You are on page 1of 7

‫الرسالة الشافية‬

‫(إلى عامة أصحابه)‬

‫‪.‬‬ ‫بعد البسملة والصالة والسالم على موالنا رسول هللا‬


‫اعلموا رحمكم هللا أن الناس ما خلقوا في هذه الدنيا إال لعبادة هللا تعالى‪ ،‬وتوفية أوامره‪،‬‬
‫واجتناب نواهيه‪ ،‬وإن توفية أمر هللا تعالى والقيام بحقوقه من آكد الواجبات‪ ،‬وأعظم‬
‫التوجهات إلى هللا تعالى‪ ،‬قضى بذلك حكم المرتبة اإللهية والشرائع النبوية‪ ،‬قال سبحانه‬
‫وتعالى‪َ[ :‬و َم ا َخ َلْقُت ُاْلِج َّن َو ُاِإل ْنَس ِإَّال ِلَيْعُبُدونِ](الذاريات ‪ :‬اآلية ‪ )56‬وقال تعالى‪َ[ :‬أَلْم‬
‫َأْع َهْد ِإَلْيُك ْم َيا َبِني َء اَد َم َأْن َال َتْعُبُدوْا ُالَّش ْيَطاَن ۖ ِإَّنُه َلُك ْم َعُد ٌّو ُمِبيٌن ‪َ ،‬و َأِن ُاْع ُبُدوِنيۚ َٰه َذ ا ِص َر اٌط‬
‫ُم ْس َتِقيٌم ](يس ‪ :‬اآلية ‪ )61-60‬وقال سبحانه وتعالى‪ِ[ :‬إَّن َٰه ِذِه ُأَّم ُتُك ْم ُأَّم ًة َو اِح َد ًة َو َأَنا َرُّبُك ْم‬
‫َفاْع ُبُدون] (األنبياء ‪ :‬اآلية ‪ )92‬وقال سبحانه وتعالى‪َ[ :‬و َأِط يُعوْا َهَّللُا َو ُالَّرُس وَل َلَعَّلُك ْم‬
‫‪َ[ :‬و ِإْن‬ ‫ُتْر َح ُم ونَ] (آل عمران ‪ :‬اآلية ‪ )132‬وقال سبحانه وتعالى في حق رسوله‬
‫ُتِط يُعوُه َتْه َتُدوْاۚ ](النور‪ :‬اآلية ‪. )54‬‬
‫وق‪i‬ال ع‪i‬ز وج‪i‬ل‪ِ[ :‬تْل َك ُح ُدوُد ِهَّللُاۚ َو َم ْن ُيِط ِع َهَّللُا َو َر ُس وَلُه ُيْد ِخ ْل ُه َج َّن اٍت َتْج ِري ِم ْن َتْح ِتَه ا‬
‫ُاَألْنَهاُر َخ اِلِد يَن ِفيَهاۚ َو َٰذ ِلَك ُاْلَفْو ُز ُاْلَعِظ يُم ‪َ ،‬و َم ْن َيْع ِص َهَّللُا َو َر ُس وَلُه َو َيَتَعَّد ُح ُدوَد ُه ُيْد ِخ ْل ُه َن اًر ا‬
‫َخ اِلًدا ِفيَها َو َلُه َع َذ اٌب ُمِهيٌن ](النساء‪ :‬اآلية ‪. )14-13‬‬

‫إلى غير ذلك من اآليات المطردة في الحث على هَذ ا المطلب‪.‬‬


‫ثم آكد ما يحافظ عليه من أمر هللا هو الصلوات الخمس بجميع أحكامها‪ ،‬ومقتضياتها‪،‬‬
‫ولوازمها‪ .‬وهي مضبوطة في كتب األئمة‪ .‬فالواجب لها المحافظة على شروطها المعلوم‪ii‬ة‪،‬‬
‫واستكمال فرائضها المشهورة‪ ،‬وتثقيل هيئتها في الركوع والسجود على الح‪ii‬د ال‪ii‬ذي ذك‪ii‬ره‬
‫‪ ..." :‬ثم تركع حتى تطمئن راكع‪ii‬ا‪ ،‬ثم ترف‪ii‬ع‬ ‫في الخبر الصحيح بقوله‬ ‫رسول هللا‬
‫حتى تستوي قائما‪ ،‬ثم تسجد حتى تطمئن ساجدا‪ ،‬ثم ترف‪ii‬ع ح‪ii‬تى تس‪ii‬توي جالس‪ii‬ا‪ ،‬ثم تس‪ii‬جد‬
‫‪":‬وافعل ذلك في صالتك كلها"‪.‬‬ ‫حتى تطمئن ساجدا‪"...‬وقال‬
‫واحذروا كل الح‪ii‬ذر من الوق‪ii‬وع في الهالك ال‪ii‬ذي وق‪ii‬ع في‪ii‬ه الن‪ii‬اس من ع‪ii‬دم مب‪ii‬االتهم‬
