدة تتحقق‬
‫بصراخ أو رضاع أو نحوهما‪ ،‬وتكفي حياته ولو مدة يسيرة‪ ،‬مع اشتراط تأخرها أيضا عن‬
‫موت المورث تأخرا ثابتا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬إذا كان ضمن الورثة حمل‪ ،‬فإنه يجب على القول المشهور من المذهب‬
‫المالكي وقف جميع متروك الهالك‪ ،‬وعدم قسمته حتى تتم الوﻻدة‪ ،‬وتعرف حقيقة الحمل‬
‫كامﻼ‪ ،‬فيقسم حينئذ على اليقين‪.‬‬
‫فقسمة التركة قبل الوﻻدة فيه تخمين ومخاطرة وتسليط للورثة على كامل التركة أو‬
‫بعضها‪ ،‬مما يؤدي إلى إتﻼفها أو استهﻼكها قبل الوضع‪ ،‬فيصعب استردادها‪ ،‬خاصة أن‬
‫الورثة سيقولون بأنهم أخذوا حصصهم بوجه جائز‪.‬‬
‫ومحل ما قلناه من وقف القسم إذا كان الحمل وارثا‪ ،‬أما إذا كان غير وارث على فرض‬
‫تقديره ذكرا وعلى فرض تقديره أنثى‪ ،‬فﻼ يوقف شيء من التركة‪ ،‬كما إذا مات رجل عن أب‬
‫وأم حامل من زوج آخر‪ ،‬فالحمل هنا ﻻ شيء له باعتباره أخا ﻷم‪ ،‬ﻷنه يحجب باﻷب‪.‬‬
‫‪ – 3‬العلم التفضيلي بجهة اﻹرث‪:‬‬
‫المقصود هنا العلم بالجهة التي يجب بها اﻹرث من زوجية أو قرابة‪ ،‬بمعنى أن نعلم‬
‫كيف يتصل الوارث بالمورث‪ ،‬هل هو زوج أو قريب‪ ،‬فقد يكون للميت وارث معلوم فيدعي‬
‫آخر أنه أولى بإرث الميت منه‪ ،‬ففي هذه الحال ﻻبد من العلم بكيفية اتصال المدعي بالميت‬
‫وبمنزلته منه أيضا‪ ،‬وهذا يقتضي أن تكون القرابة معلومة ومفصلة من أبوة أو أمومة أو‬
‫أخوة‪ .‬بحيث تختلف كل جهة في الميراث عن الجهة اﻷخرى‪ ،‬فقد يكون الوارث‪ ،‬مثﻼ من‬
‫جهة الزوجية وارث بالفرض ومن جهة العمومة وارث بالتعصيب‪ ،‬وأحيانا أخرى من‬
‫الجهتين معا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠـ ـ ـﺐ اﻟﺜﺎﻧ ـ ـﻲ‪ :‬ﻣـ ـﻮاﻧ ـ ـ ـ ـ ـﻊ اﻹرث‬
‫يقصد بموانع اﻹرث اﻷوصاف التي تمنع منه‪ ،‬أي التي بمقتضاها ينتفي اﻹرث عن‬
‫الشخص الذي قام به سببه‪ ،‬وتوافرت لديه شروطه‪ ،‬وبعبارة أخرى هي صفات إذا وجد واحد‬
‫منها حرم الشخص من الميراث ولو توفرت أسبابه وشروطه‪ ،‬ويسمى الشخص حينئذ‬
‫ممنوعا أو محروما من اﻹرث‪ ،‬ويعتبر كأنه غير موجود أصﻼ‪ ،‬فﻼ يؤثر على عيره من‬
‫اﻷشخاص في الحجب‪.‬‬
‫وقد تطرقت مدونة اﻷسرة إلى هذه الموانع في عدد من موادها‪ ،‬بحيث تناولت مانع‬
‫الشك في المادة ‪ ،328‬ومانع عدم اﻻستهﻼل في المادة ‪ ،331‬وموانع الكفر واللعان والزنى‬
‫في المادة ‪ ،332‬ومانع القتل في المادة ‪ ،333‬وهي نفسها الموانع التي ذكرها فقهاء اﻹسﻼم‪،‬‬
‫إضافة إلى مانع الرق الذي لم يعد له وجود اليوم‪ ،‬وقد جمع ابن عاصم هذه الموانع في تحفة‬
‫بقوله‪:‬‬
‫وإن هما بعد الممات ارتفعا‬ ‫الكفر والرق ﻹرث منعــــــا‬
‫ومطلقا يمنع قتل العمـــــــد‬ ‫ومثل ذاك الحكم في المرتـــد‬
‫وحالة الشك بمنع مغنيـــــة‪.‬‬ ‫وإن يكن عن خطأ فمن دية‬
‫وقد رمز لها الفقهاء بعبارة ‪" :‬عش لك رزق"‪ ،‬فالعين لعدم استهﻼل المولود‪ ،‬والشين‬
‫للشك‪ ،‬والﻼم للعان‪ ،‬والكاف للكفر‪ ،‬والراء للرق‪ ،‬والزاي للزنى‪ ،‬والقاف للقتل‪ ،‬وسنحاول‬
‫تبيان هذه الموانع كل على حدة‪:‬‬
‫‪ – 1‬مانع الشك‪:‬‬
‫معنى هذا أن الميراث ﻻ يكون بالشك‪ ،‬والشك هو التردد بين أمرين ﻻ مزية ﻷحدهما‬
‫عن اﻵخر‪ ،‬وبهذا فهو يختلف عن الظن والوهم واليقين‪ ،‬فالظن إدراك الطرف الراجح‪،‬‬
‫والوهم إدراك الطرف المرجوح‪ ،‬واليقين علم الشيء بحقيقته‪.‬‬
‫ولهذا المانع صور وألوان‪ ،‬لعل أبرزها الشك في حياة الوارث عند وفاة المورث‪ ،‬وهذه‬
‫الصورة تكون بالنسبة لﻸشخاص الذين يموتون في بعض الحوادث‪ ،‬سواء كانت حوادث سير‬
‫أو شغل أو حوادث طبيعية‪ ،‬فﻼ يدري من المتقدم منهما موتا ومن المتأخر‪ ،‬وبالتالي من‬
‫منهما المورث ومن منهما الوارث‪.‬‬
‫وعلى هذا إذا توفي زوجان‪ ،‬ولم يعرف هل ماتا في وقت واحد أو سبق أحدهما اﻵخر‬
‫بالموت‪ ،‬فﻼ يرث أحدهما اﻵخر‪ ،‬سواء ماتا في مكان واحد‪ ،‬كما إذا ارتكبا حادثة سير‪ ،‬أو‬
‫ماتا كل واحد منهما في مكان خاص ولم يضبط وقت موت كل منهما‪ ،‬أو ضبط وقت موت‬

‫‪11‬‬
‫أحدهما دون اﻵخر‪ ،‬فنفس الحكم‪ ،‬ﻻ توارث بينهما‪ ،‬حيث يقدر في كل واحد منهما كأنه لم‬
‫يخلف صاحبه‪ ،‬وإنما خلف اﻷحياء من ورثته اﻵخرين‪ ،‬فكل واحد يرثه اﻷحياء فقط‪.‬‬
‫وقد عبر المشرع المغربي في مدونة اﻷسرة عن هذا المانع في المادة ‪ 328‬بقوله‪ " :‬إذا‬
‫مات عدة أفراد‪ ،‬وكان بعضهم يرث بعضا‪ ،‬ولم يتم التوصل إلى معرفة السابق منهم‪ ،‬فﻼ‬
‫استحقاق ﻷحدهم في تركة اﻵخر‪ ،‬سواء كانت الوفاة في حادث واحد أم ﻻ"‪.‬‬
‫ومن يتأمل هذه الصورة يجد أنها تنتهي في نهاية المطاف إلى تخلف أحد شروط‬
‫اﻹرث‪ ،‬الذي هو ثبوت حياة الوارث عند موت المورث‪.‬‬
‫‪ – 2‬مانع عدم اﻻستهﻼل‪:‬‬
‫إذا مات شخص وترك في رحم زوجته جنينا‪ ،‬فهنا ننظر إذا ولد هذا الجنين محقق‬
‫الحياة ولو لدقائق معدودة بصراخ أو رضاع أو حركة ظاهرة أو عطاس وشبهه‪ ،‬فإنه يعد‬
‫وارثا لتحقق حياته في هذه اﻷحوال‪ ،‬أما إذا لم تتحقق حياته فﻼ إرث له‪ ،‬وهذا ما أشار إليه‬
‫المشرع في المادة ‪ 331‬من مدونة اﻷسرة التي جاء فيها‪ " :‬ﻻ يستحق اﻹرث‪ ،‬إﻻ إذا ثبتت‬
‫حياة المولود بصراخ أو رضاع ونحوهما"‪.‬‬
‫ولعل السند الشرعي الذي ركن إليه المشرع في هذا الباب هو قول النبي ﷺ‪" :‬إذا‬
‫استهل المولود ورث"‪ ،‬على اعتبار أن اﻻستهﻼل دليل على الحياة‪.‬‬
‫‪ – 3‬مانع الكفر‪:‬‬
‫نصت مدونة اﻷسرة على هذا المانع في المادة ‪ 332‬بقولها‪ " :‬ﻻ توارث بين مسلم‬
‫وغير المسلم‪ ،"...‬وهذا يعني أن الكفر يعد مانعا من اﻹرث‪ ،‬سواء كان أصليا أو عارضا‬
‫بسبب اﻻرتداد‪ ،‬وسواء اتصف به الوارث أو المورث‪ ،‬فﻼ يرث المسلم غير المسلم‪ ،‬سواء‬
‫كان هذا اﻷخير كتابيا أم غير كتابي‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن أبناء الزوجة غير المسلمة يتبعون‬
‫أباهم المسلم في الدين‪ ،‬لذلك ﻻ توارث بينها وبينهم‪.‬‬
‫ولعل هذا الحكم يجد سنده في قوله ﷺ‪" :‬ﻻ يرث المسلم الكافر وﻻ يرث الكافر‬
‫المسلم"‪ ،‬وفي قوله أيضا‪" :‬ﻻ يتوارث أهل ملتين"‪ ،‬وكﻼهما نص في منع التوريث‪.‬‬
‫وتجدر اﻹشارة أن العبرة في اعتبار المانع هي بوقت وفاة المورث‪ ،‬أي أنه يشترط‬
‫اتحاد الوارث والمورث في الدين خﻼل هذا الوقت‪ ،‬لكي يثبت اﻹرث بينهما‪.‬‬
‫‪ -4‬مانع انتفاء النسب ‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 332‬من مدونة اﻷسرة على هذا المانع بقولها‪ ..." :‬وﻻ بين من نفى‬
‫الشرع نسبه"‪ ،‬أي وبين من انتفى عنه‪ ،‬إما أصﻼ كما هو الشأن بالنسبة للزاني‪ ،‬والرجل‬
‫الذي جاءت امرأته مثﻼ بولد خارج أمد الحمل‪ ،‬أو بناء على دعوى‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫أ – حالة الزنا‪:‬‬
‫اﻹرث مبني على ترابط شرعي بين رجل وامرأة‪ ،‬والمقصود بالترابط الشرعي عقد‬
‫الزواج الصحيح المستوفي لجميع أركانه‪ ،‬كما تمت اﻹشارة إلى ذلك أعﻼه‪ ،‬فإذا زنا رجل‬
‫بامرأة ونتج عن فعل الزنا ولد فإن ذلك الولد الذي هو ولد الزنا ﻻ يرث أباه من الزنا بل يرث‬
‫أمه فقط‪ ،‬وهي ترثه وكذلك إخوته من الزنا يتوارثون فيما بينهم باعتبارهم إخوة اﻷم‪.‬‬
‫ولعل العلة هنا في عدم إرث ابن الزنا هي انعدام سبب اﻹرث‪ ،‬أي القرابة المسماة أيضا‬
‫النسب‪ ،‬فهنا ﻻ نسب بين الطرفين‪.‬‬
‫ب – حالة الوﻻدة خارج اﻷمد الشرعي‪:‬‬
‫من المعروف أن الولد يثبت نسبه ﻷبيه بفراش الزوجية إذا ولد بعد مضي ستة أشهر‬
‫من تاريخ عقد الزواج وأمكن اﻻتصال‪ ،‬كما يثبت نسبه بالفراش إذا ولد داخل سنة من انتهاء‬
‫العﻼقة الزوجية كما تصرح بذلك المادة ‪ 154‬من مدونة اﻷسرة‪.‬‬
‫وبناء عليه إذا أتى الولد خارج اﻷمد الشرعي فإنه ﻻ يثبت نسبه من الزوج أصﻼ‬
‫وبالتالي ﻻ يحتاج إلى رفع دعوى لنفي النسب ﻷنه منتف هنا بحكم الشرع وبقوة القانون‪،‬‬
‫ومن انتفى النسب بقوة الشرع انتفى معه بداهة حق التوارث‪.‬‬
‫ج – حالة نفي النسب بناء على دعوى‪:‬‬
‫بالنظر إلى المستجدات التي جاءت بها مدونة اﻷسرة في باب النسب‪ ،‬يمكن القول بأن‬
‫نفي النسب يكون بأحد طريقين‪ ،‬اللعان أو الخبرة القضائية‪.‬‬
‫ودعوى نفي النسب بطريق اللعان ﻻ تقبل إﻻ بشرطين‪ :‬أن يكون نفي الولد فور العلم‬
‫به‪ ،‬وأن ﻻ يقر الزوج بالولد‪ ،‬فإذا تم اللعان بين الزوجين بكيفيته الشرعية‪ ،‬بعد استيفائه‬
‫الشرطين المذكورين‪ ،‬انتهت به عصمة الزوجية انتهاء أبديا‪ ،‬ينقطع به سبب اﻹرث لكل‬
‫واحد منهما في اﻵخر‪ ،‬وﻻ يبقى بينهما توارث‪ ،‬وكذلك ينتهي به النسب بين الزوج والولد‬
‫الذي ﻻعن فيه‪ ،‬فينقطع بذلك سبب القرابة بينهما‪ ،‬وأما نسب الولد ﻷمه فثابت‪ ،‬لقوله صلى ﷲ‬
‫عليه وسلم‪" ،‬ألحقوا ولد المﻼعنة بأمه"‪ ،‬لذلك فهو يعطى حكم ولد الزانية‪.‬‬
‫لكن إذا كذب المﻼعن نفسه واعترف بالولد الذي نفاه فإنه يحد حد القذف‪ ،‬ويعود‬
‫التوارث بينهما لثبوت النسب حينئذ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للخبرة القضائية‪ ،‬فإذا اتضح من نتيجتها أن الولد أو الحمل ليس من اﻷب‬
‫المزعوم انتفى النسب عنه من تاريخ صدور الحكم القضائي بذلك‪ ،‬وتبعا لذلك ينتهي حق‬
‫التوارث بينهما‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ – 5‬مانع القتل‪:‬‬
‫معنى هذا أن الشخص إذا قتل مورثه عمدا‪ ،‬فإنه ﻻ يرث فيه أصﻼ‪ ،‬ولعل العلة في‬
‫انتفاء اﻹرث عنه هنا هي التهمة الموجهة إليه بأنه استعجل اﻹرث فيحرم من اﻹرث عمﻼ‬
‫بالقاعدة الفقهية‪" :‬من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه"‪ ،‬والسند في هذا المنع هو‬
‫قوله ﷺ " القاتل ﻻ يرث"‪.‬‬
‫فهذا المنع يشمل من عفي عنه ومن لم يعف عنه‪ ،‬وسواء كانت له شبهة أم لم تكن‪ ،‬لكن‬
‫إذا كان القتل خطأ أي دون عمد‪ ،‬فإنه يرثه لعدم قصد قتله‪ ،‬وعليه أداء ديته كاملة لبقية‬
‫الورثة‪ ،‬دون أن يرث هو منها شيئا‪.‬‬
‫هذه اﻷحكام هي التي أشارت إليها مدونة اﻷسرة في المادة ‪ 333‬بقولها‪ " :‬من قتل‬
‫موروثه عمدا‪ ،‬وإن أتى بشبهة لم يرث من ماله‪ ،‬وﻻ ديته‪ ،‬وﻻ يحجب وارثا‪.‬‬
‫من قتل موروثه خطأ ورث من المال دون الدية وحجب"‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ‬
‫الﳫية اﳌتعددة التخصصات ‪ -‬زة‪-‬‬

‫ذة‪ .‬اب س ام ل مـــــي‬


‫شعبة القانون و ق صاد‬
‫مس القانون اﳋاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفو ﲔ ) ٔ ‪ -‬ب(‬
‫و دة اﳌواريث واﳊقوق اﳌالية‬

‫ﳏ ـ ـاضـ ـرات ف ـي اﳌواريث‬


‫)اﶈاضرة اﳋامسة(‬

‫السنة اﳉامعية‪2020-2019 :‬‬


‫اﶈور اﻟراﺑﻊ‪ :‬أﺻﻨاف اﻟورﺛة وﻛﻴﻔﻴة ﺗوريﺜﻬﻢ‬
‫إذا تحققت أسباب اﻹرث وشروطه وانتفت موانعه يحصل التوارث بالطريقة‬
‫المشروعة التي شرعها ﷲ تعالى في كتابه الكريم‪ ،‬وبينها رسول ﷲ ﷺ في السنة النبوية‪،‬‬
‫وأجمع عليها الصحابة‪.‬‬
‫والورثة الذين ثبت إرثهم في كتاب ﷲ أو في سنة رسول ﷲ ﷺ‪ ،‬أو بإجماع الصحابة‬
‫بصفة عامة منهم من يرث بالفرض‪ ،‬ومنهم من يرث بالتعصيب‪ ،‬ومنهم من يجمع بين‬
‫الفرض والتعصيب‪ ،‬ومنهم من يرث بالفرض تارة وبالتعصيب تارة أخرى‪ ،‬وهو ما يسمى‬
‫بطرائق اﻹرث‪.‬‬
‫ولهذا يمكن تصنيف الورثة إلى أربعة أصناف‪:‬‬
‫‪ -‬الصنف اﻷول‪ :‬صنف يرث بالفرض فقط‪.‬‬
‫‪ -‬الصنف الثاني‪ :‬صنف يرث بالتعصيب فقط‪.‬‬
‫‪ -‬الصنف الثالث‪ :‬صنف يرث بالفرض والتعصيب جمعا‪.‬‬
‫‪ -‬الصنف الرابع‪ :‬صنف يرث بالفرض والتعصيب انفرادا‪.‬‬
‫وقد نصت مدونة اﻷسرة في المادة ‪ 334‬على أن‪" :‬الورثة أربعة أصناف‪ :‬وارث‬
‫بالفرض فقط‪ ،‬ووارث بالتعصيب فقط‪ ،‬ووارث بهما جمعا‪ ،‬ووارث بهما انفرادا"‪.‬‬
‫والورثة الذين يرثون بالفرض يحتلون مكان الصدارة في الميراث‪ ،‬فﻼ يأخذ غيرهم‬
‫شيئا من تركتهم إﻻ بعد استيفاء سهمهم المقدر شرعا‪ .‬والفرض هو المقدار المعين شرعا‬
‫لكل وارث من التركة‪ ،‬ويسمى سهما وجمعه سهام أو أسهم‪ ،‬ونصيبا وجمعه أنصبة‬
‫وأنصباء‪ .‬وهذا ما نصت عليه مدونة اﻷسرة في المادة ‪ 335‬الفقرة اﻷولى "الفرض سهم‬
‫مقدر للوارث في التركة‪ ،‬ويبدأ في التوريث بأصحاب الفروض"‪.‬‬
‫فالفرض يكون مقدرا من طرف الشارع‪ ،‬والفروض المقدرة شرعا ﻻ تخرج عن ستة‪:‬‬
‫النصف‪ ،‬والربع‪ ،‬والثمن‪ ،‬والثلثان‪ ،‬والثلث‪ ،‬والسدس‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه مدونة اﻷسرة في المادة ‪" :341‬الفروض المقدرة ستة‪ :‬النصف‬
‫والربع والثمن‪ ،‬والثلثان والثلث والسدس"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وفي هذا اﻹطار يمكن تصنيف الورثة إلى أربع مجموعات أو أصناف‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬الصنف يرث بالفرض فقط وهم ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻷم‪.‬‬
‫‪ -2‬الجدة‪.‬‬
‫‪ -3‬الزوجة سواء كانت واحدة أو متعددة‪.‬‬
‫‪ -4‬الزوج إذا لم يكن ابن عم لزوجته‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻷخ ﻷم‪.‬‬
‫‪ -6‬اﻷخت ﻷم‪.‬‬
‫وقد ذكرت مدونة اﻷسرة هؤﻻء الورثة في المادة ‪ 337‬حيث نصت على أن "الوارث‬
‫بالفرض فقط ستة‪ :‬اﻷم والجدة والزوج والزوجة واﻷخ ﻷم واﻷخت ﻷم"‪.‬‬
‫والمﻼحظ أن مدونة اﻷسرة في المادة المشار إليها أعﻼه أجملت النص على الجدة‪،‬‬
‫ولم تفصل‪ ،‬ﻷنه على التفصيل هناك الجدة من جهة اﻷم والجدة من جهة اﻷب‪ ،‬وكان عليها‬
‫أن تفصل كما فصلت بالنسبة لﻸخ لﻸم واﻷخت لﻸم‪.‬‬
‫وأيضا لم تلتفت إلى إرث الزوج واﻷخ ﻷم بالتعصيب مع الفرض إذا كانا ابني عم‬
‫واستحقاقهما للتعصيب بهذه الصفة مع إرثهما بالفرض‪.‬‬
‫مثاله‪ :‬زوج ابن عم يرث بقرابتين يرث بالفرض بصفته زوجا‪ ،‬ويرث بالتعصيب‬
‫بوصفه ابن عم لزوجته بمقتضى للتعصيب إن بقي شيء‪ ،‬إذا لم يكن هناك من هو أولى منه‬
‫من اﻷبناء‪ ،‬وأبنائهم‪ ،‬واﻷب‪ ،‬والجد‪ ،‬واﻹخوة اﻷشقاء كانوا أو ﻷب‪ ،‬وأبنائهم‪ ،‬واﻷعمام‪،‬‬
‫وأن ﻻ يكون من أبناء العم من هو أقرب منه إلى الهالكة أو أقوى منه‪ ،‬من أجل ذلك صنف‬
‫الزوج من بين الورثة الذين يرثون بالفرض والتعصيب جمعا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الصنف الذي يرث بالتعصيب فقط‬
‫التعصيب أخذ الوارث جميع المال عند انفراده‪ ،‬أو ما بقي عن ذوي الفروض إن كان‬
‫معه صاحب فرض‪ ،‬وقد نصت مدونة اﻷسرة في الفقرة الثانية من المادة ‪ 335‬على أن‪:‬‬
‫"التعصيب أخذ الوارث جميع التركة أو ما بقي عن ذوي الفروض" ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫والورثة الذين يرثون بالتعصيب فقط هم ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻻبن ‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن اﻹبن وما سفل ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻷخ الشقيق أو اﻷخ ﻷب‪.‬‬
‫‪ -4‬ابن اﻷخ شقيقا كان أو ﻷب‪.‬‬
‫‪ -5‬العم الشقيق أو ﻷب‪.‬‬
‫‪ -6‬ابن العم الشقيق كان أو ﻷب‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه مدونة اﻷسرة في المادة ‪" :338‬الورثة بالتعصيب فقط ثمانية‪:‬‬
‫اﻻبن‪ ،‬وابنه‪ ،‬وإن سفل‪ ،‬واﻷخ الشقيق واﻷخ ﻷب وابنهما وإن سفل‪ ،‬والعم الشقيق والعم‬
‫ﻷب وابنهما وإن سفل"‪.‬‬
‫والمﻼحظ في هذا اﻹطار أنها أغفلت بيت مال المسلمين الذي هو حاليا "الخزينة‬
‫العامة للدولة" والذي يرث في حالة عدم وجود وارث أصﻼ‪ ،‬وبالرجوع إلى مدونة اﻷسرة‬
‫نجد المادة ‪ 349‬في حديثها عن العصبة بالنفس التي يقدم بعضها على بعض في اﻹرث‬
‫حيث عدت من ذلك "بيت المال إذا لم يكن هناك وارث أصﻼ‪ ،‬حيث تتولى السلطة المكلفة‬
‫بأمﻼك الدولة حيازة الميراث‪. "....‬‬
‫ثالثا‪ :‬الصنف الذي يرث بالفرض و التعصيب جمعا‬
‫يرث بالفرض والتعصيب جمعا اثنان من الورثة هما‪:،‬‬
‫‪ -1‬اﻷب في حالة وجوده مع فرع أنثى )بنت( ‪.‬‬
‫‪ -2‬الجد في حالة وجوده كذلك مع فرع أنثى )بنت( ‪.‬‬
‫يرثان السدس فرضا والباقي تعصيبا‪ .‬يضاف إليهما الزوج إذا كان ابن عم لزوجته‬
‫كما سبقت اﻹشارة إلى ذلك‪ .‬وقد نصت مدونة اﻷسرة في المادة ‪ 339‬على أن‪" :‬الوارث‬
‫بالفرض والتعصيب جمعا اثنان‪ :‬اﻷب والجد" ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الصنف الذي يرث بالفرض فقط أو بالتعصيب فقط دون الجمع بينهما‬
‫الوارثون إما بالفرض و إما بالتعصيب دون الجمع بينهما أصناف من الورثة كلهن من‬
‫النساء وهن‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -1‬البنت أو المتعدد من البنات‪.‬‬
‫‪ -2‬بنت اﻹبن أو بنات اﻹبن‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻷخت الشقيقة‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻷخت ﻷب‪.‬‬
‫فكل واحدة من هؤﻻء النسوة ترث بالفرض فقط في حالة اﻻنفراد‪ ،‬أو الثلثين في حالة‬
‫التعدد‪ ،‬وفي حالة ما إذا كان معهن ذكر في درجتهن يرثن معه بالتعصيب للذكر مثل حظ‬
‫اﻷنثيين‪.‬‬
‫مثاله‪ - :‬إذا توفي شخص وترك بنتا وابنا فهما يرثان بالتعصيب فقط للذكر مثل حظ‬
‫اﻷنثيين أي للذكر سهمان ولﻸنثى سهم واحد ‪..‬‬
‫وإذا توفي وترك بنتا واحدة ترث النصف بالفرض لكونها واحدة وإذا ترك متعددا من‬
‫الذكور واﻹناث فاﻹرث يتم بالتعصيب فقط للذكر مثل حظ اﻷنثيين‪.‬‬
‫ولﻺشارة فهؤﻻء الورثة ليسوا كلهم في مرتبة واحدة ‪،‬فمنهم من يرث دائما‪ ،‬ومنهم من‬
‫يحجب حجب نقصان‪ ،‬ومنهم من يحجب حجب حرمان‪ ،‬وبعضهم يرث بطريق الفرض‪،‬‬
‫وبعضهم يرث بطريق التعصيب‪ ،‬وبعضهم يجمع بين الفرض والتعصيب‪ ،‬وبعضهم يرث‬
‫تارة بالفرض وتارة أخرى بالتعصيب ‪.‬‬
‫وتبعا لذلك سنعمل على تقسيم هذا المحور وفق الشكل اﻵتي‪:‬‬
‫المبحث اﻷول‪ :‬الورثة بالفرض فقط‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الوارثون بالتعصيب فقط‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الورثة بالفرض والتعصيب بهما جمعا‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الورثة بالفرض والتعصيب بهما انفرادا‬

