You are on page 1of 42

‫المبحث االول‬

‫التعري ف بالمص طلحات المطلب االول‪ :‬األث ر ل غ‬

‫ة واصطالح ا ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬األأ ث ر لغ ة ‪:‬‬

‫) ب وزن األم ر‪ ,‬ف ر ن د ال س ي ف ‪ ,‬وا ل م أ ث و ر الس يف‬

‫الذي يقال إنه من عمل ال ج ن وقيل‪ :‬و ليس من ا أل ث ر الذي هو ال ف‬

‫ر ن د ‪ ,‬وأ ث ر ال ح د ي ث ذ ك ر ه عن غ يره فه و آ ث ر‬

‫ي‬ ‫ن ص ر ‪ ,‬ومنه ح د ي ث م أ ث و ر أ ي‬ ‫بال م د وبا ب ه‬

‫ف( ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫خ ل ف عن سل‬ ‫ن قل ه‬

‫وقي ل ) أث ره ‪ -‬أ ث اً ر ‪ ,‬و أ ث ارة ‪ ,‬وأث رة ‪ :‬ت ب ع أ ث ره ‪,‬‬


‫والحديث نقله ورواه عن غيره ‪ ,‬والسيف وغيره أ ث اًر و أ ث رة ‪ :‬ترك فيه‬
‫عالم ة يع رف به ا ‪ ,‬أث ر علي ه أث ار و أث رة و أث رى ‪ :‬فض ل نفس ه علي ه في‬
‫النصيب فهو أثر ‪ ,‬و أن يفعل كذا ‪ :‬فضل ‪ ,‬وعلى ا أل مر عزم وله فرغ له و‬
‫به حذقه ومرن عليه ( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫‪1‬‬
‫_________________________________‬

‫‪ (1‬مختار الصحاح ‪ /‬زين الدين ابو عبد اهلل محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي ال ارزي‬
‫) ت ‪ 666 :‬هـ ( ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬يوس ف الش يخ محم د ‪ ,‬المكتب ة العص رية ‪ ,‬الدار النموذجي ة _‬
‫بيروت – صيدا ‪ ,‬ط ‪ 1221 , 5‬هـ ‪ 1111 -‬م ‪. 5 / 1 :‬‬
‫‪ (2‬المعجم الوس يط ‪ /‬مجم ع اللغ ة العربي ة في الق اهرة ) اب ارهيم مص طفى – احم د الزي ات –‬
‫حامد عبد القادر – محمد النجار ( ‪ ,‬دار الدعوة – القاهرة ‪ ) ,‬د ‪ .‬ط ‪. 5 / 1 ( :‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األثر اصطالحا ‪:‬‬

‫)األثر‪ :‬له ثالثة معا ن‪ :‬األول بمعنى‪ :‬النتيجة‪ ,‬و هو الحاصل من الشيء‪ ,‬و‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫الثاني‪ :‬بمعنى العالمة‪ ,‬و الثالث بمعنى ‪ :‬الجزء(‬

‫وقيل ) األثر ‪ :‬ما يطلق على اللوازم المعللة بالشيء( ‪.‬‬


‫)‪(2‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الصبر لغ ة واصطالحا ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬الصبر لغ ة ‪:‬‬


‫ص ب اًر حبس ه‬ ‫) ص ب ر ه عن الش يء ي ص ب ره‬
‫وال ص ب ر نص ب للقت ل‪ ,‬فه و م ص ب ور وص بر األنس ان على القت ل ‪:‬‬
‫نصبه عليه يقال ‪ :‬قتله صب اًر و قد صبره عليه واصل الصبر و كل من حبس‬
‫شيئاً فقد صبره و منه الصبر في اسماء اهلل تعالى ‪ :‬الصبور تعالى و تقدس ‪ ,‬هو‬

‫‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫الذي ال يعاجل العصاة باالنتقام (‬

‫‪2‬‬
‫________________‬

‫‪ (1‬التعريفات ‪ /‬علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني )ت ‪ 616 :‬هـ ( ‪ ,‬تحقيق ‪:‬‬
‫ضبطه وصححه جماعة من العلماء ‪ ,‬دار الكتب العلمية ‪ ,‬بيروت – لبنان ‪ ,‬ط ‪1213 ,1‬‬
‫هـ ‪ 1163 -‬م ‪. 1 / 1 :‬‬
‫‪ (2‬التعريفات الفقهية ‪ /‬محمد عميم االحسان االمجدد البركتي ‪ ,‬دار الكتب العلمية – باكستان ‪,‬‬
‫‪ 1211‬هـ ‪ 2113 -‬م ‪ ,‬ط ‪1222 , 1‬هـ _ ‪ 2113‬م ‪.11 /1 :‬‬
‫‪ (3‬القاموس المحيط ‪ /‬مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ) ت ‪ 611 :‬هـ ( ‪ ,‬تحقيق ‪:‬‬
‫مج د الش يخ اب و الوف اء نص ر الهوري ني المص ري الش افعي ) ت‪ 1211 :‬هـ ( ‪ ,‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪ ,‬بيروت _ لبنان ‪ ) ,‬د ‪ .‬ط ‪. 216 / 2 ( :‬‬

‫و قيل ) الصبر حبس النفس عن الجزع و بابه ضرب ‪ ,‬و صبره حبسه ‪ ,‬و‬
‫التصبر تكلف الصبر و تقول اصطبر و اصبر وال تقول اصطبر ‪ ,‬و الصبر بكسر‬
‫الب اء ال دواء الم ر و ال يس كن إال في ض رورة الش عر ‪ ,‬والص برة واح دة ص ب ر‬

‫الطعام و اشترى الشيء صبرة أي بال وزن وال كيل( ‪.‬‬


‫)‪(1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الصبر اصطالحا ‪:‬‬

‫) الص بر ‪ :‬ه و ت رك الش كوى من ألم البل وغ لغ ير اهلل ال إلى اهلل ألن اهلل‬
‫تع الى أث نى على أي وب ص لى اهلل علي ه وس لم بالص بر بقول ه " ‪ :‬إ ن ا و ج د ن اه‬
‫صاب ًار " ( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫و قيل ) الصبر ‪ :‬هو خلق فاضل من اخالق النفس يمنع صاحبه من فع ل‬


‫ما ال يحسن ‪ ,‬و ال يجمل ‪ ,‬و هو قوة من قوى النفس التي بها صالح شأنها ‪ ,‬و‬
‫)‬
‫قوام أمرها و هذه القوة تمكن األنسان من ضبط نفسه لتحمل المتاعب و المشاق(‬
‫‪.‬‬ ‫‪(3‬‬

‫‪3‬‬
‫____________________‬

‫‪ (1‬مختار الصحاح ‪. 352 / 1 :‬‬


‫‪ (2‬كتاب التعريفات ‪. 131 / 1 :‬‬
‫‪ (3‬عدة الصابرين و ذخيرة الشاكرين ‪ /‬محمد بن ابي بكر بن ايوب بن سعد شمس الدين ابن‬
‫قيم الجوزية ) ت ‪ 151 :‬هـ ( ‪ ,‬دار ابن كثير _ دمشق _ بيروت ‪ ,‬مكتبة دار الت ارث‬
‫_ المدين ة المن ورة – المملك ة العربي ة الس عودية ‪ ,‬ط ‪ 1211 , 3‬هـ ‪ 1161 -‬م ‪/ 1 :‬‬
‫‪. 21‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬االلفاظ ذات الصلة بالصبر‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬األناة لغة و اصطالحا ‪:‬‬

‫األناة لغة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫) السعادة و الحلم ‪ ,‬و يقال إنه لذو أناة ‪ ,‬اذا كان ال يعجل في األمور أي ‪:‬‬

‫تأنى ‪ ,‬فهو آ ن أي متأن و يقال للمتمكن في األمر المتأني و في الحديث" آذيت( ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫األناة اصطالحا ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫) األناة ‪ :‬هو التثبت و ترك العجلة و قيل األناة هي المبالغة في الرفق باألمور‬
‫و التسبب إليها( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الحلم لغة و اصطالحا ‪:‬‬

‫‪ -1‬الحلم لغة ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫ي ح ل م اذا أرى في المنام ‪,‬‬ ‫) الحلم الرؤيا والجمع أحالم يقال ح ل م‬

‫وال ح ل م عبارة عما ي اره النائم في نومه من األشياء( ‪.‬‬


‫)‪(3‬‬

‫______________________‬

‫‪ (1‬المعجم الوسيط ‪. 1/31 /‬‬


‫‪ (2‬الدرر السنية في األج وبة النجدية ‪ /‬مجموعة من العلماء ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬عبد الرحمن بن محمد‬
‫بن قاسم العاصمي النجدي ‪ ,‬ط ‪ 1211 , 6‬هـ ‪ 1116 -‬م ‪. 215 / 1 :‬‬
‫‪ (3‬لس ان الع رب ‪ /‬أبي الفض ل جم ال ال دين محم د بن مك رم ابن منظ ور األف ريقي المص ري )‬
‫ت‪:‬‬
‫‪ 111‬هـ ( ‪ ,‬دار صادر _ بيروت _ ط ‪ 1212 , 3‬هـ ‪. 211 / 3 :‬‬

‫‪ -2‬الحلم اصطالحا ‪:‬‬

‫) هو ضبط النفس و الطبع عن هيجان الغضب ( ‪.‬‬


‫)‪(1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التحمل لغة و اصطالحا ‪:‬‬

‫التحمل لغة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫) تحم ل يتحم ل ‪ ,‬تحمالً ‪ ,‬فه و متحم ل ‪ ,‬والمفع ول متحم ل‬
‫للمتع دي ‪ ,‬تحم ل فالن ‪ :‬تجل د وص بر ‪ ,‬تحم ل الرج ل م ا ال طاق ة ل ه ب ه‪ :‬احتم ل‬
‫مشاقاً ‪ ,‬تجلد بالصبر ‪ ,‬تحمل مسؤولية الفرقة ‪ :‬تعهد بتسييرها ‪ ,‬أخذ شؤونها على‬