‫بتكميل أمر صالتهم‪ ،‬فإنهم ينقرونها نقر الديكة للحب‪ ،‬وذلك مبطل له‪ii‬ا بش‪ii‬اهد قول‪ii‬ه‬
‫للرجل الذي رآه يفعل ذلك‪" :‬ارجع فصل فإنك لم تصل" وهو يصلي كذلك ثالث م‪ii‬رات على‬
‫الكيفي‪ii‬ة الس‪ii‬ابقة‪.‬‬ ‫الهيئة التي هي اإلسراع في الركوع والسجود‪ ،‬وفي الرابع‪ii‬ة علم‪ii‬ه‬
‫كان يتم الركوع والسجود بالطمأنينة‪.‬‬ ‫‪ :‬صلوا كما رأيتموني أصلي"‪ ،‬فإنه‬ ‫وقال‬
‫وحقيقة الطمأنينة في الشرع‪ :‬عدُم االضطراب‪ ،‬والسكوُن ‪ ،‬ومعناه أن الراكع والساجد‬
‫إذا بلغ حد الركوع والسجود‪ ،‬يتراخى فيهما قدر ما يسبح هللا تعالى تسبيحات وهو راك‪ii‬ع أو‬
‫ساجد‪ ،‬أقلها ثالث تسبيحات بالترتيل ال أقل من ذلك‪ ،‬هذا أقل الطمأنينة‪ ،‬ومن نقص من هذا‬
‫القدر فسدت صالته‪ ،‬فإنها هي التي وقع فيها الخبر أنها إذا ص‪ii‬الها ص‪ii‬احبها‪ ،‬فبع‪ii‬د فراغ‪ii‬ه‬
‫منها يأخذها الملك فيلفها كما يلف الثوب الخلق ثم يضرب بها وجه صاحبها‪.‬‬
‫والمطلوب في الشرع أن يأتي اإلنسان لصالته مث‪ii‬ل إتيان‪ii‬ه لنوم‪ii‬ه إذا غلب‪ii‬ه‪ .‬ف‪ii‬إن آتي‬
‫النوم إذا غلبه النوم ُيلقي عنه جميع أش‪i‬غاله‪ ،‬ثم ين‪i‬ام منحطا للن‪i‬وم مطمئن‪i‬ا غ‪i‬ير مس‪i‬تعجل‬
‫للفراغ من النوم وال متخفف له‪ .‬فكذلك حالة المصلي مع صالته‪ ،‬يأتيها متث‪ii‬اقال في أدائه‪ii‬ا‪،‬‬
‫قد ألقى كليته إليها‪ ،‬تاركا لكل ما ُيشغله عنها‪ ،‬ثم يفعلها بشروطها المذكورة‪.‬‬
‫وأما من صالها مستعجال ال يطمئن في ركوعه‪ii‬ا وس‪ii‬جودها على الح‪ii‬د ال‪ii‬ذي ذكرن‪ii‬اه‪،‬‬
‫‪" :‬إن أول م‪ii‬ا ُينظ‪ii‬ر في‪ii‬ه من عم‪ii‬ل العب‪ii‬د‬ ‫فإنها غير مقبولة من‪ii‬ه‪ ،‬وإليه‪ii‬ا يش‪ii‬ير قول‪ii‬ه‬
‫الصالة‪ ،‬فإن قبلت منه ُنظ‪ii‬ر فيم‪ii‬ا بقي من عمل‪ii‬ه‪ ،‬وإن لم تقب‪ii‬ل من‪ii‬ه لم ُينظ‪ii‬ر في ش‪ii‬يء من‬
‫عمله"‪.‬‬
‫ثم الواجب لها تكمي‪ii‬ل الطه‪ii‬ارة من الح‪ii‬دث والخبث‪ .‬فليتعلم العب‪ii‬د أحك‪ii‬ام الطه‪ii‬ارة من‬
‫الحدث بتكميل غسل أعضاء الوضوء وظاهر الجسد كله في الغسل‪ .‬فإن أك‪ii‬ثر العام‪ii‬ة الي‪ii‬وم‬
‫متالعبون في غسل أعضاء الطهارة ال يستكملونها‪ ،‬فصالتهم باطلة‪ ،‬يع‪ii‬رف ذل‪ii‬ك من رآهم‬
‫حالة الوضوء‪.‬‬
‫فإن من فسدت طهارته فسدت ص‪ii‬الته‪ .‬كم‪ii‬ا أن من لم يس‪ii‬تكمل الطمأنين‪ii‬ة في الرك‪ii‬وع‬
‫والسجود‪ ،‬ولم يستكمل استواء القيام من الركوع‪ ،‬أو من لم يستكمل اس‪ii‬تواء الجل‪ii‬وس بين‬
‫السجدتين بطلت صالته‪.‬‬