‫‪5‬‬
‫اﳌﺒﺤ ـ ـ ـث اﻷول‪ :‬اﻟورﺛـ ـ ـة ﻟﻔ ـ ـرض فـﻘ ـ ـ ـﻂ‬

‫اﻟﻤﻄﻠ ـ ـﺐ اﻷول‪ :‬ﺑﻴـ ـ ـ ـﺎن ﻣﻌﻨـ ـ ـﻰ اﻟﻔـ ـ ـﺮض‬


‫الفرض في اللغة هو التقدير‪ ،‬وفي اصطﻼح علم الفرائض هو الجزء المقدر أو المحدد‬
‫شرعا‪ ،‬وهو نفسه التعريف الذي أوردته مدونة اﻷسرة في المادة ‪ 335‬التي جاء فيها‪:‬‬
‫"الفرض سهم مقدر للوارث في التركة‪."...‬‬
‫ولعل هذا التقدير من الشرع هو الذي يبرر اﻷولوية التي يحظى بها أصحاب‬
‫الفروض‪ ،‬حيث تقع البداءة بهم في التوريث‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 335‬من مدونة‬
‫اﻷسرة بقولها‪ ..." :‬ويبدأ في التوريث بأصحاب الفروض"‪ ،‬وسندها في ذلك قوله ﷺ‪:‬‬
‫"ألحقوا الفرائض بأهلها‪ ،‬فما بقي فﻸولى رجل ذكر"‪.‬‬
‫ومجموع الفرائض المقدرة ستة‪ :‬هي النصف ونصفه والثلثان ونصفهما ونصف‬
‫نصفهما‪ ،‬وبصيغة اﻷرقام‪ 1/2 :‬و‪ 1/4‬و‪ 2/3 1/8‬و‪ 1/3‬و‪ ،1/6‬وهذه الفروض جمعها‬
‫بعض فقهاء اﻹسﻼم في رمز" هبأدبز"‪ ،‬فالهاء ﻷهل النصف وهم خمسة‪ ،‬والباء ﻷهل‬
‫الربع وهم اثنان‪ ،‬واﻷلف ﻷهل الثمن وهو واحد‪ ،‬والدال ﻷهل الثلثين وهم أربعة‪ ،‬والباء‬
‫ﻷهل الثلث وهم اثنان )وفي مدونة اﻷسرة ثﻼثة(‪ ،‬والزاي ﻷهل السدس وهم سبعة‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠـ ـ ـﺐ اﻟﺜ ـﺎﻧـ ـ ـﻲ‪ :‬ﺗﺤﺪﻳ ـ ـﺪ اﻟﻮارﺛﻴ ـ ـﻦ ﺑﺎﻟﻔـ ـﺮض ﻓﻘـ ـ ـﻂ‬
‫تنص المادة ‪ 337‬من مدونة اﻷسرة على أنه‪" :‬الوارث بالفرض فقط‪ ،‬ستة‪ :‬اﻷم‬
‫والجدة والزوج والزوجة واﻷخ لﻸم واﻷخت لﻸم"‪ ،‬فهؤﻻء الورثة ﻻ يرثون إﻻ بالفرض‬
‫فقط‪ ،‬وﻻ يرثون بالتعصيب أبدا بهذه الصفة‪ ،‬ولتوضيح نصيب كل واحد من هؤﻻء‬
‫سنوردهم على التوالي‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻷم‬
‫ترث اﻷم في أوﻻدها بسبب القرابة من نوع اﻷمومة المباشرة‪ ،‬ودليل إرثها قوله‬
‫تعالى‪" :‬وﻷبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد‪ ،‬فإن لم يكن له ولد‬
‫‪6‬‬
‫وورثه أبواه فﻸمه الثلث‪ ،‬فإن كان له إخوة فﻸمه السدس"‪ ،‬واﻷم ﻻ يحجبها أحد عن إرثها‬
‫في ولدها‪.‬‬
‫ويتبين من اﻵية الكريمة أن اﻷم لها أحد فرضين‪ :‬السدس والثلث‪ ،‬فمتى تحوز أحد‬
‫النصيبين؟‪.‬‬
‫‪ -‬إرثها السدس )‪ :(1/6‬بالرجوع إلى الفقرة الثانية من مدونة اﻷسرة المادة ‪347‬‬
‫التي جاء فيها‪" :‬أصحاب السدس‪ -2 :‬اﻷم بشرط وجود الولد أو ولد اﻻبن أو‬
‫اثنين فأكثر من اﻹخوة وارثين أو محجوبين"‪ ،‬ومنه يتبين أن إرث اﻷم السدس‬
‫يكون في حالتين‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة اﻷولى‪ :‬إذا كان لولدها الهالك فرع وارث‪ ،‬ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬مباشرا أو‬
‫غير مباشر‪ ،‬ولكن بينه وبين الهالك واسطة مذكر‪ ،‬وسواء كان الولد واحدا أو متعددا‪ ،‬كان‬
‫لهم نسب شرعي أو كانوا من زنى أو لعان‪ ،‬ﻷن البنوة بالنسبة لﻸم تستوي في اﻵثار‬
‫المترتبة عليها‪ ،‬سواء كان مصدرها عﻼقة شرعية أو غير شرعية‪.‬‬
‫مثال‪ :‬توفيت امرأة عن زوجها وابنها وأمها‬
‫في هذه المسألة أخذت اﻷم السدس لوجود الفرع الوارث للهالك وأخذ الزوج الربع‬
‫لوجود الفرع الوارث كذلك‪ ،‬وأخذ اﻻبن الباقي تعصيبا‪ ،‬وكذا الحكم لو كان بدل اﻻبن ابن‬
‫اﻻبن‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬إذا لم يكن للهالك ولد أصﻼ‪ ،‬وكان له على اﻷقل اثنان من اﻹخوة‬
‫واﻷخوات‪ ،‬سواء كانا مذكرين أو مؤنثين‪ ،‬أو بعضهم مذكرا وبعضهم اﻵخر مؤنثا‪ ،‬كانوا‬
‫أشقاء أو ﻷب أو ﻷم‪ ،‬وارثين أو محجوبين‪.‬‬
‫مثال‪ :‬هلك هالك عن أم وأب وأخوين شقيقين أو ﻷب أو ﻷم‬
‫في هذه المسألة أخذت اﻷم السدس لتعدد اﻹخوة‪ ،‬وأخذ اﻷب الباقي تعصيبا وﻻ شيء‬
‫لﻸخوين لحجبهما باﻷب‪ ،‬ومع ذلك فإنهما يحجبان اﻷم من الثلث إلى السدس‪.‬‬
‫‪ -‬إرثها الثلث )‪ :(1/3‬ترث اﻷم الثلث في متروك ولدها بشرط أﻻ يكون له فرع‬
‫وارث من ابن أو بنت أو ولد ابن وإن سفل‪ ،‬ذكرا كان أو أنثى وأﻻ يكون له اثنان‬
‫فأكثر من اﻷخوة أشقاء أو ﻷب أو ﻷم‪ ،‬ذكورا أو إناثا أو مختلطين‪ ،‬وارثين أو‬

‫‪7‬‬
‫محجوبين وإلى ذلك أشارت المدونة في الفقرة اﻷولى من المادة ‪ 346‬على أنه‪:‬‬
‫"أصحاب الثلث ثﻼثة‪:‬‬
‫‪ - 1‬اﻷم بشرط عدم الفرع الوارث وعدم اثنين فأكثر من اﻹخوة ولو حجبوا"‪.‬‬
‫مثال‪ :‬ماتت امرأة عن زوج وأب وأم‬
‫ففي هذه الحالة للزوج النصف لعدم وجود الفرع الوارث ولﻸم الثلث لعدم وجود‬
‫الفرع الوارث ومتعدد من اﻹخوة‪ ،‬ولﻸب الباقي ﻷنه وارث بالتعصيب‪.‬‬

‫ﺛـﺎﻧ ـﻴ ـ ـ ـﺎ‪ :‬اﻟـ ـﺠـ ـ ـ ـ ـﺪة‬


‫ويقصد بها هنا جدتان‪ :‬الجدة من جهة اﻷم وإن علت‪ ،‬شريطة أن ﻻ يفصل بينها وبين‬
‫الهالك ذكر )مثﻼ أم أب اﻷم وأم أب أم اﻷم‪ ،‬ﻻ ترثان ﻷن بينهما وبين الميت ذكر(‪ ،‬والجدة‬
‫من جهة اﻷب وإن علت شريطة أن ﻻ يفصل بينها وبين الهالك ذكر غير اﻷب )مثﻼ فأم أب‬
‫اﻷب ﻻ ترث‪ ،‬ﻷنه يفصل بينها وبين الميت ذكر غير اﻷب وهو هنا أبو اﻷب(‪.‬‬
‫فكﻼ الجدتين‪ ،‬سواء من جهة اﻷب أو اﻷم ترثان بسبب القرابة من نوع اﻷمومة غير‬
‫المباشرة‪ ،‬ودليل إرثهما يختلف‪ ،‬فدليل إرث الجدة من جهة اﻷم هو السنة‪ ،‬أما دليل إرث‬
‫الجدة من جهة اﻷب فهو اﻹجماع‪ ،‬والسنة كمصدر للتشريع مقدمة على اﻹجماع‪ ،‬ولذلك‬
‫تكون حظوظ اﻷولى أقوى من حظوظ الثانية‪.‬‬
‫والفرض الوحيد الذي ترثه الجدة هو السدس‪ ،‬واحدة كانت أم متعددة‪ ،‬جاء في الفقرة‬
‫السادسة من المادة ‪ 347‬من مدونة اﻷسرة‪ " :‬أصحاب السدس‪:‬‬
‫‪ - 6‬الجدة إذا كانت منفردة سواء كانت ﻷم أو ﻷب فإن اجتمعت جدتان قسم السدس‬
‫بينهما إن كانتا في رتبة واحدة أو التي لﻸم أبعد فإن كانت التي لﻸم أقرب اختصت بالسدس"‪.‬‬
‫فتستحق الجدة السدس شريطة عدم وجود الحاجب‪ ،‬ذلك أن الجدة ﻷم تحجب باﻷم‬
‫وبالجدة القربى من جهة اﻷم‪ ،‬والجدة ﻷب تحجب باﻷب وباﻷم وبالجدة القربى من جهة‬
‫اﻷب وبالجدة القربة من جهة اﻷم‪.‬‬
‫مثال‪ :‬هلك هالك عن جدة وشقيقتان وأخ ﻷب‬
‫في هذا المثال ترث الجدة السدس والشقيقتان الثلثان لتعددهما ويرث اﻷخ ﻷب الباقي‬
‫تعصيبا‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ﺛ ـ ـﺎﻟﺜ ـ ـ ـﺎ‪ :‬اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺰوج‬
‫يرث الزوج في زوجته المسلمة بسبب الزوجية‪ ،‬ودليل إرثه قوله تعالى‪" :‬ولكم نصف‬
‫ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد‪ ،‬فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن"‪.1‬‬
‫والزوج ﻻ يحجب عن اﻹرث في زوجته‪ ،‬فهو أحد اﻷشخاص الستة الذين ﻻ يحجبون‬
‫حجب حرمان وهم المجموعون في قول صاحب التحفة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫وﻻ لزوجين وﻻ أم فقد‬ ‫وﻻ سقوط ﻷب وﻻ لولد‬
‫وهذا ما نصت عليه المدونة في المادة ‪ 357‬على أن "حجب اﻹسقاط ﻻ ينال ستة من‬
‫الوارثين وهم‪ :‬اﻹبن والبنت واﻷب واﻷم والزوج والزوجة"‪.‬‬
‫وميراث الزوج يعرف حالتين‪ :‬حالة النصف وحالة الربع‪ ،‬وتضاف إليهما حالة ثالثة‬
‫يرث فيها بالفرض والتعصيب حينما يكون ابن عم لزوجته ولم يكن هناك من هو أولى‬
‫بالتعصيب منه‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة اﻷولى‪ :‬النصف‬
‫يرث الزوج النصف من تركة زوجته بشرط عدم وجود الفرع الوارث لها‪ ،‬ذكرا كان‬
‫أو أنثى مباشرا أو غير مباشر‪ ،‬فيشمل الولد الصلب والحفيد والحفيدة من ابنها أو من ابن‬
‫ابنها‪ ،‬أما ولد بنتها أو لد ابن بنتها‪ ،‬فﻼ يؤثر‪ ،‬ﻷنه ﻻ يرث‪ ،‬ﻻ بفرض وﻻ بالتعصيب‪،‬‬
‫وسواء كان الفرع الوارث شرعيا أم غير شرعي‪ ،‬من هذا الزوج أو من سواه‪ ،‬وهذا ما‬
‫أكدته المادة ‪ 342‬من مدونة اﻷسرة بقولها‪" :‬أصحاب النصف خمسة‪:‬‬
‫‪ - 1‬الزوج بشرط عدم الفرع الوارث للزوجة ذكرا كان أو أنثى"‪.‬‬
‫مثـــال‪ :‬هلكت عن زوج وشقيقين وأخ ﻷم وجدة‬
‫للزوج النصف لعدم وجود الفرع الوارث وللشقيقتين الثلثان لتعددهما ولﻸخ ﻷم‬
‫السدس وللجدة السدس‪.‬‬

‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اﻵية ‪.12‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬البهجة في شرح التحفة للتسولي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الفكر ‪ 1370‬هـ‪ ،‬ص‪.395 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانية‪ :‬إرثه الربع‬
‫يرث الزوج الربع إذا وجد فرع وارث للزوجة حسب المادة ‪ 343‬من مدونة اﻷسرة‬
‫التي نصت على أن "أصحاب الربع اثنان‪ -1 :‬الزوج إذا وجد فرع وارث للزوجة"‪ ،‬سواء‬
‫كان هذا الفرع ابنا أو بنتا‪ ،‬واحدا أو متعددا مباشرا أو غير مباشر‪ ،‬منه أو من غيره‪.‬‬
‫مثـــال‪ :‬هلك عن زوج وبنتين وابن ابن‬
‫للزوج الربع لعدم وجود الفرع الوارث وللبنتين الثلثان والباقي ﻻبن اﻻبن تعصيبا‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثالثة‪ :‬يرث الزوج بالفرض والتعصيب إذا كان ابن عم لزوجته المتوفاة‪،‬‬
‫غير أنه ﻻ يرث بالتعصيب إﻻ عندما وجود من هو أولى منه من اﻷبناء وأبنائهم واﻷب‬
‫والجد واﻹخوة أشقاء كانوا أو ﻷب‪ ،‬وأبنائهم واﻷعمام‪ ،‬وأﻻ يكون هناك ﻷبناء العم من هو‬
‫أقرب منه أو أقوى منه إلى زوجته المتوفاة‪.‬‬

‫راﺑﻌـ ـ ـــ ﺎ‪ :‬اﻟ ـ ـﺰوﺟـ ـ ـ ـ ـﺔ‬


‫ترث الزوجة في زوجها بسبب الزوجية‪ ،‬ودليل إرثها قوله تعالى‪" :‬ولهن الربع مما‬
‫تركتم إن لم يكن لكم ولد‪ ،‬فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون‬
‫بها أو دين"‪.1‬‬
‫وميراث الزوجة يعرف حالتين‪ :‬حالة الربع وحالة الثمن كما هو واضح من اﻵية‬
‫الكريمة‪ ،‬وهو ما نجده في نصوص مدونة اﻷسرة خاصة المادتين ‪ 343‬و‪ ،344‬ﻻ فرق‬
‫في ذلك بين أن تكون الزوجة واحدة أو أكثر‪ ،‬فﻼ يزيد الفرض بزيادتهم وﻻ ينقص بنقصان‬
‫عددهن‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة اﻷولى‪ :‬الربع‬
‫ترث الزوجة الربع من تركة زوجها سواء اتحدت أو تعددت‪ ،‬إذا لم يكن له ولد من‬
‫نسبه‪ ،‬ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬واحدا أو متعددا‪ ،‬مباشرا أو غير مباشر‪ ،‬على أن المقصود بالولد‬
‫غير المباشر الحفيد أو الحفيدة من ابنه أو ابن ابنه ﻻ من بنته وإن سفلت‪ ،‬فوجود ولد بنته‬
‫كالعدم في تحديد ميراث الزوجة‪ ،‬أما ولد اللعان فترث معه الزوجة الربع‪ ،‬ﻷنه غير ﻻحق‬

‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اﻵية ‪.12‬‬


‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫بنسبه‪ ،‬ونفس الشيء يقال في ولد الزنى‪ ،‬وفي هذا الفرض تقول مدونة اﻷسرة في المادة‬
‫‪ 343‬على أنه‪" :‬أصحاب الربع اثنان‪:‬‬
‫‪ - 2‬الزوجة إذا لم يكن للزوج فرع وارث"‪.‬‬
‫مثــــال‪ :‬هلك هالك عن زوجة وأم وأخ ﻷم وثﻼثة إخوة أشقاء‬
‫للزوجة الربع لعدم وجود الفرع الوارث ولﻸم السدس لوجود متعدد من اﻹخوة‪ ،‬ولﻸخ‬
‫ﻷم السدس ﻻنفراده ولعدم وجود من يحجبه ولﻺخوة اﻷشقاء الباقي تعصيبا‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانية‪ :‬الثمن‪:‬‬
‫ترث الزوجة الثمن إذا كان لزوجها الهالك ولد من نسبه ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬واحدا أو‬
‫متعددا‪ ،‬مباشرا أو غير مباشر منها أو من غيرها‪ ،‬والمقصود بالولد غير المباشر الحفيد أو‬
‫الحفيدة كما تقدم معنا‪.‬‬
‫والثمن ترثه الزوجة في حالة اﻻنفراد أو التعدد‪ ،‬ودليل إرث الزوجة الثمن قوله تعالى‪:‬‬
‫"فإن كان لكم ولد فلهن الثمن"‪.1‬‬
‫مثـــال‪ :‬هلك هالك عن زوجة‪ ،‬وأب وأم وثﻼثة أبناء‬
‫للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولﻸم السدس لوجود الفرع الوارث كذلك‪ ،‬ولﻸب‬
‫السدس فقط‪ ،‬وﻻ شيء له تعصيبا لوجود اﻷبناء ولو كان بدل اﻷبناء أبناء اﻷبناء لم يتغير‬
‫الحكم‪.‬‬
‫وتشترك الزوجات إذا تعددن في الثمن أو الربع بإجماع العلماء‪ ،‬قال اﻹمام القرطبي‬
‫"وترث المرأة من زوجها الربع مع فقد الولد‪ ،‬والثمن مع وجوده‪ ،‬وأجمعوا على أن حكم‬
‫الواحدة من اﻷزواج والتنتين والثﻼث واﻷربع في الربع إن لم يكن له ولد‪ ،‬وفي الثمن إن‬
‫كان له ولد واحد‪ ،‬وأنهن شركاء في ذلك‪ ،‬ﻷن ﷲ عز وجل لم يفرق بين حكم الواحدة‬
‫منهن وبين حكم الجميع‪ ،‬كما فرق بين حكم الواحدة من البنات والواحدة من اﻷخوات‬
‫وبين حكم الجميع منهن"‪.2‬‬

‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اﻵية ‪.12‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -‬القرطبي‪" ،‬الجامع ﻷحكام القرآن"‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬طبع بدار الكاتب العربي‪1387 ،‬هـ‪1967-‬م‪ ،‬ص‪.76-75 .‬‬
‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫ﺧﺎﻣﺴ ــﺎ‪ :‬اﻷخ ﻟ ـــ ـﻸم واﻷﺧـ ـ ـﺖ ﻟـ ـ ـﻸم‬
‫كل من اﻷخ لﻸم واﻷخت لﻸم يرث بالفرض بسبب القرابة من نوع اﻷخوة المباشرة‪،‬‬
‫ودليل إرثهما قوله تعالى‪" :‬إن كان رجل يورث كﻼلة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد‬
‫منهما السدس‪ ،‬فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصي بها أو‬
‫دين"‪ ،1‬واﻹجماع منعقد على أن اﻹخوة في هذه اﻵية يقصد بهم اﻹخوة ﻷم‪.‬‬
‫فاﻷخ ﻷم واﻷخت ﻷم لهما أحد فرضين‪ ،‬السدس أو الثلث كما أكدت على ذلك اﻵية‬
‫الكريمة وهو ما نجده أيضا في مدونة اﻷسرة المادتين ‪ 346‬و‪.347‬‬
‫جاء في الفقرة الثانية من المادة ‪ 346‬على أنه‪" :‬أصحاب الثلث ثﻼثة‪:‬‬
‫‪ - 2‬المتعدد من اﻹخوة لﻸم بشرط انفرادهم عن اﻷب وعن الجد لﻸب وعن ولد‬
‫الصلب وولد اﻻبن ذكرا كان أو أنثى"‪.‬‬
‫كما جاء في الفقرة الخامسة من المادة ‪ 347‬على أنه‪" :‬أصحاب السدس‪:‬‬
‫‪ - 5‬اﻷخ لﻸم أو اﻷخت لﻸم بشرط أن يكون واحدا ذكرا كان أو أنثى وبشرط انفراده‬
‫عن اﻷب والجد والولد وولد اﻻبن ذكرا كان أو أنثى"‪.‬‬
‫الحالة اﻷولى‪ :‬إرثهما السدس‬
‫يرث اﻷخ لﻸم أو اﻷخت لﻸم سدس متروك الهالك‪ ،‬بشرط أن يكون واحدا وﻻ يهم‬
‫كونه ذكرا أو أنثى‪ ،‬وبشرط عدم وجود من يحجبه‪ ،‬وهم الموجودون في عمودي النسب‬
‫اﻷعلى واﻷسفل‪ ،‬وعمود النسب اﻷعلى اﻷب والجد من جهة اﻷب وإن عﻼ‪ ،‬وعموده‬
‫اﻷسفل الولد وولده وإن سفل‪ ،‬فيدخل في ذلك اﻻبن والبنت وابن اﻻبن وبنت اﻻبن وإن‬
‫سفل‪ ،‬وهو ما أشارت إليه المادة ‪ 347‬من مدونة اﻷسرة‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن أخ ﻷم وزوجة وأخوين ﻷب وأم‬
‫لﻸخ ﻷم السدس وللزوجة الربع ولﻸم السدس ولﻸخوين ﻷب الباقي‪.‬‬

‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اﻵية ‪.12‬‬


‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إرثهما الثلث‬
‫ويكون ذلك في حالة تعدد اﻹخوة ﻷم‪ ،‬أي وجود اثنين فما فوق‪ ،‬ذكورا أو إناثا أو‬
‫مختلطين‪ ،‬وعدم وجود من يحجبهم وهو ما أشارت إليه المادة ‪ 346‬من مدونة اﻷسرة‪،‬‬
‫على أن "أصحاب الثلث ثﻼثة‪:‬‬
‫‪ -2‬المتعدد من اﻹخوة لﻸم بشرط انفرادهم عن اﻷب وعن الجد لﻸب وعن ولد‬
‫الصلب وولد اﻹبن ذكرا كان أو أنثى"‪ .‬على أساس أنهم يقتسمون الثلث مناصفة‪،‬‬
‫للذكر مثل حظ اﻷنثى‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك عن أخوين ﻷم وزوج وأخ شقيق‬
‫لﻸخوين ﻷم الثلث وللزوج النصف ولﻸخ الشقيق الباقي‪.‬‬

‫واﻹخوة ﻷم يخالفون بقية الورثة وينفردون عنهم من وجوه أربعة‪:‬‬


‫‪ -‬اﻷول‪ :‬أنهم يرثون مع من أدلوا به وهي اﻷم‪.‬‬
‫‪ -‬الثاني‪ :‬أن ذكورهم وإناثهم في الميراث سواء‪.‬‬
‫‪ -‬الثالث‪ :‬أنهم ﻻ يزادون على الثلث وإن كثر ذكورهم وإناثهم‪.‬‬
‫‪ -‬الرابع‪ :‬ﻻ يرثون إﻻ إذا كان ميتهم يورث كﻼلة فﻼ يرثون مع أب وﻻ جد وﻻ ولد‬
‫وﻻ ولد ابن‪.‬‬

‫مﻼحظــــة‪ :‬وسيأتي تفصيل المبحث الثاني الخاص بالوارثون بالتعصيب في‬


‫المحاضرة المقبلة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫جامعة س يدي محمد بن عبد هللا‬
‫اللكية املتعددة التخصصات ‪ -‬اتزة‪-‬‬

‫ذة‪ .‬ابتسـام علــمـــــي‬


‫شعبة القانون والاقتصاد‬
‫مسكل القانون اخلاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفوجني ( أ ‪ -‬ب)‬
‫وحدة املواريث واحلقوق املالية‬

‫حم ـ ـاضـ ـرات ف ـي املواريث‬


‫(احملاضرة السادس ــة)‬

‫الس نة اجلامعية‪2020-2019 :‬‬


‫املبحث الثاين‪ :‬الوارثون ابلتعصيب فقط‬
‫دراسة هذا المبحث ستتم من خالل الحديث عن مفهوم اإلرث بطريق التعصيب‬
‫ومشروعيته وذلك في (مطلب أول) ثم بيان أنواع التعصيب في (مطلب ثان)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التعصيب ومشروعيته‬

