Professional Documents
Culture Documents
المستحقون للميراث
(في قانون األسرة الجزائري)
لجنة المناقشة:
األستاذ زياد عادل ...............................................................................................رئيسا
منيرة
قائمة المختصرات
ق أج :قانون األسرة الجزائري
د.ط:.دون طبعة.
ص :صفحة.
ش :شقيقة أو شقيق.
ق.م.ج :قانون المدني الجزائري.
د.س.ن:دون سنة نشر.
ع:عصبة
:/فقرة
المستحقون للميراث
مقدّمة ّ
اإلنسان في هذه الحياة أكرم المخلوقات ،وهو مستخلف في األرض ،ومحتاج إلى ما يضمن به بقاء
حياته ،والمال هو الوسيلة لتحقيق ذلك ،فإذا مات انقطعت حاجته لهذا األخير فكان من الضروري أن يخلفه
مالك جديد في هذا المال الذي تركه ،فوجب أن يؤول إلى من هو أولى به ،من فروعه ،وأصوله ،وحواشيه،
وأقاربه ،ألن اإلنسان مجبول بطبيعته على إيصال النفع لمن تربطه بهم رابطة قوية من قرابة أو نسب أو
زوجية.
من أجل ذلك تكفلت الشريعة اإلسالمية بقسمة هذا المال ،ولم تترك ذلك لإلرادة البشرية .لذا أسست
نظام اإلرث أو علم الفرائض الذي يقوم على مبدئين :األول :عدم االختيار إذ جعل اإلسالم توزيع الميراث
جبرا من المورث إلى الوارث بمعنى ذلك أنه ليس للمورث أن يحرم أحدا من ورثته من الميراث مادام
الوارث مستحقا له ،وليس على الوارث أن يرد ذلك اإلرث ألنه خليفة المتوفى في هذا المال .وقد قيل « :ال
يدخل شئ في ملك اإلنسان جبرا عنه سوى في الميراث».
أما الثاني :فهو مالحظة الحاجة في توزيع األنصبة بين المستحقين لها ،فكلما كانت الحاجة أشدّ كان
النصيب أكبر.
ويعد علم الميراث من أهم العلوم الشرعية ،وهو مستمد من الكتاب والسنة واإلجماع.
ونعني بنظام الميراث :الوسيلة التي يستخلف فيها الورثة لمال الميت لذا فرض هللا عز وجل بحكمته وعلمه
"علم الفرائض" في كتابه المقدس.
والفرائض جمع فريضة ،وهي مأخوذة من الفرض بمعنى التقدير لقوله تعالى ...﴿ :فنصف ما فرضتم﴾...
( )1ومعنى كلمة فرضتم هو ما قدرتم.
والفرض في الشريعة هو النصيب المقدر شرعا للوارث ،وهو" إعطاء لكل ذي حق حقه" ،على أكمل
وجه ،بشكل لم يدع فيه مقال لمظلوم أو شكوى لضعيف ،لذا بين هللا تعالى أحوال كل وارث بيانا شامال ال
يدع مجاال ألحد من البشر أن يحدد أو يقسم شيئا من ذلك ،تحقيقا للعدالة اإللهية ،لذا أمر هللا تعالى رسوله
بتنفيذ ما شرعه في كتابه وحث الناس على تعليمه.
ـــــــــــــــــــ
( )1سورة النساء ،اآلية.11
عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال رسول هللا "ص"« :تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم وهو
ينسى ،وهو أول شيء ينتزع من أمتي»(.)1
فأساس هذا العلم معرفة من يرث ومن ال يرث شرعا،ويكون ذلك بعد موت المورث الذي ترك وراءه
المال الذي يسمى بالتركة ،لكننا ال يمكن أن نقسم هذه التركة إال بعد تصفيتها من كل الحقوق المتعلقة بها ،
بعد إعداد فريضة شرعية ،ومن ثم انتقالها شرعيا بقوة القانون للورثة الذين حددهم هللا في كتابه المقدس،
ورتبهم كل حسب حاجته الذي حددت أنصبتهم في القرآن وهي النصف ،الربع ،والثمن ،الثلث ،الثلثان،
السدس .وهناك بعض الورثة حددت أنصبهم في بعض المسائل الخاصة في السنة واجتهاد الصحابة.
أما نظام اإلرث في التشريع الجزائر قد حضي برعاية وحماية وتفصيل ،إذ اعتبر كل شخص يخالف
قاعدة من قواعد الميراث مخالف للنظام العام .ويتضح ذلك في القانون المدني في الفصل الثاني من الكتاب
الثالث وذلك عند بيان طرق اكتساب الملكية في نصوص المواد .774-773
وفي قانون األسرة لقد حاول المشرع الجزائري تبيان األحكام التفصيلية للميراث وفق منهج أو طريقة
تقنين األحكام الشرعية ،والقواعد الفقهية ،وذلك من خالل ما تضمنه الكتاب الثالث من قانون األسرة والذي
1
المستحقون للميراث
ع ْن ِونَ ب "الميراث" الذي اشتمل على ثمانية وخمسين نصا موزعة على عشر فصول من المادة ُ
126إلى.183
وانطالقا من كل هذا نتساءل من هم هؤالء الورثة أو المستحقون لهذه التركة وماهي مراتبهم في اإلرث
وماهر نصيب كل واحد منهم ؟
ـــــــــــــــــــ
( )1أخرجه اإلمام إبن ماجة والحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة ،حديث صحيح ،نقال عن هاني الطعيمات ،فقه
األحوال الشخصية في الميراث والوصية ،الطبعة األولى ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،األردن ،2006 ،ص.26.
ولإلجابة على هذه اإلشكالية فإنه من المستحيل أن نتحدث عن الورثة دون التركة لذا قررنا أن نقسم
موضوع بحثنا إلي فصل تمهيدي تناولنا فيه األحكام العامة للميراث "تعريف التركة ،الحقوق المتعلقة بها،
أسباب الميراث ،شروطه وأركانه وموانعه ،وفصلين نتعرض فيهما للمستحقين للميراث فالفصل األول
خصصناه لميراث أصحاب الفروض في المبحث األول والمبحث الثاني للعصبة ،أما الفصل الثاني فتناولنا
فيه ميراث ذوى األرحام في المبحث األول أما المبحث الثاني إلى الخزينة العامة.
واعتمدنا على منهجي التحليل والوصف في هذه الدراسة.
2
المستحقون للميراث
الفصــــــــــــــلّالتـمهيـديّ
تعتبر التركة الركن األساسي في الميراث فلوالها لما كان هناك توريث ،لذالك ارتأينا أن ندرس في هذا
الفصل التمهيدي وقبل معالجة موضوع بحثنا أال وهو المستحقون للميراث إلى تعريف التركة،الحقوق
المتعلقة بها،أركان الميراث ،أسبابه ،شروطه ،موانعه.
أوال :تعريف التركة
لغة :الت ّركة كلمة مشتقة من الفعل ترك،ومعناها ما يخلفه الشخص و يبقيه وراءه ،مفردها تركة والجمع
تركات( ،)1ومنه قوله تعالى ...﴿ :إن ترك خيرا الوصية للوالدين واألقربين بالمعروف حقا على المتقين﴾(.)2
صيب مما َ ترك الوالدان واألقربون وللنساء مما ترك الوالدان واألبوين مما قل ٌ وقوله سبحانه ﴿:للرجال نَ
منه أو كثر نصيبا َم ْف ُروضاً﴾(.)3
اصطالحا :للتركة معنيين ،معنى عام واآلخر خاص.
المعنى العام :هي كل ما يتركه الميت من أموال وحقوق مالية ،بينما لحقوق الشخصية فلن تكون محل
لإلرث( الوالية ،الحضانة ،الكفالة).
المعنى الخاص :هي ما يتركه الميت من مال ،بعد سداد ما عليه من ديون ،وما صدر عنه من وصايا ،وما
تبقى بعد ذلك يسمى تركة صافية وتقسم بين الورثة.
-أما المشرع الجزائري لقد نص عن قسمة التركة في الفصل العاشر من األسرة دون التعرض إلى
تعريف للتركة.
أما التعريف الذي توصلنا إليه فهو عبارة عن اجتهادات فقهية وتحليل لآليات القرآنية الدالة على ذلك.
فالتركة هي ما يتركه الميت من مال أو حق مالي خالص أي صافي ،وذلك بعد سداد الديون وكذا تنفيذ
ما صدر عنه من وصايا(.)4
العربي بلحاج ،أحكام التركات والمواريث على ضوء قانون األسرة الجديد"مع آخر التعديالت ومدعم بأحدث ()1
اجتهادات المحكمة العليا" ،الطبعة الثانية ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،الجزائر ،2012،ص..68.
سورة البقرة ،اآلية. 108 ()2
سورة النساء ،اآلية.7 ()3
العربي بلحاج ،المرجع السابق ،ص.ص.71-69. ()4
ث من أموال التي جمعها وتملكها أثناء حياته،وأنه ال تركة إال بعد تصفية واإلرث،هو ما يخلفه ال ُم َو ِر ُ
التركة من الحقوق المتعلقة بها ،وما يمكن استخالصه أن مشتمالت التركة:
ث المالية :العقارات والمنقوالت مثلية أو قيمة. -أعيان ال ُم َو ِر ْ
-الحقوق المالية المحضة :مثل الديون التي لدى الغير.
-حقوق االرتفاق.
-خيارات األعيان بما فيها" :خيار العيب ،التعيين ،خيار الوصف المرغوب فيه".
أما الحقوق الشخصية المحضة،مثل الوالية،حق الحضانة،وحق الوظيفة.فقد إتفق الفقهاء على عدم
توريثها،ألنها تعتمد على المقومات الذاتية للمورث .
3
المستحقون للميراث
-ونستخلص أن المشرع الجزائري ،تبنى مذهب جمهور الفقهاء القائلين بانتقال الحقوق المالية ومنها
الم نافع إلى الورثة واعتبارها من مكونات التركة ماعدا ما تعلق بالشخص نفسه (.)1
ثانيا :الحقوق المتعلقة بالتركة
الحقوق جمع حق ،وهو الحق الثابت الذي ال يجوز إنكاره ،فمن المقرر شرعا أن التركة تنتقل إلى الورثة
ث،لكن هذه التركة قد ال تؤول للورثة وحدهم ،وذلك إذ ارتبطت بها حقوق أخرى غير من بعد وفاة ال ُم َو ِر ْ
حق الورثة ،فمنها ما هو مرتبط وثابت قبل الموت كالديون ،ومنها ما هو ثابت بعد الموت كالحق في تجهيز
الميت
وقد نص عليها المشرع الجزائري في نص المادة 180من قانون األسرة.كما جمعها الفقهاء في كلمة
"تدوم" ومعناها كاآلتي:
-1تجهيز الميت :هو ما ينفق على الميت من وقت وفاته إلى وقت وضعه في القبر من "غسل ،وكفن،
ودفن" ومصاريف الجنازة،حسب العرف الذي ال يخالف الشرع أي دون تبذير ،وهذا يختلف باختالف حال
الميت "معسرا أو ميسرا ،وترك الميت بدون تجهيز أمر نهى عنه هللا ألنه فساد .وتجهيز الميت يقدم قبل
كل الحقوق األخرى ألنه إكرام الميت دفنه(.)2
( )1سعيد بوزيري ،أحكام الميراث بين الشريعة والقانون األسرة الجزائري،د.ط ،.دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع،
الجزائر ،2007 ،ص.ص.17-16.
( )2مسعود الهاللي ،أحكام التركات والمواريث في قانون األسرة الجزائري"دراسة نظرية تطبيقية" ،الطبعة األولى ،جسور
للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2008 ،ص.38.
( )1قانون رقم ،11-84المؤرخ في 9رمضان عام 1404الموافق ل 9يونيو 1984والمتضمن قانون األسرة
الجزائري ،الجريدة الرسمية عدد 24الصادرة في 12جوان .1984
4
المستحقون للميراث
( )2حملة بن سامي ،المختصر في التركات والمواريث على ضوء أحكام قانون األسرة ،د.ط ،.نوميديا للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر،2010 ،ص.15.
( )3طالب بن يوسف"أبو عاصم"قدم له الشيخ محمد إبراهيم شقرة" أبو مالك"،د.ط ،.دار المأمون للنشر والتوزيع،
األردن ،2007 ،ص.ص.46-45.
( )4سورة النساء ،اآلية .12
( )5عبد الفتاح تقية ،الوجيز في المواريث والتركات ،الطبعة الرابعة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،2008 ،
ص.26.
( )6أحمد فراج حسين ،محمد كمال الدين إمام ،نظام اإلرث والوصايا واألوقاف في الفقه اإلسالمي،د.ط ،.منشورات
الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2002 ،ص.38.
هذه الديون المذكورة سلفا والتي رتبها المشرع الجزائري ،يجب سدادها في أسرع اآلجال وقبل أي حق
آخر،ولو كان مضمونا برهن.
-الديون المتعلقة باألعيان :تأتي في المرتبة الثانية ،ومن أمثلتها األعيان المرهونة ،وحق البائع في
حيازة المبيع إذ لم يتسلم الثمن ،فمن حق الدائن المرتهن أن يستوفي حقه من التركة قبل إخراج أي حق آخر،
وهي مؤخرة عن التجهيز والتكفين ( .)1وهذا ما جاء في نص المادة 1/180من ق.أ.ج «: .يؤخذ من التركة
حسب الترتيب اآلتي :مصاريف التجهيز ،والدفن بالقدر المشروع»(.)2
وهذه األعيان المرهونة لها مرتبة أعلى من الديون العادية ،ألنها متعلقة بذات التركة فاال يمكن قسمتها إال
بعد رفع الرهن عليها ،فهي ال تعد من أجزاء التركة ،وال يجوز للورثة استبقاؤها إال بعد رفع الرهن عليها،
وإال تم تحصيل الدين من قيمة الشيء المرهون.
وما يمكن مالحظته أن حق الورثة على أعيان التركة ال على قيمتها المالية ،ألنه يمكن لهم استبقاء هذه
األعيان جبرا إذ قاموا بسداد الدين الذي يثقلها من أموالهم الخاصة.
-الديون العادية :أو الديون المطلقة ،وهي ديون العباد أو الديون الشخصية وهي ديون ملتصقة بذمة
المتوفى ،كمن أحدث ضررا للغير -استوجب تعويضا -أو كان سببه عقد كاإليجار ،الصداق في عقد
الزواج وغيرها من االلتزامات والديون(.)3
- وهذا ما نصت عليه نص المادة 2/ 180ق.أ.ج ...« :يؤخذ من التركة حسب الترتيب اآلتي...
الديون الثابتة في ذمة المتوفى.)4(» ...
والجدير بالذكر ،أن هذه األنواع الثالثة من الديون تسدد من التركة بعد تجهيز الميت حسب الترتيب السابق.
فإذا سدد نوع ما من الديون ولم يبقى القدر الكافي لتسديد الديون األخرى الالحقة في الترتيب ،قسم هذا
الجزء المتبقي عليهم بنسبة ديونهم.
د -ديون هللا :وهي ديون هللا سبحانه وتعالى ،والمتعلقة بذمة الميت ،وهي الثابتة للفقراء ،وهدفها رضي
هللا فقط مثل الكافرات ،والنذور التي لم يقم بها في حياته(.)5
مالحظة :لقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية وبعض الحنابلة بأن ديون العباد مقدمة على ديون
هللا ،ألن العبادات ال ينوب فيها شخص عن شخص آخر عكس ديون العباد.
-تنفيذ الوصايا :الوصية هي تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بطريق التبرع.
وهي مقدمة قانونا على التركة ،ونجد مشروعيتها في كتاب هللا وسنة رسول هللا (.)1
ودليل ذلك قوله تعالى... ﴿:من بعد وصية يوصى بها أو دين.)2(﴾...
5
المستحقون للميراث
وقوله سبحانه ... ﴿:الوصية للوالدين واألقربون بالمعروف حقا على المتقين﴾()3
وهذا ما نصت عليه المادة 184من ق.أ.ج في تعريف الوصية«:الوصية تمليك مضاف إلى ما بعد الموت
بطريق التبرع » .
والوصية تكون واجبة بعد إخراج الحقوق السابقة ،المتعلقة بالتركة من تجهيز الميت وسداد ديونه .حسب
نص المادة 180من ق.أ.ج «:يؤخذ من التركة حسب الترتيب اآلتي ...الوصية».
وحسب نص المادة 189من ق.أ.ج «:ال وصية لوارث إال إذا أجازها الورثة بعد وفاة الموصى»( ،)4ولغير
الوارث إذا كانت في حدود الثلث فال داعي إلجازة الورثة ،لكن إذا تعدت الوصية الثلث فتتوقف على إجازة
الورثة .فإذا أجاز الورثة الوصية تنفذ هذه األخيرة أما إذ لم يجزها فال تنفذ ،أما إذ أجازها البعض ورفضها
البعض اآلخر ،فإنها تنفذ في نصيب الموجز وال تنفذ في نصيب الغير الموجز( .)5وهذا لقول رسول هللا
"ص" لسعد بن أبي وقاص «:الثلث والثلث كثير ،إنك إن تذر ورثتك أغنياء ،خير من أن تدعهم عالة
يتكففون الناس.)6(».
والحكمة أن ال وصية لوارث :ألنه غالبا ما تكون الوصية للوارث بدافع المحاباة ،وتفضيل أحد األبناء على
اآلخرين ،وهذا منهي عنه شرعا ألنه يجلب األحقاد بين اإلخوة.
( )1رمضان علي السيد الشرنباصي ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،مسائل األحوال الشخصية "الخاصة بالميراث
والوصية والوقف في الفقه والقانون والقضاء" ،د.ط ،.منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ، 2003 ،ص.53.
( )2سورة النساء ،اآلية .11
( )3سورة البقرة ،اآلية .180
( )4القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )5فيصل ميهوب ،التحايل على أحكام الميراث التشريع الجزائري ،مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء،
المدرسة العليا للقضاء ،الجزائر ، 2008-2007 ،ص.6.
( )6رواه الخمسة إال النسائي ،نقال عن سعيد بويزري ،المرجع السابق ،ص.18.
6
المستحقون للميراث
ال إرث وال تركة إال بتوفر ثالثة أركان فإذا غاب أحدها فال يتحقق آلخر ،وهي كاآلتي:
-ال ُم َو ِر ْث :وهو الشخص الذي مات حقيقة أو حكما ،وترك إرثا وراءه ( ،)1وهذا ما بينته المادة 127من
ق.أ.ج «:يستحق اإلرث بموت المورث حقيقة أو باعتباره ميتا بحم القاضي »(.)2
الو ِار ْث :وهو الشخص الذي يستحق نصيبا من التركة ،لتوفر فيه سببا من أسباب الميراث"الزوجية ، َ -
القرابة " لكن يجب أن يكون حيا وقت وفاة مورثه ،ذكرا أو أنثى أو حمال(.)3
وهذا ما نصت عليه المادة 128ق.أ.ج «:.يشترط الستحقاق اإلرث أن يكون الوارث حيا أو حمال وقت
افتتاح التركة ،مع ثبوت سبب اإلرث وعم وجود مانع من اإلرث»(.)4
وث :ويسمى أيضا إرثا أو تركة ،وهو الشيء الذي يتركه الميت للورثة سواء كانت أمواال -ال َم ْو ُر ْ
منقولة أو عقارية .
