You are on page 1of 15

‫الماستر المتخصص‪ :‬القانـون والممارسـةالقضائيـة‬

‫الفصل األول‬

‫وحدة‪ :‬القضــاء األسر‬


‫المواريث‬
‫عرض تحت عنوان‬

‫الوصيـــة االختياريــــة‬
‫تحت إشراف الدكتورة ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبين الباحثين‪:‬‬

‫‪ ‬مريــم بــربور‬ ‫‪ ‬محمد مويـلـح‬

‫‪‬حنان راضـي‬

‫السنة الجامعية‪2222-2222 :‬‬


‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫مقدمة‬

‫تعتبر الوصية تصرف من التصرفات الشرعية والقانونية تخضع لسلطان اإلرادة المنفردة إللنسان‪.‬‬
‫عرفتها حضارات قديمة متعددة ومتنوعة كالرومان ‪،‬واليونان ‪،‬والبابليين‪ ،‬وقدماء المصريين‪ ،‬والعرب في الجاهلية‪ ،‬وتميزت الوصية‬
‫عند هذه الحضارات باالختالف والتنوعـ في إنشائها؛ فعند البعض اتسمت الوصية بالجور والظلم حيث كان الموصي حرا غير مقيد بقيد أو شرط‬
‫معين في وصيته‪ ،‬حيث كان يوصي أللجنبي بما شاء وكيف شاء إما نكاية في أسرته أو افتخارا أو مباهاة بجميعـ التركة أو بجزء منها حسب رغبته‬
‫وهواه على حساب أوالده الذين قد يقعون فريسة للحاجة والعوز بعد أن ذهبت ثروة أبيهم الى غير المستحقين لها‪.‬‬
‫جاء اإلسالم ونظم الوصية تنظيماـ محكما ودقيقا حيث جعلها حقا من حقوق الميت في ماله تنفذ بعد موته وقيدها بقيدين أساسيين هما ‪:‬‬
‫تحديد مقدارها في حدود الثلث وعدم جوازها للورثة‪.‬‬
‫وبذلك يكون اإلسالم قد أجاز الوصية وشرعها لحاجة الناس إليها لما فيها من صلة أللرحام مع ذوي القربى غير الوارثين‪ ،‬ولما فيها‬
‫أيضا من سعة على ذوي الحاجة والمعوزين‪.‬‬
‫فالمشرع المغربي بدوره عالج أحكام الوصية في مدونة األسرة من خالل الكتاب الخامس في القسم األــول بنصــه على شــروطه و‬
‫‪1‬‬
‫إجراءات تنفيذها‪ ،‬حيث عرفها في المادة ‪ 722‬بأنها "عقد يوجب حقا في ثلث مال عاقده يلزم بموته"‬
‫فلدراسة الوصية االختيارية يمكن طرح اإلشكاليات التالية‪:‬‬
‫ماهي أنواع الوصية االختيارية؟ و كيفية حلها؟ و ماهوتعريفها؟ وماهي الحكمة من مشروعيتها؟‬

‫ففي هذا العرض سنتحدث عن الوصية اإلرادية أو االختيارية من خالل مطلبين اثنين‪ ،‬سنتعرض في األول إللطار النظري للوصية‬
‫اإلرادية من حيث تعريفهاـ والحكمة من مشروعيتها‪،‬ـ على أن نتعرض في المطلب الثاني اللطار التطبيقي أو العملي للوصية اإلختيارية في حاالتها‬
‫الثالث في الحالة التي تكون الوصية واحدة‪ ،‬و في الحالة التي تكون الوصية متعددة‪ ،‬ثم الحالة التي تكون الوصية مجاوزة للثلث‪.‬‬

‫‪ 1‬مدونة األسرة‪ ،‬المادة ‪222.‬‬

‫‪2‬‬
‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫المطلب االول‪ :‬تعريف الوصية االختيارية و الحكمة من مشروعيتهاـ‬