‫أوال‪ :‬مفه ـ ـوم التعصي ـ ـ ـ ـ ـب‬


‫العصبة في اللغة معناها الشدة والقوة واإلحاطة‪ ،‬وقرابة الرجل ألبيه‪ ،‬ويجمع على‬
‫عاصب‪ ،‬ومنه عصب يعصب تعصيبا‪ ،‬إذا شد رأسه بعصابة أو عمامة أو نحوهما‪ ،‬والعصبة‬
‫قرابة الرجل ألبيه وسموا بذلك ألنهم يحيطون به ويتقوى بعضهم ببعض‪.‬‬
‫وفي االصطالح‪ :‬التعصيب هو استحقاق غير محدد في التركة‪.‬‬
‫والعاصب هو "من يحوز جميع التركة إذا انفرد‪ ،‬وإذا كان معه صاحب فرض أخذ ما‬
‫فضل عن صاحب الفرض"‪.‬‬
‫فالعاصب إذا هو من يحوز التركة إذا انفرد بها‪ ،‬أو يحوز ما أبقاه أصحاب الفروض‪،‬‬
‫وإذا لم يبق عنهم شيء فال يرث شيئا‪ ،‬فهم يأتون في المرتبة الثانية بعد أصحاب الفروض‪ ،‬فإذا‬
‫لم يوجد أحد من ذوي الفروض أو وجد ولم تستغرق الفروض التركة‪ ،‬كانت التركة أو ما بقي‬
‫منها للعصبة‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المدونة في الفقرة الثانية من المادة ‪" :335‬التعصيب أخذ الوارث‬
‫جميع التركة أو ما بقي عن ذوي الفروض"‪.‬‬
‫كما نصت مدونة األسرة في المادة ‪ 336‬على أنه‪" :‬إذا لم يوجد أحد من ذوي الفروض‬
‫أو وجد ولم تستغرق الفروض التركة كانت التركة أو ما بقي منها للعصبة بعد أخذ ذوي‬
‫الفروض فروضهم"‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ :‬مشروعية التعصيب‬

‫اإلرث بالتعصيب مشروع بالكتاب والسنة‪.‬‬


‫‪ -‬أما الكتاب قوله تعالى‪" :‬يستفتونك قل هللا يفتيكم في الكاللة إن امرؤ هلك ليس له ولد‬
‫وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد"‪ .1‬فدلت اآلية الكريمة على أن‬
‫األخت التي توفيت ولم تترك ولدا ولها أخ فإن هذا األخ يحوز جميع المال وهذا نوع من اإلرث‬
‫بالتعصيب‪.‬‬
‫‪ -‬أما السنة‪ ،‬ما أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي هللا عنهما عن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪" :‬ألحقوا الفرائض بأهلها‪ ،‬فما بقي فهو ألولى رجل ذكر"‪ ،2‬وهذا‬
‫الحديث دليل على تأخير استحقاق العصبات عن أصحاب الفروض‪ ،‬والمقصود بأولى رجل‬
‫ذكر الوارد في الحديث هو العاصب‪ ،‬لذا فإن ما يأخذه العاصب ليس هو ما يأخذه صاحب‬
‫الفرض بالنصف‪ ،‬والربع‪ ،‬والثمن‪ ،‬والثلثين والثلث والسدس‪ ،‬فالعاصب قد يأخذ ما بقي في‬
‫التركة بعد أخذ ذوي الفروض فروضهم‪ ،‬قد يأخذ نصف التركة‪ ،‬وقد يأخذ ربعها‪ ،‬وقد ال يأخذ‬
‫شيئا في الحالة التي تستغرق الفروض جميع التركة‪.‬‬

‫المطل ـ ـب الث ـ ـانـ ـ ـي‪ :‬أن ـ ـواع التعصيـ ـ ـ ـ ـب‬


‫التعصيب ثالثة أنواع‪ :‬تعصيب بالنفس‪ ،‬تعصيب بالغير‪ ،‬تعصيب مع الغير‪ .‬وهذا ما‬
‫نصت عليه مدونة األسرة في المادة ‪ 348‬بقولها‪" :‬العصبة ثالثة أنواع‪:‬‬
‫‪ -‬عصبة بالنفس‬
‫‪ -‬عصبة بالغير‬
‫‪ -‬عصبة مع الغير"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.176‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أخرجه البخاري في الفرائض‪ ،‬باب ميراث ابن االبن إذا ما لم يكن ابن‪ ،‬وباب ميراث الجد ومع األب واألخوة‪ .‬ومسلم في الفرائض باب ألحقوا‬
‫الفرائض بأهلها فما بقي فألولى رجل ذكر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وهذه األنواع الثالثة سنتناولها في فقرات ثالث‪( ،‬الفقرة األولى) العصبة بالنفس‪( ،‬الفقرة‬
‫الثانية) العصبة بالغير‪ ،‬و(الفقرة الثالثة) العصبة مع الغير‪.‬‬

‫الفقـ ـ ـرة األول ـ ـى‪ :‬العصبـ ـة بـالنـف ـ ـ ـ ـس‬

‫هم الوارثون الذكور وبسبب النسب والذين ليس بينهم وبين الهالك أنثى‪.‬‬
‫والعاصب بالنفس هو كل ذكر ليس بينه وبين الهالك أنثى‪ ،‬وسمي عاصبا بنفسه ألن‬
‫تعصيبه ال يحتاج فيه إلى غيره‪ ،‬وهذا النوع من التعصيب خاص بالذكور ولذلك يقال بأن‬
‫الذكور الوارثين كلهم عصبة‪ ،‬إال الزوج واألخ ألم‪ .‬والعصبة بالنفس يتوزعون على جهات‬
‫ويخضع الترجيح بينهم عند اإلرث لضوابط معينة‪ ،‬يغني عن معرفتها العلم بحجب اإلسقاط‪.‬‬
‫والعصبة بالنفس خمس جهات مقدم بعضها على بعض وهي على الترتيب التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬جهة البنوة‪ ،‬وتشمل هذه الجهة االبن وابن االبن وإن سفل‪.‬‬
‫‪ -2‬جهة األبوة‪ ،‬وتشمل هذه الجهة األب المباشر وحده‪.‬‬
‫‪ -3‬جهة الجدودة واألخوة‪ ،‬وتشمل هذه الجهة الجد العصبي‪ 1‬واألخوة األشقاء‪.‬‬
‫‪ -4‬جهة أبناء األخوة‪ ،‬وتشمل أبناء األخوة األشقاء ثم أبناء األخوة ألب مهما بعدوا‪.‬‬
‫‪ -5‬جهة العمومة‪ ،‬وتشمل األعمام األشقاء ثم األعمام ألب ثم أبناء األعمام األشقاء ثم‬
‫أبناء األعمام ألب مهما بعدوا‪.‬‬
‫فهذه الجهات مرتبة بهذا الشكل‪ ،‬فجهة البنوة مقدمة على جهة األبوة‪ ،‬وجهة األبوة‬
‫مقدمة على جهة الجدودة واإلخوة‪ ،‬وهكذا فكل واحد ومن الذكور الذين ينضوون تحت هذه‬
‫الجهات يأخذ التركة كلها بجهة واحدة إذا انفرد‪ ،‬ويأخذ الباقي عن أصحاب الفروض بشرط أال‬
‫يكون في المسألة من هو أولى منه وفقا للترتيب المذكور‪.‬‬
‫وقد نصت مدونة األسرة على تحديد جهات العصوبة بالنفس في المادة ‪" :349‬للعصبة‬
‫بالنفس جهات مقدم بعضها على بعض في اإلرث على الترتيب اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أي الجد العصبي من جهة األب ال الجد من جهة األم ألن هذا األخير ال يرث أصال‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -1‬البنوة‪ ،‬وتشمل األبناء وأبناء االبن وإن سفل‪.‬‬
‫‪ -2‬األبوة‪.‬‬
‫‪ -3‬الجد العصبي وإن عال واإلخوة وتشمل األخوة األشقاء واإلخوة ألب‪.‬‬
‫‪ -4‬أبناء اإلخوة وإن سفلوا‪.‬‬
‫‪ -5‬العمومة‪ ،‬وتشمل أعمام الميت ألبوين أو ألب وأعمام أبيه كذلك وأعمام جده‬
‫العصبي وإن عال‪ ،‬وأبناء من ذكروا وإن سفلوا‪.‬‬
‫‪ -6‬بيت المال إذا لم يكن هناك وارث‪ ،‬حيث تتولى السلطة المكلفة بأمالك الدولة حيازة‬
‫الميراث‪ ،‬فإذا وجد وارث واحد بالفرض رد عليه الباقي‪ ،‬وإذا تعدد الورثة بالفرض ولم‬
‫تستغرق الفروض التركة رد عليهم الباقي حسب نسبتهم في اإلرث"‪.‬‬
‫ضوابط الترجيح بين العصبة بالنفس عند اإلرث‪:‬‬
‫إذا لم يكن في الفريضة إال عاصب بنفسه منفرد‪ ،‬حظي بالتركة كلها‪ ،‬لكن إذا تعدد‬
‫العصبة بالنفس‪ ،‬بأن وجد أكثر من واحد فإن إرثهم يخضع للضوابط والمعايير التالية‪:‬‬
‫• الترجيح بالجهة‪ :‬إذا تعدد العاصب بنفسه‪ ،‬يكون الترجيح بالجهة‪ ،‬فيقدم االبن على‬
‫األب‪ ،‬واألب على الجد واإلخوة‪ ،‬والجد واإلخوة على بني اإلخوة‪ ،‬وبنو اإلخوة على األعمام‪،‬‬
‫واألعمام على بنيهم‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن صاحب الجهة األقرب يحجب صاحب الجهة األبعد‪ ،‬ومن كانت‬
‫جهته مقدمة فهو مقدم‪ ،‬وإن بعد على من كانت جهته مؤخرة‪ ،‬فإن االبن وإن سفل مقدم على‬
‫األب وابن األخ الشقيق أو ألب وإن سفل مقدم على العم وهكذا‪.‬‬
‫• الترجيح بالدرجة‪ :‬بمقتضى هذا الضابط يرجح األقرب درجة في اإلرث بالتعصيب‬
‫على األبعد درجة‪ ،‬فيقدم االبن على ابنه ويقدم األخ الشقيق على ابن األخ الشقيق وهكذا‪.‬‬
‫وهذا ما أشارت إليه مدونة األسرة في المادة ‪ 350‬فقرة ‪ 1‬بقولها‪" :‬إذا اتخذت العصبة‬
‫بالنفس في الجهة كان المستحق لإلرث أقربهم درجة إلى الميت"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مثال‪ :‬االبن مع ابن االبن‪ ،‬جهتهما واحدة وهي البنوة‪ ،‬ولكن درجتهما مختلفة‪ ،‬ألن االبن‬
‫في الدرجة األولى من جهة البنوة‪ ،‬حيث إن بنوته مباشرة‪ ،‬بينما ابن االبن في الدرجة الثانية من‬
‫جهة البنوة حيث إن بنوته غير مباشرة‪ ،‬فالوارث هنا بالتعصيب هو االبن وحده‪ ،‬وهو حاجب‬
‫البن االبن‪.‬‬
‫• الترجيح بقوة القرابة‪ :‬تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 350‬من مدونة األسرة على أنه‪:‬‬
‫" إذا اتحدوا في الجهة والدرجة كان التقديم بقوة القرابة‪ ،‬فمن كانت قرابته من األبوين‪ ،‬قدم‬
‫على من كانت قرابته من األب فقط"‪.‬‬
‫وهذا يعني بكل وضوح أنه ال يمكن استعمال ضابط القرابة إال في جانب األخوة وبنوتها‬
‫وفي العمومة وبنوتها‪ .‬لعدم تصور قوة قرابة إال فيهما‪.‬‬
‫مثال‪ :‬األخ الشقيق واألخ ألب‪ ،‬فهما وإن كانا متحدين جهة ودرجة إال أنهما مختلفان في‬
‫قوة قرابتهما من الهالك‪ ،‬فاألخ الشقيق قريب للميت من جهتين (األب واألم) بخالف األخ ألب‬
‫فال يقرب له إال من جهة واحدة فقط ولذلك كان األول أولى باإلرث‪.‬‬
‫وقد يحصل أحيانا أن تتحد الجهة والدرجة والقوة‪ ،‬كاألبناء واإلخوة واألشقاء أو ألب‬
‫واألعمام كذلك‪ ،‬ففي هذه الحالة يرثون جميعا على السواء لعدم وجود ما يبرر التقديم وهذا ما‬
‫نصت عليه مدونة األسرة في الفصل ‪ 350‬فقرة ‪" 3‬إذا اتحدوا في الجهة والدرجة والقوة‬
‫وكان اإلرث بينهم على السواء"‪.‬‬

‫ال ـفقـ ـرة الثـ ـاني ـة‪ :‬العصب ـ ـة بـالغـي ـ ـ ـر‬


‫هي كل أنثى ذات فرض لها أخ بنفس درجتها وقوة قرابتها يعصبها‪.‬‬
‫وهذا النوع من التعصيب خاص باإلناث‪ ،‬ويقصد به النسوة األربع الالتي فرضهن‬
‫النصف في حالة االنفراد والثلثان في حالة التعدد‪ ،‬فإن وجد معهن ذكر في جهتين ودرجتين‬
‫نقلهن إلى اإلرث بالتعصيب‪.‬‬
‫وسبب تسميتهن بذلك أن كل واحدة كان السبب في إرثها بالتعصيب هو وجود أخيها‪ ،‬إذ‬
‫لواله لورثت بالفرض وهذا هو مدلول باء السببية في كلمة "بالغير"‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫واألصل في هذا النوع من التعصيب قوله تعالى‪" :‬يوصيكم هللا في أوالدكم للذكر ومثل‬
‫حظ األنثيين"‪ .1‬وقوله سبحانه‪" :‬وإن كانوا إخوة رجاال ونساء فللذكر مثل حظ األنثيين"‪.2‬‬
‫والتعصيب بالغير هو تعصيب العاصب بالنفس من جهة البنوة أو األخوة ألنثى من جنسه‬
‫للذكر مثل حظ األنثيين‪ ،‬فاألبناء يعصبون البنات‪ ،‬وأبناء االبن يعصبون بنات االبن‪ ،‬واإلخوة‬
‫األشقاء يعصبون األخوات الشقيقات‪ ،‬واإلخوة لألب يعصبون األخوات لألب‪ ،‬فهذه العصوبة‬
‫تشمل جميع النساء من أصحاب النصف أو الثلثين‪ ،‬فكل واحد منهن أو أكثر يعصبها الذكر‬
‫الذي له نفس قرابتها‪.‬‬
‫وإذا عصب الذكر األنثى في هذه الحالة منعها من أن ترث فرضها‪ ،‬وأهلها ألن ترث‬
‫معه كل المال‪ ،‬أو الباقي عن أصحاب الفروض تعصيبا ويقسم بينهما للذكر مثل حظ األنثيين‪.‬‬
‫شــروط التعصيـب بالغيـــر‪:‬‬
‫ال يتحقق التعصيب بالغير إال بتوافر ثالثة شروط‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن تكون األنثى صاحبة فرض‪ ،‬فإذا لم تكن صاحبة فرض وأخوها عصبة‬
‫بنفسه فال يعصبها‪ ،‬كبنت األخ الشقيق ال يعصبها ابن األخ الشقيق ألنها ليست صاحبة فرض‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون المعصب في درجتها‪ ،‬فال يعصب االبن بنت االبن ألنها ليست‬
‫في درجته بل يحجبها‪ ،‬كما ال يعصب ابن األخ الشقيق األخت الشقيقة لعدم االستواء في‬
‫الدرجة‪ ،‬فتأخذ األخت الشقيقة النصف في هذه الحالة بالفرض والباقي يأخذه ابن األخ الشقيق‬
‫تعصيبا‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن يكون المعصب في قوة األنثى صاحبة الفرض‪ ،‬فال يعصب األخ ألب‬
‫األخت الشقيقة ألن قرابتها أقوى منه فلو كان بدل األخ ألب األخ الشقيق لعصبها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.176‬‬
‫‪7‬‬
‫ومن هذا البيان يتضح أن العاصب بالنفس ينقل األنثى المساوية له من الفرض األفضل‬
‫لها إلى التعصيب األقل‪ ،‬فال ترث النصف عند االنفراد‪ ،‬أو الثلثين عند التعدد‪ ،‬وإنما ترث على‬
‫أساس قاعدة المفاضلة للذكر سهمان ولألنثى سهم واحد‪.‬‬
‫وقد نصت مدونة األسرة على التعصيب بالغير في المادة ‪ 351‬بقولها‪" :‬العصبات بالغير‪:‬‬
‫‪ -1‬البنت مع االبن‪.‬‬
‫‪ -2‬بنت االبن وإن نزل مع ابن االبن وإن نزل‪ ،‬إذا كان في درجتها مطلقا أو كان أنزل‬
‫منها إذا لم ترث بغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬األخوات ألبوين مع اإلخوة ألبوين‪ ،‬واألخوات ألب مع اإلخوة ألب ويكون اإلرث‬
‫بينهم في هذه األحوال للذكر مثل حظ األنثيين"‪.‬‬

‫الفقـ ـرة الث ـالثـ ـة‪ :‬العصبـ ـة م ـع الـغ ـي ـ ـر‬

‫التعصيب مع الغير هو تعصيب البنات وبنات االبن لألخوات الشقيقات أو ألب‪.‬‬


‫وهذا النوع من التعصيب خاص باألخوات مع البنات لذلك قال الفرضيون "اجعلوا‬
‫األخوات مع البنات عصبات"‪.‬‬
‫قال الفقيه التلمساني‪:‬‬
‫إن كان للهالك بنت أو بنات‬ ‫واألخوات قد يصرن عصبات‬
‫وإذا أصبحت األخت الشقيقة عاصبة مع البنات وبنات االبن‪ ،‬فإنها تنزل منزلة الشقيق‪،‬‬
‫ولذلك تحجب اإلخوة لألب ذكورا أو إناثا‪ ،‬كما تحجب من بعدهم من العصبة‪ ،‬وكذلك األخت‬
‫لألب إذا صارت عاصبة مع البنات وبنات االبن فإنها تنزل منزلة األخ لألب ولذلك تحجب بني‬
‫اإلخوة ومن بعدهم‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه مدونة األسرة في المادة ‪" 352‬العصبة مع الغير‪ :‬األخوات ألبوين‬
‫أو ألب مع البنت أو بنت االبن وإن نزل ويكون لها الباقي من التركة بعد الفروض‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تعتبر في هذه الحالة األخوات ألبوين كاإلخوة ألبوين‪ ،‬وتعتبر األخوات ألب كاإلخوة ألب‬
‫ويأخذن أحكامهم بالنسبة لباقي العصبات في التقديم بالجهة والدرجة والقوة"‪.‬‬
‫تحديد الورثة بالتعصيب فقط وطريقة إرثهم‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 338‬من مدونة األسرة على أنه‪" :‬الوارث بالتعصيب فقط ثمانية‪ :‬االبن‬
‫وابنه وأن سفل‪ ،‬واألخ الشقيق واألخ لألب وابنهما وإن سفل‪ ،‬والعم الشقيق والعم لألب‬
‫وابنهما وإن سفل"‪.‬‬
‫من خالل تأمل النص أعاله‪ ،‬يتضح أن الورثة بالتعصيب‪ ،‬فقط ثمانية وكلهم ذكور‬
‫يندرجون في نوع العصبة بالنفس‪ .‬وبعد تحديد الوارث منهم باستعمال ضوابط الترجيح المارة‬
‫بنا في حقهم‪ ،‬أو قواعد الحجب التي سنراها‪ ،‬نجده يرث وفق األحوال الثالثة اآلتية‪:‬‬
‫• الحالة األولى‪ :‬يستحق جميع التركة الصافية وحده عند انفراده بالمسألة عمن يرث‬
‫بالفرض كأن ال يوجد في المسألة سوى ابن واحد أو أخ شقيق واحد‪ ،‬أو عم شقيق واحد‪،‬‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫• الحالة الثانية‪ :‬يستحق ما يفضل عمن ورث في المسألة بالفرض لقوله صلى هللا عليه‬
‫وسلم "ألحقوا الفرائض بأهلها‪ ،‬فما بقي فألولى رجل ذكر"‪.‬‬
‫ومثاله‪ :‬أن يموت رجل عن ابنه وأمه فتأخذ األم سدس التركة فرضا ثم يأخذ االبن الباقي‬
‫تعصيبا‪ ،‬أو يموت رجل عن شقيقه وبنته‪ ،‬فترث البنت النصف فرضا‪ ،‬ويأخذ الشقيق النصف‬
‫المتبقي تعصيبا‪.‬‬
‫• الحالة الثالثة‪ :‬إذا لم يفضل له شيء عن ذوي الفروض الموجودين في المسألة لكونهم‬
‫استغرقوا جميع التركة فال ميراث له فيها‪.‬‬
‫مثال‪ :‬إذا ماتت زوجة عن زوجها وأمها وأخويها من أمها وأخيها من أبيها‪ ،‬يرث الزوج‬
‫نصف التركة‪ ،‬وتأخذ األم سدسها ويأخذ األخوان ألم ثلثها فلم يفضل شيء لألخ من جهة األب‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫خالصــــة إرث أصحـــاب التعصيــــــــــب‬

‫العصبة مع الغير‬ ‫العصبة بالغير‬ ‫العصبة بالنفس‬


‫‪ -‬األخت الشقيقة فأكثر مع‬ ‫‪ -‬البنت مع االبن‬ ‫‪ -‬األب‬
‫‪ -‬بنت االبن مع ابن االبن أو مع البنت أو المتعدد من البنات أو‬ ‫‪ -‬الجد وإن عال‬
‫بنات االبن‬ ‫عمها المساوي لها في الدرجة‬ ‫‪ -‬االبن‬
‫‪ -‬األخت لألب مع المتعدد من‬ ‫‪ -‬األخت الشقيقة مع أخيها الشقيق‬ ‫‪ -‬ابن االبن وما سفل‬
‫البنات أو بنات االبن‬ ‫‪ -‬األخت لألب مع أخيها الشقيق‬ ‫‪ -‬األخ الشقيق‬
‫‪ -‬األخت لألب مع األخ لألب‬ ‫‪ -‬ابن األخ الشقيق‬
‫‪ -‬األخ الشقيق مع الجد‬ ‫‪ -‬األخ لألب‬
‫‪ -‬ابن األخ لألب‬
‫‪ -‬العم الشقيق‬
‫‪ -‬ابن العم الشقيق‬
‫‪ -‬العم لألب‬
‫‪ -‬ابن العم لألب‬
‫‪ -‬بيت المال (الخزينة العامة للدولة‬
‫حاليا)‬

‫‪10‬‬
‫امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ‬
‫الﳫية اﳌتعددة التخصصات ‪ -‬زة‪-‬‬

‫ذة‪ .‬اب س ام ل مـــــي‬


‫شعبة القانون و ق صاد‬
‫مس القانون اﳋاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفو ﲔ ) ٔ ‪ -‬ب(‬
‫و دة اﳌواريث واﳊقوق اﳌالية‬

‫ﳏ ـ ـاضـ ـرات ف ـي اﳌواريث‬


‫)اﶈاضرة السابع ــة(‬

‫السنة اﳉامعية‪2020-2019 :‬‬


‫اﳌﺒﺤث الﺜالث‪ :‬الورثة لفرض والتعصيب ﲨعا‬

‫الوارث بالفرض والتعصيب جمعا هو‪ :‬الوارث الذي قد يجمع بين الفرض والتعصيب‪،‬‬
‫حيث يرث بالفرض مع ذوي الفروض‪ ،‬ويرث الباقي بالتعصيب إن كان أولى بالتعصيب‪.‬‬
‫وﻻ يصير ذلك إﻻ لشخصين من الورثة‪ :‬اﻷب والجد‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه مدونة اﻷسرة في المادة ‪ 339‬على أن‪" :‬الوارث بالفرض‬
‫والتعصيب جمعا اثنان‪ :‬اﻷب والجد"‪.‬‬
‫فهؤﻻء الورثة قد يجمعون في اﻹرث بين الفرض والتعصيب‪ ،‬وليس معنى هذا أنهم‬
‫يرثون دائما بالفرض والتعصيب‪ ،‬فإن لﻸب والجد ثﻼثة أحوال يرثان في إحداها بالتعصيب‬
‫فقط‪ ،‬ويرثان أحيانا بالفرض فقط‪ ،‬ويجمعان في الحالة الثالثة بين الفرض والتعصيب‪.‬‬
‫ولﻺحاطة بجوانب هذا المبحث ارتأينا تقسيمه إلى مطلبين‪ ،‬نخصص )المطلب اﻷول(‬
‫للحديث عن ميراث اﻷب و)المطلب الثاني( نخصصه للحديث عن ميراث الجد‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠ ـ ـ ـﺐ اﻷول‪ :‬ﻣﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاث اﻷب‬


‫يرث اﻷب في ابنه أو ابنته بسبب القرابة المباشرة‪ ،‬ودليل إرثه قوله تعالى‪" :‬وﻷبويه‬
‫لكل واحد مهما السدس مما ترك إن كان له ولد‪ ،‬فإن لم يكون له ولد وورثه أبواه فﻸمه‬
‫الثلث"‪ ،1‬وميراث اﻷب يعرف ثﻼث حاﻻت‪:‬‬
‫الحالة اﻷولى‪ :‬إرثه بالفرض فقط‬
‫يرث اﻷب السدس بالفرض عند وجوده مع الفرع الوارث المذكر‪ ،‬وهو اﻻبن وابن‬
‫اﻻبن وإن سفل‪ ،‬وإنما ورث بالفرض هنا لوجوده مع اﻻبن الذي هو عاصب بنفسه حيث‬
‫يستحق الباقي‪ ،‬وهذه الحالة نصت عليها مدونة اﻷسرة في الفقرة اﻷولى من المادة ‪ 347‬حيث‬
‫ورد فيها‪" :‬أصحاب السدس‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻷب بشرط وجود الولد أو ولد اﻻبن ذكرا كان أو أنثى"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اﻵية ‪.11‬‬

‫‪2‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن زوجة وابن وأب‪ ،‬للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولﻸب‬
‫السدس لوجود الفرع الوارث )اﻻبن(‪ ،‬واﻻبن يرث بالتعصيب‪.‬‬
‫أصل المسألة من ‪ ،24‬للزوجة )‪ ،(3‬ولﻸب )‪ ،(4‬ولﻼبن )‪ .(17‬وعملها كالتالي‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪4‬‬ ‫أب‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪17‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إرثه بالتعصيب فقط‬