‫عاتقه ( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫التحمل اصطالحا ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫‪5‬‬
‫) التحم ل ‪ :‬ه و االلت ازم و ه و ام ر وجب على الغ ير ابت داء باختي اره أو ق ه‬
‫اًر من الشرع( ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫_____________________‬

‫‪ (1‬الدرر السنية في األجوبة النجدية ‪. 221 / 1 /‬‬


‫‪ (2‬المعجم االوس ط ‪ /‬س ليمان بن أحم د بن أي وب بن مط ير اللخمي الش امي اب و القاس م الطب‬
‫ارني‬
‫) ت ‪ 361 :‬هـ ( ‪ ,‬تحقي ق ‪ :‬ط ارق بن ع وض اهلل بن محم د – عب د المحس ن بن اب ارهيم‬
‫الحسيني ‪ ,‬دار الحرمين – القاهرة ‪ ) ,‬د ‪ .‬ط ‪. 222 / 1 ( :‬‬
‫‪ (3‬الموسوعة الفقهية الكويتية ‪ /‬مجموعة من المؤلفين ‪ ,‬وازرة األوقاف و الشؤون االسالمية –‬
‫الكويت ‪ ,‬ط ‪ 1221 -1212 , 1‬هـ ‪.125 / 1 :‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫التعري ف بالمص طلحات ال واردة في المبحث واالدل ة ال واردة في‬

‫الصبر المطلب االول‪ :‬التعريف بالمصطلحات الواردة في المبحث‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬تع ريف البناء لغة و اصطالحا ‪:‬‬

‫البناء لغة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫) من حرفت ه البن اء ‪ ,‬البن اء ‪ :‬المب ني ‪ ,‬و الجم ع ‪ :‬أبني ة ‪ ,‬البن اء‬

‫عند النحاة ‪ :‬لزوم آخر الكلمة حالة واحدة مع اختالف العوامل فيها( ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫البناء اصطالحا ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪6‬‬
‫) البن اء واح د االبني ة ‪ ,‬و هي ال بيوت ال تي تس كنها الع رب في الص ح ارء‬
‫فمنها الط ارف ‪ ,‬و الخباء‪ ,‬و البناء‪ ,‬والقبة‪ ,‬والمضرب‪ ,‬و قد تكرر ذكره مفرداً و‬
‫مجموعاً في الحديث‪ ,‬و في حديث أنس رضي اهلل عنه " كان اول ما نزل الحجاب‬
‫في مبت نى رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم ب زينب"‪ ,‬االبتن اء و البن اء ‪ :‬ال دخول‬

‫بالزوجة( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫__________________‬

‫‪ (1‬المعجم األوسط ‪.122 /1 /‬‬


‫‪ (2‬النهاية في غريب الحديث واألثر ‪ /‬مجد الدين ابو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن‬
‫محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن األثير )ت‪616:‬هـ( ‪ ,‬المكتبة العلمية – بيروت‬
‫‪ 1311 ,‬هـ ‪ 1111 -‬م ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬طاهر أحمد ال ازوي – محمد الطناحي ‪ ) ,‬د ‪ .‬ط ‪( :‬‬
‫‪/1‬‬
‫‪151 .‬‬

‫ثاني ا ‪ :‬تعريف النفس لغة و اصطالحا ‪:‬‬

‫تعريف النفس لغة ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫) نفس الشيء نفاسة و نفاس اً و نفوس اً كان عظيم القيمة فهو نفيس و نافس‬
‫جمعه نفاس ‪ ,‬أنفس الشيء صار نفيسا معجب اً ‪ ,‬نافس في الشيء بالغ فيه و رغب‬
‫و فالناً في كذا سابقه و با اره فيه من غير أن يلحق الضرر به ‪ ,‬نفس عنه ‪ :‬رفه‬

‫عنه كربته فرجها و كشفها و القوس صدعها( ‪.‬‬


‫)‪(1‬‬

‫تعريف النفس اصطالحا ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫) النفس ‪ :‬هي الج وهر البخ اري اللطي ف الحام ل لق وة الحي اة و الحس و‬
‫الحركة اال اردية ‪ ,‬و س ماها الحكيم ‪ :‬الروح الحيوانية ‪ ,‬فهو جوهر مشرق للبدن‬

‫‪7‬‬
‫فعند الموت ينقطع ضوؤه عن ظاهر البدن و باطنه ‪ ,‬و أما في وقت النوم فينقطع‬
‫عن ظاهر البدن دون باطنه ‪ ,‬فثبت أن النوم و الموت من جنس واحد الن الموت‬

‫هو االنقطاع الكلي و النوم هو االنقطاع الجزئي( ‪.‬‬


‫)‪(2‬‬

‫_________________‬

‫‪ (1‬التعريفات ‪. 223 / 1 /‬‬

‫‪ (2‬المعجم الوسيط ‪. 121 / 2 /‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ادلة الصبر في القرآن الكريم‬

‫الصبر صفة مهمة في حياة المؤمن و هو خلق اسالمي و هو أساس االلت‬


‫ازم بأوامر اهلل تعالى‪ ,‬و اجتناب نواهيه ‪ ,‬و هو يعين الداعية في السير إلى األمام‬
‫بعد التأمل في سير العظماء و الرجال من علماء و مجاهدين و أبطال الصابرين و‬
‫م ا الق وه من ص نوف البالء و أل وان الش دائد ‪ ,‬و خاص ة أص حاب الرس االت من‬
‫أنبي اء اهلل و رس له المص طفين األخي ار ‪ ,‬ال ذين جع ل اهلل من حي اتهم و جه ادهم‬
‫دروساً بليغة لمن بعدهم ليتخذوا منها أسوة‪.‬‬

‫ق ال تع الى ‪ )) :‬ف ا ص ب ر ك م ا ص ب ر أ ول و ا ل ع ز م م ن‬
‫الر س ل و ال ت ست ع ج ل ل ه م (( ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ُّ‬

‫أوال ‪ :‬فضيلة الصبر‪:‬‬

‫‪ -1‬األمر بالصبر‪:‬‬

‫قال تعالى ‪ )) :‬وات ب ع ما يو حى إ ل ي ك وا صب ر حت ى‬

‫ي ح ك م الل ه و ه و خ ي ر ا ل حا ك مي ن (( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ق ال تع الى ‪ )) :‬وا ص ب ر ف إ ن ال ل ه ال ي ض يع‬

‫أ ج ر ا ل م ح سن ي ن (( ‪.‬‬
‫) ‪(3‬‬

‫وق ال تع الى‪ )) :‬وا ص ب ر ع ل ى م ا أ ص ا ب ك إ ن ذل ك م ن‬


‫ع ز م ا أل مو ر (( ‪.‬‬
‫) ‪(3‬‬

‫________________‬

‫‪ (1‬سورة االحقاف ‪ ":‬آية ‪. 35 :‬‬


‫‪ (2‬سورة يونس ‪ :‬آية ‪. 111 :‬‬
‫‪ (3‬سورة هود ‪ :‬آية ‪. 115 :‬‬
‫‪ (2‬سورة لقمان ‪ :‬آية ‪. 11‬‬

‫‪11‬‬

‫وقال تعالى)) ‪ :‬و ا ن عاق بت م ف عا ق بوا ب م ث ل ما عو‬


‫ق بت م ب ه ول ئ ن ص ب رت م ل ه و خ ي ر ل ل صاب ري ن‬
‫وا صب ر و ما ص ب ر ك إ ال ب الل ه و ال ت ح ز ن عل ي ه م‬
‫و ال ت ك في ض ي ق م م ا ي م ك رو ن إ ن ال ل ه م ع ال ذي ن‬
‫ات ق وا وال ذي ن ه م م ح س نو ن (( ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫الصبر سالح المؤمن‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫ق ال تع الى)) ‪ :‬ي ا أ ُّيه ا ال ذي ن آ م ن وا ا س ت عي ن وا ب ال ص ب‬

‫ر وال ص ال ة إ ن الل ه مع ال صاب ري ن (( ‪.‬‬


‫)‪(2‬‬

‫الصبر يميز المؤمن من أدعياء األيمان ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫قال تعالى)) ما كا ن الل ه ل ي ذ ر ا ل م ؤ من ي ن عل ى ما أ‬

‫نت م عل ي ه حت ى ي مي ز ا ل خب ي ث م ن الط ي ب (( ‪.‬‬


‫) ‪(3‬‬

‫ويقول تع الى)) ‪ :‬إ ن ي م س س ك م ق ر ح ف ق د م س ا لق و‬


‫م ق ر ح م ثل ه وت ل ك ا أل يا م ن دا ول ه ا ب ي ن ال نا س ول‬
‫ي ع ل م ال ل ه ال ذي ن آ م ن وا و يت خ ذ م ن ك م ش ه دا ء وال ل ه‬

‫‪10‬‬
‫ال ي ُّ‬
‫حب ال ظ ال مي ن ول ي م ح ص ال ل ه ال ذي ن آ م ن وا و ي م‬

‫ح ق ا ل كا ف ري ن (( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫منزلة الصابرين‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫قال تعالى )) يا أ ُّيه ا ال ذي ن آ م نوا ا ست عي نوا ب ال ص ب‬

‫ر وال ص ال ة إ ن الل ه م ع ال صاب ري ن (( ‪.‬‬


‫) ‪(5‬‬

‫__________________‬

‫‪ (1‬سورة النحل ‪ :‬من آية ‪. 126 – 126 :‬‬


‫‪ (2‬سورة البقرة ‪ :‬آية ‪. 153 :‬‬
‫‪ (3‬سورة آل عم ارن ‪ :‬آية ‪. 111 :‬‬
‫‪ (2‬سورة آل عم ارن ‪ :‬آية ‪. 121 – 121 :‬‬
‫‪ (5‬سورة البقرة ‪ :‬آية ‪. 153 :‬‬

‫وقال تعالى)) ‪ :‬ول ن ج ز ي ن ال ذي ن ص ب روا أ ج ر ه م‬

‫ب أ ح س ن ما كا نوا ي ع مل و ن (( ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫وقال تعالى)) و ج از ه م ب ما ص ب روا ج نةً و ح ري ًار (( ‪.‬‬


