You are on page 1of 19

‫‪SBSM 2073‬‬

‫فقه اجلناايت‬

‫عنوان البحث‪:‬‬

‫جرمية الزان‬

‫اسم احملاضرة‪:‬‬

‫األستاذة نور شهيدا بنت عبد الرمحن‬

‫اإلعداد‪:‬‬

‫‪21BI01011‬‬ ‫نور ميسرة بنت يوحسراهليشام‬ ‫‪١‬‬


‫‪21BI01013‬‬ ‫شفاء مرضية بنت صويف‬ ‫‪٢‬‬
‫‪21BI01025‬‬ ‫نور العني املرضية بنت سيف الدين‬ ‫‪٣‬‬

‫البكالوريوس يف الشريعة والقانون‬

‫الفرتة الدراسية الثاين ‪٢.٢٣/٢.٢٢‬‬


‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫الرقم‬


‫‪١‬‬ ‫املقدمة‬ ‫‪1‬‬
‫‪٢‬‬ ‫تعريف الزان لغة وشرعا‬ ‫‪2‬‬
‫‪٣-٢‬‬ ‫األصل يف تشريع حرمة الزىن‬ ‫‪3‬‬
‫‪٣‬‬ ‫حكمه‬ ‫‪٤‬‬
‫‪٤‬‬ ‫أنواع الزان‬ ‫‪٥‬‬
‫‪٤‬‬ ‫عقوبة الزان‬ ‫‪٦‬‬
‫‪٧-٤‬‬ ‫‪ ‬حد الزىن‬ ‫‪٧‬‬
‫‪ ‬مىت جيب حد الزىن‬
‫‪ ‬شروط حد الزان‬

‫‪١٠-٨‬‬ ‫ثبوت الزان‬ ‫‪٨‬‬


‫‪١٠‬‬ ‫عالنية حد الزان‬ ‫‪٩‬‬
‫‪١١-١٠‬‬ ‫كيفية تنفيذ احلد‬ ‫‪1٠‬‬
‫‪١٢-١١‬‬ ‫احلكمة يف حد الزان‬ ‫‪11‬‬
‫‪١٣-١٢‬‬ ‫مسائل تتعلق ابلزىن‬ ‫‪12‬‬
‫‪١٥-١٤‬‬ ‫املسألة احلالية‬ ‫‪13‬‬
‫‪١٦-١٥‬‬ ‫اخلالصة‬ ‫‪1٤‬‬
‫‪١٦‬‬ ‫اخلامتة‬ ‫‪1٥‬‬
‫‪١٧‬‬ ‫املراجع‬ ‫‪1٦‬‬

‫‪i‬‬
‫املقدمة‬

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫إن احلمد هلل‪ ،‬حنمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفروه‪ ،‬ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا فال مضل‬

‫له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‪ ،‬صلى‬

‫كثريا‪.‬‬
‫تسليما ً‬
‫هللا عليه‪ ،‬وعلى آله وأصحابه‪ ،‬ومن تبعهم إبحسان إىل يوم الدين وسلم ً‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫إن احلديث عن ماهية جرمية الزان‪ ،‬سواء كان ذلك يف القانون أو يف الشريعة اإلسالمية يقودان ابلضرورة إىل التطرق‬

‫إىل مجلة من املسائل اهلامة‪ ،‬واليت حنسبها تشكل يف جمموعها مكوانت ومشتمالت هذه اجلرمية‪ ،‬ومنه ماهيتها ‪.‬‬

‫ضبط السلوك وقوة اإلرادة يرتقيان ابملرء يف سلم الشرف واجملد‪ ،‬وينبئان عن روح إنسانية شريفة‪ ،‬ومع ذلك فقد‬

‫ينحرف البشر عن جادة الصواب‪ ،‬ويقعون يف مستنقعات اجلرمية والفاحشة‪ ،‬وهذا حديث عن واحدة من تلك‬

‫اجلرائم‪ ،‬وهي جرمية الزان‪ ،‬يتضمن النظرة اإلسالمية إىل هذه اجلرمية من خالل القرآن والسنة‪ ،‬مث من خالل واقع‬

‫اجملتمع اإلسالمي‪.‬‬

‫ونظرا لكون جرمي ة الزان ذات طبيعة خاصة‪ ،‬ال لكوهنا متس مبصلحة الضحية من هذه اجلرمية سواء كان الزوج أو‬

‫الزوجة فحسب‪ ،‬وإمنا لكوهنا متس بكيان األسرة وابلنتيجة اجملتمع ‪ ،‬فإن كافة الشرائع السماوية والقوانني الوضعية مل‬

‫تتوان يف استقباحها واستهجاهنا ‪ ،‬كما أولت اهتماما كبريا وابلغا يف جترميها وتقرير اجلزاء األنسب ملرتكبيها وقبل‬

‫ذلك ‪ ،‬فقد اسرتسلت يف حتديد مفهومها وتبيان أركاهنا وشروط املتابعة فيها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تعريف الزىن‬

‫الزىن لغة‪ :‬يطلق على وطء املرأة من غري عقد شرعي‪ ،‬وعلى مباشرة املرأة األجنبية‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وشرعاً‪ :‬وطء الرجل املرأة يف ال ُقبُل من غري امللك وشبهته‪ .‬أو‪ :‬هو ف ُ‬
‫‪١‬‬
‫عل الفاحشة يف قبل أو دبر‪.‬‬

‫عرف فقهاء املذاهب األربعة الزان بتعريفات متعددة‪ ،‬نذكر منها التعريفات اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪ ‬تعريف عند املالكية ‪ :‬هو وطء مكلف فرج آدمي ال ملك له فيه ابتفاق تعمداً‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف عند الشافعية ‪ :‬هو ايالج الذكر بفرج حمرم لعينه خال من الشبهة مشتهى طبعاً‪.‬‬

‫‪ ‬تعريف عند احلنابلة ‪ :‬فعل الفاحشة يف قبل أو دبر‪.‬‬

‫‪ ‬أما فقهاء األحناف فقد ذكروا تعريفاً يبني ضوابط الزان املوجب للحد فقالوا‪ :‬هو الوطء احلرام يف قبل املرأة‬

