You are on page 1of 19

‫محاورالمادة ‪:‬‬

‫‪ -1‬مدخل لدراسة علم المواريث‬


‫‪ -2‬عدالة االسالم في اإلرث‬
‫‪ -3‬الحقوق المتعلقة بالتركة‬
‫‪ -4‬أسباب االرث وشروطه‬
‫‪ -5‬موانع االرث‬
‫‪ -6‬أنواع الورثة وكيف يرثون‬
‫‪ -7‬الوارثون بالفرض‬
‫‪ -8‬الوارثون بالتعصيب‬
‫‪ -9‬الوارثون بالفرض والتعصيب جمعا او قصرا‬
‫‪ -11‬تأصيل الفرائض‬
‫‪ -11‬الحجب‬

‫المصادر‪:‬‬

‫* إيضاح االسرارالمصونة في الجواهر المكنونة‪ ،‬شرح ابن سليمان الرسموكي لمنظومته‬


‫* مختصر علم الفرائض والحقوق االرثية ألحمد غازي الحسيني‬
‫* لباب الفرائض لمحمد صادق الشرطي‬
‫* مرجع الطالب في المواريث على المذهب المالكي لعمر احمد الراوي‬
‫* المواريث في الشريعة اإلسالمية لحسين مخلوف‬
‫المحور األول ‪:‬‬
‫المدخل لدراسة علم المواريث‬

‫علم الفرائض من أجل العلوم االسالمية وارفعها قدرا وأعمقها نفعا‪ .‬وألهميته وحاجة الناس اليه تولى هللا سبحانه وتعالى‬
‫بيانه بنفسه وفصل غالب مسائله الن االموال وقسمتها محط اطماع الناس على الدوام وذلك درءا للظلم وتحكيم االهواء‬
‫والنزعات‪.‬‬
‫التعريف‪:‬‬
‫تطلق على علم المواريث ‪ :‬االرث والميراث والمواريث والفرائض وعلم التركة‬
‫ث‪ ،‬يقال ورث اباه وورث الشيء عن ابيه فهو وارث ميراثا وإرثا‬ ‫المواريث في اللغة ‪ :‬جمع ميراث وجذره اللغوي َو ِر َ‬
‫ورثَه وأورثه‬
‫ويقال في ذلك ِ‬
‫من المعاني اللغوية للميراث‪:‬‬
‫‪ -‬البقاء ولذلك سمي هللا تعالى بالوارث ومن ذلك قوله تعالى "وهلل ميراث السماوات واالرض"‬
‫‪ -‬انتقال الشيء من يد الى اخرى سواء اكان هذا الشيء حسيا او معنويا‬
‫ويسمى الذي يؤول اليه االرث بالمال وارثا والجمع ورثة ووراث ووارثون ويسمى الهالك موروثا ومورثا‪.‬‬
‫الفرائض‪:‬‬
‫داللة الفرض في اللغة كثيرة منها‬
‫‪ -‬االنزال ‪ :‬ومنه قوله تعالى "إن الذي فرض عليك القران لرادك الى ميعاد" القصص ‪85 -‬‬
‫‪ -‬الوجوب ‪ :‬لقوله تعالى " سورة انزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات" النور‪1 -‬‬
‫‪ -‬التقدير‪ :‬لقوله تعالى " ان طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم" البقرة ‪236 -‬‬
‫‪ -‬القطع والحجز‪ :‬لقوله تعالى" للرجال نصيب مما ترك الوالدان واألقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان واألقربون‬
‫مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا"‬
‫‪ -‬التبين لقوله تعالى "قد فرض هللا لكم تحلة أيمانكم وهللا موالكم وهو العليم الحكيم"‬
‫سبب التسمية‪:‬‬
‫وقد سمى النبي صلى هللا عليه وسلم علم الفرائض في قوله ‪ ":‬تعلموا الفرائض وعلموها للناس"‬
‫وقوله صلى هللا عليه وسلم " الحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فألولى رجل ذكر"‬
‫التركات‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬جمع تركة‪ ،‬والتركة الشيء المتروك‪ ،‬والترك هو اإلبقاء وتركة الميت ما يبقيه خلفه بعد وفاته‬
‫وتعرف التركة بأنها ما يتركه الميت من أموال وحقوق‬
‫تعريف الفرائض اصطالحا‪:‬‬
‫هو العلم باألحكام الشرعية المختص تعلقها بالمال بعد موت مالكه تحقيقا أو تقديرا‬
‫العلم‪ :‬االدراك التام الجازم الوارد بالدليل (قطعي الورود والداللة)‬
‫االحكام‪ :‬الحكم هو خطاب هللا تعالى المتعلق بالمكلف‬
‫تحقيقا‪ :‬التحقق من وفاته‬
‫تقديرا‪ :‬تقدير الوقت الذي ال يمكن ان يبقى فيه حيا‬
‫الحكمة من االرث‪:‬‬
‫يهدف الشارع الحكيم من االرث الى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توزيع الثروة التي يجمعها الهالك على عدد من الورثة حتى تتسع دائرة االستفادة منها‬
‫‪ -‬إيصال الحقوق الى اصحابها دون تمييز بين صغير او كبير او امرأة أو رجل غني او فقير‬
‫‪ -‬إرضاء فطرة االنسان التي خلقت فيه وهي حب األوالد ورغبته في انتقال المال اليهم‬
‫‪ -‬معرفة حق كل وارث من التركة‬
‫‪ -‬إيصال الحقوق الى أهلها وقطع دابر الخالف بين الناس‬
‫نسبته‪:‬‬
‫هو أحد العلوم الشرعية وينتمي إلى علم الفقه االسالمي‬
‫فضله ‪:‬‬
‫لعلم الميراث فضل عظيم يظهر في عدة أمور منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬بيان هللا تعالى في القران لغالب احكام الميراث على سبيل التفصيل وتوليه سبحانه وتعالى له يدل على فضل هذا العلم‬
‫وأهميته‪ ،‬وقد نقل الغزالي في الوسيط ان النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ ":‬ان هللا لم يكل قسمة ميراثكم لنبي مرسل وال‬
‫الى ملك مقرب ولكن تولى ذلك بنفسه"‬
‫ب‪ -‬تولي الرسول صلى هللا عليه وسلم بيان ما لم يبينه القران الكريم من هذا العلم وقد جاءت بذلك نصوص حديثية‬
‫كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -‬عن ابي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ":‬تعلموا الفرائض وعلموها الناس فانها نصف‬
‫العلم‪ ،‬وهو يُنسى وأول شيء يُنزع من أمتي" رواه ابن ماجة والدار قطني‬
‫في هذا الحديث حث على تعلم علم الفرائض لكونه من اهم العلوم‬
‫‪ -‬وعن أنس بني مالك رضي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ ":‬من قطع ميراثا فرضه هللا ورسوله قطع هللا‬
‫ميراثه من الجنة" رواه ابن ماجه ( وعيد للمتالعبين بأحكام االرث)‬
‫‪ -‬عن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ ":‬العلم ثالثة وما سوى ذلك فضل‪ :‬آية‬
‫محكمة (غير منسوخة) أو سنة قائمة ( أي ثابتة يعمل بها) او فريضة عادلة ( اي موافقة للكتاب والسنة)‬
‫‪ -‬عن انس بن مالك رضي هللا عنه ان النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ ":‬ارحم أمتي بأمتي ابو بكر واشدها في دين هللا‬
‫عمر وأصدقها حياء عثمان واعلمها بالحالل والحرام معاذ بن جبل وأقرؤها لكتاب هللا أبَ ّي واعلمها بالفرائض زيد بن‬
‫ثابت ولكل أمة أمين وأمين هذه األمة ابو عبيدة بن الجراح" رواه الترمذي‬
‫هذا الحديث دليل على افضلية الصحابة وذكر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أهمية التخصص في كل ميدان وفيه إشارة‬
‫أن من يريد علم الفرائض فعليه بزيد بن ثابت واغلب احكام الفقه المالكي في الفرائض من زيد بن ثابت‬
‫ج‪ /‬اجتهادات الصحابة رضوان هللا عليهم فيما لم يرد في القران او الحديث وترغيبهم في تعلمه و تعليمه‬
‫‪ -‬وقد كتب عمر بن الخطاب رضي هللا عنه الى ابي موسى االشعري قائال‪ ":‬اذا تحدثتم فتحدثوا بالفرائض واذا لهوتم‬
‫فالهوا بالرمي"‬
‫‪ -‬وكذلك قول عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه" من قرأ القران فليتعلم الفرائض" رواه الحاكم في مستدركه ( دراسة‬
‫الفرائض في المرتبة الثانية بعد قراءة القران لما له من أهمية)‬
‫د‪ /‬فضل علم الفرائض‪:‬‬
‫ان العلم بأحكام الميراث وسيلة لقطع النزاع بين االقارب وعدم أكل اموال الناس بالباطل وهذا ما حرصت عليه الشريعة‬
‫االسالمية عن طريق سن هذا التشريع االلهي العادل‬
‫واضع علم الميراث‪:‬‬
‫واضع علم الفرائض هو هللا سبحانه وتعالى ألنه سبحانه هومن بين اسباب اإلرث ومن يرث ومن ال يرث ومقدار ما‬
‫يرث وجمعه هللا سبحانه وتعالى في سورة واحدة( آيات في سورة النساء)‬
‫سبب تسمية هذا العلم‪:‬‬
‫يسمى بعلم الفرائض وهذه التسمية من الرسول صلى هللا عليه وسلم وصحابته والعلماء من بعدهم كما يسمى بعلم االرث‬
‫والميراث والمواريث‬
‫استمداده‪:‬‬
‫يستمد علم الفرائض أدلته من القران والسنة الشريفة واجتهادات الصحابة‬
‫‪ -‬فمن القران ارث اإلبن و البنت واألب‬
‫‪ -‬ومن السنة ارث الجدة‬
‫‪ -‬ومن اجماعات الصحابة ارث البنتين الثلثين‬
‫‪ -‬وكذلك من اجتهادات الصحابة ارث الجدة مع االخوة‬
‫حكم علم الميراث‬
‫العمل بالفرائض واجب لقوله تعالى بعد آيتي الميراث " تلك حدود هللا ومن يطع هللا ورسوله يدخله جنات تجري من‬
‫تحتها االنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص هللا ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب‬
‫مهين"‬
‫مسائل علم الفرائض‪:‬‬
‫هي مباحثه الضرورية من الحقوق المتعلقة بالتركة الى االسباب و الشروط وأنواع الورثة والحجب واإلسقاط‬
‫والمناسخات والوصايا والحساب وغير ذلك‪.‬‬
‫المحور الثاني‪:‬‬
‫عدالة االسالم في اإلرث‬

