You are on page 1of 49

●● ●

1
●● ●
‫احلمد هلل الفتاح وحده‪ .‬العليم اخلبري؛ القائل‪:‬‬
‫ﭙﯓﯔﯕﯖﯗﯘﭘ ( )‪ُ ،‬‬
‫والصالةُ على عبدِه‬
‫وحبيبهِ النيب األمي‪ ،‬فاتحِ باب العلمِ وعنيِ اليقني‪،‬‬
‫خامتِ األنبياء واملرسلني ـ عليه وعليهم أمجعني‪،‬‬
‫وعلى أهل بيته وأصحابه وأتباعه ـ أهل الصدق‬
‫والصفا والوفا ـ وسلِّم وبارك إىل يوم الدين يا رب‬
‫العاملني‪.‬‬
‫أمَّــا بعـدُ‪ :‬فقــد لــا اهلل تعــاىل‪ :‬ﭙﯬ ﯭ‬
‫ﯮ ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ ﯶﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ‬
‫ﯼ ﯽﯾﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﰆ ﰇ‬
‫ﰈ ﰉﰊﰋ ﰌﰍ ﭘ (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬سورة التكوير‪.‬‬


‫(‪ )2‬سورة األنعام‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فمــن بــاب األمانــو واةبــو ـ ألهــل العقيــدة‬
‫واإلنابــو والــدعوة‪ ،‬نطــرح هــ ا التؤــامل املهــم‬
‫وحماولني اإلجابـو عنـه فنقـو ‪ :‬هـل عنـدذ تا ِ اهلل‬
‫غيبٌ؟ وهل يذعْلمُ ـ جذـلَّ وعال ـ كلُّ الغيبِ؟ وهل‬
‫يُحيطُ باجلزئيـا ب اتـهِ األلـدو؟ وهـل أنَّ اهلل ـ‬
‫سبحانه وتعاىل ـ يُعلِّم عبادذه الغيبذ أم ال يُعلّم ؟‪.‬‬
‫فنقو وبـاهلل التوفيـ ‪ :‬إن اجلـواب علـى هـ ه‬
‫التؤاملال املهمو حيمل أوجه عدة‪.‬‬
‫الوجه األو ‪ :‬إن اهلل ليس عنده غيبٌ فكـلُّ مـا‬
‫يف الكون من خزائن وجزئيا ٍ فهو معلومٌ ومشاهذدٌ‬
‫عندهُ ـ سبحانه ـ لبل تكوينه وبعد وجـودهِ؛ لقولـه‬
‫تعــــاىل‪ :‬ﭙﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬

‫ﮩﮪﮫﮬ ﭘ (‪ ،)1‬فمــا كــان غيبــا لبــل‬

‫(‪ )1‬سورة الحشر‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫اهلل األلدو ــ تذبـارك‬ ‫الوجود فهو معلومٌ عند تا‬
‫ربنا وتعاىل وتقدو ـ وما كـان بعـد الوجـودِ فهـو‬
‫معلومٌ ومُشاهدٌ أيضا ـ وه ا ظاهرٌ باإلدراك لنـا مـا‬
‫نذراهُ وما ال نذراهُ وهو موجودٌ؛ لقوله تعـاىل‪ :‬ﭙﭧ‬

‫ﭨﭩﭪﭫﭘ ‪ ،‬ولا سبحانه وتعاىل‪ :‬ﭙ ﮎ ﮏ ﮐ‬


‫(‪)1‬‬

‫ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ‬
‫ﮫ ﮬ ﭘ (‪ ، )2‬فاألشــياءُ ثالثــوٌ‪ :‬اجلهــرُ‪ ،‬والؤــرُّ‪،‬‬
‫واألخفى؛ فه ه األمور عنده ـ جلَّ وعـال ـ معلومـوٌ‬
‫ومشاهدةٌ ظاهرا وباطنا؛ كما لـا سـبحانه وتعـاىل‪:‬‬
‫ﭙﯴ ﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽﯾﭘ(‪،)3‬‬

‫ولــــــــــــــا تعــــــــــــــاىل‪ :‬ﭙﮋ ﮌ‬

‫(‪ )1‬سورة النحل‪.‬‬


‫(‪ )2‬سورة طه‪.‬‬
‫(‪ )3‬سورة الحديد‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ﮍﮎﮏﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞﮟﭘ (‪.)1‬‬
‫إتن‪ :‬فالغيـبُ عِنـدذهُ ـ جــلَّ وعــال ـ مُشذــاهذدٌ؛‬
‫واملشــاهذدُ عنــدنا وهــو‪ :‬الكــونُ‪ ،‬أظه ـرذهُ اهلل تعــاىل‬
‫للوجود؛ فهو مُشاهذدٌ بكل جزئياتهِ عند تاتهِ األلدو‬
‫ـ جذلَّ جال العليم اخلبري‪ ،‬مع استغنائه املطل عما‬
‫خل ‪ ،‬ال إله إال هو امللك القـدوو‪ ،‬القائـل‪ :‬ﭙ ﭡ‬

‫ﭢ ﭣﭤﭥ ﭦ ﭧﭨﭘ ( )‪ ،‬فالغي ـبُ‬


‫عِندذنا‪ ،‬مع وجوب اإلميان به؛ كما لـا احلـ ُ جلّـ ْ‬

‫(‪ )1‬سورة الرعد‪.‬‬


‫(‪ )2‬الشورى‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫عذظمتُـــــــــــهُ‪ :‬ﭙﭞﭟﭠﭡ ﭢ ﭣ‬

‫ﭤﭥﭘ (‪.)1‬‬
‫الوجــه النــاني‪ :‬لولــه تعــاىل‪ :‬ﭙﯬ ﯭ‬
‫ﯮﰍﭘ (‪ ، )2‬فمعناه خزائنهُ ومعلوماتـهُ ــ ومجـعُ‬
‫مذفتذحْ بفتح امليم وهو املخزن أو مـا يتوصـل بـه إىل‬
‫املغيبا ‪ ،‬وهو مؤتعارٌ من املفـاتح الـ ه هـو مجـعُ‬
‫مِفــتذح بالكؤــر وهــو املفتــاح ويايــده بقــراءة‬
‫ﭙمفاتيحﭘومعنـى تلـك‪ :‬أنـه املتوصـل إىل املغيبـا‬
‫اةيط عِلمهُ بـها ـ بكل غيبٍ ب اته األلدو ـ جلَّ‬
‫وعــــــال؛ لقولــــــه ســــــبحانه وتعــــــاىل‪:‬‬

‫ﭙﯺﯻﯼﯽﰍﭘ (‪ ،)3‬وهــــو مبالغـــوٌ يف‬


‫إحاط ـوِ علم ـهِ باجلزئيــا ِ‪ ،‬لقولــه تعــاىل‪ :‬ﭙ ﰑ‬
‫(‪ )1‬سورة البقرة‪.‬‬
‫(‪ )2‬سورة األنعام‪.‬‬
‫(‪ )3‬سورة األنعام‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫ﰒﰓﰔﰕﰖﰗ ﰘﭘ (‪ ، )1‬فهــو دليـلٌ آخــر‬
‫على كونه تعاىل عاملا باجلزئيا ِ‪ ،‬ولا أيضا ـ تبارك‬
‫وتعـــــــــاىل‪ :‬ﭙﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬

‫ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬
‫ﯻﯼﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ‬
‫ﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﭘ (‪.)2‬‬
‫روى البخاره‪ :‬أن الـنيب ‪ ‬لـا ‪ :‬إن اهلل يصننُ‬
‫كننل نننانُ ون ننعته‪ ،‬وتـــال بعضـــهم عنـــد تلـــك‪:‬‬
‫ﭙﯕﯖﯗﯘﯙﭘ (‪ ،)3‬فأخرب أن الصناعا‬
‫وأهلها خملولو (‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬سورة الجن‪.‬‬


‫(‪ )2‬سورة يونس‪.‬‬
‫(‪ )3‬سورة الصافات‪.‬‬
‫(‪(( )4‬خلننف افع نناا العب ننا )) لإلمننام اما ننر ال ح نندبان ام ن عب ننداهلل مح نند مننن إسن ن اعال م ننن إمن نرا ا‬
‫ن علا ننه رل ن ن اهلل الب ننارع (ت‪ 256‬ن ن ) ص(‪(( ،)46‬ف ننتب الب ننارع ش ننري ن ننحاب‬ ‫البخ ننارع‬
‫البخ ن ننارع)) ألمن ن ن الفض ن ننل ال ن نند م ن ننن علن ن ن م ن ننن لج ن ننر الع ن ننق ن الش ن ننافع (ت‪ 252‬ن ن ن)‬
‫(‪(( ،)492/13‬تنناريب مانندا )) ألل نند مننن عل ن امننو مكننر الخدا ن البانندا ع (ت‪ 463‬ن ن)=‬
‫‪7‬‬
‫فؤبحان ال ه ال يبعـدُ وال يغيـبُ عـن علمـهِ‬
‫الشامل منقا ُ ترةٍ يف األرض وال يف الؤماء‪ ،‬فكيفذ‬
‫يغيبُ عن جاللِهِ وجذمالِـهِ األلـدو ـ أفعـا ُ عبـادِهِ‬
‫وأحــــــوا ُ أحبابِــــــهِ ‪ ،‬لــــــا تعــــــاىل‪:‬‬
‫()‬
‫ﭙﰕﰖﰗﰘﰙﭘ‬

‫ـ ثم لفظ ﭙمفاتحﭘ ميكن أن يكـون املـراد منـه‬


‫املفاتيح وميكن أن يراد منه اخلـزائن؛ ويف البالغـو‪:‬‬
‫(يُ كرُ اللفظُ القرآنيُ ويُرادُ بـه أكنـر مـن معنـى)‪،‬‬
‫(بــل لــد يُـ كرُ اللفـظُ ويُـرا ُد بــه بكــل معانيــه)‪.‬‬
‫اا ـ تكر اإلمـام الـرا ه يف ((تفؤـريه)) عـن اييـو‬
‫الشريفو لائال‪ :‬أمّا على التقـدير األو ‪ :‬فقـد جعـل‬
‫للغيب مفاتيح على طريـ االسـتعارة ألن املفـاتيح‬

‫=(‪(( ،)31/2‬تن ن نناريب مشن ن ننف)) عل ن ن ن من ن ننن الح ن ن ننن من ن ننن ب ن ن ن اهلل من ن ننن ع ن ن نناكر الدمشن ن ننق‬
‫(ت‪ 571‬ن)(‪.)93/52‬‬
‫(‪ )1‬سورة مح د‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫يتوصــل بـــها إىل مــا يف اخلــزائن املؤــتوث منهــا‬
‫باألغالق واأللفـا فالعـاب بتلـك املفـاتيح وكيفيـو‬
‫استعماهلا يف فتح تلك األغالق واأللفـا ميكنـه أن‬
‫يتوصل بتلك املفاتيح إىل ما يف تلك اخلزائن‪.‬‬
‫(وهلل املنــل األعلــى)( ) فكــ لك ههنــا احلــ‬
‫عرب عن هـ ا‬ ‫سبحانه ملا كان عاملا جبميع املعلوما‬
‫املعنى بالعبارة امل كورة‪ ،‬ولرئ ﭙمفاتيحﭘ‪.‬‬
‫وأما على التقدير الناني‪ :‬فاملعنى‪ :‬وعنده خزائن‬
‫الغيب‪ .‬فعلـى التقـدير األو يكـون املـراد العلـم‬
‫بالغيب‪ ،‬وعلى التقدير الناني املراد منه القدرة على‬
‫كـــل املمكنـــا ؛ كمـــا يف لولـــه‪ :‬ﭙﭼﭽ ﭾ ﭿ‬

