Professional Documents
Culture Documents
ثمiiانين مiiرة ليلiiة الجمعiiة وكذا من مكفرات الiiذنوب :الصiiالة على رسiiول هللا
ويومها بعد العصر ،فإن الثمانين التي في الليل تكفر ذنوب أربعمائة سiiنة ،والثمiiانين الiiتي
بعد العصر تكفر ذنوب ثمانين سنة.
ومن مكفرات الiiذنوب :صiiالة التسiiبيح ،وهي مشiiهورة في كتب الحiiديث فال نطيiiل
بذكرها ،فإنها كفيلة بتكفير جميع الذنوب من بداية تكليف العبد إلى مماته] .وهللا ذو الفضل
العظيم[.
ومن مكفرات الذنوب :الدوام على قراءة آخر سورة الحشر ،فإن صاحبها يغفر له مiiا
تقدم من ذنبه وما تأخر.
ومن مكفرات الiذنوب :سiبحان هللا والحمiد هلل وال إلiه إال هللا وهللا أكiبر وال حiول وال
قوة إال باهلل ملء ما علم وعدد ما علم وزنة ما علم .فiiإن المiiرة الواحiiدة منهiiا تكفر جميiiع
الذنوب وتؤمن العبد من عذاب هللا تعالى.
ومن مكفرات الذنوب :المواظبة على المسبعات العشر بكرة وعشiiية ،فiiإن من قرأهiiا
دائما لم يكتب عليه ذنب.
ومن مكفرات الذنوب :السيفي مرة في الصباح ومرة في المسiiاء ،فiiإن من دوامiiه لم
يكتب عليه ذنب.
ومن مكفرات الذنوب دعاء" :يا من أظهر الجميل "...إلخ .فإن الخبر ثبت أنiiه يمحiiو
جميع الذنوب وُيْع طى صاحبه ثواب جميع الخالئق في كل مرة منه ويكفي هذا.
وأوصiيكم بالمحافظiة على البعiد من إذايiة النiاس وإضiرارهم ،والبحث عن عيiوبهم
وعوراتهم ،فإن المشتغل بذلك ال يفلح ال في الدنيا وال في اآلخرة.
وأصيكم بالبعد من أمiiور كiل من وقiع في أمiiر منهiiا أماتiiه هللا كiافرا من غiير شiiك -
والعياذ باهلل تعالى :-كثرة إذاية المسلمين ،اإلكثار من الزنى من غير توبة ،وإدعاء الوالية
بحكايiiة بالكiiذب ،واالنتصiiاب للمشiiيخة بغiiير إذن ،وتعمiiد الكiiذب على رسiiول هللا
قوله ،واالنهماك في الغيبة والنميمة بال توبة .فهذه أمور يقطع لصiiاحبها أنiiه يمiiوت كiiافرا
ولو عمل ما عمل إال أن يتوب ،وإنمiiا يختم لiiه بiiالكفر إذا بقي مصiiرا على ذلiiك حiiتى مiiات
والعياذ باهلل تعالى.
وأوصيكم بطهارة القلب من الغل والحقد على المسلمين ،فإن من تخلiiق بiiذلك ال يفلح
أبدا.
" :خصiiلتان وأوصيكم بالبعد عن سوء الظن باهلل وبعبiiاده المومiiنين ،فقiiد قiiال
ليس فوقهمiiا شiiيء من الخiiير :حسiiن الظن باهلل وحسiiن الظن بعبiiاد هللا ،وخصiiلتان ليس
فوقهما شيء من الشر :سوء الظن باهلل وسوء الظن بعباد هللا".
وأوصيكم بالبعد عن أكل الحرام شرعا ،فإن المداوم على ذلك يحبiiط عملiiه ال محالiiة،
: فقد قال
"ليجيئن أقوام يوم القيامة معهم من الحسنات أمثال جبiiل تهامiiة ،حiiتى إذا جيء بهiiا
صارت هباء منثورا .فقالوا :يا رسول هللا صف لنا هؤالء فو هللا إنا نخشى أن نكiiون منهم،
فقال :أما وهللا إنهم كانوا يصومون ويصiلون ويأخiذون َو َهنًiا من الليiل ولكنهم إذا الح لهم
الئح من الحرام وثبوا عليه فأدحض هللا أعمالهم وقذفهم في النار".
ثم إن الحiiرام وإن عم األرض كلهiiا ،فلiiه أحiiوال في التحليiiل على حسiiب الضiiرورات
واألعذار ،وسيذكر في آخر الوصية إن شاء هللا توجيه ما يتناول من ذلك.