‫) ‪(2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مجاالت الصبر‪:‬‬

‫الصبر على طاعة اهلل‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫يقول اهلل تعالى )) ‪ُّ :‬‬
‫رب ال س ما وا ت وا أل ر ض و ما ب ي نه‬

‫م ا ف ا ع ب ده وا ص طب ر ل ع ب ا دت ه ه ل ت ع ل م ل ه س‬

‫ميا (( ‪.‬‬
‫ًّ‬
‫)‪(3‬‬

‫‪11‬‬
‫ويق ول تع الى)) ‪ :‬و أ م ر أ ه ل ك ب ال ص ال ة وا ص طب ر‬

‫عل يه ا ال ن سأ ل ك ر زقا ن ح ن ن ر زق ك وا ل عا ق بة ل لت‬

‫ق وى (( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫وق د ق دم اهلل تع الى الص بر على العم ل فق ال)) ‪ :‬إ ال ال ذي ن ص ب‬

‫روا و ع مل وا ال صال حا ت (( ‪.‬‬


‫) ‪(5‬‬

‫الصبر على محارم اهلل ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫ق ال تع الى)) ‪ :‬ي ا أ ُّيه ا ال ذي ن آ م ن وا ال ت ل ه ك م أ م وال ك‬

‫م و ال أ و ال د ك م ع ن ذ ك ر ال ل ه و م ن ي ف ع ل ذل ك ف أ‬

‫ول ئ ك ه م ا ل خا س رو ن (( ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬

‫_________________‬

‫‪ (1‬سورة النحل ‪ :‬آية ‪. 16 :‬‬


‫‪ (2‬سورة األنسان ‪ :‬آية‪.12 :‬‬
‫‪ (3‬سورة مريم ‪ :‬آية ‪. 65 :‬‬
‫‪ (2‬سورة طه ‪ :‬آية ‪. 132 :‬‬
‫‪ (5‬س ورة هود ‪ :‬آية ‪.11 :‬‬
‫‪ (6‬سورة المنافقون ‪ :‬آية ‪. 1 :‬‬

‫وق ال تع الى)) ‪ :‬و ل ي س ت ع ف ف ال ذي ن ال ي ج دو ن ن‬

‫كاحا حت ى ي غن يه م الل ه م ن ف ضل ه (( ‪.‬‬


‫) ‪(1‬‬
‫ً‬

‫‪12‬‬
‫وقال تعالى)) ‪ :‬و ا ن عاق بت م ف عا ق بوا ب م ث ل ما عو‬

‫ق بت م ب ه ول ئ ن ص ب رت م ل ه و خ ي ر ل ل ص اب ري‬

‫ن (( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ج‪ -‬الصبر على الدعوة و األمر بالمعروف و النهي عن المنكر‪:‬‬

‫ق ال تع الى ‪ )) :‬و أ م ر ب ا ل م ع رو ف وا ن ه ع ن ا ل م ن ك‬

‫ر وا ص ب ر ع ل ى م ا أ ص ا ب ك إ ن ذل ك م ن ع ز م ا أل م و ر‬

‫(( ‪.‬‬‫)‪(3‬‬

‫وأم ر ع ز وج ل رس وله ص لى اهلل علي ه وس لم ب ه فق ال)) ‪ :‬ول ر ب ك‬

‫ف ا صب ر (( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫ي ق ات ل م ع ه ر ُّبيو ن‬
‫وق ال تع الى)) ‪ :‬و ك أ ي ن م ن نب ٍّ‬
‫كث ي ر ف م ا و ه ن وا ل م ا أ ص ا ب ه م في س ب ي ل ال ل ه و م ا‬

‫حب ال صاب ري ن (( ‪.‬‬


‫)‪(5‬‬
‫ض عف وا و ما ا ست كا نوا والل ه ي ُّ‬

‫وقال تعالى)) ‪ :‬ول ق د ك ذ ب ت ر س ل م ن ق ب ل ك ف ص‬

‫ب روا ع ل ى م ا ك ذ ب وا وأ و ذوا حت ى أ ت ا ه م ن ص ر ن ا و ال‬

‫م ب د ل ل ك ل ما ت ال ل ه ول ق د ج ا ء ك م ن ن ب أ ا ل م ر س ل ي‬

‫ن (( ‪.‬‬
‫)‪(6‬‬

‫‪13‬‬
‫_________________‬

‫‪ (1‬سورة النور‪ :‬آية ‪. 32 :‬‬


‫‪ (2‬سورة النحل ‪ :‬آية ‪. 126 :‬‬
‫‪ (3‬سورة لقمان ‪ :‬آية ‪. 11 :‬‬
‫‪ (2‬سورة المدثر ‪ :‬آية ‪. 1 :‬‬
‫‪ (5‬سورة آل عم ارن ‪ :‬آية ‪. 126 :‬‬
‫‪ (6‬سورة األنعام ‪ :‬آية ‪. 32 :‬‬

‫وأخبر سبحانه المؤمنين بوقوع البالء فقال ‪ )) :‬ل ت بل ون في أ م‬


‫وال ك م وأ نف س ك م‬

‫ول ت س م ع ن م ن ال ذي ن أ وت وا ا ل كت ا ب م ن ق ب ل ك م و‬

‫م ن ال ذي ن أ ش ر ك وا أ ًذى كث ي ًار و ا ن ت ص ب ر وا وت ت‬

‫ق وا ف إ ن ذل ك م ن ع ز م ا أل مو ر (( ‪.‬‬
‫) ‪(1‬‬

‫‪:‬‬ ‫د ‪ -‬الصبر حين البأس‬


‫قال تعالى )) ‪ :‬وال ص اب ري ن في ا ل ب أ سا ء وال ض ار ء و‬

‫حي ن ا ل ب أ س أ ول ئ ك ال ذي ن ص دق وا (( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫وق ال تع الى)) ‪ :‬ي ا أ ُّيه ا ال ذي ن آ م ن وا إ ذا ل قيت م ف ئ ةً ف‬


‫اث بت وا وا ذ ك روا ال ل ه كث ي ًار ل ع ل ك م ت ف ل ح و ن وأ‬
‫طي ع وا ال ل ه و ر س ول ه و ال ت ن ا ز ع وا ف ت ف ش ل وا وت ذ‬
‫ه ب ري ح ك م وا صب روا إ ن ال ل ه م ع ال ص اب ري ن و ال ت‬

‫‪14‬‬
‫كون وا كال ذي ن خ ر جوا م ن د يا ر ه م ب ط ًار و ر ئا ء ال نا س‬

‫صدو ن ع ن سب ي ل الل ه (( ‪.‬‬


‫)‪(3‬‬
‫و ي ُّ‬

‫هـ ‪ -‬الصبر عند المصيبة و الغضب‪:‬‬

‫يق ول تع الى)) ‪ :‬و ب ش ر ال ص اب ري ن ال ذي ن إ ذا أ ص ا بت‬

‫ه م م صي بة ق ال وا إ نا ل ل ه و ا نا إ ل ي ه ار ج عو ن (( ‪.‬‬
‫) ‪(2‬‬

‫ويقول سبحانه‪ )):‬و ما يل ق ا ها إ ال ال ذي ن ص ب روا و ما يل‬


‫)‪(5‬‬ ‫ٍّ‬
‫حظ ع ظي م (( ‪.‬‬ ‫ق ا ها إ ال ذو‬
‫_________________‬

‫‪ (1‬سو رة آل عم ارن ‪ :‬آية ‪. 166 :‬‬


‫‪ (2‬سورة البقرة ‪ :‬آية ‪.111 :‬‬
‫‪ (3‬سورة األنفال ‪ :‬آية ‪. 21 – 25 :‬‬
‫‪ (2‬سورة البقرة ‪ :‬آية ‪. 156 – 155 :‬‬
‫‪ (5‬سورة فصلت ‪ :‬آية ‪. 35 :‬‬

‫ثالثا ‪ :‬األسباب المعينة على الصبر ‪:‬‬

‫المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫قال تعالى )) ‪ :‬لق د خل ق نا ا ْل ن سا ن في ك ب د (( ‪.‬‬


‫) ‪(1‬‬

‫‪15‬‬
‫وقال تع الى)) ‪ :‬إ ن ي م س س ك م ق ر ح ف ق د م س ا لق و‬

‫م ق ر ح م ثل ه وت ل ك ا أل ي ا م ن دا ول ه ا ب ي ن ال ن ا س ((‬
‫)‬

‫‪.‬‬‫‪(2‬‬

‫اليقين بحسن الجازء ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫قال تعالى ‪ )) :‬ن ع م أ ج ر ا ل عا مل ي ن ال ذي ن ص ب روا‬


‫و عل ى ر ب ه م يت و كل و ن (( ‪.‬‬
‫) ‪(3‬‬

‫وقال)) ‪ :‬ما ع ن د ك م ي نف د و ما ع ن د الل ه با ق ول‬

‫ن ج ز ي ن ال ذي ن ص ب روا أ ج ر ه م ب أ ح س ن م ا ك ا ن وا ي‬

‫ع مل و ن (( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫وق ال )) ‪ :‬إ ن م ا ي وف ى ال ص اب رو ن أ ج ر ه م ب غ ي ر‬
‫ح سا ب (( ‪.‬‬
‫) ‪(5‬‬

‫ج ‪ -‬اليقين بالفرج‪:‬‬
‫ق ال اهلل تع الى‪ )):‬ف ا ص ب ر إ ن و ع د ال ل ه ح ٌّ‬
‫ق و ال ي س ت‬

‫خف ن ك ال ذي ن ال يو ق نو ن (( ‪.‬‬
‫) ‪(6‬‬

‫________________‬

‫‪ (1‬سورة البلد ‪ :‬آية ‪.2 :‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ (2‬سورة آل عم ارن ‪ :‬آية ‪. 121 :‬‬
‫‪ (3‬سورة العنكبوت ‪ :‬آية ‪. 51 – 56 :‬‬
‫‪ (2‬سورة النحل ‪ :‬آية ‪. 16 :‬‬
‫‪ (5‬سورة الزمر ‪ :‬آية ‪.11 :‬‬
‫‪ (6‬سورة الروم ‪ :‬آية ‪. 61 :‬‬