‫ﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﭘ (‪ ،)2‬وللحكماء‬

‫من ال ؤلف‪.‬‬ ‫(‪( )1‬وهلل ال ثل األعلى) ذه الزيا ة لا ت من النص‪ ،‬مل‬


‫(‪ )2‬سورة الحجر‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫يف تفؤــري ه ـ ه اييــو كــالم ع يــب مفــر علــى‬
‫أن العلـم بالعلـو علـو‬ ‫أصوهلم فإنهم لالوا‪ :‬ثبـ‬
‫للعلم باملعلو وأن العلم بـاملعلو ال يكـون علـو‬
‫ه ا فنقو ‪ :‬املوجـود‬ ‫للعلم بالعلو‪ .‬لالوا‪ :‬وإتا ثب‬
‫إما أن يكون واجبا ل اته‪ ،‬وإما أن يكون ممكنا ل اته‪،‬‬
‫والواجب ل اته ليس إال اهلل سبحانه وتعاىل‪ .‬وكـل‬
‫ما سواه فهو ممكن ل اته‪ ،‬واملمكن ل اتـه ال يوجـد‬
‫إال بتأثري الواجب ل اته وكل ما سوى احل سبحانه‬
‫فهو موجود بإجياده كائن بتكوينه والع بإيقاعـه‪ .‬إمـا‬
‫بغري واسطو وإما بواسطو واحدة وإما بوسائط كنرية‬
‫مـن عنـده طـوال وعرضـا‪ .‬إتا‬ ‫على الرتتيب النا‬
‫ه ا فنقو ‪ :‬علمه ب اته يوجـب عملـه بـاألثر‬ ‫ثب‬
‫األو الصادر منـه‪ ،‬ثـم علمـه بـ لك األثـر األو‬
‫يوجب علمه بـاألثر النـاني؛ ألن األثـر األو علـو‬

‫‪11‬‬
‫لريبو لألثر النـاني‪ .‬و لـد تكرنـا أن العلـم بالعلـو‬
‫يوجب العلم باملعلو ‪ ،‬فبه ا علم الغيب لـيس إال‬
‫علم احل ب اته املخصوصو ثم حيصل له من علمه‬
‫ب اته علمه بايثار الصادرة عنه على ترتيبها املعترب‪،‬‬
‫وملا كان علمه ب اته ب حيصل إال ل اته ال جرم صح‬
‫أن يقا ‪ :‬ﭙﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲﯳﭘ‪ .‬اهـ(‪.)1‬‬
‫الوجه النالث‪ :‬إن اإلحاطـو جبميـع الغيـبِ ال‬
‫تكون إال هلل وحده ـ جذلَّ جذاللـهُ وعـمَّ نوالـهُ‪ ،‬وإتا‬
‫شاء ب اتهِ عذلَّم؛ ل لك فإن الشـرائع واألديـان مـن‬
‫وحيهِ وتعليمهِ ـ عزَّ و جذل‪ .‬وإتا لُلنا ال يذعْلمُ ﴿الغيبَ‬
‫إِلَّا اللَّه﴾‪:‬ـ أه ال يذعْلمُ ب اتهِ الغيبذ حقيقو استغراليو‬
‫باإلحـاطوِ واجلـزء إال اهلل ـ جلَّ يف عـاله؛ وإتا شـاء‬
‫عذلَّمذ‪ ،‬وهـو علـمٌ عطـائيٌ مكتؤـب مـن اهلل تعـاىل‬

‫(‪(( )1‬التف ننار الكباننر)) ألم ن مح نند مننن الح ننن مننن الح ننان التا ن البكننرع ((الفخننر ال نرا ع))‬
‫(ت‪ 616‬ن) (‪.)9/13‬‬
‫‪11‬‬
‫لبعض عباده منـل األنبيـاء ـ علـيهم الؤـالم؛ لـا‬
‫تعـــــــاىل‪ :‬ﭙﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ‬
‫ﯺ ﯻﯼﯽﭘ (‪ )1‬وإتا ك ـان احل ـ ُ ـ تذبــارك‬
‫وتعاىل ـ ال يُعلِّمُ أحدا‪ ،‬فمن أين جاء شرائعُ اهلل!‬
‫فيتحو األمرُ إىل فكرٍ بشره ولواننيذ وضعيوٍ باطلوٍ‬
‫ضالو؛ مع العلم أن اهلل لد أتِنذ بـالفتح برمحتـهِ مـن‬
‫الغيب بإتنه وحده ـ جـلَّ وعـال ــ لقولـه تعـاىل‪:‬‬
‫ﭙﯢﯣﯤﯥﯦ ﯧﯨﯾﭘ (‪ ،)2‬مبعنى يذعلمُ ما‬
‫مضــى ومــا بقــى وهــو غيــبٌ‪ ،‬ولــا تعــاىل‪:‬‬
‫ﭙﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ ﯰﯱ ﯾﭘ (‪ ،)3‬وهي‬
‫اإلحاطوُ مبعلوماتهِ التامو ب اتهِ األلدو؛ وال يعـرُُ‬
‫كلَّ املعرفوِ عن تا ِ اهلل األلدو إال تاتُه ـ تقدس‬

‫(‪ )1‬سورة يوسف‪.‬‬


‫(‪ )2‬سورة البقرة ‪.‬‬
‫(‪ )3‬سورة البقرة ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫أمســـــاءهُ وصـــــفاتهُ ‪ ،‬كمـــــا لـــــا تعـــــاىل‪:‬‬
‫ﭙﯦﯧﯨﯩﯪﭘ)‪ (1‬وما عذلِمـ ذ عـن تاتــهِ‬
‫فمن تاتهِ ـ تذبارك رذبُنا وتذعاىل وتذقدو‪ ،‬عـن طريـ‬
‫وحيهِ ـ جلَّ وعال ـ وأنبياءهِ ورسلهِ ـ عليهم الؤالم‬
‫ـــــ وسُــــبلِ هدايتــــهِ؛ لقولــــه تعــــاىل‪ :‬ﭙﯮﯯ‬
‫ﯰﯱ ﯾﭘ‪ ،‬وه ا التعليم ليس لعموم الغيب ـ أه‬
‫اإلحاطو؛ ألن اهلل ‪ ‬هو املتفـردُ باالحاطـوِ بالغيـب‬
‫علمـا؛ ألن العلـمذ بكــل شــيء مــن صــفا احلـ‬
‫ســـبحانه‪ .‬لـــا تبـــارك وتعـــاىل‪ :‬ﭙﯺﯻﯼ‬
‫ﯽﯾﭘ(‪)2‬؛ وبعض الغيب مبشيئته سبحانه‪ ،‬يكون‬
‫على لدر مؤتح األمر اإلهلي ولـهُ‪ :‬ثالثـوُ مراتـبذ‬
‫لتعليمِ الغيبِ ‪:‬‬

‫(‪ )1‬سورة طه‪.‬‬


‫(‪ )2‬سورة الحديد‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫املرتبــوُ األوىل[الرســالوُ]؛ واملرتبــوُ النانيــو‪:‬‬
‫[القلبُ]؛ واملرتبوُ النالنو‪[ :‬القلمُ]‪.‬‬
‫أمــا املرتبــوُ األوىل فهــي‪ :‬الرســالوُ‪ ،‬والــن‬
‫الشريف مبني هل ا احلكم‪ ،‬لا تعاىل‪ :‬ﭙﯽﯾ ﯿ‬
‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉﰊﭘ ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬

‫فالرسو يُـوحى إليـه عـن ربـ ِه ـ تذبـارك وتعـاىل ـ‬


‫بواسطو جربيلذ ‪ ‬بشريعو األديان‪ ،‬ومنها شـريعوُ‬
‫اإلسالمِ اجلامعو اخلامتو‪ ،‬ومنهُ بغري واسـطو جربيـلذ؛‬
‫ألن جربيلذ ‪ ‬هو الشاهدُ يف الواسطي لألحكـام‬
‫على العموم‪ ،‬وما ولعذ ملوسى النيب ‪ ‬مـن كـالم‬
‫القـران اييـد؛‬ ‫الله بغري الواسطي شاهدٌ يف آيـا‬
‫أمساءهُ وصفاته ـ حلبيبهِ حممّـدٍ‬ ‫ومنهُ كالمهُ ـ تذقدذس‬
‫ومصطفاه ـ صلوا ُ ربي عليه وسالمه‪ ،‬يف املعـرا‬

‫(‪ )1‬سورة الجن ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫و مبا أُمر عن ربه ‪ ‬بالصالة بغري واسطو جربيـل‬
‫‪ .‬واعلم‪ :‬أن الوحيذ نوعان‪ :‬وحيُ تكريمٍ‪ ،‬ووحيُ‬
‫تبليغٍ‪ .‬أما وحيُ التكريمِ فهو‪ :‬أن يكلم اهللُ حممدا ‪‬‬
‫بدون واسطوٍ‪ ،‬وهو أكرم من وحي التبليغ‪ ،‬ولكنه ال‬
‫يصحُ أن يكون مؤتندا لألحكام لعدم شاهدٍ بينه يف‬
‫الواسطي؛ ووحيُ التبليغِ وهـو‪ :‬أن يُنذـز ذ اهللُ آياتـهِ‬
‫بواســطوِ جربيــلذ ‪ ‬فيصــحُ أن يكــونذ مأخــ ا‬
‫لألحكام ـ لوجودِ الشاهدِ فيها وهـو جربيـلُ ‪.‬‬
‫وما ولع لرسو ِ اهللِ حممّدٍ ‪ ‬عن الصالةِ فهو‪ :‬وحيُ‬
‫تكريمٍ وتبليغ؛ فقد أُمـر ‪ ‬بالصـالة يف املعـرا‬
‫بدون الواسطي‪ ،‬ثم جـاء اييـا ُ الشـريفو تـرتا‬
‫بواسطو جربيل ‪ ‬عن الصالة يف القـران اييـد‬
‫كنريا‪ .‬فافقه‪ ،‬وفقين اهلل وإياك ملرضاته‪ ،‬وجعلنـا ممـن‬
‫يذخشاه ويذتقيه حذ ذ تُقاتهِ‪ .‬آمني يا رب العاملني‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫املرتبو النانيو وهي‪ :‬القلبُ‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﭙ ﰂ‬

‫ﰃﰄﰅﰆﰇﰈ ﰉﰊﭘ (‪ ،)1‬لــ لك فــإنَّ‬


‫مـن الغيـب‬ ‫املالئكو الكرام تطّلع إىل األمر النا‬
‫القدسي من كالم رب العاملني ـ سبحانه ـ يف اللوح‬
‫اةفوظ‪ ،‬وحيفظون سـر األمـر لوصـوله إىل القلـب‬
‫الشريف ـ صلوا ُ رذبي عليـه‪ .‬فـاهلل الـ ه أعطـى‬
‫القوة والعلمذ بإتنهِ وهو راض‪ ،‬فهـو ـ جذـلَّ جذاللـهُ‬
‫وعــمَّ نوالـهُ ـ الـ ه يُعلّــم أحبابذـهُ مــن األنبيــاء‪،‬‬
‫والصاحلني بداللو‪ ،‬أوال‪ :‬ﭙﯿﭘ‪ :‬للرسل‪ ،‬بالوحي‬
‫والعصمو ـ مع زة؛ كما جاء يف ((الصحيحني)) عذـنْ‬
‫حُ ذيْفو لا ذ‪(( :‬لامذ فِينذا رذسُو ُ اللَّ ِه ‪ ‬مذقامًـا مذـا تذـرذك‬
‫شذيْئًا يذكُونُ فِي مذقامِهِ تذلِـك إِلـى لِيذـامِ الؤَّـاعذ ِو إِلَّـا‬
‫حذـــدَّبذ بِـ ـهِ حذفِظـ ـهُ مذـ ـنْ حذفِظـ ـهُ وذنذؤِـ ـيذهُ مذـ ـنْ‬

