You are on page 1of 8

‫الم ػ ػواريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػث‬

‫مقدمة تمهيدية‬

‫من كماؿ الشريعة الغراء‪ ،‬أف شملت جميع مظاىر الحياة باإلرشاد والتوجيو والتنظيم والتدبير‬
‫والجزاء‪ ،‬بدءا بالعقيدة والعبادات‪ ،‬الى الخالفة‪ ،‬ثم أحكاـ األسرة والمعامالت والحدود والوصايا‬
‫والفرائض‪ ،‬ومن كماؿ شموليتها ورحمتها أف تكلفت باألفراد في حياتهم وبعد مماتهم‪ ،‬فتقضي مشيئة اهلل‬
‫أف ‪{ :‬كل نفس ذائقة الموت }‪ ،1‬فاإلنساف مهما طاؿ عمره وامتد أجلو ميت ال محالة‪ ،‬يترؾ وراءه كل ما‬
‫جمعو وعدده من أمواؿ‪ ،‬لذلك تكفل اهلل سبحانو وتعالى بقسمة متروؾ عبده‪ ،‬حتى ال يتعرض للبطش‬
‫ومنطق القوة والغلبة واالستيالء بالقوة‪ ،‬فجعل الماؿ ألقرباء الميت بالمقاسمة األقرب فاألقرب‪ ،‬كي يطمئن‬
‫الشخص على مآؿ مالو الى من يحب ويبتغي‪ ،.‬قطعا لدابر الخالؼ والنزاع بين أفراد أسرتو‪ ،‬وقد رسم‬
‫سبحانو لذلك حدودا‪ ،‬منبها ومحدرا من تجاوزىا‪ ،‬فقاؿ ‪{ :‬تلك حدود اهلل ومن يطع اهلل ورسولو ندخلو‬
‫جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم‪ ،‬ومن يعص اهلل ورسولو ويتعد حدوده‬
‫‪2‬‬
‫ندخلو نارا خالدا فيها ولو عذاب مهين}‬

‫وقد اىتمت التشريعات الوضعية بنظاـ اإلرث ‪ ،‬واستقت أحكامو من الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما ىو‬
‫الحاؿ بالنسبة للتشريع المغربي الذي نظمو في إطار مدونة االسرة‪ ،‬واعتبره من النظاـ العاـ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعريف علم المواريث‬

‫يعتبر علم المواريث أو علم الفرائض أحد أقساـ المعامالت في علم فروع الفقو‪ ،‬والمواريث جمع‬
‫ميراث‪ ،‬قاؿ تعالى ‪{ :‬وهلل ميرات السماواث واألرض}‪ ،3‬بمعنى الماؿ الموروث أو التركة‪ ،‬وقد سمي‬
‫كذلك ألنو يبقى بعد صاحبو‪.‬‬

‫وأما الفرائض فجمع فريضة وىي مشتقة من الفرض‪ 4‬أقوؿ فرضت الشيء اي قدرتو‪ ،‬وتكوف بمعنى‬
‫الوجوب‪ ،‬كما في قولو تعالى‪ { :‬سورة أنزلناىا وفرضناىا }‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ــ سوة آل عمران‪ ،‬اآلٌة ‪541‬‬
‫‪2‬‬
‫ــ سورة النساء‪ ،‬اآلٌتان ‪ 51 :‬و‪51‬‬
‫‪3‬‬
‫ــ سورة آل عمران‪ ،‬آٌة ‪541‬‬

‫‪1‬‬
‫أما اصطالحا فعلم الفرائض ىو العلم الذي يوصل لمعرفة قدر مايجب لكل ذي حق في التركة‬
‫ويتضمن التركات وما يتعلق بها‪ ،‬وأركاف اإلرث وشروطو‪ ،‬وأسبابو‪ ،‬وموانعو‪ ،‬وأنواعو‪ ،‬والفرض والتعصيب‪،‬‬
‫والحجب‪ ،‬وأعماؿ حساب الفرائض وقسمة التركات‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أىمية ىذا العلم وفائدتو‪:‬‬

