Professional Documents
Culture Documents
:ثبوت الجريمة
فماذا عن الرأي الشرعي ؟ ) الخيانة(
www.yabeyrough.com
قال األستاذ بكلية الشريعة والدراسات اإلسالمية د بسام الشطي :أن الخيانة بكل أشكالها من ابغض
السلوكيات التي نهى الشرع عنها ،وهي تدل على اختالف في الوازع الديني وضعف إيمان الفرد بعقيدته
:وبقيمه األخالقية والدينية ،هذا الضعف الذي يسبب انحراف الرجل إلى الخيانة ،قال اهلل تعالى
ُوج ُه ْم َذل َِك أَ ْز َكى َل ُه ْم إِنَّ هَّللا َ َخ ِبي ٌر ِب َما َيصْ َنع َ
ُون( صار ِه ْم َو َيحْ َف ُ
ظوا فُر َ َ ) قُ ْل ل ِْلم ُْؤ ِمن َ
ِين َي ُغضُّوا ِمنْ أ ْب َ ِ
اآلية تشمل األمر اإللهي للمسلمين بغض البصر كالنظر للنساء ،والمراد بحفظ الفروج حفظها من أن
تباشر غير ما أباحه الدين ،وقد ختم األمر اإللهي بغض البصر بجملة (:إِنَّ هَّللا َ َخ ِبي ٌر ِب َما َيصْ َنع َ
ُون)
ألنه كناية عن جزاء من يتمنه األمر من الغض والحفظ لكون المقصد هو األمر واالمتثال ،كذلك يتعين على
المسلم غض البصر والبعد عن افتعال مخالطة النساء أو التلهي معهن ،وذلك بعيدا عن مواطن الفتنة وسدا
لذريعة النساء ،حتى ال يؤدي ذلك إال المفاسد وإثارة الشهوات عند الرجال وما يتبع ذلك من ارتكاب الفعل
.المحرم ويؤدي إلى الخيانة الزوجية
وقد نبه الدكتور الشطي إلى أن يتقي كل زوج في هللا زوجته وان يصون حرمة هذا العهد ،فالزواج رابطة
.مقدسة يجب أن يحافظ عليها الزوج ويصونها من الضياع
وأكد كذلك أن الخيانة الزوجية هدم لألسرة حتى إذا لم يعاقب أي من الطرفين ،وللزوجة حق طلب
الطالق لدفع الضرر الن الزوج في هذه الحالة يكون ناشزا ،والحق سبحانه وتعالى قد وضع عالجا
لزوجها الناشز بقوله ( :وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فال جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير
مؤكدا أنه البد أن تقوم األسرة على األمانة والصدق ،وهذا ضد الخيانة ،خاصة أنها إذا أحدثت بين
.الزوجين فقدت الثقة وانتهت األمانة ،وهي أسوء ما يصيب الزوج أو الزوجة
+بن زهير
بحث عبد الرحيم بن يحيى :طالب باحث ماستر قانون خاص /كلية العلوم القانونية ،جامعة
.أن مشكلة الخيانة الزوجية من ابرز المشاكل التي تواجه أي مجتمع على مستوى العالقات الشخصية
والخيانة الزوجية تتأرجح اختالفا بين الشرع والقانون من حيث أركان ثبوتها وعقوبتها ،فإن كانا متفقين
على تعريفها فالجناية ،هي اقتراف جريمة الزنا التي تعني كل اتصال جنسي أو معاشرة جنسية بين
شخص متزوج وشخص آخر أيا كان هذا الشخص وأيا كان نوع هذا االتصال الجنسي ،فالقانون يجرمه
ويوقعه تحت طائلة قانون العقوبات ،ويشترط القانون الكتمال أركان جريمة الزنا ،أن يتم ضبطها في
+
حالة تلبس أو اعتراف أو ثبوت من واقع شهادة الشهود والمعاينة والفحص والتعليل في حالة عدم التلبس،
أو االعتراف.أما إذا لم يحدث ضبط تلبس بالجريمة ولم يعترف المتهم أو المتهمة وسقط احد أركان
.دعوى الزنا ،فال تكون هناك جريمة قانونا يحاسب عليها الجاني قانونا
كما يستطيع الزوج أو الزوجة المجني عليه أو عليها ،أن يتنازل عن حقه في مقاضاة الطرف الجاني
حفاظا على األوالد والسمعة والشرف درءا للفضائح ،بشرط أن تستأنف الحياة الزوجية بينهما مرة
أخرى ،سواء تم هذا التنازل في بداية إجراءات التقاضي أم أثناء السير في إجراءات دعوى الزنا ،كما
يستطيع الطرف المجني عليه أن يرفع العقوبة على الطرف الجاني حتى ولو صدر حكم نهائي في
.الدعوى أذا قدم ما يثبت قيامها بالمصالحة بالشرط السابق ذكره وهو استئناف الحياة الزوجية فيما بينهما
وواقع األمور والقضايا يثبت أن الزوج هو بالطبع األكثر خيانة من الزوجة ،بحكم العادات والتقاليد
واألعراف التي تحد من حجم الحرية الممنوحة للمرأة الشرقية العربية التي بحكم طبيعتها تكون الخيانة
.هي أخر ما يمكن أن تفكر فيه كزوجة ،وذلك كقاعدة عامة ،ولكل قاعدة شواذها كما نعرف