‫يدعي خصوم االسالم من المستشرقين والمستغربين والمشككين ان االسالم ظلم المرأة في الميراث النه لم يعطها حقها‬
‫إسوة بالرجل عندما جعل نصيبها من االرث نصف نصيب الرجل‬
‫وهذا بطبيعة الحال غير صحيح ومن أجل الرد على هذه الفـرية سنذكر جماعة من القائلين بها في العالم االسالمي و‬
‫نورد اخطاءهم المنهجية ثم الموضوعية ونشير الى حاالت إرث المرأة في االسالم‬
‫* السياسيون والحكام ‪:‬‬
‫‪ -‬مصطفى كمال أتاتورك‪ :‬استبدل باإلرث على الشريعة اإلسالمية احكام القانون السويسري‬
‫‪ -‬سياد بري في الصومال‪ :‬قال بالحرف كنا نسمع بالربع والسدس والثمن واليوم ال وجود لذلك‪ ،‬الولد و البنت متساويان‬
‫في االرث‪.‬اصدر قانون االحوال الشخصية سنة ‪ 1974‬فرض فيه المساواة بين الجنسين في الميراث‬
‫‪ -‬الرئيس التونسي القائد الباجي السبسي‪ :‬القى خطابا بقصر قرطاج بتونس بمناسبة االحتفال بعيد المرأة‪ ،‬وقال بالحرف‬
‫حسمنا موضوع المساواة في االرث ويجب ان تصبح المساواة قانونا وجعل االمر اختياريا لمن اراد تطبيق الشريعة وقال‬
‫بان الدولة التونسية دولة مدنية و ليست دينية‬
‫* المثقفون ‪:‬‬
‫‪ -‬الطاهر الحداد ‪ :‬من مواليد ‪1899‬م‪ ،‬طالب بتحرير المرأة التونسية وخلق الطالق المدني‬
‫يقول بان المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث هي روح الشريعة ويجب ان نطبق المساواة التامة بين الرجل و‬
‫المرأة في الميراث متى توفرت ظروف ذلك‬
‫‪ -‬سالمة موسى ‪1887‬م ‪1958 -‬م وهو مصري قبطي‪.‬هو من دعاة العامية مثل استاذه لطفي السيد بحجة ان المصريين‬
‫اغلبهم أميون وهو من اساتذة نجيب محفوظ‪ ،‬ويدعو الى التغليب ويقول ان مصرال تنتمي الى الشرق‬
‫لسالمة موسى كتاب اسماه المرأة ليست لعبة للرجل كان يدعو فيه إلى المساواة بين الرجل والمرأة في االرث‬
‫‪ -‬االستاذ جمال البنا ‪2113 -1921‬م ‪ :‬له العديد من الكتب من بينها ثالث عقبات في الطريق الى المجد‬
‫من آرائه جواز إمامة المرأة للرجل وان الحجاب خاص بنساء الرسول صلى هللا عليه وسلم وان التدخين في رمضان ال‬
‫يفسد الصوم وكذلك جواز زواج المرأة المسلمة من اليهودي والنصراني دون ان يسلم‪ .‬ويدعو الى المساواة التامة في‬
‫الميراث بين الذكر واألنثى‬
‫‪ -‬يوسف الصديق ‪ :‬يقول بوجود ‪ 811‬مصطلح في القران الكريم غير عربي ويقول ينبغي كتابة القرآن حسب ترتيب نزوله‬
‫بالنسبة للمساواة بين الرجل والمرأة يقول يجب النظر الى روح الشرع وليس الى حرفية النصوص‬
‫وقال بأن نظام االرث يظلم المرأة ويجب ان يالئم بين الدستور وبين الشريعة‬
‫ومن الداعين كذلك الى المساواة بين الذكر واألنثى لدينا في المغرب ‪:‬‬
‫‪ -‬عبد هللا العروي ‪ :‬الذي يقول بضرورة ميراث ابن االبن وبإلزام الوصية قبل الوفاة‬
‫‪ -‬احمد عصيد ‪ :‬له أقوال فيما يتعلق باإلرث يجب اعادة النظر فيه الن الظروف اختلفت على ما كانت عليه في زمن‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ .‬وقال بأنه ال ينبغي احتكار النصوص الدينية‬
‫‪ -‬عبد الوهاب رفيقي ‪ :‬يقول ان التعصب غير موجود في القران الكريم و بأن أحكام كثيرة ألغيت في االسالم فلماذا ال‬
‫نلغي احكام االرث‬
‫‪ -‬عبد الكريم القمش‪ :‬يشجع على التهجم على النصوص الشرعية‬
‫‪ -‬الدكتورة اسماء المرابط ‪ :‬تقول ان هذه النصوص يجب قراءتها في ابعادها االجتماعية‬
‫‪ -‬المفكر المغربي المقرئ ابو زيد‪ :‬يقول اذا تغير المجتمع ينبغي ان نغير احكام االرث‬
‫‪ -‬المجلس الوطني لالنسان‪ :‬اصدر توصية بضرورة المساواة بين الذكور واالناث‬
‫االخطاء المنهجية للمعترضين‪:‬‬
‫‪ -1‬الجهل بالدين االسالمي‬
‫‪ -2‬العداوة لالسالم‬
‫‪ -3‬التشكيك في العدالة اإللهية‬
‫‪ -‬فعدالة هللا مطلقة عكس عدالة البشر المحدودة‬
‫‪ -‬عدالة هللا ال تثبت بالعقل‬
‫‪ -‬استحالة المساواة الن االختالف سنة من سنن الحياة‬
‫‪ -4‬استخدام العقل في غير موضعه‬
‫‪ -5‬االعتراض على االحكام الشرعية‬
‫دعوى ظلم االسالم للمرأة‪:‬‬
‫زعم دعاة المساواة بين المرأة و الرجل ان االسالم ظلم المرأة وتعدى على حقوقها المالية اذ جعل نصيبها في الميراث‬
‫نصف نصيب الرجل في حين ان الميراث قبل االسالم كان فيه ظلم كبير للمرأة‪ ،‬والرومان يساوون كل الورثة‬
‫ويحرمون المتزوجة من اإلرث حتى جاء االسالم وقرر ان المرأة كاملة اإلنسانية لها من الحقوق مثل الرجل وأعطاها‬
‫من الحق في ارثها حسب قرابتها‬
‫مظاهر تكريم االسالم للمرأة‪:‬‬