‫(‪ )1‬سورة الجن‬


‫‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫نذؤِيذهُ لدْ عذلِمذهُ أصْـحذابِي هذاُلـاءِ وذإِنَّـهُ ليذكُـونُ مِنْـهُ‬
‫الشَّيْءُ لدْ نذؤِيتُهُ فأرذاهُ فأتْكُرُهُ كمذا يذ ْكُرُ الرَّجُلُ وذجْهذ‬
‫الرَّجُلِ إِتذا غابذ عذنْهُ ثُمَّ إِتذا رذآهُ عذرذفـهُ))(‪ ،)1‬وحـديث‬
‫البخاره عن عمر بن اخلطاب ‪ ‬لـا ‪(( :‬لـامذ فِينذـا‬
‫النَّبِيُّ ‪ ‬مذقامًا فأخْبذرذنذا عذنْ بذدْءِ الْخذلْ ِ حذتَّـى ذدخذـلذ‬
‫أهْلُ الْ ذنَّوِ مذنذا ِلهُمْ وذأهْلُ النَّارِ مذنذا ِلهُمْ حذفِظ تذلِك‬
‫مذنْ حذفِظهُ وذنذؤِيذهُ مذنْ نذؤِيذهُ))( )‪ ،‬وحديث مؤلم عـن‬
‫عمرو بن أخطب األنصاره ‪ ‬يف خطبتـه ‪ ‬مـن‬
‫الف ر إىل الغروب ‪ ،‬وفيه ((فأخْبذرذنذا بِمذـا كـانذ ذوبِمذـا‬
‫هُوذ كائِنٌ فأعْلمُنذا أحْفظُنذا )) (‪ ،)3‬لا القاضي عيـاض‪:‬‬
‫((واألحاديث يف ه ا الباب بذحرٌ ال يُدرك لِعـره‪ ،‬وال‬
‫(‪(( )1‬نننحاب البخننارع))كتنناا القدرن ن منناا وكننان امننر اهلل نندرا مقنندورا ((نننحاب م ننل ))‪ ،‬م ننل‬
‫مننن الحجنناو امننو الح ننان القشننارع النا ننامورع (ت‪ 261‬ن) كتنناا الفننتن واشنراع ال نناع ن‬
‫ماا إخبار النب فا ا يكون إلى اام ال اع ‪.‬‬
‫(‪(( )2‬نننحاب البخننارع)) كتنناا منندخ الخلننف ن منناا مننا نناخ فن ننوا اهلل تعننالى‪(( :‬و ننو الننذع يبنندا‬
‫الخلف))‪.‬‬
‫(‪(( )3‬نحاب م ل ))كتاا الفتن ن ماا إخبار النب فا ا يكون إلى اام ال اع ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫يُتـرُ غمره( )‪ ،‬وه ه املع زةُ مـن مجلـو مع زاتـه‬
‫املعلومو على القطـع الواصـل إلينـا خربهـا علـى‬
‫التواتر لكنرة رواتها واتفاق معانيها على اإلطـالق‬
‫على الغيـب))(‪ .)2‬اهــ‪ ،‬واعلـم يـا أخـي يف اهلل‪ ،‬أن‬
‫أعلى من عذرذُذ اهلل واتقاه هو رسو اهلل ‪ ‬القائل‪:‬‬
‫‪‬إِ َّن اتْنقاك ْ وا ْعل كن ْ مِاللَّ ِنه اننا‪ ،)3( ‬وهو ‪ ‬أعظم ممـن‬
‫(ت‪ 279‬ن ن) ف ن كتنناا‬ ‫(‪ )1‬ومننن ننذه األلا ي ن ‪ :‬لنندي مح نند مننن عا ننى الترمننذع ال ننل‬
‫التف نار ن مناا سنورة ص ن عنن معناذ منن بنل‪ ،‬وفانه ولنه ننلى اهلل علانه وسنل ‪((:‬فرايتنه عنز‬
‫و ل وضُ كفنه منان كتفن فو ندت منر اناملنه منان بندي ‪.‬فتجلنى لن كنل شن خ وعرفنت)) وك نا‬
‫ف ن ((ال عجن ن الكباننر)) ألمن ن القاس ن س ننلا ان م ننن ال نند م ننن ايننوا الدبرانن ن (ت ‪ 361‬ن ن)‬
‫(‪ )119/21‬و((م ننند ال نند)) ألمن عبنند اهلل ال نند مننن لنبننل الشننابان (ت‪ 241‬ن) كتنناا‬
‫م ننند األنصننار ن منناا لنندي معنناذ مننن بننل‪ .‬ولنندي امننن عبننا وفاننه ولننه نننلى اهلل علاننه‬
‫وسننل ‪(( :‬فعل ننت مننا فن ال ن وات واألر )) ك ننا فن ((مج ننُ الزوا نند)) لعلن مننن امن مكننر‬
‫الهاث ن ن (ت‪ 217‬ن ن)(‪ .)176/7‬وفن ن ((م ننند امن ن يعل ننى)) ألل نند م ننن علن ن م ننن ال ثن ننى‬
‫ال وننل الت ا ن (ت‪ 317‬ن) (‪(( :)475/4‬فعل نت منا منان ال شنرل وال انرا))‪ ،‬ولنندي‬
‫((م ننند اامننام ال نند)) كتنناا م نند األنصننار ن منناا لنندي ام ن ذر الافننارع‪(( :‬لقنند تركنننا‬
‫رسوا اهلل نلى اهلل علاه وسل ومنا يحنرط طنا ر نالانه فن ال ن اخ إل ذكنر لننا مننه عل نا ))‪،‬‬
‫ولدي الدبران ف ((الكبار))‪ ،‬و((للا األولاناخ)) ألمن نعنا ال ند منن عبند اهلل األننبهان‬
‫(ت‪ 431‬ن) (‪(( :)111 /6‬إن اهلل نند رفننُ لن النندناا فأنننا انهننر إلاهننا وإلننى مننا ننو كننا ن فاهننا‬
‫ذه))‪.‬‬ ‫إلى يوم القاام كأن ا انهر إلى كف‬
‫الاحصب (ت‪ 544‬ن) (‪.)249/1‬‬ ‫من موسى من عاا‬ ‫(‪(( )2‬الشفا))للحافظ امو الفضل عاا‬
‫(‪(( )3‬نحاب البخارع)) كتاا ااي ان ن ماا وا النب ‪(( :‬انا اعل ك ماهلل))‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫علّمه اهلل ورفعه؛ لا سـبحانه وتعـاىل‪ :‬ﭙﭒ ﭓ‬

‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭙﭚ ﭛ ﭜﭞ ﭟ‬
‫ﭠ ﭝﮋﭘ (‪ ،)1‬ولــا تعــاىل‪ :‬ﭙﯳ ﯴ ﯵ‬

‫ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬
‫ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃﭘ (‪ ،)2‬روى الرتم ه عذنْ‬
‫مُعذاتِ بْنِ جذبذلٍ ‪ ‬لا ذ‪ :‬احْتُبِسذ عذنَّا رذسُـو ُ اللَّـهِ ‪‬‬
‫تذا ذ غدذاةٍ عذنْ صذالةِ الصُّبْحِ حذتَّى كِدْنذا نذتذرذاءذى عذيْنذ‬
‫الشَّمْسِ فخذرذ ذ سذرِيعًا فنُوِّبذ بِالصَّلاةِ فصذلَّى رذسُو ُ‬
‫اللَّهِ ‪ ‬وذتذ ذوَّ ذ فِي صذلاتِهِ فلمَّا سذـلَّمذ دذعذـا بِصذـوْتِهِ‬
‫فقا ذ لنذا‪ :‬على مصافِّك ْ ك ا انْننت ْ ‪ ‬ثُمَّ انْفتذلذ إِليْنذا ثُـمَّ‬
‫لا ذ‪ :‬اما إِنِّ سألدِّبك ْ ما لب نِ ع ْنك ْ الْانداة انِّن ْ نت‬
‫ضأْت ونلَّْات ما دِّر لِ فنننع نت فِن نن تِ‬
‫َّ‬ ‫و‬ ‫ن‬‫ت‬ ‫ن‬‫ف‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ا‬‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة‪.‬‬


‫(‪ )2‬سورة الن اخ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫ا ْل ن ن ِن ن ننورة‬ ‫اس ننتثْنقلْت فن نِأذا ان ننا مِرمِّن ن تنب ننارط وتنع ننالى فِن ن‬
‫ف ْ‬
‫صن الْ ن‬ ‫ي ْخت ِ‬ ‫ا نناا‪ :‬فِننا‬ ‫فنقنناا‪ :‬يننا مح َّ نند ن ْلننت‪ :‬لبَّن ْان ر ِّ‬
‫ا الهننا ب بننا نناا‪ :‬فنرايْنتننه وضننُ‬ ‫ْاأل ْعلننى؟ ن ْلننت‪ :‬ل ا ْ ِرع ر ِّ‬
‫ك َّفه من ْان كتِف َّ لتَّى و ْدت من ْر ان ِاملِ ِه من ْنان بن ْدي َّ فنتجلَّنى لِن‬
‫ا ناا فِنا‬ ‫ك ُّل ش ْ خ وعرفْت فنقاا‪ :‬يا مح َّ د ن ْلنت لبَّن ْان ر ِّ‬
‫ات نناا‪ :‬مننا ن َّنن؟‬ ‫ص ن الْ ن ْاأل ْعلننى؟ ن ْلننت‪ :‬فِ ن الْك َّف نار ِ‬ ‫ي ْخت ِ‬
‫ات والْجلنو فِن الْ نا ِ ِد‬ ‫نلْت‪ :‬م ْش ْاأل ْد ِام إِلى الْج اع ِ‬
‫نات ناا‪ :‬بن َّ فِنا‬ ‫وخ فِ الْ ْكرو ِ‬ ‫ات وإِسباغ الْوض ِ‬ ‫الصلو ِ‬
‫من ْعد َّ‬
‫ْ‬
‫الص ة مِاللَّْان ِل والنَّنا نِانام‬ ‫نلْت‪ :‬إِطْعام الدَّع ِام ولِان الْك ِم و َّ‬
‫ات وت ن ن ْنرط‬ ‫ن نناا‪ :‬سن ننل ن ننل اللَّه ن ن َّ إِنِّن ن اسن ننأل فِ ْعن ننل الْخا ن ننر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫ات ول ن ن َّ الْ ن نناكِا ِن وا ْن تناْ ِفن ننر لِن ن وتن ْرل نِن ن وإِذا‬ ‫الْ ْنكن ننر ِ‬
‫ار ْ ت فِ ْتنن ن ْوم فنتنوفَّنِ غ ْاننر م ْفتنون ا ْسنأل لبَّن ولن َّ م ْنن‬
‫ي ِحبُّ ول َّ ع ل ينق ِّرا إِلى لبِّ ناا رسنوا اللَّ ِنه ‪ ‬إِنَّنهنا‬
‫ل ٌّف فا ْ رسو ا ب َّ تنعلَّ و ا‪.) ( ‬‬

‫(‪(( )1‬سنن الترمذع)) كتاا تف نار القنران ن سنورة ص‪ .‬ناا‪ :‬لندي ل نن ننحاب‪ ،‬و ناا‪ :‬سنألت‬
‫مح نند م ننن إسن ن اعال [اع‪ :‬اام ننام البخ ننارع] ع ننن ننذا الح نندي فق نناا‪ :‬ننذا ل نندي ل ننن‬
‫نحاب‪ .‬وف ((م ند ال د)) كتاا م ند األنصار ن ماا لدي معاذ من بل‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫ـ وألحبابه األوليـاء‪ ،‬باةبـو والرمحـو ـ كرامـو‬
‫وحفظا وفتحا منه ـ جـلَّ وعـال؛ ألن العـاب الـولي‬
‫واربٌ لعلـــم النبـــوة؛ لقولـــه ‪ :‬الْعل نناخ وربن ن‬
‫ْاألنْبِا ِاخ‪ ،)1(‬ومنه احلكمو اليت هي سِـرُّ النبـوة؛ كمـا‬
‫لا تعـاىل‪ :‬ﭙ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ‬

