You are on page 1of 7

‫محاضرة رقم ( ‪) 2‬‬

‫(*)‬
‫القانون الدستوري ( تسمية الدولة وتعريفها )‬

‫الفصل األول‬

‫فكرة الدولة‬

‫تقتضي دراسة فكرة الدولة أن نعرض لنقطتني أساسيتني ‪ :‬األوىل منها تتعلق بتسمية الدولة ‪ ،‬والنقطة‬

‫الثانية خاصة بتبيان تعريف الدولة ‪.‬‬

‫وبذلك ينقسم هذا الفصل إىل مبحثني أساسيني ‪:‬‬

‫املبحث األول ‪ -‬تسمية الدولة‬

‫املبحث الثاين ‪ -‬تعريف الدولة‬

‫المبحث األول‬

‫تسمية الدولة‬

‫أوًال‪-‬التأصيل اللغوي لكلمة ( الدولة ) ‪:‬‬

‫إذا رجعنا إىل األصل اللغوي لكلمة ( الدولة ) ‪ ،‬لوجدنا أهنا عربية املنبت ‪ .‬وتؤكد غالبية معاجم اللغة‬

‫العربية أن ُدولة ( بالضم ) ‪َ ،‬د ولة ( بالفتح ) معنيان ‪:‬‬

‫و( الُد ولة ) بضم الدال كلمة تستخدم يف جمال املال ‪ ،‬ويراد هبا االستيالء ‪ ،‬كما تفيد معىن شيء متداول‬

‫من مال وحنوه ‪ .‬يقال ‪ :‬صار الفيء ُد ولة بينهم يتداولونه يكون مرة هلذا ومرة لذاك ‪ ،‬واجلمع ( الُد ول ) بضم الدال‬

‫(‪. )1‬‬

‫ومعىن التداول ‪ ،‬انتقال الشيء من شخص إىل آخر ‪ ،‬من ذلك قوله جل شأنه يف سورة آل عمران "‬

‫وتلك األيام ٌنداوهلا بني الناس " ( ‪ . ) 2‬أي صرفها بينهم فجعلها هلؤالء تارة وهلؤالء أخرى ‪ ،‬كما تتداول النقود بني‬

‫األيدي ‪ .‬ويقال كذلك " األيام ُد ول " ولعل يف االشتقاق اللغوي لكلمة دولة ما يفيد عنصر التأقيت والتعاقب ‪.‬‬

‫( * ) ‪ -‬أ‪.‬د‪.‬رافع خضر صالح شبر ‪ ،‬القانون الدستوري ( نظرية الدولة و نظرية الدستور ) ‪ ،‬كتاب قيد االنجاز ‪. 2011 ،‬‬
‫( ‪– ) 1‬أنظر ‪ :‬مختار الصحاح ‪ ،‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ، 1983 ،‬ص ‪. 216‬‬
‫(‪)2‬‬
‫–اآلية ‪ 140‬من سورة آل عمران ‪.‬‬
‫و( الَد ولة ) ‪-‬بفتح الدال‪ -‬كلمة تستخدم يف جمال احلرب ‪ ،‬ويراد هبا الغلبة ‪ ،‬أي أن تدال إحدى الفئتني‬

‫على األخرى ‪ ،‬يقال ‪ " :‬كانت لنا عليهم الَد ولة " ‪ ،‬واجلمع ( الِد ول ) بكسر الدال ( ‪.) 3‬‬

‫وقد يطلق مصطلح ( الَد ولة ) على ‪ :‬إقليم يتمتع بنظام حكومي واستقالل سياسي ‪ ،‬كأن يقال ‪ " :‬دولة‬

‫مستقلة ذات سيادة " ( ‪ ، ) 4‬وقد يقال ‪ " :‬دولة دستورية " أو " دولة ذات نظام دستوري " إذا وجدت يف اإلقليم‬