‫* المساواة في الحقوق والواجبات‬
‫* المرأة شقيقة الرجل في كل شيء لهن ما على الرجل من االحكام‬
‫* المساواة في االنسانية فخلق هللا الرجال والنساء سواء‬
‫* االمتنان على الرجال بخلق النساء‪ .‬قال تعالى‪":‬هوالذي خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة‬
‫ورحمة"‬
‫* المساواة في الجزاء االخروي‬
‫واالحاديث في ذلك كثيرة ‪:‬‬
‫‪ -‬عن جابر رضي هللا عنه ان النبي صلى هللا عليه وسلم خطب فقال ‪ ":‬اتقوا هللا في النساء فانكم اخذتموهن بأمان هللا‬
‫واستحللتم فروجهن بكلمة هللا ولكم عليهن ان ال يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فان فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح‬
‫ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"‬
‫‪ -‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ":‬من كان له ثالث بنات او ثالث اخوات او ابنتان او أختان فأحسن صحبتهن‬
‫واتقى هللا فيهن فله الجنة"‬
‫* التأكيد على انسانية المرأة وأنها شقيقة الرجل‬
‫* التأكيد على أهلية المرأة للتملك والتصرف كالرجل تماما‬
‫* التأكيد على ان لها فطرة وغريزة مثل الرجل في حب التملك للمال‬
‫* المرأة لها الحق في اكتساب المال بكل الطرق مثل االرث لتستعين به على طاعة هللا تعالى‬
‫* حصر الميراث في الذكور يشعرهم بالعظمة واألنانية والظلم‬
‫* التنصيص على حظ النساء في القران والسنة يعتبر رادعا عن الظلم‬
‫نظام االرث قبل االسالم‪:‬‬
‫يتميز نظام االرث في االسالم بالخصائص التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدالة التوريث‪:‬‬
‫فإذا عقدنا مقارنة بين نظام االرث في االسالم و باقي النظم نجد فيها استبدادا لبعض الورثة باإلرث دون بعض وحرمان‬
‫االصول والزوجة و االناث والصغار بينما يدفع االسالم المظالم ويقرر أن ال يحرم من الميراث أحد‬
‫‪ -‬لم يميز نظام االرث بين ذكر وأنثى او كبير أو صغير‬
‫‪ -‬جعل لألبوين نصيبا من التركة‬
‫‪ -‬جعل لإلخوة حظا من الميراث‬
‫‪ -‬ورَّث الزوجين في تركة بعضهما‬
‫‪ -‬لم يميز بين االبناء بين كبيرهم او صغيرهم‬
‫‪ -‬حرم المتبنى و ابن الزنا من االرث لمحاربة العالقات غير الشرعية في المجتمع‬
‫ب‪ -‬التدرج‪:‬‬
‫نزلت أحكام االرث بشكل متدرج من أجل ان تقبلها العقلية العربية‪ ،‬ويتجلى هذا التدرج في نظام االرث في االسالم‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أشار في البداية الى نظام الوصية‪ ،‬قال تعالى‪ ":‬كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين‬
‫واالقربين بالمعروف حقا على المتقين" البقرة ‪181 -‬‬
‫‪ -‬الغى حرمان النساء والصبيان من االرث‪ .‬قال تعالى " للرجال نصيب مما ترك الوالدان واألقربون "‬
‫‪ -‬ثم نزلت آية المواريث في قوله تعالى" يوصيكم هللا في اوالدكم للذكر مثل حظ االنثيين‪ "...‬و قوله تعالى" يستفتونك قل‬
‫هللا يفتيكم في الكاللة"‬
‫ج‪ -‬االرث جبري بحكم الشرع ال بإرادة المورث‪:‬‬
‫‪ -‬ليس للمورث حق حرمان وارثه من االرث‬
‫‪ -‬اذا طلق الزوج زوجته في حال مرض الموت ال يعتد بهذا الطالق وترث في زوجها‬
‫‪ -‬ليس معنى جبرية االرث ان يتحمل الوارث ديون الموروث كما هو الحال في التشريع الفرنسي‪ ،‬ألن االرث شرع‬
‫نعمة للوارث وليس نقمة عليه‬
‫د‪ -‬الميراث في االسالم للحاجة‪:‬‬
‫من أجل ذلك كان نصيب البنت على النصف من نصيب أخيها الرتباط ذلك بنظام التكليف في االسالم‪ ،‬فالرجل المكلف‬
‫بالنفقة‪ ،‬والمرأة بنتا أو زوجة أو اختا تكون في كنف أبيها او زوجها أو أخيها وقد أنصفها االسالم وجعلها ترث‬
‫هـ ‪ -‬مال الميت ألحب الناس اليه واكثرهم صلة به‪:‬‬
‫لهذا جعل االسالم االرث في دائرة االسرة ال يتعداها وجعل أسباب االرث‪ :‬الزوجية والقرابة‪ ،‬فاذا عرف المورث ان ماله‬
‫سوف ينتقل الى اقربائه حقيقة كان ذلك سببا في السعي والكد والعمل‪.‬‬
‫و‪ -‬القرابة أساس التفضيل‪:‬‬
‫كلما كان الوارث أقرب للمورث كلما حاز اكبر نصيب من التركة‪ .‬من هنا يأتي تقديم األب على الجد واالخ الشقيق على‬
‫االخ لألب‪ ،‬واالم على الجدة‪ ،‬واألب على اإلخوة واألخ الشقيق على االخ لألب واألخ لألم‬
‫ز‪ -‬توزيع التركة على أكبر قدر من الورثة‬
‫سعى االسالم الى توسيع دائرة االنتفاع من الميراث حيث جعل لالصول نصيبا مع الفروع‪ ،‬وجعل للزوجة حظا معتبرا‬
‫من الميراث‪.‬‬
‫الشبه الموجهة لعدالة االسالم في االرث‪:‬‬

