Professional Documents
Culture Documents
البحث 2
البحث 2
مقدمة البحث
يرجع حق المتياز في نشأته للقانوان الرواماني بيد انه لم يكن لحق المتياز في القانوان الرواماني
الطبيعة التي له في التشريعات الحديثة فالمتياز عند الروامان لم يكن حقا عينيا بل كان مجرد اوالواية
يمنحها القانوان لبعض الدائنين العاديين على بعضهم الخار مراعاة منه لصفة ديوانهم وامقتضى هذه
الوالواية واانتقل نظام حق المتياز من القانوان الرواماني الى القانوان الفرنسي القديم وافي مستهل عهد
1
القانوان الفرنسي القديم لم يكن للمتياز ال المعنى الذي كان له عند الروامان ثم تغيرت طبيعة
المتياز تدريجيا من مجرد اوالواية على الديوان العادية الى اوالواية على ديوان المرتهنين واما ان جاء
القرن التاسع عشر حتى ارتقى المتياز الى مرتبة الحق العيني واصار الدائن الذي له حق امتياز
متقدما على جميع دائني مدينه حتى المرتهنين منهم واجاءت مجمواعة نابليوان وااخاذت بنظام المتياز
بالشكل الذي انتهى اليه التطوار في اخار عهد القانوان الفرنسي فجاءت المادة ) ( 2095فرنسي
تعرف حق المتياز بانه )) حق تمنحه صفة الدين في التقدم على غيره من الدائنين حتى المرتهنين
منهم (( واكانت حقواق المتياز قبل صدوار قانواننا المدني مبعثرة في موااطن متفرقة دوان ان ينتظمها
عقد جامع فبعضها واضعت في المجله واالبعض الخار انفرطت بين قانوان الجراء واعدد من
التشريعات الخااصة واان فكرة حق المتياز غير غريبة عن الشريعة السلمية واان كان فقهاؤها لم
يعالجواا احكامه داخال نطاق نظرية عامة فمن احكام الشريعة ان تقدم النفقة الكافية للشخاص وازواجته
واعياله على قضاء ديوانه واكذلك ان تقدم نفقة تجهيز الميت على قضاء ديوانه .
عرف القانوان المدني التحادي رقم 40لسنة 1951المتياز في المادة ) ( 1361بأنه :
الوالواية في استيفاء دين معين مع مراعاة لسبب هذا الدين وال يكوان للدين امتياز ال بمقتضى نص
في القانوان ،فالقانوان هوا الذي نص على المتياز واهوا الذي يحدد مرتبته فاذا لم ينص صراحة على
مرتبته كان الدين متأخار عن كل امتياز منصواص على مرتبته .واالديوان الممتازه اذا كانت في مرتبه
وااحدة فانها تستوافي بنسبة كل منها اذا كانت امواال المدين ل تكفي لتسديدها جميعا ما لم ينص
القانوان على خالف ذلك وابناء على ذلك فان حق المتياز يعطي للدائن صاحب الدين الممتاز حق
التقدم على غيره من الدائنين الذين ل امتياز لديوانهم اوا كان امتياز ديوانهم متأخا ار .
2
وانقسم المبحث الى مطلبين نتناوال في الوال :تعريف حق المتياز لغة وااصطلح ا وافي المطلب
الثاني التعريف القانواني
للحق لغة معان متعددة اقر بها الى مواضواعنا الوااجب واالثابت ق .ت )) والكن حقت كلمة العذاب
أي واجبت واثبت واتستعمل صيغة افعل منه بأحد معنين : )(1
على الكافرين ((
الوال :بمعنى الخاتصاص بالشيء من غير مشاركة وامن ذلك قوالهم فلن احق بما له أي ل
حق لغيره فيه بل هوا مخاتص به بغير شريك .
الثاني :بمعنى افعل التفضيل أي الشتراك مع الغير وارجحانه عليه وامن ذلك حديث
فهما مشتركان والكن حقهما أكد المتياز مشتق لغة من الميز )(2
)) اليم احق بنفسها من واليها ((
،واالميم واالياء واالزاي اصل صحيح يدل على تزيل شيء من شيء واتزييله واميزته تميي از وامزته
اخارجه البخااري في صحيحه ،كتاب الحيل ،باب في النكاح ،ج ، 21ص . 309 ()2
3
مي از ،واامتازواا :تميز بعضهم من بعض وايكاد يتميز غيظا أي ينقطع ،واانماز الشيء :انفصل
. )(1
عن الشيء
واالميز واالتمييز :هوا الفصل بين المتشابهات .ق .ت )) ليميز ال الخابيث من الطيب وايجعل
واماز فلن على :فضله على ...واامتاز الشيء :بدا فضله )(2
الخابيث بعضه على بعض ((
يتبين من خالل النظر في المعاني اللغواية المخاتلفة لكلمة المتياز انها تدوار على )(3
على مثله
معان عديدة منها التنزيل ،واالتقطع ،واالنفصال ،واالعزل ،واالتباعد ،واالتفضيل واالرفعة واالقواة
واغيرها والعل اقرب المعاني المقصوادة بحق المتياز معاني التفضيل واالرفعة واالنفراد واهذه المعاني
مرعية في المتياز بالمعنى الفقهي واالقانواني لن صاحب الحق الممتاز مفضل على غيره ،واقد
مكنه القانوان من اعطاء مزيه قواة حتى صار ممي از عن غيره .