وأوصيكم بالبعد عما دان عليه الناس اليوم وانَك بوا عليه ،وعم جميع آفاق األرض إال
الiiنزر القليiiل من الخلiiق .وهiiو المعاملiiة بiiالغش في جميiiع أحiiوال المبيعiiات والمعiiامالت،
واالنهمiiاك في تنiiاول المعiiامالت الفاسiiدة في الiiبيع والشiiراء ممiiا حرمiiه الشiiرع المطهiiر
صراحة أو ضمنا ،وهي مفصلة في الفروع الفقهية.
وأوصيكم بالمحافظة على أوقات تتوجهون فيها إلى هللا تعالى بالتوجه الصiiحيح ،إمiiا
. بذكر أو تالوة قرآن في الصالة أو خارجها ،وإما بالصالة على رسول هللا
وأقل ذلك وقتان صباحا ومساء ،واألفضل ثالثة أوقiiات ،صiiباحا ومسiiاءًا وفي جiiوف
.فمن اسiiتكمل الليل .وليجعل في كل وقت منها ما استطاع من الصالة على رسiiول هللا
في جميعها عشرة آالف موزعة على األوقات المذكورة كان من أعظم الفائزين برضiiى هللا
تعالى في الدار اآلخرة .وأعظم من ذلك في النفع ما زاد على العشرة آالف .وإن لم يقدر فما
دونها إلى ألف في كل وقت ،وإن عجز فخمسمائة في الصباح ومثلها في العشي ،وإن عجز
فثالثمائة في الصباح ومثلها في المساء ،فمن داوم على ذلك كما ذكرنiiا فiiاز برضiiى هللا في
الدار اآلخرة ،وفي الدنيا تسهل عليه مطالبه ،وتيسر له أمور معاشه ،ويجد بركiiة ذلiiك في
رفع الباليا عنه والعصمة من شiiرور األعiداء والحسiiاد .والحاصiiل أنiiه يجد لهiiا بركiة في
جميع المطالب الدينية والدنيوية .وبالدوام عليها تغشاه البركiiة وولiiده وولiiد أوالده .ومiiتى
وقع منه ما يوجب هدما لدينه ،أو محقا لحسناته ،أو طردا لiiه من بiiاب ربiiه ،أو مiiا يiiوجب
الوقوع في المهالك الشديدة ،صارت هي شافعة له بين يدي هللا تعالى ،وخرج له من عناية
هللا تعالى بسببها ما يقيه من جميع ذلك كله ويغفر له .فإنهiiا أعظم الوسiiائل إلى هللا تعiiالى،
وأعظم المعارج إلى مرتقى درك رضى هللا في الدار اآلخرة ،ألن هللا عز وجل بشiiدة عنايتiiه
تكفل لتاليهiا أن يصiلي عليiه بكiل واحiدة عشiرا ،ومن صiلى عليiه ربiه في أوقاتiه بحبيبه
تباعدت عنه النقم والباليا في الدنيا واآلخرة.
فإنها للعامة المنهمكين في الشهوات أحiiق لهم من تالوة القiiرآن العظيم .فiiإن القiiرآن
.ولكن ال ينiiال درجته عالية ،ومرتبته سامية .فهو أفضل من الصiiالة على رسiiول هللا
فضله في التالوة إال من توقف عن تخطي حدود هللا تعالى ،قال سبحانه وتعالىِ] :تْلَك ُح ُدوُد
ِهَّللُا َفَال َتْع َتُدوَهاۚ َو َم ْن َيَتَعَّد ُح ُدوَد ِهَّللُا َفُأوَٰل ِئَك ُهُم الَّظاِلُم ون[َ(البقiiرة :اآليiiة . )229فال يتiiأتى
لقارئ القرآن أن يتلوه وهiو ظiالم ،ألن هللا تعiالى جعiل القiرآن محiل القiرب والتiداني ،فال
يناله فضله .قال سبحانه وتعالىَ] :و ِم َن ُالَّناِس َم ْن َيْشَتِر ي َلْه َو ُاْلَح ِد يِث ِلُيِض َّل َعْن َس ِبيِل ِهَّللُا
َٰل