‫حكومة مقيدة ال مطلقة ‪ ،‬حبيث تتقيد مجيع السلطات فيها بنصوص الدستور الذي يعمل على كفالة احلريات العامة‬

‫لألفراد وضمان حقوقهم ( ‪.) 1‬‬

‫ثانيًا‪-‬مصطلح ( الدولة ) في القرآن الكريم ‪:‬‬

‫وردت كلمة (ُد ولة) بضم الدال يف القرآن الكرمي مرة واحدة يف قوله تعاىل من سورة احلشر‪ " :‬ما أفاء اهلل‬

‫على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القرىب واليتامى واملساكني وابن السبيل كي ال يكون ُدَو لة بني‬

‫األغنياء منكم ‪. ) 2 ( " ...‬‬

‫ومعىن اآلية الكرمية ‪ ،‬حىت ال يقع مال الفئ يف أيدي األغنياء ويكون ملكا متداوال بينهم خاصة ‪ ،‬دون‬

‫الفقراء ( ‪.) 3‬‬

‫أما كلمة (َد ولة) بفتح الدال فلم يرد ذكرها يف القرآن الكرمي ‪ .‬وآية ذلك إن الدول يف املاضي كانت يف‬

‫غالبيتها صغرية حمدودة يف مساحتها وسكاهنا ‪ .‬لذلك عرب عنها القرآن الكرمي يف مواضع كثرية بلفظ ‪ " :‬القرية " أو‬

‫" املدينة " أو " البلد " أو البلدة " ( ‪. ) 4‬‬

‫(‪)3‬‬
‫–أنظر ‪ :‬مختار الصحاح ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 215‬‬
‫(‪)4‬‬
‫–وجدير بالذكر ‪ ،‬إن لقب ( رئيس الحكومة ) في بعض الدول العربية " دولة رئيس الوزراء " ‪ .‬أما اصطالح " وزير دولة "‬
‫فيعني ( وزير بال حقيبة وزارية ) ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫–أنظر ‪ :‬د‪.‬إبراهيم عبد العزيز شيحا ‪ ،‬المبادئ العامة للقانون الدستوري ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1983 ،‬ص‪. 24‬‬
‫(‪)2‬‬
‫–اآلية ‪ 7‬من سورة الحشر‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫–أنظر ‪:‬‬
‫‪ -‬تفسير الجاللين ‪ ،‬العالمة محمد كريم بن سعيد راجح ‪ ،‬مكتبة النهضة ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1984 ،‬ص ‪. 731‬‬
‫‪ -‬تفسير ابن كثير ‪ ،‬ج‪ ، 5‬لإلمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ‪ ،‬دار المفيد ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 1987 ،‬ص ‪234‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫– وقد تكرر استخدام كلمة " قرية " في القرآن الكريم ستًا وخمسين مرة ‪ .‬أما كلمة " مدينة " فقد وردت في الكتاب المجيد أربع‬
‫عشر مرة فقط ‪ ،‬منها أربع مرات بمعنى مدينة الرسول ( ص ) وهي المدينة المنورة التي هاجر إليها ‪ .‬وأما كلمة " بلد " أو " بلدة "‬
‫فقد جاءت بنفس عدد كلمة " مدينة " أي أربع عشرة مرة ‪ .‬وردت بالجمع أي " بالد " خمس مرات ‪.‬‬
‫‪-‬ولمزيد من التفصيل ‪ ،‬بنظر ‪:‬‬
‫أ‪-‬كلمة " القرية ‪:‬‬

‫لفظ " القرية " هو أكثر األلفاظ اليت وردت يف القرآن الكرمي للداللة على التجمعات البشرية أو‬

‫التنظيمات السياسية اليت كانت قائمة يف املاضي وقت نزوله ‪.‬‬

‫ومن استخدامات لفظ " القرية " للداللة على معىن الدولة ‪ ،‬ما جاء يف القرآن الكرمي على لسان ملكة سبأ‬