‫و ق ال)) ‪ :‬ا س ت عي ن وا ب ال ل ه وا ص ب روا إ ن ا أل ر ض ل ل‬

‫ه ي ورث ه ا م ن ي ش ا ء م ن ع ب ا ده وا ل ع ا ق ب ة ل ل مت قي ن‬

‫(( ‪.‬‬‫)‪(1‬‬

‫د‪ -‬االستعانة باهلل ‪:‬‬

‫ق ال تع الى )) ‪ :‬وا ص ب ر ل ح ك م ر ب ك ف إ ن ك ب أ ع ين‬


‫نا (( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫وقال)) ‪ :‬ا ست عي نوا ب الل ه وا صب روا (( ‪.‬‬


‫)‪(3‬‬

‫هـ ‪ -‬االقتداء بأهل الصبر والعازئم‪:‬‬

‫ق ال اهلل تع الى)) ‪ :‬و كاًّل ن ق ُّ‬


‫ص ع ل ي ك م ن أ ن ب ا ء ال ُّر س ل‬
‫م ا نث ب ت ب ه ف ؤا د ك و ج ا ء ك في ه ذ ه ا ل ح ُّ‬
‫ق وموع‬

‫ظة و ذ ك رى ل ل م ؤ من ي ن (( ‪.‬‬
‫) ‪(2‬‬

‫‪17‬‬
‫و ق ال ‪ )) :‬ول ق د ك ذ ب ت ر س ل م ن ق ب ل ك ف ص ب روا‬

‫عل ى ما ك ذ بوا وأ و ذوا حت ى أ ت ا ه م ن ص ر نا و ال م ب د ل‬

‫ل كل ما ت الل ه ول ق د جا ء ك م ن ن بأ ا ل م ر سل ي ن (( ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬

‫ز‪ -‬األيمان بقدر اهلل ‪:‬‬


‫_________________‬

‫‪ (1‬سورة األع ارف ‪ :‬آية ‪. 126 :‬‬


‫‪ (2‬سورة الطور ‪ :‬آية ‪. 26 :‬‬
‫‪ (3‬سورة األع ارف ‪ :‬آية ‪. 126 :‬‬
‫‪ (2‬سورة هود ‪ :‬آية ‪. 121 :‬‬
‫‪ (5‬سورة األنعام ‪ :‬آية ‪. 32 :‬‬

‫قال اهلل تعالى‪ )):‬ما أ صا ب م ن م صي ب ة في ا أل رض و ال في أ‬


‫نف س ك م إ ال في‬
‫كت ا ب م ن ق ب ل أ ن ن ب أ ر ه ا إ ن ذل ك ع ل ى ال ل ه ي‬

‫سي ر ك ي ال ت أ س وا عل ى ما فات ك م و ال ت ف ر حوا ب ما‬

‫آت ا ك م (( ‪.‬‬
‫) ‪(1‬‬

‫اربع ا ‪ :‬المعوقات عن الصبر‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫االستعجال‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫قال اهلل تعالى‪)):‬ف ا صب ر ك ما ص ب ر أ ول و ا ل ع ز م م‬

‫ن ال ُّر س ل و ال ت ست ع ج ل ل ه م (( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫الغضب ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫قال اهلل تعالى)) ‪ :‬ف ا صب ر ل ح ك م ر ب ك و ال ت ك ن ك‬

‫ص ا ح ب ا ل ح و ت إ ذ ن ا دى و ه و م ك ظ و م ل و ال أ ن ت دا ر ك ه‬

‫ن ع مة م ن ر ب ه ل نب ذ ب ا ل ع ار ء و ه و م ذ مو م (( ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫شدة الحزن و الضيق‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ق ال اهلل تع الى)) ‪ :‬وا ص ب ر و م ا ص ب ر ك إ ال ب ال ل ه و ال‬

‫ت ح ز ن ع ل ي ه م و ال ت ك في ض ي ق م م ا ي م ك رو ن ((‬
‫)‬

‫‪.‬‬‫‪(2‬‬

‫______________‬

‫‪ (1‬سورة الحديد ‪ :‬آية ‪. 23 – 22 :‬‬


‫‪ (2‬سورة األحقاف ‪ :‬آية ‪. 35 :‬‬
‫‪ (3‬سورة القلم ‪ :‬آية ‪. 51 – 26 :‬‬
‫‪ (2‬سورة النحل ‪ :‬آية ‪. 121 :‬‬

‫وقال تعالى ‪ )) :‬ف ال ت ذ ه ب ن ف س ك عل ي ه م ح س ار ت‬

‫إ ن الل ه علي م ب ما ي ص ن عو ن(( ‪.‬‬


‫) ‪(1‬‬

‫‪19‬‬
‫د‪ -‬اليأس‪:‬‬

‫ق ال اهلل تع الى ‪ )) :‬و ال ت ه ن وا و ال ت ح ز ن وا وأ نت م ا أل‬

‫ع ل و ن إ ن ك نت م م ؤ من ي ن إ ن ي م س س ك م ق ر ح ف ق‬

‫د م س ا ل ق و م ق ر ح م ث ل ه وت ل ك ا أل ي ا م ن دا ول ه ا ب‬

‫ي ن ال نا س (( ‪.‬‬
‫) ‪(2‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬ادلة الصبر في السنة ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬فضيلة الصبر ‪:‬‬

‫أ‪ -‬األمر بالصبر ‪:‬‬

‫) وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه اهلل ‪ :‬لما علم أنه البد أن يبتلى إذا‬
‫أمر ونهى ‪ ,‬وأن األمر والنهي مشقة على النفس أمره بالصبر على ذلك فقال ‪" :‬‬
‫و اص بر على م ا أص ابك " إن ذل ك ال ذي وع ظ ب ه لقم ان ابن ه " من ع زم األم ور "‬

‫أي من األمور التي يعزم عليها و يهتم بها و ال يوفق لها إال أهل الع ازئم( ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫________________‬

‫‪ (1‬سورة فاطر ‪ :‬آية ‪. 6 :‬‬


‫‪ (2‬سورة آل عم ارن ‪ :‬آية ‪. 121 - 131 :‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ (3‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنام ‪ /‬عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اهلل السعدي )‬
‫ت‪1316 :‬هـ( ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬عبد الرحمن بن معال اللويحق ‪ ,‬مؤسسة الرسالة ‪ ,‬ط ‪1221 , 1‬‬
‫هـ ‪ 2111 -‬م ‪. 511 / 1 :‬‬

‫) قال الرسول )ﷺ) ‪ " :‬الصبر ضياء( " ‪.‬‬


‫)‪(1‬‬

‫ب‪ -‬الصبر سالح المؤمن‪:‬‬

‫)عن أبي اب ارهيم عبد اهلل بن أبي أوفى رضي اهلل عنهما أن رسول اهلل‬

‫)ﷺ) في بعض أيام ه ال تي لقي فيه ا الع دو وانتظ ر ح تى م الت‬

‫الشمس قام فيهم فقال ‪ " :‬يا أيها الناس ال تتمنوا لقاء العدو و اسألوا اهلل العافية فإذا‬

‫لقيتم وه فاص بروا و اعلم وا أن الجن ة تحت ظالل الس يوف " ثم ق ال الن بي )‬

‫ﷺ) ‪ " :‬اللهم م نزل الكت اب ومج ري الس حاب و ه ازم األح ازب‬

‫اهزمهم و أنصرنا عليهم( ‪.‬‬


‫)‪(2‬‬

‫) و يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه اهلل ‪ " :‬يبتلى األنسان في بدنه و يبتلى في‬
‫مال ه يفق ده ‪ ,‬و يبتلى في أهل ه ‪ ,‬و يبتلى في مجتمع ه ‪ ,‬المهم ان أن واع البالي ا كث يرة‬
‫تحتاج إلى صبر و معاناة فيصبر األنسان نفسه عما يحرم عليه من اظهار الجزع‬
‫باللسان أو بالقلب أو بالجوارح( " ‪.‬‬
‫) ‪(3‬‬

‫________________‬

‫‪ (1‬المس ند الص حيح المختص ر بنق ل الع دل عن الع دل الى رس ول اهلل) ﷺ) =‬

‫ص حيح مس لم‪ /‬مس لم بن حج اج القريش ي النيس ابوري )ت ‪ 261 :‬هـ ( ‪ ,‬تحقي ق ‪ :‬محم د‬
‫فؤاد عبد الباقي ‪ ,‬دار احياء الت ارث العربي – بيروت ‪ ) ,‬د ‪ .‬ط ( ‪ ,‬باب فضل الوضوء‬
‫‪ ,‬رقم الحديث‪: 223:‬‬

‫‪21‬‬
‫‪1 / 213 .‬‬

‫‪ (2‬الجامع المسند الصحيح المختصر من امور رسول اهلل) ﷺ) وسننه وايامه‬

‫= ص حيح البخ اري ‪ /‬محم د بن اس ماعيل أب و عب د اهلل البخ اري الجعفي ‪ ,‬تحقي ق ‪ :‬محم د‬
‫زه ير بن ناص ر الناص ر‪ ,‬دار ط وق النج اة مص ورة عن الس لطانية بإض افة ت رقيم ت رقيم‬
‫محمد فؤاد عبد الباقي ‪ ,‬ط ‪1222 , 1‬هـ ‪ ,‬باب ال تتمنوا لقاء العدو‪ ,‬رقم الحديث‪: 3122:‬‬
‫‪.63 / 2‬‬
‫‪ (3‬شرح رياض الصالحين ‪ /‬محمد بن صالح بن محمد العثيمين )ت‪1221:‬ه( ‪ ,‬دار الوطن‬
‫للنشر – الرياض ‪ ,‬ط ‪ 1226 , 1‬هـ ‪. 161 / 1 :‬‬

‫‪22‬‬
‫) وعن خب اب بن االردت رض ي اهلل عن ه ق ال ‪ :‬ش كونا إلى رس ول اهلل )‬

‫ﷺ)و هو متوسد بردة له في ضل الكعبة فقلنا ‪ :‬أال تستنصر لنا ؟‬

‫أال تدعوا لنا ؟ فقال ‪:‬‬


‫" قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في األرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار‬
‫فيوضع على أرسه فيجعل نصفين و يمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه‬
‫ما يصده ذلك عن دينه و اهلل ليتمن اهلل هذا األمر حتى يسير ال اركب من صنعاء‬