‫فالحذر الحذر من وقوع الخل‪i‬ل في ص‪i‬حة الص‪i‬الة‪ .‬ف‪i‬إن الص‪i‬الة في اإليم‪i‬ان‪ ،‬وأعم‪i‬ال‬
‫اإليمان بمثابة الروح من الجسد‪ ،‬إذا وجدت الروح وجدت حي‪i‬اة الجس‪i‬د‪ ،‬وإن فق‪i‬دت ال‪i‬روح‬
‫منه فقدت الحياة‪.‬‬
‫وأوصيكم بالمحافظة على أداء الصلوات الخمس في الجماعة إن كان اإلم‪ii‬ام يس‪ii‬تكمل‬
‫ركوعها وسجودها كما سبق وإال فال تحل الصالة خلفه‪.‬‬
‫وأوصيكم بإتقان حفظ فاتحة الكتاب‪ ،‬وتكميل تالوتها في الصالة بالترتيل على الوجه الذي‬
‫أنزلت به ال تختل‪ ،‬فإن الفاتحة من الصالة بمنزلة العمود من البيت‪ ،‬إذا سقط العمود سقط‬
‫البيت‪ ،‬فحافظوا عليها‪.‬‬
‫ثم بعد الصالة‪ ،‬المحافظة على صوم رمضان بتكميل شروط صيامه‪ ،‬وكف النفس عن‬
‫اقتحام المحرمات في ليله ونهاره‪ ،‬فإن حرمته من الشرع ال يجهلها إال الجاهل‪.‬‬
‫وليحذر اإلفطار بالعيش الحرام فإنه مضر بالدين‪.‬‬
‫وعليكم بالمحافظة على أداء زكاة األموال‪ ،‬واالعتناء كل االعتناء بها‪ ،‬وحفظ نظامها‪،‬‬
‫وتكميل شروطها بتمامها‪ ،‬على الحد المحدود في كتب الفروع المبسوطة‪.‬‬
‫واعلم‪ii‬وا أن بح‪ii‬ر ال‪ii‬ذنوب ق‪ii‬د طم‪ii‬ا في ه‪ii‬ذه األزم‪ii‬ان‪ ،‬وتالطمت أمواج‪ii‬ه‪ ،‬وت‪ii‬راكمت‬
‫ظلمات‪ii‬ه‪ ،‬ح‪ii‬تى عجز الخل‪ii‬ق عن الخ‪ii‬روج عنه‪ii‬ا إال ص‪ِّii‬ديق‪ ،‬أو ش‪ii‬يخ واص‪ii‬ل‪ ،‬أو من ق‪ii‬رب‬
‫مقام‪ii‬ه‪ ،‬أو من جذبت‪ii‬ه العناي‪ii‬ة‪ .‬وم‪ii‬ا ع‪ii‬دا ه‪ii‬ؤالء فق‪ii‬د تمكن العجز فيهم عن الخ‪ii‬روج عن‬
‫الذنوب‪ .‬فحيث كان األمر هكذا بقضاء موالنا جل جالله‪ ،‬فليشتغل العاقل بعد تصحيح فرضه‬
‫بمكفرات الذنوب‪ ،‬وهي كثيرة بحمد هللا تعالى‪ .‬فان من اشتغل بها مع كثرة الذنوب بعد إنفاد‬
‫المجهود في مدافعتها ما أمكن‪ ،‬تخف عنه مؤونة الذنب‪ .‬وهو خير من ال‪ii‬ذي يقتحم ال‪ii‬ذنوب‬
‫وال ي‪iiiii‬أتي بمفك‪iiii‬رات‪ ،‬ق‪iiii‬ال تع‪iiii‬الى‪ِ] :‬إَّن ُاْلَح َس َناِت ُي ْذ ِهْبَن ُالَّس ِّيَئاِتۚ [ (ه‪iiiii‬ود‪:‬‬
‫مما معناه ه‪ii‬ذا‪.‬‬ ‫‪" :‬وأتبع السيئة الحسنة تمحها‪ "...‬أو كما قال‬ ‫اآلية ‪ )114‬وقال‬
‫وذلك بمنزلة من ُتجدد عليه الجراح في جسده‪ ،‬فكلما وقع به جرح أس‪ii‬رع إلى دوائ‪ii‬ه‪ ،‬فه‪ii‬و‬
‫خير له من الذي تنصب عليه الجراح وال يتداوى ويقول‪ :‬إن الدواء ال يفيد فيها لكثرتها‪.‬‬
‫وكل معصية ال بد لها من عقوبتين‪ :‬عقوبة دنيوية وأخرى أخروية‪.‬‬
‫أما الدنيوية فال ترتفع عن العاصي إال بأحد أمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬إخراج صدقة خالصة هلل تعالى من م‪ii‬ال حالل أو ك‪ii‬الحالل ش‪ii‬رعا‪ ،‬فبه‪ii‬ا ترتفع‬