‫يرث اﻷب بالتعصيب جميع التركة أو الباقي عن ذوي الفروض عند عدم وجود الفرع‬
‫الوارث مطلقا ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬مباشرا أو غير مباشر‪ ،‬فكلما انعدم الولد إﻻ ويكون‬
‫التعصيب أفضل له‪.‬‬
‫مثــال‪ - :‬هلك هالك عن زوجة وجدة ﻷم وأب‪.‬‬
‫للزوجة الربع لعدم وجود الفرع الوارث‪ ،‬وللجدة ﻷم السدس‪ ،‬ولﻸب الباقي تعصيبا‪.‬‬
‫أصل المسألة من ‪ ،12‬للزوجة منها )‪ ،(3‬وللجدة ﻷم )‪ ،(2‬وما بقي يأخذه اﻷب‬
‫بالتعصيب )‪.(7‬‬
‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪2‬‬ ‫جدة ﻷم‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪7‬ع‬ ‫أب‬ ‫ع‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬إرثه بالفرض والتعصيب جمعا‬


‫أشارت مدونة اﻷسرة إلى هذه الحالة في المادة ‪ 353‬بنصها على أنه‪" :‬إذا اجتمع اﻷب‬
‫أو الجد مع البنت أو بنت اﻻبن وإن نزل استحق السدس فرضا والباقي بطريق التعصيب"‪.‬‬
‫في هذه الحالة يرث اﻷب السدس فرضا إذا كان معه بنت أو بنات الصلب‪ ،‬أو بنت أو‬
‫بنات اﻻبن‪ ،‬ويرث الباقي تعصيبا‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫مثــال‪ - :‬هلك هالك عن زوجة وبنت وأم وأب‪ ،‬للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪،‬‬
‫وللبنت النصف ﻻنفرادها عن ولد الصلب‪ ،‬ولﻸم السدس لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولﻸب‬
‫السدس فرضا وما بقي له بالتعصيب‪ .‬وعملها على الشكل اﻵتي‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪12‬‬ ‫بنت‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪1+4‬‬ ‫أب‬ ‫ع‪+‬‬

‫‪ -‬هلك هالك عن زوجته وأبيه وبنتيه‪ ،‬للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللبنتين‬
‫الثلثين ﻻنفرادهما عن اﻻبن‪ ،‬ولﻸب السدس فرضا والباقي تعصيبا‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪1+4‬‬ ‫أب‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪8‬‬ ‫بنت‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪8‬‬ ‫بنت‬

‫‪4‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠــﺐ اﻟﺜ ــﺎﻧـ ـ ـ ــﻲ‪ :‬ﻣﻴـ ـ ـ ـ ـﺮاث اﻟـ ـﺠ ـ ـﺪ‬
‫يقصد بالجد هنا الجد من جهة اﻷب وهو يرث في حفيده أو في حفيدته بسبب القرابة‪،‬‬
‫واﻷصل في ميراث الجد المباشر )أب اﻷب( السنة‪ ،‬فقد ورد في الحديث الذي رواه عمران‬
‫بن حصين أن رجﻼ أتى النبي ﷺ فقال‪ :‬إن ابن ابني مات فما لي من ميراثه؟ قال‪ :‬لك‬
‫السدس"‪ .‬أما الجد الغير المباشر )جد اﻷب( فدليل إرثه في أحفاده هو اﻹجماع‪.‬‬
‫ويشترط ﻹرث الجد ثﻼثة شروط‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون أبو الهالك ميتا‪ ،‬فإذا كان حيا لم يرث معه الجد‪ ،‬مباشرا كان أو غير‬
‫مباشر‪ ،‬والدليل على ذلك هو إجماع العلماء على أن الجد ﻻ يرث مع وجود اﻷب‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ﻻ يوجد معه جد آخر أقرب إلى الهالك‪ ،‬فإذا كان للهالك جدان على قيد الحياة‪،‬‬
‫وكﻼهما من جهة اﻷب‪ ،‬فالذي يرثه منهما هو الجد القريب‪ ،‬ﻷنه يحجب الجد البعيد‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ﻻ تفصل بينه وبين الهالك أنثى‪ ،‬فﻼ إرث ﻷب أم اﻷب‪ ،‬وﻻ ﻷب اﻷم‪.‬‬
‫فإذا توافرت هذه الشروط ثبت للجد حق اﻹرث‪ ،‬على أن إرثه يكون إما بالفرض و إما‬
‫بالتعصيب‪ ،‬وإما بالجمع بينهما‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬يرث الجد السدس فرضا إذا كان معه ابن الهالك أو ابن ابنه وإن سفل‪ ،‬وقد‬
‫نصت على هذه الحالة المادة ‪ 347‬من مدونة اﻷسرة على أن‪" :‬أصحاب السدس‪:‬‬
‫‪ -7‬الجد لﻸب عند وجود الولد أو ولد اﻻبن وعدم اﻷب"‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن زوجة‪ ،‬وأم‪ ،‬وابن‪ ،‬وجد‪.‬‬
‫للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولﻸم السدس لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللجد‬
‫السدس‪ ،‬والباقي يأخذه اﻻبن تعصيبا‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪13‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬
‫‪4‬‬ ‫جد‬ ‫ع‪+‬‬

‫‪5‬‬
‫توضيح‪ :‬بين مقامي فرض اﻷم والجد تماثل نأخذ أحدهما )‪ ،(6/1‬وبين مقام فرض‬
‫الزوجة )‪ (8/1‬و)‪ (6/1‬توافق‪ ،‬للحصول على أصل المسألة نضرب وفق أحد المقامين في‬
‫كامل اﻵخر فيكون أصل الفريضة ‪ 24‬للزوجة )‪ ،(3‬ولﻸم )‪ ،(4‬وللجد )‪ ،(4‬والباقي يأخذه‬
‫اﻻبن تعصيبا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يرث الجد التعصيب فقط إذا لم يكن معه فرع وارث للهالك‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يأخذ الجد جميع التركة أو الباقي عن ذوي الفروض تعصيبا‪ ،‬وقد أشارت مدونة اﻷسرة إلى‬
‫هذه الحالة في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 349‬حيث ورد فيها‪" :‬الجد العصبي وإن عﻼ" وذلك‬
‫ضمن بيانها لجهات العصبة بالنفس‪.‬‬
‫مثال‪ :‬هلكت هالكة عن زوج وأم وجد‪ ،‬للزوج النصف لعدم وجود الفرع والوارث‪،‬‬
‫ولﻸم الثلث لعدم وجود الفرع الوارث‪ ،‬والباقي يأخذه الجد تعصيبا‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫ع‬

‫توضيح‪ :‬بين مقامي فرض الزوج )‪ ،(2/1‬واﻷم )‪ (3/1‬تباين‪ ،‬ولذلك نضرب أحدهما‬
‫في اﻵخر‪ ،‬فيكون الخارج هو )‪ (6‬نجعله أصﻼ للمسألة‪ ،‬يعطى للزوج )‪ ،(3‬واﻷم )‪،(2‬‬
‫والباقي يأخذه الجد تعصيبا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يجمع الجد بين الفرض والتعصيب إذا كانت معه بنت الهالك أو بنت ابنه وإن‬
‫سفل‪ ،‬تأخذ البنت أو بنت اﻻبن النصف فرضا‪ ،‬ويأخذ الجد السدس فرضا والباقي وهو الثلث‬
‫تعصيبا‪ .‬وهذا ما نصت عليه مدونة اﻷسرة في المادة ‪ 353‬على أن‪" :‬إذا اجتمع اﻷب أو الجد‬
‫مع البنت أو بنت اﻻبن وإن نزل استحق السدس فرضا والباقي بطريق التعصيب"‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن بنت وجد‪ ،‬للبنت النصف ﻻنفرادها عن ولد الصلب‪ ،‬وللجد السدس‬
‫فرضا والباقي تعصيبا‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫بنت‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪2+1‬‬ ‫الجد‬ ‫ع‪+‬‬

‫ويزيد الجد على اﻷب عندما يكون معه إخوة‪ ،‬ومن المعلوم أن اﻷب يحجب اﻹخوة‬
‫واﻷخوات أشقاء أو ﻷب إجماعا‪ ،‬بخﻼف الجد فإنه ﻻ يحجبهم بل يرث معهم وهو ما سارت‬
‫عليه مدونة اﻷسرة‪.‬‬
‫وعلى هذا إذا اجتمع الجد مع اﻹخوة فله إحدى حالتين‪:‬‬
‫الحالة اﻷولى‪ :‬أن يوجد الجد ﻷب مع اﻹخوة اﻷشقاء وحدهم أو مع اﻹخوة لﻸب‬
‫وحدهم‪ ،‬ذكورا كانوا أو إناثا أو مختلطين وليس معهم صاحب فرض‪ ،‬فإن له في هذه الحالة‬
‫اﻷفضل من أمرين‪:‬‬
‫‪ -1‬ثلث جميع المال‪.‬‬
‫‪ -2‬أو مقاسمة اﻹخوة كذكر منهم‪.‬‬
‫وهذا ما تنص الفقرة اﻷولى من المادة ‪ 354‬من مدونة اﻷسرة على أنه‪ -1" :‬إذا اجتمع‬
‫الجد العصبي مع اﻹخوة اﻷشقاء خاصة أو مع اﻹخوة لﻸب كذلك ذكورا أو إناثا أو مختلطين‬
‫فله اﻷفضل من ثلث جميع المال أو المقاسمة"‪.‬‬
‫عمليا يكون الثلث أفضل للجد إذا كان معه من اﻹخوة من زاد عددهم على مثليه‪،‬‬
‫ويتصور هذا في مسألة يكون فيها مثﻼ الجد مع أخوين وأخت فأكثر‪ ،‬أو خمس أخوات فأكثر‪،‬‬
‫أما إذا ساوى عددهم مثليه‪ ،‬كما إذا اجتمع جد وأخوان‪ ،‬أو جد وأربع أخوات‪ ،‬أو جد وأخ‬
‫وأختان‪ ،‬فحينئذ تتساوى المقاسمة مع الثلث‪ ،‬أما إذا نقص عددهم عن مثليه فإن المقاسمة‬
‫تكون أفضل له‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك وترك جدا وثﻼثة إخوة أشقاء أو ﻷب‪ ،‬أخذ الجد ثلث جميع المال ﻷنه‬
‫أحظى له من المقاسمة الذي ينوبه بمقتضاها ربع المال‪ ،‬وأخذ اﻹخوة الباقي وهو الثلثان‪.‬‬
‫وعملها كاﻵتي‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪3‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أخ شقيق‬
‫‪2‬‬ ‫أخ شقيق‬ ‫ع‬
‫‪2‬‬ ‫أخ شقيق‬

‫‪ -‬هلك هالك وترك جدا وأخا شقيقا أو ﻷب‪ ،‬في هذه الحالة قاسم الجد اﻷخ وأخذ النصف‬
‫ﻷنه أحظى له من الثلث ولﻸخ النصف‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫أخ شقيق‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن يوجد الجد مع اﻹخوة‪ ،‬أشقاء كانوا أو ﻷب‪ ،‬ذكورا أو إناثا أو‬
‫مختلطين‪ ،‬ومعهم صاحب فرض‪ ،‬ففي هذه الحالة يعطى للجد اﻷفضل من ثﻼثة أمور‪:‬‬
‫‪ -‬سدس كامل التركة‪.‬‬
‫‪ -‬الثلث الباقي بعد أخذ أصحاب الفروض فروضهم‪.‬‬
‫‪ -‬مقاسمة اﻹخوة في هذا الباقي‪.‬‬
‫وهذه الحالة نصت عليها الفقرة الثالثة من المادة ‪ 354‬من مدونة اﻷسرة‪ -3" :‬إذا‬
‫اجتمع مع اﻹخوة وذوي الفروض فله اﻷفضل من ثﻼثة‪ :‬سدس جميع المال أو ثلث ما بقي‬
‫بعد ذوي الفروض أو مقاسمة اﻹخوة كذكر منهم مع المعادة"‪.‬‬
‫ومن أجل معرفة اﻷفضل للجد نسلك الطريقة التالية‪ :‬نقسم التركة مرتين‪ ،‬مرة باعتباره‬
‫صاحب فرض وهو السدس‪ ،‬ومرة باعتباره عاصبا‪ ،‬ونقارن بين النصيبين‪ ،‬فإن تبين أن ما‬
‫يأخذه على اعتباره صاحب فرض أكبر حظه‪ ،‬وإن تبين العكس فهنا ننظر إن كان عدد‬
‫اﻹخوة يزيد على مثليه أخذ الثلث الباقي على أصحاب الفروض ﻷنه اﻷحسن له‪ ،‬أما إذا قل‬
‫عددهم عن مثليه‪ ،‬فاﻷفضل له مقاسمة اﻹخوة كذكر منهم‪ ،‬وكأنه أخ معهم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬يكون السدس أحﻈى للجد‪:‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن زوجة وبنتين وجد وأخ شقيق أو ﻷب‪ ،‬للزوجة الثمن لوجود‬
‫الفرع الوارث‪ ،‬وللبنتين الثلثان لتعددهما وانفرادهما عن اﻻبن‪ ،‬وللجد السدس‪ ،‬والباقي‬
‫تعصيبا لﻸخ الشقيق‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪8‬‬ ‫بنت‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪8‬‬ ‫بنت‬
‫‪4‬‬ ‫جد‬ ‫ع‪+‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخ شقيق‬ ‫ع‬

‫توضيح‪ :‬أصل المسألة من ‪ ،24‬للزوجة ثمنها )‪ ،(3‬وللبنتين ثلثيها )‪ ،(16‬والباقي بعد‬


‫إخراج الثمن والثلثين )‪ ،(5‬يرث الجد بالسدس الذي هو )‪ (4‬ﻷنه أحظى له من ثلث الباقي‬
‫ومن المقاسمة‪ ،‬ويبقى )‪ (1‬لﻸخ‪.‬‬
‫‪ -‬يكون الثلث الباقي أفضل للجد‪:‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن أم وجد وخمسة إخوة‪ ،‬لﻸم السدس )‪ (6/1‬أصلها من )‪ ،(6‬لﻸم‬
‫منها )‪ ،(1‬وبقي )‪ ،(5‬ومقتضى المقاسمة يكون نصيبه أقل من ثلث الباقي‪ ،‬ثلث الباقي أكثر‬
‫من السدس‪ ،‬والمقاسمة فيكون اﻷفضل له هنا ثلث الباقي‪ .‬و)‪ (5‬ﻻ ثلث لها إﻻ بكسر فنضرب‬
‫مقام )‪ (3/1‬في أصل المسألة )‪ (6‬من أجل إزالة اﻻنكسار = ‪ .18‬ثم نضرب )‪ (3‬في نصيب‬
‫اﻷم )‪ .3 = (1‬وبقي من )‪ (15) (18‬ثلثها للجد وهو )‪ ،(5‬وبقي )‪ (10‬لكل أخ )‪ .(2‬ويكون‬
‫حلها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫‪ 5‬للجد‬ ‫جد‬
‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬ ‫باقي‬ ‫)(‬
‫‪ 10‬لﻺخوة )‪(5 × 2‬‬ ‫‪ 5‬إخوة‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬تكون المقاسمة أفضل للجد‪:‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن جد وجدة وأخ‪ ،‬للجدة السدس‪ ،‬والباقي بين الجد واﻷخ‪ ،‬أصلها‬
‫من ‪ ،6‬للجدة منها )‪ ،(1‬وبقي )‪ ،(5‬مقتضى المقاسمة له من الباقي وهو )‪.(5.2) :(5‬‬
‫ومقتضى ثلث الباقي له أقل من )‪ ،(5.2‬أما السدس فهو أقل نسبة وهي )‪ .(1‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جدة‬
‫جد‬
‫‪ 5 :‬لكل أخ‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬
‫أخ‬

‫توضيح‪ :‬قمنا بتصحيح عدد )‪ (5‬ﻷنه ﻻ ينقسم على )‪ ،(2‬عدد رؤوس الجد واﻷخ‪،‬‬
‫فضربنا )‪ (2‬عدد الرؤوس في أصل المسألة )‪ ،(6‬والناتج )‪ .(12‬وفي هذه الحالة المقاسمة‬
‫هنا أفضل للجد‪.‬‬
‫مﻼحﻈة هامة‪ :‬ما ذكر في الحالتين السابقتين هو مخصوص بوجود صنف واحد من‬
‫اﻹخوة‪ ،‬أما إذا وجد مع الصنفان معا اﻷشقاء ولﻸب سواء كان معهم ذو فرض أم ﻻ‪ ،‬فإننا‬
‫نكون أمام مسألة شاذة تسمى مسألة المعادة ولذلك نرجئ الكﻼم فيها إلى حينه عند تناولنا‬
‫للمسائل اﻹرثية الشاذة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ‬
‫الﳫية اﳌتعددة التخصصات ‪ -‬زة‪-‬‬

‫ذة‪ .‬اب س ام ل مـــــي‬


‫شعبة القانون و ق صاد‬
‫مس القانون اﳋاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفو ﲔ ) ٔ ‪ -‬ب(‬
‫و دة اﳌواريث واﳊقوق اﳌالية‬

‫ﳏ ـ ـاضـ ـرات ف ـي اﳌواريث‬


‫)اﶈاضرة الثـ ــامنـ ـ ــة(‬

‫السنة اﳉامعية‪2020-2019 :‬‬


‫اﳌﺒﺤث الراﺑﻊ‪ :‬الورثة لفرض والتعصيب دون اﳉمﻊ ﺑينهما‬
‫تنص المادة ‪ 340‬من مدونة اﻷسرة على أنه‪" :‬الوارث بالفرض أو التعصيب وﻻ يجمع بينهما‬
‫أربعة‪ :‬البنت‪ ،‬وبنت اﻻبن‪ ،‬واﻷخت الشقيقة‪ ،‬واﻷخت لﻸب"‪.‬‬
‫يتضح من خﻼل نص المادة أعﻼه‪ ،‬أن هذا الصنف من الورثة يرث إما بالفرض وإما بالتعصيب‬
‫ولكن ﻻ يجمع بينهما‪ ،‬كما أن هذا الصنف يضم اﻹناث الوارثات بالتعصيب فقط‪ ،‬وينحصر عددهن في‬
‫أربعة‪ :‬البنت‪ ،‬وبنت اﻹبن‪ ،‬واﻷخت الشقيقة واﻷخت ﻷب‪.‬‬
‫وفيما يلي نعرض لحاﻻت إرثهن في المطالب اﻷربعة اﻵتية‪:‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠ ـ ــﺐ اﻷول‪ :‬اﻟ ـ ـ ـﺒـ ـ ـﻨـ ـ ـ ـﺖ‬


‫ترث البنت في أبيها وفي أمها بسبب القرابة من نوع البنوة المباشرة‪ ،‬ودليل إرثها قوله تعالى‪:‬‬
‫"يوصيكم ﷲ في أوﻻدكم للذكر مثل حظ اﻷنثيين‪ ،‬فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك‪ ،‬وإن‬
‫كانت واحدة فلها النصف"‪ .1‬يتبين من اﻵية الكريمة أن ميراث البنت يعرف ثﻼث حاﻻت‪:‬‬
‫‪ -‬حالة النصف عند اﻻنفراد‪.‬‬
‫‪ -‬حالة الثلثين عند التعدد‪.‬‬
‫‪ -‬حالة التعصيب عند وجودها مع أخيها‪ ،‬فترث معه بالتفاضل للذكر مثل حظ اﻷنثيين‪.‬‬
‫وتجدر اﻹشارة أن البنت من الورثة الستة الذين ﻻ يحجبون حجب إسقاط أبدا‪ ،‬ولذلك فهي إذا‬
‫وجدت ورثت حتما‪ .‬يقول ابن عاصم في التحفة‪:‬‬
‫وﻻ لزوجين وﻻ أم فقد‬ ‫وﻻ سقوط ﻷب وﻻ لولد‬
‫الحالة اﻷولى‪ :‬إرثها النصف‬
‫ترث البنت النصف في تركة أبيها أو أمها شريطة أن ﻻ يكون معها ولد الصلب ذكرا كان أو‬
‫أنثى‪ ،‬إذ لو كان معها ابن الصلب لورثت بالتعصيب‪ ،‬ولو كانت معها بنت للصلب فأكثر دون ابن‬
‫الصلب سترث نصيبها من الثلثين‪.‬‬
‫وقد تعرضت مدونة اﻷسرة لهذه الحالة عند بيانها ﻷصحاب النصف في الفقرة الثانية من المادة‬
‫‪ 342‬بنصها على أن "أصحاب النصف خمسة‪:‬‬
‫‪ - 2‬البنت بشرط انفرادها عن ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اﻵية ‪.11‬‬

‫‪2‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن بنت وبنت ابن‪ ،‬وأخ شقيق‪.‬‬
‫للبنت النصف ) ( لعدم وجود الفرع الوارث الذكر‪ ،‬ولبنت اﻻبن السدس ) ( لكونها مع بنت‬

‫صلب واحدة وليس معها ابن ابن في نفس درجتها‪ ،‬ولﻸخ الشقيق ما بقي تعصيبا‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫بنت‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫ع‬
‫‪2‬‬ ‫أخ‬ ‫ع‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إرثها للثلثين‬
‫ترث البنت عند التعدد الثلثين‪ ،‬بشرط أن ﻻ يكون للهالك ابن‪ ،‬إذ لو كان معهن ابن لعصبهن‪.‬‬
‫وقد نصت مدونة اﻷسرة على إرث البنتين فأكثر الثلثين في الفقرة اﻷولى من المادة ‪ 345‬بقولها‪:‬‬
‫"أصحاب الثلثين أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬ابنتان فأكثر بشرط انفرادهما عن اﻻبن"‪.‬‬
‫مثـــال‪ :‬هلك هالك عن بنتين وأب‪.‬‬
‫للبنتين الثلثان ) (‪ ،‬ولﻸب الباقي بالتعصيب‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بنت‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬
‫‪1‬‬ ‫أب‬ ‫ع‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬إرثها بالتعصيب‬


‫ترث البنت ‪ -‬سواء كانت واحدة أو متعددة ‪ -‬في أبيها أو أمها بالتعصيب‪ ،‬إذا كان للهالك منهما‬
‫ابن واحد أو أكثر‪ ،‬ويكون إرثها معه أو معهم بالتفاضل للذكر مثل حظ اﻷنثيين‪ ،‬أي للبنت نصف‬
‫نصيب اﻻبن‪ ،‬وتسمى حينئذ عاصبة بالغير‪.‬‬
‫تنص مقتضيات المادة ‪ 351‬على أنه‪:‬‬
‫" العصبات بالغير‪ -1 :‬البنت مع اﻻبن" ‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن زوج وابن وبنت‪.‬‬
‫للزوج الربع ) ( لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولﻸبناء )اﻻبن والبنت( الباقي بالتعصيب طبقا لقاعدة‬
‫التفاضل للذكر مثل حظ اﻷنثيين‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫ع‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬

‫اﻟﻤﻄﻠ ــﺐ اﻟﺜﺎﻧ ـ ــﻲ‪ :‬ﺑﻨ ـﺖ اﻻﺑـ ـﻦ‬


‫ترث بنت اﻻبن في جدها من اﻷب‪ ،‬وفي جدتها من اﻷب بسبب القرابة من نوع البنوة غير‬
‫المباشرة‪ ،‬ودليل إرثها يختلف بحسب ما إذا كانت بنت ابن مباشر‪ ،‬أو غير مباشر‪.‬‬
‫فاﻷولى دليل إرثها السنة النبوية‪ ،‬ففي صحيح البخاري عن أبي موسى اﻷشعري رضي ﷲ عنه‬
‫أنه سئل عن ابنة وابنة ابن وأخت‪ ،‬فقال‪" :‬لﻺبنة النصف ولﻸخت النصف ‪-‬أي وﻻ شيء لبنت اﻻبن‪-‬‬
‫وآت ابن مسعود فسيتابعني على ذلك‪ ،‬فسئل ابن مسعود وأخبر بقول أبي موسى‪ ،‬فقال‪ :‬لقد ضللت إذا‬
‫وما أنا من المهتدين‪ ،‬أقضي فيها بما قضى النبي ﷺ‪ :‬لﻼبنة النصف‪ ،‬وﻻبنة اﻻبن السدس تكملة‬
‫للثلثين‪ ،‬وما بقي فلﻸخت‪ ،‬فأتينا أبا موسى فأخبرناه بقول ابن مسعود فقال‪ :‬ﻻ تسألوني مادام هذا‬
‫الحبر فيكم"‪.2‬‬
‫والثانية دليل إرثها اﻹجماع‪ ،‬ويشترط في إرثها أﻻ يوجد من يحجبها‪ ،‬وإﻻ أسقطها‪ ،‬وإذا ورثت‬
‫فبالفرض أو بالتعصيب‪ ،‬لكن دون الجمع بينهما في فريضة واحدة‪.‬‬
‫الحالة اﻷولى‪ :‬إرثها بالفرض‬
‫ترث بنت اﻻبن بالفرض بشرط عدم وجود من يعصبها‪ ،‬وإرثها يكون بأحد فروض ثﻼثة‪:‬‬
‫النصف أو الثلثان‪ ،‬أو السدس‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬فرض النصـف عند اﻻنفراد‬
‫ترث بنت اﻻبن النصف عند انفرادها‪ ،‬بشرط أﻻ يكون في المسألة ابن‪ ،‬وﻻ بنت‪ ،‬وﻻ ابن ابن‪،‬‬
‫إذ اﻻبن يحجبها حجب إسقاط‪ ،‬والبنت الواحدة تحجبها حجب نقل من النصف إلى السدس‪ ،‬والبنتان‬
‫فأكثر تحجبانها بالمرة ما لم يوجد العاصب‪ ،‬وابن اﻻبن ينقلها من الفرض إلى التعصيب‪ .‬وقد نصت‬
‫مدونة اﻷسرة على هذه الحالة في المادة ‪" :342‬أصحاب النصف خمسة‪:‬‬
‫بنت اﻻبن بشرط انفرادها عن ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى وعن ولد اﻻبن في درجتها"‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن بنت ابن وأخ شقيق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬أخرجه البخاري في الفرائض‪ :‬ميراث بنت ابن مع ابنة‪ ،‬والحبر بفتح الحاء وكسرها حكاه الجوهري ورجح الكسر‪ ،‬وجزم الفراء أنه بالكسر‬
‫قال‪ :‬سمي باسم الحبر الذي يكتب به‪ ،‬وقال أبو عبيد‪ :‬هو العالم بتحبير الكﻼم وتحسينه‪ ،‬وقال الراغب‪ :‬سمي العالم حبرا لما يبقى من أثر علومه‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫بنت اﻻبن ترث النصف ) ( ﻻنفرادها عن ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى وعن ولد اﻻبن في‬

