Professional Documents
Culture Documents
الوصـــية الاختياريــــة
الوصـــية الاختياريــــة
الفصل األول
وحدة :القضــاء األسر
المواريث
عرض تحت عنوان
الوصيـــة االختياريــــة
مقدمة
تعتبر الوصية تصرف من التصرفات الشرعية والقانونية تخضع لسلطان اإلرادة
المنفردة إللنسان .عرفتها
حضارات قديمة متعددة ومتنوعة كالرومان ،واليونان ،والبابليين ،وقدماء
المصريين ،والعرب في الجاهلية ،وتميزت الوصية عند هذه الحضارات باالختالف والتنوع في إنشائها؛ فعند البعض
اتسمت الوصية بالجور والظلم حيث كان الموصي حرا غير مقيد بقيد أو شرط معين في وصيته ،حيث كان يوصي
أللجنبي بما شاء وكيف شاء إما نكاية في أسرته أو افتخارا أو مباهاة بجميع التركة أو بجزء منها حسب رغبته
وهواه على حساب
أوالده الذين قد يقعون فريسة للحاجة والعوز بعد أن ذهبت ثروة أبيهم الى غير المستحقين
لها.
جاء اإلسالم ونظم الوصية تنظيما محكما ودقيقا حيث جعلها حقا من حقوق الميت في ماله تنفذ بعد موته وقيدها
بقيدين أساسيين هما :تحديد مقدارها في حدود الثلث وعدم جوازها
للورثة.
وبذلك يكون اإلسالم قد أجاز الوصية وشرعها لحاجة الناس إليها لما فيها من صلة
أللرحام مع ذوي القربى غير الوارثين ،ولما فيها أيضا من سعة على ذوي الحاجة
والمعوزين.
فالمشرع المغربي بدوره عالج أحكام الوصية في مدونة األسرة من خالل الكتاب
الخامس في القسم األول بنصه على شروطه و إجراءات تنفيذها ،حيث عرفها في المادة
722بأنها "عقد يوجب حقا في ثلث مال عاقده يلزم بموته"1
فلدراسة الوصية االختيارية يمكن طرح اإلشكاليات التالية:
ماهي أنواع الوصية االختيارية؟ و كيفية حلها؟ و ماهوتعريفها؟ وماهي الحكمة من
مشروعيتها؟
ففي هذا العرض سنتحدث عن الوصية اإلرادية أو االختيارية من خالل مطلبين
اثنين ،سنتعرض في األول إللطار النظري للوصية اإلرادية من حيث تعريفها والحكمة من مشروعيتها ،على أن
نتعرض في المطلب الثاني اللطار التطبيقي أو العملي للوصية
اإلختيارية في حاالتها الثالث في الحالة التي تكون الوصية واحدة ،و في الحالة التي تكون
الوصية متعددة ،ثم الحالة التي تكون الوصية مجاوزة للثلث.
1
الوصية االختيارية المواريث
والمعروف المراد هو العدل الذي ال شطط فيه ألن الوصية ما شرعت اال لتجمع
مصالح العباد في الذنيا و اآلخرة و رجاء الثواب و الدرجات العالية في اآلخرة لما ورد عن ابن عباس رضي هلال
عنه أن رسول هلال صلى هلال عليه وسلم قال"االضرار في الوصية من
أكبر الكبائر"5
2مريم بربور ،محاضرات في علم الفرائض ،الطبعة الرابعة مزيدة ومنقحة ،شمس برينت-سال1441 ،هـ/2112م ،ص 12.
3براء طه إبراهيم ،بحث حول "الوصية االختيارية بين الشريعة و القانون " ،ص 01و 01.
3سورة النساء :اآلية 11.
4سورة البقرة :اآلية 181.
