You are on page 1of 23

‫خطة البحث‬

‫المبحث الوال ‪ - :‬مفهوام حق المتياز‬

‫المطلب الوال ‪ -:‬تعريف حق المتياز لغة وااصطلحا‬

‫المطلب الثاني ‪ - :‬التعريف القانواني‬

‫المبحث الثاني ‪- :‬السااس واالطبيعة القانوانية لحق المتياز‬

‫المطلب الوال ‪ -:‬السااس القانواني‬

‫المطلب الثاني ‪ - :‬الطبيعة القانوانية‬

‫المبحث الثالث ‪ - :‬اواجه الشبه واالخاتلف بين حق المتياز واالتأمين العقاري‬

‫المطلب الوال ‪ - :‬اواجه الشبه‬

‫المطلب الثاني ‪ - :‬اواجه الخاتلف‬

‫مقدمة البحث‬

‫يرجع حق المتياز في نشأته للقانوان الرواماني بيد انه لم يكن لحق المتياز في القانوان الرواماني‬
‫الطبيعة التي له في التشريعات الحديثة فالمتياز عند الروامان لم يكن حقا عينيا بل كان مجرد اوالواية‬
‫يمنحها القانوان لبعض الدائنين العاديين على بعضهم الخار مراعاة منه لصفة ديوانهم وامقتضى هذه‬
‫الوالواية واانتقل نظام حق المتياز من القانوان الرواماني الى القانوان الفرنسي القديم وافي مستهل عهد‬
‫‪1‬‬
‫القانوان الفرنسي القديم لم يكن للمتياز ال المعنى الذي كان له عند الروامان ثم تغيرت طبيعة‬
‫المتياز تدريجيا من مجرد اوالواية على الديوان العادية الى اوالواية على ديوان المرتهنين واما ان جاء‬
‫القرن التاسع عشر حتى ارتقى المتياز الى مرتبة الحق العيني واصار الدائن الذي له حق امتياز‬
‫متقدما على جميع دائني مدينه حتى المرتهنين منهم واجاءت مجمواعة نابليوان وااخاذت بنظام المتياز‬
‫بالشكل الذي انتهى اليه التطوار في اخار عهد القانوان الفرنسي فجاءت المادة ) ‪ ( 2095‬فرنسي‬
‫تعرف حق المتياز بانه )) حق تمنحه صفة الدين في التقدم على غيره من الدائنين حتى المرتهنين‬
‫منهم (( واكانت حقواق المتياز قبل صدوار قانواننا المدني مبعثرة في موااطن متفرقة دوان ان ينتظمها‬
‫عقد جامع فبعضها واضعت في المجله واالبعض الخار انفرطت بين قانوان الجراء واعدد من‬
‫التشريعات الخااصة واان فكرة حق المتياز غير غريبة عن الشريعة السلمية واان كان فقهاؤها لم‬
‫يعالجواا احكامه داخال نطاق نظرية عامة فمن احكام الشريعة ان تقدم النفقة الكافية للشخاص وازواجته‬
‫واعياله على قضاء ديوانه واكذلك ان تقدم نفقة تجهيز الميت على قضاء ديوانه ‪.‬‬

‫المبحث الوأل ‪ - :‬مفهوم حق المتياز‬

‫عرف القانوان المدني التحادي رقم ‪ 40‬لسنة ‪ 1951‬المتياز في المادة )‪ ( 1361‬بأنه ‪:‬‬
‫الوالواية في استيفاء دين معين مع مراعاة لسبب هذا الدين وال يكوان للدين امتياز ال بمقتضى نص‬
‫في القانوان ‪ ،‬فالقانوان هوا الذي نص على المتياز واهوا الذي يحدد مرتبته فاذا لم ينص صراحة على‬
‫مرتبته كان الدين متأخار عن كل امتياز منصواص على مرتبته ‪ .‬واالديوان الممتازه اذا كانت في مرتبه‬
‫وااحدة فانها تستوافي بنسبة كل منها اذا كانت امواال المدين ل تكفي لتسديدها جميعا ما لم ينص‬
‫القانوان على خالف ذلك وابناء على ذلك فان حق المتياز يعطي للدائن صاحب الدين الممتاز حق‬
‫التقدم على غيره من الدائنين الذين ل امتياز لديوانهم اوا كان امتياز ديوانهم متأخا ار ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وانقسم المبحث الى مطلبين نتناوال في الوال ‪ :‬تعريف حق المتياز لغة وااصطلح ا وافي المطلب‬
‫الثاني التعريف القانواني‬

‫المطلب الوأل ‪ - :‬حق المتياز لغة وأاصطلحا ا‬

‫الفرع الوأل ‪ - :‬تعريف الحق لغة‬

‫للحق لغة معان متعددة اقر بها الى مواضواعنا الوااجب واالثابت ق‪ .‬ت )) والكن حقت كلمة العذاب‬
‫أي واجبت واثبت واتستعمل صيغة افعل منه بأحد معنين ‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫على الكافرين ((‬

‫الوال ‪ :‬بمعنى الخاتصاص بالشيء من غير مشاركة وامن ذلك قوالهم فلن احق بما له أي ل‬
‫حق لغيره فيه بل هوا مخاتص به بغير شريك ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬بمعنى افعل التفضيل أي الشتراك مع الغير وارجحانه عليه وامن ذلك حديث‬
‫فهما مشتركان والكن حقهما أكد المتياز مشتق لغة من الميز‬ ‫)‪(2‬‬
‫)) اليم احق بنفسها من واليها ((‬
‫‪ ،‬واالميم واالياء واالزاي اصل صحيح يدل على تزيل شيء من شيء واتزييله واميزته تميي از وامزته‬