رابعا :أسباب الميراث
-السبب هو ما يتوصل به إلى غيره ،والميراث له أسباب شرعية إذ وجد أحد هذه األسباب وجد الميراث،
بعد تحقق شروطه وانتفاء موانعه ،فإذا لم يتحقق سبب من هذه األسباب فال ميراث(.)5
-والمشرع الجزائري حصرها في المادة 120ق أج «:أسباب اإلرث :القرابة والزوجية»(.)6
-أما الفقه فقد حددها في ثالث أسباب :القرابة و الزوجية و الوالء.
-1القرابة :هي رابطة الدم التي تربط الوارث بالميت ،سواء كان من فروعه أو أصوله ،أو حواشيه
وتسمى القرابة الحقيقية تميزا لها عن القرابة الحكمية مثل "العتق قديما"(.)7
حسب نص المادة 139من ق.أ.ج «:ينقسم الورثة إلى :أصحاب فروض ،عصبة ،ذوي األرحام »(.)1
( )1فشار عطا هللا ،أحكام الميراث في ق.أ.ج ،.د.ط ،.دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر،2006،ص.17.
( )2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3العربي بلحاج،أحكام التركات والمواريث في التشريع اإلسالمي وقانون األسرة الجزائري ،الطبعة الثانية ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر،2005 ،ص.59.
( )4القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )5فشار عطا هللا ،المرجع السابق ،ص.18.
( )6القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )7حملة بن سامي ،المرجع السابق ،ص.22.
()8القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
- 2الزوجية :هي العالقة الشرعية بين الرجل والمرأة ،وهي عالقة توجب الميراث ألنها رابطة قوية
تجمع بينهما ألن كل من الزوجين شريك لآلخر في الحياة ،و معين له على تكاليفها فمن العدل أن يكون
شريكا ألقاربه في التركة بعد وفاته ( ،)1لقوله تعالى ﴿:ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن
ولد.)2(﴾...
7
المستحقون للميراث
ولكي تكون الزوجية سببا من أسباب الميراث يجب توفر فيها شروط وهي:
-أن تكون الزوجية صحيحة :يراد بها العقد الصحيح بين الزوجة والزوج ،سوءا بدخول أو خلوة أو بغير
ذلك ،وعقد الزواج الصحيح ،أما الزوجية الناشئة عن عقد باطل ،والذي اختل ركنه أو أحد شروطه ،أومن
عقد فاسد وهو الذي اختل أحد شروط صحته المتفق عليها كمن تزوج أخته من الرضاعة حتى ولو وقع
الدخول الحقيقي بينهما فإن العقد يبطل وال توارث بين الزوجين ،وكذلك الزواج في مرض الموت فهو من
األنكحة الفاسدة التي ال توارث بينهما.
-أن تكون الزوجية قائمة وقت وفاة المورث ولو حكما :لكن في حالة إذا طلق الزوج زوجته قبل مماته
طالقا رجعيا فإنها ترثه إذ مات ويرثها إذا ماتت ،بشرط إذ لم تنقضي عدتها ،فإذ انقضت عدتها فال توارث
بينهما ( ،)3وهذا ما نستشفه من نص المادة 132من ق أج «:إذا توفى أحد الزوجين قبل صدور الحكم
بالطالق أو كانت الوفاة في ع دة الطالق ،استحق الحي منهما اإلرث»(.)4
-3الوالء :وهي الصلة التي تجمع السيد الذي أعتق عبدا له ،فصار منعما عليه بالحرية ،التي هي
أساس الحياة اإلنسانية ،لذا سمي "والء النعمة" ،ألن هذا السيد هو السبب في نعمة هذا العبد ،وهذه الصلة
يق إذ لم يكن لهذا العبد ورثة ،لكن العكس غير صحيح ،فالعبد ال يرث تثبت وراثة السيد "ال ُم ْعتِ ْق" للعَتِ ْ
السيد حتى وإن لم يكن للسيد وارث
-وهذا السبب األخير من أسباب اإلرث من أثر الماضي فليس له اليوم أي قيمة عملية ألن زمن العبودية قد
ولى لذا لم يذكره قانون األسرة الجزائري على أنه سبب من أسباب الميراث(.)5
8
المستحقون للميراث
محمد العمراني ،الميراث في الفقه اإلسالمي وقانون األسرة الجزائري ،د.ط ،.المؤسسة الوطنية لالتصال والنشر ()1
واإلشهار ،الجزائر ،2000 ،ص.39.
سورة آل عمران ،اآلية .185 ()2
أحمد فراج حسين ،محمد كمال الدين إمام ،نظام المواريث والوصايا واألوقاف في فقه اإلسالمي ،د.ط ، .لبنان، ()3
،2002ص17.
عيسى حداد ،الوجيز في المواريث "الفقه،قانون األسرة ،قضاء المحكمة العليا" ،د.ط ،.مديرية النشر ،الجزائر، ()4
،2003ص.17.
القانون رقم ،11-84المرجع السابق. ()5
أمير خالد عدلي ،أحكام وإجراءات التقاضي في إشهاد الورثة وتوزيع التركات ،د.ط،.منشأة المعارف، ()6
اإلسكندرية ،2001،ص.32.
ج -لموت الحكمي :وهو الشخص الذي يحكم بموته قضائيا ،بناءا على اجتهادات وقرائن الدالة على
موته وبعد التحري عنه بكل الوسائل الموصلة إلى معرفة حياته أو موته ،وبعد التحقق من وفاته يصدر
القاضي حكما بوفاته ويكون الموت الحكمي في حالة :
-المفقود وهو الغائب الذي لم يعرف مكانه ،وال تعلم حياته وال موته وانقطعت أخباره وجهل مصيره والذي
طالت غيبته أكثر من أربع سنوات وغلب على ظروف غيبته الهالك ،ففي هذه الحالة يصدر القاضي حكما
بموت هذا المفقود ،ويعد متوفيا حكما من تاريخ صدور هذا الحكم ،وتقسم التركة من هذا التاريخ( ،)1وهذا
ما دلت عليه نص المادة 113من ق.أ.ج «:.يجوز الحكم بموت المفقود في الحروب والحاالت االستثنائية
بمضي أربع سنوات بعد التحري ،وفي الحاالت التي تغلب فيها السالمة يفوض األمر إلى تقدير القاضي
في تقدير المدة المناسبة بعد مضي أربع سنوات »(.)2
-تحقق حياة الوارث وقت وفاة ُم َو ِرثِ ِه :أي أن يكون الوارث حيا حين يتوفى ُم َو ِرث ُهُ "صاحب التركة"،
حسب نص المادة 128من ق.أ.ج «:.يشترط الستحقاق اإلرث أن يكون الوارث حيا أو حمال وقت افتتاح
التركة ،مع ثبوت سبب اإلرث وعدم وجود مانع من اإلرث »( .)3ونستخلص من نص المادة أن حياة
الوارث تكون إما حقيقة أو تقديرا وهي كاآلتي:
ث عند وفاة المورث ،ال قبله وال معه ،وتثبت حياته في للو ِار ْ
-الحياة الحقيقية للوارث :وهي الوجود الحقيقي َ
سجالت الحالة المدنية ،وشهادة الشهود وهي "البينة المقبولة شرعا بالمشاهدة والمعاينة" ،ألنه ال توارث
بين األموات.فإذا مات اثنان ولم يعرف أيهما مات أوال فال توارث بينهما مثل الموتى في حادث سيارة
-الحياة التقديرية :تتعلق الحياة التقديرية بالحمل ما دام في بطن أمه ،وسميت حياته تقديرية ألنها غير محققة
فيمكن أن يولد حيا أو ميتا ،وهدا الحمل يرث باتفاق الفقهاء ،فعند قسمة التركة يوقف نصيبه من اإلرث
سواء كان ذكرا أو أنثى ،فإن ولد حيا أخذه وإن ولد ميتا فال يأخذ شيئا ،بشرط أن يولد حيا في المدة المقررة
شرعا ،فأقصى مدة الحمل عشرة أشهر من تاريخ االنفصال أو وفاة زوجها ،وأقل مدة ستة أشهر من تاريخ
الدخول بها(.)4
ـــــــــــــــ
( )1أمير خالد عدلي ،المرجع السابق ،ص.32.
( )2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3القانون رقم ،11-84المرجع نفسه.
( )4العربي بلحاج ،أحكام التركات والمواريث على ضوء قانون األسرة الجديد ،المرجع السابق ،ص.ص.118.
التي دلت عليها المادة 42ق.أ.ج «:.أقل مدة الحمل ستة أشهر وأقصاها عشر أشهر.)1(».
9
المستحقون للميراث
-عدم وجود مانع من موانع الميراث :وهي القتل العمدي ،اللعان ،الردة ،اختالف الدين ،الزنا ،عدم
االستهالل حيا ،الشك في أسبقية الحياة التي سنتعرض إليها فيما يلي:
خامسا -موانع الميراث
الممنوع من اإلرث هو الشخص الذي توفر فيه سبب من أسباب اإلرث ،ولكنه اتصف بصفة سلبت عنه
أهلية اإلرث ،ويسمى هذا الشخص محروما من الميراث.
موانع الميراث جمعها الفقهاء في جملة"عش لك رزق" ،هناك من ذكرها المشرع الجزائري وهي القتل،
اللعان ،الردة ،واختالف الدين ،وهناك بعض الموانع األخرى لم يذكرها مثل:الرق ،الزنا ،عدم االستهالل
حيا .والتي سنفصل فيها فيما يلي :
_1القتل العمدي :إذا قتل الوارث مورثه فإنه ال يرث شيئا ،ألنه استعجل اإلرث بالقتل وهذا حسب القاعدة
التي تقول "من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه" ،والحكمة من أنه لو لم يمنع القاتل من الميراث
ألقدم األشخاص على قتل أقاربهم من أجل التركة وبذلك تسود الفوضى في األرض ،والقتل جريمة ولم يعهد
أن تكون الجريمة سببا في الحصول على النعمة.
وقد أخذ المشرع الجزائري برأي المالكية أن القتل المانع من الميراث هو القتل العمدي والعدواني"،سواء
مباشرة أو التسبيب أو التحريض" ،وهنا تكفي نية االعتداء بإزهاق الروح ظلما وعدوانا بغير حق وال عذر،
سواء حصلت الوفاة عند االعتداء أو بعد مدة من االعتداء ،والقاتل ال يحجب غيره من الميراث(.)2
حسب نص المادة 135ق.أ.ج «:يمنع من الميراث األشخاص اآلتية أوصافهم :قاتل المورث عمدا
وعدوانا سواء كان القاتل أصليا أو شريكا ،شاهد الزور الذي أدت شهادته إلى الحكم باإلعدام وتنفيذه ،العالم
بالقتل أو تدبيره إذ لم يخبر السلطات المعنية»(.)3
أما القتل الخطأ فإنه ال يمنع من الميراث ألن القاتل لم يكن يقصد القتل ،فينزع من نصيبه الدية والتعويض
ويحجب غيره من الميراث
حسب نص المادة « :137يرث القاتل خطأ من المال دون الدية أو التعويض»(.)4
-2اللعان :هو ما يحصل من مالعنة وحلف أمام القضاء بين الزوجين ،حين يقذف الزوج زوجته بارتكاب
الزنا و نفي الحمل منه ،لذا كان عيه أن يالعنها( ،)1بالطريقة التي أوضحها هللا في القرآن الكريم لقوله
ت باهلل إنه لَ ِمن ش َهادَة ُ أ َ َح ِد ِه ْم أ َ ْربَ ُع َ
ش َهد ِ تعالى﴿:والذينَ يَ ْر ُمونَ أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إال أ ْنفُسُ ُه ْم فَ َ
إن كانَ من الكاذبينَ [ ]7ويدرؤوا عنها العذاب أن تشهدَ أربع صا ِدقِينَ [ ]6والخمسة أَنَ لَ ْعنَتَ هللا َ
علَي ِه ْ ال َ
شهادات باهلل إنه لمن الكاذبينَ [ ]7والخمسة أن غضب هللا عليها إن كان من الصادقين ﴾(.)2
واللعان مانع من موانع الميراث وهذا النتفاء الزوجية ،ألن فرقة اللعان فرقة مؤبدة وهذا ما ذهب إليه
المشرع الجزائر في نص المادة 138ق.أ.ج «:.يمنع من اإلرث اللعان.)3( »...
-3الردة :هي خروج المسلم عن دينه ،وإعالن عن كفره ،وقد أجمع الفقهاء عن أن المرتد رجال كان أو أنثى
ال يرث غيره مهما كانت ديانته ،أما ميراث الغير من المرتد فهو جائز ،أما إذ أسلم المرتد بعد وفاة مورثه
فهو ال يرث ألن العبرة بوقت وفاة مورثه()4
وهذا ما نصت عليه نص المادة من 138ق.أ.ج «:.يمنع من اإلرث اللعان والردة.)5(».
-4اختالف الدين :ويسمى أيضا الكفر ،ولقد أجمع الفقهاء أن االختالف في الدين بين الوارث والمورث ،هو
مانع من موانع الميراث .أي ال يجوز التوارث بين المسلم والكافر( .)6لقوله صلى هللا عليه وسلم«:ال يرث
المسلم الكافر وال الكافر المسلم.)7(».
10
المستحقون للميراث
والعلة من المنع :على أن الميراث في اإلسالم هو تعاون وتناصر بين المسلمين وال نصرة بين الكافر
والمسلم ،لذا ال يرث المسلم الكافر وال الكافر المسلم(. )8
( )1العربي بلحاج ،الوجيز في شرح قانون األسرة الجديد ،الجزء الثاني"الميراث والوصية" ،د.ط ،.ديوان المطبوعات
الجامعية ،2002 ،ص.40.
( )2سورة النور ،اآليات .9-6
( )3القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )4عدلي أمير خالد ،المرجع السابق ،ص.35.
( )5القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )6مسعود الهاللي ،المرجع السابق ،ص.78.
( )7رواه البخاري ومسلم ومالك واحمد عن أسامة بن زيد ،صحيح البخاري ،نقال عن مسعود الهاللي ،المرجع نفسه،
ص.79.
( )8صالح ججيك ،الميراث في القانون الجزائري ،الطبعة األولى ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر،2002 ،
ص.24.
ودليل ذلك قوله تعالى ...﴿ :ولن يجعل هللا للكفرين على المؤمنين سبيال﴾(.)1
نالحظ أن المشرع الجزائري لم يذكر اختالف الدين كمانع من موانع الميراث كما فعل في ذكر الردة في
نص المادة138ق.أ.ج .وسكوت القانون ال يعني أنه تغافل عنه لكن عمال بالقاعدة التي قررها المشرع في
نص المادة 222ق.أ.ج « :.كل ما لم يرد النص عليه في هذا القانون يرجع فيه إلى أحكام الشريعة
اإلسالمية ،».لكن اختالف الدين ال يمنع الوصية حسب نص المادة200من ق.أ.ج «.تصح الوصية مع
اختالف الدين»(.)2
-5الزنا :ولد الزنا هو الذي حملت منه أمه عن طريق معاشرة غير شرعية ،وولد الزنا ال يثبت نسبه من
الرجل الذي زنت معه ،حتى ولو أقر هذا الرجل بنسب الطفل ،فال توارث بين ولد الزنا وهذا الرجل وال من
أقاربه وال يرثونه هم كذلك ،ويرث ابن الزنا من أمه فقط ألن نسبه منها محقق بالوالدة ويرث من أقاربها
ويرثون منه ،و المشرع الجزائري لم يشر صراحة على هذا المانع لكن نطبق نص المادة 222من قانون
األسرة السالفة الذكر.
-6عدم االستهالل حيا :وهو عدم نزول الجنين من بطن أمه حيا ،فإذا ولد ميتا فال ميراث له أما إذ ولد حيا
ولو لثانية واحدة ثم مات فإنه يرث ودليل حياته "حركة ،صرخة ،عطاس ،فتح عينيه أو التثاؤب )3(»...
وهذا ما نص عليه المشرع الجزائري في نص المادة «:134ال يرث الحمل إال إذ ولد حيا ،إذ استهل صارخا
أو بدت منه عالمة ظاهرة بالحياة)4(».
-7الشك في أسبقية الوفاة :إذا مات شخص أو أكثر في وقت واحد ،سواء في حادث واحد أو حوادث
متعددة ،وتوفرت فيهم أركان وشروط وأسباب الميراث ،فال يرث أحدهم اآلخر ،ألن التوارث مبني على
اليقين ال على الشك ،ومن صوره :الغرقى ،الهدمى ،الحرقى ،وموتى حوادث المرور(.)5
11
المستحقون للميراث
ونص عليها المشرع الجزائري في نص المادة «:129إذ توفى اثنان أو أكثر ولم يعلن أيهم هلك أوال
فال استحقاق ألحدهم في تركة اآلخر سواء كان موتهم في حادث واحد أم ال.)1(».
وفي األخير ما يمكن مالحظته أن من قام فيه مانع شرعي ،من مونع الميراث ،فإنه يعتبر كالميت في
حق الورثة ،فوجوده كعدمه فهو ال يرث وال يحجب غيره من الميراث.
ــــــــــــــــ
( )1القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
الفصل األول:
ميراث أصحاب الفروض والعصبة
12
المستحقون للميراث
لقد سبق لنا وأن ذكرنا بأن التركة تتعلق بها حقوق تتقدم على حق الورثة ولقد لخصها الفقهاء في كلمة
"تدوم" ،إذن بعد تصفية التركة من هذه الحقوق ،وإن بقي شيء من التركة يوزع على الورثة الذين ذكرهم
هللا في كتابه المقدس والدين أعطى لهم األولوية في الميراث عن بقية الورثة مثل ذوي األرحام الذين يرثون
في حالة انعدام الفئة األولى من الورثة ،وهو ما يستدعي أن نفصل فيهم في هدا الفصل ،إذ خصصنا المبحث
األول لدراسة أصحاب الفروض ،والمبحث الثاني للعصبة.
ــــــــــــــــــــــــــ
( )1القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
13
المستحقون للميراث
ــــــــــــــــــــــ
( )1بلحاج العربي ،الوجيز في شرح قانون األسرة الجزائري"،الميراث والوصية" ،المرجع السابق ،ص.71.
( )2سورة النساء ،اآلية .12
( )3القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )4سورة النساء ،اآلية12
( )5بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص.71.
14
المستحقون للميراث
ــــــــــــــــــ
( )1رمضان علي السيد الشرنباصي ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.103.
( )2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3سعيد بويزري ،المرجع السابق ،ص.33.
( )4سورة النساء ،اآلية12
( )5القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
15
المستحقون للميراث
ـــــــــــــــــــــ
( )1سورة النساء ،اآلية.11
( )2عبد الفتاح تقية ،المرجع السابق،ص.60
( )3القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )4منصور كافي ،المرجع السابق ،ص.63.
( )5سورة النساء ،اآلية.11
( )6القانون الرقم ،11-84المرجع السابق .
16
المستحقون للميراث
ترث بنت االبن نصف التركة في حالة انفرادها وعدم وجود عاصب لها وهو أخوها أي ابن ابن أو ابن
عمها ،وانعدام البنات الصلبيات.وبنات االبن األعلى منها درجة وكذلك األبناء الصلبيين للمتوفى جميع
أحوالهم ألنه يحجبها.