‫لقد تولى اهلل عز وجل قسمة الميراث بآيات تفصيلية‪ ،‬قاؿ تعالى ‪{ :‬يوصيكم اهلل في أوالدكم‬
‫للذكر مثل حظ األنثيين‪ ،}...‬وقولو تعالى ‪ { :‬يستفتونك قل اهلل يفتيكم في الكاللة‪.}...‬‬

‫كما أف النبي (ص) تكلف ببياف وتفصيل ما جاء في آيات الفرائض من كتاب اهلل‪ ،‬كما دعا إلى‬
‫تعلم الفرائض وتعليمها‪ ،‬فيما رواه عنو أبو ىريرة رضي اهلل عنو أنو قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل (ص)‪ " :‬تعلموا‬
‫الفرائض وعلموىا فإنها نصف العلم‪ ،‬وىو ينسى‪ ،‬وىو أوؿ شيء ينزع من أمتي"‪ 5‬مما يستفاد قدر ىذا‬
‫العلم ومكانتو في اإلسالـ‪.‬‬

‫وقد بدأ تأسيس علم الفرائض أو الدراسة العلمية المتخصصة لو والمستمدة من كتاب اهلل وسنة‬
‫رسولو مع تأسيس المدارس الفقهية‪ ،‬حيث اعتمدوا على اجتهادات لبعض الصحابة من أىمها دراسات‬
‫زيد ابن ثابت الذي صاغ أصوؿ التوريث‪ ،‬باإلضافة الى اجتهادات أخرى ألبي بكر الصديق وعمر ابن‬
‫الخطاب وعلي ابن أبي طالب وعبد اهلل بن مسعود‪ ،‬لكن زيد بن ثابت ىو من اختص منهم في ىذا العلم‬
‫لكونو صاغ أصوؿ التوريث‪ ،‬تبعهم في ذلك باقي األئمة خاصة منهم أئمة المذاىب الفقهية‪.‬‬

‫كما ساىم علماء اإلسالـ في كل عصر ومصر في نشر ىذا العلم وتنقيحو وتبويبو بمؤلفات‬
‫ومصنفات‪ ،‬فالعلماء بالقرآف الكريم تناولوا آيات المواريث بالتفسير والبياف‪ ،‬وكاف لرجاؿ الحديث فضل‬
‫جمع ماثبت عن الرسوؿ األكرـ (ص) من السنن المتعلقة بذلك‪ ،‬وكاف للفقهاء دور االستفادة‪ ،‬واالستنباط‬
‫من كل ما وصل إليهم‪ ،‬فأنشؤوا بذلك ثروة ىائلة من المصنفات‪. 6‬‬

‫ومن خالؿ ىذه الدراسة سنتناوؿ في فصل أوؿ أحكاـ المواريث ثم اصناؼ الورثة وأحوالهم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ـ انظر المدلوالت اللغوٌة لذلك لسان العرب البن منظور ج ‪ 3‬ص ‪212‬‬
‫‪5‬‬
‫ــ أخرجه ابن ماجة والدار قطنً‬
‫‪6‬‬
‫ـ من هذه المراجع فً دائرة المذهب المالكً كتاب الفرائض‪ :‬لعبد الرحمان بن عبد هللا السهٌلً‪ ،‬شرح الدرة البٌضاء ‪ :‬لسٌدي بد الرحمان‬
‫األخضري‪ ،‬بهجة البصر فً شرح فرائض المختصر‪ :‬لمحمد بن أحمد بنٌس‪ ،‬باب الفرائض ‪ :‬لمحمد الصادق الشطً التونسً‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفص ـ ـ ـل األول ‪ :‬أحكـ ـ ـام الم ـ ـواريـ ـ ـث‬