‫أوال‪ :‬تعريف الوصية االختيارية‬


‫فالوصية لغة‪ :‬هي من وصيت بالشيئ أوصيته اذا وصلته ويقال أرض واصية ‪ ،‬أي متصلة بالنبات و أوصاه ووصاه توصية عهد‬
‫اليه‪.‬وسميتـ وصية ألن الميت يصل بها ما كان في حياته بعد مماته ‪،‬وتطلق على فعل الموصي وما يوصي به من مال أو غيره‪.‬‬

‫أما اصطالحا‪ :‬فهي هبة االنسان لغيره عينا أو دينا أو منفعة على أن يملك الموصى له الهبة بعد موت الموصي و قيل هي وعد خاص‬
‫مضاف الى مابعد الموت يوجب حقا في التركة لمجرد وفاة أو هي ما أوجبه الموصي في ماله تطوعا بعد موته أو في مرضه الذي مات فيه‪.‬‬

‫والوصية أنواع فهي اما وصية واجبة ‪،‬أو وصية اختيارية‪ ،‬هذه األخيرة هي التي تهمنا في هذا العرض‪.‬‬

‫فالوصية االختيارية هي التي تكون باختيار الموصي وله الحق في التراجع عنها اذا‬
‫‪2‬‬
‫أراد‬

‫ثانيا‪ :‬الحكمة من مشروعيتها‬


‫إن هلال سبحانه وتعالى شرعها تمكيناـ من العمل الصالح و مكافأة لمن أسدى الخير معروفا و صلة للرحم و األقارب الغير الوارثين‬
‫و سد حاجة المحتاجين ففيها تتجلى رحمة هلال بعباده في أبهى صورها وأجل معانيها ‪،‬لقوله تعالى "من بعد وصية يوصي بها أو دين غير‬
‫‪4‬‬
‫مضار"‪ 3‬ثم لقوله تعالى "أن ترك خيرا الوصية للوالدين و األقربين بالمعروف"‬
‫والمعروف المراد هو العدل الذي ال شطط فيه ألن الوصية ما شرعت اال لتجمع مصالح العباد في الذنيا و اآلخرة و رجاء الثواب و‬
‫الدرجات العالية في اآلخرة لما ورد عن ابن عباس رضي هلال عنه أن رسول هلال صلى هلال عليه وسلم قال"االضرار في الوصية من أكبر‬
‫‪5‬‬
‫الكبائر"‬

‫‪ 2‬مريم بربور‪ ،‬محاضرات في علم الفرائض‪ ،‬الطبعة الرابعة مزيدة ومنقحة‪ ،‬شمس برينت‪-‬ـسال‪1441 ،‬هـ‪/2112‬م ‪،‬ص ‪12.‬‬
‫‪ 3‬براء طه إبراهيم‪ ،‬بحث حول "الوصية االختيارية بين الشريعة و القانون "‪ ،‬ص ‪01‬و ‪01.‬‬
‫‪ 3‬سورة النساء ‪:‬اآلية ‪11.‬‬
‫‪4‬سورة البقرة ‪ :‬اآلية ‪181.‬‬

‫‪3‬‬
‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجانب التطبيقيـ للوصية االختيارية‬

‫الوصية االختيارية تكون على حاالت عديدة وهي كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الوصية المنفردة‬


‫مثال ذلك‪:‬زوج ‪،‬ابن‪،‬بنتـ ‪،‬موصى له بالثلث‬

‫وكيفية العمل في الوصية هي كالتالي‪:‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫زوج‬

‫‪2‬‬
‫ابن‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬

‫بنت‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬ ‫موصى له‬


‫ب‪1/3‬‬
‫‪1‬‬

‫فنصحح الفريضة بصرف النظـرعن الوصــية ‪،‬ثم يرسـم الى يســار الفريضـة عمـودان يوضــع في أعالهمـا مقـام الوصـية ‪،‬ويوضــع‬
‫الموصى له أسفل الورثة و يعطى له من المقام الجزء الموصى به و الباقي من المقام ينظر بينه وبين الفريضة بنظري التوافق والتباين‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫فان توافقاِ يؤخد وفق الباقي من المقام ويوضع فوق الفريضة‪ ،‬و وفق الفريضة و يوضع فوق المقام و يضرب فيه كما هو الحال‬
‫في هذا المثال‪.‬‬
‫وان تبايناِ يؤخد الباقي من المقام ويوضع فوق الفريضة و مجموع الفريضة و يوضع فوق المقام و يضرب فيه‪ ،‬والحاصل في الحالتين‬
‫هو جامعة التصحيح توضع في أعلى العمود الثاني ثم يضرب ما لكل واحد من الفريضة فيما فوقها ‪ ،‬وما للموصى له يضرب فيما فوق المقام‬
‫وتجعل حواصل الضرب تحت الجامعة ‪ ،‬ثم تجمع في النهاية الختبار صحة العمل‪.‬‬

‫ومثاله‬
‫كالتالي ‪:‬‬

‫زوج‪،‬ابن‪،‬مو‬
‫صى له بالربع‬
‫‪1/4‬‬

‫‪4‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪11‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬
‫أمثلة أخرى للمناقشة‪:‬‬

‫المثال األول‪:‬‬

‫‪0‬‬
‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪4‬‬

‫‪1‬‬ ‫زوج‬

‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬
‫ابن‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫بن‬
‫ت‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪4‬‬
‫المثال الثاني‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪16‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬
‫‪3‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬

‫‪1‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬

‫‪4‬‬

‫موصى له بربع‬

‫الوصية اشهاد الشخص باعطاء الثلث فأقل من ماله بعد موته لغير وارث على جهة التبرع فان كانت أكثر من الثلث يتوقف الزائد عليــه‬
‫على إجازة الورثة فان أجازوه ينفذ و ان منعوه ترد الوصية الى الثلث‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫و الغرض هنا بيان العمل للتوصل الى معرفة ما يستحقه الموصى له من المتروك‪ ،‬وفي المستطاع استقراؤه من المثالين السابقين‪،‬‬
‫فاألولى تجمع الزوج و االبن و البنت ومعهم موصى له بخمس الميراث‪ ،‬و نشاهد أول عمل اتبع فيه هو تصحيح الفريضة‪ ،‬بصرف النظر عن‬
‫الوصية حيث صحت من أصلها ‪ ، 4‬للزوج الربع‪ ،‬و اللبنين الباقي للذكر مثل حظ األنثيين‪ ،‬و الى يسار الفريضة ضلعان اخران ممتدان الى الموصى‬
‫له رسم في أعال أولهما اللموالي لها مقام الباقي من المقام بينهما‪.‬‬

‫و نرى في أعال الضلع الثاني جامعة التصحيح الجامعة للفريضة بوصيتها وهي ‪ ،0‬و هنا نقف لنبحث عن طريق الوصول الى هذه‬
‫الجامعة فندرك بعد التدبر انها ترجع الى النظر بين الباقي من مقام الوصية وهو ‪ 4‬وبين مصح الفريضة بنظري التوافق و التباين ‪،‬فكانا متوافقين في‬
‫الربع فأخذ ربع الباقي من المقام وجعل فوق الفريضة و ربع الفريضة وجعل فوق المقام وضرب فيه و الحاصل هو جامع التصحيح ‪ ،‬ثم ضرب ما‬
‫لكل واحد من الفريضة فيما فوقها وضرب ما للموصى له من مقام الوصية فيما فوق المقام و جعلت حوا صل الضرب تحت جامعة التصحيح ثم‬
‫جمعت فساوت الجامعة‪.‬‬