‫ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬

‫ﯴﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼﭘ (‪،)2‬‬


‫ولا سـبحانه وتعـاىل‪ :‬ﭙﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ‬

‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬
‫ﯵﯶﭘ (‪ ،)3‬فياتي‪ :‬فعل مضار وهـو‪ :‬للحـا‬

‫(‪(( )1‬نحاب البخارع)) كتاا العل ن ماا العل بل القوا والع ل‪ ،‬واخر ه ايضا األمام البخنارع‬
‫فن ((التنناريب الكبانر)) مدننرل متعند ة؛ ((سنننن الترمنذع)) كتنناا العلن ن مناا مننا ناخ فن فضننل‬
‫او )) س ن ن ننلا ان م ن ن ننن األش ن ن ننع ال ج ن ن ننتان األ ع‬ ‫الفق ن ن ننه عل ن ن ننى العب ن ن ننا ة‪(( ،‬س ن ن نننن امن ن ن ن‬
‫(ت ‪ 275‬ن)كتنناا العلن ن منناا الحن علننى طلن العلن ؛ ((نننحاب امننن لبننان مترتان امننن‬
‫الب ت (ت‪ 354‬ن)‪.)229/1( ،‬‬ ‫ملبان)) ألم لات مح د من لبان من ال د الت ا‬
‫(‪ )2‬سورة آا ع ران‪.‬‬
‫(‪ )3‬سورة البقرة‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫واإلستقبا وليس ((أتى))‪ ،‬فهو‪ :‬تعليمٌ وفتحٌ من لدنه‬
‫برمحتهِ ـ جلَّ وعـال ـ واحلكمـ ُو مـن عظـيمِ الفـتحِ‬
‫اإلهلي‪ ،‬وإتا أولفنا الفتحذ ومنه احلكمو ـ فقد ليدنا‬
‫رمحو اهلل للعاملني على طري الشموليو والدوام‪.‬‬
‫وأعلــم‪ :‬أنَّ الكهانــو والعرّافــو خارجــان عــن‬
‫الرضوان واحلكمو‪ ،‬وهما تن يمٌ وشذعب ةٌ أو شعوتةٌ‪،‬‬
‫واألمر فيه ما بني الكفر والكبرية ـ والعيات باهلل‪.‬‬
‫وأعلم‪ :‬أنَّ العارُ باهلل ال يعرُُ شـيئا ب اتـهِ‪،‬‬
‫ولكن إتا ما علَّمهُ اللَّهُ وفتحذ علـى بصـريته بإتنـهِ‬
‫وذرضاهُ‪ ،‬فهو ال يذدره ب اتهِ‪ ،‬ولكن إتا مـا دُرهذ عـن‬
‫ربه ‪‬؛ فماتا يصنعُ ه ا العبدُ الفقـريُ اةـبُ بـنيذ‬
‫يده اهلل ـ جذلَّ جاللـهُ وعـمَّ نوالـهُ ـ خدمـو ألمـو‬
‫حبيب ـهِ ومصــطفاه ـ ـ صــلوا ُ اهلل عليــه وســالمه؛‬
‫وأعلم‪ :‬أن الـوليذ العـارُذ ال يـاذثِرُ بنفؤـه شـيئا‪،‬‬
‫‪22‬‬
‫ولكن إتا ما أخ اللَّهُ بيده وجعل األثرذ مايدا مـن‬
‫جذال لدرته ورمحته‪ ،‬والعبدُ مفتقِرٌ ل اته األلـدو ـ‬
‫جلَّ وعال‪ ،‬وهو صاحبُ املدد لعبدِهِ وحمبهِ؛ ملـا روى‬
‫اإلمام البخاره يف ((صحيحه)) عـن أبـي هريـرة ‪‬‬
‫إن اللَّنه ناا‪ :‬م ْنن عنا ى لِن ولِانا‬ ‫لا ‪ :‬لا رسو اهلل ‪َّ :‬‬

‫ا ومننا تنقن َّنرا إِلن َّ ع ْبن ِندع مِشن ْ خ الن َّ إِلن َّ‬ ‫فنقن ْد آذنْنتننه مِنالْح ْر ِ‬
‫ضننت عل ْان ِنه ومننا ي ننزاا ع ْبن ِندع ينتنقن َّنرا إِل ن َّ مِالننَّوافِن ِنل‬ ‫ِم َّ ننا افْنتنر ْ‬
‫لتَّننى ا ِلبَّننه ف نِأذا ا ْلب ْبتننه ك ْنننت س ن ْ عه الَّن ِنذع ي ْ ن ُ مِن ِنه ومصننره‬
‫صر مِ ِنه وينده الَّتِن ين ْنب ِدِ مِهنا وِر ْ لنه الَّتِن ي ْ ِشن مِهنا‬ ‫الَّ ِذع ين ْب ِ‬
‫استنعاذنِ أل ِعاذنَّه ومنا تننر َّ ْ ت ع ْنن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وإِ ْن سألن أل ْعداننَّه ولئ ْن ْ‬
‫نس الْ ن ْنؤِم ِن ي ْكننره الْ ن ْنوت وانننا‬ ‫شن خ انننا ف ِ‬
‫اعلننه ت ننر ُّ ِ ع عن ْنن نن ْفن ِ‬ ‫ْ‬
‫ا ْكننره م نناخته‪ ،)1(‬ولــا تعــاىل‪ :‬ﭙﭞﭟﭠﭡ‬

‫ﭢﭣ ﭤﭶﭘ (‪ ،)2‬فقد عذلّمها اهلل ‪ ‬إهلاما أو رمليو‬


‫وثذب ذ األمرُ ب لك نصا شريفا‪ ،‬وما فُعِلذ مع الؤيدة‬
‫(‪(( )1‬نحاب البخارع)) كتاا الر ال ن ماا التواضُ‪.‬‬
‫(‪ )2‬سورة القصص‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫عمـران ـ رضـي اهلل‬ ‫اجلليلو الكاملو(‪ )1‬مريم بنـ‬
‫تعاىل عنها؛ فقد لا اهلل تعاىل عنها يف كتابـه اييـد‪:‬‬
‫ﭙﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ‬

‫نواا ف ن مقننام العبو ي ن وال عرف ن االها ن ‪ ،‬إلننى معننارو الح ن‬ ‫(‪ )1‬اع‪ :‬ك نناا ن ننب ‪ ،‬او ك نناا األلن ِ‬
‫ناا كثِاننر ول ن ي ْك ننل ِمننن النِّ ن ِ‬
‫ناخ إَِّل‬ ‫والرضننوان؛ لقولننه نننلى اهلل علاننه وسننل ‪(( :‬ك نل ِمن ْنن ِّ‬
‫الر ن ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫ض ِنل الثَّ ِري ِند علنى سنا ِ ِر‬ ‫ضنل عا ِشن علنى النِّ ِ‬
‫ناخ كف ْ‬ ‫آسا ْامراة فِ ْرع ْنون وم ْنري مِْننت ِع ْ نران وإِ َّن ف ْ‬
‫ِ‬
‫الدَّع ِام)) ((نحاب البخارع)) كتاا الا ي األنبااخ ن ماا وا اهلل تعالى‪(( :‬وضنرا اهلل منث‬
‫ن منناا فضننا ل خديج ن ام‬ ‫للننذين آمنننوا ام نراة)) ((نننحاب م ننل )) كتنناا فضننا ل الصننحام‬
‫ال ننؤمنان‪ .‬وف ن ((تف ننار الدبننرع)) عننن ام ن موسننى األشننعرع نناا‪ :‬نناا رسننوا اهلل نننلى اهلل‬
‫علاننه وسننل ‪(( :‬ك ننل مننن الر نناا كثاننر ول ن يك ننل مننن الن نناخ إل م نري وآسننا ام نراة فرعننون‬
‫وخديج منت خويلد وفاط منت مح د)) و اا امن لجنر فن ((الفنتب البنارع)) (‪:)447/6‬‬
‫ننذا الحنندي مننن الزيننا ة معنند ولننه‪ :‬وم نري امن ن ع ننران " وخديج ن منننت خويلنند‬ ‫و نند ور ف ن‬
‫وفاط ن منننت مح نند " اخر ننه الدبرانن عننن يوسننف مننن يعقننوا القاضن عننن ع ننرو مننن مننر ول‬
‫عنن شنعب مال نند ال نذكور ننا‪ ,‬واخر نه امنو نعننا فن "الحلان " فن تر ن ع نرو منن منرة النند‬
‫رواته عند الدبران مهنذا ااسننا ‪ ,‬واخر نه الثعلبن فن تف ناره منن طرينف ع نرو منن منر ول منه‪,‬‬
‫و د ور من طريف نحاب ما يقتض افضنلا خديجن وفاط ن علنى غار نا وذلن فا نا سناأت‬
‫ف ص مري من لدي علن ملفنظ "خانر ن نا ها خديجن " و ناخ فن طرينف اخنرى منا يقتضن‬
‫افضلا خديجن وفاط ن وذلن فا نا اخر نه امنن لبنان وال ند وامنو يعلنى والدبرانن وامنو او‬
‫ف "كتاا الز د" والحاك كله من طريف موسى من عقب عن كري عن امن عبنا رضن اهلل‬
‫عنه ننا نناا‪ :‬نناا رسننوا اهلل نننلى اهلل علاننه وسننل ‪ " :‬افضننل ن نناخ ا ننل الجن ن خديج ن منننت‬
‫خويلد وفاط منت مح د ومري منت ع ران وآسا امراة فرعون " وله شنا د منن لندي امن‬
‫ريننرة فن "األوسننل للدبرانن " وألل نند فن لنندي امن سننعاد رفعننه "فاط ن سننادة ن نناخ ا ننل‬
‫الجن إل ما كان من مري منت ع ران" وإسنا ه ل ن‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫ﰅﰆﰇﰈﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ‬
‫ﰕ ﰖﭘ (‪ ، )1‬وه ا من طري ٍ غري مألوُ‪ ،‬ونداء‬
‫املالئكو هلا غري مألوُ‪ ،‬ورمليتها جلربيل ‪ ‬ليؤ‬
‫مبألوفو‪ ،‬ومحلها سيدنا عيؤى ‪ ‬بال مس بشر غري‬
‫مألوُ‪ ،‬وكالمه ‪ ‬وهو يف املهد من أجل براءتها‬
‫العظيمـو حكاهـا‬ ‫ليس مبألوُ ‪ ،‬وتلـك الكرامـا‬
‫القران فال شك فيها وال ريب؛ وه ا جزء يؤري ملـا‬
‫ولــع مــن رمح ـوِ اهلل وفتح ـهِ لألمــم الؤــالفو‪ ،‬ومــا‬
‫اختُص ْ ه ه األمو اإلسالميو أوسع وأعظم‪ ،‬وهـي‪:‬‬
‫ما عليها األمو بالتواتر اللفظي واملعنوه؛ ومنها مـا‬
‫ولع ألمري املامنني عمـر بـن اخلطـاب ‪ ‬ملـا رأى‬
‫ساريو لائد املؤلمني يف نــهاوند وهـو علـى منـرب‬
‫رسو اهلل ‪ ‬يف املدينو املنورة‪ ،‬وناداه وأمسعه ولبـى‬