‫قبل تناوؿ أصناؼ الورثة وما يتعلق بهم من أحواؿ وأحكاـ إرثية‪ ،‬سنتقدـ في البداية بذكر مبادئ لإلرث‪،‬‬
‫وتشتمل على معنى التركة وما يتعلق بها من حقوؽ‪ ،‬ثم اسباب اإلرث‪ ،‬وشروطو‪ ،‬وموانعو‬

‫المبحث األول ‪ :‬مبادئ عامة لإلرث‬

‫المطلب االوؿ ‪ :‬أحكاـ المواريث‬

‫ولما كاف الوارث ال يرث موروثو إال إذا كاف‬


‫تشتمل ىذه الفقرة على بياف الحقوؽ المتعلقة بالتركة‪َ ،‬‬
‫يمت إليو بصلة قدر الشرع اإلرث بها‪ ،‬وىي أسباب اإلرث‪ ،‬مع انتفاء المانع الذي يمنع من ترتب الحكم‪.‬‬
‫ُ‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوـ التركة‬

‫التركة كما تعرفها المادة ‪ 123‬من مدونة األسرة ىي ‪" :‬مجموع ما يتركو الميت من أمواؿ أو‬
‫حقوؽ مالية"‪.‬‬

‫فالتركة تشمل الحقوؽ الثابتة للهالك والثابتة عليو‪ ،‬أي مالها من حقوؽ وما عليها من إلتزامات‪،‬‬
‫من حقوؽ وديوف ونفقات تجهيز الميت وتنفيد وصيتو‪ ،‬ثم يأتي بعد ذلك تقسيم التركة‪ ،‬وىو المستوحى‬
‫من مجموعة من النصوص في مدونة األسرة‪ ،‬منها المادة ‪ 191‬التي تنص على على أنو‪ " :‬يتسلم الورثة‬
‫بعد تنفيد إلتزامات التركة مابقي منها‪. "...‬‬

‫فالمشرع حدد وقت استحقاؽ اإلرث من تاري الوفاة‪ ،‬لكنو حدد وقت انتقالو إلى الورثة من تاري‬
‫االنتهاء من تصفية التركة‪ ،‬فالورثة ال يستطيعوف معرفة ماينوبهم‪ ،‬إال بعد جرد أمواؿ التركة وتخليصها من‬
‫الحقوؽ العالقة بها‪.‬‬

‫وقد أخضع المشرع المغربي من خالؿ الفصل ‪ 31‬من ظهير الوضعية المدنية للفرنسيين‬
‫واألجانب‪ ، 7‬التوارث في التركة الموجودة في المغرب للقانوف الوطني للمورث‪ ،‬وبناء عليو إذا كاف الهالك‬

‫‪7‬‬
‫ــ ٌنص الفصل ‪ 54‬من القانون المشار إلٌه أنه ‪ٌ" :‬خضع توارث المنقوالت واألصول الموجودة داخل منطقة الحماٌة الفرنسٌة بالمغرب لقانون‬
‫الدولة التً ٌنتسب إلٌها الموروث فً ما ٌعود لتعٌٌن الورثة والترتٌب الذي ٌرثون بمقتضاه‪ ،‬واألنصبة العائدة ألى كل كل واحد منهم‪ ،‬والمقادٌر‬
‫التً ٌتعٌن علٌهم إرجاعها إلى التركة‪ ،‬والمقدار الذي ٌجوز للموروث ألن ٌتصرف به على وجه الوصٌة‪ ،‬والمقدار الذي ٌجب حفظه للورثة"‬

‫‪3‬‬
‫مغربيا طبق على تركتو القانوف المغربي(أي مدونة األسرة)‪ ،‬حتى ولو كاف متعدد الجنسيات‪ ،‬وىو ما أقرتو‬
‫مدونة األسرة في مادتها الثانية بشكل صريح‪ ،8‬ألف الجنسية الوطنية تفضل على غيرىا‪.‬‬