‫إلى حضر موت ال يخاف إال اهلل و الذئب على غنمه و لكنكم تستعجلون( " ‪.‬‬
‫) ‪(1‬‬

‫ج _الصبر يميز المؤمن من أدعياء األيمان‪:‬‬

‫)عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل )ﷺ) ‪:‬‬

‫" من يرد اهلل به خي اًر يصب منه " ( ‪.‬‬


‫) ‪(2‬‬

‫وق ال الن بي )ﷺ) ‪ ) :‬إن عظم الج ازء م ع عظم البالء و إن‬

‫اهلل إذا أحب قوماً أبتالهم فمن رضي فله الرضا و من سخط فله السخط ( ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫______________‬

‫‪ (1‬صحيح البخاري ‪ /‬باب من أختار الضرب و القتل و الهوان على الكفر ‪ ,‬رقم الحديث ‪:‬‬
‫‪6123 : 1/ 21 .‬‬

‫‪ (2‬صحيح البخاري ‪ /‬باب ما جاء في كفارة المرض ‪ ,‬رقم الحديث ‪115 / 1 : 5625 :‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ (3‬سنن الترمذي ‪ /‬محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك الترمذي أبو عيسى) ت‪:‬‬
‫‪211‬هـ( ‪ ,‬تحقي ق ‪ :‬بش ار ع واد مع روف ‪ ,‬دار الغ رب االس المي ‪ -‬ب يروت ‪ ) ,‬د ‪ .‬ط ( ‪,‬‬
‫باب ما جاء في الصبر على البالء ‪. 611 / 2 : 2316 ,‬‬

‫‪21‬‬

‫) ويق ول الش يخ عب د ال رحمن الس عدي رحم ه اهلل ‪ " :‬ف المؤمن اذا أبتلي‬
‫بمرض أو فقر أو نحوه من األع ارض التي كل أحد عرضة لها فإنه بإيمانه و بما‬
‫عن ده من القناع ة و الرض ا بم ا قس م اهلل ل ه تج ده قري ر العين ال يتطلب بقلب ه أم اًر‬
‫يقدر له ينظر إلى من هو دونه و ال ينظر إلى من هو فوقه و ربما ازدت بهجت ه و‬
‫س روره و ارحت ه على من ه و متحص ل على جمي ع المط الب الدنيوي ة إذ لم ي ؤت‬

‫القناعة( ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫) كم ا نج د ه ذا ال ذي ليس عن ده عم ل بمقتض ى االيم ان اذا أبتلى بش يء من‬

‫الفقر أو فقد بعض المطالب الدنيوية تجده في غاية التعاسة و الشقاء( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫د‪ -‬منزلة الصابرين ‪:‬‬

‫) عن أبي هري رة رض ي اهلل عن ه ق ال ‪ :‬ق ال رس ول اهلل )‬

‫ﷺ) ‪ " :‬ما ي ازل البالء بالمؤمن و المؤمنة في نفسه وولده و ماله‬

‫حتى يلقى اهلل تعالى و ما عليه خطيئة( " ‪.‬‬


‫) ‪(3‬‬

‫) و عن أبي هري رة رض ي اهلل عن ه أن رس ول اهلل )ﷺ)‬

‫قال ‪ :‬يقول اهلل تعالى‪ " :‬م ا ل ع ب دي ال م ؤ م ن ع ن دي ج از ء‪ ,‬إ ذا ق‬

‫‪24‬‬
‫ب ض ت ص ف ي ه م ن أ ه ل ال ُّد ن ي ا ث م ا حت س ب ه ‪ ,‬إ ال ال ج‬

‫نة "()‪. (2‬‬

‫_______________‬

‫‪ (1‬الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ‪ /‬أبو عبد اهلل عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اهلل بن محمد آل‬
‫سعدي )ت‪1316 :‬هـ( ‪ ,‬الجامعة االسالمية ‪ ,‬المدينة المنورة – المملكة العربية السعودية ‪,‬‬
‫ط ‪ 1211 , 2‬هـ ‪. 15 – 12 / 1 :‬‬
‫‪ (2‬الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ‪. 15 / 1 /‬‬
‫‪ (3‬س نن الترم ذي ت بش ار‪ /‬ب اب م ا ج اء في الص بر على البالء‪ ,‬رقم الح ديث‪:2311:‬‬
‫‪.2/161‬‬
‫‪ (2‬صحيح البخاري ‪ /‬باب العمل الذي يبتغى به وجه اهلل ‪ ,‬رقم الحديث‪. 11 / 6 : 6222 :‬‬

‫) وعن عائش ة رض ي اهلل عنه ا ‪ " :‬أنه ا س ألت رس ول اهلل )‬

‫ﷺ) عن الطاعون فأخبرها أنه كان عذاباً يبعثه اهلل تعالى على من‬

‫يش اء فيجعل ه اهلل رحم ة للمؤم نين فليس من عب د يق ع في الط اعون فيمكث في بل ده‬
‫صاب اًر محتسباً يعلم أنه ال يصيبه إال ما كتب اهلل له إال كان له مثل أجر الشهيد(‬

‫" ‪.‬‬
‫) ‪(1‬‬

‫) يق ول الش يخ ابن ع ثيمين رحم ه اهلل ‪ " :‬ففي ح ديث عائش ة رض ي اهلل عنه ا‬
‫دليل على فضل الصبر و االحتساب و ان االنسان اذا صبر نفسه في االرض التي‬

‫نزل فيها الطاعون و من ثم مات به كتب اهلل له مثل أجر الشهيد( " ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫‪25‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مجاالت الصبر أ‪-‬‬

‫الصبر على طاعة اهلل ‪:‬‬

‫) يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه اهلل ‪ " :‬أن يصبر االنسان على طاع ة اهلل‬
‫الن الطاعة ثقيلة على النفس تصعب على االنسان و كذلك ربما تكون ثقيل ة على‬
‫الب دن بحيث يك ون م ع االنس ان ش يء من العج ز و الش عب و ك ذلك أيض اً يك ون‬

‫فيها مشقة من الناحية المالية كمسألة الزكاة و مسألة الحج( " ‪.‬‬
‫) ‪(3‬‬

‫________________‬

‫‪ (1‬صحيح البخاري ‪ /‬باب أجر الصابر في الطاعون ‪ ,‬رقم الحديث ‪. 131 / 1 : 5132 :‬‬
‫‪ (2‬شرح رياض الصالحين ‪. 233 / 1 /‬‬
‫‪ (3‬شرح رياض الصالحين ‪. 112 / 1 /‬‬

‫ب‪ -‬الصبر على محارم اهلل ‪:‬‬

‫) وعن أنس رض ي اهلل عن ه ق ال ‪ :‬م ر الن بي)ﷺ) على ام أرة‬

‫تبكي عن د ق بر فق ال‪ " :‬اتقي اهلل و اص بري " فق الت ‪ :‬إلي ك ع ني ‪ ,‬فإن ك لم تص ب‬
‫بمص يبتي و لم تعرف ه فقي ل له ا ‪ :‬إن ه الن بي ص لى اهلل علي ه وس لم ف اتت ب اب‬

‫الن بي)ﷺ) فلم تج د عن ده ب وابين فق ال ‪ :‬لم أعرف ك فق ال‪ " :‬إنم ا‬

‫الصبر عند الصدمة االولى"( ‪.‬‬


‫) ‪(1‬‬

‫ج ‪ -‬الصبر على الدعوة و االمر بالمعروف و النهي عن المنكر ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫) و ق د أنكر األم ام عماد الدين الجماعيلي المقدس ي رحم ه اهلل على فساق و‬

‫كسر ما معهم فضربوه حتى غشي عليه( ‪.‬‬


‫)‪(2‬‬

‫) و قال الحافظ ابن كثير رحمه اهلل في تفسيره لقوله تعالى ‪ " :‬وا صب ر‬

‫عل ى ما أ صا ب ك " و اعلم ان االمر بالمعروف و الناهي عن المنكر ال بد‬

‫أن ينال ه من الن اس أذى فأم ده بالص بر و قول ه ‪ " :‬إ ن ذل ك م ن ع ز م ا أل‬

‫مو ر " أي ان الصبر على أذى الناس لمن عزم األمور ( ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫_____________‬

‫‪ (1‬شرح رياض الصالحين ‪ :‬باب الصبر ‪ ,‬رقم الحديث‪. 226 / 1 : 31 :‬‬


‫‪ (2‬سير أعالم النبالء ‪ /‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان بن قايمان الذهبي‬
‫)ت‪126:‬هـ( ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬مجموعة من المحققين بأش ارف الشيخ شعيب األرناؤوط ‪ ,‬مؤسسة‬
‫الرسالة ‪ ,‬ط ‪ 1215 , 3‬هـ ‪ 1165 -‬م ‪. 51 / 22 :‬‬
‫‪ (3‬تفس ير الق رآن العظيم ‪ /‬أب و الف داء اس ماعيل بن عم ر بن كث ير القرش ي البص ري ثم‬
‫الدمشقي ) ت‪112:‬ه( ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬سامي بن محمد سالمة ‪ ,‬دار طيبة للنشر والتوزيع ‪ ,‬ط‬
‫‪ 1221 , 2‬هـ ‪ 1111 -‬م ‪. 121 / 3 :‬‬

‫د‪ -‬الصبر حين البأس ‪:‬‬

‫) ق ال الن بي محم د )ﷺ)‪ " :‬ال تتمن وا لق اء الع دو و اس ألوا اهلل‬

‫العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا و اعلموا أن الجنة تحت ظالل السيوف( " ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫) يق ول الش يخ ابن ع ثيمين رحم ه اهلل ‪ " :‬ال واجب على االنس ان أن يقاب ل م ا‬
‫يحص ل من أذي ة الكف ار بالص بر و االحتس اب و انتظ ار الف رج وال يظن األم ر‬
‫ينتهي بسرعة و ينتهي بسهولة قد يبتل ى اهلل عز وجل المؤمنين بالكفار يؤذونهم‬
‫و ربما يقتلونهم كما قتلوا األنبياء ( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫‪27‬‬
‫هـ ‪ -‬الصبر عند المصيبة و الغضب ‪:‬‬