‫(‪ )1‬سورة آا ع ران‪.‬‬


‫‪25‬‬
‫ساريو ‪ ‬وه ا األمر الربـاني كـان سذـبذبذ النصـرِ‬
‫آن اك(‪)1‬؛ وه ا جذدُنا عليٌ ‪ ،‬وكرم اهلل وجهـه ملـا‬
‫الليلو اليت استشهد يف صبيحتها جعـل يكنـر‬ ‫أت‬
‫والنظر إىل الؤـماء‪ ،‬وجعـل‬ ‫من اخلرو من البي‬
‫وما ك ب ‪ .‬وإنها الليلو اليت‬ ‫يقو ‪(( :‬واهلل ما ك ب‬
‫وعــد )) والبــل عليــه اإلو يصــحن يف وجهــه‬
‫فطردوهن فقا ‪(( :‬دعـوهن فـإنهن نـوائح))(‪)2‬؛ومـن‬
‫عظــيم املنـــزلو عنــد اهلل ‪ ‬لولــه عليــه الصــالة‬
‫والؤـــــالم‪ :‬ا ت ن ننز ع ن ننرح ال ن ننرل ن ل ن ننوت س ن ننعد م ن ننن‬
‫معناذ‪ ،)3(‬ولقولــه ـ عليــه الصــالة والؤــالم‪ :‬ينأْتِ‬

‫(‪(( )1‬اان ن ننام فن ن ن ت اا ن ننز الص ن ننحام )) ألمن ن ن الفض ن ننل ال ن نند م ن ننن علن ن ن م ن ننن لج ن ننر الع ن ننق ن‬
‫الش ن ننافع (ت‪ 252‬ن ن ن) (‪(( )6/3‬ت ن نناريب الخلف ن نناخ)) لعب ن نند ال ن ننرل ن م ن ننن امن ن ن مك ن ننر ال ن نناوط‬
‫(ت‪ 911‬ن) (ص‪ (( ،)113‬تاريب مشف)) (‪.)19/21‬‬
‫(‪(( )2‬الص ننواعف ال حر ن ن )) ألل نند م ننن لج ننر الهات ن ن ال كن ن (ت‪ 974‬ن ن) (ص ‪(( )134‬اس نند‬
‫الاامن )) ل جنند الندين امن ال ننعا ات ال بنارط مننن مح ند الجننزرع ال عننرو م ن " امننن األباننر "‬
‫(ت‪ 616‬ن) (‪.)213/1‬‬
‫(‪(( )3‬ننحاب البخننارع))‪،‬كتناا ال نا ن ن مناا منا ن سننعد منن معنناذ ((ننحاب م ننل ))‪ ،‬فضننا ل‬
‫الصننحام ن منناا فضننا ل سننعد مننن معنناذ‪(( ،‬سنننن امننن ما ننه)) ألمن عبنند اهلل مح نند مننن يزينند=‬
‫‪26‬‬
‫مان يناْزو فِئام ِم ْن النَّا ِ فنانقاا فِناك ْ م ْنن ن ِنح النَّبِن َّ ‪‬‬
‫فنانق نناا ننعن ن ْ فنان ْف ننتب عل ْا ن ِنه بن ن َّ ين نأْتِ م ننان فنانق نناا فِ نناك ْ م ن ْنن‬
‫ننحاا النَّبِن ِّ ‪ ‬فنانقناا ننعن ْ فنان ْفنتب بن َّ ينأْتِ منان‬ ‫ا‬ ‫ح‬‫نِ‬
‫ْ‬
‫اا النَّبِن ِّ ‪ ‬فنانقناا‬ ‫ننح ِ‬ ‫ا‬ ‫فنانقاا فِناك منن ن ِنح ننا ِ‬
‫ل‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫ننع ْ فنان ْفتب‪.)1( ‬‬
‫ثانيا‪ :‬لوله تعاىل‪ :‬ﭙ ﰂ ﰃﰄﰅﰆﰇﰈ‬

‫ﰉﭘ‪ ،‬حُ رّاسا من املالئكو حيرسونه مـن اختطـاُ‬


‫الشـياطني واــاليطهم‪ ،‬وكرامـا األوليــاء لتعلــيم‬
‫الغيب بإتنه تعاىل إمنا تكـون تلقيـا مـن املالئكـو‪،‬‬
‫كإطالعنا علـى أحـوا ايخـرة بتوسـط األنبيـاء ـ‬

‫=القزوينن ن (ت‪ 275‬ن ن) ال قدمن ن ن م نناا فض ننل س ننعد من نن مع نناذ‪ ،‬وذك ننره اام ننام ال نند فن ن‬
‫((م نده)) ملفظ‪(( :‬و نا ة سعد موضوع ا تنز لهنا عنرح النرل ن عزو نل))‪،‬كتناا منا م نند‬
‫ال كثنرين ن مناا منا ال نند ال نامف‪ ،‬ولفهنه عنند الترمنذع فن ((سنننه))‪(( :‬و ننا ة سنعد منن‬
‫معاذ مان ايديه ا تز له عرح الرل ن))‪،‬كتاا ال نا ن ماا منا سعد من معاذ‪.‬‬
‫(‪(( )1‬م ننند ال نند)) ‪ ،‬كتنناا مننا م ننند ال كث نرين ن منناا م ننند ام ن سننعاد الخنندرع ((نننحاب‬
‫البخ ننارع))‪،‬كت نناا الجه ننا وال ننار ن م نناا م ننن اس ننتعان مالض ننعفاخ والص ننالحان فن ن الح ننرا‪،‬‬
‫((نننحاب م ننل ))‪ ،‬كتنناا فضننا ل الصننحام ن منناا فضننل الصننحام بن الننذين يلننونه بن الننذين‬
‫يلونه ‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫عليهم الؤالم‪ ،‬لقوله تعاىل‪ :‬ﭙﭑﭒﭓﭔ ﭕ‬

‫ﭖ ﭗﭘﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣﭤ ﭘ (‪.)1‬‬
‫ومنه اإلهلام والنفث يف الـرُو بإتنـه ــ تبـارك‬
‫وتعاىل؛ لقوله عليه الصالة والؤـالم‪ :‬وإن الـروح‬
‫األمني لد نفث يف رُوعي‪)2( ‬؛ وإطال ُ املالئكوِ على‬
‫من اللـوح اةفـوظ‪ ،‬إىل الؤـماء الـدنيا‪ ،‬إىل‬ ‫النا‬
‫القلب الشريف‪ ،‬مناسـبوٌ بـني املالئكـوِ مـن عبـادهِ‬
‫وأحبابهِ العارفني باهلل ـ بالتعليم منه ـ جـلَّ وعـال‪،‬‬
‫(‪ )1‬سورة فصلت ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الحنندي ‪ :‬نناا رسننوا اهلل نننلى اهلل علاننه وسننل ‪(( :‬مننا تركننت شننائا م ننا امننرك اهلل م نه إل و نند‬
‫امرتك مه ول تركت شنائا م نا نهناك عننه إل و ند نهانتك عننه وإن النروي األمنان ند نفن فن‬
‫روع ن انننه لننن ت ننوت نفننس لتننى ت ننتوف ر هننا فننأ لوا ف ن الدل ن )) ((م ننند الشننافع ))‬
‫لإلمام مح د من إ ريس الشافع (ت‪ 214‬ن) (‪(()233/1‬شنع ااي نان)) ألمن مكنر ال ند‬
‫م ننن الح ننان علن ن الباهقن ن (ت‪ 452‬ن ن)(‪ ،)67 /2‬وفن ن رواين ن ‪ (( :‬ننذا رس ننوا را الع ننال ان‬
‫بريننل نف ن ف ن روع ن انننه ل ت ننوت نفننس لتننى ت ننتك ل ر هننا وان امدننأ علاهننا فنناتقوا اهلل‬
‫وا لننوا فن الدلن ول يح لنننك اسننتبداخ الننر ل ان تأخننذوه م عصننا اهلل فننان اهلل ل يننناا مننا‬
‫عن ننده إل مداعت ننه)) ((م ن ننند البن نزار)) ألمن ن مكن ننر ال نند من ننن ع ننرو م ننن عبن نند الخ ننالف الب ن نزار‬
‫(ت‪ 292‬ن) (‪.)315 /7‬‬
‫‪22‬‬
‫لقولــه تعــاىل‪ :‬ﭙﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄﮅ‬

‫ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋﭘ (‪ ،)1‬ملا روى الطـربه يف‬


‫تفؤريه املأثور(‪ )2‬لـا ‪ :‬لـا ابـن عبـاو رضـي اهلل‬
‫عنهما‪ :‬ﭙ ﮃﮄﮅ ﮆ ﮋﭘ‪ ،‬وهبنـا لـه رمحـو‬
‫من عندنا‪ ،‬ﭙﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋﭘ‪ ،‬يقو ‪ :‬وعلمناه‬
‫من عندنا أيضا علما؛ وعِلمُ اهلل غيبٌ‪ ،‬لا العالمـو‬
‫األلوسي يف لوله سبحانه‪ :‬ﭙﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋﭘ‪،‬‬
‫أه علما يكتنـه كنهـه‪ ،‬وال يقـدر لـدره وهـو علـمُ‬
‫الغيوبِ وأسرارُ العلومِ اخلفيو‪ ،‬وتكر أنه يفهم مـن‬
‫فحــــوى ﭙﮈ ﮉﭘ أو مــــن تقدميــــه علــــى‬
‫ﭙﮊﭘاختصاصُ تلك باهلل تعاىل كأنـه ليـل علمـا‬

‫(‪ )1‬سورة الكهف‪.‬‬


‫عف ن ن ن ننر مح ن ن ن نند م ن ن ن ننن ري ن ن ن ننر الدب ن ن ن ننرع‬ ‫ن ن ن ننامُ البا ن ن ن ننان فن ن ن ن ن تف ن ن ن ننار الق ن ن ن ننرآن)) ألمن ن ن ن ن‬ ‫((‬ ‫(‪)2‬‬
‫(ت‪ 311‬ن)(‪.)251/2‬‬
‫‪29‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بنــا وال يُعلــم إال بتوفيقنــا ‪ .‬اهـــ‪ ،‬ولُصــو‬ ‫خيــت‬
‫اخلضرِ ‪ ‬امل كورة يف القران الكريم فيها إطال‬
‫اللّه ‪ ‬امللك‪ ،‬والـنيبّ‪ ،‬والـولي‪ ،‬عمومـا‪ ،‬واخلضـر‬
‫خاصو على بعض الغيب‪ :‬كما اخربنا رسـو اللّـه‬
‫‪ ‬عن اخلضر أنـه لـا ملوسـى ‪  :‬ينا موسنى منا‬
‫ننقننص ِع ْل ِ ن و ِع ْل ن ِمن ْنن ِع ْل ن ِ اللَّن ِنه إَِّل ِمثْننل مننا ننقننص ننذا‬
‫صفور مِ ِ ْننقا ِرِه ِم ْن الْب ْح ِر‪.)2(‬‬
‫الْع ْ‬
‫املرتبو النالنو‪[ :‬القلم] لا تعاىل‪ :‬ﭙﮋ ﮌ ﮍ‬