اذا اردنا تعريف حق المتياز انه حق عيني يقرره القانوان ضمانا لوافاء دين معين مراعاة منه
لصفته واهذا الحق يمنح الدائن سلطة مباشرة على الشيء المحمل به .تمكنه من استيفاء دينه
)(4
بالوالواية في أي يد يكوان .
والم يطلق الفقهاء لفظ الحق على مفهوام وااحد بل على معان متعددة ل تخارج عن المعاني اللغواية
لكلمة الحق نذكر اهمها فيما يلي .
.1يطلقوانه بكثره على مرافق العقار التي تعرف بحقواق الرتفاق ،مثل حق الطريق واحق
)(5
المسيل واحق الشرب لنها ثابتة والزمة له
ابن فارس بن زكريا ،ابي الحسن احمد ،معجم مقاييس اللغة ،تحقيق عبد السلم محمد هاروان ،دار الجبل ،بيروات ،ط ، 1 ()1
ابراهيم انيس داواد :المعجم الواسيط ،المكتبة السلمية ،استانبوال ،مادة ماز ،ج ، 2ص . 893 ()3
انظر :محمد طه البشير ،الدكتوار غني حسوان طه ،الحقواق العينية التبعية ،مكتبة السنهواري 2013 ،م . 229 ، ()4
محمد امين بن عايدين :رد المخاتار على الدار المخاتار ،دار الفكر بيروات ،ط ، 1979 ، 2ص . 190 ()5
4
.2يطلقوانه على المصالح العتبارية التي ل واجوادد لها ال باعتبار الشارع كحق الشفعه واحق
الخايار ،واحق الطلق واحق القصاص واحق الحضانه واحق الوالية .
.3يطلقوانه على المنافع المتعلقة بالعيان ،قال الشواكاني )) المنافع المتعلقه بالعيان ل
واجواد لها مستقر ،بل معدوامه فبيع مجرد المنفعه دوان ما هي متعلقه به واهوا الذي يقال
)(1
في عرف الفقهاء كالحق ((
.4يطلقوانه على الرزاق واالروااتب التي تمنح للقضاة ،واللفقهاء واالمواظفين في بيت المال قال
ابن نجيم من له حق في ديواان الخاراج .....يفرض لوالدهم تبعا وال يسقط بموات الصل
)(2
ترغيب ا
.5يطلقوانه على جميع الحقواق المالية واغير المالية فيقوالوان حق ال واحق العباد
.6وااحيانا على ما ينشأ عن العقد من التزامات غير اللتزام الذي يعتبر حكم العقد فعقد البيع
حكمه نقل ملكية المبيع وامن حقواقه تسليم المبيع وادفع الثمن .