‫احلية املشتهاة يف حالة االختيار يف دار العدل ممن التزم أحكام اإلسالم‪ ،‬اخلايل عن حقيقة امللك وحقيقة‬

‫النكاح وعن شبهة امللك وعن شبهة النكاح ‪ ،‬وعن شبهة االشتباه يف موضع االشتباه يف امللك والنكاح‬
‫‪٢‬‬
‫مجيعاً‪.‬‬

‫األصل يف تشريع حرمة الزىن‬

‫‪٣‬‬ ‫الزىن من أكرب الكبائر بعد الشرك ابهلل والقتل‪َّ ،‬‬


‫ودل على ذلك الكتاب والسنة واإلمجاع‪.‬‬

‫‪ -1‬القرآن الكرمي‪:‬‬

‫وردت آايت كثرية تنهى عن الزىن‪ ،‬وحت ّذر منه‪ ،‬وتوجب العقاب عليه‪ ،‬وتصف فاعله أبقبح الصفات‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ ١‬الفقه امليسر يف ضوء الكتاب‪ ،‬جمموعة من املؤلفني (‪ ،)٢٠٠٤‬ص‪.٣٦٤ :‬‬


‫‪ ٢‬الزان‪ ،‬دندل جرب (‪ ،)٢٠١٥‬ص‪.١٣ :‬‬
‫‪ ٣‬الفقه امليسر‪ ،‬عبد هللا بن حممد الطيّار (‪ ،)٢٠١٢‬ص‪.١٢٠:‬‬

‫‪2‬‬
‫الزَان إِنَّه َكا َن فَ ِ‬
‫اح َشةً َو َساءَ َسبِ ًيال) [اإلسراء‪ ،]٣٢ :‬وقال تعاىل يف صفات عباد الرمحن‬ ‫(وَال تَ ْقَربُوا ِّ ُ‬
‫قال هللا تعاىل‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫املتقني ‪( :‬والَّ ِذين َال ي ْدعو َن مع َِّ ه‬
‫اَّللُ إَِّال ِاب ْحلَ ِّق َوَال يَ ْزنُو َن ۚ َوَمن يَ ْف َع ْل هَذل َ‬
‫ك‬ ‫س الَِّيت َحَّرَم َّ‬ ‫اَّلل إِ َهلًا َ‬
‫آخَر َوَال يَ ْقتُلُو َن النَّ ْف َ‬ ‫َ َ َ ُ ََ‬

‫اجلِ ُدوا ُك َّل َو ِاح ٍد ِمْن ُه َما ِمائَةَ َجْل َدةٍ ۖ َوَال ََتْ ُخ ْذ ُك ْم ِبِِ َما َرأْفَةٌ‬ ‫ي ْلق أَ ََثما) [الفرقان‪ ،]٦٨ :‬وقال هللا تعاىل ‪ِ َّ ( :‬‬
‫الزانيَةُ َو َّالزِاين فَ ْ‬ ‫ََ ً‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِيف دي ِن َّاَّلل إِ ْن ُكْنتُ ْم تُ ْؤمنُو َن ِاب ََّّلل َوالَْي ْوم ْاآلخ ِر ۖ َولْيَ ْش َه ْد َع َذ َاِبَُما طَائ َفةٌ م َن الْ ُم ْؤمن َ‬
‫ني) [النور ‪.]۲ :‬‬

‫‪ -۲‬السنة‪:‬‬

‫وردت أحاديث كثرية قولية وفعلية وتقريرية عن حكم الزين‪ ،‬وعقوبته‪ ،‬والنهي عنه‪ ،‬والتحذير منه‪ ،‬وبيان عاقبته‪ ،‬سرتد‬

‫يف البحث‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫روی عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه قال‪« :‬سألت رسول هللا ﷺ‪ :‬اي الذنب أعظم عند هللا تعاىل؟ قال‪« :‬أن‬

‫جتعل هللا ندا وهو خلقك»‪ ،‬قال‪ :‬قلت له‪ :‬إن ذلك لعظيم‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬مث أي؟ قال‪« :‬أن تقتل ول ّدك خمافة أن‬

‫يطعم معك‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬مث أي ؟ قال‪« :‬أن تراين خليلة جارك»‪.‬‬

‫‪ -٣‬اإلمجاع ‪:‬‬

‫أمجع العلماء على حترمي الزين‪ ،‬وثبوت عقوبته‪ ،‬وأصبح معلوما من الدين ابلضرورة‪ ،‬ويعرف لدى عامة األمة وخاصتها‪.‬‬

‫حكمه‬

‫الزىن حرام ابتفاق‪ ،‬وهو من احملرمات الكبائر العظام‪ ،‬ويوجب على فاعله عقوبة احلد‪ ،‬واإلمث الشديد‪ ،‬وخيتص‬
‫‪٤‬‬
‫أبحكام‪ ،‬أمهها‪ :‬اشرتاط أربعة يف الشهادة‪ ،‬والرجم‪ ،‬وإجياب مئة جلدة‪.‬‬

‫‪ ٤‬املعتمد يف الفقه الشافعي‪ ،‬األستاذ الدكتور حممد الزحيلي (‪ ،)٢٠١٣‬ص‪.١٥٠-١٤٨ :‬‬

‫‪3‬‬
‫أنواع الزىن‬

‫الزاين إما أن يكون مدفوعاً إىل الفاحشة‪ ،‬بشبهة مسوغ شرعي‪ ،‬أو مدفوعاً إليها مبحض رعونة ورغبة‪ ،‬وكل منهما‬

‫إما أن يكون حمصناً أو غري حمصن‪ ،‬فاألنواع إذا أربعة‪.‬‬

‫أما املدفوع إىل الزىن بشبهة مسوغ شرعي‪ ،‬كأن ظنها زوجته فتبني أهنا أجنبية‪ ،‬أو توهم أ‪ ،‬ها خلية أو غري حمرم له‬