‫درجتها‪ ،‬واﻷخ الشقيق يرث الباقي تعصيبا‪.‬‬


‫وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫أخ شقيق‬ ‫ع‬
‫ثانيا‪ :‬فرض الثلثين‬
‫ترث بنت اﻻبن عند التعدد الثلثين بشرطين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تنفردا عن ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تنفردا عن ابن اﻻبن في درجتهما‪.‬‬
‫وقد نصت المدونة على هذه الحالة في المادة ‪ 345‬بقولها‪" :‬أصحاب الثلثين أربعة‪... :‬‬
‫‪ -2‬بنتا اﻻبن فأكثر بشرط انفرادهما عن ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى وابن اﻹبن في‬
‫درجتهما"‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن بنتا ابن وأخ شقيق‪.‬‬
‫ترث بنتا اﻻبن الثلثان ) ( ﻻنفرادهما عن ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬وابن اﻻبن في‬
‫درجتهما‪ ،‬واﻷخ الشقيق يرث الباقي تعصيبا‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫بنتا ابن‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫أخ‬ ‫ع‬
‫ثالثا‪ :‬فرض السدس‬
‫ترث بنت اﻻبن السدس‪ ،‬سواء كانت واحدة أو متعددة بشرطين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون مع بنت واحدة‪ ،‬فإن كانت مع بنتين فأكثر فﻼ شيء لها‪.‬‬
‫‪ -2‬أﻻ يكون معها ابن ابن في درجتها يعصبها‪.‬‬
‫وفي هذين الشرطين تقول المدونة في المادة ‪" :347‬أصحاب السدس‪:‬‬
‫‪ -3‬بنت اﻹبن ولو تعددت بشرط كونها مع بنت صلب واحدة وأن ﻻ يكون معها ابن ابن في‬
‫درجتها"‪.‬‬
‫ويﻼحظ عليها هنا أنها أخلت بشرط ثالث وهو أﻻ يوجد ابن أعلى منها‪ ،‬سواء كان ابن صلب أو‬
‫ابن ابن أعلى درجة منها وإﻻ أسقطها‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن بنت وبنت ابن وعم شقيق‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫للبنت النصف ) ( لعدم وجود الفرع الوارث‪ ،‬ولبنت اﻻبن السدس ) ( لكونها مع بنت صلب‬
‫واحدة وعدم وجود ابن في درجتها‪ ،‬والباقي يرثه العم الشقيق تعصيبا‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫بنت‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫ع‬
‫‪2‬‬ ‫أخ‬ ‫ع‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إرثها بالتعصيب‬


‫نصت مدونة اﻷسرة على هذه الحالة في الفقرة الثانية من المادة ‪ 351‬بقولها‪" :‬العصبات بالغير‪:‬‬
‫‪ -2‬بنت اﻻبن وإن نزل مع ابن اﻻبن وإن نزل‪ ،‬إذا كان في درجتها مطلقا‪ ،‬أو كان أنزل منها إذا‬
‫لم ترث بغير ذلك"‪.‬‬
‫ومعنى ذلك أن بنت اﻻبن ترث بالتعصيب ‪ -‬واحدة كانت أو متعددة ‪ -‬إذا كان معها ابن اﻻبن‬
‫المساوي لها في الدرجة مطلقا‪ ،‬سواء كان واحدا أو متعددا‪ ،‬وترث معه بالتفاضل للذكر مثل حظ‬
‫اﻷنثيين‪ ،‬فابن اﻻبن يعصب بنت اﻻبن‪ ،‬ﻷنه من درجتها‪.‬‬
‫مثـــال‪ :‬هلك هالك عن بنتان وبنت ابن وابن ابن‪.‬‬
‫للبنتين الثلثان ) ( لتعددهما وانفرادهما عن اﻻبن‪ ،‬ولبنت اﻻبن وابن اﻻبن الباقي تعصيبا لوجود‬

‫ابن اﻻبن المساوي لها في درجتها‪.‬‬


‫وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫المعصــب فــي درجتهـــــا‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫بنتان‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫بنت ابن‬
‫ع‬
‫‪2‬‬ ‫ابن ابن‬

‫اﻟﻤﻄﻠ ــﺐ اﻟﺜﺎﻟ ـ ــﺚ‪ :‬اﻷﺧ ـ ـﺖ اﻟﺸﻘﻴ ـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـﺔ‬


‫ترث اﻷخت الشقيقة في أخيها الشقيق وفي أختها الشقيقة بسبب القرابة من نوع اﻷخوة المباشرة‪،‬‬
‫س لَهُ َولَ ٌد َولَهُ أ ُ ْختٌ فَلَ َها‬
‫ام ُر ٌؤ َهلَكَ لَ ْي َ‬‫ست َ ْفتُونَكَ قُ ِل ّ ُ يُ ْفتِي ُك ْم فِي ا ْل َكﻼَلَ ِة ِإ ِن ْ‬‫ودليل إرثها قوله تعالى‪" :‬يَ ْ‬
‫ان ِم ﱠما تَ َركَ َوإِن كَانُواْ ِإ ْخ َوةً‬ ‫ْف َما ت َ َركَ َو ُه َو يَ ِرث ُ َها إِن لﱠ ْم يَكُن لﱠ َها َولَ ٌد فَ ِإن كَانَتَا اثْنَت َ ْي ِن فَلَ ُه َما الثﱡلُث َ ِ‬
‫نِص ُ‬
‫ساء فَ ِللذﱠك َِر ِمثْ ُل َح ِ ّظ اﻷُنثَيَ ْي ِن يُبَ ِيّ ُن ّ ُ لَ ُك ْم أَن ت َ ِضلﱡواْ َو ّ ُ بِ ُك ِ ّل ش َْيءٍ َ‬
‫ع ِلي ٌم"‪.3‬‬ ‫ِ ّر َجاﻻً َونِ َ‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اﻵية ‪.176‬‬

‫‪6‬‬
‫وميراث اﻷخت الشقيقة يعرف خمس حاﻻت‪ :‬ثﻼث ورد حكمها في اﻵية الكريمة‪ :‬النصف عند‬
‫اﻻنفراد‪ ،‬والثلثان عند التعدد‪ ،‬والتعصيب بالغير‪ ،‬والحالة الرابعة ثبت حكمها بالحديث السابق أن النبي‬
‫صلى ﷲ عليه قضى في بنت وبنت ابن وأخت فجعل للبنت النصف ولبنت اﻻبن السدس ولﻸخت‬
‫الباقي‪ .‬وأما الحالة الخامسة فقد ثبتت باﻻجتهاد وهي مقاسمة الشقيقة للجد إذا كانت المقاسمة أفضل له‪.‬‬
‫الحالة اﻷولى‪ :‬النصف عند اﻻنفراد‬
‫ترث اﻷخت الشقيقة إذا كانت واحدة النصف بشرط أﻻ يكون معها أخ شقيق وإﻻ عصبها‪ ،‬وﻻ‬
‫أب وإﻻ أسقطها‪ ،‬وﻻ ولد صلب‪ ،‬فإن كان ذكرا أسقطها‪ ،‬وإن كان أنثى عصبها‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى‪ ،‬ترث اﻷخت الشقيقة النصف إذا انتفى من يسقطها‪ ،‬وهم اﻷب‪ ،‬واﻻبن‪ ،‬وابن‬
‫اﻻبن وإن سفل‪ ،‬وانتفى كذلك من يعصبها‪ ،‬وهم اﻷخ الشقيق‪ ،‬والبنت‪ ،‬وبنت اﻻبن‪.‬‬
‫وقد أجملت مدونة اﻷسرة هذه اﻷحكام في الفقرة الرابعة من المادة ‪ 342‬عند تناولها ﻷصحاب‬
‫النصف بقولها‪" :‬أصحاب النصف خمسة‪:‬‬
‫‪ -4‬اﻷخت الشقيقة بشرط انتفاء الشقيق واﻷب وإن عﻼ وولد الصلب ذكرا كان أو أنثى وولد‬
‫اﻻبن ذكرا كان أو أنثى"‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن أخت شقيقة‪ ،‬وعم‪.‬‬
‫لﻸخت الشقيقة النصف ) (‪ ،‬وللعم الباقي تعصيبا‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫عم‬ ‫ع‬

‫الحالة الثانية‪ :‬فرض الثلثين‬


‫ترث اﻷختان الشقيقتان فأكثر الثلثين بشرط انفرادهما عن الشقيق الذكر‪ ،‬وإﻻ عصبهما وعن‬
‫اﻷب وإﻻ أسقطهما‪ ،‬وعن ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬إذ لو كان ذكرا ﻷسقطهما‪ ،‬ولو كان أنثى‬
‫لعصبهما‪.‬‬
‫وقد نصت المدونة على هذه الحالة في المادة ‪ 345‬على أنه‪" :‬أصحاب الثلثين أربعة‪:‬‬
‫‪ -3‬الشقيقتان فأكثر بشرط انفرادهما عن الشقيق وعن اﻷب وإن عﻼ وعن الفرع الوارث"‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن أختين شقيقتين‪ ،‬وأخت ﻷب‪ ،‬وابن أخ شقيق‪.‬‬
‫لﻸختين الشقيقتين الثلثان ) ( لتعددهما وانفرادهما عن الشقيق وعن اﻷب وإن عﻼ وعن الفرع‬
‫الوارث‪ ،‬والباقي ﻻبن أخ الشقيق وهو الثلث ) (‪ ،‬وﻻ شيء لﻸخت ﻷب ﻷنها محجوبة‪ .‬وعملها‬
‫كاﻵتي‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫ع‬
‫أخت شقيقة‬
‫‪1‬‬ ‫ابن اﻷخ الشقيق‬ ‫ع‬
‫‪0‬‬ ‫أخت ﻷب ح )محجوبة(‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬التعصيب بالغير‬
‫إذا كان مع اﻷخت الشقيقة فأكثر أخ شقيق فأكثر فإنها ترث بالتعصيب بالغير للذكر مثل‬
‫اﻷنثيين‪ .‬والغير هو العاصب بالنفس من جهة اﻹخوة اﻷشقاء الذكور بشرط انعدام من يحجب اﻹخوة‬
‫كاﻻبن واﻷب‪ ،‬فالشقيقة في هذه الحالة ينقلها أخوها الشقيق من الفرض إلى التعصيب‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن زوجة وأخ شقيق وأخت شقيقة‪.‬‬
‫للزوجة الربع ) ( لعدم وجود الفرع الوارث‪ ،‬واﻷخ الشقيق واﻷخت الشقيقة يرثان الباقي‬
‫تعصيبا‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫ع‬

‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أخ شقيق‬


‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫أخت شقيقة‬
‫الحالة الرابعة‪ :‬التعصيب مع الغير‬
‫تكون اﻷخت الشقيقة فأكثر عاصبة مع الغير إذا كانت مع البنت أو بنت اﻻبن‪ ،‬واحدة أو متعددة‪.‬‬
‫وتعتبر اﻷخت الشقيقة في هذه الحالة كاﻷخ في التعصيب‪ ،‬فيجري عليها حكمه باعتبار أنها إنما‬
‫ترث الباقي بعد ذوي الفروض‪ ،‬وكذلك باعتبار الترجيح بين العصبة بالجهة ثم الدرجة ثم القوة‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن بنتين وأخت شقيقة‪.‬‬
‫للبنتين الثلثان ) ( لتعددهما‪ ،‬ولﻸخت الثلث ) ( الباقي تعصيبا‪ ،‬فاﻷخت ورثت بالتعصيب مع‬
‫الغير‪ ،‬ورثت الثلث بدل النصف‪ ،‬وقد ترث النصف عن طريق التعصيب إذا وجدت مع بنت واحدة‪.‬‬
‫وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬
‫‪1‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫ع‬
‫الحالة الخامسة‪ :‬مقاسمة الجد‬
‫ترث الشقيقة مع الجد بالتفاضل في سائر المسائل التي يرث فيها الجد بالتعصيب وﻻ يفرض لها‬
‫معه‪ ،‬هذا هو المبدأ العام‪ ،‬وضابطها أن تكون الشقيقة واحدة أو متعددة ولم يزد عددهن على أربع ولم‬

‫‪8‬‬
‫ينقص ما خرج للجد بالقسمة عن سدس المال حيث كان معهم من يرث بالفرض‪ ،‬فإذا ورث الجد‬
‫بالفرض لكون ما أعطته القسمة دون السدس أو لزيادة عدد اﻷخوات على اﻷربع ورثت أو ورثن‬
‫الباقي بالتعصيب وإذا لم يفضل لهن شيء فﻼ إرث لهن‪.‬‬
‫وهناك مسألة شاذة ورث فيها الفرضيون اﻷخت الشقيقة مع الجد رغم أنها لم يفضل لها شيء‬
‫عن ذوي الفروض ومنهم الجد‪ ،‬ومع ذلك فرضوا لها النصف مبدئيا‪ ،‬ثم أضافوه إلى سدس الجد‪،‬‬
‫وقسموا المجموع بينهما بالتفاضل‪ ،‬وهي مسألة اﻷكدرية التي سوف ندرسها ضمن المسائل الشاذة في‬
‫ميراث الجد‪ .‬وهذا ما نصت عليه المدونة في المادة ‪ 361‬ضمن مسائل خاصة "ﻻ يفرض لﻸخت مع‬
‫الجد في مسألة إﻻ في اﻷكدرية وهي زوج وأخت شقيقة أو ﻷب وجد وأم‪ ،‬فيضم الجد ما حسب له‬
‫إلى ما حسب لها ويقسمان للذكر مثل حظ اﻷنثيين‪ ،‬أصلها من ستة‪ ،‬وتعول إلى تسعة‪ ،‬وتصح من‬
‫سبعة وعشرين‪ ،‬للزوج تسعة‪ ،‬ولﻸم ستة‪ ،‬ولﻸخت أربعة‪ ،‬وللجد ثمانية"‪ ،‬وبيان هذه المسألة كاﻵتي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫ع‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫ع‬
‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جد‬ ‫ع‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أخت‬ ‫ع‬

‫اﻟﻤﻄ ـﻠ ــﺐ اﻟ ــﺮاﺑ ــﻊ‪ :‬اﻷﺧ ـ ـﺖ ﻟـ ـﻸب‬


‫ترث اﻷخت من جهة اﻷب أخاها أو أختها من أبيها ﻻ من أمها بسبب القرابة من نوع اﻷخوة‬
‫س لَهُ َولَ ٌد َولَهُ أ ُ ْختٌ فَلَ َها نِص ُ‬
‫ْف َما ت َ َركَ "‪ ،‬فهو شامل‬ ‫ام ُر ٌؤ َهلَكَ لَ ْي َ‬
‫المباشرة‪ ،‬مصدقا لقوله تعالى‪ِ " :‬إ ِن ْ‬
‫لﻸخت الشقيقة وﻷب‪ ،‬وشرط إرثها هو عدم وجود من يحجبونها‪ ،‬وهم حجاب الشقيقة‪ ،‬فضﻼ عن‬
‫الشقيقة العاصبة‪ ،‬وكذا المتعدد من الشقيقات ما لم يكن معها في هذه الحالة أخوها فيعصبها‪ ،‬وإذا ورثت‬
‫فإنها ترث بالفرض والتعصيب من غير أن تجمع بينهما في مسألة واحدة‪.‬‬
‫الحالة اﻷولى‪ :‬إرثها بالفرض‬
‫ترث بالفرض بشرط انتفاء الذين يعصبونها‪ ،‬ويكون لها والحالة هذه أحد فروض ثﻼثة‪ ،‬النصف‬
‫أو الثلثان أو السدس‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬فرض النصف‬
‫ترث اﻷخت من جهة اﻷب النصف إذا انفردت‪ ،‬عن اﻷخ واﻷخت من جنسها‪ ،‬وفي هذا تقول‬
‫المدونة في المادة ‪" :342‬أصحاب النصف خمسة‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -5‬اﻷخت لﻸب بشرط انفرادها عن اﻷخ واﻷخت لﻸب وعمن ذكر في الشقيقة"‪.‬‬
‫مثـــال‪ :‬هلك هالك عن زوج وأخت ﻷب‪.‬‬
‫للزوج النصف ) ( لعدم وجود الفرع الوارث‪ ،‬ولﻸخت ﻷب النصف ) ( ﻻنفرادها عن اﻷخ‬
‫واﻷخت ﻷب وانتفاء الشقيق واﻷب وولد الصلب ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬وولد اﻻبن ذكرا كان أو أنثى‪.‬‬
‫وعملها على الشكل اﻵتي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫أخت ﻷب‬ ‫ع‬

‫ثانيا‪ :‬فرض الثلثين‬


‫يتصور هذا الفرض في حالة تعدد اﻷخوات ﻷب‪ ،‬وفيه تقول المدونة في المادة ‪" :345‬أصحاب‬
‫الثلثين أربعة‪:‬‬
‫‪ -4‬اﻷختان لﻸب فأكثر بشرط انفرادهما عن اﻷخ لﻸب وعمن ذكر في الشقيقتين"‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن أختين ﻷبوين وثﻼث إخوة ﻷم‪.‬‬
‫لﻸختين ﻷبوين الثلثان ) ( لتعددهما وانفرادهما عن اﻷخ لﻸب والشقيق وعن اﻷب وإن عﻼ‬
‫وعن الفرع الوارث‪ ،‬ولﻺخوة ﻷم الثلث ) ( لتعددهم وانفرادهم عن اﻷب وعن الجد ﻷب وعن ولد‬
‫الصلب‪ ،‬وولد اﻻبن ذكرا كان أو أنثى‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫توضيح‪ :‬أصل المسألة من )‪ ،(3‬لﻸختين ﻷب‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬
‫)‪ ،(2‬ولﻺخوة ﻷم )‪ ،(1‬و)‪ (1‬غير منقسم على‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أخت ﻷب‬ ‫ع‬
‫عدد رؤوسهم‪ ،‬سنضرب عدد رؤوس اﻹخوة ﻷم‬ ‫أخت ﻷب‬
‫وهو )‪ (3‬في أصل المسألة )‪ (3‬والناتج هو )‪،(9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ ﻷم‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫أخ ﻷم‬
‫ثم نضرب )‪ (3‬عدد الرؤوس في جميع اﻷنصبة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخ ﻷم‬
‫ثالثا‪ :‬فرض السدس‬
‫ترث اﻷخت من جهة اﻷب سدس متروك الهالك‪ ،‬واحدة كانت أو متعددة‪ ،‬بشرط أن تكون مع‬
‫شقيقة واحدة‪ ،‬وفي هذا تنص المدونة في المادة ‪ 347‬على أنه‪" :‬أصحاب السدس‪:‬‬
‫‪ -4‬اﻷخت لﻸب ولو تعددت بشرط كونها مع شقيقة واحدة وانفرادها عن اﻷب واﻷخ لﻸب‬
‫والولد ذكرا كان أو أنثى"‪ ،‬والمقصود بالولد هنا الولد المباشر وغير المباشر‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن زوج‪ ،‬وأم‪ ،‬وأخ ﻷم وأخت شقيقة‪ ،‬وأخت ﻷب‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫للزوج النصف ) ( لعدم وجود الفرع الوارث‪ ،‬ولﻸم السدس ) ( لوجود المتعدد من اﻹخوة‪،‬‬
‫ولﻸخ ﻷم السدس ﻻنفراده عن اﻷب والجد والولد ولد اﻻبن ذكرا أو أنثى‪ ،‬ولﻸخت الشقيقة النصف‬
‫) ( ﻻنتفاء الشقيق واﻷب وإن عﻼ وولد الصلب ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬وولد اﻻبن ذكرا كان أو أنثى‪،‬‬
‫ولﻸخت ﻷب السدس ) ( لكونها مع أخت شقيقة واحدة وانفرادها عن اﻷب واﻷخ ﻷب‪ ،‬والولد ذكرا‬
‫كان أو أنثى‪.‬‬
‫أصل الفريضة من ‪ 6‬وعالت إلى ‪ ،9‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ ﻷم‬ ‫ع‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخت ﻷب‬ ‫ع‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إرثها بالتعصيب‬


‫ترث اﻷخت ﻷب بالتعصيب إذا كان معها أحد أشخاص أربعة‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷخ لﻸب‪ :‬ترث معه بالتعصيب على التفاضل أي للذكر مثل حظ اﻷنثيين‪.‬‬
‫‪ -‬الجد من جهة اﻷب‪ :‬ترث معه أيضا بالتعصيب على التفاضل‪ ،‬إﻻ في مسألة اﻷكدرية‪.‬‬
‫‪ -‬البنت وبنت اﻻبن وإن سفل‪ :‬فهنا تعصب اﻷخت ما يبقى عن ذوي الفروض‪ ،‬فإن لم يبق‬
‫شيء فﻼ إرث لها‪.‬‬
‫مثــال‪ :‬هلك هالك عن زوج‪ ،‬وأخت ﻷب‪ ،‬وأخ ﻷب‪.‬‬
‫للزوج النصف ) ( لعدم وجود الفرع الوارث‪ ،‬والباقي يوزع بين اﻷخ ﻷب واﻷخت ﻷب‬
‫تعصيبا‪ .‬وعملها كاﻵتي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫توضيح‪ :‬أصل المسألة من مقام النصف )‪ ،(2‬للزوج )‪،(1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬
‫وبقي لﻸخت ﻷب ولﻸخ ﻷب )‪ ،(1‬وهو غير منقسم على‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫ع‬
‫عدد رؤوسهم الذي هو )‪ ،(3‬فنضرب عدد رؤوسهم )‪ (3‬في‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ -‬أخت ﻷب‬ ‫ع‪3‬‬
‫أصل المسألة ‪ ،6 = 2 × 3‬ثم نضرب )‪ (3‬عدد الرؤوس في‬ ‫‪ -‬أخ ﻷب‬
‫جميع اﻷنصبة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫جامعة س يدي محمد بن عبد هللا‬
‫اللكية ا ملتعددة التخصصات ‪ -‬اتزة‪-‬‬
‫ذة ‪ .‬ابتسـام علــمـــــي‬
‫شعبة القانون والاقتصاد‬
‫مسكل القانون اخلاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفوجني ( أ ‪ -‬ب )‬
‫وحدة املواريث واحلقوق املالية‬

‫حمـ ــاضـ ـرات فــي املواريث‬

‫الس نة اجلامعية‪2020-2019 :‬‬


‫طـ ـ ـ ـ ــرق اإلرث‬

‫الوارث إما أن يرث في الهالك‬

‫التعصيب‬ ‫الفرض‬
‫تعريـ ـ ـ ــف الفـ ـ ـ ــرض‬

‫عرفت المادة ‪ 335‬من مدونة األسرة الفرض بما يلي‪:‬‬


‫”الفرض سهم مقدر للوارث في التركة ويبدأ في التوريث‬
‫بأصحاب الفروض“‪.‬‬

‫تعريـ ـ ـ ــف الت ــعص ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬

‫عرفت المادة ‪ 335‬من مدونة األسرة التعصيب بما يلي‪:‬‬


‫”أخذ الوارث جميع التركة أو ما بقي عن ذوي الفروض“‪.‬‬
‫الفرض سهم مقدر شرعا‪ ،‬والفروض‬
‫المقدرة ستة‪:‬‬

‫السدس‬ ‫الثلث‬ ‫الثلثان‬ ‫الثمن‬ ‫الربع‬ ‫النصف‬

‫لتسهيل استيعابها نجمعها كما يلي‪:‬‬

‫الثلثان ونصفه‬ ‫النصف ونصفه‬


‫ونصفه (أي‪ :‬الثلثان‬ ‫ونصفه (أي‪ :‬النصف‬
‫والثلث والسدس)‪.‬‬ ‫والربع والثمن)‪.‬‬
‫الوارثون من الرجال والوارثات من النساء‬

‫نصت المادة ‪ 334‬من مدونة األسرة على أن‪:‬‬

‫الورثة أربعة أصناف‪ :‬وارث بالفرض فقط‪ ،‬ووارث بالتعصيب‬


‫فقط‪ ،‬ووارث بهما جمعا ووارث بهما انفرادا‪.‬‬
‫الوارث ـ ـ ـ ــون من الرجـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬

‫ابن العم‬ ‫العم‬ ‫ابن األخ‬ ‫األخ‬ ‫األب‬ ‫االبن‬


‫ابن عم شقيق‬ ‫عم‬ ‫ابن أخ‬ ‫أخ‬ ‫أخ‬ ‫األب‬ ‫ابن ابن‬
‫شقيق‬ ‫شقيق‬ ‫ألم‬ ‫شقيق‬
‫ابن عم ألب‬ ‫عم ألب‬ ‫ابن أخ ألب‬ ‫أخ‬ ‫الجد (أب أب)‬ ‫ابن ابن‬
‫ألب‬ ‫ابن‬
‫وإن نزل جد (أب أب أب)‬
‫وإن عال من‬
‫جهة األب‬
‫حصرا‬
‫الوارث ـ ـ ـ ــات من النسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء‬

‫الزوجة‬ ‫األخت‬ ‫األمومة‬ ‫البنت‬

‫الزوجة‬ ‫ألب‬ ‫شقيقة‬ ‫األم‬ ‫البنت‬


‫منفردة أو‬ ‫ألم‬ ‫الجدة من‬ ‫الجدة من‬ ‫بنت االبن‬
‫متعددة‬ ‫جهة األب‬ ‫جهة األم‬
‫وإن نزلت‬
‫أصناف الورثة ومراتبهم‬
‫المادة ‪ 334‬من مدونة األسرة‬

‫وارث بالفرض‬
‫وارث بالتعصيب‬ ‫وارث بالفرض‬ ‫وارث بالفرض‬
‫أو التعصيب دون‬
‫فقط‬ ‫والتعصيب جمعا‬ ‫فقط‬
‫الجمع بينهما‬
‫الوارث ــون بالف ــرض فقـ ــط‬
‫المادة ‪ 337‬من مدونة األسرة‬

‫الوارث بالفرض فقط هو الوارث بالنصيب المقدر وال يمكن له أن يرث بالتعصيب‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 337‬من مدونة األسرة على أنه‪” :‬الوارث بالفرض فقط ستة‪” :‬األم‬
‫والجدة والزوج والزوجة واألخ لألم واألخت لألم“‪.‬‬

‫الوارثون بالفرض فقط‬

‫الزوجة‬ ‫الزوج‬ ‫األخت ألم‬ ‫األم‬ ‫األخ ألم‬ ‫الجدة‬


‫الوارث ــون بالتعصيب فقـ ــط‬
‫المادة ‪ 338‬من مدونة األسرة‬

‫الوارث بالتعصيب فقط يرث ما بقي من التركة بعد أخذ ذوي الفروض فروضهم‪ ،‬وال يمكن له‬
‫الجمع بين التعصيب وفرض آخر‪.‬‬
‫والوارثون بالتعصيب فقط ثمانية وهم ‪:‬‬