2
الوصية االختيارية المواريث
2 ابن
2
2
1 بنت
1
فنصحح الفريضة بصرف النظرعن الوصية ،ثم يرسم الى يسار الفريضة عمودان
يوضع في أعالهما مقام الوصية ،ويوضع الموصى له أسفل الورثة و يعطى له من المقام
الجزء الموصى به و الباقي من المقام ينظر بينه وبين الفريضة بنظري التوافق والتباين.
3
الوصية االختيارية المواريث
فان توافقا ِيؤخد وفق الباقي من المقام ويوضع فوق الفريضة ،و وفق الفريضة و
يوضع فوق المقام و يضرب فيه كما هو الحال في هذا المثال.
وان تباينا ؤخد الباقي من المقام ويوضع فوق الفريضة و مجموع الفريضة و يوضع
فوق المقام و يضرب فيه ،والحاصل في الحالتين هو جامعة التصحيح توضع في أعلى العمود الثاني ثم
يضرب ما لكل واحد من الفريضة فيما فوقها ،وما للموصى له يضرب فيما فوق المقام وتجعل حواصل الضرب
تحت الجامعة ،ثم تجمع في النهاية الختبار صحة
العمل.
ومثاله كالتالي :
4 3
11 4 4
0
الوصية االختيارية المواريث
1 1
1 1
المثال الثاني:
4 3
الوصية اشهاد الشخص باعطاء الثلث فأقل من ماله بعد موته لغير وارث على جهة
التبرع فان كانت أكثر من الثلث يتوقف الزائد عليه على إجازة الورثة فان أجازوه ينفذ و ان
منعوه ترد الوصية الى الثلث.
6
الوصية االختيارية المواريث
و الغرض هنا بيان العمل للتوصل الى معرفة ما يستحقه الموصى له من المتروك،
وفي المستطاع استقراؤه من المثالين السابقين ،فاألولى تجمع الزوج و االبن و البنت ومعهم موصى له بخمس الميراث،
و نشاهد أول عمل اتبع فيه هو تصحيح الفريضة ،بصرف النظر عن الوصية حيث صحت من أصلها ،4للزوج
الربع ،و اللبنين الباقي للذكر مثل حظ
األنثيين ،و الى يسار الفريضة ضلعان اخران ممتدان الى الموصى له رسم في أعال أولهما
اللموالي لها مقام الباقي من المقام بينهما.
و نرى في أعال الضلع الثاني جامعة التصحيح الجامعة للفريضة بوصيتها وهي ،0و
هنا نقف لنبحث عن طريق الوصول الى هذه الجامعة فندرك بعد التدبر انها ترجع الى النظر بين الباقي من مقام
الوصية وهو 4وبين مصح الفريضة بنظري التوافق و التباين ،فكانا متوافقين في الربع فأخذ ربع الباقي من المقام وجعل
فوق الفريضة و ربع الفريضة وجعل فوق المقام وضرب فيه و الحاصل هو جامع التصحيح ،ثم ضرب ما لكل واحد
من الفريضة فيما فوقها وضرب ما للموصى له من مقام الوصية فيما فوق المقام و جعلت حوا صل
الضرب تحت جامعة التصحيح ثم جمعت فساوت الجامعة.
أما المثال الثاني يشتمل على نفس ورثة المثال األولى مع موصى له بالربع و العمل
فيه على ما نرى كاألول فقد أثبت في أعال الضــلع المــوالي للفريضــة مقــام الوصــية :4و أعطى منه للموصى له واحــدا
فبقى 3ثم نظر بين هذا الباقي وبين الفريضة ،فكان بينهما التباين فأخذ الباقي ووضع فــوق الفريضة و مجمــوع الفريضة
ووضع فــوق المقــام و ضــرب فيه والحاصــل 16هو جامعة التصــحيح ثم ضــرب ما لكل واحد من الفريضة فيما
فوقها و ما للموصى له من
المقام فيما فوقه و جعلت الحواصل تحت الجامعة ثم جمعت فساوتها.