‫المساواة في االرث بين الذكر واألنثى بدعوى التجديد وتغير الظروف‪:‬‬


‫‪ -‬االحكام الشرعية الثابتة بالكتاب والسنة ال تتغير بتغير الظروف واألحوال واالعراض بل هي خالدة بخلود هذا الدين‬
‫ولو اتفق الناس في عصر أو مصر على الغاء الحكم الشرعي الثابت بالنص‪ ،‬فعملهم هذا ال يعطي للحكم الجديد شرعية‬
‫وهو كالعدم ويتحمل وزره من يقره او يقضي به وقاعدة تغير االحكام بتغيراالزمان ليست على اطالقها وعلى عمومها‪،‬‬
‫فاألحكام التي تتغير هي األحكام االجتهادية التي ال نص فيها والتي دليلها القياس أو المصلحة‬
‫‪ -‬القول بأنه ليس هناك ما يمنع المساواة كاملة وذلك متى انتهى اسباب تفوق الرجل على المرأة وعمال بمبدأ التدرج في‬
‫التشريع‪ ،‬وهذا تكذيب واضح لقوله تعالى "اليوم اكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم االسالم دينا"‬
‫وهذا حكم على نصوص القران والحديث بأنها جاءت ناقصة‬
‫‪ -‬ورد لما أجمع عليه المسلمون منذ عصر الصحابة بأنه ال نسخ لألحكام بعد وفاة الرسول صلى هللا عليه وسلم وطعن‬
‫في الشريعة الغراء‪،‬فاإلسالم لم يفرق بين الحافز االخالقي واإللزام الشرعي والقانوني‪ .‬فال مانع ان يفتح المجال للمرأة‬
‫بنتا وزوجة واختا لالشتراك مع الرجل في الميراث وتنفق على أبيها وامها اذا كانوا فقراء اما الواجب الشرعي فهو على‬
‫الزوج و االبن و االب حماية للمرأة‪.‬‬
‫اإلرث بين المساواة البشرية والعدل االلهي‪:‬‬
‫يتوهم الكثيرون أن المساواة في اإلرث بين الذكر واألنثى هي الطريق الى تحقيق العدل وال يعرفون أن المساواة قد تؤدي‬
‫الى الظلم وإهدار الحقوق‬
‫ذلك ألن المساواة غير موجودة أصال فالرجل يتحمل الصداق و النفقة والسكن وليست له الحضانة‪.‬‬
‫القسمة اإللهية لها حكم رفيعة ندرك بعضها و يخفى علينا بعضها االخر لكنها تحقق العدالة بمجموعها‪.‬‬
‫المساواة بين الذكر واألنثى بدعوى االجتهاد‪:‬‬
‫إن قواعد اإلرث من القضايا المعلومة في الدين بالضرورة وهي ثابتة بالكتاب والسنة بنصوص قطعية ال تقبل إال قراءة‬
‫واحدة لمن يفهم اللغة العربية وقواعدها وأصول الفقه وقواعده‪ .‬وهي قواعد غير قابلة للنقاش واالجتهاد أصال‪ ،‬فضال عن‬
‫‪.‬التغيير والتبديل‬
‫والقاعدة الفقهية تقول ال اجتهاد مع وجود النص وهذه القاعدة مستمدة من القرآن والحديث‪.‬‬
‫قانون اإلرث يناقض الدستور‪:‬‬
‫الدستور يدعو إلى المساواة في الحقوق والواجبات‪ ،‬وقانون اإلرث قانون تمييزي‪ ،‬نقول لهم الدستور يشير إلى أن دين‬
‫الدولة هو االسالم فيجب المحافظة على كل ما يؤكد هذا البند ومن ذالك قوانين االرث التي تستند إلى القرآن والحديث‬
‫واجتهاد الصحابة‪.‬‬
‫قانون اإلرث بين الخصوصية المحلية والعولمة الكونية‪:‬‬
‫سيكون هذا األمر جيدا لو كانت القوانين الكونية على درجة من احترام الفطرة والسلوك الحسن‪ ،‬أما وإنها تدعو إلى‬
‫المثلية والحرية الجنسية والتخلي عن الحياء‪ ،‬كان لزاما على المسلمين التحفظ عليها احتراما لمبادئهم وثوابتهم االسالمية‬
‫حاالت إرث المرأة في اإلسالم‪:‬‬
‫توريث المرأة على النصف من الرجل ليس قاعدة عامة لكل الذكور واإلناث في اإلسالم‬
‫حاالت ميراث المرأة‪:‬‬
‫* هناك حاالت ترث فيها المرأة مثل ما يرث الرجل‬
‫* حاالت ترث فيها المرأة أكثر مما يرث الرجل‬
‫* حاالت ترث فيها المرأة وال يرث الرجل‬
‫* حاالت ترث فيها المرأة نصف ما يرثه الرجل‬
‫اوال‪ :‬الحاالت التي ترث فيها المرأة مثل الرجل‬
‫تتعدى ثالثين حالة ‪:‬‬
‫‪ -‬حالة االب واألم عند وجود ابن او ابنتين‬
‫‪ -‬اإلخوة ألم‬
‫‪ -‬البنت مع األخ الشقيق أو ألب‬
‫‪ -‬انفراد الوارث سواء كان ذكرا أو أنثى‬
‫‪ -‬األخت الشقيقة مع األخ ألب‬
‫‪ -‬الجد والجدة مع األب‬
‫‪ -‬البنت مع العم‬
‫ثانيا‪ :‬الحاالت التي ترث فيها المرأة اكثر من الرجل‬
‫وهي ‪ 17‬حالة بالفرض والرجل ال يرث إال في ست حاالت‬
‫‪ -‬نسبة الثلثين ال يحصل عليها الرجال وهي كبيرة‬
‫‪ -‬نسبة النصف ال يحصل عليها من الرجال إال الزوج‬
‫‪ -‬نسبة السدس يحصل عليها ثمانية أصناف‪ ،‬ثالثة منهم فقط رجال‬
‫مثال‪:‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪1/6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪1/6‬‬
‫‪3‬‬ ‫بنت‬ ‫‪1/2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بنتان‬ ‫‪2/3‬‬
‫‪1+1‬‬ ‫أب‬ ‫‪1/6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اخ شقيق‬ ‫عاصب‬
‫ثالثا‪ :‬الحاالت التي ترث فيها المرأة وال يرث الرجل‬
‫البنت واالخت الشقيقة مع األخ ألب‬
‫مثال‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫بنت‬ ‫‪1/2‬‬
‫‪1‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫عاصب‬
‫ـــــ‬ ‫أخ ألب‬ ‫محجوب‬

‫رابعا ‪ :‬حاالت ترث فيها المرأة نصف ما يرثه الرجل في أربع حاالت‪:‬‬

‫أ‪ -‬حالة وجود البنت مع االبن أيا كان الجيل‪:‬‬

‫مثال‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪1/8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬
‫ابن ابن‬ ‫‪4‬‬ ‫ابن ابن ابن‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ابن‬ ‫‪2‬‬
‫‪7‬‬ ‫عاصب‬ ‫‪3‬‬ ‫بنت ابن ابن‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بنت‬ ‫‪1‬‬
‫بنت ابن‬

‫ب‪ -‬حالة وجود األخ مع األخت‪:‬‬


‫المراد باإلخوة هنا هم اإلخوة األشقاء واإلخوة ألب‬
‫مثال‪:‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪1/6‬‬
‫‪5‬‬ ‫أخت شقيقة‬
‫‪5‬‬ ‫عاصب‬
‫‪11‬‬ ‫أخ شقيق‬

‫ج‪ -‬حالة وجود األب مع األم وال يوجد للمتوفى أوالد وال زوجة‪:‬‬
‫لقول هللا عز وجل ‪ ":‬فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فألمه الثلث "‬
‫مثال‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫أب‬ ‫ع‬
‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪1/3‬‬

‫د‪ -‬حالة الزوج والزوجة‪:‬‬


‫الزوجة ترث الربع في حال انعدام الولد والثمن في حال وجوده والزوج يرث النصف في حال انعدام الولد والربع في‬
‫حال وجوده‬
‫مثال‪:‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪1/2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪1/8‬‬
‫اخ‬ ‫ابن‬
‫‪1‬‬ ‫ع‬ ‫‪7‬‬ ‫ع‬
‫اخت‬ ‫بنت‬
‫المحور الثالث‪:‬‬
‫الحقوق المتعلقة بالتركة‬

‫الحقوق المتعلقة بالتركة خمسة وهي ليست على درجة واحدة فبعضها أقوى من بعض ويقدم عليه اإلخراج‪ .‬فال تكون‬
‫التركة تركة إال إذا بقي فيها ما يقتسمه الورثة بعد إخراج الحقوق‪.‬‬