‫‪ " :‬قالت أن امللوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ‪ . ) 1 ( " ...‬ذلك على الرغم من أن القرآن الكرمي يتحدث عن سبأ‬

‫كدولة منظمة هلا حكومة مطاعة ‪ ،‬على رأسها ملكة قوية هلا وزراء وقادة ومعاونون ‪.‬‬

‫ومما يثبت أن لفظ القرية قد استخدم يف بعض آيات القرآن اجمليد مبعىن دولة ‪ ،‬ما يستفاد من قوله تعاىل ‪:‬‬

‫" وما أهلكنا من قرية إال هلا منذرون " ( ‪ ، ) 2‬مث قوله جل شأنه ‪ ،‬بشأن آل فرعون يف آية أخرى ‪ " :‬كدأب آل‬
‫(‬
‫فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات رهبم ‪ ،‬فأهلكناهم بذنوهبم ‪ ،‬وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظاملني "‬

‫‪. ) 3‬ومعلوم أن آل فرعون كانوا يف مصر ‪ ،‬وإن مصر الفرعونية كانت دولة تضم مدائن وقرى ‪ ،‬ومع ذلك فقد‬

‫اعتربها القرآن الكرمي من القرى الكثرية اليت أهلكها اهلل سبحانه ‪.‬‬

‫ب‪-‬كلمة " المدينة " ‪:‬‬

‫وردت كلمة " املدينة " أيضا يف آيات من القرآن الكرمي للداللة على معىن الدولة مثل قوله تعاىل ‪" :‬‬

‫وَدَخ ل املدينة على حني غفلة من أهلها " ‪ . ...‬واملقصود باملدينة هنا مصر الفرعونية ( ‪ . ) 4‬وان موسى عليه السالم‬

‫مل يكن قد خرج من مصر متوجها إىل بالد مدين إىل أن " جاء رجل من أقصا املدينة يسعى قال يا موسى ‪ ،‬إن املأل‬

‫يأمترون بك ليقتلوك فأخرج إين لك من الناصحني " ( ‪.) 5‬‬

‫‪-‬د‪ .‬ماجد راغب الحلو ‪ ،‬الدولة في ميزان الشريعة – النظم السياسية ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 1966 ،‬ص‪-30‬‬
‫‪. 34‬‬
‫‪-‬د‪ .‬ماجد راغب الحلو ‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2005 ،‬ص‪. 34-29‬‬
‫(‪)1‬‬
‫–اآلية ‪ 34‬من سورة النمل ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫–اآلية ‪ 208‬من سورة الشعراء ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫–اآلية ‪ 54‬من سورة األنفال ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫– أنظر ‪ :‬تفسير الجاللين ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 509‬‬
‫( ‪ - ) 5‬اآلية ‪ 20‬من سورة القصص ‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير ابن كثير ‪ ،‬ج‪ ، 3‬لإلمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ‪ ،‬دار المفيد ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ، 1987 ،‬ص ‪383‬‬
‫‪.‬‬
‫ج‪ "-‬البلد " أو البلدة " ‪:‬‬

‫مسيت إحدى سور القرآن الكرمي باسم " البلد " وفيها يقول اهلل تبارك وتعاىل " ال أقسم هبذا البلد وأنت‬

‫حل هبذا البلد ‪ . ) 1 ( " ...‬والبلد املقصود يف هذه اآلية الكرمية هو مكة املكرمة ( ‪. ) 2‬ومنها قوله جل شأنه على‬

‫لسان إبراهيم اخلليل عليه السالم ‪ " :‬رب اجعل هذا البلد آمنًا ‪. ) 3 ( " ...‬‬

‫وقد ورد ذكر كلمة " البلدة " يف الكتاب املبني مبعىن الدولة ‪ ،‬حيث جاء يف القرآن الكرمي عن قصة سبأ ‪،‬‬