حقواق المتياز اوا المتيازات اوا الحقواق الممتازه يعني اعطاء اوالواية معينة لشخاص معين من
الشخااص معينين في استيفاء حقه فهوا يفيد بالضروارة عدم خاضواع هذا الشخاص لقسمة الغرماء
فالمتياز في جواهره ليس ال محاباة لدائن معين واتفضيله بالتالي على سائر الدائنين واعلى طائفة
منهم واهوا ما يتفق مع معنى الصل اللتيني لكلمة امتياز فهي اشتقاق من عبارة أي القانوان الذي
)(3
يعمل من اجل الفرد
عرف المشرع حق المتياز في الفقرة الوالى من المادة 130بقواله )) المتياز اوالواية يقررها
ل ان المشرع قد عرف
وايلحظ على هذا التعريف اوا ا
)(4
القانوان لحق معين مراعاة منه لصفته ((
المتياز بانه اوالواية واعلى ذلك فجواهر المتياز هوا الفضلية التي يهيؤها للدائن واثاني ا قد اواضح
التعريف بانها اوالواية يقررها القانوان وابذلك فقد حدد ان القانوان هوا مصدر المتياز واهذا ما يميزه
محمد بن علي بن محمد الشواكاني ،السيل الجرار المتدفق على حدائق الزهار ،ج ، 3ط ، 2004 ، 1ص . 45 ()1
انظر :زين الدين بن ابراهيم ابن نجيم ،الشاه واالنظائر ،مطبعة الحلبي ،القاهرة ، 1968 ،ص . 121 ()2
احمد سلمه :درواس في التأمينات المدنيه ،دار النهضة العربية ،ط ، 1968 ، 1ص . 408 ()3
نبيل ابراهيم سعد :التأمينات العينية واالشخاصية ،ط 2010 ، 1م ،ص ة . 271 ()4
5
عن غيره من التأمينات العينية واثالثا قد قرر المشرع ان هذه الوالواية التي يقررها القانوان تكوان
مراعاة لصفة معينه في الدين المضموان
)(1
وايقابله في التقنينات المدنية العربية الخارى ما يلي
ل :ان المتياز هوا اوالواية الدائن الممتاز في استيفاء حقه وا أوالواية الحق ل تأتي ال عن طريق
اوا ا
. )(2
السماح باستيفائه قبل غيره من الحقواق
-ال يباشر المتياز ال عند التزاحم الدائنين فلوا كان صاحب الحق الممتاز هوا واحده الذي
يقوام بالتنفيذ على امواال المدين لما كان لتمسكه بالمتياز أي معنى
-ل صفة للمدين كقاعدة عامة في المنازعة في قيام المتياز اوا انكاره فالمتياز شرع لتمكين
الدائن من غيره من الدائنين
التقنين المصري :المادة ) ( 1130المتياز اوالواية يقررها القانوان لحق معين مراعاة منه لصفته وال يكوان للحق امتياز ال بمقتضى ()1
نص في القانوان
-التقنين العراقي المادة ) : ( 1361المتياز اوالواية في الستيفاء لدين معين مراعاة لسبب هذا الدين وال يكوان للدين امتياز ال
بمقتضى نص القانوان .
-التقنين السواري المادة ) : ( 1109المتياز اوالواية يقررها القانوان لحق معين مراعاة منه لصفته وال يكوان للحق امتياز ال بمقتضى
نص في القانوان
-التقنين المغربي المادة ) : ( 1243المتياز حق اوالواية يمنحه القانوان على امواال المدين نظ ار لسبب الدين .
-التقنين الردني المادة ) : ( 1424المتياز حق عيني تابع يخاوال الدائني اسبقية اقتضاء حقه مراعاة لصفته وايتقرر بنص القانوان
.
انظر :الدكتوار احمد سلمة ،مصدر سابق ،ص . 309 ()2
6
-يباشر المتياز عند تحوال امواال المدين الى مبلغ من النقواد فله اوالواية في الستيفاء
وايترتب على ذلك ان صاحب الحق الممتاز ل يحق له ان يمنع المدين من التصرف في
اموااله وال يمنع دائني المدين من تواقيع الحجز على هذه المواال .
يعرف الحق في القانوان الواضعي بتعاريف مخاتلفة واذلك حسب الزاواية التي تنظر منها المدرسة
القانوانية التي تتصدى للتعريف فالحق في المذهب الشخاصي ) مذهب الرادة ( هوا قدرة واسلطة
ارادية تثبت للشخاص يستمدها من القانوان كما ان القانوان يبين حدوادها وابناء على هذا التعريف
. )(3
فان الحق ل يواجد ال اذا ارادة الشخاص في حدواد القانوان
)(4
: وأقد وأجه لهذا المذهب انتقادات من اهمها
ل :ان جميع الشرائع السماواية واالواضعية تثبت كثي ار من الحقواق لشخااص ل ارادة لهم
اوا ا
كالمجانين واالطفال غير المميزين فلوا كانت الرادة جواهر الحق على حد زعم اصحابها لكان
الوالى بكل التشريعات ان تراعي هذا المر فتحرم هؤلء من الحقواق واهذا ما لم تفعله بل وااجمعت
على مخاالفته .
ثانيا :ان الحق قد يثبت للشخاص دوان ارادته بل وااحيانا دوان علمه فحق الرث واحق الواصية ل
يثبتان بارادة صاحبهما بل يثبتان بموات الموارث اوا المواصي واالغائب قد يكسب حقواقا ليس دوان
ارادته فحسب بل ايضا دوان علمه .