الحالة الثانية :الثلثين فرضا
ترث بنتي االبن فأكثر الثلثين من التركة وهذا في حالة تعددهن وإذا لم يكن للمتوفى ابن صلبي الذي
يحجبهن أو مجموع البنات الصلبيات ،أو البنات اإلبن األقرب منها درجة أو إبن اإلبن في درجتهن الذي
ّ
يعصبهن)1(.
المشرع الجزائري في نص المادة :02/147د« أصحاب الثلثين..... ّ وقد نص عليها
-بنتا اإلبن فأكثر بشرط عدم وجود ولد الصلب وإبن اإلبن في درجتها »)2(.
الحالة الثالثة :التعصيب
في هذه الحالة إذا كان معهن من يعصبهن ،وهو وجود اإلبن الذي في درجتهن قد يكون أخوهن أو إبن
ع ّمهن فيرثن للذكر مثل حظ األنثيين ،بشرط عدم وجود اإلبن الصلبي للمتوفى أو إبن اإلبن ألعلى منهن
درجة ،فإذا كان العاصب في درجة أدنى منها يعصبها في حالة ما إذا كانت محتاجة إليه فقط ،يعني إذا كانت
صاحبة فرض وغير محجوبة ،أي ينقذها من الحجب إذا كانت هناك مجموع البنات الصلبيات فال يبقى
شيء ،فترث للذكر مثل حظ األنثيين ويسمى بالقريب المبارك ،وهناك حالة أخرى أين تتعصب بنت اإلبن
مع إبن اإلبن لكن بدال من إنقاذها يحرمها من اإلرث ويسمى القريب المشؤوم ألن التركة استغرقت فلو كان
بدون عاصب لورثت فرضها كامال(.)3
ــــــــــــــــــــ
( )1مسعود الهاللي ،المرجع السابق ،ص.119.
( )2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3محمد مصطفى الشلبي ،المرجع السابق ،ص.147
ودليل ذلك قوله تعالى﴿:يوصيكم هللا في أوالدكم للذّكر مثل ّ
حظ األنثيين.)1(﴾...
ونصت عليه المادة 02/155ق.أ.ج «.العاصب بغيره هي كل أنثى عصبها ذكر وهي :بنت اإلبن مع أخيها،
أو إبن ع ّمها المساوي لها في الدرجة أو إبن إبن ع ّمها األسفل درجة شرط أن ال ترث بالفرض.)2(»...
الحالة الرابعة :السدس فرضا
ترث بنت االبن أو أكثر سدس التركة في حالة وجود بنت صلبية واحدة أو بنت ابن األعلى منها درجة
ور اثة النصف ،تكملة لثلثان ألن نصيب اإلناث ال يزيد عن الثلثان بشرط عدم وجود عاصب وال حاجب(.)3
والدليل القانوني لذلك نص المادة 5 /149ق.أ.ج «.أصحاب السدس ...بنت االبن ولو تعدّدت بشرط أن
تكون مع بنت واحدة وأن ال يكون معها ابن االبن في درجتها.)4(».
الحالة الخامسة :الحجب
تحجب بنت االبن أو أكثر باالبن الصلبي ،أو ابن االبن األعلى منها درجة ،وكذلك تحجب بالبنات
الصلبيات وبنات االبن األعلى منها درجة ،ألن من قواعد الحجب من أدلى إلى الميت بواسطة يحجب بتلك
الواسطة ألن نصيب اإلناث ال يتعدى الثلثان وقد استوفته البنات الصلبيات أو بنات اإلبن األعلى منها
درجة ،ولم يبقى شيء لبنات اإلبن ،إال في حالة وجود معصب لها.
الحالة السادسة :التنزيل
بنت اإلبن إذا مات أبوها في حياة مورثه وهو جدها أو جدتها ،فتكون لها وصية واجبة طبقا ألحكام
التنزيل الواردة في نص المادة 169إلى 172من ق.أ.ج ،.و لهذا الحفيد المحروم مثل نصيب أصله كما لو
كان حيا بشرط أن ال يتعدى الثلث ،وأن ال يكون هذا الجد قد أوصى لهم أو أعطى لهم في حياته ،وأن ال
يرثوا من أبيهم ،ويكون إرثهم للذكر مثل حظ األنثيين(.)5
17
المستحقون للميراث
ــــــــــــــــــــ
( )1سورة النساء ،اآلية.11
( )2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.88
( )4القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )5أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،مسائل األحوال الشخصية الخاص بالميراث والوصية والوقف
في الفقه والقانون والقضاء ،الطبعة األولى ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،2005 ،ص.155.
ــــــــــــــــــ
( )1محمد محده ،التركات والمواريث" ،دراسة مدعمة بالقرارات واألحكام القضائية"،الطبعة األولى ،دار الفجر للنشر
والتوزيع ،القاهرة ،2004 ،ص125.
( )2سورة النساء ،اآلية.11
( )3القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
18
المستحقون للميراث
األم شريطة عدم وجود الفرع الوارث،أو عدد من اإلخوة ،سواء كانوا أشقاء أو ألب،ألم ،ولو لم
يرثوا»(. )3
الحالة الثالثة :ثلث الباقي فرضا
ترث األم ثلث الباقي من التركة بعد فرض أحد الزوجين ،وهذا شرط أن يكون معها األب وأن ال
يكون معها فرع وارث مطلقا"ذكورا أو إناثا" مجتمعين أو منفردين ،وال جمع من اإلخوة واألخوات وتسمى
هذه المسألة بالمسألة الغراء أو المسألتين العمريتين أو الغراوين.
وتسمى بالعمريتين لقضاء سيدنا عمر بن الخطاب رضي هللا عنه اجتهادا منه وبموافقة جمع من الصحابة
حيث أعطى لألم ثلث الباقي بعد إخراج فرض أحد الزوجين بدال من ثلث التركة تتطابق الحصص النهائية
بينها وبين األب مع قاعدة " للذكر مثل حظ األنثيين" وسميتا بالغراوين ألنهما واضحتين ومشتهرتين،
وتكونان في الصورتين اآلتيتين(.)4
ـــــــــــــــــــ
( )1العربي بلحاج ،أحكام التركات والمواريث على ضوء قانون األسرة الجديد ،المرجع السابق ،ص.173.
( )2سورة النساء ،اآلية.11
( )3قانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )4زبيدة اقروفة ،المرشد المعين في علم الفرائض ،دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2011،ص.37.
المسألة األولى:
6 أصل المسألة 2
المسألة الثانية:
01 01سهم ¼التركة زوجة
أم
19
المستحقون للميراث
ما يمكن أن نقوله عن هذه المسألة أنه لو ورثنا األم ثلث التركة لصار نصيبها ضعف نصيب األب،
وهذا ال يتفق مع قاعدة الذكر يرث ضعف األنثى ،ثم إن اآلية المستدل بها في توريث األم بثلث التركة مفيدة
بشرطين:
-عدم وجود الولد للمتوفى.
-انفراد األبوين بالميراث(.)1
ـــــــــــــــــــــــ
وإذا لم يتوفر الشرطين ،يرجع إلى األصل العام في ميراث الذكور واإلناث إذا كانوا في درجة واحدة
أي"للذكر مثل حظ األنثيين ،لذا فلو ورثنا األم الثلث بعد أصحاب الفروض فإن نصيبها يكون أكثر من
نصيب األب واألصل أن الذكر يأخذ ضعف األنثى إذا كانا في درجة واحدة فاالبن يأخذ ضعف البنت كذلك
األب يأخذ ضعف األم ألنهما ذكر وأنثى وفي درجة واحدة وال تكون هذه القاعدة إال في المسألة العمرية(.)1
ونص عليها المشرع الجزائري في نص المادة177من ق.أ.ج .تحت عنوان مسألة الغراوين «:إذا
اجتمعت زوجة وأبوان ،فللزوجة الربع ،ولألم الثلث الباقي ،وهو الربع ،ولألب الباقي ،فإذا اجتمعت زوج
وأبوان فللزوج النصف ولألم ثلث الباقي ،وهو السدس ،وما بقي لألب »(.)2
الفرع الثاني :ميراث األب
المقصود باألب هو أب المتوفى الحقيقي أي ينسب إليه بدون واسطة واألب ال يحجب أبدا من
الميراث ،غير أن نصيبه في التركة يختلف نظرا لوجود الفرع الوارث للمتوفى ذكرا أو أنثى وعدم وجوده،
لذا يكون ميراثه تارة بالفرض وتارة بالتعصيب وقد يكون بالفرض والتعصيب معا .لذلك فلألب ثالث
حاالت:
الحالة األولى :السدس فرضا
وميراث األب السدس مشروط بوجود الفرع الوارث المذكر سواء كان ابنا صلبيا مباشرا للمتوفى أو
ابن ابن مهما نزل .حيث هذا الفرع الوارث المذكر ينقل األب من اإلرث بالتعصيب إلى اإلرث بالفرض(.)3
ودليل ذلك قوله تعالى ...﴿:وألبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه
أبواه فألمه الثلث )4(﴾...
ترجح جهة البنوة عن جهة األبوة ،لذلك فاألب ال يرث في هذه الحالة بالتعصيب ألن االبن سبقه إليها لذا
يرث السدس فرضا ال تعصيبا.ألن االبن أولى منه بالعصوبة(.)5
ـــــــــــــــــــــــ
( )1رمضان علي السيد الشرنباصي ،المرجع السابق ،ص.84.
( )2القانون رقم ،11-84المرجع السابق ،ص.84.
( )3العربي بلحاج ،الوجيز في شرح ق.أ.ج ،.المرجع السابق ،ص.83.
( )4سورة النساء،اآلية 11
( )5أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.143.
أما دليل ذلك في القانون نص المادة149من ق.أ.ج«:.أصحاب السدس...األب بشرط وجود الولد،أو ولد
االبن ذكرا كان أو أنثى »()1
الحالة الثانية :السدس فرضا والباقي تعصيبا
يرث األب السدس من التركة فرضا +الباقي تعصيبا بشرط وجود الفرع الوارث المؤنث وهي البنت
الصلبية للمتوفى أو بنت االبن مهما نزلت ،وميراث األب في هذه الحالة يكون بالفرض والتعصيب معا،
20
المستحقون للميراث
لكن إذا لم يبقى من التركة شيء بعد أصحاب الفروض يأخذ بالفرض فقط دون التعصيب أما إذا بقي شيء
فيأخذ فرضا وتعصيبا ألنه أقرب رجل بالمتوفى(.)2
يقول هللا تعالى...﴿:وألبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد)3(﴾...
الحالة الثالثة :التعصيب فقط
يرث األب في هذه الحالة بالتعصيب فقط ،إذا لم يكن للميت فرع وارث مطلقا ذكرا كان أو أنثى فيأخذ
الباقي بعد أصحاب الفروض يستأثر بكل التركة إذا كان منفردا،
ودليل إرث األب تعصيبا ما نص عليه المشرع الجزائري في المادة152من ق.أ.ج« :.العاصب بنفسه هو
كل ذكر ينتمي إلى الهالك بواسطة ذكر»
والمادة 153ق.أ.ج.التي تنص «:العصبة بالنفس أربع جهات...جهة األبوة وتشمل األب والجد الصحيح
مهما عال مع مراعاة أحوال الجد»
وأوضحت نص المادة 150من ق.أ.ج «: .العاصب هو من يستحق التركة كلها عند انفراده ،لو بقي
منها بعد أخذ أصحاب الفروض حقوقهم ،وإن استغرقت الفروض فال شيء له »(.)4
ــــــــــــــــــــــــ
( )1القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )2منصور كافي ،المرجع السابق ،ص.72
( )3سورة النساء ،اآلية.11
( )4القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
21
المستحقون للميراث
ويرثون للذكر مثل حظ األنثى أي بالتساوي شريطة انعدام من يحجبهم وهم فروع الميت مطلقا
واألصل المذكر مهما عال ،وإعطاء األخ ألم أو األخت ألم منفردا السدس مأخوذا من نصيب األم التي أولى
بها حيث ال يعقل أن يأخذ أكثر من أمه ،أما الثلث عند تعددهم فهو الحد األقصى لإلخوة ألم فيأخذونه مهما
بلغ عددهم ويقتسمونه بالتساوي ،ال يفرقون بين الذكر واألنثى فيرثون للذكر مثل حظ األنثى ألن تفضيل
الذكر عن األنثى يكون في اإلرث بالتعصيب واألخوة ألم ليسوا بعصبة بل يرثون بالفرض دائما ،والشركاء
عند عدم بيان أنصبتهم تكون أنصبتهم بالتساوي(.)1
وما يمكن مالحظته أن هذا الثلث ال يستقل به أوالد األم وحدهم في جميع األحوال بل هناك حالة أين
يقتسمون نصيبهم مع اإلخوة األشقاء أو معهم شقيقات ألن في هذه المسألة تستغرق التركة بعد أن قسمت
على أصحاب الفروض والعصبة ،ولم يبقى لألخوة ألم شيء من التركة(.)2
مثال:ماتت امرأة عن زوج وأم وأخوين ألم وأخوين شقيقين ففي هذه المسألة يأخذ الزوج النصف وتأخذ
األم السدس ويأخذ اإلخوة ألم الثلث وبذلك لم يبقى لإلخوة األشقاء شيء من التركة ،وفي هذه الحالة يقسم
هذا الثلث بين األخوة ألم واألخوة األشقاء بالتساوي ألنه ال يمكن حرمان اإلخوة األشقاء ألن قرابتهم أقوى
من قرابتهم اإلخوة ألم وتسمى هذه المسألة بالمسألة المشتركة أو بالمسألة الحجرية(.)3
ودليل ذلك ما نصت عليه المادة«:2/148أصحاب الثلث ...اإلخوة ألم بشرط انفرادها عن األب ،والجد
ألب ،وولد الصلب،وولد االبن ،ذكرا كان أو أنثى»()4
الحالة الثالثة :الحجب
يحجب اإلخوة ألم من الميراث إذا وجد األصل الوارث المذكر وهو األب والجد مهما عال وبالفرع
الوارث مطلقا فال يرثون مع البنت أو االبن مهما نزلت درجتهم ،واستثناء عن القاعدة العامة التي تقضي:
أن كل من يدلي إلى الميت بشخص ال يرث مع وجود ذلك الشخص،فإن اإلخوة ألم في هذه الحالة ال
يحجبون باألم ألنه لو حجبتهم لوقع الغبن عليهم ،حيث يرث اإلخوة ألب دونهم ألن األم ال تحجب اإلخوة
ألب (.)5
22
المستحقون للميراث
األخت الشقيقة هي كل أنثى شاركت الميت في أصله ،أي من أبيه وأمه جميعا ،ويسمى اإلخوة األشقاء
أو األخوات الشقيقات أوالد األعيان ،لقوة قرابتهم من الميت ألنهم يشتركون في األب و األم ،يعني
بواسطتين( ،)1واألصل في توريث األخوات الشقيقات قوله تعالى ﴿:يستفتونك قل هللا يفتيكم في الكاللة إن
امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما
الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجاال ونساء فللذكر مثل حظ األنثيين.)2(﴾...
ما استخلصه الفقهاء من اآلية الكريمة أن المراد باألخت هي األخت الشقيقة أو األخت ألب ،وال يقصد
بها األخت ألم ،ألن اإلخوة ألم يرثون بالفرض فقط ،وال تكون األخت ألم عصبة مع األخ ألم ،حيث يشترط
في العاصب أن ال تكون الواسطة بينه وبين الميت أنثى فقط ،واألخ ألم الواسطة بينه وبين الميت األم فقط
لذا فإنه ال يكون عاصبا وفي اآلية الكريمة جعل باألخت الشقيقة أو ألب وباألخ الشقيق أو ألب عصبة
وقد بينت اآلية الكريمة أن األخت الشقيقة ترث نصف التركة عند انفرادها والثلثان عند التعدد وترث
عصبة بالغير مع أخيها أو إخوتها الذكور"للذكر مثل حظ األنثيين" وترث األخت الشقيقة أيضا عصبة مع
الغير"البنت الصلبية"أما الحالة الخاصة فترث مع األخوة الذكور واإلناث مع الجد وفقا لجمهور الفقهاء،كما
أنها تشارك اإلخوة ألم في الميراث في المسألة المشتركة()3
لذلك فإنه تكون لألخت الشقيقة سبع حاالت تأتي كاآلتي:
الحالة األولى :النصف فرضا
ترث األخت الشقيقة نصف التركة في حالة انفرادها عمن يساويها لكن بشرط انعدام معصب لها وهو
أخوها المساوي لها في الدرجة وقوة القرابة وانعدام الفرع الوارث مطلقا ،البنت وبنت االبن وإن نزلت،
وانعدام األصل المذكر المباشر وانعدام من يحجبها كاالبن الصلبي ،وابن االبن ،واألب والجد(.)4
( )1أحمد فرج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.181.
( )2سورة النساء ،اآلية .176
( )3رمضان علي السيد الشرنباصي ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.ص.142-141.
( )4العربي بلحاج ،أحكام التركات والمواريث على ضوء قانون األسرة الجديد ،المرجع السابق ،ص.212.
ودليل ذلك قوله تعالى... ﴿:يستفتونك قل هللا يفتيكم في الكاللة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها
نصف ما ترك)1(﴾...
نص المشرع على هذه الحالة في المادة 4/144ق.أ.ج «:.أصحاب النصف...األخت الشقيقة بشرط
إنفرادها وعدم وجود الشقيق و األب وولد الصلب ،وولد اإلبن ذكرا أو أنثى ،وعدم الجد الذي
يعصبها»(.)2
الحالة الثانية:الثلثين فرضا
ترث األخوات الشقيقات ثلثي التركة في حالة وجود أختين أو أكثر ولم يكن لهن أخ شقيق فأكثر،ألنه
يعصبهن عصبة بالغير ،وال من يتعصبن به عصبة مع الغير كالبنت الصلبية وبنت االبن مهما نزلت وانعدام
الحاجب كاالبن واألب(.)3
قال هللا تعالى... ﴿:وإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك)4(﴾...
نالحظ من خالل اآلية الكريمة أن ميراث األخت الشقيقة الثلثان في حالة كونهما اثنتين ،غير أن السنة
النبوية بينت حكم ميراث األكثر من االثنتين ،حيث يكون فرضهن الثلثان كفرض االنثيين،
وعلى ذلك يكون هللا سبحانه وتعالى في القرآن قد صرح لألخوات باالثنتين وفي البنات بما فوقهما ليعلم حال
األختين وحال البنتين ،ومن حال البنات حال األخوات(.)5
لذلك فهو من غير المعقول أن يكون فرض األختين أقل من الثلثين ،كما ال يجوز أن يتعدى فرضهن
أكثر من ذلك ألن فرض البنات وهن أقرب إلى الميت من األخوات ال يزيد عن الثلثين ،لذلك فرض
األخوات ال يجب أن يتعدى الثلثين ،وقد نص على ميراث األخوات الشقيقات ق.أ.ج .في
23
المستحقون للميراث
المادة «:3/147أصحاب الثلثين ...الشقيقتان فأكثر بشرط عدم وجود الشقيق الذكر،أو ألب أو ولد
الصلب»(.)6
ــــــــــــــــــــ
( )1محمود عبد هللا بخيت ،محمد غفلة العلي ،الوسيط في فقه المواريث ،الطبعة األولى ،دار الثقافة للنشر
والتوزيع،عمان،2005،ص.70
( )2سورة النساء ،اآلية 176
( )3القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )4رمضان علي السيد الشرنباصي ،المرجع السابق ،ص.145.