‫أما المثال الثاني يشتمل على نفس ورثة المثال األولى مع موصى له بالربع و العمل فيه على ما نرى كاألول فقد أثبت في أعال الضلع‬
‫الموالي للفريضة مقام الوصية ‪ :4‬و أعطى منه للموصى له واحدا فبقى ‪ 3‬ثم نظر بين هذا الباقي وبين الفريضة‪ ،‬فكان بينهما التباين فأخذ الباقي‬
‫ووضع فوق الفريضة و مجموع الفريضة ووضع فوق المقام و ضرب فيه والحاصل ‪ 16‬هو جامعة التصحيح ثم ضرب ما لكل واحد من الفريضة‬
‫فيما فوقها و ما للموصى له من المقام فيما فوقه و جعلت الحواصل تحت الجامعة ثم جمعتـ فساوتها‪.‬‬

‫اذن نستخلص أن الفريضة تصحح بصرف النظر عن الوصية ثم يرسم الى يسار الفريضة عمودان يوضع في أعال أولهما مقام‬
‫الوصية و يوضع الموصى له أسفل الورثة و يعطى له من المقام الجزء الموصى به و الباقي من المقام ينظر بينه و بين الفريضة بنظري التوافق‬
‫و التباين فان توافقا يوخد وفق الباقي من المقام و يوضع فوق الفريضة ووفق الفريضة و يوضع فوق المقام و يضرب فيه و ان تبايناـ يوخد الباقي‬
‫من المقام و يوضع فوق الفريضة و مجموع الفريضة و يوضع فوق المقام و يضرب فيه و الحاصل في الحالتين هو جامعة التصحيح توضع في‬
‫أعال العمود الثاني ثم يضرب ما لكل واحد من الفريضة فيما وفقها و ما للموصى له يضرب فيما فوق المقام و تجعل حواصل الضرب تحت‬
‫‪6‬‬
‫الجامعة ثم تجمع في النهاية الختبار صحة العمل‪.‬‬

‫‪ 3‬محمد بن محمد مكوار‪ ،‬دروس في الفرائض‪ ،‬الطبعة الثانية مصححة‪ ،‬دار الفرقان للنشر الحديث‪ ،‬الدارالبيضاء ‪ ،2112،‬ص‪111‬و ‪111‬و‪112‬‬

‫‪2‬‬
‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫ثانيا‪ :‬الوصية المتعددة‬

‫و الثاني موصى له‬ ‫مثال ذلك‪ 7:‬ابن‪ ،‬ابن‪ ،‬بنت‪،‬ـ وموصى لهم األول موصى له بــ‬

‫بــ ‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪211‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪08‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬

‫‪08‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬


‫‪31‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ابن‬
‫‪2‬‬
‫موصى له بسبع‬
‫موصى له بسدس‬

‫التحليل‪:‬‬

‫في هذا المثال شخصان‪ :‬أحدهما موصى له بسبع‪ ،‬واآل خر له بسدس‪ ،‬وبعد تصحيح الفريضة بحث عن المقام الذي يجمع الوصــيتين‪:‬‬
‫أي أقل عدد له سبع وسدس‪ ،‬وذلك بالنظر بين المقامين باألنظار األربعة السالفة في تأصيل الفرائض‪.‬‬

‫وبين الستة والسبعة هنا التباين‪ ،‬فضربت إحداهما في األخرى فكان الحاصل اثنين وأربعين‪ ،‬جعل مقاما للوصية في أعال الضلع الثاني‪،‬‬
‫وأعطى منه أللول سبعه‪ :‬ستة‪ ،‬وللثاني سدسه‪ :‬سبعة‪ ،‬وطرح مجموعهما من المقام فبقي تسعة وعشرون‪ ،‬وبينها وبين الفريضة التباين‪ ،‬فجعل‬
‫الباقي فوق الفريضة والفريضة فوق المقام وضربت فيه‪ ،‬فحصلت الجامعة‪ ،‬ونتمم العمل على نحو ما في المثال األول‪.‬‬

‫‪ 7‬مريم بربور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 126‬و ‪122.‬‬

‫‪8‬‬
‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫مثال آخر‪ 8:‬ابن‪ ،‬ابن‪ ،‬بنت‪،‬‬