اذن نستخلص أن الفريضة تصحح بصرف النظر عن الوصية ثم يرسم الى يسار
الفريضة عمودان يوضع في أعال أولهما مقام الوصية و يوضع الموصى له أسفل الورثة و يعطى له من المقام
الجزء الموصى به و الباقي من المقام ينظر بينه و بين الفريضة بنظري التوافق و التباين فان توافقا يوخد وفق الباقي من
المقام و يوضع فوق الفريضة ووفق
الفريضة و يوضع فوق المقام و يضرب فيه و ان تباينا يوخد الباقي من المقام و يوضع فوق الفريضة و مجموع الفريضة
و يوضع فوق المقام و يضرب فيه و الحاصل في الحالتين هو جامعة التصحيح توضع في أعال العمود الثاني ثم
يضرب ما لكل واحد من الفريضة فيما
وفقها و ما للموصى له يضرب فيما فوق المقام و تجعل حواصل الضرب تحت الجامعة ثم
تجمع في النهاية الختبار صحة العمل.6
3محمد بن محمد مكوار ،دروس في الفرائض ،الطبعة الثانية مصححة ،دار الفرقان للنشر الحديث ،الدارالبيضاء ،2112،ص111و 111و112
2
الوصية االختيارية المواريث
ايناث
و الثاني موصى له :الوصية المتعددة
مثال ذلك 7:ابن ،ابن ،بنت ،وموصى لهم األول موصى له بــ
بــ .
0 22
التحليل:
في هذا المثال شخصان :أحدهما موصى له بسبع ،واآل خر له بسدس ،وبعد تصحيح
الفريضة بحث عن المقام الذي يجمع الوصيتين :أي أقل عدد له سبع وسدس ،وذلك بالنظر
بين المقامين باألنظار األربعة السالفة في تأصيل الفرائض.
وبين الستة والسبعة هنا التباين ،فضربت إحداهما في األخرى فكان الحاصل اثنين وأربعين ،جعل مقاما للوصية في
أعال الضلع الثاني ،وأعطى منه أللول سبعه :ستة ،وللثاني
سدسه :سبعة ،وطرح مجموعهما من المقام فبقي تسعة وعشرون ،وبينها وبين الفريضة
التباين ،فجعل الباقي فوق الفريضة والفريضة فوق المقام وضربت فيه ،فحصلت الجامعة،
ونتمم العمل على نحو ما في المثال األول.
8
الوصية االختيارية المواريث
التحليل:
في هذا المثال أيضا لدينا شخصان وهما محمد وعلى أوصى لهما معا بالثلث على
السواء.
الجزء الموصى به وهو واحد من ثالثة :منكسر على الموصيين لهما انكسارا مباينا
كما نشاهد في الضلع الثاني فازيل االنكسار بضرب عدد المنكسر عليهما في مقام الوصية
بعد جعلة الثاني عليه على قاعدة ازالة االنكسار المتقدمة ،فتحول المقام من ثالثة إلى ستة .ضرب الواحد المنكسر في
اثنين وقسم الحاصل عليهما :لكل موصى له واحـد
.رسم تجاهه اسفل المقام ،وطرح االثنان من المقام فبقى اربعة .نظر بينها وبين
الفريضة فكان بينهما التباين .فجعل الباقي من المقام فوق الفريضة ،والفريضة فوق المقام وضربت فيه .فكان الحاصل
جامعة التصحيح ،ثم ضرب ما لكل واحد من الفريضة فيما
فوقها .وما لكل موصى له فيما فوق المقام .وجعلت الحواصل تحت الجامعة.
2
الوصية االختيارية المواريث
الخالصـــــة:
اذا تعدد الموصى له :تصحح أوال الفريضة ،ثم يبحث عن المقام الذي يجمع الوصيتين
او الوصايا .فيجعل في اعال ضلع بعد الفريضة ويعطى منه لكل موصى له حظه.
ثم تطرح الحظوظ ،المأخوذة من المقام .والباقي ينظر بينه وبين الفريضة بنظري
التوافق والتباين كما سلف ،حيث يجعل وفق الباقي او كلـه فـوق الفريضة ،ووفق الفريضة او كلها فوق المقام ويضرب فيــه.