سليمان مرقس ،حقواق المتياز واالحق في الحبس وافقا للتقنين المدني الجديد ،المطبعة العالمية ،ط ، 1952 ، 1ص . 467 ()1
انظر :بيان يواسف رجيب ،حقواق المتياز ،ط ، 2009 ، 1ص ، 25دار الثقافة للنشر واالتوازيع . ()3
انظر :الدكتوار حسن كيره ،المدخال الى القانوان ،منشأة المعارف 1969 ،م ،ص . 312 ()4
7
ثالث ا :يتفرع عن تسليم اصحاب هذا المذهب بان جواهر الحق الرادة انه يصبح من العسير
العتراف بحقواق الشخااص المعنواية ،اذ من الصعب القوال بأن لهذه الشخااص ما للشخاص
الطبيعي من القدرة الرادية .
ل :ان هذا المذهب يعتبر المصلحة معيار واجواد الحق واالمر ليس كذلك فلئن كان الحق
اوا ا
مصلحة من المصالح فليس العكس صحيحا دائما فهناك كثير من المصالح التي يمكن ان ترقى
بعض الشخااص الى مرتبة الحق مثال ذلك ما يتعلق بفرض الرسوام الجمركية على الوااردات
الجنبية حماية للصناعات الواطنية فأصحاب هذه الصناعات تكوان لهم مصلحة كبيرة في فرض
الرسوام لنها تحد من منافسة البضائع الجنبية لبضائعهم وارغم ذلك فل تعطيهم هذه المصلحة
حقا في فرض تلك الرسوام كل ما في المر انهم يستفيدوان منها اذا فرضت
ثاني ا :ان يجعل الحماية القانوانية جزء من تعريف الحق فكأن الحق ل يثبت ال اذا كانت له
حماية قانوانية واهذا ل يمكن التسليم به ،من حيث ان الحماية القانوانية لحقه على الحق فل
يمكن ان يقال :ان ما يعتبر حقا هوا كذلك لن القانوان يحميه بل الصحيح ان يقال ان القانوان
يحميه لنه حق كما تناوالت نظريات مخاتلفة تعريف الحق في محاوالة منها للجمع بين عنصري
الرادة واالمصلحة مع اخاتلف في ترتيبهما وامن هذه النظريات ما غلب عنصر المصلحة على
عنصر الرادة وامنها ما غلب عنصر الرادة على عنصر المصلحة والكنها كلها لم تخال من مظان
والقد )(2
النقص واالقصوار مما عرضها لسهام النقد من فقهاء القانوان واهذا هوا المذهب المخاتلط
تصدى المذهب الحديث الى واضع تعريف جديد للحق محاوالة منه لتجنب المطاعن التي تعرضت
8
لها تعريفات الحق التي واضعتها النظريات القديمة واكان اهم هذه التعاريف تعريف الفقيه البلجيكي
) دابان ( الذي قام تعريفه على اساسين مهمين واهما ) النتماء ( وا ) السلطة ( واهما عنصران
داخاليان وا ) واجواد الغير واالحماية القانوانية ( فكان تعريفه للحق بأنه ميزة يمنحها القانوان لشخاص
واتحميها طرق قانوانية فيكوان له بمقتضى تلك الميزة ان يتصرف في مال اقر القانوان بانتمائه اليه
سوااء باعتباره ملكا له ام باعتباره شيئ ا مستحقا له في ذمة الغير .
واعرف الدكتوار عباس الصراف بأنه )) اخاتصاص يقره القانوان (( باعتبار ان القانوان اذا ما اقر
للحق صفته هذه ،فانه سواف يسبغ عليه الحماية القانوانية فالحماية القانوانية تأتي تالية بعد ان يقر
وامن خالل التعريفات التي اواردت لفقهاء الشريعة واالقانوان نجد اواجه اتفاق )(1
القانوان بواجواد الحق.
وااخاتلف فالمقارنة بين معاني الحق عند الفقهاء واالقانوانيين نجدها تلتقي عن المعنى اللغواي
المواجواد الثابت واهوا اساس لها كله وال تخاتلف ال باخاتلف المثبت فهوا اما الشرع وااما القانوان
واهذا هوا السبب في ان الفقهاء اكتفواا في تفسير الحق وافقا للمعنى اللغواي فأن المثبت عندهم هوا
الشرع بداهه .
واالحق عند فقهاء القانوان هوا صلة شرعية بين النسان واالمال – صلة واجواب وااداء كما يتناوال في
عرف رجال القانوان الملكية واالمملواك نفسه واالقدرة على استيفاء المنفعة وايروان ان القانوان واالمنفعة
متلزمان فالحق ل واجواد له بغير القانوان اذا واجد معه الحق واالذي عرفه بعض الفقهاء بانه منفعة
يحميها القانوان .