أما المسألة المشتركة فتكون كاآلتي:
زوج :النصف النعدام الفرع الوارث
أم :السدس لوجود جمع من اإلخوة ألم وأشقاء
24
المستحقون للميراث
ـــــــــــــــــــــــــ
( )1رمضان علي السيد الشرنباصي ،المرجع السابق،ص.ص.109-108 .
( )2قانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.100 .
واألخت الشقيقة إذا صارت عصبة مع الغير أصبحت منزلة األخ الشقيق في الحجب ال في الميراث
فتحجب من بحجبه األخ الشقيق ،فتحجب من أصحاب الفروض :األخت ألب وال تحجب األخ ألم وال
األخت ألم ،وتحجب من العصبات :األخ ألب وابن األخ ألب وابن األخ الشقيق وتحجب جهة العمومة كلها،
عم شقيق ،عم ألب ،ابن عم شقيق وابن عم ألب مهما نزلوا.
وما يمكن مالحظته أن ميرا ث األخت الشقيقة فأكثر عصبة من الفرع الوارث المؤنث" البنت وبنت
البن مهما نزلت" ال يزيد هذا الباقي عن نصف التركة بعد أصحاب الفروض وإذا كان هناك ورثة ال
يحجبونها وال يعصبونها فإن األخت الشقيقة ال ترث شيئا.
إذا استوفى أصحاب الفروض كل التركة مثل أن يكون زوج وأم وبنت و بنت ابن وأخت شقيقة ف:
الزوج :يرث الربع لوجود الفرع الوارث.
البنت:النصف النفرادها وعدم وجود معصب
بنت االبن:السدس تكملة للثلثين لوجود البنت الصلبية
األخت الشقيقة :عصبة مع الغير ونالحظ أن السهام أكثر من التركة لذا فال ترث شيئا(.)1
وقد نصت المادة 156من ق.أ.ج .على إرث األخت ش عصبة مع الغير«:األخت الشقيقة أو ألب وإن
تعددت عند وجود واحدة فأكثر من بنات الصلب أو بنات االبن بشرط عدم وجود األخ المساوي لها في
الدرجة ،أو الجد»()2
الحالة السادسة:الحجب
25
المستحقون للميراث
تحجب األخت الشقيقة حتى وإن كان معها األخ الشقيق بالفرع الوارث المذكر وهو االبن الصلبي
للمتوفى أو ابن االبن مهما نزل ،وتحجب كذلك باألصل وهو األب أما الجد فال يحجبها بل ترث معه(،)3
ودليل ذلك قوله تعالى ﴿:إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك)4(﴾...
( )1أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.169.
( )2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3فشار عطا هللا ،المرجع السابق ،ص.110.
( )4سورة النساء ،اآلية .176
من خالل اآلية الكريمة نستخلص أن ميراث األخت الشقيقة مرتبط بعدم وجود فرع وارث مذكر
للمتوفى لقوله ولد ،أما إذا كان له ولد فال ترثه والمراد بالولد في هذه اآلية الكريمة هو االبن وابن االبن ولم
تشمل هذه اآلية البنت وبنت االبن ألن السنة النبوية بينت أن األخت ترث مع البنت أو بنت االبن مهما نزلت
درجتها بطريق التعصيب "عصبة مع الغير"
أما حجب األخت الشقيقة واإلخوة األشقاء باألب فقد ثبت بإجماع المجتهدين حسب القاعدة التي
تقول":أن كل من يدلي للميت بشخص ال يرث مع وجود ذلك الشخص (.)1
وقد وردت هذه الحالة في نص المادة 164من ق.أ.ج «:.يحجب كل من األب واالبن وابن االبن وإن نزل
األخت الشقيقة.)2(»...
الفرع الثالث :ميراث األخوات ألب
األخوات ألب هي كل أنثى وهي أخت الميت من طرف األب ،فهن من أمهات مختلفة(.)3
ودليل ميراثهن قوله تعالى ﴿:يستفتونك قل هللا يفتيكم في الكاللة أن امرؤ هلك وله ولد وله أخت فلها نصف
ما ترك.)4(﴾...
لقد أجمع الفقهاء أن المراد أن المراد باألخت في هذه الحالة يشمل األخوات الشقيقات وكذلك األخت ألب
أو األخوات ألب عند عدم وجود الشقيقات.واألخوات ألب يرثن كما يلي:
الحالة األولى :النصف فرضا
ترث األخت ألب نصف التركة نصف التركة إذا كانت لوحدها ولم يكن معها معصب وهو أخوها أي
األ خ ألب التي تعصب معه عصبة بالغير ،وعدم وجود الفرع الوارث المؤنث"البنت وبنت االبن مهما
نزلت" التي تتعصب معهن عصبة مع الغير ،ولم يكن معها أخت شقيقة وانعدام من يحجبها وهو األخ
الشقيق والفرع المذكر وإن نزل"االبن وابن االبن" وكذلك باألب(.)5
ـــــــــــــــــ
( )1العربي بلحاج ،الوجيز في شرح ق.أ.ج ،.الميراث والوصية ،المرجع السابق ،ص.108 .
( )2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3فشار عطا هللا ،المرجع السابق ،ص.112.
( )4سورة النساء ،اآلية.176
( )5يوسف بن طالب الرفاعي "أبو عاصم""،قدم له الشيخ إبراهيم شقرة" ،المرجع السابق ،ص.53.
26
المستحقون للميراث
ودليل ارث األخت ألب هو نفسه دليل ارث األخت الشقيقة ،كما انعقد القياس واإلجماع على أن
األخوات ألب كالشقيقات عند عدم وجودهن مع البنت وبنت االبن .وفي هذه الحالة تحل األخت ألب محل
األخت الشقيقة.
وقد نص ق.أ.ج .على ذلك في المادة«:5/144أصحاب النصف...األخت ألب،بشرط انفرادها عن األخ
واألخت ألب ،وعما ذكر في الشقيقة»(.)1
الحالة الثانية :الثلثان فرضا
إذا خلف المتوفى أختين ألب أو أكثر فإن نصيبهن الثلثان ،لكن بشرط غياب العاصب وهو أخوها"األخ
ألب" والفرع الوارث المؤنث واألخت الشقيقة والحاجب(.)2
والدليل على ميراثها في هذه الحالة قوله تعالى...﴿:فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك.)3(﴾...
وقد نص عليها ق.أ.ج .في المادة «:4/147أصحاب الثلثين ...األختان ألب فأكثر بشرط عدم وجود األخ ألب
ومن ذكر في األخت الشقيقة»(.)4
الحالة الثالثة :السدس فرضا
األخت ألب ترث السدس من التركة إذا كانت منفردة أو أكثر مع األخت الشقيقة الواحدة التي ترث
النصف ،وهذا تكملة للثلثين إذا لم يكن معها أخ ألب يعصبها وال فرع وارث مؤنث وال حاجب ،فهي كبنت
االبن مع البنت ،فتعتبر حينئذ صاحبة فرض تستحقه من التركة مهما زادت الفروض عن أصل التركة،
والدليل على ميراث األخوات ألب السدس من التركة مع األخت الشقيقة الواحدة ،فهو أن فرض البنات في
كتاب هللا تعالى ال يتعدى الثلثين ،وقد أخذت األخت الشقيقة النصف واألخت ألب السدس ،كما تأخذ بنت
االبن السدس مع البنت الصلبية تكملة للثلثين(.)5
وقد وردت هذه الحالة في نص المادة 6/149من ق.أ.ج«.أصحاب السدس ...األخت ألب ولو تعددت
بشرط أن تكون مع شقيقة واحدة وانفرادها عن األخ ألب ،واألب والولد ذكرا كان أو أنثى»)6(.
27
المستحقون للميراث
ترث األخت ألب أو األخوات ألب عصبة مع الغير إذا وجد معها فرع وارث مؤنث بنت أو بنت ابن
مهما نزلت ،سواء انفردت أو تعددت البنت الصلبية أو بنت االبن أو مع البنت وبنت االبن معا ،سواء انفردا
أو تعددا فترث عندئذ األخت ألب أو أكثر مما تبقى من التركة بعد أصحاب الفروض ،فيرث الفرع نصيبهن
فرضا ،وإذا لم يبقى شيء من التركة فال ترث شيئا ،وفي حالة التعدد يقسمن نصيبهن بالتساوي ،لكن
شريطة انعدام األخت الشقيقة ألنها لو وحدت فتعصب هي مع الفرع الوارث المؤنث بدال من األخت ألب
ألنها األقوى منها درجة.وانعدام األخ ألب العاصب لها .وانعدام الحاجب ،في هذه الحالة تصير كاألخ ألب
إرثا وحجبا ،فتحجب ابن األخ الشقيق ،العم الشقيق ،العم ألب ابن العم الشقيق ،ابن العم ألب(.)4
ــــــــــــــــــــ
( )1حسين بن آث ملويا ،المنتقى في قضاء األحوال الشخصية ،الجزء األول ،د.ط ،.دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع،
الجزائر ،2005 ،ص.708.
( )2سورة النساء ،اآلية.176
( )3القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )4رمضان علي السيد الشرنباصي ،المرجع السابق ،ص.172.
ونصت على هذه الحالة المادة156من ق.أ.ج« :.العاصب مع غيره:األخت الشقيقة أو ألب تعددت عند
وجود واحدة فأكثر من بنات الصلب أو بنات االبن بشرط عدم وجود األخ المساوي لها في الدرجة أو
الجد» .وكذلك نصت المادة 157ق.أ.ج« :.ال تكون األخت ألب عاصبة إال عند عدم وجود أخت شقيقة»(.)1
الحالة السادسة :الحجب
تحجب األخت ألب من الميراث حجب حرمان عند وجود الفرع الوارث المذكر"االبن وابن االبن مهما
نزل".كما تحجب باألب وباألخ الشقيق ألنه أقوى منها درجة ،وتحجب أيضا باألخت الشقيقة العاصبة مع
الغير فتصبح مثل األخ الشقيق في الحجب ،وباألختين الشقيقتين فأكثر إال في حالة وجود أخ ألب معها الذي
يعصبها ويسمى باألخ المبارك؛ إال أنها ال تحجب بالجد ألنه يعصبها( ،)2ودليل ذلك في القرآن ما سبق
استدالله في األخت الشقيقة .
وهذا ما نصت عليه المادة 164من ق.أ.ج «:.يحجب األخت ألب كل من األب ،واالبن ،وابن االبن وإن
نزل ،واألخ الشقيق ،واألخت الشقيقة إذا كانت عاصبة مع غيرها ،واألختين الشقيقتين إذا لم يوجد أخ
ألب»(.)3
ــــــــــــــــــــ
( )1قانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )2العربي بلحاج ،أحكام التركات والمواريث على ضوء قانون األسرة الجديد ،المرجع السابق ،ص.220.
( )3القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
28
المستحقون للميراث
ـــــــــــــــــ
( )1هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.90.
( )2ناصر سلمان ،سعاد سطحي ،أحكام المواريث في الفقه اإلسالمي ،الطبعة األولى ،دار الفجر للطباعة والنشر،
الجزائر ،2007،ص.95.
علي المتوفى
يوضح هذا المخطط الجدة الصحيحة والجدة غير الصحيحة
29
المستحقون للميراث
الجدة الصحيحة":زينب" هي جدة صحيحة لعلي المتوفى ألنها أم أم ،سعاد جدة صحيحة أيضا لعلي
ألنها أم أم أم (ولم يتوسطها جد فاسد) ،فاطمة جدة غير صحيحة لعلي ألنها أم أب األم(يتوسطها جد
رحمي) ،مريم جدة صحيحة لعلي ألنها أم أم األب وكذلك رقية هي جدة صحيحة ألنها أم أب األب
وهناك جدة أخرى و هي ذات قرابتين ،وتتحقق إذا تزوج شخص من بنت عمته أو بنت خالته فهذه الجدة
ترث في كلتا الحالتين أي من جهتين(.)1
وللجدة الصحيحة في الميراث حالتين:
الحالة األولى :السدس فرضا
ترث الجدة الصحيحة في هذه الحالة السدس من التركة في حالة انعدام األم التي تحجبها من الميراث
سواء كانت جدة أموية أو أبوية سواء كانت واحدة أو أكثر فإذا كانت واحدة فتستأثر بالسدس أما إذا كانت
متعددة فيقتسمن السدس بالتساوي بينهن لكن بشرط التساوي في الدرجة من الجدتين ما لم تحجب إحداهما
األخرى وانعدام األب الذي يحجب الجدة األبوية دون األموية وكذلك الجد(.)2
ــــــــــــــ
( )1عبد القادر بن عزور ،سلمان ولد خسال ،أحكام الميراث والهبة والوصاية والوقف ،الطبعة الثانية ،قرطبة للنشر
واإلشهار ،الجزائر ،2013،ص.75.
( )2أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.164.
وقد ثبت ميراث الجدة في السنة النبوية واإلجماع ولم يرد إرثها في القرآن الكريم ،عن قبيصة بن
ذؤيب قال «:جاءت الجدة إلى أبي فسألته ميراثها فقال :مالك في كتاب هللا شيء ،وما علمت لك في سنة
رسول هللا "ص" شيئا ،فارجعي حتى أسأل الناس ،فسأل الناس :فقال المغيرة بن شعبة :حضرت رسول هللا
"ص" ،أعطاها السدس ،فقال :هل معك غيرك؟ فقال محمد بن مسلمة األنصاري مثلما قال المغيرة بن شعبة
فقال لها أبو بكر،فقال :ثم جاءت الجدة األخرى إلى عمر فسألته ميراثها ،فقال ما لك في كتاب هللا شيء،
ولكن هو ذاك السدس فإن اجتمعتا ،فهو بينكما ،وأيكما خلت به فهو لها»)1(.
أما المشرع الجزائري فقد نص على ميراث الجدة في المادة 4/149ق أج«:أصحاب السدس سبعة
هم ...الجدة سواء ألب أو ألم وكانت منفردة ،فإن اجتمعت جدتان وكانتا في درجة واحدة قسم السدس
بينهما بالتساوي ،أو كانت التي ألم أبعد فإن كانت هي األقرب اختصت بالسدس»)2(.
الحالة الثانية :الحجب
تحجب الجدة حجب حرمان ب:األم :تحجب األم الجدة سواء كانت أموية كأم األم أو أبوية كأم األب أو
من جهتهما معا أي الجدة ذات القرابتين ،ألن إرث الجدة سبب األمومة وعند إتحاد السبب يقدم األقرب
والقاعدة تقضي أن كل من يدلي إلى الميت بواسطة ال يرث مع تلك الواسطة ،فإذا استوفت األم فرضها فإنه
ال يبقى للجدة شيء ألن نصيب األمهات قد استوفي أما عن حجب األم للجدة األبوية رغم أنها ال تدلي إلى
الميت باألم لكنها ترث بسبب األمومة وعند اتحاد السبب يقدم األقرب وهي األم.
باألب :يحجب األب الجدة األبوية فقط دون الجدة األموية ألنها ال تدلي له بواسطة حتى الجدة ذات القربتين
فال يحجبها األب باعتبارها جدة األم فهي ترث بسبب األمومة
الجد :يحجب الجد الصحيح الجدة األبوية التي تدلي إلى الميت به مثل أم أب األب مع أب األب فال ترث مع
وجوده ألنه أقرب منها درجة ،ل كنه ال يحجب الجدة األموية ألنها ال تدلي له بواسطة وترث معه مثل أم أم أم
و أم أب األب وهذا الختالف سبب إرث كالهما فهي ترث باألمومة وهو يرث باألبوة(.)3
30
المستحقون للميراث
ـــــــــــــــــ
( )1رواه ابن ماجة وادرقطاني ،نقال عن سعيد بويزري ،المرجع السابق،ص.60.
()2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
()3هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.95.
31
المستحقون للميراث
-تأخذ األم إذا كانت مع أحد الزوجين واألب الثلث الباقي بعد نصيب أحد الزوجين ،لكنها ال تأخذ هذا
النصيب في حالة وجود الجد مع أحد الزوجين فهي تأخذ ثلث التركة
-األ ب يحجب اإلخوة واألخوات مطلقا لكن الجد يرث معهم إال اإلخوة ألم فهو يحجبهم(.)1
الحالة الرابعة :الحجب
يحجب الجد حجب حرمان بوجود األب والجد القريب يحجب الجد البعيد فال يرث شيئا.
الحالة الثانية:عند وجود اإلخوة واألخوات األشقاء أو ألب ،ولها وضعان
الوضع األول :اجتماع الجد مع اإلخوة واألخوات"األشقاء أو ألب مع انعدام صاحب فرض وانعدام
األب ،في هذا الوضع يرث الجد هنا بفرضين :ثلث التركة أو المقاسمة مع اإلخوة واألخوات بالتعصيب
للذكر مثل حظ األنثيين؛ فيورث بأفضل الفرضين.
اإلخوة ألب عندما يجتمعون مع جمع اإلخوة األشقاء ال يرث الجد بالمقاسمة بل يرث الثلث ألنه النصيب
األوفر له رغم أن األخ ألب محجوب باألخ الشقيق(.)2
مثال :توفي عن:
جد :ثلث التركة ألنها األوفر له
2اخ ألب :محجوبان باألخ الشقيق
أخ شقيق :الباقي تعصيبا
ـــــــــــــــــــــ
( )1أحمد فراج حسين ،محمد كمال الدين إمام ،المرجع السابق ،ص.170.
( )2عبد الفتاح تقية ،المرجع السابق ،ص.73.
عند اجتماع الجد مع اإلخوة األشقاء واإلخوة ألب فإن اإلخوة جميعا يعدون على أنهم من نوع واحد
رغم أن اإلخوة األشقاء يحجبون اإلخوة ألب ،وهذا إضرارا بالجد وإنقاصا من نصيبه من الميراث.