‫ويندفع عنه بالء المعصية‪.‬‬
‫الث‪iii‬اني من األم‪iii‬رين‪ :‬الرج‪iii‬وع إلى ب‪iii‬اب هللا تع‪iii‬الى بالض‪iii‬راعة واالبته‪iii‬ال‪ ،‬وال‪iii‬ذل‬
‫واالنكسار‪ ،‬والتصريح في الدعاء بطلب العفو منه سبحانه وتعالى‪ ،‬وطب رفع مص‪ii‬يبة ذل‪ii‬ك‬
‫الذنب‪ .‬فإنه بسبب ذلك إذا أحسنه يرتفع عنه بفضل هللا تعالى‪.‬‬
‫وأما عقوبة اآلخرة فال ترتفع عنه وال بد له منه‪ii‬ا‪ ،‬إال أن يعفو عن‪ii‬ه س‪ii‬بحانه وتع‪ii‬الى‬
‫بسبب أو بغ‪i‬ير س‪i‬بب‪ .‬وأس‪i‬باب العفو كث‪i‬يرة‪ ،‬من أراده‪i‬ا فليطالعه‪i‬ا فيم‪i‬ا ذكرن‪i‬اه وفي كتب‬
‫الحديث‪.‬‬
‫وأم‪ii‬ا مكفرات ال‪ii‬ذنوب‪ ،‬فأعظمه‪ii‬ا ق‪ii‬درا‪ ،‬وأكبره‪ii‬ا خطرا‪ ،‬وأبلغه‪ii‬ا في مح‪ii‬و ال‪ii‬ذنوب‬
‫بقدر االستطاعة‪ ،‬فإنه‪ii‬ا ال‪ii‬ذخيرة العظمى‪،‬‬ ‫والسيئات هي كثرة الصالة على رسول هللا‬
‫والحص‪ii‬ن الم‪ii‬نيع األحمى‪ .‬فمن ث‪ii‬ابر عليه‪ii‬ا بق‪ii‬در االس‪ii‬تطاعة فإنه‪ii‬ا كفيل‪ii‬ة بمح‪ii‬و ال‪ii‬ذنوب‬
‫واآلثام‪ ،‬مقبولة الشفاعة لصاحبها بين يدي خالق األنام‪.‬‬
‫والستعمالها شروط‪ :‬منه‪i‬ا الطه‪i‬ارة الكامل‪i‬ة كالص‪i‬الة‪ ،‬وإال فالطه‪i‬ارة من الخبث دون‬
‫الحدث‪ ،‬وطهارة البدن والمكان والثوب‪ ،‬وأن يقصد صاحبها بها وج‪ii‬ه هللا العظيم‪ ،‬واإلجالل‬
‫دون غيرها من سائر النيات‪ .‬فإن لها أحواال في النيات‪ .‬وإخالص العم‪iii‬ل‬ ‫هلل ولرسوله‬
‫فيها من ش‪ii‬وائب الري‪ii‬اء والس‪ii‬معة‪ .‬فإنه‪ii‬ا إذا ص‪ii‬حت على ه‪ii‬ذا المنهج ك‪ii‬انت فائ‪ii‬دتها أعظم‬
‫وأكثر من جميع وجوه البر إال النزر القليل منها‪ .‬فإنه ثبت الخبر بها أن المرة الواحدة منها‬
‫تعدل أربعمائة غزوة في سبيل هللا‪ ،‬وكل غزوة تع‪i‬دل أربعمائ‪ii‬ة حجة مقبول‪i‬ة‪ ،‬وك‪i‬ذا الطائر‬
‫الذي يخلقه هللا في الصالة الواحدة منه‪ii‬ا‪ ،‬يخلق‪ii‬ه هللا تع‪ii‬الى يس‪ii‬بح بجمي‪ii‬ع ألس‪ii‬نته‪ ،‬وثواب‪ii‬ه‬
‫للمصلي‪ .‬وكذا في الحديث الشريف أن هللا تع‪ii‬الى يخل‪ii‬ق ملك‪ii‬ا من الص‪ii‬الة الواح‪ii‬دة فينغمس‬
‫ذلك الملك في بحر الحياة‪ ،‬فإذا خرج ينتفض فيخلق هللا تعالى من كل قطرة طارت منه ملك‪ii‬ا‬
‫يستغفر هللا للمصلي إلى يوم القيامة‪ .‬وفيه‪ii‬ا أيض‪ii‬ا عش‪ii‬ر حس‪ii‬نات‪ ،‬ومغفرة عش‪ii‬ر س‪ii‬يئات‪،‬‬
‫ورفع عشر درجات‪ ،‬ويصلي عليه ربه عشر صلوات‪ ،‬وتصلي عليه مالئك‪ii‬ة س‪ii‬بع س‪ii‬ماوات‬
‫كل واحد عشر مرات‪ .‬وهذا األمر ال ُيقّد ُر قدره‪ .‬وبكل صالة من صالة العب‪ii‬د ح‪ii‬وراء وقص‪ii‬ر‬