‫سوارة الزمر ‪. 71 ،‬‬ ‫‪()1‬‬

‫اخارجه البخااري في صحيحه ‪ ،‬كتاب الحيل ‪ ،‬باب في النكاح ‪ ،‬ج ‪ ، 21‬ص ‪. 309‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪3‬‬
‫مي از ‪ ،‬واامتازواا ‪ :‬تميز بعضهم من بعض وايكاد يتميز غيظا أي ينقطع ‪ ،‬واانماز الشيء ‪ :‬انفصل‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫عن الشيء‬
‫واالميز واالتمييز ‪ :‬هوا الفصل بين المتشابهات ‪ .‬ق‪ .‬ت )) ليميز ال الخابيث من الطيب وايجعل‬
‫واماز فلن على ‪ :‬فضله على ‪ ...‬واامتاز الشيء ‪ :‬بدا فضله‬ ‫)‪(2‬‬
‫الخابيث بعضه على بعض ((‬
‫يتبين من خالل النظر في المعاني اللغواية المخاتلفة لكلمة المتياز انها تدوار على‬ ‫)‪(3‬‬
‫على مثله‬
‫معان عديدة منها التنزيل ‪ ،‬واالتقطع ‪ ،‬واالنفصال ‪ ،‬واالعزل ‪ ،‬واالتباعد ‪ ،‬واالتفضيل واالرفعة واالقواة‬
‫واغيرها والعل اقرب المعاني المقصوادة بحق المتياز معاني التفضيل واالرفعة واالنفراد واهذه المعاني‬
‫مرعية في المتياز بالمعنى الفقهي واالقانواني لن صاحب الحق الممتاز مفضل على غيره ‪ ،‬واقد‬
‫مكنه القانوان من اعطاء مزيه قواة حتى صار ممي از عن غيره ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ - :‬تعريف الحق اصطلحا ا‬

‫اذا اردنا تعريف حق المتياز انه حق عيني يقرره القانوان ضمانا لوافاء دين معين مراعاة منه‬
‫لصفته واهذا الحق يمنح الدائن سلطة مباشرة على الشيء المحمل به ‪ .‬تمكنه من استيفاء دينه‬
‫)‪(4‬‬
‫بالوالواية في أي يد يكوان ‪.‬‬

‫والم يطلق الفقهاء لفظ الحق على مفهوام وااحد بل على معان متعددة ل تخارج عن المعاني اللغواية‬
‫لكلمة الحق نذكر اهمها فيما يلي ‪.‬‬

‫‪ .1‬يطلقوانه بكثره على مرافق العقار التي تعرف بحقواق الرتفاق ‪ ،‬مثل حق الطريق واحق‬
‫)‪(5‬‬
‫المسيل واحق الشرب لنها ثابتة والزمة له‬

‫ابن فارس بن زكريا ‪ ،‬ابي الحسن احمد ‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬تحقيق عبد السلم محمد هاروان ‪ ،‬دار الجبل ‪ ،‬بيروات ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪ ، 1990‬مادة ميز ‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 289‬‬


‫النفال ‪. 37 :‬‬ ‫‪()2‬‬

‫ابراهيم انيس داواد ‪ :‬المعجم الواسيط ‪ ،‬المكتبة السلمية ‪ ،‬استانبوال ‪ ،‬مادة ماز ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 893‬‬ ‫‪()3‬‬

‫انظر ‪ :‬محمد طه البشير ‪ ،‬الدكتوار غني حسوان طه ‪ ،‬الحقواق العينية التبعية ‪ ،‬مكتبة السنهواري ‪ 2013 ،‬م ‪. 229 ،‬‬ ‫‪()4‬‬

‫محمد امين بن عايدين ‪ :‬رد المخاتار على الدار المخاتار ‪ ،‬دار الفكر بيروات ‪ ،‬ط ‪ ، 1979 ، 2‬ص ‪. 190‬‬ ‫‪()5‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .2‬يطلقوانه على المصالح العتبارية التي ل واجوادد لها ال باعتبار الشارع كحق الشفعه واحق‬
‫الخايار ‪ ،‬واحق الطلق واحق القصاص واحق الحضانه واحق الوالية ‪.‬‬
‫‪ .3‬يطلقوانه على المنافع المتعلقة بالعيان ‪ ،‬قال الشواكاني )) المنافع المتعلقه بالعيان ل‬
‫واجواد لها مستقر ‪ ،‬بل معدوامه فبيع مجرد المنفعه دوان ما هي متعلقه به واهوا الذي يقال‬
‫)‪(1‬‬
‫في عرف الفقهاء كالحق ((‬
‫‪ .4‬يطلقوانه على الرزاق واالروااتب التي تمنح للقضاة ‪ ،‬واللفقهاء واالمواظفين في بيت المال قال‬
‫ابن نجيم من له حق في ديواان الخاراج ‪ .....‬يفرض لوالدهم تبعا وال يسقط بموات الصل‬
‫)‪(2‬‬
‫ترغيب ا‬
‫‪ .5‬يطلقوانه على جميع الحقواق المالية واغير المالية فيقوالوان حق ال واحق العباد‬
‫‪ .6‬وااحيانا على ما ينشأ عن العقد من التزامات غير اللتزام الذي يعتبر حكم العقد فعقد البيع‬
‫حكمه نقل ملكية المبيع وامن حقواقه تسليم المبيع وادفع الثمن ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التعريف القانوني‬

‫حقواق المتياز اوا المتيازات اوا الحقواق الممتازه يعني اعطاء اوالواية معينة لشخاص معين من‬
‫الشخااص معينين في استيفاء حقه فهوا يفيد بالضروارة عدم خاضواع هذا الشخاص لقسمة الغرماء‬
‫فالمتياز في جواهره ليس ال محاباة لدائن معين واتفضيله بالتالي على سائر الدائنين واعلى طائفة‬
‫منهم واهوا ما يتفق مع معنى الصل اللتيني لكلمة امتياز فهي اشتقاق من عبارة أي القانوان الذي‬
‫)‪(3‬‬
‫يعمل من اجل الفرد‬

‫عرف المشرع حق المتياز في الفقرة الوالى من المادة ‪ 130‬بقواله )) المتياز اوالواية يقررها‬
‫ل ان المشرع قد عرف‬
‫وايلحظ على هذا التعريف اوا ا‬
‫)‪(4‬‬
‫القانوان لحق معين مراعاة منه لصفته ((‬
‫المتياز بانه اوالواية واعلى ذلك فجواهر المتياز هوا الفضلية التي يهيؤها للدائن واثاني ا قد اواضح‬
‫التعريف بانها اوالواية يقررها القانوان وابذلك فقد حدد ان القانوان هوا مصدر المتياز واهذا ما يميزه‬

‫محمد بن علي بن محمد الشواكاني ‪ ،‬السيل الجرار المتدفق على حدائق الزهار ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ط ‪ ، 2004 ، 1‬ص ‪. 45‬‬ ‫‪()1‬‬

‫انظر ‪ :‬زين الدين بن ابراهيم ابن نجيم ‪ ،‬الشاه واالنظائر ‪ ،‬مطبعة الحلبي ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1968 ،‬ص ‪. 121‬‬ ‫‪()2‬‬

‫احمد سلمه ‪ :‬درواس في التأمينات المدنيه ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬ط ‪ ، 1968 ، 1‬ص ‪. 408‬‬ ‫‪()3‬‬