‫وموصى لهما بثلث‬

‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬

‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ابن‬


‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬

‫بنت‬
‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫محمد‬ ‫موصى‬


‫لهما‬
‫‪1‬‬
‫بثلث‬
‫علي‬
‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫التحليل‪:‬‬

‫في هذا المثال أيضا لدينا شخصان وهما محمد وعلى أوصى لهما معا بالثلث على‬
‫السواء‪.‬‬

‫الجزء الموصى به وهو واحد من ثالثة‪ :‬منكسرـ على الموصــيين لهمــا انكســارا مباينـاـ كمـا نشــاهد في الضـلع الثـاني فازيــل االنكسـار‬
‫بضرب عدد المنكسر عليهما في مقام الوصية بعد جعلة الثاني عليه على قاعدة ازالة االنكسار المتقدمة‪ ،‬فتحول المقام من ثالثــة إلى سـتة‪ .‬ضـرب‬
‫الواحد المنكسر في اثنين وقسم الحاصل عليهما‪ :‬لكل موصى له واحـد‬

‫‪ .‬رسم تجاهه اسفل المقام ‪ ،‬وطرح االثنان من المقام فبقى اربعة‪ .‬نظر بينها وبين الفريضة فكان بينهما التباين‪ .‬فجعل الباقي من‬
‫المقام فوق الفريضة‪ ،‬والفريضة فوق المقام وضربت فيه‪ .‬فكان الحاصل جامعة التصحيح‪ ،‬ثم ضرب ما لكل واحد من الفريضة فيما فوقها‪ .‬وما‬
‫لكل موصى له فيما فوق المقام‪ .‬وجعلت الحواصل تحت الجامعة‪.‬‬

‫‪ 8‬محمد بن محمد مكوار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 113‬و‪114.‬‬

‫‪2‬‬
‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫الخالصـــــة‪:‬‬

‫اذا تعدد الموصى له‪ :‬تصحح أوال الفريضة‪ ،‬ثم يبحث عن المقام الذي يجمع الوصيتين او الوصايا‪ .‬فيجعل في اعال ضلع بعد الفريضة‬

‫ويعطى منه لكل موصى له حظه‪.‬‬

‫ثم تطرح الحظوظ ‪ ،‬المأخوذة من المقام‪ .‬والباقي ينظر بينه وبين الفريضة بنظري التوافق والتباين كما سلف‪ ،‬حيث يجعل وفق الباقي‬
‫او كلـه فـوق الفريضة‪ ،‬ووفق الفريضة او كلها فوق المقام ويضرب فيه‪ .‬فتحصل جامعية التصحيح ثم يضرب‪ ،‬ما لكل وارث من الفريضة فيما‬
‫فوقها‪ ،‬وما لكل موصى له من المقام فيما فوقه‪ ،‬وترسم الحواصل تحت الجامعة‪ ،‬وتجمع للعلم بصحة العمل‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪2‬‬

‫‪14‬‬
‫‪2‬‬
‫‪6‬‬
‫‪8‬‬

‫التحليل‪:‬‬

‫‪ 9‬مريم بربور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 122‬و‪128.‬‬

‫‪11‬‬
‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫إذا تدبرنا هذه الفريضة نجد فيها شخصين‪ :‬أوصى ألحدهما بربع وآللخر بثلث ‪ ،‬وقد منع الورثة الزائد على الثلث‪ ،‬بمعنى أن‬
‫الموصيين لهما لم يستحقا إال الثلث يقتسمانه على نسبة ما بينهماـ من اختالف‪.‬‬

‫وألجل الوصول إلى ذلك‪:‬‬

‫‪‬نبحث أوال عن أقل عدد له ربع وثلث بالنظر بين مقاميهماـ باألنظار األربعة‪ ،‬فكان اثني عشر ويسمى ‪-‬المقام األصغر‪ -‬أعطي منه‬
‫لصاحب الربع ثالثة ولصاحب الثلث أربعة ومجموعها سبعة‪.‬‬