9
المبحث الثاني :الساس وأالطبيعة القانونية لحق المتياز
المطلب الوأل :الساس القانوني
تستند حقواق المتياز في تقريرها لعتبارات خااصة وامتعددة تخاتلف باخاتلف الحقواق الممتازة وامن
هذه العتبارات مقتضيات العدالة كما هوا الحال في المتياز الذي يرتبه الشارع للبائع الذي لم
يتقاضى ثمن المبيع كله حيث يقضي العدل بتمكين البائع الذي ادخال ما ل في ملك المشتري من
استيفاء الدين من ثمن المبيع قبل غيره من غرماء المشتري واكما ان مقتضيات العدالة تستدعي ان
يتقدم الدائنوان بنفقات حفظ المال واصيانته على سائر الدائنين لقتضاء حقواقهم الناشئة عن نفقات
الحفظ واالصيانة من ثمنه عند بيعه لن ما قامواا به من اعمال الحفظ واالصيانة كان هوا السبب في
بقائه واواجواده واال لهلك والم ينل الدائنوان الخاروان من ثمنه شيئا فحق للمنفقين ان يستوافواا ما أنفقواا
لحفظه واصيانته .واكامتياز مصوارفات البذوار واالسماد التي رتبها المشرع على ثمن المحصوال
. )(1
انظر :عبد الرزاق احمد السنهواري ،الواسيط في شرح القانوان المدني الجزء العاشر ،منشوارات الحلبي الحقواقيه ،بيروات لبنان ،ط ()1
واقد تكوان المصلحة العامة هي مبنى المتياز كما هوا الحال في امتياز الديوان المستحقه للخازانة
العامة عندما تتزاحم مع ما يستحق للمصلحة الخااصة كما في الرسوام واالضرائب وانحواها التي
تستحق للخازانة العامة واقد يقرر المتياز لبعض الحقواق استنادا الى فكرة الرهن الضمني على
اساس ان المدين بهذه الحقواق يعتبر واكأنه منح الدائن رهنا ضمانا لستيفاء حقه كما في امتياز
المؤجر على ممتلكات المستأجر المواجوادة في المأجوار اوا امتياز صاحب الفندق على امتعة
النزيل واقد يقرر القانوان المتياز لبعض الحقواق باعتبار ان انفاقها قد يؤدي الى خادمة الدائنين
الخارين اوا ان النفاق قد عجل واصوال الحقواق الى باقي الدائنين كما في المصروافات القضائية
)(1
وادين النفقة واهكذا الشأن في سائر الحقواق المتياز المرتبة
ان اسس تقرير حقواق المتياز في القانوان المدني تخاتلف باخاتلف الديوان الممتازة والكنها ترجع
كلها الى ان العدالة تقتضي ضمان استيفاء الحق اوا ان المصلحة العامة التي تستواجب هذا
الضمان .واان ما يعبر عنه في القانوان باعتبارات العدالة يمكن ان يدخال تحت معنى النفع العام
في الفقه السلمي لن العدالة اساس من اسس التعامل فيه واكذلك المر فيما يعلق بالمتيازات
المقررة للمصروافات القضائية واالمواال المستحقة للخازانة العامة واذلك لتعلقها بالصالح العام وافيما
يتعلق بالمتيازات المقررة للعتبارات الجتماعية في القانوان كديوان النفقة واالديوان المستحقة
للجراء واالخادمة واغيرهم فان هذه المعاني يمكن ان تدخال ضمن مجمواعة الديوان التي ترمي الى
مصلحة حفظ النفس في الشريعة حيث يجعل الفقهاء للديوان التي تحفظ حياة الناس وامعايشهم من
مأكل واملبس اوالواية على ديوان الغرماء واهي تتفق مع اجوار العاملين واغيرهم في تحقيق هذا
المعنى .
انظر :بيان يواسف رجيب ،مصدر سابق ،ص 52واما بعدها . ()1
11
ان تقريره امتياز الديوان في الفقه السلمي تقوام على المواازنة بين الحقواق في القواة وافقا لقواة
المصلحة المقصوادة بالحماية كما في تقديم الحق المتعلق بالعين على الحق المتعلق بالذمة واتقرير
المتيازات المتعلقة بالمصلحة العامة على المصلحة الخااصة وابذلك يتفق مع القانوان المدني في
اعتبار تقرير امتيازها .
واالمقصواد ببيان طبيعة حقواق المتياز هوا هل هذه الحقواق تسلك ضمن الحقواق العينية ام انها
مجرد صفات تلحق ببعض الديوان لعتبارات خااصة يراعيها المشرع اخاتلف انظار فقهاء القانوان
الواضعي بين هذين النظرين واانقسمواا الى فرقاء ثلثة :
.1ذهب فريق منهم الى ان حقواق المتياز بانوااعها كافة ترتب لصحابها حقواقا عينية بما
توافره الحقواق العينية لصحابها من ميزتي التتبع واالتقدم واكان الفقيه ) بوابلفكس ( على
رأس من دافعواا عن هذا التجاه الفقهي .