‫نبيل ابراهيم سعد ‪ :‬التأمينات العينية واالشخاصية ‪ ،‬ط ‪ 2010 ، 1‬م ‪ ،‬ص ة ‪. 271‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪5‬‬
‫عن غيره من التأمينات العينية واثالثا قد قرر المشرع ان هذه الوالواية التي يقررها القانوان تكوان‬
‫مراعاة لصفة معينه في الدين المضموان‬

‫)‪(1‬‬
‫وايقابله في التقنينات المدنية العربية الخارى ما يلي‬

‫ابرز التعريفات المذكوار ان حق المتياز يتضمن ما يلي ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬ان المتياز هوا اوالواية الدائن الممتاز في استيفاء حقه وا أوالواية الحق ل تأتي ال عن طريق‬
‫اوا ا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫السماح باستيفائه قبل غيره من الحقواق‬

‫وأيترتب على اعتبار المتياز اوألوية في استيفاء الحق الذي هو بالضروأرة‬


‫حق شخصي عدة نتائج‪:‬‬

‫‪ -‬ال يباشر المتياز ال عند التزاحم الدائنين فلوا كان صاحب الحق الممتاز هوا واحده الذي‬
‫يقوام بالتنفيذ على امواال المدين لما كان لتمسكه بالمتياز أي معنى‬
‫‪ -‬ل صفة للمدين كقاعدة عامة في المنازعة في قيام المتياز اوا انكاره فالمتياز شرع لتمكين‬
‫الدائن من غيره من الدائنين‬

‫التقنين المصري ‪ :‬المادة )‪ ( 1130‬المتياز اوالواية يقررها القانوان لحق معين مراعاة منه لصفته وال يكوان للحق امتياز ال بمقتضى‬ ‫‪()1‬‬

‫نص في القانوان‬
‫‪-‬التقنين العراقي المادة ) ‪ : ( 1361‬المتياز اوالواية في الستيفاء لدين معين مراعاة لسبب هذا الدين وال يكوان للدين امتياز ال‬
‫بمقتضى نص القانوان ‪.‬‬
‫‪ -‬التقنين السواري المادة ) ‪ : ( 1109‬المتياز اوالواية يقررها القانوان لحق معين مراعاة منه لصفته وال يكوان للحق امتياز ال بمقتضى‬
‫نص في القانوان‬
‫‪ -‬التقنين المغربي المادة )‪ : ( 1243‬المتياز حق اوالواية يمنحه القانوان على امواال المدين نظ ار لسبب الدين ‪.‬‬
‫‪ -‬التقنين الردني المادة ) ‪ : ( 1424‬المتياز حق عيني تابع يخاوال الدائني اسبقية اقتضاء حقه مراعاة لصفته وايتقرر بنص القانوان‬
‫‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬الدكتوار احمد سلمة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 309‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -‬يباشر المتياز عند تحوال امواال المدين الى مبلغ من النقواد فله اوالواية في الستيفاء‬
‫وايترتب على ذلك ان صاحب الحق الممتاز ل يحق له ان يمنع المدين من التصرف في‬
‫اموااله وال يمنع دائني المدين من تواقيع الحجز على هذه المواال ‪.‬‬

‫وافي ذلك تقوال الفقرة الثانية من المادة ‪ 982‬م‪.‬ج‬ ‫)‪(1‬‬


‫ثانيا ‪ :‬المتياز ل يتقرر ال بنص قانواني‬
‫)) وال يكوان للدين امتياز ال بمقتضى نص في القانوان (( فالقانوان هوا مصدر حق المتياز‬
‫‪ .‬وايترتب على هذا انه ل يجواز للفراد ان‬ ‫)‪(2‬‬
‫المباشر واهوا الذي يتوالى تعيين الحقواق الممتازة‬
‫يقررواا امتياز حق من الحقواق اذا كان الشارع لم يقرر امتيازهم للحق ‪.‬‬

‫يعرف الحق في القانوان الواضعي بتعاريف مخاتلفة واذلك حسب الزاواية التي تنظر منها المدرسة‬
‫القانوانية التي تتصدى للتعريف فالحق في المذهب الشخاصي ) مذهب الرادة ( هوا قدرة واسلطة‬
‫ارادية تثبت للشخاص يستمدها من القانوان كما ان القانوان يبين حدوادها وابناء على هذا التعريف‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫فان الحق ل يواجد ال اذا ارادة الشخاص في حدواد القانوان‬

‫)‪(4‬‬
‫‪:‬‬ ‫وأقد وأجه لهذا المذهب انتقادات من اهمها‬

‫ل ‪ :‬ان جميع الشرائع السماواية واالواضعية تثبت كثي ار من الحقواق لشخااص ل ارادة لهم‬
‫اوا ا‬
‫كالمجانين واالطفال غير المميزين فلوا كانت الرادة جواهر الحق على حد زعم اصحابها لكان‬
‫الوالى بكل التشريعات ان تراعي هذا المر فتحرم هؤلء من الحقواق واهذا ما لم تفعله بل وااجمعت‬
‫على مخاالفته ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ان الحق قد يثبت للشخاص دوان ارادته بل وااحيانا دوان علمه فحق الرث واحق الواصية ل‬
‫يثبتان بارادة صاحبهما بل يثبتان بموات الموارث اوا المواصي واالغائب قد يكسب حقواقا ليس دوان‬
‫ارادته فحسب بل ايضا دوان علمه ‪.‬‬

‫سليمان مرقس ‪ ،‬حقواق المتياز واالحق في الحبس وافقا للتقنين المدني الجديد ‪ ،‬المطبعة العالمية ‪ ،‬ط ‪ ، 1952 ، 1‬ص ‪. 467‬‬ ‫‪()1‬‬

‫انظر ‪ :‬د ‪ .‬احمد سلمه ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 411‬‬ ‫‪()2‬‬

‫انظر ‪ :‬بيان يواسف رجيب ‪ ،‬حقواق المتياز ‪ ،‬ط ‪ ، 2009 ، 1‬ص ‪ ، 25‬دار الثقافة للنشر واالتوازيع ‪.‬‬ ‫‪()3‬‬

‫انظر ‪ :‬الدكتوار حسن كيره ‪ ،‬المدخال الى القانوان ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ 1969 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 312‬‬ ‫‪()4‬‬

‫‪7‬‬
‫ثالث ا ‪ :‬يتفرع عن تسليم اصحاب هذا المذهب بان جواهر الحق الرادة انه يصبح من العسير‬
‫العتراف بحقواق الشخااص المعنواية ‪ ،‬اذ من الصعب القوال بأن لهذه الشخااص ما للشخاص‬
‫الطبيعي من القدرة الرادية ‪.‬‬