‫ﮎ ﮏﮐﮑﮒﮓﭘ (‪ ،)3‬فــالمُ اجلــنسِ يف اإلنؤــانِ‬


‫للعمومِ ـ مبعنـى‪ :‬علَّـم املؤـلمذ والكـافرذ والصـا ذ‬

‫(‪(( )1‬روي ال عننان فن تف ننار القننرآن العهننا وال ننبُ ال ثننان )) ألمن الفضننل شننهاا النندين ال نناد‬
‫مح و اللوس البادا ع (ت‪ 1271‬ن) (‪.)331/15‬‬
‫(‪(( )2‬نننحاب البخننارع)) ‪،‬كتنناا الا ي ن األنبانناخ ن منناا لنندي الخضننر مننُ موسننى ((نننحاب‬
‫م نل ))‪ ،‬كتناا الفضنا ل ن مناا منن فضنا ل الخضنر ((سننن الترمنذع))‪ ،‬كتناا تف نار القنرآن ن‬
‫ماا من سورة الكهف ((م ند ال ند))‪ ،‬كتناا م نند األنصنار ن مناا لندي عبنداهلل منن عبنا‬
‫عن ام من كع ‪.‬‬
‫(‪ )3‬سورة العلف‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫اييـو‬ ‫واملناف ذ بالقلم ما لـم يذعلمـوا‪ ،‬ولـد انتهـ‬
‫الشريفو بفعل مضار وهو‪ :‬للعموم يف البالغو من‬
‫حا ٍ واستقبا ـ أه‪ :‬لد عذلّمهم احل بـالقلم مـا ب‬
‫يذعلموا‪ ،‬وهـو غيـبٌ ‪ ،‬لِيُنبـ ذ مبـا ققـ مـن علـوم‬
‫الطبيعو والكون يف كـل مـان مـا يف القـرآن مـن‬
‫إع ــا ٍ وق ـدٍ‪ ،‬وليُعّــرُ البشــريو أن ه ـ ا الــدين‬
‫اإلسالمي احلنيف هو الصا ُ واملصلحُ لأل مان كلها‬
‫إىل أن يرب اهلل األرض ومن عليها؛ ولـد اخـرب ‪‬‬
‫أكنر‬ ‫بكنري من أحوا العصر وخمرتعاته؛ ولد بلغ‬
‫من مائو حديث عنه ـ عليه الصالة والؤالم‪.‬‬
‫ـ ونضرب منـاال هامـا علـى مجيـع مـا تكرنـا‪،‬‬
‫ليكون اليقني‪ ،‬واحلفـظ لـدين اهلل واألمـو‪ ،‬بعقيـدةٍ‬
‫وإنابوٍ ودعوةٍ واحدةٍ‪ ،‬حتى ال يُفرتى وتكون اخليانـوٌ‬
‫للمصا ِ‪ ،‬واال دواجيوِ‪ ،‬وشطحا ِ األنانيـوِ‪ .‬وتبيـان‬

‫‪31‬‬
‫تلــك‪ ،‬لولــه تعــاىل‪ :‬ﭙﯫﯬﯭﯮﯯ ﯰ‬
‫ﯱ ﯲ ﯳﯴﯵﯶﯷ ﯸﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬
‫ﯾ ﯿﰀﰁﰂ ﰃﰄﰅﰆﰇ ﰈﰉ ﭘ (‪،)1‬‬
‫فقد جاء اييو الشريفو باملغيبا اخلمؤو املتحدى‬
‫بـها ـ كما لا رسو اهلل ‪ :‬م ْفتناي الْا ْان ِ خ ْ نس ل‬
‫ين ْعل ها إَِّل اللَّه ل ين ْعل الد منا يكنون فِن غند ول ين ْعلن الند‬
‫مننا يكننون فِن ْاأل ْرلن ِنام ول تن ْعلن نن ْفننس منناذا ت ْك ِ ن غنندا ومننا‬
‫ع ا ْر ت ننوت ومننا ي ن ْد ِرع النند متننى ي ِج ن خ‬ ‫ت ن ْد ِرع نن ْفننس مِننأ ِّ‬
‫الْ دنر‪ ،)2(‬ولا ــ عليـه الصـالة والؤـالم‪:‬اوتانت‬
‫مف ن نناتاب ك ن ننل شن ن ن خ إل الخ ن ننس ﭙﯫﯬﯭﯮﯯ‬
‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴﯵﯶﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ‬

‫(‪ )1‬سورة لق ان‪.‬‬


‫(‪(( )2‬نننحاب البخننارع))‪ ،‬كتنناا الج ع ن ن منناا ل ينندرع متننى يج ن خ ال دننر إل اهلل‪ ،‬ولفهننه عننند‬
‫ال نند فن ((م نننده))‪(( :‬مفنناتِاب الْا ْان ِ خ ْ ننس ل ين ْعل هن َّنن إَِّل اللَّننه ل ين ْعلن مننا فِن غنند إَِّل اللَّننه‬
‫ول ين ْعلن ن ننزوا الْا ْان ِ إَِّل اللَّننه ول ين ْعلن مننا فِن ْاأل ْرلن ِنام إَِّل اللَّننه ول ين ْعلن ال َّ نناع إَِّل اللَّننه ومننا‬
‫ع ا ْر ت نوت))‪ ،‬كتناا م نند ال كثنرين منن‬ ‫ت ْد ِرع نن ْفس ماذا ت ْك ِ غدا ومنا تن ْد ِرع نن ْفنس مِنأ ِّ‬
‫الصحام ن ماا م ند عبد اهلل من ع ر من الخداا‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀﰁﰂ ﰃﰄﰅﰆﰇ ﰈﭘ (‪ ،)1‬لا‬
‫ابن مؤعود‪ :‬أوتي نبيكم ‪ ‬مفـاتيح كـل شـيء غـري‬
‫اخلمسﭙﯫﯬﯭﯮﯯﭘ (‪.)2‬‬
‫ـ فما يُرى اليومذ من أمـر معلومـا الطـب يف‬
‫األرحام‪ ،‬واألنواء‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬حيتا إىل إيضاح ل لك‪:‬‬
‫بلغو القرآن وبِلُغذتِهِ‬ ‫فاعلم‪ :‬أن اييو الشريفو جاء‬
‫العربيــو املوضــحو هلــ ا اإلبـــهام‪ ،‬ومنهــا براعــوُ‬
‫االستهال ِ‪ :‬فقد جاء خبـرب مقـدم ـ واخلـرب يفيـد‬
‫العموم ‪ ،‬فعمومُ الغيبِ يف ه ه املغيبا عندذهُ وذحدذهُ‬
‫ـ جذلَّ وعال ـ والـبعضُ منهـا ويف غريهـا إتا شـاء‬
‫علّم‪ ،‬كما أسلفنا من لبلُ‪ .‬ولو أخ نا مـن املغيبـا ِ‬
‫اخلمؤوِ واحدةٌ وهـي‪(( :‬األرحـام))؛ كمـا لـا تعـاىل‪:‬‬

‫(‪(( )1‬م ننند ال نند))‪ ،‬م ننند ال كثنرين مننن الصننحام ن منناا مننا ال نند ال ننامف‪ ،‬ور الننه ر نناا‬
‫الصحاب‪(( ،‬ال عج الكبار)) للدبران (‪((،)361/12‬مج ُ الزوا د)) (‪.)471/2‬‬
‫(‪(( )2‬م ند ال د))‪ ،‬كتاا م نند ال كثنرين منن الصنحام ن مناا م نند عبنداهلل منن م نعو ‪ .‬و ناا‬
‫ف ((مج ُ الزوا د)) (‪ :)471/2‬رواه ال د وامو يعلى ور اله ا ر اا الصحاب‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫ﭙﯲﯳﯴﯵﭘ فـ ﭙﯢﭘ فعل مضار للحا‬
‫واإلستقبا وهو‪ :‬للعموم يف البالغو ـ فهو ـ جـلَّ‬
‫وعال ـ يذعْلمُ اإللـرار‪ ،‬والتكـوين‪ ،‬واحليـاة املتصـلو‬
‫حلظو بلحظوٍ من نطفتها إىل والدتـها؛ لقوله تعـاىل‪:‬‬
‫ﭙﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ‬
‫ﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓﰔﰕﰖ‬

‫ﰗﰘﰙﰚﰛﰜﰝﰞﰟﭘ (‪ ،)1‬وﭙمََاﭘ‪ :‬مبعنــى الـ ه‬


‫وتفيد االسـتغراق جلميـع األرحـام ومـا أُلِـرذ فيهـا؛‬
‫لقولـــــــه تعـــــــاىل‪ :‬ﭙﯻﯼﯽﯾﯿ‬

‫ﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﭘ(‪،)2‬‬
‫ولا تعـاىل‪ :‬ﭙﮧﮨﮩﮪﮫﯵﭘ (‪ ،)3‬وهـي‪:‬‬
‫كلُ األرحامِ‪ ،‬ومجيعُ اإللرار‪ ،‬وبكلِ التقديرِ ــ وكمـا‬
‫(‪ )1‬سورة فاطر‪.‬‬
‫(‪ )2‬سورة الذاريات‪.‬‬
‫(‪ )3‬سورة الحج‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫يف الكــون مــن خملولــا ٍ ـ ـ مــن انؤــها وجنّـــها‬
‫وحيواناتـها وطيورهـا وأشـ ارها ونباتاتهـا ومـن‬
‫وغريهـا مـا‬ ‫البكرتيا والفريوو ومجيـع احلشـرا‬
‫يُعلم وما ال يُعلم‪،‬ما يُرى وما ال يُرى؛كما لا تعاىل‪:‬‬

‫ﭙﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ‬
‫ﮱﯓﯔﯕﯖﯗﭘ ( )‪ ،‬إتن‪ :‬مــن ال ـ ه‬
‫يعلم ه ا اإلع ا والتحـده بكـلِ إلـراره وحيـاةِ‬
‫أشهرهِ وأيامِهِ وحلظاتهِ لكل أننى الوجود ؟ إال اللَّـه‬
‫ـ اخلال اجلليل ـ جلَّ جاللهُ وعمَّ نوالهُ؛ كمـا لـا‬
‫تعــاىل‪ :‬ﭙﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ‬

‫ﮃﮄ ﮆ ﮇ ﮅ ﮈﮉﮊﭘ‪ ،‬وهــ ا هـــو‬


‫الغيبُ املتحدى بهِ‪ ،‬ال يذعلمه نيبٌ مرسل‪ ،‬وال مذلـكٌ‬
‫كريم‪ ،‬وال للبٌ مُلهذم‪ ،‬وال للمٌ مُعلّـم؛ وذلـس علـى‬
‫(‪ )1‬سورة يس‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫تلك يف اإلحاطوِ مبُغيبا ِ الرّمحن ‪ .‬يرمحنا ويرمحك‬
‫اهلل‪ ،‬ويوفقنا مجيعا ملرضاته‪ ،‬آمني‪.‬‬
‫ـ وأمّا بشيءٍ من األرحام ـ كـرحم أنؤـيذوٍ مـن‬
‫أننى البشرِ أو غريه‪ ،‬فهو‪ :‬للتبعيض ال ه أتِنذ اهلل بهِ‬

‫‪‬؛ كما لا تعـاىل‪ :‬ﭙﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬

‫ﯯ ﯰﯱ ﯾﭘ (‪.)1‬‬
‫و ولننه تعننالى‪ :‬ﭙ ﯴﯵﭘ‪ ،‬وهــو‪ :‬جذم ـعُ رح ـمٍ‪،‬‬
‫والقاعدةُ يف اللغو العربيو‪ :‬أن الم اجلنس إتا دخل‬
‫على اجلمـع‬ ‫العموم‪ ،‬وإتا دخل‬ ‫على املفرد أفاد‬
‫النـو ؛ كمـا لـا اخلـال اجلليـل ــ جذلَّـ‬ ‫أفاد‬
‫عظمتـــه‪ :‬ﭙﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬

‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖﭘ (‪ ،)2‬وه ا إع ا ٌ غييبٌّ آخر؛‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة‪.‬‬