12
.2واعارض فريق اخار من الفقهاء التجاه السابق ذاهبين الى ان حقواق المتياز كافة ما هي
ال مجرد صفات وااواصاف تلتصق ببعض الديوان تفضي الى منح هذه الحقواق ميزة التقدم
. )(1
ل بمبدأ المساوااة بين الديوان في الوافاء
على غيرها عند التزاحم مما يعتبر اخال ا
.3واتواسط فريق ثالث من الفقهاء بين هذين التجاهين المتعارضين بانيا واجهة نظره على
التميز بين اقسام حقواق المتياز واتنواع واعاء المتياز في كل قسم منها وافق ا للتفصيل التي
أ -اذا ما واقع المتياز على جميع امواال المدين عقارية كانت اوا منقوالة فأن في هذه الحالة ل
يتصوار ان يتمتع الحق المضموان بجميع المواال العائدة للمدين بحق تتبع حركة هذه المواال بل
يكتفي بما يواجد منها عند التنفيذ مما يعني ان حق المتياز هنا ل يعدوا كوانه مجرد واصف يلحق
هذه الحقواق ) الديوان ( يمكن اصحابها من استيفائها متقدمة على غيرها من الديوان .وافرق بعض
الفقهاء في هذه الحالة كذلك بين :
-ان يباشر الدائن بهذه الحقواق حقه على عقار فنكوان ازاء حق عيني
-اما ان يباشر حقه على منقوال فنكوان امام مجرد اواصاف تلحق اللتزام
ب -اما لوا واقع المتياز على امواال خااصة ) أي حقواق المتياز الخااصة بنواعيها ( فهي حقواق
عينية ما دامت تقع على محل مادي معين ). (2
الفرع الثاني - :طبيعة حقوق المتياز في فقه الشريعة السلمية
ان الفقه السلمي يعرف الحقواق العينية التبعية واهي حقواق تترتب على العيان ضمان ا للديوان
وايعرف من هذه الحقواق حقين :حق الرهن ،واحق الحبس .
فحق الرهن ) واهوا يقابل حق الرهن الحيازي في الفقه الغربي ( واهوا يقع على العقار واالمنقوال
واينشأ عن عقد الرهن يضمن به الدائن استيفاء حقه من المدين اذا لم يقم المدين بالوافاء فهوا كما
يقوال السنهواري :حق تبعي لنه ضمان للدين واهوا حق عيني لنه يتعلق مباشرة بالعين المرهوانة
وايمنح هذا الحق للدائن ميزتي التقدم في اقتضاء حقه من المال المثقل بالرهن متقدما على سائر
دائني المدين واالتتبع واهوا هنا كما يقوال السنهواري كذلك – اقواى مما هوا مواجواد في الفقه الغربي
13
ل عينيا ل يملك ان يتصرف بعين المرهوان دوان اذن الدائن المرتهن فان
لن الراهن مدينا اوا كفي ا
. )(1
تصرف دوان اذنه فان تصرفه يكوان مواقوافا غير نافذ
اما حق الحبس :فهوا حق عيني تبعي كذلك يتركز في مال ضمانا للدين واهذا الحق ينشا اما من
عقد كما في حق البائع في حبس المبيع حتى يقتضي ثمنه واحق المستأجر الذي انهى عقد
اليجار قبل انقضاء مدته واكان قد عجل الجرة فحقه في حبس المأجوار حتى يسترد ما دفعه
واللموادع في حبس الواديعة حتى يسترد ما أنفقه عليها باذن القاضي واحق الواكيل بالشراء في حبس
ما اشتراه حتى يستوافي ما انفقه عليه باذن القاضي وااما من فعل مادي كحق الغاصب في حبس
.ان طبيعة المصلحة التي )(2
المال المغصواب حتى يستوافي ما انفقه عليه وازاد فيه زيادة متصلة
يرمي الحق الممتاز الى تحقيقها فقد تكوان اما للضرواره اوا للحفاظ على انسانية النسان في حالة
مواته كما في تقديم حق تجهيز الميت واتكفينه على ديوانه كلها – مواقف الحنابله – اوا الديوان
العادية غير المواثقة برهن اوا حق احتباس عند الحنفية – اوا في حالة حياته كما في تقديم النفقة
للمدين نفسه اوا الزواجة وااوالده وامن تجب عليه نفقته شرعا وااما ترجيحا لزالة حاله الشك واالريبة
في الحق المزاحم فيترجح على غيره في الستيفاء واذلك في ترجيح وافاء الدين المترتب في ذمة
المريض مرض الموات قبل المرض ،على ما ترتب في ذمته ابان المرض أي ترجيح دين الصحة
على دين المرض .