‫وايحلل زعيم‬ ‫)‪(1‬‬


‫واالحق وافقا للمذهب المواضواعي ) مذهب اهرنج ( )) مصلحة يحميها القانوان ((‬
‫هذا المذهب الحق الى عنصرين عنصر مواضواعي اوا مادي يتمثل في الغاية التي يحققها الحق‬
‫لصاحبه واهذه الغاية هي منفعة اوا مزيه اما العنصر الثاني فهوا عنصر شكلي هوا حماية القانوان‬
‫المتمثلة في الدعواى القضائية ‪ .‬وامن اهم ما واجه اليه من انتقادات ‪:‬‬

‫ل ‪ :‬ان هذا المذهب يعتبر المصلحة معيار واجواد الحق واالمر ليس كذلك فلئن كان الحق‬
‫اوا ا‬
‫مصلحة من المصالح فليس العكس صحيحا دائما فهناك كثير من المصالح التي يمكن ان ترقى‬
‫بعض الشخااص الى مرتبة الحق مثال ذلك ما يتعلق بفرض الرسوام الجمركية على الوااردات‬
‫الجنبية حماية للصناعات الواطنية فأصحاب هذه الصناعات تكوان لهم مصلحة كبيرة في فرض‬
‫الرسوام لنها تحد من منافسة البضائع الجنبية لبضائعهم وارغم ذلك فل تعطيهم هذه المصلحة‬
‫حقا في فرض تلك الرسوام كل ما في المر انهم يستفيدوان منها اذا فرضت‬

‫ثاني ا ‪ :‬ان يجعل الحماية القانوانية جزء من تعريف الحق فكأن الحق ل يثبت ال اذا كانت له‬
‫حماية قانوانية واهذا ل يمكن التسليم به ‪ ،‬من حيث ان الحماية القانوانية لحقه على الحق فل‬
‫يمكن ان يقال ‪ :‬ان ما يعتبر حقا هوا كذلك لن القانوان يحميه بل الصحيح ان يقال ان القانوان‬
‫يحميه لنه حق كما تناوالت نظريات مخاتلفة تعريف الحق في محاوالة منها للجمع بين عنصري‬
‫الرادة واالمصلحة مع اخاتلف في ترتيبهما وامن هذه النظريات ما غلب عنصر المصلحة على‬
‫عنصر الرادة وامنها ما غلب عنصر الرادة على عنصر المصلحة والكنها كلها لم تخال من مظان‬
‫والقد‬ ‫)‪(2‬‬
‫النقص واالقصوار مما عرضها لسهام النقد من فقهاء القانوان واهذا هوا المذهب المخاتلط‬
‫تصدى المذهب الحديث الى واضع تعريف جديد للحق محاوالة منه لتجنب المطاعن التي تعرضت‬

‫انظر ‪ :‬بيان يواسف رجيب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 25‬‬ ‫‪()1‬‬

‫انظر ‪ :‬بيان يواسف رجيب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪8‬‬
‫لها تعريفات الحق التي واضعتها النظريات القديمة واكان اهم هذه التعاريف تعريف الفقيه البلجيكي‬
‫) دابان ( الذي قام تعريفه على اساسين مهمين واهما ) النتماء ( وا ) السلطة ( واهما عنصران‬
‫داخاليان وا ) واجواد الغير واالحماية القانوانية ( فكان تعريفه للحق بأنه ميزة يمنحها القانوان لشخاص‬
‫واتحميها طرق قانوانية فيكوان له بمقتضى تلك الميزة ان يتصرف في مال اقر القانوان بانتمائه اليه‬
‫سوااء باعتباره ملكا له ام باعتباره شيئ ا مستحقا له في ذمة الغير ‪.‬‬

‫واعرف الدكتوار عباس الصراف بأنه )) اخاتصاص يقره القانوان (( باعتبار ان القانوان اذا ما اقر‬
‫للحق صفته هذه ‪ ،‬فانه سواف يسبغ عليه الحماية القانوانية فالحماية القانوانية تأتي تالية بعد ان يقر‬
‫وامن خالل التعريفات التي اواردت لفقهاء الشريعة واالقانوان نجد اواجه اتفاق‬ ‫)‪(1‬‬
‫القانوان بواجواد الحق‪.‬‬
‫وااخاتلف فالمقارنة بين معاني الحق عند الفقهاء واالقانوانيين نجدها تلتقي عن المعنى اللغواي‬
‫المواجواد الثابت واهوا اساس لها كله وال تخاتلف ال باخاتلف المثبت فهوا اما الشرع وااما القانوان‬
‫واهذا هوا السبب في ان الفقهاء اكتفواا في تفسير الحق وافقا للمعنى اللغواي فأن المثبت عندهم هوا‬
‫الشرع بداهه ‪.‬‬

‫واالحق عند فقهاء القانوان هوا صلة شرعية بين النسان واالمال – صلة واجواب وااداء كما يتناوال في‬
‫عرف رجال القانوان الملكية واالمملواك نفسه واالقدرة على استيفاء المنفعة وايروان ان القانوان واالمنفعة‬
‫متلزمان فالحق ل واجواد له بغير القانوان اذا واجد معه الحق واالذي عرفه بعض الفقهاء بانه منفعة‬
‫يحميها القانوان ‪.‬‬

‫انظر ‪ :‬بيان يواسف رجيب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 26‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الساس وأالطبيعة القانونية لحق المتياز‬
‫المطلب الوأل ‪ :‬الساس القانوني‬

‫تستند حقواق المتياز في تقريرها لعتبارات خااصة وامتعددة تخاتلف باخاتلف الحقواق الممتازة وامن‬
‫هذه العتبارات مقتضيات العدالة كما هوا الحال في المتياز الذي يرتبه الشارع للبائع الذي لم‬
‫يتقاضى ثمن المبيع كله حيث يقضي العدل بتمكين البائع الذي ادخال ما ل في ملك المشتري من‬
‫استيفاء الدين من ثمن المبيع قبل غيره من غرماء المشتري واكما ان مقتضيات العدالة تستدعي ان‬
‫يتقدم الدائنوان بنفقات حفظ المال واصيانته على سائر الدائنين لقتضاء حقواقهم الناشئة عن نفقات‬
‫الحفظ واالصيانة من ثمنه عند بيعه لن ما قامواا به من اعمال الحفظ واالصيانة كان هوا السبب في‬
‫بقائه واواجواده واال لهلك والم ينل الدائنوان الخاروان من ثمنه شيئا فحق للمنفقين ان يستوافواا ما أنفقواا‬
‫لحفظه واصيانته ‪ .‬واكامتياز مصوارفات البذوار واالسماد التي رتبها المشرع على ثمن المحصوال‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫انظر ‪ :‬عبد الرزاق احمد السنهواري ‪ ،‬الواسيط في شرح القانوان المدني الجزء العاشر ‪ ،‬منشوارات الحلبي الحقواقيه ‪ ،‬بيروات لبنان ‪ ،‬ط‬ ‫‪()1‬‬