الوضع الثاني :اجتماع الجد مع اإلخوة واألخوات الشقيقات أو ألب مطلقا ويكون معهم أصحاب
فروض وانعدام األب فيرث إما بالمقاسمة أو بالثلث الباقي بعد أصحاب الفروض أوالسدس
إال أنه يشترط في ميراث الجد أن ال ينقص نصيبه عن السدس في كل األحوال فإذا لم يبقى بعد أصح اب
الفروض السدس أو أقل منه أو لم يبق شيء ،ففي هذه الحالة يرث الجد السدس ويحرم اإلخوة باتفاق
الفقهاء( . )1أما دليل ميراثه في كال الوضعين ما نصت عليه المادة 158من ق.أ.ج« :.إذا اجتمع الجد
العاصب مع اإلخوة األشقاء أو مع اإلخوة ألب ذكورا أو إناثا أو مختلطين ،فله األفضل من ثلث جميع
المال أو المقاسمة ،وإذا اجتمع مع اإلخوة وذوي الفروض فله من:
-1سدس جميع المال
-2ثلث ما بقي بعد ذوي الفروض
-3مقاسمة اإلخوة كذكر منهم»(.)2
المسألة االكدرية :سميت هده المسألة باألكدرية ألنها كدرت على زيد بن ثابت رضي هللا عنه مذهبه و
قيل ألنها وقعت المرأة من بني اكدر ،حيث األصل إذا اجتمع الجد مع األخت ألب أو األخت الشقيقة
دون األخت ألم ألنه يحجبها في مسألة واحدة ال يفرض لألخت نصيب فمن مات عن زوج الذي يرث
النصف و األم الوارثة الثلث و لم يبقى إال السدس فيفرض للجد ألنه حسب القاعدة السالفة الذكر ال يجب
أن ينقص نصيب الجد عن سدس التركة و هذا السدس ال تشاركه فيه األخت كي ال ينقص نصيبه فال
تأخذ شيئا من التركة و هذا إجحاف في حقها ,لكن ليس هناك سبب لسقوطها من الميراث ،لذا استثنى
زيد هده المسألة عن القاعدة العامة ،ففرض لألخت النصف فعالت المسألة من ستة إلى تسعة و ضم
سهام األخت إلى الجد ثم تقسم بينهما طبقا لقاعدة للذكر مثل حظ األنثيين ،ثم يصبح أصل المسألة الجديد
32
المستحقون للميراث
بعد التصحيح 27فكان للزوج تسعة سهام و لألم ستة و للجد ثمانية و لألخت الشقيقة أو ألب أربع
سهام(.)3
ـــــــــــــ
( )1سعيد بويزري ،المرجع السابق ،ص.67.
( )2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3سعيد بويزري ،المرجع السابق ،ص.68.
9/6
في هذه المسألة يفرض للجد السدس ألنه أفضل من المقاسمة و الذي يساوي ثلثي السدس و من الثلث
الباقي و الذي يساوي ثلث السدس ,و يفرض لألخت النصف.
لكن بعد ضم سهام الجد مع األخت يكون المجموع أربع سهام,فال تقبل القسمة على عدد الرؤوس و هو
ثالثة .فنصحح االنكسار في ضرب كل المسألة فيصبح نصيب الزوج تسعة و األم ستة و للجد ثمانية "ناتج
ضرب ,2 × 4و لألخت أربعة سهام(.)1
وقد نص ق.أ.ج .على هذه المسألة في المادة «:175ال يفرض لألخت مع الجد في مسألة إال في
األ كدرية ,و هي:زوج,أم ,أخت شقيقة أو ألب و جد ،فيضم الجد ما حسب له إلى ما حسب لها ,و يقسمان
للذكر مثل حظ األنثيين ،أصلها من ستة و تعول إلى تسعة ,و تصح من سبعة و عشرين ,للزوج تسعة و
لألم ستة ،و لألخت أربعة ،و للجد ثمانية »(.)2
المبحثّالثانيّ:ميراثّالعصبةّ
بعد أن تصفى التركة من كل مستحقاتها ،وتحقق أسباب وأركان وشروط الميراث ،وانتفاء موانعه،
توزع هده التركة على مستحقيها حسب درجتهم في اإلرث ،فدرسنا في المبحث األول ميراث أصحاب
الفروض في الدرجة األولى وسندرس في المبحث الثاني ميراث العصبة ألنهم يأتون في المرتبة التالية لهم.
33
المستحقون للميراث
والذي سنتطرق لتعريفهم في المطلب األول ،والدليل على إرثهم في المطلب الثاني ،والمطلب الثالث إلى
أنواع العصبة.
المطلب األول :تعريف العصبة
تأتي العصبة في المرتبة الثانية في اإلرث بعد أصحاب الفروض ،وهذا ال يعني أن العصبة يرثون
في حالة عدم و جود أصحاب الفروض ،بل يرثون معهم ويمكن للعاصب أن يستأثر بالتركة في بعض
الحاالت إذا كان حاجبا ألصحاب الفروض.
الفرع األول :لغة
العصبة لغة :عصب ،عصبا ،أي شد بعصابة (عصب رأسه ،ذراعه) ،ويقل أيضا عصب التاج :أي
لبسه ووضعه على رأسه
وعصبة جمع عاصب ،هي القوة المستمدة من محيط اإلنسان كقاربته ،فإذا أحاطت جماعة بفرد نصرته.
وعصبة الرجل في اللغة :أبوه ،وبنوه،ة وقرابته ألبيه ،ألنهم يحيطون به عند الخطب لحماته ،ودفع
صبَةٌ إنا إذًا لَ َخس ُِر ْ
ون﴾ (.)2 العدوان عنه( ،)1لقوله "ص" ﴿:قالوا لئن أكله الذئب ونحن عُ ْ
الفرع الثاني :اصطالحا
العاصب هو الذي ليس بينه وبين الميت في سلسلة النسب أنثى.
هم الورثة الذين لم يحدد هللا أنصبتهم من التركة ،وهم أقارب الميت الذين يأخذون ما تبقى من التركة
بعد أصحاب الفروض ،أو يأخذون كل التركة إذ لم يوجد أحد من أصحاب الفروض ،وإذا لم يتبقى شئ بعد
أصحاب الفروض فال يرثون شيئا ،لكن يستثنى من هذه الحالة إذا كان العاصب إبنا فإنه ال يحرم من
الميراث أبدا(.)3
ــــــــــــــــ
( )1المنجد في اللغة العربية المعاصرة ،الطبعة الثانية ،دار المشرق ،بيروت ،2001 ،ص.981.
( )2سورة يوسف ،اآلية .14
( )3صالح ججيك ،المرجع السابق ،ص.139.
الفرع الثالث :قانونا
لقد عرف المشرع العصبة في نص المادة 150من ق.أ.ج .التي تنص على ما يلي« :العاصب هو من
يستحق التركة كلها عند إنفراده ،أو ما بقي منها بعد أخذ أصحاب الفروض حقوقهم ،وإن استغرقت
الفروض التركة فال نشئ له»(.)1
فالعاصب هو الذي يرث المال كله إذا انعدم ذوي الفروض ،أو ما بقي عنهم إن وجدو ،فإن لم يتبقى
شئ فال يرث شيئا ،فالميراث بالتعصيب نصيب مجهول بداية ،لكن معلوم في النهاية وخاصة بعد ذوي
الفروض ،وترتيب العصبات بعد أصحاب الفروض هو ترتيب تقسيم ال ترتيب استحقاق ،ألنه قد يكون
العاصب في بعض الحاالت حاجبا لصاحب فرض أو أكثر حجب حرمان أو حجب نقصان(. )2
المطلب الثاني :الدليل على توريث العصبات
والدليل على مشروعية توريث العصبة نجده في كتاب هللا وسنة رسول هللا ،والذي سندرسه بالتفصيل
فيما يلي.
الفرع األول :دليل توريث العصبة في القرآن الكريم
ودليله على إرث العصبة قوله تعالى...﴿ :وإن كانوا إخوة ِرجاَالً ونسا ًء فللذَ َك ِر َمثْ َل َح ِظ أل ُ ْنثَيَي ِْن يُبَيِّنُ هللا
َضلوا وهللا ِبكُ ِل شَيءٍ َ
ع ِليم﴾. لكُم.أن ت ِ
وقال...﴿ :إن امرؤ هلك وليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد.)3(﴾...
لقد دلت هذه أن األخت ترث النصف فرضا أما األخ فيأخذ جميع المال إذ لم يكن لها ولد ألن األخ
الشقيق ليس له فرض مقدر شرعا(.)4
34
المستحقون للميراث
وقال تعالى ... ﴿:وألبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه
فألمه الثلث.)5(﴾...
ـــــــــــــ
( )1القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )2العربي بلحاج ،أحكام التركات والمواريث على ضوء قانون األسرة الجديد ،المرجع السابق ،ص.241.
( )3سورة النساء ،اآلية .176
( )4يوسف بن طالب الرفاعي"أبو عاصم" قدم له الشيخ محمد إبراهيم شقرة" أبو مالك ،المرجع السابق ،ص.127.
( )5سورة النساء ،اآلية .11
لقد ذكرت هذه اآلية الكريمة نصيب األم وهو الثلث عند عدم الفرع الوارث ،ولم تذكر نصيب األب
مما يفهم أن الباقي له فيكون إرثه بالتعصيب.
وقال تعالى ... ﴿:يوصيكم هللا في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين.)1(﴾...
وتدل هذه اآلية الكريمة أن األوالد يأخذون الباقي تعصيبا بعد نصيب األم واألب ،للذكر ضعف األنثى
فيعصب الذكر األنثى من جنسه ونوعه ،فإن لم تكن أنثى مع الذكور كانت القسمة على الرؤوس.
الفرع الثاني :دليل توريث العصبات في السنة
لقد دلت السنة النبوية الشريفة على ميراث العصبة ،وهذا ما ثبت من أن الرسول "ص" قضى البنتي
سعد إبن الربيع الذي استشهد يوم أ ُ ُحدْ بالثلثين وألمهما بالثمن ولعمهما التعصيب بالنفس
كما أنه قضى صلى هللا عليه وسلم في بنت ،وبنت إبن وأخت ،فجعل عليه الصالة والسالم للبنت النصف
ولبنت اإلبن السدس ولألخت الباقي"عصبة مع الغير"(. )2
أن رسول هللا(ص) ،قال":ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي وكذا مارواه عن آب عباس رضي هللا عنهّ ،
فألولى رجل ذكر"(.)3
وما نستخلص من األحاديث النبوية السابقة ،أنه بعد أن تلحق الفرائض بأهلها ،يدفع ما بقي منها ألقرب
عصبة من الذكور ،ومعنى األولوية ،أولوية القرابة ،أي أقرب ر جل ذكر من جهة األب وليس من جهة
النساء ،فيرثون من القريب إلى األقرب ومعنى كلمة ذكر في هذا الحديث ليس للرجل الكبير بل تشمل الكبير
والصغير إذ الطفل حتى لو كان رضيعا يسحق اإلرث بالتعصيب ولفظ ذكر للزيادة والبيان والتوكيد(. )4
ـــــــــــــــــــ
( )1رواه البخاري إال النسائي ،نقال عن بلحاج العربي ،المرجع السابق ،ص.243.
( )2رواه البخاري وأبو داوود والترمذي و إبن ماجة عن أبي هريرة بن شرحبيل ،نقال عن بدران أبو العين بدران ،المرجع
السابق ،ص.196.
( )3رواه البخاري ومسلم ،نقال عن سعيد بويزري ،المرجع السابق ،ص.82.
( )4هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.106.
35
المستحقون للميراث
نص المادة 151من ق.أ.ج«.العصبة ثالث أنواع: المشرع الجزائري في ّّ ونص عليها
ّ
-1عاصب بنفسه.
- 2عاصب بغيره.
-3عاصب مع غيره»(.)1
والعصبة النسبية هم فرع الشخص وأقاربه من جهة األب ،وهي ثالث أنواع ،عصوبة بالنفس
وعصوبة بالغير وعصوبة مع الغير .
الفرع األول :العصبة بالنفس
سطها أنثى ،وال يحتاج إلىوالعصبة بالنفس هي كل عاصب ذكر الذي تربطه صلة قرابة بالميّت ال تتو ّ
صبه مثل اإلبن واألب ،كما يشمل من انتسب إليه بذكر فقط مثل أخ ألب إبن اإلبن ،أب األب غيره في تع ّ
وكذلك بذكر وأنثى مثل أخ شقيق ،وإبنه والعم والشقيق إبنه.
أ ّما من يتسبب بالميّت بأنثى فهو غير عاصب ،يكون إ ّما صاحب فرض أو من ذوي األرحام كابن بنت أو
ألن عصوبته ثابتة له بقرابته وبذاته ال بقرابة غيره. أخ األم ،وسمي عاصب بالنّفس ّ
والعاصب بنفسه إذا انفرد يأخذ التركة كلّها إذا لم يكن معه صاحب فرض ويأخذ باقي التركة بعد
نصيب أصحاب الفروض فإن لم يبقى شيء بعد أصحاب الفروض فالشيء له ،لكن اإلبن ال يحرم من
الميراث أبدا(.)2
المشرع الجزائري في نص المادة /152ق.أ «.العاصب بنفسه هو كل وارث ذكر ينتمي ّ وقد نص عليها
إلى الهالك بواسطة ذكر»(.)3
ــــــــــــــــــــ
( )1القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )2محمد مصطفى شلبي ،المرجع السابق ،ص.108.
( )3القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
36
المستحقون للميراث
-جهة البنوة :وتشمل أبناء الميت وأبناء أبناءه مهما نزلوا :أي فروع الميت الذكور ،الواحد منهم
يعصب من في طبقته ودرجته من الفروع اإلناث كاالبن مع البنت ،أو من يكون في طبقة أعلى من
طبقته مثل ابن االبن مع بنت االبن األعلى منه درجة حين تحتاج إليه(.)3
صت عليه المادة «1/153العصبة بالنفس.. فهذا ما ن ّ
-1جهة البنوة :وتشمل االبن ،وابن االبن ،مهما نزلت درجته . )4(».
-جهة األخوة :وتشمل اإلخوة األشقاء أو ألب وأبناءهم مهما نزلوا.
ــــــــــــــــــ
( )1مسعود الهاللي ،المرجع السابق ،ص. 96.
()2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3بدران أبو العينين بدران ،المرجع السابق ،ص.196.
( )4القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
-2جهة األبوة :وتشمل والد المتوفى وجدّه الصحيح وإن عال ،مع مراعاة أحوال الجد ،وتشمل األب
سط بينهم وبين الميّت أنثى ،فالجدّ ألم ليسوالجد الصحيح وإن عال ،أي أصول الميت الذكور الذين ال تتو ّ
عصبة(.)1
ونصت عليها المادة 2/153ق.أ.ج«.العصبة بالنفس...
-2جهة األبوة وتشمل األب والجد الصحيح مهما عال مع مراعاة أحوال الجد
-3جهة األخوة :وتشمل أخوة الميت سواء أشقّاء أو األب وأبناءهم الذكور فقط ،مهما نزلوا.
وهم األخ الشقيق ،األخ ألب ،إبن األخ الشقيق ،إبن األخ ألب...مهما نزلوا»
ونصت عليه المادة 2/153ق.أ.ج «":.العصبة بالنفس...
-3جهة األخوة وتشمل اإلخوة األشقاء واألب وأبناءهم مهما نزلوا»).(2
-4جهة العمومة :وتشمل فروع الجد الصحيح (أب األب) الذكور فقط مهما علت درجة الجد ،األول وأبناؤه
مهما نزلوا ،ث ّم فروع الجد الثاني وأبناؤه وإن نزلوا ،ث ّم فروع الجد الثالث وأبناؤه مهما نزلوا ،وهم العم
الشقيق ،العم ألب ،إبن العم الشقيق ،إبن العم ألب...،وإن نزلوا).(3
وهذا ما ورد في نص المادة 4/153ق.أ.ج«.العصبة بالنفس...
-4جهة العمومة وتشمل أعمام الميت ،أعمام أبيه ،وأعمام جدّه مهما عال وأبناءهم مهما نزلوا»).(4
ثانيا :كيفية توريث العصبة بالنفس
العاصب بنفسه إذا كان منفرد بدون النظر إلى الجهة ،يأخذ كل التركة في حالة إنفراده أو الباقي من التركة
بعد أصحاب الفروض الوارثين معه ،وإذا استغرقت أنصاب أصحاب الفروض الغير محجوبين بالعاصب ال
يرث شيء من التركة(. )5
ــــــــــــــــــــ
( )1سعيد بويزري ،المرجع السابق ،ص..84.
( )2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3رمضان علي السيد الشرنباصي ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.123.
( )4القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )5عبد الفتاح تقية ،المرجع السابق ،ص.81.
أما إذا كان هناك تعدّد في العصبة بالنفس ومن جهات مختلفة يحدث إشكال في كيفية توريثهم ،وأي
جهة نر ّجح على األخرى:
37
المستحقون للميراث
وتنوعت الجهات التي ينتمون إليها فتقدّم أقوى الجهات وهذا -1بالجهة :في حالة تعدّد العصبة بالنفس ّ
ما جاءت به المادة 153السالفة الذكر في ترتيب الجهات ،فجهة البنوة أولى ث ّم تليها جهة األبوة ث ّم
األخوة وأخيرا العمومة.
أ -فإذا وجد عصبة بالنفس من جهة البنوة "اإلبن وابن اإلبن مهما نزل يقدمون في اإلرث عن األب
والجد وإن عال ،لكن ال يحجبهم(.)1
ودليل تقديم األبناء على اآلباء في الميراث بالعصوبة.قوله تعالى﴿...وألبويه لكل واحد منهما السدس
مما ترك إن كان له ولد.)2(﴾...
وما نستخلصه من اآلية الكريمة أن األب عند وجود األوالد هو صاحب فرض ال بعاصب واالبن هو
الذي يرث بالتعصيب ألن فروع الميت أشدّ اتصاال إلى الميت من األصول ومن طبع اإلنسان إيثار األبناء
بالمال على اآلباء فاالبن يحجب األب والجد حجب نقصان فينقلهم من اإلرث بالتعصيب إلى اإلرث
بالفرض ،إذ يرث األب أو الجد السدس من التركة عند وجود الفرع الوارث المذكر.
وجهة البنوة مقدمة أيضا على جهة األخوة والعمومة فيكون اإلرث بالتعصيب لالبن وابن اإلبن مهما نزل
ويكون اآلخرون ،أي جهة األخوة والعمومة محجوبين من الميراث بالفرع الوارث المذ ّكر مهما نزل(.)3
وبالمثل فإن جهة األبوة تقدّم على جهة األخوة والعمومة ،باستثناء ما ورد في ميراث اإلخوة مع الجد
الذي سبق أن درسناه ،فإنهم يرثون مع الجد وال يحجبهم من الميراث.
أ ّما األب يقدم على األخوة وأبناءهم"سواء أشقاء أوالب وعلى األعمام وأبناءهم فيحجبهم حجب حرمان.
والجد مقدم على أبناء األخوة وعلى األعمام وأبناءهم دون اإلخوان ،وأيضا جهة األخوة مقدمة على جهة
العمومة(.)4
ــــــــــــــــ
بدران أبو العينين بدران ،المرجع السابق ،ص.198. ()1
سورة النساء ،اآلية .11 ()2
محمد مصطفى شلبي ،المرجع السابق ،ص.109. ()3
عدنان نجا والشيخ حسن ،المواريث في الشريعة اإلسالمية ،د.ط ،.منشورات دار لبنان للطباعة والنشر ،لبنان، ()4
د.س.ن ،.ص.138.
38
المستحقون للميراث
-فإذا اتحدو في الجهة والقرابة كابني إبن أو أخوين ش أو ألب سواء كانوا إخوة أو أوالد عم فإنهم يرثون
مع بعضهم و يقسم الميراث بينهم بالتساوي (.)3
وهذا ما نصت عليه المادة 154من ق.أ.ج .في قواعد الترجيح «:إذا كان الموجود من العصبة أكثر
من واحد ،اتحدوا في الجهة كان الترجيح بينهم بالدرجة ،فيقدم أقربهم درجة إلى الميت ،وإذا اتحدوا في
الجهة و الدرجة كان الترجيح بقوة القرابة ،فمن كان ذا قرابتين قدم على من كان ذا قرابة واحدة ،وإذا
اتحدوا في الجهة و الدرجة و القرابة ،ورثوا بالتعصيب و اشتركوا في المال بالتسوية»(.)4
ــــــــــــــ
( )1العربي بالحاج ،الوجيز في شرح ق.أ.ج" .الميراث والوصية ،المرجع السابق ،ص192.