وبرغم الجمع بين زوجتين أو أكثر في الشريعة اإلسالمية السمحاء ،إال أنه عند غياب الوازع الديني نجد أن
الكثير من األزواج يكتفي بواحدة ،ويتصل جنسيا بمن يشاء من بائعات الهوى حينما يرغب في ذلك ،أو يتخذ
.له صديقة أو رفيقة معينة
ومن المفارقات واألحكام العجيبة الموافقة لشرع البشر وأهوائهم ،أنه وحسب القانون الفرنسي يحق للزوج
أن يقتل زوجته ومن معها حال ضبطه إياها متلبسة بارتكاب جريمة الزنا ،وتخفف عقوبته من السجن
المؤبد إلى السجن لمدة ثالث سنوات كحد أقصى ،أما إذا حدث العكس وضبطت الزوجة زوجها متلبسا
بارتكاب جريمة الزنا ولو في فراشها وقتلته ،فإنها تعاقب كما لو كانت قد ارتكبت جريمة القتل العمد
.ألي سبب من األسباب ،ودون تخفيف أو تقدير للسبب للداعي للقتل
الشك والتحقيق :ولم تعترف أو حتى لو اعترفت ،فكي ال يكون هناك مجال في كون هذا اعتراف
وقع تحت ضغط أو إكراه ،تفحص الزوجة ويؤخذ منها عينة ،فإذا وجدت حيوانات منوية داخل رحمها غير
الخاصة بزوجها ،اعتبر هذا دليال على ارتكابها لجريمة الزنا وكأنها حالة تلبس وإال فمن أين جاءت ؟
أما إذا اثبت الفحص خلو رحمها من أي سوائل أحيوانات منوية تخص شخصا آخر غير زوجها ،كان
هذا دليال على براءة الزوجة من تهمة الزنا حتى وان وجدت أثار منوية على مالبسها من الخارج ،فإن
أي شخص يمكنه إلقاء سائل منوي على المالبس الخارجية دون أن تشعر الزوجة أو المرأة ،وبالتالي
.يحتمل أن يكون هناك من يريد الكيد بها
إذن فلكي تكتمل أركان قضية الخيانة فال بد وأن اليكون هناك أي شائبة يحتمل معها إيقاع الظلم بأحد
بواسطة التحليل الطبي الدقيق ،إال أن الرجل أيضا في حالة توجيه تهمة الزنا إليه يخضع لفحص طبي
.وتسحب عينة منه يتبين منها بواسطة الفحص ما إذا كان قد مارس عملية اتصال جنسي منذ وقت قريب أم ال
وكما سبق القول فان القاضي إذا اشك ولو بمقدار درة في الصحة شيء ما في القضية ولم يطمئن فإنه
يطبق فورا قاعدة الشك ( يفسر لصالح المتهم ) ،ويحكم فورا بالبراءة فليس هناك وسطية في قضايا
الزنا ،فإما الجاني زان وإما هو ليس زانيا ،و يكون الحكم في تلك الحالة أكثر شادا بروح القانون وليس
.بنصه الجامد
اآلثار القانونية للخيانة الزوجية :أما بالنسبة لألثر القانوني لخيانة الزوجة لزوجها ،فيتمثل في
سقوط حقها في المتعة وبقية حقوقها ،كمؤخر الصداق وغيره فقط وبالنسبة ألوالدها يسقط حق حضانتها
+وال تحتفظ إال بالطفل الذي هو دون العامين والذي لهم إذا كانوا في السن التمييز بين الخطأ والصواب،
.ال يستغني عن خدمة النساء في الطعام والنظافة ،وال يستطيع تمييز ما تفعله أمه
،+
أما الزوج الزاني الذي تثبت عليه جريمة الزنا ،فتستطيع الزوجة رفع دعوى طلب الطالق منه للضرر
فليس هناك أشد ضررا للزوجة من الخيانة ،وفي تلك الحالة تستحق نفقة العدة ونفقة المتعة ومؤخر
+المعنوي.صداقها ،وكذلك تعويضا عما أصابها من الضرر
بحث عبد الرحيم بنيحيى :طالب باحث ،ماستر قانون خاص بكلية العلوم القانونية :ابن زهير
الفصل الثاني :أثارها االجتماعية والنفسية وطرق إثباتها والعقوبة المقدرة لها
ينص الفص 491من القانون الجنائي المغربي على إحكام جريمة الخيانة بقوله " :يعاقب بالحبس من
سنة إلى سنتين أحد الزوجين الذي يرتكب جريمة الخيانة الزوجية ،وال تجوز المتابعة في هذه الحالة إال
بناء على شكوى من الزوجة أو الزوج المجني عليه.
غير أنه في حالة غياب أحد الزوجين خارج تراب المملكة ،فإنه يمكن للنيابة العامة أن تقوم تلقائيا
بمتابعة الزوج اآلخر الذي يتعاطى الخيانة الزوجية بصفة ظاهرة ".يستفاد من هذا النص أن المشرع
المغربي ميز بين الخيانة الزوجية و جريمة الفساد ،على أساس أن طرفي الجريمة في الخيانة الزوجية
متزوجين أو على االقل أن يكون احدهما متزوجا ،أما في جريمة الفساد فال وجود لهذه الرابطة إطالقا
وعلى هذا األساس أيضا ميز بين العقوبة المقررة لكل جريمة بتشديد العقوبة في الحالة األولى وتخفيضها
في الحالة الثانية .