‫) عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي اهلل عنه قال ‪ :‬قال رسول اهلل‬

‫)ﷺ)‪ " :‬عجب اً ألم ر الم ؤمن إن أم ره كل ه ل ه خير و ليس ذل ك إال‬

‫للم ؤمن ‪ :‬إن أص ابته س ارء ش كر فك ان خي اًر ل ه و إن أص ابته ض ارء ص بر‬


‫فكان خي اًر له " ( ‪.‬‬
‫) ‪(3‬‬

‫)عن أنس رضي اهلل عنه قال ‪ :‬سمعت رسول اهلل )ﷺ) يقول‬

‫‪ :‬إن اهلل عز‬


‫وج ل ق ال‪ " :‬إ ذا ا بت ل ي ت ع ب دي ب حب ي بت ي ه ف ص ب‬
‫ر‪ ,‬ع و ضت ه م نه ما ال ج نة " يريد عينه‬

‫‪)(2).‬‬

‫______________‬

‫‪ (1‬س نن ابي داوود ‪/‬اب و داوود س ليمان ابن االش عث ابن اس حاق بن بش ير بن ش داد بن عم رو‬
‫االس دي السجس تاني )ت‪215:‬ه( ‪ ,‬تحقي ق‪ :‬محم د محي ال دين عب د الحمي د ‪ ,‬المكتب ة‬
‫العص رية ‪ ,‬ص يدا _ ب يروت ‪ ,‬ب اب في ك ارهي ة تم ني الع دو ‪ ,‬رقم الح ديث ‪: 2631 :‬‬
‫‪.3/22‬‬
‫‪ (2‬شرح رياض الصالحين ‪. 112 / 1 /‬‬
‫‪ (3‬صحيح مسلم ‪ /‬باب المؤمن أمره كله خير‪ ,‬رقم الحديث ‪. 2215 / 2 : 2111 :‬‬
‫‪ (2‬صحيح البخاري ‪ /‬باب فضل من ذهب بصره ‪ ,‬رقم الحديث ‪. 116 / 1 : 5653 :‬‬

‫) يق ول ش يخ االس الم ابن تيمي ة رحم ه اهلل ‪ :‬الص بر ص ب ارن ‪ :‬ص بر عن د‬


‫الغض ب ‪ ,‬و ص بر عن د المص يبة ‪ ,‬كم ا ق ال الحس ن ‪ :‬م ا تج رع عب د جرع ة أعظم‬

‫‪28‬‬
‫من جرعة حلم عند الغضب ‪ ,‬و جرعة صبر عند المصيبة ‪ ,‬و ذلك ألن أصل ذلك‬

‫هو الصبر على المؤلم و هذا هو الشجاع الشديد الذي يصبر على المؤلم( ‪.‬‬
‫) ‪(1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬األسباب المعينة على الصبر ‪:‬‬


‫المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اليقين بحسن الجازء ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫) و عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل‬

‫)ﷺ)‪" :‬عجب اً ألم ر الم ؤمن إن أم ره كل ه ل ه خ ير و ليس ذل ك ألح د‬

‫إال للم ؤمن إن أص ابته س ارء ش كر فك ان خي اًر ل ه و إن أص ابته ض ارء ص بر‬

‫فكان خي اًر له ( ‪.‬‬


‫) ‪(2‬‬

‫اليقين بالفرج‪.‬‬ ‫‪-3‬‬


‫االستعانة باهلل‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫) عن ابن عباس رضي اهلل عنهما قال ‪ :‬حسبنا اهلل و نعم الوكيل قالها اب ارهيم‬

‫)ﷺ) حين قالوا ‪ :‬إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ف ازدهم إيمان اً‬

‫و قالوا حسبنا اهلل ونعم الوكيل( ‪.‬‬


‫)‪(3‬‬

‫____________‬

‫‪ (1‬األمر ب المعروف والنهي عن المنك ر ‪ /‬تقي ال دين أب و العب اس أحم د بن عب د الحليم بن عبد‬
‫الس الم بن عب د اهلل بن أبي القاس م بن محم د ابن تيمي ة الح ارني الحنبلي الدمش قي )ت‪:‬‬
‫‪126‬هـ ‪ ,‬وازرة الش ؤون االس المية واألوق اف وال دعوة واالرش اد _ المملك ة العربي ة‬
‫السعودية ‪ ,‬ط ‪, 1‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ 1216‬هـ ‪. 22/ 1 ( :‬‬
‫‪ (2‬صحيح مسلم ‪ /‬باب المؤمن أمره كله خير ‪ ,‬رقم الحديث ‪. 2215 / 2 : 2111 :‬‬
‫‪ (3‬صحيح البخاري ‪ /‬باب ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ‪ ,‬رقم الحديث‪/ 6 : 2563 :‬‬
‫‪31‬‬
‫‪.‬‬

‫هـ _ االقتداء بأهل الصبر و العازئم‪.‬‬

‫ر_ االيمان بقدر اهلل‪:‬‬

‫) عن ابن عب اس رض ي اهلل عنهم ا ق ال ‪ :‬كنت خل ف الن بي )‬

‫ﷺ) يوماً فقال‬

‫‪ :‬أعلم أن األمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إال بشيء قد كتبه اهلل لك و‬
‫إن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إال بشيء قد كتبه اهلل علي ك رفعت‬

‫األقالم و جفت الصحف( ‪.‬‬


‫)‪(1‬‬

‫اربع ا ‪ :‬المعوقات عن الصبر‪:‬‬

‫أ_ االستعجال ‪:‬‬

‫) قال الرسول )ﷺ) ‪ :‬و اهلل ليتمن اهلل هذا األمر حتى يسير‬

‫ال اركب من ص نعاء إلى حض ر م وت ال يخ اف إال اهلل و ال ذئب على غنم ه و‬


‫لكنكم تستعجلون‬
‫‪)(2).‬‬

‫ب_ الغضب‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ج_ شدة الحزن والضيق‪.‬‬
‫د _ اليأس‪.‬‬

‫________________‬

‫‪ (1‬سنن الترمذي ت شاكر‪ /‬باب صفة القيامة والرقائق والورع ‪ ,‬رقم الحديث‪/ 2 : 2516 :‬‬
‫‪661 .‬‬

‫‪ (2‬ص حيح البخ اري ‪ /‬ب اب من اخت ار الض رب والقت ل واله وان على الكف ر‪ ,‬رقم الح ديث ‪:‬‬
‫‪:6123‬‬
‫‪21/1 .‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫" ثمارت الصبر "‬

‫المطلب األول ‪ :‬ثمارت الصبر و فضائله في القرآن الكريم ‪:‬‬

‫أن اهلل تعالى جعل االمامة في الدين منوطة بالصبر و اليقين قال تعالى ‪:‬‬

‫)) و ج ع ل ن ا م ن ه م أ ئ م ةً ي ه دو ن ب أ م ر ن ا ل م ا ص ب روا‬
‫و كا نوا ب آ يات نا يو ق نو ن (( ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫أن اهلل أخ بر أن الخ ير في الص بر مؤك داً ذل ك ب اليمين ق ال تع الى ‪ )) :‬ول ئ‬

‫ن ص ب رت م ل ه و خ ي ر ل ل صاب ري ن(( ‪.‬‬


‫) ‪(2‬‬

‫و من أعظم الخير فيه أن أجره ال يقدر و ال يحدد قال سبحانه ‪)) :‬إ ن ما‬

‫ي وف ى ال صاب رو ن أ ج ر ه م ب غ ي ر ح سا ب (( ‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫‪31‬‬
‫و أخبر اهلل جل و عال أنه يحب الصابرين قال تعالى‪ )) :‬والل ه ي ُّ‬
‫حب ال‬

‫صاب ري ن (( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫و أخ بر أن ه معهم فبالص بر ين ال العب د معي ة اهلل تع الى ق ال تع الى ‪ )) :‬وا‬

‫صب روا إ ن الل ه م ع ال صاب ري ن(( ‪.‬‬


‫)‪(5‬‬

‫________________‬

‫‪ (1‬سورة السجدة ‪ :‬آية ‪. 22 :‬‬


‫‪ (2‬سورة النحل ‪ :‬آية ‪. 126 :‬‬
‫‪ (3‬سورة الزمر ‪ :‬آية ‪. 11 :‬‬
‫‪ (2‬سورة آل عم ارن ‪ :‬آية ‪. 126 :‬‬
‫‪ (5‬سورة األنفال ‪:‬آية ‪. 26 :‬‬

‫وعلق اهلل تعالى الفالح على الصبر و التقوى فقال تعالى ‪ )) :‬يا أ ُّيه ا ال‬

‫ذي ن آ م ن وا ا ص ب روا و ص اب روا و ارب ط وا وات ق وا ال ل ه ل‬

‫عل ك م ت ف ل حو ن(( ‪.‬‬


‫) ‪(1‬‬

‫وأعطى الصابرين عند المصيبة ثالث بشائر كل واحدة منها عظيمة بذاتها‬
‫فقال تعالى ‪ )) :‬و ب ش ر ال ص اب ري ن ال ذي ن إ ذا أ صا ب ته م م‬
‫ص ي ب ة ق ال وا إ ن ا ل ل ه و ا ن ا إ ل ي ه ار ج ع و ن أ ول ئ ك‬
‫عل ي ه م صل وا ت م ن ر ب ه م و ر ح مة وأ ول ئ ك ه م ا ل‬

‫م هت دو ن(( ‪.‬‬
‫) ‪(2‬‬

‫وأخ بر أن ه بالص بر و التق وى معهم ا ال يض ر كي د الع دو و تس ليطه فق ال‬


‫تعالى‬
‫‪32‬‬
‫ضر ك م ك ي د ه م ش ًيئا‬
‫‪ )) :‬و ا ن ت صب روا وت ت ق وا ال ي ُّ‬
‫إ ن الل ه ب ما ي ع مل و ن م حيط (( ‪.‬‬
‫) ‪(3‬‬