( )2عبد الفتاح تقية ،المرجع السابق ،ص.82.
( )3محمد محده ،المرجع السابق ،ص.196.
( )4القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
مالحظة:
القاعدة في ميراث العصبة بالنفس هي قاعدة األقرب فاألقرب ،أي انه القريب يحجب البعيد من
الميراث ،فجهة البنوة مقدمة على كل الجهات فاالبن إذا كان في مسالة يحجب كل الجهات األخرى من أخ و
عم لكنه ال يحجب األب و الجد بحجب حرمان بل يحجبهم حجب نقصان إذ يخرجه من دائرة التعصيب إلى
دائرة اإلرث بالفرض.
أما إذا حصل إتحاد في الجهة و الدرجة كان التقديم بقوة القرابة ،فان كان إتحاد في الجهة و الدرجة كان
الميراث بينهم بالتساوي .
ومن القواعد الفقهية المت علقة بالميراث العصبات أنه من يدلي إلى الميت بواسطة ال يرث مع هذه
الواسطة ،فإبن اإلبن ال يرث مع اإلبن(.)1
الفرع الثاني :العصبة بالغير
بما أن التعصيب بالنفس هو حكر غلى الذكور فقط ،فإن التعصيب بالغير يكون إال ألنثى وارثة
النصف عند إنفرادها والثلثان حين التعدد ،والتي إذ اجتمعت مع الذكر المساوي لها في الدرجة والقرابة
ورثت معه بالتعصيب ال بالفرض ،فينقلها من اإلرث بالفرض أال وهو النصف إلى اإلرث بالتعصيب،
فيرثان معا للذكر مثل حظ األنثيين أي ترث نصف نصيب الذكر ،فيرثون ما تبقى من التركة بعد نصيب
أصحاب الفروض ،فإذا استغرقت التركة فال يرثون شيئا.
فتنحصر العصبة بالغير في أربع نساء فقط ،هن البنت الصلبية ،وبنت اإلبن مهما نزلت ،واألخت
الشقيقة واألخت ألب ،فإذا وجد معها عاصب بنفسه من درجتها وقوتها صارت عصبة معه بالغير.
وعلى هذا فإن العصبة بالغير تكون إال في جهتين البنوة واألخوة فقط ،حيث ال تتصور تعصيب بالغير
في جهة األبوة ألن األب ال يتعصب مع األم وال الجدة وكذلك األعمام التي تسمى الحاشية البعيدة ال يتعصب
مع العمة ألنها أصال هي من ذوي األرحام(.)2
ـــــــــــــــــ
( )1محمد مصطفى شلبي ،المرجع السابق ،ص.196.
( )2العربي بالحاج ،أحكام التركات والمواريث على ضوء قانون األسرة الجديد ،المرجع السابق ،ص.246.
39
المستحقون للميراث
والمقصود بالعصبة بالغير هي البنت التي تتعصب بأخيها وهو اإلبن ،وبنت اإلبن تتعصب بأخيها أو
إبن عمها وهو"إبن اإلبن الذي يكون في درجتها أو أنزل منها إذا كانت محتاجة إليه وهذا استثناء عن
معيار التساوي في الدرجة وهذا ألنها ال ترث شيئا بعد أصحاب الفروض لذا تستنجد به لينقلها إلى الميراث
بالتعصيب إلى من التركة(. )1
جهة األخوة :األخت الشقيقة أو األخوات الشقيقات تتعصب مع أخيهن األخ الشقيق ،أما األخوات ألب
فتتعصبن مع أخيهن األخ ألب ،ويكون ميراثهن للذكر مثل حظ األنثيين(.)2
ودليل توريث العصبة بالغير من جهة البنوة قوله تعالى..﴿:يوصيكم هللا في أوالدكم للذكر مثل حظ
األنثيين ،)3(﴾...والمقصود بكلمة أوالد في هذه اآلية هم أوالد الميت مهما نزلوا.
-ودليل ميراث العصبة من جهة األخوة قوله تعالى...﴿ :إن كانوا إخوة رجاال ونساء فللذكر مثل حظ
األنثيين.)4(﴾...
هذه اآلية لم تبن نصيب الذكور مع اإلناث من اإلخوة واألخوات األشقاء أو ألب وهذا دليل على
توريثهم بالتعصيب فلو كانوا يرثون بالفرض لذكرهم هللا في اآلية الكريمة.
فيرثون المال كله إذ انفردوا فيقسمونه للذكر ضعف األنثى ،ويرثون الباقي بعد أصحاب الفروض إن بقي
شيء من التركة بنفس الطريقة ،وإن لم يبقى شيء بعد أصحاب الفروض فال شيء لهم(.)5
وهذا مانص عليه المشرع في ميراث العصبة بالغير في نص المادة 155من ق.أ.ج « :.العاصب بغير
هو كل أنثى عصبها ذكر وهي... :البنت مع أخيها ،بنت اإلبن مع أخيها أو إبن عمها المساوي لها في
الدرجة أو إبن عمها األسفل منها درجة بشرط أن ال ترث بالفرض-األخت الشقيقة مع أخيها الشقيق،
األخت ألب مع أخيها ألب ،وفي كل هذه األحوال ،يكون للذكر مثل حظ األنثيين.)6(».
ــــــــــــــــ
( )1سعيد بويزري ،المرجع السابق ،ص.86.
( )2عدلي أمير خالد ،المرجع السابق ،ص.95.
( )3سورة النساء ،اآلية.11
( )4سورة النساء ،اآلية .176
( )5عدلي أمير خالد ،المرجع السابق ،ص.95.
( )6القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
40
المستحقون للميراث
فال يرثون شيئا من الميراث ،لكن غير موجود مع االبن والبنت ألنهما متى وجدا ولم يكن فيهما
مانع من موانع الميراث فهما ال يحجبان أبدا من التركة .
-أما غير البنت من النساء المتعصبات مثل األخت ش أو ألب أو بنت االبن بالغير فإنهن يحجبن
باالبن الصلبي ألنه حاجب لكل الجهات إال جهة األبوة ،وهذا يؤدي إلى وجود فائض في التركة
يؤول إلى االبن والبنت فيرثانه بالتعصيب.
-األنثى المتعصبة بالغير تشترك مع الذكر المعصب لها فيقتسمان نصيبهما للذكر ضعف األنثى التي
تعصب معها ،فلو ورثت األنثى بالفرض مع وجود أخيها هذا سيؤدي إلى تفضيلها عليه أي تأخذ
أكثر منه وهذا لم نعتده شرعا لذا كانت مقاسمتها له محققة للعدالة ومحافظة للنسبة التى قررها هللا
في كتابه المقدس(.)2
ــــــــــــــــــ
( )1العربي بالحاج ،أحكام التركات والمواريث على ضوء قانون األسرة الجديد ،المرجع السابق ،ص.249.
( )2هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.110.
ـــــــــــــــ
( )1محمد محده ،المرجع السابق ،ص.201.
41
المستحقون للميراث
( )2رمضان علي السيد الشرنباصي ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.174.
( )3صحيح البخاري،نقال عن محمد مصطفى شلبي ،المرجع السابق ،ص.218.
ونصت على هذه الحالة نص المادة 156من ق.أ.ج «:.العاصب مع غيره :األخت الشقيقة ،أو ألب
وإن تعددت عند وجود واحدة فأكثر من بنات الصلب ،أو بنات اإلبن بشرط عدم وجود األخ المساوي لها
في الدرجة أو الجد»
والمادة «:167ال تكون األخت ألب عاصبة إال عند عدم وجود أخت الشقيقة »(.)1
مالحظة:
األخت الشقيقة واألب عصبة مع الغير ،أي مع الفرع الوارث المؤنّث مهما نزل ،ألنّهن و لو ورثن
د بالفرض كامال "النصف والثلثان" لنقص نصيب هذا الفرع المؤ ّنث ألن المسألة عندها تكون عائلية " عند
زيادة سهام الفروض على أصل المسألة" فال يأخذ هذا الفرع نصيبه كامال فرض وال يمكن إسقاط
األخوات من الميراث فيتعيّن أن تصرن عصبة مع الفرع المؤنّث ّ
ألن األخوات ضعف في درجة القرابة
وقوتها من البنات وبنات االبن مهما نزلن.
وسمي هذا التعصيب عصبة على الغير ّ
ألن األخت في األصل ليست عاصبة بنفسها ،والمعصب لها هو
الفرع الوارث المؤ ّنث الذي ال يشاركها في التعصيب بخالف حال العصبة بالغير التي ّ
تورث للذكر مثل
حظ األنثيين.
صب هنا وهو الفرع الوارث المؤ ّنث مهما نزل صاحب فرض ،إذ
لكن العصبة مع الغير يظلّ المع ّ
أما األخت فترث الباقي بعد نصيب البنت
يرث فرضه كامال من التركةّ ،
الفرعّالرابع:الفرّقّبينّأنواعّالصباتّالثالثةّ
نستخلص مما سبق ذكره عن العصبات "بالنفس ،بالغير ،مع الغير" ّ
أن هناك نوع من الفروق بينما
تتل ّخص فيما يلي:
-العصبة بالنفس ،تكون من طرف واحد ،وهو الذكر الذي ال يدخل في الواسطة بينه وبين المتوفي أنثى
فقط.
أ ّما العصبة بالغير ،فتكون من طرفين ،ويكون أحد هاذين الطرفين أنثى وهي المعصبة ،والطرف الثاني
هو المعصب الذكر في العصبة بالغير وجود ذكر مع أنثى واحدة فأكثر(.)2
ـــــــــــــــــــ
( )1القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )2محمد محده ،المرجع السابق ،ص.102.
العصبة مع الغير فيكون المعصب فيها أنثى في العصبة بالنفس يستأثر الذكر بنصيبه من المال فيرث
ك ّل التركة في حالة انفراد والباقي من التركة يعد أصحاب الفروض ،وفي حالة تعدّد الذكور يق ّ
سمون هذا
النصيب بالتساوي(.)1
42
المستحقون للميراث
والعصبة بالغير يشترك الذكر مع األنثى في تصيبهما من الميراث" للذكر ضعف األنثى"
العصبة مع غيره فيأخذ أحد الطرفين نصيبه كامال في درجة أصحاب الفروض ،والطرف اآلخر يرث
الباقي بعد أصحاب الفروض(.)2
43
المستحقون للميراث
الفصل الثاني:
ميراث ذوي األرحام والخزينة العامة
عند وفاة المورث ولم يترك وراءه ورثة ،ال من أصحاب فروض وال من العصبات ،فيمكن التساؤل عن
مآل هذا المال الذي ال وارث له ،فنجيب أن هذا المال يعود إلى ذوي األرحام ،وهم أقارب الميت التي
تتوسط في نسبهم أنثى ،وعند عدم وجود ذوي األرحام فهده التركة تعود إلى الخزينة العامة أو بيت المال
كما كان يسمى قديما ،لذا خصصنا هذا الفصل لدراسة ذوي األرحام في المبحث األول ،والخزينة العامة في
المبحث الثاني.
44
المستحقون للميراث
أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.265. ()1
المنجد في اللغة العربية المعاصرة ،المرجع السابق ،ص.820. ()2
سورة آل عمران ،اآلية.6 ()3
أحمد فراج حسين ،محمد كمال الدين إمام ،المرجع السابق ،ص.ص.260-259. ()4
ويعرفونه كذلك هم أقارب الميت الذين ال فرض لهم وال تعصيب ،وهم الذين تتوسط بينهم وبين
الميت أنثى ،وهم إحدى عشر طائفة أوالد البنات ،وأوالد األخوات ،بنات اإلخوة ،وولد اإلخوة من األم،
والعمات من جميع الجهات ،والعم من األم ،واألخوال والخاالت ،وبنات األعمام ،والجد من جهة األم ،وكل
جدة أدلت بأب بين أمين ،وكلهم يسمون بذوي األرحام(.)1
وكان أب عبد هللا يورثهم ألن الشارع لم يثبت نصا فيهم ،إذ لم يكن ذي فرض إال الزوجين ،وال
عصبة ،إذ روى أن الرسول"ص" «ركب إلى قباء يستخبر هللا تعالى في ميراث العمة والخالة ،فأنزل عليه
هللا الوحي أن الميراث لهما ألن العمة وابنة األخ ترثان مع أخويهما ،ألن انضمام األخ إليهما يؤكدهما
ويقويهما ،ألنه يعصبهما فيما بقي من الميراث(.)2
وذوي األرحام هم أحق بالتوارث في حكم هللا ،بعد أن كان التوارث في بداية اإلسالم بالحلف ،ثم جاءت
اآلية الكريمة وأكدت توريثهم ،قال تعالى ... ﴿:وأولوا األرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب هللا إن هللا بكل
شيء عليم﴾(.)3
وقوله "ص"« :الخال وارث من ال وارث له»(.)4
الفرع الثالث :التعريف القانوني
نص المشرع الجزائري في نص المادة 4/180من ق.أ.ج على « :يؤخذ من التركة حسب الترتيب
اآلتي..:فإذا لم يوجد ذوو الفروض أو عصبة آلت التركة إلى ذوي األرحام ،فإن لم يوجدوا ،آلت إلى
الخزينة العامة»
أما موقف المشرع الجزائري فقد تبنى طريقة أهل القرابة في توريث ذوي األرحام ،وذلك في نص
المادة 168من ق أ ج « :يرث ذوو األرحام عند االستحقاق على الترتيب آلتي :أوالد البنات وإن نزلوا،
وأوالد بنات االبن وإن نزلوا ،فأوالهم بالميراث أقربهم إلى الميت درجة ،فان استووا في الدرجة فولد
صاحب الفرض أولى من ولد ذوي الرحم ،وان استووا في الدرجة ولم يكن فيهم ولد صاحب فرض أو
كانوا كلهم
يدلون بصاحب فرض ،اشتركوا في اإلرث»(.)5
45
المستحقون للميراث
بتوريث ذوي األرحام حسب طريقة أهل القرابة ،ومن ثم فإن ذوي األرحام في القانون ال يرثون إال في
حالتين :
-1أن ال يوجد أحد من األقارب أصحاب الفروض أو العصبات ،ألن الرد على أصحاب الفروض يقدم
على توريث ذوي األرحام ،ألن العاصب إذ وجد أخذ التركة كلها فال يبقى شيء لذوي األرحام.
-2إذا وجد أحد الزوجين ،فبعد أن يأخذ أحد الزوجين فرضه كامال ،وهو النصف للزوج ،والربع
للزوجة ،يكون الباقي لمن يوجد من ذوي األرحام وذلك ألن الزوجين من أصحاب الفروض الذين ال
يرد عليهم في القانون مع وجود غيرهم من األقارب(.)2
المطلب الثاني :موقف الفقه من توريث ذوي األرحام
سبق أن بينا عند الحديث عن الوارث وشروطه أن ذوي األرحام هم :األقارب غير أصحاب الفروض
أو التعصيب ،وأنهم يرثون من التركة في انعدامهم ،لكن توريثهم كان محل خالف بين الصحابة ومن تبعهم
من فقهاء التابعين لها واألئمة المجتهدين ،فقد ذهب فريق من الصحابة وهم الحنابلة والحنفية على توريثهم،
أما الشافعية والمالكية وبعض من الصحابة أقروا بعدم توريثهم وعدم جواز الرد على أصحاب الفروض
ومن بينهم زيد بن الثابت ،فإذ لم يكن للميت صاحب فرض أو عصبة ،فإن التركة توضع في بيت المال،
لينفق منه على جميع المسلمين على اعتبار أنه وارث من ال وارث له.
ويعود هذا الخالف بين األئمة على عدم وجود نص صريح في القرآن يثبت إرث ذوي األرحام كما ورد
في غيرهم من الورثة(.)3
( )1القانون رقم 25لسنة 1920المعدل بالقانون 25لسنة 1929المعدل بالقانون 100لسنة 1985والمعدل بالقانون
رقم 1لسنة 2000المتضمن قانون األحوال الشخصية المصري.
( )2هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.190
( )3هاني الطعيمات ،المرجع نفسه ،ص.183.
الفرع األول :موقف المذهب الحنفي والحنبلي
ذهب الحنابلة والحنفية ومجموعة من الصحابة رضي هللا عنهم ومن بينهم عمر بن الخطاب ،وعلي
رضي هللا عنه ،وابن مسعود وأبي عبيدة بن الجراح ،ومعاذ بن جبل ،وأبي الدر داء ،وأبو حنيفة واحمد بن
حنبل ،واستدلوا في توريث ذوي األرحام من الكتاب والسنة (.)1
أوال :في الكتاب
قال هللا تعالى ﴿:وأولو األرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب هللا إن هللا بكل شيء عليم.)2(﴾.
هذه اآلية بينت أن األقارب بعضهم أولى ببعض سواء كانوا أصحاب فروض أو عصبات أم ذي رحم،
واألولوية هنا شاملة للميراث وغيره ،فإذ لم يكن للهالك أقارب من ذوي فروض أو عصبات ،فإن ذوي
األرحام هم أولى بماله من غيرهم (.)3
وقوله تعالى ﴿ :للرجال نصيب مهما ترك الوالدان واألقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان
واألقربون.)4(﴾...
ونستنتج من هذه اآلية أن للقريب نصيب في تركة قريبه ،وبما أن ذوي األرحام هم من األقارب فإنه
يتقرر لهم نصيب من التركة ،لكن استحقاقهم يتأخر عن استحقاق األقارب من أصحاب الفروض
والعصبات.
وما نالحظه أن بعض األقارب قامت النصوص الشرعية بتحديدهم وبيان أنصبتهم ،بسبب قام بهم
كاألمومة والبنوة واألخوة ،فإذا وجد أحدهم استحق الميراث فرضا أو تعصيبا بسبب هذا الوصف الخاص،
وإذ لم يوجد أحد منهم كان الميراث لمن بعدهم من األقارب بسب الوصف العام الذي هم قرابة الرحم)5(.
46
المستحقون للميراث
وهذا يستدعي الجمع بين آيات المواريث وآية ذوي األرحام والعمل بهما لعدم التعارض بينهما.
ثانيا :السنة
أما ما استدل من السنة النبوية ما روى عن المقدام بن معد عن النبي "ص" قال « :من ترك فلورثته،
وأنا وارث من ال وارث له ،أعقل عنه وأرثه ،والخال وارث من ال وارث له ،يعقل عنه ويرثه»
فدل هذا الحديث عن توريث الخال للميت الذي ال وارث له.
كذلك ما أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وعن أبي موسى األشعري ،أن رسول هللا "ص" قال «:ابن
األخت منهم» وفي لفظ النسائي «:ابن األخت من أنفسهم»(.)1
ودل هذا الحديث أن ابن األخت يرث ألنه من ذوي األرحام مثل الخال ،وألن ذوي األرحام أولى من بيت
المال ،ألن ذوي األرحام صلتهم بالميت من جهتين "القرابة واإلسالم" ،أما بيت المال فإن صلته بالميت
واحدة وهي اإلسالم فقط .ومن البديهي أن نقدم ذا قرابتين على قرابة واحدة ،مثل األخ الشقيق مع األخ ألب
فألخ الشقيق له األولوية في الميراث من األخ ألب ،ألن األخ الشقيق ذا قرابتين أما األخ ألب فذا قرابة
واحدة.