‫وإذا كاف أجنبيا مسلما يخضع ألحكاـ مدونة األسرة‪ ،‬أما إذا كاف غير مسلم فيخضع للقانوف‬
‫الوطني لبلده‪.9‬‬

‫أما إذا كاف الجئا في المغرب‪ ،‬فإف الفصل ‪ 32‬من اتفاقية جنيف الخاصة بالالجئين المؤرخة في‬
‫‪ 21‬يوليوز‪ 10 3993،‬تنص على أف األحواؿ الشخصية لالجئ ػ بما فيها اإلرث والوصية ػػ‪ ،‬تخضع لقانوف‬
‫الدولة التي يوجد فيها موطنو‪ ،‬وإذا لم يكن لو فيها موطن فلقانوف الدولة التي يوجد فيها محل إقامتو‪ ،‬وىو‬
‫ما تبنتو المادة الثانية من مدونة األسرة كذلك‪ ،‬على أنو إذا كاف يهوديا طبق على تركتو القانوف العبري‬
‫المغربي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحقوؽ المتعلقة بالتركة‬

‫تتعلق بالتركة مجموعة من الحقوؽ‪ ،‬تتدرج في األسبقية‪ ،‬تناولها المشرع في المادة ‪ 122‬من مدونة‬
‫األسرةجاء فيها ‪" :‬تتعلق بالتركة حقوؽ خمسة تخرج على الترتيب التالي‪:‬‬

‫‪3‬ػ ػ الحقوؽ النتعلقة بعين التركة‬

‫‪2‬ػ نفقات تجهيز الميت بالمعروؼ‬

‫‪1‬ػ ديوف الميت‬

‫‪4‬ػالوصية الصحيحة النافدة‬

‫‪9‬ػ المواريث بحسب ترتيبها في ىذه المدونة"‬

‫‪8‬‬
‫ــ جاء فً هذه المادة ما ٌلً ‪ :‬تسري أحكام هذه المدونة على ‪ :‬جمٌع المغاربة ولو كانوا حاملٌن لجنسٌات أخرى‪ ،‬الالجئٌن بمن فٌهم عدٌمو‬
‫الجنسٌة‪ ،‬طبقا التفاقٌة جنٌف المؤرخة ب ‪ٌ 24‬ولٌوز لسنة ‪ 5515‬المتعلقة بوضعٌة الالجئٌن‪ ،‬العالقات التً ٌكون فٌها أحد الطرفٌن مغربٌا‪،‬‬
‫العالقات التً تكون بٌن مغربٌٌن أحدهما مسلم‪ ،‬أما الٌهود المغاربة فتسري علٌهم قواعد األحوال الشخصٌة العبرٌة المغربٌة‪".‬‬
‫‪9‬‬
‫ــ وهو التوجه الذي أخدت به محكمة النقض فً قرار لها جاء فٌه ‪ٌ" :‬ترتب على اعتناق الدٌانة اإلسالمٌة لزوما تطبٌق القواعد الشرعٌة على‬
‫مسائل األحوال الشخصٌة والمٌراث مادام أن ذلك االعتناق وقع بدون تدلٌس وطبقا للقواعد الشكلٌة المقررة قانونا"‬
‫قرار صادر بتارٌخ ‪ 5531/3/1‬تحت عدد ‪ ،211‬منشور بالمجلة المغربٌة للقانون والسٌاسة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،1‬سنة ‪ ،5533‬ص ‪،512‬‬
‫أشلر إلٌه محمد المهد ي‪ ،‬نظام اإلرث فً ضوء مدونة األسرة والعمل القضائً ــ قواعد وتطبٌقات ـ الطبعة الثالثة‪ ،‬دلر القلم‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪.2152‬‬
‫‪10‬‬
‫ـ انضم إلٌها المغرب بمقتضى ظهٌر ‪ 4‬غشت ‪.5511‬‬