‫(‪ )2‬سورة آا ع ران ‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫فالتحــده باملغيبــا الــيت ال يذعلمُهــا إال اهلل فهــو‪:‬‬
‫اإللرارُ‪ ،‬والعمومُ‪ ،‬واالسـتغراقُ‪ ،‬والنـو ُ‪ ،‬لكـل مـا‬
‫كلها‪ ،‬ومن حلظو‬ ‫خل اهلل يف أرحام أننى املخلولا‬
‫تكوينها إىل والدتها‪.‬‬
‫ـ وأمّا لوله تعـاىل‪ :‬ﭙﯫﯬﯭﭘ‪ ،‬فقـد أتِن‬
‫احل سبحانه‪ ،‬للنبوةِ مبشيئذتِهِ ورضـوانه عـن طريـ‬
‫وحي الؤماء أن يُعلّم النيبّ ‪ ‬واحدا من األرحام؛‬
‫ملا روى البخاره لا ‪ :‬ل َّندبننا مِ ْشنر مْنن الْحكن ِ ل َّندبننا‬
‫س ن ْفاان مْننن عان ْانن ن ا ْخبنرنننا إِ ْسننحال مْننن ع ْبن ِند اللَّننه مْ ن ِن امِن‬
‫طلْح ن انَّننه س ن ِ ُ انننس مْننن مالِن ‪ ‬ينقننوا ا ْشننتكى امْننن‬
‫ت‬‫ِألمِن ن طلْحن ن نناا ف ننات وام ننو طلْحن ن خ ننارِو فنل َّ ننا را ْ‬
‫نت‬‫ت ش ْنائا ون َّح ْتنه فِن انِن ِ الْبن ْا ِ‬ ‫ْامراته انَّنه ن ْد منات اَّنأ ْ‬
‫ت‬‫نت ن ْد نندا ْ‬ ‫فنل َّ ننا نناخ امننو طلْحن نناا ك ْانف الْان م الن ْ‬
‫اسنتنراي و َّنن امنو طلْحن انَّنهنا‬ ‫نن ْف ه وا ْر نو ا ْن يكنون ن ْد ْ‬
‫ن ننبب ا ْغت ننل فنل َّ ننا ارا ا ْن‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫نا‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫نات‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ناا‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ن ننا‬
‫‪37‬‬
‫ي ْخرو ا ْعل ْته انَّه ْد مات فصنلَّى منُ النَّبِن ِّ ‪ ‬بن َّ ا ْخبننر‬
‫النَّبِن َّ ‪ ‬مِ ننا كننان ِم ْننه ننا فنقنناا رسننوا اللَّننه ‪ ‬لعن َّ‬
‫نل اللَّننه‬
‫ا ْن ينبننا ِرط لك ننا فِن ل ْانلتِك ننا نناا سن ْفاان فنقنناا ر ننل ِمن ْنن‬
‫ْاألنْصن ن ننا ِر فنرايْن ن ننت له ن ن ننا تِ ْ ن ن ننع ا ْول كلُّه ن ن ن ْ ن ن ن ْد ن ن ننرا‬
‫الْقن ْنرآن‪ ،)1(‬واخـــر اخلطيـــب‪ ،‬وأبـــو نعـــيم يف‬
‫((الدالئل)) عن ابن عباو ـ رضي اهلل تعاىل عنهما ـ‬
‫لا ‪ :‬حدثتين أم الفضل ابنو احلارب اهلالليو لالـ ‪:‬‬
‫مرر بالنيب ‪ ‬وهو يف احل ـر لـا ‪ :‬ينا ام الفضنل‬
‫إنن ِ لامنل مان م‪ ‬لل ‪ :‬يا رسـو اهلل وكيـف ولـد‬
‫قالف الفريقان أن ال يـأتوا النؤـاء؟ لـا ‪  :‬نو منا‬
‫ا وا ل فأذا وضعتاه فا تن منه‪ ‬لال ‪ :‬فلما وضـعته‬
‫به رسو اهلل ‪ ‬فأتن يف أتنه اليمنى وألام يف‬ ‫أتي‬
‫أتنه اليؤـرى‪ ،‬فقـا ‪ :‬اذ بن منأم الخلفناخ‪ ‬لالـ ‪:‬‬
‫العباو فأعلمته وكان رجال مجيال لباسا فأتى‬ ‫فأتي‬
‫(‪(( )1‬نحاب البخارع))‪ ،‬كتاا الجنا ز ن ماا من ل يههر لزنه عند ال صاب ‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫النيب ‪ ‬فلما رآه رسو اهلل ‪ ‬لام إليه فقبل ما بني‬
‫عينيه ثم ألعده عن ميينـه ثـم لـا ‪  :‬نذا ع ن ف نن‬
‫شاخ فلاباه مع نه‪ ‬لل ‪ :‬يا رسـو اهلل بعـض القـو‬
‫نذا واننت ع ن ونننو‬ ‫فقا ‪ :‬يا عبا ل ل ا وا ل‬
‫امن ن ومقان ن آم ننا وخا ننر م ننن اخل ننف مع نندع م ننن ا لن ن ‪‬‬
‫فقل ‪ :‬يا رسو اهلل ما شئ أخربتين بـه أم الفضـل‬
‫عن مولودنا ه ا؟ لا ‪ :‬نعن ينا عبنا إذا كاننت سنن‬
‫خ ننس وب بننان وما ن فه ن ل ن ولولنندط منننه ال ننفاي‬
‫ومنه ال نصور ومنه ال هدع‪.)1( ‬‬
‫أو عن طري القلب‪ :‬وهو اإلهلام والفـتح مـن‬
‫اهلل ‪ ‬عن طري اإلتن والرضوان والرمحو الـيت ال‬
‫تتولف إىل ليـام الؤـاعو‪ ،‬ومـن أنكـر الفـتح فقـد‬
‫أولف رمحو اهلل على للعـاملني؛ ومـن تلـك مـا روى‬

‫(‪(( )1‬ال عج ن ن األوسن ننل)) ألم ن ن القاس ن ن سن ننلا ان من ننن ال ن نند من ننن اين ننوا الدبران ن ن (ت ‪ 361‬ن ن ن)‬
‫(‪(( )111/9‬تاريب مشف)) (‪.)352/26‬‬
‫‪39‬‬
‫اإلمام مالك عذنْ عذائِشذو ذوْ ِ النَّبِيِّ ‪ ‬أنَّهذـا لالـ ْ‪:‬‬
‫إِنَّ أبذا بذكْرٍ الصِّدِّي ذ كانذ نذحذلهذا جذادَّ عِشْرِينذ وذسْـقا‬
‫مِنْ مذالِهِ بِالْغذابذوِ فلمَّا حذضذرذتْهُ الْوذفاةُ لا ذ‪(( :‬وذاللَّهِ يذا‬
‫بُنذيَّوُ مذا مِنْ النَّاوِ أحذدٌ أحذبَّ إِليَّ غِنًى بذعْدِه مِنْـكِ‬
‫وذلا أعذزَّ عذليَّ فقْرًا بذعْدِه مِنْكِ وذإِنِّي كُنْ ُ نذحذلْتُـكِ‬
‫جدذدْتِيهِ وذاحْتذزْتِيهِ كـانذ‬
‫جذادَّ عِشْرِينذ وذسْقا فلوْ كُنْ ِ ذ‬
‫لكِ وذإِنَّمذا هُوذ الْيذوْمذ مذا ُ وذارِبٍ وذإِنَّمذـا هُمذـا أخذـوذاكِ‬
‫وذأُخْتذاكِ فالْتذؤِمُوهُ عذلى كِتذابِ اللَّـهِ)) لالـ ْ عذائِشذـوُ‪:‬‬
‫فقُلْ ُ يذا أبذ ِ وذاللَّهِ لوْ كانذ ك ذا وذك ذا لتذرذكْتُـهُ إِنَّمذـا‬
‫هِيذ أسْمذاءُ فمذنْ الْأُخْرذى؟ فقا ذ أبُو بذكْـرٍ‪(( :‬تُو بذطْـنِ‬
‫بِنْ ِ خذارِجذو أُرذاهذا جذارِيذو))(‪.)1‬‬

‫(‪(( )1‬موطأ مالن )) ألمن عبند اهلل مالن منن اننس األننبح (ت‪ 179‬ن) كتناا األ ضنا ن مناا منا‬
‫ل يجو من النحل؛ ((سنن الباهق الكبرى)) ألم مكنر ال ند منن الح نان منن علن منن موسنى‬
‫عفننر ال نند مننن مح نند مننن س ن م مننن‬ ‫(ت‪ 452‬ن ن) (‪)169/6‬؛ ((شننري معننان ا بننار)) ألم ن‬
‫عبد ال ل من سل الدحاوع (ت‪ 321‬ن) (‪.)22/4‬‬
‫‪41‬‬
‫والبن سـعد يف ((الطبقـا ))‪ ،‬لـا ـ رضـي اهلل‬
‫بطـن ابنـو خارجـو‪ ،‬لـد أُلقـي يف‬ ‫تعاىل عنه‪(( :‬تا‬
‫روعي أنها جاريو فاستوصي بها خـريا))‪ ،‬فولـد أم‬
‫كلنوم رضي اهلل تعاىل عنها ( )‪.‬‬
‫وإما عن طري القلم وهو‪ :‬من علـوم مشـاخينا‬
‫علماء الشريعو الغرّاء ـ عليهم سـحائب الرمحـا‬
‫والرضوان ـ علومُ اجلادذةِ الشرعيوِ‪ ،‬ومنها علمُ اجلربِ‬
‫أو الرياضيا ؛ منا تلك‪ 4 = × :‬فتاخ عيّنا‬
‫وتضرب‪ ،‬وار النتي و هل‬ ‫من بعض املخلولا‬
‫يوجد طفل يف الرحم أم ال‪ ،‬أو عن طريـ مشـاهدة‬
‫األجهزة كـ ((الؤونار وغـريه))‪ ،‬وهـ ا األمـر أصـبحذ‬
‫معلوما كالشمس يف ضحاها؛ ومنها ما يُنبـأُ مبشـيئو‬
‫اللَّه عن األنواء اجلويو ـ كـاملطر وغـريه؛ ملـا اخـر‬

‫(‪(( )1‬الدبقننات الكبننرى)) ألم ن عبنند اهلل مح نند مننن سننعد مننن مناننُ البصننرع الز ننرع (ت‪ 231‬ن ن)‬
‫(‪.)195/3‬‬
‫‪41‬‬
‫البيهقي عن ابن عباو ـ رضي اهلل عنهمـا ـ لـا ‪:‬‬
‫أصابتنا سحابو‪ ،‬فخـر علينـا الـنيب ‪ ‬فقـا ‪ :‬إن‬
‫ملك ننا م ننوك مال ننحاا خ ننل علن ن َّ آنف ننا ف ننل علن ن َّ‬
‫واخبرن ن انننه ي ننول ال ننحاا إلننى وا مننالا ن يقنناا لننه‬
‫ضنريب‪ ‬ف اءنــا راكبــا بعــد تلــك‪ ،‬فؤــألناه عــن‬
‫الؤحابو فاخرب أنهم مطروا يف تلـك اليـوم(‪ ،)1‬ويف‬
‫((دالئل النبوة)) عن عبد الرمحن بن غنم األشـعره‬
‫بينا رسو اهلل ‪ ‬يف مؤ ده ومعه رجا مـن أهـل‬
‫الريب وهم املنافقون إت نشأ سحابو لـا فأبـدها‬
‫رسو اهلل ‪ ‬عينيه‪ ،‬ثم جعل كأنه يتبع بصره شـيئا‬
‫حتى نظر حنو بعض ح ره لا ‪ :‬فقام فلبث ما شـاء‬
‫اهلل ثم رجع ف لس‪ ،‬فقلنا يا رسو اهلل رأيناك تصنع‬
‫شيئا مـا رأينـاك تصـنعه لـا ‪ :‬إنن ماننا اننا معكن إذ‬