‫تلك اململكة بأرض اليمن ‪ " :‬لقد كان لسبأ يف مسكنهم آية جنتان عن ميني ومشال ‪ ،‬كلوا من رزق ربكم‬

‫واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور " ( ‪.) 4‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫تعريف الدولة‬

‫تباينت االجتاهات الدستورية يف حتديد معىن الدولة ‪.‬وميكن أن جنمل هذه االجتاهات على النحو اآليت ‪:‬‬

‫االتجاه األول ‪:‬‬

‫عمل جانب من الفقه على تعريف الدولة على أساس االختالف السياسي بني أفراد اجملتمع ‪ .‬ومن أنصار‬

‫هذه االجتاه الفقيه الفرنسي ( ليو دكي ‪ ، ) Leon Duguit‬ويرى أن " الدولة حدث اجتماعي ‪ ،‬توجد يف‬

‫كل مجاعة يقوم يف داخلها اختالف سياسي ‪ ،‬أي ينقسم فيها اجملتمع إىل حكام وحمكومني " ( ‪. ) 1‬‬

‫ويعرف األستاذ السويسري ( بلنتشي ‪ ) Bluntschi‬الدولة بأهنا ‪ " :‬جمموعة من األفراد مستقرة على‬

‫إقليم معني ‪ ،‬يف شكل حكام وحمكومني " ( ‪.) 2‬‬

‫ويف الفقه العراقي يعرف الدكتور( منذر الشاوي ) الدولة بأهنا ‪ " :‬التمييز بني احلكام واحملكومني " ( ‪.) 3‬‬

‫(‪)1‬‬
‫–اآليتان ‪ 1‬و ‪ 2‬من سورة البلد ‪.‬‬
‫( ‪ – ) 2‬أنظر ‪ :‬تفسير الجاللين ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 808‬‬
‫( ‪- ) 3‬اآلية ‪ 35‬من سورة إبراهيم ‪.‬‬
‫( ‪ - ) 4‬اآلية ‪ 15‬من سورة سبأ ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪–Leon Duguit : Lecons de Droit Public Ge'ne'ral , 1926, p.98 .‬‬
‫(‪)2‬‬
‫–د‪ .‬محمد فاروق النبهان ‪ ،‬نظام الحكم في اإلسالم ‪ ،‬الكويت ‪ ، 1974 ،‬ص ‪. 21‬‬
‫(‪)3‬‬
‫– د‪ .‬منذر الشاوي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬
‫ونالحظ على هذه االجتاه ‪ ،‬أنه ال يشتمل على مجيع األركان املكونة للدولة ‪ .‬ألنه وإن كان يربز عنصر‬

‫االختالف السياسي ‪ ،‬إال أنه أغفل ركن اإلقليم ‪ .‬كما إنه تعريف واسع من شأنه إطالق وصف الدولة على كل‬

‫مجاعة إنسانية تقوم فيها سلطة ‪ ،‬كاألسرة والقبيلة ‪.‬‬

‫االتجاه الثاني ‪:‬‬

‫اجته بعض الفقه إىل تعريف الدولة على أساس العناصر االجتماعية والسياسية ‪.‬‬

‫ومن مؤسسي هذه االجتاه الفقيه الفرنسي ( كاره د مالرب ‪ ، ) Carre de Malberg‬إذ عرف‬

‫الدولة بأهنا ‪ " :‬جمموعة من األفراد تستقر يف إقليم معني ‪ ،‬وهلا من التنظيم ما جيعل للجماعة يف مواجهة األفراد‬

‫سلطة عليا آمره " ( ‪.) 1‬‬

‫ويالحظ أن هذا التعريف متقارب من تعريف كل من ‪ ( :‬ج ‪ .‬جيكول ‪ ، ) J.Giequel‬وأندريه‬

‫( هوريو ‪ ، ) A.Hauriouo‬حيث يعرفان الدولة بأهنا ‪ " :‬مجاعة إنسانية داخل إقليم معني حتتكر سلطة اإلكراه‬