‫‪4‬‬
‫والمالحظ ىنا أف المشرع قدـ الحقوؽ المتعلقة بعين التركة على نفقات التجهيز والتكفين‪ ،‬وىذا‬
‫الترتيب ىو المشهور في مذىب المالكية والحنفية والشافعية‪ ،‬في حين ذىب الحنابلة إلى تقديم نفقات‬
‫‪11‬‬
‫تجهيز الميت على سائر الحقوؽ األخرى‪.‬‬

‫وسنتولى تباعا تناوؿ ىذه الحقوؽ ‪:‬‬

‫‪ 3‬ػ الحقوؽ المتعلقة بعين التركة ‪:‬‬

‫يعرؼ الحق العيني بأنو سلطة مباشرة على شيء مادي معين بالذات يقرىا القانوف لشخص معين‪،‬‬
‫فالمالك مثال ىو صاحب حق عيني‪ ،‬ألف لو سلطة مباشرة على الشيء الذي يملكو‪ ،‬يستطيع أف يباشر‬
‫سلطتو عليو دوف تدخل طرؼ آخر‪.‬‬

‫و‪.‬يقصد بالحقوؽ المتعلقة بعين التركة‪ ،‬ذلك الحق الذي يترتب للغير على اشياء معينة من أمواؿ‬
‫الهالك‪ ،‬منقوالت أو عقارات‪ ،‬باعتباره ػ أي الهالك ػ مدينا بو حاؿ حياتو‪ ،‬سواء كاف ىذا الحق أصلي‬
‫كحق الملكية‪،‬كما لو أف إجراءات نقل الملكية لم تتم في حياة الهالك‪ ،‬وحق السطحية واالنتفاع‬
‫واالرتفاؽ‪ ،‬أوالحقوؽ العينية التبعية التي تكوف لضماف تنفيد التزاـ أصلي عالق بالهالك‪ ،‬كاالمتيازات‬
‫بأنواعها والرىوف الحيازية والرسمية‪ ،12‬ألنها حقوؽ غير مملوكة للهالك‪ ،‬كاف عليو أدائها قيد حياتو سواء‬
‫طوعا أو جبرا‪ ،‬لذلك فعلى الورثة أداء ىذه الديوف الى أصحابها‪ ،‬وإذا كانت محل رىن أو امتياز يؤدونها‬
‫شريطة أداء الدين الرسمي‪.‬‬

‫وإذا تزاحمت مجموعة من الديوف يراعى األولوية في ىذه الديوف‪ ،‬بحيث تؤدى االمتيازات العقارية‬
‫التي تقدـ على أي دين ولو كاف مضمونا برىن حيازي او رسمي‪ ،‬ثم االمتيازات الخاصة بالمنقوالت‪ ،‬ثم‬
‫االمتيازات العامة‪ ،‬وأخيرا الرىوف الحيازية والرسمية التي يراعى في ترتيبها تاري التقييد‪.‬‬

‫‪ 2‬ػ نفقات تجهيز الميت بالمعروؼ‪:‬‬

‫وىي النفقات المتعلقة بتجهيز الميت كمصاريف غسلو وتكفينو ودفنو واالجراءات الخاصة بها‬
‫كالحصوؿ على شهادة الوفاة ورخصة الدفن‪ ،‬وما تعارؼ عليو المجتمع من إطعاـ المعزيين دوف إسراؼ قد‬
‫‪11‬‬
‫ــ محمد ٌوسف موسى‪ ،‬التركة والمٌراث فً اإلسالم‪ ،‬دار الفكر العربً‪ ،‬دون ذكر السنة‪ ،‬ص ‪.513‬‬
‫‪12‬‬
‫ــ عبد الرحمان بلعكٌد‪ ،‬علم الفرائض‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬سنة ‪ ،2112‬ص ‪12‬‬

‫‪5‬‬
‫يضر بحقوؽ الدائنين والورثة القاصرين‪ ،‬كالوالئم التي تقاـ في اليوـ الثالث واليوـ األربعين والذكرى‬
‫السنوية‪ ،‬فهي بدع يتحمل نفقاتها من أقامها‪ ،‬وال تتعلق بنفقات تجهيز الميت التي أشارت إليها المدونة‪.‬‬