ِبَغْيِر ِع ْلٍم َو َيَّتِخ َذ َها ُهُز ًو اۚ ُأو ِئَك َلُهْم َع َذ اٌب ُمِهيٌن َ ،و ِإَذ ا ُتْتَلٰى َع َلْيِه آَياُتَنا َو َّلٰى ُم ْس َتْك ِبًر ا َك َأْن َلْم
َيْس َم ْعَها َك َأَّن ِفي ُأُذ َنْي ِه َو ْق ًر اۖ َفَبِّش ْر ُه ِبَع َذ اٍب َأِليمٍ [َ(لقمiiان :اآليiiة . )7-6وقiiال سiiبحانه
وتعالىَ] :و ْيٌل ِلُك ِّل َأَّفاٍك َأِثيٍم َ ،يْس َم ُع َء اَياِت ِهَّللا ُتْتَلٰى َع َلْيِه ُثَّم ُيِص ُّر ُم ْس َتْك ِبًر ا َك َأْن َلْم َيْس َم ْعَهاۖ
َفَبِّش ْر ُه ِبَع َذ اٍب َأِليٍم َ ،و ِإَذ ا َع ِلَم ِم ْن آَياِتَن ا َش ْيًئا اَّتَخ َذ َها ُه ُز ًو اۚ ُأوَٰل ِئ َك َلُهْم َع َذ اٌب ُمِهيٌن ِ ،م ْن
َو َر اِئِهْم َج َهَّنُم ۖ َو اَل ُيْغ ِني َع ْنُهْم َم ا َك َسُبوا َشْيًئا َو َال َم ا ُاَّتَخ ُذ وا ِم ْن ُدوِن ِهَّللُا َأْو ِلَياَء ۖ َو َلُهْم َع َذ اٌب
َع ِظ يمٌ [(الجاثية :اآلية . )10-7فأنت تسمع شدة الوعيد لمن قرأ القرآن ولم يعمل بiiه وهللا
الموفق.
عمiiارة األوقiiات بiiذكر هللا تعiiالى ،فإنiiه إن دوام على ثم بعiiد الصiiالة على رسiiول هللا
عشرة آالف مرة أو أكثر؛ يكفيه معها ال إله إال هللا مائiiة مiiرة، الصالة على رسول هللا
وإن عمل في كل وقت من األوقات الثالث "سبحان هللا والحمiiد هلل وال إال هللا وهللا أكiiبر وال
حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم ملء ما علم وعدد ما علم وزنه ما علم" عشر مرات في
كل وقت؛ كانت كل مرة منها أفضل عند هللا تعالى ممن يستغرق الليل والنهار في ذكر هللا ال
يفتر .فحiiافظوا على هiiذا مiiا اسiiتطعتم ،فiiإن المحافiiظ على هiiذا تنالiiه من هللا تعiiالى عنايiiة
عظيمة في الدنيا واآلخرة.
وأوصيكم وأؤكد عليكم في بذل صدقة في كل يوم أقلها ربiiع رغيiiف إلى درهم إلى مiiا
وراء ذلiiك ،من كسiiب يرتضiiيه الشiiرع على الوجiiه الiiذي نiiذكره في آخiiر الوصiiية في
التصرفات في المعامالت العادية ،فإن المداوم على الصدقة في كل يوم يحفظه هللا تعالى من
الباليا والمحن ،ولتكن النية في الصدقة هلل تعالى ال لغيره.
وأوصيكم وأؤكد عليم بالتباعد عن المجاهرة للناس بسوء القiiول ،بiiل تعiiاملونهم بمiiا
تقiiدرون عليiiه من أحسiiن القiiول ،وبمiiا تقiiدرون عليiiه من حسiiن الخلiiق .قiiال سiiبحانه
وتعالىَ] :ال ُيِحُّب ُهَّللُا ُاْلَج ْهَر ِبُالُّس وِء ِم َن ُاْلَقْو ِل ِإَّال َم ْن ُظِلَم ۚ[(النساء :اآلية . )148وقiiال هللا
تعالىَ] :و ِإْذ َأَخ ْذ َنا ِم يَث اَق َبِني ِإْس َر اِئيَل َال َتْعُب ُدوَن ِإَّال َهَّللُا َو ِبُاْلَو اِل َدْيِن ِإْح َس اًنا َو ِذ ي ُاْلُق ْر َبٰى
في آخiiر حiiديث: َو ُاْلَيَتاَم ٰى َو ُاْلَم َس اِكيِن َو ُقوُلوْا ِللَّناِس ُح ْس ًنا[(البقرة :اآلية . )83وقال
" :رأس العقل بعد اإليمان باهلل التودد إلى الناس" "وخالق الناس بخلق َح سن" وقال
الحديث.