‫فعقد نكاحه عليها‪ ،‬فتبني فيما بعد أهنا ليست خلية‪ ،‬بل هي على عصمة زوج‪ ،‬أو تبني أهنا أخته يف الرضاع‪.‬‬

‫فحكم الزىن يف هذه احلال أن ال يستلزم إمثاً لصاحب الشبهة وال يستوجب حداً‪ ،‬سواء أكان الفاعل حمصناً أو غري‬

‫حمصن‪ ،‬ملكان الشبه يف ذلك‪ ،‬إال أنه يرتتب على فعله آَثر وأحكام قضائية تذكر يف مكان آخر إن شاء هللا تعاىل‪.‬‬

‫وهناك صور للشبهة تستلزم اإلمث ولكنها ال تستوجب احلد‪.‬‬

‫‪٥‬‬
‫وأما املدفوع إىل الفاحشة برغبة ال شبهة فيها‪ ،‬فينظر يف وضعه‪ ،‬وهو أنه أما أن يكون حمصناً أو غري حمصن‪.‬‬

‫عقوبة الزىن‬

‫إن عقوبة الزىن هي احلد‪ ،‬وهذا احلد خيتلف حبسب كون اإلنسان حمصنا أو غري حمصن‪ ،‬فإن كان حمصنا فعقوبته‬

‫الرجم‪ ،‬وإن كان غري حمصن فعقوبته اجللد والتغريب‪ ،‬إذا توفرت الشروط يف الزىن‪ ،‬ولذلك نبني معىن اإلحصان‪،‬‬
‫‪٦‬‬
‫وشروط إقامة احلد‪ ،‬مث حد الرجم للزاين احملصن‪ ،‬وحد اجللد والتغريب للزاين غري احملصن‪.‬‬

‫ُّ‬
‫حد الزىن‬

‫ال خيلو حال الزاين من أحد أمرين‪:‬‬

‫‪ ٥‬الفقه املنهجي على مذهب اإلمام الشافعي‪ ،‬الدكتور ُمصطفى اخلِ ْن والدكتور ُمصطفى البُغا (‪ ،)١٩٩٢‬ص‪.٥٥ :‬‬
‫‪ ٦‬املعتمد يف الفقه الشافعي‪ ،‬األستاذ الدكتور حممد الزحيلي (‪ ،)٢٠١٣‬ص‪.١٥٠ :‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ - ١‬أن يكون حمصناً‪.‬‬

‫‪ - ٢‬أو يكون غري حمصن‪.‬‬

‫ويشرتط لإلحصان املوجب للح ِّد الشروط التالية‪:‬‬

‫أن حيصل منه الوطء يف القبل‪ ،‬وذلك أبن يتقدم للزاين والزانية وطء مباح يف الفرج‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫أن يكون الوطء يف نكاح صحيح‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫أن يكون الرجل واملرأة حال الوطء ابلغني حرين عاقلني‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫فاحملصن‪ :‬هو من َو ِطئ زوجته يف قُبُلِ َها‪ ،‬بنكاح صحيح‪ ،‬وكاان ابلغني عاقلني حرين‪.‬‬

‫فهذه مخسة شروط ال بد منها حلصول اإلحصان املوجب للح ِّد‪ ،‬وهي‪ :‬البلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬واحلرية‪ ،‬والوطء يف الفرج‪،‬‬

‫وأن يكون الوطء بنكاح صحيح‪.‬‬

‫صلَّى‬
‫حده‪ :‬إذا زىن احملصن فإن حده الرجم ابحلجارة حىت املوت‪ ،‬رجالً كان‪ ،‬أو امرأة‪ .‬والرجم َثبت عن النيب ‪َ -‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ‪ -‬ابلتواتر من قوله وفعله‪ .‬وقد كان الرجم مذكوراً يف القرآن‪ ،‬مث نسخ لفظه وبقي حكمه‪ ،‬وذلك يف‬
‫َّ‬

‫قوله عز وجل‪( :‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارمجومها البتة نكاالً من هللا وهللا عزيز حكيم)‪.‬‬

‫فعن عمر بن اخلطاب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أنه خطب فقال‪( :‬إن هللا بعث حممداً ابحلق وأنزل عليه الكتاب‪ ،‬فكان‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ‪ -‬ورمجنا بعده‪ ،‬فأخشى‬


‫صلَّى َّ‬
‫فيما أنزل هللا آية الرجم‪ ،‬قرأانها ووعيناها وعقلناها‪ ،‬فرجم رسول هللا ‪َ -‬‬
‫إن طال ابلناس زمان أن يقول قائل‪ :‬ما جند الرجم يف كتاب هللا‪ ،‬فيضلوا برتك فريضة أنزهلا هللا‪ ،‬وإن الرجم حق يف‬

‫كتاب هللا على من زىن‪ ،‬إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان احلبل أو االعرتاف)‪.‬‬

‫وأمجع العلماء على أن من زىن‪ ،‬وهو حمصن‪ ،‬فحكمه الرجم ابحلجارة حىت املوت‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫َثنياً‪ :‬الزاين غري احملصن‪:‬‬

‫وهو من مل تتوافر فيه الشروط السابقة يف الزاين احملصن‪.‬‬

‫حده‪ :‬إذا زىن غري احملصن فإن حده اجللد مائة جلدة‪ ،‬وتغريب عام‪ ،‬إال أنه يشرتط يف تغريب املرأة وجود حمرم معها؛‬

‫اح ٍد ِمْن ُه َما ِمئَةَ َج ْل َدةٍ) [النور‪ ]٢ :‬وحلديث عبادة بن الصامت ‪ -‬رضي‬
‫الزِاين فَاجلِ ُدوا ُك َّل و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫(الزانِيَةُ َو َّ‬
‫لقوله تعاىل‪َّ :‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ‪( :-‬خذوا عين‪ ،‬خذوا عين‪ ،‬فقد جعل هللا هلن سبيالً‪ ،‬البكر‬
‫صلَّى َّ‬
‫هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪َ -‬‬
‫ابلبكر جلد مائة ونفي عام) (‪ .)٣‬وتغريب الزاين‪ :‬نفيه وإبعاده عن وطنه‪.‬‬