‫‪ 1‬ػ ديوف الميت المطلقة ‪:‬‬

‫وىي الديوف العادية التي ال تتعلق بعين من أعياف التركة‪ ،‬وليست محل امتياز وال مضمونة برىن‪،‬‬
‫تؤدى بعد مصاريف تجهيز الميت‪ ،‬وقد أجمع عليها جميع الفقهاء إال الظاىرية الذين قدموىا على تجهيز‬
‫الميت‪ ،‬سواء الديوف العينية أو العادية‪.‬‬

‫والدين يقضى قبل الوصية‪ ،‬ولو أف القرآف ينص على أسبقية الوصية على الدين {من بعد وصية‬
‫توصوف بها أو دين}‪.‬‬

‫وتنقسم ديوف الميت المطلقة الى ديوف اهلل تعالى ثم ديوف العباد ‪:‬‬

‫ػ ػ ديوف اهلل تعالى ‪ :‬وتعني الزكاة والحج والكفارة والنذور والحج‬

‫ػ ػ ديوف العباد ‪ :‬وىي الديوف التي كانت على رقبة الميت أثناء حياتو قبل الغير‪ ،‬والثابتة ثبوتا ال ريب فيو‪،‬‬
‫وتستوفى فيها أوال الديوف الممتازة والمرىونة‪.‬‬

‫ومن الديوف الممتازة نجد الصوائر المترتبة عن مرض الميت للستة أشهر السابقة على الوفاة‬
‫(المادة ‪ )3241‬من ؽ ؿ ع‪.‬‬

‫ولإلشارة فإف الديوف التي تكوف على المورث ألجل ال تحل بموتو‪ ،‬فهي تبقى محافظة على األجل‬
‫القانوني المحدد لها‪ ،‬والدليل على ذلك عدـ ذكر موت المدين ضمن الحاالت التي يفقد فيها المدين‬
‫مزية األجل المنصوص عليو في الفصل ‪ 319‬من ؽ ؿ ع‪ ،‬وفي ىذا مخالفة للرأي الراجح في الفقو‬
‫‪13‬‬
‫اإلسالمي الذي يقضي بسقوط حق األجل‪ ،‬وبالتالي حلوؿ الدين بوفاة المدين‪.‬‬

‫‪ 4‬ػ الوصية الصحيحة النافدة ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫ــ محمد رٌاض‪ ،‬أحكام الموارٌث بٌن النظر الفقهً والواقع العملً‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪.12 ،5554 ،‬‬

‫‪6‬‬
‫الوصية ىي تبرع بجزء مما سيتركو المتبرع‪ ،‬يلزمو بموتو‪ ،‬وقد عرفتها مدونة األسرة في المادة‬
‫‪ 222‬بأنها " عقد يوجب حقا في ثلث عاقده يلزمو بموتو"‪.‬‬

‫وفي القرآف الكريم الوصية تأتي قبل الدين {من بعد وصية توصوف بها أو دين}‪ ،‬لكن النبي (ص)‬
‫بدأ بالدين قبل الوصية‪.‬‬

‫ويشترط فيها أف يصدر بها إشهاد عدلي‪ ،‬أو يحرر بها عقد رسمي أو بخط يد الموصي وإمضائو‪،‬‬
‫أو يحرر بها عقد رسمي‪ ،‬أو بخط يد الموصي مع إمضاءه‪ ،‬أو أف تثبت بشهادة الشهود عند الضرورة ‪،‬‬
‫وتكوف نافدة إذا لم يتراجع عنها الموصي ولم يردىا الموصى لو‪،‬‬

‫وتنحصر الوصية في حدود الثلث يوـ تنفيدىا‪ ،‬بعد إخراج الحقوؽ األخرى‪ ،‬وإذا تضمنت نسبة‬
‫أكثر من ذلك وجب إجازة الورثة الرشداء‪.‬‬