‫‪ -1‬الحقوق المتعلقة بعين التركة‪:‬‬


‫يقصد بها حقوق الغيرالمتعلقة بذات معينة من التركة‪ ،‬سواء كانت جميع المتروك (دار مرهونة في دين استغرقها)‬
‫أوبعضها (ترك الدارالمرهونة وغيرها)‬
‫أول المستحقين في تركة المتوفى من له حق متعلق بعين من أعيانها‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫‪ -‬سكن الزوجة المطلقة مدة عدتها اذا كان مسكنها في ملك الهالك عند موته‪.‬‬
‫‪ -‬اذا اشترى شخص من شخص عينا ثم مات قبل استالمها وقبل دفع ثمنها فالبائع أحق بها حتى يستوفي ثمنها‪.‬‬
‫‪ -‬العين المرهونة التي تكون تحت يد المرتهن فهو أحق بها حتى يستوفي ماله من دينه‪.‬‬
‫‪ -‬المستأجر الذي دفع اإليجار مقدما ثم مات المؤجر قبل نهاية مدة عقد اإليجار فالمستأجر أحق بالعين المستأجرة إلى‬
‫نهاية المدة أو تُرد إليه أجرته‪.‬‬
‫‪ -2‬تجهـيز الميت ‪:‬‬
‫يقصد بتجهيز الميت ما يلزمه من وقت وفاته إلى إقباره‪ .‬يدخل في ذلك نفقات الغسل والتكفين والنقل والدفن ونفقات‬
‫الجنازة والعزاء‪.‬‬
‫وكل ذلك موكول إلى العرف بموافقة الشرع ومراعاة حال الهالك من يسر أوعسر‪ ،‬وما أحسن الوسط في األمور كلها‬
‫ترتيب هذا الحق‪:‬‬
‫تجهيز الميت مقدم على الدين وحقوق الورثة األخرى ألنه من الحاجات الشخصية التي ينبغي تلبيتها كأن صاحبها حي‬
‫يرزق‬
‫‪ -‬إذا كانت جميع التركة مرهونة في دين فإن تجهيز الميت يترك إلى ما بعد سداد الدين‪ ،‬فإن لم تكف التركة للدين كان‬
‫تجهيزالميت على من تجب عليه نفقته من ابن او أب‪...‬‬
‫الخالف في الزوجة اذا ماتت في حياة زوجها‪:‬‬
‫* يقول أبو يوسف ‪ :‬تكفينها على زوجها مطلقا غنية أو فقيرة ألن نفقتها واجبة عليه‬
‫* ويقول محمد بن حسن الشيباني ‪ :‬اذا كانت غنية فتجهيزها من تركتها وإن كانت فقيرة فتجهيزها على من تجب عليه‬
‫نفقتها‪ ،‬وعليه مالك‬
‫‪ -3‬الدين‪:‬‬
‫تعريفه ‪ :‬هو ما يجب في الذمة بدال من شيء آخر على سبيل المعاوضة‬
‫وفي الحديث ‪" :‬روح الميت مرتهنة في قبره بدينه ال تصعد في السماء إال بانقضائه"‬
‫‪ -‬يأتي سداد الدين في المرتبة الثالثة بعد الحق العيني والتجهيز وهو مقدم على حق الموصى له وحق الورثة في اإلرث‬
‫انــواع الديـــون‪:‬‬
‫* هناك ديون هللا وديون العباد‪:‬‬
‫‪ -‬يقصد بديون هللا ماهو حق هلل تعالى يطالب الشرع بقضائه وللنية والعمل دخل فيه لما يترتب عليه من ثواب في اآلخرة‬
‫كالكفارات والنذر والزكاة والحج‬
‫‪ -‬اما دين العباد فالمقصود به حقوقهم مثل القروض واإليجارات ونفقات الزوجة‬
‫الخالف بين العلماء في هذه الديون‪:‬‬
‫ذهب الحنفية إلى أن ديون هللا غير واجبة األداء بعد موت صاحبها وأنها تسقط بوفاته‪ .‬وجهة نظرهم أن حقوق هللا‬
‫عبادات تفتقر إلى النية لمن سيؤديها فإذا مات الشخص فقد النية واالختيار لهذا ينبغي تأخيرها عن ديون العباد‬
‫يلتقي المالكية مع الحنفية في تقديم ديون العباد على ديون هللا سبحانه إال أنهم يستثنون من ذلك حالة اإلشهاد على ما بذمته‬
‫من حقوق هللا كالزكاة والكفارات‪.‬‬
‫وذهب الشافعية والحنابلة إلى عدم التفريق بين حقوق هللا وحقوق العباد فهي كلها في مرتبة واحدة‬
‫* دين المرض ودين الصحة‪:‬‬
‫دين المرض وهو الدين الذي يثبت في حال المرض المخوف أو في حال القتال او القتل قصاصا‪ ،‬فالمريض هنا يحتمل‬
‫أنه يريد التبرع عن طريق اإلقرار بالدين‪ ،‬من هنا جاء ضعف إقراره‬
‫أما دين الصحة فهو أقوى من دين المرض وهو مقدم عليه‬
‫واإلمام مالك في حال اإلقرار بالدين ال يفرق بين حال الصحة وحال المرض ويعتبر هذا اإلقرار حجة ملزمة ال تبطل‬
‫إال إذا ثبت ما يبطلها‪.‬‬
‫* الديون المتعلقة بالتركة في حياة الموروث‪:‬‬
‫فهي تخرج وتحسب‪ ،‬أما الديون المتعلقة بالتركة بعد وفاة الموروث فينظر في أمرها‬
‫* الديون التي أقر بها الموروث‪:‬‬
‫اذا كانت لسبب معروف كقيمة دواء أو أجرة مسكن فإنها تقبل وتحسب واذا كانت لغير ذلك فهي ال تقبل وال تحسب‬
‫مرتبة الوفاء بالدين‪:‬‬
‫يخرج الدين قبل الوصية وقبل قسمة التركة لقول علي رضي هللا عنه " شهدت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بدأ بالدين‬
‫قبل الوصية"‬
‫وكذلك ألن قضاء الدين واجب والوصية تبرع والواجب مقدم على التبرع‬
‫اذا لم تكف التركة لسداد الديون‪:‬‬
‫اذا أخرجنا الحقوق العينية وجهزنا الميت ثم كفى الباقي بسداد الديون فال إشكال في ذلك‬
‫اما اذا لم تكف التركة بسداد الديون وزادت الديون على ما بقي فان الدائنين يتحاصصون فيما وجدوا وذلك إذا كانت‬
‫الديون ثابتة ببينة او إقرار (نسبة كل واحد في الدين هي نسبته في ما وجد)‬
‫‪ -4‬الوصــــية‪:‬‬
‫تعريفها ‪ :‬هي التبرع بالمال بعد الوفاة‬
‫حكمها ‪:‬‬
‫‪ -‬تكون واجبة على من عليه دين أو وديعة خشية ان يموت فتضيع حقوق الناس لقوله صلى هللا عليه وسلم " ما حق‬
‫امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلتين إال ووصيته مكتوبة عنده "‬
‫‪ -‬تكون مستحبة في أعمال الخير‬
‫‪ -‬تكون حراما بمعصية أو لمعصية مشبوهة‬
‫‪ -‬تكون مكروهة لمن يُظن أنه من أهل الفجور‬
‫‪ -‬وتكون مباحة اذا كانت ألمر مباح‬
‫أركـــانها‪:‬‬
‫الموصي والموصى له والموصى به ثم الصيغة‬
‫* الموصي‪ :‬تشترط فيه األهلية والملك وعدم إحاطة الدين بماله‬
‫* الموصى له ‪ :‬كل من يتصور منه الملك (شخص او مسجد او حمل في البطن) ينبغي ان ال يكون وارثا او قاتال وأن ال‬
‫يموت قبل الموصي‬
‫* الموصى به ‪ :‬ان يكون مما يصح أن يُتَملك شرعا‪ ،‬وأن ال يزيد على الثلث‪ ،‬وأن ال يلحق به ضياع او تلف قبل وفاة‬
‫الموصي‬
‫* الصيغة ‪ :‬كل ما يدل على الوصية من لفظ أو إشارة ُم ْف ِهمة‬
‫مشروعية الوصية‪:‬‬
‫الوصية مشروعة لقوله تعالى "كتب عليكم اذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين واألقربين"‬
‫تنفيذ الوصايا‪:‬‬
‫‪ -‬تنفذ الوصايا من ثلث ما بقي بعد أداء الحقوق األخرى فهي ال تخرج من ثلث المال بل من ثلث ما بقي‬
‫‪ -‬ال تنفذ الوصية فيما زاد على الثلث إال بإجازة الورثة‪ ،‬سواء كان الموصى له وارثا أو غير وارث‪ .‬اذا أجاز البعض ولم‬
‫يجز اآلخرون نفذت الوصية في حصة المجيزين‬
‫‪ -‬إذا تكاثرت الوصايا ولم يكف المال بتنفيذها في حدود الثلث أو اكثر بإجازة الورثة في هذه الحالة إما ان تكون هذه‬
‫الوصايا قربات هلل أو حقوقا للعباد‪:‬‬
‫* اذا كانت كلها قربات يبدأ بما بدأ به الميت عند التساوي ألن المرء عادة ما يبدأ باألهم فاألهم‪ ،‬والنذر مقدم على‬
‫األضحية‪ ،‬والفرض على الواجب‪ ،‬والواجب مقدم على النفل‪ ،‬والزكاة مقدمة على الحج‪ ،‬والحج مقدم على الكفارة‬
‫* وإذا كانت الوصايا كلها للعباد قدم المؤكد على غيره فيقدم فكاك األسير على ال ُمكاتب‪ .‬واذا تساوت وصيتان كلهما‬
‫للعباد يقرع بينهما‪.‬‬