‫في الجنة‪ ،‬ويكفي هذا فيها‪.‬‬

‫ثم‪ii‬انين م‪ii‬رة ليل‪ii‬ة الجمع‪ii‬ة‬ ‫وكذا من مكفرات ال‪ii‬ذنوب‪ :‬الص‪ii‬الة على رس‪ii‬ول هللا‬
‫ويومها بعد العصر‪ ،‬فإن الثمانين التي في الليل تكفر ذنوب أربعمائة س‪ii‬نة‪ ،‬والثم‪ii‬انين ال‪ii‬تي‬
‫بعد العصر تكفر ذنوب ثمانين سنة‪.‬‬
‫ومن مكفرات ال‪ii‬ذنوب‪ :‬ص‪ii‬الة التس‪ii‬بيح‪ ،‬وهي مش‪ii‬هورة في كتب الح‪ii‬ديث فال نطي‪ii‬ل‬
‫بذكرها‪ ،‬فإنها كفيلة بتكفير جميع الذنوب من بداية تكليف العبد إلى مماته‪] .‬وهللا ذو الفضل‬
‫العظيم[‪.‬‬
‫ومن مكفرات الذنوب‪ :‬الدوام على قراءة آخر سورة الحشر‪ ،‬فإن صاحبها يغفر له م‪ii‬ا‬
‫تقدم من ذنبه وما تأخر‪.‬‬
‫ومن مكفرات ال‪i‬ذنوب‪ :‬س‪i‬بحان هللا والحم‪i‬د هلل وال إل‪i‬ه إال هللا وهللا أك‪i‬بر وال ح‪i‬ول وال‬
‫قوة إال باهلل ملء ما علم وعدد ما علم وزنة ما علم‪ .‬ف‪ii‬إن الم‪ii‬رة الواح‪ii‬دة منه‪ii‬ا تكفر جمي‪ii‬ع‬
‫الذنوب وتؤمن العبد من عذاب هللا تعالى‪.‬‬
‫ومن مكفرات الذنوب‪ :‬المواظبة على المسبعات العشر بكرة وعش‪ii‬ية‪ ،‬ف‪ii‬إن من قرأه‪ii‬ا‬
‫دائما لم يكتب عليه ذنب‪.‬‬
‫ومن مكفرات الذنوب‪ :‬السيفي مرة في الصباح ومرة في المس‪ii‬اء‪ ،‬ف‪ii‬إن من دوام‪ii‬ه لم‬
‫يكتب عليه ذنب‪.‬‬
‫ومن مكفرات الذنوب دعاء‪" :‬يا من أظهر الجميل‪ "...‬إلخ‪ .‬فإن الخبر ثبت أن‪ii‬ه يمح‪ii‬و‬
‫جميع الذنوب وُيْع طى صاحبه ثواب جميع الخالئق في كل مرة منه ويكفي هذا‪.‬‬
‫وأوص‪i‬يكم بالمحافظ‪i‬ة على البع‪i‬د من إذاي‪i‬ة الن‪i‬اس وإض‪i‬رارهم‪ ،‬والبحث عن عي‪i‬وبهم‬
‫وعوراتهم‪ ،‬فإن المشتغل بذلك ال يفلح ال في الدنيا وال في اآلخرة‪.‬‬
‫وأصيكم بالبعد من أم‪ii‬ور ك‪i‬ل من وق‪i‬ع في أم‪ii‬ر منه‪ii‬ا أمات‪ii‬ه هللا ك‪i‬افرا من غ‪i‬ير ش‪ii‬ك ‪-‬‬
‫والعياذ باهلل تعالى ‪ :-‬كثرة إذاية المسلمين‪ ،‬اإلكثار من الزنى من غير توبة‪ ،‬وإدعاء الوالية‬
‫بحكاي‪ii‬ة‬ ‫بالك‪ii‬ذب‪ ،‬واالنتص‪ii‬اب للمش‪ii‬يخة بغ‪ii‬ير إذن‪ ،‬وتعم‪ii‬د الك‪ii‬ذب على رس‪ii‬ول هللا‬
‫قوله‪ ،‬واالنهماك في الغيبة والنميمة بال توبة‪ .‬فهذه أمور يقطع لص‪ii‬احبها أن‪ii‬ه يم‪ii‬وت ك‪ii‬افرا‬
‫ولو عمل ما عمل إال أن يتوب‪ ،‬وإنم‪ii‬ا يختم ل‪ii‬ه ب‪ii‬الكفر إذا بقي مص‪ii‬را على ذل‪ii‬ك ح‪ii‬تى م‪ii‬ات‬
‫والعياذ باهلل تعالى‪.‬‬
‫وأوصيكم بطهارة القلب من الغل والحقد على المسلمين‪ ،‬فإن من تخل‪ii‬ق ب‪ii‬ذلك ال يفلح‬
‫أبدا‪.‬‬