‫نضرب السبعة في مقام الثلث لتكون الوصية خارجة منه‪ ،‬فكان الحاصل إحدى وعشرين يسمى المقام األكبر‪ ،‬هو الموضوع‬ ‫‪‬‬

‫في اعال الضلع المتصل بالفريضة‪.‬‬

‫‪‬نطرح من المقام األكبر الوصيتين فبقي أربعة عشر‪.‬‬

‫ننظر بين األربعة عشر وبين الفريضة فنجد التوافــق في النصــف فوضــع نصف ‪ 14‬فــوق الفريضــة ونصــف الفريضــة فــوق‬ ‫‪‬‬
‫المقام وضرب فيه للحصول على الجامعة ونتمم العمل على نحو ما سبق‪.‬‬

‫الخالصـــــة‪:‬‬

‫اذا جاوزت الوصية الثلث ومنع الورثة الزائد عليه فـإن الوصية ترد الى الثلث والمرد‬
‫نوعان‪:‬‬

‫‪ 1.‬ما ال يحتاجـ فيه الى زائد على تحويل مقام الوصية إلى ثالثة ثم يعطى منه للموصى له وصيته‪ ،‬ويتممـ العمل‪ .‬وذلك اذا كان‬
‫الموصى له واحدا او معتددا مع تساوي نسبة االستحقاق‬

‫‪ 2.‬ما يحتاج فيه إلى عمل زائد‪ ،‬وذلك اذا كان الموصى له متعددا مع اختالف نسبة االستحقاق‪ ،‬والعمل بعد تصحيح الفريضة‪ :‬ان يبحث‬
‫عـن عن أقل عدد يجمع الوصيتين او الوصايا ـويسمى المقسام االصفرـ ويعطىـ منه لكل موصى له الحظ الموصى به‪ ،‬ثم تجمع الحظوظ‪ .‬ويضرب‬
‫مجموعها في ثالثة لتكون الوصية خارجة من الثلث‪ ،‬وحاصل الضرب ‪-‬‬
‫ويسمى المقام االكبر‪-‬ـ يجعل في اعال الضلع الموالي للفريضة‪ ،‬وتطرح منه الحظوظ‪ ،‬والباقي ينظـر بينه وبين الفريضة بنظرى التوافق‬ ‫‪-‬‬
‫والتباين‪ ،‬وهكذا الى نهاية عملية الوصية المتقدمة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫الئحة المراجع‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫مريم بربور‪ ،‬محاضرات في علم الفرائض‪ ،‬الطبعة الرابعة مزيدة ومنقحة‪ ،‬شمس برينت‪-‬سال‪1441 ،‬هـ‪/2112‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫براء طه إبراهيم ‪ ،‬بحث حول الوصية االختيارية بين الشريعة و القانون‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫محمد بن محمد مكوار‪ ،‬دروس في الفرائض‪ ،‬الطبعة الثانية مصححة‪ ،‬دار الفرقان للنشر الحديث‪ ،‬الدارالبيضاء ‪2112.،‬‬ ‫‪‬‬
‫مدونة األسرة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪12‬‬
‫الوصية االختيارية‬ ‫المواريث‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة‪2..........................................................................................................................................................................‬‬

‫المطلب االول‪ :‬تعريف الوصية االختيارية و الحكمة من مشروعيتها ‪3...............................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الوصية االختيارية‪3..........................................................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحكمة من مشروعيتهاـ‪3..............................................................................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجانب التطبيقي للوصية االختيارية‪4...................................................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الوصية المنفردة‪4......................................................................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوصية المتعددة ‪8......................................................................................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوصية المجاوزة للثلث‪...........................................................................................................................................‬‬


‫‪11‬‬

‫الئحة المراجع‪12.............................................................................................................................................................‬‬

‫الفهرس‪13....................................................................................................................................................................‬‬

‫‪13‬‬

You might also like