‫‪ -5‬اإلرث‪:‬‬
‫وهو حق الورثة في اقتسام التركة‬
‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬

‫حق تعلق ببعض ما تـرك‬ ‫يخرج من تركة الذي هلك‬


‫إيصاؤه واإلرث في البقية‬ ‫ثم مؤونة فدين الذمـــــــة‬
‫المحور الرابع‪:‬‬
‫أسباب اإلرث وشروطه‬

‫أسباب اإلرث ‪:‬‬

‫السبب لغة ‪ :‬هو ما يتوصل به إلى غيره سواء كان حسيا أو معنويا‬
‫اصطالحا ‪ :‬ما جعله الشارع عالمة على مسببه وربط وجوده بوجوده وعدمه بعدمه‬
‫مثال‪:‬‬
‫الوقت إليجاب الصالة‪ ،‬اإلستطاعة إليجاب الحج‪...‬‬
‫لثبوت اإلرث بين الحي والميت البد من توفر ثالثة أسباب ال يثبت اإلرث إال بوجود واحد منها وهي النسب والزوجية‬
‫والوالء‪.‬‬

‫‪ -1‬النسب‪:‬‬
‫المراد به عالقة الدم والقرابة التي تجمع بين الوارث والموروث‪ .‬وجهة النسب التي يكون بها اإلرث خمسة‪:‬‬
‫األبوة و األمومة والبنوة واألخوة والعمومة‪.‬‬
‫فكل من يرث الميت ال يرث إال إذا توصل إليه بجهة من هذه الجهات‪.‬‬

‫‪ -2‬الزوجية‪:‬‬
‫رابطة النكاح التي تجمع بين الزوج وزوجته‪ ،‬فما دام الزوجان شريكين متعاونين على أعباء الحياة كان من العدل أن‬
‫يكون لبعضهما نصيب في إرث اآلخر‪.‬‬
‫شروط ثبوت الزوجية ثالثة‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون النكاح صحيحا‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الزوجان مسلمين احترازا من الكافرين أو زواج المسلم بالكافرة أو الكافر بالمسلمة فال توارث بينهما‪ ،‬فمال‬
‫المسلم لورثته المسلمين ومال الكافر لورثته الكفار‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الزوجان حرين احترازا من العبدين أو من العبد والحر فال توارث بينهما فمال العبد لسيده ومال الحر لورثته‬
‫األحرار‪.‬‬

‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬


‫إسالم زوجين مع الحرية‬ ‫والشرط في النكاح بعد الصحة‬

‫الزواج في حال المرض‪:‬‬


‫فزواج المريض في حال المرض المخوف الملزم للفراش ال يوجب إرثا لحصول الممنوع وهو قصد إدخال وارث على‬
‫الورثة الذين يستحقون ماله‪.‬‬

‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬


‫تزوج المريض في حال المرض ال يقتضي اإلرث لقصد معترض‬
‫‪ -3‬الــــوالء‪:‬‬
‫وهو الصلة التي تجمع بين السيد وعبده المعتَق في حديث " الوالء لحمة كلحمة النسب"‬
‫يحصل اإلرث بالوالء وذلك بالعتق وما جره العتق من والدة وعتق فإذا مات المعتق وال عاصب له من نسبه فالذي يرثه‬
‫هو معتِقه أو عصبته ابنه وإن سفل وأبوه وإن عال وأخوه أو عمه‪.‬‬
‫شروط اإلرث بالوالء‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون المعتِق حرا‪.‬‬


‫‪ -‬أن يكون العبد في ملكه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكونا معا مسلمين‪.‬‬

‫توارث الزوجين في حال الطالق‪:‬‬


‫قد يكون الطالق بائنا وقد يكون رجعيا‪.‬‬

‫‪ -1‬حاالت الطالق الرجعي‪:‬‬

‫أ‪ -‬حالة الصــحة‪:‬‬


‫يرث الحي كل منهما الميت داخل العدة من الطالق الرجعي الواقع في حال الصحة‪ ،‬ونفس الشيء إذا كان مرضه خفيفا‬
‫ال يلزمه الفراش ألن الزوجة في عدة الطالق الرجعي تكون كالزوجة غير المطلقة في األحكام اإلرثية‪.‬‬
‫إذا مضت العدة ال يتوارثان بالزوجية وقد يتوارثان بالنسب كمن تزوج بنت عمه‪.‬‬

‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬


‫طالقها الرجعي الذي في الصحة‬ ‫ويورث الهالك وسْط عدة‬

‫ب‪ -‬حـالة المــرض‪:‬‬


‫اذا طلق الزوج زوجته في حال المرض المخوف فإنه يرثها في العدة فقط وهي ترثه في العدة وبعدها وإن كانت في‬
‫عصمة زوج آخر‪.‬‬

‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬


‫بإرثها منه كعكس يُعلم‬ ‫وموقع الرجعي فيه يُحكم‬
‫وقع بعدها فإرثها قَ ِم ْن‬ ‫إن وقع المـوت بعـدة وإن‬
‫وإن بعصمة لزوج حي‬ ‫إن مات من مرضه القوي‬

‫‪ -2‬حاالت الطالق البائن‪:‬‬

‫أ‪ -‬حـالة الصــحة‪:‬‬


‫اذا أوقع الزوج الطالق البائن في حال الصحة فال توارث بينه وبين زوجته للزوجية النقطاعها بالبينونة‪.‬‬

‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬


‫فاإلرث ال يكون بالزوجية‬ ‫وإن تكن بينونة في الصحة‬

‫ب‪ -‬حالة المــرض‪:‬‬


‫إذا أوقع الزوج الطالق البائن في حال المرض المخوف فإن الزوجة ترثه في العدة وبعدها ولو كانت في عصمة رجل‬
‫آخر معاملة له بنقيض قصده ويحرم الزوج من إرثها إن سبقته فيهما ( أي في العدة وبعدها) ألنها بانت منه‪.‬‬

‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬


‫ترثه إن مات من ذاك المرض‬ ‫وموقع لبـائن حــال مرض‬
‫مــن إرثـها إن سبقتـــه فيهـــما‬ ‫في عدة أو بعدها و ُحـــر َما‬
‫شــروط اإلرث‪:‬‬

‫ال يكفي في استحقاق اإلرث توفر األسباب بل البد من تحقق الشروط‪ ،‬ومن هذه الشروط‪:‬‬