الفرع الثاني :موقف المذهب الشافعي والمالكي
ذهب بعض الصحابة كزيد بن ثابت وابن عباس في رواية عنه ،وكذلك بعض التابعين كسعيد بن
المسيب إلى عدم توريث ذوي األرحام ،وهذا ما أقره اإلمام مالك والشافعي ،فإذ لم يكن للميت وارث من
أصحاب فروض أو عصبات فإن التركة توضع في بيت المال لتنفق على المسلمين ،على اعتبار أن بيت
المال وارث من ال وارث له.
واستدلوا في ذلك أن القرآن الكريم والسنة الصحيحة لم يجعل لذوي األرحام نصيبا من تركة المتوفى،
وأكد على عدم توريثهم ألنه لم يكن هناك نص صريح في القرآن يؤكد ميراثهم( ،)2وكذلك استدلوا في قول
الرسول "ص" ":أن هللا أعطى كل ذي حق حقه فال وصية لوارث "
كذلك قول الرسول "ص" ":سألت هللا عز وجل عن ميراث العمة والخالة فسارني أن ال ميراث لهما "(.)3
( )1رواه أحمد والترمذي ،نقال عن محمود عبد هللا بخيت ،محمد عقله العلي ،المرجع السابق ،ص.73.
( )2هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.118.
( )3أخرجه أبو داود ،نقال عن هاني الطعيمات ،المرجع نفسه ،ص.118.
ووجه الداللة من الحديث واضحة ،فلو كان للعمة والخالة شيء التركة من ذوي األرحام لبينه هللا
تعالى في القرآن الكريم كما بين ميراث أصحاب الفروض والعصبة ،وألن الميراث ال مجال فيه للعقل
والرأي فإنه ال يثبت إال بنص أو إجماع ،لكن كل ذلك منتفي في ذوي األرحام
47
المستحقون للميراث
فالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة لم تنص على توريث ذوي األرحام ولم تذكر لهم شيئا،
واإلجماع على توريثهم لم يحصل ،ولذلك فإن القول بتوريثهم هو زيادة على النص بالرأي وهو غير
جائز(.)1
الفرع الثلث :موقف المشرع الجزائري من توريث ذوي األرحام
أخذ المشرع الجزائري بالرأي المؤيد لتوريث ذوي األرحام ،فنص في المادة 180من ق.أ.ج...«:.فإذ
لم يوجد ذوو فروض أو عصبة آلت التركة إلى ذوي األرحام .)2(» ..
وما نستخلص من نص المادة أن المشرع الجزائري ورث ذوي األرحام في حالة عدم وجود صاحب
فرض أو عصبة فإن التركة تؤول غلى ذوي األرحام كل حسب درجته في الميراث.
المطلب الثالث :أصناف ذوي األرحام
ذوي األرحام ينقسمون إلى أربعة أصناف مقدم بعضها على بعض في الميراث وهي أربع أصناف
التي فصلنها في أربعة فروع وهم فروع بنات المتوفى ،أصول الميت الذين يدخل في نسبهم إلى المتوفى
أنثى ،فروع إخوة وأخوات المتوفى الذين ليسو بعصبات ،فروع أجداد وجدات المتوفى الذين ليسوا
بعصبات.
الفرع األول :الصنف األول
وهم فروع بنات المتوفى وهم الفروع الذين يرتبطون بالمتوفى عن طريق أنثى وهؤالء هم:
-1أوالد بنات الميت وإن نزلوا ذكورا أو إناثا ،مثل ابن البنت وبنت البنت ،وابن ابن البنت وبنت ابن
البنت ،وابن بنت البنت ،وبنت بنت البنت.
-2أوالد بنات االبن وإن نزلوا ذكورا أو إناثا ،كابن بنت االبن ،بنت بنت االبن ،ابن ابن بنت االبن،
وبنت ابن بنت االبن ،وابن بنت بنت االبن ،وبنت بنت بنت االبن .)3(...
ـــــــــــــــــ
( )1فشار عطا هللا ،المرجع السابق ،ص.178.
( )2القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )3رمضان علي السيد الشرنباصي ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.228.
الفرع الثاني :الصنف الثاني
أصول الميت الذين يدخل في نسبهم إلى المتوفى أنثى وهم:
-1الجد الغير الصحيح وإن عال ،كأب األم ،أب أم األب ،أب أب األم ،أب أم األم.
-2الجدة الغير صحيحة وإن علت وهي التي يدخل في نسبها إلى الميت جد غير صحيح ،كأم أب األم،
وأم أب األم ،وأم أم أب األم ،ولقد وضع الفقهاء للجدة الغير الصحيحة ضابطا هو أن كل جدة يدخل
في نسبها إلى الميت أب بين أمين ،أو أم بين أبوين(.)1
الفرع الثالث :الصنف الثالث
وهم فروع إخوة وأخوات المتوفى الذين ليسو بعصبات وهم:
-1أوالد األخوات الشقيقات أو ألب أو ألم وإن نزلوا سواء كانوا ذكورا وإناثا ،كإبن األخت الشقيقة أو
ألب أو ألم ،وبنت األخت الشقيقة أو ألب أو ألم ،وابن بنت األخت الشقيقة أو ألب أو ألم ،وبنت
بنت األخت الشقيقة أو ألب أو ألم ...
-2بنات األخوة األشقاء أو ألب أو ألم ،وأوالدهن وأن نزلوا كبنت األخ الشقيق ،أو ألب أو ألم ،وأبن
بنت األخ الشقيق أو ألب أو ألم ،وبنت بنت األخ الشقيق أو األب أو ألم...
-3أبناء األخوة ألم وأوالدهم وإن نزلوا ،كابن األخ األم وابن ابن أخ األم ،وبنت ابن أخ األم...
48
المستحقون للميراث
-4بنات أبناء األخوة األشقاء أو ألب وأوالدهن وإن نزلوا ،كبنت ابن األخ الشقيقة أو ألب ،وابن بنت
األخ الشقيق أو ألب ،وبنت بنت ابن األخ الشقيق أو ألب ....
الفرع الرابع :الصنف الرابع
وهم فروع أجداد وجدات الميت المتوفى الذين ليسوا بعصبات ،وهذا الصنف يشمل ست طوائف مقدم
بعضها على بعض في اإلرث على الترتيب التالي:
الطائفة األولى :وتشمل أعمام الميت ألم وعمات الميت الشقيقات أو ألب أو ألم ،أخوال الميت األشقاء أو
ألب أو ألم ،وخاالت الميت الشقيقات أو ألب أو ألم(.)1
ـــــــــــــــــ
( )1أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.ص.268-267.
الطائفة الثانية :وهم أوالد المذكورين في الطائفة األولى وإن نزلوا وبنات أعمام الميت ألبوين أو ألب
وبنات أبنائهم وإن نزلوا ،وأوالد من ذكرن وإن نزلوا ،وبناء على ذلك فإن هذه الطائفة تشمل ما يلي:
-1أوالد أعمام الميت ألم وإن نزلوا كابن عم ألم ،وبنت عم ألم وابن ابن عم ألم ،وبنت ابن عم ألم،ابن
بنت عم ألم ،بنت بنت عم ألم ،وهكذا.
-2أوالد عمات الميت ألم الشقيقات أو ألب أو ألم وإن نزلوا ،كابن عمة شقيقة أو ألب أو ألم ،بنت
عمة شقيقة أو ألب أو ألم ،ابن ابن عمة شقيقة أو ألب أو ألم ،بنت ابن عمة شقيقة أو ألب أو ألم،
ابن بنت عمة شقيقة أو ألب أو ألم ،بنت بنت عمة شقيقة أو ألب أو ألم ،وهكذا
-3أوالد أخوال الميت األشقاء أو ألب أو ألم وإن نزلوا كابن خال شقيق أو ألب أو ألم ،وبنت خال
شقيق أو ألب أو ألم ،وابن ابن خال شقيق أو ألب أو ألم ،وبنت ابن خال شقيق أو ألب أو ألم،ابن
بنت خال شقيق أو ألب أو ألم ،وبنت بنت خال شقيق أو ألب أو ألم ،وهكذا.
-4أوالد خاالت الميت الشقيقات أو ألب أو ألم وإن نزلوا كابن خالة شقيقة أو ألب أو ألم ،وبنت خالة
شقيقة أو ألب أو ألم ،ابن ابن خالة شقيقة أو ألب أو ألم ،بنت ابن خالة شقيقة أو ألب أو ألم ،ابن
بنت خالة شقيقة أو ألب أو ألم ،بنت بنت خالة شقيقة أو ألب أو ألم ،وهكذا.
-5بنات أعمام الميت األشقاء أو ألب ،وبنات أبنائهم وإن نزلوا و أوالد من ذكرن وإن نزلوا كبنت عم
شقيق أو ألب ،ابن بنت عم شقيق أو ألب ،بنت بنت عم شقيق أو ألب ،ابن ابن بنت عم شقيق أو
ألب ،بنت ابن بنت عم شقيق أو ألب ،ابن بنت بنت عم شقيق أو ألب ،بنت بنت عم شقيق أو ألب،
وهكذا
الطائفة الثالثة :تشمل هذه الطائفة على:
-أعمام أبي الميت وأخواله وخاالته ألبوين أو ألحدهما وأعمام أم الميت وعماتها وأخوالها وخاالتها
ألبوين أو ألحدهما ،وبناء على ذلك فإن هذه الطائفة تشمل :عم األب ألم ،وعمة األب الشقيقة أو ألب
أو ألم ،وخال األب الشقيق أو ألب أو ألم ،خالة األب الشقيقة أو ألب أو ألم ،عمة األم الشقيقة أو
ألب أو ألم ،خال األم الشقيق أو ألب أو ألم ،خالة األم الشقيقة أو ألب أو ألم()1
ـــــــــــــــــ
( )1أحمد فراج حسين ،محمد كمال الدين إمام ،المرجع السابق ،ص.ص.269-268.
الطائفة الرابعة :وهم أوالد المذكورين في الطائفة الثالثة وإن نزلوا وبنات أعمام أبي الميت األشقاء أو ألب
وبنا أبنائهم وإن نزلوا وأوالد هؤالء جميعا وإن نزلوا ،وبناء على ذلك فإن هذه الطائفة تشمل:
49
المستحقون للميراث
-أوالد عم األب ألم ،وإن نزلوا كابن عم األب ألم ،وبنت عم األب ألم ،ابن ابن عم األب ألم ،وبنت
ابن عم األب ألم ،ابن بنت عم األب ألم وبنت بنت عم األب ألم ،وهكذا.
أوالد عمة األب الشقيقة أو ألب أو ألم وإن نزلوا كابن عمة األب الشقيقة أو ألب أو ألم وبنت عمة األب
الشقيقة أو ألب أو ألم ،وابن ابن عمة األب الشقيقة أو ألب أو ألم ،بنت ابن عمة األب الشقيقة أو ألب أو
ألم ،بنت ابن عمة األب الشقيقة أو ألب أو ألم ،بنت عمة األب الشقيقة أو ألب أو ألم ،وهكذا.
-أوالد عمة األب الشقيقة أو ألب أو ألم وإن نزلوا كابن عمة األب الشقيقة أو ألب أو ألم وبنت عمة
األب الشقيقة أو ألب أو ألم ،وابن ابن عمة األب الشقيقة أو ألب أو ألم ،بنت ابن عمة األب الشقيقة
أو ألب أو ألم ،بنت ابن عمة األب الشقيقة أو ألب أو ألم ،بنت عمة األب الشقيقة أو ألب أو ألم،
وهكذا.
-أوال د خال األب الشقيق أو ألب أو ألم وإن نزلوا كابن خال األب الشقيق أو ألب أو ألم وبنت خال
األب الشقيق أو ألب أو ألم ،ابن ابن خال األب الشقيق أو ألب أو ألم ،بنت ابن خال األب الشقيق أو
ألب أو ألم ،ابن بنت خال األب الشقيق أو ألب أو ألم ،بنت بنت خال األب الشقيق أو ألب أو ألم،
وهكذا(.)1
-أوالد خالة األب الشقيقة أو ألب أو ألم وإن نزلوا ،كابن خالة األب الشقيقة أو ألب أو ألم ،بنت خالة
األب الشقيقة أو ألب أو ألم ،ابن ابن خالة األب الشقيقة أو ألب أو ألم ،بنت ابن خالة األب الشقيقة أو
ألب أو ألم ،ابن بنت خالة األب الشقيقة أو ألب أو ألم ،بنت بنت خالة األب الشقيقة أو ألب أو ألم،
وهكذا.
-أوالد عم األم الشقيق أو ألب أو ألم وإن نزلوا ،كابن عم األم الشقيق أو ألب أو ألم ،بنت عم األم
الشقيق أو ألب أو ألم ،ابن ابن عم األم الشقيق أو ألب أو ألم ،بنت ابن عم األم الشقيق أو ألب أو
ألم ،ابن بنت عم األم الشقيق أو ألب أو ألم ،بنت بنت عم األم الشقيق أو ألب أو ألم ،وهكذا(.)2
ـــــــــــــــــ
( )1أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي،المرجع السابق ،ص.269
( )2أمير خالد عدلي،المرجع السابق ،ص.111
-أوالد عمة األم الشقيقة أو ألب أو ألم ،وإن نزلوا كابن عمة األم الشقيقة أو ألب أو ألم ،بنت عمة
األم الشقيقة أو ألب أو ألم ،ابن ابن عمة األم الشقيقة أو ألب أو ألم ،وبنت ابن عمة األم الشقيقة أو ألب
أو ألم ،وبنت بنت عمة األم الشقيقة أو ألب أو ألم ،وهكذا
-أوالد خال األم الشقيق أو ألب أو ألم وإن نزلوا كابن خال األم الشقيق أو ألب أو ألم وبنت خال األم
الشقيق أو ألب أو ألم ،ابن ابن خال األم الشقيق أو ألب أو ألم ،بنت ابن خال األم الشقيق أو ألب أو ألم،
ابن بنت خال األم الشقيق أو ألب أو ألم ،وهكذا..
-أوالد خالة األم الشقيقة أو ألب أو ألم وإن نزلوا ،كابن خالة األم الشقيقة أو ألب أو ألم وإن نزلوا،
بنت خالة األم الشقيقة أو ألب أو ألم ،ابن ابن خالة األم الشقيقة أو ألب أو ألم ،بنت ابن خالة األم
الشقيقة أو ألب أو ألم ،وهكذا(.)1
-بنات أعمام أب المتوفى األشقاء أو ألب وبنات أبنائهم وإن نزلوا وأوالد من ذكرن وإن نزلوا.
الطائفة الخامسة :وهم فروع الجد الثالث والجدة الثالثة ،وهم أعمام أبي أبي الميت ألم ،أعمام أب أم
الميت وعماتها ،وأخوالها وخاالتها ألبوين أو ألحدهما ،وأعمام أم أم الميت ،وأعمام أم أبيه ،وعماتهما
وأخوالهما وخاالتهما ألبوين أو ألحدهما.
الطائفة السادسة :وهم أوالد المذكورين في الطائفة الخامسة وإن نزلوا وبنات أعمام أب أب الميت
ألبوي ن أو ألب ،وبنات أبنائهم وإن نزلوا ،وأوالد من ذكرن وإن نزلوا ،وهكذا(.)2
50
المستحقون للميراث
أما بالنسبة لقانون األسرة الجزائري فنالحظ أن هناك نقص بارز يتمثل في عدم نص المشرع على
األصناف السابقة ،فاكتفى بذكر الصنف األول في المادة 168من ق.أ.ج :.وهم...«:أوالد البنات وإن
نزلوا ،وأوالد بنات االبن وإن نزلوا.)3(»...وكان األولى أن ال يغفل عن ذلك.
ــــــــــــــــــ
( )1أمير خالد عدلي،المرجع السابق،ص111
( )2أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.270.
( )3القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
ــــــــــــــــــ
( )1أمير خالد عدلي ،المرجع السابق ،ص.111.
( )2هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.185 .
نظرا لوجود هذه االختالفات احتاج األمر إلى توضيح كل صنف من أصناف ذوي األرحام وهذا ما
نذكره كما يلي:
51
المستحقون للميراث
ــــــــــــــــــــــ
( )1هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.186.
أب أم األب:الثلثان
أب أم األم :الثلث
أما إذا اتحدوا في الدرجة واإلدالء وفي الحيز اشتركوا جميعا في اإلرث ،كما لو مات عن:
أب أم األب +أب أم أب األب :يرثان مناصفة
وإن كانوا ذكورا أو إناثا فإلناث فالميراث بينهم للذكر مثل حظ األنثيين،فلو توفي عن :
أب األم +أم أب األم:كان الميراث بينهما للذكر ضعف األنثى(.)1
ــــــــــــــــــــ
( )1هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.176.
ـــــــــــــــــــــــ
( )1أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.276
53
المستحقون للميراث
الفرع الرابع:
كيفية توريث جهة العمومة والخؤولة(الصنف الرابع)
الصنف الرابع من ذوي األرحام من فروع األجداد من األعمام ألم والعمات واألخوال والخاالت
مطلقا وأوالدهم وهم ست طوائف :كما سبق بيانهم وكيفية توريثهم تكون على التالي:
أوال
ال يرثون مع وجود أحد من األصناف الثالثة السابقة (.)1
ثانيا
إذ لم يوجد احد من أفراد األصناف الثالثة السابقة ووجد واحد من الصنف الرابع فقط و من أي
طائفة من الطوائف الست ،أخذ كل التركة أو باقيها بعد فرض أحد الزوجين.
ثالثا
إذا وجد أكثر من واحد واختلفت طوائفهم ،يقدم من كان من الطائفة األولى علة من كان من الطائفة
الثانية ،ومن كان من هذه األخيرة علة من كان من الطائفة الثالثة وهكذا ،فلو كان للمتوفى عمة وبنت عم
وابن خال ،استقلت بالميراث العمة ألنها من الطائفة األولى أما بنت العم وابن الخال فهما من الطائفة
الثانية.
رابعا
إذا كان الموجودون من طائفة واحدة فيتبع في توريثهم ما يأتي:
توريث الطائفة األولى:
وهم األعمام ألم ،والعمات واألخوال والخاالت مطلقا ،وهؤالء منهم من ينتمي إلى الميت من جهة
أبيه ومنهم من ينتمي إلى الميت من جهة أمه ،وهم األخوال والخاالت ،فإذا وجد منهم أكثر من واحد،
فإما أن يكونوا جميعا من جهة األب وإما أن يكونوا من جهة األم ،وإما أن يكون بعضهم من جهة األب
والبعض اآلخر من جهة األم .فإن كانوا من حيز واحد فالترجيح بينهم يكون بقوة القرابة ألنهم متساوين
في درجة قربهم إلى الميت ،فمن كان ألبوين فهو أولى بالميراث ممن هو ألب فقط أو ألم فقط ومن
كانت قرابته ألب ،فهو أولى ممن كانت قرابته ألم(.)2
ـــــــــــ
( )1أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.ص.277-276.