‫املادي " ( ‪.) 2‬‬

‫أما الفقيه ( بارتلمي ‪ ) Barthelemy‬فيعرف الدولة بأهنا ‪ " :‬جمتمع منظم خيضع لسلطة سياسية‬

‫ويرتبط بإقليم معني " ‪.‬‬

‫وقد أيد هذه االجتاه جانب من الفقه املصري ‪ ،‬إذ عرف الدكتور ( حمسن خليل ) الدولـة بأهنا ‪ " :‬مجاعة‬

‫من األفراد تقطن على وجه الدوام واالستقرار ‪ ،‬إقليمـا جغرافيا معينا ‪ ،‬وختضع يف تنظيم شؤوهنا لسلطة سياسية ‪،‬‬

‫تستقل يف أساسهـا عن أشخاص من ميارسهـا " ( ‪.) 3‬‬

‫ويذهب الدكتور طعيمة اجلرف إىل أن الدولة عبارة عن ‪ " :‬جمموعة من األفراد ‪ ،‬تعيش حياة دائمة‬

‫مستقرة ‪ ،‬على إقليم معني ‪ ،‬حتت تنظيم سياسي معني ‪ ،‬يسمح لبعض أفراد الدولة بالتصدي حلكم لآلخرين " ( ‪.) 4‬‬

‫االتجاه الثالث ‪:‬‬


‫)‪(1‬‬
‫‪–Carre' de Malberg : Trarate' , Ge'ne'ral de I'etat , T.I., Paris .1920. p.7.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪–Jean et Ande Hauriou : Droit Constitutionnel, et institutions Politiques , Montehrestien ,‬‬
‫‪1985 , p.84 .‬‬
‫‪-‬أشار إليه ‪ ،‬د‪ .‬نعمان أحمد الخطيب ‪ ،‬الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مكتبه دار الثقافة والنشر ‪،‬‬
‫عمان ‪ ، 1999 ،‬ص‪. 14‬‬
‫( ‪ – ) 3‬د‪ .‬محسن خليل ‪ ،‬النظم السياسية والقانون الدستوري ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬النظم السياسية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪ ، 1972‬ص‪. 22‬‬
‫( ‪– ) 4‬د‪ .‬طعيمة الجرف ‪ ،‬نظرية الدولة والمبادئ العامة لألنظمة السياسية ‪ ،‬نظم الحكم ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ، 1978 ،‬ص ‪. 76‬‬
‫أسس جانب من الفقه تعريف للدولة على أساس العناصر القانونية واالجتماعية والسياسية ‪.‬‬

‫حيث يعرف الفقيه الفرنسي ( بونار ‪ ) Bonnard‬الدولة بأهنا ‪ " :‬وحدة قانونية دائمة ‪ ،‬تتضمن‬

‫وجود هيئة اجتماعية ‪ ،‬هلا حق ممارسة سلطات قانونية معينة ‪ ،‬يف مواجهة أمة مستقرة على إقليم حمدد ‪ ،‬وتباشر‬

‫حقوق السيادة بإرادهتا املنفردة ‪ ،‬وعن طريق استخدامها القوة املادية اليت حتتكرها " ( ‪.) 1‬‬

‫وقدم الفقه املصري عدة تعريفات للدولة ‪ .‬إذ يعرف الدكتور ( مصطفى أبو زيد فهمي ) الدولة بأهنا ‪" :‬‬

‫التشخيص القانوين لشعب ما ‪ ،‬يعيش على إقليم معني ‪ ،‬وتقوم فيه سلطة سياسية ذات سيادة " ( ‪.) 2‬‬

‫فيما يعرف الدكتور ( سليمان الطماوي ) الدولة بأهنا ‪ " :‬جمموع كبري من الناس ‪ ،‬يقطن على وجه‬