‫(‪(( )1‬األلا ي ال ختارة)) ألم عبد اهلل مح د من عبد الوالد من ال د ال قدسن (ت‪ 643‬ن)‬
‫(‪ 127 /11‬ن ‪(( .)122‬م ننند امن عوانن )) لإلمننام امن عوانن يعقننوا مننن إسننحال مننن إمنرا ا‬
‫األسفرايان (ت‪ 316‬ن) (‪.)121 /2‬‬
‫‪42‬‬
‫نهنرت إلننى ملن تنندلى مننن ننذه ال ننحام فأتبعتننه مصننرع‬
‫انهر اين يع د فأذا و د و ُ ف معض لجرع فق نت‬
‫إلاننه ف ننل عل ن َّ ب ن نناا‪ :‬إن ن ل ن ا ا اسننتأذن رم ن ف ن‬
‫لقا لتى كان ذا اوان اذن ل فن ذلن وإنن امشنرط‬
‫يا مح د انه لاس آ م اكرم على رمنه منن لنت‪ :‬ومنن‬
‫انت؟ اا‪ :‬انا مل ال حاا الذع وكنل منه لنت‪ :‬فهنل‬
‫امدرت شائا من البلدان؟ اا‪ :‬نع امدرنا ملند كنذا وكنذا‬
‫وملد كذا وكذا وملد كذا وكذا وملد كذا وكذا لنت‪ :‬فهنل‬
‫امرت لنا مش خ؟ اا‪ :‬اما ف شهرك نذا فن ولكننا ند‬
‫امرنننا ان ن دننرك فن شننهرك الننداخل لالن كننذا وكننذا فن‬
‫كذا وكذا من الشنهر‪ ‬لا ثم لام رسو ‪ ‬وتفرلنـا‪،‬‬
‫فقا أولئك النفر مـن املنـافقني‪ :‬لـد فصـل حممـد‬
‫بينكم وبني نفؤه انظروا ما لا لكم فإن يك حقـا‬
‫فالرجل نيب مرسل وإال يكن حقا فأنتم على ما أنتم‬
‫عليه ب يزدكم يف أمركم تلك إال شدو ثـم خرجـوا‬
‫يتلقون الركبان فال يؤألون عن بلـد مـن البلـدان‬
‫‪43‬‬
‫اليت تكر رسو اهلل ‪ ‬إال أخـربوا عنـه مبطـر لـا‬
‫فقالوا‪ :‬سأ الركبان كما سألنا فأخرب ولكن انظروا‬
‫الليلو اليت وعد كم فيهـا مـا وعـدكم فلمـا كانـ‬
‫الليلو اليت و عدهم فيها مـا وعـدهم أمطـروا فلمـا‬
‫أصبحوا غدوا على رسـو اهلل ‪ ‬فقـالوا‪ :‬إنـا كنـا‬
‫أهل ريب فهلم نبايعك بيعو جديدة فبايعهم رسو‬
‫اهلل ‪ ‬فحؤــن إســالمهم وبــورك هلــم يف تلــك‬
‫ايلس( )‪ ،‬ويف روايو اإلمام مؤلم وغريه‪ :‬عـن ذيْـدِ‬
‫بْنِ خذالِدٍ الْ ُهذنِيِّ لا ذ‪ :‬صذلَّى بِنذا رذسُو ُ اللَّهِ ‪ ‬صذلاة‬
‫الصُّبْحِ بِالْحُدذيْبِيذوِ فِي إِثْرِ الؤَّمذاءِ كانذ ْ مِـنْ اللَّيْـلِ‬
‫فلمَّا انْصذرذُذ ألْبذلذ عذلى النَّـاوِ فقـا ذ‪ْ  :‬‬
‫نل تن ْدرون‬
‫ماذا ناا رمُّكن ْ ؟‪ ‬لـالُوا‪ :‬اللَّـهُ ذورذسُـولُهُ أعْلـمُ لـا ذ‪:‬‬
‫نننبب ِمن ْنن ِعبننا ِ ع من ْنؤِمن مِن وكننافِر فأ َّمننا من ْنن نناا‬
‫‪ ‬نناا‪ :‬ا ْ‬
‫ض ِل اللَّ ِه ور ْل تِ ِه فذلِ م ْؤِمن مِ كافِر مِالْك ْوك ِ‬ ‫م ِد ْرنا مِف ْ‬

‫األنبهان (ت‪ 535‬ن) (‪.)123/1‬‬ ‫(‪ (( )1‬ل ل النبوة)) اس اعال من مح د من الفضل التا‬
‫‪44‬‬
‫وا َّما م ْن اا م ِد ْرنا مِنن ْوِخ كنذا وكنذا فنذلِ كنافِر مِن م ْنؤِمن‬
‫مِالْك ْوكن ِ ‪ ، )1( ‬واجلمــع بــني األدلــوِ ـ فــأعلم‪ :‬أن‬
‫تعــارض األدلــو مــن أهــم األحكــام الشــرعيو يف‬
‫((أصو الفقـه اإلسـالمي)) فهـ ا األمـرُ وتذعليمـهُ‬
‫مبشيئو اهلل ولدرته ـ جلَّ وعال ـ سـواء بواسـطو أو‬
‫بدون واسطو فهو علمٌ عطائيٌ مكتؤبٌ مبشـيئو اهلل‬
‫وفضله ورمحتـه لـبعض عبـاده كـالوحي‪ ،‬والقلـب‪،‬‬
‫والقلم ـ ومبا حنن بصدده عـن القلـم؛ لـا تعـاىل‪:‬‬
‫ﭙﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﭘ‪ ،‬ولــ ـا تعــــاىل‪:‬‬
‫ﭙﯕ ﯖﯗﯘﯙﭘ (‪ ،)2‬ولا ـ عليه الصالة‬
‫والؤالم‪ :‬إن اهلل يصنُ كل نانُِ وننعته‪.) ( ‬‬
‫ـ وعن طري ه ه الداللو الكربى من نصوص‬
‫الشريعو الغرّاء مبا جاء يف الكتـاب اييـد‪ ،‬والؤـنو‬
‫(‪(( )1‬نحاب م ل )) كتاا ااي ان ن ماا ماان كفر من اا مدرنا مالنوخ‪.‬‬
‫(‪ )2‬سورة الصافات‪.‬‬
‫(‪(( )3‬خلف افعاا العبا )) لإلمام البخارع ص(‪.)46‬‬
‫‪45‬‬
‫الطــاهرة الشــريفو‪ ،‬ومــا أُس ـتُنبط منهمــا بالقلــب‬
‫والقلم؛ معرفو وعلمـا؛ لقولـه تعـاىل‪ :‬ﭙﮔ ﮕ ﮖ‬

‫ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ‬
‫ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ‬
‫ﮪﭘ (‪ ،)1‬فهم أهلُ العلمِ والفقهِ‪ ،‬اجتهادا؛ كما لـا‬
‫تعـــاىل‪ :‬ﭙﯔﯕﯖﯗﯘ ﯙﯚﯛﯜ ﯝ‬

‫ﯞ ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ﯧﯨﯩ ﯪﭘ (‪،)2‬‬


‫ﭙ ﯔﯕﯖﯗﯘﭘ‪ ،‬أه‪ :‬بكل العلوم واملغيبا‬
‫لبل الكون وبعده‪ ،‬ﭙ ﯚﯛﯜﭘ‪ ،‬يُعلمُهمُ اهلل‬
‫بقدرتهِ ورمحتهِ‪ ،‬من علم الغيـوب وأسـرار العلـوم‬
‫اخلفيو ـ من اةكم واملتشابه بإتنـه وتوفيقـه ـ جـلَّ‬
‫وعال‪ ،‬يقينا‪ ،‬ورمحو لألموِ املرحومو‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة الن اخ‪.‬‬


‫(‪ )2‬سورة آا ع ران ‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫وهـ ا غــيض مــن فــيض‪ ،‬وغريهــا كــنري مـن‬
‫القواعد اليت تكرناها يف ه ه الرسالو املباركـو‪ ،‬مـن‬
‫توفي الرّمحن الرّحيم ـ مُنبتني أن ه ا الـدين هـو‪:‬‬
‫الــدين الكامــل واخلــامت وهــو األمــنُ واألمــانُ‬
‫مـع اهلل بـدين‬ ‫واالستقرارُ واألُنسُ والبقاءُ لنعـي‬
‫اهلل علما ومعرفو‪ ،‬أدبا وحبا‪ ،‬غرية وحكما وقكيمـا‬
‫ـ عؤى اللَّهُ أن يذرحمذ للوبذنا ومينَّ علينا برضوانه ـ‬
‫جلَّ جاللُهُ وعمَّ نوالُهُ ـ سـائرين إىل مقـام املعرفـوِ‬
‫ﭙﮂﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫الرباني ـوِ متشــبنني بقولــه تعــاىل‪:‬‬
‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﭘ (‪ .)1‬وألـــو ألهـــل‬
‫احلب اإلهلي‪:‬‬
‫لج ن ن ِ‬
‫ننان لنن ننان‬ ‫ومعن ننان لبِن ن ن لِ ِ‬ ‫ن ننات ذ ْكن ن ِرط فن ن الفن ننؤا ِ مع ننال‬
‫تن ن ن نبقى ولبن ن ن نِ لِلنعن ن ننا ِ ِ نن ن ننان‬ ‫وو ا لبِن ن ن ن لِ ِ‬
‫لجن ن ن ن ِ‬
‫نان محاس ن ن ننن‬
‫من تنتنتنتاتاتاا‬ ‫من نبنبتنبت‬
‫ننن تناتنانتنتاماتنايُ‬

‫(‪ )1‬سورة آا ع ران‪.‬‬


‫‪47‬‬
‫اللَّهُمَّ أعِنِّا عذلى تِكْرِك وذشُكْرِك وذحُؤْنِ عِبذادذتِك‪.‬‬
‫اللَّهُمَّ أصْلِحْ لِي دِينِـي الَّـ ِه هُـوذ عِصْـمذوُ أمْـرِه‪،‬‬
‫وذأصْلِحْ لِي دُنْيذاهذ الَّتِي فِيهذا مذعذاشِي‪ ،‬وذأصْلِحْ لِي آخِرذتِي‬
‫الَّتِي فِيهذا مذعذادِه‪ ،‬وذاجْعذلْ الْحذيذاة ِيذادذة لِي فِي كُلِّ خذيْـرٍ‪،‬‬
‫وذاجْعذلْ الْمذوْ ذ رذاحذو لِي مِنْ كُلِّ شذرٍّ‪.‬‬
‫اللَّهُمَّ إِنَّا نذؤْألُك مِنْ خذيْـرِ مذـا سذـألك مِنْـهُ نذبِيُّـك‬
‫مُحذمَّدٌ ‪ ،‬وذنذعُوتُ بِك مِنْ شذـرِّ مذـا اسْـتذعذاتذ مِنْـهُ نذبِيُّـك‬
‫مُحذمَّدٌ ‪ ،‬وذأنْ ذ الْمُؤْتذعذانُ‪ ،‬وذعذليْك الْبذلاغُ‪ ،‬وذلـا حذـوْ ذ‬
‫وذلا لُوَّة إِلَّا بِاللَّهِ‪.‬‬
‫اللَّهم أرحم هـ ه األمـو املرحومـو عفـوا ومغفـرة‪،‬‬
‫حفظا ونصرا‪ ،‬رمحو وتوفيقا وفتحا‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ﭙﮗﮘ ﮙﮚﮛﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﮠﮡﭘ (‪ )1‬آمني‪ .‬آمني‪ .‬يـا موالنـا‬
‫يا رب العاملني‪ .‬سبحانك اللهم وحبمدك اشهد أن ال إله‬
‫استغفرك وأتوب إليك ﭙﯺﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫إال أن‬
‫ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ‬
‫ﰇ ﰈﰉﭘ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة‪.‬‬


‫(‪ )2‬سورة الصافات‪.‬‬
‫‪49‬‬

You might also like