‫‪" :‬خص‪ii‬لتان‬ ‫وأوصيكم بالبعد عن سوء الظن باهلل وبعب‪ii‬اده الموم‪ii‬نين‪ ،‬فق‪ii‬د ق‪ii‬ال‬
‫ليس فوقهم‪ii‬ا ش‪ii‬يء من الخ‪ii‬ير‪ :‬حس‪ii‬ن الظن باهلل وحس‪ii‬ن الظن بعب‪ii‬اد هللا‪ ،‬وخص‪ii‬لتان ليس‬
‫فوقهما شيء من الشر‪ :‬سوء الظن باهلل وسوء الظن بعباد هللا"‪.‬‬
‫وأوصيكم بالبعد عن أكل الحرام شرعا‪ ،‬فإن المداوم على ذلك يحب‪ii‬ط عمل‪ii‬ه ال محال‪ii‬ة‪،‬‬
‫‪:‬‬ ‫فقد قال‬
‫"ليجيئن أقوام يوم القيامة معهم من الحسنات أمثال جب‪ii‬ل تهام‪ii‬ة‪ ،‬ح‪ii‬تى إذا جيء به‪ii‬ا‬
‫صارت هباء منثورا‪ .‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا صف لنا هؤالء فو هللا إنا نخشى أن نك‪ii‬ون منهم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أما وهللا إنهم كانوا يصومون ويص‪i‬لون ويأخ‪i‬ذون َو َهن‪ًi‬ا من اللي‪i‬ل ولكنهم إذا الح لهم‬
‫الئح من الحرام وثبوا عليه فأدحض هللا أعمالهم وقذفهم في النار"‪.‬‬
‫ثم إن الح‪ii‬رام وإن عم األرض كله‪ii‬ا‪ ،‬فل‪ii‬ه أح‪ii‬وال في التحلي‪ii‬ل على حس‪ii‬ب الض‪ii‬رورات‬
‫واألعذار‪ ،‬وسيذكر في آخر الوصية إن شاء هللا توجيه ما يتناول من ذلك‪.‬‬
‫وأوصيكم بالبعد عما دان عليه الناس اليوم وانَك بوا عليه‪ ،‬وعم جميع آفاق األرض إال‬
‫ال‪ii‬نزر القلي‪ii‬ل من الخل‪ii‬ق‪ .‬وه‪ii‬و المعامل‪ii‬ة ب‪ii‬الغش في جمي‪ii‬ع أح‪ii‬وال المبيع‪ii‬ات والمع‪ii‬امالت‪،‬‬
‫واالنهم‪ii‬اك في تن‪ii‬اول المع‪ii‬امالت الفاس‪ii‬دة في ال‪ii‬بيع والش‪ii‬راء مم‪ii‬ا حرم‪ii‬ه الش‪ii‬رع المطه‪ii‬ر‬
‫صراحة أو ضمنا‪ ،‬وهي مفصلة في الفروع الفقهية‪.‬‬
‫وأوصيكم بالمحافظة على أوقات تتوجهون فيها إلى هللا تعالى بالتوجه الص‪ii‬حيح‪ ،‬إم‪ii‬ا‬
‫‪.‬‬ ‫بذكر أو تالوة قرآن في الصالة أو خارجها‪ ،‬وإما بالصالة على رسول هللا‬
‫وأقل ذلك وقتان صباحا ومساء‪ ،‬واألفضل ثالثة أوق‪ii‬ات‪ ،‬ص‪ii‬باحا ومس‪ii‬اءًا وفي ج‪ii‬وف‬
‫‪ .‬فمن اس‪ii‬تكمل‬ ‫الليل‪ .‬وليجعل في كل وقت منها ما استطاع من الصالة على رس‪ii‬ول هللا‬
‫في جميعها عشرة آالف موزعة على األوقات المذكورة كان من أعظم الفائزين برض‪ii‬ى هللا‬
‫تعالى في الدار اآلخرة‪ .‬وأعظم من ذلك في النفع ما زاد على العشرة آالف‪ .‬وإن لم يقدر فما‬
‫دونها إلى ألف في كل وقت‪ ،‬وإن عجز فخمسمائة في الصباح ومثلها في العشي‪ ،‬وإن عجز‬
‫فثالثمائة في الصباح ومثلها في المساء‪ ،‬فمن داوم على ذلك كما ذكرن‪ii‬ا ف‪ii‬از برض‪ii‬ى هللا في‬
‫الدار اآلخرة‪ ،‬وفي الدنيا تسهل عليه مطالبه‪ ،‬وتيسر له أمور معاشه‪ ،‬ويجد برك‪ii‬ة ذل‪ii‬ك في‬