‫االستقرار إقليما معينا ‪ ،‬ويتمتع بالشخصية املعنوية ‪ ،‬والنظام واالستقالل السياسي " ( ‪.) 3‬‬

‫و يف الفقه العراقي ‪ ،‬يعرف الدكتور ( حممد علي آل ياسني ) الدولة بأهنا ‪ " :‬جمموعة من الناس ‪ ،‬يقطن‬

‫تسكن إقليما معينا ‪ ،‬وختضع حلكومة منظمة ‪ ،‬تدير شؤوهنا ‪ ،‬وحتافظ على مصاحلها ‪ ،‬وهلا شخصية معنوية " ( ‪.) 4‬‬

‫ونالحظ إن التعريفات اليت احتواها هذا االجتاه ‪ ،‬تضمنت اإلشارة إىل العناصر القانونية والسياسية تتجسد‬

‫يف الوحدة القانونية ‪ ،‬والشخصية املعنوية ‪ ،‬والنظام واالستقالل السياسي ‪ .‬فضال عن تضمنها للعناصر االجتماعية‬

‫واملادية ‪ ،‬واملتمثلة يف مجاعة من األفراد ‪ ،‬واإلقليم ‪.‬‬

‫تقييم االتجاهات في تعريف الدولة ‪:‬‬

‫من خالل استقراء وحتليل التعريفات السابقة ‪ ،‬واليت طرحها الفقه يف حماولة لتحديد معىن الدولة ‪ ،‬جند أن‬

‫تلك التعريفات تعددت وتباينت ‪ ،‬وهذا التباين يرجع إىل املنهج الذي اتبعه كل فقيه يف تصوره للدولة ‪.‬‬

‫فالبعض منهم – كما رأينا – ركز على االختالف السياسي بني احلاكم واحملكوم ‪ ،‬والبعض اآلخر ركز‬

‫على العناصر االجتماعية والسياسية ‪ ،‬فيما اجته جانب ثالث إىل اجلمع بني جممل العناصر اليت حتدد معىن الدولة ‪،‬‬

‫فعمد إىل الرتكيز على العناصر القانونية والسياسية و االجتماعية واملادية ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪–Bonnard : Conception Juridique de I'etat , Rev . Droit Public , 1922 , p.25 .‬‬
‫(‪)2‬‬
‫–د‪ .‬مصطفى أبو زيد فهمي ‪ ،‬مبادئ األنظمة السياسية ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 1983 ،‬ص‪. 42‬‬
‫(‪)3‬‬
‫–د‪ .‬سليمان محمد الطماوي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 19‬‬
‫(‪)4‬‬
‫–د‪.‬محمد علي آل ياسين ‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية ‪ ،‬بغداد ‪ ،1964 ،‬ص‪. 142‬‬
‫ونود أن ننوه أن التعريفات املختلفة واملتباينة اليت طرحها الفقه الغريب والعريب ‪ ،‬تشري إىل عدم اتفاق‬

‫الفقهاء على تعريف جامع مانع للدولة من الناحية القانونية ‪.‬‬

‫ولكننا ميكن أن نستنتج من التعريفات اتفاق الفقه حول وجود ثالثة أركان جيب توافرها يف أي جمتمع‬

‫سياسي يكون دولة وهي ‪ :‬مجاعة من الناس ( شعب ) ‪ ،‬إقليم ‪ ،‬سلطة سياسية حاكمة مستقلة وذات سيادة وبالتايل‬

‫ال ميكن ألي جمتمع يفتقد إىل ركن من تلك األركان أن ينطبق عليه وصف الدولة ( ‪.) 1‬‬

‫(‪)1‬‬
‫–د‪ .‬سعيد السيد علي ‪ ،‬المبادئ األساسية للنظم السياسية و أنظمة الحكم المعاصرة ‪ ،‬دار الكتاب الحديث ‪ ،‬القاهرة ‪، 2007 ،‬‬
‫ص‪. 18‬‬

You might also like