‫ابن عم ألب‬ ‫االبن‬


‫ابن ابن وإن سفل‬

‫ابن عم شقيق‬ ‫الوارثون‬


‫بالتعصيب‬ ‫األخ الشقيق‬
‫فقط‬
‫عم ألب‬
‫األخ ألب‬
‫العم الشقيق‬
‫ابن أخ ألب‬ ‫ابن أخ شقيق‬
‫الوارث ــون بالفرض والتعصيب جمعا‬
‫المادة ‪ 339‬من مدونة األسرة‬

‫”الوارث بالفرض والتعصيب جمعا اثنان‪ :‬األب والجد“‪.‬‬

‫الوارث بالفرض والتعصيب‬


‫جمعا اثنان هما‬

‫الجد‪ ،‬عند عدم وجود األب‪ ،‬إذا وجد‬ ‫األب إذا وجد مع البنت أو بنت‬
‫مع البنت أو بنت االبن وإن نزل‬ ‫االبن وإن نزل‬
‫الوارث ــون بالفرض والتعصيب وال يجمعون بينهما‬
‫المادة ‪ 340‬من مدونة األسرة‬
‫الورثة بالفرض والتعصيب انفرادا نسوة يرثن إما بالفرض أو بالتعصيب‪ ،‬وال يجمعن بينهما في‬
‫نفس اإلراثة‪ ،‬وعدد هؤالء النسوة أربعة‪ :‬البنت‪ ،‬وبنت االبن وإن سفل‪ ،‬واألخت الشقيقة‪،‬‬
‫واألخت ألب‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 340‬من مدونة األسرة ”الوارث بالفرض أو التعصيب‬
‫وال يجمع بينهما أربعة‪ :‬البنت‪ ،‬وبنت االبن‪ ،‬واألخت الشقيقة‪ ،‬واألخت لألب“‪.‬‬

‫مجموعة الورثة بالفرض أو بالتعصيب دون الجمع بينهما‪ ،‬كل أفرادها إناث محصورات في البنت‬
‫المباشرة‪ ،‬والبنت الغير المباشرة‪ ،‬واألخت الشقيقة واألخت لألب‪ ،‬حيث‪ - :‬إذا حضر معهن ورثن‬
‫بالتعصيب مع الغير إن توفرت شروطه‪ ،‬وإال ورثن بالفرض في حالة انعدامه‪ ،‬باستثناء األخوات الشقيقات‬
‫أو لألب فيمكن أن يرثن بالتعصيب مع الغير إذا وجد في الورثة بنت أو بنات‪.‬‬

‫الوارثات بالفرض أو التعصيب وال يجمعن بينهما‬

‫األخت ألب‬ ‫األخت الشقيقة‬ ‫بنت االبن‬ ‫البنت‬


‫امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ‬
‫الﳫية اﳌتعددة التخصصات ‪ -‬زة‪-‬‬

‫ذة‪ .‬اب س ام ل مـــــي‬


‫شعبة القانون و ق صاد‬
‫مس القانون اﳋاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفو ﲔ ) ٔ ‪ -‬ب(‬
‫و دة اﳌواريث واﳊقوق اﳌالية‬

‫ﳏ ـ ـاضـ ـرات ف ـي اﳌواريث‬


‫)اﶈاضرة التاسع ــة(‬

‫السنة اﳉامعية‪2020-2019 :‬‬


‫اﶈ ـ ـ ـ ـور اﳋــاﻣـ ـ ـ ـ ــﺲ‪ :‬اﳊﺠـ ـﺐ فـ ـي اﻹرث‬
‫إن الحجب باب عظيم الفائدة في الفرائض‪ ،‬ويتعين على الفرضي معرفته أحكام‬
‫الحجب وتفاصليه‪ ،‬فجهله به يوقعه في إثم كبير‪ ،‬ﻷنه قد يمنع المستحق للميراث ويورث‬
‫غير المستحق‪ ،‬ﻷجل ذلك منع العلماء من ﻻ يعرف أحكام الحجب من الفتوى في الفرائض‪.‬‬

‫اﻟﻤـ ـ ـ ـﺒﺤـ ـ ــﺚ اﻷول‪ :‬ﺗﻌــﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟـﺤـ ـﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺐ‬


‫سأتناول في هذا المبحث تعريف الحجب والفرق بينه وبين المنع في مطلبين‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠـ ـﺐ اﻷول‪ :‬ﻣﻌﻨـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺤﺠـ ـ ـ ـﺐ‬


‫الحجب في اللغة المنع والستر‪ ،‬وحجبه‪ :‬منعه من الدخول‪ ،‬ومنه سمي الحجاب حجابا‬
‫ﻷنه يستر به الشيء ويمنع من النظر إليه‪.‬‬
‫وفي اصطﻼح الفرضيين الحجب هو‪ :‬منع وارث من إرثه كل الميراث أو بعضه‪.‬‬
‫وقد بينت مدونة اﻷسرة معنى الحجب في المادة ‪ 355‬بقولها‪" :‬الحجب منع وارث‬
‫معين من كل الميراث أو بعضه بقريب آخر"‪.‬‬
‫وبناء على هذا التعريف فإن الشخص قد يمنع من اﻹرث فﻼ يرث أصﻼ لوجود‬
‫شخص آخر أقرب منه إلى الهالك‪ ،‬كاﻻبن مع ابن اﻻبن‪ ،‬أو اﻷخ الشقيق مع العم‪ ،‬أو اﻷب‬
‫مع الجد‪ .‬أو قد يرث ولكن نصيبه ينتقل من اﻷكبر إلى اﻷصغر لوجود وارث آخر‪ ،‬كاﻷم‬
‫مع اﻻبن أو البنت أو المتعدد من اﻹخوة‪ ،‬والزوجة أو الزوجات مع الفرع الذكر أو اﻷنثى‪،‬‬
‫وقس على هذا كل وارث نقص حظه من حظ أعلى إلى حظ أدنى وأقل‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄﻠـ ـﺐ اﻟﺜﺎﻧـ ـﻲ‪ :‬اﻟﻔ ـﺮق ﺑﻴ ـﻦ اﻟﺤﺠـ ـﺐ واﻟﻤﻨـ ـﻊ‬


‫يطلق الحجب في اللغة العربية على المنع‪ ،‬وعند علماء الفرائض الحجب غير المنع‪،‬‬
‫وبيان ذلك أن المنع من الميراث هو الحرمان منه بسبب اتصافه بوصف اعتبرته الشريعة‬
‫مانعا من موانع اﻹرث مع بقاء السبب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مثﻼ‪ :‬الزوج يرث زوجته ولكن إذا قتلها ﻻ يرثها‪ ،‬لكونه اتصف بصفة تمنعه من‬
‫الميراث‪ ،‬وهذه الصفة هي القتل مع بقاء السبب الذي هو الزوجية والعكس صحيح‪.‬‬
‫أما الحجب فهو منع الشخص من الميراث لوجود شخص أقرب منه إلى الهالك‪،‬‬
‫فالشخص الممنوع من الميراث يسمى محجوبا والمانع يسمى حاجبا‪ ،‬ويسمى حرمانه حجبا‪.‬‬
‫مثﻼ‪ :‬وجود اﻻبن مع اﻷخ الشقيق‪ ،‬فاﻻبن عاصب واﻷخ الشقيق محجوب ﻷنه قريب‬
‫منه في الدرجة مع قيام سبب الميراث وهو القرابة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اﻟﻤ ـﺒﺤ ـ ـﺚ اﻟﺜـ ـﺎﻧ ـ ـ ـﻲ‪ :‬أﻧ ـ ـ ـ ـﻮاع اﻟﺤ ـﺠ ـ ـﺐ‬
‫الحجب قد يكون حجبا بالوصف أو حجبا بالشخص‪:‬‬
‫فالحجب بالوصف هو المنع من اﻹرث كلية لقيام وصف بالوارث يمنعه من اﻹرث‪،‬‬
‫أي مانع من الموانع السبعة "عش لك رزق"‪.‬‬
‫والحجب بالشخص هو أن يكون بعض الورثة محجوبا عن ميراثه كله أو بعضه‬
‫لوجود شخص آخر‪ ،‬ويتنوع هذا القسم إلى نوعين‪ :‬حجب حرمان‪ ،‬وحجب نقصان‪.‬‬
‫وفي هذا اﻹطار نصت مدونة اﻷسرة في المادة ‪ 356‬على أن‪" :‬الحجب نوعان‪:‬‬
‫‪ - 1‬حجب نقل من حصة اﻹرث إلى أقل منها‪.‬‬
‫‪ - 2‬حجب اﻹسقاط من الميراث"‪.‬‬
‫ولذلك فإننا سنتناول هذا المبحث في مطلبين‪) :‬المطلب اﻷول( حجب اﻹسقاط‪،‬‬
‫)المطلب الثاني( حجب النقل‪.‬‬

‫اﻟﻤﻄ ـﻠ ـ ـ ـﺐ اﻷول‪ :‬ﺣ ـ ـﺠ ـ ـ ـﺐ اﻹﺳﻘـ ـ ـ ـﺎط )ﺣﺠﺐ ﺣﺮﻣﺎن(‬


‫أوﻻ‪ :‬تعريف حجب إسقاط‬
‫حجب اﻹسقاط هو‪" :‬منع وارث من إرثه كله‪ ،‬لوجود وارث آخر معه أكثر منه‬
‫استحقاقا"‪ .‬من خﻼل هذا التعريف يتبين أن حجب اﻹسقاط يكون بسبب وجود وارث آخر‬
‫أكثر استحقاقا من المحجوب‪ ،‬أي حجبا بالشخص‪ ،‬وبعبارة أخرى فهو يكون عند اجتماع‬
‫اﻷقرب واﻷبعد فيسقط اﻷقرب اﻷبعد‪ ،‬كإسقاط اﻻبن ابن أو بنت اﻻبن‪ ،‬وإسقاط اﻷخ‬
‫الشقيق ابن اﻷخ الشقيق‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد المشمولين بحجب اﻹسقاط‬
‫هذا النوع من الحجب يدخل على جميع الورثة ماعدا ستة وهم‪ :‬اﻻبن والبنت واﻷب‬
‫واﻷم والزوج والزوجة ﻷنهم رمز قوة القرابة‪ .‬وقد نصت مدونة اﻷسرة في المادة ‪357‬‬
‫على أن "حجب اﻹسقاط ﻻ ينال ستة من الوارثين وهم‪ :‬اﻻبن‪ ،‬والبنت‪ ،‬واﻷب‪ ،‬واﻷم‪،‬‬
‫والزوج‪ ،‬والزوجة"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫وقبل أن نتكلم عن المحجوبين حجب اﻹسقاط وتحديدهم‪ ،‬نلفت اﻻنتباه إلى القواعد التي‬
‫وضعها الفقهاء لحجب اﻹسقاط وهي كاﻵتي‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻹدﻻء‪ :‬فكل من أدلى إلى الهالك بوارث يحجب عند وجود ذلك الوارث إﻻ اﻹخوة‬
‫لﻸم فإنهم يرثون مع وجود اﻷم‪.‬‬
‫‪ -2‬القرب‪ :‬اﻷقرب من الورثة يحجب اﻷبعد‪.‬‬
‫‪ -3‬قوة القرابة‪ :‬فاﻷقوى قرابة يحجب اﻷضعف منه‪.‬‬
‫وبناء على القواعد السابقة نعرض للورثة الذين يحجبون حجب إسقاط حسب ما نصت‬
‫عليه مدونة اﻷسرة في المادة ‪ 358‬التي جاء فيها‪" :‬يحجب حجب إسقاط‪:‬‬
‫‪ –1‬ابن اﻻبن يحجبه اﻻبن خاصة والقريب من ذكور الحفدة يحجب البعيد منهم‪.‬‬
‫‪ –2‬بنت اﻻبن يحجبها اﻻبن فوقها مطلقا‪ ،‬أو بنتان فوقها إﻻ أن يكون معها ابن في‬
‫درجتها أو أسفل منها فيعصبها‪.‬‬
‫‪ –3‬الجد يحجبه اﻷب خاصة والجد القريب يحجب الجد البعيد‪.‬‬
‫‪ –4‬اﻷخ الشقيق والشقيقة يحجبهما اﻷب واﻻبن وابن اﻻبن‪.‬‬
‫‪ –5‬اﻷخ لﻸب واﻷخت لﻸب يحجبهما الشقيق ومن حجبه وﻻ تحجبهما الشقيقة‪.‬‬
‫‪ –6‬اﻷخت لﻸب تحجبها الشقيقتان إﻻ إذا وجد معها أخ لﻸب‪.‬‬
‫‪ –7‬ابن اﻷخ الشقيق يحجبه الجد واﻷخ لﻸب ومن حجبه‪.‬‬
‫‪ –8‬ابن اﻷخ لﻸب يحجبه ابن اﻷخ الشقيق ومن حجبه‪.‬‬
‫‪ –9‬العم الشقيق يحجبه ابن اﻷخ لﻸب ومن حجبه‪.‬‬
‫‪ –10‬العم لﻸب يحجبه العم الشقيق ومن حجبه‪.‬‬
‫‪ –11‬ابن العم الشقيق يحجبه العم لﻸب ومن حجبه‪.‬‬
‫‪ –12‬ابن العم لﻸب يحجبه ابن العم الشقيق ومن حجبه‪.‬‬
‫‪ –13‬اﻷخ لﻸم واﻷخت لﻸم يحجبهما اﻻبن والبنت وابن اﻻبن وبنت اﻻبن وإن سفل‬
‫واﻷب والجد وإن عﻼ‪.‬‬
‫‪ –14‬الجدة لﻸم تحجبها اﻷم خاصة‪.‬‬
‫‪ –15‬الجدة لﻸب يحجبها اﻷب واﻷم‪.‬‬
‫‪ –16‬الجدة القربى من جهة اﻷم تحجب الجدة البعدى من جهة اﻷب"‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫اﻟ ـﻤﻄـ ـﻠـ ـﺐ اﻟـ ـﺜ ـ ـﺎﻧ ـ ـ ـﻲ‪ :‬ﺣـ ـﺠـ ـ ـ ـﺐ اﻟ ـ ـ ـﻨـ ـﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻞ‬
‫أوﻻ‪ :‬تعريف حجب النقل‬
‫حجب النقل هو الذي يمنع فيه المحجوب من بعض الميراث دون بعضه لوجود وارث‬
‫آخر‪ ،‬فالمحجوب هنا ﻻ يسقط من الفريضة كما هو الشأن بالنسبة لحجب إسقاط‪ ،‬وإنما‬
‫ينقص إرثه فقط‪ ،‬فإن هذا النقص أو النقل يتخذ إحدى الصور التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الصورة اﻷولى‪ :‬أن يكون النقل من فرض إلى فرض أقل منه‪:‬‬
‫ويكون لخمسة أشخاص الزوج والزوجة واﻷم وبنت اﻻبن‪ ،‬واﻷخت ﻷب‬
‫ومثاله‪:‬‬
‫‪ -‬نقل الزوج من النصف إلى الربع عند وجود الفرع الوارث‪.‬‬
‫‪ -‬نقل الزوجة من الربع إلى الثمن لوجود الفرع الوارث كذلك‪.‬‬
‫‪ -‬نقل اﻷم من الثلث إلى السدس لوجود الفرع الوارث أو المتعدد من اﻹخوة كيفما‬
‫كانوا أشقاء أو ﻷب أو ﻷم‪.‬‬
‫‪ ‬الصورة الثانية‪ :‬أن يكون النقل من فرض إلى تعصيب أقل منه‪:‬‬
‫كانتقال ذوات النصف أو ذوات الثلثين لكونهن وارثات بالفرض إلى كونهن وارثات‬
‫بالتعصيب بالغير عند وجود المعصب لهن‪.‬‬
‫ومثاله‪:‬‬
‫‪ -‬نقل البنت من النصف في حالة انفرادها إلى التعصيب عند وجود أخيها معها‪.‬‬
‫‪ -‬نقل اﻷخت الشقيقة من النصف كذلك في حالة اﻻنفراد إلى التعصيب في حالة‬
‫وجود أخيها في درجتها‪.‬‬
‫‪ -‬نقل بنت اﻻبن من النصف إلى السدس في حالة وجود بنت واحدة أو المتعدد من‬
‫البنات اثنين فأكثر‪.‬‬
‫‪ ‬الصورة الثالثة‪ :‬أن يكون من تعصيب إلى فرض أقل‪:‬‬
‫كانتقال اﻷب أو الجد من كونهما وارثين بالتعصيب إلى كونوهما وارثين السدس‬
‫فرضا عند عدم وجود الفرع الوارث المذكر‬

‫‪6‬‬
‫ومثاله‪ :‬نقل اﻷب من التعصيب في حالة اﻻنفراد إلى الفرض )السدس( في حالة‬
‫وجوده مع فرع ذكر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد الورثة المشمولين بحجب النقل‬
‫تنص المادة ‪ 359‬من مدونة اﻷسرة على أنه‪" :‬يحجب حجب نقل‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻷم‪ :‬ينقلها من الثلث إلى السدس اﻻبن وابن اﻻبن والبنت وبنت اﻻبن واثنان‬
‫فأكثر من اﻹخوة واﻷخوات سواء كانوا أشقاء أو لﻸب أو لﻸم وارثين أو محجوبين‪.‬‬
‫‪ -2‬الزوج‪ :‬ينقله اﻻبن وابن اﻻبن والبنت وبنت اﻻبن من النصف إلى الربع‪.‬‬
‫‪ -3‬الزوجة‪ :‬ينقلها اﻻبن وابن اﻻبن والبنت وبنت اﻻبن من الربع إلى الثمن‪.‬‬
‫‪ -4‬بنت اﻻبن‪ :‬تنقلها البنت الواحدة من النصف إلى السدس كما تنقل اثنتين فأكثر‬
‫من بنات اﻻبن من الثلثين إلى السدس‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻷخت لﻸب‪ :‬تنقلها الشقيقة من النصف إلى السدس وتنقل اثنتين فأكثر من‬
‫الثلثين إلى السدس‪.‬‬
‫‪ -6‬اﻷب‪ :‬ينقله اﻻبن وابن اﻻبن من التعصيب إلى السدس‪.‬‬
‫‪ -7‬الجد‪ :‬عند عدم اﻷب ينقله اﻻبن وابن اﻻبن من التعصيب إلى السدس‪.‬‬
‫‪ -8‬البنت وبنت اﻻبن‪ ،‬واﻷخت الشقيقة واﻷخت لﻸب ينقل كل واحدة منهن فأكثر‬
‫أخوها عن فرضها ويعصبها‪.‬‬
‫‪ -9‬اﻷخوات الشقائق واﻷخوات لﻸب تعصبهن البنت فأكثر أو بنت اﻻبن فأكثر‬
‫فتنقلهن من الفرض إلى التعصيب"‪.‬‬
‫من خﻼل هذه المادة يمكن تقسيم الورثة المشمولين بحجب النقل إلى ثﻼث مجموعات‬
‫وهي على التوالي‪:‬‬
‫‪ ‬المجموعة اﻷولى‪ :‬حجب النقل من الفرض إلى الفرض‬
‫يتعلق اﻷمر هنا بمن ذكرتهم المدونة في الفقرات ‪ 1‬إلى ‪ 5‬من المادة ‪ 359‬وهم‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷم‪ :‬ينقلها من فرض الثلث إلى السدس اﻻبن‪ ،‬وابن اﻻبن‪ ،‬والبنت‪ ،‬وبنت اﻻبن‪،‬‬
‫واثنان فأكثر من اﻹخوة واﻷخوات‪ ،‬سواء كانوا أشقاء أو ﻷب أو ﻷم‪ ،‬ثم إن اﻹخوة يحجبون‬
‫اﻷم من الثلث إلى السدس ولو كانوا محجوبين‪ ،‬فمن ترك أما وأبا وأخوين شقيقين أو ﻷب‬

‫‪7‬‬
‫أو ﻷم‪ ،‬فﻼ شيء لﻸخوين لحجبهما باﻷب‪ ،‬ومع ذلك يحجبان اﻷم من الثلث إلى السدس‪،‬‬
‫فتأخذ اﻷم السدس فرضا‪ ،‬واﻷب الباقي تعصيبا‪.‬‬
‫‪ -‬الـــزوج‪ :‬ينقله من النصف إلى الربع‪ ،‬اﻻبن وابنه والبنت وبنت اﻻبن‪.‬‬
‫‪ -‬الـزوجــة‪ :‬ينقلها من فرض الربع إلى الثمن‪ ،‬نفس اﻷشخاص الذين ينقلون الزوج‬
‫من النصف إلى الربع‪.‬‬
‫‪ -‬بنت اﻻبن‪:‬‬
‫تنقلها عند اتحادها من فرض النصف إلى فرض السدس‪ ،‬البنت‪ ،‬وعند تعددها تنقلها‬
‫البنت أيضا من فرض الثلثين إلى فرض السدس‪.‬‬
‫‪ ‬المجموعة الثانية‪ :‬حجب النقل من التعصيب إلى الفرض‬
‫يتعلق اﻷمر بمن ذكرتهم المدونة في الفقرتين ‪ 5‬و ‪ 7‬وهما‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷب‪ :‬ينقله من التعصيب إلى فرض السدس‪ ،‬اﻻبن وابنه‪ ،‬فمن ترك أبا وابنا أو ابن‬
‫ابن‪ ،‬فلﻸب السدس فرضا‪ ،‬والباقي لﻼبن أو ابن اﻻبن تعصيبا‪ ،‬لتقدم البنوة وبنوتها في‬
‫التعصيب على جهة اﻷبوة‪.‬‬
‫‪ -‬الجد‪ :‬ينقله من التعصيب إلى فرض السدس‪ ،‬اﻻبن وابنه‪ ،‬لتقدم البنوة وبنوتها في‬
‫التعصيب على الجدودة‪.‬‬
‫‪ ‬المجموعة الثالثة‪ :‬حجب النقل من الفرض إلى التعصيب‬
‫يتعلق اﻷمر هنا بالورثة المتبقين في المادة ‪ 359‬وهم‪ :‬البنت وبنت اﻻبن واﻷخت‬
‫الشقيقة واﻷخت ﻷب‪ ،‬سواء كن متحدات أو متعددات‪ ،‬سنقل كل واحدة منهم فأكثر أخوها‬
‫من الفرض إلى التعصيب‪ ،‬كما تعصب اﻷخوات الشقيقات واﻷخوات ﻷب البنت فأكثر أو‬
‫بنت اﻻبن فأكثر‪.‬‬
‫ويضاف إلى هذا الذي اقتصرت عليه المدونة‪ ،‬أن اﻷخت الشقيقة واﻷخت لﻸب‬
‫ينقلهما الجد من الفرض إلى التعصيب‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ‬
‫الﳫية اﳌتعددة التخصصات ‪ -‬زة‪-‬‬

‫ذة‪ .‬اب س ام ل مـــــي‬


‫شعبة القانون و ق صاد‬
‫مس القانون اﳋاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفو ﲔ ) ٔ ‪ -‬ب(‬
‫و دة اﳌواريث واﳊقوق اﳌالية‬

‫ﳏ ـ ـاضـ ـرات ف ـي اﳌواريث‬


‫)اﶈاضرة الع ــاشـ ــرة(‬

‫السنة اﳉامعية‪2020-2019 :‬‬


‫اﶈـ ـ ـور الﺜاﻣ ـﻦ‪ :‬العول ﰲ الﻔراﺋﺾ والرد ﻋﻠﻰ الورﺛﺔ‬

‫دراسة هذا المحور ستتم من خﻼل تقسيمه إلى مبحثين المبحث اﻷول )العول في‬
‫الفرائض(‪ ،‬والمبحث الثاني )الرد على الورثة‪(.‬‬

‫اﳌﺒﺤ ـث اﻷول‪ :‬العـ ـول فـ ـي الﻔـ ـراﺋـ ـ ـﺾ‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻌـ ـﺮﻳـ ـ ـﻒ اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮل‬


‫العول لﻐﺔ‪ :‬مصدر عال يعول بمعنى زاد وارتفع‪ ،‬ويأتي بمعنى الجور والظلم‪ ،‬ومنه‬
‫قوله تعالى‪" :‬ذلك أدنى أﻻ تعولوا"‪ ،1‬أي تظلموا وتجوروا‪.‬‬
‫والعول اصطﻼحا هو الزيادة في السهام والنقص في اﻷنصبة‪ .‬بعبارة أخرى زيادة‬
‫مجموع السهام عن أصل المسألة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻷﺻﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮل واﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﻮل‬


‫اﻷصول السبعة المعروفة وهي اﻻثنان‪ ،‬والثﻼثة‪ ،‬واﻷربعة‪ ،‬والستة‪ ،‬والثمانية‪ ،‬واﻹثنا‬
‫عشر‪ ،‬واﻷربعة والعشرون‪.‬‬
‫وهذه اﻷصول منها ما ﻻ يدخله العول وهي أربعة‪ :‬اﻻثنان والثﻼثﺔ واﻷربعﺔ والثمانيﺔ‪.‬‬
‫ومنها ما يدخله العول وهي ثﻼثة‪ :‬الستﺔ واﻹثنا عشر‪ ،‬واﻷربعﺔ والعشرون‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓالستﺔ تعول إلى‪ 10 ،9 ،8 ،7 :‬بالزوج والفرد‪.‬‬
‫‪ -‬واﻹثنى عشر تعول إلى‪ 17 ،15 ،13 :‬بالفرد فقط‪.‬‬
‫‪ -‬واﻷربعﺔ والعشرين تعول مرة واحدة إلى ‪.27‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سورة النساء‪ ،‬اﻵية ‪.3‬‬

‫‪2‬‬
‫أﻣﺜﻠ ـ ـ ـ ـ ـﺔ ﺗﻄﺒﻴ ـ ـﻘـ ـﻴ ـﺔ ﻟﻠ ـﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮل‪:‬‬
‫‪ ‬الستﺔ )‪ (6‬تعول أربع مرات إلى )‪.(10 ،9 ،8 ،7‬‬
‫مثال‪ :‬عول الستﺔ إلى سبعﺔ‬
‫‪ -‬هلكﺖ عن زوج وأخﺖ شقيقﺔ وأخﺖ ﻷم‪ ،‬للزوج النصف‪ ،‬وللشقيقة النصف‪ ،‬ولﻸخت‬
‫لﻸم السدس فأصلها من ستة وعالت إلى سبعة وعملها كما يلي‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 1/2‬زوج‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 1/2‬أخت شقيقة‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 1/6‬أخت ﻷم‬