فتحصل جامعية التصحيح ثم يضرب ،ما لكل وارث من الفريضة فيما فوقها ،وما لكل موصى له من المقــام فيمــا
فوقه ،وترسم الحواصل تحت
الجامعة ،وتجمع للعلم بصحة العمل.
2 2
42 21 4
2 1 زوج
14 ابن
14 2 ع
2 1 بنت
6 3 موصى له بربع موصى له
8 4 بثلث
التحليل:
11
الوصية االختيارية المواريث
إذا تدبرنا هذه الفريضة نجد فيها شخصين :أوصى ألحدهما بربع وآللخر بثلث ،وقد
منع الورثة الزائد على الثلث ،بمعنى أن الموصيين لهما لم يستحقا إال الثلث يقتسمانه على
نسبة ما بينهما من اختالف.
وألجل الوصول إلى ذلك:
نبحث أوال عن أقل عدد له ربع وثلث بالنظر بين مقاميهما باألنظار األربعة ،فكان
اثني عشر ويسمى -المقام األصغر -أعطي منه لصاحب الربع ثالثة ولصاحب الثلث أربعة
ومجموعها سبعة.
نضرب السبعة في مقام الثلث لتكون الوصية خارجة منه ،فكان الحاصل إحدى
وعشرين يسمى المقام األكبر ،هو الموضوع في اعال الضلع المتصل بالفريضة.
نطرح من المقام األكبر الوصيتين فبقي أربعة عشر.
ننظر بين األربعة عشر وبين الفريضة فنجد التوافق في النصف فوضع نصف 14
فوق الفريضة ونصف الفريضة فوق المقام وضرب فيه للحصول على الجامعة ونتمم العمل
على نحو ما سبق.
الخالصـــــة:
اذا جاوزت الوصية الثلث ومنع الورثة الزائد عليه فـإن الوصية ترد الى الثلث والمرد
نوعان:
1 .ما ال يحتاج فيه الى زائد على تحويل مقام الوصية إلى ثالثة ثم يعطى منه
للموصى له وصيته ،ويتمم العمل .وذلك اذا كان الموصى له واحدا او معتددا مع تساوي
نسبة االستحقاق
2.ما يحتاج فيه إلى عمل زائد ،وذلك اذا كان الموصى له متعددا مع اختالف نسبة
االستحقاق ،والعمل بعد تصحيح الفريضة :ان يبحث عـن عن أقل عدد يجمع الوصيتين او
الوصايا ـويسمى المقسام االصفرـ ويعطى منه لكل موصى له الحظ الموصى به ،ثم تجمع
الحظوظ .ويضرب مجموعها في ثالثة لتكون الوصية خارجة من الثلث ،وحاصل الضرب -
-ويسمى المقام االكبر -يجعل في اعال الضلع الموالي للفريضة ،وتطرح منه الحظوظ،
والباقي ينظـر بينه وبين الفريضة بنظرى التوافق والتباين ،وهكذا الى نهاية عملية الوصية
المتقدمة.
11
الوصية االختيارية المواريث
الئحة المراجع
القرآن الكريم.
مريم بربور ،محاضرات في علم الفرائض ،الطبعة الرابعة مزيدة ومنقحة ،شمس برينت-
سال1441 ،هـ/2112م.
براء طه إبراهيم ،بحث حول الوصية االختيارية بين الشريعة و القانون.
محمد بن محمد مكوار ،دروس في الفرائض ،الطبعة الثانية مصححة ،دار الفرقان للنشر
الحديث ،الدارالبيضاء 2112.،
مدونة األسرة.
1
الوصية االختيارية المواريث
الفهرس
2 مقدمة
المطلب االول :تعريف الوصية االختيارية و الحكمة من مشروعيتها3 ...........................
13 الفهرس
2