‫‪ 9‬ػ المواريث ‪:‬‬

‫بعد اسيفاء الحقوؽ المذكورة يوزع باقي التركة على الورثة‪ ،‬مع انتفاء المانع وتحقق السبب وتحقق‬
‫شروط اإلرث‪.14‬‬

‫وما يميز اإلرث كأحد أسباب نقل الملكية‪ ،‬ىو أنو عطية من عند اهلل تعالى‪ ،‬ال يحق للوارث أف‬
‫يرفضو‪ ،‬أو يتنازؿ عنو لغيره فيجعلو خلفا عنو في اإلرث‪ ،‬كما ال يحق لمالك التركة أف يجرد أحدا من‬
‫الورثة قبل الوفاة‪ ،‬فقواعد اإلرث وأحكامو المعتبرة شرعا من النظاـ العاـ‪ ،‬ال يجوز االتفاؽ على مخافتها‪،‬‬
‫وىو مانصت عليو مدونة األسرة جاء في مادتها ‪ 129‬مايلي‪ " :‬ليس لكل من الوارث أو الموروث إسقاط‬
‫صفة الوارث أو الموروث وال التنازؿ عنو للغير"‬

‫والورثة يقسموف الى ‪:‬‬

‫األـ ػ الجدة ػ األخ ألـ ػ األخت ألـ‬ ‫‪6‬‬ ‫ورثة بالفرض فقط‬
‫الزوجة ػ الزوج‬
‫اإلبن ػ ابن اإلبن وإف سفل ػ األخ الشقيق ػ األخ ألب ػ‬ ‫‪1‬‬ ‫ورثة بالتعصيب فقط‬
‫‪14‬‬
‫ــ وهو مانصت علٌه المادة ‪ 151‬من مدونة األسرة جاء فٌها‪ٌ :‬تسلم الورثة بعد تنفٌد إلتزامات التركة‪ ،‬ما بقً منها كل بحسب نصٌبه‬
‫الشرعً‪"...‬‬

‫‪7‬‬
‫ابن األخ الشقيق أو ألب وإف سفل ػ العم الشقيق والعم‬
‫ألب وابنهما وإف سفل‬
‫األب ػ الجد لألب‬ ‫ورثة بالفرض والتعصيب جمعا ‪2‬‬
‫البنت ػ بنت االبن وإف سفلت ػ األخت الشقيقة ػ األخت‬ ‫ورثة بالفرض والتعصيب انفرادا‪4‬‬
‫ألب‬

‫‪ .‬وذوي األرحاـ وىم ملحقين في آخر أبواب الفقو اإلسالمي ويطلق على األقرباء الذين ال يرثوف‬
‫فرضا وال تعصيبا‪ ،‬وقد اختلف الفقهاء في توريثهم من عدمو‪ ،‬فقاؿ بعدـ توريثهم زيد بن ثابت والمالكية‬
‫وقاؿ بتوريثهم عدد من الصحابة والحنفية‪ ،‬واختلف بشأنهم الشافعية‪ ،‬وحسب مدونة األسرة ال ميراث‬
‫لديهم ‪ ،‬كما لم يثبت ميراثهم في القرآف الكريم بالنص الصريح وال بالسنة الظاىرة وىم ‪:‬‬

‫الجد والجدة ألـ والعمة والخاؿ والخالة وإبن البنت وبنت البنت وإبن وبنت األخت وإبن األخ ألـ والعم‬
‫ألـ‪.‬‬

‫أما الدولة من قبل كانت ترث من ال وارث لو وتعصب بعد استحقاؽ ذوي الفروض لنصيبهم‪ ،‬لكن‬
‫بعد صدور ظهير أكتوبر ‪ ،3962‬وحلوؿ المادة ‪ 149‬من ـ س أصبحت فقط ترث من ال وارث لو‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like