‫وال تغريب على الرقيق‪ ،‬إذ مل ترد السنة بتغريب اململوك إذا زىن‪ ،‬وألن يف تغريبه إضراراً بسيده‪ .‬وال تغرب املرأة إال‬

‫مبحرم كما سبق‪.‬‬

‫مىت جيب حد الزان‬

‫إن السبب يف حد الزان كما جاءت به الشريعة اإلسالمية هو ارتكاب هذه اجلرمية النكراء يف اجملتمع املسلم وقد‬

‫جاءت الشريعة بضوابط دقيقة هلذه اجلرمية من أجل حتققها ألن احلدود يف اإلسالم تدرأ ابلشبهات عموماً وتسقط‬

‫ِبا فال حيد انسان ما مل يتحقق ارتكاب اجلرمية منه على وجه يوجب العقاب واجلزاء دون شبهة أو ريب حفاظاً‬

‫على اجملتمع من وقوع هذه الفاحشة وعدم انتشارها واخلوض فيها ويف مساوئها ‪ ،‬وإذا سقط احلد حبق الزاين ينتقل‬

‫احلاكم إىل عقوبة التعزير مبا يراه رادعاً وزاجراً للجاين ولغريه أو حيكم ابملهر إن كان الوطء بشبهة ‪ ،‬وقد سبق لنا أن‬

‫ذكران ضوابط الزان املوجب للحد يف تعريف احلنفية له وهو‪ :‬وهو الوطء احلرام يف قبل احلية املشتهاة يف حالة االختيار‬

‫يف دار العدل ممن التزم أحكام اإلسالم ‪ ،‬العاري عن حقيقة النكاح وعن شبهته وعن حق امللك وعن شبهة االشتباه‬
‫‪٧‬‬
‫يف موضع االشتباه يف امللك والنكاح‪.‬‬

‫‪7‬الزان‪ ،‬دندل جرب (‪ ،)٢٠١٥‬ص‪.٢٢ :‬‬

‫‪6‬‬
‫شروط حد الزان‬

‫هنالك شروط متفق عليها بني الفقهاء وشروط خمتلف فيها‪:‬‬

‫فأما املتفق عليها فهي‪:‬‬

‫عاقال)‪ ،‬فال َّ‬


‫حد على الصيب واجملنون لقول النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‬ ‫‪ - ١‬أن يكون من صدر منه مكل ًفا (ابلغًا ً‬

‫‪" :-‬رفع القلم عن ثالثة‪ :‬النائم حىت يستيقظ‪ ،‬والصغري حىت يكرب‪ ،‬واجملنون حىت يفيق"‪.‬‬

‫‪ - ٢‬إدخال احلشفة أو قدرها من مقطوعها يف الفرج‪.‬‬

‫‪ - ٣‬أن يكون من صدر منه الفعل عاملا ابلتحرمي؛ ألن احلكم ال يثبت إال بعد العلم‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ - ٤‬انتفاء الشبهة لقول النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" :-‬ادرأوا احلدود ابلشبهات"‪.‬‬

‫وأما الشروط املختلف فيها‪:‬‬

‫‪ - ١‬اشرتاط كون املوطوءة حية‪ ،‬وذلك عند مجهور الفقهاء من احلنفية والشافعية واحلنابلة واملالكية يف غري املشهور‬

‫عندهم؛ ألن احلد وجب للزجر‪ ،‬ونكاح امليتة مما ينفر منه الطبع‪ ،‬ويرى املالكية يف املشهور عندهم أن واطئ امليِّتِ ِة‬

‫حيد حد الزان‪.‬‬

‫‪ - ٢‬كون املوطوءة امرأة‪ ،‬واختلف الفقهاء يف حد اللواط‪ ،‬وهو‪ :‬فعل الفاحشة يف الدبر‪ ،‬بعد إمجاعهم على حترميه‬

‫ني (‪ )٨٠‬إِنَّ ُك ْم لَتَأْتُو َن الِّر َج َ‬


‫ال‬ ‫ِ‬ ‫اح َش َة ما سب َق ُكم ِِبا ِمن أ ٍ ِ‬
‫ال لَِقوِم ِه أ َََتْتُو َن الْ َف ِ‬ ‫ِ‬
‫َحد م َن الْ َعالَم َ‬
‫َ ََ ْ َ ْ َ‬ ‫{ولُوطًا إ ْذ قَ َ ْ‬
‫لقوله تعاىل‪َ :‬‬
‫ون النِّ َس ِاء بَ ْل أَنْتُ ْم قَ ْوٌم ُم ْس ِرفُو َن}‪ ,‬وقول النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" :-‬لعن هللا من عمل عمل قوم‬
‫َشهوًة ِمن د ِ‬
‫َْ ْ ُ‬
‫‪٨‬‬
‫لوط" ثال ًَث‪.‬‬

‫‪ ٨‬الفقه امليسر‪ ،‬عبد هللا بن حممد الطيّار (‪ ،)٢٠١٢‬ص‪.١٢٦-١٢٥:‬‬

‫‪7‬‬
‫ثبوت الزان‬

‫إلقامة حد الزىن ال بد من إثبات وقوعه‪ ،‬وال يثبت وقوعه إال أبحد أمرين‪ :‬األمر األول‪ :‬أن يقر به الزاين أربع مرات‪،‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ‪ -‬ابعرتاف ماعز والغامدية‪ .‬وأما اشرتاط األربع‪:‬‬


‫صلَّى َّ‬
‫ولو يف جمالس متعددة؛ فقد أخذ النيب ‪َ -‬‬
‫‪٩‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ‪ -‬ثالث مرات فرده‪ ،‬فلما اعرتف الرابعة أقام عليه احلد‪.‬‬
‫صلَّى َّ‬
‫فألن ماعزاً اعرتف عند النيب ‪َ -‬‬

‫أوًل‪ :‬اإلقرار قد اتفق على ذلك الفقهاء؛ ألن الرسول ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قد أخذ ابعرتاف ماعز والغامدية‪،‬‬
‫ً‬