واما ترجيح ا لحق عام على حق خااص كما في ترجيح حقواق الدوالة واالشخااص الحكمية العامة
) من ضرائب وارسوام ( ...على حقواق الشخااص العاديين .
14
-حق يتعلق بمالية المدين كما يتعلق في الواقت نفسه بذمته واهوا حق الدائن على امواال
المدين الميت اوا المريض مرض الموات .
-حق يتعلق بالذمة فقط واهوا الدين الذي يتعلق بذمة المدين في صحته والم يكن محجوا ار
عليه وايتبين من هذا ان من له حق عيني تبعي له الوالواية واالحق المتعلق بالعين مقدما
على الحق المتعلق بالذمة فاذا تزاحم حقان :حق متعلق بالذمة واحق متعلق بالعين يقدم
الحق المتعلق بالعين واالسبب في امتيازه هوا ان هذا الحق له متعلقان الوال عين مال
واالثاني ذمة المدين اما المتعلق بالذمة فله متعلق وااحد واهوا الذمة واحدها واالدليل على ذلك
ما روااه المام البخااري عن ابي هريرة قال الرسوال ) ص (
)) من ادرك ماله بعينه عند رجل اوا انسان قد افلس فهوا احق به من غيرة (( .
المبحث الثالث
هناك عدة واجواه تشابه وااخاتلف بين كل من حق المتياز واالتأمين العقاري لذا سنتناوال في
المطلب الوال اواجه الشبه اما في المطلب الثاني فسنتطرق الى اواجه الخاتلف .
15
المطلب الوأل -:أوأجه الشبه
هناك عدة واجواه تشابه بين كل من حق المتياز واالتأمين العقاري بنواعيه الرهن التأميني واالرهن
الحيازي واهي :
.1حق المتياز كما التأمين العقاري عبارة عن حق عيني يوالي صاحبه مزيتي حق التتبع أي
حق تتبع العين في أي يد تكوان واكذلك حق الفضلية اوا السبقية على سائر الدائنين أي
ان لصاحب الحق العيني كما لصاحب التأمين العقاري حق التقدم واالسبقية
.2حق المتياز كما التأمين العقاري عبارة عن حق تابع للتزام اصلي يدوار معه واجوادا واعدم ا
اذ ان كل الحقين تابعين للتزام اصلي
.3حق المتياز كما التأمين العقاري عبارة عن حق ل يقبل التجزئة حيث يبقى بكامله طالما
بقي جزء من المدين لم يتم ايفاؤه لكن نذكر بان مبدأ عدم تجزئة حق المتياز كما في
16
التأمين العقاري ايضا ليس من النظام العام وابالتالي يمكن التفاق على مخاالفته وايمكن
للدائن الممتاز ايضا ان يتنازل عن الستفاده منه صراحة اوا ضمنا .
.4تسري على حق المتياز كما التأمين العقاري ذات الحكام المتعلقة بهلك الشيء اوا تلفه
فاذا هلك محل المتياز واكان الهلك بخاطا المدين كان الدائن بالخايار بين استيفاء الدين
اوا طلب تأمين اخار وااذا كان الهلك بسبب اجنبي كان الخايار للمدين واينتقل المتياز الى
الحق الذي حل محل الشيء الذي هلك كالتعوايض اوا مبلغ التأمين
.5حق المتياز كالرهن التأميني حق تابع لللتزام المضموان فهوا لهذا ينقضي بطريقة تبعية
)(1
بانقضاء الدين المضموان ايا كان سبب هذا النقضاء كالوافاء اوا البراء ....
انظر :الدكتوار غني حسوان طه ،محمد طه البشير ،الحقواق العينية التبعية ،ج ، 2طبعة جديدة ،بيروات ، 2013 ،مكتبة ()1
18
. )(1
بينما التأمين العقاري يمنح صاحبه مزيتي التقدم واالتتبع
الخاتمة
النتائج وأالتوصيات
وافي خاتام هذا البحث نحمد ال تعالى ان يسر واأعان واوافق لتمام هذا العمل في مباحث سجلت
من خاللها خالصة تبرز اهم النتائج التي تواصلت اليها على النحوا التي :
.1ان دراسة المواضواع كشفت عن مدى الصالة واالثراء التي تزخار اصوال واقوااعد الشريعة في
علج مواضواع المتياز من الناحية الفقهية فهي تقوام على اسس راسخاه واقوااعد ثابتة ل
تقل في قواة تأصيلها عن ما لقيه المواضواع من اهتمام وادراسة في القانوان المدني .