‫‪ ، 2009 ، 3‬ص ‪919‬‬


‫‪10‬‬
‫واقد يستند المتياز الى اعتبارات انسانية وامن هذه الحقواق حقواق العمال واالخادم واغيرهم ممن‬
‫يعتاشوان على اجوارهم التي تكوان ديوانا في ذمة اصحاب العمل اوا مخادواميهم حيث تقتضي‬
‫النسانية بأن يؤثر العامل في استيفاء ديوانه اللزمة لمعيشتهم على غيره من الدائنين فأن حرمانهم‬
‫من جزء من حقواقهم في ذمة المدينين بها تزاحمهم مع دائنين اخارين يتنافى مع مقتضيات الرحمة‬
‫بهؤلء ‪.‬‬

‫واقد تكوان المصلحة العامة هي مبنى المتياز كما هوا الحال في امتياز الديوان المستحقه للخازانة‬
‫العامة عندما تتزاحم مع ما يستحق للمصلحة الخااصة كما في الرسوام واالضرائب وانحواها التي‬
‫تستحق للخازانة العامة واقد يقرر المتياز لبعض الحقواق استنادا الى فكرة الرهن الضمني على‬
‫اساس ان المدين بهذه الحقواق يعتبر واكأنه منح الدائن رهنا ضمانا لستيفاء حقه كما في امتياز‬
‫المؤجر على ممتلكات المستأجر المواجوادة في المأجوار اوا امتياز صاحب الفندق على امتعة‬
‫النزيل واقد يقرر القانوان المتياز لبعض الحقواق باعتبار ان انفاقها قد يؤدي الى خادمة الدائنين‬
‫الخارين اوا ان النفاق قد عجل واصوال الحقواق الى باقي الدائنين كما في المصروافات القضائية‬
‫)‪(1‬‬
‫وادين النفقة واهكذا الشأن في سائر الحقواق المتياز المرتبة‬
‫ان اسس تقرير حقواق المتياز في القانوان المدني تخاتلف باخاتلف الديوان الممتازة والكنها ترجع‬
‫كلها الى ان العدالة تقتضي ضمان استيفاء الحق اوا ان المصلحة العامة التي تستواجب هذا‬
‫الضمان ‪ .‬واان ما يعبر عنه في القانوان باعتبارات العدالة يمكن ان يدخال تحت معنى النفع العام‬
‫في الفقه السلمي لن العدالة اساس من اسس التعامل فيه واكذلك المر فيما يعلق بالمتيازات‬
‫المقررة للمصروافات القضائية واالمواال المستحقة للخازانة العامة واذلك لتعلقها بالصالح العام وافيما‬
‫يتعلق بالمتيازات المقررة للعتبارات الجتماعية في القانوان كديوان النفقة واالديوان المستحقة‬
‫للجراء واالخادمة واغيرهم فان هذه المعاني يمكن ان تدخال ضمن مجمواعة الديوان التي ترمي الى‬
‫مصلحة حفظ النفس في الشريعة حيث يجعل الفقهاء للديوان التي تحفظ حياة الناس وامعايشهم من‬
‫مأكل واملبس اوالواية على ديوان الغرماء واهي تتفق مع اجوار العاملين واغيرهم في تحقيق هذا‬
‫المعنى ‪.‬‬

‫انظر ‪ :‬بيان يواسف رجيب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ 52‬واما بعدها ‪.‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪11‬‬
‫ان تقريره امتياز الديوان في الفقه السلمي تقوام على المواازنة بين الحقواق في القواة وافقا لقواة‬
‫المصلحة المقصوادة بالحماية كما في تقديم الحق المتعلق بالعين على الحق المتعلق بالذمة واتقرير‬
‫المتيازات المتعلقة بالمصلحة العامة على المصلحة الخااصة وابذلك يتفق مع القانوان المدني في‬
‫اعتبار تقرير امتيازها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الطبيعة القانونية‬

‫الفرع الوأل ‪ :‬طبيعة حقوق المتياز في القانون الوضعي‬

‫واالمقصواد ببيان طبيعة حقواق المتياز هوا هل هذه الحقواق تسلك ضمن الحقواق العينية ام انها‬
‫مجرد صفات تلحق ببعض الديوان لعتبارات خااصة يراعيها المشرع اخاتلف انظار فقهاء القانوان‬
‫الواضعي بين هذين النظرين واانقسمواا الى فرقاء ثلثة ‪:‬‬

‫‪ .1‬ذهب فريق منهم الى ان حقواق المتياز بانوااعها كافة ترتب لصحابها حقواقا عينية بما‬
‫توافره الحقواق العينية لصحابها من ميزتي التتبع واالتقدم واكان الفقيه ) بوابلفكس ( على‬
‫رأس من دافعواا عن هذا التجاه الفقهي ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ .2‬واعارض فريق اخار من الفقهاء التجاه السابق ذاهبين الى ان حقواق المتياز كافة ما هي‬
‫ال مجرد صفات وااواصاف تلتصق ببعض الديوان تفضي الى منح هذه الحقواق ميزة التقدم‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ل بمبدأ المساوااة بين الديوان في الوافاء‬
‫على غيرها عند التزاحم مما يعتبر اخال ا‬
‫‪ .3‬واتواسط فريق ثالث من الفقهاء بين هذين التجاهين المتعارضين بانيا واجهة نظره على‬
‫التميز بين اقسام حقواق المتياز واتنواع واعاء المتياز في كل قسم منها وافق ا للتفصيل التي‬
‫أ‪ -‬اذا ما واقع المتياز على جميع امواال المدين عقارية كانت اوا منقوالة فأن في هذه الحالة ل‬
‫يتصوار ان يتمتع الحق المضموان بجميع المواال العائدة للمدين بحق تتبع حركة هذه المواال بل‬
‫يكتفي بما يواجد منها عند التنفيذ مما يعني ان حق المتياز هنا ل يعدوا كوانه مجرد واصف يلحق‬
‫هذه الحقواق ) الديوان ( يمكن اصحابها من استيفائها متقدمة على غيرها من الديوان ‪ .‬وافرق بعض‬
‫الفقهاء في هذه الحالة كذلك بين ‪:‬‬
‫‪ -‬ان يباشر الدائن بهذه الحقواق حقه على عقار فنكوان ازاء حق عيني‬
‫‪ -‬اما ان يباشر حقه على منقوال فنكوان امام مجرد اواصاف تلحق اللتزام‬
‫ب‪ -‬اما لوا واقع المتياز على امواال خااصة ) أي حقواق المتياز الخااصة بنواعيها ( فهي حقواق‬
‫عينية ما دامت تقع على محل مادي معين )‪. (2‬‬
‫الفرع الثاني ‪ - :‬طبيعة حقوق المتياز في فقه الشريعة السلمية‬