‫ولكنهم اختلفوا يف عدد مرات اإلقرار الذي يلزم به احلد على النحو اآليت‪:‬‬

‫أمحد واحلكم وابن أيب ليلي إىل أنه ال بد من اإلقرار أربع مرات‬
‫‪ - ١‬ذهب مجهور العلماء ومنهم أبو حنيفة و ُ‬

‫مستدلني حبديث الباب الوارد عن أيب هريرة ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬فإن النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬مل يقم احلد على‬

‫وقياسا على الشهادة ابلزان حيث ال يقبل إال أربعة شهود‪ ،‬وال يشرتط‬
‫ماعز إال بعد أن أقر على نفسه أربع مرات‪ً ،‬‬
‫عندهم أن تكون اإلقرارات يف جمالس متعددة خالفًا للحنفية‪.‬‬

‫الشافعي وأبو ثور وابن املنذر إىل أنه يكفي إلقامة احلد إقرار واحد حلديث‪" :‬واغد اي أنيس‬
‫ُّ‬ ‫‪ - ٢‬وذهب مالك و‬

‫إىل امرأة هذا فإن اعرتفت فارمجها"‪ .‬وقد أوجب عليها الرجم وهي قد اعرتفت مرة‪.‬‬

‫الراجح‪ :‬ال بد من اإلقرار أربع مرات حلديث أيب هريرة يف قصة ماعز حيث أقر أربع مرات‪ ،‬ولو وجب احلد مبرة مل‬

‫يعرض عنه رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬؛ ألنه ال جيوز ترك حد وجب هلل تعاىل‪ ،‬وقد روى نعيم بن هزال يف‬

‫حديثه قال‪ :‬حىت قاهلا أربع مرات‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" :-‬إنك قد قلتها أربع مرات فبمن؟ "‬

‫قال‪ :‬بفالنة‪ .‬وهذا تعليل منه يدل على أن إقرار األربع هي املوجبة‪ ،‬وما دام قد حصل احتمال يف العدد فإن األخذ‬

‫ابألحوط أوىل‪ ،‬كما يف الشهادة على الزان حيث يشرتط أربعة شهود‪.‬‬

‫‪ ٩‬الفقه امليسر يف ضوء الكتاب‪ ،‬جمموعة من املؤلفني (‪ ،)٢٠٠٤‬ص‪.٣٦٧-٣٦٥:‬‬

‫‪8‬‬
‫شروط صحة اإلقرار‪ :‬يش رتط لصحة اإلقرار ابلزىن أن يصرح حبقيقة الوطء‪ ،‬وأال يرجع عن إقراره حىت يقام عليه‬

‫احلد‪.‬‬

‫اإلقرار يف اجلرائم املشرتكة‪ :‬لو أقر أحدمها وأنكر اآلخر أقيم احلد على املقر بشروطه دون املنكر منهما عند‬

‫مجيعا؛ ألن قبول إنكار أحدمها يعد تكذيبًا لآلخر‪.‬‬


‫اجلمهور‪ ،‬ويرى احلنفية أنه ال يقام احلد عليهما ً‬

‫اثنيًا‪ :‬الشهادة‪ :‬وهلا شروط‪:‬‬

‫استَ ْش ِه ُدوا‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ - ١‬أن يشهد عليه ابلزان أربعة شهود لقوله تعاىل‪{ :‬لَ ْوَال َجاءُوا َعلَْيه ِأب َْربَ َعة ُش َه َداءَ}‪ .‬وقوله تعاىل‪{ :‬فَ ْ‬
‫َعلَْي ِه َّن أ َْربَ َعةً ِمْن ُك ْم}‪.‬‬

‫رجاال كلهم وال تقبل فيه شهادة النساء‪ ،‬ألنه ال مدخل لشهادة النساء يف احلدود؛ الحتمال عدم‬
‫‪ - ٢‬أن يكونوا ً‬

‫قدرهتن على ضبط الشهادة فتدرأُ احلدود ابلشبهات‪.‬‬

‫‪ - ٣‬أن يكون الشهود مكلفني (ابلغني عاقلني) فال تقبل شهادة الصيب وال اجملنون‪.‬‬

‫‪ - ٤‬العدالة‪ :‬فال تقبل شهادة فاسق وال مستور احلال جلواز أن يكون فاس ًقا‪.‬‬

‫‪ - ٥‬أن يكون الشهود مسلمني‪ :‬فال تقبل شهادة أهل الذمة فيه؛ ألن العدالة مل تتحقق فيهم‪.‬‬

‫‪ - ٦‬أن يكون الشهود أحر ًارا‪ ،‬فغري احلر ال تقبل شهادته‪ ،‬وقد اختلف يف شهادة العبد يف سائر احلقوق‪ ،‬فيكون‬

‫ذلك شبهة متنع قبول شهادته يف احلد ألنه يندرئ ابلشبهات‪.‬‬

‫‪ - ٧‬أن يصفو الزىن مبا يدفع كل االحتماالت عن إرادة غريه من االستمتاع احملرم‪ ،‬فال بد من تصرحيهم به لتنتفي‬

‫الشبهة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وانفعا وشبل بن‬
‫‪ - ٨‬جميء الشهود كلهم يف جملس واحد؛ ألن عمر بن اخلطاب ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬حد أاب بكرة ً‬
‫معبد عندما شهدوا على املغرية بن شعبة ابلزىن ومل يشهد زايد فحد الثالثة ولو مل يكن اجمللس مشرتطًا مل حيدهم‬
‫‪١٠‬‬
‫جلواز أن يكملوا برابع يف جملس آخر‪ ،‬وقد عمل عمر ذلك مبحضر من الصحابة ومل ينكره أحد فكان كاإلمجاع‪.‬‬

‫عالنية حد الزان‬

‫‪ - ١‬يرى اجلمهور من احلنفية واملالكية والشافعية استحباب أن يستوىف حد الزان حبضور مجاعة قيل أقلهم‬