‫‪ -1‬موت الموروث حقيقة أو حكما‪:‬‬


‫ال حق للورثة في قسمة التركة إال بعد وفاة الموروث‬

‫* موتا حقيقيا‪:‬‬
‫أي وفاة ظاهرة ال تثير إشكاال‪ ،‬وتُعلم برؤية أو سماع أو شهادة اتصل بها القضاء والحكم هنا أن يرثه من كان حيا من‬
‫ورثته وقت وفاته‪.‬‬

‫* موتا حكميا ‪:‬‬


‫أي الموت الذي حكم القاضي بموته مع يقينه بوجوده على قيد الحياة أو احتمالها أو غلبة ظنه بأنه مات بواسطة أمارات‬
‫تدل على ذلك أو بموت أقرانه‪.‬‬
‫عند حكم القاضي تجري األمور كأنه مات حقيقة‬
‫‪ -‬تعتد زوجته عدة الوفاة كأنه مات عنها حاال‪.‬‬
‫‪ -‬تقسم تركته بين ورثة األحياء‪.‬‬
‫‪ -‬ال يرثه من توفي قبل حكم القاضي‪.‬‬

‫‪ -2‬تحقق حياة الوارث وقت موت الموروث حقيقة وحكما‪:‬‬


‫ال يرث الوارث من تركة الهالك إال اذا ثبت أنه كان حيا يوم وفاة الهالك‬
‫ال يشترط طول المدة الزمنية بين الوفاتين فلو ثبتت الحياة بعد الموت بدقيقة واحدة فإن استحقاق اإلرث ثابت‪.‬‬
‫إذا جهل المتقدم من المتأخر ولم يعرف من مات قبل اآلخر فال إرث بينهما نهائيا للجهل بالمستحق لإلرث ( كمن ماتوا‬
‫في هدم أو في غرق‪.)...‬‬

‫‪ -3‬العلم بجهة اإلرث‪:‬‬

‫ال يكفي معرفة حياة الوارث وموت الهالك بل البد من معرفة الجهة التي يرث بها الوارث ألنها هي التي ربطت بينهما‬
‫فنعرف أن هنا يرث الهالك من جهة الزوجية أو من جهة الوالء أو من جهة القرابة‪.‬‬
‫إذا لم تعرف الجهة فال إرث‪ ،‬و تعرف الجهة بالبينة أو اإلقرار ( اإلقرار هو اعتراف الموروث بالوارث كتابة أو شفويا)‬
‫المحور الخامس‪:‬‬
‫مـــــوانـع اإلرث‬

‫موانــع اإلرث‪:‬‬

‫المانع في اللغة ‪ :‬هو الحاجز والحائل‬


‫وفي االصطالح ‪ :‬ما يلزم من وجوده عدم الحكم‬
‫والمانع في علم الميراث ‪ :‬ما يلزم من وجوده حرمان من تعلق به اإلرث ولو مع قيام سبب الميراث وتحقق شرطه‬
‫مثاله ‪ :‬وجود الكفر مع وجود سبب الميراث وهو الزوجية وتحقق الشرط وهو موت الزوج وبقاء الزوجة‪.‬‬

‫و موانع اإلرث سبعة وهي‪:‬‬


‫* عـدم االستهــالل‬
‫* الشــك‬
‫* اللعــان‬
‫* الكفــر‬
‫* الــرق‬
‫* الزنــا‬
‫* القتــل‬
‫ويرمز لها بقولهم عــش لـك رزق‬

‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬

‫شك لعان كفر ذي اعتزال‬ ‫يمنع اإلرث عـدم استهـالل‬


‫إال الوال عن معتق قد قتـال‬ ‫رق زنى وقتل ظلم مسجال‬

‫‪ -1‬عـدم االستهالل‪:‬‬
‫المراد بعدم االستهالل عدم استهالل الجنين في بطن امه‪.‬‬
‫عدم صراخ الولد بعد انفصاله عن أمه‪ ،‬فالمولود الذي لم يستهل صارخا ال يرث قريبه الذي مات قبل وضعه وال تورث‬
‫عنه إال الدية الواجبة على من قتله‪.‬‬

‫‪ -2‬الـشـــــك‪:‬‬
‫الشك في اللغة ‪ :‬الريبة وعدم تحقق األشياء‬
‫والشك في علم الميراث ‪ :‬تبين األشياء والتحقق منها حتى ال نعطي لغير الوارث حق الوارث‬
‫وللشك صور كثيرة‪ ،‬فقد يكون في السبب وقد يكون في الشرط وقد يكون في المانع‪.‬‬

‫الشك في السبب‪:‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -‬الشك في النسب لعدم إثبات القعدد‬
‫‪ -‬الشك في تحديد العمومة عند االختالف في كون العم عما ألب أو عما ألم‬
‫‪ -‬الشك في بني األخوة هل هم بنو إخوة أشقاء ام بنو إخوة ألم ألن بني اإلخوة ألم ال يرثون‬
‫‪ -‬الشك في بني األعمام جملة في درجاتهم ومن يستحق اإلرث منهم إذا كان فيهم األبعد واألقرب‬
‫الشك في الشرط‪:‬‬
‫والمراد به الشك فيمن تقدمت وفاته من الوارث والموروث بهدم أو غرق أو حريق أو من مات في مكانين متقاربين‬
‫لزلزال فال يرث أحدهما اآلخر وإنما يرث كال منهما أقاربه الذين تحققت حياتهم بعد موت المشكوك فيهما‪.‬‬
‫الشك كذلك في تحقق حياة المولود بعد وضعه‪.‬‬
‫الشك في المانع‪:‬‬
‫مثاله‪:‬‬
‫الشك في القتل هل هو عمدي ام خطأ‪ ،‬فال يرث القاتل من مال المقتول وال من ديته‬
‫أو موت رجل عن زوجة أمة ولم يُعرف هل وقع موته قبل عتقها أو بعده فال ترث‪.‬‬
‫‪ -3‬اللعـــــان‪:‬‬
‫لغة ‪ :‬البعد والغضب والنقمة والطرد من رحمة هللا‪ ،‬قال تعالى ‪":‬وان عليك لعنتي إلى يوم الدين"‬
‫اصطالحا ‪ :‬يمين الزوج على زنا زوجته أو نفي ولد أو حمل ويمين الزوجة على تكذيبه‬

‫األحكام المتعلقة باللعان‪:‬‬


‫‪ -‬ال توارث بين األب النافي والولد المنفي وتسقط عنه نفقته‪.‬‬
‫‪ -‬إذا استلحق األب اإلبن بعد ذلك إلى نسبه فإن التوارث يحصل بينهما ويحد حد القاذف‪ .‬يلحق ولد اللعان بأمه يرثها‬
‫وترثه لحديث عمرو بن شعيب ‪ ":‬وقضى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في المتالعنين أن يرث أمه وترثه ومن رماها‬
‫به جلد ثمانين"‪.‬‬
‫‪ -‬توأما المالعنة يعتبران أخوين شقيقين وليسا أخوين ألم‪.‬‬
‫‪ -‬توارث الزوجين ينقطع بتمام اللعان ألنه طالق بائن ويفرق بينهما أبدا لقول علي وابن مسعود رضي هللا عنهما ‪:‬‬
‫" مضت السنة أن ال يجتمع المتالعنان"‬
‫‪ -4‬الكـــفـــر‪:‬‬

‫لغة ‪ :‬الستر و الجحود‬


‫اصطالحا ‪ :‬هو ضد اإلسالم سواء كان بإشراك أم بدين آخر‬
‫واألصل في مانع الكفر قول النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ":‬ال يرث المسلم الكافر وال الكافر المسلم " رواه البخاري عن‬
‫أسامة بن زيد رضي هللا عنه‪.‬‬
‫األحكام المتعلقة بمانع الكفر‪:‬‬