‫و أخبر أن الفوز بالجنة و النجاة من النار إنما تنال بالصبر فقال تعالى ‪:‬‬

‫))إ ني ج ز يت ه م ا ل ي و م ب م ا ص ب روا أ ن ه م ه م ا ل ف ائ‬


‫زو ن(( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫و ان تدبر آياته و االنتفاع بها خص به أهل الصبر و الشكر فقال تعالى ‪:‬‬

‫)) إ ن في ذل ك آل ي ا ت ل ك ل ص با ر ش كو ر (( ‪.‬‬
‫)‪(5‬‬

‫و أخبر أن الصبر من أعالي األمور و أعظمها فقال تعالى ‪ )) :‬و ا ن ت‬

‫صب روا وت ت ق وا ف إ ن ذل ك م ن ع ز م ا أل مو ر(( ‪.‬‬


‫)‪(6‬‬

‫______________‬

‫‪ (1‬سورة آل عم ارن ‪ :‬آية ‪. 211 :‬‬


‫‪ (2‬سورة البقرة ‪ :‬آية ‪. 151 -155 :‬‬
‫‪ (3‬سورة آل عم ارن ‪ :‬آية ‪. 121 :‬‬
‫‪ (2‬سورة المؤمنون ‪ :‬آية ‪.111 :‬‬
‫‪ (5‬سورة اب ارهيم ‪ :‬آية ‪. 5 :‬‬
‫‪ (6‬سورة آل عم ارن ‪ :‬آية ‪. 166 :‬‬

‫وقال حكاية عن لقمان‪ )) :‬يا ب ن ي أ ق م ال ص الة و أ م ر ب ا‬


‫ل م ع رو ف وا ن ه ع ن ا ل م ن ك ر وا ص ب ر ع ل ى م ا أ ص ا ب‬
‫ك إ ن ذل ك م ن ع ز م ا أل مو ر(( ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ثمارت الصبر في السنة المطهرة‪:‬‬


‫‪33‬‬
‫) أخ بر الن بي )ﷺ) أن " الص بر ض ياء " ففي ح ديث ابي‬
‫)‬
‫مالك األشعري رضي اهلل عنه قال النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ " :‬الصبر ضياء"(‬
‫‪.‬‬ ‫‪(2‬‬

‫) و أخبر أنه من ابتلي بذهاب عينه فصبر فإن له الجنة‪ ,‬ع ن أ ن س ب‬

‫ن م ال ك ر ض ي ال ل ه ع ن ه ‪ ,‬ق ا ل‪ :‬س م ع ت )ﷺ)‬

‫ي ق و ل‪ " :‬إ ن ال ل ه ق ا ل‪ :‬إ ذا ا بت ل ي ت ع ب دي ب حب ي بت‬


‫ي ه ف ص ب ر‪ ,‬ع و ض ت ه م ن ه م ا ال ج ن ة " ي ري د‪ :‬ع ي ن‬
‫ي ه‪. ( ,‬‬
‫) ‪(3‬‬

‫) وكذلك من صبر على ذهاب حبيبته من قريب أو صديق فله الجنة ‪ ,‬ع ن‬

‫أ ب ي ه ر ي رة ‪ :‬أ ن ر س و ل ال ل ه )ﷺ) ق ا ل‪ " :‬ي ق‬

‫و ل الل ه ت عال ى‪ :‬م ا ل ع ب دي ال م ؤ م ن ع ن دي ج از ء‪ ,‬إ ذا‬


‫ق ب ض ت ص ف ي ه م ن أ ه ل ال ُّد ن ي ا ث م ا حت س ب ه ‪ ,‬إ ال ال‬
‫ج نة " ( ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫‪34‬‬
‫________________‬

‫‪ (1‬سورة لقمان ‪ :‬آية ‪. 11 :‬‬


‫‪ (2‬صحيح مسلم ‪ /‬باب فضل الوضوء ‪ ,‬رقم الحديث ‪. 213 /1 : 213 :‬‬
‫‪ (3‬صحيح البخاري ‪ /‬باب فضل من ذهب بصره ‪ ,‬رقم الحديث ‪. 116 / 1 : 5635 :‬‬
‫‪ (2‬ص حيح البخ اري ‪ /‬ب اب العم ل ال ذي يبتغي ب ه وج ه اهلل ‪ ,‬رقم الح ديث ‪/ 6 : 6222 :‬‬
‫‪. 11‬‬

‫‪35‬‬
‫) وأخ بر )ﷺ) أن ه من ص بر على ش دة المدين ة ن ال الش هادة‬

‫أو الش فاعة ل ه من ه )ﷺ) ‪ ,‬ع ن أ ب ي س عي د‪ ,‬م ول ى ا ل‬

‫م ه ر ي‪ ,‬أ نه جا ء أ ب ا س عي د ا ل خ د ر ي ل يال ي ا ل ح ر ة‪ ,‬ف‬

‫ا س ت ش ا ره في ا ل ج ال ء م ن ا ل م دي ن ة‪ ,‬و ش ك ا إ ل ي ه أ س‬

‫ع ا ر ه ا و كث رة ع ي ال ه‪ ,‬و أ خ ب ره أ ن ال ص ب ر ل ه‬

‫ع ل ى ج ه د ا ل م دي ن ة و أل وائ ه ا‪ ,‬ف ق ا ل ل ه ‪ :‬و ي ح ك ال‬

‫آ م ر ك ب ذل ك‪ ,‬إ ني س م ع ت ر س و ل ا هلل ص ل ى اهلل ع ل ي ه‬

‫و س ل م ي ق و ل‪ ":‬ال ي ص ب ر أ ح د ع ل ى أل وائ ه ا‪ ,‬ف ي م و‬

‫هيدا ‪ -‬ي و م ا ل ق يا م ة إ ذا‬


‫فيع ا ‪ -‬أ و ش ً‬
‫ت‪ ,‬إ ال ك ن ت ل ه ش ً‬
‫كا ن م سل ًما " ( ‪.‬‬
‫) ‪(1‬‬

‫) و ك ذلك ين ال ب ذلك تكف ير الس يئات ‪ ,‬و لو ص غرت المص يبة ‪ ,‬عن عائش ة‬

‫رض ي اهلل عنه ا ‪ ,‬زوج الن بي)ﷺ) ‪ ,‬ق الت ‪ :‬ق ال رس ول اهلل )‬

‫ﷺ) ‪ ":‬ما م ن‬

‫م ص ي ب ة ت ص ي ب ال م س ل م إ ال ك ف ر ال ل ه ب ه ا ع ن ه ‪,‬‬
‫حت ى ال ش و ك ة ي شا كه ا " ( ‪.‬‬
‫) ‪(2‬‬

‫) و أخ بر أن النص ر ق رين الص بر و مع ه ‪ ,‬عن ابن عب اس رض ي اهلل‬

‫عنهم ا ‪ ,‬ق ال الن بي )ﷺ) " وا ع ل م أ ن في ال ص ب ر ع ل‬


‫ى ما ت ك ره خ ي ًار كث ي ًار‪ ,‬وأ ن ال ن ص ر م ع ال ص ب ر‪,‬‬

‫وأ ن ا لف ر ج م ع ا ل ك ر ب‪ ,‬وأ ن م ع ا ل ع س ر ي س ًار ( ‪.‬‬


‫) ‪(3‬‬

‫_______________‬

‫‪ (1‬صحيح مسلم ‪ /‬باب الترغيب في سكنى المدينة و الصبر على ألوائها ‪ ,‬رقم الحديث ‪:‬‬
‫‪211: 2 / 1112 .‬‬

‫‪ (2‬صحيح البخاري ‪ /‬باب ما جاء في كفارة المرضى ‪ ,‬رقم الحديث ‪. 1/112 : 5621 :‬‬
‫‪ (3‬مس ند األم ام أحم د بن حنب ل ‪ /‬أب و عب د اهلل أحم د بن محم د بن حنب ل بن هالل بن أس د‬
‫الش يباني )ت‪221:‬هـ( ‪ ,‬تحقي ق ‪ :‬ش عيب األرن ؤوط – ع ادل مرش د و آخ رون ‪ ,‬مؤسس ة‬
‫الرسالة ‪ ,‬ط ‪ 1221 ,1‬هـ ‪ 2111 -‬م ‪ ,‬رقم الحديث ‪. 16 / 5 : 2613 :‬‬

‫‪31‬‬

‫الخاتمة‬
‫الحم د هلل ال ذي بنعمت ه تتم الص الحات وال ذي على يدي ه ت دوم الخي ارت‬
‫والص الة والس الم على فض ل الخل ق محم د وعلى آل ه وص حبه ال غ ر المي امين‬
‫واالئمة الطاهرين صالةً وسالماً يدومان ما دامت االرض والسماوات ‪.‬‬

‫ام ا بع د ‪ ...‬من نعم اهلل تع الى وفض له علين ا كمس لمين ان زل الين ا ش ريعة‬
‫االس الم وحثن ا على اتباعه ا وبين لن ا فيه ا دروب النج اة وط رق الص الح وكيفي ة‬
‫تربية النفس تربية صحيحة حسب ما يتطلبه الشرع االسالمي‪.‬‬

‫إن هذا الموضوع )اثر الصبر في بناء النفس المس لمة ( من خالل م ارجعتي‬
‫واطالعي على كث ير من المص ادر وج دت ه ذا البح ر الفي اض ال ذي ال ينض ب وال‬
‫‪37‬‬
‫يمكن ان ي ترك او يغف ل عن ه لم ا ل ه من اث ر كب ير في ص الح النفس وس مو ال روح‬
‫وجم ال الس ريرة ‪ ,‬وبع د االطالع وم ارجع ة الكث ير من المص ادر في رحل ة اتم ام‬
‫البحث توصلت الى عدة نتائج وتوصيات كان من الالزم توضيحها وذكرها‪.‬‬