( )2أحمد فراج حسين ،محمد كمال الدين إمام ،المرجع السابق. 274،
54
المستحقون للميراث
ــــــــــــــــــــ
( )1أحمد فراج حسين ،محمد كمال الدين إمام،المرجع السابق،ص.276
( )2هاني الطعيمات ،المرجع السابق ،ص.186.
55
المستحقون للميراث
إذا تساوى الجميع في الدرجة والحيز واإلدالء ،بأن كانوا جميعا أوالد عاصب ،أو كانوا جميعا
أوالد ذي رحم ،كان األقوى قرابة منهم أولى بالميراث من غيره ،فيدم من كان أصله ألبوين ثم من كان
أصله ألب ،ثم من كان أصله ألب ،ثم من كان أصله ألم,
إذا تساوى الجميع في الدرجة والحيز واإلدالء وقوة القرابة ،اشتركوا في الميراث للذكر ضعف
األنثى .أما إذا كان الجميع من درجة واحدة ولكنهم مختلفون في الحيز بأن كانوا بعضهم من جهة األب
وبعضهم من جهة األم ،قدم لقرابة األب الثلثان ولقرابة األم الثلث ،فال يقدم األقوى قرابة في أحد
الحيزين على األضعف في الحيز اآلخر ،وال ولد العاصب في إحداهما على ولد ذي الرحم في اآلخر،
ثم يقسم نصيب كل فريق على أفراده كأنه تركة مستقلة على أن تراعى القواعد السالفة الذكر في
الترجيح بينهم ،فيما لو اتحدت درجتهم وكانوا جميعا من حيز واحد ،أي أن الترجيح بينهم يكون
بقوة اإلدالء ثم بقوة القرابة ،فإن تساووا في اإلدالء والقرابة اشتركوا معا للذكر مثل حظ األنثيين.
توريث الطائفة الثالثة
هم أعمام أب الميت ألم وعماته وأخواله وخاالته ألبوين أو ألحدهما ،وأعمام أم الميت وعماته
وأخواله وخاالته ألبوين أو ألحدهما(.)1
ويطبق على هذه الطائفة نفس األحكام التي تطبق على الطائفة األولى.
توريث الطائفة الرابعة
وهم أوالد من ذكروا في الطائفة السابقة وإن نزلوا ،وبنات أعمام أب الميت ألبوين أو ألب ،وبنات
أبنائهم وإن نزلوا ،وأوالد من ذكرن وإن نزلوا ،ويطبق توريث هذه الطائفة نفس األحكام المطبقة على
الطائفة الثانية.
توريث الطائفة الخامسة
هم أعمام أب أب الميت ألم ،وأعمام أبي أم الميت ،وعماتهما وأخوالهما وخاالتهما ألبوين أو
ألحدهما(.)2
ـــــــــــــــــــــــ
( )1أمير خالد عدلي ،المرجع السابق ،ص.199 .
( )2أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،ص.280.
ويطبق على توريث هذه الطائفة نفس األحكام المطبقة على الطائفة األولى.
توريث الطائفة السادسة
أوالد من ذكروا في الفقرة السابقة؛ وإن نزلوا و أ والد من ذكرن وإن نزلوا وهكذا.
أما طريقة توريثهم فهي نفس األحكام المطبقة على الطائفة الثانية.
56
المستحقون للميراث
فيالحظ من خالل هذه المادة أن المشرع اقتصر على الصنف األول فحسب ،غافال األصناف
األخرى التي يجب النص عليها صراحة.
المبــــــــــــحثّالثــــــــــانيّ:
الخزينة العـــــــامة
ّ
لقد أنشئت الخزينة العامة أو بيت المال كما كان يطلق عليه قديما في الدولة اإلسالمية في عهد
الخليفة األول أبو بكر الصديق (رضي هللا عنه) ،وكانت توضع فيه األموال العامة في مصاريف الشرعية
وهذه األموال عبارة عن:
-1الجزية والخراج :وهي هدية أهل الحرب ،وما أخذ منهم بال قتال ،كما يقول اإلمام الزيلعي :تصرف
هذه األموال في األعمال اإلنسانية العامة لبناء الجسور وحفر اآلبار وس ّد الثغور ،ويعطى منها
رواتب الع ّمال والعلماء والقضاة والمقاتلين.
-2الزكاة والعشر من األراضي الزراعية ( : )1ودليله ما ذكره هللا تعالى في قوله ﴿ :إ ّنما الصدقات
للفقراء والمساكين والعاملين عليها ،والمؤلّفة قلوبهم ،وفي الرقاب ،والغارمين ،وفي سبيل هللا وابن
السبيل فريضة من هللا وهللا عليم حكيم ﴾ (.)2
-3خمس الغنائم الحرب :ودليله قوله تعالى﴿ :واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن هلل خمسه ،وللرسول
ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.)3(﴾ ...
-4األموال التي ال يعرف أصحابها والتركات التي ال وارث لها ،والديات من ال أولياء لهم من
المقتولين :وتصرف هذه األموال على الفقراء الذين ليس لهم أولياء واللقطاء ،فيعطى لهم نفقات
األدوية والتطبيب ،ولتكفين موتاهم (.)4
57
المستحقون للميراث
هذه لمحة فقط عن نشأة بيت المال و الودائع التي تودع فيها لذا سنتطرق في المطلب األول إلى تعريف
الخزينة العامة وموقف الفقهاء من توريثها في المطلب الثاني وفي المطلب الثالث إلى كيفية توريثها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رمضان علي السيد الشرنباصي ،المرجع السابق ،ص.194. ()1
سورة التوبة ،اآلية .60 ()2
سورة األنفال ،اآلية.41 ، ()3
محمد مصطفى شلبي ،المرجع السابق ،ص.118. ()4
( )1أحمد فراج حسين ،جابر عبد الهادي سالم الشافعي ،المرجع السابق ،ص.22.
( )2حسين الصغير ،دروس في المحاسبة العمومية ،دار المحمدية ،الجزائر ،د .س .ن ،.ص.159.
( )3محمد مصطفى شلبي ،المرجع السابق ،ص.318.
58
المستحقون للميراث
الفرعّالثانيّ:التعريفّالقانونيّللخزينةّالعامةّ
تنص المادة 180من ق.أ.ج «:.فإذا لم يوجد ذوو الفروض ،أو العصبة ،آلت التركة إلى ذوي
األرحام ،فإن لم يوجدوا آلت التركة إلى الخزينة العامة»(.)1
نالحظ أن المشرع الجزائري لم يتطرق إلى تعريف الخزينة العامة إذ لم يعطي لها تعريفا دقيقا لها
بل ركز فقط على مرتبتها من الميراث ،ألن الخزينة العامة ليست طرفا في اإلرث لعدم توفر أسبابه
وشروطه ،لكن من باب المصلحة العامة ،لذا فهو حق لكل الجزائريين وينفق للصالح العام(.)2
وعرفتها المادة 773من ق.م.ج «:.تعتبر ملكا من أمالك الدولة ،جميع األموال الشاغرة التي ليس لها
مالك ،وكذلك أموال األشخاص الذين يموتون عن غير وارث ،أو الذين تهمل تركاتهم.)3(».
وكذلك في هذه المادة لم يعطي المشرع الجزائري تعريفا كامال للخزينة العامة ،بل ذكر فقط األموال التي
تدخل في الخزينة العامة باعتبارها أموال ال مالك لها ،أو التركة التي ال وارث لها.
المطلب الثاني :موقف الفقهاء والمشرع الجزائري من توريث الخزينة العامة
لقد ات فق الفقهاء والمشرع الجزائري على توريث خزينة الدولة ،على أن المال الذي يتركه الميت ولم
يكن له ورثة أو وصية يوضع هذا المال في بيت المال على سبيل المصلحة ولحفظ المال الضائع ،لكن
اختلفوا في كيفية توريث هذا المال
الفرع األول :موقف المذهب الحنفي الحنبلي
اعتبر هذان المذهبان أن انتقال المال الذي ليس له مالك ،إلى بيت المال لكن ليس عن طريق اإلرث بل
يقولون على أنه من باب رعاية المصلحة العامة ،فتأخذ كما تؤخذ األموال الضائعة التي لم يعرف مالكها،
فيصرف منها لجميع المسلمين في الدولة حيث أنه مال ال مستحق له(.)4
ـــــــــــــ
( )1القانون رقم ،11-84المرجع السابق.
( )2فشار عطا هللا ،المرجع السابق ،ص.40.
( )3أمر رقم ،58-75المعدل والمتمم بالقانون رقم ،05-07المتضمن ق .م .ج ،.المرجع السابق.
( )4بدران أبو العينين بدران ،المرجع السابق ،ص.284.
وال يعتبر هذا المال الذي دخل بيت المال إرثا ألنه لو كان كذلك لما سوى في نفقته بين الذكر واألنثى
وبين القريب والبعيد وال بين الولد والوالد ألن الميراث له قواعده الخاصة به المذكورة في الشريعة
اإلسالمية ،لكن هذا المال ينفق بشرط اتفاق األئمة واجتهاداتهم.
59
المستحقون للميراث
وبيت المال تجب فيه نفقة المساكين ،الفقراء ،العاجزين الذين ال يملكون أقارب ينفقون عليهم ،فبيت
المال عند المالكية وارث قوي يدخل كوارث في عدة مسائل(.)3
الفرع الثالث :موقف المشرع الجزائري
لقد أخذ المشرع الجزائري برأي المذهب المالكي ألنه السائد في بالد شمال إفريقيا منذ الفتح اإلسالمي،
لذا لم يكن هناك خالف في ذلك وخصوصا في الجزائر ،إذ أقر أنه لو لم يكن للميت ورثة "أصحاب
فروض ،العصبة ،ذوى ا ألرحام" ،تؤول هذه التركة إلى بيت المال أو الخزينة العامة حاليا.
وهذا كما نصت عليه المادة 4/180من ق.أ.ج .السالفة الذكر(.)4
ــــــــــــــــــــــــــ
( )1صالح ججيك ،المرجع السابق ،ص.108.
60
المستحقون للميراث
وهذا ما نصت عليه المادة 51من القانون رقم 30/90المتضمن قانون األمالك الوطنية «:إذ لم يكن
للعقار مالك معروف ،أو توفي مالكه دون أن يترك وارثا يحق للدولة المطالبة بواسطة األجهزة المعترف
بها قانونا أمام الهيئات القضائية المختصة بحكم قضائي يصرح بانعدام الوارث ويترتب على الحكم بعد أن
يصبح نهائيا تطبيق نظام الحراسة القضائية على التركة الشاغرة مع مراعاة أحكام المواد 827إلى 829
من القانون المدني»(.)1
وبعد انقضاء األجل الوارد في الحكم التصريحي بانعدام الوارث يستصدر الوالي حكما جديدا إلعالن
شغور التركة وتسليمها إلدارة أمالك الدولة بالوالية والتي تكلف بتسييرها إلى حين انقضاء اآلجال المقررة
قانونا ،بعدها يتم إدماجها نهائيا في ملكية الدولة الخاصة.
والجدير بالذكر أن المادة 14من قانون األمالك الوطنية رقم 14/08المؤرخ في ،2008/07/20
الذي يعدل ويتمم القانون رقم 30/90بتاريخ 1ديسمبر 1990نصت على أنه «:يؤول االختصاص بشأن
التركات التي تعود الخزينة العمومية بسبب انعدام الوارث ،إلى الجهة القضائية المختصة التي تقع التركة
في دائرة اختصاصها»(.)2
حين يصبح الحكم القضائي نهائيا ،تدمج التركة الشاغرة في أمالك الخاصة بالدولة فتنتقل الملكية
بمجرد أن يصبح الحكم المذكور نهائيا في مجال المنقوالت وبعد استكمال هذا الحكم إلجراءات الشهر
العقاري في المحافظة العقارية ،إذ ما تعلق األمر بالعقارات .
ونالحظ بأن التركة الشاغرة الموجودة على إقليم الجزائر والتي ال وارث لها وفق لقانون جنسية
المتوفى "حتى وإن كانت تركة أجنبية " فإنها تؤول إلى الدولة الجزائرية ،باعتبارها ماال ال مالك له
بمقتضى القانون اإلقليمي الجزائري.
وما يمكن قوله في األخير أن التركة الشاغرة إذ ظهر أحد من الورثة وأقام حقوقية الميراث أمام القضاء
اإلداري "وهي الجهة القضائية المختصة" استردت من بيت المال ،وفي حالة استهالكها يحصل هذا الوارث
على التعويض(.)3
( )1القانون رقم ،30-90المؤرخ في 14جمادي األولى عام 1411الموافق ل 01ديسمبر 1990المتضمن قانون األمالك
الوطنية.
( )2القانون رقم 14/08ممضي في 20يوليو 2008يعدل ويتمم القانون 30/90المؤرخ في 14جمادي األولى عام
1411الموافق 1ديسمبر 1990المتضمن قانون األمالك الوطنية.
( )3العربي بالحاج ،أحكام التركات والمواريث على ضوء قانون األسرة الجديد ،المرجع السابق ،ص.ص.268-267.
خاتمة
وخالصة ما تم التطرق إليه خالل هذا البحث ،أن المواريث قد تولى قسمتها هللا في القرآن الكريم،
وشرحتها السنة النبوية ،واجتهد فيها الصحابة الكرام ،و الميراث في قانون األسرة الجزائري مستمد من
الشريعة اإلسالمية ال تغيير وال تحريف فيه ،حيث لم يهمل أصناف الورثة في مجمل قوانينه.
بما أن أقارب الميت هم األكثر حظا في الميراث؛ فقد عين الورثة ورتبهم حسب الشرع والدين ،فكان
أصحاب الفروض هم أول الورثة للميت ،وهم من أقاربه سواء عن طريق النسب أو الزوجية وعددهم إثنى
61
المستحقون للميراث
عشر وارثا" :الزوجان ،البنت ،بنت االبن ،األخت الشقيقة ،األخت ألب ،األخ واألخت ألم ،األب ،الجدة
الصحيحة ،والجد الصحيح".
كما أن أنصبتهم واضحة في كتاب هللا وهي "النصف و الربع والثمن ،الثلث والسدس والثلثان".
وأصحاب الفروض منهم من يكون دائما صاحب فرض ال غير إذ ال يكون عاصبا أبدا مثل :الزوجان و
اإلخوة ألم وا لجدة ،وهناك من أصحاب الفروض من يرث بالفرض والتعصيب معا مثل الجد واألب عند
وجود الفرع الوارث المؤنث ،كما يرثان عصبة بالنفس عند انعدام الفرع الوارث مطلقا.
وتأتي في المرتبة الثانية العصبة ،وهم على ثالث أصناف :عصبة بالنفس وهم أقارب الميت الذكور،
وعصبة با لغير التي تكون بين اإلناث والذكور في نفس الدرجة ،وعصبة مع الغير التي تكون بين اإلناث
فقط.
أما في المرتبة الثالثة فيحتلها ذوي األرحام عند انعدام أصحاب الفروض والعصبات؛ وهي على أربعة
فئات ،وما يمكن مالحظته أن المشرع الجزائري لم يتطرق إلى كل هذه الفئات حيث أدرج فئة واحدة فقط.
كما أنه لم يغفل عن األموال التي ليس لها وارث أصال إذ جعل لها مآال وهو الخزينة العامة للدولة.
وخالصة القول أنه ال بد من وجود وارث بعد وفاة المورث لكن يجب توفر فيه أسباب الميراث من "
نسب وزوجية" ،وانتفاء الموانع فيه ،وذكرنا أنه يتغير مقدار اإلرث في بعض الحاالت بين الذكورة
واألنوثة ،لكن في كثير من ا لحاالت يكون نصيب الذكر ضعف األنثى ،وهذا لحكمة من الشارع األسمى
الذي ال يخطأ ،ولبعض المستحقين للتركة أحوال تتردد بين الوجود والعدم مثل" :الحمل والمفقود" الذي بين
شروط وطرق توريثهما.
62
المستحقون للميراث
قائمة المراجع
63
المستحقون للميراث
-14سعيد بوزيري ،أحكام الميراث بين الشريعة اإلسالمية وقانون األسرة الجزائري ،دار األمل
للطباعة والنشر والتوزيع.2007 ،
-15صالح ججيك ،الميراث في القانون الجزائري ،الديوان الوطني لألشغال الوطنية .2002،
-16عبد الفتاح تقية ،الوجيز في المواريث والتركات ،الطبعة الرابعة ،ديوان المطبوعات الجامعية،
.2008
-17عبد القادر بن عزور ،سلمان ولد خسال ،أحكام الميراث والهبة والوصاية والوقف ،الطبعة الثانية،
قرطبة للنشر واإلشهار ،الجزائر.2013،
-18عمرو عيسى الفقهي ،الميراث دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية
-19عيسى حداد ،الوجيز في المواريث"الفقه مع مسائل محلولة ،قانون األسرة ،قضاء المحكمة العليا،
مديرية النشر ،الجزائر.2003،
-20فشار عطا هللا ،أحكام الميراث في قانون األسرة الجزائري ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع،
الجزائر.2006،
-21لحسين آث ملويا ،المنتقى في قضاء األحوال الشخصية ،الجزء األول ،دار هومة للطباعة والنشر
والتوزيع ،الجزائر.2005،
-22محمد العمراني ،الميراث في الفقه اإلسالمي وقانون األسرة الجزائري ،المؤسسة الوطنية للنشر
والتوزيع ،الجزائر.2000 ،
-23محمد محده ،التركات والمواريث"دراسة مدعمة بالقرارات واألحكام القضائية" ،الطبعة األولى،
دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة.2004،
-24محمد مصطفى الشلبي ،أحكام المواريث بين الفقه والقانون ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر،
بيروت.1978،
-25محمد منصور الزلط ،توضيح علم الميراث ،الطبعة الثالثة ،دار الكتب العلمية ،لبنان.2002،
-27محمود عبد هللا بخيت ،محمد عقله العلي ،الوسيط في فقه المواريث،الطبعة األولى ،دار الثقافة
للنشر والتوزيع ،عمان.2005 ،
-28ناصر سلمان ،سعاد سطحي ،أحكام المواريث في الفقه اإلسالمي ،الطبعة األولى ،دار الفجر
للطباعة والنشر،الجزائر.2007،
-29هاني الطعيمات ،فقه األحوال الشخصية في الميراث والوصية ،دار الشروق للنشر والتوزيع،
األردن.2006،
-30يوسف بن طالب الرفاعي ،السهل في المواريث ،دار المأمون للنشر والتوزيع ،الجزائر.2005
ثالثا:النصوص القانونية:
64
المستحقون للميراث
الفهرس
مقدمة 1 .....................................................................................................................................................
65
المستحقون للميراث
الكريم 50 .................................................................. الفرع األول :الدليل على توريث العصبات في القرآن
السنة 51 .............................................................................. الفرع الثاني :الدليل على توريث العصبات في
األرحام 66 .............................................................. المطلب الثاني :موقف الفقه والمشرع من توريث ذوي
66
المستحقون للميراث
العامة 85 .......................................... المطلب الثاني :موقف الفقهاء والمشرع الجزائري من توريث الخزينة
67
المستحقون للميراث
68