‫رفع الباليا عنه والعصمة من ش‪ii‬رور األع‪i‬داء والحس‪ii‬اد‪ .‬والحاص‪ii‬ل أن‪ii‬ه يجد له‪ii‬ا برك‪i‬ة في‬
‫جميع المطالب الدينية والدنيوية‪ .‬وبالدوام عليها تغشاه البرك‪ii‬ة وول‪ii‬ده وول‪ii‬د أوالده‪ .‬وم‪ii‬تى‬
‫وقع منه ما يوجب هدما لدينه‪ ،‬أو محقا لحسناته‪ ،‬أو طردا ل‪ii‬ه من ب‪ii‬اب رب‪ii‬ه‪ ،‬أو م‪ii‬ا ي‪ii‬وجب‬
‫الوقوع في المهالك الشديدة‪ ،‬صارت هي شافعة له بين يدي هللا تعالى‪ ،‬وخرج له من عناية‬
‫هللا تعالى بسببها ما يقيه من جميع ذلك كله ويغفر له‪ .‬فإنه‪ii‬ا أعظم الوس‪ii‬ائل إلى هللا تع‪ii‬الى‪،‬‬
‫وأعظم المعارج إلى مرتقى درك رضى هللا في الدار اآلخرة‪ ،‬ألن هللا عز وجل بش‪ii‬دة عنايت‪ii‬ه‬
‫تكفل لتاليه‪i‬ا أن يص‪i‬لي علي‪i‬ه بك‪i‬ل واح‪i‬دة عش‪i‬را‪ ،‬ومن ص‪i‬لى علي‪i‬ه رب‪i‬ه في أوقات‪i‬ه‬ ‫بحبيبه‬
‫تباعدت عنه النقم والباليا في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫فإنها للعامة المنهمكين في الشهوات أح‪ii‬ق لهم من تالوة الق‪ii‬رآن العظيم‪ .‬ف‪ii‬إن الق‪ii‬رآن‬
‫‪ .‬ولكن ال ين‪ii‬ال‬ ‫درجته عالية‪ ،‬ومرتبته سامية‪ .‬فهو أفضل من الص‪ii‬الة على رس‪ii‬ول هللا‬
‫فضله في التالوة إال من توقف عن تخطي حدود هللا تعالى‪ ،‬قال سبحانه وتعالى‪ِ] :‬تْلَك ُح ُدوُد‬
‫ِهَّللُا َفَال َتْع َتُدوَهاۚ َو َم ْن َيَتَعَّد ُح ُدوَد ِهَّللُا َفُأوَٰل ِئَك ُهُم الَّظاِلُم ون[َ(البق‪ii‬رة‪ :‬اآلي‪ii‬ة ‪ . )229‬فال يت‪ii‬أتى‬
‫لقارئ القرآن أن يتلوه وه‪i‬و ظ‪i‬الم‪ ،‬ألن هللا تع‪i‬الى جع‪i‬ل الق‪i‬رآن مح‪i‬ل الق‪i‬رب والت‪i‬داني‪ ،‬فال‬
‫يناله فضله‪ .‬قال سبحانه وتعالى‪َ] :‬و ِم َن ُالَّناِس َم ْن َيْشَتِر ي َلْه َو ُاْلَح ِد يِث ِلُيِض َّل َعْن َس ِبيِل ِهَّللُا‬
‫َٰل‬
‫ِبَغْيِر ِع ْلٍم َو َيَّتِخ َذ َها ُهُز ًو اۚ ُأو ِئَك َلُهْم َع َذ اٌب ُمِهيٌن ‪َ ،‬و ِإَذ ا ُتْتَلٰى َع َلْيِه آَياُتَنا َو َّلٰى ُم ْس َتْك ِبًر ا َك َأْن َلْم‬
‫َيْس َم ْعَها َك َأَّن ِفي ُأُذ َنْي ِه َو ْق ًر اۖ َفَبِّش ْر ُه ِبَع َذ اٍب َأِليمٍ [َ(لقم‪ii‬ان‪ :‬اآلي‪ii‬ة ‪ . )7-6‬وق‪ii‬ال س‪ii‬بحانه‬
‫وتعالى‪َ] :‬و ْيٌل ِلُك ِّل َأَّفاٍك َأِثيٍم ‪َ ،‬يْس َم ُع َء اَياِت ِهَّللا ُتْتَلٰى َع َلْيِه ُثَّم ُيِص ُّر ُم ْس َتْك ِبًر ا َك َأْن َلْم َيْس َم ْعَهاۖ ‬
‫َفَبِّش ْر ُه ِبَع َذ اٍب َأِليٍم ‪َ ،‬و ِإَذ ا َع ِلَم ِم ْن آَياِتَن ا َش ْيًئا اَّتَخ َذ َها ُه ُز ًو اۚ ُأوَٰل ِئ َك َلُهْم َع َذ اٌب ُمِهيٌن ‪ِ ،‬م ْن‬