‫ان الفقه السلمي يعرف الحقواق العينية التبعية واهي حقواق تترتب على العيان ضمان ا للديوان‬
‫وايعرف من هذه الحقواق حقين ‪ :‬حق الرهن ‪ ،‬واحق الحبس ‪.‬‬

‫فحق الرهن ) واهوا يقابل حق الرهن الحيازي في الفقه الغربي ( واهوا يقع على العقار واالمنقوال‬
‫واينشأ عن عقد الرهن يضمن به الدائن استيفاء حقه من المدين اذا لم يقم المدين بالوافاء فهوا كما‬
‫يقوال السنهواري ‪ :‬حق تبعي لنه ضمان للدين واهوا حق عيني لنه يتعلق مباشرة بالعين المرهوانة‬
‫وايمنح هذا الحق للدائن ميزتي التقدم في اقتضاء حقه من المال المثقل بالرهن متقدما على سائر‬
‫دائني المدين واالتتبع واهوا هنا كما يقوال السنهواري كذلك – اقواى مما هوا مواجواد في الفقه الغربي‬

‫انظر ‪ :‬بيان يواسف رجيب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 70‬‬ ‫‪()1‬‬

‫انظر ‪ :‬بيان يواسف رجيب ‪ ،‬مصدر سابق ‪. 71 ،‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪13‬‬
‫ل عينيا ل يملك ان يتصرف بعين المرهوان دوان اذن الدائن المرتهن فان‬
‫لن الراهن مدينا اوا كفي ا‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫تصرف دوان اذنه فان تصرفه يكوان مواقوافا غير نافذ‬

‫اما حق الحبس ‪ :‬فهوا حق عيني تبعي كذلك يتركز في مال ضمانا للدين واهذا الحق ينشا اما من‬
‫عقد كما في حق البائع في حبس المبيع حتى يقتضي ثمنه واحق المستأجر الذي انهى عقد‬
‫اليجار قبل انقضاء مدته واكان قد عجل الجرة فحقه في حبس المأجوار حتى يسترد ما دفعه‬
‫واللموادع في حبس الواديعة حتى يسترد ما أنفقه عليها باذن القاضي واحق الواكيل بالشراء في حبس‬
‫ما اشتراه حتى يستوافي ما انفقه عليه باذن القاضي وااما من فعل مادي كحق الغاصب في حبس‬
‫‪ .‬ان طبيعة المصلحة التي‬ ‫)‪(2‬‬
‫المال المغصواب حتى يستوافي ما انفقه عليه وازاد فيه زيادة متصلة‬
‫يرمي الحق الممتاز الى تحقيقها فقد تكوان اما للضرواره اوا للحفاظ على انسانية النسان في حالة‬
‫مواته كما في تقديم حق تجهيز الميت واتكفينه على ديوانه كلها – مواقف الحنابله – اوا الديوان‬
‫العادية غير المواثقة برهن اوا حق احتباس عند الحنفية – اوا في حالة حياته كما في تقديم النفقة‬
‫للمدين نفسه اوا الزواجة وااوالده وامن تجب عليه نفقته شرعا وااما ترجيحا لزالة حاله الشك واالريبة‬
‫في الحق المزاحم فيترجح على غيره في الستيفاء واذلك في ترجيح وافاء الدين المترتب في ذمة‬
‫المريض مرض الموات قبل المرض ‪ ،‬على ما ترتب في ذمته ابان المرض أي ترجيح دين الصحة‬
‫على دين المرض ‪.‬‬

‫واما ترجيح ا لحق عام على حق خااص كما في ترجيح حقواق الدوالة واالشخااص الحكمية العامة‬
‫) من ضرائب وارسوام ‪ ( ...‬على حقواق الشخااص العاديين ‪.‬‬

‫فالحقواق من حيث تعلقها في الفقه السلمي تتنواع كالتي ‪:‬‬


‫‪ -‬حق يتعلق بذات العين واهوا الحق العيني الصلي ‪.‬‬
‫‪ -‬حق يتعلق بالعين من حيث المطالبة باللتزام واهوا الحق الشخاصي ‪.‬‬
‫‪ -‬حق يتعلق بالمطالبة بالعين فقط واهوا الحق العيني التبعي ) حق الرهن – حق حبس‬
‫العين(‬

‫انظر ‪ :‬بيان يواسف رجيب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 72‬‬ ‫‪()1‬‬

‫انظر ‪ :‬بيان يواسف رجيب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 72‬‬ ‫‪()2‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬حق يتعلق بمالية المدين كما يتعلق في الواقت نفسه بذمته واهوا حق الدائن على امواال‬
‫المدين الميت اوا المريض مرض الموات ‪.‬‬
‫‪ -‬حق يتعلق بالذمة فقط واهوا الدين الذي يتعلق بذمة المدين في صحته والم يكن محجوا ار‬
‫عليه وايتبين من هذا ان من له حق عيني تبعي له الوالواية واالحق المتعلق بالعين مقدما‬
‫على الحق المتعلق بالذمة فاذا تزاحم حقان ‪ :‬حق متعلق بالذمة واحق متعلق بالعين يقدم‬
‫الحق المتعلق بالعين واالسبب في امتيازه هوا ان هذا الحق له متعلقان الوال عين مال‬
‫واالثاني ذمة المدين اما المتعلق بالذمة فله متعلق وااحد واهوا الذمة واحدها واالدليل على ذلك‬
‫ما روااه المام البخااري عن ابي هريرة قال الرسوال ) ص (‬
‫)) من ادرك ماله بعينه عند رجل اوا انسان قد افلس فهوا احق به من غيرة (( ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫أوأجه الشبه وأالختلفا بتن حق المتياز وأالتأمتن العقاري‬