‫‪ -1‬إرث الكافر من المسلم‪:‬‬


‫‪ -‬أجمع أهل العلم على أن الكافر ال يرث المسلم‪ ،‬فإذا كان الزوج مسلما والزوجة غير مسلمة فإنها ال ترث وذلك النعدام‬
‫النصرة والوالية بينهما‪.‬‬
‫‪ -‬اختلف العلماء في ميراث الكافر من المسلم بالقرابة أو الزوجية‪ ،‬إذا أسلم الكافر بعد موت المسلم وقبل قسمة التركة‪.‬‬
‫‪ -‬والجمهور على أنها ال ترث شيئا بأي سبب من األسباب‪.‬‬
‫‪ -2‬إرث المسلم من الكافر‪:‬‬
‫الجمهور على أن المسلم ال يرث الكافر‪ ،‬حجتهم حديث أسامة بن زيد المتقدم‬

‫‪ -3‬اإلرث بين الكفار‪:‬‬


‫ال خالف بين الفقهاء في كون اإلسالم مقابال للكفر لكنهم اختلفوا في الكفر هل هو ملة واحدة أو ملل متعددة فهناك من‬
‫قال‪:‬‬
‫* هم ملة واحدة يجمعهم الشرك باهلل تعالى ومعاداة المسلمين وهو قول األحناف والشافعية‪.‬‬
‫* وهناك من قال الكفر ملل مختلفة وال يرث بعضهم في بعض وهو قول مالك وأحمد ودليله قول النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪ ":‬ال يتوارث أهل ملتين شتى"‬
‫وعليه تكون المسيحية ملة واليهودية ملة والمجوسية ملة أخرى‪.‬‬
‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬
‫حر وبين مسلم وضــد‬ ‫فاإلرث ال يكون بيــن عبد‬
‫أيضا مع اختالف ملتين‬ ‫وال يكــــون بين كافريــــن‬

‫‪ -4‬ميراث الذمي‪:‬‬
‫يكون ميراث الحر الكافر الذي يدفع الجزية للمسلمين لوارثه المشارك له في الملة إن وجد‪ ،‬وإال فإرثه لجماعة أهل السنة‬
‫المحمدية‪.‬‬
‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬
‫لوارث ثم ألهــل السنـــــة‬ ‫ومال حر كافر ذي جزية‬

‫‪ -5‬ميراث المرتد‪:‬‬
‫المرتد هو الراجع عن اإليمان إلى الكفر أي الخارج عن اإلسالم بلفظ يقتضي ذلك أو فعل كإلقاء المصحف في النجاسة أو‬
‫اعتناق دين آخر‪.‬‬
‫يلحق بالمرتد كل من قتل كفرا كمن جحد وجوب الصالة أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة‪.‬‬

‫حكم ميراث المرتد‪:‬‬


‫الحق لورثة المرتد في ماله بعد موته سواء أكانوا مسلمين أو على الدين الذي ارتد إليه‪ ،‬وتنتقل التركة إلى بيت المسلمين‬

‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬


‫كفرا لبيت المال حتما ينتقل‬ ‫ومال مرتد وكل من قتل‬

‫س ُّر الكفر‪:‬‬
‫‪ -6‬من يُ ِ‬
‫مسر الكفر هو الزنديق أو المنافق الذي يظهر اإلسالم علنا ويبطل الكفر واإللحاد في السر لعبادة الشمس أو النار أو بودا‬
‫أو يعتقد اعتقادا باطال ويثبت عليه ذلك ببينة أو إقرار‪.‬‬

‫حكم ميراثه‪:‬‬
‫إذا مات من يسر الكفر على باطله وعرف الناس منه ذلك بعد موته فماله ال ينتقل عن وارثه إلى بيت المال ألنه مسلم في‬
‫ظاهر حاله‪.‬‬
‫يلحق به من قتل في معصية أو حد كمن قتل في حد الزنا أو القصاص‪.‬‬

‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬


‫فماله عن وارث ال ينفصل‬ ‫ومن أسر الكفر أو حدا قتل‬

‫‪ -5‬الـــــرق‪:‬‬

‫الرق لغة ‪ :‬الضعف‪ ،‬رق القلب ‪:‬حن إذا ضعف‬


‫اصطالحا ‪ :‬عجز حكمي يقوم باالنسان يمنعه من التصرفات الشرعية‪.‬‬

‫أنواع الرق‪:‬‬
‫قد يكون الرق كامال مثل‪:‬‬
‫القِ ُّن ‪ :‬هو العبد الذي لم يثبت له أي نوع من أنواع الحرية‪.‬‬
‫ال ُمكاتب‪ :‬هو الذي يكاتبه سيده على مال معلوم يدفعه إليه ثم يصبح حرا‪.‬‬
‫أنواع الرق الناقص‪:‬‬

‫يكون الرق ناقصا‪:‬‬


‫* حال المدبر ‪ :‬المملوك الذي قال له سيده أنت حر بعد وفاتي‪.‬‬
‫* أم الولد‪ :‬وهي األمة تصبح حرة بعد وفاة سيدها إن جاءت منه بولد وثبت أنه ابنه‪.‬‬
‫سواء كان الرق كامال أو ناقصا فإنه مانع من اإلرث مطلقا لمنافاته األهلية للملك والعبد وما ملك لسيده‪.‬‬
‫* المكاتب والمعتق ‪ :‬اذا لم يكن له ورثة فهما أحق في التركة شرط إتمام دفع المال كحال المكاتب‬
‫أما في بقية األحوال األخرى فالعبد دائما موروث وليس وارثا‪.‬‬

‫‪ -6‬الزنـــــا‪:‬‬
‫اإلرث مبني على الترابط الشرعي فال توارث بين ولد الزنا ووالده لعدم وجود رابطة شرعية بينهما‪.‬‬
‫ويبقى سبب القرابة باألمومة قائما فيرث ولد الزنا أمه ويرث أمها وإن علت وفي سائر أوالدها بصفته أخا ألم‪.‬‬
‫إذا نتج عن الزنا ولدان فهما أخوان ألم وليسا شقيقين‪.‬‬

‫يقول الرسموكي رحمه هللا‪:‬‬

‫أو طرأت من بــلدة قـد بــــعدت‬ ‫و توأما من لعنت أو سـبيت‬


‫ولـــد منــــها قبل أو بـــعد قــمـن‬ ‫كالهما شقيق اآلخر ومـــن‬
‫كتوأمي من زنت أو من ُغصبت‬ ‫بكـــونه أخـا ألم علمــــــت‬
‫‪ -7‬القــتــــــل‪:‬‬

‫من جملة الموانع قتل الوارث لموروثه والحكمة من كون القتل مانعا من موانع اإلرث سد ذريعة اإلفساد في األرض‬
‫دليل كون القتل من الموانع ‪:‬‬
‫قول النبي صلى هللا عليه وسلم ‪":‬ال يرث القاتل شيئا"‪.‬‬
‫اختلف العلماء في حقيقة القتل الذي يعتبر مانعا من موانع القتل‪:‬‬
‫‪ -‬قول الشافعي ‪ :‬ال يرث القاتل بحال لقول النبي صلى هللا عليه "وسلم ليس للقاتل شيئا"‬
‫‪ -‬ابن حنبل والحنفية ‪ :‬القتل المانع من الميراث هو الذي يكون من غير حق وهو المضمون بدية أو كفارة كالعمد وشبه‬
‫العمد‪.‬‬
‫‪ -‬مذهب المالكية ‪ :‬القاتل له حاالت‪:‬‬
‫* القتل العمد العدوان‪ :‬وهو القتل الصادر عن عمد ومن مكلف كبير متزن العقل مباشرة أو بواسطة ظلما في هذه الحالة‬
‫ال يرث شيئا ال من إرثه وال من ديته‪.‬‬
‫* شبه العدوان ‪ :‬كمن أدب ولده بحديدة أو بأسالك الكهرباء‪.‬‬
‫* القتل العمد الغير العدوان ‪ :‬من قتل أخاه في قصاص أو دفاعا ع النفس فال يمنعه ذلك من الميراث‪.‬‬
‫* القتل الخطأ ‪ :‬يرث من المال وال يرث من الدية‪ ،‬ووجه كونه يرث من المال أنه لم يستعجل بالقتل‪ ،‬ووجه كونه لم يرث‬
‫الدية ألنها واجبة عليه وال معنى لكونه ال يرث شيئا يجب عليه‪.‬‬

You might also like