‫‪ -‬هلكﺖ عن زوج وأختين شقيقتين‪ ،‬للزوج النصف لعدم وجود الفرع الوارث‪،‬‬
‫وللشقيقتين الثلثان ﻻنفرادهما عن الشقيق وعن الفرع الوارث‪ ،‬أصل المسألة من ستة وعالت‬
‫إلى سبعة‪ ،‬وعملها كما يلي‪:‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪1/2‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أختين شقيقتين‬ ‫‪2/3‬‬

‫مثال‪ :‬عول الستﺔ إلى ثمانيﺔ‬


‫‪ -‬هلكﺖ هالكﺔ عن زوج وأم وأخﺖ شقيقﺔ )وتسمى هذه المسألة المباهلة(‪ ،‬للزوج في‬
‫نصفه )‪ 3‬أسهم( ولﻸم في ثلثها )‪ 2‬سهمان(‪ ،‬ولﻸخت الشقيقة في نصفها )‪ 3‬أسهم(‪ .‬فأصل‬
‫مسألتهم من ستة وعالت إلى ‪ ،8‬وعملها كما يلي‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪1/2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪1/3‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫‪1/2‬‬

‫‪3‬‬
‫مثال‪ :‬عول الستﺔ إلى تسعﺔ‬
‫‪ -‬هلكﺖ هالكﺔ عن زوج وأختين ﻷب وأختين ﻷم‪ ،‬للزوج في نصفه )‪ 3‬أسهم(‪ ،‬ولكل‬
‫أخت ﻷب )سهمان(‪ ،‬ولكل أخت ﻷم )سهم واحد(‪ ،‬فأصل مسألتهم من ستة وعالت إلى تسعة‪،‬‬
‫وعملها كما يلي‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪1/2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أخت ﻷب‬ ‫‪2/3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أخت ﻷب‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخت ﻷم‬ ‫‪1/3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخت ﻷم‬

‫مثال‪ :‬عول الستﺔ إلى عشرة‬


‫‪ -‬هلك هالك عن زوج وأختان شقيقتان وإخوة ﻷم‪ ،‬للزوج النصف هي ‪ ،1/2‬ولﻸختين‬
‫الشقيقتين الثلثان ‪ ،3/2‬ولﻸم السدس ‪ ،1/6‬ولﻺخوة لﻸم الثلث ‪.1/3‬‬
‫أصل المسألة من ستة للزوج منها ‪ ،3‬ولﻸختين الشقيقتين ‪ ،4‬ولﻸم ‪ ،1‬ولﻺخوة لﻸم ‪.2‬‬
‫فأصبح المجموع ‪ 10‬بدل ‪ .6‬وعملها كما يلي‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوج‬ ‫‪1/2‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫‪3/2‬‬
‫أخت شقيقة‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪1/6‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اﻹخوة ﻷم‬ ‫‪1/3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬اﻹثنى عشر تعول ثﻼث مرات إلى )‪.(17 ،15 ،13‬‬
‫مثال‪ :‬عول الثني عشر إلى ثﻼثﺔ عشر‬
‫‪ -‬هلك عن زوجﺔ وأختان ﻷب‪ ،‬وأخ ﻷم‪ ،‬فللزوجة الربع‪ ،‬ولﻸختين ﻷب الثلثان‪ ،‬ولﻸخ‬
‫لﻸم السدس‪ .‬فأصلها من اثني عشر وتعول إلى ثﻼثة عشر‪ ،‬وعملها كما يلي‪:‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪1 /4‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أخت ﻷب‬ ‫‪2 /3‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أخت ﻷب‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أخ ﻷم‬ ‫‪1 /6‬‬

‫مثال‪ :‬عول اﻹثني عشر إلى خمسﺔ عشر‬


‫‪ -‬هلكﺖ عن زوج وبنﺖ وبنﺖ ابن وأم وأب‪ ،‬للزوج الربع لوجود فرع الوارث وللبنت‬
‫النصف‪ ،‬ولبنت اﻻبن السدس‪ ،‬ولﻸم السدس‪ ،‬ولﻸب السدس‪ ،‬أصل المسألة من اثني عشر‬
‫وتعول إلى خمسة عشر‪ ،‬وعملها كما يلي‪:‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 1/4‬زوج‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 1/2‬بنت‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1/6‬بنت ابن‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1/6‬أم‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 1/6‬أب‬

‫مثال‪ :‬عول اﻻثنين عشر إلى سبعﺔ عشر‬


‫‪ -‬هلك هالك عن زوجﺔ وأختين ﻷب وأخوين ﻷم وأم‪ ،‬للزوجة الربع ولﻸختين ﻷب‬
‫الثلثان‪ ،‬ولﻸخوين ﻷم الثلث‪ ،‬ولﻸم السدس‪ ،‬أصل المسألة من اثني عشر وتعول إلى سبعة‬
‫عشر‪ ،‬وعملها كما يلي‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪1/4‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أختين ﻷب‬ ‫‪2/3‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أخوين ﻷم‬ ‫‪1/3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أم‬ ‫‪1/6‬‬

‫‪ ‬عول اﻷربعﺔ والعشرين )‪ (24‬إلى سبعﺔ وعشرين )‪ (27‬مرة واحدة‪.‬‬


‫مثال‪ :‬هلك هالك عن زوجﺔ وأم وأب وبنتان‪.‬‬
‫للزوجة الثمن )‪ ،(1/8‬ولﻸم السدس )‪ ،(1/6‬ولﻸب السدس )‪ ،(1/6‬وللبنتين الثلثان‬
‫)‪.(3/2‬‬
‫أصل المسألة من ‪ ،24‬للزوجة منها ‪ ،3‬ولﻸم منها ‪ ،4‬ولﻸب منها ‪ ،4‬وللبنتين )‪(16‬‬
‫ومجموع اﻷنصبة ‪ 27‬بدل ‪ ،24‬وعملها كما يلي‪:‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 1/8‬زوجة‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 1/6‬أب‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪ 1/6‬أم‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ 2/3‬بنت‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫بنت‬

‫وتسمى هذه المسألة بالمنبرية‪ ،‬ﻷن عليا بن أبي طالب رضي ﷲ عنه أفتى فيها وهو‬
‫على المنبر يخطب‪ ،‬فقال في نصيب الزوجة‪" :‬صار ثمنها تسعا نظرا لدخول العول على‬
‫نصيبها اﻷصلي إذ صار نصيبها ‪ 3‬من ‪ ،27‬وهو يمثل التسع ﻻ الثمن الحقيقي من ‪ ."24‬وقد‬
‫أشارت مدونة اﻷسرة على هذه المسألة في المادة ‪ 368‬بنصها على أنه‪" :‬إذا اجتمعﺖ زوجﺔ‬
‫وبنتان وأبوان صحﺖ ﻓريضتهم من أربعﺔ وعشرين وتعول إلى سبعﺔ وعشرين للبنتين‬
‫الثلثان ‪ ،-16-‬ولﻸبوين الثلث ‪ ،-8-‬وللزوجﺔ الثمن ‪ ،-3-‬ويصير ثمنها تسعا"‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫اﳌﺒﺤـ ـث الﺜ ـ ـاﻧ ـ ـي‪ :‬الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرد‬
‫الرد لﻐة‪ :‬العود والرجوع والصرف‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪" :‬ورد ﷲ الذين كفروا‬
‫بﻐيظهم"‪ ،2‬أي أعادهم أذلة مقهورين من غزوة اﻷحزاب‪ .‬وقال تعالى حكاية عن سيدنا‬
‫موسى ومعه فتاه‪" :‬ﻓارتدا على آثارهما قصصا"‪ ،3‬أي عادا ورجعا‪ .‬وجاء في الدعاء‪" :‬اللهم‬
‫رد عنا كيد المعتدين"‪ ،‬أي ﷲ اصرف عنا كيدهم ومكرهم وعدوانهم‪.‬‬
‫والرد في اصطﻼح الفرضيين‪ :‬نقص ﻓي عدد السهام ﻓي أصل المسألﺔ‪ ،‬وزيادة ﻓي‬
‫المقادير‪ ،‬فهو عكس العول الذي هو زيادة في السهام ونقص في المقادير‪.‬‬
‫وبيان ذلك أنه إذا زادت التركة بعد إعطاء أصحاب الفروض ما يستحقونه من السهام‬
‫ولم يكن ثمة عاصب‪ ،‬إذ أن العصبة يأخذون الباقي عن ذوي الفروض‪ ،‬فإننا نرد هذا الزائد‬
‫إلى أصحاب الفروض الموجودين في المسألة كل بنسبة سهامه‪ ،‬وهذا هو مذهب سيدنا عثمان‬
‫بن عفان رضي ﷲ عنه‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه مدونة اﻷسرة في الفقرة اﻷخيرة من المادة ‪ 349‬بقولها‪" :‬تتولى‬
‫السلطﺔ المكلفﺔ بأمﻼك الدولﺔ حيازة الميراث‪ ،‬ﻓإذا وجد وارث واحد بالفرض رد عليه‬
‫الباقي‪ ،‬وإذا تعدد الورثﺔ بالفرض ولم تستﻐرق الفروض التركﺔ رد عليهم الباقي حسب‬
‫نسبهم ﻓي اﻹرث"‪.‬‬

‫وﻻ يمكن أن يصادف الرد في مسألة إرثية إﻻ إذا تحققت ثﻼثة شروط‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود صاحب ﻓرض ﻓي المسألﺔ‪.‬‬


‫‪ -2‬عدم وجود عاصب حتى ولو كان يرث بالفرض أيضا كاﻷب والجد العصبي مع‬
‫الفرع الوارث اﻷنثى‪.‬‬
‫‪ -3‬بقاء ﻓائض من السهام بعد أخذ أصحاب الفروض سهامهم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬سورة اﻷحزاب‪ ،‬اﻵية ‪.25‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬سورة الكهف‪ ،‬اﻵية ‪.64‬‬

‫‪7‬‬
‫وعلى هذا إذا كان في المسألة وارث بالفرض أو متعدد من الورثة بالفرض وزادت‬
‫عما يأخذونه ولم يكن هناك عاصب تعين الرد على هؤﻻء الورثة‪.‬‬
‫وطريقة العمل في هذه الحالة أن نستخرج أصل الفريضة كما في اﻷحوال العادية‪ ،‬فإن‬
‫بقي شيء نصرف عنه النظر‪ ،‬ثم نعود لنجمع أنصبة الورثة‪ ،‬ونعتبر هذا المجموع هو أصل‬
‫الفريضة الجديد‪.‬‬

‫أﻣﺜـ ـﻠـ ـ ـ ـ ـﺔ ﺗﻄﺒﻴـ ـﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ ﻟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮد‪:‬‬


‫مثال ‪ :1‬من مات وترك أما وبنتين‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪1 /6‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2 /3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بنت‬

‫توﺿيﺢ‪ :‬لﻸم السدس لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللبنتين الثلثان لتعددها وانفرادهما عن‬
‫اﻻبن‪ .‬أصل المسألة من )‪ (6‬وعالت إلى )‪.(5‬‬
‫مثال ‪ :2‬من مات وترك زوجﺔ وأخوين ﻷم وأخﺖ ﻷم‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪1 /4‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أخ ﻷم‬ ‫‪1 /3‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪/‬‬ ‫أخ ﻷم‬
‫‪4‬‬ ‫‪/‬‬ ‫أخت ﻷم‬

‫توﺿيﺢ‪ :‬للزوجة الربع لعدم وجود الفرع الوارث‪ ،‬ولﻺخوة لﻸم الثلث لتعددهم‬
‫وانفرادهم عن اﻷب وعن الجد لﻸب وعن وصلد الصلب وولد اﻻبن ذكرا كان أو أنثى‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أصل الفريضة )‪ (12‬لوجود تباين بين مقامي الزوجة ‪ 1/4‬واﻹخوة لﻸم ‪ ،1/3‬للزوجة‬
‫ربعها )‪ ،(3‬ولﻺخوة لﻸم ثلثها )‪ ،(4‬وأصل الفريضة )‪ (12‬لوجود تباين بين )‪ (4‬و)‪ (3‬إذن‬
‫نضرب ‪ 3 × 4‬والناتﺞ ‪.12‬‬
‫أصل المسألة من )‪ (12‬وردت إلى )‪ ،(7‬وعدد رؤوس اﻹخوة )‪ (3‬وهم شركاء في‬
‫)‪ ،(4‬و)‪ (4‬ﻻ تقبل القسمة على عدد رؤوس اﻹخوة لﻸم‪ ،‬نصحح المسألة بضرب عدد‬
‫رؤوس اﻹخوة )‪ (3‬في أصل المسألة بعد الرد )‪ .21 = 3 × 7 ،(7‬للزوجة ‪،9 = 3 × 3‬‬
‫ولﻺخوة لﻸم ‪ ،12 = 3 × 4‬لكل واحد منهم )‪.(4‬‬
‫مثال ‪ :3‬هلك وهالك عن بنﺖ‪ ،‬أم‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪1/6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫بنت‬ ‫‪1/2‬‬

‫توﺿيﺢ‪ :‬لﻸم السدس لوجود الفرع الوارث‪ ،‬وللبنت النصف ﻻنفرادها عن ولد الصلب‬
‫ذكرا كان أو أنثى‪ .‬أصل المسألة )‪ (6‬وردت إلى )‪ ،(4‬لﻸم سدسها )‪ ،(1‬وللبنت نصفها )‪.(3‬‬
‫مثال ‪ :4‬هلكﺖ عن بنﺖ ابن وزوج‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪1/4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫‪1/2‬‬

‫توﺿيﺢ‪ :‬للزوج الربع لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولبنت اﻻبن النصف ﻻنفرادها عن ولد‬
‫الصلب وعن ابن اﻻبن في درجتها‪ .‬أصل المسألة )‪ (4‬وعالت إلى )‪ ،(3‬للزوج ربعها )‪،(1‬‬
‫ولبنت اﻻبن نصفها )‪.(2‬‬

‫‪9‬‬
‫امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ‬
‫الﳫية اﳌتعددة التخصصات ‪ -‬زة‪-‬‬

‫ذة‪ .‬اب س ام ل مـــــي‬


‫شعبة القانون و ق صاد‬
‫مس القانون اﳋاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفو ﲔ ) ٔ ‪ -‬ب(‬
‫و دة اﳌواريث واﳊقوق اﳌالية‬

‫ﳏ ـ ـاضـ ـرات ف ـي اﳌواريث‬


‫)اﶈاضرة اﳊاديـ ـ ـة عشرة(‬

‫السنة اﳉامعية‪2020-2019 :‬‬


‫اﶈــور اﻟﺴــادس‪ :‬ﺗـﺄﺻﻴ ـﻞ اﳌـﺴاﺋ ـﻞ اﻹرﺛﻴ ـ ـة‬
‫سنتحدث في هذا المحور عن الجانب التطبيقي أو العملي في علم المواريث لكونه يعين‬
‫على معرفة كيفية استخراج اﻷنصبة النهائية لكل وارث‪ .‬ولﻺحاطة بجوانب هذا المحور‬
‫نخصﺺ )المبحث اﻷول( للحديث عن تأصيل المسألة‪ ،‬و)المبحث الثاني( نتعرض فيه لكيفية‬
‫التأصيل‪.‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤـ ـ ـ ــﺚ اﻷول‪ :‬ﺗ ـﺄﺻﻴ ـ ـﻞ اﻟﻤﺴ ـ ـ ــﺄﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬


‫المسألة هي مجموعة من الورثة اشتركوا في تركة واحدة‪ ،‬وتسمى أيضا الفريضة‪،‬‬
‫وتأصيلها يعني وضع أصل لها‪.‬‬
‫والمراد بأصل المسألة أقل عدد يقبل القسمة على مقام كل فرض موجود فيها‪ ،‬أو على‬
‫عدد عصبتها إذا لم يكن فيها صاحب فرض‪ ،‬بعبارة أخرى أصل المسألة هو‪ :‬أقل عدد تخرج‬
‫منه سهام المسألة بﻼ كسر‪.‬‬
‫وجملة أصول المسائل سبعة‪ ،2 ،‬و‪ ،3‬و‪ ،4‬و‪ ،6‬و‪ ،8‬و‪ ،12‬و‪ ،24‬فلو كان أصل المسألة‬
‫من غير هذه اﻷعداد فاعلم أنه غير صحيح‪.‬‬
‫وسميت أصوﻻ‪ ،‬ﻷنها أقل عدد تؤخذ منه السهام‪ ،‬اتحدت أو تعددت‪ ،‬فاﻻثنان أقل عدد‬
‫يؤخذ من النصف‪ ،‬والثﻼثة أقل يؤخذ منه الثلث‪ ،‬واﻷربعة أقل عدد يؤخذ منه الربع‪ ،‬والستة‬
‫أقل عدد يؤخذ منه السدس‪ ،‬والثمانية أقل عدد يؤخذ منه الثمن‪ ،‬هذا إذا اتحدت السهام أو‬
‫تعددت وشملها مقام واحد كما في اجتماع نصفين حيث يكون أصل المسألة ذلك المقام أي‬
‫اثنان وهكذا‪.‬‬
‫أما إذا تعددت السهام‪ ،‬ولم يشملها مقام واحد‪ ،‬فﻼبد من استخراج أقل عدد تؤخذ منه‬
‫السهام المتعددة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤـ ـﺚ اﻟﺜ ـ ـﺎﻧ ـ ـ ـﻲ‪ :‬ﻛﻴﻔﻴ ـ ـ ـﺔ اﻟﺘﺄﺻﻴ ـ ـ ـ ـﻞ‬

‫يتم تأصيل الفريضة بتحديد عدد اﻷسهم التي تتكون منها التركة‪ ،‬وتعيين كم من سهم‬
‫يستحقه كل وارث من تلك اﻷسهم‪ ،‬وعليه فإننا عند توزيع التركة على الورثة نقوم بقسمة‬
‫التركة على أصل الفريضة‪ ،‬فنحصل بذلك على قيمة سهم واحد فﻼ يبقى لنا بعد ذلك إﻻ أن‬
‫نضرب قيمة سهم واحد في عدد اﻷسهم التي يستحقها كل وارث لنعرف نصيبه من التركة‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا كان الورثة كلهم ذكورا‪ ،‬كان أصل الفريضة هو عدد رؤوسهم‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ - :‬من مات وترك ثﻼثة أبناء فقط‪ ،‬فأصل المسألة من ثﻼث ويكون تأصيلها‬
‫على الشكل اﻵتي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫ع‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫ابن‬

‫‪ -‬من مات وترك أربعة أبناء وكلهم ذكورا‪ ،‬فكل واحد منهم ربع المال‪ ،‬فأصل المسألة‬
‫من أربعة عدد رؤوسهم كما في الجدول‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫ابن‬

‫‪ ‬إذا كان الورثة عاصبين ذكورا وإناثا‪ ،‬فإن أصل الفريضة من عدد رؤوسهم للذكر‬
‫مثل حظ اﻷنثيين‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬هلك عن ابنين وبنتين‪ ،‬فأصل المسألة من ستة عدد سهامهم للذكر مثل حظ‬
‫اﻷنثيين كما في الجدول‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪6‬‬
‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬

‫‪ ‬إذا كان في المسألة صاحب فرض واحد والباقي عصبة‪ ،‬فالمسألة تكون من مقام‬
‫ذلك الفرض‪ ،‬وهو العدد الذي أخذ من الفرض‪ ،‬فيعطى منه لصاحب الفرض نصيبه والباقي‬
‫للعاصب‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬هلك عن زوج وبنت وابن للزوج الربع‪ ،‬فأصل المسألة من أربعة للزوج‬
‫واحد وبقي الثﻼثة مقسمة على اﻻبن والبنت للذكر مثل حظ اﻷنثنين‪ ،‬اثنان لﻼبن وواحد للبنت‬
‫وهذا ما يوضحه هذا الجدول‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ 1/4‬زوج‬
‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬
‫‪ ‬وإذا كان في المسألة عصبة مع متعدد من ذوي الفروض‪ ،‬هنا يجب النظر بين‬
‫المقامات باﻷنظار اﻷربعة وهي‪ :‬التماثل‪ ،‬والتداخل‪ ،‬والتوافق‪ ،‬والتباين‪ .‬وسنعمل على‬
‫توضيح ذلك معززا باﻷمثلة التطبيقية‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬التمــاثـــل‬
‫التماثل عبارة عن مساواة عدد ﻵخر كالعدد ‪ 2‬مع ‪ ،2‬و‪ 3‬مع ‪ 3‬إلى آخره يكتفى‬
‫بأحدهما ويكون هو أصل المسألة‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ - :‬هلكت زوجة عن زوج وأخت شقيقة‪ ،‬للزوج النصف مقامه اثنان )‪(2‬‬
‫وللشقيقة النصف كذلك مقامه اثنان )‪ ،(2‬وبين اثنان واثنان تماثل ولذلك نكتفي بأحدهما‬
‫ونجعله أصﻼ للفريضة‪ ،‬وتكون على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫في هذه الفريضة هناك تماثل في المقامين‬
‫‪1‬‬ ‫‪ 2/1‬زوج‬
‫نكتفي بأحدهما ونجعله أصﻼ للمسألة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ 2/1‬أخت شقيقة‬

‫‪ -‬هلك هالك عن أب وأم وابن‪ ،‬لﻸب السدس لوجود الفرع الوارث مقامه ستة )‪،(6‬‬
‫ولﻸم السدس مقامه ستة )‪ ،(6‬وبين المقام اﻷول والمقام الثاني نجد أن هناك تماثل‪ ،‬ولذلك‬
‫نكتفي بأحدهما ونجعله أصﻼ للمسألة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫في كل من الفريضتين هناك تماثل بين‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 1/6‬أب‬
‫مقامين‪ :‬نكتفي بأحدهما أصﻼ للفريضة‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 1/6‬أم‬
‫‪1‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬

‫ثـانيـا‪ :‬التـداخــل‬
‫التداخل عبارة عن عددين أحدهما أكبر واﻵخر أصغر‪ ،‬حيث اﻷكبر يقبل القسمة على‬
‫اﻷصغر‪ ،‬فنكتفي باﻷكبر عن اﻷصغر ونجعله أصﻼ للمسألة‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ - :‬هلك هالك عن زوج وبنت وشقيقة‪ ،‬للزوج الربع مقامه أربعة‪ ،‬وللبنت‬
‫النصف مقامه اثنان‪ ،‬والنسبة بين اﻻثنين واﻷربعة التداخل فيكتفى بأكبرهما وهو اﻷربعة‬
‫ونجعله أصﻼ للفريضة‪ ،‬ويعطى منها للزوج الربع واحد‪ ،‬وللبنت النصف اثنان‪ ،‬والباقي‬
‫تأخذه اﻷخت الشقيقة تعصيبا‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫العدد أربعة يقبل القسمة على اثنين فهو أكبر‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 4/1‬زوج‬
‫منه لذلك نكتفي به ونجعله أصﻼ للمسألة‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 2/1‬بنت‬
‫‪1‬‬ ‫ع شقيقة‬

‫‪ -‬هلك هالك عن زوجة وبنت وأخ شقيق وأخت شقيقة‪ ،‬للزوجة الثمن لوجود الفرع‬
‫الوارث‪ ،‬وللبنت النصف ﻻنفرادها عن ولد الصلب‪ ،‬وللشقيقين الباقي بالتعصيب‪ ،‬مقام فرض‬

‫‪5‬‬
‫اﻷولى ثمانية )‪ ،(8‬ومقام فرض الثانية اثنان )‪ ،(2‬وهما متداخﻼن‪ ،‬فيكون أصل هذه المسألة‬
‫ثمانية )‪ (8‬وهو أكبر المقامين‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ 8/1‬زوجة‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 2/1‬بنت‬
‫‪2‬‬ ‫أخ‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫أخت شقيقة‬

‫ثالثــــا‪ :‬التــوافــق‬
‫هو عبارة عن عددين أكبر وأصغر‪ ،‬ﻻ ينقسم أكبرهما على أصغرهما قسمة صحيحة‪،‬‬
‫ولكنهما يتفقان في بعض النسب الكسرية‪ ،‬كالستة واﻷربعة‪ ،‬والحكم فيه أن أصل الفريضة‬
‫يكون بضرب وفق أحدهما في كامل اﻵخر‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ - :‬هلك هالك عن زوج وأم وثﻼثة أبناء وبنت‪ ،‬للزوج الربع مقامه أربعة‪،‬‬
‫ولﻸم السدس مقامه ستة‪ ،‬والنسبة بين المقامين التوافق بالنصف‪ ،‬فيضرب نصف أحدهما في‬
‫كامل اﻵخر‪ ،‬والخارج هو اثنى عشر يجعل أصﻼ للمسألة‪ ،‬ويعطى منه للزوج الربع ثﻼثة‪،‬‬
‫ولﻸم السدس اثنان‪ ،‬وبقيت سبعة لﻸوﻻد للذكر مثل حظ اﻷنثيين‪ ،‬لكل ابن اثنان وللبنت واحد‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 1/4‬زوج‬
‫‪2‬‬ ‫‪ 1/6‬أم‬
‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫‪2‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬
‫‪2‬‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬هلك هالك عن زوجة وأم وابن‪ ،‬للزوجة الثمن لوجود الفرع الوارث‪ ،‬ولﻸم السدس‬
‫ولﻼبن ما بقي تعصيبا‪ ،‬بين الثمانية والستة مقامي فرض الزوجة واﻷم التوافق‪ ،‬للحصول‬
‫على أصل المسألة نضرب وفق أحد المقامين في كامل اﻵخر‪ ،‬فيكون أصل الفريضة هو ‪.24‬‬
‫‪24‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 8/1‬زوجة‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 6/1‬أم‬
‫‪17‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬

‫رابعـــا‪ :‬التبايــن‬
‫التباين أو التخالف عبارة عن عددين أكبر وأصغر‪ ،‬ﻻ ينقسم أكبرهما على أصغرهما‬
‫قسمة صحيحة‪ ،‬وﻻ يتفقان في أي نسبة كسرية‪ ،‬كالعددين ‪ 3‬و ‪ ،4‬والحكم هنا هو ضرب‬
‫أحدهما في اﻷخر‪ ،‬وما تحصل نجعله أصﻼ للمسألة‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ - :‬هلك زوجة عن زوج وأم وأخ شقيق‪ ،‬للزوج النصف‪ ،‬مقامه اثنان )‪،(2‬‬
‫ولﻸم الثلث‪ ،‬مقامه ثﻼثة )‪ ،(3‬ولﻸخ الشقيق ما بقي تعصيبا‪ .‬والنسبة بين المقامين هنا هي‬
‫التباين‪ ،‬ولذلك نضرب أحدهما في اﻵخر‪ ،‬فيكون الخارج هو ستة )‪ (6‬نجعله أصﻼ للمسألة‪،‬‬
‫فيعطى منه للزوج النصف )‪ ،(3‬ولﻸم الثلث )‪ ،(2‬والباقي واحد يأخذه اﻷخ الشقيق تعصيبا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 1/2‬زوج‬
‫‪2‬‬ ‫‪ 1/3‬أم‬
‫‪1‬‬ ‫أخ شقيق‬ ‫ع‬