‫أربعة‪.‬‬

‫احدا عند من يقيم احلد يف قول ابن عباس‬


‫‪ - ٢‬ويرى احلنابلة وجوب حضور طائفة من املؤمنني ولو و ً‬

‫ني} (‪.)٢‬‬‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫{ولْيَ ْش َه ْد َع َذ َاِبَُما طَائ َفةٌ م َن الْ ُم ْؤمن َ‬
‫(‪ ،)١‬وذلك لقوله تعاىل‪َ :‬‬

‫كيفية تنفيذ احلد‬

‫‪ - ١‬اجللد‪ :‬اتفق الفقهاء على أنه جيلد الصحيح القوي يف احلدود بسوط معتدل ويفرق الضرب على بدنه ويتقي‬

‫الوجه واملقاتل؛ حلديث أيب هريرة ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬عن النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬أنه قال‪" :‬إذا ضرب أحدكم‬

‫فليتجنب الوجه"‪.‬‬

‫قائما‬
‫خطرا على حياة املضروب‪ ،‬والقصد من احلد الردع والزجر ال القتل‪ ،‬وجيلد الرجل ً‬
‫وأما املقاتل فألن يف ضرِبا ً‬
‫واملرأة جالسة لئال تتكشف‪.‬‬

‫قائما وال يوثق بشيء وال حيفر له سواء ثبت الزىن ببينة‬
‫رجال؛ فإنه يرجم ً‬
‫‪ - ٢‬الرجم‪ :‬إذا كان املقام عليه حد الزان ً‬

‫أو إقرار ألن النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪" -‬مل حيفر ملاعز"‪.‬‬

‫‪ ١٠‬الفقه امليسر‪ ،‬عبد هللا بن حممد الطيّار (‪ ،)٢٠١٢‬ص‪.١٣٣-١٣٠ :‬‬

‫‪10‬‬
‫أما إذا كانت امرأة فقد اختلف الفقهاء فيها‪:‬‬

‫أمحد يف رواية إىل أنه ال حيفر هلا كالرجل ولكن تشد عليها ثياِبا كيال تتكشف ملا روى‬
‫فذهب مالك و ُ‬ ‫أ‪-‬‬

‫أبو داود عن عمران بن حصني قال‪" :‬فأمر ِبا النيب صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فشدت عليها ثياِبا "صلى‬

‫هللا عليه وسلم ‪ -‬فشدت عليها ثياِبا"‪.‬‬

‫أمحد يف رواية أخرى إىل أنه إن كان احلد ثبت ابلبينة فإنه حيفر هلا إىل الصدر؛ ألنه‬
‫وذهب الشافعي و ُ‬ ‫ب‪-‬‬

‫أسرت هلا وإن ثبت ابإلقرار فال حيفر هلا لتمكينها من الفرار إن رجعت ‪.‬‬

‫ويرى أبو حنيفة اخليار لإلمام يف احلفر من عدمه مع التمكني من الفرار يف حالة اإلقرار إن هربت‪،‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫ويبدأ اإلمام أو احلاكم ابلرجم إن كان ثبت الزان عنده ابإلقرار‪ ،‬وإن كان ثبت بشهود فالسنة أن يبدأ‬

‫الشهود‪ ،‬ملا روي عن علي ‪-‬رضي هللا عنه ‪-‬أنه قال" ‪:‬الرجم رمجان‪ ،‬فما كان منه إبقرار‪ ،‬فأول من‬
‫‪١١‬‬
‫يرجم اإلمام مث الناس‪ ،‬وما كان ببينة فأول من يرجم البينة مث الناس"‪.‬‬

‫احلكمة يف حد الزان‬

‫ابلنظر يف العقوابت اإلسالمية كلها يظهر تالزم أمرين فيها‪:‬‬

‫أ‪ -‬األول كثرة االحتياطات لصاحل املتهم‪ ،‬وكثرة القيود على تطبيق العقوبة‪.‬‬

‫ب‪ -‬صرامة العقوبة وشدهتا‪ ،‬وهذا يضمن أمرين‪:‬‬

‫األمر األول‪ :‬حفظ األمن العام وتقليل معدل اإلجرام ً‬


‫نظرا لصرامة العقوبة فالقاتل الذي يعلم أنه سيقتل والسارق‬

‫الذي يعلم أنه ستقطع يده واملعتدي على العرض واألسرة الذي يعلم أنه سريجم أو جيلد مائة سوط سيفكر يف‬

‫‪ ١١‬الفقه امليسر‪ ،‬عبد هللا بن حممد الطيّار (‪ ،)٢٠١٢‬ص‪.١٣٦-١٣٤ :‬‬

‫‪11‬‬
‫نتائج اجلرمية قبل اإلقدام عليها‪ ،‬بينما إذا علم أنه سيحبس فقط ألشهر أو سنوات قد ال يبايل ابلعقوبة وابلتايل ال‬

‫يقلع عن اجلرم‪.‬‬

‫األمر الثاين‪ :‬صيانة حياة املتهم وإعطاؤه كل الضماانت أبن ال تطبق عليه العقوبة إال بعد استنفاذ كل األعذار‬

‫والبحث عن السبل اليت تدرأ عنه العقوبة‪ .‬وإذا نظران إىل الزان جنده ينطوي على نفس امليزة حيث تشدد يف وسائل‬
‫‪١٢‬‬
‫إثباته (أربعة عدول) وكانت عقوبة حازمة‪.‬‬

‫مسائل تتعلق ابلزىن‬

‫يتعلق ابلزىن عدة مسائل نعرضها ابختصار‪:‬‬

‫‪ - 1‬اًلستمناء ‪:‬‬

‫لغة‪ :‬هو مصدر استمىن أي طلب خروج املين‬

‫الحا‪ :‬إخراج املىن بغري مجاع‬


‫واصط ً‬
‫حكمه‪ :‬اختلف الفقهاء فيه ‪:‬‬

‫وج ِه ْم َحافِظُو َن‬


‫‪ - ١‬فريى اجلمهور من املالكية والشافعية واحلنابلة أنه حمرم لقوله تعاىل ‪ { :‬والَّ ِذين هم لِ ُفر ِ‬
‫َ َ ُْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك فَأُولَئِ َ‬
‫ك ُه ُم‬ ‫ني (‪ )٦‬فَ َم ِن ابْتَ غَى َوَراءَ َذل َ‬ ‫ِ‬
‫ت أَْميَا ُهنُْم فَِإ َّهنُْم َغ ْ ُري َملُوم َ‬
‫(‪ )٥‬إَِّال َعلَى أ َْزَواج ِه ْم أ َْو َما َملَ َك ْ‬