‫هناك عدة واجواه تشابه وااخاتلف بين كل من حق المتياز واالتأمين العقاري لذا سنتناوال في‬
‫المطلب الوال اواجه الشبه اما في المطلب الثاني فسنتطرق الى اواجه الخاتلف ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المطلب الوأل ‪ -:‬أوأجه الشبه‬

‫هناك عدة واجواه تشابه بين كل من حق المتياز واالتأمين العقاري بنواعيه الرهن التأميني واالرهن‬
‫الحيازي واهي ‪:‬‬
‫‪ .1‬حق المتياز كما التأمين العقاري عبارة عن حق عيني يوالي صاحبه مزيتي حق التتبع أي‬
‫حق تتبع العين في أي يد تكوان واكذلك حق الفضلية اوا السبقية على سائر الدائنين أي‬
‫ان لصاحب الحق العيني كما لصاحب التأمين العقاري حق التقدم واالسبقية‬
‫‪ .2‬حق المتياز كما التأمين العقاري عبارة عن حق تابع للتزام اصلي يدوار معه واجوادا واعدم ا‬
‫اذ ان كل الحقين تابعين للتزام اصلي‬
‫‪ .3‬حق المتياز كما التأمين العقاري عبارة عن حق ل يقبل التجزئة حيث يبقى بكامله طالما‬
‫بقي جزء من المدين لم يتم ايفاؤه لكن نذكر بان مبدأ عدم تجزئة حق المتياز كما في‬

‫‪16‬‬
‫التأمين العقاري ايضا ليس من النظام العام وابالتالي يمكن التفاق على مخاالفته وايمكن‬
‫للدائن الممتاز ايضا ان يتنازل عن الستفاده منه صراحة اوا ضمنا ‪.‬‬
‫‪ .4‬تسري على حق المتياز كما التأمين العقاري ذات الحكام المتعلقة بهلك الشيء اوا تلفه‬
‫فاذا هلك محل المتياز واكان الهلك بخاطا المدين كان الدائن بالخايار بين استيفاء الدين‬
‫اوا طلب تأمين اخار وااذا كان الهلك بسبب اجنبي كان الخايار للمدين واينتقل المتياز الى‬
‫الحق الذي حل محل الشيء الذي هلك كالتعوايض اوا مبلغ التأمين‬
‫‪ .5‬حق المتياز كالرهن التأميني حق تابع لللتزام المضموان فهوا لهذا ينقضي بطريقة تبعية‬
‫)‪(1‬‬
‫بانقضاء الدين المضموان ايا كان سبب هذا النقضاء كالوافاء اوا البراء ‪....‬‬

‫المطلب الثاني ‪ -:‬اواجه الخاتلف‬


‫هناك العديد من الخاتلفات بين حق المتياز واالتأمين العقاري هي‬

‫‪ .1‬من حيث نشواء الحق‬


‫ل ينشأ حق المتياز ال بنص قانواني ‪ ،‬سوااء في القانوان المدني اوا غيره ‪.‬‬
‫بينما التأمين العقاري قد ينشأ بالتفاق ‪ ،‬اضافة الى امكانية نشوائه بنص القانوان كما في التأمين‬
‫الجبري‬

‫‪ .2‬من حيث اساس الحق‬


‫حق المتياز قرره القانوان مراعاة منه لصفة الدين الممتاز واليس لشخاص الدائن ‪.‬‬

‫انظر ‪ :‬الدكتوار غني حسوان طه ‪ ،‬محمد طه البشير ‪ ،‬الحقواق العينية التبعية ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬طبعة جديدة ‪ ،‬بيروات ‪ ، 2013 ،‬مكتبة‬ ‫‪()1‬‬

‫السنهواري ‪ ،‬ص ‪. 238‬‬


‫‪17‬‬
‫بينما في التأمين العقاري الجبري فالقانوان يراعي من خالل اق ارره صفة الدائن كالزواجة واالقاصر ‪.‬‬

‫‪ .3‬من حيث واعاء الحق‬


‫حق المتياز قد يرد على عقار معين اوا على منقوال معين اوا على كامل امواال المدين المنقوالة‬
‫واالعقارية ‪ .‬بينما التأمين العقاري فل يرد سواى على العقارات واان كانت بعض المنقوالت تعامل‬
‫ل للتأمين العقاري كما هوا الحال بالنسبة للطائرات‬
‫بشكل استثنائي كالعقارات وايمكن ان تكوان مح ا‬
‫واالسفن واالسيارات ‪.‬‬

‫‪ .4‬من حيث ضروارة قيد الحق‬


‫هناك حقواق امتياز معفاه من القيد في السجل العقاري كما هي الحال بالنسبة للمتيازات التي تقع‬
‫على المنقوالت واالمتيازات العامة المعفاة من التسجيل ‪.‬‬
‫بينما التأمين العقاري يخاضع للتسجيل بشكل دائم وال تكوان له اية قيمه بدوان تسجيله‬

‫‪ .5‬من حيث ترتيب الدائنين‬


‫تراعي في حساب واترتيب الوالواية في حقواق المتياز صفة الديوان الممتازه واليس تاريخ نشوائها‬
‫باستثناء الحقواق الممتازه الخااضعة للتسجيل فالوالواية عندئذ للحقواق السبق في التسجيل ‪.‬‬
‫بينما الوالواية بين الدائنين المسجلين اصحاب التأمينات العقارية فتكوان للسبق في التسجيل دائماا‪.‬‬

‫‪ .6‬من حيث اثر الحق‬


‫في حقواق المتياز الوااقعة على منقوال يقتصر اثر المتياز على منح الدائن مزيه الوالواية اوا‬
‫التقدم وال يمكن منحه مزية التتبع على اعتبار ان ذلك يصطدم بقاعدة الحيازة في المنقوال سند‬
‫الحائز ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫بينما التأمين العقاري يمنح صاحبه مزيتي التقدم واالتتبع‬

‫الخاتمة‬
‫النتائج وأالتوصيات‬

‫وافي خاتام هذا البحث نحمد ال تعالى ان يسر واأعان واوافق لتمام هذا العمل في مباحث سجلت‬
‫من خاللها خالصة تبرز اهم النتائج التي تواصلت اليها على النحوا التي ‪:‬‬