‫‪ -‬هلك هالك عن زوجة وأم وأخ شقيق‪ ،‬للزوجة الربع مقامه أربعة )‪ ،(4‬ولﻸم الثلث‬
‫مقامه ثﻼثة )‪ ،(3‬والنسبة بين المقامين التخالف فيضرب كامل الثﻼثة في كامل اﻷربعة‬
‫والخارج اثنى عشر يجعل أصﻼ للفريضة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪12‬‬
‫‪03‬‬ ‫‪ 1/4‬زوجة‬
‫‪04‬‬ ‫‪ 1/3‬أم‬
‫‪05‬‬ ‫أخ شقيق‬ ‫ع‬

‫وهذه اﻷنظار اﻷربعة )التماثل‪ ،‬التداخل‪ ،‬التوافق‪ ،‬التباين( هي نفسها نستعملها في حالة‬
‫وجود ثﻼثة فروض في المسألة حيث نأخذ فرضين‪ ،‬ونطبق على مقاميهما المقتضيات‬
‫السابقة‪ ،‬والناتج ﻻ نجعله أصﻼ للمسألة‪ ،‬وإنما نعتبره كمقال فرض واحد‪ ،‬ونقارن بينه وبين‬
‫الفرض الثالث بنفس المقتضيات‪ ،‬وهكذا العمل في حالة وجود أربعة فروض‪.‬‬
‫ونشير في اﻷخير إلى أنه قد يكون بين العددين تداخل وتوافق كما بين اﻻثنين‬
‫واﻷربعة‪ ،‬وهنا سواء قلنا )تداخل( واعتبرنا أكبرهما‪ ،‬أو قلنا )توافق( واعتبرنا خارج ضرب‬
‫وفق أحدهما في اﻵخر‪ ،‬فالنتيجة واحدة‪ ،‬ويمكن القول عموما أن كل تداخل هو توافق وليس‬
‫العكس صحيحا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫امعة سيدي ﷴ ن عبد ﷲ‬
‫الﳫية اﳌتعددة التخصصات ‪ -‬زة‪-‬‬

‫ذة‪ .‬اب س ام ل مـــــي‬


‫شعبة القانون و ق صاد‬
‫مس القانون اﳋاص‬
‫الفصل السادس ‪ -‬الفو ﲔ ) ٔ ‪ -‬ب(‬
‫و دة اﳌواريث واﳊقوق اﳌالية‬

‫ﳏ ـ ـاضـ ـرات ف ـي اﳌواريث‬


‫)اﶈاضرة الثانية عشرة(‬

‫السنة اﳉامعية‪2020-2019 :‬‬


‫اﶈور الﺴاﺑﻊ‪ :‬ﺗﺼﺤيﺢ اﳌﺴاﺋﻞ اﻹرﺛية‬
‫إذا كنا في تأصيل المسائل نقوم بتقسيم المسألة على فروضها دون النظر إلى صاحب‬
‫الفرض هل واحدا أم متعددا‪ ،‬حيث إذا فضل شيء يعطى للعاصب سواء كان واحدا أو‬
‫متعددا‪ ،‬فإذا كان واحدا أخذ الباقي عن ذوي الفروض كامﻼ وانتهى اﻷمر‪ ،‬وإذا كان صاحب‬
‫التعصيب متعددا وكان النصيب الباقي مشتركا بين اثنين من العصبة فأكثر قسمناه عليهم‪،‬‬
‫فإذا خرج لكل واحد نصيبه صحيحا صحت المسألة‪ .‬وأما إذا خرج لكل واحد عدد كسري‬
‫تعين علينا إزالة الكسر عن طريق تصحيح المسألة‪.‬‬
‫ولﻺحاطة بجوانب هذا المحور سوف نقف )أوﻻ( على بيان المقصود بتصحيح المسائل‬
‫اﻹرثية‪ ،‬وبعد ذلك نعرج على كيفية تصحيح المسائل )ثانيا(‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻌري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻒ‬


‫التصحيح ﻟﻐﺔ هو إزالة الخطأ أو العيب‪ ،‬واصطﻼحا التصحيح هو التوافق بين سهم‬
‫الوارث وعدد رؤوسه‪ ،‬بحيث ينقسم سهم كل وارث على عدد رؤوسه بﻼ باق‪ .‬وبيان ذلك‪:‬‬
‫أننا إذا استخرجنا أصول المسألة اﻹرثية‪ ،‬وتبين أن نصيب بعض الورثة الذين هم من صنف‬
‫واحد ﻻ ينقسم على عددهم بدون كسر‪ ،‬فيقال في هذه الحالة إن المسألة تحتاج إلى تصحيح‬
‫أي تحتاج إلى تصحيح يجعل أصلها عددا أكبر بحيث تنقسم سهام كل صنف من الورثة على‬
‫عددهم بدون كسر‪.‬‬
‫والمقصود بتصحيح المسألة إذن هو الوصول بها إلى وضع بحيث يقبل كل نصيب‬
‫مشترك فيها القسمة الصحيحة على حيزه‪ ،‬أي على أصحابه المشتركين فيه‪ ،‬فيخرج لكل‬
‫واحد منهم نصيب سالم من الكسر‪ ،‬وعلى هذا فنحن ﻻ نحتاج إلى عملية التصحيح إﻻ عندما‬
‫ﻻ ينقسم النصيب المشترك فيه قسمة صحيحة‪.‬‬
‫فالفريضة المشتملة على النصيب المنكسر تسمى فريضة منكسرة‪ ،‬والفريضة المشتملة‬
‫على السهم الصحيح تسمى فريضة صحيحة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫نيا‪ :‬ﻛيﻔية ﺗﺼﺤيﺢ اﳌﺴاﺋﻞ اﻹرﺛية‬
‫اﻻنكسار إما أن يكون انكسار على حيز واحد‪ ،‬أو على حيزين أو على ثﻼثة أحياز‪،‬‬
‫والمقصود بالحيز هو الفريق صاحب النصيب المشترك‪ ،‬وها النصيب يسمى منكسرا‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻜﺴﺎر ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺰ واﺣﺪ‪:‬‬


‫يقصد بها تلك الحالة التي ﻻ ينقسم فيها نصيب واحد فقط على ورثته‪ ،‬سواء كان‬
‫النصيب فرضا أو تعصيبا‪ ،‬بينما تكون اﻷنصبة الباقية منقسمة على أصحابها‪.‬‬
‫فتصحيح المسألة في هذه الحالة هو مضاعفة المسألة المنكسرة حتى يصل المراد‪،‬‬
‫والطريقة المثلى لمعرفة ما إذا كنا سنضاعفها مرة واحد أو مرتين أو أكثر‪ ،‬هي النظر بين‬
‫الحيز ونصيبه بنظري التوافق والتباين‪ .‬وعليه‪:‬‬
‫أ‪ -‬إما أن يكون بين سهمه وعدد رؤوسه تباين‪ :‬فيضرب عدد الرؤوس في أصل‬
‫المسألة لتصح ويضرب أيضا في سهم الوارث للحصول على سهم يقبل القسمة على عدد‬
‫الرؤوس‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟتباين بين اﻟحيز ونصيبه‬
‫مﺜــــــال ‪ :1‬هلك هاﻟك عن زوجﺔ وبنتين وبنت ابن وابن ابن ابن‬
‫‪) 3‬جزء اﻟسهم(‬
‫تصحيح اﻟمسأﻟﺔ ‪72‬‬ ‫أصل اﻟمسأﻟﺔ ‪24‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫زوجة‬
‫𝟏‬
‫𝟖‬
‫‪48‬‬ ‫‪16‬‬ ‫بنتان‬
‫𝟐‬
‫𝟑‬
‫بنت ابن‬ ‫ع‬
‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬
‫ابن ابن ابن‬

‫توضيح‪ :‬أصل المسألة من ‪ 24‬وبقيت ‪ 5‬منكسرة على عدد رؤوس العصبة‪ ،‬وبين العدد‬
‫والنصيب المشترك ‪ 5‬تباين‪ ،‬وعليه أخذنا عدد الرؤوس )الحيز( وضربناه في أصل المسألة‪،‬‬
‫والخارج هو ‪ ،72‬جعلناه في جامعة ثانية وهو ما صححت منه المسألة‪ ،‬ثم ضربنا ما للزوجة‬
‫‪3‬‬
‫في ‪ ،3‬والحاصل هو ‪ ،9‬وضربنا ما للبنتين في ‪ 3‬والحاصل هو ‪ ،48‬وضربنا ما للعصبة ‪5‬‬
‫× ‪ 3‬والحاصل هو ‪ ،15‬قسمناه بينهما بالتفاضل لبنت اﻻبن ‪ 5‬وﻻبن ابن اﻻبن ‪.10‬‬
‫مﺜــــــال ‪ :2‬هلك هاﻟك عن زوجﺔ وابن وبنت‬
‫‪) 3‬جزء اﻟسهم(‬
‫تصحيح اﻟمسأﻟﺔ ‪24‬‬ ‫أصل اﻟمسأﻟﺔ ‪8‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الزوجة‬
‫𝟏‬
‫𝟖‬
‫‪14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬
‫‪7‬‬ ‫بنت‬

‫توضيح‪ :‬أصل المسألة من ‪ ،8‬للزوجة ثمنها )‪ ،(1‬وبقيت ‪ 7‬منكسرة على عدد رؤوس‬
‫اﻷوﻻد )‪ ،(3‬وبين العدد والنصيب المشترك ‪ 7‬تباين‪ ،‬وعليه أخذنا عدد الرؤوس )الحيز(‬
‫وضربناه في أصل المسألة‪ ،‬والخارج هو ‪ ،24‬جعلناه في جامعة ثانية‪ ،‬وهو ما صحت منه‬
‫المسألة ثم ضربنا ما للزوجة في ‪ 3‬والحاصل هو ‪ 3‬وضربنا ما لﻸوﻻد ‪ 7‬في ‪ 3‬والحاصل‬
‫‪ ،21‬قسمناه بينهما بالتفاضل‪.‬‬
‫ب‪ -‬وإما أن يكون بين سهمه وعدد رؤوسه توافق‪ ،‬فتقسم عدد الرؤوس على القاسم‪،‬‬
‫وخارج القسمة هو جزء السهم‪ ،‬فيضرب في أصل المسألة لو عائﻼ لتصح ويضرب في سهم‬
‫الوارث‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟتوافق بين اﻟحيز ونصيبه‬
‫مﺜـــال‪ :‬هلك هاﻟك عن زوج وابنين وبنتين‬
‫‪) 2‬جزء اﻟسهم(‬
‫تصحيح اﻟمسأﻟﺔ ‪8‬‬ ‫أصل اﻟمسأﻟﺔ ‪4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟزوج‬
‫‪2‬‬ ‫ع ابن‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬

‫‪4‬‬
‫توضيح‪ :‬أصل المسألة من )‪ (4‬لوجود فرض الربع‪ ،‬للزوج ربعها )‪ ،(1‬بقيت ‪ 3‬هي‬
‫نصيب اﻷوﻻد‪ ،‬وجدناها منكسرة على عدد رؤوسهم )‪ ،(6‬وبين الحيز الذي هو ‪ 6‬ونصيبه‬
‫‪ ،3‬توافق باﻟﺜلث‪ ،‬وعليه أخذنا ثلث الحيز ‪ 6‬وهو ‪ 2‬ووضعناه فوق أصل المسألة وضربناه‬
‫فيه‪ ،‬والخارج ‪ ،8‬وضعناه في جامعة ثانية‪ ،‬واعتبرناه العدد الذي صحت منه المسألة‪ ،‬ثم بعد‬
‫ذلك ضربنا ما بيد الزوج ‪ 1‬في ما ضربت فيه المسألة وهو ‪ ، 2‬والخارج وضعناه في جامعة‬
‫التصحيح‪ ،‬وضربنا ما بيد اﻷوﻻد وهو ‪ 3‬أيضا في ما ضربت فيه المسألة‪ ،‬وما خرج وهو ‪6‬‬
‫قسمناه عليهم بالتفاضل‪ ،‬للذكر مثل حظ اﻷنثيين‪.‬‬

‫‪ -2‬ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻜﺴﺎر ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺰﻳﻦ‪:‬‬


‫يقصد بهذه الحالة أن يوجد فريقان من الورثة ﻻ تنقسم عليهما سهامهما سواء كان‬
‫الفريقان معا يرثان بالفرض‪ ،‬أو يرث أحدهما بالفرض واﻵخر بالتعصيب‪.‬‬
‫وتصحح مسائل هذا النوع بالنظر بين أسهم الفريق اﻷول وحيزه بنظري التوافق‬
‫والتباين‪ ،‬ثم النظر بين أسهم الفريق الثاني وحيزه كذلك‪ ،‬وما يتحصل من النظر نضعه وراء‬
‫الحيز وتلك اﻷعداد تسمى الرواجع‪ ،‬ﻷنه يرجع إليها لمعرفة العدد الذي يضرب فيه أصل‬
‫المسألة‪.‬‬
‫ثم ننظر بين هذين الراجعين باﻷنظار اﻷربعة‪:‬‬
‫‪ -‬إن تماثﻼ ضربنا أحدهما في أصل اﻟمسأﻟﺔ وسهامها‪.‬‬
‫‪ -‬وإن تداخﻼ ضربنا أكبرهما في أصل اﻟمسأﻟﺔ وفي سهامها‪.‬‬
‫‪ -‬وإن توافقا أخذنا نصف أحدهما وضربناه في كامل اﻵخر‪ ،‬واﻟناتج نضربه في أصل‬
‫اﻟمسأﻟﺔ وسهامها‪.‬‬
‫‪ -‬وإن تباينا ضربنا أحدهما في اﻵخر واﻟحاصر ضربناه في أصل اﻟمسأﻟﺔ وفي‬
‫سهامها‪.‬‬
‫والناتج لكل ما حصلنا عليه هو جزء السهم فنضربه في أصل المسألة ولو عائﻼ لتصح‪،‬‬
‫ثم نضربه في سهم كل وارث ليحصل على سهمه من غير انكسار‪.‬‬
‫وﻟتوضيح هذه اﻟحاﻟﺔ نقف على بعض اﻟمسائل اﻟتوضيحيﺔ اﻟتطبيقيﺔ تيسيرا ﻟلفهم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬اﻟنسبﺔ بين اﻟرواجع اﻟتماثل‬
‫مﺜـــال ‪ :1‬هلك هاﻟك عن ‪ 4‬زوجات و‪ 4‬أبناء‬

‫‪4‬‬
‫تصحيح اﻟمسأﻟﺔ ‪32‬‬ ‫أصل اﻟمسأﻟﺔ ‪8‬‬ ‫اﻟرواجع‬
‫زوجة‬
‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4‬‬
‫زوجة‬
‫زوجة‬
‫ابن‬
‫‪28‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬ ‫‪4‬‬
‫ابن‬
‫ابن‬

‫توضيح‪ :‬أصل المسألة من )‪ ،(8‬للزوجات ثمنها وهو )‪ ،(1‬وهو ﻻ ينقسم عليهن‪ ،‬وبينه‬
‫وبين عدد رؤوسهن مباينة‪ ،‬فنثبت عدد رؤوسهن ‪ ،4‬ولﻸبناء الباقي ‪ ،7‬وهو ﻻ ينقسم عليهم‬
‫وبين عدد رؤوسهم مباينة‪ ،‬فنثبت عدد رؤوسهم ‪ ،4‬وبين رؤوس الزوجات واﻷبناء مماثلة‬
‫فنضرب أحدهما في أصل المسألة ثم في كل سهم كل وارث‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟنسبﺔ بين اﻟرواجع اﻟتماثل‬
‫مﺜـــال ‪ :2‬هلك هاﻟك عن زوجتين وشقيقين‬

‫‪2‬‬ ‫اﻟرواجع‬
‫تصحيح اﻟمسأﻟﺔ ‪8‬‬ ‫أصل اﻟمسأﻟﺔ ‪4‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجﺔ‬ ‫ز‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫زوجﺔ‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫شقيق‬ ‫ع‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫شقيق‬

‫‪6‬‬
‫توضيح‪ :‬أصل المسألة )‪ ،(4‬للزوجتين ربعها )‪ ،(1‬وهو منكسر عليهما‪ ،‬مخالف لهما‪،‬‬
‫ولذلك وضعنا عددهما )‪ (2‬وراءهما‪ ،‬وبقيت ‪ 3‬للشقيقين منكسرة عليهما‪ ،‬مخالفة لهما‪،‬‬
‫فوضعنا عددهما أيضا )‪ (2‬وراءهما‪ ،‬ثم نظرنا بين الراجعين فوجدنا بينهما تماثﻼ‪ ،‬ولذلك‬
‫اكتفينا بأحدهما ووضعناه فوق أصل المسألة‪ ،‬أي فوق ‪ ،4‬وضربناه فيها‪ ،‬والخارج الذي هو‬
‫‪ ،8‬وضعناه في جامعة ثانية هي جامعة التصحيح‪ ،‬ثم ضربنا اﻷنصبة فيما ضربت فيه‬
‫المسألة أي ‪ ،2‬فقسمنا اﻷنصبة وفق ما هو مبين أعﻼه‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟنسبﺔ بين اﻟرواجع اﻟتوافق‬
‫مﺜــال‪ :‬هلك هاﻟك عن أربع زوجات وابنين وبنتين‬

‫‪12‬‬
‫تصحيح اﻟمسأﻟﺔ ‪96‬‬ ‫أصل اﻟمسأﻟﺔ ‪8‬‬ ‫اﻟرواجع‬
‫‪3‬‬ ‫زوجﺔ‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجﺔ‬ ‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫زوجﺔ‬
‫‪3‬‬ ‫زوجﺔ‬
‫‪28‬‬ ‫ابن‬
‫‪28‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ع ابن‬ ‫‪6‬‬
‫‪14‬‬ ‫بنت‬
‫‪14‬‬ ‫بنت‬

‫توضيح‪ :‬أصل المسألة من )‪ ،(8‬للزوجات ثمنها وهو )‪ ،(1‬منكسر عليهن‪ ،‬مخالف‬


‫لهن‪ ،‬ولذلك وضعن عددهم )‪ (4‬وراءهن‪ ،‬ولﻸوﻻد الباقي وهو ‪ ،7‬منكسرة عليهم‪ ،‬مخالفة‬
‫لهم‪ ،‬وضعنا عددهم )‪ (6‬وراءهم‪ ،‬ثم نظرنا بين الراجعين‪ ،‬أي بين ‪ 4‬و ‪ ،6‬فوجدنا النسبة‬
‫بينهما هي اﻟتوافق باﻟنصف‪ ،‬فضربنا نصف أحدهما في كامل اﻵخر‪ ،‬والخارج هو ‪،12‬‬
‫وضعناه فوق أصل المسألة وضربناه فيه‪ ،‬وما خرج وهو ‪ 96‬جعلناه في جامعة ثانية وهو ما‬
‫صحت منه المسألة‪ ،‬ثم بعد ذلك ضربنا ما بيد كل وارث فيما ضربت فيه المسألة كما هو‬
‫مبين أعﻼه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬اﻟنسبﺔ بين اﻟرواجع اﻟتداخل‬
‫مﺜـــال‪ :‬هلك هاﻟك عن أربع بنات وأربع أخوات شقيقات‬

‫‪4‬‬ ‫اﻟرواجع‬
‫تصحيح اﻟمسأﻟﺔ ‪12‬‬ ‫أصل اﻟمسأﻟﺔ ‪3‬‬
‫ب نت‬
‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب نت‬ ‫‪2‬‬
‫ب نت‬
‫ب نت‬
‫شقيقﺔ‬
‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫شقيقﺔ‬ ‫ع‬ ‫‪4‬‬
‫شقيقﺔ‬
‫شقيقﺔ‬

‫توضيح‪ :‬أصل المسألة من )‪ ،(3‬للبنات )‪ (2‬منكسرة عليهن‪ ،‬موافقة لهن بالنصف‪،‬‬


‫ولذلك وضعنا نصف عدد البنات اﻷربع )أي وفق الحيز( وهو اثنان وراءهن‪ ،‬والفاضل عن‬
‫البنات هو واحد )‪ (1‬أخذته الشقيقات وهو منكسر عليهن ومخالف لهن‪ ،‬ولذلك وضعنا‬
‫عددهن وهو ‪ 4‬وراءهن‪ ،‬ثم نظرنا بين الراجعين‪ ،‬أي بين ‪ 2‬و ‪ ،4‬فوجدنا النسبة بينهما هي‬
‫التداخل‪ ،‬فاكتفينا بأكبرهما وهو ‪ ،4‬وضعناه فوق أصل المسألة‪ ،‬وضربناها فيه‪ ،‬والخارج ‪12‬‬
‫هو ما صحت منه المسألة‪ ،‬وضعناه في جامعة ثانية هي جامعة التصحيح‪ ،‬ثم ضربنا ما بيد‬
‫كل وارث في ما ضربت فيه المسألة وفق ما هو مبين أعﻼه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬اﻟنسبﺔ بين اﻟرواجع اﻟتباين‬
‫مﺜــال‪ :‬هلك هاﻟك عن زوجتين وابن وبنت‬

‫‪6‬‬ ‫اﻟرواجع‬
‫تصحيح اﻟمسأﻟﺔ ‪48‬‬ ‫أصل اﻟمسأﻟﺔ ‪8‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجﺔ‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫زوجﺔ‬
‫‪28‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ابن‬ ‫ع‬ ‫‪3‬‬
‫‪14‬‬ ‫بنت‬

‫توضيح‪ :‬أصل المسألة )‪ ،(8‬للزوجتين ثمنها )‪ ،(1‬منكسر عليهما‪ ،‬ومخالف لهما‪،‬‬


‫ولذلك وضعنا عددهما ‪ 2‬وراءهما‪ ،‬والفاضل ‪ 7‬لﻼبن والبنت‪ ،‬منكسرة عليهما مخالفة لهما‬
‫أيضا‪ ،‬ولذلك وضعنا عددهما ‪ 3‬وراءهما‪ ،‬ثم نظرنا إلى الراجعين‪ ،‬أي بين ‪ 2‬و ‪ ،3‬فوجدنا‬
‫النسبة بينهما هي التباين‪ ،‬ولذلك ضربنا أحدهما في اﻵخر‪ ،‬والخارج هو ‪ ،6‬وضعناه فوق‬
‫المسألة‪ ،‬وضربناه فيها‪ ،‬والخارج هو ‪ ،48‬جعلناها في جامعة ثانية وهو ما صحت منه‬
‫المسألة‪ ،‬ثم ضربنا ما بيد كل وارث في ما ضربت فيه المسألة‪ ،‬كما هو مبين أعﻼه‪.‬‬

‫‪ -3‬ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻜﺴﺎر ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺣﻴﺎز‪:‬‬


‫وهو أن يوجد ثﻼثة فرق من الورثة ﻻ تنقسم عليهم سهامهم‪.‬‬
‫وتصحح هذه المسائل بالنظر في كل فريق بين السهم والحيز بنظري التوافق أو التباين‪،‬‬
‫والعدد الحاصل من النظر يوضع خلف حيزه‪ .‬ثم يتم النظر بين الرواجع باﻷنظار اﻷربعة‪،‬‬
‫حيث يبدأ بالنظر بين عددين منها وما يتحصل يتم النظر بينه وبين الراجع الثالث‪ ،‬وما‬
‫يتحصل يوضع فوق أصل الفريضة ويضرب فيه للحصول على جامعة للتصحيح‪ ،‬ثم‬
‫يضرب ما بيد كل فريق من الورثة فيما ضرب فيه أصل المسألة‪ ،‬والخارج هو ما تصح منه‬
‫المسألة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مﺜـــال‪ :‬مات زوج عن أربع زوجات وثﻼث بنات وشقيقتين‬

‫‪12‬‬ ‫اﻟرواجع‬
‫تصحيح اﻟمسأﻟﺔ ‪288‬‬ ‫أصل اﻟمسأﻟﺔ ‪24‬‬
‫‪9‬‬ ‫زوجﺔ‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫زوجﺔ‬
‫‪9‬‬
‫زوجﺔ‬
‫‪9‬‬
‫زوجﺔ‬
‫‪64‬‬ ‫بنت‬
‫‪64‬‬ ‫‪16‬‬ ‫بنت‬ ‫‪3‬‬
‫‪64‬‬
‫بنت‬
‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫شقيقﺔ‬ ‫ع‬ ‫‪2‬‬
‫‪30‬‬ ‫شقيقﺔ‬

‫توضيح‪ :‬أصل المسألة )‪ ،(24‬للزوجات ثمنها )‪ (3‬منكسرة عليهن‪ ،‬مخالفة لهن‪ ،‬ولذلك‬
‫وضعنا عددهن ‪ 4‬وراءهن‪ ،‬وللبنات ثلثاها ‪ ،16‬منكسرة عليهن مخالفة لهن‪ ،‬ولذلك وضعنا‬
‫عددهن ‪ 3‬وراءهن‪ ،‬والفاضل هو ‪ 5‬للشقيقين‪ ،‬منكسرة عليهما مخالفة لهما‪ ،‬ولذلك وضعنا‬
‫عددهما ‪ 2‬وراءهما‪ ،‬ثم نظرنا بين الراجعين ‪ 2‬و ‪ ،3‬فوجدنا النسبة بينهما التباين‪ ،‬ثم ضربنا‬
‫أحدهما في اﻵخر‪ ،‬فتحصلت ‪ ،6‬نظرنا بينها وبين الراجع الثالث )‪ ،(4‬فوجدنا النسبة بينهما‬
‫التوافق بالنصف‪ ،‬فضربنا نصف أحدهما في اﻷخر‪ ،‬فكان الخارج ‪ ،12‬وضعناه فوق أصل‬
‫المسألة وضربناه فيه‪ ،‬والخارج ‪ ،288‬هو ما صحت منه اﻟمسأﻟﺔ‪ ،‬جعلناه في جامعة ثانية‪ ،‬ثم‬
‫ضربنا ما بيد كل ورد في ما ضربت فيه المسألة وفق ما هو مبين أعﻼه‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like