19
.2مدى تطابق القانوان المدني واالفقه السلمي ازاء مواضواع هذه الدراسة في كثير من
المسائل فأن لم يكن مع اجماع الفقهاء فهوا على القل اتفاق مع الرأي الراجح في المسألة
عند الفقهاء بمقتضى الدليل على ذلك .
.3مروانة الفقه السلمي واقدرته على استيعاب المسائل المتجددة للمعاملت المالية من خالل
قوااعده وااصواله العامة .
.4حق المتياز مصطلح قانواني يعبر عنه الفقهاء القدامى بحق الوالواية اوا التقدم واعند بعض
المعاصرين بحق الرجحان .
.5لم يعرف حق المتياز في الفقه السلمي كحق عيني كما هوا معرواف في الفقه القانواني
والكنه يعرف كميزة يتقدم الدائن على غيره من الدائنين في اقتضاء حقه .
.6يدرج القانوانيوان حق المتياز ضمن الحقواق العينية التبعية اوا التأمينات العينية اوا حقواق
التواثيق واذلك بما يزواده هذا الحق من واسائل قانوانية تكفل للدائن استيفاء حقه كامل قبل
غيره من الدائنين العاديين .
.7يقتصر حق المتياز في القانوان المدني على الديوان خااصة بينما في الفقه السلمي فهوا
حق شامل لكل من الحقواق المالية واغير المالية .
.8ان تقرير حق المتياز في الفقه السلمي هوا لعتبارات خااصة بالحق المضموان وارعاية
المصالح المعتبرة شرعا واهي نفس اسباب التي تستواجب ضمانه في القانوان المدني .
.9ل يخاتلف حق الحبس عن حق المتياز من حيث ترتيب الوالواية للحابس في استيفاء حقه
على سائر الدائنين واذلك لن الحابس لوا لم يتقدم على باقي الدائنين في استيفاء حقه لم
يكن لهذا الحبس فائدة .
التوصيات
20
.1اقترح القيام بدراسة مستفيظه لنوااع حقواق المتياز وابيان معانيها الحقيقية في المجالين
النظري واالتطبيقي .
.2القيام بدراسة مقارنة بين حق المتياز في الفقه السلمي واحق المتياز في القانوان المدني
وابيان اواجه القواة واالضعف في كل منهما .
.3القيام بدراسة مستفيظه لبيان اواجه الخاتلف بين حقواق المتياز واالحقواق العادية .
المصادر
القرآن الكريم
كتب الحديث
-أخارجه البخااري في صحيحه ،كتاب الحيل ،باب في النكاح ،ج . 21
كتب اللغة
ابن فارس بن زكريا ،ابي الحسن احمد ،معجم مقاييس اللغة ،تحقيق عبد السلم محمد هاروان ،
دار الجبل ،بيروات ،ط ، 1990 ، 1مادة ميز ،ج 5
21
ابراهيم انيس داواد :المعجم الواسيط ،المكتبة السلمية ،استانبوال ،مادة ماز ،ج 2
الكتب القانونية
:محمد طه البشير ،الدكتوار غني حسوان طه ،الحقواق العينية التبعية ،مكتبة السنهواري ،
2013
محمد امين بن عايدين :رد المحتار على الدار المخاتار ،دار الفكر بيروات ،ط ، 1979 ، 2
محمد بن علي بن محمد الشواكاني ،السيل الجرار المتدفق على حدائق الزهار ،ج ، 3ط ، 1
2004
زين الدين بن ابراهيم ابن نجيم ،الشباه واالنظائر ،مطبعة الحلبي ،القاهرة 1968 ،
احمد سلمه :درواس في التأمينات المدنيه ،دار النهضة العربية ،ط 1968 ، 1
نبيل ابراهيم سعد :التأمينات العينية واالشخاصية ،ط 2010 ، 1م
سليمان مرقس ،حقواق المتياز واالحق في الحبس وافقا للتقنين المدني الجديد ،المطبعة العالمية ،
ط 1952 ، 1
بيان يواسف رجيب ،حقواق المتياز ،ط ، 1دار الثقافة للنشر واالتوازيع . 2009
الدكتوار حسن كيره ،المدخال الى القانوان ،منشأة المعارف 1969 ،
عبد الرزاق احمد السنهواري ،الواسيط في شرح القانوان المدني ،ج . 10منشوارات الحلبي
الحقواقية – بيروات – لبنان ،ط . 2009 ، 3
القوانتن
22
القانوان الردني المادة ) ( 1424
23