‫ادون(‪[ .} )٧‬سورة املؤمنون]‬


‫الْ َع ُ‬
‫‪ - ٢‬ويرى احلنفية أن االستمناء حرام إذا كان الستجالب الشهوة أما إذا غلبته الشهوة وليس له زوجه وال‬

‫أمة فيفعل ذلك لتسكينها فال شيء عليه‪ ،‬ويرون وجوبه إذا خاف الوقوع يف الزان الرتكابه أخف الضررين‬
‫‪١٣‬‬
‫وهو رواية عند احلنابلة‪.‬‬

‫‪ ١٢‬اجلرمية والعقاب يف اإلسالم‪ ،‬الشيخ الدكتور عبدالرمحن بن معال اللوحيق (‪ ،)٢٠١٥‬ص‪.٤٥ :‬‬
‫‪ ١٣‬الفقه امليسر‪ ،‬عبد هللا بن حممد الطيّار (‪ ،)٢٠١٢‬ص‪.١٢٨-١٢٧ :‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -2‬السحاق واملفاخذة ‪:‬‬

‫السحاق واملفاخذة السحاق ‪ :‬هو إتيان املرأة املرأة‪ ،‬وهو حرام‪ ،‬وال حد فيه لعدم اإليالج ‪ ،‬وعقوبته‬

‫التعزير‪ ،‬ألنه مباشرة من غري إيالج‪ ،‬كمباشرة الرجل املرأة فيما دون الفرج‪ ،‬ودليل حترميه ما رواه أبو موسى‬

‫األشعري رضي هللا عنه ‪ :‬أن النيب ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬قال ‪« :‬إذا أتت املرأة املرأة فهما زانيتان»‪,‬‬

‫وفيه التعزير دون احلد‪.‬‬

‫واملفاخذة بني رجل وامرأة ليس زين‪ ،‬وكذلك إدخال بعض احلشفة‪ ،‬واإليالج يف غري فرج‪ ،‬كالسرة‪،‬‬

‫ومقدمات الوطء‪ ،‬كلها ليست زين‪ ،‬ولكنها حمرمة‪ ،‬وجيب فيها التعزير ‪ ،‬وإذا وجد رجل وامرأة أجنبيان‬

‫حتت حلاف واحد ومل يعرف غري ذلك فال حد‪ ،‬وجيب التعزير‪.‬‬

‫‪ -3‬وطء امليتة ‪:‬‬

‫إذا وطئ رجل امرأة ميتة‪ ،‬وهو من أهل احلد‪ ،‬فال حد عليه يف األصح‪ ،‬وإن كانت حمرمة عليه يف احلياة؛‬
‫‪١٤‬‬
‫ألن هذا مما ينفر الطبع عنه فال حيتاج إىل الزجر عنه حبد‪ ،‬كشرب البول‪ ،‬بل يعزر‪.‬‬

‫‪ ١٤‬املعتمد يف الفقه الشافعي‪ ،‬األستاذ الدكتور حممد الزحيلي (‪ ،)٢٠١٣‬ص‪.١٦٨-١٦٧ :‬‬

‫‪13‬‬
‫املسألة احلالية‬

Isu: Adakah terdapat tempoh iddah bagi penzina?

Persoalan: Situasi wanita yang berzina kemudianingin berkahwin. Bagaimana pula kalau
hamil, adakah perlu menunggu kelahiran anak? Adakah terdapat tempoh iddah bagi wanita
yang berzina tersebut?

Ringkasan jawapan: Tujuan idah adalah untuk memelihara nasab yang merupakan
maqasid dalam perkahwinan. Oleh itu, penzina tiada idah dan tidak mempunyai
nasab hasil persetubuhan tersebut. Kesannya penzina boleh berkahwin ketika
hamil menurut mazhab Syafie. Walau bagaimanapun penzi na wajib bertaubat dan
tidak mengulanginya.

Hikmah dan Sebab Pensyariatan Idah:

Idah diwajibkan jika wujud hubungan antara lelaki dan wanita melalui pernikahan, mahupun
persetubuhan syubhah. Ia berkait dengan nafkah dan tempat tinggal semasa menjalani tempoh
idah. Idah berlaku disebabkan penceraian antara pasangan suami isteri melalui lafaz talak dan
seumpamanya mahupun disebabkan kematian. Antara tujuan disyariatkan idah adalah seperti
berikut:

1- Memelihara kesucian ikatan dalam perkahwinan, syariah dan kehidupan


2- Memelihara nasab keturunan
3- Mengelakan percampuran nasab
4- Hak suami isteri
5- Hak anak
6- Hak pernikahan
7- Hak Allah SWT dalam mentaati perintah penetapan tempoh idah tanpa penambahan
mahupun mengurangkan bilangannya.

14
Dalam mazhab Syafi’i wanita yang berzina tidak perlu menjalani tempoh idah sepertimana
yang dinyatakan oleh al-Khatib al-Syirbini, kata beliau:

ِ ‫اح الْمزِينُّ ِِبا فَ َال ِع َّدةَ علَي ها ِابِالتَِّف‬


‫اق‬ ِ ِ ِِ
َْ َ َ ْ َ ِ ‫َو َخَر َج بعدَّة النّ َك‬

“Golongan yang terkeluar dari hukum idah ialah sebab zina, maka tiada idah bagi
penzina(wanita) menurut persepakatan fuqaha”

Selain itu Imam al-Syirazi juga menjelaskan seperti berikut

‫فإن زىن ابمرأة مل جتب عليها العدة ألن العدة حلفظ النسب والزاين ال يلحقه نسب‬

“Jika seorang lelaki berzina dengan seorang wanita, maka tidak diwajibkan idah baginya
(perempuan tersebut), kerana idah itu untuk memelihara nasab dan hukum nasab tidak boleh
dinisbahkan kepada penzina.