‫أما أهم النتائج فهي اآلتي‪:.‬‬


‫‪ (1‬الصبر من اهم الوسائل في تقوية عزيمة الروح وتثبيت النفس وتعويدها على‬
‫التحمل‪.‬‬
‫‪ (2‬بناء النفس ال يكون بالتمني وانما يكون بالمثابرة ومجاهدة النفس وكبح جماح‬
‫شهواتها‪.‬‬
‫‪ (3‬المسلمون بحاجة ماسة للصبر فهو اول ما يساعدهم في تقوية عزيمتهم وحفض‬
‫نفوسهم من الزلل‪.‬‬
‫أما التوصيات فهي كاآلتي‪:.‬‬
‫‪ (1‬وجوب د ارسة الموضوع )اثر الصبر( بشكل موسع وكثيف حتى يتبين للمرء‬
‫كل جوانبه‪.‬‬
‫‪ (2‬ضرورة معرفة معنى الصبر وكل معنى يؤدي اليه حتى ال يلتبس االمر‪.‬‬
‫و آخر دعوانا ان الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫مصادر ومراجع‬
‫‪ _1‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ _2‬االم ر ب المعروف والنهي عن المنك ر ‪ /‬تقي ال دين اب و العب اس احم د بن عب د‬
‫الحليم بن عبد السالم بن ابي القاسم بن محمد بن تيمية الحنبلي الدمشقي )ت‪:‬‬
‫‪126‬ه( ‪ ,‬وازرة االوق اف والش ؤون االس المية ال دعوة واالرش اد _ الس عودية ‪,‬‬
‫الطبعة االولى ‪1216 ,‬ه‪.‬‬
‫‪ _3‬التعريفات ‪ /‬علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني )ت‪616 :‬ه( ‪,‬‬
‫تحقي ق ‪ :‬مجموع ة من العلم اء ‪ ,‬دار الكتب العلمي ة _ ب يروت ‪ ,‬الطبع ة االولى _‬
‫‪1213‬ه‪.‬‬
‫‪ _2‬التعريفات الفقهية ‪ /‬محمد عميم االحسان المجددي البركتي ‪ ,‬دار الكتب العلمية‬
‫_ بيروت ‪ ,‬الطبعة االولى _ ‪1222‬ه‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ _5‬تفسير القرآن العظيم ‪ /‬ابو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري‬
‫الدمش قي )ت‪112 :‬ه( ‪ ,‬تحقي ق‪ :‬س امي بن محم د بن س المة ‪ ,‬دار طيب ة للنش ر ‪,‬‬
‫الطبعة الثانية _ ‪1111‬م‪.‬‬
‫‪ _6‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان ‪ /‬عبد الرحمن بن ناصر بن عب د‬
‫اهلل الس عدي )ت‪1316 :‬ه( ‪ ,‬تحقي ق‪ :‬عب د ال رحمن بن معال اللويح ق ‪ ,‬مؤسس ة‬
‫الرسالة _ )د ‪ .‬م( ‪ ,‬الطبعة االولى _ ‪1221‬ه‪.‬‬
‫‪ _1‬الج امع المس ند الص حيح المختص ر من ام ور رس ول اهلل وس ننه وايام ه =‬
‫صحيح البخاري‪ /‬محمد بن اسماعيل ابو عبد اهلل البخاري )ت‪256 :‬ه( ‪ ,‬تحقيق‪:‬‬
‫محم د زه ير بن ناص ر الناص ر ‪ ,‬دار ط وق النج اة _ الق اهرة ‪ ,‬الطبع ة االولى _‬
‫‪1222‬ه‪.‬‬
‫‪ _6‬ال درر الس نية في االجوب ة النجدي ة ‪ /‬مجموع ة من العلم اء ‪ ,‬تحقي ق ‪ :‬عب د‬
‫الرحمن بن محمد بن قاسم النجدي ‪) ,‬د ‪ .‬م( ‪ ,‬الطبعة السادسة _ ‪1211‬ه‪.‬‬
‫‪ _1‬سنن الترمذي ‪ /‬محمد بن عيسى بن سورة بن موسى الضحاك الترمذي )ت‪:‬‬
‫‪211‬ه( ‪ ,‬تحقيق ‪ :‬بشار عواد معروف ‪ ,‬دار الغرب االسالمي _ بيروت ‪) ,‬د ‪.‬‬
‫ط( _ ‪1116‬م‪.‬‬
‫‪ _11‬سير اعالم النبالء ‪ /‬شمس الدين ابو عبد اهلل محمد بن احمد بن عثمان بن‬
‫قايم از ال ذهبي )ت‪126 :‬ه( ‪ ,‬تحقي ق ‪ :‬ش عيب االرن اؤوط ‪ ,‬مؤسس ة الرس الة ‪,‬‬
‫الطبعة الثالثة _ ‪1215‬ه‪.‬‬
‫‪ _11‬ش رح ري اض الص الحين ‪ /‬محم د بن ص الح بن محم د الع ثيمين )ت‪:‬‬
‫‪1221‬ه(‬
‫‪ ,‬دار الوطن _ الرياض ‪ ,‬الطبعة االولى _ ‪1226‬ه‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ _12‬ع دة الص ابرين وذخ يرة الش اكرين ‪ /‬محم د بن ابي بك ر بن اي وب بن س عد‬
‫ش مس ال دين ابن قيم الجوزي ة )ت‪151 :‬ه( ‪ ,‬دار ابن كث ير _ دمش ق ‪ ,‬ب يروت ‪,‬‬
‫ومكتبة دار الت ارث العربي _ السعودية ‪ ,‬الطبعة الثالثة _ ‪1211‬ه _ ‪1161‬م‪.‬‬
‫‪ _13‬العين ‪ /‬ابي عب د ال رحمن الخلي ل بن احم د ال ف ارهي دي )ت‪111 :‬ه( ‪,‬‬
‫تحقيق‪ :‬مهدي المخزومي واب ارهيم السام ارئي ‪ ,‬دار احياء الت ارث العربي _‬
‫بيروت ‪ ,‬الطبعة الثانية _ ‪1226‬ه ‪.‬‬
‫‪ _12‬الق اموس المحي ط ‪ /‬مج د ال دين محم د بن يعق وب الف يروز اب ادي )ت‪:‬‬
‫‪611‬ه( ‪ ,‬تحقي ق ‪ :‬محم د نعيم العرقوس ي ‪ ,‬مؤسس ة الرس الة _ ب يروت ‪ ,‬الطبع ة‬
‫الثامنة _ ‪1226‬ه _ ‪2115‬م‪.‬‬
‫‪ _15‬لسان العرب ‪ /‬ابي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور االفريقي‬
‫المصري )ت‪111 :‬ه( ‪ ,‬دار صادر _ بيروت ‪ ,‬الطبعة الثالثة _ ‪1212‬ه ‪.‬‬
‫‪ _16‬مختار الصحاح ‪ /‬زين الدين ابو عبد اهلل محمد بن ابي بكر بن عبد القادر‬
‫ال ارزي )ت‪666 :‬ه( ‪ ,‬تحقي ق ‪ :‬ي وس ف الش يخ محم د ‪ ,‬المكتب ة العص رية ‪-‬‬
‫الدار النموذجية _ بيروت ‪ -‬صيدا ‪ ,‬الطبعة الخامسة _ ‪1221‬ه‪.‬‬
‫‪ _11‬مسند االمام احمد بن حنبل ‪ /‬ابو عبد اهلل احمد بن محمد بن حنبل بن هالل‬
‫بن اسد الشيباني )ت‪221 :‬ه( ‪ ,‬تحقيق‪ :‬شعيب االرنؤوط ‪ -‬عادل مرشد ‪ ,‬مؤسسة‬
‫‪.‬‬ ‫الرسالة الطبعة االولى _ ‪1221‬ه‬

‫‪ _16‬المس ند الص حيح المختص ر بنق ل الع دل عن الع دل الى رس ول اهلل )‬

‫ﷺ) = ص حيح مس لم ‪ /‬مس لم بن حج اج القريش ي النيس ابوري )ت‪:‬‬

‫‪261‬ه( ‪ ,‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي ‪ ,‬دار احياء الت ارث العربي _ بيروت ‪,‬‬
‫)د ‪ .‬ط( ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ _11‬المعجم االوس ط ‪ /‬س ليمان بن احم د بن اي وب بن مط ير اللخمي الش امي اب و‬
‫القاسم بن اب ارهيم ‪ ,‬دار الحرمين _ القاهرة ‪) ,‬د ‪ .‬ط( ‪) ,‬د ‪ .‬ت(‪.‬‬
‫‪ _21‬المعجم الوس يط ‪ /‬مجم ع اللغ ة العربي ة في الق اهرة ) اب ارهيم مص طفى ‪,‬‬
‫احمد الزيات ‪ ,‬حامد عبد القادر ‪ ,‬محمد النجار( ‪ ,‬دار الدعوة _ القاهرة ‪) ,‬د ‪ .‬ط(‬
‫‪),‬د‬
‫‪ .‬ت(‪.‬‬
‫‪ _21‬الموس وعة الفقهي ة الكويتي ة ‪ /‬مجموع ة من الم ؤلفين ‪ ,‬وازرة االوق اف‬
‫والشؤن االسالمية _ الكويت ‪ ,‬الطبعة االولى _ ‪1221‬ه‪.‬‬
‫‪ _22‬النهاي ة في غ ريب الح ديث واالث ر ‪ /‬مج د ال دين اب و الس عادات المب ارك بن‬
‫محم د بن محم د بن محم د ابن عب د الك ريم الج زري )ت‪616 :‬ه( ‪ ,‬تحقي ق ط اهر‬
‫احمد ال ازوي _ محمد الطناحي ‪ ,‬دار الكتب العلمية _ بيروت ‪) ,‬د ‪ .‬ط(‪.‬‬
‫‪ _23‬الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ‪ /‬ابو عبد اهلل عبد الرحمن بن ناصر بن عبد‬
‫اهلل بن محمد آل سعدي )ت‪1316 :‬ه( ‪ ,‬الجامعة االسالمية _ السعودية ‪ ,‬الطبعة‬
‫الثانية _ ‪1211‬ه‪.‬‬

‫‪42‬‬

You might also like