‫َو َر اِئِهْم َج َهَّنُم ۖ َو اَل ُيْغ ِني َع ْنُهْم َم ا َك َسُبوا َشْيًئا َو َال َم ا ُاَّتَخ ُذ وا ِم ْن ُدوِن ِهَّللُا َأْو ِلَياَء ۖ َو َلُهْم َع َذ اٌب‬
‫َع ِظ يمٌ [(الجاثية‪ :‬اآلية ‪ . )10-7‬فأنت تسمع شدة الوعيد لمن قرأ القرآن ولم يعمل ب‪ii‬ه وهللا‬
‫الموفق‪.‬‬

‫عم‪ii‬ارة األوق‪ii‬ات ب‪ii‬ذكر هللا تع‪ii‬الى‪ ،‬فإن‪ii‬ه إن دوام على‬ ‫ثم بع‪ii‬د الص‪ii‬الة على رس‪ii‬ول هللا‬
‫عشرة آالف مرة أو أكثر؛ يكفيه معها ال إله إال هللا مائ‪ii‬ة م‪ii‬رة‪،‬‬ ‫الصالة على رسول هللا‬
‫وإن عمل في كل وقت من األوقات الثالث "سبحان هللا والحم‪ii‬د هلل وال إال هللا وهللا أك‪ii‬بر وال‬
‫حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم ملء ما علم وعدد ما علم وزنه ما علم" عشر مرات في‬
‫كل وقت؛ كانت كل مرة منها أفضل عند هللا تعالى ممن يستغرق الليل والنهار في ذكر هللا ال‬
‫يفتر‪ .‬فح‪ii‬افظوا على ه‪ii‬ذا م‪ii‬ا اس‪ii‬تطعتم‪ ،‬ف‪ii‬إن المحاف‪ii‬ظ على ه‪ii‬ذا تنال‪ii‬ه من هللا تع‪ii‬الى عناي‪ii‬ة‬
‫عظيمة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫وأوصيكم وأؤكد عليكم في بذل صدقة في كل يوم أقلها رب‪ii‬ع رغي‪ii‬ف إلى درهم إلى م‪ii‬ا‬
‫وراء ذل‪ii‬ك‪ ،‬من كس‪ii‬ب يرتض‪ii‬يه الش‪ii‬رع على الوج‪ii‬ه ال‪ii‬ذي ن‪ii‬ذكره في آخ‪ii‬ر الوص‪ii‬ية في‬
‫التصرفات في المعامالت العادية‪ ،‬فإن المداوم على الصدقة في كل يوم يحفظه هللا تعالى من‬
‫الباليا والمحن‪ ،‬ولتكن النية في الصدقة هلل تعالى ال لغيره‪.‬‬
‫وأوصيكم وأؤكد عليم بالتباعد عن المجاهرة للناس بسوء الق‪ii‬ول‪ ،‬ب‪ii‬ل تع‪ii‬املونهم بم‪ii‬ا‬
‫تق‪ii‬درون علي‪ii‬ه من أحس‪ii‬ن الق‪ii‬ول‪ ،‬وبم‪ii‬ا تق‪ii‬درون علي‪ii‬ه من حس‪ii‬ن الخل‪ii‬ق‪ .‬ق‪ii‬ال س‪ii‬بحانه‬
‫وتعالى‪َ] :‬ال ُيِحُّب ُهَّللُا ُاْلَج ْهَر ِبُالُّس وِء ِم َن ُاْلَقْو ِل ِإَّال َم ْن ُظِلَم ۚ[(النساء‪ :‬اآلية ‪ . )148‬وق‪ii‬ال هللا‬
‫تعالى‪َ] :‬و ِإْذ َأَخ ْذ َنا ِم يَث اَق َبِني ِإْس َر اِئيَل َال َتْعُب ُدوَن ِإَّال َهَّللُا َو ِبُاْلَو اِل َدْيِن ِإْح َس اًنا َو ِذ ي ُاْلُق ْر َبٰى‬
‫في آخ‪ii‬ر ح‪ii‬ديث‪:‬‬ ‫َو ُاْلَيَتاَم ٰى َو ُاْلَم َس اِكيِن َو ُقوُلوْا ِللَّناِس ُح ْس ًنا[(البقرة‪ :‬اآلية ‪ . )83‬وقال‬
‫‪" :‬رأس العقل بعد اإليمان باهلل التودد إلى الناس"‬ ‫"وخالق الناس بخلق َح سن" وقال‬
‫الحديث‪.‬‬

You might also like