‫‪ .1‬ان دراسة المواضواع كشفت عن مدى الصالة واالثراء التي تزخار اصوال واقوااعد الشريعة في‬
‫علج مواضواع المتياز من الناحية الفقهية فهي تقوام على اسس راسخاه واقوااعد ثابتة ل‬
‫تقل في قواة تأصيلها عن ما لقيه المواضواع من اهتمام وادراسة في القانوان المدني ‪.‬‬

‫انظر ‪ :‬الدكتوار غني حسوان طه ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 568‬‬ ‫‪()1‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ .2‬مدى تطابق القانوان المدني واالفقه السلمي ازاء مواضواع هذه الدراسة في كثير من‬
‫المسائل فأن لم يكن مع اجماع الفقهاء فهوا على القل اتفاق مع الرأي الراجح في المسألة‬
‫عند الفقهاء بمقتضى الدليل على ذلك ‪.‬‬
‫‪ .3‬مروانة الفقه السلمي واقدرته على استيعاب المسائل المتجددة للمعاملت المالية من خالل‬
‫قوااعده وااصواله العامة ‪.‬‬
‫‪ .4‬حق المتياز مصطلح قانواني يعبر عنه الفقهاء القدامى بحق الوالواية اوا التقدم واعند بعض‬
‫المعاصرين بحق الرجحان ‪.‬‬
‫‪ .5‬لم يعرف حق المتياز في الفقه السلمي كحق عيني كما هوا معرواف في الفقه القانواني‬
‫والكنه يعرف كميزة يتقدم الدائن على غيره من الدائنين في اقتضاء حقه ‪.‬‬
‫‪ .6‬يدرج القانوانيوان حق المتياز ضمن الحقواق العينية التبعية اوا التأمينات العينية اوا حقواق‬
‫التواثيق واذلك بما يزواده هذا الحق من واسائل قانوانية تكفل للدائن استيفاء حقه كامل قبل‬
‫غيره من الدائنين العاديين ‪.‬‬
‫‪ .7‬يقتصر حق المتياز في القانوان المدني على الديوان خااصة بينما في الفقه السلمي فهوا‬
‫حق شامل لكل من الحقواق المالية واغير المالية ‪.‬‬

‫‪ .8‬ان تقرير حق المتياز في الفقه السلمي هوا لعتبارات خااصة بالحق المضموان وارعاية‬
‫المصالح المعتبرة شرعا واهي نفس اسباب التي تستواجب ضمانه في القانوان المدني ‪.‬‬
‫‪ .9‬ل يخاتلف حق الحبس عن حق المتياز من حيث ترتيب الوالواية للحابس في استيفاء حقه‬
‫على سائر الدائنين واذلك لن الحابس لوا لم يتقدم على باقي الدائنين في استيفاء حقه لم‬
‫يكن لهذا الحبس فائدة ‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫‪20‬‬
‫‪ .1‬اقترح القيام بدراسة مستفيظه لنوااع حقواق المتياز وابيان معانيها الحقيقية في المجالين‬
‫النظري واالتطبيقي ‪.‬‬
‫‪ .2‬القيام بدراسة مقارنة بين حق المتياز في الفقه السلمي واحق المتياز في القانوان المدني‬
‫وابيان اواجه القواة واالضعف في كل منهما ‪.‬‬
‫‪ .3‬القيام بدراسة مستفيظه لبيان اواجه الخاتلف بين حقواق المتياز واالحقواق العادية ‪.‬‬

‫المصادر‬

‫القرآن الكريم‬

‫كتب الحديث‬
‫‪ -‬أخارجه البخااري في صحيحه ‪ ،‬كتاب الحيل ‪ ،‬باب في النكاح ‪ ،‬ج ‪. 21‬‬

‫كتب اللغة‬
‫ابن فارس بن زكريا ‪ ،‬ابي الحسن احمد ‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬تحقيق عبد السلم محمد هاروان ‪،‬‬
‫دار الجبل ‪ ،‬بيروات ‪ ،‬ط ‪ ، 1990 ، 1‬مادة ميز ‪ ،‬ج ‪5‬‬

‫‪21‬‬
‫ابراهيم انيس داواد ‪ :‬المعجم الواسيط ‪ ،‬المكتبة السلمية ‪ ،‬استانبوال ‪ ،‬مادة ماز ‪ ،‬ج ‪2‬‬

‫الكتب القانونية‬
‫‪ :‬محمد طه البشير ‪ ،‬الدكتوار غني حسوان طه ‪ ،‬الحقواق العينية التبعية ‪ ،‬مكتبة السنهواري ‪،‬‬
‫‪2013‬‬
‫محمد امين بن عايدين ‪ :‬رد المحتار على الدار المخاتار ‪ ،‬دار الفكر بيروات ‪ ،‬ط ‪، 1979 ، 2‬‬
‫محمد بن علي بن محمد الشواكاني ‪ ،‬السيل الجرار المتدفق على حدائق الزهار ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ط ‪، 1‬‬
‫‪2004‬‬
‫زين الدين بن ابراهيم ابن نجيم ‪ ،‬الشباه واالنظائر ‪ ،‬مطبعة الحلبي ‪ ،‬القاهرة ‪1968 ،‬‬
‫احمد سلمه ‪ :‬درواس في التأمينات المدنيه ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬ط ‪1968 ، 1‬‬
‫نبيل ابراهيم سعد ‪ :‬التأمينات العينية واالشخاصية ‪ ،‬ط ‪ 2010 ، 1‬م‬
‫سليمان مرقس ‪ ،‬حقواق المتياز واالحق في الحبس وافقا للتقنين المدني الجديد ‪ ،‬المطبعة العالمية ‪،‬‬
‫ط ‪1952 ، 1‬‬
‫بيان يواسف رجيب ‪ ،‬حقواق المتياز ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار الثقافة للنشر واالتوازيع ‪. 2009‬‬
‫الدكتوار حسن كيره ‪ ،‬المدخال الى القانوان ‪ ،‬منشأة المعارف ‪1969 ،‬‬
‫عبد الرزاق احمد السنهواري ‪ ،‬الواسيط في شرح القانوان المدني ‪ ،‬ج ‪ . 10‬منشوارات الحلبي‬
‫الحقواقية – بيروات – لبنان ‪ ،‬ط ‪. 2009 ، 3‬‬

‫القوانتن‬

‫القانوان العراقي المادة ) ‪( 1361‬‬

‫القانوان المصري المادة ) ‪( 1130‬‬

‫القانوان المغربي المادة )‪( 1243‬‬

‫القانوان السواري المادة ) ‪( 1109‬‬

‫‪22‬‬
‫القانوان الردني المادة ) ‪( 1424‬‬

‫‪23‬‬

You might also like