Oleh itu, tujuan iddah adalah untuk memelihara nasab sedangkan wanita yang berzina tidak
mempunyai nasab hasil persetubuhan tersebut. Tempoh idah untuk memastikan rahim kosong
dari kandungan hanya bagi wanita yang bercerai daripada ikatan perkahwinan.

Kesannya, penzina boleh bernikah ketika hamil disebabkan tiada idah.15

‫اخلالصة‬

‫ وحىت فعل الزان ال عالقة له‬.‫ ال حتتاج املرأة الزانية إىل اخلضوع لفرتة آيداه على أساس املدرسة الشافعية‬، ‫يف اخلتام‬

‫ فرتة العيده هي فقط للنساء املطلقات من‬.‫بقصد احلفاظ على النسب وهو املقاصد يف الزواج حفاظا على النسب‬

.‫ لذلك ميكن للزانة أن يتزوجوا حىت يف حالة احلمل وحبسب املذهب الشافعي‬.‫رابط الزواج‬

Bakharudin, Y. (2022, August 18). Irsyad al-Fatwa Siri Ke -716: Adakah Terdapat Tempoh Idah bagi penzina ? 15
Pejabat Mufti Wilayah Persekutuan.

15
‫يفرض اإلسالم والقانون احلديث عقوابت حمددة على الزان‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال ينص القانون بشكل عام على عقوابت‬

‫حمددة للمجرمني الذين يرتكبون مبوافقة الطرفني ألهنا تعترب عالقة شخصية حبتة‪ِ .‬بذا ‪ ،‬ميكن القول أن ماليزاي اليوم‬

‫ال تزال ال متارس القانون الشريعة اإلسالمية ابلكامل‪.‬‬

‫اخلامتة‬

‫احلمد هلل الذي أرسل رسوله ابهلدى ودين احلق ليظهره على الدين كله ولو كره املشركون‪ ،‬أشهد أن ال إله إال هللا‬

‫وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‪ .‬اللهم صل وسلم وابرك على حبيبنا حممد وعلى آله وصحبه‬

‫ومن تبعهم إبحسان إىل يوم الدين‪ ،‬أما بعد‪.‬‬

‫اإلسالم مل يعتمد االعتماد الكلي يف قطع دابر الزان على إقامة حد هذه اجلرمية على مرتكبيها يف اجملتمع بل أتى‬

‫بتدابري اصالحية ووقائية على نطاق واسع حلفظ اجملتمع اإلنساين من خطرها‪ ،‬وإمنا جاء ابحلد كأخر حيلة لتطهري‬

‫اجملتمع‪.‬‬

‫حلكمة رابنيّ ٍة تتجلّى يف زجر النفس البشرية وردعها لالبتعاد‬


‫ٍ‬ ‫شرع هللا سبحانه وتعاىل حدود الزان عقوبةً على الفاعلني‬

‫عما حرم هللا تعاىل‪ ،‬وتطهرياً للعبد؛ فإقامة احل ّد على العاصي هو كفارة على فعلته‪ ،‬وحترم الشفاعة يف حدود هللا‬
‫ّ‬
‫التسرت عن الذنب قبل بلوغ األمر إىل احلاكم فإنّه ال يلزم إقامة احلد‪ ،‬ويكفي املسلم يف‬
‫تعاىل إلسقاطها‪ّ ،‬أما العفو و ّ‬
‫ُ‬
‫يتطهر من ذنبه ويتوب إىل هللا سبحانه وتعاىل توبةً نصوحاً؛ فالتائب من الذنب كمن ال ذنب له‪.‬‬
‫هذه احلالة أن ّ‬

‫هذه الواجبات الورقية هي نتيجة نقاشنا اجلماعي عن ابب جرمية الزان‪ .‬كثري املعلومات اليت حنصل عليها من إنتاج‬

‫هذه الواجبات‪ .‬نتقدم ابلشكر إىل األستاذة األستاذة نور شهيدا بنت عبد الرمحن وهي حماضرة يف هذا املوضوع‬

‫وقد أرشدان أيضا يف إكمال هذه املهمة األوىل‪ .‬مث أيضا بفضل األطراف املشاركة أم ال يف إنتاج هذه الواجبات‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫املراجع‬

‫‪ ‬جمموعة من املؤلفني (‪ ، )٢٠٠٤‬الفقه امليسر يف ضوء الكتاب‪ ،‬املدينة املنورة‪.‬‬

‫‪ ‬األستاذ الدكتور حممد الزحيلي (‪ ،)٢٠١٣‬املعتمد يف الفقه الشافعي‪ ،‬دار القلم ‪ -‬دمشق – سوراي‪.‬‬

‫‪ ‬عبد هللا بن حممد الطيّار (‪ ،)٢٠١٢‬الفقه امليسر‪ ،‬الرايض‪ -‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ ‬دندل جرب (‪ ،)٢٠١٥‬الزان‪ ،‬مكتبة املنار‪.‬‬

‫‪ ‬الدكتور ُمصطفى اخلِ ْن والدكتور ُمصطفى البُغا (‪ ،)١٩٩٢‬الفقه املنهجي على مذهب اإلمام الشافعي‪،‬‬

‫دار القلم –دمشق‪.‬‬

‫‪ ‬الشيخ الدكتور عبدالرمحن بن معال اللوحيق (‪ ،)٢٠١٥‬شبكة األلوكة‪.‬‬

‫‪Bakharudin, Y. (2022, August 18). Irsyad al-Fatwa Siri Ke -716: Adakah Terdapat Tempoh Idah‬‬ ‫‪‬‬
‫‪bagi penzina ? Pejabat Mufti Wilayah Persekutuan. Retrieved September 1, 2022, from‬‬

‫‪https://muftiwp.gov.my/artikel/irsyad-fatwa/irsyad-fatwa-umum/5395-irsyad-al-fatwa-siri-ke-‬‬

‫‪716-adakah-terdapat-tempoh-idah-bagi-penzina‬‬

‫‪17‬‬

You might also like